لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > رجل المستحيل
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رجل المستحيل سلسلة رجل المستحيل


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-11-11, 11:59 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

الفصل الرابع عشر : الثمن

لم ينطق (قدرى) كلمة واحدة، منذ أعادوه إلى تلك الحجرة، التى يحتجزونه فيها مع (منى)، واعادوه قيدهما ظهراً إلى ظهر، فى أبعد ركن فيها ...
وصمتت (منى) لحظات، قبل ان تسأله فى عصبية :
- ماذا فعلت ؟!
أجابها فى هدوء استفزها:
- وضعت توقيع (أدهم) على العقود .
صدمها الجواب، فهتفت فى حدة :
- وكيف تفعل هذا ؟!
أجابها بنفس الهدوء المستفز :
- لم يكن أمامى سوى هذا .
صاحت غاضبة:
- كان الموت أفضل.
سألها :
- موتى أم موتك ؟!
صمتت لحظة، ثم سألته :
- لقد هددوا بقتلى ... أليس كذلك ؟!
انتبهت فجأة إلى أن يداه تتحركان خلفها، وهو يجيب، مع رنة ألم :
- الأمرمؤلم بحق، ولكننى أحتاج إلى التركيز.
أدركت (منى) أن (قدرى) يقوم بعمل ما، لا يريد أن تكشفه كاميرات المراقبة، التى ترصد حركتهما طوال الوقت، فغمغمت :
المهم ان يكون ناجحاً .
قال :
هل يمكنك أن تصمتى ؟!... هذا يشتت انتباهى .
لاذت بالصمت تماماً، وشعرت مع أنفاسه المتلاحقة، بالجهد الذى يبذله، قبل ان تصدر منه تنهيدة ارتياح، ويتمتم فى خفوت :
- ألم أقل لك: إن (أدهم) سينقذنا ؟!
قالها، ثم شعرت بيديه حرتين، تتعاملان مع قيودها على نحو ما، ثم لم تلبث أن شعرت بتحررها من قيودها، فتألقت عيناها، وبذلت جهداً للسيطرة على انفعالها، وهى تقول فى خفوت :
- إنها موهبة جديدة، لم اكن اعلم شيئاً عنها .
قال فى هدوء:
- الأصابع المدرًَّبة، تستطيع أن تفعل الكثير .
ثم أضاف، بعد لحظة من الصمت :
- ويمكنك القول: إنها هواية قديمة.
هنا فقط، أدركت ما الذى كان يعنيه، بقوله: إن (أدهم) سينقذهما ...
إنه دبوسها الذهبى، الذى يحمل الحرف الاوًَّل من اسم (أدهم) ...
لقد انتزعه من عنق الرجل، إلا أنه لم يعده إليها قط ...
فقط مسحه فى عناية، ثم وضعه تحت لسانه ...
الآن فقط فهمت ...
لقد تحرًَّرا من قيودهما، ولكنهما مازالا تحت مراقبة دقيقة ومستمرة، داخل حجرة مغلقة فى إحكام...
كل ما عليها إذن، هو ان تنتظر الفرصة المناسبة للهجوم ...
وللمفاجأة ...
فربما يصنع هذا فارقاً ...
ربما ...
* * *
" هناك ممر سرى، إلى مطبخ المزرعة .."...
قالها البارون بمنتهى الغضب، وهو يتحًَّرك فى حجرة المكتب كالمسعور، ثم التفت إلى (ادهم) فى حدة، صائحاً:
- هذا صحيح يا سنيور (صاندو) ... أليس كذلك ؟!
هزًَّ (أدهم) كتفيه، وهو يقول :
- ربما .
اقترب منه البارون فى حدة، وصاح فى وجهه :
- رجالك لم يغادروا المزرعة ... لقد بحثنا عنهم فى كل مكان، فلم نجد سوى الخيول .. لقد عادوا يختبئون فى مكان ما هنا ... وهذا المكان يمتد منه ممر سرى، إلى مدخل خفى فى المطبخ .
ابتسم (أدهم) فى سخرية، وهو يقول :
- يا للعبقرية !
استفزًَّت سخريته البارون أكثر، فصاح :
- سنقلب المطبخ رأساً على عقب أيها المصرى، وسنعثر على ذلك الممر السرى، حتى لو هدمنا الجدران، ونزعنا الأرضيات، وحتى لو نسفت المكان كله ... وسيدفع رجالك الثمن .
عاد (أدهم) يهزًَّ كتفيه فى لا مبالاة، وهو يقول :
- من يدرى؟!...ربما كان شيطانك (ألنزو) هو من يدفع الثمن الآن .
صرخ فى غضب :
- فليذهب (ألنزو) إلى الجحيم ... المهم أن أنتصر فى النهاية.
تطًَّلع (أدهم) إلى عينيه مباشرة، وهو يقول فى تحد :
- تذكًَّر كلماتك أيها الوغد ... المباراة لم تنته بعد .
نظر إليه البارون فى مقت شديد، ثم اندفع إلى مكتبه، وفتح علبة حمراء اللون، التقط منها محقناً، عاد به إلى (أدهم)، وهو يقول فى غضب :
- بل انتهت يا سيًَّد (أدهم) .
قاله، وغرس إبرة فى عنق (أدهم)؛ ليضخ فى عروقه عقاراً ما، وهو يقول :
- هذا العقار سيضعك فى حالة نصف الوعى ... ستسمع وترى كل شئ، ولكن عقلك لن يكون بالصفاء الكافى للمقاومة ... ولقد أعددت مسرح العمليات؛ لتبقى فى أرضك إلى الأبد، ولكن المؤسف أنه لن يكون هناك شاهد لقبرك، ولن يستطيع محبوك وضع الزهور عليه.
بدأ (أدهم) يشعر بتأثير العقار بالفعل، فى حين نهض البارون، وقال لرجاله، وهو مستمر فى غضبه :
- اهدموا المطبخ تماماً، واعثروا على ذلك الممر السرى بأى ثمن، أما سنيور (صاندو)، فكمموا فمه، حتى لا أسمع المزيد من كلماته المستفزة، وقيدوه بإحكام فى سيارتى الخاصة .
وعاد ببصره إلى (أدهم)، وهو يواصل فى مقت شديد :
- سيشاهد العالم كله، كيف ستنتهى حياة (رجل المستحيل) .
قالها، وتألقت عيناه فى وحشية أكثر ...
وأكثر ...
وأكثر ...
* * *
لم يدر (ألنزو) ماذا حدث بالضبط ؟!...
كان واثقاً من انه يقف وحده، داخل مطبخ المزرعة، عندما سمع صوتاً من خلفه، من ناحية الجدار الجانبى، وقبل أن يلتفت إلى مصدره، هوت ضربة عنيفة على رأسه، وأخرى على يده الممسكة بالمدفع الأليكترونى ...
سقط مدفعه أرضاً، وشعر بعدد من الرجال يحيط به، وحاول أن يقاوم فى شدة، ولكن ضربات مؤلمة، على الاجزاء المحترقة من جسده، جعلت مقاومته تنهار سريعاً، قبل أن يشعر بأياد عدة تجذبه نحو فتحة عجيبة فى الجدار، لم يكن لها وجود من قبل، ثم راحت تلك الأيادى تجره جراً، على أرضية ممر طويل، غير مبالية بصرخاته، حتى بلغ قاعة واسعة مضاءة، احتشد فيها كل من تبقى من عمال وموظفى المزرعة ...
وكانت العيون كلها تحدًَّق فيه، فى مقت شديد، وبعض الأيادى تكًَّبل قدميه ومعصميه، ثم سمع صوت (بدرو)، مدير المزرعة، وهو يقول :
- أرقت دماء العديدين يا سنيور ... ومن العدالة أن تدفع الثمن .
حدًَّق فيه (ألنزو) فى رعب، وهو يغمغم مرتجفاً :
- لقد كان عملاً يا رجل ... لم تكن هناك ضغائن شخصية .
رأى المقت فى العيون يتضاعف، وقالت إحدى نساء المزرعة :
- وهذه عدالة السماء يا هذا ...ليست ضغائن شخصية .
اتسعت عيناه فى ارتياع، عندما وقع بصره على حبل المشنقة، المعلق فى منتصف القاعة، وصرخ:
لم يكن أمراً شخصياً .
كان هذا آخر ما نطقه، قبل أن يضع الرجال كمامة ملوًَّثة بالدم على فمه، و(بدرو) يقول :
- الدماء التى تتذوقها الآن، هى دماء ضحاياك يا سنيور ... وكلها دماء بريئة، لم ترتكب ما يستحق إراقتها، وكلها أيضاً تطالب بالقصاص .
هزًَّ رأسه فى قوة، وصدرت عنه همهمات مذعورة، والرجال يدفعونه امامهم، إلى حيث المشنقة، التى أحاطوا عنقه بأنشوطتها، و(بدرو) يقول فى خشوع :
- وفقاً للقانون، صدر عليك حكم بالإعدام، جزاء ما اقترفت يا سنيور، وسيدفن جسدك بأسلوب لائق، ولكن دون تحديد موقعه، وليكمل الخالق العظيم عقابك فى جحيمه .
قاوم (ألنزو) بشدة ...
وقاوم ...
وقاوم ...
ولكن الرجال تعاونوا مع بعض النساء على جذب الحبل ...
وارتفع جسد (ألنزو)، واختنق بشدة ...
ولكنه ظل يقاوم ..
كانت العيون كلها تتابع مقاومته فى صمت، ودون أدنى تعاطف، وقد جحظت عيناه عن آخرهكا، مع الألم والرعب ...
ثم بدأت مقاومته تضعف ...
وتضعف ...
وفى النهاية، تدًَّلت جثته من حبل المشنقة هامدة ...
وفى خشوع، راح الجميع يتلون صلاة واحدة ...
لقد دفع السفاح الثمن ...
وبمنتهى العدالة ...
* * *
تأًَّلقت عينا البارون فى ظفر، عندما انتهى رجاله من إخفاء ذلك التابوت، الذى يحوى (رجل المستحيل)، تحت رمال الصحراء، والتفت إلى أحد مصوًَّرى الحدث، متسائلاً فى شغف :
- هل التقطت المشهد كله ؟!
أشار الرجل بإبهامه، قائلاً :
- لدينا فيلم رائع يا سيًَّدى البارون .
انتفخت أوداجه، وهو يقول:
- عظيم ... اصنع منه عدد كاف من النسخ، وارسل أحدها إلى عزيزتى (سونيا)، وآخر إلى دونا (كارولينا)، ونسخة إلى كل جهاز مخابرات معروف، ولا تنس نسخة خاصة، بغلاف أحمر، إلى المخابرات المصرية .
أشار الرجل بإبهامه مرة أخرى، وهو يبتسم، قائلاً :
- فوراً يا سيًَّدى البارون .
التقط البارون نفساً عميقاً، من هواء الصحراء، وقال :
والآن، دعونا لا نضيع لحظة أخرى ..
والتقط هاتفه؛ ليجرى اتصاله بمحاميه (توبلكس)، قائلاً:
- سننطلق فوراً إلى هيئة التوثيق، لتسجيل عقود بيع المزرعة، وسيأتى (رودريك) معى؛ ليؤكًَّد الصفقة، باعتباره سنيور (أميجو صاندو) ... انتظرنا هناك.
برز شبيه (أدهم) فى هذه اللحظة، وهو يقول :
- أوامرك يا سنيور .
تطلع إليه البارون لحظة، سرت خلالها لمحة من الشك فى نفسه، مع ذلك الشبه الهائل، بين (رودريك) و(أدهم)، ثم أشار إليه، قائلاً :
- أكًَّد هويتك أوًَّلاً يا هذا .
مدًَّ (رودريك) يده إلى الأمام، وأسرع أحد الرجال يحصل على بصماته، عبر جهاز أليكترونى خاص، ثم على عينة من دمه، وضعها فى جهاز آخر، وأدار الجهازين، فظهرت النتيجة عليهما معاً، تؤكًَّد أن البصمة والعينة الجينية للشبيه، وليست لبطلنا، فتنهًَّد البارون فى ارتياح، وقال :
- هيا بنا .
توًَّجه مع الشبيه إلى هليوكوبتر تنتظرهما، واستقلاها، وهو يشعر بفخر ما بعده فخر ...
فلو أن (أدهم صبرى) قد حاز بإنجازاته وتفوقه، لقب (رجل المستحيل)، فقد حاز هو بقوته وحنكته لقباً أكثر قوة ...
لقب الرجل، الذى قضى أخيراً، على (رجل المستحيل) ...
وهذا فى رأيه يدعو للفخر ...
كل الفخر ...
* * *
أخيراً، فتح أحدهم باب حجرة (منى) و(قدرى)، وهو يقول فى صرامة، مصوًَّباً فوهة مدفعه إلى رأس (منى) :
- انتهت مهلة الساعات الثلاث يا رجل، وأوامر البارون صريحة ... إما موافقتك، أو رأس زميلتك .
بدا (قدرى) منهكاً للغاية، وهو يهمس بكلمات، لم يتبينها الرجل جيداً، فمال نحوهما، وهو يقول فى صرامة قاسية :
- ماذا تقول أيها الدب ؟!
فجأة، انقضت (منى) عليه بلكمة كالقنبلة، وهى تقول :
- يقول إنك غبى .
وقبل أن يستعيد الرجل توازنه، مع المفاجأة، انتزعت منه مدفعه، وهوت به على رأسه، مكملة :
- ومن سوء الادب أن تصفه بالدب .
كان الاثنان يدركان أن شاشات المراقبة ستنقل الموقف كله، ولهذا هتف بها (قدرى) فى سرعة، دون ان يحاول النهوض :
- ناولينى هذا المدفع .
القت إليه المدفع الأليكترونى، فالتقطه، واستخدم ذلك الدبوس الذهبى، الذى يحمل الحرف الأوًَّل من اسم (أدهم)، ليضغط على جزء صغير من جهاز التعرًَّف على البصمة فيه، ثم دفعه إليها، قائلاً :
- الآن سيعمل .
وحاول النهوض، وهو يكمل :
- من حسن الحظ أننى درست الجهاز، عندما كنا فى السيارة .
كان الرجال يقتحمون المكان فى هذه اللحظة، عندما ضغطت (منى) زناد المدفع ...
وتجلًَّت عبقرية (قدرى) مرة أخرى ...
لقد انطلقت رصاصات المدفع، تحصدهم حصداً، مع المفاجأة، التى لم يتوقعها أحدهم ...
ومع دوى الرصاصات، اندفع عدد آخر من الرجال نحو المكان، وهتف (فرناندو)، وهو يكمل هدم جدران المطبخ مع رجاله :
- ما الذى يحدث هنا ؟!
ومع كلماته، دوى الانفجار فجأة ...
وكان انفجاراً قوياً ...
للغاية ...
* * *
شعر البارون بثقة شديدة، وهو يدلف إلى جهة التوثيق المكسيكية، بصحبة محاميه (توبلكس)، و(رودريك)، شبيه (أدهم)، حاملاً عقود بيع المزرعة ...
وفى حرارة، استقبلهما مدير المكان شخصياً، وهو يقول مرحًَّباً :
- يالها من مفاجأة سارة يا سنيور (صاندو) ... مضت فترة طويلة، منذ أن تشرًَّفت بلقائك فى المرة الأخيرة .
قال (رودريك)، مستخدماً ذلك الجهاز الصوتى الخاص، المخفى فى رباط عنقه، والذى يحوًَّل صوته إلى صوت مطابق لصوت (أدهم) الحقيقى :
أنا هنا لتوثيق عقود بيع المزرعة ... البارون ابتاعها بثمن جيًَّد .
راجع مدير المكان العقود، وهو يقول :
- أنت تعلم بالطبع أنه ستكون هناك مصروفات كبيرة، على تسجيل عملية بيع بهذه القيمة يا سنيور .
أجابه (توبلكس)، فى شئ من الصرامة :
- سندفع المطلوب فوراً، بشيك مسحوب على بنك (نيويورك) .
بدا المدير متردًَّداً، وهو يقول فى حذر :
- سيقارب هذا المليون بيزو* يا سنيور.
قال البارون فى صرامة :
- يمكننى أن أدفعها نقداً لو أردت .
هزًَّ المدير رأسه نفياً، وقال :
- كًَّلا يا سنيور ... القانون يمنع قبول النقد بهذه القيمة ...سنقبل الشيك، لو أكًَّد سنيور (صاندو) عملية الشراء .
بدت الحيرة على وجه (رودريك)، فى حين قال البارون فى عصبية :
ها هو ذا امامك، يقر بصحة العقود .
وقال (توبلكس) فى عصبية:
- الأمور كلها قانونية يارجل.
مال المدير إلى الامام، وهو ينظر إلى (رودريك) مباشرة، قائلاً :
- ولكنه لم يؤكًَّد بعد عملية الشراء .
قال (رودريك) فى ارتباك :
- ولكننى أقر بنفسى، بصحة العقود .
اعتدل المدير، قائلاً فى صرامة :
التعليمات صريحة يا سنيور (صاندو) ... لابد من تأكيد عملية الشراء .
بدا (توبلكس) شديد العصبية، وهو يقول:
- لماذا تتعمّد إضاعة الوقت ياهذا ؟!..
وهتف البارون فى حدة :
- ما الذى يعنيه هذا العبث الأحمق ؟!
صدمه صوت، يقول فى سخرية :
- يعنى أن المدير لم يسمع الكود السرى المتفق عليه، أيها البارون .
استدار البارون مع المدير و (رودريك) فى سرعة، إلى مصدر الصوت، واتسعت عينا (رودريك) والمدير فى دهشة، فى حين صرخ البارون فى ذهول :
- مستحيل !...
فصاحب الصوت، كان آخر شخص يمكن أن يتواجد، فى هذا المكان ...
كان (أدهم) ...
(أدهم صبرى) ...
الحقيقى .
* * *

الأسبوع المقبل بإذن الله تعالى يتم نشر الفصل الأخير

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 20-11-11, 09:13 AM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رجل المستحيل


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 72294
المشاركات: 750
الجنس ذكر
معدل التقييم: awad200 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 26

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
awad200 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

قصه جميله جدااااااااااااا

فى قمة الشوق للفصل الأخير

شكره ياعد على المجهود اللى عملتيه فى نقلها

 
 

 

عرض البوم صور awad200   رد مع اقتباس
قديم 20-11-11, 12:11 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة awad200 مشاهدة المشاركة
   قصه جميله جدااااااااااااا

فى قمة الشوق للفصل الأخير

شكره ياعد على المجهود اللى عملتيه فى نقلها

السلام عليكم

هلا أخي عوض

العفووووو ... ما في جهد ولا شيء

ده رجل المستحيل

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 26-11-11, 02:59 AM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

كانت رحلة رائعة

مع كاتب أروع

و بطل ليس له مثيـــــــــــــــــــل

راح نشتاق لرجل المستحيل

و نشتاق لكتابة نبيل فاروق

و لكن عزائنا ان رواية قادمة لملف المستقبل راح تنزل بعدها ان شاء الله

اترككم مع الفص الأخيـــــــــــر من البارون

الفصل الأخير ... الختام

على الرغم من الأوامر، التى تلقاها من (القاهرة)، لم يستطع السفير المصرى فى (المكسيك)، استيعاب سر وجود هذا الفريق، من رجال العمليات الخاصة المصريين، والذين يحملون جميعهم جوازات سفر ديبلوماسية حمراء، تؤكًَّد أنهم جميعاً فى مهمة مدنية ديبلوماسية خاصة ...
أما الملحق العسكرى للسفارة، فكان من الواضح أن لديه تعليمات سرية خاصة، جعلته ينشغل، من قبل حتى أن يصل الرجال، فى إعداد وتجهيز بعض الامرو، التى لم يعلم عنها السفير نفسه، على الرغم من مخالفة هذا للقواعد الديبلوماسية ...
وفور وصول الفريق، اجتمع به الملحق العسكرى، وهو رجل مخابرات سابق، لمدة تزيد عن الساعة، ثم خرج معهم فى سيارة ديبلوماسية، دون ان يعلم أى من العاملين بالسفارة هدفهم الحقيقى ...
وبعدها عاد وحده، مع كشف بإنفاق مبلغ كبير، من المصروفات السرية للسفارة، اعتمدته (القاهرة) فوراً، على عكس المتبع، فى مثل هذه الحالات ...
وعلى الرغم من ان كل هذا لم يرق للسفير، إلا أنه لم يعترض، مؤمناً بأن الامر يخص حتماً الامن القومى المصرى، على نحو أو آخر ....
وأنه بالغ السرية ...
إلى أقصى حد ...
ولم يعرف لماذا جاء الرجال ؟!...
ولا أين ذهبوا ؟!...
ولم يحاول أن يعرف ...
أبداً ...
* * *
لم يكد (فرناندو) يتساءل عما يحدث، مع سماعه دوى الرصاصات، انفجر الجدار الجانبى للمطبخ، وأطاح به وبرجاله فى عنف ...
وقبل أن ينهض من تبقى منهم، اندفع عمال وموظفى المزرعة، عبر الفجوة الناشئة، وهم يطلقون صرخات قوية، وانهالوا عليهم بالضربات فى عنف، ثم استولوا على كل أسلحتهم، على الرغم من عدم فاعليتها معهم...
ومع دوى الانفجار نفسه، ارتبك باقى رجال البارون، مما منح (منى) فرصة ذهبية؛ لتحصد بعضهم، وهى تنطلق عبر الممر، فى نفس الوقت الذى نهض فيه (قدرى)، مغمغماً فى توتر :
- رباه!... هل اندلعت الحرب ؟!
كانت المفاجأة مذهلة، بالنسبة لمن تبقى من رجال البارون، وكان مشهد المنقضين عليهم مخيفاً، حتى أنهم تراجعوا، على الرغم من أسلحتهم، وأطلقوا رصاصاتهم على عامل أو عاملين، فأجابتهم رصاصات (منى) من أعلى، ودفعتهم إلى الفرار، خارج مبنى المزرعة، يستنجدون بالباقين فى الخارج ...
وعندما هبطت (منى) إلى الطابق السفلى، استقبلها العمال بصيحة فرح، وهتف (بدرو) فى سعادة :
- إنها خطة سنيور (صاندو) يا سنيوريتا ... لقد أخبرنا ما الذى ينبغى أن نفعله؛ لنحرًَّر مزرعتنا .
سألته فى دهشة بالإسبانية :
- من أين أتيتم ؟!... وأين كنتم ؟!
هتفت بها إمرأة فى انفعال :
- السنيور أرشدنا إلى مخبأ سرى للطوارئ، أسفل اسطبلات الخيل، وإلى المرر السرى، المتصل بالمطبخ، ووضع لنا الخطة كلها، ونحن نفذناها كما اخبرنا بالضبط .
ظهر (قدرى) عند قمة سلم الدور الثانى، وهو يهتف بالعربية :
- هل انتصرنا ؟!
أجابته (منى) فى انفعال :
- ليس بعد ... لقد فرًَّوا إلى الخارج فحسب، بعد أن هاجمهم رجال المزرعة، عقب نسف المطبخ .
هتف فى هلع :
- المطبخ ؟!... ولماذا المطبخ بالتحديد ؟!
أسرعت (منى) إليه، وهى تقول :
- دعك من هذا الآن... لقد سيطرنا مؤقتاً على مبنى المزرعة، ولكنهم سيعاودون الهجوم بعد قليل، عندما يدركون أننا لا نملك أسلحة لمقاومتهم، وعلينا أن نفعل شيئاً بهذا الشأن .
عقد حاجبيه، وهو يقول، وكأنه يحدًَّث نفسه :
- ما قرأته عن تلك النظم العسكرية الأليكترونية، يقول : إن النظام كله، لابد وان يرتبط بوحدة تحكًَّم مركزية .
أجابته، وهى تبلغ الطابق الثانى :
- ستكون هنا حتماً، تحت سمع وبصر البارون .
سألها فى قلق:
- بالمناسبة ... أين هو ؟!... وأين (أدهم)؟!
أجابته فى حزم :
- اترك لى إجابة السؤالين، وابحث أنت عن وحدة التحكًَّم.
ثم توقفت، ووضعت يدها على كتفه، مضيفة :
- (قدرى) ... إننا بحاجة إلى عبقريتك الآن...أنت املنا الوحيد.
واختطلت المشاعر فى نفس (قدرى)...
وامتزج فخره بسعادته وتوتره وخوفه ...
أما هى، فعادت تهبط فى درجات السلم، وهى تلقى على نفسها السؤال المفزع ...
أين (أدهم) الآن ؟!...
أين ؟!...
* * *
" مستحيل أن تكون هنا!!....لقد دفنتك بنفسى!!.."..
التفت (أدهم) فى سخرية إلى المدير، وقال :
- أظنه اعترف أمامك بجريمة شروع فى القتل أيها المدير .
نقل المدير بصره فى عصبية، بين البارون و(ادهم) و(توبليكس) و(رودريك)، قبل أن يهتف :
- من منكما سنيور (صاندو) الحقيقى .
مال (أدهم) نحوه، وهو يقول :
- سله عن الكود السرى يا رجل .
ارتبك (رودريك) بشدة، وانكمش (توبليكس) فى ارتياع، فى حين انعقد حاجبى البارون، وهو يقول فى غضب :
- لن اخسر معركتى هنا .
مع قوله الغاضب، اندفع الرجال المصاحبين له إلى المكان وهم يرفعون مدافعهم الأليكترونية، وصرخ فيهم البارون بكل انفعاله وشراسته :
- اقتلوا الجميع .
أدهشه أن ظل (أدهم) هادئاً مبتسماً، والرجال يضغطون أزندة مدافعهم، و ...
ولم تنطلق رصاصاة واحدة ...
واتسعت عينا البارون، مع عيون رجاله، فى حين قال (أدهم) فى هدوء :
- هذا احد عيوب التكنولوجيا يا رجل ... أنه يمكن مواجهتها بتكنولوجيا مضادة ... لو ان رجالك يحملون مدافع عادية، لانطلقت رصاصاتها الآن تحصد الجميع بلا رحمة، ولكن جهاز شوشرة أليكترونى بسيط، يمكنه أن يوقف عملها تماماً، مع كل إشارات الهواتف المحمولة أيضاً، ويحوًَّلها إلى خردة، مع ضغطة زر واحدة .
تبادل الرجال نظرة مذعورة، مع بعضهم البعض، ثم اندفعوا مطلقين صرخات قتالية مخيفة، نحو (أدهم)، وهم يلوحون بمدافعهم ...
وما حدث فى اللحظات التالية، لا يحتاج أى وصف مكررًَّ ....
كل ما يمكن قوله، هو أنه بعد أقل من ثانيتين، كان الرجال الثلاثة مكومين أرضاً، و(أدهم) ينفض كفيه، قائلاً :
- أظنهما صارا جريمتى شروع فى القتل أيها المأفون، والأخيرة بها عدد لا بأس به من الشهود .
احتقن وجه البارون فى شدة، و(أدهم) يضيف، فى سخرية واثقة :
أظن أنها الجولة الاخيرة من المباراة، يا بارون الحمقى .
صرخ (توبليكس):
- هو أصدر الأمر، لا أنا.
تفجًَّر الغضب فى ملامح البارون، وسحب بسرة مسدساً عادياً من حزامه، ألصقه برأس المدير، وهو يصرخ :
- سانسف رأس هذا الرجل، لو لم تفسح لى الطريق .
قال (أدهم) فى صرامة:
- سيضيف هذا إليك جريمة ثالثة .
صرخ البارون بكل قوته :
- (رودريك) .
وهنا سحب شبيه (أدهم) مسدساً عادياً فى سرعة، وأطلقه ...
نحو (أدهم) مباشرة ...
* * *
هتف أحد من تبقى، من رجال البارون، برفاقه فى عصبية :
- إنهم لا يمتلكون سلاحاً، ونحن لدينا أسلحتنا، وخبراتنا القتالية ... سنشن هجوماً من كل الجوانب، وسنسحقهم سحقاً .
سأله أحدهم فى قلق :
- ألا ينبغى أن نحصل على موافقة البارون أوًَّلاً ؟!
هتف به الرجل، وهو يندفع نحو منزل المزرعة :
- لقد حاولت، ولكن هاتفه لايعمل، ثم أنه لا وقت لهذا ... هيا يا رجل .
اتخذ الرجال بسرعة وحرفية، تشكيلاً قتالياً متقناً؛ لحصار منزل المزرعة من كل اتجاه، قبل ان يصرخ كبيرهم :
- هيا .
شن الرجال جميعهم هجوماً واحداً، من كل الاتجاهات، وهم يطلقون نيران مدافعهم، و ...
وفجأة، ظهرت تلك الهليوكوبتر، فى سماء المزرعة ...
هليوكوبتر قوية، ليست حمراء اللون، كطائرات البارون ....
ودون ان تهبط إلى الارض، قفز منها رجال العمليات الخاصة المصريون ...
وقبل حتى ان تطأ أقدامهم الأرض، كانت رصاصاتهم تنطلق ...
وأصيب رجال البارون بالفزع ...
ومع سقوط بعضهم، حاول الباقون رد النيران، ولكن مدافعهم الاليكترونية توقفت عن العمل فجأة، عندما نجح (قدرى) فى إيقاف عمل وحدة التحكًَّم المركزية، فتضاعف فزعهم، وهرع بعضهم نحو طائرات الهليوكوبتر الحمراء، التى تحمل شعار البارون، إلا أن مقاتلاً تبقى داخل الهليوكوبتر، أمطرها بصواريخ قوية، نسفت الطائرات الثلاث نسفاً ...
وهنا، لم يعد أمام من تبقى من رجال البارون، سوى إلقاء أسلحتهم أرضاً، ورفع أيديهم فوق رءوسهم مستسلمين، وكبيرهم يصرخ مرتجفاً:
- لا تطلقوا النار .... إننا نستسلم.
وداخل منزل المزرعة، هتفت (منى) فى سعادة :
- لماذا تاخرتم هكذا يا رفاق ؟!
هتف بها (قدرى)، وهو يهبط من الطابق الثانى :
- أكنت تعلمين أنهم قادمون ؟!
أجابته فى سعادة :
- أخبرتك أنه لم يكن هناك خطأ فى قدومنا ... لقد كانت خطة محكمة، وضعها (أدهم)، بالتعاون مع مخابراتنا، عندما لاحت فرصة للقضاء على منظمة البارون الاحمر كلها .
قال فى غضب :
- كنت تعلمين، ولم تخبرينى .
قالت فى شبه اعتذار :
- تركتك تتصرًَّف بتلقائيتك يا عزيزى (قدرى) .
ثم ابتسمت فى امتنان، وهى تضيف :
- ولقد كنت رائعاً هذه المرة .
كرًَّر فى غضب :
- كنت تعلمين ولم تخبرينى .
دخل قائد فريق القوات الخاصة المصرى المكان، فى هذه اللحظة، وادى التحية العسكرية أمام (منى)وهو يقول :
- تمت السيطرة على الموقف يا سيادة المقدًَّم .
ثم سأل فى اهتمام :
- هل الجميع بخير هنا ؟!
أجابته فى لهفة :
- معظمهم ... ولكن اخبرنى : ماذا عن (أدهم) ؟!.
أجابها بلهجة عسكرية صرفة :
- سيادة العميد بخير ... جهاز الاتصال فى قميصه، حدًَّد لنا موقعه، وعلى الرغم من اطنان الرمال، التى كانت فوقه ....
ارتجف صوتها، وهى تقاطعه فزعة :
- أطنان الرمال ؟!
ابتسم ابتسامة رصينة، وهو يقول:
- إنه بخير ... اطمئنى ... لقد حملته هليوكوبتر قوية إلى (مكسيكو سيتى)* فور إطلاق سراحه .
وعلى الرغم من تأكيده، لم يطمئن قلبها .
لم يطمئن أبداً ...
* * *
من الأمور التى لا تكفى القرأة عنها لإدراكها، سرعة الاستجابة المدهشة، التى يتمتع بها (أدهم)، والتى تفوق كل تصوًَّرات أى إنسان عادى ...
ففى نفس اللحظة، التى أطلق فيها (رودريك) رصاصة نحوه، مال (أدهم) جانباً، فى سرعة مذهلة، واختطف مطفأة حريق، ألقاها بكل قوته نحو البارون، وهو ينطلق بنفس السرعة إلى الامام ...
وعندما ارتطمت مطفأة الحريق بيد البارون، واطاحت بمسدسه، كان ادهم يثب فوق مكتب المدير، ثم يعتمد بقدمه على رأس البارون، ويركل مسدس شبيهه بكل قوته، قبل أن ينقض عليه، ويكيل له لكمة كالقنبلة، قائلاً :
- ليس فى كل مرة .
ثم ثانية، مضيفاً :
- يجد الإنسان الفرصة .
ومع الثالثة، ختم عبارته بقوله :
- ليلكم نفسه .
سقط (رودريك) ارضاً فاقد الوعى، فى حين وثب البارون، محاولاً استعادة مسدسه، ولكن (ادهم) ركل وجهه بقدمه، قبل ان يلتقط المسدس، قائلاً فى سخرية :
- أتبحث عن هذا ؟!
واصل (توبليكس) صراخه، على نحو هستيرى، واحتقن وجه البارون، واتسعت عيناه عن آخرهما، وهو يحدًَّق ذاهلاً فى (أدهم)، فى حين أسرع رجال أمن المكان يلقون القبض عليه، وعلى (توبليكس) الذى انهار تماماً، ويكبلون رجاله فاقدى الوعى، فى حين غمغم البارون فى مرارة :
- ولكن كيف ؟!... لا يمكنك الفرار من ذلك القبر، الذى وضعتك فيه ؟!
أعاد (ادهم) مطفاة الحريق إلى موضعها، وهو يقول :
- لقد كنت أشبه بالتلميذ الخائب، طوال الوقت يا بارون الأغبياء... قرأت ملفى، وحفظته جيداً... ولاحظت أننى أعمل دوماً منفرداً، فقررًَّت، ومنذ البداية، ان اخالف هذه القاعدة، واثبت لك أننى اعمل لحساب جهاز مخابرات قوى، يمكنه أن يذيقك أمرًَّ هزيمة فى حياتك .
بدا البارون شديد الانفعال، وهو يقول :
- ولكن كيف عثروا عليك؟!... لم تكن هناك علامة واحدة، يمكن أن ترشدهم إليك .
رفع (أدهم) يده، وهو يشير إلى كم قميصه، قائلاً بابتسامة ظافرة :
- أنت تعشق التكنولوجيا، وهذه لعبة تكنولوجية جديدة، اكثر تطوراً مما تملكه... جهاز اتصال صغير، فائق القوة، أرشدهم إلى موضعى فى سهولة .
قال البارون فى حدة :
- مستحيل !... لو انه يعمل، لكشفت أجهزتى أمره .
هزًَّ (أدهم) كتفيه، وقال :
- ولهذا لم أدفعه للعمل، طوال تواجدى فى المزرعة... فقط عندما انتقلنا إلى الصحراء، وعلى الرغم من حالة نصف الوعى، التى وضعتنى فيها، أمكننى ضغط زر التشغيل .
هزًَّ البارون رأسه فى شدة، هاتفاً :
- مستحيل !... لن يعمل أبداً، تحت أطنان الرمال .
أجابه (أدهم)، وهو يميل نحوه قليلاً :
- الرمال مكًَّونة من مادة السليكون، وهى موصل جيد للإشارة، ومنها تصنع الموصلات الاليكترونية الفائقة *
قال البارون فى حدة:
- مازال هذا مستحيل علمياً .
هزًَّ (أدهم) كتفيه، قائلاً :
- ربما ... ولكن الرجال سمعوا كل حرف نطقت به، مع بدء عمل الجهاز، ثم تتبعوا إشارة جهاز الاتصال الدقيق، حتى نقطة بعينها، وبعدها توقًَّفت الإشارة، وعندما اتجهوا بالهليوكوبتر، نحو أخر نقطة، توقفت عندها الإشارة، كان من السهل رؤية ما تركته أجهزتك، وكاميرات التصوير، من آثار على الرمال وعندئذ، تولى الرجال الامر، حتى أنهم حفروا الرمال بأيديهم؛ ليخرجونى من قبرك اللعين .
بدت الهزيمة واضحة، على ملامح البارون المنهار، و(أدهم) يضيف :
- لو أنك أجدت قرأة ملفى جيداً؛ لأدركت أنك قد أرتكبت الخطأ نفسه، الذى ارتكبه كل خصومى من قبل، والذى راهنت أنا على أن ميولك الاستعراضية، وغرورك المتغطرس، سيمنعانك من فعله .
ثم مال أكثر، مردفاً فى قوة :
- لقد أردت نهاية درامية، ولم تقتلنى فوراً، عندما ظفرت بى، وسنحت لك الفرصة لهذا ...
غمغم البارون، محاولاً إنقاذ ما تبقى من كرامته :
- سأذكر هذا فى المرة القادمة .
اعتدل (أدهم)، قائلاً فى سخرية :
الجرائم التى ارتكبتها، ستضمن لك عقدين من السجن هنا، فى سجون (المكسيك) ..
ثم أضاف بسخرية أكثر، وهو ينقل بصره، بين البارون و(توبليكس):
- وأنا واثق أنها لن تروق لكما أبداً .
اتسعت عينا (توبليكس) فى رعب، وشحب وجه البارون فى شدة، وهو يستعيد كل ما سمعه، عن تردى أحوال السجون المكسيكية، فى حين ألتقط (أدهم) العقود، من امام مدير المكتب، وهو يقول بابتسامة :
- اسمح لى .
تنهًَّد المدير، وألقى نظرة مقت على البارون، قبل أن يقول :
- بكل السرور والاحترام، يا سنيور (صاندو) .
تطلًَّع (أدهم) إلى عينى البارون مباشرة، بنظرة ظافرة، وهو يقول :
- الآن، انتهت المباراة .
ومزًَّق العقود ....
* * *
" أين ذهب رجالنا ؟!..."...
ألقت (منى) السؤال على (أدهم)، وهما يتفقدان خسائر المزرعة، فأجابها هذا الأخير فى هدوء :
- عادوا إلى السفارة، وستقلهم طائرة مدنية إلى (القاهرة) مساء اليوم، فأنت تعلمين أن مهمتهم غير رسمية، من الناحية الديبلوماسية .
قالت فى حماس :
- لقد كانوا رائعين .
ابتسم فى حماس :
- هم دوماً كذلك .
اقترب منهما (بدرو) فى هذه اللحظة، وهو يقول بابتسامة عريضة :
- جميع الخيول عادت يا سنيور، وكل الخسائر يمكن إصلاحها .... المهم أننا قد استعدنا المزرعة .
غمغمت (منى) فى أسف :
- ولكنكم فقدتم عدداً من الرجال .
أجابها فى احترام :
الحرية لها ثمن يا سنيوريتا .
قال (أدهم) فى حزم :
- أنت على حق .
ثم وضع يده على كتفه، مضيفاً :
- ولقد عدلت نهائياً، عن فكرة بيع المزرعة .
تهلًَّلت أسارير (بدرو)، وهو يهتف :
- حقاً يا سنيور ؟!
أجابه (أدهم) :
- حقاً يا (بدرو) ... ولكنها لم تعد ملكى وحدى ... هناك شركاء آخرون، يمتلكون نصفها .
بدا الاحباط على وجهه، وهو يغمغم :
- شركاء آخرون يا سنيور ؟!...
أومأ (أدهم) برأسه إيجاباً، وابتسم، قائلاً :
- نعم يا (بدرو) ... أنتم .
التفتت (منى) إلى (أدهم) فى انبهار شديد، فى حين اتسعت عينا (بدرو)، وهو يقول :
- رباه!....نحن يا سنيور .... ولكننا كلنا لا نمتلك حتى ربع ثمنها !!...
مال (أدهم) نحوه، وقال فى حزم :
لقد دفعتم ثمنها بالفعل .
ثم اعتدل مضيفاً:
- بدمائكم.
ارتفع حاجبا (بدرو)، وسالت الدموع من عينيه، دون أن يشعر، وهو يغمغم :
- باركك الله يا سنيور ... باركك الله .
اعتدل (أدهم) ، قائلاً:
- هيا ... ضع خطة لإصلاح مزرعتنا .
أجهش (بدرو) بالبكاء، وهو يتراجع ، مكررًَّاً.
- باركك الله يا سنيور .
ودًَّت (منى)بشدة لو تحتضن (أدهم) فى هذه اللحظة، وهى تقول فى حب وانبهار:
- أنت عظيم .
تجاوز مديحها، وهو يمسك يدها فى حنان، قائلاً:
- تعالى نلقى نظرة على (قدرى) .
شعرت بدفء يده، واختلج قلبها فى صدرها، وهى تسير إلى جواره، قائلة :
- لقد كان عظيماً هذه المرة، ولكنه غاضب بشدة؛ لأننى لم اخبره عن الخطة .
غمغم :
- (قدرى) يمتلك قلباً من ذهب .
ثم توقف معها، متطلعاً إلى (قدرى)، الذى يجلس على مائدة الطعام، ونساء المزرعة يحطن به، ويضعن أمامه أطباقاً من الطعام الشهى، الذى يلتهمه فى نهم ، وابتسم ابتسامة كبيرة، وهو يضيف فى حنان:
سينسى .
وخفق قلبها فى قوة اكبر.
* * *
تمت بحمد الله

*************



الفصل الأول من رواية ملف المستقبل الجديدة (الشمس الباردة) .. قريبا

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 26-11-11, 07:37 AM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 30708
المشاركات: 14
الجنس ذكر
معدل التقييم: النورس الرحال عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
النورس الرحال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

اهداء لكل الاحبة الاعضاء الكتاب كامل
http://www.4shared.com/document/xqdFBIqy/__online.html

http://www.mediafire.com/?18pwkc2gecvdn68

مع اطيب التحية للجميع

 
 

 

عرض البوم صور النورس الرحال   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حصرية, رجل المستحيل, رواية جديدة, نبيل فاروق
facebook




جديد مواضيع قسم رجل المستحيل
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:44 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية