لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-03-13, 11:54 PM   المشاركة رقم: 1146
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 22 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الثالث والعشرون


تحركت بجانبه وهي تشعر بسعادة جديدة عليها ، لا تعلم مصدرها ولكنها أخيرا سعيدة بدون أي سبب يدفعها للسعادة
تتحرك بخفة وكأنها فقدت الكثير من الوزن ، جعلها خفيفة وتستطيع الطيران إذا أرادت ، أهذا بسبب انها عادت لعائلتها الطبيعية ؟ ام بسبب انها تغلبت أخيرا على الألم الذي تشعر به عند ذكر والدتها او رؤيتها لها ؟
أهذا بسبب انها أنهت خلافها مع عمها ؟ أم بسبب نزهة البارحة التي قضت بها أمتع أوقات حياتها برفقة بلال وايني ؟ ام بسبب محادثة ذلك الشاب الرائع الذي انتظرها طويلا ؟ ام بسبب ...
هزت رأسها نافية وهي لا تريد ان تفكر في ان هذا هو سبب سعادتها .
ابتسمت مرة أخرى وتنفست بعمق وهزت كتفاها بأنها لا تهتم ، ما يهم الان انها سعيدة !!
انتبهت عليه يحتضن كفها بحنان كعادته ويهمس بشقاوة : أريد ان اعلم سر تلك البسمة التي تتلاعب على شفتيك .
ضحكت بخفة وبانطلاق جديد عليها هي نفسها : لم ؟ أممنوع علي الابتسام ؟
هز رأسه بالإيجاب وهو يعقد حاجبيه بغيرة لمعت بعينيه : نعم .
رفعت حاجبيها بدهشة ليكمل هو بمرح : الرجل كان سيسقط مغشيا عليه بسبب ابتسامتك تلك .
احمر وجهها بتلقائية وهتفت بخجل : رجل ، اي رجل
أدارت رأسها باحثة عما يقوله ، فضحك واحتضن ساعدها بيده،
وهو يقول بهدوء : كفي عن ذلك التوتر ستتسببين لنا بفضيحة ، تحركي حتى لا يأتي ويتكلم معك وحينها سأضربه حقا .
وقفت بقوة وقالت بتوتر : أنت لا تمزح .
نظر لها بقوة وشدها من يدها بلطف وهمس من بين أسنانه : طبعا ، قلت لك تحركي.
تحركت بجانبه مرة أخرى وقالت بشرود : من هذا ؟
ضحك بخفة : ما بك ؟ لم كل هذا التوتر؟ ، انه شاب من الواضح انه معجب بك
أكمل وهو يعقد حاجبيه مفكرا :لا اعلم اشعر اني رايته من قبل ، اعتقد انه يعمل بالمشفى .
احتقن وجهها بقوة وهو يتبع ضاحكا : كان لابد ان تري ملامحه وهو يعتقد انك تبتسمي له ، كنت سأنفجر من الضحك بسببه .
ضحكت رغما عنها وقالت : انت سعيد بذلك .
نظر لها بطرف عينه وقال بهدوء : لا طبعا ، ولكني سعيد من أجلك انت ، فانت سعيدة اليوم للغاية وهذا يسعدني رغما عني .
اتبع بصوت جاد : وإذا كان هذا حدث في ظروف أخرى لكنت لقنت ذلك الأحمق درسا لن ينساه يوما .
انحنى مقتربا من أذنها وهمس : فانا للأسف غيور جدا يا أختي العزيزة ، ليس متفتح كما يبدو علي .
ضحكت بخجل وقالت مغيرة لمجرى الحديث : بالمناسبة ايني أخبرتني عن شيء وطلبت مني ان أحدثك بأمره وانا الأخرى أريد ان افهم ما يحدث معك .
نظر لها باستفهام فاتبعت بصوت هادئ وقور : لم تعامل سوزان بتلك الطريقة الغير مهذبة بالمرة ؟
وقف بطريقة قوية و اتسعت عيناه وظهر الغضب بهما واضحا ، ارتبكت من ردة فعله العنيفة فأكملت بصوت متوتر حزين : هل تدخلت فيما لا يعنيني ؟
حاول ان يبتسم من اجلها ولكنه لم يستطع فقال بعصبيه : لا طبعا .
نظرت له منتظرة ان يكمل حديثه فزفر بقوة : ولكن ذلك الأمر .
صمت وهو يطبق فمه بقوة ليقول سريعا : لن استطيع الحديث عنه الآن ليلى .
هزت رأسها متفهمه فأكمل وهو يحتضن كفها : أرجوك لا تغضبي ، والاهم ان تظلي سعيدة كما كنت ، لا أريد لأمر تافه كهذا ان يفسد مزاجك الرائع اليوم .
ابتسمت باتساع : ما رأيك ان نذهب في نزهة قصيرة كالبارحة ، احتفالا بتحسن أمي؟
ابتسم وسال بشغف : سعيدة من اجلها ليلى .
نظرت له وقالت بتلقائية : بالطبع .
ضمها من كتفيها إلى صدره : أنت رائعة ليلى .
انفجر ضاحكا دون سابق إنذار فنظرت له متفاجئة وهي تحاول ان تتحكم في ضحكتها : بلال ، ما بالك ؟ أجننت ؟
وضع ذراعه أعلى كتفيها وقال بمرح : لا ولكن ذلك الشاب ظهر فجأة أمامنا وانا أضمك إلى صدري ، فلم استطع ان أتحكم بضحكتي وخصوصا ان خيبة الآمل التي تجسدت بوجهه جعلتني أطير فرحا .
لكزته بكوعها وهي تتحرك بجانبه مرة أخرى : لم أدرك انك شرير إلى ذلك الحد.
ابتسم وقال بصوت صعد من داخله : حين يقترب الأمر من احد يخصني فانا لا استطيع التحكم في ذلك الجزء السيئ من شخصيتي .
لا تعلم لم شعرت بالقشعريرة تنتابها بسبب تلك الكلمات القليلة ، من المحتمل لأنها خرجت صادقة لأبعد الحدود ، ام لأنها تذكرت ذلك الآخر ، فكرت ماذا سيفعل به بلال اذا علم بما فعله معها ؟ هل سينتقم لها منه ؟
ابتسمت بحزن تألق في عينيها وهي تفكر " أين هو ليلى ؟ انه اختفى كالحلم !!"
هزت رأسها وهي تردد لنفسها " كان حلما جميلا تحول إلى كابوس "
رفعت رأسها في تصميم وهي تؤكد لنفسها " وانا اكتفيت من الكوابيس "

*************************

تمطت بكسل في الفراش ، ليس لديها عمل اليوم ، وعلى الرغم انها استيقظت باكرا إلا انها لم تغادر غرفتها الا لتذهب وتطمئن على كريم ، وجدته نائما فعادت إلى غرفتها وخلدت هي للنوم مرة أخرى وخاصة ان هشام غادر مبكرا هو الآخر ، غادر على عجالة من أمره ، قبلها سريعا وهو يخبرها ان عليه ان يسرع إلى عمله ، فلديه قضية ضخمة وهذا هو سبب تأخيره البارحة .
تنهدت بقوة وهي تفكر في ذاك الموقف الذي أصبح متأزما بينها وبين حماتها
لا تعلم كيف تتعامل معها الآن ، والاهم كيف ستتعامل مع تلك الحقيرة التي تكلمت عن طفلها بذلك الشكل المهين .
زفرت بقوة وقررت النهوض مرة أخرى لتطمئن على كريم وقبل ان تغادر الفراش فتح باب الغرفة بهدوء جعلها تكتم أنفاسها لترى من القادم بتلك الطريقة

تحرك بهدوء لداخل الغرفة وهو يحاول ان لا يوقظها ، يحمل باقة أنيقة من الورود الحمراء مرصوصة باحتراف ، اقترب من الفراش وجلس بخفة عليه .

اكتشفت سريعا من يدلف إلى غرفتها فرائحة عطره تسبقه دائما ، أغمضت عيناها وهي تدعي النوم ، تريد ان تعلم سبب قدومه بتلك الطريقة المتخفية
شعرت به يقترب من الفراش ويجلس بخفة إلى جانبها ،
انحنى مقتربا منها ليطبع قبله رقيقة بجانب شفتيها ، فتحت عيناها على أثرها
نظر لها بوله وهمس : صباح الخير .
ابتسمت باتساع : صباح النور .
ابتسم وطبع قبلة أخرى فوق شفتيها وقال وهو ينظر إلى عينيها : كنت مستيقظة .
لفت ذراعيها حول رقبته وهي تهز رأسها بالإيجاب : نعم ولكني أردت ان أرى كيف ستوقظني .
اقترب منها أكثر وهو يحيط خصرها بذراعيه : وهل أعجبتك طريقتي ؟
عضت شفتيها بغنج : أكثر من رائعة حبيبي .
تأوه بمرح عندما نطقت بتلك الكلمة الرائعة من بين شفتيها لينحني و يلتقط شفتيها في قبلة طويلة أضاعت أنفاسهما معا .
عاد برأسه إلى الوراء قليلا : قلقت عليك عندما أخبرتني مربية كريم انك لم تستيقظي إلى الآن ، هل أنت متعبة ؟
هزت رأسها نافية : لا ولكني فضلت النوم على ان اجلس ولا افعل أي شيء .
ابتسم ولف ليلتقط باقة الورود التي وضعها على كرسي خلفه وضعها بحضنها لتشهق فرحة : واو ما هذا ؟
ابتسم بخفة : انه ورد احمر .
ضحكت مغيظة : يا سلام ، انا أرى انه ورد احمر .
اقتربت منه ومدت أناملها لتتداعب ربطة عنقه وسالت بابتسامة متلاعبة : ما مناسبتها ؟
أدار عيناه عليها بتمهل لذيذ جعل خدودها تحمر تلقائيا وقال بهمس مشتعل : ان لم تخرجي من الفراش الآن سيكون لي تصرفا أخر ، ولن تعلمي أبدا سبب تلك الباقة .
نظرت له باستفهام فاقترب منها سريعا : حسنا انت من قررت ان لا تعرفي السبب .
ضحكت بصخب وهو يحتضنها بين ذراعيه ، تخلصت منه بصعوبة وهي تقفز من الفراش ، حملت الباقة برقة واحتضنتها بين ذراعيها
نظر لها بغيظ ظهر قويا على ملامحه فقالت بشقاوة : أريد ان اعلم سبب تلك الباقة لا أكثر .
ابتسم بخبث : وإذا وعدتك ان أعلمك بالأمر لاحقا ، هل ستأتي الآن ؟
ابتسمت بخجل : هل تعدني ؟
هز رأسه موافقا وقال سريعا : أعدك .
اقتربت منه في بطء مثير ، جعله يكتم أنفاسه في ترقب وتأملها وهي تتحرك أمامه في خطوات ناعمة وضعت باقة الورد من بين يديها في هدوء ونظرت له بحب
لتتقدم وتجلس على فخذيه ، أحاط خصرها بكفيه وقربها منه أكثر
فردت كفيها على صدره وسألته بهمس : لم أتيت من عملك مبكرا ؟
همس وهو ينظر إلى عينيها : اشتقت إليك .
احتقنت وجنتيها تلقائيا ليكمل وهو يدير عيناه عليها : ثم كدت ان اجن لأني نمت البارحة من تعبي ولم أرى ذلك القميص جيدا .
سال بشقاوة : انه جديد ، أليس كذلك ؟
همت بالرد ليقترب منها ويلثم شفتيها بقبلة طويلة أسكتها بها ليكمل بصوت أجش : سأكتشف ذلك بنفسي .

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 03-03-13, 11:55 PM   المشاركة رقم: 1147
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 22 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

وقفت تنظر إلى المرآة ، لم يغمض لها جفن طوال الليل لا تستطيع استيعاب ما حدث البارحة
نظرت و حدثت نفسها " أكان ما حدث البارحة حقيقة ام انه بقية الكابوس الذي حلمت به ؟
هل فعلا اخبرها انه انتهى من أمرهما ام هي تخيلت ما حدث ، هل تركها ورحل ، تركها واقفة تستجديه البقاء وهو رفض و أولى لها ظهره وغادر دون ان يتأثر بدموعها ولا رجائها "
هزت رأسها نافية : لا طبعا خالد لا يستطيع الاستغناء عني انه يهيم حبا بي .
أومأت برأسها موافقة وهي تؤكد لقلبها " نعم انه فقط غاضب مني ، لأني لم اعلمه بخبر حملي كما ينبغي
صعد صوت قلبها : وطلبت منه الرحيل "
وها انا اطلب منه البقاء !!
تكلم الصوت من جديد " لا منال انه غاضب بالفعل تلك المرة وأكد انه لن يعود "
جزت على أسنانها " اصمت ، خالد لا يستطيع الابتعاد عنا "
نظرت إلى نفسها قليلا وابتسمت بمكر أنثوي طغى على عينيها : حسنا خالد تريد إقناعي إنني لا امثل لك شيئا ، سنرى حبيبي كيف انك لا تستطيع الخلاص مني
يجلس مع الطفلين في الحديقة يستمع إليهما ويتحدث معهما ، يبتسم لضحكات هنا الجميلة ويضحك بخفة على حديث احمد الصاخب انضم إليهم منذ قليل حمويه ومعهما فاطمة ليتجاذب معهم الحديث بخفة وهو يشعر بالأمان يخيم عليهم
كم يعشق تلك العائلة ، فهو افتقد ذاك الجو الأسري طوال عمره ، ولم يشعر به الا عندما تعرف إلى تلك العائلة الدافئة ، فوالدته كانت باردة الطباع ثم ذلك الموقف الذي اتخذته ضده منذ ان أصبح صبيا – كان غير مفهوم إليه – ولكنه آثر حينها الابتعاد والاستقلال بحياته ، غلف نفسه بالبرود وأصبح كسائر قومه اللذين يشبههم
أصبح انجليزي الشكل والطباع ، ومقابلته لذلك الرجل دبت فيه الروح المصرية من جديد ، بسببه اكتشف انه لديه حس فكاهي ليس عاليا ولكنه لديه ، بسببه اكتشف انه غيور كالشرقيين لا يتمتع بالدم البارد كما يطلق على الانجليز ، بسببه اكتشف انه يعشق وطنه الأم وان من اجله سيضحي بالغال والرخيص
ذلك الرجل العظيم كان أهم نقطة تحول في حياته وبسبه أصبح ما عليه هو الآن ، يدين له بالكثير من الفضل والولاء .
ابتسم بامتنان وهو ينظر إليه ليتوقف مرة واحدة عن الابتسام وهو ينظر إلى ما وراء حماه ، لمع الغضب في مقلتيه لتتحول فورا إلى اللون الأسود بعد ان كان زرقتهما صافية ، جز على أسنانه غضبا وهو ينظر إليها ترتدي فستان صيفي طويل مخصص للحوامل واسع من تحت الصدر وبحمالتين رفيعتين ، نظر إلى صدر الفستان العاري وقبض كفيه بقوة ، لتلتقط عيناه شعرها المجدول على الطريقة الفرنسية كما يحب ، تتدلى تلك الجديلة وبعض من خصلات شعرها القصيرة المبعثرة على كتفها الأيسر فتجعل الفوضى تدب بجسده وعقله ،
خفق قلبه سريعا وهي تقترب ليجد ملامحها هادئة راقية بزينة صباحية اخفت بكاء البارحة وأظهرت جمال عيناها الذي يعشقه .
ابتسمت في هدوء وقالت بنبرة تعلم جيدا تأثيرها عليه : صباح الخير .
أشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يتمتم بخفوت : صباح النور .
انتفض بقوة وهو يشعر بشفتيها وهي تطبع على خده قبلة رقيقة وتردد مرة أخرى : صباح الخير حبيبي .
التفت إليها مصعوق مما فعلته علنيا ، ليجدها تنظر إلى عينيه ، ولأول مرة لا يستطيع قراءة عيناها ، رمش بعينيه ليستوعب ما يحدث ليجدها تقبله على وجنته الثانية وتهمس له بجانب أذنه : كيف حالك ؟
رفع عينيه ونظر لها ببرود اعتاد عليه لفترة طويلة وقال بابتسامة هادئة : بخير الحمد لله .
ابتسمت بتوتر وقالت وهي تجلس على كرسي بجانبه : الحمد لله حبيبي .
بدأت تتكلم مع الطفلين ووالديها بهدوء وراحة وكان شيء لم يحدث بينهما ، ابتلع غصة تمكنت منه وهو يشعر بالاختناق يتملكه ،وهو يرى انها ليست غاضبة مما فعله معها ليست متألمة مما قاله لها ، إذا فانا لست فارقا معها
لن تبكي علي أياما وليالي كما فعلت معه ، لن تفتقدني لسنوات ، لن تتذكرني إطلاقا ولن تذكرني كل دقيقة كما كانت تفعل مع الآخر
همست نفسه " لم تحبك يوما خالد ، كنت لعبة تسلي بها نفسها لتنسى ذلك الآخر "
أغمض عيناه بألم لتزيده نفسه تعذيبا وهي تردد : أنت من فعلت بنفسك هذا خالد ، لا تلومها الآن .
انتفض واقفا فجأة لينظروا إليه جميعهم فقال باقتضاب : بعد إذنكم .
سار بخطوات سريعة مبتعدا عنها ، لا يستطيع ان يتحمل ما يردده عليه عقله ، لا يستطيع ان يراها وهي بتلك الفتنة التي تقتل قلبه قهرا وكمدا
تنهد بقوة وهو يستعيد مظهرها الهادئ ، كم كانت طبيعية بذلك الشكل المثير إليه
تبتسم برقة كعادتها وتتكلم وهي تتلاعب بخصلات شعرها المتناثرة حول وجهها وكأنها لم تكتفي بخفقات قلبه التي تستجديه ان يكف عن ذلك العناد الأحمق فعذبته أكثر وهو يراها تلمس خصلات شعرها الذي يتوق هو لدفن انفه به .
دخل إلى الغرفة التي كانت مخصصة لعبد الرحمن من قبل وجلس على الفراش بقهر ليتجمد مكانه وهو يراها تدلف خلفه وتنادي برقة : خالد .

عندما شعرت به يتحرك اتبعته على الفور وهي تؤمر الطفلين ان لا يأتيا خلفها
أسرعت خطواتها عندها هم بالاختفاء من أمام نظرها لتجده يدلف إلى الغرفة التي كانت مخصصة للسائق من قبل
عقدت حاجبيها بقوة ودخلت بهدوء لتناديه : خالد .
وجدته أمام عيناها يجلس على الفراش أدارت عيناها في الغرفة لتنظر له بدهشة بالغة تجسدت في صوتها : أقضيت ليلتك هنا ؟
زم شفتيه بغضب وسال ببرود : ماذا تريدين ؟
رفعت حاجبها باستياء وقالت بإصرار :اجب على سؤالي .
هز رأسه بنعم لتتسع عيناها بتعجب وقالت بحنق : قضيت ليلتك في غرفة السائق .
انتفض واقفا وقال بسخرية : يا للهول ، لم تنطبق السماء على الأرض منال ، لا أرى سببا لذلك الحنق المبالغ فيه .
وضعت يديها في خصرها : لا تريد مني ان اغضب وانت تقضي ليلتك في غرف خاصة بالعاملين بدلا ان تمضي ليلتك بغرفتك .
ابتسم ببرود وقال في هدوء : تقصدين غرفتِك انت .
نظرت له في دهشة : انها غرفتنا .
رفع حاجبه وقال : لا انها غرفتك بمفردك منال .
دعتك انفها بغضب : لا تستفزني خالد ، انها غرفتنا وستظل كذلك .
أجاب بنفاذ صبر : أجئت لنتناقش في أمر الغرفة ؟
هزت رأسها نافية : لا ولكني غضبت من تركك لجميع الغرف في الفيلا لتبيت هنا .
ابتسم ببرود : حسنا سأطلب من والدتك ان تعد إحدى الغرف لي .
اتسعت عيناها بغضب فعلي : أجننت خالد؟
اتسعت عيناه بقوة وهدر بها : منال ، احترسي مما تتفوهين به .
ردت بتحدي : وأنت الآخر احترس مما تريد فعله ، لا دخل للعائلة بما يدور بيننا .
جز على أسنانه قويا وصاح بعنف وهو يدير ظهره إليها : لم أتيت ؟
فركت كفيها في بعضمها بتوتر ، و أزاحت خصلات شعرها خلف أذنها لتهمس : أتيت لاعتذر منك .
التفت لها في حده فأكملت برقة وهي تقترب منه : آسفة .
رمشت عيناه سريعا وهو يراها تقترب منه أكثر لتقف على مقدمة قدميها وتتعلق في رقبته : انا حقا آسفة خالد .
نظرت له بحب وهي تطبع قبلة رقيقة بشغف جانب شفتيه : لا تغضب حبيبي .
لم يستوعب ما يحدث معه الا عندما لفحت أنفاسها الحارة وجهه ، حينها شعر بذراعيها الملتفتان حول عنقه وجسدها الملتصق بجسده ، شعر بقلبه يذوب من قربها له بتلك الطريقة الموجعة .
انتفض عقله وهو يشعر بغضبه الذي بدا بالتلاشي والاختفاء ، ليمسك ساعديها بقوة ويفكهما من حول عنقه ويبعدها عنه ويقول بسخرية ظهرت في تلك الحلقتين السود اللتان اكتنفا المقلتين الزرقاوين : حقا آسفة منال !!
شعرت بالتشتت وهي تراه ينظر إليها بتلك الطريقة لتجيبه بتبعثر : نعم .
انحنى لينظر لها بغضب : مم آسفة منال ؟
عقدت حاجبيها ونظرت له بعدم فهم فصاح بعنف : على أي شيء بعينه آسفة منال ؟
انعقد لسانها ليتبع بحنق وقهر : آسفة على تذكيرك لي كل يوم بزوجك السابق
آسفة على تحميلي ذنب موته واني كنت السبب به
آسفة على صراخك في وجهي كل يوم باني ليس بزوجك .
آسفة على بكائك كل يوم بين أحضاني لتشعريني أنني افعل شيء خاطئ ليس من حقي
آسفة على طردي من حياتك عشرات المرات
آسفة على عدم إخباري بأنك تحملين طفلي ؟ ام آسفة لأنك لم تحبيني يوما منال ؟!!
أغمض عيناه بقهر وهو يتبع بشرود : على ماذا أنت آسفة منال ؟ هيا اخبريني لأعلم انا أتقبل اسفك و اعتذارك على أي شيء فعلتيه بي ، ولأقدر حجم ألمي منك .
دمعت عيناها وهي تشعر بمدى ألمه الذي تسببت به لتنهمر دموعها بقوة وهو ينهى كلامه ، حاولت الحديث لكنها لم تستطع أصابها خرس من هول ما فعلته به وهو يذكره كله بكل تفاصيله ، يذكر كل صغيرة وكبيرة حدثت بينهما
اتبع بتعب حاول ان يسيطر عليه ولكنه لم يستطع : لا منال لا تبكي فانا اكتفيت من بكائك ، اكتفيت من كل شيء ، اكتفيت منال .
سحب مفاتيح سيارته ,هاتفه ليخرج من الغرفة سريعا ويتركها وراءه ومعها قلبه !!

**************************

ابتسمت بحب وهي تنظر إليه وهو نائم بوداعه ، مررت أناملها بخفة بمنتصف ظهره العريض ، ليبستم باتساع ويهمس وعيناه مغمضة : كفي عن ذلك ، من الأفضل لك
ضحكت بصخب لتميل عليه وتستلقي على ظهره وتلصق خدها بظهره ،
قالت بغنج : لم ؟
تحرك سريعا من تحتها ليأتي بها بين ذراعيه و ينثر قبلات كثيرة على وجهها من بين ضحكاتها التي تندفع كشلال ماء عذب ، توقف لينظر إليها بهيام وهو يبتسم بهدوء ، توقفت عن الضحك ونظرت اليه مستفهمة ، فقال بصوت مليء بالعاطفة : لم توقفت ؟ اضحكي ، أحب ان أرى وجهك وهو لامع بتلك السعادة الصافية .
استندت على مرفقيها لتقترب من وجهه وتطبع قبلة هادئة على شفتيه : انت سبب رئيسي في تلك السعادة هشام .
ضمها إلى صدره بحنو : احبك .
تنهدت بقوة وهي تغرس نفسها بين ذراعيه أكثر وقالت بصوت أبح : لن تتركني .
أبعدها عنه قليلا لينظر إلى عينيها وهو يزيح خصلات شعرها المبعثرة من حول وجهها : لا حبيبتي ، فأنت قدري وانا راض به .
ضيقت عيناها بغيظ ليتبع سريعا : أجمل قدر حبيبتي .
ابتسمت باتساع : حسنا اخبرني عن سبب الورد .
عقد حاجبيه لتذكرها فاتبعت سريعا : بل الأهم كيف أتيت باكرا وأنت أخبرتني صباحا ان عملك هام اليوم ولن تستطيع التخلف عنه .
ابتسم وقال بخبث : حسنا الاثنين إجابتهما واحدة تقريبا وهي ان تعلمي سبب تأخري البارحة .
شحب وجهها بقوة لتنظر إليه وهو ينحني جانبا ويأتي بشيء من جيب سترته ويحركه أمام عيناها ويقول بمرح : مفاجأة .
نظرت إلى ذلك المفتاح المدلى أمام عيناها وسالت بغباء : لا افهم .
ضحك بقوة وهو يجلس بجانبها ويضمها إلى صدره : ستفهمين عندما نخرج بعد قليل واريك ما حضرته لك .
مالت على صدره وحركت أناملها بحركات دائرية هادئة على صدره العريض ، مطت شفتيها بدلال وقالت : ليس لي مزاج للخروج .
ضمها إلى صدره بقوة فانطلقت ضحكتها بصخب وهي تنفلت من بين ذراعيه : لا إنني امزح
رفع لها حاجبيه بغيظ فأكملت : أريد ان تخبرني عن المفاجأة
زم شفتيه باستياء اتبعت وهي تقترب منه : في الليل سأفاجئك انا الأخرى
ضحك بخفة وسألها بلهفة لمعت في عينيه :حقا ؟!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تبتسم ابتسامة رائعة مليئة بالوعود
زفر بهدوء واتبع وهو ينهض واقفا : حسنا ارتدي ملابسك وجهزي كريم حتى نخرج لنتناول الغداء في الخارج واريك المفاجأة .
ابتسمت باتساع وارتدت روبها الستاني لتتجه إلى باب الغرفة ، وقفت بهدوء وهي تنظر إلى باقة الورود وابتسمت لتسال بخفوت : هشام ، هل رآك أحدا عندما أتيت ؟
هم بالدخول إلى دورة المياه ليسمع سؤالها أبتسم باتساع وقال بهدوء : لا .
شعرت بخيبة أمل كبيرة تسيطر عليها ، كم تريد ان تشعر والدته بحبه لها وتكف عن التفكير في هدم سعادتها وبيتها .
زفرت في قوة ونحت تلك المشاعر الكئيبة عنها وهي تفكر في مفاجأة هشام وسر ذاك المفتاح الذي أعطاه لها منذ دقائق .
ابتسمت باتساع وهي ترى كريم يحرك يديه باتجاهها لتحمله وتبدأ في حديث ضاحك معه وهي تقبله بين الفينة والأخرى ، تدور به وهي تهمس له بحبها الكبير ، تبتسم لابتسامته وتشعر بسعادة كبيرة وهو يحاول ان يحدثها
انتبهت من سعادتها الخاصة بطفلها على ذراعيه القويتين تشدها بحنو عارم إلى صدره ويقبلهما الاثنين بحب ويهمس في غيرة مفتعله : رأيت ولدك ونسيتني .
اتسعت ابتسامتها لتقبله في خده : أنتما الاثنين أحبائي .
رفع حاجبيه وقال في دهشة سعيدة : تساويني بذاك الولد الصغير ، أنا هشام بك تساويني بذاك الشقي .
أنهى كلامه وهو يحمل الصغير من بين ذراعيها ويقول له بهمس ضاحك : تعالى لبا فهو اشتاق إليك كثيرا .
قبله بحنان والتفت إليها : اذهبي لتستعدي وأنا سأبدل لكريم ملابسه .
حاولت الاعتراض ليدفعا بخفة خارج الغرفة ويقول : هيا حتى لا نتأخر .
قبل الطفل مرة أخرى بجبهته وهو يهمس له : وأنت تعال لأعتني بك .

*************************

توقف بالسيارة أمام بوابة ضخمه يظهر من ورائها قصر عريق ، عقدت حاجبيها وهي تنظر إلى اللوحة الصغيرة والمكتوب عليها بخط منمق " قصر آل الجمّال "
التفتت إليه وهو يشير إلى احد الرجال الوقفين بزي رسمي ، فتكلم الآخر في جهاز إرسال وأمرهم بفتح البوابة
فتحت البوابة أمامهما لينطلق بالسيارة إلى الداخل ، تنحنحت وقالت في هدوء : إذا أنت ابن سيادة الوزير .
ابتسم وعض شفته بخفة : ظننتك لن تستنجي هذا الأمر الآن .
رفعت حاجبها بغيظ : لماذا متخلفة عقليا حتى لا ألاحظ هذا ؟ ثم يا وليد باشا الناس تتهامس عنك ومن الطبيعي ان اعرف عن الأمر دون ان تخبرني سيادتك .
كح بخفة وقال في خفوت : هل سيفرق الأمر معك ؟
ردت سريعا : إطلاقا
لتتبع في هدوء : ولكني كنت أفضل ان اعرف بالأمر منك .
ابتسم تلك الابتسامة السينمائية وهو يقول بخفوت : وها أنا أخبرك بالأمر ، هيا انزلي ، فانا أريد ان أعرفك بالعائلة .
تنفست بقوة وهزت رأسها موافقة ، فتح لها باب السيارة لتخرج منها بهدوء وخفة وهي تنظر مليا للقصر الضخم ، أتى إلى جانبها وقال مبتسما : هيا بنا .
ازدردت لعابها وسيطرت على توترها وهزت رأسها بالموافقة
رن جرس الباب لتفتح له إحدى العاملات بالمنزل وتفسح لهما الطريق رحب بها ودعاها إلى الدخول لتجد شاب وسيم لا يشبه وليد نهض واقفا عندما رآها وابتسم ببشاشة وهو يمد يده مصافحا لها : مرحبا بك .
ابتسمت وهزت رأسها بالتحية : أهلا بك .
وقف وليد بجانبه وقال : هذا هو أخي الأصغر دكتور احمد .
ابتسمت : تشرفنا .
أتت من خلفه فتاه حسناء مبتسمة بترحيب ليقول احمد : وهذه ولاء زوجتي الغالية .
ابتسمت ياسمين وهي تصافح الأخرى التي قالت بهدوء : تشرفت بمعرفتك .
صاح احمد فجأة : ايمي وليد وصل .
انتفضت ياسمين ليضحك وليد وهو يقول : لا تخافي انه مجنون قليلا ، ستعتادين عليه مع الوقت .
ضحكت رغما عنها وهزت أكتافها بتلقائية همت بالحديث لتصمت وتحبس أنفاسها ، توقفت عن الضحك وتوقف الزمن بها وهي تنظر إلى تلك الفتاه التي أتت برفقته من قبل إلى معرضها ، ازدردت لعابها بقوة وهي تؤكد لنفسها " نعم إنها تلك الفتاة التي يريد منها ان تصبح أما لأطفاله ولكنها لا ترتدي الحجاب كما رأتها المرة الماضية ، فرقعت أصابعها وهي تشعر بالغضب يتسلل إليها
لتنتبه على همسته بجانب أذنها : اهدئي .
نظرت له ليبتسم لها بخبث وهو يقول بصوت عال قليلا : الآنسة إيمان بالطبع تتذكرينها .
أومأت برأسها وقالت من بين أسنانها : طبعا تشرفت بمعرفتها من قبل .
ابتسمت إيمان بهدوء واقتربت منها متحدثة بمرح : أنا آخر العنقود .
نظرت لها ياسمين ببلاهة وقالت : ماذا ؟
ضحك وليد بخفة وقال : إنها أختي الصغيرة الآنسة إيمان ستتخرج هذا العام من الجامعة بإذن الله .
اتسعت عيناها بقوة ونظرت له وردت بدون وعي : أختك .
قهقه عاليا وهو يكرر لها : نعم أختي ، بل بالأحرى ابنتي .
ضحكت إيمان بخفة : ليس لتلك الدرجة ديدو .
استوعبت الأمر أخيرا وانه كان يشعل غيرتها فقط المرة الماضية لتنظر له بتوعد ثم تهمس له : حسنا وليد حسنا .
ابتسمت باتساع للأخرى التي تقدمت باتجاهها لترحب بها وتقبلها : تفضلي أمي ستأتي حالا ، هي مشتاقة كثيرا لرؤيتك .
جلست على مقعد منفرد ليجلس هو بأقرب مقعد لها فاتبعت إيمان : إنها تعد الطعام بنفسها اليوم على شرف حضورك ياسمين .
ارتفعت حاجبي ياسمين بدهشة وغزا الخجل وجهها وهي تتخيل ان زوجة سيادة الوزير بنفسها دخلت المطبخ لأجلها تمتمت بخجل : انه لشرف كبير لي .
قال احمد بخفة : أنت مميزة لدى أمي ، فكل ما يتعلق بوليد مميز لها .
همت بالرد ليأتي صوت أنثوي وقور من ورائها : صدقت احمد .
نهضت واقفة بتلقائية لتنظر إلى تلك السيدة الأنيقة وشعرت بدهشة عارمة وهي ترى الحجاب الأنيق الملتف حول وجهها الجميل الذي يدل على أمراءه ذات سحر خاص في الماضي .
كل ما تنبهت إليه من ملامحها ان وليد لا يشبهها إطلاقا ، ابتسمت وهي تفكر احمد يشبهها قليلا ولكن إيمان تعتبر النسخة المصغرة منها
تقدمت ببطء اتجاهها وهي تمد يدها مصافحة إياها ، لتفاجئ بان الأخرى أخذتها بين ذراعيها وأحتضنها بحب شديد
احتقن وجهها خجلا وهي تبتعد عنها : تشرفت بمعرفتك سيدتي .
ابتسمت إنعام هانم وقالت بحنان : بل أنا من تشرف بك وبرؤيتك اليوم .
نظرت لولدها مؤنبه : أخيرا فعل ما كنت اخبره به من أول يوم حدثني فيه عنك .
كح وليد بلطف وهمس بهدوء : ماما .
أشارت له بالصمت : اصمت من فضلك .
حك رأسه بتوتر فابتسمت ياسمين اتبعت إنعام هانم : تفضلي بنيتي .
هزت رأسها بهدوء وهي تجلس بارتباك أكملت السيدة : بسم الله ما شاء الله أنت أجمل بكثير عما وصفك وليد لي .
شعرت بالحرج فخفضت عيناها وسمعته يهمس : ماما .
لتقول السيدة : ماذا ؟ انا اخبرها عن رأيي .
ابتسمت ياسمين بخجل : شكرا سيدتي .
نطق احمد بهدوء : نعم انا اتفق معك أمي إنها أجمل حتى من تلك الصور التي يرسمها الفنان .
التفت إليه بحده وقال : احمد .
هز احمد كتفيه بلا مبالاة وقال : انا الآخر اخبرها برأيي .
نطق من بين أسنانه : احتفظ برأيك لنفسك .
ضحك احمد وهو يحرك له حاجبيه مغيظا ، لتضحك هي بهدوء فقال احمد : انظر هي توافقني في الرأي .
اتسعت عيناه بحدة وقال بحنق : أي رأيي .
قال احمد من بين ضحكاته : انك فنان فاشل .
انفجروا بالضحك وقالت هي بمزح : لا ليس لدرجة الفشل ولكنه مصمم للديكورات أكثر بكثير من كونه رساما .
احمر وجه بحنق ونظر لها بعتب : هكذا .
فرفعت كتفيها وقالت مغيظة : لم اقل شيء خاطئ .
نظر لها بحب لم يحاول ان يخفيه فحذرته نظراتها بصرامة ، ليبتسم ويخفض نظراته عنها قالت الأم بهدوء : حسنا لنتابع هذا الحديث أمام الطعام .
نهضت واقفة لينهضوا معها وقالت بحنو : تفضلي ابنتي .
هزت رأسها لتتبعها وهي تشعر بان التوتر يتبدد ليختفي شيئا فشيئا .

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 03-03-13, 11:57 PM   المشاركة رقم: 1148
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 22 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي


هم بالخروج من باب الفيلا لينتبه على صوت فاطمة تنادي عليه بصوت عال
__ خالد . خالد انتظر .
توقف رغما عنه وهو يقبض كفيه بقوة حاول ان يتنفس بانتظام لعله يهدئ فورة غضبه ، التفت إليها وهو يكتم ألمه بداخله ابتسم بشحوب : نعم تومي .
ابتسمت بارتباك لتقول سريعا : ألن تأخذني لعبده ؟
تنحنح ليقول بصوت مخنوق : ليس اليوم فاطمة لدي عمل لابد ان أقوم به .
زمت شفتيها لتقول بصوت خافت : ألن تكفا عن الشجار قليلا ؟
نظر لها بحده فقالت : آسفة ان كنت أتدخل فيما لا يعنيني ولكني حزينة بسبب الطفلين فهما أصبحا يعيان لكل شيء خالد .
ظهر الضيق على وجهه لتتبع هي : أتعلم احمد من اخبرني انك نمت البارحة في غرفة عبده .
اتسعت عيناه بذهول فهزت رأسها مؤكده : نعم لا اعلم هل رآك بها ام استنتج ذلك؟
زفر بقوة فاتبعت : لا تدع الخلاف الناشئ بينكما يؤثر على الطفلين خالد .
جز على أسنانه بقوة وهو يردد لنفسه " تماسك خالد تماسك لابد ان تتحكم في مشاعرك ، لابد ان تعود كما كنت من قبل !"
أكملت هي : وإذا كانت شقيقتي الغالية مجنونة ، فأنت عاقل بما فيه الكفاية لتتجنب تلك الخلافات
صمتت قليلا أما هو فكان يحدث نفسه " تلك الخلافات لا استطيع تجنبها ولا استطيع ان أتعايش معها بعد الآن "
اتبعت بنبرة مرحة : لا تنسى أيضا ان هرمونات الحمل تؤثر عليها وتزيد من جنونها الذي هو بالأصل متزايد .
ضحك بخفة ضحكة باهتة خالية من الروح لتقول هي بصدق تلك المرة : أرجوك خالد لا تنصرف وأنت غاضب ثم أنسيت اليوم موعد مباراة احمد وهو يود ان تحضرها معه .
هز رأسه بالموافقة : حسنا ، من الجيد انك ذكرتني بأمر تلك المباراة .
تأبطت ذراعه : حسنا هيا لنجلس سويا كما كنا وأرجوك اخرج خلافاتك أنت ومنال من راسك قليلا .
ابتسم : حسنا يا صغيرتي .

*****************************

وصلت إلي البيت وهي تتجاذب معه الحديث المرح كما اعتادت عليه ، تبتسم تلقائيا بسبب او بدون سبب ، سعيدة هي ولا تريد لسعادتها ان تنقضي
دلفت لتسمع صوت إيناس تتحدث بمرح ، عقدت حاجبيها وأسرعت خطواتها لتبتسم وهي ترحب بسوزان ووالدتها بهدوء .
هو الآخر شعر بالتعجب من حديث ايني ليسرع خطواته ويتسمر وهو يرى عمته العزيزة وابنتها يقبعان أمامه ، حاول ان يبتسم ولكنه لم يستطع إلا ان يرسم صورة لابتسامه مشوهة حملت الضيق و وسمته على وجهه
اقترب من عمته مقبلا لها ومرحبا بها بهدوء ، تنفس بعمق قبل ان يلتفت للأخرى ويقول باقتضاب : مرحبا .
شعر بالذهول يتملكه وهي تتقدم باتجاهه وتطبع قبله خفيف على وجنته – كما كانت تفعل معه وهم صغارا – وتقول بخفوت : مرحبا بلال ،
ابتسمت بخجل : كل عام وأنت بخير .
رفع حاجبيه بدهشة فابتسمت وقالت بصوت أعلى قليلا : اليوم عيد ميلادك ،
أكملت هامسة : أتيت لأعيد عليك ، وبالطبع اطمئن على خالتي
اتبعتها بسرعة وكأنها خائفة من ان تغضبه ،
شعر بحلقه جاف والكلمات هاربة منه ، لا يستطع ان ينطق بحرف واحد ، فهو إلى الآن غير مصدق إنها هنا
أربكته هي بقدومها .. وجودها أمامه فجأة .. قبلتها الشفافة التي حملت له شوقها الصادق .. وأخيرا تذكرها لعيد مولده الذي نسيه هو في الأساس
لم يهتم بالحوار الدائر بين أختيه وعمته ، بل كل ما يهمه هي تلك الصغيرة التي جلست في زاوية الغرفة وانطوت على نفسها تدق الأرض برجلها في توتر وترتعش شفتيها مؤنبةٍ نفسها على ما فعلته ، فركت يديها ببعضهما وهي تنظر إلى الأرض وعلامات الحزن ظاهره على وجهها ،
تحرك بهدوء وجلس إلى جوارها ، تصرف بتلقائية غائبة عنه منذ فترة ، نظر بعيدا عنها وهمس في خفوت : اهدئي قليلا .
انتفضت بخفة لتبتسم عندما تراه أمامها فهي كادت ان تجزم انه سيخرج ويترك لها المكان بأكمله ، ولكن في المقابل وجدته جلس بجانبها ويحدثها أيضا ، تشجعت قليلا وهمست بخفوت : كيف حالك ؟
رد بشرود : بخير الحمد لله .
عضت شفتها بتوتر وهمست : اشتقت إليك .
نظر لها بتفحص فشعرت بالارتباك فاتبعت : لم استطيع ان يمر يوم مولدك دون ان أكون معك .
ابتسم بسخرية وقال وهو يكتم ذاك الشعور المقيت بداخله : نعم اعلم .
شعرت بشيء غير مريح في جملته تلك ولكنها واصلت بإصرار : أريد ان اريك ما أحضرته لك معي .
نظر لها بطرف عينه : حسنا ، انتظري قليلا .
التفت إلى أختيه وهو ينظر إلى ليلى السعيدة اليوم على غير العادة وايني المرحة دائما يخططان للخروج ، استأذنت عمته بإصرار وهي تخبرهما إنها متعبة من السفر ولابد ان تستريح واقترحت ان تخرج سوزان برفقتهم ، فأكدا الاثنين معا أنهما لن يسمحا للأخيرة بالرفض
ابتسم بثقة وهو ينظر إلى أختيه اللتان تتهامسان ومظهرهما يدل على أنهما يتفقان على شيء ما لتقف ايني فجأة وهي تقول سأذهب لأرتدي ملابسي فتتبعها ليلى سريعا : سآتي معك
تكلمت ايني قبل ان تخرج من الغرفة : سوزي سنتركك قليلا ريثما نجهز .
هزت الأخيرة رأسها بتفهم ليسرعا الاثنين بالخروج من الغرفة ، كاد ان ينفجر ضحكا من مرح أختيه فهو علم منذ ان قبلته تلك ان هذا تخطيط أخته الصغيرة ، تنهد بقوة وهو يلتفت لينظر إليها وابتسامة ساخرة تتلألأ على شفتيه .

***************************

راقبته ينصرف أمام عينيها وهي تحاول ان تصيح به ان لا يذهب ، تحاول ان تتوسله للبقاء ، تحاول ان تستجديه ان يصفح لها وان يغفر لها ما مضى ، تريد ان تطلب منه بداية جديدة بعيدا عن هذا الماضي المقيت ، حاولت وحاولت ولكنها لم تتفوه بحرف واحد حنجرتها توقفت عن الحديث وعقلها توقف عن قدرته في تنميق العبارات وصياغتها ، وقلبها تعالت أناته وهو يصرخ فيها بأنها قاتله قتلته وقتلت حبيبها ، كيف استطاعت ان تعذبه وتنتقم منه على مدار تلك السنين الفائتة ؟
جلست أرضا وأسندت ظهرها على الفراش وهي تبكي بحرقه وتنظر في أثره
"كيف استطاعت ان تطعنه في قلبه وتقف وتنظر إليه وهو ينزف بين يديها دون ان تحاول ان تسعفه او تداوي جرحه ؟
كيف كانت ذات قلب صخري حجري توقف عن الشعور عندما أمرته هي بذلك ؟
كيف كانت كرامتها اللعينة تحركها و تؤمرها ان تكون أبيه دائمة وان لا تخضع له او لحبه ، كيف كانت تصور لها ان هذا الحب العميق ما هو إلا امتلاك ..قيد يجبرها هو ان تضعه في عنقها ، فهو يريد إخضاعها له .
صاح عقلها بقوة وكأنه استعاد قدرته على الحديث " نعم هو كان يريد إخضاعك "
ليصرخ قلبها بحدة " اخرس أنت ، كل ما نحن فيه هو بسببك "
اتبع قلبها وهو يئن " أنسيت انك السبب في اختيارها لذلك الوغد الذي تزوجته ؟
أنت السبب في أنها اختارته هو دونا عن سائر الخلق وأوهمتها انها تحبه ، بسبب معتقدات تافهة عن الشكل والمظهر وانها لابد ان تتزوج من مصري الشكل والطباع نعم كان مصري الشكل ولكن طباعه كانت ابعد ما يكون عن الرجل الشرقي الحر
كان مختلف عما آمنت هي وحلمت طوال سنين عمرها ، وعندما كنت اخبرها بأنه لا يحبها وانه لا يليق بها كنت ترغمني على الصمت وتوهمها بحبه الكبير لها
كان خائنا لها ولوطنه ، كان فاجرا وداعرا وماجنا ولكنك كنت تغمي عيونها عن كل مساوئه ، لم يحبها يوما كانت بالنسبة له درجة في سلم ، مجرد خطوة يخطيها ثم يتركها وراءه ككم مهمل .
تهدج صوت قلبها وهو يكمل : أنت من أجبرتها عن الابتعاد عن حبها الحقيقي منذ أول مرة التقته بها
" أتنكرين منال انك أعجبت به منذ أول مرة لمحته به ، أتنكرين أنني خفقت بجنون عندما رايتي أول ابتسامه له ، أتنكرين أنني رقصت طربا عندما سمعت صوته الرخيم ولكنته المحببة سكنت بين أوردتي ، أتنكرين أنني ذبت في بحر عيناه الصافي عندما تلاقت عيونكما "
رمشت بعينيها وهي تتذكر أول لقاء لهما في الجامعة وكيف كان ذو حضور طاغي ، كيف خفق قلبها بجنون عند رؤيته كيف انجذبت له من أول طله ، وكيف عنفت قلبها على تلك الخفقات بعدها مرارا وتكرارا ، كيف صدمت عندما علمت انه توأم زوجها المستقبلي ، وكيف كانت تقسو على قلبها عندما يعقد مقارنته بينهما ، وخاصة ان خالد تعمقت علاقته بابيها وأصبح يزورهم كثيرا ، كيف كانت تقف لتسترق إليه النظر وكيف كانت تلوم نفسها بعدها مرارا ، فلا نشأتها ولا تربيتها تسمح لها بذلك النوع من الازدواج ، قمعت تلك المشاعر ودفنتها وأزهقت روحها معها ،
ولكن تبقت لها مشكلة وحيدة وجود خالد في حياتها فزوجها من توأمه شاءت او أبت سيجبرها على التعامل معه ، لتجبر عقلها بكرهه ، نعم كرهته أجبرت عقلها على ان ينظر له بنظرة ضيقة الأفق ، وان يعدد أمامها عيوبه الكثيرة
لا يرى به ألا الأشياء السيئة ، يذكرها بخبثه دائما ، سخريته التي لا تطاق ، وسريته الدائمة ، اختفاؤه وظهوره من العدم أمامها وكأنه عفريت العلبة ، هدوئه المريب !!
كم شعرت بالراحة عندما اخبرها باسم أنهما سينتقلان لأمريكا ، زفرت بقوة وهي تشعر بأنها كعصفور يحصل على حريته ، أخيرا ستنطلق بعيدا عن ذاك المدعو خالد وتأثيره عليها
كانت تشعر بالضيق إذا أتى باسم باسمه او ذكره دون قصد ، كانت تفتعل معه المشاكل حتى لا يذكره أمامها ، وأقنعت نفسها انه هو من يتسبب بحدوث المشاكل بينهما ، تغاضت عن تصرفات باسم المريبة في حين كانت تضخم ما يفعله خالد وتحمله فوق معناه ومحتواه .
حتى عند موت باسم ، اقتنعت بتلك القصة التافهة عن الرجل الذي اخبرها به باسم وانه يبحث عن خالد لأنه مقترض منه بعضا من المال ، وأقنعت نفسها أيضا ان خالد هو السبب وراء رحيل زوجها ، ولكنها وجدت نفسها أمام مشكلة عويصة وانها لابد من الزواج منه ، فأباها كان يعاني حينها من مرض القلب وكان خائف من ان يتوفى ويتركها هي وطفليها من وراؤه ، وقبل ان يدخل لإجراء جراحة هامة استحلفها ان تقبل الزواج من ذلك الخالد فهو الوحيد القادر على حمايتها ورعايتها هي والطفلين .
تنفست بعمق وهي تتذكر أنها شحذت همتها لتتذكر كل عيوب خالد ومساوئه ودفنت مشاعرها الأخرى عميقا وتناستها ، نحتها عن عقلها وذاكرتها
كانت عندما تراه بدلا من ان تتحدث معه بصور عادية تشعره بكرهها له ، وتصرخ في وجهه بأنه من قتل زوجها ، هو من يتم أطفالها
هو السبب في البؤس والشقاء اللذان تعاني منهما ، وإنها تتحامل على نفسها لمجرد النظر في وجهه .

قبضت كفيها وضربتهما بقوة في الأرض من تحتها :" كيف فعلت كل هذا به ؟ كيف؟"
أجهشت في البكاء وهي تتذكر أول ليله لها معه ، كيف دق الباب بأدب ودلف إلى الغرفة في خطوات بطيئة متمهلة ، كيف كان ينظر إلى الأرض على غير عادته
كيف كان يتكلم بخفوت ؟ أذناه محتقنة بشكل غريب ، ظنت حينها انه يخجل من وجوده في غرفتها ، وخاصة إنها كانت ترتدي ثياب النوم ، لا تعلم لم تعاملت معه بعجرفة هي نفسها تمقتها ، ليتحول ذلك الهادئ إلى بركان من الغضب ويطالبها بحقوقه منها كزوج ، فغرت فاها بدهشة ثم ضحكت بتعجب منه وقالت بلامبالاة " أنا زوجة أخيك "
لن تنسى أبدا وجهه الذي اربد بعنف ليقطع المسافة بينهما سريعا ويضمها إلى صدره بقوة وعنف ويقبلها بوحشيه لدرجة أدمت شفتيها وكأنه يعاقب شفاها على تلك الكلمات الغبية ، لم تندهش حينها من طريقته معها بل كل ما أدهشها هي استجابتها له ، ذابت بين يديه وكأنها كانت تنتظر ان يقدم بتلك الخطوة منذ زمن بعيد
توقف عن تقبيلها بقسوة لينظر لها بمقلتيه اللامعتين بلون ازرق غني ، ويهمس بصوته الذي يسري ذبذبات غريبة في جسدها " بل أنت زوجتي انا "
حينها لهثت بقوة وهي تنتظر منه المزيد ليمطرها بقبلاته الندية ويغرقها في بحر عيناه الزرقاوان .
استيقظت صباحا وهي تؤكد لعقلها ان ما حدث البارحة كان حلما ، لم تستطع ان تئده كما فعلت مع البقية - قبل زواجها من الآخر- لتصدم عندما شعرت بجسده إلى جانبها ، اتسعت عيناها بقوة ونظرت حولها فوجدت إنها كانت تتوسد ذراعه و تنام بأحضانه .
قفزت واقفة لتخجل من نفسها وتسرع إلى الدخول لدورة المياه وتنظر لنفسها في المرآة ليؤكد لها جسدها ان ما حدث كان حقيقة واقعة ، لم يكن حلما .
انتفضت حينها بقوة وأجهشت في بكاء جنائزي لم يكن سببه انها تبكي على الراحل بل كانت تبكي على كرامتها التي رحلت ولن تعود !!
كرامتها التي ظلت لسنوات مضت تحافظ عليها وتدفن مشاعرها وأحلامها من اجلها
ضاعت وتمزقت وأصبحت حطاما منذ ان قبلها واستجابت له ،
خرجت فوجدت الغرفة فارغة منه لتتنفس الصعداء وتنطوي على نفسها لبقية اليوم وهو لم يحملها عبئ أي شيء ذلك اليوم بل منع الطفلين عنها واعتنى هو بهما ، انطوت على نفسها وهي تكرر على مسامعها ان هذا لن يحدث وأنها سترفضه إذا أتى إليها مرة أخرى !!
لتفاجئ بنفسها تصمت عندما أتى ليلتها ليبت بجانبها ، بل شعرت حينها بأنها تتوق لان يأخذها بين ذراعيه ، وكانت أكثر من راغبة بالفعل عندما مد يديه وجذبها إلى أحضانه !!
ظل الحال كما هو عليه ، تبكي في الصباح وتستلم له في الليل إلى ان قررت ان تغادر - تتركه وترحل ، فهي لم تستطع العيش بتلك الطريقة تعبت من تلك الازدواجية التي تخيم على حياتها
أوهمت نفسها تلك المرة انها تهرب منه ، فهي تعمدت ان لا تخبره بأي شيء إلى ان وصلت لأرض الوطن لتكتشف عندما وصلت إلى بيت والدها انه كان على علم بكل شيء وتركها ترحل بإرادته !!
يومها شعرت بالحنق منه أكثر وأكثر و لم تذكر له انه امن طريقها من البيت للمطار ومن المطار للبيت ، لا كل ما فكرت به انه يقبع على أنفاسها دائما ويردد لها انه يحبها ، تلك الكلمة الغير صادق بها ولكنه يرددها لأنه يريد امتلاكها بها !
نعم تتذكر كل شيء الآن بتفاصيله الحقيقية ، ليست تلك التي كانت تغذي عقلها بها ، وتجبره على تصديقها لم تكن يوما ذو نظرة ضيقة ولكن هو من اجبرها على ذلك فهي لم تستطع ان تعيش مع إحساس انها تهيم بشخص لن يفكر بها على الإطلاق لأنها كانت ولا زالت زوجة أخيه !!
صاح قلبها مرة أخرى " لم يعاملك على انك زوجة أخيه بل أنت من حشرت في راسك تلك الفكرة كي يشعر بها دائما وأبدا "
هزت رأسها بأسف " نعم كنت أتعمد ان اذكره أمامه وان ابكي عليه ، كنت اخرج طاقتي في البكاء ، وابني حولي شرنقة حتى يبتعد عني ، لم استطع ان أتخيل – مجرد التخيل إنني سأتزوجه – لأفاجئ باني أصبحت زوجته ."
وضعت كفها فوق شفتيها لتبكي بنشيج مكتوم " وبدلا ان افرح بقدري الذي اختاره لي ربي ، حزنت لأني شعرت انه مجبر على تلك الزيجة "
تنفست بقوة " نعم كان مجبرا تزوج بي من اجل ابي ومن اجل وصية أخاه ولم ينكر ذلك الأمر "
صاح قلبها بجنون " ولكنه احبك وأخبرك بمشاعره نحوك فتركتيه ورحلت ، ورغم غبائك وعنادك وكبريائك الأحمق ، أتى خلفك وحاول ان يشعرك بقيمتك لديه ، اخبريني بالله عليك ماذا فعلت أنت ؟
قالت من بين أنات بكائها " طلبت منه الرحيل "
ضربت يديها بقوة مرة أخرى " غبية منال ، غبية وحمقاء ، اللعنة على تلك الكرامة التي سأخسر حياتي من اجلها "
وقفت بتمهل لتمسح دموعها بكفيها وترفع رأسها بإصرار وتهمس داخليا " لن أخسرك خالد سأفعل كل شيء لتعود إلى مرة أخرى ، فحياتي بدونك لا قيمة لها "

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 03-03-13, 11:59 PM   المشاركة رقم: 1149
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 22 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

دلفت إلى حجرتها وهي تبتسم بخفة – فهي اتفقت مع ايني على مساعدة سوزان فيما تريد فسمحا لهما بالانفراد ليتحدثا الاثنين سويا وجها لوجه – ابتسمت بخفة فايني أفكارها جذابة ومرحة مثلها فهي من اقترحت على سوزي تلك القبلة التي جعلت بلال ينفصم عن العالم لو للحظات قليله باقي على الأخرى ان تحارب من اجله
تنهدت بقوة وهي تتمنى لأخيها سعادة طالما حلمت بها وتمنتها ولكن الله لم يكتبها إليها ،
لا تعلم لم قفز إلى ذهنها فجأة فاتجهت بخطى سريعة إلى الحاسوب وهي تفتحه على عجالة من أمرها وتتمنى ان يكون متواجدا للتحدث معه وتعتذر منه عن خروجها السريع صباحا .
***
يزفر بملل من أوامر وجيه الكثيرة ، يشعر بأنه يريد ان يتخلص منه ويقذف به من نافذة الغرفة ،
زفر الآخر بغضب : ما بالك ؟ أجننت ؟
أشاح له بيده غير عابئا ليتبع الآخر سريعا : أمير ، استمع إلى تعليماتي ونفذها بدقة أرجوك ، لا ترهق نفسك وجسدك بدون داعي أنت تعلم جيدا انك لن تخرج من هنا إلى ان تأتي الأوامر .
التفت له ونظر بحدة جعلت الآخر يزدرد لعابه ويقول بصوت اقل حدة : أمير أرجوك لا تقسو على نفسك بهذا الشكل ستخرب كل ما فعلناه بتهورك هذا.
نظر له غاضبا تلك المرة فأكمل الآخر بصبر : الم يخبرك قائدك ان عليك ان تلتزم بأوامر الطبيب ؟
ابتسم ساخرا فزفر الآخر بحنق : انا الطبيب بحق الله لم لا تحترمني قليلا .
ضحك تلك المرة بخفة وهو يتشاغل عنه بحاسوبه الموضوع أمامه ليشتم الآخر بخفوت ويستعد لجولة أخرى من الكلام مع ذاك المستبد
خرج صوتا ما من الحاسوب لتلمع عينا أمير ويلتفت سريعا ناظرا إلى وجيه الذي تنبه لذلك الصوت وقال متسائلا : ما هذا ؟
تنحنح وقال سريعا : لا شيء
صمت للحظة ليتبع : أتريد شيئا آخر ؟
قال وجيه بنفاذ صبر : أريدك ان تستمع إلى وتنفذ برنامجك العلاجي .
هز رأسه موافقا بسرعة أثارت تعجب الآخر وسال وهو ينظر بتفحص : ستلتزم بالأوامر .
نطق سريعا : طبعا ، هيا اذهب إلى زوجتك وولدك ولا تقلق سأفعل كل ما هو مكتوب في برنامجي العلاجي .
عقد الآخر حاجبيه وهو ينظر إليه متسائلا ليقول أمير بنفاذ صبر : هيا انطلق إلى حياتك واترك لي متسعا أتنفس به بعيدا عن أوامرك وبرنامجك العلاجي .
رفع وجيه حاجبيه ليزمجر أمير بقوة : وجيه اخرج الآن حالا .
خرج الآخر على الفور فنظر هو مليا لما مكتوب أمامه
"هاي ، أنا عدت "
"أمير هل أنت هنا ؟"
صمت وهو يفكر بم يجيبها ليظهر أمامه " حسنا من الواضح انك لست موجودا "
كتب سريعا "أنا هنا "
ابتسمت وهي تنظر إلى رده الذي اتبعه سريعا رد آخر " حمد لله على سلامتك "
اتسعت ابتسامتها وكتبت " الله يسلمك "

قبض كفيه وبسطهما أكثر من مرة وهو يفكر كيف يشعرها بغضبه منها لتتسلل ابتسامة خفيفة على شفتيه وهو يقرا " آسفة أمير على طريقتي الحمقاء في الخروج صباحا ، فأخي أتى فجأة وذهبنا سويا إلى المشفى ، اعلم انك غاضب مني بسببها وبسبب عدم إخباري لك عن موضوع أمي من البداية ولكني لم استطع حينها "
نظر إلى شاشة الحاسوب وهو ينتظر ان تكمل فهو يشعر بأنها ستتكلم من جديد لتظهر ابتسامته بوضوح وهو يقرا " لم أتعمد الكذب ولكني كنت أخبرك عما أشعره وعما أعيش فيه "
كاد ان يفقد صوابه ويمطرها بحبه عندما قرأ " هلا سامحتني "
تنفس بعمق ومد أنامله يتلمس أزرار الحاسوب بشوق وكأنه يلمس روحها التي تتدفق أمامه
وكتب بهدوء " لم اغضب ليلى ولكني اندهشت "
اتبع سريعا " سأعتاد الأمر لا تقلقي "
كتب وهو يبتسم بهدوء وعيناه تلمع بخبث " ماذا تسمعين ؟"

رفعت حاجبيها بدهشة وخلعت سماعتين الآي بود من أذنيها وهي تنظر إلى الحاسوب بريبة وكتبت بعفوية " كيف عرفت ؟"

ضحك بأريحية وهو يتخيلها بعينيها المتسعتين والدهشة متجسدة بهما ليكتب والخبث يطل من عينيه : "شعرت بك ."
اتسعت ابتسامتها وهي تشعر بشيء مألوف في ذلك الحديث ، وضعت السماعتين مرة أخرى بأذنيها : لا اعلم هل ستعرف تلك الأغنية او لا فأنت لست من هواة الأغاني ولكنها مسيطرة على عقلي منذ ان استيقظت صباحا !
كتب سريعا "اخبريني أنت عنها "
تنفست بقوة وهي تكتب له " بما إنني سعيدة اليوم على غير العادة فانا استمع إلى أغنية مقربة إلى قلبي كثيرا ، اعشقها بالأصح "
كتب سريعا وهو يشعر بسعادتها غير المرئية تنتقل إليه تلقائيا " ما هي ؟"
نظر إلى الملف الذي بعثته له ليقبل حفظه وهو ينظر إلى ما كتبته " استمع إليها ، إنها رائعة "
ركز نظره على نسبة تحميل الملف وهو يشعر بالترقب وعند اكتماله قفز واقفا وهو يبحث عن تلك الحقيبة التي أتاه بها وليد وهو متأكد انه أتى بسماعة إذن له مع الحاسوب ، بحث عنها بعشوائية ليخرجها سريعا لم يهتم بالأشياء التي تناثرت من الحقيبة ليسرع خطواته مرة أخرى إلى الحاسوب ويجلس أمامه ويستمع إليها على الفور
انسابت الموسيقى الهادئة إلى أذنيه لتشدو فيروز بصوتها الملائكي فيحشد هو كل
تركيزه ليستمع إلى تلك الكلمات الرقيقة
[COLOR="rgb(65, 105, 225)"]
طل و سالني اذا نيسان دق الباب
خبيت وجي وطار البيت فيي وغاب

حبيت افتحلو
عالحب اشرحلو
طليت مالقيت
غير الورد عند الباب
بعدك على بالي
ياقمر الحلوين
يازهر التشرين
يا دهب الغالي
بعدك على بالي
ياحلو يا مغرور
ياحبق ومنتور
على سطح العالي
[/COLOR]
كاد ان يقفز فرحا وهو يشعر ان تلك الكلمات الرقيقة موجهه إليه هو ، نطق عقله سريعا " ليس لك "
ليقفز قلبه نابضا " بل إلى أنا ، إنها لازالت تذكر عبد الرحمن ، كما أخبرتك أمير إنها تحبنا ولن تستطيع نسيانك مهما حدث ، هي مجروحة فقط من بعدك المفاجئ عنها "
ابتسم باتساع وهو يعيد تلك الكلمات التي ملأت روحه سعادة ورقص قلبه طربا إليها

بعدك على بالي
ياقمر الحلوين
يازهر التشرين
يا دهب الغالي
بعدك على بالي
ياحلو يا مغرور
ياحبق ومنتور
على سطح العالي


ضحك بخفة فهو لا يفهم نصف التشبيهات ولكنه يشعر إنها تتغزل به
احتقنت أذناه بقوة وهو يشعر بسعادة غير طبيعية ليكتب "إنها جميلة ليلى "
كتبت سريعا " بل رائعة ، أنا اعشقها "
صمت ليترك لها المجال لتفضفض قليلا –فهو شعر إنها تريد البوح ببعض مما تكتمه في صدرها – لمعت عيناه وهو يقرا " تذكرني بأيام جميلة في حياتي "
تلألأ ت الضحكة بعينيه وهي تكمل " بل الأصح إنها كانت أجمل أيام حياتي "
سال سريعا وهو يشعر بلهفته تتدفق من عينيه " لم كانت ؟!"
شعر بها وهي تبتسم ولكن الحزن يطل من عينيها " لأنها انتهت "
أغمض عينيه وهو يتنفس بقوة " لم تنتهي ليلى "
عقدت حاجبيها وهي تنظر إلى تلك الكلمتين لتسأله " ماذا تعني ؟"
ابتسم وكتب " الأيام قادمة ليلى لم تنتهي ، وستعيشين أياما أجمل من تلك بكثير ، ثقي بي "
ابتسمت بسخرية " حياتي علمتني ان لا أثق بأحد حتى نفسي لا أثق بها فهي تذهب بي إلى ما لا أريد "
صمت أمام تلك الكلمات الكئيبة التي تظهر روحها المتألمة وانب نفسه كثيرا على ما وصلت إليه بسببه ، فرغم كل ما حدث بحياتها وعودتها إلى عائلتها كما أخبرته إلا ان بعده الغير متوقع عنها احدث لها صدمة وشرخ عميق في نفسها
انتبه من أفكاره على كلماها الرقيقة " من فضلك لا تغضب "
ابتسم بألم " لست غاضبا ، أنا حزين "
شعر بسعادتها التي تنتقل إليه دون ان يدري كيف تختفي تدريجيا وهي تكتب "أسفه"
كتب سريعا " لا داعي للأسف ، وأنا من عليه ان يتأسف فقد ضايقتك "
ابتسم بمرح " وقبل ان تسالي كيف عرفت شعرت بتوهجك يخبو وينطفئ "
كتبت " لا أنا بخير والحمد لله ولكني تشاغلت عنك برفع الصور إلى ابنة عمي "
اتسعت عيناه وكتب سريعا " صور أي صور ؟!!"
نظر مليا إلى كلماتها " البارحة تصورنا كثيرا أنا وبلال وايني وكنت وعدت ياسمين بان أضعها لها "
كتب سريعا " أين وضعتها ؟"
كتبت بتلقائية " على الفيس بوك طبعا "
اتسعت عيناه وهو يشعر بالحنق منها وهو يذهب سريعا ليرى تلك الصور التي تتحدث عنها

*************************


تنحنحت بهدوء وهي تشعر بالتوتر يسري بعروقها ، تنتظر منه ان يتحدث معها ولكن كل ما يفعله انه ينظر إليها بتفحص وتلك الابتسامة الهازئة تزين شفتيه
حاولت الابتسام ولكنها لم تستطع فزفرت بقوة ونطقت بصوت مبحوح : بلال .
تنفس بعمق ورد في هدوء على قدر ما استطاع : نعم .
كحت بلطف وهمست برجاء : أنا آسفة ، سامحني أرجوك .
جز على أسنانه بقوة : علام أسامحك سوزان ؟
نظرت له برجاء فاتبع بسخرية : إلى الآن لا اعلم ماذا حدث بينكما .
ارتعشت شفتيها وقالت بنبرة غير صادقة : لم يحدث شيء .
ضحك ساخرا : لا أصدقك .
زفر بضيق : لن تفعلي ما فعلتيه إلا إذا حدث شيء بينكما .
لمعت الدموع بعينيها فأكمل وهو يريد ان يؤلمها : هل وعدك واخلف ولذا فعلتي ما فعلتيه ؟
شحب وجهها وهزت رأسها نافية بقوة وهمست بصوت مجروح : لا لا لم يحدث بينا أي شيء .
رفع رأسه في تغطرس وصمت لتتبع هي : صدقني بلال لم يحدث شيء .
تنهد بقوة : هل تعتقدين أنني طفل صغير سأصدق ما تخبريني به ، نحن نتكلم عن وليد الجمّال وأنت أدرى بمن هو ، وأدرى بسمعته .
انهمرت دموعها بقوة وقالت بتوسل : صدقني لم يحدث شيء مما في خيالك .
صمت قليلا ثم زفر بحرقة : أتعلمين سوزان هذا يؤلم أكثر !
نظرت له باستفهام فاتبع بحزن : إذا كان حدث بينكما شيء أو هو أجبرك على فعل أي شيء لكنت انتقمت منه على ما فعله ، لكن إصرارك انه ليس مخطئا يؤكد لي انك أحببته وفعلت ذلك انتقاما منه على رفضه لك .
أجهشت في البكاء فهز رأسه بتفهم والألم يتجسد بعينيه : نعم إحساسي بك إلى الآن لم يخطئ .
نهض واقفا ورفع رأسه عاليا ليدفع الهواء إلى رئتيه بقوة ويزفره ببطء واتبع : آسف سوزان ولكن أنت أنهيت كل شيء .
تعلقت في كفه بقوة وقالت : لا بلال لا تفعل هذا .
خلص كفه من بين يديها وقال وهو ينصرف من أمامها : أنت من فعلت سوزان ليس أنا .

*********************

وقف بسيارته أمام احد العمارات الراقية الواقعة على كورنيش النيل ، لتنظر إليه بدهشة فقال بمرح : انزلي .
رفعت حاجبيها بدهشة : إلى أين ؟
اقترب منها وقال وعيناه تلمع بنظرة شيطانيه مفتعلة : سأختطفك .
رنت ضحكتها عالية وهي تشعر بمرح غريب لينزل من السيارة ويحمل كريم بين يديه .
نزلت وهي تنظر إلى ما حولها صاحت بطفولية : حقا هشام لم أتينا إلى هنا ؟
ابتسم باتساع واقترب منها بعد أن أغلق السيارة ، شبك كفه بيدها وقال وهو يبتسم : تعالي معي .
رافقته في خطواته الهادئة قال بلهجة مثيرة وهو يلتفت لينظر إلى الكورنيش ويشير لها بعينيه: أتذكرين حينما كنا نتمشى هنا بعد أمسياتك الشعرية او ندواتك السياسية ، او عندما كنت تتأخرين في عملك ، أتذكرين ؟
هزت رأسها وهي تشعر بغرابة الحديث : طبعا ، إنها أجمل ما عشت كيف أنساها .
تنهدت بقوة وهي تشير إلى الكورنيش : هذا الرصيف مكانته خاصة جدا عندي .
ابتسم وهو يغمز لها بعينه : نعم وعندي أنا الآخر .
احتقنت وجنتاها بقوة فقهقه ضاحكا : إذا تذكرين .
ابتسمت بخجل : نعم بالطبع .
شدها من يدها برفق : حسنا ، تعالي معي .
دلفا إلى مدخل العمارة ليقف البواب محيي هشام وكأنه يعرفه ، رد له هشام التحية وتوجه إلى المصعد سالت بقلق : هشام إلى أين تأخذني ؟
رفع حاجبيه بتعجب : اهدئي هنادي أنا زوجك حبيبتي ، أنسيت ؟
تأففت بتوتر : لا طبعا لم أنسى ولكن لا اشعر براحة وأنا سائرة على غير هدى هكذا .
تنحنح وقال بجدية : أنت معي هنادي لا داعي لهذا ثقي بي قليلا .
قالها بنفاذ صبر لتقول سريعا بلهجة رقيقة : طبعا أثق بك ولكن أنت تعلم فضولي الصحفي .
ضحك بخفة : سأروي هذا الفضول إلى ان تشعرين بالتخمة ولكن انتظري قليلا .
وقف المصعد ليخرجا منه سويا ، ويصطحبها إلى باب شقة ويقفان أمامه ، ترك يدها ليخرج شيء من جيبه لتتسع عيناها بفرح حقيقي وهو يدلي المفتاح أمامها مرة أخرى ، اختطفته من بين أصابعه وتقفز بسعادة : شقة ، كيف لم أدرك ذلك منذ ان أهديتني إياه .
قفزت بمرح لتتعلق برقبته وتقبل وجنته بقبلات كثيرة ، ضحك بقوة : حسنا افتحي الباب وادلفي للداخل ثم نفعل كل ما تريدين .
ابتعدت عنه لتنظر إليه بامتنان فانحنى هامسا : لا تنظري إلى بتلك الطريقة أرجوك .
ابتسمت بخجل وفتحت باب الشقة لتدلف إلى الداخل سريعا ، قال بهدوء : لم أؤثثها بعد ، في الحقيقة ساترك لك هذه المهمة .
اقترب منها وهي واقفة تنظر حولها بسعادة حقيقة وتحتضن المفتاح بين يديها : أريد ان تبني أنت كل جزء بها كما تتخيلين دائما .
دفعها بلطف أمامه لتسير وهي مغيبة من كثرة سعادتها أوقفهما أمام الشرفة الضخمة واحتضنها من خصرها مقربها إليه : انظري من هنا سترين كل يوم رصيف حبنا .
قهقهت ضاحكة لتدفن نفسها بحضنه وهي تقول : احبك هشام ، احبك .
ضمها إليه :وأنا أعشقك حبيبتي .
أبعدها عنه قليلا ليقول بمرح : تعالي لترين جميع الغرف .
ونظر إلى طفله : ما رأيك كوكي بالبيت ، تعال لأريك غرفتك أنت الآخر .
ابتسمت وقالت وهي تسير بأنحاء الشقة : إنها جميله هشام .
تحرك بجانبها وهو يحمل كريم على كتفيه ويمسك يديه بقوة : سعيد أنها أعجبتك ، هيا لنذهب ونتناول الغداء فانا سأموت جوعا .
هزت رأسها موافقة ليقول : وإذا أردت ان نرى محلات الأثاث بعدها ليس لدي مانع.
صفقت بيديها جزلا : حسنا .
وقفت مرة واحدة لينظر إليها فقالت بخفوت : ماذا ستفعل مع والدتك ؟
تنفس بقوة : لا تشغلي راسك بذلك الأمر الآن ، ولكن أريدك ان تأخذي إجازة من عملك لنسافر إلى حفل الزفاف كما أردتِ .
رفعت حاجبيها بتعجب : ستذهب إذا ؟
هز رأسه بالإيجاب فسألته : حسنا متى ؟
أشار بيده غير مهمتا : بعد عشرة أيام تقريبا لا اذكر الموعد تحديدا .
هزت رأسها موافقة ليقول هو بجدية : أريد منك أمرا هاما لابد ان تلتزمين به .
نظرت له ليكمل فاتبع : لا تحتكي بأمي إطلاقا الفترة القادمة
نظرت له بفضول فاتبع بابتسامة : تخلي عن فضولك الصحفي إلى ان أخبرك عن السبب .
تنفست بقوة وقالت : سأحاول .
ضحك بخفة ليقول بهدوء : وهذا أيضا ينطبق على ابنة خالي العزيزة .
ضمت يديها بقوة لتقول بتوتر : ماذا يحدث هشام ؟
اقترب منها : صدقيني لا شيء مهم .
__ حسنا .
تنحنح فقالت : ما الأمر ؟
نظر إلى كريم الذي يناغي بقوة ثم نظر إليها وقال : اقتربي وقبليني قبل ان نخرج من هنا
نظرت له باندهاش فهمس : هيا تعالى.
اقتربت منه وضعت يديها على صدره العريض لتقبله برقه على شفتيه ، تنفست بقوة بعدها وقالت : الله لا يحرمني منك حبيبي .
تنهد بقوة : ولا منك حبيبتي أكمل وهو يغمز لها : لا تنسي وعدك لي .
ضحكت بخفة : لا تخف لن أنسى .
تحرك بجانبها : حسنا هيا .

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 04-03-13, 12:01 AM   المشاركة رقم: 1150
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 22 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي


رمشت عيناه رغما عنه وهو يشعر بقلبه سيتوقف من كثرة دقاته الغير منتظمة
وهو يراها تقف في ميدان (ترافلجار) وأخرى وهي تجلس على حافة النافورة التي تقع في نفس الميدان
جز على أسنانه غيظا وهو يراها تقف إلى جوار ذلك الشاب الذي يحيط كتفيها بذراعه ويبتسم تمتم بغضب " يحق لك الابتسام "
صور عديدة لها مع هذا الشاب وأخريات مع فتاة جميلة صغيرة شقاوتها تقفز من عينيها وأخيرا صورة قريبة لها تظهر ملامحها جيدا وهي تبتسم
نظر إلى الصورة طويلا ومد سبابته تلقائيا ليضعها على وجنتها ويمررها برقة ، تنهد بقوة وهو يشعر بالظمأ يمتلك كل حواسه
نظر إلى ابتسامتها الرائعة وعيناها البنيتين ، رقبتها المائلة بدلال وجنتيها الوردية ، عاد بسباته التي كانت تلمس وجنتاها ليضعها على شفتيه وهو يشعر برائحتها تملأ رئتيه فجأة ، تلك الرائحة الندية التي كان يشتمها كلما اقترب منها
نظر مرة أخيرة للصورة وزفر وهو يكتب " امسحيها "
__" لماذا ؟"
كتب بغيظ " لا أريد ان يراك الناس جميعا "
عقدت حاجبيها بعدم فهم وهي تشعر انه غاضب من لا شيء فكتبت بصبر " ليس لدي أصدقاء كثيرون على أي حال "
جز على أسنانه غضبا "وابنة عمك "
__ ما بالها ابنة عمي ؟
استغفر ربه بهمس مكتوم وكتب " ليس لديها أصدقاء هي الأخرى ؟"
رفعت حاجبيها وهي تتذكر حساب ياسمين الممتلئ بالأصدقاء من الجنسين فكتبت وهي تبتسم " لا طبعا ياسمين شخصية اجتماعية من الطراز الأول ولديها أصدقاء من مختلف الأعمار والجنسيات أيضا "
مرر يده في شعره بعصبية وهو يتمتم " ارحمني يا الهي "
وكتب بغيظ وهو يدق على أزرار الحاسوب " إذا امسحي الصور وابعثيهم لها في رسالة خاصة "
رفعت حاجبيها باعتراض " لا افهم سبب غضبك "
شعر بأنه سينفجر من الغضب ليكتب سريعا " منذ متى ترفعين صورك على الفيس بوك "
لوت شفتيها بملل : "إنها أول مرة "
كتب وهو يدعو الله ان يلهمه قليلا من الصبر " ولماذا بدلت رأيك ؟ "
اتبع سريعا " اذكر انك أخبرتِني من قبل انك ضد هذا الأمر "
شعرت بالملل من الحديث الذي لا جدوى منه فكتبت بهدوء " لا أرى الآن فارقا ، لست مهمة إلى ذاك الحد الذي يجعل الناس تتربص بي لتراني "
رفع حاجبيه بدهشة وشعر بان قلبه سيتوقف من تلك الحمقاء ليكتب بغضب عارم تلك المرة " بل أنت مهمة أكثر مما تتصورين ليلى "
اتبع آمرا " وهيا اذهبي لتمسحي تلك الصور التي وضعتها لابنة عمك "
ردت بطفولية " لن افعل "
خرجت عيناه من محجريها وهو يعيد قراءة ما بعثته وهو يشعر بان دمائه تغلي من الغضب فكتب بتسلط " لن أعيدها "
عقدت حاجبيها وهي تشعر بالغضب بدا يتسلل إليها " ما شانك أنت على أي حال ؟"
فكتب بغضب " ألا تعلمين حقا ؟"
ارتدت إلى الوراء وهي تشعر بوجنتيها تحتقن خجلا وهي تقرا " لا أريد لأحد غيري ان يراك أيتها الحمقاء "
اتسعت عيناها ورفعت خصلات غرتها المنسدلة على جبينها ، ازدردت لعابها بقوة وكتبت " هل رايتهم ؟"
رد بتلقائية " طبعا "
كتبت وهي تشعر بأنها ستبكي من الخجل " لم اسمح لك ان ترى صوري "
لم يستطع ان يمنع نفسه من الانفجار ضحكا وهو يكتب " أنت مجنونة ليلى ، أليس كذلك ؟"
اتبع وهو يشعر بأنها سيغمى عليها من الصدمة " أنت وضعت الصور للجميع ليشاهدوها ليس من حقك ان تسمحي أو لا تسمحي منذ ان رفعتها للأمة تراها "
كتبت بخجل كاسح " لم أفكر بها من هذا المنطلق "
ابتسم وهو يشعر بخجلها " حسنا ، اذهبي وامسحيها ولا تقلقي رأيي بك لم أغيره "

ازدردت لعابها مرة أخرى وكتبت بتوتر " لا افهم ، ماذا تقصد ؟"
ليبتسم ويكتب وعيناه تلمع بخبث " أنت كما تخيلتك فانا رايتك بقلبي من قبل "
احمر وجهها تلقائيا وكتبت له سريعا " سلام أمير ، أراك على خير "
انفجر ضاحكا وهو يتذكرها عندما كانت تغلق الهاتف في وجهه عندما كان يصرح بمشاعره نحوها ، أو يغازلها بجراءة تمتم بخفوت : حبيبتي .
تنهد بشوق وهو يغلق الحاسوب ويفكر في حديثهم معا ، يشعر بسعادته مغلفة بقلق كبير فرغم انه أدرك الآن انه لم يختفي من حياتها كما كان يظن إلا ان هذا زاد قلقه فردة فعلها عند معرفتها بالأمر ستكون مدمرة ، زفر بضيق هذه المرة فهو يعلم ان ما يفعله معها الآن خاطئا وانه كان من المفترض ان يشرح لها الأمر كله ولكنه لن يستطيع الحديث معها عن طريق الانترنت ، لذا ينتظر إلى ان تعود ويراها ويخبرها بالحقيقة كاملة
كم يشتاق لعودتها ورؤيتها والاطمئنان عليها ، يريد استنشاق الهواء المحمل برائحتها الندية عندما يقترب منها
يريد ان يرى لون عينيها وهو يبرق من الغضب ، يريد ان يرى ابتسامتها البريئة الخجول التي تفقده صوابه ، يريد ان يسمع صوتها وهي تناديه بدلال فطري كما كانت تفعل مع الاسم الآخر ، كم يتمنى ان يسمع اسمه من بين شفتيها
تنهد بقوة وهو يتمتم " اشتقت ليلى ، بل انتهيت من الشوق .

أغلقت الحاسوب وهي تشعر برجفة عميقة تجتاحها ، كتيار هواء بارد يصيبك فجأة في ليلة صيف ساخنة ، فينتفض جسدك بدون وعي منك
نظرت إلى حاسوبها مليا وهي تشعر بشيء مألوف يؤلم قلبها بشدة ، شعرت بسخونة شديدة تفيض من خديها لتلمسهما بكفوفها الباردة وهي تهمس : ماذا يحدث لي ؟
أغمضت عيناها وهي تسمح لعقلها بالتفكير أخيرا به ، فهو لا يريد ان يخرج من رأسها اليوم ، ، فهي حلمت به الليلة الماضية ولغرابتها الشديدة لم تشعر بالحنق منه ، فالحلم كان جميلا –احمرت وجنتيها قويا وهي تردد لنفسها " كان هو الجميل ليس الحلم " – كان مبتسما سعيدا عيناه تلمع ببريق جذاب يسير بجانبها على شاطئ البحر ويهمس في أذنها بكلمات لم تتبينها ولم تفهمها
بل كل ما شعرت به هو الراحة الشديدة ، استيقظت من نومها وهي تشعر بسعادة غير مفهومة المصدر ، او أقنعت نفسها بذلك !!
أمرت نفسها وعقلها ألا تتذكر ذلك الحلم الخفي ، ليسطع إلى بؤرة التفكير عندها الآن فجأة ، عقدت حاجبيها وهي تشعر بشعور غريب .
وردد عقلها سؤال واحد " لم كلما تحدثت إلى أمير تتذكر الآخر ؟ ذلك الذي تريد ان تمحيه من حياتها "
ابتسمت بسخرية ورددت بعقلها " من الواضح أنني سامحي ذاكرتي كلها وهو سيظل قابع في ذاكرتي إلى الأبد "
مسدت جبهتها بهدوء وهي لا تزال تفكر في السبب الخفي وراء تذكرها لعبد الرحمن عندما تتحدث مع أمير "
عقدت حاجبيها بغضب وهي تشعر بقلبها ينتفض كعصفور أمطرت السماء عليه عند إتيانها باسمه وجزت على أسنانها وهي تهمس له بصبر " انتهينا من ذلك الأمر ، لن نعيده مرة أخرى "
لتتبع بتوسل " لا استطيع أرجوك ، لا استطيع أن اكرر تلك المأساة ثانية ، سنمحي ذكراه من الأفضل لي ولك "
زفرت بقوة لتنهض واقفة وهي تقرر الخروج من الغرفة فهي قضت أكثر من المدة التي اتفقت عليها مع ايني ، ابتسمت وهي تفكر ان من المفروض الآن ان تخرج لتجد بلال مبتسما و سوزي سعيدة والاثنان يتبادلان الحديث الهامس والضحكات الخجول
لتقف وهي تنظر بدهشة إلى سوزي التي تبكي بقوة وايني التي ترتب على كتفها مهدئة
سالت سريعا : ماذا حدث ؟
لوت ايناس شفتيها بخيبة أمل : بلال تشاجر معها وغادر .
اقتربت لتجلس بجوار سوزان وترتب على كتفها : لم ، الم تتحدثي معه لتزيلي سوء التفاهم بينكما ؟
هزت رأسها وأجهشت في البكاء : حاولت ولكنه لم يعطيني فرصه .
اتبعت وهي تشهق بقوة : لازال متمسكا بأفكاره الغير صحيحة !!
رفعت ليلى حاجبيها بتعجب ونظرت إلى ايناس التي هزت أكتافها بمعنى انا لا ادري أي شيء ، لتهمس لها برفق : حسنا اهدئي وانهضي الآن
ساعدتها على النهوض هي وايناس لتتبع : اذهبي وارتاحي قليلا وأنا سأتحدث معه عندما يعود ،
همست لأختها : ابقي معها وحاولي ان تهدئي من روعها قليلا إلى ان يأتي أخوك العزيز وافهم منه ماذا يحدث بينهما ؟
هزت ايني رأسها موافقة ويدخلا الاثنان سويا وهي تنظر لهما وخاصة إلى سوزان وتفكر " ماذا حدث ليغضب بلال بتلك الطريقة ؟"

**************************

تقف وهي مستنده على مقدمة سيارته ، تنظر إلى غروب الشمس البديع ، تبتسم وهي تشعر ان اليوم نهايته ستكون مختلفة تماما
أعادت ما حدث سريعا من الصباح في رأسها لتجد ان اليوم من بدايته السعيدة إلى الآن يوم تاريخي بحياتها ، وخاصة لقاء أسرته الرائعة بدء من أمه الحنون
كم أحبتها هي ودخلت إلى قلبها ، وكم شعرت بحبها لوليد من حديثها عنه
لقد أرغمت نفسها على عدم البكاء وهم يرحلون عندما احتضنها وليد وقبل رأسها ويدها وهي تدعو له بالتوفيق والصلاح .
تنحنح بلطف بجانبها لتبتسم وتقول بتلقائية : الغروب من فوق المقطم لديه رونق خاص .
أدار نظره عليها بخصلات شعرها المبعثرة من النسيم والسعادة الصافية التي تقفز من عينيها ، تأملها كثيرا منذ ان وقفت مستندة إلى مقدمة السيارة ، تأملها وهي تغمض عيناها وتستمتع بالهواء النقي ، تأملها وهي تنظر إلى أشعة الغروب بحبور وسعادة ، تأملها ورأى بداخل مقلتيها الشمس وهي تغرب ليؤكد لنفسه أن معها ستغرب شمسه القديمة لتستطع شمس جديدة نقية تنير حياته كلها
همس بصدق : بل الغروب معك له رونق خاص .
ابتسمت بخجل وخفضت نظرها بعيدا عنه ، تنفس بقوة وقال بصوت هادئ نسبيا
__ ما رأيك في عائلتي ؟
اتسعت ابتسامتها : رائعين ، احمد وايمي مرحين للغاية ، ولاء هادئة وطيبة ، وجنى ما شاء الله عليها ، تأخذ العقل أما والدتك فهي ونعم الأم ، للعلم شعرت بالغيرة اليوم لان أمي لم تكن حنون بالقدر الكافي .
ابتسم بهدوء : نعم سعدت باندماجك معهم .
هزت رأسها موافقة : وإنا الأخرى سعيدة جدا بمعرفتي بهم .
اتبعت : ولكني لم أتعرف بوالدك .
ابتسم بتوتر وهز رأسه : ستتعرفين عليه حتما .
نظرت له بتفحص وقالت : ماذا تريد ان تخبرني وليد ؟
ضحك بخفة وقال : أعشقك عندما تقرئين ما بداخلي قبل أن أتفوه به .
ابتسمت وقالت وهي تسيطر على ذلك الخجل المتنامي بداخلها : حسنا اخبرني بما تريد .
تنهد بقوة وقال في هدوء : أولا تصحيحا لمعلوماتك إنعام هانم ليست والدتي .
نظرت له ببلاهة ليؤكد لها بعينيه انه لا يمزح ، اتسعت عيناها بدهشة وعادت إلى الوراء خطوتين وهمست بصوت مخنوق : مستحيل ،
اندفعت بقوة تلك المرة : لا أصدقك ،
نظر لها بدهشة فاتبعت : لا يمكن أن تكون غير والدتك وتعاملك بتلك الطريقة ، تنظر لك بهذا الحب العارم .
صمتت عن الحديث فجأة وهي تتذكر انها لاحظت انه لا يشبه السيدة إنعام إطلاقا لم يرث أي شيء من ملامحها على عكس احمد وإيمان لتنظر إليه بعطف
ابتسم بألم : إنها أمي ربتني وكبرتني ولكنها لم تنجبني .
رمشت بعينيها غير مصدقة فأكمل : أنا ابن امرأة أخرى لم تنظر خلفها ولو لثانية واحدة عندما قررت أن تبيعني
شحب وجهها فجأة وشعرت بجفاف يسيطر على حلقها فلم تستطع النطق ، ليكمل هو : امرأة قررت أن تتخلى عني وتنجو هي بمستقبلها ، لم تضمني لحضنها ولو مرة واحدة ، بل كل ما ورثته منها حقارتها.
وضعت يدها على شفتيها مانعه نفسها من ان تشهق بصوت مرتفع وهي ترى دموعه تتجمع بعينيه ، تنفس بقوة ليكمل : ولكني وجدت أما أخرى تعتني بي وتحبني تدللني أكثر من أبنائها .
لم تستطع أن تكتم ذلك السؤال بداخلها لتنطق سريعا بصوت مبحوح : كيف وصلت لعائلة سيادة الوزير ؟
عقد حاجبيه بعدم فهم ، نظر إلى عينيها ليهز رأسه نافيا ويقول سريعا : لا لست لقيطا .
تنفست بقوة وقالت وهي تلكزه في كتفه : وليد أيها الغبي ، لم تقول أن والدتك الفعلية باعتك إذا ؟
لم يستطع ان يمنع نفسه من أن ينفجر ضاحكا وهي تكيل له لكمات كثيرة غير مؤذيه وتقول بغضب : علام تضحك أنت ؟ ،
امسك يدها وشدها ناحيته ليقول من بين ضحكاته : اهدئي واستمعي لبقية حديثي .
زفرت في حنق وقالت وهي تشيح بيدها غاضبة : لم أشعرتني أن نهاية العالم في حديثك هذا ؟
تنفس بقوة : لأنها احتمال تكون نهاية عالمي بالفعل .
نظرت له بتعجب فأكمل : نعم لست لقيطا وأنا من صلب سيادته الوزير واحمل اسمه ودمه وجيناته أيضا ولكني ابنا غير شرعي ياسمين .
نظرت له باستفهام فأكمل : أبي كان على علاقة بفتاه ايطالية الجنسية نتجت أنا عن تلك العلاقة ، بالطبع أبي وقع اتفاقيه معها على أنني من حقه وهي وافقت بعد أن ترك لها مبلغا ماليا محترما بدأت به حياتها وأصبحت الآن سيدة أعمال ولها دار أزياء شهيرة أيضا .
رفعت حاجبيها بدهشة ونظرت له بتفحص لتقترب منه وتقف أمامه : لم تخبرني وليد ؟
نظر لها باستنكار فأكملت بمنطقيه : أنت ابن سيادة الوزير عاصم الجمال ، لا يهم إذا كنت ابنا شرعيا أو لا فوالدك مكانته ستعمي العيون عن كل شيء
جز أسنانه بقوة : لا أريد ان ابني حياتي معك على كذبة ياسمين .
رفعت عيناها له فأكمل : أخبرتك من قبل ان يوجد سبب رئيس لجبني وسببا لأني أرى انك تستحقي ما هو أفضل مني بكثير ، هذا هو السبب ياسمين
أنا ابنا غير شرعي لسيادة الوزير .
ابتسمت ومدت يدها لتلمس وجنته لكنها توقفت وقالت : العقد الذي تتكلم عنه هذا الم يكن عقد لتوثيق الزواج أيضا ؟
عقد حاجبيه وقال : اعتقد .
اتسعت ابتسامتها : من الواضح انه تم قبل أن تولد سيادتك .
لم يفهم ما تريد من وراء ذلك الحديث فقال بنفاذ صبر : نعم لم تسالين ؟
ضحكت بقوة وقالت بنبرة مغيظة : لأنك غبي وليد .
نهرها بعصبيه : ياسمين .
قالت بغضب : لا تصرخ ، أضعت أجمل أيامنا بسبب غبائك وعقدتك النفسية التي لا أساس لها ، أباك تزوج من أنجبتك قبل أن تولد سيادتك لم كل هذا التعقيد من الأساس ؟
نظر لها بدهشة فأكملت بحنق : لديك عائلة رائعة ، أب ذو مكانه عالية وأم تتعامل معك أفضل من أمهات كثيرات أطفالهن نفسهم لا يحصلون على نصف هذا الحب والدلال الذي حصلت أنت عليه ، أخوه أكثر من رائعين ، ترف وغنى ومكانه اجتماعية ، لم تعقد حياتك لأنك ابن امرأة أخرى ، اخبرني ماذا يفعل من يبتلى بزوجة أب ممن كنا نراهم في الأفلام القديمة .
نظر لملامحها الغاضبة لينفجر ضاحكا وهو يشعر بسعادة عارمة تتخلل خلايا جسده كلها حينما شاركته الضحك بقوة ، شدها من يدها مقربها له أكثر ليقف ويمسك كفيها بحنو تنفس بارتياح وقال برقة : حسنا هلا أجبتِ عما سألتك إياه بم انك لا يفرق معك أمر أمي هذا؟
ابتسمت بدلال : علام سألتني ، ذكرني من فضلك ؟
ابتسم تلك الابتسامة التي تجعل قلبها يخفق بجنون .. تنهد بقوة ونظر لها بحب ليركع على ركبه ونصف أمامها : هلا تزوجتني ياسمين ؟
احتقن وجهها خجلا لتقول سريعا : لا يا أستاذ .
شحب وجهه فجأة لتضحك بخفة على تعبيره المصدومة : لن أعطيك رأيي الآن ، سأحدد موعد مع أبي وعندما يراك وتقنعه بأنك تستطيع الاعتناء بابنته الوحيدة ، حينها فقط سأخبرك برأيي .

قفز واقفا وهو يضحك بقوة : حسنا متى ستحددين موعد مع والدك ؟
__لا اعلم سيعود الليلة من لندن
اتبعت سريعا : اها ، تذكرت لن يتم أي شيء رسمي إلا عندما تعود ابنة عمي ، هي الأخرى بلندن والدتها كانت تجري عملية هناك وعندما تتحسن سيعودان معا .
زفر بقوة وقال حانقا : ياسمين لا يهم عودة ابنة عمك بالتأكيد ستحضر الزفاف.
أشارت بيدها قاطعة : لا لن يحدث أي شيء إلا عند عودة ليلى .
زفر بضيق : حسنا ، ولكن حددي لي موعد مع والدك لأبلغ به سيادة الوزير .
ابتسمت وهزت رأسها موافقة اتبع وهو يفتح لها باب السيارة : هيا لأعود بك إلى منزلك .
سعلت بلطف ليقول بابتسامة : ماذا أيضا أمرك حبيبتي ؟
ابتسمت وقالت بدلال : انه طلب وحيد وعليك ان تنفذه .
__ تؤمري حبيبتي .
رفع سبابتها في وجهه : سنتوقف عن المقابلة إلى ان تتم الخطبة رسميا .
اتسعت عيناه بقوة لتتبع : لن اخرج معك ولا تمر علي بالجاليري إلا بعد إعلان خطوبتنا .
تنفس وزفر بهيام : حاضر ياسمين سأفعل كل ما تريدينه ، ولكن ستجيبين على اتصالاتي .
أومأت برأسها موافقة : حسنا اتفقنا .
همس لها وهي تدخل إلى السيارة : احبك .
ابتسمت بخجل وهمست بداخلها " وأنا أيضا احبك ديدو "

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(حصري, .....قريبا, ليلاس, ليلى, مستشار, موال, منتدى, منتديات ليلاس, امير, الكاتية اسيل, برنامج, بقلمي, يالي, ياسمين, رومنسيات عربية, سائق, شفير, عبد الرحمن, عبق الرومانسية, هنادي هشام, وليد
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t169803.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 03-01-16 02:51 AM
Untitled document This thread Refback 29-08-14 11:55 PM


الساعة الآن 03:46 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية