لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-11, 10:13 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل السادس عشر




أنطلق الى اخاه في جراج الشركة فلقد شاهده متجه الى الجراج منذ قليل
شاهده يتحرك بالسيارة ،نادى بصوت عالي وهو يركض: ياسين، ياسين
اوقف السيارة لينزل منها وعلامات الخوف على وجهه : ماذا حدث ؟
__ لم يحدث شيء، اريد ان اطلب منك شيئا
نظر اليه مستفهما ، ليردف الاخير: من فضلك ان نور متعبة
وتنتظر تاكسي بالخارج ، هل تسمح بتوصيلها ،من اجلي
عم الوجوم على وجهه ، وبهت من الصدمة فها هو اخاه يطالبه بما لا يحتمله
رد ببرود اتقنه : لما لا توصلها انت؟
ابتسم يوسف داخليا فأخاه تعمد البرود ، برغم انه يقصد استفزازه ليرد بابتسامته المعهودة: للأسف ، لدي بعض الامور التي يجب ان انهيها ، والا لقمت بتوصيلها بالطبع
لمح الان الغضب يلمع في عينان ياسين ليردف بسرعة
__ ها ياسين ،أستوصلها انت ،ام ماذا ؟
ابتلع ريقة بصعوبة ليقل بجفاف : حسنا ، سأوصلها

لا يعلم لما حشر نفسه في هذا الجحيم ، يقوم بتوصيلها من اجل اخية ، تجلس بجانبه ولا يستطيع التصرف معها بحريته
فهي من اجل اخيه ، ستصبح ملكا لأخية
شعر بالصداع يزداد ليقسم عقلة الى نصفين من الالم
خرج بالسيارة بهدوء من الجراج ، ليراها واقفة امام مدخل الشركة ، عند النظر اليها ،شعر بانها تحاصره من جميع الجهات ، تنفس بعمق حتى يتخلص من هذا الحصار الذي يتحول الى احتلال في غضون ثواني
وقف باليه ، وفتح باب السيارة من الداخل ليقول بهدوء : اركبي



واقفة تنتظر أيا من سيارات الاجرة لتاتي وهى تشعر بتعب شديد فهي لم تؤكل أي شيء من الصباح ، فكرت انها من الممكن ان تكون واقفة في الاتجاه الخاطئ
لكنها لا تستطيع المشي ، فاذا تحركت ولو قليلا ستتعرض الى الاغماء ثانية ، لا مت نفسها على رفض عرض عمر في انها تذهب معه ، ولامت نفسها ايضا على عدم تناولها الفطور
لتفاجئ به هو وسيارته المرسيدس امامها يقف بهدوء ويفتح باب السيارة ليقول لها تركب معه
اندهشت في بادئ الامر ، وانحنت لتساله : ماذا تريد؟
زفر بضيق : تفضلي لأوصلك
تعجب من سؤالها فالأكيد ان يوسف اقنعها بركوب معه بدلا منه لأنه مشغول
ردت باستغراب : لا شكرا ، سأستقل تاكسي
غضب ليجز على اسنانه : لما ، ان شاء الله
لا تأمنين على نفسك معي
ليردف بالجملة التي يختزنها في صدره ويقولها بغضب ومرارة : ما الفرق بيني وبين يوسف لتذهبي معه وانا لا
رفعت حاجبيها بدهشه وهزت راسها بعدم استيعاب :ماذا تقول؟
ترجل من السيارة بغضب : الم تكوني ستذهبين مع يوسف ليوصلك ، لماذا لا تركبين معي اذن ؟
آها نسيت انا ، انه مختلف عني فهو حبيب القلب

لم تستطع التماسك ولا السيطرة على مشاعرها
__ اخرس ، لم اركب مع يوسف ابدا ولا يوجد شيء بيني وبينه من الاساس ، ولن اسمح لك مرة اخرى بهذه المعاملة واذا كانت على الوظيفة ، فانا لا احتاجها ، سأقدم استقالتي
لأريحك مني نهائيا
الغضب الذي دب في اوصالها جعلها تمشى مسرعة وهى تدق الارض بأقدامها غضبا ،تتجمع الدموع بعينيها وتشعر باختناق روحها ، لم تتعرض لسوء الظن من قبل ابدا
ومنه هو بالخصوص كان سوء الظن ازهاق لروحها
ظنت انه مختلف عن الاخرين، ظنت انه يفهمها جيدا من نظراته التي تخترقها ،لا تعلم لما هي حزينة ولكنها تشعر انها مثقلة بالهموم




فغر فاه استيعابا ودهشه مما قالته فقد الجمه ردها وعندما فهم ما قالته كانت اختفت من امامه ، لا يعلم أيفرح من انها لا تحب اخيه ،ام يحزن على الموقف الذي ستتخذه منه بعد الان ،ليفاجئ بانها قالت انها ستستقيل اذن لا يوجد بعد الان الن يراها مرة اخرى ، رن السؤال في عقلة لينتفض من مكانه بسرعة ويركب سيارته وينطلق ورائها سيفهمها الان ما يحدث ،حتى لو ذهب الى منزلهم


*************************





عبر بخطواته باب شقته بحزن وهم يجتاح كيانه ، فالمنزل لا يطاق بعد رحيلها عنه ، والشقة تذكرة بجميع الاحداث التي مرت به وبها معا سواء كانت سعيدة او حزينة
عطرها لازال في الاجواء ، ينتظرها ان تأتي لتستقبله كعادتها ترتمي بأحضانه وتقبله على وجنتيه كما كانت تفعل دائما ، ولكن اين هي رحلت عنه لتجعله في شقاء دائم
زفر بضيق وهو يرمي بجسده وروحه المنهكة على الاريكة التي طالما ابتلعتهما معا ليزداد عطرها في الهواء كثير من الاصدقاء نصحوه بان يترك هذا المنزل حتى يستطيع النسيان ولكن هذا المنزل الذكري الوحيدة التي بقيت منها
شعر بعبيرها يزداد ليتخيلها بجانبه فاحتضنها ويغلق عينيه ويسقط نائما


***************************







لم يتعب في ان يلاحقها فعند اول الشارع وجدها واقفة ركن سيارته معترضا طريقها لينزل مسرعا ويقف امامها ويمسكها من كتفيها
__ نور ،من فضلك اسمعيني




فوجئت به يعترض طريقها بسيارته وينزل منها مهرولا اليها
لتسرع خطواتها لكنها لم تكن سريعة بما فيه الكفاية
ليسد بجسده الضخم بالنسبة اليها الطريق
ويخبرها بان تستمع اليه
نظرت اليه في حدة والغضب يقفز من عينيها
__ من فضلك ابتعد عني ، ولا تضع يدك على ثانية
انتفض من لهجتها ليتمتم : اسف لم اقصد ان امسكك هكذا
ولكن من فضلك اسمعيني
هتفت بحدة : ماذا تريد ؟
__ اريد الاعتذار عما قلته لكى ، فلم اقصد ما فهمتيه
__ لا بل قصدته وانا لست غبيه ، فكان معناه واضح
كوضوح الشمس
تنهد باضطراب : ممكن ان اطلب منكي شيئا
رفعت حاجبيا : لا ليس ممكنا ان تطلب مني أي شيء
نحن الان خارج العمل وليس بيننا أي علاقة لتطلب مني شيء
قال بتوتر: السنا اصدقاء؟
نظرات عيناها الغاضبة والحدة المرتسمة على وجهها
جعلته يزفر بضيق ويفرك يداه في بعضها
__ استحلفك بالله نور ، لا تغضبي ،واستمعي الي
لمح ان وجهها يلين ليكمل : هل من الممكن ان تأتي لنتكلم في أي مكان ،فلن ان استطيع ان اتكلم معكى هكذا والمارة يشاهدونا ،من فضلك
أي مكان نور تختاريه انت ، اريد ان اتكلم معك
__ حسنا ولكني لن اركب سيارتك
__ لماذا ؟
رفعت حاجبها الايمن بغضب وهي تجز على اسنانها لتنطق عينها بما قاله من قبل
ليقول مسرعا : حسنا استقلي سيارة اجرة وسأتبعكما انا
هزت راسها بنعم ، وهي لا تعلم لما وافقت على عرضه من الاساس ، حدثت نفسها شيء بصوته حسها على الموافقة
شيء داخلها يأمرها بالاستماع اليه والذهاب معه الى اخر الدنيا
اوقف التاكسي لتنبه الى صوته : هيا اركبي، الى اين تريدين الذهاب ؟
اردف :ما رايك ان نذهب الى مطعم ..........
هذا هو المطعم الذي اصطدمت به فيه ،مطعمها المفضل
لم تقوى على الاعتراض ولا تعلم لماذا ، هزت راسها موافقه
ليبلغ السائق بالمكان ويفتح لها الباب لتركب : تفضلي
اندهشت من تصرفه لتدخل الى التاكسي بهدوء ليغلق عليها الباب ويقول للسائق الذى تبين انه لا يعرف المكان المطلوب اتبعني
اسرع الى سيارته ليديرها ويتحرك امام السائق ليتبعه


ركنت راسها على زجاج الشباك في تعب وهي تفكر ماذا يريد منها ، حدثت نفسها لا تتعبين عقلك اكثر من الازم كلها ربع ساعة وتعلمي

يقود السيارة وهو يشعر بالتوتر من الموقف كله يحاول ترتيب الحديث براسه حتى لا يتفوه بما يغضبها اكثر من ذلك
نطق بهدوء : استغفر الله العظيم
تنفس بقوة ليستطيع السيطرة على اعصابه

وصل الى مكان المطعم ليركن السارة بهدوء
وينزل مسرعا منها ليجدها تترجل من التاكسي ،هم لمحاسبة السائق لتصيح به : من فضلك سأحاسبه انا
قال بهدوء فهو لا ينوي ان يفتعل مشكله على هذا الشيء الصغير : من فضلك لا تحرجيني هكذا
انحنى ليحاسب السائق وهى تتلوى من الغضب على تجاهله لرغبتها
غادر التاكسي ليلتفت اليها : هيا بنا
نظرت اليه بغضب ليهمس بهدوء : سنتفاهم داخلا
مشت امامه ليتنفس بقوة ويحاول اللحاق بها
فتح باب المطعم ليسمح لها بالمرور من امامه بتهذيب جم
اسرع احد العاملين ليرحب به ويصحبهما الى طاولة تقع باخر المطعم ، وهو يعتذر لياسين ان طاولة المفضلة اليه ليست متاحة ، شكره ياسين
ليلتفت اليها : تفضلي نور
جلست بتعب سألها بهدوء : هل انتى متعبة؟
اندهشت من سؤاله كيف شعر بتعبها: قليلا
__ ماذا تريدين ان تتناولين على الغداء
قالت بحدة : من قال لك اننى سأتغدى
تنحنح من حدة نبرتها : نحن في مطعم مرموق وقت الغداء ، من المؤكد اننا سنتغدى
نظرت اليه : ان اتيه هنا لأسمعك فقط بناء على رغبتك انت فقط ايضا
شددت على كلمة فقط الاخيرة
نظر لها بهدوء: لا ضرر من تناول الغداء
همت بالاعتراض ليرفع كفه امامها : من فضلك لا تجادليني سأطلب الاكل ،ولا تؤكلي منه
رفع يده ليأتيه النادل فورا طلب اشكال من الطعام مختلفة وهو متعمد ذلك فهو لا يعلم ما تفضله ، احضر لنا كوبين من العصير المثلج اولا التفت اليها : ام تفضلين القهوة؟
ردت باقتضاب: لا شكرا
عبس من لهجتها ليقول للنادل : شكرا لك
عند مغادرة النادل لهم قالت بنفاذ صبر
__ انا اسمعك
نفض راسه من اسلوبها وخيل اليه انها واحدة اخرى غير نور التي يعرفها وتعامل معها : عفوا
قالت بحدة وغضب : انا اسمعك ، انت تريد محادثتي اليس كذلك
ابتسم : نعم اريد محادثتك
تنهد بقوة : لا اعلم لما قلت لكي هذا الكلام ، ولكن يوسف جاء الي وطلب مني ان اوصلك ، لأنه لن يستطيع ذلك بسبب بعض الامور التي عليه انجازها
فتوقعت موافقتك على التوصيلة وفوجئت برفضك فشعرت انها اهانة لي وانكي لا تأمنين على نفسك معي
وزنت كلامته لتقول بغضب : ولكن هذا لا يفسر اتهامك لي بأنني على علاقة مع اخيك
ابتلع ريقة بصعوبة وهو لا يعلم ماذا يقول
__ المعذرة لم اكن اقصد
نظرات عينيها الغاضبة اجبرته على التراجع
ليأتي النادل بالعصير وينقذه من السؤال الذى لا يوجد له اجابة غير اعترافه بانه يحبها
وضع النادل اكواب العصير ليغادر بهدوء
اقترب بجسده من الطاولة: من فضلك اشربي العصير
قالت والاصرار ينطق في عينيها : لم تجاوبني
شعر بان حلقه جاف فابتلع كمية من العصير
__ المعذرة انني جرحتك ، ولكن طريقة معاملتك مع يوسف مختلفة عن تعاملك مع الاخرين ، انا رايتك كيف تعاملت مع طارق وكيف تتعاملي مع يوسف ، وطريقتك مختلفة كاختلاف السماء من الارض ، ممكن ان يكون التبس علي الامر، اكرر اعتذاري
__ لا بد ان تكون مختلفة فانا اعرف يوسف لمدة ثلاث سنوات كان نعم الاخ والصديق دائما محترم لا يحتك بالفتيات
يمزح معنا ويساعدنا ويشرح لنا دروسنا ايضا في حدود الاحترام والمودة ولم يتطاول ابدا على احدانا حتى الشباب زملائنا يكنون له الاحترام والمودة
نطقت بغضب : اما هذا الطارق فمثال للشباب المنحرف
ويثق بان الفتيات سيركعن تحت قدمية لمجرد رؤيته وانا امقت هذه النوعية من الشباب ، وكان لابد ان اتعامل معه بهذه الطريقة
ابتسم بإعجاب لوجهة نظرها واسلوبها وانها تكره الشباب الذى بنوعية طارق
سال بهدوء والابتسامة على شفتيه : ما النوعية التي تفضليها اذن ؟
__ نوعية ماذا؟
__نوعية الشباب
نظرت الية بحدة ليقول بابتسامة تشرق وجهه : انه مجرد سؤال ، لا اكثر ولا اقل
همس : هل تسمحين بمجاوبته ؟
__لا يوجد لدي نوعية مفضله
__كيف لكل فتاه فارس للأحلام؟
ضحكت بتوتر وهى تفكر في الكوابيس التي تزورها كل ليلية لتعلم لما ليس لها فارس للأحلام
جاوبت بهدوء: لا ليس عندي مواصفات
اندهش من جملتها ليستشف الحزن والهدوء اللذان سيطرا عليها
جاء النادل بأنواع الطعام الذي طلبه ياسين لتشعر فجأة بالجوع ،فرائحة الطعام الشهي دغدغت حواسها وجعلت احساس الجوع يقفز الى عقلها ويطالبها بالأكل
قال بهدوء: من فضلك تناولي الطعام معي
لن تستطيع الرفض واذا رفضت هي فحاجة جسدها للأكل ستغلب عقلها وتسيطر عليه
اكمل : لا اعرف نوعية طعامك المفضل ، ولكن اذا تريدين شيء اخر اطلبه لكي
__ لا اشكرك
بدءا بتناول الطعام وهو يقول: أتعلمي هذا هو مطعمي المفضل
ضحكت لتقول : وانا ايضا
__ حقا
__ نعم وعمر اذا اراد مصالحتي او تدليلي يأتي بي الى هنا
وهو يقول لي دائما انى افقد عقلي هنا امام الطعام وارضى عنه سريعا
ضحك ليميل الى الامام ويهمس لها :اذن رضيتي عني انا الاخر
نظرت اليه لترى الدفء واضح بعينيه ، ابعدت عيناها عنه
ليخيم الصمت عليهما
قال بهدوء: من الواضح انكي ما زلت غاضبة مني
__ لما تريد مصالحتي ، او حتى لما تريد ان ارضى عنك
مال راسه لينظر لها بحنان : أحقا لا تعلمين ؟
نظرت اليه والدهشة تملئ عينيها لتهز راسها بلا: لا اعلم
ابتسم وهو يكمل غداؤه : اذن غدا في يوم من الايام ستعلمين
اردف بغموض : اكملي غدائك ، واذا لم ترضين عني الان سأصحبك الى هنا كل يوم حتى ترضين عني
قال جملته كانه امر مسلم به ، وانها سوف تأتى معه يوميا اذا اراد ، لم تعترض على جملته ، بل شعرت بالسعادة تغمرها
ولا تعلم لما اكملت غدائها بهدوء وهو يتكلم معها كأنهما يعرفا بعض من سنوات



*************************


دخل الي القصر في هدوء ليسمع جلبة يمنى واضحة وصوت لعبها يجلجل في القصر ، شاهد امه الجالسة وبجوارها نهى ويمنى تعبث بكل ما تصل يديها اليه
تقدم بهدوء الى الداخل : السلام عليكم يا اهل الدار
تقدم من امه ليسلم عليها ويقبل راسها ن ليحتضن اخته ويقبلها : كيف حالك يا اختاه ؟
لتسرع الصغيرة اليه : اهلا يا مفعوصة كيف حالك ؟
ضربته نهى بإحدى الوسادات : كف عن مناداتها هكذا
ضحك على مضايقتها من اللقب الذى اطلقه على ابنتها
ليجلس الفتاه على رجليه
نهى : ما اخبارك يوسف ؟ وكيف كان عملك ؟
__ الحمد لله ، اليوم طويل ومتعب جدا
انا جائع الن نتناول الغداء ؟
الام : سننتظر اخاك
امال على اخته : اريدك في موضوع هام
همست له : ما الامر ؟
اجابها بصوت خافض : اتبعيني فلا اريد الكلام امام أمي
__ حسنا
قال بصوت عال وهو يقبل خد يمنى ويوقفها ارضا : حسنا سأذهب الي غرفتي لأغير ملابسي واستريح حتى يأتي ياسين
التفت الى نهى : اين زوجك ؟
__ انه مسافر مع العمل وسياتي غدا

__ اذن انت باقيه معنا الليلة ، شيء جيد حتى استطيع ان اشبع من مفعوصتك
ركض من امامها حتى لا تضربه بإحدى مخدات الكنب
لتضحك هي وامها عاليا
رددت الام بهدوء : لن يعقل
__ ما به امي ، فهو من خيرة الشباب ، انه مرح لا اكثر وعندما سيتزوج سيستقر ان شاء الله كما تريدين ،
سأذهب بيمنى الى ام محمود لتطعمها
ذهبت من امام امها بابنتها للدور العلوي لتترك الفتاه في رعاية ام محمود وتسرع خلف اخاها

طرقت الباب بهدوء لتسمع صوته : تعالى نهى
وجدته واقف في وسط الغرفة
سالت بريبة : ما الامر ؟
ابتسم ملئ شدقيه : اخانا الاكبر واقع في الحب
نظرت اليه موطلا : اه ، انت جننت اليس كذلك؟
ضحك عليها فهو رد الفعل الذى كان متوقعه
__ لا واللهي انا اقول الصدق ، واريد مساعدتك ليتم الامر
فانت تعلمين ياسين من الممكن ان يفسده
جلست : لا ، اريد ان اعلم بالضبط ما يحدث ؟
قص عليها ما شاهده في حفل الزفاف الى سعادة اخية العارمة بعد رؤيته لها ، لمظاهر الغيرة الواضحة علية
وغضبه الشديد لاقتراب طارق منها واقترابه هو ايضا
فغرت فاها لتستوعب ما يحدث : هل تتكلم عن نور صديقتك؟
__ نعم
ردت سريعا : ان امي تريد ان تخطبها لك
رد بسرعة وغضب : ماذا؟ هل انا فتاه لتخطب امي لي
__ لا يا استاذ ، بل طريقة معاملتك لها جعلتنا نظن انك تحبها
انتبهت الى الكارثة التي حدثت لتضع يدها على فمها
__ يوسف ان امي تكلمت مع ياسين البارحة في امر خطبتك لنور ، آها الان علمت لما كان غاضبا في الصباح ، ان امي قصت لي انه تغير البارحة بعد علمه بالأمر وكان حادا معها في الصباح
زفر يوسف بضيق : لذا كان متغير معي اليوم ، ليخبط راسة بيده : انها كارثة لو ظن ان بيني وبين نور شيء ولذا طلبت منه ان يوصلها
__ ماذا تقول ؟ لا افهم
روى لها ما حدث وانه طلب من اخيه ان يوصلها من اجله
__ خفت ان اخبره انني اعرف بأمر مشاعره يكابر كعادته ويعلن عدم اهتمامه بالأمر، فقلت احدث شهامته فهي غالبا ما تنتصر على عقل ياسين
__ ايها الغبي ، لقد اكدت له ما قالته امي
__ الان ماذا سنفعل ؟
__ لا اعلم ، ولكن لا بد من اخبار امي بانك لا تريد ان تتزوج نور ، لن نخبرها بموضوع ياسين هذا حتى ينطق هو
هز راسه موافقا : ساترك لكي موضوع الخطبة هذه
__ حسنا ، وانت ما اخبارك ؟
سالت بنبرة ذات معنى
ليبتسم بوجهها : ستاتي الجمعة المقبلة
اتسعت عيناها دهشه ممزوجة بالفرح : حقا
هز راسه بسعادة
ارتبكت : يوسف هل انت مستعد لمواجهة ياسين ؟
زفر بضيق : لا ، اعرف جيدا العقبات التي تقف في طريقي
و مدى كره ياسين لهذا الامر ، لكني احبها يا نهى ،سأتحدى الدنيا كلها من اجلها ، كما فعلت هي
رتبت على كتفه : موفق ، ان شاء الله
ردد بهدوء : ان شاء الله
تركته لتذهب الى امها وتبلغها بقرار يوسف
لم ترد ان تخبر امها بان يوسف سيرفض الامر، فهي تعلم بقراره جيدا ، كانت تأمل ايضا انه استطاع النسيان لتفاجئ بانه ينتظر على احر من الجمر ، لا تعلم ما موقف ياسين حيال هذا الامر دعت بهدوء : ربنا يستر


***********************
نظرت في ساعتها لتجدها السابعة والنصف لتنتفض واقفه
__ لا بد ان اذهب فقد تأخرت جدا، لا اعلم كيف الوقت مر هكذا سريعا
ابتسم بهدوء : حسنا ارتاحي من فضلك ولا تجزعي ، لن تتأخري
نادى النادل ليحاسبه ويقف هو بدوره
__ تفضلي ، سأوصلك
رفع يده : ومن فضلك لا تعترضي
ابتسمت وهى تبلع اعتراضها
فتح اليها باب السيارة : ستتشرف السيارة وصاحبها بخدمتك
ابتسمت بخجل من مزحته : اشكرك على مدحك العظيم
ضحك بسعادة لتلمع عيناه ارتكن على باب السيارة وهى تهم بالدخول اليها همس بجانبها : نور
التفتت اليه لتجده قريب منها جدا لا يفصله عنها الا باب السيارة
تلاقت عيناها بعينيه لتبحر بهما فهي تريد ان تعرف ماذا يريد وما هي الكلمات المبهمة التي تطل منهما
اجابته بهدوء: نعم
ابتسم ابتسامه رائعة لم تراها من قبل : اشكرك
دخلت بسرعة الى السيارة ليغلق الباب بهدوء
وهو يشعر بانه طائر بالسماء لا يمشى على الارض
جلس في مقعده وهو يشعر ان كل أمانيه تحققت اليوم
سألها بهدوء :هل لديك موعد ما تأخرت عليه ام انكى تأخرت في العودة ؟
__ لا عمر اليوم ذاهب لشراء الشبكة وسأتأخر هكذا عليه
رد بابتسامه : مبروك ، عقبالك
رد ت بهدوء : الله يبارك فيك ، وعقبالك انت الاخر
ابتسم بسعادة : ان شاء الله قريب
عقدت حاجبيها وشعرت بالخنقة من جملته لتساله سريعا دون تفكير : أستتزوج قريبا
التفت اليها بدهشه فصوتها طلع مخنوقا نظر الى عيناها ليتبين له انها غير سعيدة بالفكرة
سألها بخبث : نعم ، ما رايك ؟
ردت بحدة : وما علاقتي بالأمر ؟
ابتسم : السنا اصدقاء ؟
نظرت اليه غاضبه : افعل ما يحلو لك
قال والشقاوة ترقص بعينيه : سأفعل ان شاء الله
اردف :ها قد وصلنا
انحنى فجأة ناحيتها ليمسك يدها ويلثمها برقة : اشكرك نور على منحي السعادة اليوم فقد قضيت اسعد وقت في حياتي اليوم
انتفضت من حركته وجراته معها لتندهش اكثر منه وهو يردف: الا تعلمين حقا لما ابحث عن رضاك ؟
هزت راسها بنعم ،
نظر الي عينيها ليقول بهمس : فكري قليلا ستجدين الإجابة
انا اثق بذكائك نور
اخيرا اطلق يدها من يده لتسرع مغادرة السيارة
وهى تشعر بان الحيرة تسيطر على عقلها والارتباك يعصف بأوصالها والسعادة ترفرف بجناحيها على حياتها

****************


ادار سيارته وهو يشعر براحة كبيرة ، فكرة الزواج تسيطر على عقله لتجعله يفكر ماذا سيفعل مع اخيه؟
انها لا تحبه وهذا يجعل المهمة اسهل ، ولكن اذا كان يوسف يحبها هذه هي المشكلة ، لا يعلم ماذا سيحدث


وصل الى القصر ليركن سيارته
وهو يهم بالدخول سمع اصوات مرتفعة بالداخل تبين انها صوت امه وصوت يوسف ايضا
دخل بسرعة ليسلم على نهى ، ويقول بصوت مرتفع : ماذا يحدث؟
ردت امه بصوت غاضب : اخاك المبجل لا يريد الزواج
ابتسم براحة ليلتفت الى يوسف : حقا
ليرد يوسف بهدوء : نعم لا اعلم ما الضرر فاني لا اريد الزواج من نور
__ انها مناسبة لك ردت الام
رد بعصبيه : انا لا اريد ان اتزوجها امي ، انها مجرد صديقتي لا اكثر، ما المفروض ان اعمله
سال ياسين بهدوء : لماذا امي متمسكة بها هكذا ؟
__ انها فتاه جميله مؤدبه وهي حفيدة اللواء اسماعيل صديق اباك وانا ارحب بنسب هذه العائلة ، انت من تسالني انت تعلم جيدا مميزاتها
رد بهدوء : نعم اعلم ، بالتأكيد اعلم
نظر يوسف الي نهى ليبتسما الاثنان فنبرته الحنون حملت اليهما الكثير من المعاني
رد يوسف : امي من فضلك اغلقي هذا الموضوع
نظرت الام غاضبه اليه لتلتفت الي ياسين بحنيه
__ هل تغديت حبيبي ؟
ابتسم وهو يتذكر لقائهما معا والغداء الذي لم يستمتع به من قبل ، تكلما كثيرا ، شعر انه يعرفها من زمان ، وانها قريبه منه كثيرا ، فهي خلقت له خصيصا
انتبه على يد امه وهى تهزه : ياسين
كتم يوسف ونهى ضحكتهما وهما يجلسان متجاوران
ليهمس لها يوسف : الم اقل لك ؟
__ نعم انا صدقتك الان ، انه متيم بها
__ لا امي لقد تغديت
نظر اليهما : ما بكما انتما الاثنان تتهامسان ؟
نهى : لا شيء ياسين
__ حسنا سأصعد الى غرفتي
صعد لينظرا الى بعضهما وابتسما بسعادة من اجل سعادته

***************************

دخلت الي بيتها مسرعة ،صعدت الى غرفتها لتغير ملابسها
وتجهز لموعد اخاها الهام ، تشعر بالحيرة من امره معها
ولكنها لا تريد التفكير الان ، تريد الشعور بالسعادة التي تغمرها
اختارت ملابسها بالوان الربيع المبهجة لتعكس شعورها الداخلي بالسعادة
سمعت صوت عمر من البهو: نور انتي جاهزة
خرجت مسرعة له : نعم
__ اذن انزلي لا وقت لدينا فانا تأخرت وانا اتي بسيارتي من عند الميكانيكي
__ حسنا
اندهش من مظهر اخته السعيد ، ولمعة عيناها التي انطفأت منذ وفاة والديهما واشراق وجهها الذى عاد
سالته عندما اطال النظر اليها : ما الامر عمر ؟
__ لا شيء حبيبتي منذ فترة لم ارك سعيدة هكذا
تأبطت ذراعه: هيا حتى لا نتأخر

**********************

تكلم صديقتها في الهاتف وهى تضع طلاء اظافرها المفضل
لوت شفتيها بزعل : نعم سماح ، ستذهب اليوم لتشتري شبكتها
نعم ، فازت به هذه المفعوصة
من قال هذا لن اهنيها عليه
ولكني انتظر الوقت المناسب ، ولابد من اخذ حذري من بسنت ، فانتي تعرفيها جيدا قويه وانا لا اريد مواجهتها والخسارة امامها
لا لم ارد الذهاب معه
سأجعلها تطمئن من ناحيتي
لا اعلم ما يحب بها ، رفضني هذا المغرور ، سأذيقه الجحيم على رفضه لي
حسنا سأذهب الان ، سلام


*************************



افاق من نومه على صوت الهاتف ليكتشف انه في المساء
محتضن احدى وسادات الاريكة
نظر الى الساعة ليجدها تجاوزت السابعة
نظر إلى هاتفه ليشرق وجهه : السلام عليكي حبيبتي
كيف حالك ؟ انا بخير الحمد لله
افتقدك جدا ، متى ستأتي ؟ حسنا سأكون بانتظارك
تأتى بالسلامة ، سلام

جلس براحة ها هي اخته الصغيرة العزيزة ستأتي لتؤنس وحدته قليلا بعد افتقاده لحياته بعد ممات من كانت تملك روحه


امسك الهاتف ليتصل برقم مخزن لديه
__ السلام عليكم حسن، ما الاخبار عندك؟
تناول الغداء بمطعم .............. مع فتاه
استعجب منه ليسال بهدوء : أتستطيع ان تصفها حسن
من مواصفاتها تنبه انها الانسة التي اصطدم بها اليوم
حسنا حسن لا تغفل عنه ابدا
اغلق الهاتف حسنا ياسين من الواضح انك مرتبط بهذه الجميلة ، سأحرق قلبك عليها
لتعلم ماهي حرقت القلب على من تحب


********************************

استقبلهما علي بترحاب شديد ، ليجلس مع عمر في الصالون وتدخل هي الي صديقتها بالداخل
اتت الام بهدوء ليصافحها عمر باحترام ، جلست بجانبه
__ علي ، اغلق الباب من فضلك
استعجبا الاثنان من الام لينفذ علي رغبتها على الفور
قال عمر بهدوء : خالتي هذا هو المهر وارجو ان ننزل بعد قليل لشراء الشبكة
حسنا بني ، كنت سأطلب منك ان تبدا في تجهيز البيت فلا يوجد الكثير من الوقت
__ نعم خالتي سأفعل ان شاء الله ، فغدا سيأتي اشرف صديقي ليضع تصور مبداي للديكور و يا حبذا ان تأتي علياء لتشرح له ما تريده
وانا اقترح ايضا ان نقيم حفلة عقد القران في حديقة الفيلا
لأننا لن نجد حجوزات في أي من القاعات في هذا الوقت القصير ، وفى الزفاف سأحجز لها اكبر قاعة للحفلات
ابتسمت الام بهدوء لحماس عمر وحبه الواضح لابنتها
قالت بهدوء : استمعا الي انتما الاثنان جيدا
تنبه لها علي وعمر : عمر اريد ان تجهز الغرف على وجه السرعة ، فانا اريد الاطمئنان على علياء ولن اطمئن الا وهى معك
__ حاضر خالتي انت تامريني
التفتت الي علي : علي اتمم زواج اختك مهما حدث لا تنسى مهما حدث علي ، واجعلها سعيدة بكل ما في وسعك هذه وصيتي لك ، اما انت فأوعدني واقسم انك ستصونها للابد
انزعج على من طريقة امه ليقترب منها
__ ماذا بكي امي؟ انت متعبه
ربتت على خده بحنان : لا حبيبي ، انا اريد الاطمئنان على صغيرتي فقط




************************
طرقت الباب بهدوء لتقول مبتسمة :ما اخبار عروس اخي الجميلة؟
ضحكت بسنت بخجل : الحمد لله بخير ، اين انت نور لم اسمع صوتك في الهاتف منذ يوم زفاف سارة
__ المعذرة حبيبتي ، انشغلت عنك قليلا
نظرت اليها علياء مليا : ما بك ؟ انت سعيدة اكثر من اللازم
ابتسمت بإشراق : نعم لدي الكثير واريد ان اقصه لك
لوت فمها : ولكن للأسف الوقت غير مناسب
جرتها علياء من يدها : احكي لي حالا ،ماذا حدث بإنجاز
والتفاصيل قوليها على الهاتف
قصت لصديقتها الحيرة التي بداخلها والمواقف الدائرة بينها وبين ياسين الى ما حدث اليوم واخر جمله قالها
__بصراحة لا اعرف ماذا يريد مني ؟ ولا اعلم ماذا يحدث لي عند رؤيته
لمعت عينان علياء: هل تحبيه نور؟
اندهشت نور مما سمعته من علياء
لتكمل : اذا تريدين اختبار مشاعرك من اتجاهه ابتعدي عنه لفترة يوم اثنان ثلاث ، اذا اشتقت اليه ، اذن انت مهتمة به بشكل اخر عن الاخرين
اردفت بابتسامه : وانا اعتقد انه يشعر بالغيرة عليك ولذا يعاملك بهذا الشكل عند اقتراب احدا منك
فانا اتذكر انه كان غاضبا بشدة عند مرور الشباب بجانبنا
تذكرت الموقف لتجد ان كلام علياء منطقي
ضربتها علياء بخفة على ركبتها : لا تفكري الان ، ودعي الامور تجري في مسارها الصحيح دون تدخل منك
احتضنتها علياء بسعادة : انا سعيدة للغاية اليوم
__ وانا سعيدة انا ايضا من اجلك حبيبتي

طرق علي الباب بهدوء لتفتح له علياء
__ ما هذا يا لولو ؟الم ترتدي ملابسك الي الان ؟
اجهزي سريعا سننزل لشراء الشبكة اليوم ،امي اتصلت ببسنت وستاتي لنا هناك


*************************
جالس يستمتع بالجو المنعش في شرفة غرفته ويستعيد اللحظات السعيدة التي عاشها اليوم استعاد ضحكتها وكلماتها
اكتشف بها صفات كثيرة جميله جعلت قلبه يرقص فرحا ، سيكلم عمر في موضوع الزواج في اقرب فرصة ولكنه سيقنع امه اولا
رن هاتفه ليجد اسم ياسر ينور الشاشة
رد سريعا : اتصلت بالوقت المناسب
صدحت ضحكة ياسر : الناس تسلم اولا يا ياسين
__ ياسر انا احتاجك بشده
سال بجديه : ما الامر ؟
__ قابلني في المقهى المعتاد
__ سأكون هناك خلال ربع ساعة
__ حسنا اراك بعد قليل ، سلام

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 27-06-11, 09:14 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل السابع عشر


وقفت تنظر لنفسها في المرآه ، تكمل وضع باقي زينتها لتزيد من جمالها الطاغي ، نظرت اكثر لوجهها في المرآه لتتذكر انه ولا مرة عندما قابلته في الماضي تكبد عناء النظر لوجهها لم ترى ابدا النظرة التي يرمقها بها الشباب عادة بعينيه
فبحكم انها كانت زميلة وصديقة لبسنت كانت تراه هو و علي كثيرا كانت نظرات علي دائما تلاحقها وتبين اعجابه الشديد بها ، اما هو فكان لا ينظر اليها ابدا ، كانت نظراته تحتلها هذه المفعوصة الصغيرة التي كانت في ذاك الوقت لم تزل طفلة ، اغضبها هذا الامر جدا فشعرت بانه داس على انوثتها وكرامتها ، حينها بدأ علي بالتقرب اليها وابداء اعجابه بها
لا تنكر انها مالت اليه فشخصيته المرحة اسرتها ، ولكنها لم تنسى ان عمر لم يلتفت اليها يوما
لا تنسى عندما كانت مخطوبه لعلي وتناهى الى مسامعها عن طريق الخطأ ان الخالة عائشة كانت تريد لعلي ان ينتظر نور ليقترن بها ، يومها زاد كرهها لهذه العائلة التي لا يربطها بها الا كرامتها التي اهدروها
وايضا بعد زواجها نبهت علي ان عمر يكن مشاعر خاصة لعلياء ، كانت تتوقع ثورة علي وقطعه لعلاقته مع عمر وبهذا تكون تخلصت من نور و ايضا تخلصت من اهدار كرامتها التي تشعر به كلما رأت عمر
ولكنها فوجئت بابتسامة علي تشرق وجهه ويقولها انه يعلم
فبرغم من ان صديقه لم يتكلم معه ولا مرة الا انه يشعر بمكنونات صدره ، ويتمنى ان عمر يفاتحه في موضوع الزواج في القريب العاجل
اندهشت من موقف زوجها ولكنها لم تشأ ان تتحدث في هذا الموضوع مرة اخرى حتى لا تستثير ذكاء علي فمن عشرتها معه وجدت ان ذكاءه حاد و على الرغم من طيبته وحلمه معها وحبه لها الذى يرتفع لمرتبة العشق الا انه عندما يغضب يتحول الى شخص اخر يصعب التعامل معه
زفرت بضيق وهي تنظر الى نفسها في المرآه مرة اخرى فقد انتهت من زينتها كما يحبها علي ،لا تفهم نفسها في بعض الاحيان هل تحبه ام لا هو لم يكن فارس احلامها التي كانت ترسم صورته في خيالها، ولكنه يغدق عليها من عواطفه التي
تجعلها تشعر بانها انثى كامله رغم عيوبها التي تعرفها جيدا الا ان كرم أخلاقه وحسن شخصيته يجعلاه لا يذكرها بأحد منها، بل يتحملها ويتحمل عصابيتها وغرورها في بعض الاحيان بصدر رحب وابتسامة هادئة وفي كل مرة تغضب منه يأتي ويصالحها ويشتري هديه قيمة ايضا ليرضيها بها ، لذلك تفعل له ما يحب وتحاول ان ترضيه في بعض الاحيان



****************************



واقفه امام محل الجوهرجي تراقب سعادة اخيها وصديقتها
التي تشع من عيونهم هي ايضا تشعر بسعادة عارمة تغلف المكان وتحيطها من كل جانب تبتسم على تعليقات علي وعمر التي تجعل علياء تحمر وتخجل والارتباك يسيطر عليها تقدمت بجانب صديقتها
__ كف انت وهو عن المزاح معها بهذه الطريقة ، حتى تستطيع التركيز فيما ستشتريه
ضحكا الاثنان ليجدوا بسنت امامهم فيدلفوا جميعا الى داخل المتجر ويبدا البنات بانتقاء الاشياء وعلى علياء ان تختار من بين جميع الاشياء
زفر علي بعد وقت طويل الى حد ما : اخيرا
قالت بسنت بنبرة قويه ولكن بصوت منخفض وهي بجانبه: ما بك ؟ يوم شراء شبكة حرمك المصون اخذنا ثلاث ساعات فكان كل شيء لا يعجبها
عقد حاجبيه ونظر اليها متفحصا امال راسه اليها
__ ما بك ؟ وما هذا الهجوم الدائم على ايه ؟ هل اغضبت احدا منكن او اغضبت امي ؟
تنهدت ببطيء : لا علي ، ولكني ارى انك ضايق بنا هذه الايام
اندهش من جملتها : بسنت ، لابد ان تعلمي جيدا انني لم ولن اضيق بكن ابدا فانتم عائلتي و لن افعل الا ما يرضيكن دائما
التفت الي علياء : ها يا عروسة ، هل انتهيت ؟
هزت راسها والابتسامة تعلو شفتيها : نعم
احتضنتها نور بحب : مبروك حبيبتي ، اذا ضايقك عمر يوم
ابلغيني وسف احيل حياته جحيما الى ان ترضي عليه
ضحك علي : الله يكن في عونك يا صديقي ستتفقن عليك من الان
ابتسم عمر : انا راضي باتفاقهن ، اخرج انت منها
ضحكت بسنت : للأسف يا اخي العزيز دائما ما تحرج نفسك
تعالت ضحكاتهم في المتجر ليبارك لهم الجوهرجي ويدعوا لهم بالسعادة دائما
اخرج لهم علبه من الشوكولاتة ليبدي تهنئته لهم ، ليأخذ كل منهم واحدة
هتف علي : انها شوكولاتة الحظ ، هيا عمر اقرا حظك فان كان ينبئك بسوء الحظ فالوقت مناسب لتتراجع
__ علي ، لا مزاح في هذه الاشياء قالت بسنت
__ انا لا امزح فهي بالفعل شوكولاتة الحظ
__ لن اغير رائي مهما حدث ، ولذلك سأرى ما تقوله لي شوكولاتة الحظ هذه
فتح الشوكولاتة ليخرج منها ورقة صغيرة ويقرا بصوت عال
__ سعادة ابدية مع شريك حياتك
قالت نور مداعبة : حتى الشوكولاتة تحرجك علي
ضحكوا جميعا على مظهر علي المنحرج
وبدأوا كل منهم يقرا ما بداخل الشوكولاتة التي معه
بسنت : زائر جديد في الطريق اليك
قالت مازحة :من هذا الذي سياتي الينا ؟
علي : من الممكن ان احمد سيتزوج بأخرى
خبطته على كتفه مازحة : لا يستطيع ان يفعلها
قال بياس: اعلم فانت سببت له عقدة من الجنس الاخر
ضحكوا جميعا لتمط شفتيها في زعل ليحيطها بذراعيه
__ امزح يا عزيزتي ، اين سيجد مثلك ، فانت ملاك
ضحك عمر من نبرة صديقة المغيظة
ليلتفت اليها : ها و أنت حبيبتي؟
__ هاي انت ، احترم وجودي
قالت نور: اخبرينا علياء ماذا وجدت؟
قالت هامسة والخجل يكسيها : سعادة ابديه مع شريك حياتك
ارتفعت اصواتهم فرحة ليقول علي :هنيئا لكما بالسعادة
خرجوا من المتجر وعلياء تحمل علبة شبكتها المخملية في سعادة واشارت الي نور وعلي : انتما الاثنان لم تخبرونا بما وجدتم
رد علي : المفاجآت ستهبط عليك من السماء
لا اريد أي مفاجأة في المنزل ولا العمل ايضا
ضحك عمر : لا تبتئس من الممكن ان تكون مفاجأة جيدة
رفع يديه عاليا : يا رب ، ولكني اعلم نفسي جيدا فانا نحس
ضحك عمر ليلتفت الي اخته : وانت نور
__ سأري الان
اخرجت الورقة الصغيرة لتقرأ بصوت عال :
شخص جديد يدخل حياتك يقلبها راس على عقب
نظرت بسرعة الى علياء لتجد الاخرى تبتسم اليها
اقتربت منها وقالت بخبث : أتساءل من هذا الشخص ؟
لكزتها بكوعها : ليس الان حتى لا ينتبه عمر الينا
قال علي مازحا: من الواضح يا علياء انه أنت هذا الشخص
ضحكوا جميعا على مزحة علي التي ادت الي احمرار وجه علياء
ليقول عمر بحنان : حقها ، فلتقلب حياتنا كما شاءت
احمر وجهها اكثر من نظرة عينيه والحب والحنان الواضحان بها
__ حسنا هيا لأوصلكم ، اتمنى ان الشبكة تعجب خالتي
ركبوا السيارة وجو السعادة يخيم عليهم جميعا


*************************


صافح صديقه بود واضح
__ ما الامر ياسين ، لقد اقلقتني
عقد حاجبيه : اجلس اولا ، ماذا ستشرب؟
نظر له في اندهاش : ياسين ، لم اتى لأشرب بل اتيت لأعلم ما بك وما الامر الذي تحتاجني به؟
قال ياسين امرا : اجلس اولا
اشار الي النادل ليأتي مسرعا : كوبين من القهوة لو سمحت
التفت الي ياسر : ها ، ما اخبارك؟
رفع حاجبيه في تعجب : انا بخير ياسين ، ما الذي تريد ان تقوله ومتردد هكذا فانا اعلمك جيدا ، هذا هو اسلوبك للتأخير والمماطلة لأخذ وقت اضافي للتفكير
ابتسم ياسين : لما تشعرني دائما انك بداخل عقلي
ضحك الاخر : لا اريد ان اشعرك بشيء ولكنك تتعمد استفزازي بأسلوبك هذا وكأني لا اعرفك
هيا ، اخبرني ما الشيء المهم الذي تريد ان تخبرني به
__ اريد ان اتزوج
اندهش :حقا
هز له راسه مؤكدا لما بعقله
__ مبروك ، ما المشكلة ؟
تنهد ببطيء : لا توجد مشكلة ، ولكنى اشعر بالارتباك
جاء النادل بالقهوة ليضعها امامهما
ارتشف ياسين بضع منها ، والاخر منتظره بصبر وصمت
__ سأقص اليك ما حدث لتفهمني
__ تفضل يا اخي ، كلي اذان مصغية
روى لصديقه كل ما حدث في اليومين الماضيين
لينتهي بما حدث في قصرهم واصرار امه على زواج يوسف من نور
__ لا افهم الي الان ، ما مشكلتك؟
من الواضح ان يوسف لا يريد الزواج منها وهي في الاصل خارج دائرة تفكيره بدليل عدم غضبه من مغازلة طارق لها
وامك تريد نسب العائلة ومعجبه بها ، اخبرني ما مشكلتك؟
__ مشكلتي ان امي ترى انها مناسبة ليوسف ولذلك لن ترى انها تناسبني على الاطلاق
نظر اليه قليلا : ياسين ، انت تحبها ، اجبني بصراحة من فضلك
نظر الي ياسر مطولا واخذ نفس عميق اخرجه ببطيء
وهز راسه وبصوت منخفض : نعم ، احبها ، ولا تسئلني كيف او متى ، كل ما اعلمه انها تثير بنفسي اشياء لم تأتي مسبقا في بالي ، وقلبي يأمرني بأشياء معها لم اكن اتخيل يوما اني سأفعلها
اتسعت ابتسامة ياسر، و ربت على يده: انه الحب يا صديقي
هنيئا لك به
ابتسم ياسين على حماس صديقه
ليردف ياسر بجديه: ياسين لا تضيع هذه الفرصة من يدك
فاذا اضعتها ستعض اناملك ندما وحسرة على ما فاتك
كلم والدتك في الامر واذا علمت هي مدى تعلقك بنور ستوافق على الفور فهي كل ما تريده سعادتك
__ سأفعل بإذن الله
لمعت عينان ياسر فجأة ، ليساله ياسين في ترقب
__ ما الامر ؟ ان لمعة عيناك هذه تأتي بعدها مصيبة من مصائبك
ضحك ياسر بشده :تصدق ، انا مخطئ في تفكيري بك
__ ما الامر ؟ اخبرني
__ سأخبرك ، من الاصل انا كنت اكلمك لأدعوك انت والعائلة الكريمة على حفلة سأقيمها بمناسبة ولادة عبد الرحمن
والان خطرت لي فكرة ان ادعو المهندس عمر ايضا
لمعت عينان ياسين : انها فكرة رائعة
مط ياسر شفتيه : للأسف انت لا تستحقها
قال برقة : ياسر ، انا صديقك الصدوق ستبخل علي بهذه الخدمة
قال هازئا : يا اخي انها مصيبة من مصائبي ابتعد عنها
ابتسم ياسين : العفو من قال ذلك ، انت لا تسبب ابدا في المشاكل
ضحكا الاثنان : حسنا يا صديقي من اجل العشرة والايام الخوالي ، سأرسل له بدعوة
__ وارسل دعوة ايضا للأستاذ علي ،هذا اسمه على ما اظن
انه نسيب عمر وصديق عمرو زوج اختي نهى
__ لماذا ؟
__ لتتعرف امي على العائلة كلها
__ اعشقك وانت تفكر ،هذا هو الكلام المضبوط
__ متى الحفلة؟
__ في اجازة نهاية الاسبوع ، عندي بالمزرعة
__ مبروك ما جاءك ياسر
__ عقبالك ان شاء الله في القريب العاجل
__ شكرا لك ياسر لمساعدتي
نظر اليه مؤنبا : ياسين انت اخي ، وانا مستعد ان افديك بحياتي ، فما فعلته معي كثير
اشاح له بيده : ما الذى تقوله ياسر ، لم افعل معك شيء
ولا تتكلم في هذه الامور ثانية
هيا اذهب الي زوجتك واولادك ، وانا سأذهب لأمي لأتكلم معها في امر زواجي
__ موفق بإذن الله
__ ان شاء الله ، سلامي لمريم وقبلاتي للأولاد
اتجه الي سيارته وهو مفعم بالأمل ومستعد ان يقنع امه بما يريد حدث نفسه : ان شاء الله ستوافق


**************************


جالسة بجانب اخيها في سيارته وتفكر من الشخص الجديد الذى سيقلب حياتها راسا على عقب لم تجد غيره هو الجديد الذي دخل الي حياتها وبالفعل قلبها راسا على عقب ، تذكرت علياء و سؤالها هل هي تحبه ام لا ، لا تنكر انها معجبة به بشكله ،صفاته حتى قوته وتسلطه في الاوامر التي يلقيها ، ورقته ايضا فالوقت الذى قضته معه في المطعم كان في قمة الرقة والذوق ، غيرانهما متفاهمين في بعض الامور
استرسال الحديث بينهم في سهوله ويسر ادى الى ان الوقت مضى بسرعة
لم تشأ ان تخبر علياء بشعور الغضب والضيق الذي انتابها عندما قال لها عن زواجه ، لتفكر مليا هل بالفعل قلبها يدق اليه ؟ ستعمل بنصيحة صديقتها وتبتعد عنه لفترة
انتبهت ان السيارة واقفة ، وعمر يطرق على زجاج شباكها
فتحت الباب لتسمعه يقول : أكنتي نائمة ؟
هزت راسها نافية
__ حسنا ، غدا سياتي المهندس اشرف مهندس الديكور
أتذكريه
__ نعم
__ سياتي لأبدأ في ترتيب المنزل وغرفتي
تنحنحت : ما رايك ان تأخذ الغرفة المجاورة لها وتوضيبهما في هيئة جناح لك
نحن لا نستخدم هذه الغرفة اطلاقا
__ سأرى ما يمكنني ان افعله
دخلا من الباب لتتجه الي السلم لتصعد
__ نور
التفتت الي اخيها
__ سأسافر بعد غد الى الإسكندرية لأدعو عمي الى عقد القران ، صحيح لقد اتفقت مع الخالة عائشة ان نجعل الحفل هنا في الحديقة فلن نجد حجز بإحدى القاعات الان
ابتسمت: ربنا يتمم عليك بالخير عمر، تصبح على خير
__ وانتي من اهل الخير
صعدت الى غرفتها وهي تشعر بالتعب والنوم يثقل جفونها ،بدلت ملابسها ودخلت الى فراشها لتذهب في النوم سريعا


**************************


رن هاتفها لتهتف: انه عمر
ابتسمت بسنت على اختها والفرحة التي تزين وجهها
لتكمل علياء : سأرد عليه ثم اتي لنكمل كلامنا
اشارت لها براسها موافقة
اسرعت الي غرفتها حتى لا تجعله ينتظر اكثر من ذلك
__ السلام عليكم
رد بصوت خافت :و عليك السلام حبيبتي
هل ايقظتك من النوم ؟
__ لا لم انم بعد
استلقى على الاريكة : ها ، اخبريني ما رأى خالتي في الشبكة
__ اعجبتها جدا ، وفرحت بها ايضا
عمر
__ نعم يا روح عمر
ابتسمت : بسنت بقية معي الليلة لأننا سنخرج غدا باكرا لشراء بقية الجهاز فلن استطيع التكلم معك كثيرا اليوم
__ لا توجد مشكلة حبيبتي
همس مكملا: فانا من اجل شراء الجهاز افعل أي شيء تريديه، فانا مشتاق لوجودك بجانبي جدا
احمرت خجلا: حسنا سأغلق الهاتف
رد بجدية : لا تنسي غدا سامر عليك لاصطحابك الى الفيلا حتى تبلغي مهندس الديكور بما تريدينه في الغرف وتختاري الاثاث
__ سأنتظرك
__ سأنتظر الغد بفارغ الصبر
__ تصبح على خير
__لن اغلق الهاتف الا ان تقبليني كما كانت امي تفعل
ضحكت : كنت طفلا حينها
مط شفتيه : اعترضي ، وسأطلب اشياء اخرى الى جانب القبلة
ضحكت بمرح: حسنا، سأقبلك على جبينك هكذا
تصبح على خير
صاح معترضا: ما هذا ؟ انا لست طفلك حتى تقبلي جبيني
ابتسمت بخبث : الم تريد ان اقبلك كوالدتك
__ لا طبعا ، كنت اريد ان تقبليني كزوجتي
على خدودي، على شفتي هكذا
غرقت في الخجل وصاحت بصوت مبحوح : عمر
تصبح على خير ، فمن الواضح ان قلة النوم تؤثر عليك
ضحك من خجلها المحبب اليه : وانت من اهل الخير حبيبتي
اغلقت الهاتف وهى سعيدة و الحرارة التي تنبعث من وجهها تشعرها بالفرح ، نظرت الى المرآه لتجد وجهها مكسيا بلون الاحمر وعيناها تلمعان فرحا لتردد لنفسها
__ سعادة ابدية مع شريك حياتك
ها هي بوادر السعادة الابدية دخلت الي حياتها ولن تسمح لها
بالخروج ابدا ، ستجعل حياتهما سعيدة لآخر العمر
خرجت الى اختها التي تنتظرها لتكمل معها الجدول الذى وضعوه لشراء بقية الجهاز


***************************


دلف الى منزله بهدوء ليندهش ، فالمنزل يغلفه الظلام
ولا يوجد به أي صوت ، تساءل اين هما
نظر الي ساعته ليجدها الحادية عشر من الممكن ان جنى نائمة ولكن اين اية
دخل الى وسط الصالة ليجد انبعاث لضوء خفيف اتى من غرفته ، تقدم الى غرفته وفتح الباب بهدوء حتى ان كانت نائمة لا يتسبب في ايقاظها
ليفغر فاه على رؤية ملاكه النائم، جسدها يتوسط الفراش
مرتدية قميص نوم حريري بلون الاسود ينسدل على جسدها برقة مكشوف الصدر والاكمام يجعل انوثتها تزداد ويزداد عشق قلبه لها ، اقترب منها برقة يتأمل وجهها الجميل
ذقنها الصغيرة ، ثم شفتيها الممتلئة مصبوغة بلون احمر قاني يجعل فمها كحبة الفراولة الشهية ، انفها الصغير بقصبته الرومانية تتوسط خديها الموردين ، ثم يأتي الى عذابه هاتان العينان المغلقتان المحددتان بحاجبين بنيين مرسومين يزيدا عينيها غموضا، فسواد المقلتين مع تحديد عينيها يذكرانه بالبحر ليلا ليرمي بنفسه فيه لعله يروي ظمائه، بياض بشرتها مع شعرها البني الحريري يكملا لوحة الحسن والجمال و يجعلا قلبه يدق كأول ليلة لهما معا
مال بجسده ناحيتها ليرفع خصلة من شعرها المتمرد تلتصق بخدها الايمن ويطبع قبله رقيقة عليه
فتحت عينيها بهدوء لتنفرج ابتسامة على شفتيها
__ اخيرا جئت
ابتسم جزلا وعيناه تلمعن حبا وعِشقا لها : اسف على تأخيري حبيبتي ،
امسك يدها ليقبلها برقة ويكمل هامسا في اذنها وهو يحتضنها بين ذراعيه: سأعوضك عن انتظاري كل دقيقة ، بل كل ثانية

**************************
دخل الى القصر ليرى عائلته الصغيرة مجتمعه بالبهو
__ السلام عليكم ، كيف حالكم يا اهل الدار؟
ردت نهى: نحن بخير والحمد لله، والجلسة تنقصك
تعال اجلس معنا قليلا
تقدم اليهم ليسلم على امه ويجلس بجانبها
ليقول يوسف ضاحكا بخبث : اراك سعيدا هذه الايام ياسين
، و أتساءل عن سر هذه السعادة
لوي ياسين شفتيه هازئا : الا يحق لي بعضا من السعادة يوسف
__ لا طبعا اخي ، بل يحق لك ان تعيش في سعادة دائمة
ليست بعض ايام قليلة
نظر الي اخيه متفحصا لينظر اليه يوسف باسما
حدث ياسين نفسه : اذن هو يعلم بحبي لنور
هز راسه : نعم يوسف ، عندك كل الحق ،
تنحنح : ولذلك قررت ان اتزوج
اتسعت ابتسامة يوسف ، والتفت امه اليه والدهشة الممزوجة بالفرحة تعلو وجهها ، لتنطق نهى بسعادة :مبروك حبيبي ، هل اخترت العروس ، ام سأنتقيها لك انا وامي
ضم كفيه بشده ليسيطر على التوتر بداخله :لا انتقيتها
اريد ان اتزوج نور

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 27-06-11, 09:16 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


الفصل الثامن عشر





دخل الى القصر ليرى عائلته الصغيرة مجتمعه بالبهو
__ السلام عليكم ، كيف حالكم يا اهل الدار؟
ردت نهى: نحن بخير والحمد لله، والجلسة تنقصك
تعال اجلس معنا قليلا
تقدم اليهم ليسلم على امه ويجلس بجانبها
ليقول يوسف ضاحكا بخبث : اراك سعيدا هذه الايام ياسين
، و أتساءل عن سر هذه السعادة
لوي ياسين شفتيه هازئا : الا يحق لي بعضا من السعادة يوسف
__ لا طبعا اخي ، بل يحق لك ان تعيش في سعادة دائمة
ليست بعض ايام قليلة
نظر الي اخيه متفحصا لينظر اليه يوسف باسما
حدث ياسين نفسه : اذن هو يعلم بحبي لنور
هز راسه : نعم يوسف ، عندك كل الحق ،
تنحنح : ولذلك قررت ان اتزوج
اتسعت ابتسامة يوسف ، والتفت امه اليه والدهشة الممزوجة بالفرحة تعلو وجهها ، لتنطق نهى بسعادة :مبروك حبيبي ، هل اخترت العروس ، ام سأنتقيها لك انا وامي
ضم كفيه بشده ليسيطر على التوتر بداخله :لا انتقيتها
اريد ان اتزوج نور

اتسعت ابتسامته يوسف اكثر : مبارك اخي ، مبارك
ليتنهد بتمثيل ويردف : اخيرا نطقت
ضحكت نهى لتقوم من مكانها تحتضنه وتقبله على وجنتيه
__ مبروك حبيبي ، اتمنى لك التوفيق والسعادة معها بقية حياتك
ابتسم في وجهيهما وهو يشعر بالفرح من ردة فعلهما
لم يكن متوقع كل هذا الفرح من اجله
ليلتفت الى امه التي لم تصدر منها أي ردة فعل
رأى وجهها جامد من الصدمة وعينها متسعة من الدهشة
تحشرج صوته : ما رايك امي ؟
رد يوسف على الفور وبسرعة: بالطبع موافقة ياسين
ولكنها مأخوذة من قرارك بالزواج ، فلطالما اعتقدنا انك لن تتزوج ابدا اخي ، ولكنه اختيار موفق ، موفق جدا
نظر الي امه ليجد الصمت ردها ايضا على كلام يوسف


هو اكثر الاشخاص يعلم معنى صمتها فهي تبدي عدم موافقتها عن الامر بشكل غير مباشر ، ممتن لآخاه لمحاولة التخفيف عنه ، فرد امهم واضح لهم جميعا
نادتها نهى بهدوء : امي ، ياسين يسالك عن رايك
انفرجت شفتاها اخيرا لتقل باقتضاب : مبروك بني
متى ستذهب لتتقدم لها ؟
رد بهدوء : سأتكلم مع عمر اولا
هزت راسها بهدوء : ربنا يوفقك
حاول ان يلطف الاجواء قليلا
__ صحيح ياسر دعانا جميعا الى حفلة بمناسبة انه رزق بعبد الرحمن يوم الجمعة في المزرعة
ليكمل : نهى اريد اسم صديق عمرو وعنوانه لان ياسر ابدى رغبته في دعوته هو الاخر ، وسيدعو عمر ايضا
انفلتت ضحكة قصيرة من يوسف ، لينظر له ياسين
ويقول بشبه ابتسامه : ما الذي يضحكك الان يا ظريف ؟
ضحك يوسف مرة اخرى ليغمز بعينه اليه
__ ياسر هذا ونعم الصديق
صدت ضحكة ياسين مجلجلة في بهو القصر
لتنظر اليه امه مدهوشة من التغير الذي حدث له الايام القليلة الماضية
رد على يوسف : هو بالفعل ونعم الصديق
اردف بجدية : يوسف لا تتكلم مع نور في موضوع الزواج هذا الى ان ابلغ عمر انا ، فانا اعرفك جيدا
من الممكن جدا ان تذهب اليها وتقول مازحا مرحبا بك يا زوجة اخي ، او كيف حالك يا عروستنا
ضحكت نهى على نبرة ياسين التهكمية وهو يقلد يوسف وطريقته ، لتنفلت من امهم ضحكة قصيرة لينظر اليها يوسف : انتى الاخرى تضحكين امي
ضحكت لتقول مازحة : فعلا ، انت متوقع منك أي شيء
نظر لها ياسين باستفسار ، فهو يريدها ان تصفح له عن مكنونات صدرها وسبب اعتراضها على فكرة زواجه من نور
يعلم جيدا انها مرحبة ترحيب جام بفكرة زواجه لكنها معترضة على اختياره على الرغم من انها معجبة بالفتاة التي اختارها ، هز راسه في يأس غريبه امه في معظم الاوقات لا
يفهمها
فاق من تفكيره على صوت يوسف ونهى وهما يتشجران حول امر ما وامهما تضحك عليهما
نظر اليهما لم يتغيرا اطلاقا اطفال في اجساد كبيرة
__ حسنا سأذهب لأخلد الى النوم فاليوم كان مرهق جدا بالنسبة الي، تصبحون على خير
نهي والام : وانت من اهل الخير
يوسف : ياسين ، انتظر فانا اريد ان ابلغك بشيء مهم
قال وهو يتثاءب: حسنا اتبعني للأعلى
تبع اخاه لتبقى نهى وامها لوحديهما



اقتربت نهى من امها
__ ما بك امي ؟ لم تفرحي بخبر زواج ياسين
ردت بهدوء: فرحت طبعا بقرار الزواج، ولكني مصدومة من اختياره
__ لماذا امي ؟ اليس هذه نور التي تشاجرت مع يوسف لكي يتزوجها وعددت محاسنها وقلتي انكي مرحبة بهذه الزيجة وهذا النسب
__ نعم هي وانا لست معترضة عليها ، ولكني ارى انها ليست مناسبة لياسين
__ امي ياسين يحبها
التفتت اليها في حده وهى تعقد حاجبيها
لتكمل نهى : ابلغني يوسف اليوم ، وطلبه للزواج منها يؤكد حدس يوسف
امي لم نرى ياسين سعيدا هكذا منذ وفاة والدي رحمة الله عليه ، عادت ضحكته لتصدح في القصر ، والسبب هي نور
ابتسمت : من الواضح انها اضاءت حياته
هزت الام راسها موافقه
لتكمل نهى دفاعها وتهدم اخر حصون امها : واخيرا امي ستحقق امنيتك في رؤية اولاد ياسين الغالين
قالت الام بفرح : صدقتي نهى، معك حق ، وطالما هو مرتاح ويريدها زوجة له ، فانا موافقه
__ من الممكن ان تتعرفي عليها اكثر في الحفلة التي سيقيمها ياسر بالمزرعة
هزت الام راسها موافقة : نعم ، معك حق
هيا بنا لننام نحن ايضا


************************



بدل ملابسه ليخرج من دورة المياه ليجد اخاه متربع على فراشه ليندهش منه : ماذا تفعل يوسف
رفع كتفيه : لا افعل شيء ، جالس منتظرك لأتكلم معك
اشار الى الاريكة الموضوعة بالغرفة والكرسين اللذان بجانبها: ولماذا لا تجلس على أي من المقاعد بالغرفة
ابتسم في وجه اخيه بشقاوة : لا شيء قررت ان انام بجانبك الليلة حتى تعتاد النوم بجانب الاخرين
عقد حاجبيه مفكرا ليردد: أي اخرين ، لماذا انام جنب الاخرين
__ الن تتزوج ، ستنام بجانب زوجتك اكيد
نظر الي اخاه بغضب وقال امرا : انهض من الفراش واذهب الي غرفتك
ضحك ليرفع يديه استسلاما : حسنا لن اتى بذكر هذا الموضوع ثانية ، ولكني اريدك بشيء هام
فحالتك كانت لا تسمح اليوم لمعرفة ما جرى في مناقصة المجمع التجاري
ياسين انا غير مرتاح لهذه المناقصة ولا العمل كله
اشعر بشيء مريب بها
هز ياسين راسه موافقا : نعم انا ايضا ، اشعر بهذا الشيء
__اذن اعتذر عنها
__ فكرت بذلك ، ولكن الارباح التي ستجنيها الشركة كبيرة جدا ومغرية فلم استطع رفضها
هز راسه موافقا على كلام اخيه : انت ادرى بهذه الاشياء مني ، كنت انقل لك ما شعرت به
اردف : ياسين ، اريد ان اسالك عن شيء؟
__ تفضل ، ولكن انجز فانا احتاج الي النوم
تلعثم : ما الذى غير معتز هكذا ؟
انقلب وجهه على هذه السيرة الكئيبة
__ لا اعلم يوسف، بعد وفاة حنان تغير معتز كثيرا
وفي كل مرة يقابلني بها عيناه تنطق كرها لا اعرف سببه
__ ولكنك انت ايضا تكره
__ نعم ، كرهته مؤخرا بعدما تأكدت انه يبذل كل ما بوسعة ليأخذ شركة ابي مني ، اتعلم يوسف لقد هددني علنا انه سيستولى على كل شيء املكه ، ليحرق قلبي
عقد حاجبيه : غريب ، ما الذي حدث ؟
__صدقني لا اعلم ، هيا اذهب لتنام واتركني لأنام انا ايضا
ابتسم لأخيه مداعبا : احلاما سعيدة ياسين
اتجه لباب الغرفة ليكمل : ام اقل احلاما سعيدة مملؤة بنور الجميلة
ركض خارجا من الغرفة قبل ان تصيبه احدى الوسادات التي قذفه بها ياسين وهو يقهقه على منظر اخاه الخجول
ابتسم ياسين بسعادة : نعم ، اتمنى ان اراها في احلامي
حدث نفسه : ان شاء الله في القريب العاجل ستاتي لتنير حياتي كلها
القى بجسده بتعب ليخلد الي النوم ويغلق عينيه على رؤية وجهها الجميل ليذهب في النوم سريعا


*************************

نور
قالها بصوته الرخيم يداعب اذنيها لتفتح عينيها وتجد وجهه قريب منها جدا ، ابتسمت برقة ، وضعت يدها على ذقنه بدلال ليقترب من اذنها هامسا : اشتقت اليك حبيبتي
ضحكت بنغمة حلاوتها لم يسمع لها مثيل ، اقترب منها اكثر


ليقوم مفزوعا على جرس المنبه المزعج ، التفت حوله ليجد نفسه في فراشه ، الغرفة يتخللها اشعة الصباح الدافئة
ستائر الشرفة تهزها نسمات الهواء المنعش
نظر الي ساعته ليجدها السادسة صباحا
حرك رقبته وقام من الفراش يتثاءب ابتسم فالحلم لذيذ جدا وداعب مشاعره ليجعله يشعر بسعادة تجرى مع دمه لتنتشر في خلايا جسده كله
خرج من غرفته بعدما ارتدى ملابسه
فكر ان يمر على يوسف لإيقاظه حتى لا يتأخر عن العمل
اقترب من الباب ليطرقه حينما تنامى الي مسامعه صوت اخاه ضاحكا كانه يتكلم مع احد ، ارهف سمعه قليلا
ليتناهى اليه : نعم حبيبتي ، لا استطيع الانتظار ، طبعا سآتي اليك غدا ، هذه فكرة جيده ، سأشتاق اليك انا الاخر
عقد حاجبيه مفكرا من التي يتكلم معها يوسف ويدعوها حبيبته
طرق الباب ليفتحه سريعا، رسم الدهشة على وجهه عند رؤية يوسف واقفا في منتصف الغرفة ومرتدي ملابسه
__ ها ، انت مستيقظ
ارتبك يوسف : صباح الخير ، انزل الهاتف من على اذنه
نظر اليه مطولا : صباح النور ، انت مستيقظ باكرا ، هذا جيد كنت اريد ايقاظك ، اتبعني الي الاسفل
هز يوسف راسه موافقا
رفع التليفون مرة اخرى الي اذنه : حسنا ، سأتكلم معك لاحقا
ادار جسمه لينزل الي الاسفل عندما سمع اخاه يقول جملته الاخيرة ، اندهش عندما تكلم يوسف بصيغة المذكر
التفت اليه في حدة عاقدا حاجبيه ليغلق الاخر الهاتف ويتبعه
سال في هدوء: من الذى تكلمه مبكرا هكذا ؟
__ ها ، ماذا تقول ؟ لم اكن معك
نظر اليه مطولا : ما بك يوسف ؟لم انت شاردا ؟
__ لا شيء افكر قليلا فقط
ازدادت عقدة حاجبيه وهو يفكر في يوسف والابتسامة التي فارقت وجهه اليوم ، وانشغال باله
اشياء تناقض طبيعة اخاه المرحة
نطق يوسف عندما وصلا الى مائدة الطعام
__ ياسين ، اريد ان اخذ اجازة غدا ،صديق لي اتى من الخارج ، واريد ان استقبله في المطار
نظر اليه مطولا يحاول ان يدخل الى اغوار نفسه ويعرف ما الذي يدفعه للكذب
قال باقتضاب : انه رابع يوم لاستلام العمل يوسف ، الا يوجد احدا اخر يستقبله غيرك
زفر يوسف بضيق : ياسين ، من فضلك لن تتوقف الشركة اذا لم احضر غدا
__ حسنا ، لا تغضب
ثم اردف مازحا لعل يخرج اخاه من الشرنقة التي تحاوطه اليوم على غير العادة : ولكن لا تعتاد على ذلك
__ شكرا ، ولن اعتاد لا تقلق
دخلت امهم ورائها احد الخدم حاملا للفطور
__ صباح الخير احبائي
ردا الاثنين : صباح الخير امي
جلست الي المائدة : الن تتغير ياسين ؟ اترك عنك الجريدة حتى تستطيع ان تتناول الفطور جيدا
ابتسم في وجهها : الن تعتادي انت الامر امي
ضحكت في وجهة : متى ستذهب الى المهندس عمر ؟
ترك الجريدة من يده ليلتفت اليها : لم احدد بعد
سألت في اهتمام ملحوظ: لماذا ؟ ما الذي يؤخرك عن التكلم معه ، اسمع ياسين لقد تأخرت كثيرا في قرار الزواج هذا
ولن اسمح لك بالتأخير اكثر من ذلك ، قابل صديقك وحدد معه موعدا حتى نتقدم لهم رسميا ، ولابد ان يكون موعد الزواج قريبا ، فانا اريد ان افرح بك بني
رفع نظره الي يوسف ليراه مبتسما بهدوء ثم لوى احدى شفتيه ثم قال بصوت خافت : لن تستطيع الهروب الان ياسين
سبق السيف العزل اخي ، اتبع جملته الاخيرة بضحكة عالية
على مظهر ياسين المتوتر من اوامر امه
لن يستطيع ان يبلغها انه منتظر موافقة نور على الزواج
قبل ان يفاتح عمر ، فهو متردد ، يشعر انه لو اتبع الخطوات التقليدية سترفض الزواج منه
تنهد في حيرة : حاضر امي ، امهليني بعضا من الوقت
قام من المائدة
سالت الام : الي اين؟
ابتسم : الي العمل طبعا امي
عن اذنكم
__الن تنتظر ان تصبح على نهى
__ ليس لدى وقت ، ابلغيها ان تتناول معنا الغداء اليوم هي
و عمرو ، سياتي اليوم ، اليس كذلك؟
__ نعم
__ ابلغيهما ان ينتظرا الي بعد الغداء امي ، سلام

غادر القصر متوجه الي الشركة وهو يفكر في موقف امه واستعجلها لأمر زواجه ، كان ينتظر الي حفلة ياسر حتى يستطيع الكلام معها والتقرب منها اكثر ليقنعها بالموافقة على الزواج
لأول مرة في حياته يشعر بالخوف من خطوة مقدم عليها
حتى في اخطر المناقصات والصفقات كان لا يشعر بالخوف
كان يشعر بالتوتر والقلق لكن الخوف لا
انه خائف ان يفقدها وتضيع منه الي الابد ، خائف من ضياع حلم حياته ، خائف ان يعض اصابعه ندما وحسره كما قال ياسر
اذن لا بد من الحكمة والتروي في كل خطوة يخطوها
لابد ان يسيطر على اعصابه وغيرته المجنونة كلما اقترب منها احدهم ، لابد ان يصل الي قلبها ، ويجعلها تحبه كما يحبها


وصل الي الشركة التي بها عدد قليل من الموظفين لم يندهش
فالوقت لازال باكرا
دلف الي المصعد واستعجب من عدم وجود العامل لكنه لم يأبه ، ضغط على زر المصعد حتى ينطلق الي مكتبه
ليفاجئ بيد انثويه ترد باب المصعد وتدخل بهدوء اليه




*********************




استيقظت باكرا على صوت المنبه ، وليس على كابوس من كوابيسها التي اعتادت مؤخرا ان تستيقظ عليها
شعرت بالنشاط فمنذ فترة طويله لم تستغرق في النوم هكذا
تذكرت حلم ليلة البارحة لتحمر وجنتيها


نعم حلمت بحلم لذيذ ،محبب الي نفسها ، تشعر بالسعادة تدغدغ حواسها من التفكير به ، كان وجهه واضحا اليها اليوم بابتسامته الدافئة الساحرة
راته كآخر مرة كان بمنزلهم بملابسة الغير رسمية وضحكته الرائعة واقف وسط حديقتها فاتح ذراعيه لها والعجيب في الامر انها رمت نفسها بأحضانه ، ليحتضنها ويهمس في اذنها : اشتقت اليك حبيبتي
لتقوم من نومها على جرس المنبه شعرت بالخجل يسيطر عليها اكثر عند تذكرها للحلم بكل تفاصيله والشيء الذي اخجلها اكثر حبها لهذه التفاصيل
تساءلت هل هو يشعر بالغيرة كما قالت علياء لو شعر بالغيرة عليها معنى ذلك انه يحبها ، لا تنكر انها تتذكره كثيرا
وتفكر به كثيرا ايضا


انتهت من ارتداء ملابسها لتنزل مسرعة الي الاسفل ، لم تجد عمر بالبيت ووجدت انه ترك لها ورقة يبلغها بانه خرج باكرا رغما عنه وانه سياتي في موعد مهندس الديكور
تنهدت وقررت عدم تناول الافطار لأنها لا تحبذ ان تتناول الطعام بمفردها


وصلت الشركة باكرا وهي سعيدة ، تشعر بان اليوم مختلف عن كل ايام حياتها
وجدت المصعد سيغلق، لتسرع خطواتها قليلا لتلحق به
وتضع يدها لتمنع الباب من الانغلاق لتدلف الي الداخل بهدوء



ابتسم بسعادة لرؤيتها ، مرتديه فستان لونه رمادي فاتح ضيق الي حد ما ، يصل الى ركبتيها ، مربوط من عند الخصر بحزام جلد اسود اللون ليحدد خصرها الصغير ويظهر رشاقة جسدها ، فتحة الصدر ضيقة ومغطى من الاكتاف بجاكيت صغير يصل الى تحت الصدر اسود اللون
رفع نظره يتأمل وجهها المستدير الفتان ، ذقنها المميزة بطابع الحسن وفمها الصغير بشفاه ورديه جذابه وانفها الصغيرة المكورة كانف الاطفال
بقصبتها القصيرة خدودها المستديرة المشوبة بحمرة طبيعية
لينظر الي عينيها الواسعتين ذات اللونين الاخضر والعسلي ممتزجين بألفة جميلة تحرسهما صفين من الرموش الطويلة
الواقفة كجبال شامخة ، شعرها البني القصير ملموم الي الخلف بشريط اسود من الامام متناثر منه خصلات على وجهها بشكل فوضوي ، ليجعل جمالها يخطف انفاسه


اندهشت من وجوده في المصعد ، وارتبكت من ابتسامته الدافئة ، وعند النظر اليه تذكرت الحلم لتحمر خجلا وتخفض بصرها على الفور ، شعرت به يدقق النظر بها ، وعيناه تجولان عليها من قدميها الي راسها

عضت شفتها السفلى من التوتر والخجل والارتباك شبكت كفيها ببعض حتى تستعيد بعضا من هدوئها وتسيطر على ارتباكها الذى هو السبب الاساسي فيه


اقترب منها في هدوء وقال بابتسامة دافئة: صباح الخير
نظرت اليه وهى تعض شفتها ثانية لتحاول السيطرة عل ارتباكها : صباح النور سيدي
نظر اليها مؤنبا وقال مرددا : سيدي
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت هامسه : نحن بالشركة وانت المدير
قال بجديه : ولكننا بمفردنا
قالت بهدوء : وليكن ، نحن بالشركة
__ اذا تواجد معنا احد ، حينها ناديني استاذا ، مهندسا
همت بالاعتراض ، ليقاطعها بإشارة حازمة من يده
ليكمل: ولكن عند تواجدنا بمفردنا
مال اليها هامسا : اريد سماع اسمي من شفاهك
احمرت اذناها بشده من جملته الاخيرة وابتعدت عنه قليلا
، لتستطيع السيطرة على كيانها المبعثر من كلماته
ابتسم وهو يسألها بهدوء: لماذا تتحاشين النظر الي؟
رفعت عينيها باضطراب : لا ابدا
رسم ابتسامة على جنب فمه وسألها بخبث : هل وجدتي الاجابة عن سؤالك ، ام لم تفكري به من الاصل
نظرت اليه لتتوصل ما يقصده وقالت كاذبه : لم افكر في الاصل
شعر انها تكذب ، فلقد اخفت عينيها عنه حتى لا يستطيع قراءة ما بهما
لوى شفتيه بخيبة امل قصدها : حقا ، ظننت انني احتل جزء من تفكيرك ، مثلما تحتلي انت كل تفكيري
التفت اليه غير مصدقة ما يقوله ونظرت اليه حتى تتأكد ان ما سمعته حقيقيا : نعم ، المعذرة لم اسمعك جيدا
اقترب منها مجددا لا يفصله عنها شيء : بلى سمعتيني جيدا
نظرت اليه بربكة : لم افهم ماذا تقصد؟
نظر اليه مطولا ليرفع لها حاجبه الايمن : حقا
همت بالرد ولكن فجأة توقف المصعد مما اخافها وجعلها تنتفض ، سالت والخوف يسيطر على صوتها
__ ماذا حدث؟
التفت الى لوحة الازرار : لا اعلم ، من الممكن انه تعطل
او اعتقد ان الكهرباء انقطعت
ظلمة المصعد جعلت خوفها يزداد و انتفاضة جسدها تكثر
لتغرورق عينيها بالدموع وتبدا في الهطول كأمطار غزيرة
التفت اليها مرعوبا من منظرها ليقترب منها محاولا تهدئتها
لمس كف يدها ليجدها باردة كالثلج ، شدها بهدوء لتقترب منه وتشعر ببعض الامان : اهدئي نور ، فانا بجانبك
اتجه الى اللوحة مرة اخرى ليضيء المصباح الاحتياطي
فيضاء المصعد بضوء خافت ، يبعث على الامان ولو قليلا
اقترب منها ثانية : هل انت بخير الان ؟
رفع ذقنها بهدوء : نور انظري الي ، هل انت بخير ؟
نظرت اليه والدموع تملئ عينيها وتنهمر على خديها
رفع أصابعه ليمسح دموعها بهدوء : ارجوك نور توقفي
لا اتحمل رؤيتك وانت تبكين هكذا
انتفضت مرة اخرى ليفقد السيطرة على مشاعره
ويحتضنها بين ذراعيه مطمئنا لها: نور توقفي لم يحدث شيء
انا بجانبك هنا ، لا داعي للخوف ، ارجوك


هدأت قليلا عندما وجدت ان المصعد تخلص من العتمة الذي غرق بها منذ لحظات ، لتنتبه الى الوضع الذي به وهي بين ذراعيه ، ويهمس لها بكلمات مطمئنه يرجوها بها ان تتوقف عن البكاء ، للحظات نست نفسها واستشعرت حلاوة عناقه لها وذراعيه تحاوطنها وتشعرها بالأمان
ليعمل عقلها وينبهها لوضعها فتتسع عينيها من المفاجأة فتدفعه بعيدا عنها بقوة
وترجع الي الوراء بشده لتصطدم بحائط المصعد
نظرات عينيها الجزعة وانفاسها المضطربة ودقات قلبها المجنونة لا تستطيع السيطرة على اعصابها
وضعت يدها على فمها لتوقف شهقاتها المتتابعة
وتنهمر دموعها في ازدياد


دهش من دفعتها له ليفاجئ بنظراتها وجزعها وخوفها منه
الذي وصل له من حركات جسدها وتعبيرات وجهها
سيطر على اعصابه ، ولكن سماعه لشهقاتها و رؤيته لدموعها وهي تزداد افقدته عقله ليزمجر : توقفي ارجوك

وجدها ترتعد من صرخته بها ويزداد الخوف في عيونها
ضم كفيه بقوة ليهدا قليلا وقال برقة : ارجوك نور توقفي
فانا لا احتمل دموعك
نظرت اليه مستفهمة ليكمل : نعم نور ، ما تسمعيه صحيح
لا احتمل رؤيتك و انت تبكين
لام نفسه لأنه لم يستطع التحكم بمشاعره وجعلها خائفة منه لهذا الحد ، حدث نفسه ماذا ستظن بك الان؟
لوى شفتيه و اقترب منها : هل انت خائفة مني ؟
هزت راسها نافية
__ حسنا ، المعذرة لم اقصد ان احتضنك ، كنت اريد ان اطمئنك فقط
لم تتحول نظراتها الي جديد
ليمرر أصابعه في خصلات شعره السوداء بعصبية
__ أرجوك نور ، لا تشعرني باني اذيتك



سيطرت على اعصابها قليلا ، لم تكن تبكي خوفا ولا جزعا منه ، بل كانت تلوم نفسها على استرخائها بين ذراعيه
كانت تؤنب نفسها ، وتتساءل ماذا يظن بها الان ؟
عند ما صرخ بها تأكد لها انه ظن انها سيئة لارتمائها بين ذراعيه لتزيد روحها الما وتأنيبا
ولكن رقة كلامه بعدها وذكره انه لا يحتمل دموعها جعلاها مشتتة الذهن وغير مستوعبة لما يحدث
وعندما زاد الطين بلة باعتذاره عما حدث بينهما
لامت نفسها اكثر فمعنى هذا انه لم يكن يقصد ولا يكن لها أي مشاعر ، وهي اندفعت وراء احساسها متناسية كل شيء عن طبيعتها وتربيتها واخلاقها ومبادئها
عصبية حركته وضيقه منها زادا من الالم التي تشعر به في داخلها
ولكن جملته الاخيرة جعلتها ترد بهدوء متمالكة اعصابها
__ لم يحدث شيء سيدي
نظر اليها غاضبا : ماذا قلت لكي منذ قليل ؟
تلعثمت لتكرر جملتها: لم يحدث شيء ياسين
نطقت اسمه هامسه ليشعر بانه لأول مرة يسمع اسمه جميلا
ويشعر بحروف اسمه كسنفونية تعزفها هي بالتها الموسيقية الخاصة بها
ابتسم بوجهها : هل أنت بخير الان حبيبتي ؟
انفلتت منه الكلمة دون قصد منه
لتتسع عيناها دهشة، ويعض هو شفته غضبا من عدم تحكمه
بنفسه
ليفاجئا بالمصعد يغمره الضوء و يتحرك صاعدا للأعلى


 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 29-06-11, 04:19 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل التاسع عشر

الجزء الاول



واقف كلا منهما ينظر الى الاخر
فهي مندهشة بما نادها به منذ قليل، وهو غاضب من نفسه وفقده للسيطرة عليها
وقف المصعد في الطابق الذي يوجد به مكتبه
ولكن لم يتحرك لا هو ولا هي السكون يخيم عليهما
انغلق الباب ثانية ليتجه المصعد هذه المرة لأسفل
وفي ثواني قليله كان الموظفين يعبرون لداخل المصعد
ويقفون حائلين بينهما
تحرك هو الي الخلف ليقف مستندا على الحائط وهو يلوم نفسه على ما تفوه به منذ قليل
حدث نفسه : اين الحكمة والتروي الذي قررت التعامل بهما
يا غبي ، ستفقدها للابد بتصرفاتك هذه
وفي خضم انفعاله على نفسه لمح ما جعله يتوتر ويزفر بشده
ليهتف بداخله : هذا ما كان ينقصني
فدخول طارق متباهيا كالطاووس بنفسه الي المصعد جعل اعصابه تنفر الي اقصى درجة
واستقراره بجانبها جعل الدم يندفع الى راسه وهو في درجة الغليان

عند انتباهها لدخول الموظفين الي المصعد استندت الي الحائط بكتفها فهي من الاساس لم تتحرك من مكانها
لا تستطيع الوقوف اكثر من ذلك ، جسدها كله ينتفض من الموقف الذي مرت به ، لا تصدق ما تفوه به سالت نفسها : هل هي تحلم؟
ام هذا بالفعل حقيقا ؟
رفعت عينيها لتري اخر شخص تريد رؤيته، لتتنهد بضيق
من تفاخره بنفسه لوت شفتيها ضائقة من المصعد كله
وتريد الخروج منه الان وتلوم نفسها على عدم استعمالها الدرج اليوم
وقف الاخر بجانبها ويقول بصوت ضاحك : صباح النور يا استاذه نور
نطق الكلمتين الأخيرتين وهو يشد عليهما، ليلفت انتباهها انه لم يتجاوز حدوده هذه المرة
هزت راسها بضيق ،وهي تشد الكلمات منها لتخرج
وقالت بمهنيه : صباح النور يا باش مهندس
ابتسم بوجهها: كيف حالك اليوم ؟ هل زال التعب عنك؟
هزت راسها بنعم دون النطق بحرف واحد
توقف المصعد في مكان عملها لتسرع بالخروج
هم ان يسرع خلفها ليجد قبضة قويه تمسكه من مرفقه
وصوت منخفض ولكن حادا : الي اين انت ذاهب طارق؟
التفت اليه مدهوشا منه فلم يلاحظ وجوده
قال بارتباك : صباح الخير ياسين
نظر اليه نظرة جافة وقال بصوت منخفض وهو يشد على الكلمات: لا تدعني احذرك مرة اخرى ، ابتعد عنها من الافضل لك ، لا تنسي
تركه ليخرج من المصعد عند اول توقف له بالرغم منه لم يكن الطابق الذى يتواجد به مكتبه
اندهش طارق من طريقة ياسين معه وتجمد من كلماته ، ليفكر انها ليست المرة الاولى التي يلاحق بها فتاه تعمل بالشركة
فصولاته وجولاته كثيرة ، أينعم كان في كل مرة يحذره ياسين من المشاكل ، ويقول له افعل ما تشاء خارج اطار الشركة والعمل ،لا اريد أيا من الشكاوى طارق والا سيكون لي تصرف اخر معك
ولكن هذه المرة مختلفة في كل شيء ، فالفتاه مختلفة عن الاخريات، وهو يشعر بانها مميزة عن باقي الفتيات ، ومعاملة ياسين معه ايضا مختلفة ، فها هو يوجه له انذار شديد اللهجة بالابتعاد عنها ، خصها هي ليس الشركة كسائر المرات الماضية
هز كتفيه بلامبالاة، ليضغط على الزر الذي يوجد به مكتبه
ليتوجه الى عمله

**********************


دخلت الي مكتبها بسرعة لتجلس على اول كرسي يقابلها
فأعصاب جسدها كله تنتفض مما حدث منذ قليل

من اول رؤيتها له في المصعد الى اخر كلمة قالها
لا تصدق ما يحدث ، عقلها غير قادر على استيعاب كمية الافكار المتزاحمة براسها
تنفست بقوة لتسيطر على اعصابها
__ صباح الفل والورد والياسمين على عيناك الحلوين يا نور
دخول سناء الصاخب جعلها تركن عقلها الي الهدوء قليلا
وترد بابتسامة : صباح الخير سناء
كيف حالك؟ وحال الاولاد ؟
__ نحن بخير الحمد لله ، كيف حالك انت اليوم؟
__ بخير الحمد لله
قامت من مكانها لتجلس على مكتبها لتبدا عملها وتحاول ان تنشغل به عما يدور براسها



**********************


دخل الي مكتبه في غضب عاصف كأيامه الاخيرة
رفعت السيدة عبير حاجبيها، وقالت بصوت منخفض: كالعادة
ليأتيها صوت يوسف الضاحك
__ كعادة ماذا؟
__ صباح الخير استاذ يوسف
__ صباح النور سيدتي، كيف حالك اليوم؟
__ بخير الحمد لله
__ لم تردي على سؤالي، كعادة ماذا؟
تنحنحت واشارت الي باب مكتبه المغلق
__ كعادة الايام الاخيرة يدخل غاضبا وفى عاصفة
ولا اعلم السبب ، انه مختلف هذه الايام حتى في العمل
لا يستطيع التركيز، وعصبي للغاية، هل توجد مشكله عائلية؟
ابتسم يوسف وقال بداخله : هذا هو تأثير حب نور عليه
__ لا تقلقي عبير
عقد حاجبيه :اهو غاضب اليوم ايضا ؟
__ نعم
اندهش لما الغضب اليوم من المفترض ان يكون سعيد
هز راسه : هل من الممكن ان ادخل اليه ؟
__ تفضل

توجه الي الباب ليطرقه ويدلف الي الداخل سريعا




عند دخوله الى مكتبه رمي حقيبته الجلدية بغضب
واخذ يزرع المكتب ذهابا ايابا ليفرغ شحنة التوتر التي تملئ جسده
فبداية اليوم كارثية من اول احتضانه لها الي تلفظه بكلمة حبيبتي رمى نفسه على الاريكة
يريدها ان تأتي اليه بطواعية وليس مدفوعة منه
يريدها ان تحبه مثلما يحبها ، لا تحبه لأنه يحبها
سمع طرقات على الباب ليهم بالإجابة ، ليجد اخاه متوسط الغرفة
قال باقتضاب: ماذا تريد يوسف؟
ابتسم يوسف : ماذا بك اليوم اخي ؟ من المفترض انك تشعر بالسعادة ، هل حدث شيء ؟
نظر الي اخيه : لا لم يحدث شيء
هز يوسف راسه بياس : حسنا ، احببت ان اطمئن عليك
لف ليغادر المكتب، ليتوقف فجأة: متى ستقابل عمر ؟
رفع عينيه اليه : لا اعرف
رجع الي اخيه مرة اخرى :ياسين اذا تريد ان تبلغ عمر
ابلغه ، واترك موافقة نور خارج اطار علاقتك بعمر
نظر اليه مستفهما ليكمل : ابلغه انك تريد الزواج منها ولكنك تريدها ان تتعرف عليك اكثر خارج الرسميات وخارج أي قيود تخنقكما من اجل راحتها
ومن ناحيتك تقرب انت لنور لتقنعها بالزواج ، فللأسف
نور لا تفكر في هذا الموضوع اطلاقا
نفض راسه ليستوعب ما يقوله يوسف
__ ماذا؟ لا افهم، اجلس
جلس يوسف: ما الذي لا تفهمه؟
__ كيف لا تفكر في الزواج ؟
__ اه هذا الامر ، انها لا تريد ان تتزوج حتى تحقق ذاتها
رد بغباء :نعم
ضحك يوسف : انها فريدة من نوعها ، فعندما كنا بالجامعة كانت الفتيات تصادق الشباب وتربط بينهم علاقات غرامية
و جميعهن يحلمن بيوم الزفاف والفستان الابيض ، الا هي
كانت تضع حدودا بينها وبين الشباب حدودا قويه تتعامل مع الكل في حدود الادب والاحترام ولا يجرؤ احدهم على التقرب منها ولا القاء كلمة غزل واحدة حتى لو في حدود المزاح
رفع حاجبيه اعجابا بها وبشخصيتها المميزة
ليكمل يوسف : ولكن كانت دائما تتكلم عن الوظيفة والعمل وتحقيق الذات وانها تريد ان تصبح فردا عاملا بالمجتمع يفيد الناس والوطن ، لقد كانت تنافسني على اتحاد الطلبة وهذا سر معرفتي بها والتقارب بيننا
عقد حاجبيه من الجملة الأخيرة
ليضحك يوسف : التقارب بيننا وصداقتنا اخي
ليضحك مرة اخرى : تخلص من الشعور بالغيرة هذا فسيؤثر عليك بالسلب
غضب ياسين وقال محذرا: يوسف
ليبتسم الاخر : حسنا ، فهمت الان ما اقصده
نظر اليه : نعم
قام من مكانه ليساله ياسين : الي اين ؟ اكمل كلامك
ابتسم يوسف : لا يوجد شيء اخر ياسين
ثم نحن بالشركة عندما نعود الي المنزل سأقص لك كل ما اعرفه عنها ، اما الان امامك يوم طويل من العمل محتاج لكل دقيقة منك
هز راسه موافقا : حسنا ابلغ السيدة عبير ان تأتي لي بالبريد
__ حاضر، سلام

****************

مر اليوم عليهما سريعا فكلا منهما انهك نفسه في العمل حتى لا يتطرق راسه الى الافكار
هي لا تريد ان تقتنع بما سمعته ولا بما حدث بينهما
وهو لا يريد ان ينشغل بها ويصيبه الياس فكلمات يوسف اوضحت له انها لن ترضخ لفكرة الزواج بسهوله


حدثتها سناء : نور الساعة الان الرابعة والنصف الن تنصرفي؟
__ نعم بالطبع ، ولكني اريد الانتهاء من هذا الملف
طرق الباب السيد عبدالعزيز
__ كيف احوالكم يا فتيات ؟
رد ا الاثنتين: بخير الحمد لله
__ هيا موعد الانصراف قد حان
هم بالخروج : نور يوجد ملف لدى السيدة عبير اريدك ان تكتبي مذكرة بشأنه ، المعذرة بنيتي فانا احتاجه غدا
من حقك ان ترفضي على فكرة
ابتسمت في وجهه : لا استطيع الرفض استاذي ، سآخذه منها قبل انصرافي
__ شكرا لكي بنيتي، ولكن هيا لا تتأخري وانصرفي الان
__ حاضر استاذي ، ولكني سأنتظر ان تأتي السيدة عبير حتى اخذ منها الملف
__ اصعدي اليها نور ، خذي الملف وعودي الي منزلك ولا تتأخري بعد ميعاد الانصراف
ابتلعت ريقها بصعوبة ، لا تريد ان تصعد اليه ولا تحتك به اليوم مرة اخرى فهي حاولت مرارا اليوم الا تفكر فيه ولا في كلماته التي تخدر حواسها وتشل تفكيرها
لم تشأ على الاعتراض ولفت انتباه السيد عبد العزيز انها لا تريد ان تصعد للأعلى
حدثت نفسها : كوني قوية وضعي مشاعرك جانبا فانتي موظفة بالشركة ولابد ان تتعاملي مع جميع العاملين سواء
هزت راسها بشجاعة بعد ان هيأت نفسها للتعامل معه كأي فرد اخر

******************

طرق الباب بسرعة ليدلف الي الداخل
__ ياسين هذه هي عقود اتفاقيتنا مع عمر، وهذه الملفات
التي ستحتاجها غدا، في اتفاقيتنا مع شركة استيراد مواد البناء
ينظر الي اخاه الذي يتكلم بسرعة وهو مستعجب منه
__ يوسف هل انهيت كل هذه الملفات اليوم؟
عقد حاجبيه استغرابا: نعم
هز راسه معجبا بأخيه : انت ممتاز يوسف ، يمكنني بالفعل ان اعتمد عليك
__ نحن على اتفقنا انا لن اتي غدا
ثم رسم ابتسامة واسعة على شفتيه: يمكنك الاستعانة بالأستاذة نور بدلا مني غدا
ابتسم ياسين : نعم يمكنني
غمز بعينه اليمني: استطيع ان اخذ بقية الاسبوع اجازة ، حتى تستطيع الاستعانة بالأستاذة نور كما يحلو لك
ضحك ياسين : لا كفى يوم واحدا ثم انا استطيع ان استعين بها وانت موجود بعملك ، ثم انني استطيع ايضا ان استغنى عن خدماتك من اجلها
رفع حاجبيه : تبيع اخاك ياسين من اجلها
مثل الجدية: نعم
لينفجر ضاحكا على تعبيرات يوسف والدهشة المرتسمة على وجهه
__ امزح معك يا اخي، فانا لا استطيع ان استغنى عنك ابدا
ابتسم يوسف : حسنا ساراك بعد غد
__ نعم ، نحن نتقابل في المنزل
ارتبك يوسف ليتنحنح : ان صديقي سياتي على مطار شرم الشيخ ولذا سأسافر الان بعد قليل حتى استطيع ان استقبله
نظر اليه مطولا : من هو صديقك هذا ؟ ولماذا سياتي على مطار شرم الشيخ ؟
ابتسم بتوتر : شخص لا تعرفة ، لم يجد حجز على مطار القاهرة
اردف بسرعة :سأنصرف الان حتى لا أتأخر
غادر مسرعا ، ليتنهد ياسين بضيق
ما الامر الذي يجعلك تكذب يوسف؟ لم اعهدك تكذب يوما
ومن هي تلك الفتاه التي لا تريدني ان اعرف هوايتها ؟
وما مدى علاقتك بها لتذهب بنفسك الي المطار لاستقبلها ؟
اين اهلها لتذهب انت لتستقبلها ، اه منك يوسف ، ما المفاجأة التي ستفجرها في وجهي

صعدت الى الطابق الذي يقبع فيه مكتبه مستخدمه الدرج حتى تستطيع افراغ بعضا من شحنة التوتر التي تسيطر عليها
وقفت امام مدخل المكتب عند باب السيدة عبير وشبكت اصابع يديها معا ، ثم كتفت ساعديها امام صدرها
سحبت نفس عميق لتخرجه ببطيء وهدوء حتى تساعد اعصابها على الاسترخاء ولو قليلا
طرقت الباب بهدوء لتدلف الي الداخل ، لتقف مكانها دون حركة فالمكتب فارغ من وجود السيدة عبير
لوت شفتيها في عصبيه وعضتهما قهرا ماذا ستفعل الان
لتفاجئ بصوته خلفها : عبير هذا الملف


سكت بدهشة فلم يكن متوقع وجودها هنا
كان خارجا من مكتبه ليبلغ عبير بعضا من التعليمات الخاصة باجتماع الغد مع مندوبي شركة استيراد مواد البناء
ويعطيها ملف خاص لتسلمه الي السيد عبد العزيز
لم ينتبه ان يوجد احد بالمكتب فكان يقرا الملف بتركيز شديد

نظرت اليه لتجده دون جاكيت بدلته الازرق ، ورابطة عنقه مفكوكة قليلا ، مرتدي قميص ابيض رسمي ملتصق بجسده ليظهر عضلات صدره القوية ، مشمر اكمام القميص عن ساعديه الى بعد الكوع مما اظهر عضلات يديه المفتولة و عرض منكبيه
مرتدي نظارات طبيه استنتجت انها للقراءة فقط
فهي لأول مرة تراه مرتدي اياها
ابتسم في وجهها : اهلا نور ، أتريدي شيء؟
حاولت التحدث لكن الكلمات لم تخرج من بين شفتيها
كحت لتخرج صوتها وهى تردد بداخلها كوني قوية نور
__ اين السيدة عبير ؟ فانا اريد الملف الذي سيستلمه السيد عبد العزيز ، انا سآخذه
هز راسه موافقا ليدخل الي مكتبه
عندما لف ليعطيها ظهره ابتسم بشقاوة فهي تتعمد تجاهل ما حدث بينهما وكانه لم يحدث
حدث نفسه : حسنا نور سنرى ، ما مدى تحملك لهذه اللعبة التي تلعبينها معي ، واذا كنتي لا تريدي تذكر ما حدث ولا كلمتي التي نطقتها عفويا ، فانا الاخر لم افعل شيء ، ولم انطق بشيء

نظرت بغباء لقد تركها ودخل ، مما اغضبها
ولكن ما زاد اشتعال فتيل الغضب عندها لم تجد نظرة عينيه الدافئة ولا ابتسامته المحببة اليها ، بل ابتسم ابتسامة حمقاء
بارده لم تصل الي عينيه
جزت على اسنانها غضبا منه ، لتدخل وراءه المكتب بعصبيه وتضع يديها بخصرها وقالت صائحة : لماذا تركتني ولم تهتم بالرد علي؟
لف اليها متعجبا من عصابيتها غير المبررة بالنسبة اليه
وهو عاقد حاجبيه ليرد بلا مبالاة تعمدها
__ ارد علي ماذا؟
قالت بنفاذ صبر : اين السيدة عبير ؟
لوى شفتيه ليرد ساخرا: بالطبع لا اعرف، فانا هنا المدير
وعبير سكرتيرتي ، ليس العكس يا استاذه
شد على كلمته الاخيرة ، وكانه يعطي لشياطينها الاذن بان تخرج الان
لتصيح بغضب وصوت حاد : و ماذا افعل انا الان ، اريد الملف لانصرف الي منزلي
اندهش من عصابيتها ، ليغضب من صياحها بوجهه كانه طفل صغير ، ليزمجر بوجهها : اخفضي صوتك
انتفضت من صرخته بوجهها، لتتنبه بما فعلته وكم هي حمقاء لصراخها في وجهه، لتضع يدها على فمها مرعوبة من نظرته الغاضبة
لف ليجلس الي مكتبه ورمى الملف على المكتب بإهمال
وقال بضيق: ها هو الملف الذي تبحثي عنه
تفضلي ، هيا لتذهبي الي بيتك
عضت شفتها ندما لما فعلته نطقت بصوت منخفض: ياسين
نظر اليها بحدة لتكمل : لم اقصد ان اصرخ بوجهك هكذا
لتكمل بصوت يكاد ان لا يسمع : اسفة


وقفتها امامه كطفلة صغيرة جعلت غضبه يذهب ادراج الرياح ويقول بهدوء : خلاص نور ، لم يحدث شيء
اذهبي حتى لا تتأخري على العودة الي المنزل
__ حسنا، سلام
__ نور نادها بصوته الرخيم
كيف سترجعين الي البيت ، هل ستستقلين تاكسي ،ام تحتاجين الي توصيلة
ابتسمت في وجهه: لا شكرا، لقد استرددت سيارتي
__ بصراحة كنت اتمنى ان اخدمك
__ شكرا على خدماتك العظيمة سيدي
نظر اليها ورفع حاجبه ، لتردد : شكرا ياسين
استوقفها مرة اخرى : نور ، صحيح اريد منك حضور اجتماعنا غدا مع شركة الاستيراد ، فيوسف غائب غدا
كشرت: غائب ونحن ببداية العمل، هل يستغل صلة القرابة بينكما
قال متهكما: نعم ، للأسف
اتسعت ابتسامتها لتشرق وجهها : حسنا ، انا في الخدمة وقتما تريد
__ الاجتماع في العاشرة ارجو ان لا تتأخري
__ حاضر سيدي
قالت جملتها ضاحكة ، لتغادر المكتب لتجعل قلبه يريد ان يخرج من صدره ليتبعها
تنهد بحب لهذه الجميلة التي فتنته ويصمم انه سيقنعها بالزواج منه مهما حدث
*******************


وصلت الي منزلها لتجد عمر بالمطبخ
__ السلام عليكم ، ماذا تفعل عمر؟
التفت اليها وهو مرتدي مريول الطبخ : وعليكم السلام
لا شيء ، أتسلي واصنع طبخة جديدة
ابتسمت : وما المناسبة ، ان شاء الله ، ولا تقل ان وقفتك هذه من اجلي ، فعيناك تخبرني بكل شيء
ضحك لها بسرور : لم اخطئ عندما اسميتك المحقق كونان
بصراحة نعم انها ليس من اجلك
اردف بهيام : انها من اجل علياء ، اقنعتها اخيرا ان تتناول الغداء معنا
ابتسمت : هل ستاتي لوحدها ؟
رفع كتفية : لا اعرف ، ولكن لتاتي بمن تريد ، المهم ان تأتي
ضحكت على مظهر اخاها وقالت وهي تؤشر عليه بيدها
__ وهل ستقابل عروسك هكذا ؟
__ لا سأعد الطعام، واصعد لأبدل ملابسي
__ حسنا ، اصعد الان وانا سأعد كل شيء
دفعته بأصابعها في كتفه : هيا ، اذهب قبل ان اغير رأيي
ابتسم بسعادة لها وذهب الي السلم ، ليرجع ثانية
ويحتضنها بمودة ويقبل راسها : شكرا
نظرت اليه مؤبنه : ماذا تقول عمر ؟ لم افعل شيء لتشكرني
واذا على الشكر فانا مدينة لك بالكثير يجعلني اشكرك ما تبقى من عمري
دفعته بخفة : هيا اذهب ، وارتدي ابهى ما لديك لتبهر علياء الغالية
ابتسم ليصعد مسرعا ، وهي اشرفت على انتهاء الطعام ، لتصعد بعد ذلك لتبدل ملابسها
وبما ان الغداء سيكون مع اخيها وصديقتها قررت ان لا ترتدي شيء غير رسمي بالمرة
فارتدت بنطالون كتان واسع زيتي اللون جيوبه كبيرة على الجنبين وتي شيرت بربع كم ابيض اللون مرسوم عليه من الامام تنين اخضر ضيق ، وحذاء رياضي ابيض .
لتربط شعرها القصير كذيل الحصان وترفع قصتها بدبوس شعر زيتي الي الوراء ووجها الابيض خالي من الزينة
اتجهت الي غرفة عمر ، وطرقت الباب بهدوء
__ ادخل
__ ما هذا عمر الساعة قاربت على السابعة ، سنتعشى هكذا
هل ستذهب لتاتي بها؟ فانا جوعانة جدا
ضحك عليها : لا ستاتي بمفردها ، رفضت ان اذهب اليها
سأتصل بها الان ، لأعرف لما تأخرت؟
امسك هاتفه ، ليرن جرس الباب
هتفت نور : ها قد جاءت ، استعد انت وانا سأنزل افتح الباب
نزلت بسرعة لتفتح الباب وهي تبتسم : كل هذا تأخير علياء؟
لقد مت من الجوع
لتفاجئ بوجهه مبتسم بدفء : بعد الشر عليك من الموت ليكمل بابتسامة شقية : السلام عليكم نور
اندهشت من وجوده لتنظر الي ملابسها وتقول بارتباك
__ وعليكم السلام ، تفضل
تحركت من امام الباب لتفسح له مجال ليدخل
وقف عند الباب ولم يتحرك : هل عمر موجود ، فانا اريده
__ نعم، تفضل ادخل

تريده يدخل حتى تستطيع ان تذهب بعيدا عنه ، تنادي اخاها وتختفي من امامه بزيها الطفولي هذا

وهو لا يريد التحرك ، لأنه يعلم اذا تحرك داخلا ستهرب منه
يريد التمتع بالنظر اليها في هذه الملابس الطفولية ومظهرها الغير رسمي الجميل
نادت بصوت مرتفع : عمر ، عمر المهندس ياسين هنا
ضحك بهدوء على مناداتها لعمر بهذه الطريقة
ليسالها بهدوء : هل تنتظري احدا ؟
__ اه ، نعم انها علياء المفروض ان تأتي لتتناول الطعام معنا
اكملت جملتها واذا بصوت بجانبه : ها انا جئت
__ ما هذه السرعة ؟ كان الافضل ان تتأخري اكثر من ذلك
ضحكت علياء وهي تعلم ان نور مغتاظة لتأخرها
__ المعذرة ، ولكن ما اخرني هو هذا ، تفضلي
ناولتها باقة ورود لتقول نور : على اساس انها المرة الاولى التي تأتين الي بيتنا
ضحكت علياء ثانية لتلتفت الي ياسين وتقول باحترام جم
__ اهلا يا باش مهندس ، كيف حالك؟
__ اهلا بك يا انسة ، الحمد لله بخير
جذبتها نور من يدها : تعالي نعد المائدة ، فانا جوعانة
دخلت علياء ضاحكة لتراه واقفا امامها بهدوئه المعتاد ونظرات الحب التي تلمع بعينيه
ليقترب منها ويقبل وجنتاها بشوق : اهلا بك حبيبتي
البيت نور بقدومك
احمرت وجنتاها بخجل وشرقت من الهوي لتسعل بشده
فهذه المرة الخجل اغرقها ،خصوصا انها تعلم بوجود ياسين وهو غريب عنهم تماما ولا يعرفهم جيدا
ربتت نور على ظهرها بخفة : لا حول ولا قوة الا بالله
نظرت الي اخيها بعتاب لتقول لعلياء : تعالي اشربي كاس من الماء
شدتها من يدها لتلتفت الي عمر وتقول بلوم
__ ما الذي فعلته ؟ المهندس ياسين ينتظرك بالخارج ولم يشأ الدخول
__ لماذا لم تخبريني ؟
__ لقد ناديتك من اكثر من خمس دقائق ، اذهب اليه حتى لا ينتظر اكثر من ذلك
اسرع عمر الي باب المنزل : اهلا ياسين ، تفضل
صافحة ياسين ثم اشار بيده : لا ، من الواضح انك مشغول
الان ،انا مخطئ اني لم اتصل بك ، ولكني كنت قريب من هنا وقلت ان اوصلك لك هذه
ناوله مغلف ابيض صغير
اخذه عمر من يده والاسئلة تقفز من عينيه
ليكمل ياسين : انها دعوة لحفلة سيقيمها ياسر في مزرعته
بمناسبة انه رزق بمولود جديد
اندهش عمر من هذه الدعوة فهو بالكاد يعرف ياسر هذا
فهو تعرف عليه في حفل الزفاف وتبادلا قليل من الكلمات
وكأن ياسين عرف ما بخاطره
__ اريدك ان تحضر عمر ، من اجلي انا
اندهش عمر اكثر الان ليردف ياسين : بصراحة كنت اريد اكلمك في موضوع هام بالنسبة الي ولكن الوقت الان غير مناسبا ، لنجعلها وقت اخر ، سأنصرف انا
امسك عمر يده : ادخل ياسين ، فلا يصح ان تأتي وتمشي هكذا دون الدخول والقيام معك بواجب الضيافة
__ مرة اخرى ، ان شاء الله
__ حسنا لنتقابل يوم الخميس ، فانا غدا ذاهب الي الإسكندرية
__ حسنا ، اراك الخميس ، بإذن الله
صافحة ياسين وانصرف بهدوء ، ليترك عمر في حيرة من امر هذه الدعوة غير المتوقعة

******************


اغلق الباب ليلتفت ويراهما الاثنتان في المطبخ نور تعد الطعام في الاطباق وعلياء تتحدث معها عن امور الجهاز وكيف تعبت من كثرة اللف على المحلات والمجمعات التجارية
ابتسم بسعادة ، فهذا المشهد كان يراه في احلامه فقط
لا ينكر انها ليست المرة الاولى التي يراها في بيتهم تساعد اخته في شيء او تثرثر معها ، ولكنها المرة الاولى التي يشعر بانها اصبحت من عائلته فهي الان زوجته ، نعم لم يحدث عقد القران بعد ، ولكنه من يوم قراءة الفاتحة وهو تعهد امام الله انها زوجته لن يفرق بينهما شيء


توجه اليهما ونظر اليها بحب والابتسامة مرتسمه على شفتيه
__ ها ، سنؤكل ام ماذا ؟
اشاحت بوجهها عنه في غضب يتخلله الخجل
لترد نور مبتسمة : حالا ، ضع الاطباق على المائدة
__ يا سلام ،الم يكفي انني طهوت الطعام ، اضع الاطباق على المائدة ايضا ، هذا كثير ، ولن افعله
التفتت الي اخاها ونظرت اليه فهي تعلم انه يريد خروجها من المطبخ حتى يستطيع التحدث مع علياء بمفردهما فهو الذي يعد المائدة كل يوم تقريبا
__ حسنا عمر ، ساعدها انا
لتقول علياء بسرعة : لا نور اعطيني الاطباق سأضعها انا على المائدة
لم تستجب نور اليها ، واخذت الاطباق لتذهب بها ، فأرادت علياء ان تتبعها لولا انه سد عليها الطريق بوقفته
ابتسم في وجهها : هل الجميل غاضب مني ؟
نظرت اليه وعينها مملوءة باللوم : نعم
مرر سبابته على خدها بحنان ورقه : لما ؟
ردت بغيظ : من اجل ما فعلته امام نور ، وامام الرجل الغريب الذي لا يعرفني ، بالله عليك ماذا سيقول الان
راني بمنزلك وانت تقبلني سيظن بي السوء
هتف بدهشه : اقبلك ، الذي يسمع هذه الكلمة يقول اني قبلتك فعلا
نظرت اليه في تعجب ليكمل : انها مجرد قبله على وجنتك الجميلة ، ثم انه يعلم انكي خطيبتي ، ونور كانت واقفة
لم تأتي الي المنزل وانا بمفردي مثلا
ثم هتف غاضبا : وهل يهمك ياسين الى هذا الحد حتى تتساءلي عن ما الذي سيقوله عنك
ردت بهدوء : لا يهمني احد عمر ، ولكني اتكلم في الموقف المحرج الذى وضعتني به
ردد بصوت منخفض مصدوم : موقف محرج
عندما اقبلك لأنني سعيد انكي حضرتي و مشتاق لكي
يصبح موقف محرجا ، وانني احرجتك امام الناس
اكمل بغضب حقيقي هذه المرة وهو يصر على اسنانه
__ المعذرة علياء لن احرجك مرة اخرى
صعد الي الاعلى في غضب شديد
عضت شفتيها ندما لأنها اغضبته : كانت تريد ان تخبره بانها هي الاخرى اشتاقت اليه ولكنها شعرت بخجل شديد عندما قبلها امام نور وياسين
ولا تنكر انها سعدت بقبلته وشعرت بمدى اشتياقه لها
زفرت بضيق لتنظر الي نور ، الشاهدة على الموقف من اوله الي اخره
لترفع الاخرى كتفيها علامة على انها لا تستطيع فعل شيء
ولا تريد التدخل ايضا فهي لا تريد ان تخسر اخاها ولا صديقتها
امسكت علياء هاتفها واتصلت به



صعد الي غرفته وهو ممزق من كلمتها فهل هو مصدر احراج لها ، ما الذي حدث ، انها مجرد قبله على خدها
زفر بضيق ليرن هاتفه بنغمتها المميزة
فضل عدم الرد ، والنزول الي الاسفل فهي ببيته ولن يتعامل معها بقلة ذوق مهما حدث


نزل في صمت ليجلس على راس المائدة دون ان يلتفت لها
او يتكلم مع نور
اقتربت منها نور وقالت بهمس: اذهبي وتكلمي معه
حتى نستطيع تناول الطعام ،وارحموني انتما الاثنان فانا سأموت جوعا ،اذهبي

ذهبت وجلست على كرسي بجانبه لتراه مائل للأمام بجسده مستندا بذراعيه علي المائدة ومشبك كفاه ببعض
اقتربت منه لتهمس بجانب اذنه : حبيبي
انتفضت مشاعره بقوة من كلمتها فلأول مرة تقولها وهي امامه ،معه بنفس المكان
لف بوجهه اليها ليرى وجهها قريب جدا منه
لتعلو انفاسه ويدق قلبه بقوة ، سيطر على مشاعره
ليخرج صوته اجش :نعم
__ اعذرني حبيبي ، لم اقصد انك احرجتني ، فانا خجلت مما فعلته ، وخصوصا في وجود اخرين غيرنا فغضبت وشعرت بالإحراج من الموقف وليس منك
ابتسم وقال بخبث : اذن لو كنا بمفردنا ، لن تخجلي
ردت على الفور: لا بالطبع سأخجل ولكني لن اغضب او اشعر بالإحراج
ضحك بهدوء: حسنا ، ولكن تذكري كلامك جيدا
اتت نور بالطعام ووضعته على المائدة وهي فرحة بان سوء التفاهم بينهما زال
__ هيا نتناول الطعام ، قبل ان يأتي مهندس الديكور



******************



غادر من امام منزلهم ومظهرها الطفولي البريء يجتاح كيانه ، كان يريد ان يتكلم مع عمر في الامر ولكنه لن يستطيع ان يقول له في الشارع فهو يريد ان يكسب عمر في صفه حتى يضغط عليها من هذه الناحية ايضا
فلو عمر وافق عليه ستوافق عليه هي ايضا ، رؤيته لعمر وهو يقبل علياء بهدوء وراحة لا ينكر دهشته من الموقف
فلم يكن متصور ان عمر سيفعل ذلك ، نعم هو ادار ظهره لهما حتى يرحب عمر بخطيبته كيفما يشاء ، ولكنه لم يستطيع ان يوقف تخيلاته هو والموقف يحدث بينه وبين نور
لن يستطيع حينه ان يكتفي ببعض القبل على وجنتيها
سيمطرها بقبلاته على وجنتيها وراسها وشعرها وشفاهها التي تجذبه ، تنفس بانفعال وقلبه يدق بعنف من مجرد تخيله لها وهي بين ذراعيه ويقبلها
لينتبه على صوت يصيح به بغضب : يا اعمى

اوقف سيارته وهو يضحك بشده على حالة فمن المؤكد اذا استمر في تفكيره بها وهي بعيده عنه هكذا سيحدث له احد الامرين سيفقد عقله او يتسبب في حادث لنفسه
زفر بضيق متى سياتي الخميس ؟



*************************



بعد انتهاؤهم من الغداء و وصول مهندس الديكور
والاتفاق معه على ما يريده عمر و علياء في الغرف
واستقرارهم على المواصفات التي يريدونها
انصرف اشرف مهندس الديكور و اوصله عمر الي الباب
وهو يتفق معه على ان يبدا العمل الصعب يوم الجمعة
فلن يتواجد احد بالفيلا ، ويعملوا كل يوم من الثامنة الى الرابعة ، ويسرع على قدر المستطاع ولا يهتم بالتكاليف
فهو اختار هذه المواعيد حتى لا تتواجد نور بالمنزل
صعد اليهما مرة اخرى فهما متواجدتان في غرفته تركهما تتناقشان في الالوان ووضع الاثاث
__ نور، سيأتون العمال كل يوم من الثامنة الي الرابعة
اذا حدث وجئت من عملك ويوجد احد بالمنزل لا تتدخلين الي ان اتي ، مفهوم
هزت راسها :حاضر ، لا تقلق
انتبهت علياء على المغلف الابيض الموضوع لتسال في اهتمام : ما هذا عمر ؟ دعوة عرس
ضحك وقال بمزاح: نعم، دعوة عرس ياسين
انتفضت بشده من الجملة لدرجت انها سكبت الشاي على نفسها
انتفضت واقفة وعلياء تقول :لا حول ولا قوة الا بالله
هل حدث لكي شيء؟
نفضت ملابسها : لا الحمد لله ، الشاي كان باردا
تعجب عمر وسال باهتمام : هل ما زلتي متعبة نور؟
__ لا عمر ، انا بخير ، سأذهب لأبدل ملابسي
__ ومتى العرس ؟ان شاء الله سالت علياء
__ أي عرس
__ ماذا بك عمر ؟ عرس المهندس ياسين
ضحك بشدة : لا يوجد عرس ، انها حفلة يقيمها صديقه ياسر
بمناسبة انه رزق بطفل جديد ، ونحن مدعوين عليها ، وطبعا ستاتي فانت اصبحت من عائلتي الان
ضحكت : لا ليس بعد
__ لا تتحديني علياء
ابتسمت : لن استطيع ان اترك امي
__ سأستأذنها انا
جلس بجانبها على الاريكة ومد يده خلف ظهرها ليشدها اليه
ويطبع قبله سريعة عل خدها
هتفت وهي تبتعد عنه : ماذا تفعل عمر ؟
__ اعبر عن مشاعري فاني سأشتاق اليك
ابتسمت : توقف ارجوك
__ لما ؟انت قلتي انكي لن تغضبي اذا كنا بمفردنا
ونحن بمفردنا
تنبهت لخروج نور من الغرفة ليحمر وجهها بشده وتنتفض واقفه
وقف امامها :علياء لما كل هذا الخجل حبيبتي ، فانتي زوجتي
__ ليس بعد
__لا حبيبتي ، امسك يدها اليمنى المتزينة بخاتمه ورفعها
ليقبلها بلطف : منذ وضعي لهذا الخاتم بأصبعك اعتبرتك زوجتي ، ولا ضرر ان اعبر عن مشاعري اليك ونحن بمفردنا
اخجلها رده اكثر لتذوب خجلا عندما احتضنها بين ذراعيه
وهمس بأذنها : احبك علياء


*******************

تناهى الي مسامعها وهى تخرج من الغرفة الحوار الذي دار بين علياء وعمر لتنتفض غضبا من اخيها الاحمق ومزاحه
لتسال نفسها : وما علاقتك انت بالأمر؟ يتزوج يخطب ليس لكي علاقة بالأمر
تذكرت صوته وهو يناديها بعفويه حبيبتي
كم ان الكلمة رائعة اشعلت حواسها ، هل كان يقصدها بالفعل
ام هي كلمة اعتاد ان يقولها لكل الفتيات
شعرت بالغيرة تحرقها هل توجد اخريات في حياته
لما هي مهتمة من الاصل ، فما هو بالنسبة اليها لتهتم هل له علاقة بفتيات ، خلعت ملابسها لتقذفها ارضا بغضب شديد
وهي تهتف بغيظ :تبا له


****************


بعد ان احتضنها لفترة بين ذراعيه لم يقدم على شيء بها
بل ظل واقف ساكنا وصامتا ايضا ، يستمتع بوجودها بين ذراعيه ، اجلسها الي الاريكة وهو يحاوطها بذراعيه
كأنه خائف ان تركها تهرب منه وتضيع حلاوة العناق
الذي يشعر به
قال هامسا : ها حبيبتي ، ستاتي معنا اليس كذلك ؟
ابتسمت في خجل : نعم ، ولكن اقنع امي وعلي بذلك
__ من عيوني ، انا مسافر غدا
__ الي اين ؟
__ الي الاسكندرية ، سأذهب لأرى الارض التي ستقام عليها الشاليهات ، وامر على عمي لأبلغه بموعد الزواج
لاحظت التوتر الذى سيطر على ملامحة عند ذكره لعمه
لتمرر كفها على خده برقة : ترجع بألف سلامة حبيبي
لا تنسى ان تطمئني عليك
__ لا تخافي ، لن انسي ، هل استطيع ان انسى روحي
انت روحي عليا
ابتسمت بسعادة ورقة : لابد لي من الذهاب فانا تأخرت
__ حاضر سأوصلك الي البيت
قامت من مكانها لتخرج من الغرفة ويتبعها هو
ليقابلا نور في الردهة : الي اين ؟
__ سأذهب ، فالوقت تأخر وعمر مسافر غدا ، ولابد ان يستريح ويأخذ كفايته من النوم
احتضنت صديقتها وقبلتها : تعالي معي غدا ، فانا ذاهبة لمصممة الفستان ، واريد ان اخذ رايك
__ حسنا نتقابل بعد موعد خروجي من العمل
__ حسنا اراكي غدا ، الى اللقاء
__ سأوصلها نور ، لا تفتحي الباب لاحد
ضحكت نور من اهتمام اخاها المرضي
__ من سياتي الان عمر ، استرح واغلق الباب خلفك بالمفتاح ، فانا سأخلد الي النوم
__ حسنا ، قبلها على جبينها تصبحين على خير
بعد ان غادرا وسمعت صوت المفتاح ، ابتسمت وهي سعيدة
باهتمام اخيها لتدخل الي غرفتها وتندس في فراشها وتستعد للنوم

********************

يقود سيارته وهو يشعر بانه طائر يحلق بجناحيه في السماء البعيدة ، فالطريق الي شرم الشيخ مدته من سبع الى ثمان ساعات وهو اختصره الي خمس ساعات من فرط شوقه اليها ها هي حبيبته اتيه بعد طول انتظار وايام قضاها في مرارة البعد وليالي طويله لم يذق بها طعم النوم ، فكيف ينام وهي بعيدة عنه
وقف في بوابة دخول المحافظة ليمر منها سريعا
يشعر بان الهواء يحمل رائحتها الزكية ، و عبيرها الفتان
نظر في ساعته ليجد باقي على وصول الطائرة فيما يقارب الساعة
توجه الي احد المنتجعات السياحية وحجز جناحا لهما
واشترى بعض من الملابس له ، فلم يتسن له العودة الي البيت لإحضار ملابسه
اتجه الي محل فخم لبيع الاشاء النسائية ، واشترى لها هديه فخمة
توجه الي المطار ليكون في انتظارها ،وما اصعب الانتظار على عاشق مثله ، يتنفس حبها ، فهي تعيش بداخله و تجري بعروقه ، حب الطفولة والشباب ورفيقة العمر


اعلنت الميكروفونات الخاصة بالمطار عن عودة الطائرة الأتية من لندن ،وهبوطها في ارض المطار
ليتأهب هو للقاء حبه المشتاق لها
واقف ينتظر على احر من الجمر، لتقع عيناه على حبيبته ويتأملها بعشق واضح ، لم تتغير كثيرا منذ اخر مرة كان معها
اشار اليها بيده لتنتبه الي مكان وجوده ، لتشير اليه بحب وحماس ، وتهرع اليه راكضه لتقفز الي حضنه وتلف ذراعيها حول عنقه ورجليها حول خصره وتمطره بقبلات عديده على وجهه
اثار المنظر الناس المارين بجانبهم ، لكنهم لم يهتموا كثيرا
ظنا منهم انها احدى الاجنبيات وتسلم على صديقها المصري فشعرها الاصفر وعينيها الزرقاوان وملابسها المتحررة اخبرتهم بانها غير عربيه ، وكان سيختلف رد فعلهم كثيرا اذا كان مظهرها يدل على انها عربيه واحتضنها زوجها امام الناس ، لنظروا اليهما بنظرات استهجان وغضب حقيقي
ضمها بحب شديد اليه لينزلها ارضا
__ اشتقت اليك كثيرا حبيبتي
__ وانا ايضا يوسف ، لن اغادر ثانية حتى لو انقلبت الدنيا راسا على عقب
ضحك في وجهها : حسنا ، هيا بنا لنذهب الي الفندق
ركبت بجانبه وهي تثرثر بسرعة عن كل ما فعلته من اخر مرة كان عندها بلندن
__ اشتقت اليك يوسف ، كم سنبقى في شرم الشيخ
__ سأعود غدا ، واعدك اننا سناتي قريبا لنأخذ اجازة من العالم كله ، فقط لوحدنا
مطت شفتيها بزعل : ولماذا ستعود سريعا هكذا
__ لم استطع ان اقنع ياسين بمدة اكثر من ذلك ، وخصوصا انني في بداية استلام عملي
ابتسمت برقه : حسنا حبيبي ، لا توجد مشكلة ، سأعود معك
نظر اليها بوله : اشتقت اليك كثيرا


وصلا الي الفندق ليأخذ احد العاملين السيارة ليصفها
ويأخذ واحد اخر الحقائب ليدخل يوسف الي الاستقبال
ويأخذ مفتاح الجناح ليصعدا الي الاعلى

دخلا الي الجناح و ادخل العمل الحقائب لينصرف ويغلق خلفه يوسف الباب
اتجه اليها في الشرفة ، وهي واقفة تنظر الي البحر وشعرها يتطاير حولها ليحتضنها بين ذراعيه ويقبل راسها بعشق
ويريح ذقنه على راسها
__ كم اشتقت الي مصر يوسف ، وكم اشعر بالعذاب لأني رجعت و لن اكون بقربك
تنهد : ستكونين بقربي دائما ، لن اتركك ابدا ، حبيبتي
لفت اليه : حقا يوسف ، ستخبرهم
__ نعم ، سأتكلم مع ياسين اولا ، قبل ان اقول لأمي
نظرت الي الارض لتقل بارتباك : ومعتز
قال بنبرة قوية: يضرب راسه في الحائط ، لن اتخلى عنك من اجل كراهيته لياسين غير المبررة ، والصراع الدائر بينهما
فانتي زوجتي لن اتخلى عنك من اجل اوهام
احتضنها في حب وهمس في اذنها : اشتقت اليك كثيرا
ضمته الي حضنها اكثر : وانا ايضا اشتقت اليك كثيرا
ليغرقها في قبلاته النهمة وهو يردد على اذنيها مدى حبه لها واشتياقه لها

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 29-06-11, 04:36 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


الفصل التاسع عشر


الجزء الثاني



دخل الي قصرهم
ليجد امه جالسة في مكانها المعتاد والانزعاج والقلق واضح عليها ، سلم عليها وقبل راسها
__ ما بك امي ؟
__ قلقه على اخاك فلم يأتي الي الان
__ الم يخبرك ، لقد سافر الي شرم الشيخ وسيعود غدا
__ لماذا سافر ؟
__ توجد لي بعض الاعمال هناك ، سافر لأنهائها
__ هل تطمئنت عليه ياسين ؟
__ لا أمي ، سأتصل به الان
أقرن قوله بان اخرج هاتفه واتصل بأخيه ليرن الهاتف دون مجيب ، اتصل مرة اخرى


رن هاتفه لينقطع ثم عاود الرنين من جديد
دفعته بلطف : يوسف هاتفك يرن
قال بضيق : اعرف، تجاهليه
ردت برقه: لابد انه شيء هام
نظر لها ثم ابتسم: حسنا
اعتدل وقام واقفا ، ليبحث عن هاتفه ليجد اسم ياسين
__ انه ياسين، التزمي الصمت قليلا
هزت راسها موافقه
__ اهلا ياسين ، كيف حالك؟
__يوسف ، لما لا ترد على الهاتف ، ولماذا لم تمر على البيت حتى تطمئن امي؟
__ لم يكن عندي وقت لأمر على المنزل ، طمئن امي
انا بخير
__ اين انت الان ؟
__ حجزت غرفة في فندق لأبيت بها ، وسآتي غدا ان شاء الله ، لا تقلق مثلما اتفقنا
__ حسنا، تعود بألف سلامة، لا تسرع في الطريق، سلام
__ حاضر، سلام
اغلق الهاتف ليراها جالسة تنظر اليه وواضح عليها الضيق
اقترب وجلس الي جوارها واحاطها بذراعه : ما بك ؟
لم الضيق ظاهر عليك ؟
__ لا شيء
تنهد: لكن واضح عليك الضيق
__ الم تقل منذ قليل انك ستخبره ؟
ابتسم: نعم بالتأكيد سأخبره ولكن في الوقت المناسب
اكمل بجدية : لابد ان اكسب ياسين في صفي ، حتى يؤازرني امام أخاك المبجل
هزت راسها بالموافقة
اتسعت ابتسامته اكثر : ما رايك ان نخرج لنتعشى ، ونتجول قليلا
ابتسمت بسعادة: موافقة طبعا
قفزت واقفه : سأجهز حالا
ابتسم على مرحها وحماسها لتختفي من امام نظره ويغرق هو في تفكيره لن يستطيع ان يبتعد عنها بعد الان ، ويعرف تماما ان معتز عندما يراها سينسج حولها شرنقته وبالكاد سيستطيع رؤيتها ، لابد من اخبار ياسين فهو الوحيد الذي سيقف امام معتز وهو من يصلح ندا للأخير
ولكن ما يجهله فعلا موقف ياسين حيال الوضع بأكمله
هل سيسانده ، ام سيغضب ويحيل حياته جحيما
تنبه على صوتها : يوسف ألم ترتدي ملابسك بعد ، انا جاهزة
__ المعذرة حبيبتي، خمس دقائق ونكون بالخارج
اتجه لارتداء ملابسه وهو يقرر انه سيتكلم مع ياسين عندما يعود



**************************


__ هل ارتحت الان امي ، سيعود يوسف غدا ان شاء الله
__ انشاء الله حبيبي ، ماذا فعلت بموضوع زواجك
__ اخذت ميعاد من عمر سأتكلم معه حينها
__ موفق بإذن الله حبيبي
__ اسمحي لي امي سأذهب للنوم
تصبحي على خير
__ وانت من اهله حبيبي
اتجه ليذهب الي النوم وهو يفكر لا يعرف لما كذب عل امه حيال يوسف ، لما لم يخبرها بانه ذاهب ليستقبل احد اصدقائه كما قال يوسف له ، ربما اراد ان يطمئنها هز كتفيه بحيرة فهو متوقع ان اخاه يخفي مصيبه ولكنه سينتظر الى ان يكتشفها او يخبره بها يوسف

***********************

في صباح اليوم التالي عند الساعة التاسعة والنصف جهزت اوراقها ومرت على مكتب السيد عبد العزيز اعطته المذكرة الذي طلبها منها ، وتبلغه بأمر الاجتماع الذي ستحضره بدلا من يوسف
صعدت الى الاعلى وهي تبث في روحها القوة وانها ستتعامل معه كالأخرين ، تذكرت البارحة ونظراته اليها وابتسامته الشقية التي لمعت بها عيناه وهو يراها في ملابسها الطفولية ، لا تنكر ان السبب في ارقها الليلة الفائتة كثرة تفكيرها به و انشغالها بأمره ، وكم شعرت بالضيق عند تذكرها مزحة اخاها وكلماته عن الزواج الي سيحدث قريبا
زفرت بضيق وهى تقول لنفسها : كوني قوية نور



وصلت الي مكتبه لتستقبلها السيدة عبير : اهلا يا استاذه
كيف حالك الان ؟
__ بخير الحمد لله ، كيف حالك ؟
__ انا بخير ، اكيد اتية لحضور الاجتماع ، تفضلي السيد ياسين بالداخل ، والاخرون على وصول
قالت السيدة عبير كلماتها وهي تفتح باب غرفة الاجتماعات لنور ، وتشير اليها بالدخول

تقدمت نور للداخل وهي تشعر بان اعصابها مشدودة كأوتار الآلات الموسيقية ، وقعت عيناها عليه جالس على راس الطاولة ينظر الى الاوراق التي امامه ، رفع بصره ليرى من
الاتي ، ليبتسم بهدوء ، شعرت انها لن تستطيع الوقوف اكثر من ذلك فيبدو اليوم وسيما ، وعيناه تلمعان بكلمات لا تعلم معناها ، تحرك من مكانه ليرحب بها



عند سماعه لصوت الباب وكلمات السيدة عبير رفع عينيه ليرى من القادم ليجد نور حياته ، ابتسم بسعادة وهو يقول انها جميلة في كل الاشكال سواء الطفولي او الانثوي
فالبدلة الرسمية التي ترتديها اليوم تظهرها كامرأة جميلة
تحرك من مكانه وهو يحدث نفسه بان يتماسك ويتروى حتى لا يصيبها بالذعر كالمرة الفائتة
__ اهلا يا استاذه ، كيف حالك ؟

جملته جعلت توترها يزيد والغضب يتصاعد بداخلها
فمناداته لها بهذه المهنية جعلتها تشعر انها بعيده عنه بأميال
وتفتقد الاحساس الجميل الذي ينتابها كلما تذكرت نبرة صوته
وهو يقول: حبيبتي
نظرت حولها لتتأكد اذا كانت عبير معهما وهي السبب في رسمية التعامل بينهما ، والمفاجأة انهما كانا بمفردهما
نظرت اليه وقالت بتوتر : انا بخير ، سيدي
والمفاجأة الاخرى انه لم يغضب منها وطلب ان تستعمل اسمه الاول كما يفعل
ابتسم بهدوء : اجلسي ، وانظري للملف الذي اعده يوسف
ولو لكي بعض الملاحظات اخبريني بها
نظرت اليه في ضيق : حاضر سيدي
قالتها هذه المرة متعمده ضائقة به وبأسلوبه المتذبذب معها
كتمت غيظها بداخلها ، وانشغلت بالملف الذي امامها

ابتسم على ضيقها منه ، كان سيؤنبها على مناداته بسيدي ولكنه لم يشأ الاعتراض هذه المرة ، فمن الواضح انها تريد وضع حدود بينهما ، وايضا لأنه لا يريد استعجالها فتشعر بانها مدفوعة ناحيته ويدب الذعر في عقلها وتبتعد عنه بدلا من الاقتراب

ظل يراقبها بدت فعلا مشغولة بما تراه امامها ولكنه لا يستطيع ان يرفع عينه من عليها


شغلت نفسها بالورق الموضوع امامها ولكنها شعرت بعينيه تراقبها كالعادة رفعت عيناها بحذر وخفة حتى تراه وهولا يلاحظ انها تنظر له ، لتجده كما توقعت عيناه مثبته عليها
سيطرت على نفسها فكادت الضحكة ان تنفلت من بين شفتيها
ولكنها ابتسمت بانتصار انه يوهمها انه لا يبالي، ولكنه مهتم
فعلا مهتم حدثت نفسها بتحدي: لنرى من منا الفائز يا سيدي

تعجب من ابتسامة الانتصار التي زينت محياها وهم ان يسالها لماذا تبتسم لكنه أجبر نفسه على التراجع
حدث نفسه اذا سالتها يا غبي ستعلم انك تراقبها ، التزم الصمت من فضلك

قطع تأملاتهما صوت انثوي غنج : هاي ، كيفك ياسين ،عن جد اشتقتلك
وسعت عيناه من الصدمة فلم يكن متوقع مجيئها

التفت هي بحده لتري مصدر الصوت
وياليتها لم تلتفت ، وجدت صاروخ انثوي لبناني واقف عند الباب ويهدد بالانطلاق
لفت اليه في حده لتري تعابير وجهه وتساله بعينيها : من هذه؟
لتجده يبتسم براحة عجيبة كانه وجد ضالته المنشودة لتهب
بها نيران الغيرة وتأكلها اكل

كان يبتسم فرحا فعينان نور اعطته ما يريد ورد فعلها اكد له ما شعر به من ناحيتها كان يريد دليل واحد على اهتمامها لأمره وها هو الدليل متجسد امامه واتى له على طبق من الفضة ، ولأول مرة يريد ان يشكرها على حضورها ورؤيته لها والاهم رؤية نور لها

تقدمت الي الداخل في غنج ودلال : ما بك حبيبي ، لماذا لا تجيبني
استقام واقفا وهو يقول بهدوء : اهلا بكي جميلة ، لم اكن متوقع رؤيتك اليوم .
ابتسمت : انها مفاجأة من اجلك ، اتمنى ان تكون مفاجأة سارة
__ بالطبع هي سارة، قال مجاملا: هل يوجد احد يراك ولا يشعر بالسرور

الى هنا كانت تريد ان تقف وتكسر غرفة الاجتماعات على راسه ، نعتته بجميع الشتائم التي تعرفها والتي لا تعرفها
اذن ليس محترم كما يدعي بل هو كطارق افندي ، يعشق النساء ويجري ورائهن ويفعل ما بوسعه لينجذبن اليه
لا ياسين لن اكون نعجة في قطيع الخراف
فانا اختلف عن الاخريات ، وسنرى من منا سيربح

نظر اليها ليرى الغضب واضح على وجهها ومعالمه
ليرتبك اكيد فهمت ترحيبه بهذه الضيفة غير المتوقعة على انه غزل
تنحنح : نور ، انها الاستاذة نور عضو عندنا بالشئون القانونية
الانسة جميلة مندوبة شركة استيراد مواد البناء
نظرت اليه في حده لتقول بلباقة : اهلا بها سعيدة بالتعرف عليك يا انسة
ردت جميلة بابتسامة رقيقة : وانا ايضا
سال بجدية : اين بسام ؟ لماذا لم يأتي معك ؟
__ آها ، انت تفتقد صديقك ، وكنت لا تريد رؤيتي
نظرت اليه لترى بما سيرد عليها
ليشعر انه واقع في مازق :لا ابدا ولكن هو من اتعامل معه منذ فترة طويلة وهو يدري عن العقود الاخيرة اكثر منك
ضحكت بدلال : لا تخف انه يصف السيارة ، فانا اتيت لأراك فقط واسلم عليك فانا اشتقت اليك جدا ، ثم لا تنسى انا السبب الرئيسي لصداقتك لباسم وتعاملك مع الشركة
احمر وجهه هو يعلم بان جميلة تمزح معه ولكن هذه النور يشعر انها تغلي من الغضب والغيظ ، ثم انه لا يريدها ان تفسر العلاقة بينه وبين جميلة خطا

تشعر بان الدم يغلي ويفور في راسها وهذا الصاروخ الانثوي الجميل تصف اشتياقها له وتتغزل به امامها
العجيب انها حاولت التقليل منها او من جمالها فلم تستطيع فكل ما بها جميل وصدق من سماها جميلة فهي اسم على مسمى ، ثم انها تتمتع بكل مقومات الانثى من السحر والدلال والرقة والغنج ليزيدوها جمالا ،
هتفت داخلها : هذا ليس عدلا ، فهذه الجميلة استولت على كل الصفات الانثوية لها لوحدها
وزادت عليهم باتباعها لأحدث صيحات الموضة في ملابسها وزينتها ، ولما لا فهي لبنانية ، وهذه بلد الجمال


فاقت من تأملاتها على صوت طرقات هادئة على الباب
لتفاجئ بشاب مثل القمر اشقر قال بابتسامة جميلة : السلام عليكم
كيفك ياسين ، اشتقتلك كثيرا
قام ياسين وصافحة بمودة : انا ايضا يا صديقي
ضحك الاخر : ما رايك في المفاجأة ؟
ابتسم ياسين: جميلة
قال الاخر مازحا : هل هذا رايك ؟ ام انك تنادي عليها
ضحك ياسين : الاثنين ، تعال اعرفك على اكفئ المحاميات التي انضمت الى الشركة حديثا الأستاذة نور
السيد بسام المندوب الاول الذي نتعامل معه
هزت راسها مرحبة ليطلق باسم صفارة اعجاب صغيره
__ ما أحلاك ، سعدت طبعا بمعرفتك
انتفض ياسين من تعبير صديقه ، ليبتسم بتوتر
__ اجلس يا بسام، فأمامنا عمل طويل
اصر على ان يجلس بين بسام ونور ، فهكذا يشعر بحمايتها
والاطمئنان عليها اكثر





بعد مرور عدد من الساعات
انتهى الاجتماع
قال بسام : بمناسبة انتهاء الاجتماع على خير وارضاء الطرفين
قال جملته الاخيرة وهو يغمز بخفة لنور ليجز الاخر على اسنانه
اكمل : انا ادعوكم للغداء على سفينه نيلية احب كلما اتي الى مصر ان اتناول طعامي بها ، مشاهدة ضفاف النيل من المتع الذي اعطاها لنا الله
تنحنحت لتقول : حسنا اتريد أي شيء اخر سيدي
رد بسام سريعا : ما هذا الدعوة تشملك انت الاخرى يا استاذه
فانت تعبت معنا اليوم ، وهذا اقل واجب نقدمه لكي
فلولا مرونتك معنا في العقود والتوصل لهذه الصيغة كنا ما زلنا نتناقش ونلف وندور في حلقة مفرغة ، ولكن انت بذكائك توصلت الي بند يريح الطرفين ويحفظ حقوقهما ايضا
قبض ياسين كفيه بشدة محاولا السيطرة على انفعالاته وغيرته فباسم يتغزل بها ولكن بأسلوب اخر ، ومصر على دعوة الغداء ، ولن يستطيع هو الرفض الان
نطقت بهدوء : لا استطيع فانا لازالت داخل اوقات العمل الرسمية ، ولدي عمل كثير لابد من انهاؤه
فتح باسم عيناه من الدهشة : سيعطيك صاحب الشركة بقية اليوم اجازة فانتي تستحقينها
ليلتفت الي ياسين : اليس كذلك يا ياسين ؟
تمنى ياسين الان ان يلكمه ليفقع احدى عينيه ، فكان سيطير من السعادة لاعتذار نور عن الدعوة ولكن هذا البسام مصر والواضح انه سيلبي له رغبته
قال باقتضاب والكلمات تخرج من بين اسنانه
__ بالطبع ، تستطيعي ان تأتي معنا ولا تشغلي راسك ببقية العمل


رات في عينيه الرفض ولكن اصرار بسام جعل عينيه تتحول الي الغضب والغيظ
حدثت نفسها : طبعا يريد الاستمتاع بالدعوة والنيل وهذه الجميلة ، ولا يريدني معه طبعا خوفا ان انقل أي شيء سيحدث بينهما هنا في الشركة، حسنا يا ياسين سأعكر صفو لقائك بجميلة هانم
وعندما قال جملته الأخيرة كادت ان تقع ارضا من الضحك فكان مغتاظا جدا ويخبرها بعينيه ان ترفض
لتبتسم بخبث : حسنا سيدي ، الي هنا لا استطيع الرفض
هنا تحولت مقلتيه الرماديتين الي جمر من النار فهو يعلم جيدا انها قبلت الدعوة لإغاظته فحسب
فكما تجيد هي قراءة عيناه ، هو الاخر يجيد قراءة عيناها
وعند ابتسامتها الخبيثة ، ازداد اعجابه بها فهي الان تلعب دور الانثى ببراعة
تنهد داخليا : ما احلاها من انثى

لف الي بسام وقال وهو يرسم الابتسامة
__ حسنا بسام ، اذهب انت وجميلة الي سيارتك ، وانا سآتي انا والأستاذة حالا
نهض بسام هو وجميله وانصرفا
قالت بهدوء : سأذهب لاتي بحقيبتي
قال باقتضاب وهو يخرج وراءها : عبير ، ابلغي السيد عبد العزيز ان الانسة نور معي في مهمة عمل
__ نور
التفت اليه : سأنتظرك في الجراج ، لا تتأخري
هزت راسها موافقة ،لتبتسم ابتسامة واسعة وهي تخرج من الغرفة






دخلت الي مكتبها واخذت حقيبتها لتنزل مسرعة على السلم الي ان وصلت الي الجراج
حدثت نفسها من الجيد انها لم تقابل سناء فلن تستطيع ان تشرح لها أي شيء
تقدمت ناحية سيارتها لتجده يقف امامها بسيارته عرضا ويسد عليها الطريق ،فتح الباب وقال امرا
__ اركبي
ثم قال بإصرار والغيظ يملئ صوته :اركبي ، ولا تعترضي من فضلك ،وسأرجعك هنا بعد الغداء لتأخذي سيارتك


لوت شفتيها فهي لا تريد الركوب ولكن لا تريد اغضابه اكثر من ذلك
اذعنت لأمره وركبت بجانبه







انقضى الطريق وهما الاثنان صامتين لم ينطقا بحرف واحد
هو يتميز غيظا منها ومن موافقتها على دعوة الغداء
وهي ترتدي قناع اللامبالاة وعدم الاهتمام وتريد ان تفسد عليه غداؤه مع جميلة


وصلا الي المكان لتجده فعلا من احدى الاماكن الفاخرة على النيل ، لتكتم انفاسها انبهارا بمنظر النيل وصفحته الزرقاء الصافية تسقط عليه اشعة الشمس كحبات اللؤلؤ تزينه وتجعله يبرق جمالا
هتفت بصدق : ما اجمله
ابتسم بسام : الم اقل لك ، انه من المتع الذي وهبها لنا الله
جز على اسنانه غيظا منها
ليدفعها برقة ناحية احدى المقاعد ويجلس بالمقعد الذي بجانبها ، فعل هذا حرصا على ان لا تجلس بجانب بسام




انتهوا من تناول الطعام ، لا تنكر انها استمتعت فعلا بالدعوة والغداء وبسام فهو شخصية طريفة ذو حس فكاهة عالي
ضحكت على نكاته واستمتعت بتجاذب الحديث معه والاغرب انها وجدت جميله ذات شخصية جذابه لبقة الحديث وحلوة الروح
فعلا استمتعت بالجلسة معهما ، اما ياسين فكان في غاية اللطف مع جميله طبعا كان يضحك ويمرح معها ويرد على باسم بهدوء وغيظ لا تفهم سببهما ، اما هي لم يتكلم معها اطلاقا


انتهوا من جلستهم ليفجر بسام مفاجأة في وجههما اخر الجلسة وهو يقول : ياسين الن تأتي الي لبنان قريبا
ابتسم بهدوء: لما تسال ؟
نظرا الي بعضهما هو وجميلة لتقول جميلة : لتحضر زفافنا
ضحك ياسين : حقا
اشارا الاثنين براسهما ليكمل بسعادة : الف مبروك ، ابلغني بميعاد الزفاف و سأحضر بإذن الله


بلمة من المفاجأة لدرجة انها لم تبارك لهما ، كانت تظن ان بين ياسين وجميلة علاقة من نوعا ما ، ولكن خبر الزفاف
ادهشها وجعلها فاقدة النطق
تداركت الامر عندما انتهى كلام ثلاثتهم لتنتبه على صوت ياسين وهو ينظر اليها بخبث : الن تباركي لهما نور ؟
هزت راسها : لا طبعا ، مبروك
ضحك بسام قائلا :انتي الاخرى مدعوة على حفل الزفاف
ضحكت :في لبنان ، لن استطيع ، ولكن مبروك يتمم الله عليكما بالخير
وقف : هيا سنذهب ، فطيارتنا مساء اليوم
__ انت ذاهب الي لبنان ؟
__ لا انت تعلم اني غير مقيم بلبنان ولكن لابد من اقامة الزفاف هناك وسط اهلي واهل جميلة
صافحة ياسين بحب : مبارك بسام ، اراك على خير ان شاء الله ، ابلغني بموعد الزفاف وسأحضر بإذن الله


بعد ان ودعا بسام وجميلة ، همت بالتحرك حتى ينصرفا
فوجئت بيده تمسكها من رسغها ، قال امرا
__ اجلسي
نظرت اليه في دهشه : لما ؟
__ اريد التحدث معكي
نظرت اليه مطولا وجلست مكانها كتفت ذراعيها امام صدرها وقالت بنفاذ صبر :تفضل ، اتريد مني ان اواسيك
ردد بدهشة : تواسيني
__ اه نعم ، تركتك حبيبة القلب لتتزوج
ابتسم بهدوء مغيظ : حبيبة قلبي ، لم تتركني وتذهب الي أي مكان
انتفض راسها بشدة لجملته : اذن هو بالفعل على علاقة بإحداهن
قالت بمرارة : متى الزواج بإذن الله ؟
__ قريب ، عندما تتفضل علي بالموافقة
رمشت عينيها بعصبية وعضت على شفتيها
__ كفي عن ذلك
__ ماذا ؟
__ لما انت عصبية لهذه الدرجة نور ؟
__ انا لست عصبية ، ما الامر الذي تريدني من اجله
تنهد : اريد ان اعرف السبب الرئيسي في موافقتك على دعوة الغداء
__ عادي ،لا يوجد سبب ، بسام اصر وانت وافقت وانا لم اجد مانع من الحضور
ردد بضيق : بسام اصر ، تتكلمي عن بسام كانه احد اصدقائك
__ وما الضرر في ذلك ، انه شخصية جذابة
جز على اسنانه غضبا وقال مزمجرا : نور ، لا تستفزينني اكثر من ذلك
__ وما دخلك انت بان يصبح من اصدقائي او لا
ضم يديه ليسيطر على اعصابه : نور ،انت تعلمي جيدا ما دخلي بالموضوع
ليكمل بهدوء : لا اريد لمن ستصبح زوجتي اصدقاء رجال
قالت بغباء : اخبرها بذلك
ابتسم : انا اخبرها الان
لفت راسها يمينا ويسارا : اين هي ؟
نظر لها بهدوء ليحمر وجهها: ماذا تقصد ؟
رفع حاجبه الايمين دليل على تأكيده لما قاله وفهمته هي
صمتت قليلا لتقول بهدوء : ماذا تريد مني ياسين ؟
__ انت تعلمي نور ، وانا اعلم ايضا
__لا اعلم شيء ، وماذا تعلم انت ؟
__ اعلم ان السبب الرئيسي لموافقتك على دعوة الغداء ،هي لإغاظتي وحسب ، اعلم انك ظننت ان بيني وبين جميلة علاقة ما ،وهذا الامر اثار غضبك ، اعلم ان خبر الزفاف ادهشك ، وانا اؤكد لك لا تربطني أي علاقة باي فتاه
تعجبت منه كيف عرف هذه الاشياء ألهذه الدرجة هي شفافة امامه
__كيف عرفت ؟
تنبهت انها قالت سؤالها بصوت عال لتضع يدها على فمها وتشهق
ابتسم ومد يده ليمسك بيدها الموضوعة على فمها وسحبها بهدوء ليمسكها بحنان وقال بصوت هادئ : اعلم اكثر مما تتصورين
نظرت اليه لتري عيناه تفيضان بحديث مبهم لا تفهمه ولغة غريبه عنها ، ولكن تأثير نظراته اربكها ، اخفضت عينيها
ليضع يده تحت ذقنها ويرفع راسها اليه : لا تخفضي بصرك
نور ، الي الان لا تعلمي حقا ماذا اريد ؟
هزت راسها بلا ليتنهد ببطيء : اريد ان تظلي بجانبي
اريد ان اكمل باقي عمري معك والي جانبك ، اريدك ان تصبحي زوجتي وام اطفالي ورفيقة عمري
هل علمتي الان ماذا اريد منك ؟
تنفست بقوة لتسيطر على دقات قلبها المجنون الذي يريد ان يقفز من بين ضلوعها ، لم تكن تتوقع ابدا ان هذا ما سيقوله
، ولم تكن تتوقع انه يعرض الزواج بهذه الطريقة
انتفضت واقفه : اريد ان اذهب
اغمض عيناه الما وابتسم ابتسامة باهته : حاضر
قام من مكانه والحزن يلم بحواسه لم يكن يتوقع رفضها بهذا الشكل، تمزق قلبه من نفضتها ، غبي لما تعجلت ، لا ينكر انه احس اليوم بغيرتها وغضبها من جميلة ، اذن فهي تشعر ناحيته ببعض المشاعر ، اذن لما الرفض
ركبا الي سيارته وكلا منهما غارق بتفكيره ، والصمت يخيم عليهما
هي تشعر بانها ارتكبت اكبر حماقه بطريقة ردها على عرضه
وهو يشعر انه اغبى المخلوقات باستعجاله لها


تنحنحت بعد مدة : ياسين
انتفض قلبه لصوتها الرقيق العذب وقال بهدوء : نعم
قالت بصوت منخفض : اسفة
اغمض عيناه الما تتأسف لرفضها الزواج منه
اكملت : ارتبكت ولم اتصرف جيدا
سالت بهمس والخجل يكسيها : هل تريد ان تتزوجني ؟ ام انا فهمت الامر خطئا
فرمل السيارة بقوة وركنها ، ليلتفت اليها
ارتعدت اطرافها من طريقة ايقافه للسيارة ، لتنتفض عندما التفت اليها وعيناه محمرتان من الغضب
__ لا نور لم تفهمي الامر خطا ، ما الفروض علي فعله لكي تفهمي الامر ، نعم انا اريد ان اتزوجك
ردت ببطيء : لما انت غاضب ؟
زم شفتيه و نظر اليها بحب : لأني استنفذت كل طاقتي لأستطيع ان اصل اليك ، ولم يتبقى لدي أي فكره عما تريدين مني عمله لتشعري بي
ابتلعت ريقها بصعوبة ونظرت اليه تريد الموافقة ولكن صوتها محبوس بداخلها ، تشعر بشيء اكبر منها يدفعها اليه
عقلها خائف ولكن بقية حواسها وكيانها كله يخبرها بالموافقة
نطقت بهدوء وهى تعض شفتها بتوتر : متى ستقابل عمر ؟
نظر اليها مطولا ليري الخجل يعلو ملامحها
ابتسم بسعادة : هل اعتبر هذا الرد موافقة على طلبي ؟
قالت بهمس : سأنتظر راي عمر
امسك يدها وقبلها برقة : يهمني رايك انت حبيبتي؟
عضت شفتها مرة اخرى ، ليقول بهدوء: توقفي عن هذه الحركة ، ردي علي
لم تستطع النطق ، ولكن هزت راسها موافقة
ليضحك بقوة فرحا بإجابتها ، ابتسمت على سعادته ولكن يوجد شيء بداخلها متوتر وخائف لدرجة كبيرة
وصلا الي مقر الشركة ليستوقفها قبل نزولها ، امسك يدها بهدوء ورقة : سآتي اليكم غدا ، فانا متفق مع عمر على ذلك
ابتسمت بتوتر ليكمل : لا تصعدي الي الشركة خذي بقية اليوم اجازة واذهبي الي البيت لترتاحي
هزت راسها موافقة واتجهت الي سيارتها بسرعة لتركبها وتذهب الي المنزل فهي تحتاج بالفعل الي الراحة والهدوء
والتفكير


ابتسم على سرعتها، هو متفهم ارتباكها وخجلها
ولكنه سعيد لموافقتها على فكرة الزواج، تنهد براحة
وامسك هاتفه ،واتصل بعمر رن الهاتف
رد عمر بسرعة : ياسين حمدا لله انك اتصلت فانا محتاج اليك جدا
رد بقلق : ما الامر ؟ ماذا حدث؟
__ انا بقسم الشرطة ، هل تستطيع ان تأتي الي ؟
رد بسرعة: طبعا، حالا
ادار سيارته بسرعة واتصل على مكتبه
__ عبير ، اتصلي بحسام وابلغيه ان ينتظرني بمطار النزهة
و احجزي لي تذكرة طيران حالا الي الاسكندرية
__ حاضر سيدي
قلق جدا على عمر ، ويريد ان يعرف لما هو بقسم الشرطة
لا ينكر اعجابه به من قبل ان يراه فكان يسمع عنه كثيرا من سوق العمل ، والجميع اتفق على انه شخصية مهذبه و محترمة ، وبعدما اقترب منه ازداد اعجابا به



***********************

رن هاتفها عند وصولها الي المنزل
__ وعليكم السلام ، انا بالمنزل ، علياء هل يمكنك ان تأتي الي
ردت الاخرى بمرح : طبعا ، ولكن اجهزي لنذهب الي المصممة
__ حسنا


*****************


وصل الي قسم الشرطة بعد ساعة على الاكثر
تكلم مع احد الضباط المتواجدين بالقسم ، ليجد ان عمر تشاجر مع بعض الاشخاص ، ومحتجز بالقسم لعدم وجود بطاقته الشخصية ، يحتاج لضامن فقط ليخرج

بعد قليل كان يخرج هو وعمر من القسم
ما ازعجه فعلا منظر عمر المنهك ، و التعب الواضح عليه
قال بهدوء :اشكرك ياسين، والمعذرة على
قاطعه بحزم : عمر من فضلك ، انت كيوسف ، فلا تشكرني او تعتذر مني
سأل بهدوء: ماذا حدث ؟
اغمض عينيه ليكمل ياسين : حسنا ، لا تشغل بالك ،اين سيارتك ؟
__ انها قريبه
__ حسنا اركب لنذهب اليها ، حسام هيا
وصلا الي السيارة ليرتجلا الاثنان ، امال بجسده
__ اذهب انت حسام ، وشكرا على اهتمامك
التفت اليه : اين مفاتيحك عمر؟
امد اليه المفاتيح ليشير اليه براسه : اركب ، سآخذك الي مكان رائع على البحر ، وهناك سنتكلم قليلا


*********************


هتفت بدهشة ممزوجة بالفرح : ماذا ؟ بجد نور
ابتسمت : نعم ، هل يوجد مزاح في هذه الاشياء ؟
__ وانت وافقتي
__ لا اعلم علياء لم افهم نفسي حينها
__لا يهم ، مبروك
احتضنتها بفرحة : ما رايك نقيم زفافنا معا
ضحكت نور : تمهلي قليلا ، لن اتزوج بسرعة هكذا ، اريد وقتا لأتعرف عليه ، وافهمه ويفهمني
نظرت اليها : نور ، انت تحبيه
همت بالرد لتكمل : لا تقاطعيني من فضلك ، انا وانت نعلم جيدا انك تكني له مشاعر خاصة ، هذا غير اذا كنتي لا تهتمي به كنتي رفضتي عرض الزواج ، فعلتيها كثيرا من قبل ، وكان الاخرون يهيمون بكي حبا
فلا تحاولي ان تبتعدي عنه وتسيطري على مشاعرك من اجل لا شيء ، ولو على عمر انت تعلمي انه سيوافق
فياسين عريس لا يرفض
غمزت لها بعينها : هيا لنذهب الي المصممة ، من الممكن ان تجدي فستان لكي من اجل زفافك
ابتسمت نور ولكنها لا تشعر بالحماس كعلياء ولا تعلم لما الي الان وافقت على الزواج منه

*********************

مسح وجهه بكفية كعادته عندما يريد التخلص من توتره والسيطرة على اعصابه
__ لا تبتئس عمر ، حصل خير وانا سأفعل ما بوسعي
__ اشكرك ياسين ، ولكن
قاطعه بحزم : عمر من فضلك لا تكمل حديثك هذا ،واعتبر انني شريك لك ، وسأساعدك
اكمل : ما رايك في المكان ؟
ابتسم عمر بوهن : جميل ، اختيار موفق ، فالمكان يبعث على الراحة
تراجع الي الخلف واسند ظهره على الكرسي براحة
__ صحيح ياسين ، ما الامر الذي كنت تريده مني البارحة؟
فهذا الامر شاغل تفكيري هو وموضوع دعوة ياسر
سأكون صريح معك ، فانا متعجب من امر الدعوة جدا
كح ياسين ،ليسال عمر : هل ازعجتك صراحتي ؟
__ لا يا صديقي ، وسأكون انا الاخر صريحا معك
الموضوع الذي اريدك به هو انني اريد الزواج من نور
رفع عمر حاجبيه علامة على دهشته ليكمل ياسين بهدوء
__وامر الدعوة اقترحه ياسر حتى نتعارف كلنا على بعض في جو خارج الاطار الرسمي ، وانا وافقته
ياسر اكثر من اخ وصديق ، رفيق حياتي ، ويعتبر من العائلة بالفعل
اتمنى ان لا اكون ازعجتك بصراحتي ، كنت اريد التقدم اليك رسميا غدا ، ولكنك طلبت مني توضيح
لم تتغير ملامح الدهشة المرسومة على وجه عمر
فضل ياسين الصمت ، الي ان يستوعب عمر الامر
لينطق الاخير بهدوء ورزانه : وانا لن اجد احسن منك لنور
__ عمر لا تجعل ما سأفعله معك يؤثر على قرارك في الموافقة ، فهذا شيء وهذا شيء اخر ، فالعمل لا علاقة له بالزواج والنسب
__ اسمعني جيدا ياسين ، نور اغلى شيء في حياتي وهي ما تبقي لدي من عائلتي ولن اربط بينها وبين العمل ، ولو حياتي كلها بين يديك وانت لست كفؤ لتتزوج اختي ، لن اعطيها لك ابدا وسأموت راضيا
ابتسم ياسين ليكمل الاخر : ولكني بالفعل سأطمئن عليها معك
فانت رجل شهم ، وستحافظ عليها جيدا ، وستوعدني الان انك ستحميها وتحافظ عليها عمرك كله ولن تضايقها ابدا
نطق الاخر بسعادة : اوعدك عمر
__ اذن سأنتظرك غدا ، لتتقدم الي رسميا
ابتسم ياسين وهو يشعر ان السعادة ستغمر حياته

********************

__ نور لا تكوني متزمتة هكذا ، فانتي صديقتي واخت العريس ، لن يضر ان ترتدي فستان صاخب قليلا ، والحفل اصلا في بيتكم
هزت راسها نافية لتكمل علياء : نور تعبت معك ، كل شيء
لا يعجبك ، لن ترتدي فستان اسود في زفافي انتهينا
كفى اسود ورمادي وازرق وزيتي ، هذا كثير ، قضيتي عمرك كله في هذه الالوان الا تشتاقي للألوان الاخرى
__ علياء من فضلك
قالت بحزم : بل من فضلك انت ، اسمعي كلامي هذه المرة
انتهت احزانك نور ، كفي عن الحزن ، وتمتعي بما بقي من عمرك ، انا العروس ومن ستقرر لون فستانك
واشارت بيدها قاطعة : بدون نقاش
ابتسمت نور : حسنا ، ولكن سيكون على طريقتي
ابتسمت الاخرى بخبث : لا ، انا سأقرر ايضا تصمميه
يكفيك ان ترتديه
ضحكت نور لتسال الاخرى : ما رايك في فستاني ؟
ردت بفرح : جميل علياء ، مبارك عليك ، ولكن لما اخترت درجته اقرب الي الابيض ، كانه فستان زفافك
كنت اخترت احدى درجات الروز
قالت علياء بإحباط : كنت سأفعل ، ولكن امي اصرت علي ، وحلفتني ان اختاره هكذا ، والسبب انه عقد قران
ابتسمت نور : خالتي لديها معتقداتها التي لا تتغير ابدا
ضحكت علياء بمرح : نعم ، أتصدقين ، تريد مني شراء كل شيء قبل الحفل ، ولا اعلم لماذا ، واذا تذمرت انا او بسنت غضبت مننا وتصل لدرجة المخاصمة
انا اشفق على بسنت وزوجها ، فهما من يتعبان معي
والشهادة لله محمد (زوج بسنت ) اكثر من اخ ومعزته من معزة علي بالضبط ، ويكفيني انه لا يعاتب بسنت على تأخرها معي او انشغالها بي ، بل بالعكس عندما نتأخر ليلا
يأتي الينا ليوصلنا واحيانا يلف معنا بالأسواق
انه ابن حلال ، اتمنى ان يرزقهما الله بالذرية الصالحة قريبا
ردت نور مؤكده : امين يا رب ، الا يعلما الي الان ما السبب في التأخير ؟
__ ما فهمته من بسنت ان لابد من اجراء عمليه لتستطيع الانجاب ، ولكن لا اعلم الي الان ما الذي يؤخرهما ؟
__ ربك يرزقهما قريبا ، ان شاء الله
__ ان شاء الله ، هيا لنذهب ، نور الم يتصل بك عمر اليوم؟
__ لا وانا قلقة عليه ، وهاتفه مغلق
__ ظننت انه اتصل بكي
__ لا تقلقي سياتي اليوم على خير ، هيا لنذهب فقد تأخرنا
انصرفا من عند المصممة بعد ان اتفقا معها على ميعاد التسليم الذي يكون بعد عشرة ايام

********************

اعد الحقائب ليسلمها الى العامل
التفت اليها ليحتضنها من ظهرها بهدوء
__ حبيبتي ، هيا لنذهب فأمامي طريق طويل اقضيه سائقا لفت اليه لتلف ذراعيها حول عنقه :شكرا يوسف على هذا اليوم الممتع
__ سنقضي بقية حياتنا ، معا حبيبتي وليس من المعقول ان كل يوم ستشكرينني
ضحكت ليمرر سبابته على خدها بحب : ما بك ؟ ارى كلاما بعينيك
__ كيف سنتقابل بعد الان ؟
ابتسم : ما ميعاد وصولك الذي يعرفه معتز
__ بعد عشرة ايام
__ حسنا ، هذا سؤال قبل ميعاده
__ اين سأقيم كل هذه المدة ؟
__ مع اني كنت سأفاجئك ، ولكن لا توجد مشكلة
ابتسم بسعادة وهو يكمل : سنقيم معا بمنزلنا
رددت بدهشة : منزلكم ، كيف ستدخل على عائلتك وتقول امي ، ياسين اقدم لكما زوجتي العزيزة
ضحك منها : لا حبيبتي انا قلت منزلنا ، ليس بيتي
فانا اسست لكي بيتا خاص بنا نحن الاثنين
__ حقا
__ نعم حبيبتي
صرخت فرحة واخذت تقفز بسعادة وهو يضحك عليها
سعيدا من اجلها ومن اجله ولذا سيفاتح ياسين قريبا جدا


*************************


وصلت لتجد عمر بالمنزل واقف في المطبخ
قالت بمرح : السلام عليكم حبيبي ،حمدا لله على سلامتك
تقدمت اليه لتحتضنه وتسال : لما لم تتصل بعلياء حتى تطمئنها ؟
__ الله يسلمك ، هاتفي بطاريته فرغت ،وانا اضعه بالشاحن الان وبعد قليل ، سأتصل بها
شبت على اطراف اصابعها لتنظر من فوق كتفه
__ ماذا تفعل ؟
__ لا شيء مجرد كوب من القهوة
صب القهوة ليأخذ الكوب ويحيط كتفيها بذراعه ويدفعها امامه بلطف
__ تعالي اريد ان اتحدث معك في موضوع هام
__ انا تحت امرك يا اعظم مهندسين العالم
ضحك من اخته :اجلسي
__ ما الامر ؟ لقد بدأت اشعر بالقلق
ابتسم : لا حبيبتي ، لا تقلقي
اردف بجديه: اتي الي عريسا اليوم من اجلك
بهت وجهها فجأة لتتذكر ياسين ، اكيد هذا شخص اخر
بماذا تجيب اخاها الان ؟
__ ما بك نور ؟ لما بهت وجهك هكذا ، فاللون اختفي من وجهك كأنني اقل لك انني مريض وسأموت غدا
ردت بسرعة :بعد الشر عليك اخي ، ولكن انت تعلم انني لا افكر في هذا الامر الان
رد بهدوء وهو يضع كوب القهوة من يده على الطاولة
__ اسمعيني نور ، أتعلمي كم عدد الرجال الذي يفاتحوني في الزواج منك ، كثير بعضهم يعرفك والاخر يأتي عن طريق السؤال و زواج العائلات والمعارف ، وارفضهم جميعا لأني لا اجد بهم الشخص الذى ائتمنه عليك
ولكنه اتى اليوم ،ولن اسمح لكي برفضه من اجل افكارك العجيبة التي لم ولن اقتنع بها
على الاقل اعرفي من هو ، اجلسي معه تحادثي ، اعرفيه
وبعد ذلك قرري ماذا تريدين
هزت راسها ببطيء وهي تفكر في ياسين ، ماذا ستقول له غدا وكيف تواجهه وهي لم تستطع النطق بما لديها لعمر
__ ها نور ، ما رايك ؟ أتريدي معرفة من هو ؟
نظرت ارضا ولم تستطع النطق ليردف عمر
__ على العموم العريس هو ياسين ، واعتقد انك تعرفيه
وتستطيعي ان تسالي صديقك المقرب يوسف عنه
رفعت وجهها بسرعة واللهفة تتألق بعينيها : من ؟
ابتسم فهو لم يفته نظرتها عندما علمت عن هوية العريس
__ المهندس ياسين ، مديرك يا عزيزتي
سياتي غدا ، وسنتعرف اكثر على عائلته في الحفل الذي يقيمه ياسر ، وتستطيعي ان تقرري ما تريدينه على مهلك
هزت راسها موافقه : سأذهب لأخلد الي النوم
قبلت وجنته: تصبح على خير
__ وانت من اهل الخير
وقفت على اول السلم :صحيح عمر ، ماذا فعلت مع عمي ؟
تنهد بحرقة واغمض عينيه : سيتأكد من مواعيده واذا كان متفرغ ، سياتي ان شاء الله
هزت راسها بضيق من هذا العم ، وشعرت بحزن اخاها
تمنت انها لم تضغط عليه من اجل دعوة عمهما الى الزفاف
كانت تتمنى ان يكون تغير او شعر بمسئوليته اتجاههما
ولكن من الواضح انه يزداد برودا ولا مبالاة بهما



اه لو تعلمي ما فعله عمي العزيز معي ، يشعر بروحة تتمزق
بداخله ، يتساءل كثيرا هل هذا الشخص بالفعل عمه ام لا يرتبط بهما باي شكل ، والاوراق الحكومية تكذب عليه او من الممكن ان تكون مزورة
زفر بضيق لا تهتم به عمر وفكر بمستقبلك بعيدا عنه
ولتبتعد عنه قدر ما تستطيع ، وتبعد اختك وزوجتك ايضا عنه ، ولا تأمنه على احدهما

************************

عند انتهاء عملها اليوم شعرت بالإنهاك والتعب
اتصلت بها علياء اكثر من مرة لتؤكد عليها موعد مصفف الشعر ، فعلياء اصرت ان تذهبا الى مصفف الشعر طبعا هي متأكدة ان عمر اخبر علياء بميعاد اليوم وهذا ما جعل علياء تصر هكذا ، ليس لديها نية اساسا لمقابلته عندما يأتي اليهم
ولا تعرف لماذا
طوال اليوم تحاشت الخروج من مكتبها خشية ان تقابله ولو صدفة عابرة، لم تخبر سناء عن احتمالية خطوبتها للمدير ولا تعلم اذا حدثت بالفعل الخطوبة ماذا ستفعل وكيف ستقابل زملائها بالعمل وكيف سيتعاملون معها
انتبهت ان المكتب فارغا وان سناء انصرفت ، نظرت الي ساعة يدها لتجدها الخامسة والنصف
تنهدت بملل ،ان علياء تنتظرها عند مصفف الشعر وهي مضطرة للذهاب اليها
انصرفت بهدوء لتنزل الي الجراج وتتجه نحو سيارتها

تأففت بعد قليل ،ما هذا اليوم الكارثي ، تشعر ان اعصابها على وشك الانفجار والان السيارة لا تريد ان تعمل
ماذا ستفعل الان؟
خرجت منها لتصفق الباب بقوة ، لتنتبه على ضحكته
__ كل هذا غضب يا نور ،لما ؟




يكاد ان يقسم ان اليوم من اسعد ايام حياته يشعر انه على ابواب حياة جديدة سعيدة ، وينتظر الساعة الثامنة بفارغ الصبر ليتحقق اهم حلم في حياته ، بعد ان ابلغه عمر البارحة
عن موافقة نور وانه منتظره هو والعائلة الساعة الثامنة لقراءة الفاتحة واعلان خطوبتهما كاد ان يقفز فرحا مثل الاطفال ، اتصل بنهى وابلغها ان تأتي اليهم غدا هي وعمرو وان تبحث عن هدية قيمة لنور ،لتقدمها اليها ، وايضا امه بانت سعادتها عن المرة الفائتة
احتضنته بحب واغرقته بالقبلات وهي تدعو له بالخير والذرية الصالحة ، واتصلت بنادين (اخته الاخرى)لتبلغها بخبر الخطبة وان تجهز لتاتي اليهم عند تحديد موعد الزفاف
اما يوسف فهو انتظره الي وقت متأخر من الليل ولكنه لم يصل الا قرب الفجر ، ولكنه بارك لياسين في الصباح عندما ابلغته امه ، لا ينكر انه يشعر بقلق شديد على اخاه ، ولكن بعد الخطبة سيجلس معه ويحاول ان يتكلم معه ليعرف من هي حبيبته السرية
حتى ياسر شعر انه يقفز فرحا وهو يبلغه بقرار الخطبة وميعادها وسمع صوت مريم من جانبه وهي تبارك له وتتمنى له الفرح والسعادة دائما
يشعر ان السعادة تحاوطه من كل الجوانب لا يريد الفرار منها بل يريد الاستمتاع بها
انهى عمله سريعا ونزل الي الجراج ليستقل سيارته
ليري محبوبته جالسة داخل السارة ولكن واضح عليها الضيق ، اندهش من صفقها للباب بهذا الشكل ، وضحك عندما علم ان سبب ضيقها ان السيارة تعطلت


تقدم اليها في هدوء : ما بك نور، لما انت غاضبه ؟
زفرت بضيق وهي تحاول السيطرة على دقات قلبها المجنون
لا تعلم الي الان لماذا يدق هكذا عند رؤيته ، ولما لا تستطيع التنفس في حضوره
تلعثمت وخفضت عينيها بسرعة : السيارة تعطلت وعلياء تنتظرني وانا تأخرت عليها
__ لا شيء من كل هذا يستحق ان تغضبي من اجله
امسك يدها بهدوء : تعالي اوصلك
سحبت يدها بسرعة: لا، سأستقل تاكسي
نظر اليها ومط شفتيه ليتنهد بتعب : لما ؟ ليس اول مرة تركبي معي السيارة ، بالعكس الان من حقك علي ان اوصلك
يا خطيبتي العزيزة
ارتبكت بشده من كلماته ليبتسم هو على رؤية الاحمرار الذي يغلف وجهها
__ هل تريدين ان اتصل بعمر لاستأذنه
قال جملته بنبرة تشوبها السخرية لترفع عينيها بغضب اليه
وتقول بنفاذ صبر : ياسين ماذا تريد الان ؟
__ لا شيء ، ستاتي ام ماذا ؟
نقرت بأصابعها على مقدمة السيارة بعصبية
__ بشرط
رفع حاجبية تعجبا منها ليبتسم بخفة : ما هو ؟
__ الا تأتي على ذكر الخطبة نهائيا
انفجر ضاحكا ظنا منه انها تخجل من ذكره لأنها ستكون خطيبته في غضون ساعات
قال برقة : من عيوني ، يا عيوني
ابتسمت لتشعر بالارتياح ، فهي الي الان لم تستقر على الموافقة ولا تريده ان يتعلق بها كزوجة له
ركبت الي جانبه ليخيم الصمت على السيارة
هي لا تريد ان تتحدث معه فيأتي على ذكر الخطبة
وهو يمسك لسانه بالقوة حتى لا يحنث وعده لها
فهو يريد ان يبلغ الناس كلها انها خطيبته وستصبح زوجته الغالية


***************************
__ لا افهمك يا عمر ، لما لم تبلغها ؟
__ علياء انا ادرى بنور ، اذا ابلغتها بان خطوبتها اليوم ، سترفض الزواج من الاصل ، وانا اريدها تتزوج ياسين
__ بالله عليك ، واذا فاجأتها ستمتثل انت تعرف نور ومدى عندها ، تعبت معها جدا لتوافق على المجيئ الى مصفف الشعر ،فما بالك اذا علمت ان خطوبتها اليوم
__ علياء اريد سؤالك عن شيء وارجو ان تجاوبيني بصراحة شديدة
__ تفضل
__ هل نور تكن أي مشاعر لياسين
عقدت حاجبيها لتساله بارتباك : لما تقول ذلك ؟
قال بنبرة قوية : علياء اجبيني من فضلك ،انا اعلم جيدا ان اسرار نور كلها معك
__ ما الفرق فانت تريده زوجا لها
__ نعم ولكنها ستفرق معي
قالت بتلعثم : ممممم، اظن ذلك
__ حسنا ، اذن الصواب ما افعله ، اذا كانت تكن له بعض المشاعر ستحاول بكل طاقتها الهروب واذا لم اقيدها به ستهرب فعلا
__ لما تهرب اذا كانت تميل اليه ؟
__ لان الخوف سيطر على حياتها الى حد كبير فجعلها مرتبكة وقرارتها غير منطقيه ، ليس لديها الحافز لتغير حياتها العاطفية الي شكل اخر ، ولذا تهرب من الزواج والارتباط الي العمل وتحقيق الذات
__ لا عمر لا اتفق معك ، ان خوف نور امر طبيعي
ولكن العمل بالنسبة اليها الاستقرار و عدما تنجح بعملها تزداد ثقتها بنفسها وتشعر بالاطمئنان حينها
__ نعم معك حق في هذه النقطة ، ولكن هذا ما اقوله
نور خائفة من ارتباطها بأحد الاشخاص حتى يأتي يوم ويتركها مثل الماضي ، فتتقوقع بعيدا عن الناس كلها
حتى لا تذوق الحزن مرة اخرى
__ معك حق ، ولكني غير مقتنعة بما تفعله الان ، وربي يعينني عليها

*******************


اوصلها الي مكان تبين الي انه احدى بيوت التجميل ليزداد سعادة اذن هي تستعد الي المساء
ارتجل من السيارة : هل تحتاجي الي أي شيء نور ؟
هزت راسها نافية وتمتمت بهدوء: شكرا
لوح لها بيده : اذن اراكي مساءا
ليختفي من امامها في ثواني ، ظلت واقفه مكانها لا تستطيع الحركة ، لا تريد مقابلته مساءا ولكن من الواضح انها ستضطر لذلك
*******************



__ اهلا حبيبتي ، نعم سأتأخر قليلا عليك
فانا ذاهب مع ياسين في المساء ليخطب
لا تقلقي سآتي اليك بعد انتهاء الخطبة ، كم كنت اتمنى ان تكوني معي اليوم ، ولكن بإذن الله ستنورين حفل الزفاف
اراكي لاحقا حبيبتي ، سلام

طرق الباب غرفة اخاه ليدلف بهدوء
__ ما اخبارك يا عريس ؟
اطلق عند رؤيته لآخاه صفيرا حادا : ما هذا ؟مظهرك كأحد نجوم السنيما ياسين ، ما شاء الله عليك ، انت تنوي ان تجعل نور تفقد عقلها
ضربه ياسين بخفة : احترم نفسك
ابتسم يوسف على وجه اخية المحمر خجلا
ليساله ياسين واللهفة تملئ عينيه : حقا ملابسي جيده
سال بغباء: نعم ، ليكمل بمرح :انها ممتازة ياسين ، لا تقلق سيكون يوم رائعا
جاءهم صوت نهى من الخلف تهتف بانبهار :ما شاء الله ياسين ، شكلك يأخذ العقل
ابتسم فرحا لتكمل : من الواضح ان هذه النور غاليه على قلبك لتتأنق هكذا من اجلها
قال بدون تفكير : انها قلبي
ابتسما الاثنان ليمنع يوسف نفسه من الضحك عاليا حتى لا يحرج اخاه لتغمزه نهى في ذراعه : تعال واتركه يختلي بنفسه قليلا

*******************



دخلت الي بيتهم في حوالي السابعة والنصف بعد ان اصرت علياء ان تحصل على زينتها هناك
لا تعلم ماذا يحدث من حولها ، علياء اصرت عليها لعمل شكل معين لشعرها وزينة انيقة وظاهرة لا تحبذها هي
والعجيب انها تشعر انها ستحضر زفاف احدهم بهذا المنظر
استعجلتها علياء وهي تدفعها امامها :هيا لترتدي ملابسك
وتجهزي قبل الموعد
نفخت بضيق : علياء اصبحت مزعجة اليوم ، ماذا يحدث؟
__ لا شيء حبيبتي
سبقتها علياء في الصعود
لتهتف بها : هاي ، انت عمر فوق
__ لا عمر ليس بالمنزل اتصل بي وقال انه سيذهب ويأتي على الموعد حتى استطيع ان اخذ راحتي بالبيت
، هيا اتبعيني
تنهدت بتعب : لا تعرف ما بها اليوم، تريد ان تنام وتشعر بالتعب يخيم على راسها
اتاها صوت علياء من غرفتها تصيح : نور
لتلوي شفتيها وتصعد بهدوء وتعب اليها


**********************


__ عمر تعال تصرف معها ، فهي لا تريد ارتداء الفستان
اكملت بهمس : لا استطيع ان اجبرها على ذلك
نعم اريد منك التدخل
انا انتهيت من ملابسي ومستعده
لا لم اجعلها تدور بالبيت حتى لا ترى ما فعلته بالدور الاسفل
انا اشعر انها ستهد الدنيا على رؤوسنا عندما تكتشف مخططك معها ، حاضر سأنتظرك

**************************

دخل عمر الي البيت بعد قليل ، اه من عندك يا نور
يعلم انها ستغضب منه جدا وممكن ان تخاصمه ايضا
لكن بعد ما تعرض له في الاسكندرية يريد ان يطمئن عليها
وطلب ياسين للزواج منها كان الحل الامثل له
غير انه مقتنع ان ياسين شخص يعتمد عليه و سيفعل كل ما بوسعه ليعيشها في سعادة


صعد الى الاعلى ليطرق الباب بخفة
اتاه صوت علياء : ادخل عمر
ابتسم بسعادة ليدفع الباب : السلام عليكم
لم ينظر الي علياء حتى لا ينسى ما اتى من اجله
سيتصرف مع نور وبعد ذلك يتأمل حبيبته على راحته
__ ما بك نور؟ وما الذي ترتديه ؟هل انت ذاهبة للنادي مثلا
نظرت الي ملابسها: انه طقم رسمي عمر ، ولا يوجد به شيء ، انيق وملتزم لتكمل بغضب : ليس مثل هذا الفستان
لا اعلم هل نحن ذاهبين لحفل ما او زفاف احدهم
نظرا الي بعض ليتكلم عمر بهدوء
__ نور الم نتفق البارحة على امر الخطبة؟
__ نعم وانا قلت انني موافقه ان اعرفه اكثر ليس ان اتزوجه اليوم
مثل الغضب ليصيح بوجهها : وان شاء الله تعرفيه وتتجولي معه دون ارتباط رسمي ، ام ماذا ؟
سيدخل ويخرج هنا ويوصلك ويأتي بك وانتما لا يربطكما شيء
ردت بهدوء حتى لا تغضبه اكثر من ذلك : لا طبعا
قال امرا : حسنا ارتدي الفستان ، واسمعي الكلام اليوم دون مناقشة
كادت تبكي من اسلوب عمر الجاف معها
ولكن علياء انتشلتها من احزانها وهي تهمس في اذنها بعد خروج عمر من الغرفة :هل من الممكن ان اعتذر عن الزواج من اخيك
ضحكت لتقول لها : هل تستطيعي
هزت راسها بخيبة امل : لا طبعا ، ولكن من الواضح انه عندما يغضب يصبح شخص اخر
__ هذا صحيح ، كوني حكيمة وتعلمي الا تغضبيه

***********************

وصل علي ومعه الخالة عائشة وبقية الاسرة
ليصافحهم عمر بمودة همس علي في اذنه
__ ماذا يحدث عمر ، لم استوعب ولا كلمة منك عندما كلمتني في الهاتف ،هل خطوبة نور اليوم ؟
__ نعم ، حدث الامر سريعا ، ولم اخطط له مسبقا
اخذت اليوم اجازة واستغليت علياء في ان تبعدها عن البيت بعد فترة العمل حتى استطيع ان اجهز البيت لأقيم الخطوبة هنا
__ نعم فهمت هذا الجزء ولكن لم استوعب لماذا بهذه السرعة
__ سنتكلم لاحقا علي
هز علي راسه موافقا
لينتبها الاثنان على وصول بعض الاشخاص من معارف عمر واصدقائه المقربين الى الحفل
رحب بهما عمر وادخلهما لينتبه على سيارة ياسين وهى مزينة بباقات الورد والشرائط الملونة
لينزل ياسين منها بهدوء ويتقدم عمر منه ليرحب به ويتقبله بحفاوة
دخلا الي البيت ليسلم عمر على باقي افراد العائلة ويجلسهم
مالت ايه على بسنت لتسال بغيظ : هل هذا الوسيم عريس نور؟
نظرت اليها بسنت بضيق : نعم
جزت على اسنانها غضبا من المفعوصة الصغيرة التي
ستتزوج هذا الجميل ، لا ايضا من الواضح انه ثري
قالت بهمس: ولكن من الواضح انه كبير في السن
ردت بسنت بضيق وهي تقف: لا اعرف
تركتها وذهبت فلا تريد افتعال المشاكل معها وافساد الحفلة

***************


صعد عمر اليهما ليطرق الباب ويدخل عندما سمع صوت علياء يسمح له
__ لما التأخير الان ؟ كل شيء جاهز في الاسفل
نحن منتظرين نور ، ارجوك لا تتأخري
هرب سريعا من امامها فعيناها تقفز منها الاسئلة
وهو لا يريد ان يجيبها الان

نظرت الي علياء في دهشة : ما الشيء المعد بالسفل ومن ينتظرني هناك ؟
اخفضت علياء نظرها لتقول بمرح: ياسين الوسيم من ينتظرك ، هيا حتى لا نتأخر

****************

امسك هاتفه : اين انت ياسر ؟، تعال حالا ، كنت اظن انني سآتي لأجدك ، حسنا لا تتأخر لا اريد ان اخطب وانت غير موجود
__ اين هو ؟ ولما لم يأتي الي الان ؟
__ لا اعرف يوسف ، ولكنه يقول انه قريب ، يوسف اذهب بسرعة واتي بعلبة الشبكة من السيارة لقد نسيتها
__ حالا
هم بالجلوس ليمسكه عمر من يده : ماذا تفعل
اشار اليه بيده : مكانك هناك في الكوشة
قال بارتباك: اعرف عمر ولكني لن اجلس بها بمفردي عندما تأتي نور سنجلس سويا
ضحك عمرو : ما هذا ياسين ؟ انت مرتبك ولا انا يخيل لي
انفجر عمر وعلي ضحكا على ارتباك ياسين المتزايد
ليقل علي بخفة دمه المعهودة: لا تضحك عمر حتى لا نضحك عليك لاحقا
امتقع وجه عمر لتردد ضحكت عمرو وعلي
ليكمل علي : كنت اريد ان اصوره وهو متوتر ولا يستمع الى احد منا يوم خطبته ، ولكني رحمته
ضحكوا ليبتسم ياسين على وجه عمر الملون من الاحراج
__ هاي انت وهو احترما نفسيكما ، انا لست العريس اليوم
امزحوا مع ياسين واتركوني الي الاسبوع بعد المقبل
ضحكوا جميعا بما فيهم ياسين الذي نجح عمرو وعلي في الذهاب بتوتره
ليدلف ياسر هو و زوجته الي الداخل ومعه يوسف وهو حامل علبة الشبكة
__ اخيرا اتيت
__ مبارك يا عريسنا ، احتضنه الف مبروك ياسين
كدت ان اموت من الفرحة عندما ابلغتني البارحة
قالت مريم بهدوء : مبروك ياسين ، عقبال الزفاف ان شاء الله
ابتسم ياسين : الله يبارك فيكما
مريم : سأذهب لأجلس مع نهى ونوارة هانم وابارك لهما
__ تعال ياسر لتسلم على عمر
صافحة عمر بمودة وتعرف ياسر على علي
واندمج معهم في ثواني
ليرن هاتف عمر ليميل على ياسين : اجهز ايها النسيب فعروسك اتيه
قبض كفيه بشدة ليسيطر على اعصابه ، ووقف منتصبا
وجسده مشدود ينتظرها على احر من الجمر

**********************



اتصلت بعمر بهدوء حتى لا تلاحظها نور ، بناء على رغبة عمر ، كانت تريد ان تبلغها بما يخطط له عمر ، ولكن عمر استحلفها بالله ان تفعل ما يقوله لها بدون نقاش
وجعلها تحلف اكثر من مرة وتوعده انها لن تبلغها بأي شيء

وجدت عمر امامها سريعا ،همست له : سأنتظر بالأسفل
__ حسنا حبيبتي
__ علياء مع من تتكلمين
خرجت من دورة المياه وهى تعدل من هندامها لترى اخاها
مبتسم بوجهها ، امسك يدها و شدها اليه ليحتضنها بحب
نظر اليها و تكلم بهدوء : هل تعلمين غلاتك عندي
هزت راسها بنعم ليكمل: اذن لن تكسرين خاطري وستفعلين ما اريده بدون اعتراض
همست : نعم
__ اريدك ان تعرفي انني افعل كل شيء من اجلك ولأجلك
هزت راسها موافقه ليردف :هيا بنا
مد لها ذراعه لتتأبط به ونزل بها الي الاسفل



شعرت انها ستقع ارضا من المفاجأة ، فكل من تعرفهم متواجدين ، وعائلة ياسين بأكملها ايضا ،وبعضا من اصدقاء عمر ومعارفة وميزت ياسر صديق ياسين ووجوده
لتتنبه على الواقف امامها بطوله الفارع ووسامته التي تزداد يوما بعد يوم ، تشعر انه مختلف اليوم ، عيناه تتألق بلمعه عجيبة عليها لم تراها من قبل ولونها الرمادي يتميز بصفاء السماء وابتسامته المشرقة تجعلها تشعر بوهن وضعف في اوصالها ، مرتدي بدله رمادية اللون وقميص ابيض ورباطة عنقه المخططة بالونين معا تمم اناقته وتظهر وسامته واسمرار بشرته وجدت انها اقتربت منه ليمسك يدها برقة ويهمس لها : مبروك حبيبتي ، الف مبروك



تعلقت عيناه بها منذ ظهورها على اعلى السلم ليتأملها براحة وهدوء فهي الليلة عروسته هو ، لن يشعر بالغيرة بعد الان ستصبح ملكه هو لن يفزع عند اقتراب احدهم منها فهي ستصبح زوجته وحبيبته وام اطفاله سيقضي حياته معها للابد في سعادة وهناء ، يريح قلبه بين ضلوعها ويروي ظمأه من نبع حبها ويرتاح في ظلها وقربها منه
انتهت ايام حزنك يا ياسين واليوم يوم سعدك
تأملها جيدا وهي ترتدي فستان روزي اللون من الشيفون
يصل الي منتصف ساقيها مجسم الي حد ما فتحة الصدر مربعة فتظهر صدرها وجزء من ظهرها بأكمام شيفونيه شفافة مطرزة برقة ، شعرها مرفوع ومزين ببضع من الورود الصغيرة الوردية
نظر الي وجهها الفتان ليرى شفتيها الوردية تتألق بلمعان
وجمال، انفها جميل وشامخ بقصبته القصيرة وعيونها الخضراء العسلية يغلب عليها اللون العسلي نتيجة الظلال الدخانية المحيطة بها ليتيه بهما وفي بحرهما الذي لا اخر له
تنبه على عمر وهو يمد يدها اليه ، ليمسكها برقة
ويهمس لها : مبروك حبيبتي ، الف مبروك

سار بها الي الكوشة ، لتندهش اذن هذا الشيء المعد بالأسفل ، حسنا يا عمر ، انت تضعني امام الامر الواقع
فوجئت باخت ياسين وهى تفتح علبه مخملية كبيرة امامه
وتلتقط منها دبله ماسيه لتعطيها لياسين ليمسك يدها
ليلبسها ايها
انتزعت يدهها منه بسرعة ومالت عليه لتهمس : انا لا اريد الزواج

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:56 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية