لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-11, 07:54 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
Ciao

 




القلب حملني أمانة
توصل للغالي في مكانه
صباح الخير
يامن بقلبي عالي شانه












البارت الواحد والثلاثين :



واصبح الصبح عليهما ... كما امسى ليلهما ولافرق في النور والظلام ..
فكليهما في حالتيهما سواء ...
نام في الملحق .. وهي نامت على كنبه الصاله .. في انتظاره .. ولكن اليأس تخللها كما فعل البرد بها ..
ألم في معدتها غير مزاجها على غير عادتها ...
فتحت جوالها واتصلت على اخوها ...
:صباح الخير ..
رد سعود بصوت ناعس : هلا ليلى ..صباح النور..
: وشفيك لسى نايم .. ياله ياعريس وراك زواج ..
تأفف : خلاص ماصارت ولا زواج الامير تشارلز عاد ..
ضحكت : افا .. ومين هذا تشارلز جنبك ؟ إلابسألك شنو صار على العروسه . ؟
: وانا ويش دراني عنها .. صالح قال لي انه بياخذ اجازه ..
ليلى : خلاص حبيبي ... انا بكلمــ .....
لحظه لم تدرك الوضع .. انخطف الجوال من يدها بسرعه ارعبتها ...
بلغ كل شيء الذروه ... لم تعد تستطيع الصبر ومهادنه الاتهامات بقلب بارد ..
راقبته عن قرب وهو يتكلم بجمود بعدما سمع صوت سعود وكأن شيئا لم يكن
: هلا بالعريس .. اخباركم ؟
سعود : تسلم .. كلنا بخير .. وانت علومك ؟ كل مااسأل ليلى عنك تقول مشغول ؟
ناظرها ببرود و كمل : بالفعل مشغول .. ادري يا سعود اني مقصر معك .. من الحين اقولك
اي شيء تحتاجه تراني موجود ..
سعود : الله يخليك ... هذا العشم والله .. ماتقصر يابو غانم ..
مطلق بنظره لليلى المنفعله : خذ اختك .. اكيد ودها تكلمك ..
ورمى الجوال بشكل عادي ... و دخل الحمام وهي متجمده من طريقه المستفزه ..
كلمت اخوها واتفقت معه ... وقفلت الجوال ورمته بعشوائيه..
وانتظرته حتى خرج ...
مسح وجهه المبلل بالمنشفه .. و عليه نفس الملامح البارده وكأن اللي صار شي عادي .
قالت بإنفعال : تصرفك غايه في السخافه ... سعود ماهو طفل تمر عليه الحركات بسهوله
رد ببرود : وان يكن ... خليه يعرف عن انجازات اخته العظيمه ...
قالها بسخريه وهو يتجاوزها ويخرج من الغرفه .. تبعته بعصبيه اكثر ..
قالت بحده : انت تهين كرامتي ..؟ تجاوزت كل الحدود ..
ناظرها بسخافه واعطاها ظهره : واللي عندها كرامه .. تخفي صوره واحد وهي على ذمه رجال ..
ابتلعت ريقها بصعوبه وقالت : للمره الالف اقولك .. ماهو انا اللي يعمل كذا ..
رفع يده ينهي كلامها وقال : انتهينا ... مافي اي شي يغير قراري ..
صرخت بحده هذي المره متجاوزه حد الصبر : لا ماانتهينا ..تحسبني بدون اخلاق ... تعاشر واحده منحطه ..
تجرحني بصمتك مثل ماتجرحني بكلامك ... ماودك تنسى .. ولاتخليني انسى البدايه المره ...
ارتفع صوته فوقها بصخب : ومين اللي ينسى ؟ اكبر مقلب اخذته يوم تزوجتك .؟ وعلى كذا تحملت الاهانه و كملت
معك ..لكن مافيه نفعه مع امثالك ..
احمر وجهها من شده الانفعال وابت ان تخضع لتجريحه : تقول انك اخذت مقلب لما تزوجتني .. وانا كمان
لاتعتقد ان الزواج منك اكبر سعاده لي ... ماتدري عن الرسايل اللي ارسلت لي تشككني فيك او كلام فاتن لي
انك بتاخذني لاني مو في مستواك .. على كذا ماصدقت ...قلت التجربه خير برهان ...
شوي شوي وصادفت انك لك عشيقه قريبه .. فاتن ولا نسيتها ..
صرخ بإنفعال : ايش الخرابيط ..اللي تقولينها ؟
كملت بغضب : اكيد خرابيط .. وانا قلت كذا .. ماصدقت .. لكن انت تصدق كل شيء تشوفه ..او اللي تبي تشوفه
انت اناني .. ماتفكر الا في نفسك ..طيب عمرك فكرت ان الصوره انحطت علشان تخرب زواجنا .. ؟
فكرت انه ماضي واني بالفعل حبيت سلطان .. .. وانت الحاضر والمستقبل .. فكرت تغير شيء من اللي صار ..
فكرت تخليني احبك مثلما حبيته ..
بان الغضب على وجهه فاقترب منها خطوه محذر : ماابغى اسمع ...اي كلمه في هذا الموضوع .. . لا تتجرأين
ابدا وتذكرين اسم اي رجال في وجودي ..
كانت في كلمه تقولها تغرس خنجر في قلبه ... حقيقه و صراع مع المشاعر .. كانت تهز رجولته و تحمله مسؤليه كل
شي.. كان ينتفض من ان قلبها دخله احد غيره وفكرت فيه بسهوله وهو الثاني .. الثاني في حياتها ..
المرتبه الاخرى الغير مهمه .. احتياطها الوحيد الموجود ..
كملت بألم غايه تقهره : سلطان كان في قبضه يدي ...
ارتفع صوتها بقهرتزيد عليه ناره : كان قريب مني لدرجه كلمه ... كلمه ... لكن انا ....

انكتمت انفاسها رغم كل شيء ... قاطعها بقبله مؤلمه قاسيه جافه خاليه من المشاعر و مؤذيه ..
خلصت نفسها بصعوبه بعدما دفعته بقوه ...متراجعه بدون ادراك حتى ارتطمت بالجدار خلفها ...
لهثت و كأنه قد سقطت من الهاويه بحبل رفيع ؟؟
اعتلى الالم ليقرأ بدون تعقيد على صفحه وجهها المصطبغه بالحمرة .. وتساقط شعرها بطريقه
فوضويه عليها ...

صارع قوته لاعنآ استعجاله الذي يوقع في الاخطاء المتكرره : لا تذكرين اسمه قدامي .. لاتذكرين اسمه ابدآ ..
ارتعشت يدها ومسحت زاويه فمها بشيء من الالم .. ولم ترفع نظراته له .. صدمه و وجع من تصرفاته ..
بقعه الدم الظاهره .. هزت قلبه القاسي و خارت كل قوته عند هفواته التي صرعت مشاعرهما على مذبح النكران ..

جمعت قوتها قبل ترفع رأسها له و تواجهه : ماندمت عليه ابد .. قد ندمي على اني حبيتك وصدقت ان حياتي تغيرت اخيرا ..

و ارتجفت بوضوح امامه ..وانهزمت وكيف لا ؟

لقد عانت الامرين في كل اللحظات .. ولكن في لحظاتهما هذه عانت مرارة عمر بأكمله .. ولم تحتمل
قاست مسافاتها لتهرب بأكثر من خطوه ..
ارتعش صوتها وحاولت ان تتماسك بثقه بعد ان شدت طولها و واجهته : اسمعني يامطلق اذا كنت بتعاملني بطريقتك المذله
اتركني ... اتركني فاهم ... و خرجت بسرعه ..

حس ان دمه وصل لاعلى قمه في رأسه وبدأ يفور بحراره عاليه .. شد من عضلات جسده .. حتى كاد ان ينفجر بركانآ
لم يتوانى لحظه في اللحاق بها .. وتحطيم ماتبقى من احتماله الذي لايطاق ..
ماكانت في غرفتها ... دق على باب الحمام .. ولكن ماجاوبته ..
بصوت غاضب : ليلى .. ليلى .. افتحي الباب ..
انتظر لحظه .. ودق على الباب بقضبه يده ..
و نادها بإنفعال اكثر اتضح في نبره صوته : افتحي الباب لا اكسره على راسك ..
رجع خطوه للخلف .. يحاول يهدي من انفعالاته .. لكن تجاهلها له اكبر محفز للغضب ..
انهال بقوه يضرب على الباب بدون وعي : للمره الالف اقولك بعيد عن احلامك .. اني اترك بتضلين معي حتى تموتين ..
وكررها بصخب اكبر بطرقه على الباب مشدد على اهميه كلامه.: حتى تموتين فاهمه.. حتى تموتين ..
حط جبهته على الباب و استسلم لانفعالاته ولصمتها ورفع يده وقد وخزها الالم .. ولم يعد يحتمل ... لم يعد يستطع تحريكها ...
هدأت انفاسها بعدما اكتسحه الضعف لهدر قوته كلها .. وانتظر حتى خروجها لكن يبدو انها معاندته
فخرج بعدما صفق الباب خلفه بقوه اهتزت لها جدران الغرفه ..

كانت تنتفض بخوف .. داخل الحمام .. اسوأ مكان ممكن اي شخص يلجأ له .. و لجأت تحتمي فيه ..
صوره الوحش الخارجه منه تفزعها كلما تذكرتها ... طرقه على الباب جعلتها مذعوره لحد الموت ..
اطبقت يديها على اذنيها .. رغبه منها في الهروب وعدم مواجهه غضبه الكاسح لكل شيء ..
كطفله مدثره في مكان بعيد عن الانظار ترتجي الامان ..
يكفي مافعله بها قبل لحظات والان يزيد عليها بإنفجاراته المتكرره ..
وانتظرت حتى يهدأ .. لاتعلم هل وصلت للمائه في عدها .. ام هي تعيد وتزيد في تكرير ارقام لترغم نفسها
على الشرود عن وضعها الحالي ..

رفع رأسه بشموخ تحت وطأه الالم وكأن كل الذي مر ..
كان مجرد مشهد من فيلم سينمائي عن يوميات زوجين مملين ..
مرت كل كلماتها امامه ولم يحصيها .. بل لم يفكر فيها اكثر من تلك الكلمه " حبيتك "
و ماالحب في قاموسك ؟
وتلك الكلمه التي تكاد ان ينطلق فيها مثل الصاروخ .. " اتركني "
لو تعلم اني اترك روحي ولا اتركها ..
لن ارضخ لاهواءها ..
شد على شعره بخشونه حتى اقتلع بعض منها في يده .. و اطلق تنهيده حسرة ولوم
فداحه خطأه كلفته الكثير ومازل الباقي في الطريق يسير الهوينا...
رمت عليه بوابل من الشكوك ... قد اصبح يشك في نفسه ..
كثير من الامور التي لم يفهمها ...
يكاد دماغه ان ينفجر .. يفسر هذا ويحلل ذاك .. يبسط ويعقد ..
ماذا كانت تريد بكل هذا ؟
ان اسامحها واتغاظى .. وامضى معها بدون حساب من تظنني احمق لايملك من القدرات الكثير ..
لن انسى ذلك المجنون وهو يخبرني بأنه يحبها ... يحبها هي دون غيرها ..
وهي لا تفتأ ان تعترف انها كانت تحبه ... اقسم اني لاجعلك تكرهين حبك ذاك ..
ولتعيشي مجبره على تقبل الوضع ... معي انا ليس سواي ..
انعقدت حواجبه .. و تمهل في تفكيره .. قالت رسائل .. تشككها فيني ..
اي رسائل .. تتكلم عنها .. و فاتن هذي وراي وراي ..
ابتسم لغرور رجل قد مسه فجأه ..رغم كل هذا استطاعت البسمه ان تجد طريقها ..
لايكون قصدها تشتت تفكيري عن الصوره ...
مااعتقد .. انا مو غبي عندها ..
لكن افهم . ايش قصه الرسائل .. فاتن وبين قوسين " العشيقه " ..
تنهد بتعب .. دوامه الافكار هذه لاتروق له ..
من قبل كان ينغمس في دهاليز رقميه مزعجه لكنها محفزه على الاقل ..
لكنه الان يحلل رغبات انثى مابين هذه وتلك ..
اعاده الالم النابض في يده .. تحول لونها للازرق .. واقتنع ان الالم من كل النواحي قد بلغ حده الاقصى ..



********************************



خرجت بعد مرور ساعه على الاقل بعدما تأكدت من خروجه .. و في كل خطوه تخطوها نزيف لطاقتها ..
لكن رغم هذا .. استطاعت ان تجابهه وتريح عقلها من المحاسبه.. ليس هناك احد افضل على الاقل ..
اذا كان يعتقد انها كانت تحب سلطان فاليعتقد ذلك .. لم يعد يهم ..
طالعت شكلها في بقايا مرآه .. و عبست .. لعقت شفتيها بقليل من الالم .. واستردت قبلته المؤذيه
كما تفعل شكوكه ..
جلست على السرير .. وضمت نفسها .. وتساءلت الى متى بيظل يشك فيها ؟
بتطول الحاله ؟ ارخت رأسها على ركبتيها و سألت نفسها .. لو قالت له اني احبك بصريح العباره
بيغير شيء من كل هذا ... لكن قالتها له .. وضحت له انها انسانه غير معه .. مختلفه ..
ضحكت على حالها .. تكذب على نفسها او عليه .. مابيفهم اي شيء .. كان كل شيء يمر من قدامه بصوره
عاديه .. ماينتبه ان حبها تنطق فيه عيونها لما تشوفه ..
مايفهم معنى تخبط انفاسها .. و تسارع دقات قلبها وهي معه ...
صخر .. جلمود .. ما يحس ابدا ..
كل اللي يهم كبرياءه .. البرواز المصنوع بزخرفه مبهره حول صوره رجل مكتمل ..
إثبات الحقيقه ماعاد تهمها ... اصلا مافي اثباتات وان حاولت ..
لجأت الى صديقتها الوحيده ..
و ماقدرت الا تبتسم رغم كل شيء ... عند سماع صوتها .. ماتقدر تعكر مزاجها وهي مقبله على حياه جديده
بتحتفظ بكل شي لنفسها و تقاوم .. هي الوحيده المسؤوله عن حياتها ..
صباحها كالمعتاد ... لا جديد فيه ..
تقضي وقتها بصمت .. حتى مع والدته .. تهرب من نظراتها بتشكيك
كأنها تعلم شيئا او تحس بالقليل من التوتر السائد بينهم ..
ابتسمت وسألتها لتشتيت فكرها : خالتي .. ودي اسألك سؤال ؟ مطلق في صغره كيف كان ؟
فرحت تلك وكأنها لم تصدق خبرا في سرد تلك السير الغير ممله لها ..
: والله يابنتي .. مايختلف في كبره .. ابوه الله يرحمه كان يعتمد عليه .. ربى رجال حر .. علمه علوم الرجاجيل
ووصاه بالعلوم الزينه ... الله يرحمه غانم كان دوم يقول مطلق رجال البيت من بعدي ..
ضحكت ام مطلق رغم تجعد وجهها بحزن : ربي يحميه ... كان دوم يهتم فينا ...
حتى بعد مامات ابوه .. صار يعامل خواته مكان ابوه .. شال اللي ماتقدر تشيله الجبال وهو صغير ..
ماعاش مثل الباقين .. ولاتحمل من احد يشفق علينا حتى ولو كان خاله ... شد على نفسه و اجتهد .. والحمدلله
ربي رزقه من واسع فضله ...
وانتفضت تلك الذكرى بدمعه ..قد افاقت من مهد الحنين ...
ابتسمت ليلى .. بحب لذكرياته المحببه الى قلبها .. و تخيلته في صغره ..
سألت بلهفه : خالتي .. في له صوره وهو صغير ..
ام مطلق بوناسه : فيه عندي صور له مع خاله في رحله للبر ومع خويه ناصر ... لكن والله يابنتي اني مااذكر وين حطيتها
ابشري فيها بدور عليها .. مير انه مايحب احد يشوف صوره ودوم يهاوش خواته على الصور ..
ضحكت و كأن تلك الغمامه الممطره قد رحلت ..
جاوبتها بشقاوه : ماهو بكيفه .. باخذها يعني باخذها .. لكن انتي لا تخبرينه ..
ام مطلق : ربي يسعدكم يابنتي .. ويبعد عنكم العين والحسد ..
ارتاحت ليلى لدعوتها .. وقالت: ايه والله ياخالتي .. ادعي لنا دوم ..
همست بينها وبين نفسها : يانحن محتاجين لدعوه في ظهر الغيب ...
جات خديجه تركض ومعها الهاتف ..
: مدام وفاء يبغى انتي ..
ناولتها السماعه مع ابتسامه ..
ليلى : صبحك الله بالخير ياام نايف ..
وفاء : صباح النور والسرور .. فديتك ياليلى .. لاتقولي ام نايف احس اني عجوز ..
ضحكت ليلى : وليش بتاخذين عمرك وعمر غيرك ؟
ابعدت السماعه عن اذنها وضحكت بتواصل لانزعاج وفاء منها ..
وفاء : ليلى .. اصبحي مثل خلق الله واسلمي من شري احسن لك ..
ليلى : كنت امزح معك .. وشفيك والله انك اميره البنات .
وفاء بغرور : ايه خليك كذا .. .. ايش حلاتك ؟ المهم الله يهديك نسيتيني .. اعوذ بالله .. ايه صح
كلمت وداد عن ناصر .. لكن ماقلت لها سالفه سندريللا هذي ولاخبرتها عنه بالتحديد قلت انه من طرف ليلى
ليلى بتوتر : ماكنتي قلتي لها من طرفي .. خايفه تتحسس مني ..
وفاء : لا ماعليك منها .. وداد ابدت تجاوبها معي ... اساسا انا لو قلت انها من طرفي بترفض على طول
انتي ماتدرين كم رفضت شخص من اللي اعرفهم ..
ليلى : طيب .. الله يقدم اللي فيه الخير ... المهم اتصلي عليها وقولي لها تجي الليله .. كان ودي اتصل عليها
لكن ما بوترها زياده.. خلي الامور تمشي بشكل عادي ..
وفاء : خلاص اتفقنا ... الليله موعدنا .. والحين الله لايهينك اعطيني اصبح على امي ..
ناولت ام مطلق الهاتف .. وفكرت بحماس في قصه سندريللا والامير ..
واسترخت بهدوء .. وهي تخطط كيف بتقول لوداد ..؟




*********************



نقر بأصابعه بتفكير عميق على سطح المكتب ... و تأمل يده الاخرى الملفوفه بالضماد ..
جروح متورمه عجلت في زياره المستشفى ... وحمد الله انه لم يصب بكسر يؤنب نفسه عليه ..
لم يحبذ تهوره .. لكن اين العقل من كل هذا ؟
كل كلماتها له في الصباح ... ترن في راسه و ما انتهت ..
حاس انه ضايع في دوامه من الشكوك ..
بالتصريح و لا بالتلميح .. سلطان كان في حياتها و مازال ..
لغضب بداخله يزيد نارها اشتعال .. وما يظنها تنطفئ ...
انعقدت حواجبه ... بإشتباك افكاره ..
آآآه يالقهر ..
كل هذا يصير من وراك وانت مثل المغفل ؟
ليش تطول من عذابك وتقهر نفسك اكثر ..
ايش التناقض هذا اللي فيك يامطلق ؟
تبيها وما تبيها ؟
تقولك اتركني وانت متمسك فيها ..
صرخ بداخل عقله .. ما بتركها حتى يقضي الله اجلي .. و تترك روحي جسدي ..
المسأله .. تفسرها عناد ولا تملك ... ولا رد اعتبار .. ولا القضيه مالها اساس عندك ..
اتركها لو ماتبيك .. ليش تجبرها ؟ وتجبر نفسك على حال ماترضاه ..
غمض عيونها واسترخى على الكرسي ..
صارح نفسك على الاقل يامطلق ..
ويش هي بالنسبه لك ..
حدد موقفك منها ... و وضح ويش تبي فيها ..
تقول كانت تحبه ؟ وهو يحبها .
ضرب المكتب لانزعاجه لهذا الاستنتاج .. بيده المصابه ..
و تجعد وجهه بألم ..
قلب يده بوجع ... بينما دخل طلال .. عليه ..
سأله وعيونه على يد مطلق : المهندس زياد موجود .. و ناصر ..
رفع مطلق راسه و سأل بإهتمام : ناصر .. هذا ويش جابه..
قام من مكانه وتجاوز طلال ..سمع ضحكه ناصر المعروفه ..
اقترب منهم وسلم عليهم .. وبعدها قال لناصر بتأنيب : وانت ويش جابك ؟
ناصر بنظره بريئه متبادله بين مطلق وزياد : افا .. يامطلق .. هذا استقبالك لي ؟
مطلق بنظره سريعه مقروءه لناصر و مبهمه لزياد ...
: ادخلوا المكتب ..
زياد بنظره ليده : سلامات ...
ابتسم مطلق ورد عليه : الله يسلمك .. ناظر يده وقال متعذر : اصابه طفيفه ... الحمدلله ..
سأله ناصر عن قصد : كيف اصبت فيها ؟
طالعه مطلق بحنق وقال وهو يشير لزياد بالجلوس : قفلت باب السياره على يدي ... المهم انتظر يا ناصر
حتى اخلص شغلي .. وبعدين افضى لك .. و رماه بنظره متوعده سريعه ...
ابتسم ناصر المتشاغل بقلم الحبر ... في نبره حكيه وعيد ..
يعرف ان كذبته ماانطلت عليه وان جيته اساسا له علشان يفهم ..
واضح مزاجه المتغير .. و انقلاب حاله المستتر فيها بالتجاهل ..
يظن انه مايلاحظ عليه ..
انتهى من شغله مع زياد ... ابتسم مطلق وهو يصافح زياد بخفه بيده المصابه
مع حذر زياد معه وقال بموده : اسعدني تعاملي معك مهندس زياد ... افتخر في وجود مهندس سعودي من ضمن الكفاءه ..
جاوبه زياد بتواضع : الفخر لي انا .. بصراحه استمتعت بالشغل معك ...
ناصر بضحكه: افرح يازياد .. اول مره واخر مره تسمعها منه ...
وبنظره عتاب لمطلق كمل : هذا وانا رفيقه الوحيد ماعمره قال نصف الكلام اللي قاله لك ..
ضحك زياد ..بينما برر مطلق: لاني قاربت على الانتهاء في شغلي معه .. كان لابد ان اثني على اخلاصه في العمل ..
زياد : الف شكر استاذ مطلق ... ان شاء الله في اعمال ثانيه تجمعنا ..
مطلق بإبتسامه : اكيد .. مافي غنى عن خدماتك ..
قاطعهم ناصر : خلاص عاد .. ماصارت .. انتهوا ..تراني بديت اغار ..
ضحك مطلق بينما استأذن زياد و ثقته في نفسه زادت .. على اثر امتداح مطلق له ..
وزاد في المقابل احترامه لمطلق .. وتقديره لشخصيته الرائده ..
رجع القلم مكانه وسأل بجديه : الحين وقعدنا لحالنا ؟ تفضل قول ؟
مطلق بنظره استفهام : ويش اقول ؟ ماعندي شي اقوله ؟ إلا انت تعال ويش جابك ؟
: لا تتهرب من السؤال .. هذا اللي في يدك من ايش ؟
مسح وجهه وقال : لاتكبر الموضوع .. مثل ماقلت لك ..
ناصر : يعني المفروض اصدقك .. عذرك مادخل دماغي لكن على هذا بسوي نفسي صدقتك ..
وأسألك من جديد ويش اللي شاغل بالك ؟
تنهد مطلق بملل وقال : والله انك فاضي .. مافيني شي ..
انتظر ناصر .. لكن واضح عليه انه مافي فايده من اصراره ..
سأله يستفز بروده : في مشكله مع زوجتك ؟
ارتفعت نظرات مطلق واستقرت بجمود على ناصر ..
بينما برر ناصر : مافي مشكله مالها حل ..
علق مطلق بإقتضاب : لا تتدخل ياناصر ..
ناصر : الوضع متأزم لهذي الدرجه ..
حدجه مطلق بنظره غاضبه ..
بينما التزم ناصر الصمت ..
فهم ناصر المعنى .. حساسيه مطلق ما كان لها معنى
على العكس اثبتت انه في مشكله بينه وبين زوجته ..
وان الحدود مرتفعه لاقصى درجه .. و ممنوع الاقتراب ..
وقف ناصر وقال : على راحتك ..
انقهر مطلق من نفسه .. فقال بسرعه : اجلس ياناصر .. لا تواخذني لكن والله اعصابي تعبانه .
ابتسم ناصر : ماعليه .. لو مااعرفك كنت زعلت منك وعلى العموم من حقك .. ياله اشوفك .. ..
مطلق : ارجع البيت ..
ناصر باحراج : خلاص يامطلق مالها داعي .. ماقصرت معي ربي يطول في عمرك .. كفيت ووفيت ..
قاطعه مطلق : يكفي .. ماابغى اي زياده في الكلام ...
ناصر : لا في هذي اسمح لي .. الناس ويش يقولون عني ؟
مطلق بحده : والناس ويش دخلهم .. اخ وقاعد في بيت اخوه وين المشكله ؟
ابتسم ناصر بفخر انه يمتلك صديق شحت الدنيا تجيب مثله ..
كمل مطلق بإنزعاج منهي الجدال: لاتوتر اعصابي ارجوك ..
رفع ناصر يديه بإستسلام : خلاص .. اللي تامر فيه ... انااستأذن .. بمر بيتي واشوف اوضاعه ..
وخرج بإبتسامه .. مع ملامح الرضا على وجه مطلق ..
اخر شي كان ناقصه .. انه يزيد اوجاعه بالخصام مع صاحبه الوحيد ..



**************************



لوْ للمّواصلْ ذنبْ والهَجر
غفرآنْ
بقطعَ جميّع الناس واذنبْ
بـ شوفكـ . .
يامِنْ جمعّت بـ داخلّي " عدة أوطانْ "
زآد | احتجاجَ شعّوبها . . مِنْ
ظروفكـ !

تأملت نفسها برضى ..رغم محاربه الهموم لها .. لكنها ابت ان تنهزم بسهوله رغم كل الصعاب ..
فستانها البنفسجي الطويل والمخصر بشكل ملفت .. يذكرها بأول يوم قضته في بيته ...
لبست سلسله ذهب ناعمه بسيطه كانت من اخوها ... تحمل حرفه .. مررت اصبعها على نحرها بشي
من الاعجاب .. . خرجت من الحمام بعدما انتهت من زينتها ... و طلعت من حجرتها بعدما قفلتها ..
و قربت من حجرته .. لكنها توقفت .. ماتبغى تعذب نفسها في حضوره وغيابه .. لعل الدقائق القادمه
تنسيها قليلا من تواجده الدائم في عقلها ..
عتبت جناحها ورجعت خطوه ... و طالعت الساعه بقليل من القلق .. وكأنها لم تعتد وضعها بعد ..
نزلت بسرعه ... ودخلت المطبخ تشوف نتائج شغلها وبعدها طلعت بإبتسامه .. بمجرد دخول التوائم
جلست في مستواهن و فتحت يديها لهم .. .. سلمت عليهم بحب ..
قالت بموده : الله ايش هالحلاه ...
دارت اروى بفستانها قدام ليلى وقالت: انا احلى وحده ..
ابتسمت ليلى وقالت : صراحه كلكم حلوات .. تشبهون الاميرات ..
شهقت ريما بفرحه و ركضت لامها وقالت : ماما.. انا اميره ..
:اكيد انتي اميره ..
ضحكت وفاء وهي تسلم على ليلى بحراره .. ومااخفت اعجابها بليلى ..
وفاء : ماشاء الله تبارك الرحمن... حصنتي نفسك زين ..
ردت ليلى : لاتخافين اخذت احتياطي .. وانتي كمان ماشاء الله عليك .. اللي يشوفك يقول ما خلفتي من قبل ..
ضحكت وفاء و كأنها ماصدقت خبر .. وقالت : صدق .. الله يجبر خاطرك .. ياني تحطمت من رياض ..
يقول لي انحفي .. وارجعي مثل اول ..
تبسمت ليلى .. وغبطتها بعض الشي .. فسألت : يعلق عليك ؟
: اكيد لو مايتدخل في كل صغيره وكبيره .مايرتاح .. ايه والله ذكرتيني فيه ..
ونادت خديجه .. ترسل الشاي والقهوه له في المجلس ..
فكرت ليلى بحساسيه .. وقارنت نفسها بوفاء ..
مطلق مايعلق على شكلها ..لا بمديح او عكسه حتى ولو كان من باب المجامله او الغلط ...
نزلت سمر وهي تتثاوب وجلست على الدرج .. فعلقت ليلى عليها بعتاب
: ها ياانسه سمر .. جمعت كل الصلوات في وقت واحد... يااختي الله يهديك تعرفين ان تاخير الصلاه
اعظم من تركها ..
عبست سمر وهي ترد : ويش اسوي بالنوم ؟ مو قادره حتى افتح عيوني ..
ليلى : هذا ماهو نوم ..إلا الشيطان يوسوس لك .. لكن لو تعوذتي منه وقمتي صليتي كنت طردتيه من راسك ..
تدخلت وفاء وهي تاكل تمر : كيف حالك سموره ؟ ماتقومين تسلمين علي ؟
سمر بتعب : مالي حيل .. وحالك اعرفه شوي وانتي داقه علينا ..
تبادلت ليلى نظراتها مع وفاء وكأنهم يقولون لبعض .. مافيه فائده .
دخلت وفاء و ليلى في مجلس الحريم ..
ام مطلق بلوم : ليلى يابنتي .. الله يحرسك .. البسي شيء على راسك .. ترى العين حق ..
وفاء بسرعه : اذكري الله بسرعه يمه .. تراني اعرفك عينك تطرق كالبرق ..
ام مطلق بإحراج : ماشاء الله لاحول ولا قوه الا بالله ... انا اذكر الله من غيرك .. وهذي ليلى مرت الغالي
كيف احسدها ؟
و كلمت ليلى : قومي يمه .. ارفعي شعرك ولا خذي لك شيله على راسك ..
ابتسمت ليلى .. وقالت : خلاص .. ابشري ياخاله .. الحين اقول لخديجه ..
دخلت سمر بعدما سمعت الحوار وقالت بلقافه : طيب يمكن زوجها يحسدها ؟ وين تروح منه وهي قاعده في وجهه
اربع وعشرين ساعه ..
ماقدرت ليلى الا تحس بالحزن من الواقع مقارنه بكلام سمر ..

الحزن في غيبتك له لون داكن ..
مات قلبي ويحسبوني الناس حي

كنت عايش إيه فـ غيابك / ولكن ..
فاقد إحساسي بحياتي وكل شي

وفاء : سمر عن طوله اللسان ..
ام مطلق : لا هذي مايقص لسانها الا هو ... خليه يجي بسلامته .. والله لاعلم عليك ..
سمر بخوف : ايه اشتغلت استخبارات ام مطلق ... اقول يمه مع السلامه و وداعيه يااخر ليله تجمعنا ..
ضحكت ليلى على شكل سمر وقالت لام مطلق : خلاص ياخالتي سامحيها علشان خاطري ..
ارسلت سمر قبله في الهواء لليلى وقالت : والله انك كفو .. انا اقول زين مااخترت ياام مطلق
ام مطلق بفخر : هذي مرت الغالي معزتها في قلبي مثل معزته ..
وفاء : خلاص يمه .. الغالي والغالي .. صرت احس نفسي في سوق .. وانا وخواتي بضاعه رخيصه ..
دخل بهيبته الواضحه وقال : محشومه يالغاليه .. مافي نفيس وغالي جنبك ..
ابتسمت وفاء و حست انها طايره بكلامه .. سلمت عليه بإحترام .. وطبعت قبله على رأسه ..
تحمل الكثير من المعاني .. وتبعتها سمر ... بينما هو انحنى على والدته مجرد من هيبته متواضع امامها ..
ليلى ومن لحظه دخوله تجمدت .. حاسه بنفسها اشاره مرور .. في كل شي بوجوده يهجم عليها ..
عطره .. انفاسه .. صوته .. حتى قلبها معه هو .. يدق وكأن شيء بداخله يريد الخروج و الحريه ..
فكيف اذا شافت نظراته و عيونه .. وامتلت احداقها بشوفته كله ...

ماقدرت تسيطر على انفاسها إلا بمشقه .. حبت تشاركهم احاديثهم .. لكن خافت يحطمها .. ويكمل صباحه
اللي ماقدر ينهيه .. انزوت مكانها صامته .. حتى سمعت خالتها تسأله بخوف : وشفيها يدك يمه ؟
مباشره وبدون تفكير ارتفعت نظراتها إليه لتلتقي به .. و لتبدا بينهما لغه العيون المبهمه ..

تعامل مع الوضع عادي .. و كأنها غير موجوده معهم ... و ظل يحاور نفسه ..
لن ينكر وجودها الا بقصد منه .. فكيف ينكرها هي ؟
يشعر بها .. حتى لو تقصد المرور من امامها .. ولم يبالي بها ...
لكنه نوعا من العقاب تكرهه حواء حتى الموت ...
لم يتعلمه من احد ... لكن شعر بأهميته بالفطره .. او بالتحديد طريقه الرجل في كيفيه تعذيب المرأه ..
او بصراحه عقول الرجال لاتفكر كثيرا في تعكير مزاج النساء .. فالاسباب لديهم متعدده ووفيره ..
و تأتي اسرع من البرق ..
هذا الذي فكر فيه مطلق ونظراتهم في خط متواصل ..
رد ببرود وهو يقلب بيده : مافي الا الخير .. تعورت في مكان الشغل ..
عضت شفاتها .. وارخت نظراتها .. ماقدرت تتصل معه اكثر ..
ام مطلق : قومي يا سمر .. جيبي ل خوك شي ياكله ..
قامت ليلى بسرعه : انا ياخالتي بروح اجيبه .
وقفت سمر معها .. و مرت بنظراتها عليه .. ولكن كان بعيد عنها ..
فتحاملت على نفسها .. وطلعت ..
بينما عيونه تتبع خطواتها .. بل تحاوطها من كل جهه
مابالها اليوم مزدانه مثل قمر المساء ؟
جميله .. وكأنها ترسل لي برساله عبر الاثير .. ماذا يفوتك ؟
ما بالها و قد احتلت جزء كبير من المكان .. وكأن لا احد سواها ..
ماذا تريد ان تثبت من كل هذا؟
اكانت تعتقد اني سأرضخ تحت جاذبيتها ..
او استسلم لسحرها ..
اتظنني سأعود عن قراري .. ؟ ابعد عن الاحلام ماتتمناه..
سأل وفاء : فيه احد بيزوركم الليله ؟
وفاء : وداد و جود .. مافي احد غريب .. ليش تسأل ؟
: لا عادي .. اشوفكم كاشخات على اخر طراز انتي والمدام ..
دخلت ليلى بالشاي والقهوه ... و تبعتها ليلى بصواني التمر والحلا ..
فعلقت وفاء : انا عني دوم كاشخه .. و زوجتك من غير ما تتزين ماشاء الله عليها حلوه..
ابتسمت بخجل لوفاء .. و انحنت تصب الشاي ..
وبدون انتباه منها ..رفعت صحن الحلا له .. فتعلقت نظراتهم .. لكن هو كان ابعد مايكون معها في خط متصل ..
علقت نظراته في نقطه لامعه لايرى سواها ... نقطه من لهب اشتعلت في بؤبؤ عينيه .. تكاد تحولها الى قطعه محترقه ..
تعرف .. تلك النظرات وتعرف ماهيتها ...
تدلى ذلك الحرف أمامه .. .. و صرخت عروق جسمه كلها وانتفضت .. نقطه ابعد ماتكون في نار مستعره لاتنطفأ ..
لم يعد يطق صبرا في احتمال ماتريده ...
هل تقصد ان تشعل الفتيل وتحرق الاخضرواليابس ؟
تتصرف بوقاحه و تستنفر جميع حلولي ...
دفع الصحن بلامبالاه ... لتتناثر محتوياته على فستانها ...
قال بإنفعال : ماتعرفين اني مااحب الحلو...
بهتت ملامحها .. و زاد جراحها ..
ماكان تصرفه غريب عليها ؟ لكن ماتوقعت انفعاله بالطريقه المريعه قدام الجميع ..
حست ان الصمت يطبق عليها .. وان الجميع صاروا تماثيل ويكتفون بالمراقبه ..
تهدج صوتها بعض الشي.. لكن كبريائها لم يسمح لها بأن تنهار امام الكل ..
قالت بإعتذار : اسفه .. مااتنبهت ..
تدخلت ام مطلق تلطف الجو : ماصار شيء يامطلق .. هذا بدال ماتقول تسلم يديك ..
ماقدر يتحمل الخداع زياده .. فقام بسرعه .. متجاهل كل شيء ..
نفضت بقايا الحلا من على فستانها .. ساعدتها سمر ..
فعلقت : وشفيه ؟ كل هذا تعصيبه ..
ابتسمت وردت : ماعليه .. اكيد انه تعبان علشان الشغل .. بروح اشوفه ..
ماطالعت في احد ... خايفه احد يشوف الدموع اللي تجمعت في عيونها ...
بالكاد وقفت .. و تحاملت على نفسها وخرجت ..
وفاء بإستغراب : وشفيه مطلق ؟ اول مره اشوفه معصب كذا ؟
ام مطلق بضيق : الله يهديه .. ويصلحه .. كسر بخاطر البنت ..
طلعت الدرج بسرعه .. و قفلت على نفسها الباب ..
ضغطت على خدودها بقوه .. تمنع نفسها من البكاء ...
قبل ينفتح الباب عليها و تقابل وجهه وعيونه الثائره .. كان ينتظرها على احر من الجمر..
قال بحده : إلى متى .. وانتي تتمادين في وقاحتك .؟
ناظرته بإستغراب : مطلق .. انت عن ايش تتكلم ؟
اقترب منها بسرعه وقبض على سلسلتها .. وقال : وهذا اللي معلق في رقبتك .. بأيش تفسرينه ؟
شهقت بخوف .. ومسكت قبضته وقالت : استهدى بالله يامطلق ... هذي هديه من اخوي ..
رد عليها : وتبين اصدقك بسهوله ..
ضحك و شد من قبضته .. فقالت برجاء : هذي هديه سعود .. ولايهمني اذا صدقتني او لا ..
توتر فكه بضيق و شد السلسله بطريقه عدائيه من رقبتها... صرخت بخوف وألم وهي تشوف السلسله بيده ..
ناظرته بعدائيه .. وقالت : مااقدر اتحمل اكثر .. هاتي السلسله ..
بإستخاف مضى من جنبها .. بدون الاهتمام برغباتها ..فمسكت كتفه .. : اعطني السلسله يامطلق ؟
رفع حاجبه وسأل بإنزعاج : مهمه لهذي الدرجه ؟ تعلقين حرفه ؟ وكأنك تبين تكونين قريبه منه ..
تبين الخلاص مني بأي طريقه ...
ضحكت بمراره: لا .. مو معقول تفكيرك .. افكر اني اكون قريبه منه .. هذا الجنون بعينه ..
انفعل لبرودها وهو يرفع السلسله قدامها : وهذا ايش ؟ فسريه لي ؟ مجرد انك تاخذينه وحتى لو كان لاخوك
اكبر تصريح على مشاعرك ..
علقت الدموع في اجفانها .. وارتعش فكها رغم احتمالها .. هزت رأسها بتعب ..
وهمست : تعبت منك يامطلق .. ومن شكوكك ؟
ضمت يديها قدامه برجاء وسألته : قول لي إيش اللي تبيه مني واسويه ؟ ايش اللي يريحك ؟ تبيني اموت وتفتك من
شكوكك .. بأي طريقه اثبت لك ان كل شي مجرد اوهام .
ابتسم مطلق بسخريه : يعني بتاخذيني على قد عقلي .. تحملي عمايل يدك ...
كملت بتعب : لا.. لا .. ابدا علشان ارتاح من تعذيبك لي .. إلى متى تبيني اتحمل ..؟
صرخ كرد اعتبار عن نفسه فقفزت مذعوره : وانا الى متى تبيني اتحمل ؟ تحسبيني مااتعذب ؟
زوجتي تحب واحد غيري وانا واقف مثل الابله قدامها ...
لهثت انفاسه قدامها .. واشتعلت عيونه بذلك العذاب المعنوي الذي يعانيه بصمت ..
كان ودها تصرخ بأنه تحبه هو .. وانه الرجل الوحيد في حياتها ..
صرخت فيه بيأس : هذي اوهامك .. انت .. ومالي علاقه فيها ..
وساد الصمت .. عينيه لم تزيد الى غوره في عمق المجهول .. وهي تعبت حتى اليأس من الاستمرار ..
يكفي على الاقل لهذا اليوم ..يكفي .. استدرات بعدما ملت الوقوف في وجهه ..
فمسك يدها .. وقال بأمر : انا ما انتهيت منك..
طالعت يده .. فنفضت يده بقوه حتى المتها ذراعها : يكفي .. انا انتهيت ..
و طلعت بسرعه .. اخذت نفس عميق وابتسمت ابتسامه عريضه.. كتمرين تخفي فيه ما تبطن ..
مابتسمح له يخلط كل شي في حياتها .. بتعيش وفق ماتريده هي ..
القرار في يده يا انه يستمر او ينتهي ..... عملت كل شيء تقدر عليه ..
حتى بدأت تحس بروحها تتقلص داخل جسدها . .. و تنتفض طالبه الخلاص بأي طريقه ..


***********************


حملت الاكياس .. و مشت بتمهل وتحت ضغط كعبها العالي ..
همست بخوف : جود .. تعالي ساعديني ..
استدارت لها جود بعدما مرت من جنبها .. وتأففت ..: ماتشوفيني شايله الصينيه في يدي ..
قالت بخوف : جود .. حاسه ان الكعب بينكسر .. رغم انه جديد ..
ردت جود بخبث وهي تتركها : وزنك زاد علشان كذا بينكسر ..
عصبت وداد عليها و مشت بسرعه ناحيتها : امشي من قدامي .. احسن لك ..
ضحكت جود : امي دخلت وانتي تمخترين . .. اصلا شو هالغباء .. ليش لابسه كعب
يعني تحسبين نفسك بتطولين زياده ..
بعصبيه ردت : جود .. مو فاضيه لك .
تركتها جود وهي تسرع في خطواتها قصد عنها ..
نادتها وداد برجاء .. لكنها طنشتها .. مشت بسرعه وفي غمضه عين حست ان
الكعب علق في حفره صغيره .. فدفعت جسمها للامام .. و ماتوازنت فطاحت على ركبها ..
صرخت بألم وهي تسب في جود ..
استدارت .. بسرعه ناحيه رجلها بعدما طالعت حولها ..
الكعب انكسر بعدما انحشر في الحفره الصغيره ... تأملت الحذاء بنقمه ..
قبل تسمع الصوت خلفها : سلامات يا اختي ؟
شهقت بخوف .. وقالت وهي تضبط العبايه وتحاول توقف
: لا .. مافيني شي ..
حست بالفشله والقهر من جود .. تأملت حولها بضياع و ماقدرت ترفع نظرها له ..
سأل : تحتاجين مساعده .. ؟
جاوبته بفظاظه : لا ..
اخذت الاكياس بسرعه. رغم الالم في ركبتها الا انها تحملت كم خطوه تمشيها ..
راقبته بطرف عينها .. يحاول يمسك ضحكته .. واضح من اهتزاز كتوفه ..
اكيد بيضحك ..شكلها وهي تمشي بحذاء عالي والثاني مكسور تحفه ..
ويش مشكلتك مع الاحذيه ياوداد ؟
شفقت على نفسها .. و ساورتها رغبه في البكاء ..
هي من دون شي متألمه من السقطه القويه .. بالفعل شكل وزنها زاد .
لا والاخ يزيدها عليها ..
استدارت بعصبيه بعدما شافته جامد مايتحرك من مكانه
: عسى ماشر ؟ شايف الوضع عاجبك ؟
رفع حواجبه بإستنكار : وانت ويش دخلك ؟ انا مرتاح مكاني ؟
ردت عليه بقهر : والله انك ماتستحي .. ..
تحسس من جملتها بعض الشيءوان كانت فيها بعض الصحه ..
وجوده حولها مثير للشبهات .. و يخدش الحياء بعض الشيء .
رد بأسف : السموحه يااختي .. ماقصدت .
التزمت السكوت بعدما سمعت رده .. كانت تعتقد انه بيرد عليها بمثل طريقتها ..
استدرات ببطء ومشت ناحيه البيت .. واستقبلتها ليلى المنتظره والمستغربه تأخرها ..
بعدما سلمت عليها ليلى سألتها : وشفيك تأخرت ؟ جود قالت لي انك كنت وراها ؟
بوزت وهي ترفع رجلها .. وكعبها المكسور..
همست لليلى : انا حاسه ان هالبيت في شي .. موقفين مع نفس الشخص ونفس الحادثه ..
لا صراحه صرت اشك ...
ضحكت ليلى وهي تفكر في عنوان .. "قصه سندريللا و الامير .. الجزء الثاني .. "

وقالت بصوت عالي : بنااااات .. سندريللا جات ..
ماقدرت وداد الا تضحك ..رغم انها تحس بتأنيب الضمير .. على انها ماسوت شيء ينزعل منه
لكن كانت قاسيه معه بطريقه لم تعتدها مع الاخرين .. هو حاول يقدم المساعده ..بطريقته هو
المفروض مااعطته وجه وتركته ...


*************************


دخل و شكله معصب و جلس بدون كلمه ... على غير عادته
ناصر بشخصيته المحبوبه.. محب للضحك و العلاقات الاجتماعيه ..
وكأنه طفل سرقت من لعبته او اخذت حلاوته عنوه ..
سندريللا كما توقعها .. حفظ شكلها ورسم طولها .. وتلك النبره المستفزه ..هالمره اعطته بالجزمه على راسه ..
والمشكله جلس جنب مطلق .. ومطلق قنبله موقوته في اي لحظه بتنفجر في وجه الجميع ..
يحتفظ بشعله من نار في جيبه و يكاد عقله ان يحجز هناك معها ..
ملتزم الصمت ومحترم نفسه و اللي معاه ..
ابو نايف بنظره لهم ... مااعجبه الوضع ..
ضحك وهو يميل على ابنه : شوف خالك و ناصر .. يذكروني بالبنات لما يزعلون .
ابتسم نايف و قال : خالي .. في مبااره في الدوري الاسباني .. تبي تتفرجها معنا ..
تكلم ناصر نيابه عن مطلق : في حريقه الدوري الاسباني .
ماقدر مطلق رغم انزعاجه الا انه يتأمل صاحبه الثائر .. فوكزه و همس
: سلامات .. وشفيك ؟
ناظره ناصر بدون اهتمام : مافيني شيء.. مليت من بيتك ..
رفع مطلق حاجبه مستنكر كلامه وقال : طيب ويش ماسكك .. ضف وجهك ..
تأمله ناصر وقال بهدوء ماسك اعصابه : اسكت ..دام النفس طيبه .
مطلق : من كفخك ؟ شكلك اخذت علقه محترمه ..
تفاجئ ناصر من كلامه الصحيح وقال بدفاعيه : والله انت المتكفخ .. شوف وجهك كيف صاير ؟
ابتسم مطلق و رد عليه : لايكون سندريللا احلامك كفختك بالحذاء اللي معك ..
وكزه ناصر بقوه وقال : مالك دخل في سندريللا .. خليك في الجميله والوحش .
ناظره مطلق هالمره بعصبيه : ناصر..
ناصر : خير ...
مطلق : اطلع برى ..
ناصر بضيق : تطردني من بيتك ..
وقف مطلق وقال : اطلع برى ابيك ...
كل اللي صار .. على مرأى من ابو نايف وولده ..
همس ابونايف لولده : الله يسكنهم مساكنهم .. اقول دق على امك وقول لها سرينا ..
خرج مطلق وناصر يتمشون جنب بعض .. بهدوء يراقبون كل شيء بصمت و كل واحد
غارق في همه .. لكنهم متواصلين على الاقل بعد التنافر الموجز قبل قليل ..
وقف قبال بعض فقال مطلق و رأسه مرفوع للسماء الداكنه قد بدأت نجومه تسطع ..
ولو الاضاءه القويه لكان رأها بوضوح ..قال بهدوء : كانت محتفظه في صورته طول الوقت ..
ناظره ناصر بتفاجئ و ماتكلم .. رغم ان مطلق بدى وكأنه يدور على شي في السماء ..
فكمل ببرود : تقول انها مالها علاقه فيها .. لكن مااصدقها كل اقوالها وافعالها تثبت العكس ..
تنحنح ناصر وكأنه قدام مشكله خطيره ... يحترم مشاركه مطلق لامر حساس مثل ذلك ..
لو هو مكانه كان حس بالخجل من معرفه اي شخص فيه ..
قال بهدوء : يمكن صحيح ؟
مااخفى عليه توتر فكيه .. رغم انه مبعد النظر عنه .. لكي لايسبر اغواره ويفهمه اكثر ..
لكن بطبيعه ناصر و دراسته العلميه في مجال علم النفس ..كان قادر على اخذ مطلق
لابعد من ذلك ..
مطلق : مااصدق ..
ناصر بحكمه : طيب في ايش تفكر ؟
تنهد مطلق و ترك ناصر بعدما انتقل من السماء الى الارض منقبآ عن حلول تصل به الى المراد
: مافي اي شيء محدد .. الوضع عادي .. وبيظل عادي .. رفع راسه لصاحبه وسأل بجديه :
لو انت مكاني ياناصر ويش بتسوي ؟
ناصر : والله القرار محير .. ممكن اعطيها فرصه ..
مطلق بإبتسامه سخريه : فرصه .. اختيار صعب ..
ناصر بهدوء قضى في امره : طيب طلقها وارتاح ..
كالنصل غرز في قلبه .. شراره كهربائيه سرت في جسده من اعلى نقطه الى اسفلها..
جرح يشعر به يدمي ولا يتوقف .. لااحد سواه يشعر به ..وعلى هذا يكابر في الالم ..
قال ببساطه بعدما شمخت عينيه لاعلى : تشوف النجوم يا ناصر ..
رفع ناصر عيونه للسماء و كمل مطلق بجديه : ابعد من النجوم اني اطلقها ..
ابتسم ناصر وكأنه وصلت لمركز الاحساس واتصل معه .. ليس غريب عليك ياصاحبي ..
: ليش ؟ تبي تسامحها و تعيش حياتك ؟
مطلق :ماتهمني .. بكذا او كذا بعيش حياتي . ..
ناصر : طيب مثل ماقلت لك اعطيها فرصه .. ممكن ماضي وانتهى .. وممكن مثلما قالت انها مالها علاقه ..
وقف مطلق في مواجهته وقال : وكرامتي يا ناصر ؟
ناصر : لاتقول كرامتي .. انت اعتقدت من البدايه انه كان في شيء مخطط بين الاثنين ..وماصار
وعلى كذا تحديت نفسك واخذتها .. فلا تقول كرامتي ..
انزعج مطلق من كلام صاحبه وان كان حقيقه .. والتزم الصمت ..
فكمل ناصر والابتسامه على وجهه : ليش ماتعترف يا مطلق ؟
ناظره مطلق بإستفهام فسأله من جديد : ليش ماتعترف انها غيرت في حياتك وانها اصبحت شي مهم فيها ؟
مهما كانت اخطائها .. فإنت ماتحاسبها على العكس تحاسب نفسك ... ماهو عيب اللي تحسه يامطلق ..
تجاوزه مطلق : هذي تفاهات .. مااخذها بعين الاعتبار ..
واجهه ناصر بالحقيقه : طيب اذا كانت تفاهات .. ليش ماطلقتها ؟
ارتد مطلق عليه ..و اقترب منه و كأن ذلك اللسع زاد المآ ... والفوهه تتسع ..
شد على قبضته وقال بتهديد : طلقها وطلقها ..اذا عدت هالكلمه علي .. بأكسر وجهك ..
رفع ناصر حاجبه مستنكر غضب صاحبه وفي نفس الوقت مبتسم لانه فضحه ..
مشى ناصر و قال بصوت عالي مردد ابيات نزار قباني .. بطريقه استعراضيه

أنا عنك ما أخبرتهم .. لكنهم
لمحوك تغتسلين في أحداقي
أنا عنك ما كلمتهم .. لكنهم
قرأوك في حبري وفي أوراقي
للحب رائحة .. وليس بوسعها
أن لا تفوح .. مزارع الدراق

التفت مطلق حوله .. وبطريقه سريعه اهدر غضبه على صاحبه ..
ليس غضب من شيء عمله هو او ذاك ؟ بل من نفسه التي اخفت حقائقها ومشى متجاهلا اياها ..
بحركه سريعه طرح ناصر على الارض .. وهو يلهث بأنفاس شقت عليه ..
بعضها من بركان القلب تخرج حراتها بأي صوره تريد ... اعمى البصيره والبصر ..
احرقته تصبب الحمم المتفجره .. تصله شرارات من نار ونور ..
يريد الظلام سترا وستارا و مهربا خفيا .. بعدما يقول كفى تعود له الحكايه من جديد ولابد من سردها ...
كان صراع ودي لا يخلو من بعض المشاعر .. يعرفان بعضهما لحد الامتزاج في جسد واحد ..
وجه واحد لعمله واحده .. ابتدأ الصراع على انظار طفلتين ابتدأتا بالنحيب و الصراخ .. في تصورهما
عراك كبار حقيقي ومخيف ...



***************************




في نفس الوقت استفردت ليلى بوداد لغايه تلحق بها ويجب ان تدركها
ليس من اجل نفسها .. تحقيق غايه لتصل به الى غايه مهمه .. مطالبها ان تسعد اشخاصا اخرين
كل ماتريد ان تسعده هو عبر ذاك .. ولتحقيق الامنيات باع طويل في الطرق ..
تكلمت وداد بحذر : قالت لي وفاء انه من معارفك ..
ابتسمت ليلى وجلست مقابلها : لا مو من معارفي صراحه .. تنهدت وقالت بصراحه : هذا الله
يسلمك صديق مطلق الوحيد ..
وداد : صديقه ؟ مين ؟ لايكون هذا اللي قاعد عنده .. خبرتني وفاء عنه ..
ابتسمت ليلى لكشفها ماتخفيه .. وقالت : ايه هو .. ناصر ..
وقفت وداد وقالت بتوتر : لا لا..لا .. دمه ثقيل .. وطينه ..
ليلى : والله الكل يمدح فيه .. اصلا اكبر شهاده له انه صاحب مطلق ..
ابتسمت وداد واخفت اعجابها الماضي بذاك .. وقالت : لا الله يستر عليك .. إلا هو ..
ليلى : وداد ؟ ناصر رجال مافي منه .. عندك خالتي .. تعتبره مثل ولدها ..
اقتربت منها وقالت : لاتحكمين عليه بمجرد انه صار لك موقف معه .. اساسا هو في كل مره يحاول يساعدك
وداد بعصبيه : يساعدني ..في كل مره يضحك علي وتقولين يساعدني ..
ضحكت ليلى و مااخفت استمتاعها : صراحه يا وداد مين اللي يشوفك ومايضحك .. يعني نفس الموقف
مع نفس الرجال ..
وداد : ايه اضحكي .. والله تمنيت الارض تنشق وتبلعني .. لا من الفشله قلبت عليه المسكين .
ليلى بصراحه : طيب ياسندريللا ..
مسكت وداد يدها وقالت : لحظه لحظه .. ويش قصتك انتي و وفاء في سندريللا هذي .. حاسه ان وراها سر ..
ابتسمت ليلى وقالت : تعرفين قصه الامير مع حذاء سندريللا .. .. الله يسلمك هذي قصتك
مع ناصر ..
بحلقت وداد فيها بدون تصديق واشارت على نفسها وقالت : انا سندريللا ..
ضحكت ليلى ... قبل تقاطعهم .. سمر في دخولها المفاجئ ..
: ليلى .. الحقي .. البنات يقولون ان مطلق و ناصر يتضاربون برى ..
شهقت ليلى بخوف .. وبدون احساس او وعي عقلي بما تفعله ... تجاهلت النداءات حولها ..
شافت الجميع تحت متجمعين عند الباب .. حطت يدها على صدرها تهدي من نبضاتها المصروعه ..
نادتها سمر و لكنها مااستجابت لها .. فوقفت في نص السلم .. قبل تشوف ابتسامه وفاء وهي مقبله عليها
: راحت عليك مصارعه حره .. ولا اجمل ..
سألتها بخوف : ايش صاير ؟
اقتربت سمر منها وقالت : اسم الله عليك ياليلى وشفيك ؟ كنت امزح معك ؟ كانوا يمزحون مع بعض ..
ضربتها ليلى وقالت : والله مت من خوفي .. الله يهديك ياسمر ..
وداد من اعلى الدرج : هذا الحب وعمايله ..
ابتسمت ليلى واخفت بعض المراره التي ابتلعتها .. لاتنكر تحبه و تخاف عليه وتهتم به ..
لكن اين هو من كل هذا ؟؟؟
ناظرتها ليلى وقالت : باقي ماخلصت منك يا سندريللا ..
ابتسمت وداد واخفت اعجابها بنفسها و ان بث فيها بعض الغرور لكن لم تمنح ذلك الامر الجديه ..
كانت اول خطوه سريعه للاعلى اتخذتها ليلى .. قبل ان تدوس على طرف فستانها الطويل .. وتتعثر به ..
كانت سقطه مائله ... حاولت تتماسك .. لكن انزلقت يدها .. وضرب رأسها بقوه .. ماكان منها الا ان اطلقت
صرخه ألم ممزوجه بضحكه ..
ضحكت سمر وحاولت تساعدها ... اقتربت وفاء منها وقالت بخوف : سلامات .. ..
قامت ليلى بصعوبه .. قبل تحس بإنسياب ساخن من اعلى حاجبها الايمن ..
سمر بخوف : ليلى.. فيك دم ؟
ابتسمت ليلى وهي تتلمس الكدمه الداميه : مو مشكله جرح بسيط .. بحط عليه كماده بارده ..
نزلت بسرعه .. غير مباليه بنبض الالم في جبينها واعتراضات وفاء ذات الخبره ... تلك الحركه اثرت عليها ..
فتوقفت فجأه لكن الدوران لم يتوقف من حولها .. مسكت رأسها بألم .. ولم تستطيع المقاومه اكثر ...
تكومت على الارض كقطعه من القماش... غائبه عن الوعي والجميع حولها مستنفرون
تراءى لها ألوان و اصوات كثيره .. وفي حلمها القصير بقايا واقع .. و فتات أماني ..
ابتسمت بسعاده و تمنت لو تبقى طويلا في حالتها تلك .. عندما امتلأ صوته في عالمها اللاواعي ..
تلك الحراره استشعرت بها من خلال جلده السميك فوصلت الى قلبها ليبدأ يضخ الدم بشراهه ..
تنهدت براحه اخيرا... ستنعم به ولو قليلا وتدعي الغفوه ... و رثت نفسها بشقاء .. بحضن طال البعد عنه
مزقتها الوحشه و ادركتها الاشواق مهروله.. ولم تصبر ..تمنت ان تبقى طويلا.. طويلا ..



انكشفت اوراقه للجميع .. بدون قصد فهم البعض مايريد ان يفهمه بطريقته والبعض الاخر
عاد بذلك الى خوف انساني طبيعي .. لايتعدى الاهتمام بشخص معني ..
ماباله يدور في حلقه وهي مركز الحياه فيها .. هنا او هناك هي كل مافي الامر ..
كيف يهرب منها .. ويعود إليها في نفس الوقت ... لامفر ولا حل من الاساس ..
تدراكه الخوف حتى اصبح كالطفل في مشاعره لايخفي شيئا ...
استنجد الجميع به .. وهو اراد من ينجده ..
لايعلم ماذا حدث له بالضبط ؟ خوف من فقدانها .. ليست بتلك السهوله
لم ينتهي منها بعد .. عاد لها رجاءاتها قبل قليل " تبيني اموت وترتاح مني "
لا لايريد ذلك .. خلاصي ليس بموتك .. وراحتي ليست بفقدانك ..

لما تبتسم ؟ هل تستعد للرحيل .؟ ماذا ترى في غفوتها تلك ؟ هل هو معها الان وتحلم به ..
مخطئه .. استيقظي ... لن ترحلي من دوني .. ولن تدركيه ولو في احلامك فأنا لك بالمرصاد
عودي إلي .فأنتي لي ؟
لن تكوني لرجل سواي ولو في عالمك الخفي وتعديت خطى الامنيات بأن تكوني معه الان .. ..

كم من الوقت مضى وهم يتجادلون حولها ؟ لكن المكان غير مألوف لها ..
فتحت عينيها ..وحدقت .. على ازواج من العيون ..
الممرضه المتفانيه في تنظيف جرحها بصمت و ذاك .. من كانت معها في رحلتها القصيره ..
لم يكن يرتدي شماغه كالعاده .. بدى بسيطا وعاديا جدا .. وصغيرا في عمره ..
سأل للاطمئنان : تحسين بشي ؟
حاولت تلمس مكان الكدمه.. رغم احساسها بالالم في نفس المكان ..
إلا انها جاوبته :شوي ..
انتهت الممرضه من عملها وقالت : الطبيب بيمر عليها ويطمن على حالتها اكثر ..
مشى مع الممرضه حتى الباب .. وتكلم معها بالانجليزي .. استغربت ليلى ..
الممرضه سعوديه ومايحتاج يكلمها بالانجليزي .. ياترى ايش يقولها ؟
ممكن يشكرها ؟ ولا يقول لها كلام حلو ؟
ولا يازعم اني اعرف اتكلم لغات ..
ولا فيني شي خطير ... ومايبني اسمعه ..
رجع لها فسألته بدون تردد : ايش كنت تقول للممرضه ؟
اقترب من الستاره .. وقال بدون يطالعها : مافي شي مهم ..
اخفى عليها بأن طلب حضور طبيبه بدلا من الطبيب .. ماباقي إلا هي ..
رجال يكشف عليها ..
زمت شفايفها بضيق .. و ماقدرت تمنع نفسها من الفضول او الغيره ..
اندق الباب .. ودخل الطبيب ..
ضاقت عيون مطلق بتقييم حذرعليه .. وسأل نفسه : هذا سعودي ولا سوري ..
بدى صغير في السن و وسيم .. مافي مقارنه في نظر مطلق ..
تقدم مطلق بسرعه ناحيته وقال له : ممكن لحظه لو سمحت ..
تراجع الطبيب بإرتباك و انتظر خلف الستاره ..
رمى لها علبه المناديل وقال بضيق : امسحي اللي على وجهك ..
انصاعت لامره مقره بأحقيته و فعلها للصواب .. كادت ان تنسى انا بكامل زينتها ..
لم تستطع ان تخفي الكثير فبعضها عالق .. ولكن الحقيقه فعل رباني زين به وجهها ..
رمت بالطرحه على وجهها تستره ..
اقترب منها الطبيب و احتار ..: من فضلك اختي اكشفي .. خليني افحص عيونك ..
سمعت تأفف مطلق .. فناظرته و كأنها تستشيره بدون سؤال .. لكنه لم يجيبها فزادها حيره ..
فهم الطبيب سبب حرجها فقال لمطلق : لازم نتأكد انها مااصيبت بإرتجاح في المخ يأثر عليها ..
هذا فحص عادي للاطمئنان ..
كان وده يقول مالها داعي .. لكن الضروره تحتم عليه الانصياع بصمت ..
اشار لها بحركه من راسه ... فرفعته ببطء .. نظرات مطلق لم تكن عليها ابدا ..
بل على ملامح ذلك التي احمرت خجلا .. بدى وكأنه يريد ان يتوغل داخل رأسه ..
ماذا يفكر فيه ياترى ؟ هل يقول بأنها جميله ؟
هل يعتقد ذلك ؟
انتهى كل شيء .. بضحكه من الطبيب ... طالع ناحيه ليلى المبتسمه وحس انه ببنفجر في اي لحظه
لها عين تضحك باقي ؟ لا شكل المدام مستانسه بالقعده هنا ؟
قال الطبيب : الحمدلله هي بصحه جيده .. ومافي تأثير للضربه .. ممكن تحس بصداع لفتره قليله ..
لكن اذا حسيتي بأي شيء ثاني مثل الغثيان او زغلله في العين ارجوك زوري المستشفى ولاتهملي صحتك ..
اشار لمطلق المتحجر وخرج .... بينما مطلق واقف مكانه وياويل اللي يقرب منه ..
كان ينفث رياح من نار .. بتصيبه جلطه قلبيه او دماغيه لا شك في ذلك.. هذا مافكر فيه ..
جهزت نفسها وقاومت الالم .. وانتظرته يتحرك من مكانه ..
سألته : مطلق فيك شيء ؟
جاوبها بإستخاف : لا والله .. باقي تسألين ؟ اشوف الجو عاجبك هنا ..
قلبت عيونها بإمتعاض على مايقوله .. فقالت بإستغباء : وشفيك ؟
مطلق بغضب : كل هذا وتقولين وشفيك ؟ ماباقي الا تاخذين رقمه ..
انقهرت من كلامه .. فزاد الم رأسها اكثر .. كرهت اللحظه اللي تشاركتها معه ..
جاوبته بغيظ : تعرف نسيت اخذه ..
كان وده يسطرها بكف على وقاحتها...
اقترب منها ومسك يدها بقوه وقال : اقسم بالله العظيم ... لولا حالتك هذي لكنت علمتك االادب ..
نفضت يده لكن كان ممسكها بشده فجاوبته بمثل الغضب : ان متأدبه من غيرك .
كانت تنتفض بين يديه .. شد علي يدها بقسوه لترتطم بصدره .. .
: لا تتعدين حدودك ياليلى .. تراني ساكت وصابر ..
ردت عليه بحده : مافي احد جابرك تتحمل .
وابتدا صراع الاعين .. داحس والغبراء على مر اللحظات فقط ..
انهالت عليهم جميع المشاعر فتدراكهم الوقت ..
سحب يدها بعنف خلفه ... ظل ممسكها بشده .. غاضب لدرجه الانفجار..
صابر ومتعدي حدود الصبر والتعقل وعلى هذا هو متحمل ..
كانت دقائقهم كالدهر تمر عليهم ..
لم تتحمل اتهاماته و سياط قسوته .. لن تعطيه الفرصه في تجريحها مره اخرى ..
ستقاومه لكي لايثني ثقتها بنفسها ... ويهبط عزيمتها للقاع كما يفعل دائما ..
تلك التي تدور في رأسه إما ان تزول او تزول هي بنفسها ...


من قال لا كرامه لا في الحب او الحرب ..
اخطأت ياهتلر .. في بعض الاحيان لابد من الكرامه لكي ينتصر الحب .. و نكسب الحرب ..




الى الملتقى احبتي
دمتم بخير

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 19-01-11, 06:51 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
Ciao

 



بسم الله الرحمن الرحيم


احبتي في الله .. تحيه معطره إليكم من القلب مكانها ..
ترحيب كبير بالجميع .. سعاده جمى تجمعني بكم وانتم من رواد متصفحي ..
ردودكم اقرأها بتمعن واستفيد منها .. فتواصلي معكم جسر لاينقطع بإذن الله ..
اعذروني بما لاقدره لي عليه ...ليس بمقدروي انزال بارتين في الاسبوع لانه لدي
بعض الالتزامات تضبط وقتي ...
اشكركم .. من الاعماق .. فأنتم سبب رئيسي في تقديم ماهو لائق .. و مبدع ..
تفضلوا البارت .. قراءه ممتعه للجميع مقدما ,,




الجزء الثاني والثلاثون :



وعندما ينتصف الليل .. ينتهي الحلم .. وتتدراك سندريللا دقائقها بعدما يقع الامير في حب مجهوله
لايعرف لها هويه يصل بها إليها... ويبدأ في رسم احلامه على صفحه كالرمال تبدو .. في اي لحظه
تختفي .. لايعلم لما هي من بنات حواء من اسرت قلبه ولا احد سواها ممن يقابلهن في روتين عمله
كانت عاديه .. حاده .. عفويه .. ابتسم لنفسه و لرسم خيالاتها .. لم يراها في الحقيقه .. لكن اهواء عبثت
بقلبه وسلبت لب عقله في العوده والتفكير بأن تلك مجرد وهم ..
ازداد ابتسامته وتذكر مواقفها المحرجه التي تقع تحت ناظريه .. ..و تنهد بألم ..
ولما الالم يا ناصر ؟ ألست مرتاح و تعيش حياتك بكل ظروفها ..
الست محاط بالذين يحبونك ؟ ويهتمون بشخصك ؟ ام لعلهم يشفقون عليك وتضيق بهم الحياه بوجودك ..
طلع محفظته و تأمل صوره زاهيه كزهوها في قلبه .. انحنى تقوس حاجبيه و تجعد جبينه بكثير من الطيات
كتلك الاحزان التي تعتصر الفؤاد ومالها الا الانفراد في حبسها وتركها تعاني ..
قبلها كطفل فقد والديه للتو ... او ليس طفلا حقا ؟
كما كانت تقول والدته .. بتبقى ولدي الصغير المدلل ولو صار معك عشرين ولد .
ضحك برعشه .. للذكرى .. وهطلت دموع اشتياق و لوعه فراق ليس لها الا ان تذرف .. وكيف يمنعها .. ؟
حتى اخر عمره سيظل يذرفها ولن يخجل ...
دعى بنبره مختنقه .. امتلأت بالغصات ..
اللهم اني اسألك ان تجعل لهم بيتا في الجنه ..
اللهم هون عليهم .. وخفف عنهم عند الحساب ..
اللهم اجمعهم في جنه عدن مع النبيين والصديقين والشهداء ..
ومااصعب الحياه دونهم .. ويارب لاتذق احد ما ذقته ..
دخل مطلق وان كان في حاله عصبيه لاتدرك .. لكن الصوره الماكنه عليه صاحبه تركته يوقف مكانه
ولايتحرك .. يتلمس صوره وكأنه يريد ان يحشر نفسه فيها .. و لمعه عينيه بالدموع لاتخفي حالته ..
حزين هو .. وبعيد انا عنه ..
حس ناصر بوجوده .. فأسرع لمسح دموعه و رجع محفظته وقال بصوت رخيم
: مطلق .. اخيرا جيت .. ها طمن كيف زوجتك ؟
كاد ينساه في غمره مشاكله .. اه ياصاحبي سامح تجاهلي .. والله لم يكن عن قصد مني ..
جلس مطلق و بعثر شعره .. : طيبه .. كدمه بسيطه ..
ابتسم ناصر .. وجه صاحبه مقلوب .. يبدو انه احد جولاته الصراعيه مع زوجته ..
استرخى ناصر جنبه .. والتزموا الصمت ..
لكن مطلق ظل يفكر فيه .. كواجب اخوي منه على الاقل ..
ضرب فخذ ناصر وقال بإبتسامه غابت عنه طويلا : ها اخبار سندريللا معك ؟
طالعه ناصر بنقمه وقال بعدما صرف انظاره عنه .. وتشاغل بتغيير القنوات ..
: مافي شي اسمه سندريللا ..
التفت مطلق ناحيته وقال : طيب.. احكي لي يا ناصر ويش يصير في النهايه ؟
ابتسم ناصر وقال : في القصص الخياليه .. تكون نهايتها .. كالتالي .. تزوجا وعاشا حياه سعيده للابد ..
وفي الواقع .. حط عقلك في راسك تعرف خلاصك ..
ضحك مطلق لانه اقتبس واقعه هو .. : لا هذا مو انت .. اعرف انها معششه في راسك .. لكن ابشر بعزك
يا صاح ..
ناظره ناصر بإستغراب .. وسأله : ايش تقصد ؟
استرخى مطلق وتنازعت افكاره .. هل يخبره ويعلق امالها في مقصله الواقع و يخاف بعدها التحطم ..
يسعد قلبه و يتدارك احزانه بقليل من الامل و العوده للحياه بإنتعاش ..
ام يخفي عليه ما لايريده هو .. لكنها انانيه يامطلق ... هذا حلمه و سندريللا خاصته وليست لك ..
فأنت تملك مفاتيح لتحقيق .. سلمها له فدعه يعيش كل طقوسه ويتحمل مسؤليه نفسه ..
قال بهدوء : انا سألت ليلى .. عن موضوعك خاصه ؟ وبعدما اجرت المدام تحقيقاتها الخاصه ..
عرفت هويه سندريللا ..
قفل ناصر التلفزيون و بحلق في صاحبه بدون تصديق .. وابتسم ابتسامه عريضه اشرقت لها وجهه فيها
نقم مطلق على نفسها ساعته .. لانه فكر لمجرد التفكير انه بيخفي على صاحبه ..
قال بلهفه : احلف يامطلق ..
ابتسم مطلق و رفق بحاله صاحبه : وليش الحلف ؟ يعني ماتصدقني ..
ناصر بسرعه : لا .. ضحك بعدها على تعابير مطلق فقال بعدها : لا ماقصدي .. اعني ممكن تحاول ...
قاطعه مطلق : لا مااكذب .. هي قالت اني عرفتها .. وقالت لي اخبرك ... واكيد تنتظر صافره الانطلاق ..
تنهد مطلق و كأنه تحمل جزء كبير من الهم والمسئوليه .. اي احتكاك بينهم .. بينفجر الوضع ..
وقف ناصر و دار حول نفسه مثل المراهق وقال : والله اني احلم ..
ضحك بسعاده و قال وهو يشد يد مطلق : روح اسألها من هي ؟ ولا اقولك قولها تبدا بسم الله .. و تخطبها لي ..؟
مطلق : تعوذ من الشيطان .. الصباح رباح .. مااقدر اكلمها في هالوقت المتأخر..
ناصر بخيبه : ليش ؟ يااخي والله مااقدر انتظر .. خلاص قول لها من هي ؟ ودي اعرفها ؟
مطلق بجفاء .. : ناصر .. ما ودي اكلمها ..
سأله ناصر : يااخي تنازل عشاني .. انا ادري انكم متخاصمين .. مطلق هذا معروف ماانساه طول عمري .
اخفى مطلق النزاع الحاد الذي صار بينهم .. وصلت لحد لايرغب في مواصلته ..
بعدما كل اللي قالوه لبعض .. يرجع ويكلمها عادي ...
مطلق : نسيت انها تعبانه .. اكيد اخذت علاجها ونامت ... ماودي ازعجها بالاسئله ..
تنهد ناصر بأسى وجلس بتذمر على الكنبه ... فشفق مطلق على حالته ..
وقال بيأس : خلاص .. بأسئلها .. اصلا الشرهه علي من قالي اخبرك في الوقت هذا ..
ابتسم ناصر : تسلم ياصاحبي .. بسرعه تراني انتظرك .. ولا اقولك ارسل مسج ماعندي صبر صراحه ..
ابتسم مطلق له و جاء يطلع .. سمع ناصر يقول له : انتبه لاتزعلها .. مرتك جميلها في رقبتي ..
هز مطلق راسه بإستخفاف .. وقال بصوت منخفض : هذا اللي ناقصني ..
تجاهل ضحكه ناصر خلفه .. ومشى بأقل من مهله.. لايريد رؤيتها بعد وابل الاتهامات والتجريح
في وجه بعضهما البعض .. كاد ان يمزقها بين يديها ويهشم كل شيء في طريقه ..
غضبه لم يكن في محله .. لم تكن مقصوده .. ..
ليس هو من يجابهه .. يختلف عمن يريد هو وعم من كان في الماضي ...
اختزن انفاسه ....فالثواني الممتلئه بالمشاعر المحتقنه تمر طويلا ولا تنتهي .. ..
ودخل بهدوء .. وفي عقله اما ان يهمل مايريده صاحبه
او يبقى على عناده ولايرضخ لها ...



************************



كانت و مازالت تحاول ان تتدارك افكارها وان تسبقها في خطواتها ..
هل تصدق بذلك وتؤمن به ؟ هاهي احلامها قد تحولت الى واقع ..
لماذا عندما تمنت ذلك واصبح في منالها اصبح صعب التحقيق .. وحقيقه مخيفه ..
الم تعلم من قبل ان الخيال يختلف عن الواقع ..
وان ماتقرأه من عالم مغاير بكل حالاته يختلف عن عالمنا ...
هل هو خوف من الحلم ذاته ؟ لانه في قراره انفسنا كل تلك الروايات مجرد ترهات ...
ولا صله لها بواقعنا .. وان كان بعضها ينفث فينا اماني بأن نعيش مثلهم ..
هي غريبه حقا تركيبه الانثى وصعبه الارضاء .. بهذه او بتلك .. لا تقتنع ابدا وتظل متخوفه
ققم الاحلام كالسراب لا تدرك .. وهميه المنال .. صعبه الاستيعاب ..
كان هذا مايدور في ذهنها وهي تكتب بعض من اسماء روايات قد علقت في ذهنها ..
جميل الحب ؟ لكن كيف نصله وان عرفناه هو حقيقي ام لا ؟
دخلت جود .. وقالت: توي كلمت سمر و طمنتني على ليلى ..
وداد : الحمدلله ... والله خفت عليها...
ابتسمت جود وهي تغطي نفسها باللحاف : شفتي مطلق .. احسه خاف عليها.. حتى نسي ان في ناس في البيت ..
ماردت وداد .. و كملت جود : من حقه يخاف عليها ... الدم كان مغطي وجهها.. ويش رايك انتي يا ود ؟
جاوبتها وداد : في ايش بالتحديد ؟
ضحكت جود وعدلت جلستها : لا تتذاكين علي .. تعرفين عن ايش اتكلم .. اصلا انتي كنتي اقرب واحده منهم
واكيد شفتي كل شيء ..
وداد بضجر : خلاص ياجود .. اكيد بيخاف على زوجته .. ويش الجديد يعني .... ارجول لاتزعجيني
قفلي النور ونامي ...
قفلت جود النور .. متستره على اختها...
وداد وسط الظلام وبعدما عم الصمت .. قالت بهدوء : جود .. في اعتقادك قصه سندريللا ممكن تصير حقيقه ؟
جود بضحكه: سندريللا وحقيقه ... وانتي الصادقه حتى اذا تحققت ماتتصدق بيقولون خيال و مافيه فرق...
ابتسمت وداد لاحساس بالسعاده ..لن تحرم نفسها منها على الاقل .. سندريللا ليست بحلتها القذره
لكن بتلك الطريقه التي سلبت فيها قلب الامير وامتلك قطعه منها ليستدل بها عن طريقها وبحث عنها
في ارجاء البلاد ... بحث عنها لك كيف ... كان صريحا ..مع نفسه ومع الاخرين واخبرهم انك سندريللا
ضائعه بالنسبه له .. ويريد الوصول اليها بطرق معروفه ..
ردت بغرور : ممكن .. لكن انا اصدق صراحه .. صحيح مااعرف الامير .. لكن على الاقل هو يعرفني
ويعتبرني سندريللا .. ويطلب ودي في قصره يا جود ... ايش رايك انتي ؟
لم تنتظرطويلا حتى انغشت عينيها بضوء مفاجئ و تواجه اعين جاده صريحه .. تواجه جود بشخصيتها
الحقيقيه الواقعيه ... تنتظرها لكي تضع النقاط على الحروف ... وتختم القصه ..ب النهايه .


*****************************


اصطدم بالظلام في حجرتها ... تراجع خطوه للخلف .. راميا بعبء صاحبه جانبا ..
لكن استحثته اصوات همهات منها ... تثاقلت خطواته بالقرب من سريرها .. .
حتى فصلت بينهم تلك الحرائر ... حرصه و تعقيبه على الاهتمام بها .. كان مايقوده
يخاف ان يجد جديد في حالتها .. و تدهور يبعثر بصحتها ..
فتح النور الخافت بقربها .. و اقترب منها حذرا .. بعدما رفع الستائر ..
انعكس الضوء على وجهها الشاحب .. بدت متعبه و غائبه في النوم ..
تطلق شهقات خافته وكأنها تبكي .. اتبكي حقا ؟
لكن ماتلك اللامعه الملتصقه بجفونها ؟
غمض عيونه بقوه يطمس فيها رهافه احساسه و ذاك المسمى بالشوق ..
اتعرف مالشوق يا مطلق ؟ ايهزك الوجدان حقا ؟ و يناديك القلب بمشاعر صارخه..
ان التفت لها واعطيها القليل من وقتك .. كف عن الاستداره والتجاهل .. و واجهني ..
حاكى رغبه عقله ان يستدير و يسرع الخطوات ويهرب من مخدعها وخداعها ... لكنه توقف و اطاحه
الاشتياق .. ليجلس بالقرب منها .. .. غطاها باللحاف .. لكي لايصيبها البرد ..
و رضخ لمشاعره لاول مره منذ تلك الحادثه .. لم يقنع نفسه بالتجاهل دائما ..
مسح وجنتها البارده .. فارتعشت وكأنها تسيقظ من نومتها ... لكنها لم تفعل
بل زادت تلك الحشرجه المكتومه من صدرها ..
عجب من نفسه .. اين تلك الوعود الحازمه ؟ وسياط الجلادين التي اهلكت
نفسك بها ؟ ما اغربك حقا ؟ كتله من المشاعر تجرفك في طريقها ..
كانت تعاني في حلمها ... تصارع من اجل الاستيقاظ ولا تستطيع ..
ربت على وجنتها يوقظها من غفوتها ..
: ليلى .. ليلى .. قومي ..
قامت مفزوعه و مخطوف لونها ... تلفتت حولها .. حتى تسمرت عليه ..
ناظرته لدقائق .. و دفنت وجهها بين يديها .. و تعوذت من الشيطان ..
سأل بإهتمام : تشتكين من شي ... ؟
نفت بحركه سريعه من راسها .. كانت مازالت تخفي وجهها عنه ..
قبض على يده يمنعها من لمسها ...
قال : قومي توضي وصلي .. ترتاحين اكثر ..
رفعت راسها له .. فكانت عينيها دامعه مثقله بالكثير مما لايعرفه .. حزينه و خائفه
وكأنها قد خاضت معركه خاسره .. افقدتها الكثير ..
همست بضعف : خايفه ..
بدت طفله .. تحتاج لحضن كبير لتتحصن فيه وتنعم بالامان ..
ان يعود عليها ببعض ما خطف منها ...
كلمه تبعث الطمأنينه .. او لمسه تمحي ملامح الخوف ..
كان قريبا منها لدرجه يمكنه ان يغمرها بحضنه ..
لكنه تحصن بكبرياءه .. وابعد نفسه عنها ..
قال : تعوذي من الشيطان .. ليش الخوف ؟
اعتصرت اصابعها وهي تحاول ان تمنع ارتجافها الواضح..
: ماادري ..
مطلق بنبره دافئه : قومي صلي ركعتي و تعوذي من الشيطان .. بترتاحين ..
تبادل معها في الكلام .. بشكل ودي
وكأنهما لم يخوضا صراعا شرسا قبل ساعات ... كادوا يقطعون فيه بعضهما .
بالكاد تزحزح من مكان .. قيد شبر استطاعه .. تنازعت رغباته في البقاء
ونشر الامان في حالتها هذه .. لكن مازال عقله يسبق قلبه بأشواط طويله ..
ويأبى ان يرضخ و يهدأ على الاقل ..
همست بأسمه بحزن فاستدار لها مذعنا .. .. لاحظ عليها الارتجاف من اهتزاز شفتيها ..
انسلت دمعتين من عينها ...فرق قلبه لها .. فلم يكن بمقدوره ان يمنع يده من مسحها ..
مسكت يده.. كحاجه منها تطلبها منه ..لكن انعقد لسانها ان تطلبها بصوره صريحه
ودت لو تدفن وجهها في كتفه .. وترتاح .. لكنه كان بعيدا عنها .. خلف اسواره العتيده
اكتفى بالصمت .. لم يكن يستطيع ان يفعل شيئا .. انتظرها ان تفعل ..
اهلكه ذاك الصبر وتلاحم المشاعر .. شعر بأن قلبه قد خدعه ..
وان درعه قد اختفى فجأه ..وان نبض يهز كامل جسده ولايسيطر عليه ..
لكن في لحظه استرد شخصيته الضائعه .. فومضت عينيه بذلك النكران من جديد..
و عاد تنهال عليه الذكريات .. وبقايا صوره ... ومرآه مهشمه .. وحطام من ملامح رجوليه باهته ..
تركت يده .. بعدما افتقر لديهم الاحساس ان تترجم بشكله الصحيح ..
لاهو شعر بها .. ولا هي استطاعت ان تلجأ إليه..
فقدت تلك الحاسه ان تستثير فيهم بعض من مشاعر مستعره لم يخمدها الاهمال ..
تركت يده بهدوء .. و انسحبت .. تصلي لربها ..
العلي القدير .. فاللجوء إليه لاتصيبك بخيبه امل او انعدام الرجاء ...

ادرك نفسه .. بعدما قرأ ما اعتقد انه فهمه منها ..
تلاحق قبل ان تنال مشاعره الاغماضه الطويله ..
يعتقد ان صلب ولم يعد هشا سهل الكسر ..
يعتقد انها لن تنال منه .. ولن يخضع عندها ..
لكن لما يشعر بالحزن و الغربه فجأه ..
لما يشعر بالغضب منها .. وعدم الرضى من نفسه ..
تجاهل نفسه .. و تجاهل صديقه ..
وهرب ..







****************************



حبست نفسها في حجرتها .. تمني نفسها بسماع خبر يثلج صدرها و يعيد رونق حياتها ..
كانت خائفه بعض الشي من الفشل .. لم تجد مستعا من الوقت في التفكير
اتعلنها صريحه لكي ترتاح .. لكن لابأس في الانتظار ...
اريام كانت عاديه او حذره معها فيما يخص اخوها ... انتظرت و حاولت الدخول خلسه
بينهم لكن لافائده ..
لابأس .. غدا اوبعده سيأتي الخبر الاكيد ... لابد من عنوان رئيسي يتصدر الاخبار ..
هو وهي .. سيكون لهما الختام ..
ابتسمت بخبث ... و تلازمت ابتساماتها مع اغنيه تعرف فيها المتصل ..
للمره الثالثه يدق عليها ..
تأففت بإنزعاج .. شعور بالضجر منه .. ورغبه في تبديله ... اخذت ماارادته منه و ولم تكمل معه
الوعد .. فهذه طباعها ماان تمل من لعبتها ترميها دون الاهتمام ...
ردت : هلا وسام ..
سأل بعصبيه بعدما اهملته : وينك انتي ؟ ادق عليك ماتردين ؟
: اسفه حبيبي .. لكن في مشكله في البيت .. وماكان لي اي مزاج صراحه اتكلم مع اي احد ..
تغيرت نبره صوته وقال بتحبب : افاا وانا اي احد ياغلاتي .. انا عندك بإشاره منك ..
فاتن بزيف : تسلم يا عمري ..
سألها : طيب متى اقدر اشوفك ؟
اخفت امتعاضها منه وقالت بحزن : والله ماادري ... هذي الايام صعبه يا حبي ...لكن بنكون على اتصال ..
كان منزعج في نبره صوته : خير .. متى ماانتهت مشاكلي دقي علي .. مع السلامه ..

طالعت الجوال .. وقالت : الله لايسلمك ان شاء الله ... ماباقي الا هي ..
رمت بجوالها و تركت نفسها تحلم .. بكره اذا صار او صار ايش بتسوي ..



**********************




ثبطت عزائمها .. و تركت كل شيء وفق ما يخبأه لها القدر .
فالامل الطويل يجلب لها التعاسه ..
ستبدأ اليوم تحضيرها لملكه اخوها ...بعدها مااشترت فستانها و لا الهدايا الخاصه فيها ..
ولاتطمنت على تجهيزات نجمه ..
قامت بنشاط .. اخذت حمام دافئ .. وتوضت وصلت ... لبست جلابيه عسليه .. وخرجت ..
كانت بتمر على حجرته .. لكن اكيد انه طلع بدري حسب عمله ..
قفلت الباب ... فلما سمعت نغمه الجوال ..رجعت ودخلت .. والتقطته بسرعه وهي تبتسم
سعود : صباحك خير ..
ليلى : صباح النور والسرور ... يابعد عمري ياسعود .. توي كنت افكر ..
سعود : والله انا محظوظ ... المهم انزلي ابي اشوفك ..
ليلى بعدم تصديق : وين انزل ؟ لايكون انت هنا ؟
سعود : بسرعه .. انزلي لك خمس دقايق ..ولاامشي ..
قالت بإنفعال : لا تتحرك من مكانك ..
مسكت طرف جلابيتها وبدون اهتمام ... ركضت بفرحه ..فرحه جات في وقتها
واسعدتها ..
فتحت الباب بسرعه و خرجت .. كان اول شيء شافته هو ظهره .. يحرك سبحه في يده ...
عرفت الكم الهائل من الاشتياق .. لكل شيء فيه ..

عساك بخير
جيت أصبحك بالخير
ياخير هالدنيا ومنبع حلاها
يافخرها
يافرحها
والتباشير
عساك بخير
ياصباح الخير
ياوجه الخير

رأس مالها .. و عائلتها كلها متكومه فيه... عز رجولي زاخر و فخر يصل للغرور ..
من لها اخ مثله ؟ من لها غمده اذا صل سيفه ...
ركضت له كطفله صغيره .. تستقبل والدها .. وترتمي في احضانه ..
رجع للخلف بضحكه وهو يضمها ...
ليلى : ياهلا والله بريحه هلي .. ياهلا فيك يالغالي ..
ماتركته .. عبرت عن اشتياقها بكل اريحيه ..
جاوبها : هلا فيك ياالغاليه .. شوي شوي علي .. والله خنقتيني ...
ابتسمت وهي تشد من عناقه وتقول : مشتاقه لك .. مشتاقه لك والله ..
سكت لمااستشعر نبره الحزن في صوتها لكن لخوفه سأل مترددا
: يابنت الحلال .. اتركيني شوي خليني اخذ نفس ..
تركته وهي تمسح دمعه طفرت من عينها ..
وبالفعل كما توقع دائما ... كان يترصد الالم في كل نواحيه .. لما شعر بالخوف فجأه ؟
تركزت عينيه ... على ضماده جرحها ..
و سأل بخوف : عسى ماشر ؟ وشفيه راسك ؟
ابتسمت بتوتر .. وقالت: جرح بسيط .. البارحه طحت عن الدرج ..
لاحظت عليه انه عصب فقالت تحاول تخفف عنه
: مافيني الا العافيه .. والله بسيط امس رحت المستشفى وتطمنت ..
سأل بعصبيه : ليش مادقيتي علي وخبرتيني ؟ تتساهلين في كل شيء يخصك عادي يالنسبه لك ..
التفتت حولها ..وقالت تهديه : سعود .. تعوذ من الشيطان... ليش تكبر الموضوع .. مافيني الا العافيه ..
يعني ادق عليك واخوفك على شيء تافه ..
ابتسمت لما شافت سكوته وسحبته من يده وقالت : ادخل المجلس .. وطمني عنك و عن الاهل ..
وبدأت في الكلام و الثرثره التي هو لم يعتدها .. مازال متوغلا في توقعاته ..
ولم يتفوه الا بالمطلوب منه ...
ظلت كل وقتها معه فسألته : بتتغدا معنا .. اكيد .
: السموحه .. عندي اشياء لازم اشريها ... يعني بكره بالكثير برجع الديره ..
ليلى : لا والله ماتطلع من بيتي .. حتى بتنام عندنا .
ابتسم لاخته .. تتكلم مثل والدته .. : من صدقك انتي ... باقي مازرت امي ولا خبرتها ..
سكتت لما جاب طاري امه .. تشاغلت بأصابعها وقالت بفقدان : وحشتني والله ..
جدي مابيسمح لها تحضر اكيد .
هز رأسه بإيجاب . .. و اقتنع بذلك العذاب المؤبد ولن يتغير ابدا ..
ضحكت بعدها .. ليتفاجى سعود فيها و سألها وعلى وجهه ابتسامه : ضحكيني معك ؟
: ياحبي لك ياسعود ... بتتزوج قريب ..
رفع حاجبه وقال :بدري توك استوعبت ..
ليلى و كأنها مثل ماادخلته في بوتقه الحزن كانت ستخرجه منها
: لا .. لكن فرحانه .. اخوي الكبير بيتزوج .. ومين بياخذ ؟ نجمه المجنونه .
رجعت له سيره مايحب يدخل فيها فقال : في هذي صادقه نجمه المجنونه ..
ضحكت وسألته بإهتمام : صح .. خبرتني ان في موقف صار بينكم ..
بحلق عيونه فيها وارتفع ضغطه منها ...
خربت علي اجمل احلامي .. و سرقت مني فرحتي
تتجرأ و تصرح ببطولاتها .. او تخبطاتها بالفعل ..
لها عين ..تجاهر بمواقفها العظيمه معي ..
صبرا جميل والله المستعان ..
وقف وقال مشتاغل بالوقت : بعدين احكي لك .. الحين عندي اشغال بأقضيها ..
قاطعته بجديه : وبترجع ..
ابتسم ورد عليها : اكيد برجع .. وين افتك من حنتك الله يهديك ؟
: ربي يعافيك .. بسوي لك اللي تبيه ...
سعود : يعني رشوه ...
ضحكت وهي تتأبط يده .. وتمشي معه : هذا من زود حبي لك والله.. روح بالسلامه
بانتظرك .. لاتتاخر علي ..
لبس نظارته الشمسيه وقال : ابشري يا ام سعود .. وضحك وتركها ..
وقفت تتأمله .. ارتاحت نفسيا و نسيت كل الكدر ....
اه ياخوي .. لو تدري في بعض الاحيان بالكاد اعرف اني اتنفس ..
من كثر الهموم ضاقت علي انفاسي ..
ظلت تفكر في كل شيء مر عليها .. الجو هادئ .. و الصمت لايخلو من بعض الاصوات
لكنها بمفردها الان .. هذا ماتحتاجه . ان تفكر على مهل في القادم ..
حالتها مع مطلق لا ترضيها ابدا .. والحل في يده هو ..
تنهدت .. وكأن التفكير فيه بحد ذاته يعتبر ضيق لها ...
كل شيء في وقته حلو ..
الحين ماهو وقته .. وقت سعود ونجمه ..



************************



مافعله ليله البارحه ... لم يكن من طباعه ..
شعور بالحنق من نفسه .. يكاد يبتلعه.. مالفرق بينه وبين غيره ..
لم يفعل شيئا يحاسب عليه بصوره ظاهره .. لكن محاسبه القيم اذا انتقصت .. محاسبه نفسه ..
اصبح يفعل اشياء لم تكن تخطر على باله من قبل .. و يتفاجئ بنفسه ..
لن ينكر انه اشتاق لها .. ولم يصرح بذلك الا في غيبتها...
كان يريد ان يسد ذلك الفراغ .. و يهدم الصروح المشيده بينهما ..
سينسى او يتناسى بالاصح .. لان لاكائن مكانه ينسى ابدا ...
قرر بأنه سيمضى في زواجه بالطرق المطلوبه... و سيوضح لها من الان ..
كل النقاط المهمه .. و لتقبلها مرغمه ..
ان اتناسى يجب عليها ان تنسى كليا و تمحي ذاكرتها من وجوده ..
غاب عن عمله في حضوره .. حتى كاد الجميع يجزم بأنه مصاب بإنفصام الشخصيه ..
فرحب بالخروج بأٌقل الخسائر .. كانت عودته باكرا .. مصدر استغراب الجميع ..
واولها هي ..
ابتسمت .. حقيقه انها سعدت بحضوره.. تفاجئ في ابتساماتها واستشعر بشيء مبهم فيها ..
اكانت تعي مافعلته ليله البارحه ام انها مازالت غائبه في اللاوعي ..
كانت واقفه قريب منه ..فسألت : اشوفك رجعت بدري من الشغل ؟
رد عليها ورمى الشماغ طرفه : تعبان شوي ..
اخفت خوفها .. و قالت وهي تطوي شماغه : سلامتك ..
راقبها بصمت .. وازداد تعبه تعب...
اغمض عينيه .. فسمعها تقول : ماقلت لك سعود جاء زارني ..
ماقدر الا يبتسم لها فرد : وينه ؟
ليلى : قال عنده اشغال .. ينتهي منها و يجي بسرعه ..
ماقدرت تخفي فرحتها لانه يتبادل معها النقاش على غير مااعتادوه ..
وبالاخص بعد ليله البارحه .. واطلاق النار المتبادل ..
مطلق : الله يحيه .. انا بطلع حجرتي بنام شوي ..
راقبته وهو يرقى الدرج ..
كان واضح .. عليه التغير ..
ماقدرت الاتخاف .. تغيره غريب .. حتى في نقاشه وهدوءه ..
ان شاء الله خير ..


********************



كان رنين جواله هو الذي يخرجه عن صوابه ..
طلع الجوال .. و تجهم ,,
رد بإنزعاج : يا اخي انت ماتعرف تهدا .. يعني واحد مارد عليك إلا يرد غصب ..
ضحك ناصر وقال : تستاهل .. وليش ماترد ؟
مطلق : تعبان .. ويش تبي انت ؟
ناصر : ياسلام .. وتقولها ببساطه .. وانا من البارحه انتظرك ... ابي اعرف ايش صار معك ؟
تنهد مطلق بملل : ماخبرتها .. كانت تعبانه ..
ناصر : لا والله .. وإلا من لقي احبابه نسي اصحابه ..
تنرفز مطلق من لاشئ وقال : يااخي ..والله انك ازعاج .. خلاص بعطيك خبر مجرد مااسألها
دخلت ليلى ولاحظت عليه .. انزعاجه .. فانتبه لها ..
انتظرت لحظات .. فسمعته يرد : خلاص ياناصر .. الحين ارد عليك ..
قفل الجوال وتأفف .. ادعت انها ماتهتم .. دخلت الحجره لشيء وخرجت بسرعه .
وقبل تطلع قال وهو يشير للجوال : هذا ناصر ..
كمل بعد ما فك ازراره العليا : يكلمني عن البنت .. انا خبرته انك عرفتيها ..
ماقدرت تخفي استياءها .. لان اليوم هو نفسه اللي صار فيه المشكله ..
فقالت بإختصار : كانت وداد .. اخت طلال اللي يشتغل عندك ..
تنهد براحه وكأنها مااهتم بشخصها .. فكمل : الحمدلله .. واخيرا ارتحت منه ..
ابتسمت .. وقالت : ان شاء الله تكون من نصيبه ..
سكت لان مافي شيء يقوله .. ولما تذكر ليله البارحه ناظرها بفضول ..
ازدادت ابتسامتها فتفاجئ فيها .. سألها : ليش تبتسمين ؟
ماانكرت فضولها فردت عليه بتفكر : احس الاثنين مناسبين لبعض ..
ابتسم وهو يعقد حواجبه في نفس الوقت .. ومامنع نفسه من سؤالها ..
: طيب احنا مناسبين لبعض ؟
ناظرته بفضول .. واستغراب و ضياع .. كانت كل افكارها تقول
لماذا هذا السؤال فجأه ؟
حقا يبدو متغير و غريب ؟ هادئ على غير عادته
هل ياترى نحن مناسبين لبعضنا البعض ؟
يظن هو النقيض البعيد .. لكن هناك توافق ومزيج ..
ممكن الظروف صبت لهما حالات استثنائيه .. تغير طباعهم ..
لكن لو تغير الحال هل سيكونون مناسبين ..
وقف ومشى بتمهل ناحيتها .. وقال : ودي اعرف ليش مهتمه في امرهم ؟
ردت بسرعه : انا ماكنت مهتمه في امرهم .. انت سألت وانا جاوبت ..
اقتنع في جوابها لكن لديه حاجه يجب ان يقضيها ..
فسألها بهدوء و عينيه لاتستقر على نقطه معينه في وجهها
: طيب انا سألتك فجاوبيني ... احنا مناسبين لبعضنا ؟
كانت خيبه الامل الوحيده هي جوابها الوحيد ..
ما تظن ان الصراحه تزعج احد .. اصبحت حصينه على الاقل من كثره الالم ..
جاوبته : ماادري .. اظن الجواب عندك انت ؟
تأملها وكأنها احتار في جوابها ..
اخفى احباطه وقال : مااظنه يهم ..
هزت رأسها بتوافق و قالت : لاتخاف .. ما ظنيت العكس ..
استفزته .. انتصرت عليه فجأه
غريبه .. كل يوم بشي جديد فيها ..
اشتد طوله في مواجهتها .. و قال : واثقه .. ؟
ابتسمت وردت : اكيد ..
تجهم و توترت اعصابه وهو يقول : وثقتك هذي قبل او بعد عملتك ؟
لابد من الحزن في مثل حالاته .. لابد ان تعبر عن ألمها ..
ألم يكفها حتى الان ...
ابتسمت بألم عبرت به عينيها : لاقبل ولابعد .. ماله داعي كل دقيقه والثانيه
تذكرني بشيء مالي يد فيه .. لكن تبي رأيي بصراحه.. انت السبب ..
تركت مواجهته و لكنها تذكرت شيء فاستدرات له وقالت بتماسك
: مطلق .. في يوم بيجي وتقتنع انك انت السبب .. وان في اشياء ضاعت منا بكل سهوله ..
و بعدها تركته ببصمه وداع و كأنها راحله ...
غير قادر على التعبير.. موجز المشاعر .. وهالك القوى ..
لاكلمه .. ولا حركه .. وانفاسه رتيبه منتظمه .. تزداد رويدا حتى اصبح كالفحيح ..
تصل للاسماع محذره ..
غير قادر على التفكير بسهوله .. ماذا كان يريد منها والى ماذا توصل ؟
كان يريد ان يعوض عن المفقود .. لكنها فجاءته بحزم غير طبيعي منها ..
ماذا تقصد ؟ ولما هي هكذا مرتاحه و هادئه وعلى غير عادتها ...
تنهد بحيره .. وقلق بدى يسري في نفسه .. ولايعلم ماهيته ؟..
اكانت باالامس تهذي و تلتمس مني الحنان فأوصدت جميع نوافذي في وجهها ..
حتى لم تعد بحاجه لي ..
هل اكتفت من وجودي .. و تداعى لديها ذلك العزم من اجل نفسها من اجلي ..
مابك حزين ؟ مابك يا مطلق ...


خفقان قلبها واضطراب مشاعرها .. و حاله من البؤس قد انتابتها ...
و صراخ وجدان لم يجد طريقه للخروج ..
لاحياه هي فيها.. ولاحياه ترتجيها من كل هذا ...
شعرت بأبواب قلبها قد اغلقت .. وان لحظه الانتظار قد دامت طويلا حتى اصبح الامر مأساويا ..
ملأت رئتيها بهواء .. تزيح فيه رغبه في البكاء .. و تواصل طريقها بعزم ..
دون إلتفاته منها .. رغم ان قلبها يؤلمها وروحها باتت يائسه ..

طيب النوايا .. ترفع الآدمي فوق
وأنا .. مطيـّب نيتي .. وأنت .. خابر ،

وأكبر دليل إني معك وافي و ذوق
شفني على كثر الخطآ / منـك صابر

مدري متى أو وين أو كيف أو ليه
أنا وعيت وشفت نفسي أحبك !!!!



******************************




استطاعت ان تنهي كل شيء ... على قدوم اخوها ..
كان كل شيء يسير بالطريقه المرغوبه ..
نازعت روحها على امتصاص القوه .. و اكتملت لوحتها الفنيه المبهرجه .
و مرت الساعات بوجل على دقات قلبها المتخبطه ..
و تسربت الاماني حتى ذبل كل شي داخلها و استحال شتاء قارس ..
دخلت على امه .. وابتسمت ..
قفلت الباب .. وقربت منها وقالت : عساك بخير ياخالتي .. حبيت اطمن عليك ؟
ام مطلق : ربي يعافيك يابنتي .. تسلم يديك على الغداء ..
جلست جنبها وقالت بتوتر : خالتي .. السموحه منك .. ودي امشي مع اخوي عند اهلي ..
صدمت ام مطلق فمسكت يدها بحنيه وقالت : عسى ماشر .. يابنتي ..
ماقدرت تمنع دمعه خانتها في امتثال قوتها .. فمسحتها بخشونه كعقاب لها ..
ورغم كل شي ابتسمت : خير ان شاء الله .. تعرفين ان ملكه اخوي قريب وودي اكون معهم ..
ام مطلق : لكن باقي لها اسبوع يايمه ..
ليلى : ماعليه يايمه .. ودي اساعدهم هناك .. ونجمه تحتاجني في هالوقت ..
ام مطلق واحساسها بدى يتغير : مطلق سمح لك ؟
هزت رٍأسها بإيجاب وهي ترسم دوائر على اللحاف ..
ابتسمت ام مطلق تبعد احساسها السيء عنها
: ماعليه يابنتي .. روحي ربي يحفظك .. وان شاء الله نقابلك ليله ملكه اخوي ..
ليلى وهي تقبل رأسها : ان شاء الله ... على خير ..
قامت وهي تقول بفرحه مغصوبه : سلمي على البنات ..
قبل تخرج نادتها ام مطلق وهي تخرج ملف قديم .. : خذي يايمه ..
اقتربت وسألت : ايش هذا ؟
: هذي صور مطلق .. احتفظت فيها من يومه صغير .. وكل صوره ياخذها احفظها له هنا ..
ترددت ليلى انها تاخذها .. لكن تحت نظرات ام مطلق الملحه اخذتها .. و احتضنتها
وقالت : بحتفظ فيها ..
وددت داخلها .. سأحفظها في قلبي .. حتى ولم يكن بي حاجه لها
فهو في قلبي .. و مااقساه من عذاب ...
ابتسمت ام مطلق بحنان كبير وقالت : خذيها يابنتي .. ربي يخليكم لبعض ..
مشت .. خطوات اخيره .. معدوده حيث كل شيء قد شارف على الانتهاء ..
كتبت له رساله .. اخيره .. كتبتها بماء الدموع و نقشتها في قلبها كلمات داميه
وانتهى كل شي .. كل شيء .. في لحظه تغمرنا الذكريات ولا نلحق بركبها .. فلقد ذهبت .
لبست العبايه .. وانتظرت حتى دخل ..
فصدم من وقوفها .. عبر عن حيرته بنظراته و انعدم لديه صيغه السؤال ..
كراحه له وخلاص لها .. سهلت الموقف .. حقيبه ملابسها .. و انتظار المودعين
وملامح مسافره .. غارقه في الحزن حتى الحضيض ..
قالت بتهرب من نظرات عينيه : بمشي مع اخوي ..
عقد ذراعيه بحزم على صدره يمنع ارتجافه الغريب : من دون اذني ؟
ناظرته بإستعطاف ان يرحم حالها : انا استأذن منك الحين ؟
مشى حولها مطرقا رأسه للارض : وتنتظرين القرار ؟ ...
ابتسامه صغيره تحركت بها شفتاها وهي ترد
: في الحالتين انا انتظر القرار .. و مافي احد مرتاح ..
ناظرها بتركيز متصلبا .. اشار بيده ناحيه الباب
: خذي راحتك ..لكن حطي في بالك ..بترجعين ..
اطلقت انفاسها اخيرا بعيد عنه بعدما شعرت بالضيق في مواجهته ..
وتحررت .. على مسافه بعيده منه و قيودها بيده هو ..

وصلته الفكره سريعا ... فكما امتلك الدنيا يوما ... اليوم فقط بل تلك الدقيقه التي مرت
سريعا .. فقدها من بين يديه .. وهو صامت .. حائر .. و مضطرب المشاعر ..
وما اقسى الضياع وانت تطلب الهدى ..
ومااصعب التعبير عن المشاعر اذا تكالبت و قست على صاحبها ...
تنحى جانبا .. مشيرا بيده لها بطريقه استعراضيه .. بعدما
عبرت عما تريده ... واجابها هو بالصمت .. و السكوت الطويل ..
وتركها تمضي في طريقها .. وهي تسقط في خطواتها
كل لحظه جميله وكل ذكرى هانئه قد مرت ..
كل همسه ارتعشت في اذنها .. وكل لمسه حفرت في جسدها ..
وكل فرصه للحياه .. بأن تعود و يدركها من جديد..
يظن انه مرتاح وان ثقل الهموم قد انزاحت ..
وان السعاده بابها مفتوح على مصراعيه ..
هاهو مفتوح يامطلق .. فانطلق .. و اركض نحوه ..
تجمد مكانه .. وارسل نظره لكل شيء حوله .. وضاع
ضاع في كبرياءه .. وبقايا حلم
و سرمديات رجل لايفتأ يذكر نفسه .. بعرش كسرى وقيصر ..
طالت اغماضه الفراق .. و تسربت الحياه من تجاويف الندم ..
و انتصر الكبرياء مضرجا بالدماء .. ميتا ينفض الحياه ..



****************************



وفاء بنبره جاده : وداد تتكلمين جد ؟
وداد بضحكه : خلاص عاد .. قولي لهم ... لكن اسمعي ودي اقولك لاتخبرينهم عن موافقتي .
ارتفعت زعروده مبحوحه من الطرف الثاني .. تركت وداد اكثر خجلا ...
وفاء : مابغيتي .. الله يهديك .. طرقت ابواب العنوسه ..
وداد بعصبيه : عنوسه في عينك ... هذا وانا باقي ما تخطيت الخمسه والعشرين .
وفاء : والله .. علي . .. المهم الف مبروك ياقرده والله يأست منك ..
وداد : باقي ماوافقت تراني .. يعني شكليا بعد ..
وفاء : الله يتمم على خير .. هذا بفضل الله ثم ليلى .. اللي ماقصرت ..
وداد : صح .. وينها ؟ ادق عليها يعطيني مغلق ؟
وفاء : راحت لاهلها .. صراحه ماكلمتها .. لكن امي خبرتني .. المهم ياحلوه
بخبر مطلق وامي .. و الامير المتيم .. واعطيك خبر ..
ضحكت وداد بنشوه وقالت : ان شاء الله خير ..
قفلوا من بعض ...
استدارت لجود المتجهمه في وجهها : لاتقولين تسرعت ياوداد ؟ اتبعت حدسي وانتهيت ..
جود : الموضوع ماانتهى ..في وقت ..
جلست وداد و قالت : ممكن ..لكن لو انتي في مكاني شو سويت ...
ما امداها قالت السؤال الا ضحكت بقوه .. ..
: انا خايفه انك تبلغين عليه الشرطه ..
ابتسمت جود .. : لا ممكن اخذ الموضوع بمنتهى الجديه ..
وداد بصراحه : جود .. تعتقدين اني استخفيت في الموضوع .. و اني مجرد مراهقه ماتفكر بواقعيه
لا .. لكن هي فرصه ممكنه جوابها بيدي يا لا او نعم ..
ما ردت عليها جود .. لكن ابتسامتها زادت وكأن عدم الاعجاب بكلامها هو الرد الواضح
وداد بنرفزه : جود .. ليش ماتقدرين تفرحين علشاني ... او حتى تتظاهرين بالفرح ...
مو شرط كل مره تنتقديني وتسوين نفسك فاهمه الدنيا صح ...
خرجت من الحجره منفعله ...
بينما تنهدت جود .. ما تقدر تتقبل شيء غريب عنها ..
من ناحيه العقل والقلب ... فالعقل ينتصر دائما ..



**********************



مرت ثلاثه ايام وكأنها دهر بالنسبه لها .. .. وانتهى سبات المشاعر ..
تصعب الحياه عند الانتظار.. عند عقده الامل التي تنفك بنسمه رقيقه ..
تنتظر اجلها معه .. لم يكونوا قد وضعوا النقاط على الحروف وبصموا على الورق
كنهايه اكيده ... سمح لها بالذهاب مع اخيها.. كفرصه
فرصه للتفكير فرصه لمحاسبه النفس .. فرصه لاستدراك الفرص قبل ان تختفي ..
واخفت الحقيقه انها هربت منه .. هربت من القادم بأن لاتتحمل نتائجه ..
كانت خائفه حتى الموت من النهايه المؤكده ..
كادت ان تخنق الحياه مابقي من امل .. إلا قليل ..
ضحكت على مسامع اخيها .. و ابتسم رغم حيرته و شكوكه نحوها
إلا انه سعد بإستعاده بعض مما فقده فيها ..
من ذلك اليوم وهي تسير مثقله الخطى .. وحيده .. باكيه معظم الوقت ..
تخفي احزانها عن الجميع ..
كلما سألها ... ضاعت به في متاهات اجوبه .. لايجد اي قناعه فيها ..
ولكنه يحاول رغم كل هذا ..
ضربته على كتفه وقالت : اللي ماخذ عقلك ..
ابتسم وهو يطوي شماغه : والله مافي غيرك ..
ردت بفخر : اسكت لاتسمعنا نجمه .. والله تغار
جاوبها بصراحه : خليها تولي .. من الحين قولي لها .. معزتك في قلبي ما تتغير ..
وكزته وقالت : اقول انتم كذا يالرجال ... وبعدها تسحبون علينا ..
ضحك .. و مشط شعره بأصابعه وقال : انا عني عند وعدي .. لكن ماادري عن مطلق ..
انعقد وجهها على طاريه فسألت بإنزعاج : ايش دخله مطلق ؟
سأل بإهتمام : انت علامك .. من ساعه جيتنا من الرياض .. وانتي ما تجيبين طاريه ..
وان سمعت اي سالفه او سألناك عنه .. تحججت بألف حجه..
استدارت تبي ترجع ولكنه مسكها
وقال : ليلى .. انا اخوك الكبير .. وتهمني مصلحتك .. يعني اذا كان مافي احد سألك ..
هذا لانهم يحسبونك هنا علشان ملكتي ..
ابتسمت و اخفت الامر كالعاده : طيب .. هذا هوالسبب الحقيقي ..
سعود : و السبب الثاني ؟
جلسته و قالت بحزم : اسمع .. مافي شي ... ممكن متضايقه لانه مايدق علي ..
تعرفه اذا اشتغل ينسى نفسه وينسى كل اللي حوله .. لكن هو ماقال شيء . .. ولا كان متضايق .. صح
تنهد .. وقال : طيب دقي عليه انتي ... ولاتتغلين عليه ..
حركت شعرها بغرور مزيف : لا ياحبيبي .. خليه هو يدق علي ... و يتذكرني .
ناظرت ساعتها وقالت بكذب: اخرتني الله يهديك .. بروح اشوف تجهيزات حرمك المصون ..
قال بملل : باقي ما صارت زوجتي ..
ناظرته بخوف وقالت : من غير شر ان شاء الله .. وشفيك كذا متشاءم ..
هتف بسرعه : ماقصدي ..
ليلى بضيق : ادري انه ماقصدك .. لكن الملافظ سعد ...
حاول يضحكها فقال بروح دعابه : سعد ولاسعود ..
ضحكت ... و اقتربت منه لغايه: سعود ..ودي اسألك سؤال ؟
ليش غيرت رأيك عن ريهام بسرعه واقتنعت في نجمه فجأه ؟
تنهد بتعب .. اعادت له سيره الالم ..
كيف يخبرها ؟ كيف يقول ان جده ارغمه على الارتباط بها ..
درءا للمفاسد و الالسن العابثه .. والقلوب المريضه ..
وان كل شيء صار صدفه .. صدفه غريبه غيرت مجريات حياته ..
على غير ما خطط لها ..
ابتعد في تفكيره حتى تناسى وجودها .. تأملته ليلى و تنبأت بعدم الرضى من اخوها ..
اعادت عليه بجديه : سعود.. انت تبي نجمه ؟
ناظرها .. بشفافيه .. غير قادر على التستر وراء الحقيقه
هو ليس مثلها .. تبطن نفسها بملايين القشور وتدعي غير ماتشعر به ..
وتساءل في نفسه ؟
هل تفهمين كل شيء دون ان تنطق شفتي ..
دون ان اجرح الصمت واضيع في متاهات الكلام ..
لم انسى تلك .. فصورتها مازالت محفوره في ذهني .
فكيف انساها .. وهي وقوس المطر ألوان ممتزجه بصوره رائعه ..
و بعثره الهواء يعزف حولي اغنيه تذكرني بها ..
روحي تنزف يااختي ..
فقدت الكثير وحتى بدت اعاني من فقر مغدق ..
احمل اطنانا من الهموم منذ نعومه اظفاري ..
ماعدت ارغب من الحياه .. إلا الحريه ..
وان اسير بدون هم خفيف .. نابضا بالحياه ..
لكن بمفردي ..



*******************************************




صرخ بإنفعال : طلال ..
دخل طلال المذعور ونظر لحاله مطلق البائسه ..
مطلق بغضب : وين القهوه ؟ ساعه علشان تجهز ..
طلال والحيره الشيء الواضح عليه .. نقل نظره بين سطح المكتب وبين مطلق ..
: استاذ مطلق .. القهوه قدامك..
رجع مطلق للخلف بتهالك .. و دعك جبينه بتعب واضح .. واشار له بالانصراف ..
فخلي المكان .. ليبدأ من جديد يمزق روحه و يسلخ فكره بالكثير من المشاق ..
و يقطع اشواط طويله مرهقه ..
نقر بأصابعه على المكتب ..
وحشه مشاعر .. وظلمه حالكه يقبع تحتها .. ولانور في طريقه يرشده
امتلأت الذكريات بغيابها .. و جشن الروح يغني ..
و فاضت كل تعابير الحياه .. بشوق لها ..
اصبح يتلمس الوجد في بعدها .. ويحن الى قطعها الصغيره ..
يتيم من صورتها لكي يتلمسها في ارق الليل الطويل ..
وقف .. و توجه الى نافذته المحبوبه ..
لاتعذب نفسك ... وتهلك روحك بما لا طائل لك عليه ..
ذهبت من تلقاء نفسها وستعود ..
لم تكن تقصد بذلك الفراق..
بل هدنه .. او اجازه قصيره ..
انتظر .. انتظر فحسب ..
صرخ في نفسه بصوت مسموع : الى متى ؟
طالع جهه الباب حرص من ان يسمع احد هذيانه اليقظ ..
وابتسم فجأه ..
متشمتا من حاله .. هازئا بضعفه الغريب وقد كان مسيطرا عليه ..
رفع رأسه بشموخ .. واعتلى صخره اليأس ..
ليس انت يامطلق ؟ من تندب حظك كالنساء
و تعاني لوعه الفراق ...
ويهزمك الشوق بغته..
هذا اختيارها .. فليكن لها ..
وقتك للتدخل لم يحضر بعد ..
دعها في معركه خاسره مع نفسها .. وترقب اثارها ..
اكانت تعتقد مني تبتع خطواتها .. ووشم ابيات الشعر على كل جدار القاه ..
اتحسبني مثل ذاك المجنون .. فقد عقله على اثر محبوبته ..
عد لنقطه البدايه .. فالعد التنازلي لم يبدأ بعد ...



******************************



الابتسامه لم تفارق محياه .. والسعاده شرعت له بابآ في الخفاء ..
والحلم قريبا سيتحقق الى واقع ..
يوم من الايام سيكتب القصه و سيجني على اثرها الكثير ..
ليست امرآ غريبا.. لكنه لم غيرمتوقع ...
ضحك مع نفسه ..
من شده ابتهاجه لايقدر على ضبط نفسه او حتى تفكيره ..
كان الامر اكثر من مبهج ..
استحال عقله الى ماكينه .. تنتج بسرعه هائله ..
ابتسم على زغروده ام مطلق ... تشاركه الفرح بطريقتها ..
وان وقف مطلق متفرجآ صامتا على وجهه نصف ابتسامه ..
لايستطيع ان يتوغل معه اكثر في احزانه ..
سيكفيه الان المشاهده وهو يترنح في ذكرياته ..
ذلك مااختاره .. فليصبر على جرعات المراره ..
ام مطلق بفرحه : الله يرزقكم ياعيالي ... اسمعني يمه يا ناصر
من الليله بخطب لك بنت صالح .. و الله يقدم اللي فيه الخير ...
ناصر : الله يخليك لي ان شاء الله ... والله من دونكم ماادري ايش اسوي ..
ام مطلق : انت من غلاه ولدي مطلق واللي يسعدك يسعدني ..
تدخل مطلق : خلاص بكره .. انا وياك نروح بكره ونخطبها من اخوها ..
شد ناصر من قامته .. و ضبط شماغه والابتسامه تزيد وسامته ..
: ابشر ياعمي ..
مطلق بملل : انا برجع الشركه .. مشغول ..
ام مطلق بتذمر : علامك يمه ؟ توك رديت .. ؟
وقف ناصر معه وقال : لاتلومينه ياخاله .. البيت من دون المدام ما ينطاق ..
ابتسم في وجه مطلق العابس ... فمسح ابتسامته على الفور .. لان لامجال لدى مطلق لردها ..
مطلق : عندي شغل مهم ..
وقفت ام مطلق بصعوبه ومشت ناحيه الباب ... وقالت له بتذكير
: اسمعني يايمه... لاتنسى بكره ملكه سعود .. بنتوكل على الله من بدري ..
رفع عيونه بضجر ... ناحيه السقف
: ماني بناسي .. بكره يصير خير ..
خرج بسرعه .. قبل ان تطبق عليه بسيرتها ويختنق امامهم ..
ادركه ناصر على عجل ..
: مطلق انتظر ... بكره كيف تروح نخطب البنت وانتم معزومين على ملكه سعود ؟
ضغط على عيونه بتعب فكمل ناصر بإتبسامه انتصار
: خله الليله نخطبها من طلال ..
طالعه مطلق بدون اهتمام وقال : خلاص اتفقنا .. بعد صلاه المغرب نلتقي .
خرج ناصر لسيارته الموقفه برى وهو يغني ...
فلاحظ نفس السياره البيضاء .. له مده وهو يراقبها .. لكن الامر زاد عن حدود الترقب
مشى بتمهل ناحيه السياره .. قبل يلاحظه السائق وينطلق بسرعه ..
استغرب ناصر .. وراقبها وهي تنعطف بسرعه مصدره اصوات مزعجه ..
ردد الرقم اكثر من مره ... واخذ الجوال واتصل...
: الو .. السلام عليكم .. كيف حالك يابو ؟
ضحك وبعدها قال بجديه : اسمع .. طلبتك في خدمه ؟
دخل السياره .. وكمل حديثه بعدما ارسل نظره على سياره
مطلق الماره من جنبه بسرعه .. بدون التفاته منه ...


************************************


عترف::للذكريات أحساس... ثانــي
حتىلو أطول مواقفها...ثواني
وأعترف ؛؛هاضت وسط قلبي لحونه
يوم هز الورق متعمد!!... غصونهـ

.............


من آذان الفجر .. قامت و بدت جولاتها وصولاتها في البيت ..
بكل حماس وبدون اهه تعب .. تشتغل من قلب ..
فرحه اخوها الكبير تتشاركها مع الجميع ..
هذا سعود .. سعود الغالي .. حبيب الكل ..
ريحه ابوها .. مركز الحب .. و القلب النابض بالحنان ..
دخلت حجرتها بعدما انتصف النهار ..
سعود طلع وماتدري وين راح .. تدق عليه لكن مايرد ..
سألت سلوى المتشاغله في شعرها
: ادق على سعود.. مايرد علي ؟
سلوى بدون اهتمام : اكيد مع جدي ..
رجعت تدق عليه ..وهي ترد عليها
: لا .. جدي توه جاي .. يقول انه ماشافه ..
ناظرها سلوى وقالت : طيب يمكن راح يودع العزوبيه ..
ليلى بنرفزه : سلوى .. عن المزح .. اخوك طلع من بدري وما رجع ..
والله خايفه عليه ..
سلوى : يابنت تعوذي من شيطان .. وين يروح يعني ؟
دقت عليه للمره الثالثه .. ووقفت بتوتر .. فانفتح الخط
فقالت بسرعه : سعود .. الله يهديك ليش ماترد ..
مافي رد .. فتوترت زياده ..
: سعود .. رد علي ..
رد عليها بسرعه : سعود .. طلع شوي وراجع ..
انتظر لحظه تتعرف على صاحب الصوت ..
انكمش قلبها .. وزادت نبضاته .. واغلقت الجوال بسرعه ..
توترت من صوته .. وتعذبت من ذكرى اسمه ..
كل تلك اللحظات .. مرت امامها ..
حين تدفن نفسها في الدقائق السريعه.. تعمل بجهد على نسيانه ..
لم يتصل عليها ولا يرسل ولا يجيب طاريها..
راقبتها سلوى من المرآه وسألت
: من رد عليك ؟
بصوت معذب لايفهمه احد : سلطان ..
تكلمت سلوى بشكل عادي : قلت لك مافيه إلا الخير .. الا انت افكارك شطحت بعيد ..
لفت على الكرسي و كملت : اهل زوجك مابيحضرون الملكه ؟
ناظرتها بشرود وقالت : ماادري .. مافي احد يكلمني .
سلوى : اكيد .. مقفله جهازك طول الوقت .. كيف يكلمونك ..
ناظرت اختها بشك .. فواجهتها ليلى بعصبيه
: خير .. ليش تناظريني كذا ؟
سلوى : حاسه ان في شي وانتي مخبيه عنا ؟
همست بحذر وهي تقرب منها : انتي زعلانه من زوجك ؟
ردت ليلى مدافعه : ومين قال ؟
سلوى : يااختي .. حالك مايطمن.. قولي ..قولي .. لاتخبين علي انا اختك ..
ايش صار بينكم ؟
ليلى بإبتسامه : ياشين اللقافه .. اقول شوفي شعرك ابرك لك ..
قامت من مكانها وطلعت للصاله .. لتتواجه بنظراتها مع عمتها و جدتها
وكأنها قاطعتهم .. ويبدو ان الموضوع يخصها ..
قالت جدتها بنبره شك : زوجك جاي ؟
تأففت بقهر : وشفيكم علي اليوم ؟ شغالين تحقيق وكأني مسويه جريمه ..
كل هذا لاني قعدت عندكم اربعه ايام ..
توترت الجده من غضبها الغير طبيعي منها
: لاوالله يايمه .. العين اوسع لك من البيت .. لكن قلت عزمناهم وماندري بيحضرون ولا ؟
تنهدت بتعب وكأن كل الاعمال طلعت بآثار تعب واضحه...
: ماادري ياجدتي .. اذا حضروا حياهم الله واذا ما حضروا بيكفهم ..
ودت تهرب منهم وتقاطعهم .. حشرت نفسها في زاويه بعيده عنهم..
الضغط زاد عليها .. لدرجه لم تستطع احتماله ..
كانت تهاود نفسها على الصبر و الاعتياد على الوضع ..
و تتأمل بالمفاجآت المتوجه بالمسره ..
ارتسم على وجهها ملامح فتاه وحيده حزينه باكيه .
تملأ فراغاتها بالحنين المعجون بغلظه مع الالم ..
اثارت تلك الذكريات والشوق الدفين .. شعورا بالغثيان .
ركضت ناحيه الحمام .. لتفرغ ماصب في جوفها من عذاب ..
اي اشواق تلك تترجمها الاجساد وتعذبها ..
و تتقلب الارواح فيها على جمر الفقد والفراق ..
ما آقسى قلبه على الحنين ..
ما آقسى قلبه ..
كررتها بألم .. وهي تنازع رغبه في البكاء ..
غسلت وجهها مرارا و تكرارآ ..
ثم دخلت حجرتها بخطى متعبه.. واستلقت على سريرها مباشره .. متلحفه حتى ذقنها
اقتربت منها سلوى بخوف : ليلى .. وشفيك ؟
ردت : مافيني شيء .. لكن اتركيني لحالي شوي ..


***************************



السعاده لم يجد لها طريقه للتعبير عنها ... سوى الصمت
حزن غلفه .. و غربت شمس الفرح البادئ على ملامحه..
ارتفعت زغروده من الطرف الاخر .. واتبعتها بأخرى .. وتلاحقن بأخريات ..
مجرد ملكه بسيطه .. لما كل هذه الضوضاء .. ؟
اقترب سلطان منه وهمس : ماشاء الله .. معازيم جدي كثيرين .. هذا وهي ملكه
كيف اذا صار العرس ؟
رد سعود ببرود وهو يطل على المفارش خارج البيت ..
: نصهم يحضرون .. بعزيمه وبدون عزيمه ..
عدل سلطان شماغه وقال : بروح اتمصلح مع الشيوخ .. يمكن يزوجوني من عندهم ..
ابتسم سعود .. ونظراته تتابع اقتراب سياره ..
نزل الدرجات الثلاث .. متجاهل سلطان ..
ترك مسافه فاصله بينه .. وابتسم لما خرج مطلق من السياره ..
قال موجه كلامه لاهله : تفضلوا من الباب الرئيسي ..
هتفت ام مطلق : مبروك ياسعود .. ربي يتمم عليكم ان شاء الله ..
رد عليها بحبور مصطنع : يبارك في عمرك ان شاء الله ..
وتوجه ناحيه مطلق بإبتسامه كبيره .. وفرحه من اجل اخته بعدما لاحظ عليها التدهور ..
: هلا والله .. وينك يارجال ؟
صافحه مطلق بمحبه .. وبارك له ..
قال : السموحه على التأخير .. كان واجب اقف معكم ..
رد عليه وهو يأخذه معه : المهم انك جيت ..
اخذ نفس طويل .. وهو يسلم على كل من يصادفه ..
رفع يده بصوته الجهور يسلم على الجميع ..
و انقادت خطواته مباشره ناحيه كبير العائله .. الذي وقف بكل هيبه في المنتصف
واجلسه على يمينه .. وامتدت نظراته على الصف الطويل الجالس امامه ..
حتى انتهى بالطول الفارع .. والحله البهيه .. الهاله الشابه المتأنقه ..
وابتدأ ذلك الصراع الدفين .. والحرب الهوجاء الصامته ..
سلطان بنظره ثاقبه ناحيته .. لاخر وهله كان يشعر بالسعاده لانه لم يقدم ..
لانه ظن في قراره نفسه ان مكوثها طول تلك المده .. هي فاتحه خير له ..
لكن ماقدم حتى بعثر امانيه .. وبعثر ثقته العمياء ..

اما مطلق .. ود لو تقصر المسافه ويطبق على خناق ذاك حتى اخر نفس
اخر نفس تلفظ فيه ذكريات مريره .. وصوره له مرغت بكرامته التراب ..
بالكاد ابتلع غصته .. الذي استحال الى صخور .. و صرف نظراته للبعيد
حيث لايرى سوى نفسه في ظلمه من الليل الحالك ..
هكذا صور نفسه .. واغترب بعيدا عن الواقع .. بالكاد يتدارك غضبه ..


ابتعد سلطان عن جمعه الناس وجلس لحاله ..
اقترب زياد منه وسأل : وشفيك ؟ انسحبت من المجلس ؟
رد بصراحه : فيه ناس جيتهم ضيقت صدري .. فعفت المجلس منهم ؟
زياد بنظره مستفهمه : مين هم ؟
سلطان .. بحركه تهميش من يده .. تجاهل السؤال ..
جلس زياد جنبه وقال : والله شوفه الناس .. شهوتني في الزواج ؟
ابتسم سلطان : صار ايسكريم الله يهديك ..
ضحك زياد .. تلك الضحكه الشبابيه الصاخبه ..
توجهت لهم الانظار .. مابين مستنكر و ضاحك و معاتب ..
سلطان يهمس له : الله يفشلك .. طيحت البرستيج ..
زياد بضحكه مكتومه : ام البرسيتج اللي طاح .. الحق وشيله ..
سلطان : اقول امش .. شوف جدي كيف يطالعنا .. ماباقي الا يشوتنا ..
امش قدامي مادام النفس راضيه ..
مشى الاثنين جنب بعض .. يهمسون بتعليقات على بعضهم بعض
مستحضرين روح الدعابه .. و عادين العده لانواع الانبساط ..



**********************


بعد اذان العصر .. واهل القريه بدأو في الحضور ..
امتلأ المكان بالصخب والصراخ و الزغاريد
مابين جلسه كبار و همسات شابات .. و شقاوه اطفال ..
انحشر المكان حتى يكاد يلفظ اصحابه ..
دخلت المطبخ .. و استنتدت على المغسله بإرهاق يكاد يقصم ظهرها ..
وقالت بأمر : هند ..اخرجي و قدمي القهوه ..
هند بضجر : والله تعبت ياليلى ..
قاطعتها سلوى : ماسويت شي .. امشي قدامي احسن لك ..
انصاعت هند متذمره ...
تأملت نفسها في صينيه التقديم اللامعه ...
صوره باهته تعبر عن داخلها اكثر من ظاهرها ..
دخلت سلوى بصوره مباغته .. فزعت لها ليلى
: ليلى.. احزري من جاء ؟
رجعت تتأمل نفسها في الصينيه .. فكملت سلوى بحماس
: أهل زوجك ..
طاحت الصينيه من يدها مصدره صوت رنان مزعج ..
فضحكت سلوى : الله كل هذا شوق ...
تأملتها ليلى .. وقلبها تبدأ خفقاته بشكل مخيف .. ويخرج من جسدها
ليتركه خواء .. فارغ الا من اصداء فقط ..
سمعت صوت سمر الضاحك يقترب من المطبخ ..
رسمت ابتسامه اشبه ما تكون بعرض اعلان عن معجون اسنان ... واستقبلتهم
و اندمجت معهم على احسن مايكون .. وداخلها يصرخ يتخبط يريد الهروب
يريد الابتعاد بدون قيود ..
كانت جنب ام مطلق .. متبادله معها الاسئله والاجوبه بشكل عادي .. مبعده ذاك بكل
حذر عن حواراتها .. استأذنت الجميع .. ودخلت غرفه نجمه ..
ابتسمت لجمال صاحبتها الجالسه بحذر .. تخاف من فقدان تلك الهاله الجميله ..
فستانها الازرق .. بلمعته البراقه .. عاري الكتفين .. وشعرها البني المرفوع بشكل جميل ..
يبرز ملامح وجهها .. وعينيها العسلتين تبرقان تحت ظلال رسمت بطريقه فاتنه ..
نجمه بإعجاب : ياسلام ياست ليلى .. ماباقي الا تجلسين مكاني .. بالله قولي مين
العروس انا ولا انتي ؟
طالعت شكلها خلف صاحبتها في المرآه ... و تأملت نفسها .. ويدها تنساب على طول
فستانها الفوشي .. ابتسمت وقالت : هذا فستان ملكتي ...
تأملتها نجمه بإستحسان ولايخفى على صاحبتها ان حياتها معكره و ضبابيه ..
فقالت ليلى بعدما جلست على الكرسي : توه جاء..
سألتها نجمه : مين ؟
شدت قماش فستانها : مطلق ..
ابتسمت نجمه لها ومسكت يدها : لو تقولين لي وشفيك ؟
ابتلعت لعابها بصعوبه وناظرت لصاحبتها .. وعدم قدره على الاحتمال ..
عدم الاحتمال في منع دموعها ان تتجمع في عيونها و تنسحب بسهوله
كرهت ذلك الصراع بين كن او لاتكون ..
فقالت بحزن كبير : تعبانه ..يانجمه تعبانه ...
عبرت نجمه عن حزنها ببريق قد تألق في عينيها .. و شدت يد صاحبتها
وقالت : سامحيني .. والله ماكان قصدي اتجاهلك ..
ضحكت ليلى : اكيد لازم تتجاهليني وتتفرغين لاخوي ..
وقفت و قالت بتشاغل : المهم .. تبين شي.. بنزفك بعد اذان المغرب .. فكوني مستعده
تأففت نجمه وقالت : يعني لازم انحكر لحالي .. ارسلي لي وحده من البنات ..
ليلى: ادري عنك ماتصبرين عن الحكي ؟ خلاص برسل لك سمر ..
قفلت الباب خلفها .. و تنفست .. بصعوبه .. و طلعت مبتسمه ..
قابلت سمر .. فخبرتها .. ودخلت المطبخ ..
دخلت ريهام ... وقالت : تحتاجين مساعده ..؟
ابتسمت ليلى : ريهام .. حياك ادخلي .. السموحه ماجلست معاكم .. لكن والله مشغوله
ريهام : معذوره ماعليك ..
ليلى بإبتسامه : انتي اخبارك ؟ يعني مانسمع منك بالمره .. ونسمع من اريام ..
ريهام : حالي على حطه يدك ..ماتغير ..
استدرات ليلى للمغسله وغسلت يديها وسألت بحذر : حتى خطوبه سلطان لك ..
طال الصمت من طرف ريهام .. التفتت لها ليلى .. فلاحظت عليها ابتسامه غريبه ..
ليلى : انااسفه اذا كنت ازعجتك ...
قاطعتها ريهام بمراره : ماصار شيء يا ليلى ...
تنقلت نظراتها في ارجاء المطبخ وكملت : مايبيني .. ..
اقتربت ليلى منها بصدمه و انعدمت عندها كلمات المواساه ..
ابتسمت ريهام بشكل عادي : مافيها شيء صح .. لكن كانت رغبه اهله مو رغبته ..
فبلغ اخوي عن رفضه .. فتقبلته بصدررحب .. ضحكت في نهايه كلامها ..
ليلى بحزن : ربي يعوضك باللي احسن منه ..
همست ريهام بصعوبه : يبدو انه عقاب .. على اللي سويته فيك .. يبدو ان اللي كان بينك
وبين سلطان اقوى مماكنت اتخيل ...
ردت عليها ليلى بألم : ما كان بيننا شي ...
ازدحم المطبخ بالبنات .. فانقطع التواصل الا من العيون ..
انسحبت ريهام بهدوء ..
اختنقت ليلى بالمكان وضاق عليها تنفسها ...
تقول رفضها .. رفضها ..
لماذا يصر على الانتهاء بشكل تراجيدي مثير للجدل ..
لماذا يخلق التساؤلات و يضيعنا في متاهات لانعرف لها نهايه ..
مابك يارجل ؟
لما لاترحل و تترك الجميع بسلام ..
لما لاتنسى و تركب القافله نحو الحياه ..


***************************


ارتفعت الزغاريد .. و ازداد الصخب بخروج العروس ..
بعدما اعلنت الموافقه وبدأ العزف على اوتار النغمات ..
و اصطفين الصبايا برقص يناسب اعمارهن .. وليلى مبتسمه ..
لابد لها الان من ذلك .. لابد لها من الانغماس في غمره الافراح ..
راقبت الجميع .. وقد امتلأ المكان بالصخب و الضحك ..
والسعاده وهي المهمه ... السعاده ..
راقبت الوجوه الباسمه .. وابتهلت بالدعاء لله ان يكمل عليهم فرحتهم ..
لاحظت تجعد وجه جدتها وان ابتسمت .. اقتربت منها وقالت بصوت عالي
: وشفيك يا يمه ؟
ارتعشت يد العجوز وهي تمسك بحفيدتها
: الله يرحم ابوك .. ؟ كان ينتظر ذا اليوم .. ..
ليلى : جدتي الله يخليك .. ترحمي عليه .. ولاتزيدين علينا .. اذا كنتي
ماتقدرين تتحملين ايش تقولين عنا ؟
هزت راسها بإيمان وقالت : الله يرحمك يااحمد ...
كررتها من بعد جدتها ... وتخيلت لو كانت امها و ابوها موجودين ..
كيف تكون فرحتها ..
وجهت لها نجمه ابتسامه خوف .. فطمأنتها ليلى بتربيته منها ..
و ماهي إلا لحظات حتى بقيت نجمه وليلى لحالهم في المجلس ..
رتبت فستانها وقالت : بيدخل ويلبسك الشبكه وبعدها يخرج ..
ارتعشت يد نجمه قدامها وقالت بخوف
: ليلى والله خايفه .. شوفي يدي كيف ترتجف ..
ليلى : عادي .. سعود مابياكلك ..
اغمضت نجمه عيونها وبسرعه فتحتها على صوت الباب ..
زغردت ليلى على دخول سعود ... و استقبلته بأاحضان دافئه ..
وقبله على رأسه ..: ألف مبروك يالغالي .
تجنب النظر للجالسه قدامه .. : يبارك في عمرك ان شاء الله ..
دخل الجميع على اثر دخوله .. جدته وعمته والبنات .. وام نجمه
والاخريات يتلصصن من خلف الابواب .. مطرقات السمع ..
يتهامسن فيما بينهن .. بدأن لائحه الانتقاد و الملاحظات ..
سلم على الجميع بصبر طويل يكاد ينتهي .. يقدمونه نحو الهاويه
ويتفادونه ككبش مذعور ..
جلس جنبها كالتمثال .. ولا إلتفاته منه نحوها .. حتى ذلك اللون الذي يضي
اصبح يمقته اشد المقت .. وحتى صاحبته
قربت منه ليلى الشبكه وحثته .. فأطاعها كآله متحركه لاتقبل التفاوض ..
كل شيء مطبق بحذافيره ... افعل هذا ولاتفعل ذاك ...
ارتعشت يده وهو يحاول إلصاق ذلك العقد و الهروب .. كل افكاره تحثه
على الهروب .. قبل ان يعترض ويصرخ عاليا برفض قاطع على بؤسه الدائم ..
تنفس مطولا .. فارتفع رأس تلك .. والتي ليست بأفضل حال منه ...
تشعر بخدر في قدميها من كثره هزها .. وقلبها يدك بجنون ..
ناظرها بسرعه و ابتعد .. قبل ان يعاود التوغل في عينيها .. صفحه كنقاء العسل يستطيع
ان يرى نفسه فيها بوضوح ... مهما كان ضد مشاعره .. فهي حسن إلهي لابد ان يطريه ..
انتهى اخيرا من كل شيء ... وارتاح من الضوضاء حوله .. يجزم انه قد اصاب
بالصمم من اصواتهن التي مازلت ترن داخل اذنه ..
تركتهم ليلى على مضض .. كانت خائفه من تلك المشاعر المضاده والتوجس المخيف
لاتعلم .. هل سيطول صمت سعود كما اخبرها .؟ ام انه سيفجرها غاضبا ؟
نصحته بالتروي و قبول الوضع ... لكن هل نصيحتك ستثمر خيرا ..

تركت الاثنين متنافرين من بعضهم .. طالع ساعته ..فلاحظته نجمه
دارت نظراتها على المكان واحساس بالملل ينتابها ..
الى متى ؟
هذا لوح مايحس ؟
رتبت خصل شعرها المتطايره بفعل الهواء الجالسه امامه ..
وانتظرت حتى كادت تصرخ في وجهه .. دمك ثقيل .
لولا الحياء الذي يرغمها على تنصع الحياء ...
تنحنح فابتسمت كـ فآل خير .. و ابتهلت داخلها .. اخيرا بينطق .. اخيرا
لكن رجع لصمته ..
فقررت المبادره .. رسمت تلك الابتسامه الجميله وقالت بصوت رقيق
: اسمي نجمه ..
رفع رأسه لها .. وابتسم بسخريه .. فاكتسى وجهها بالاحمرار فجأه
ليس خجلا منه .. بل من نفسها .. ودها تختفي لحظه ولا يسمعها احد تقول كذا
اسمي نجمه؟ اسمي نجمه ... غبيه غبيه ..
بالله في واحده تقول لزوجها اسمي نجمه
وين قاعدين ؟ في مدرسه
الله لا يفضحنا ..
قال بإستخاف : تتكلمين جد .. توي ادري ..
طالعته بغضب وصنعت ابتسامه : ما يضحك ..
هالمره قدر يشوفها بالكامل .. وجهها المتسدير وشفتاها الصغيره
و عينيها تلك التي شدته كالمغناطيس ..
ملامح تذكرها في يوم اغبر قرر مساعدتها فيه ..
لاحظت صمته ومراقبته لها .. فشعرت بالخجل العارم منه ..
اشغلته تلك المتطايره .. والتي ازعجته .
حرك خصلات شعرها بفوضويه .. قبل ان تعلق احداهن في ازرار كمه ..
شدها بدون انتباه .. فصرخت بخفه : اي شعري ..
حاول يفكها .. لكن الوضع تأزم ..حرك يده برعونه فتألمت اكثر
فقالت بألم : لحظه .. انت بتقطع شعري ..
صرخ فيها : طيب ايش اسوي ؟ لازم اقصها ..
شهقت بخوف وقالت وهي تحاول تبعد يده الثانيه عن شعرها
: لاتلمسه .. اصبر شوي ..
تأفف بملل وطالع جهه الباب : انتي دائما المصايب على راسك ..
ردت عليه : وانا ويش دخلني .. انا قلت لها تعلق فيك ..
قال بحزم : انتظري لحظه ..... حاول يفك شعرها شوي ..
فقالت مهدده : ياويلك اذا قطعت شعري ..
ابتسم بخبث وقال : باقي ياويلي ... طيب يانجمه..
شد كم شعره بقوه منتقم منها .. انتزعها من جذورها ..
فصرخت بألم ودعكت مكانها ..
راقبته بقهر وهو يوقف متحرر وفرحان
: انتهت المهمه .. نفض يده مبتسم .. وطلع من المكان ..
انقهرت نجمه منه ... قامت من مكانها ماسكه فستانها
وتمشي بطريقه خشنه لاتمت بصله للاناث ..
قابلت ليلى قدامها فصبت جام غضبها عليها
: اخوك .. دمه ثقيل .. وماعنده ذوق .. و غبي ..
ومشت كم خطوه ورجعت لها وكملت : ومايستحي ..
ذهلت ليلى .. من الغضب الهائل في عيون نجمه ..
و شعرت بالفضول .. عن مادار خلف الابواب المغلقه...



**************************


تسرب المعازيم و خف الضغط إلا من الاهل
عمها و خالتها و اولادهم ... وعائله زوجها ..
حاولت ليلى مع نجمه انها تعرف سبب ضيقها لكن كانت مصره على رأيها ..
كانت كاشخص اخذ مقلب للتو ..
مسكت ظهرها بألم وهي تسترخي على السرير ..
ربعت نجمه بفستانها على السرير وفي يدها صحن من كل صنف تحبه ..
ابتسمت لها .. وقالت : لو سعود شافك بيغير رأيه فيك على طول ..
تجهمت وهي تقضم لقمتها : ارجوك .. لاتكلميني في اخوك .. ياني اخذت مقلب فيه ..
ليلى بإهتمام : وليش تقولين كذا ؟
نجمه بحزن : ماادري احس صدمني .. كان في عيونه شيء غريب .
ليلى بحذر: ايش قال لك ؟
نجمه : مافي شي .. لكن ماتوقعت سعود كذا .. ابتسمت وتابعت
: رسمت سعود في خيالي غير ممكن على حكيك انتي .. لكن اظنه معي بصير مختلف .
دخلت سمر وضحكت على شكل نجمه وجلست جنبها ..
: امحق عروسه ... ايش ذا ؟
نجمه بدفاع : مااكلت لقمه واحده من الصبح كله علشان الاستاذ سعود ..
وجهت لها ليلى نظرات معاتبه .. فأكلت قضمه كبيره .. وسكتت .
سمر وهي تشاركها الاكل : صح .. ليلى اخوك ينتظرك ..
قامت بصعوبه .. و قالت : نجمه تبين تمشين معي ...
حركت شفايفها بلا .. فهمت عليها ليلى و مشت ..
واخيرا عم الهدوء المكان ...
دخلت الصاله .. لكن المكان خالي .. شافت باب الحوش مفتوح ..
فطلعت له .. وهي تبتسم ..
كان واقف و يديه في جيبه .. يطالع في السماء وقد برقت فيها نجوم واضحه ..
لم يكن سعود ... .. بثوبه الرمادي .. و الغتره البيضاء ..
ادركت نفسها بخطوه للخلف ... لكنها تجمدت مكانها بإلتفاته سريعه منه ..
تسمرت قدميها .. فبعثت نظراته البرد في جوفها .. فتوالت الارتعاشات ..
حتى شعرت بقدميها تغوصان و تكاد تهويان ..
استدار بكامل جسده .. و الهواء يعبث بطرفه غترته ...
توقف الزمن لحظه عندهما .. اخرسته تلك المشاعر .. وجاءت عكس ما يظن ..
ما الذي قاده الى هنا ؟ اهو الشوق حقا
ام عساه تلك الظنون التي يريد ان يعكسها ...
تأملها وكأن الذي مر عليه دهر ...
كانت بتلك الحله التي يتذكرها بضبابيه صعبه ..
يا الله كم يشتاق إليها ...
ذلك ماصرح به ..قلبه ..
وصعدت به روحه الى فضاء واسع فسيح ..
انهارت الاسوار الوهميه و انخلع الستر بعباءته السوداء الكاذبه ..
وانكشف ماخفي عليه و عظم ان يصرح به ..
وبات شفافآ خاسرآ .. غاضبا من نفسه ..

هبت تلك النسائم لتزحزهما من المكان قليلا .. وليتذكرا ان هناك من يشاركهم خلوتهم
الهواء و القمر والنجوم والليل بأسره ..
ابتعدت بنظراتها بعيدا .. تخاف ان كل تلك القوى قد تنهار بدون حصانه ..
وان عقائد عزمها تنحل الواحده تلو الاخرى ...
وانها على حافه الهاويه حيث لا طائل لها على الصبر ...

خرج صوته من العمق الدافئ : كيف حالك ؟
ابتسمت وهي تهز رأسها بإيجاب .. دون ان تتفوه بكلمه ..
لم يرضه ذلك .. يريد ان يسمع صوتها ...
تنحنح وقال : مبروك ملكه اخوك .. عقبال الزواج ان شاء الله ..
جاوبته : الله يبارك فيك ...
اخذ نفس طويل .. برضى تام عن نفسه ..
قيم ما تلبسه بنظره سريعه .. و سره مارأى .. رغم ان هناك حرق بداخله
بأن احد رأى حسنها قبله ..
ضمت نفسها ... فلاحظ ذلك واتخذها فرصه للاقتراب...
سألها بإهتمام : بردانه ؟
ابتسمت وهي تطالع السماء : الجو بارد شوي ...
اومأ براسه ناحيه : اكيد بتبردين .. وانتي لابسه شيء ..
رفعت حاجبها مدهوشه من كلامه ..فقيمت فستانها بسرعه ..
: وشفيه فستاني ؟
حرك اكتافه بعدم رضى : مافيه شيء ... اقتربي اشوف نوع القماش ..
اقتربت منه وهي تمد طرف القماش ناحيته بسذاجه ...
امتدت يده بإبتسامه ومسكت طرف القماش ... لكن ذلك لم يكن غايته ..
بل هي .. احاط خصرها بيد واحده وقربها منه ..
شهقت بخوف .. و ناظرته بعيون مصدومه ..
لفحت وجهها انفاسه الحاره ... غير مسيطر على نفسه ..
صدريهما يعلو ويهبط في نفس الوقت .. اخفضت ناظريها خجلا وخوفا منه..
إلتفتت حولها وقالت بخوف : مطلق .. ارجوك لايشوفنا احد ..
خرج صوته عميقا .. كأنفاسه الخارجه من جوف بركانه ...
: واذا .. بيقولوا متزوجين .. مشتاقين لبعض ..
سألها بلهفه دفينه وانفاسه قد ألهبت اذنها .. كادت فيها ان تغيب عن الوعي ..
: ما اشتقتي لي ؟

اغمضت عينيها .. لتغفو قليلا في لحظه إثاره المشاعر التي لاتستطيع كبحها
وكيف لا تشتاق إليه ؟ وهي لم تهنئ يوما بالنوم منذ تلك الحادثه البائسه
كيف لاتشتاق إليه ؟ وقلبها يتعذب حتى يكاد يجف من الدماء ..
كيف لاتشتاق إليه ؟ وروحها قد سافرت بعيدا عن جسدها واغتربت في مهجرها ..

فتحت عينيها بذلك البريق الذي يبحر فيه وحده .. وتأملها مطولا ..
كان يستطيع ان يعرف الجواب من تلك النظره ..لكن يريد ان يسمعها ..
لكن خافت ان تتفوه بالحقيقه حتى يرتاح ..فـ هل تجد الامان وراحه البال لاحقا ..
اكتفت بالصمت ..
شعر بالغضب منها ومن صمتها .. كاد يعلنها في وجهها وهي تتهرب منه ..
قال بهدوء حذر : ليلى تذكرين ..الليله اللي جيتي فيها حجرتي .. اعطيتك وعد وقتها ..
ناظرته بحزن وقالت : ايه ...
ارتفعت نظراته بتفكير عميق للسماء وقال
: وعدتك .. اني مااترك ابدا ... وانا دائما اوفي بوعودي ..
شعرت بدمعه ساخنه قد انسلت من عينيها وخطت طريقها بسرعه..
: وهل وعودك تتضمن معاملتي كجاريه في بيتك ؟ وان تهينني دائما .؟ وتعاملني بإحتقار ؟
تجعد وجهه .. لتلك الذكرى ..
فقال مدافعا : انا مااستغني عن املاكي ابدا ومهما كانت الظروف ..
حاولت تتملص من قبضته .. كانت منزعجه و ضائعه .
إلى متى ... املاكه .. قطعه فريده .. ثمينه .. لايستطيع الاهتمام بها الا لكونه تخصه فقط ..
صرخت في وجهه وهي تنفك من حصاره ...
: جيت كل هذي المسافه علشان تذكرني بأني مجرد املاك .. كسياره او عقد زمرد او فله ..
شي تقدر تلمسه كل وقت و تتمتع فيه متجاهل ان عنده مشاعر واحاسيس ..
اخذت نفس طويل لتكمل بعده بحده مكتومه ..
: ليش ما اقدر اعتبرك من املاكي .. ليش ما تقدر تهتم فيني لشخص وتعتبرني مهمه ..
مثلما اعتبرك انا ..
مسحت دموعها بطرف اصبعها وكملت بنحيب مكتوم
: ليش ما تقدر تحبني مثلما حبيتك .. حبيتك بجنون ..
حتى نسيت نفسي معك .. لكنك ماتستحق شي مني ..

طالت انفاسها و انسحق قلبها حتى الحضيض .. ولم يدركه صمته الطويل ..
ادلت بإعترافها .. و شعرت بالاختناق اكثر .. لم يكن شيئا يسيرا ...
فعجبت لامره ... مسحت دموها بسرعه و كادت تنصرف ...
إلا انها احكم قبضته على معصمها ..
قال بغضب : انا مااغير رأيي تحت اي ضغط ياليلى ... انتي لي وبتبقين لي حتى اموت ..
حاولت تدفعه بقبضتين بدأ يصيبها الفتور ...
: لاتقرب مني ...
تمردت بإنفعال .. لاول مره تعلنها للجميع .. للصبر حدود ...
تقصد ان يتحداها ويقف عند رغباتها .. فاقترب منها اكثر ..
زفر بحده : اشوف لسانك طال في غيابي ... شد من قبضته حتى يكاد يحطم معصمها ..
و كمل بغضب جارف : ولا قرب حبيب القلب منك قواك ..
اتسعت حدقتا عينيها .. حتى كادت تلك الشعيرات الدمويه ان تنفجر فيها ....
فدفتعه بقوه .. بكل ماكان فيها .. بكل ماصنعه هو فيها ..
كل قسوته و عذاباته .. تكتلت لتصبح قوه تجابه قوته ..

انتفخ صدره بتلك الانفااس اللاهثه .. وكأن شيء لم يكن ..
شعرت بقلبها يهوي الى القاع ويتحطم الى مئات الاجزاء ..
واصداء سقوطه صراخ عذاب و ألم لاينتهي ..
بالامس .. دفن روحها تحت الظلام .. واخفى بقاياها تحت الثرى ..
لم يسمع دقات قلبها .. واشاح بوجهه عن احساسها ..
و اكتمل يلففها بالصخور ..

اطلقتها في وجهه بكل قوتها : طلقني ..
استدار وناظرها بصدمه . ... ليس من ردها فقط ..
بل من تلك الملامح المتصلبه المشدوده ... القاسيه
وذلك البريق اللامع .. الذي يعميه ..
كانت قوى تشع من عينيها ...
اصرار .. ورغبه جامحه .. وتحدي لايوصف ..
اشتعلت فيها حراره لاتطيقها .. حراره تكاد تحرقها و اياه .
اشاحت بنظراتها و همست بحزم بالغ .. : طلقني ...
وغمرهم الليل في سواد حالك .. عميت الابصار
وتاهت المشاعر في دروبها ..

اغمض عينيه بغضب .. شعر به حتى سرى ألم قاطع بين اسنانه من شده ضغطه عليها ..
وقال بتحذير : ليلى .. ادخلي احسن لك ..
واجهته بعناد : قولها .. وريحني ..
ازداد بركانه ثورة فقال بغلظه : ادخلي ... ولا تختبري صبري ..
صرخت فيه متجرده من خجلها ذاك : قولها .. ماعاد تهمني ..
اقترب منها خطوه غاضبه .. فتعثرت متراجعه للخلف كرده فعل مباغته لم ترغبها
سينهي من عذابها وينتهي على الابد ...
لن يعود ويدور ذاك الامر في رأسه الا في ابشع كوابيسه ...
سيصلب قلبه .. ويرميه في جحيم من التمرد والتعنت الرجولي الذي لايرتخي ..
وليكن مايكن ... و ياصبرك ياقلبي على القادم

: ليلى ... انتي ...

اغمضت عينيها لاستقبال سهامه الغادره تلك ..
ليمتزج الالم ويصبح مكونا رئيسيا مع دمها ..
حتى غدا ..لاتنتظر فرجه النور في حلاكه قلبه ..
ليست نهايه العالم ..نعم ليست نهايته ..
غدا يوم افضل .. سأعيش به او بدونه ..


الجثه الضمأى التي اودعتها
بالامس والوجه الكئيب الشاحب
الان ينفجران نارآ حيه
ويسابق الاعصار روحي الصاخب

ماخلته صخرآ إليك وجيبه
ماخلته صمتآ أليك نشيده
القبر ضج وضاق تحت عواطفي
والطين حولي لن اطيق ركوده
هذا الرماد حذار من اعماقه
فوراءه جمر نسيت رعوده
يامن حسبت النار طينا خامدا
ونسيت اعصار الصبا و خلوده

هذي العيون حذار منها .. انها
خلف الجفون عميقه اغوراها ...
هذا الفؤاد حذار من غفواته
فوراء رقدته الحياة ونارها ...


قصيده " قبر ينفجر " من ديوان " نازك الملائكه "




دمتم بخير
وبالتوفيق للجميع في الاختبارات .. قلبي معاكم
كان الله في عونكم جميع ..
ألقاكم الاربعاء القادم .
.

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 26-01-11, 08:06 AM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 





بسم الله الرحمن الرحيم ..

ومضه ..

امضي على مهل .. بالكاد ارسم للحرف خطه ودرب يسير فيه برتابه معهوده ..
اكاد احترق شوقا لارى ماتريدون ان ترونه .. واصل إليه .
لكن خطوه خلف خطوه ..ترسم طريقآآ واضحا ..
ومعنى دقيقا,, وتعبيرا جليلا .. يصل الى القلوب وتلتهمه العيون بإدراك و تميز ..
اعاني من لحظات نقص فيها قيمه ابداعيه .. واتدراك نفسي بزخرفه بسيطه ..بالكاد تعجبني
وتؤرقني ان لم تصل الى مبتغاكم .. امهلوني وقتا يجود علي بشكل ابداعي زاهر ..
و سدوا الخلل البادر مني بصبركم ....

كونوا بخير اينما كنتم ...




البارت الثالث والثلاثين :




اطلقتها في وجهه بكل تحدي : طلقني ..
استدار ونظر إليها بصدمه . ... ليس من ردها فقط ..
بل من تلك الملامح المتصلبه المشدوده ... القاسيه
وذلك البريق اللامع .. الذي يعميه ..
كانت قوى تشع من عينيها ...
اصرار .. ورغبه جامحه ..
اشتعلت فيها حراره لاتطيقها .. حراره تكاد تحرقها و اياه .
اشاحت بنظراتها بعيد وهمست بحزم بالغ .. : طلقني ...
وغمرهم الليل في سواد حالك .. عميت الابصار
وتاهت المشاعر في دروبها ..

اغمض عينيه بغضب .. شعر به حتى سرى ألم قاطع بين اسنانه من شده ضغطه عليها ..
وقال بتحذير : ليلى .. ادخلي احسن لك ..
واجهته بعناد : قولها .. وريحني ..
ازداد بركانه ثورة فقال بغلظه : ادخلي ... ولا تختبري صبري ..
صرخت فيه متجرده من خجلها ذاك : قولها ..
اقترب منها خطوه غاضبه .. فتعثرت متراجعه للخلف كرده فعل مباغته لم ترغبها
سينهي من عذابها وينتهي على الابد ...
لن يعود ويدور ذاك الامر في رأسه الا في ابشع كوابيسه ...
سيصلب قلبه .. ويرميه في جحيم من التمرد والتعنت الرجولي الذي لايرتخي ..
: ليلى ... انتي ...

اغمضت عينيها لاستقبال سهامه الغادره تلك ..
ليمتزج الالم ويصبح مكونا رئيسيا مع دمها ..
حتى غدا ..لاتنتظر فرجه النور في حلاكه قلبه ..

ابتسم بتمرد وقال : انتي تحلمين ..
وضح خط ابتسامته العنيده التي حفظتها عن قلب .. على وجهه المنحوت بعجرفه .

هدأ الشوق و واراه السكون .. وارتاح الزمان النهم في اعينهم ..
تلاشت حرقه الاحلام في لون العيون و اختفت ..
ذاب الهوى ذاك في جوف الظلام ..
وبلعت الظلمه بقايا اسرار و مشاعر متخبطه ..
كشف نقطه ضعفها .. وساومها عليه .
اكان ذلك تهديد ام قرار نابع من عمق الالم ..
لكن لما ارتعشت و خافت حتى الموت من نطق شفتيه ..
ودت لو تغمض عينيها وتهمس بأمنيه .. ان تختفي هي او هو ..
تركت المكان بعدما انتفضت كلها ..
جاهدت من اجل نفسها حتى انتقصت ماادخرته
تتنازع مابين ماتريد و تدعي انها تريده ...
سيطرت عليها رغبه في العويل والصراخ ورثاء حالها ..


طرقت الباب بقوه .. لتشخص ابصار نجمه و سمر بخوف ..
ملامح ملتهبه .. وجه احمر متضرج بدماء منفعله .. عينيان خامده الضياء ..
باكيه . مزمهره بوعيد قادم ..
دخلت الحمام وقفلت على نفسها الباب ..
اقتربت نجمه وهي تسحب فستانها خلفها
: ليلى .. ليلى .. وشفيك ؟ ليلى ردي علي ؟
ارتفع صوت بكاءها حتى سقط قلب نجمه من الخوف ..
وليس بكاء بل رثاء وهجاء لذاتها المصروعه .. و غضب من خوفها الدفين..
سمر بخوف : ايش اللي صاير؟ لايكون فيه شي .؟
نجمه .. وهي تطرق الباب بعنف : ليلى الله يخليك .. افتحي الباب ..
لم يصلها الى شهقات وصراخ مشدود باكي ... ونداء لاخيها يتردد في اصداء المكان..
نجمه : ليلى .. افتحي الباب .. ليلى ...
رجعت مكانها على السرير ودورت على جوالها ..
كلمت سمر بطريقه سريعه ...
: سمر .. روحي قفلي باب مجلس النسوان .. بقول لسعود يجي ويشوف اخته .
اقتربت منها سمر مذعوره : صاير شي بينهم ؟
نجمه : ماادري ياسمر .. بدق على اخوها ونشوف ...
انتظرت يرد على اتصالها وهي تراقب سمر تخرج بسرعه ..
جاها صوته : هلا ليلى ..
تلعثمت لكن قدرت تنظم كلماتها : سعود ..
: مين معي ؟
لوت شفايفها بطريقه مستنكره ...لو في حاله تسمح لها كانت تعاملت معه بطريقه ثانيه..
: انا نجمه ..
سعود : خير يانجمه .. مااسرع ما اشتقتي لي ..
ردت بسرعه بدون تفكير : من زين الوجه اشتاق له...
كان بيقاطعها لكنه سكتته بطريقتها ....
: اسمعني .. ليلى حالتها حاله .. دخلت الحمام وتبكي بصوت عالي.... وماادري ...
خرق طبلات اذنيها بصرخه خوف : ليلى وشفيها .. ...
نجمه : ماادري .. توقعت انك كنت معها..
سعود : انا جاي .. شوفي لي درب ..
رمت الجوال لما انتهى الاتصال ..
رغم نقمها من طريقته المستفزه إلا ان حال ليلى صرف تفكيرها .



مطلق .. جلجل الاعصار بداخله .. و ماتت الالوان من وجهه وامتعض
مات عرق الحلم فيه .. وتلاشى ..
اقتفى اثر في ممرات الضياع .. وضاع مثلها ..
عروقه التهبت بالدم .. و عينيه اثقلت بالصمت العميق ..
كانت و ماتزال تردد تلك الكلمه التي لو امكن محوها من عقلها ..
تزيد ناره لظى و استعارا .. ولايظنه ستنطفىء ..
تجعله قاسيا متمردا .. يهوى العذاب ممارسآ محترفا له ..
يصد كل نسمه رقيقه تمر اليه .. لكنها تجرحه ..
تدمر صبره .. تغرقه في بحر من المشاعر البكماء ..
مازالت الذكرى .. تضج وراء احاسيسه كلها ..
صرخ مناديا لنفسه ...
ان نمت المحها تسير معي .. ألمسها .. اقبلها .. احرق ثلج عذريتها ..
واكتفي بالابتسام معها ..
اتقاسم الليل في فراشها .. و اشعر بحرارتها ..
تظل تحفر في روحي الوالهه بجمالها ..
انها معصوبه في دمي .. في عروق احلامي الحبيسه ..

فكيف انساها ؟
كيف اتركها ؟
كيف اكرهها ؟

تابع بنظراته المعذبه .. خطوات سعود المسرعه ناحيه البيت ..
فتوجس القلق والخوف .. فأدركه حدسه بإتباعه .. لكنه توقف فجأه .. بلمسه من
ذلك الكبير .. .. مسح على لحيته البيضاء الوقره وقال
: بتمشي بكره انت وهلك ..؟ مالك روحه في هاليل ؟
ابتسم مطلق و اعتدل في جلسته .. هاهي فرصه تأتيه ليمكث قربها.. فلينتهزها ..
: السموحه ياعمي .. عندي اشغال .. لكن بشوف الاهل .. وان شاء الله خير ..
تفاجئ من نفسه .. وكأنه يهرب من عنق الزجاجه ليدخل قعرها ..
كانت في عيني العجوز .. كلمات يكبحها .. اراد بها الترويض في وجه مطلق ..
لكن الوقت لم يسعفه .. اقتراب احفاده الاخرون منه .. جعله يبتلع كلماته مؤقتا..
اخافته نغمه جواله .. ليستقبل اتصال من اخته الصغيره ..
صمت .. ثم استيعاب ..ثم صدمه جعلته متجمدا حتى شعر رأسه
وقف بسرعه متجاهل نظرات الاخرين نحوه .. وبالاخص ذاك المترقب .. يبحث عن
نار يلتف حولها ويزيدها استعارا بدون انتباه منه ..



مشى سعود بسرعه .. توقف على عتبه الباب .. تراجع للخلف بخطوه .. وامامه فتاه
لكنه عاد وتذكر ..صاحبه اللون الكريه .. هي زوجته ..
دخل وقفل الباب خلفه .. ارتدت تلك الى الوراء و اقشعر بدنها بخليط ممزوج من الخوف والخجل ..
قال بإنفعال : وشفيها ؟
لعقت شفتاها وجاوبته : ماادري عنها ؟
صرخ في وجهها و كأنها يطلع حرته فيها ..
: كيف ماتدرين عنها ؟ يعني هي كذا من حالها صارت تبكي ..؟
احتدت نظراتها عليه وقالت بنرفزه
: اسأل نفسك .. انت كنت معها ..
سعود بإستغراب : كنت معها؟ انا ماشفتها ..
لانت ملامح نجمه وقالت
: ماادري .. ..
انفتح الباب .. و وقفت ليلى على العتبه ..
ليراقبها الاثنين بإندهاش .. اغتضان وجهها بالالم الواضح ..
مسحت انفها .. وهي تتجاوزهم .. وقفت في منتصف الحجره
وقالت بإصرار : سعود .. طلقني منه ..
تجمد سعود من كل شيء فيها ... وقال بدون تصديق
: ليلى .. ايش قلتي ؟
عقدت ذراعيها على صدرها بطريقه دفاعيه تخفي فيها رعشتها
: اللي سمعته .. طلقني من مطلق .. ماعاد ودي اعيش معه ..
تدخلت نجمه برجاء ...
: ليلى .. تعوذي من الشيطان ..
اعترضت ليلى بيأس : ما عاد لي صبر معه.. كرهت حياتي كلها بسبته ..
صرخ سعود .. ليقف بوضوح .. وينقل نظراته بين الاثنتين ..
: ايش الحكايه ؟ واحده تتكلم وتفهمني ؟
حاولت نجمه تنسحب ...
فاعترض بحده : وين رايحه .. خليك هنا ؟
وقفت بأدب .. رغم نظراتها المحتده على زوجها المتسقبلي ..
رافق اخته حتى السرير و قال بهدوء ...
: ليلى .. حبيبتي .. خبريني ايش صاير معك ؟
مسحت تلك الرطوبه حول عينيها وجاوبت بعقده اعتلت جبينها...
: ما عاد ودي اعيش معه .. خله يطلقني ..
اخذ نفس طويل وقال بعدها : طيب .. فهميني على الاقل .. ايش اللي صاير معك ؟
ليلى بتثاقل : مافي شيء..
حدق في وجهها المكتئب .. ليقرأ علامات الالم بوضوح...
رفع بصره لنجمه بإستفهام .. فهزت رأسها بلا و طالعت السقف بدون مبالاه ..
تنهد بتعب : يعني اروح عند الرجال واقوله طلق اختي .. واذا سأل عن السبب
اقوله .. مافي سبب محدد .. اختي فجأه قررت انها ماتبيك ..
نظرت له بحزن كبير : دخيلك ياخوي .. لاتزيدها علي ..
قام و اتضج الانفعال عليه .. وقال : طيب فهميني ؟ الرجال فيه شيء ..ضربك .. قصر عليك في شي
قولي و ريحي قلبي ...
حدقت نجمه فيه بخوف .. والصقت نفسها على الجدار ..
ليلى بألم : واذا كان فيه اسباب .. يكفي انا وياه عارفينها .. ومانقدر نكمل حياتنا بسببها ..
سعود بصدمه : يعني مقررين الطلاق انتي وياه ..
تدخلت نجمه بهدوء : سعود ... اتركها ترتاح شوي ..
صرخ فيها : انتي لا تتدخلين ..
زمت شفايفها بألم وردت عليه : لاتصرخ في وجهي .. اصلا الصراخ كله هذا ماينفع
اعطاها وقت تفكر و تهدآ ... اكيد صار شي بينهم وتعبت اعصابها بسببه ..
رفع حواجبه وقال بفظاظه : مابقي الا انتي .. تعلميني كيف اتعامل مع اختي ...
احمر وجهها بغضب .. استغربت عدائيته الواضحه اتجاهها ..
لم يضع اي اعتبارات لكونها زوجته .. او تلك الاعتبارات التي يضعها اي شخصين
للتو يتعرفون على بعضهما البعض ... الاحترام المتبادل .. الحياء و بعض من التقدير ..
منعت ارتعاش فكيها امامه وقالت : انا ما اعلمك .. لكن انصحك ..
تدخلت ليلى بعتب : سعود ..
نظر لها بيأس وقال بإقتناع : بترك على راحتك .. وبعدها بنشوف ..
و مشى بخطوات واثقه بدون التفاته لنجمه المتماسكه ..بقناع مزيف من القوه
جلست جنب صديقتها وقالت : قابلت مطلق .. صح ؟ ايش اللي صار بينكم ؟
سحبت نفس قصير قبل ان تجيب ببرود : مثل العاده .. مافي جديد .
تنهدت نجمه بقله حيله .. إلتفتت لها ليلى وابتسمت بمراره
: ما ننفع لبعض يانجمه .. الشك دمر حياتنا .. كل شي خطأ بيننا ..
نجمه بإبتسامه متفاءله : اعطي نفسك فرصه ياليلى .. هذي مشاكل عاديه بين كل زوجين ..
ضحكه قصيره خرجت من جوفها اشبه بإنتحابه ..
: اي مشاكل عاديه .. وهو كل الدقيقه والثانيه يذكرني بشيء ماسويته ولافكرت فيه ..
مطلق رجال مجنون ... الشك دمر عقله .. و خرب حياتنا ..
تنهدت بألم واضح وقالت بتفكير متطلعه الى شيء بعيد .. بعيد ..
كانت نجمه الوحيده المدركه لصعوبه التعبير .. في داخلها يأس لحال صاحبتها
ذلك التأزم الذي اصبح بحجم المنطاد سوف ينفجر ..
: احس بروحي تتعذب .. ما يحس ولو نصف الاحساس باللي في قلبي .. انا اتعذب
يانجمه .. اتعذب ..
نجمه : لكنك تحبينه .. لابد يجي يوم ويتغير ..
هزت رأسها بنفي مثقل بالاسى و الخيبات ..
تطلعت لها بعذاب .. هذا هو العذاب بعينه يا صديقتي ..
سأقطع العضو الموبوء واريح نفسي ..
سأدفن قلبي و ارقد هواي تحت تراب الايام والسنين ..
لقد عشش الصمت في خرائبي منذ عشقته ..
و انكرتني الحياه خلف الخيال .. والتفكير .. ودهاليز الاحلام الفارغه ..

احبه .. نعم احبه .. بل بالعشق اذيت نفسي ..
احبه حتى نقشت اسمه على نقاء قلبي .. وعذريه عواطفي ..
حياتي عطشى .. وانا بقرب ينبوع ماء متدفق ..
متخبطه في الظلام وفي يدي شعله من نور ..
لاتدركني الافراح حتى ينقض البؤس ينهش في الجراح ..
ماذا افعل ؟
او ماذا اقول ؟
تكويني ناره كل مرة .. حتى حولتني الى رماد نثرته الرياح على ضفاف الموت ..
تنهشني الالام .. حتى افرغت جسدي من علامات الحياه ..
وهو الامر الناهي .. ينصرف الى تعذيبي بأقسى مايكون
ولايفهم لغه الحياه ... او الجمال والاحلام ..
ولغه الحب في قاموسه .. نكران .

مسكت يد نجمه بأسف وقالت : اسفه يانجمه خربت عليك ليلتك ..
تأففت نجمه وابتسمت .. وان كانت ابتسامتها في غير محلها
: يا شيخه ... الرجال مناحيس .. مايخلون الواحد مرتاح .. إلا وينغصون عليه ..
ليلى : والله سعود مو كذا .. تراه طيب و قلبه كبير .. لكن يمكن ازعجته بمشاكلي ..
لاتاخذين على خاطرك منه ..
نجمه بإقتناع : ماعليك .. انا وسعود نتفاهم اهم شي الحين .. هو انتي ..
ابتسمت ليلى .. وداعبها الكرى .. لا ليس هو ..
بل الخنوع للواقع الذي لاطائل لها فيه .. بلا تمرد او مجازفه ..
اذا ثقل يومك ثقل جفناك بما لاطاقه لك به ..
تلجأ لتلك الاغفاءه القصيره .. الاشبه بالموت .. و ترجو الا تعود منها ..

ومن الاعماق تصاعد صوت مخنوق
يهتف في حزن في جزع كيف ابوح ؟
ليت الجرح المظلوم الى الليل يبوح ..
قد يثأر لي مطر و رعود و بروق ...


عندما تشتد بنا الالام .. نرى مالايراه الاخرون .. نعتقد اننا قادرون على تخطي كل شي
لكن ليس هذا مايحدث حقيقه !!!

للمره الثالثه يحسب خطواته جيئه وذهابا .. و يخترق ساعته بنظره سريعه مكرره
ينتظر .. وينتظر حتى فجر الانتظار اعصابه و اهلكته ..
انتبه لخروج سعود .. اقترب منه و سأله : خير ياسعود وشفيها ليلى ؟
وقف سعود في وجهه وعيناه سيل من الاتهامات ..
: انت خبرني وشفيها ليلى يامطلق ؟
رفع رأسه متبصرا وحذرآ ...
: خليني اشوفها..
سعود بهدوء : ماتقدر تشوفها .. حالتها صعبه ..
مر من جانبه وتابع : اول مره اشوف ليلى بحالتها هذي ..
حدق في وجه مطلق المكتئب .. ليقرأ علامات التعاسه بوضوح ..
فركز على الحاحه : صار بينكم مشاكل ..
تنهد مطلق و احتدت نظراته على سعود وبهدوء غريب
: سعود .. لو سمحت ابغى اشوفها ..
تغيرت ملامح سعود.. و اصبح اكثر جديه..
: مطلق .. ليلى تبي الطلاق ..
اتسعت عينيه بما يشبه الفراغ الكبير ..
وانعدم اللون منها .. وثارت ثائرته بعواصف هوجاء ..
وادرك ان تلك الساعه سيجرف كل شيء امامه ..
سيرجئ الامر بسياسه هادئه ..
سيدعها .. لتدرك ان المساومه معه .. طويله الامد
ولاتنتهي برضى الطرفين في العاده ..
دعك جبينه بكثير من القلق .. وقال بحزم
: اعط اهلي خبر اني بمشي يا سعود ..
سعود بإنزعاج من طريقته البارده
: وليلى ؟
برويه نطق : بيننا اتصال ياسعود ..
سعود : ايش اللي صار و تغير .. وايش اللي سويته لها علشان تقرر بقرار خطير مثل هذا..
زفر بغضب : الموضوع بيني وبينها ..
اقترب سعود بما يشبه طريقه هجوميه ..
: هذي اختي وماارضى عليها ابدا .. وتهمني سعادتها اولا واخير ..
همس بحكمه متماسك الاعصاب...
: وانا زوجها .. وسعادتها من سعادتي .. اعطني وقت ياسعود
تهدا الاوضاع و نرجع نتكلم ..

وطلع ... يخرج ما كتم بداخله من زفرات حرقت صدره ..
دخان بركانه حجب الاضواء عنه ...
ماتت الفاظه جميعها على شفاه الصمت ..
وانطبق الالم بفكين شرسين .. علقا في جسده ...
سادت الظلمه روحه في جمود السكون ... و جمود قلبه الذي هدأ فجأه ..
وكأن الصدمه اسكتته ...
لماذا الان ؟
لماذا تريد الخلاص مني بهذه البساطه ؟
آآنست بقرب ذاك .. ولم يعد يهمها وجودي .
أحنت لقصص الهوى الماضيه .. و اعلنت اني عائق في طريقها ..
آآآضاقت ذرعا بي و بحياتي ..
ماذا توقعت ؟ بأني سأطلق سراحها بكل عفويه
وألوح لها بيدي مودعا ببساطه ...
ااتنازل عن حقي لمجرد انها لاتريدني ..
اي غبي ظنتني ...
واي متساهل في حقوقه احبت ان تتلاعب عليه ...
ألم تعلم مافي جوفي لها .. دون ان انقب عنه ..
ألاترى مافي عيني من تردد نحوهاا ... دون ان اترجمه..
اي افق ذاك الذي اسبح فيه ولااستقر ..
واي نكران يحيط بي .. ويقيد افكاري ..
ويسقطني في هاويه الذكرى تتقاذفني فيها الاشباح ..
اغرقت حقاآآ .. ام ضعت سدى ..
أم انك لم تجد الدرب الواضح .. وظللت الهدى ..
لا مهرب من الجراح .. فلقد مرت على القلب وناح ..
جرح يصرخ كالجوع البائس .. كا الصوت الصارخ ..
كالريح الغاضبه .. وانا بائس لاحراك ..
هي احجيه في نفسك ففك شفرتها برويه .. يا رجل
وصدق بها .. فهي هويه في النهايه ..
تنهد بتعب لاول مره يشعر به .. من تخدر عضلاته المتصلبه
و ألم رأسه النابض .. وتراخي اجفان عينيه المثقله بالسهاد..
يشد من قبضتيه على مقود السياره ... ويمضي في طريقه
تارك ليلاه خلفه .. وبعض منه هناك ..


أغضب أغضب لن أحتمل الجرح الساخر
جرح قد مرّ مساء الأمس على قلبي
جرح يجثم كالّليل المعتم في قلبي
يجثم أسود كالنقمة في فكر ثائر
جرح لم يعرف إنسان قبلي مثله
لن يشكو قلب بشريّ بعدي مثله



********************************



دخل طلال بإبتسامه حجره اختيه .. ومباشره استلقى على فراش وداد ..
جود بنظره له : قوم الحين تسمعك موشح عن فراشها الوثير ..
تكى على يده و قال : ماعلي منها .. إلا هي وينها ؟
جود وهي تقلب الصفحه في كتابها ..: عند امي ..
طلال وهو يقرأ اسم الكتاب " الكيمياء العضويه " .. ابتسم وقال
: يااختي حالك عجيب .. البنات في الاجازات يصيبهم فقدان ذاكره عن موادهم وكتبهم
وانتي ماشاء الله تتسلين في كيمياء .. وكرر بسخريه : كيمياء عاد ..
جود : احاول استرجع المعلومات ..
طلال وهو يرفع المخده .. ويضحك بصوت عالي .. روايات عبير وكم وافر من روايات احلام
ناظرته جود وضحكت مثله ..
طلال : هذي كيف تنام تحت الكتب هذي ..
جود : لزوم طقوس النوم والاحلام السعيده ..
ضحك طلال ومسك روايه وقرأها اسمها بصوت عالي " موعد مع الغرام "
دخلت وداد .. شهقت بدهشه .. وجرت بسرعه ناحيه سريرها
خطفت الكتاب من يده وقالت
: طلالوه .. قوم من فوق فراشي .. كم مره ... !!
قاطعها وهو يتوسد يده : ادري بتقولين كم مره قلت لك لاتنام على فراشي ..
الله عاد ياريش النعام ...
بسخريه ردت : مالك علاقه .. ريش نعام ولا ريش دجاج .. قوم بسرعه ..
جلس وقال : الله يعين رجلك عليك بكره .. وين بينام المسكين ؟
احمرت خجلا وهي ترد بصوت منخفض : طلال .. عن اللقافه ..
حك شعره وقال بمسؤليه : اكيد امي قالت لك عن خطوبه ناصر لك ... اسمعي يااختي
انااعرف الرجال .. ماشاء الله اخلاق و رجوله و ماعليه كلام .. لكن ماودي ادخل في
حياتك .. اللي تبينه بيصير .. والرأي رأيك في الاول والاخير .
ارتعشت اطرافها فجلست على طرف سرير اختها .. و همست بخجل
: الله يخليك لي ياخوي ..
تدخلت جود وهي تقلب الصفحات بدون اهتمام ..
: فيه روايه اسمها " حلم سندريللا " نازله جديده في الاسواق ..
بحلقت فيها وداد بدون تصديق ..
فقال طلال بإبتسامه : وشفيك ؟ انعديت من وداد ياجود ..
تجاهلت نظرات وداد و قالت بجديه لاخوها
: لا .. لكن القصه مثيره..
طلال بشك : طيب ... ويش علاقتها بخطوبه ناصر ؟
وداد بتوتر : ماعليك منها .. ماعندها سالفه ..
جود بسخريه : خليني اكمل ..
تحدتها وداد بنظراتها .. : كملي ياجود ..
تدخل طلال بتساؤل وهي ينقل نظراته بين الثنتين
: وشفيكم ,.. تتكلمون بالالغاز ..
جود بدون اهتمام : مافي شي... الموضوع غايه في السخافه ..
قام طلال وقال : وداد .. خذي وقتك .. وربي يسهل عليك يااختي ويسعدكم جميع ان شاء الله .
وداد تخفي حنقها على اختها و تبتسم في وجه اخيها
: وياك ياخوي .. الله يرزقك ويحفظك ..
تحملت خروجه .. حتى ثارت ثائرتها على جود ..
بغضب : اقسم بالله انك في غايه السخافه .. ويش قصدك من كلامك ؟
جود : قصدي واضح.. انك ترجعين لعقلك .. و تفكرين صح في الوقت الصح ..
وداد بقهر : بالله الحين وشفيه ناصر.. يعني لو خطبني من دون قصه سندريللا ذي .. كان غيرت
رأيك فيه ؟
جود بإستفزاز : انتي حالمه وسخيفه لابعد درجه.. بكره لو واحد ارسلك رساله مع حمام زاجل
ولا رمى لك ورده .. بتتعلقين فيه ..
شهقت وداد بصدمه : جود .. هذا تفكيرك فيني .. تحسبيني سخيفه علشان اعلق في كل رجال
يمر من جنبي ...
رمت الكتاب على السرير و واجهتها ..
: ود .. تهمني مصلحتك يااختي .. مابيك تتورطين في حلم صنعتيه اوصنعه لك رجل يحب التلاعب
بالواقع .. ويضحك عليك ..
احمر وجهها من فرط الصدمه وقالت بأسى ..
: ماتوقعتك كذا ابدا .. كان ودي تدعين لي و تتمنين لي السعاده .. مو تتفلسفين على راسي
وتسوين فيها مصلحه اجتماعيه ..
اقتربت منها وكملت بمراره .....
: انا اختك الكبيره .. وانا اللي ساهمت في تربيتك بشكل كبير
وحسافه اذا كان تعليمك العالي ماعلمك التواضع و الاحترام ..
تركتها ومشت حتى وصلت الباب ومسحت دموعها المتساقطه.. وقالت
: تعرفين ياجود .. ساعدتيني في اتخاذ القرار .. انا موافقه على ناصر .. في البدايه كنت
متردده .. بعيد عن هوسه بقصه سندريللا.. لكن هالمره انا موافقه عناد فيك .

وتركت اختها مفجوعه من قرارها .... حاولت اللحاق بها .. لكنها جمدت ..
اهو ندم .. ام لا مبالاه لمصير اختها ..
ام هي صدمه ان تكون مخطئه وهي لاتعلم ..
او صائبه ولااحد يعلم بها.. ولا يعيرها اهتمام
تأملت كتابها .. على صفحه خاصه ..
هناك تفاعل وانفجار .. ونتيجه لم تكن في الحسبان ..
حسابات دقيقه .. واوزان ومعايير على خيط رفيع ..
اذا دخل الخطآ بينهم انهار البنيان وفشلت التجربه ..
وهذا ماتخافه .. بعيد عن العواطف فتلك دعابه ..




***************************



إلتزم المسجد في ساعات الفجر الاولى .. وانتظر .. قرأ ماتيسر من القرأن
واهتدى بفضل من الله عز وجل .. واستكان قلبه بذكر الله ..
" افلا بذكر الله تطمئن القلوب "
هدأت عاصفته الهوجاء ..و حمد الله على سلامته وسلامه عائلته
قيادته المجنونه كادت تودي بحياه من يعزهم .. لكن فضل من الله ورحمته
اهتدى الى الصواب .. واستعاذ به من الشيطان الرجيم ..
استرخى مستندا .. وغمض عيونه بهدوء ..
قبل يفتح عيونه على لهاث شخص قربه ..
ناصر : وينك يارجال ؟ ياني قلبت عليك الرياض ؟
مطلق بهمس : خير ياناصر ..
ناصر : خالتي دقت علي تقول ان فيك شي ؟
رجع يسند راسه ويرد : مافيني شي.. ارجع البيت ..
ناصر بضحكه : ليش مسجد ابوك .. هذي مساجد الله ..
اقترب اكثر وقال بجديه : مطلق .. ليش ماجبت مرتك معك ؟
نبض عرق في جبينه و قد طمر ذكراها بالاجبار ..
لاحظ ناصر عليه فماارتاح و سأله ..
: ليش ماتخبرني .. لايكون طلقتها .. ؟!!!
تنهد مطلق وقال : يااخي ماتحترم المكان .. اسكت اسكت..
امتعض ناصر .. و استند بجابنه وقال
: طيب ريحني قلت كلمتك السحريه ..
مطلق بنفاذ صبر : لا .. ماطلقتها .. ارتحت .
ابتسم ناصر وقال : ايه ارتحت .. لكن ماقصدي هذي .. قصدي كلمه احبك ..
فتح عيونه على وسعها و شعت ببعض مما جادت به الجراح الخفيه ..
اهي عقده اللسان ما اوقعته في عدم الفصاحه ..
أألجمه الكبرياء و حبسه منفردا في غابه موحشه ..
تنهد ورجع يسترخي بتمثيل : صلى ركعتين شكر ياناصر .. لاني ماسك نفسي غصب
عن ذبحك ..

ضحك ناصروارتاح .. .. وانشغل بالنقرعلى اصابعه يسبح الله .. ويستغفر رب العباد ..
وتبعه مطلق .. ذاكرين الله .. مهللين له في ساعات يكون فيها اقرب للانسان
من الانسان .. دعوات لا تخيب بإذنه ... ورجاء بما ليس لديهم سواه ..

((ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقي ثلث الليل الآخر،
فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر))

"اللهم لا تحرمنا رؤية وجهك الكريم بسوء فعالنااللهم نسألك لذة النظر الي وجهك الكريم.
اللهم ان قعدت بنا اعمالنا فان في القلوب شوق عظيم لرؤية الرب المتعال"

"اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم في غير ضراء مضرة ولافتنة مظلة"



****************************



يلفها ظلام دامس ولا احد غيرها .. وهي تقف محدقه فيه ولاحراك ..
نهضت مفزوعه متعرقه ..لتتأمل نفسها جيدا ..مازالت كما كانت ليله البارحه ..
كانت نايمه في حجره اخوها .. وحولها اخواتها .. والصوره عن ألف معنى..
اخذت جلابيه جهزتها من قبل و دخلت الحمام .. اخذت دوش على السريع و توضت
طلعت وكومت فستانها في الزاويه بدون اهتمام ..بعد ضيق شعرت فيه بسببه
افترشت للصلاه .. قبل تقاطعها سلوى :
: ليلى .. البارحه زوجك واهله رجعوا بعد العشاء على طول ؟

لم تكبح رعشه البرد التي سرت في عروقها .. ووخزه الندم .. ليس من اجله
هو بل من اجل عائلته !!
حاولت عدم الاهتمام رغم شحوبها الواضح من التفكير ..
رفعت يديها لتكبيره الاحرام ..فقاطعتها سلوى مجددا ..
: ليلى .. الموضوع وصل للجهات المختصه .. جدي عصب لكن سعود هداه .. ليلى
خبريني ايش الحكايه ؟
تنهدت ليلى .. والتفتت ناحيه سجادتها المفروشه .. كبرت بصوت مسموع محاوله انها
تبعد كل شي وهي تقف بين يدي الله .. ..

مااصعب الحياة ..حين علينا مواجهه صعابها بأنفسنا .. وحين تعجز عن مشاركه الاخرين
احزانك .. يتلقفك الاسى والوحده وتبدأ في رثاء حالك حتى الهلاك ..
ماتذكرته ليله الامس .. لم يكن شيئا كثيرا .. لقد وصم على حياتها بالنكران ..
ذهب وتركها بكل بساطه .. بلامعنى جعلها وحيده ..
أليس هذا ماكنتي تريدنه ؟ وتحاولين اثباته منذ البدايه ...
لما الحزن متوغل في قلبك لرحيله ..
اتركيه يذهب بدون اسف عليه .. مثلما فعل لك ..

اكملت وردها من القرأن الكريم.. قبل تدخل ريهام .
ريهام بإبتسامه : صباح الخير ..
ليلى بدفء : صباح النوروالسرور .. ان شاء الله نمتم زين ..
جلست على طرف السرير وقالت : اساسا مانمنا .. سهرنا حتى قبل الفجر .. نجمه هذي
فاكهه الجلسه ياحظ سعود فيها ..
ابتسمت ليلى وحمدت الله ان اخوها اختار المناسبه له .. حتى ولو كان من اشد المعارضين عليها ..
ليلى بقناعه : الحمدلله .. الطيبون للطيبات ..
شردت ريهام مع افكارها.. وبعدها رفعت رأسها بمسحه من الالم على وجهها ..
: نسيت اقولك .. ترى كلهم يفطرون تحت .. الجو عائلي تعالي افطري معنا ..
ليلى بشحوب واضح : مالي نفس اكل شي.. روحي انتي وافطري وبالعافيه عليكم ..
وضح التردد على وجه ريهام .. فتأملت الحجره.. وقالت : هذي حجره سعود ..
ليلى : المسكين .. احتليناها عليه امس .. لكن علشان عين تكرم مرج عيون ..
ريهام : الله يوفقهم ان شاء الله ..طيب انا نازله تبين شي ؟
ليلى : سلامتك ..

المكان هادئ بعد خروج ريهام .. تنهدت بتعب .. والالم ينخر عظامها ..
بل ينخر قلبها ويجوفه .. افترشت الارض وتوسدت يدها.. وعينها على سفره الضوء
تحت عتبات الباب ... فداعبها النوم مجددا وكأنه يغيبها عن يومها ..
ادركت ان ايامها لن تمر بسهوله ... وان الجروح تحتاج لوقت طويل لكي تشفى ..
وان البؤس سيرافقها في حياتها .. هو واقع لابد من تصديقه وتحمل مسؤليته ..
سمعت صوت سعود .. فلجأت الى النوم .. تهربآ من المسائله .
ليست في مزاج يسمح لها بالاخذ والعطاء مع اي احد ..
تريد ان تكون وحيده .. تجمع شتات نفسها وتملك القدره على مواجهه الاخرين ..
فتح الباب .. ولم يدخل .. راقب اخته النائمه .. و بعدها قفل الباب بهدوء ..
لتتبعه خطواته .. فتحت عينيها بعده .. و استدرات للجهه الاخرى ..
محاوله النسيان ..
ستطوي صفحه مطلق والحياه معه بأي طريقه ...
لابد لها ان تكون في كامل قوتها لتستعد للقادم ..



*****************************





للمره الثالثه .. تناديها امها وهي سارحه مع افكارها ..
ام نجمه : نجمه.. وينك يابنت ؟
نجمه بإستعجال : جايه ..يمه .
ابتسمت الام :
: الله يسعدك يابنتي ... ماادري ايش اسوي بعدك ؟
نجمه بإبتسامه و ان كان داخلها ضياع ..
: لو تبين يايمه .. بقعد واخدمك لنهايه عمري ..
ام نجمه بحزن : لاوالله يابنتي .. ربي يسعدك في حياتك ..
هذي سنه الحياه .. كلكم بتتزوجون وتروحون ...
جلست جنب امها واحتضنتها ..
: ربي يخليك ياامي ويحفظك ..
دخل صالح وقال
: نجمه .. تعالي .. زوجك بيبك ..
بحلقت فيه بعدم تصديق : نعم .. مين ؟
صالح بفظاظه: سلامات ..صمخا ماتسمعين اقولك زوجك ..
اصطبغ وجهها بالحمره .. غضب وقهر منه .
لم تنسى ماحدث لها ليله البارحه .. وذلك الاحباط الذي لم تتوقعه ..
: خير ويش يبي هذا من صباح الله خير ؟
صرخ صالح في وجهها بغضب :
: استحي على وجهك في وحده عاقله تقول عن زوجها كذا ..
تخصرت وقالت بعناد ..
: مالك علاقه .. انا مجنونه .. قول نايمه ولامصدعه ..
مسك يدها بقوه .. وقال بعصبيه
: بتمشين قدامي ... ولاااكسر راسك ..
تدخلت امه وهي تفك يده عنها ..
: صالح بالرفق على اختك ... ..
طالعت لبنتها بحنان وقالت : وانتي يمه يانجمه روحي لزوجك ..
تأففت نجمه .. وقالت : علشان خاطر امي .. ولاانت يالتيس
مالك خاطر عندي ...
عصب صالح ..فشد شعرها بقوه ..صرخت صرخه وصلت لاسماع
سعود .. فقام من مكانه ... وبعدها رجع ..
انتظر لحظات حتى دخل صالح معصب عليه ..
سعود : خير يا صالح في شي ؟
صالح بنكران رغم عصبيته الواضحه..
: لا ابدا سلامتك ..
انتظر لحظات .. حتى دخلت المجلس .. بهدوء .. وان وضحت الرجفه في الصينيه..
نطقت السلام وجلست في المكان البعيد .. في الزاويه ..
وعم الصمت .. بين الثلاثه .. فجأه
تأففت نجمه بصوت مسموع و حطت يدها على خدها دليل الملل ..
وقف صالح وقال : بجيب جوالي وراجع ..
وكأنه يعطيهم فسحه من الوقت .. للتحدث
وجه نظرات حاده لنجمه : قومي قهوي زوجك ..
قامت مرغمه ..على خروج صالح .. ارتخى سعود في جلسته وراقبها ..
قال بتهكم : تعالي اعطيني كفين علشان ترتاحين ..
نظرت إليه بشكل عادي وقالت : خير ويش قلت ؟
تحاول بشتى الطرق تجاهله ...
انتظرها حتى قربت له فنجان القهوه . ..تناوله منها
: شكلك مغصوبه ..
ابتسمت بشكل فظ وقالت : تبي الصراحه .. ماكنت فاضيه .. اصلا ماكنت متوقعه
زيارتك المفاجئه ..
رشف قهوته دفعه واحده رغم سخونتها .. ورد بتهكم
: لاتخافين .. ما هو شوق اللي جابني ..
بلعت لعابها بغضب وقالت : والمطلوب مني ؟
سعود : ابي اعرف اشفيها ليلى بالتحديد .. ؟
نجمه بإستنكار : وانا ايش دراني روح اسألها ..
اخذ نفس طويل : تبين تقنعيني انك ماتعرفين عنها شي ..
رفعت اكتافها بتجاهل .. و سكتت .. وتشاغلت بأظافرها قدامه ..
دعك ذقنه .. بنفاذ صبره ووقف ..
قالت بتشاغل : سلم على ليلى ...
مشى بخطوات طويله وجلس جبنها بتثاقل ..وظل يتأملها كأنها لوحه قدامه ..
رفعت نظراتها له .. فصب الخجل في دمها .. كان يستمر في النظر في عيونها
وكأنه يثبت صورته في صفاء عينيها المتأججه بالعاطفه ..
قالت بدفاع : مااعرف شي عنها .. وان عرفت تحسبني بخر كل شي عندك ..
لاحظ علامات واضحه لخدش على رقبتها .. فلامسها برقه ..
قفزت مذعوره للخلف من حركتها وطالعت جهه الباب مباشره ..
ابتسم وقال : وشفيك .. ليش خفت كذا ؟
عقدت حواجبها ..وقالت : انا مشغوله تبي شي .. قول بسرعه ..
ضحك .. فترددت ضحكاته في المجلس الكبير ...
سعود : ياحليلك يانجمه اذا تصنعت البراءه ..
بحلقت فيه بدون تصديق وكررت كلماته بدون استيعاب ..
: تصنعت البراءه ..؟؟!!!

حاولت ان تكون جاهله و تقليديه .. و تمضي بدون ان تمعن النظر في كل شيء ..
حاولت ان تكون مثل ماكانت امها تقول لها وتحكي لها قصص تشيب لها شعر الرأس .
عن خنوع المرأه .. وتشبيهها بتلك الفارغه الرؤؤس .. تتبع الراعي ولا يسمع لها سوى
صوت بطونها ...
قهر الرجل ليس امر عاديا يمر على الانثى ..
وحواء عن حواء تختلف كصب المعدن في قوالب مختلفه ..
هي لم تكمل تعليمها صحيح .. ولم تختلط بمن لديهن باع طويل مع الرجال ..
لكن نظراته سامه ...فيها بعض من الاسرار تجهلها .. لايمكن المرور عليها بسلام ..
ليس هو الشخص من رسمت خيالاته يقف قربها ..
وابتسمت عندما يحل اسمه في كل مجلس ..
هناك امرا ما يجعله مختلف ويجعلها بائسه .. لكن ماهو ؟!!


********************************





دخل الجناح .. ورمى بنفسه متهالك على السرير .. وليته لم يفعل
كان يظن ان سلطان النوم سيطبق اجفانه على الفور.
لكن ماان استنشق رائحتها حتى انتفضت افكاره وهاجت مشاعره ..
استدار مبتعدا عن مكانها.. لكن عبقها نفذ الى خلاياه ..
و ايقظ سبات عاطفته .. و اصابه شجن من الذكريات ..
اخطأ عندما فكر في اللجوء الى فراشها ابتغاء الراحه ..
فتلك الراحه المنشوده اصبحت امنيه ..
امنيه تتعمق في جوفه وتصبح غايه لاتدرك ..
انتفض متأففآ .. وترك المكان بأكمله ..
طرق الباب خلفه بقوه ... دخل مكتبه
واسترخى على الكنبه الجلديه الطويله ...
متأمل السقف في انوار شبه خافته ..
وفكر في مصير شخصين معلق في كلمه ..
كلمه واحده لها طرفين حادين كل واحد منهما مشحوذ ببراعه و شده ..
نام على جنبه .. وارخى اجفانه ..
وتلك الافكار لم تهدأ .. بل على العكس زادت شراسه على اعصابه ..
جلس .. وامسك رأسه ضاغطا عليه بشده ..
تذكر صورته الحسنه ونظراته البارده ..
وشبابيته البهيه ..
ابتعد في افكاره حتى حد المقارنه بينه وبين الاخرين ..
وهو الرجل المغتر بنفسه ..
من الظلم ان يقرن الاخرين به ..لان لاطائل لاحد معه ..
و من غير الانصاف ان يفعل ذلك ..
رجل لاترضيه انصاف الحلول .. ولايتسغني عما يريده الا بأمر من الشديد القوي ..

اخذ شماغه في يده .. وطلع من الجناح بأكمله ..
ونزل الدرج بسرعه قرر يطلع من البيت .. قبل ماتناديه والدته .
لبس شماغه .. و توجه ناحيتها .. كان وجهها مايتفسر .. يبدو عليها الضيق
ربتت على المكان الخالي جنبها وقالت ...
: تعال ..ابيك في سالفه ؟
كان يعرف انها بتحاكيه عن ليلى ..
رد في عجله : بعدين يمه .. مشغول الحين .
قالت بصرامه واضحه ..
: اقولك تعال .. العمر يخلص والشغل مايخلص
ابتسم مطلق .. لاول مره امره تتكلم معه بطريقه منفعله
تذكر طفولته وشخصيه امه المتحكمه بكل زمام الامور ..
قبل يتحمل مسؤليه عائله بأكملها ..
جلس جنبها .. : خير يالغاليه ..
والدته : الخير في وجهك .. ياولد غانم .
تجعدت عينيه بأبتسامه كبيره .. قرب منها محاول انه يقبل رأسها
لكنها دفعته برفق ..
مطلق بإستنكار : افااا ياام مطلق .. شكلك زعلانه ..
والدته : وشفيك على بنت احمد ؟
دعك جبينه بحيره .. والتزم الصمت يجد فرصه للتفكير ..
رجعت تسأله بحكمه : انتم متزاعلين من بعضكم ؟
تنهد وبعدها قال : مافي شيء بيننا ..
: كيف يمه مافي شيء بينكم .. وجدتها لمحت لي البارحه ان حالها ماتسر احد
تقول انها زياره .. طيب ليش ماردت معانا ...
اشتدت قبضته بقهر لا يصل إلى مركزه ويتسأصله بكل قسوه ..
نظر لها بتركيز وثقه ..
: اسمعي يمه .. مافي اي شي بيننا ..حبت تظل مع اهلها شوي .. ارتاحي
انتي بس ولا تتعبي نفسك ..
ام مطلق برجاء : والله ياولدي مادام انت مرتاح انت وخواتك والله اني مرتاحه ..
ربي يصلحكم ويهدي بالكم ...
اقبل مطلق عليها وقبلها بحب عظيم ..
مطلق : الله يخليك لنا .. طيب يمه .. توصين شي بطلع .
بحنان : ترفق بحالك ياولدي ..

وكأنها ترسل له رساله مبطنه .. ان اشدد من ازر نفسك وتحمل
لكن اتحمل ماذا ؟
اتحمل تلك النار التي تشتعل بجوفي .. حتى احس بحرارتها تخرج مع انفاسي ..
حينما اتذكر بأنه اقرب مني لها ...
اتحمل صخورا قد جثمت على قلبي .. وزادت من اثقالي ..
ااتحمل شوقي لها ... اشعر ان حواسي لا فائده لها بدونها يا امي
وكأني مصاب بالحمى ..
ااتحمل ان افكر بمجرد التفكير ان افقدها ..
تحسب نفسها قطعه ثمينه اخبأها في صناديق تحت الارض .. لكنها اغلى من كل هذا
مابالها تغضب وهي في راحه اليد .. اشفق على انقباضها وانبساطها مخافه الانفلات ..
اريدها ولا اريدها ..
تقول انها لاتريدني .. فمارغبتها تلك الا زياده في تملكي لها .. وتمسكي بها .

كيف اقولها لها ؟

أشهد أن لا امرأة ً

قد أخذت من اهتمامي

نصف ما أخذت

واستعمرتني مثلما فعلت

وحررتني مثلما فعلت



************************************



أصابها الكسل والخمول .. وارتخت عضلاتها بألم قد اصابها ..
بعدما ذهب اخر الضيوف .. وان كانت من ضمن عائلتها ..
فمزاجها لايرحب بوجود اي احد ..
دخلت المطبخ .. قابلتها سلوى بإبتسامه
: هلا والله ... بالاميره النائمه.. مابغيت تصحين الله يهديك ..
استندى على الثلاجه وردت بكسل ..
: البارحه تعبت تعب.. احس اني نمت مثل المخدره..
سلوى بلوم ..: من البارحه ماطب شي بطنك ..
اقتربت .. منها وقالت : جايعه ..و نفسي في شي ساخن .
فتحت سلوى الفرن بإبتسامه عريضه ..
: شبيك لبيك .. البيتزا بين يديك ..
ليلى بفرحه: ياحبي لك ياسلوى .. الله يخليك لي .
سلوى : مسويه معجنات تونه وجبنه و بيتزا واصابع جوز الهند .. وعزمت نجمه تجي عندنا ..
تقول مشغوله .. عاد اذا خلصت شغلتها بتجي ..يعني جلسه بنات تسر الخاطر ..
ليلى بإعجاب لاختها : والله مافي منك ثنتين في العالم كله ..
سلوى بفخر : ادري ادري .. قريت الخبر في الجرايد ..
ضحكت ليلى على دخله عمتها ..
فاطمه : اخيرا صحيت ياليلى .. لاتكوني حامل يابنت وغاطه في النوم .
شحب وجه ليلى .. وخافت من كلامها وكأنها تحذير لها
انكرت بشده : لا .. مافي حمل اوشي .. لكن كنت تعبانه ..
ساندتها سلوى : البارحه ما جلست مسكينه علشان كذا كانت تعبانه ,
فاطمه بعتب : كلنا اشتغلنا .. وانتن ماقصرتن معها ..
تأففت ليلى وخرجت من المطبخ ...بكلمه قدرت تغير مزاجها وتقلب كيانها
" حامل " لا ياليلى .. النوم ما هو دليل على الحمل .
الله يسامح من كان السبب .. انا مو ناقصه مطب ثاني في حياتي ...
كفايه مطلق بحد ذاته ..
يارب سترك ..
رددت جدتها بريب خلفها : يارب سترك ورحمتك ..
تصنعت ابتسامه و اقبلت على رأس جدتها .. تقبلها بحب
الجده بلوم : وينك يايمه ماشفتك من البارحه ؟
ليلى : السموحه يمه .. لكن التعب هاد حيلي ..
الجده : البارحه ماكان في احد راضي عنك .. حتى جدك اول مره اشوفه معصب منك ..
كملت بحنيه لما شافت وجهها المتغير : علامك يابنتي ؟ ليش حالك متغير كذا ؟
ريحي بالي يايمه ولا تزيدين تعبي تعب ..
مسحت انفها وقالت بحزن: مافي شي ..
قاطعتها بحده : لاتقولي مافيك شي .. انا عاتبه عليك .. حماتك تروح حتى ماتودعينها
ولا تتعذرين لها .. جدك يقول زوجك راح ضايق صدره ماتهنى لافي عشاء او مجلس .

تأففت .. بضيق .. يعني كل هذا الموشح علشان خاطر الاستاذ مطلق
لو تدرون ايش سوى فيني ؟ ماكنتم حتى استقبلتوه في بيتكم..
قامت بسرعه .. وقالت بإنفعال: ويش تبوني اقول لكم ؟ احترت معاكم ..
تدخل سعود بصرخته عليها ..
: ليلى .. ترفعين صوتك على جدتي .. هذي غريبه منك ..
ضمت شفتيها بتوتر ونقلت نظراتها بينهم ...
: ماتشوفهم .. كل هذا لاني قاعده معكم .. ياليتني اموت واريحكم مني ..
ومشت من قربه فمسك يدها .وقال بحنيه
: علامك ياليلى ؟ ايش اللي مغيرك ؟
تأففت بأنزعاج وافلتت يدها منه وتركتهم ..
الجده بحزن : والله عين وصابتها ..
سعود يجلس ويحب راس جدته ..
: لاتزعلي منها يمه ... بينها وبين زوجها خلاف بسيط .. علشان كذا تعبانه نفسيتها ..
الجده بخوف ..: خير ان شاء الله .. ويش الخلاف اللي يترك الرجال مرته فيها
ولايكلمها ؟


حك سعود راسه بحيره .. لو تدري انه يدور في دائره معاهم ولاهو فاهم شي
حتى زيارته لنجمه .. مااستفاد منها الاوجع الرأس .. والندم .. وبعض من شرارات
تجعله يبتسم رغما عنه ..
استرجع ماصار بينهم .. تلك العينين سرعان ماتحولت الى لون غائر مضمحل
لايقرأ فيه سوى الصدمه .. ..
كررت كلماته : اتصنع البراءه . ليش شايفني ماعندي اخلاق ؟
سعود بدفاع : اعوذ بالله .. وانا اخذ واحده بدون اخلاق .. شهادتي فيك مجروحه ..
وكشر في وجهها بأبتسامه مزيفه ..
وقفت .. قدامه بعصبيه ..: ياشين زيارتك اللي ترفع الضغط .
مسك عضدها وهزها : لاتصرخين في وجهي .. انا ماني واحد من اخوانك ..
حاولت تفك اصابعه .. لكن شد عليها ..
نظرت له بعمق وسألته سؤال يدور في بالها .. تحرضها نظرات عيونه
المبهمه والمليئه بالاسرار ..
: سعود .. انت مغصوب علي ؟
تركها بقسوه لتعود للوراء .. لكن نظراتها لم تتغير بل كان هناك مزيج من الانتصار فيها .
سعود : مغصوب ؟ مسكينه كل هذي صدمه اني اخذتك ..
نجمه بإبتسامه : لاوالله مصدق نفسك .. والله انت اللي مسكين .. كنت برفق بحالك
يا الشين .. شيبه مين بيرضى فيك غيري ..
استفزته لاخر حد.. لاول مره يعقد مقارنه بينها وبين اخواته ..
كانت ذكيه و متمرده و مقامره في الاخذ والعطاء ..
يشعر بأنها تستخرج منه اشياء بالكاد يعرفها عن نفسه ..
تثور ثائرته معها ويهدأ .. يجد نفسه مزيج ونقيض معها .
لاتعرف الهدوء او الاستسلام ..
لايهمها شي ولا ترضى بالانسحاب ..
سألها بهدوء محاولا اخفاء نفسه ..
: ليش قلت عني اني مغصوب عليك ؟ سامعه شي ..
تحدته بنظراتهاوقالت بجرأه...
: لا .. لكن مافيك شي يدل انك تبيني .. كانك اخذتني علشان ترضي غيرك ..
كتف ذراعيه بأبتسامه : الله يااستاذه نجمه .. فهميني كيف يعني ؟
اقترب منها ومسك يدها قبل تتكلم وجلسها قربه ..
كانت تلك الحركات العاديه .. قد سلبت جرأتها منها ..
كيف تغيرت .. كانت ثائره قبل قليل ولكنها خمدت بسرعه ..
هي تعرف ان هناك شيء ينغص عليها ..
لاتستطيع ان تفهم لما يفعل معها ذلك ..
ولما يتصرف بغرابه ..
جاوبت بتردد : اللي اسمعه من البنات .. في فتره الملكه .. يكون غير تصرفاتك ..
معاملتك ونظراتك لي غريبه ..
ارتخت اعصابه و كأن نظراتها تلك قد المته ..
لم يعتد على ايذاء الاخرين بقصد او بدونه
وان فعل فإنه لايتردد في الاعتذار لهم ..
لكن هناك شيئ صحيح في بعض مما قالته .
لايستطيع ان ينسى .. بأنه مرغم عليها..
قال بهدوء ..: انا اعتذر ... اذا تصرفت معك بخشونه .. ماقصدت اكون لئيم ..
لكن الظروف تحكم علينا نتصرف بطريقه مختلفه .
ابتسمت له وردت : سبب مقنع ..
اقترب منها وقال متناسيا كل شي ..
: تعرفين احلى شيء فيك .. عيونك ..
ارتفعت حمره الخجل الى خدودها ولجأت الى الصمت ..
ضحك عليها وقال بكبرياء مزيف .. وهو يقرأ تغير ملامحها الخجوله ..
: ياحليلك مصدقه نفسك ..
زمت شفايفها بعصبيه ..وقهر ..
فوقفت شالت صينيه القهوه وقالت بفظاظه ..
: خلصنا .. قهوه وشربت و كل الكلام اللي كان يقرقع في قلبك قلته وما قصرت
والحين اعطيني مقفاك عندي شغل ..
ضحك عليها ... و قف بجانبها وقال ..
: ماتهونين علي يابنت سالم .. اروح و خاطرك مكسور ..
رفعت حاجبهاوقالت رغم رعشتها من نظرته: والله يالرجال ماينعرف لكم ..
ضحك منها .. على دخله صالح .. في الوقت المناسب ..
فخرجت على استحياء تحت نظراته الودوده ..


***************************



انغشت السماء بظلام دامس ..وحل الليل بعدنا اغلق الجميع ابواب منزله
الخارجيه .. وهدأت القريه إلا من القلائل ..
استكان الجميع في منازلهم .. وهي استكانت في زاويه حجرتها .. بعد ان صلت
العشاء و قرأت القرآن ..
اعتصمت عن نظرات الجميع .. وابتعدت عنهم .. تنازلت عن جلساتهم المسائيه الدافئه
مازالت وحيده بينهم .. وكأن شيئا لم يكن ..
كل همومها بسببه هو لاغير ..
حولها الى حطام هشيم .. لا نفع لها ..
مازال شعورها بالندم لمعاملتها لجدتها بفظاظه لم تعتدها هي ..
يجب ان تكون قويه .. فكيف ستخبرهم انها تريد الانفصال عنه ؟
تنهدت بحيره .. على طرقات رتيبه على الباب ..
توجست خوفا .. تعرف طارقها جيدآ ..
فتحت الباب وشرشف الصلاه عليها ..
جدها بتلك النظره التقيميه : تعالي ابيك في المجلس ؟
كانت تريد ان ترفض .. لكن تعرف انه لقاء لابد منه
تبعته بصمت .. .. كان دخل قبلها وجلس في منتصف مجلسه كالعاده
اشار لجلوسها بطرف عينه ..
قال بنبره معاتبه فيها بعض الحده ..
: علامك يابنت .. مااشوفك يوم بحاله .. كل ماسألت عنك قالوا نايمه؟
حركت الخاتم في يدها بتوتر.. وان كان الاسف واضح على وجهها لكن ما استطاعت
ان تنطقه شفتيها ..
سأل بحكمه : في شيء مضايقك يابنتي ؟
مسحت ضبابيه غطت عينيها وقالت بإقتضاب : ..
: لا ..
اعتدل في جلسته وقال : اسمعي يابنتي .. يوم انك تقولين مابك خلاف
ماهو باين عليك ..انتي عند اهلك .. مين بياخذ حقك لو اشتدت الدنيا عليك ..

رفعت عينيها له برجاء .. اصاب قلبها بحاجه لم يدركها احد سواه
رأتها في عينيه لم تكن عتب او هجوم او دفاع عن حقوق مجهوله
كان يمهد لها طريقها .. ويسندها في الحياه ..

نطقت بهدوء : الله يخليك لي يابوي ..
ابتسم لها بمحبه وقال : ماتنضامين يابنتي وانا حي ..

صرخ شيء بداخلها .. و ارتوى عطشها .. و انقشع ليلها
ببصيص من الامل ...

مسح على لحيته .. وسأل : انتي متضايقه مع زوجك ؟
طالعها ينتظر ردها فقالت بإستسلام : بيننا خلاف ياجدي ..
تنحنح يطرد غصه .. وسأل بإهتمام وهو يخفض صوته ..
: وخلافكم ماينحل بينكم ؟

هزت رأسها بلا .. محاوله قدر الامكان ان تمنع شهقاتها من الانزلاق من حنجرتها
وفضح ضعفها .. الحقيقه صعبه ومؤلمه وهي لاتستطيع ان تجرح قدرته على الاحتمال
فالامر شاق و مرير .. و عليها اخفاء نصف الحقيقه .... .
انتظر لحظات ثم قال بعدها بصوت دافئ ..
: اسمعي يابنتي...الزواج مثل الزرع .. اذا اهتميت فيه نما وزاد وجاد ..
واذا اهملتيه مات ... الزواج ماهو لعبه .. يحتاج منكم الصبر والتضحيه
اخذ نفس قصير ممعن النظر في وجهها المغتضن ..
: يابنتي .. اذا كان اخطأ في حقك قولي لنا .. ناخذه لك ..ومافي خلاف ماله حل .. بعون الله .
ابتسم وكمل بحكمه : وانتم بعدكم في بدايه زواجكم... والحياه قدامكم لاتستعجلون ..
ياما صارت بيني وبين جدتك خلافات .. لكن ضبيه اصيله .. مافي مثلها بين الخلايق .
تنهدت بحسره وقالت : وانت بعد يا جدي مافي مثلك رجال ..

ابتسم .. وقال : وانااشهد ان مطلق رجال في الخير والبركه .. لكنك عندي عزيزه
وغاليه ... وتهمني سعادتك ورضاك .. مايصير الا اللي فيه المصلحه لك .

انكمش قلبها .. و تصلب لسانها ... لما لاتخبره الحقيقه ؟
انه اهانها و عاملها بقسوه .. وحتى انه ضربها ..
اكنت اتمدحه عندما تعرف حقيقته ؟
ااه ياقلبي لما لاترضى ان تزلزل صورته في اعين الغير..
لما لاتتركه يتقلب على جمر القهر وتتركه يتحول الى فحم لا لون له ..
لما قبلت الهوان على نفسك .. و تحاملت على جراحك ..
وادعيت انك بخير .. خالي من الهموم والجراح .
استكان غضبها ذاك .. و هدأت فجأه ..

او هو ارتياح بأن ذاك هو من سيقود الدفه ..
ويريحها من عذاباتها .. ليطلق رصاصه رحمته .. وينهي تلك المسيره القصيره .
لقد تخلى عنها .. رحل تاركا اياها دون ان ينهي مرارتها ..
رحل وتركها تتشارك مع الليل سواده وظلمته ..
تنتظر النور وان كان ساطعا ويعمي عينيها ..
تنتظر.. وتنتظر حتى اصبحت تتقن تلك اللغه الصماء ..
شر لابد منه ...
قضاء ستنهي محكوميته .. لكن لاتعلم متى؟
فالجميع يظنون انهم متفقون على انهم متخالفين ..
ومضوا في اتجاهين مختلفين .. على ان يعودوا
لنقطه البدايه لاحقا..
لكن الصحيح انهم متفقين على غير اتفاق ..




*********************************



خرجت بعد حديث ملت سماعه .. حديث روتيني ..
حديث ينبع من قلوبهم لكن قلبها مغلق عن استقباله ..
وعقلها لايتقبل اي كلمات تعزيه .. او دعم معنوي ..
هي تحتاج لمن يفهمها.. ويقدر مشاعرها ..
جلست بعيدا تتأمل ليل يشببها بالتمام .. نجومه بعيده كأمانيها ..
وقمرها تغطيه سحب .. ويبدو انه كمزاجها الان ..
سمعت صوت خطوات بطيئه وكأنها صاحبها يحاول اخافتها ..
ابتسم سعود .. وجلس قربها .
: كنت بخوفك ؟
رجعت تتأمل النجوم مبعده كل حواسها عن الاخرين ..
تنحنح ثم قال ..
: مطلق كلمني ؟
التفتت إليه حتى شعرت بألم قاطع في رقبتها من شده الالتواء ..
ولم تجرأ على النطق خافت ان تفتح فمها و تسمع دقات قلبها من خلاله ..
انتظرته حتى يخبرها .. ويهدأ من روعها ..
استغربت نفسها.. أليس هذا ماتنتظره ؟
أليس الخلاص مرادها و طموحها ..؟
أليس الانسلاخ من حظها العاثر معها .. رغبتها الدفينه ..
ابتعدت بنظراتها عنه .. تتجاهل تفحصه الدقيق ..
وتهرب هي من فخ مشاعرها التي وقدت في عينيها ..
كانت تلهث بداخلها .. وتعكس صفحه زائفه مخادعه لرغباتها
همست بهدوء : بخصوص ؟
انتظر لحظات بعدها قال بهدوء يفجر قنبله في وجهها ...
ويقيس مدى الضرر ..
: وافق على انه يطلقك ..
ابتلعت غصه بحجم الكون كله .. وتوقف الزمن فجأه
واختفى الجميع من حولها..
أغمضت عينيها مطولآ .. حتى ادركت ان نارآ اشتعلت في جوفها
وان دموعها تحرق اجفانها ..لن تحفظها طويلآ ..
لقد تخلص منها بسهوله ؟
رماها كم تفعل بالقطعه الباليه .؟
ادركت ان الحجر الذي رمته في الدوامه .. لم توقفه
بل حولته الى فيضان .. و اعصار يجرف كل شي في طريقه ..
واعلنت الاستسلام .. انهمرت عينيها بدموع الشوق والحرمان
والفراق .. والالم ..

لكل شيء جميل طوق لحظاتها معه ..

خدعها عندما ردد تلك الكلمات على اسماعها .. وانتشت بها دون ان يعلم
عندما يقول انتي لي .. فهي له وترضى بأن تكون له ..
لكنه تمرد الانثى عندما تريد ان تمنح مساحه للتحرك بخفه فيها ..
مااجمل ان يطوقك شخص وتعلم بأنه يهتم بك ..
لكن مااصعب ان يوهمك بأنه يحاصرك بذراعيه وفجأه
يرميك بيديه الى قاع الوجع ..
مسح سعود دمعه منها بصمت مثلما .. انهارت مشاعرها بصمت
وقال بمواساه : مو هذا اللي تبينه .. ليش زعلانه ؟
لم تعد قادره على النطق .. الفجأه اخذت كل الحروف ..
وسرقت لغه الكلام ..
عاد عليها الكلام بجديه ..
: كنت اعطيك فرصه للتفكير .. مطلق لاكلمني ولاهم يحزنون ..
قلت تاخذين لك بروفه قبل مايقرر مطلق ..

ناظرته بصدمه اوجع من ذي قبل .. وتاهت في ملامح اخيها المبهمه
ارتعشت شفتيها وترقرق الدمع في عينيها ..
: ليش تقسى علي ياخوي ؟
وصلت تلك العاطفه المشحونه بالحزن على حال اخته ..
: ماني بقاسي عليك مثل قسوتك على نفسك ؟ انا ابغى منك الصراحه
علشان تريحي حالك وتريحينا ؟
مسحت دموعها .. و اخذت نفس طويل وكأنها استردت الحياه بعد انقطاع طويل
وقع الخبر لم يكن صحيح .. استبشرت وفي نفس الوقت خافت ,,
خافت ان تعلق امالها بسراب يجعلها تضيع مره اخرى في دهاليز الاحلام ..
جاوبته : المسأله بيني وبين مطلق ..
بدى على سعود الضيق ..
: المسأله فيها شيء ماتقدرين تقولينه ؟ صحيح ؟!! مد يده عليك ؟ تجرأ ولمسك ؟
ماانكرت لكنها لم تسعفه بالاجابه الصريحه ...
: الله يخليك ياسعود .. لاتزيد مواجعي ..
سعود : قال انه بيتصل .. لكن مااتصل .. وانا اعز ماعلي كرامتك وكرامتي
مادقيت عليه ولا كلمته .. انتي عزيزه اهلك ياليلى .. مانرخصك ابد
حتى لو ماقلتي .. يكفي انك لجأت لنا .
ابتسمت لاخوها بموده ..واحتضنته ..
: الله لايحرمني منكم جميع ..
سعود : الايام الجايه بتحدد مصيركم .. الله يريح بالك .. ويسعدك
هذا اللي نبيه كلنا .. حتى لو عارضنا رغبتك . .. ومطلق ماهو مضيع طريقنا
يعرف البيت ويدله .. ومتى ماجاء حياه الله ..
ابتسم ابتسامه كبيره ومسح دموعها بمحبه وكمل بتمعن ..:
اهم من كل هذا.. ان اخر شي تبينه هو الطلاق ياليلى .. وهذا اللي اتضح لي .
ومشى وتركها .. بعدما رمى تلك الحقيقه الموجعه ..تركها تناجي الليل والقمر ..
تأخذ نفسآ طويلا مرتاحا بعض الشيء .. مدركه ان تلك العقبه يجب ان تتجاوزها
لابد ان يأتي فيه يوم تدفع الثمن .. حتى ولو لم تكن مذنبه .. لكنها الحياه في بعض الاحيان
لاتكون منصفه .
نقائض رغباتها تهدد راحتها وتنقض معيشتها ..
اكان هناك بصيص امل وهي طمسته في قعر الظلمه لكي لاترى النور .
ركضت ناحيه حجرتها ... وطلعت جهازها المغلق .. فتحته وهي تلهث بحماس
رساله تكفيها .. رساله تنعش روحها .. رساله تهدأ دقات قلبها ..
لكن لافائده .. .. وردتها رسائل من الجميع
وداد .. وتخبرها ان حلم الامير سيتحقق ..
سمر .. وشوق تبعثه من خلال الكلمات ..
إلا هو يبعث عبر السكون خيالات وهم واشباح تسيطر على عقلها ..
ارتخت عضلاتها .. و استلقت بتعب على فراشها بعدما رمت جوالها طرفها ..
اغمضي ياعيناي ..لا امل .. نامي وبدون ألم ..لا امل ..



**********************************


غيابك هد فيني الحيل

اول ليله من بعدك .. عانقت الحزن فيها
خايف لايطول بعدك.. مدري كيف اقضيها

صار الوقت مايمشي .. وانت بعيد عن عيني
وطول بالسهر رمشي
صار الوقت يشقيني
مره اتخيلك وياي .. ومره اتذكرك غايب
وينك اظلمت دنياي
ومن شوقي انا ذايب

غيابك هد فيني الحيل
اثر فيني فاجأني
والله وشفت منه الويل
ليله وبس اتعبني .. اول ليله من بعدك
الله يستر من الجاي

اخاف دموعي تفضحني .. واخاف انك بعد مو جاي
وتنسى وماتذكرني .. تنساني ؟! ماتذكرني

" منقول "


دخل بسيارته في صبيحه يوم مشرق .. على طريق متعرج غير معبد
ولم يجد اي صعوبه في تجاوزه .. يسوق بمهاره عاليه وبراحه ..
رغم انه كلما اقترب تزادد نبضات قلبه في التسارع..
وكأنه طفل .. تأخر عن موعد الطابور ..
لم يتقبى الا الوقت القليل لان يصل ..
ابتسم لكلمه طرقت اذنيه بحده قبل ساعات ..
" إنت مجنون "
زادت ابتسامته لرفيقه وهو يضع يده على كتفه ..
ويقول بحزم : استودعك اهلي بعد الله ..
ظهرت اسنان ذاك في ابتسامه كبيره .. وهو اعلم بتلك الملامح العنيده المقاتله
: وين العزم ان شاء الله ؟
ضحك وكمل : بتسوي اللي ماسواه قيس بن الملوح ..
احتفظ بصمته مده من الزمن وبعدها قال بتحكم كبير في ملامح وجهه وفي كلماته
: بتكون اخر فرصه ؟ امي الله يحفظها اكلت راسي بإلاسئله ..
بنهي المسأله كلها وارتاح واريح ..
ناصر : لاتيبس راسك .. ولاتستعجل .
مطلق : بنشوف ..
ابتسم ناصر .. وسر بداخله لذلك التطور الصغير في صاحيه
لقد آذته تلك الحسناء .. واصابته سهامها وان كانت غيرماهره في ذلك ..
يبدو عاديا غير مهتما .. لكنه خجول من فضح مشاعره للغير ..
دور ناصر على مؤازته ..شد على كتفه وقال ..
: روح .. وانتبه لنفسك .. واهلك في الحفظ والصون ..
تمهل في خطواته نحو سيارته وفي يده رزمه ملابس قد اعدها تحسبا لاي طارئ
لم يعد له طاقه على الصبر بالفعل ..
انكشف الغطاء .. يريدها حقا .. يريدها ..
مستعد للتغاضي عن كل شيء وفتح صفحه جديده وان تعهد بألا ينسى
لانه مامضى لايمكن نسيانه ..
لكن سيفعل اي شي مقابل ان يستردها إليه ..
تحول مفاجئ للغير .. لكن مع نفسه تلك الدقائق التي قضاها في اعتابها
قد حطمته كليا وامتحنت قوته الحقيقيه ..
عودته كان لابد فيها ان يمسح تلك النعومه التي التصقت بشفتيه ..
وان يتحرر من رائحتها التي تعمقت في تشققات جسده .
ان يتعود على غيابها كان لابد له من ان يمسح ذاكرته مسحآ شاملا ..

توقف فجأه على اثر كلمات موجهه نحوه ..
ناصر بضحكه : مطلق .. تحتاج ديوان شعر تراه عندي..
استدار مطلق .. وكأنه لم يسمع شيء .. متجاهل ضحكات ناصر الساخره ..
من حقك ان تسخر ياصاحبي .. فكم مره ستراني انقاد خلف مشاعري ؟

رغم انه بدأ يبتسم لنفسه في مرآه سيارته .. نسف شماغه .. ومسح على ذقنه
نادما استعجاله ذاك .. الذي لم يسمح له بالحلاقه و ترتيب نفسه كالمعتاد ..
ذهبت بعقله تلك الحسناء ؟
خرج ..واغلق سيارته .. الجو كان هادئ .. لم يتبقى الا القليل ويرتفع اذان الظهر
حرك مفتاحه بتوتر وهو يمشي بتمهل ناحيه البيت .. وتردد في الدخول ..
هو بشخصيته القويه النافذه والمتحكمه .. يصيبه التردد في رؤيتها ..
كم هذا ظريف يامطلق ؟
دخل البيت من بابه الكبير .. وتوجه مباشره للمجلس .. لكن المكان خالي
فكر انه يتوضأ ويخرج للصلاه .. ااكيد بيلقاهم في المسجد ..
رمى بشماغه .. على الكنبه ودخل الحمام ..



بعد معركه شرسه بين الاثنتين سلوى وهند ...قررت تمسك بزمام الاموروتبعد نفسها
عن المشاكل .. دخلت المبخره .. ووقفت في منتصف المجلس .. تتأمل الابخره المتصاعده للسقف ..
امر معتاد عليه .. جلب له شيئا من البهجه .. هذا ماكانت تفعله قبل زواجها؟
لفت انتباهها الشماغ ؟ استغربت سعود مادخل .. ناظرت بجهه ناحيه الحمام مغلق ..
واستراحت ... مسكته لتعلقه في مكانه الصحيح ...
وتوقفت فجأه .. ارتعشت يدها تلك التي تحمل الشماغ ..
هبط عليها جمود غريب .. بالكاد عقلها يستجيب .. اما قلبها فقد انتفض مكانه
هو .. قريب .. هنا .. تلك رائحه عطره التي تتغلغل الى مسام فؤادي فتعرفه على الفور
هو هنا قريب اشعر به من خلال قلبي ؟
وضعت يدها الاخرى على قلبها .. راجيه ان يستكين مكانه او لعله يهدأ حتى تتريث ولا
تنخدع .. لعله خيالات حاكتها افكارها ..
قربت شماغه من انفها .. ليكتمل الجنون .. و يذهب مابقى من تحكمها ادراج الرياح ..
فانفتح الباب .. لتتواصل حاله من الهيستريا..قد اصابت اثنين .. يبدوان كالممسوسين
تأججت عواطفهم في مآقي اعينهم وغاصت كلماتهم في اسفل حناجرهم ..
لم يوجود منطقآ لا للحرف او لمشاعر احترقت بدون ان يتلاحقوها ..
تأمل شماغه بما يشبه احتضانه منها .. و نظر إليها ... بحنان وشوق ..
شوق انتحبت فيه ليالي عن قمر مفقود ...
شوق صحراء لقطره من المطر ..
شوق .. للمسه منها او حتى إلتفاته تحن فيه على قلبي ..
شوق ..تدفء به جسد عارٍ يكاد يخلو من اعصاب حسيه .. مدركه للحياة .

ادرك نفسه بسرعه فمسح قطرات ماء قد علقت بشعره بيد واحده .. خرج من عتمه
المكان.. وهي لاحراك حتى عينيها لم تعد تحركها وكأنها تمثال ..
راقبها.. شعرها المربوط بشكل مرتب المتدلي على ظهرها .. وجلابيتها الواسعه تدثر ملامح
جسدها .. لكنها شاحبه .. هزيله .. عيناها ضاحلتان غارقتان في حزن يسبح فيه ...
امتعض من نفسه ومنها .. وزادت حرارته جحيما ..
ذلك الوشاح الملقى على عنقها بدون اهتمام ...
الاتفكر بوجود شخص يدخل عليها فجأه ..
اتريد ان تقتلني هذه الغبيه ؟
ستفجر اعصابي يوما ما؟ و سترديني ميتا .. لااحتمل ان يراها احد غيري ..


قطع الصمت بحده خرجت من فمه .. كان يريدها ان تكون بنره مؤنبه لكنها غيره لاتحتمل
: يعني تطبقين المثل ... اذا غاب القط العب يافأر ..
ارتفعت حواجبه .. بينما تقوست حواجبها بعدم فهم .. بالكاد خرجت من جمودها ذاك
بنبرته الخشنه .. وكأن كلماته افقدتها متعه رؤيه وجهه القريب منها ..
اوثق ازرار اكمامه .. وتقدم لها بخطوات ظنها استغرقت دهرا لها ..
سيشبع نفسه في رؤيتها عن قرب ... اتصل معها بلغه عيون مبهمه .. و امتلآ صدره برغبات متنازعه
احتبسها بل اعتصم بكبريائه .. حتى لاتعرف مشاعره مخرجا..
ابتسم بداخله لتوهج وجهها رغم شحوبه .. قريبه منه لحدود الانجراف الخطر ..
لم تستطيع النطق ؟ حتى على اثر كلماته المبهمه لم تعد تعرف للحروف مخرجا ..
احتبس انفاسه .. وهو يرفع ذلك الغطاء ويحميها من نظرات الغير لها ..
وضعها برفق اعلى رأسها ولفه حوله يخفي رعشه اصابعه ...
فانحنى رأسها بخجل .. لانها تعرف مغزى كلماته الان
لم تكن متساهله في نفسها لكن الشرود وعدم الانتباه هو من نال منها ..
مازالت يده اعلى رأسها .. متردده في النزول بأي طريقه ..
اينساب بها على خدها ... دون اهتمام ويدعي انها عرضيه ليسترد ذاك الاحساس الجميل ..
ام يعيدها بخيبه اليه . وهذا مافعله .. رغم انه تحجر مكانه ..وفقد السيطره على عقله
اخذ الشماغ من يدها الممسكه بها بشده ..
ابتسم .. وقال بتهكم : اذا كان هذا كله شوق .. فانطقيها تكون افضل ..
تركت الشماغ بسرعه وكأنها ملسوعه .. بل هي بالفعل كذلك .. كلماته كانت محرجه
رفعت نظراتها له بتحدي .. كانت ستقول له انها لم تشتاق له .. لكنها كاذبه
والكذب على مالم يعتادوا الكذب واضح ..
استترت بإهمال له .. اقترب من البخور .. يملأ انفاسه به .. وهي تراقبه بإعجاب خفي .
وبدأت في التساؤل لماذا عاد ؟
ماذا يريد .. اسوف ينهي تلك المسأله العالقه بيننا ؟
اسينهي عذاباتي ام سيعلن بدايتها ؟
لم تحتمل الصمت فنطقتها مباشره في وجهه ..
: ليش رجعت يامطلق ؟
نظر لها بألم .. وانصبغت ابتسامته بذاك الالم الغريب ..
ضبط من شكله .. ومشى ناحيه الباب مهملا سؤالها..
لكنه في النهايه اجابها ..بإلتفاته منه
: رجعت .. علشان احط النقط على الحروف ..

وضعها بالفعل .. في نقاشه الذي لم يتعدى الحوار فيه الخمس دقائق
اشبعت ناظريها به .. فانفجرت افكارها متساءله و متخوفه ومتعطشه
تهالكت على اعتاب قوته التي لايقدر على هزها احد ..
كم هو مؤلم ايذاء من نحبهم ؟

شمخت برأسها بتحدي و ساندت عصاره من القوه المقتوله ..
: حط نقاطك بسرعه يامطلق .. و تيسر الله ييسر لك ..



البَقَاء مَع شَخْصٌ اَنتَ حَقًّا تُحبهُ ‘حَتى لَو كُنتَ تَعلَمُ اَنّكُم لآتَستَطِيعُونَ البَقاء مَعاً
كَـ اللّعِب تَحتٌ ¬{ المَطرِ , مُمتِع !
لكنّكَ تَعلَمُ انّكَ سَــ تَمِرضٌ !



ألقاكم

كبرياء الج ــرح

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 02-02-11, 08:52 AM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



بسم الله الرحمن الرحيم ..

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ...


في القلب حرى .. وفي نفس العربي حاجه لابد ان يحققها ..
لم يكن ودي ان انزل لكم بارت وفقآ لحال امتنا الممسوسه .. انتهكتها الفتن و عاثت ارضها بالفساد
وهلكنا ياقوم .. نسأل الله السلامه في الدنيا والاخره ..
من ثوره تونس .. حتى سيول جده وكشف الخيانات تحت ستاره الجمال الزائف .. وحتى انتفاضه مصر العربيه
ويا لحالك ياامتي من حال الى حال .. و كلما قلنا غدآ سنصبح افضل .. نزداد سوءا ..
تشاغلنا بالامس بفلسطين المسلوبه و السودان والعراق .. ويارب استر على الباقي ..

لكن يؤخذ علي ككاتبه لاني لم انوه ذلك من قبل .. فاعذروني .. شد على ايدي بعضكم .. فغدآ علمه عند الله
لكن الظاهر مكتوب .. امريكا تكشر عن اسنانها واسرائيل اللعينه تحد مخالبها للانقضاض كل ساعه ..
اللهم اشغلهم بأنفسهم .. واحسن خاتمنا واجمعنا في خير ..
انفخوا في ارواحكم .. خير وامل من اجل الغد .. سألقاكم الاسبوع القادم .. وارجو ان تنفرج اسارير
كل عربي مسلم .. على وجه الارض ووننعم بالسلام والرخاء ..

في امان المولى .. بدعاء خالص من القلب الى كافه القلوب البيضاء ..





الجزء الرابع والثلاثون :


تمالكت اعصابها النافره بمفردها بعيدا عن انظار الاخرين.. هذا ما كانت تحتاجه ان تتخلص
من غيوم قد ضللتها لايام ... و تحاملت على نفسها ذلك الضعف الكريه الذي دك
اوصالها .. الذي جاء مجددا ليغزوها ويحطمها كليا ..
لكن لن تسمح لها بأن يثنيها ويصيبها في مكامن ضعفها ويغرقها في حزنها من جديد
لن تطلب منه حريتها بل ستأمره على تنفيذها ..
لن تسمح له بأن يسلبها المزيد من روحها .. يكفيه ماامتصه منه وتغذى بسببه ..

ضربت خديها بلطف تعيد له الدماء على صوت جدها .. واخذت لها نفس طويل ..
الوقت مر مسرعا .. والاحداث تتوالى .. سيضعها هي الوحيده بين قوسين
تلك الدقائق ستمر عليها طويلا وهو في الجانب الاخر منها ..
رتبت ملابسها .. و انتظرت ثواني تسترد فيه صوتها الطبيعي ..
حتى سمعت سلوى تناديها .. انتظرت تحتى دخلت هي ..
سلوى بإبتسامه : احزري مين اللي جاء ؟
ليلى بدون عناء : مطلق .
سلوى : ماشاء الله حزرت على طول ..
لاحظت عليها .. هدوءها وعدم استغرابها .
جلست جنبها وسألتها : تدرين انه جاي صح .. بترجعين معه ,,؟
طالعتها ليلى .. وبدون جواب .. خرجت من الحجره مباشره
لتقف في وجه اخوها ..
سعود بهدوء : زوجك موجود في المجلس ..
تكت على الجدار وقالت ببرود مصطنع : طيب ايش اسوي له ؟
سعود بإستغراب لطريقتها .. ورغم كذا ابتسم .. تجاوزها وقال لسلوى
: لو سمحت ياسلوى جهزي لنا الشاي والقهوه ..
استند بجانب اخته وقال : اليوم ننهي كل شيء ... خليك مستعده .
بلعت غصه متصلبه .. وواجهته بنظرات زايغه ..
: انا ماعندي مشكله ..
سعود بجديه وبصوت منخفض : المشكله لاهي عندك ولاعنده المشكله عند جدي ..
ارتعش صوتها بداخلها ففضلت الصمت تحت نظرات مترقبه .. تكشف العمق
قبل الظاهر ..قررت الانسحاب بقناع القوه .. متشاغله بأعمال كثيره في وقت ضيق ..
اعتصمت المطبخ .. مفضله الحراره التي تلهيها عن غيرها من الامور..
كانت تشتغل بآليه دون ان تحس او تلتفت ..
هند بضحكه مستفزه وهي تدخل المطبخ : ليلى .. الحقي زوجك مقطع الضحك
في المجلس مع جدي .
مسحت العرق و كرهت اختها في لحظه تناست فيها وجودها في العالم ..
اقتربت وهي تمسح وجهها ليحمر بشكل مفرط : خير يا هند ؟
الجده من الصاله : يابنت اذكري الله .. لاتحسدين الرجال ..
عاندت من حولها ..لن تفكر فيه..لن تفكر فيه ...
جلست ليلى بقرب جدتها متحاشيه النظر لها .. حتى وقت رفعت لها فنجان القهوه
كانت عاديه .. ضمت ركبتها واسندت راسها عليها ..
فاطمه :زوجك جاء .. ناويه ترجعين معه ؟
رفعت نظرات بارده .. تركتها بعدما اعطتها معنى واضح من خلال عيونها ..
فاطمه : شفتي ياعمه... هالبنت ورا راسها شيء ؟ صدق من قال العرق دساس ..
الجده بحده تنهي شكوكها : اسكتي .. لااسمع كلمه منك ..ليلى عندها جدها واخوها يحكو في امرها .
طل سعود والابتسامه على وجهه ..
الجده : ياعساها دوم هالضحكه ..
اقبل سعود عليها وقال : تسلمين لي ياغاليه .. ناظر عمته وقال ..
: عمتي ماعليك امر .. قولي للبنات ينزلون الغداء ..
لوت فاطمه فمها وقامت على مضض ...
بينما سعود ناظر حوله وسأل ..
: ليلى وينها ؟
الجده : راحت غرفتها ..روح يمه شوفها والله هالبنت حالتها حاله .
تأفف سعود لحاله اخته .. وبنرفزه رد ..
: انا رفعت يدي من حياتها .. هي لو تتكلم كانت حلت كل المشاكل .
اشارت له جدته بالاقتراب وهمست له ..
: مطلق ماقال ايش بينهم ؟
رجع يتأفف بشكل متوالي ..: اصلا الاثنين لايقين على بعض ... الاخ جالس
هناك ولا طرى عليه يسلم عليها .. بنشوف ويش نهايتها معهم ..
وعلى انتهاء جملته .. سمع صوت جده ..يستعجله بالغداء ..



**************************

يـا نــاس أنـا مـابــي دفــا قــلبـي مــن الحــب اكـتفــى
ويــن العـشـــق ويــن الـوفـــا ودانـــا

يـا قــلبـي يكــفـي مـاجــرى الجــرح تــوه مـابـــرى
مـاجـانــا مـن الـدنيــا تــرى كـفــانــا



احتضنت نفسها بتوتر .. لم تستطيع ان تمنع الخوف عنها ..
موجود لايفصله سوى جدران .. مضى مايقارب الاربع ساعات على وجوده
وهو لاصوت ولاكلمات ولارده فعل .. حتى سعود الغاضب منها ومنه
اصبح محايدا .. لا يقترب منها ..
كل الظروف تقف الى جانبه وهي منفيه هنا ..
ارتجفت بخوف لنغمه جوالها .. ففتحته على طول.. : آلو
نجمه : بسم الله .. وشفيك افجعتيني ؟
ليلى بإرتباك : نجمه ..
نجمه : عيون نجمه ..
ابتسمت ليلى براحه وقالت ..
: تسلم لي عيونك ياحلوه ..
نجمه : خير .. ليش صوتك كذا ؟
ليلى بحزن : مطلق هنا ..
بعد صمت سألتها : وليش خايفه ؟
تنهدت ليلى .بأسى .. : مااعرف ؟
خايفه و خايفه وخايفه ... ماادري ايش ناوي عليه .. ودي انتهي من كل التعب ؟
نجمه بصراحه : مافي شيء بدون تعب .. الحياه كلها على بعضها متعبه ..
تأففت ليلى وسألت بيأس ..: والحين ايش اسوي يانجمه ؟
نجمه برجاء : لاتصرين على الطلاق .. ارجوك ياليلى .. لاتسوي شيء ماتبينه
اعطي نفسك واعطيه فرصه ... ماتدرين يمكن جيته فيها خير ..
قامت وناظرت نفسها في المرآه .. وركزت على عينان ساهيتان غائبتان ..
تحاول عبثا ان تشفط بعضا من القوه العشواء ..
جاوبت بشرود : مطلق .. مايحب يخسر يانجمه .. حتى لو يبي يرجعني بيثبت لنفسه
ويثبت لي انه مايعرف الخساره..
كملت بتوسل مريب : خليني انهي على المسأله بنفسي .. بما باقي من كرامتي عنده
و انتهي .. مابنتظر حتى يهيني زياده .. كفايه ماجاني منه .. كفايه .
نجمه : الله يهديكم .. خلاص انتي هدي نفسك ..
بعدم احتمال على المواصله.. انهت اتصالها بداعي عمل وهمي ..
جلست بتثاقل على فراشها ... وادركت انه من الصعب ان تتخلى عن كل شيء وتتمسك بوهم
فهو لايساوي شيئا اامام حياتها .. فقد كان بمثابه سحابه بيضاء في افق احلامها
سرعان ماتحولت الى غيمه سوداء كئيبه ..
فهي كمن تحاول ان تشعل النار بالثلج .. و وتخمده بالكلمات التي لا رجاء منها ..
كان تفكيرها مازال مضمحلا وهي تلبس ملابسها استعداد لرؤيته اذا حان الوقت ..
تنوره غجريه بلون اسود .. و بلوزه حمراء بأكمام طويله وفتحه مستديره .. تكشف اعلى
صدرها .. مررت يدها على عظام ترقوتها النافره ... النحول بدأ يطرق جسدها طرقآ ذاويآ
مارست ماتريد بشكل ميت لاحياه فيه .. لاطاقه لها بتغطيه وجهها بخافي عيوب بشره باهته
وشاحبه و هالات سوادء مخيفه .. يكفي انه سيرحل ,...فلتكن بأي صوره وتنتهي .
رسمت عينيها بكحل اسود .. يظهرها بشكل اخر ..
صبغت شفتيها بلون احمر باهت لايختلف عن لون شفتيها الطبيعي .. بطعم الخوخ .
اعجبها تذوقه مرار وتكرارا وكأنها تجد في ذلك تسليه وملهاه عن عملها ..
فتحت هند الباب وقالت على عجل ..
: ليلى جدتي تقول تعالي ؟
ببرود جاوبتها : ليش ؟
هند : ماادري .. توها طلعت شكلها بتروح عند جدي ..
سألت على عجل : ومطلق ؟
هند بشك : اظن انه مشى .. سمعت سعود يقول لجدتي انه بيمشي بعد اذان العصر ..
تنفست بعمق وكأن انفاسها قد ضاقت عليها فجأه .. رحل مجددآ وتركها ..
اسندت جبينها على يدها ... تتروى قليلآ .
اهكذا مايبدو عليه الامر .. اترك الامر بيد جديها ورحل ..
اهذا مايريدان مناقشتها فيها .. او هذا ماجاء من اجله ..؟
ان يتركني وحيده في صحراء ... ويصبح امري على طاوله المداوله ..
لاتأسفي على حالك .. انتي من تركت الحبل على الغارب
انتي من تساهلت في حق نفسك .. فلا تبتأسي ..
بالكاد سحبت قدميها .. سحب ترغم فيه بتذليل كل شيء على المهد .
فــ وقت المخاض قد بدأ .. والنزف مازال مستمرا ..



************************************



اكتشاف رائع و سر يأبى الوضوح .. خفي عليه و ادركه الجميع
اليوم يطرحه صريع الذكريات .. الحلم يتهاوى على عتبه الانتظار ..
لابقاء له على ارض ليس لها قرار .. ايخاف من تفكيره المضمحل لهذه الدرجه ؟

قاتلته على حين غره .. في عيناها وميض مشتعل من فتنه حواء الشرسه
تلك الرغبه التي تحرضها على التحرر ..
كان قريبا منها .. كان سيشنق الكلمه على مقصله الاعدام .. كانت على لسانه لكنه
غير قنوع بها ..

" يريدها ولا يريدها "
وايهما يامطلق تختار السبيل ؟
عناء يتكبده للوصول الى غايته وهدر لسيل من المشاعر .. ؟
ولا طاقه تبذل بالطريقه التي يريدونها لو كان عليه الامر .. لسحبها من
يديها واحتضنها .. بكل مشاعره و لتعرف انها مكانها هو هنا .. بين ذراعيه .

وبخه ذاك العجوز .. واعطاه درس من دروس الحياه ..
الصبر . ..التضحيه .. الاحترام .. التنازلات ..
وهو لايعلم شيئا عن الحقيقه ؟
ألم تخبرهم ؟ وكيف تخبرهم ؟ بل كيف تجرأ على اخبارهم ؟
ليست قصه تحكى قبل النوم ؟ او لمجرد لتمضيه الوقت في جلسه سمر عائليه ؟
اتريد مني ان ادعها فالتفعل هي ؟ وحينها سأتركها ..
الجميع يتسألون عنها ؟ ولايعلم عنها سواي ..
اخيها الحانق علي من نظراته المبهمه وان بدى عاديآ ؟
والجد المتذمر من جيل لايقدر تلك العلاقه الوثيقه ولا يعرف التصرف ..
يعتقد انه جيل هش .. هامشي .. رخو برخاوه الحياه التي يعيشونها ..
هل تريد مني التمثيل على حسابها ؟ سأفعل .. فهذا ماتريده
سأمثل امامهم وان احزنني ان اكون غير مقدرا لهم ..
فهم في مثاليه عاليه من الاخلاق والتسامح ..


استغرق وقت طويل في التحديق الى فنجان الشاي الذي لم يصل الى شفتيه
وكأنه يقرأ شيئا ما .. او لعله يجد شيئا يخفيه عن الجميع ..
استخرجته الجده بدهاء منها : عسى الشاي اعجبك ؟
بالكاد التفت لها .. محاولا ايجاد اجابه مناسبه ..
: معلوم اعجبني ..
لم يكن سواها هناك .. بعدما خرج الجد في جولاته المعتاده على مزرعته
الجده : علامكم ياولدي ؟ كل واحد حاط في قلبه وساكت ؟
استخرج سبحته العزيزه ليفرغ فيها بعض من التوتر ..
: الله يسلمك ياعمه مافينا شي.. لا تتعبين نفسك فينا ..
الجده وعلى على وجهها الحزن ..
: الله يهديك ياولدي .. انت تتكلم عن بنتي .. ليلى في حاله مايدرى بها الا الله
انتكست صحتها .. مادري ايش بلاها .. لانوم ولااكل ولا جلسه تسر الخاطر مثل اول
انا ادري ان بينكم امور ماتحبون نعرفها .. لكن ياولدي كل شي ينحل بالسياسه .

مطلق وانتفضت حواسه .. بسماع امور لم تسره .. لقد رأها .. لقد ساءت حالها كثيرا
واختلفت في كل شيء ..لكن ان تتأزم الحاله و تعود بما هو اسوأ ..
زاده ذلك اصرار وقتاليه على نيل مايريده ... لكن لايستطيع ان يعطي وعودآ فارغه
لايقدر عليها ..إلتزم الصمت .. حتى سمع صوتها بنفسه .. وابتهج وان كان اناني
في مشاعره لكن لم يمنع تلك المفرقعات من التفجر داخله ...
سرح في تفاصليها الصغيره .. و جلبه ذلك الاحمر للحياه .. نقطه الارتواء ترتكز على شفتيها
وان اعتلى جبينها تقطيبه دهشه .. لم يمنع نفسه من الابتسام و السرور .. والنهوض من اجلها .
سيدعي التمثيل امامها لكن كله رغبه .. كله رغبه في الوصول إليها ولمسها .. وان تحجج بوجود
تلك امام ناظريه فهذا مايريده ان يمنع اي رده فعل عكسيه لما يريد ان يهدي نفسه به .

تسمرت خطواتها على اعتاب الصدمه .. كان في كل خطوه تزرع اسمه في الارض وتدوس عليه
بكل ألم .. كانت تكثرمن الاعذار والاسباب و ترتسم على ملامحها كل علامات الموت والفقد ..
لكن ماإن واجهته اختفى كل شيء بداخلها و انعدم الهواء فجأه من حولها ..
كانت تدخل بثقه ان هناك قاضيان عركتهما الحياة واصحبا قديرين عندها ...وهما جديها ..
تطلعت الى ابتسامته والى خطواته القريبه القادمه .. و ارسلت نظرات مستفهمه ضائعه الى جدتها
لكن لافائده .. كانت متفرجه مستمتعه ..لاتدري عن سوء الحال .
امسك ذراعيها بطريقه يشدها ناحيته .. ارتسمت على وجهه ملامح داهيه يجيد التمثيل بل يحترفه
كانت تحيته عميقه قبله متعطشه تتوغل في وساده خدها الذابله ..
ارسلت تيارات من الارتعاشات على طول عمودها الفقري ..فارتعشت بين يديه متجاوبه له ..
سألها وكأن شيئ لم يحدث بينهما منذ فتره : كيف حالك ؟
كل معاني الرجاء والتوسل مكتوبه في عينيها .. اغتالت فرحته بلقاءها .. كانت بائسه .. ومعدومه المشاعر
فـ لم يزيد من تعذيبها ؟.. خلصت نفسها بسهوله بعدما ارتخت قبضاته ..
وردت ببرود : الحمدلله .
جلست بجانب جدتها .. التي استهلت الحوار .. بطريقه قد اثر فيها اللقاء القصير المليء بالخداع
: الله يسعدكم ياعيالي .. ويرزقكم بالذريه الصالحه ..
تطلعت بعذاب الى خطوات جدتها .. وقد تركتهم لبعضهم .. ينثرون الملح على الجراح ..
رجع مكانه .. متمالك اعصابه التي بدأت تضعف .
زفر بنفس مرهق .. وقال : طلباتك يابنت الناس ؟
عينيه لم تتطلع إليها .. يخاف ان يستسلم الى ذلك البؤس الذي تجسدها و اصبح يعذبها ويعذبه .
ويستجيب لرغباتها بدون تمهل منه ..
تشابكت يديها بتوتر .. وقالت بصوت هادئ منخفض ...
: الطلاق ..
اصدر اهه طويله وبعدها طالعها بجديه وسأل وعينيه تنتشر في مسرح وجهها ..
: وغيره ؟
ليلى بصبر : مابي غيره ..
رفع حاجبه وقال متهكما : متأكده .. ماتبين غيره ؟ خلينا ننهي كل شيء في جلستنا .. لانها بتكون
اخر جلسه بيننا ..
شدت على يديها اكثر و تطلعت اليه بنفس النظرات .. وقالت بألم يقطع احشائها من الداخل ..
: مابي شيء .. ارجوك انهي المسأله بسرعه ؟
ضم يده ووضعها امام فمه .. محاولابشتى الطرق ان يحتمل ماتقوله بهدوء يكاد يفجره ..
: اشوفك مستعجله ..على كل حال انا كمان مستعجل ..لكن عندي شرط ؟
تركت يديها لتمسك بطرف تنورتها بتوتر ..
: شرط ؟
مطلق : ايه شرط ؟
اغمضت عينيها بحزن يكاد يميتها : تفضل قول ايش عندك ؟
وقف مستعد ينهي النقاش .. وناظرها بتحدي
: قولي لاهلك الحقيقه .. كل شيء صار بيننا ؟ من نقطه البدايه حتى النهايه ؟
وقفت ضده وقالت بصدمه ..
: تبيني اقولهم شيء ماصار .. ؟ شي من المستحيل تصديقه ؟ شيء من صنع خيالك ؟
صرخ فيها متجاوزا كل الاعتبارات ... مخدر الاحساس ساعتها ..
: والصوره من صنع خيالي .. و شوفته لك ايام ملكتنا من صنع خيالي ؟
رمى بسبحته على الارض وكمل بقهر اسود فيه وجهه وتراجعت فيه للخلف ..
: وجيته عندي واعترافه بحبكم لبعض .. من صنع خيالي ؟
ألجم لسانها .. وكادت ان تعمى من شده بحلقتها فيه بدون فهم ..
كيف ومتى ولماذا ؟
اصابها الصمم .. وغرفت في بحر المستحيل ان تؤؤل الامور لهذه الدرجه من المراره ..
كانت انفاسه تزيد .. ويصعب عليه حتى التنفس .. اقترب منها
وضرب على صدره بغضب بدون اهتمام بنفسه ..
وبين كفتي عفريت قد وضع مصيــــــــــره ...
: انا مجنون .. مجنون .. مجنون .. وانتي الوحيده العاقله .. ماتعرفين شعور
اني كل يوم اموت و انا اشوف زوجتي تحب واحد غيري .
انخفض صوته بضعف قد مس جسده واعصابه وانتهى به ..
: تعرفين كيف اتحمل اشوفك وانتي تحبين غيري ؟ صعب علي ان اعرف شعورك ناحيتي ؟
وصعب اقول انتي لي و في الحقيقه انتي ابد مو لي ..
غرقت عينيها في حزن على حاله .. وادركت انها هناك مالم تعلمه ..
ان هناك سببا لكل شيئا بينهما .. عراقل وضعت في طريقهما ولم يتجاوزوها ؟
مر خطآ اسودا غارقا بدمع شديد الملوحه بشده حزنها .. وكأنها غطست فيه كلها
ولا منفذا لها .. وراتخت تلك الشده اعلى كتفيها ..
كيف ستخرج الان ؟ بل اين الفرار من كل هذا ؟

تقوس حاجبيه بأسى على حزنها .. وان كان بسببه ..لم يكن ان تصل الامور
لحد الاعتراف .. لكنه ارهق من الكتمان والتحمل .. هل تعذره الان لم يصب
الزيت على النار بلا اهتمام بماحوله ؟..
لما يشرب قطرات من البحر مستسيغآ طعمه وبجانبه عذوبه ماء دافق ..
مسح دمعه سوداء قد وجدت طريقها على خدها .. وثبت يده عليها بلطف
وبصوت هادئ مستسلم : لاتبكين ..
انحنى رأسه ليمعن النظر في عينيها ... لتزيد اتعابه اطلالآ ..
وكمل بنبره اسف : الغلط غلطي من البدايه .. آسف ماكان من حقي اخرب حياتك
اخذتني العزه والكرامه .. و غاب عني العقل في لحظه غضب .


شهقت حتى كادت روحها تخرج من جسدها .. مازال يتخبط في اخطائه لكن ليس مطلق
بكبرياءه المعهود .. وغطرسته الواضحه ..
مازال يفهم الامور على طريقته و يفكر بأنها كانت تحب ذاك حبآ اسطوريا جليآ
لكنه يعتذر لها .. يعتذر في النهايه .. والمخيف انها النهايه ..
اهو حزين من اجلها هي ؟ وهما على اعتاب الفراق ...
الان بت اسفآ حقا .. كيف تأسف وقلبي قد جن جنونه بسببك ؟
ابتعد عنها حازمآ وقال : بكلم اخوك وجدك وانهي المسأله بشكل ودي ..


القى بيده بجانبه .. و طالها زفير حار من رئتيه .. استدار هاربآ .. تاركآ .. مودعآ ..والاحرى راحلآ
وهي تنتفض .. تنتفض .. تنتفض .. حتى شعرت بأنها على اعقاب الموت ..
اغمضت عينيها مطولآ تتمنى الرحيل معه .. او بدونه حيث لايكون موجودا في العالم
وهي غير موجوده .. حيث لاخرائب في طريقهما ولا هموم ولا خيالات مشيده في الهواء
يكفي هو وهي ...

ارضي بالمقسوم في خيره وشره
خلني انعم بحبـــــك يامـــرادي

لم تعد ترى شيئا امامها .. في ضبابيه غطت عينيها .. و سلبت كل مافيها ..
والرجفه في قدميها تجعلها تمور ... و تدور وتغوص في اللا معقول ..
اين تلك القوه والتحدي والاصرار على الاخلاص ... ؟
همست بإسمه حتى خشيت ان صوتها لم يدركه .. لايمكن ان ينتهي بذلك الشكل ..
إلتفت لها .. مستطلعآ الصوره لاخر مره ..
اغمضت عينيها بشده لكي تنهمر الدموع بغزاره ..
اطلقتها في الهواء مع بقايا أمل .. : مطلق .
ماذا كانت تريد منه الان ؟ الم يقل كل منهما ماعنده ..
ألم تفرغ جعبتيهما بعد؟
انتظرت حتى استقرت عينيها الدامعتين عليه .. بما اعتلى النفس وباح بما ضاق به
القلب حتى تفجر براكين دماء .. وهواء .. واستراحت لانه سمعها ..
همست بما تحدت ان تنطقه مجددآ .. بما ضاق به الوجدان ..
تعرف انها على على هاويه الانهيار وعلى شفير جرف خطر ..
لكن اتقوله الان قبل ان يفوت الاوان ام يموت في قلبها للابد ..
قلبت اجفانها وسقطت بهدوء .. يتلاحقها بخطواته المتعثره .. ويضمها بأمان قبل ان تخدشها
الارض .. مابين جناحيه تسقط فاقده للوعي .. وعلى نبضات قلبه السريعه قد استقرت ..

يا لهول الموقف في قلب رجل اعتاد على بناء الحصون والقلاع وسجن المشاعر
ويا لصعوبه الادارك على قلب لم يرهف لوجله حِسان ..
ويا الله على صرخه رجل تخرج من صمت الحياة .. لتقتل السكون وتحرك الجمود بزحزحه كبيره
لشيئ قادم .. اهلكهما حتى ظنا ان القلب لن يعود وينبض مره اخرى ..
اطلق اهه طويله .. وصوت ضميره يناديه بأن ابتعد .. وخلص نفسك .. ابتعد ..



*********************************




خرجت من بيتها .. ومعها اخوها الصغير محمد .. اليوم على غير عادتها
مازارت خالتها ام سعد ... عاده تزورها قبل الظهر .. لكن اليوم زياره سعود
لها قلبت مزاجها وغيرت عادتها ..
للتو انهوا صلاه العصر .. وهي تسير متجنبه زحمه الرجال ..
قبل يفلت اخوها من يديها .. ويركض بعيد عنها .. لحقت عليه وهي تناديه
بصوت منخفض ناقم ...
وقف على جهه يلعب فيها الاولاد كره قدم .. مسكت يده ..
وقالت وهي تلهث : اعنبوا ابليسك .. قطعت نفسي .. لاتتركني مره ثانيه .
استدارت لتتصطدم بوجه غاضب .. تراجعت بصدمه للخلف .. وشدت قبضتها
على يد اخوها الصغير ..
سعود بغضب لاول مره يحسه ..: انتي ماتستحين ؟
شدت مسكتها للعبايه وقالت : وشفيك .. عسى ماشر ؟
سعود : لا والله وباقي لك عين تسألين .. يعني تحسبين كل مره تسلم الجره ..
نجمه : سعود .. تكلم ولا ابعد عني ؟
مسك عضدها و مشى بها ناحيه البيت بعصبيه واضحه من انفاسه ..
نفضت يده بقهر .. وهي تطالع حولها ..
وقالت بإنزعاج : انت نسيت نفسك ..كيف تمسكني بالطريقه هذي ؟
سعود : وانتي نسيت نفسك انك متزوجه .. كيف تخرجين و تستعرضين نفسك
قدام الرجال لاحيا ولامستحى .. ولا باقي مطلعه صوتك .. وكأن اللي حولك
خرفان مايسمعونك ؟
ارتفع ضغطها من طريقته فقالت بهمس غاضب : مالك حق تكلمني بالطريقه السخيفه
هذي .. كنت انادي اخوي وصوتي ماكان طالع ؟ ويش اسوي اخلي الولد علشان
حضرتك ؟
تركته وسارت مسرعه .. ناحيه بيت ام سعد ..
لحقها وقال بعصبيه : وين رايحه في هالوقت ؟
نجمه وبعدها تمشي بدون اهميه له ..
: عند ام سعد ..
مسكها وادارها ناحيته .. صرخ في وجهها بصوت عالي..
: اقسم بالله ان مارجعت البيت بالرضا.. لاكون رادك له بالغصب ..
حاولت تدفعه لكن ماقدرت .. فانطلق اخوها يبكي بخوف .. من مشهدهم
نجمه بإذعان لصرخات اخيها المتواليه : والله لومااخوي .. ماكنت رجعت ....
مشى معها رغم تأففها .. دفعها ناحيه البيت و.. فانزعجت من طريقته لها ..
نجمه : اخر مره اسمح لك تعاملني بالطريقه هذي .. لاتحسبني سهله ياولد الناس ..
نفض الطرحه من على وجهها .. ليشوفه ... كان احمر من شده الانفعال ..
وعيونها متأججه بغضب كبير ..
سعود بنفس النبره : ماعلي منك .. انااخر مره اسمح لك تخرجين من البيت من غير
شوري .. انتي متزوجه ولانسيت .
زمت شفايفها بغيظ .. لان كل كلماته فيها صحيحه وصادقه .. وهي قبل ذلك سمعت
درسآ تربويا دينيا من والدتها لكن احبت ان تغامر دون ان تأخذ رأي احد ..
وتتصرف بطبيعتها المعهوده ..
نجمه : وان يكن .. ماعلي منك .. ذاك الساعه لكنت في بيتك اصدر اوامرك .
قبض على ساعدها بغلظه ..
: لا تخليني اتهور وامد يدي عليك ..
نجمه بتحدي : لا تهور .. والله في سماه لاردها لك .
ضحك بسخريه منها وقال يحاول يسكتها ويجرحها بأي طريقه ..
قدرت عليه بسهوله و خرجت النقيض الاخر له ..
: والله انك بلشه .. هي امي داعيه علي يوم مشيت في طريق كنتي فيه ..
ترك يدها وعدل شماغه بطريقه عاديه .. بينما هي مقهوره لاقصى درجه ..
نجمه : ايش قصدك بالطريق اللي كنت فيه ؟
سعود ببرود : طريق الندامه .. قلت اساعدك واكسب فيك اجر ..لكن طيب النوايا
ماله في الدنيا نصيب ..
كان بيخرج بعدما رمى لها بنظره غريبه .. اقرب للاشمئزاز .
مسكت يده وقالت بإستفهام : ايش قصدك فهمني .
سعود : مايهم ..
نجمه بإلحاح : عندي يهم ..
سعود بتردد : انا اللي شلتك وجبتك لباب بيتكم يوم اغمي عليك ..
انصدمت بقوه الحطام من اعلى الجبل .. وتغلغل الالم لديها حتى شعرت بقواها تنهار امامها
صرخت بعصبيه ظاهره في ملامح وجهها ..
: وبعد كل هذا الكلام .. ايش اللي تقصد تقوله ؟
قفل الباب بعصبيه وقال : اسكتي ..
نجمه بنحيب : اسكت وليش اسكت .. ليش تزوجتني ياسعود ؟
شد قبضته وقال بصعوبه : وهو يهم ليش اتزوجتك ..
صرخت فيه بقهر :ليش تزوجتني ياسعود ؟ ..
توترت اعصابه وشعر بالخوف فجأه من حالتها ..
: تزوجتك علشان جدي ..
وصلتها المعلومه بكل هدوء فجلست على الارض وانتحبت بشده
ظلت تبكي بصوت عالي .. منهاره ومخدوعه ..

كانت كالحمقاء تنزف له كأحسن عروس ..
كانت كالحمقاء عندما بنت في اسرارها بيت لهما ..
كانت كالحمقاء عندما فكرت انه هو الرجل المثالي .. والمحبوب .
لكنها خدعه .. خدعه .. و درس فكاهي في الحماقه ..والسذاجه
صورتها هي على احسن مايكون .. وهو استتر بالاخلاق والقيم وان كان مخادعآ ..
ابتلع ريقه بصعوبه وانحنى عليها ..وهمس برقه : نجمه .. اللي فات مات ..
ناظرته بشراسه .. وقامت بسهوله ..
وقالت : ماهو انا ياسعود .. انا مو رخيصه ولاسهله علشان تنغصب علي .. مابيك النفس
عافتك .. النفس عافتك .. حللني منك .. ..
كظمت انفاسها المقهوره وظهرت له كـ ند مستوفي الشروط ..
نعم انثى .. لكني لست سهله ..
نعم انثى تحب !! .. ولكني لست مطمعآ لاصحاب القلوب الضعيفه ..
..لست من ادثرهم ببلاده عواطفي ..
ولست من يصنع لهم تماثيل فخافه على حسابي
لست من يصنع لهم تيجانآ من دموعي ..

انا نار وبركان وهدير موج غاضب ..
انا قمه و شموخ و صرح عالي ..
انا انثى .. بمخلب و ناب و سم قاتل .. لا تهزأ بها .. تسلم دائما ..
كن عونآ لها فتعينك ..
كن سترآ لها فتغطيك بل تحميك ..

مسحت دموعها بشموخ انثى لاتهاب الرجال ..
وبصوت حازم : طلقني ياسعود .. طلقني ..

سعود في رده فعل ليس لها سابق في حياته .. لم يتوقع ولم يعتقد نهايه الامر
سيقر بينه وبين نفسه انه استهان بها ككل انثى جاهله في القريه ..
واستهان بها بالذات .. كان يظنها مثل غيرها .. تخنع بصمت و لاتهتم كثيرا ..
ككل من اعتادت العمل في البيت بسكات و انخفضت رأسها بضعف ..دون صوت
او حلم او حتى رغبات ..
من شعرن بان الخلاص بيدي الرجال امثاله .. وان حريتهن مرادهن بأي طريقه تكون ..

شعر بالخوف . .. والحزن .. لم يكن يعتقد ان امره سينتهي بطريقه لم يخطط لها ابدا
غيرمحسوبه هي التوقعات ..غير مدرك للعواقب .. فما له غير يومين ... او اقل من ذلك ..

حاول ان يكون صبورا غير مباليا بإنفعالها .. لكنها مسكته .. بقوه
وقالت بتحدي : والله ماتطلع حتى تنطقها وتريحني ..

سعود في حاله لايحسد عليها .. حاول ان ينطق بكلمه لطيفه تداعب مشاعرها
عساها تلين لحظتها .. ما إن فتح فمه ..
حتى سمع صوت صفعه .. قريبه منه .. نظر متفاجئ للجهه الاخرى..
ليطل في عينين غاضبتين تشبهان عيني التي امامه ..
نجمه في صدمه تحجرت من هول الصفعه ..لقد كانت قويه مزعجه .. مؤلمه

ام نجمه بغضب : ماعندي بنت تطلب الطلاق .. وهي ماطلعت من بيتي بعد ..
نجمه بصدمه : يمه ..
سحبتها ام نجمه ناحيتها وقالت بعتب: انا قلت لك لاتطلعين من غير شور رجلك ..
لكن انتي ماتسمعين الكلام ..
وجهت نظره مهزومه .. له .. وقالت : انتي مو فاهمه الموضوع ؟
ام نجمه تدفعها قدامها مع نظرات اسف لسعود ..
: وماودي افهم الموضوع .. امشي قدامي ..

بالكاد دفعت نفسها .. والالم محتل كل جزء من جسمها ..
اهانه .. ونقصان كرامه .. و ذل لم تتوقعه في حياتها ..
كانت ستنهي كل ماشعرت به من خزي امامه ..
وتنهي عذابه .. لن تعيش مع شخص لايريدها ولم يختارها هو ..
لن تعيش معه وهي تعرف انه يكيد لها و يكن لها الحقد .. بأنها السبب في تدمير حياته .
لكنه وعد زرعته في روحها المتمرده .. ولن تيأس من تحقيقه ..
لن تجعل الذل يختال في مسرح حياتها .. وهي تتفرج عليه .



**************************************




حشر في زاويه وادركته المنون في غيبات الاماني .. بل في اختفاءها ..
وهو لايعلم ماالعمل ؟
ايدخل كمنجنيق يدك الحصون .. ويقلب الارض على اصحابها ..
ام يعلن هدنه واستراحه محاربين يهون القتال فيه الى اخر الانفاس ...
او يرفع الرايه في مثل حالته ..لامفر ولاهروب .. ولاقرار شافيآ يهدي القلوب ..

منذ حملها وادخلها .. تنازعن عليه بنات حواء .. و قررن انه لاعلاقه له بها
والتفتن حولها .. بعدما نبذوه خارجآ .. و لاصوت يأتيه سوى ارتباكات و رثاء
وبعدها عم الهدوء .. وبدأت الاستنتاجات ..
دار حول نفسه بعدما مل قياس الصاله التي يمكث فيها .. قطع السبحه الي بيده
يلفها كامله في دوره غير محسوبه ..
دخل سعود متأففا .. يخاصم ذباب وجهه .. يصفق الباب خلفه و يرمي عليه دعوه صماء ..
وقف سعود وانعقدت حواجبه بإستغراب لحاله مطلق ..
مطلق براحه بعدما رآى بصيص من النور في سعود ..
: جيت والله جابك .. ادخل وشوف ليلى .. طاحت علي في المجلس ولا احد طلع وطمني عليها ..
سعود بخوف ..: ليلى ..
دخل بسرعه و صوته يعلن حاله من الخوف الذي مسه ..
وقف على عتبه حجرتها ..وعلى طرف سريرها .. جلست جدته ويدها على صدر ليلى
تقرأ المعوذات .. راقبها ..كان واضح عليها التعب .. والارهاق ..
سأل بهدوء بعدما قرب من جدته : ايش صار لها ؟
الجده بحزن : والله ياولدي ماادري عنها .. ماشفت الا زوجها حاملها بين يديه مثل الورقه .
مسكت سعود وقالت بيأس : هالبنت اصابتها عين ما صلت على النبي .
سعود ويده تحيط بكتف جدته وقال : ياجدتي الله يهديك .. البنت تعبانه ..ماتاكل ولاتشرب مثل الناس .
تنهد بتعب .. ليس نقصان في كميه التعب اليوم .
فـ قبل قليل فجر قنبله ظنها لن تفجر الا بعد حين ..
سعود : بروح اطمن مطلق عليها ..
الجده بلوم : الله يقطع الشيطان .. إلتهينا في البنت و نسيناه .. قوله انها بخير ..
تنهد سعود وقال بإستسلام : كان الله في عون الجميع .. والله ماحد مرتاح في دنياه ..
الجده بحنان : وانت علامك بعد ؟ وشفيكم ياعيال احمد كبرتم وكبر همكم معكم ..؟
ماقدر الا يبتسم .. وهو يتخطاها ..
كيف و لايكبر معنا .. فنحن بعض من كل همومنا ..
هو حال البشر .. لايتعدى يوم ويتخطى همومهم الا يجب ان يتعدوها هم ..
هي حال الدنيا يا اماه .. فلقد وضعت الهموم لتصعب علينا الحياه .. ولندرك لما وجدنا فيها اساسآ ؟


طلع سعود له .. رغم كل شيء تحامل على نفسه الا تزيد همومه
ففي قلبه حرى منه .. له يد في كل هذا ؟ يعلم ذلك ؟ فاخته لاتنكسر بدون سبب ؟
مطلق : طمني عليها ؟
سعود ببرود : جدتي تقول انها بخير ..
مطلق بعصبيه غير مبرره : جدتك تقول انها بخير .. وانت ايش تشوف ؟
تقدم سعود خطوه غاضبه منه وقال : انا اشوف انها منكسره و تموت قدام عيني .. والسبه حضرتك
ماادري ايش سويت لها .. لكن انا واثق ان فيها شي .. ؟ ارتحت الحين ؟ هذا اللي تبيني اقوله لك ؟
مطلق .. ويزفر انفاسا امتلأت في صدره .. كان غاضبا من نفسه .. و يتمنى ان يفرغ
ذلك الغضب في اي احد كان ...لكن الان مشغول بها ولايريد ان يتشاغل بشي اخر غيرها ..
جاوبه بهدوء : خليني اشوفها ..
تنهد سعود بأسف وقال : السموحه يامطلق .. حالها ماعجبني .. لاتلومني هذي اختي ..
مطلق : انا مقدر الوضع .. وانت بعد يا سعود لاتلومني ..
كان بيسأله سعود .. عن السبب لكن اكتفى بالسكوت ..
لايريد ان يسمع مايؤرقه و يرهق تفكيره .. فلقد وقع الان في حفره حفرها بنفسه ..
ابتسم سعود بألم .. مالهم يدورون في دائره واسعه .. جدرانها تعلوهم ..
وهم حيارى ..سكارى .. في متاهات الدنيا يضيعون ويغامرون بحياتهم ..
مطلق بلهفه غير متزنه : شوف لي درب ياسعود .. وخليني اطمن عليها ..
سعود بضحكه : انا لو قلت لك موشح عن حالتها الصحيه ماتبي تصدقني .. لازم تشوفها
عيونك .. ابشر يالنسيب وحتى في راسي فكره علشان نرتاح من الحاحك ..
ابتسم مطلق بإمتنان .. وادار ظهره .. علقت انظاره في مكان يرسمه هو في افقه
بحيره يجدها في كل درب ..
سمع نداء سعود له .. فدخل مخفض الرأس .. يقوده قلب يتصارع مع شرايينه واوردته
وخطوات بالكاد يحصرها بينه وبينها ..
كاد ان يتراجع .. يخاف ان يظهربصوره يستغربه الناظر في وجهه ..
يخاف ان تقرأ في صفحه ملامحه كلمات اخفاها عن نفسه ..
حتى وقعت عيناه عليها .. تلوذ بالنوم بعيدا عن صخب صدره النابض بدقات قلب مجنونه ..
الجده وهي توقف مستنده على يد سعود .. معلنه صمتآ مستغربا .. تخرج بهدوء تاركه الفراغ
يتوسد مكانها .. على فراش ليلاه .. وهو الذي لايعلم اي جمود ثبت قدميه ...
مضت دقيقتان .. وهو على تلك الاستقامه .. ينظر لها من بعيد .. يعلو صدرها من بين الفينه
والاخرى .. انتفاضه انفاس صاعده .. وتستقر بهدوء ..
اقترب .. بعدما تداركه الوقت وهو لم يشبع منها ..
جلس على السرير .. ليلتمس فراشها المحسود عليها .. يخبآ رائحتها في تجاويف قطنه
و ينعم بملمسها بعيدا عن الاخرين ..
ابتسم واصابعه تجد طريقها تلقائيا ناحيه يدها .. ولتذوي صلابته حينها .. ويطلق نفسآ مستسلما
لاهثا .. وهو يلثم اصابعها برقه لم يعتدها ..
همست بإسمه .. ليرتعش قلبه الصلب ويفتت بعضآ من قشوره .. وكأنه يجدد الصبا ..
بالكاد حافظ على رباطه جآشه و تحكمه في خلايا عقله .. وعن ماذا ؟
عن زوجته .. ان لايمس رقتها .. او يلثم شفتيها ورقبتها .. او يهمس في اذنها مطالبا يإستيقاظها
لكي تروي عطشه وهي واعيه له ..
كلمتها له تجعله انسان ااخر بعيد عن رغبته .. يعشق ان يفعل لها شيئا تحبه ..
يضحي براحته من اجلها لو تريد ..
اقترب منها .. لامس خدها وخاف ان يخدشه برعونه ذقنه الخشن .. كاد ان يهمس في اذنها
كلمات ينحتها في الصخر ويتستخرج جودتها بإخلاص .. .. .. لكنه خشي ان لايفي بوعوده
ابتعد على الفور .. باسمآ لذكرى تناسب مثل هذه الكلمات .. اخبرها بها
في ليله لم ينساها .. في ليله كانت بين احضانه .. كانت ليلاه بدر كامل في ليله دافئه ..




***********************************




ظلت تبكي في زاويه كانت تعشقها وتلجأ إليها في طفولتها ..
عندما تعاقبها والدتها او تتشاجر مع احد اخوتها ويكون لها نصيب الاسد في الضرب ..
علقت مابين حائطين يطبقان عليها .. تكاد تختنق .
لاتستطيع التوقف عن البكاء او حتى التفكير...
تحسست تلك الصفعه المؤذيه.. لتنتحب بصوت اعلى ..
غير ممكن ومستحيل .
كيف امكن ان يحدث ذلك ؟
تذكرت ليلتها تلك .. والشكوك التي جاورتها على فراش المرض ..
و في النهايه طلع منقذها الفارس المغوار.. سعود .. ينهي ما ظنوه بالعار ان يحدث
كيف فعلوا ذلك ؟
بل كيف سمحوا لانفسهم ان يقرروا شيئا لم يكن لهم ولايخصهم ؟
بل ذاك الاحمق المستتر بأخلاقه الرفيعه .. الاستاذ المثالي والصوره الكامله للرجل الخلوق
كيف يسمح لنفسه ان يخدعني و يغتال براءه فرحتي بإقتراني به ؟
مسحت دموعها بخشونه والتفتت لافكارها برقه ..
طيب يانجمه انتي دائما كنتي تتمنين لو يتطلع فيك او يجيب طاريك على الاقل ..
نسيت يانجمه انه الوجه الدائم لفارس الاحلام .
لكن كل الذي فعله لك هو معروف .. اصمتي واقنعي بالواقع
هزت افكارها برعونه .. بينما تطلعت للجهه الاخرى المحايده ..
كيف ترضين بشخص مجبور عليك ؟
كيف تسمحين لنفسك تعيشين مع شخص مايحبك ولا يهتم فيك ..
انتي ضحيه .. عرف وتقاليد ..واضحيه لألسن كانت قادره على قطع رقاب و ارزاق ..
لكن حتى هو ضحيه .. وان كان رجلا,, لماذا نعتقد ان الرجل محرر من قيودنا ..
لا للاسف فالرجل مصلوب كالارض .. له مالها وعليه ماعليها ...
لكن كان قادر يتخلص مني بسهوله .. كان بإمكانه بخبرني بطريقه غير مباشره وان شاء مباشره
كنت سأحزن وقتها صحيح ..لمده واعرف ان ذلك هو الصواب .. لكن الان اشعر بأن لاقيمه لي مطلقا
سخرمني بكل سهوله .. كان بإمكاني ان ارفض واسد الطريق .. وانتهي من كل هذا العناء ..
والان فهمت مغزى تلك النظرات .. وتلك الكلمات المدسوسه بسميه بين كلامه ..
كم هذا مؤلم حقا .. لكن سأستآصل الالم ولن اجعل له مكان في حياتي ..
لن ارضى بالحال ولو فعلت مالم يفعله الاخرين ..


*************************************



ليلى وبالكاد تبلع اللقمه الصعبه .. و تتذمر من عقوبه قاسيه
يجرعونها الطعام كأقسى عقاب لها .. لا تجد طعمآ له او مذاقآ ..
تحدق فيها سلوى كجلاد ينهال على المجرم بسياط من العذاب ..
وجدتها كحارسه فوق رأسها تتأكد ان الطعام يجري مجراه الطبيعي حين يدخل فمها ..
دفعت ليلى بالمعلقه الاخيره وقالت بتوسل ..
: الله يخليكم كفايه .. والله شبعت .
الجده : ماهو على كيفك يابنت .. اذا طاوعناك زياده ومشينا على شورك بنشوفك ميته بيننا .
ارخت رأسها على المخده وقالت ..:
يمه .. الله يخليك لاتجبريني على شيء ماابغاه .. كفايه اللي اكلته .
تنهدت الجده بتعب .. ومسكت رأسها وقالت ..
: الله يهديك يايمه .. انتبهي لعمرك .
شدت على نفسها وهي تنهض بصعوبه .. وتسير متثاقله الخطوات ..
بينما سلوى تبتسم وهي تحرك الملعقه في الصحن..
ليلى بهدوء : وانت علامك تبتسمين ؟
سلوى : والله حالك عجيب ياليلى .. انا ادري انك زعلانه من زوجك .. لكن سبحان الله
ماتطيحين الا وهو موجود .. ياعيني على الرومانسيه
ضربتها ليلى بلطف وقالت ..
: ياسلام .. والاغماء رومنسيه .. كل اللي حسيت فيه دوخه ..
سلوى بضحكه مشعه من عينيها ..
: والله لو تشوفين شكله .. وده ينفينا من الارض و يقعد معك .. لكن المسكين شافنا
متجمعين عليك ..سحب عمره وطلع .
وخزتها الكلمات .. وذكرتها بتلك اللحظات المؤلمه ..تشعر بها اشد من غرس الخناجر في الجسد
لاتستطيع ان تنسى تلك الكلمات والانفعالات الواضحه ؟
تنهدت بأسى .. وقالت : وينه الحين ؟
سلوى بتعاطف : والله مدري .. ساعه طلع من عندك .. خرج من البيت .. يمكن رجع ؟!!
اغمضت عينيها بألم .. وسألت مجددا بهدوءها المريب ..
: وجدي وينه ؟
سلوى : في المجلس مثل العاده .. ياهو عصب لما درى عن طيحتك ..
و ظل يهاوش كل من يوقف في وجهه .. يقول انه مدلعك ..
ابتسمت .. وقالت واجفانها متثاقله ترغب في النوم ..
: سلوى .. ودي انام ..
غطتها سلوى بحنان اخوي .. وقفلت الانوار والباب بهدوء خلفها ..
حدقت في الظلام .. لتتساقط دموعها بألم ..
سلطان زاد همومها اثقال لاتحتمل ..!!
كيف له ان يقطع شريط حياتها منذ البدايه ... ؟
كيف له ان يغلق ابواب كانت مشرعه لها بأمل ؟
كيف تلوم ذاك وهو يرى اثباتات بصريه هدت حبائل صبره ..
ولا اعلم لماذا اخفى علي مثل ذلك الامر؟


يكفي انه مازال يعتقد انها تحبه .. وانه افسد حياتها بدخوله فيها ..
مازال يظن انها مسلوبه المشاعر لـ سلطان ؟ وانه آسف من اجلهما ..
كيف يظن مثل ذلك وهي التي وهبت له اجمل ماقد يوهب ؟
مشاعرها وروحها وقلبها .. كانت له هو ..
لماذا اوقفته ؟ لماذا لم تتركه يمضي في طريقه ؟
لما لم تصر على الانفصال .. ؟
ايعجبها الحال الان .. بعد اعترافه الاخير اصبحت مشلوله القوى على التفكير
لااعلم ماهو الصحيح ؟

تنهدت بحيره وسط ظلمه بدأت تسود روحها .. ماذا تفعل ؟




****************************



مشت بكعبها العالي .. بجوده دافنشيه .. واثقه الخطوات في بيت عمتها
والجوال بإكسسوراته الملونه في يدها ..
تأففت بإنزعاج : ياللا رغوده ماصارت عاد ...؟
رغد : اطلعي مافي الا انا وامي في البيت ..
ريهام : لا والله .. كنت عارفه انك تسحبيني سحب ..
رغد : اقول لايكثر ادخلي واسكتي .
قفلت الجوال .. وبالكاد .. دخلت لشيء ما في نفسها ..
انقطعت رجلها تقريبآ عن منزل عمتها..
لتلك النظره المتساءله في اعين الجميع ..
يقولون من " باعنا بعناه ولو كان غالي "..
وتظن ان هذه المقوله قد انطبقت عليها .. تلك المتغيرات لاتجيئ عبثآ ..
اخذت لها نفس عميق ترسم على وجهها ابتسامه فتاه لايهمها شيء ..
خطت خطواتها بسرعه .. الهدوء يعم المكان .. هدوء مزعج .. هدوء يطبق على الانفاس .
طلعت الدرج لحجره رغد مباشره .. رغم انها ارتاحت لعدم وجود احد في طريقها ..
إلا انها لم تمنع نفسها من ان تشعر بالضيق ..
قفلت الباب خلفها .. ونظرت لرغد بقليل من الحنق .. كانت ترتدي بنطلونها من الجينز
وبلوزه بيضاء ..
طرقت ريهام على الباب وقالت: نحن هنا ياآنسه .. ياللا قدامي .
ابتسمت رغد وردت بتشاغل : هلا ريهام .. تعالي اجلسي حتى اخلص ..
ريهام: رغد .. ياللا يابنت ..والله تأخرنا .. تعرفين عندي اشياء كثير اشتريها ..
ومايمديني ..
رغد : خلاص ماصارت اكلتيني بقشوري ..
ابتسمت ريهام وسألت : إلا وين عمتي مااشوفها ؟
: يمكن في حجرتها ..
التفتت ريهام حولها .. وقالت :بيتكم هادي بالمره .. ؟
رغد بإبتسامه : اكيد هادي .. مافي الا انا و اخوي المبجل سلطان ..
عضت شفايفها .. لشيء لابد ان تشعر به ..
فانسحبت بهدوء : انا بنزل وانتظرك في السياره ..
كانت تهرب .. تهرب من نفسها ..
تهرب من اسمه و ذكراه و حضوره .. في منزل يضمه جسدا وروحا ..
لم تعي انها تركض ولاتهتم .. بسرعه خاطفه .. استدارت لكي تنزل الدرجات وتمضي في طريقها ..
شهقت بخوف .. شهقه عاليه تخترق الاذان .
كان امامها .. يقابلها في صعوده .. يزم شفتيه ويصفر بدون اهتمام .. ويلف سلسله فضيه طويله
حول اصبعه ... حتى عندما توقف يلمحها .. مازالت شفتيه على وضعها ..
كانت ترتعد .. وعيناها زائغتان بملامح الخوف .. غير مسيطره على جيش من المشاعر
قد بدأ يتسرب من قبضتها .. ظنت انها احكمت قيودها .. لكن يالقلبها الخائن ؟
وذاك على وضعيته ..يراقب و يشده الفضول ليعرف من ولماذا ؟
انحنى بطريقه تجعلها تمر من امامه ... فهبت كالريح و كالعاصفه ..
تنفض اطياف عباتها السوداء خلفها .. مازال يتأمل شرودها المخيف ..
افعلت شيئا ؟ لكن من هي ؟ استدار ليتابع طريقه والفضول يدور في عقله ..
فقابل رغد في طريقه .. ابتسم ليمحي الغرابه من ملامحه..
: سلطان .. جيت بدري ماهي عادتك؟
رجع السلسله لجيبه وسأل بإهتمام : وين رايحه هالوقت ؟
احكمت لف الطرحه على رأسها : بنروح انا وريهام السوق .. تعرف الجامعه على الابواب
وبعدنا ماشرينا شيء ..
سلطان بعدم تصديق .. في البدايه ارتاح لمعرفته انها ابنه خاله .. لكن مابالها ؟ وكأنها
رأت شبحا امامها ..
قال بسخريه : وشو .. عيدي ايش قلتي ... بعدك ماشريت شي .. حجرتك شوي وتنفجر
من الاغراض ؟
ضربته على كتفه بلطف وقالت وهي تتجاوزه : لايكثر .. ياللا انا ماشيه توصي شيء ..
ضحك وهي يجاوبها : ايه .. ابغى ..ساعه .. وعطر .. ومحفظه جديده .. و, ,,,
صرخت من تحت بغضب : اقلب وجهك ..
ابتسم .. لكن صوره بؤبؤ عينان يكادان ينطقان ذعرآ او ماذا ؟ عاد مجددا إليه .
اهذه ريهام ... اهذه من كانت ستصبح يومآ زوجتي ؟ لكن لما خافت بتلك الصوره
اتفاجآت بي .. وبوجودي .. ام ان جروحآ قد تفتقت لديها .. اتكرهني لتلك الدرجه ؟
ألا تطيق النظر الى وجهك .. لو تعرف اسبابي لقدرت ماانا عليه ...
ابتسم بسخريه .. اي حال انت فيه ياسلطان ؟ لكن يبدو ان فرجك قريب ..
وان حلمك ليس ببعيد .. يبدو ان كل شيء سيتغير .. اشعر بذلك .. اشعر به .




**********************************



شعر بألم في جسده .. ارتخت عضلاته ... و صرخت عظامه بألم ..
وهو يصعد الصخور ... حتى يصل لمبتغاه.. او هو ليس مبتغى
بل تحدي لنفسه ان يصل لاقصى درجه يستطيعها ..
لم يكن يظن انه سوف يتعب بسهوله .. كان يعقد الرهان على قدرته على التسلق
بدون ألم في قوته الجسديه ..
وصعد على الصخره واستقام حيث يكون هو اعلى من كل شيء يعتبره تحته ..
ابتسم .. رغم انفاسه المتلاحقه لصعوبه الارتقاء ..
جلس وترك شماغه جنبه ... و دفعات من الهواء القوي قد مرت به .. فاستيقظت احاسيسه
و جاشت ذكرياته .. كلها .. ايام الطفوله والمراهقه البالغه .. مرت نظراته بشكل عام على المكان
على الاعشاب المخترقه لتجاويف الصخور .. لكهوف صغيره .. للمسات ناعمه بارده
لاحجار كبيره .. و الاجمل من كل هذا احساس بالحريه .. يتعمق لديك في وحدتك .
هنا كان يبتعد عن مشاكله .. عن حسرات الحياه .. .
هنا كان يجد نفسه .. احلامه و امنياته .. و الالامه التي ينحرها على ضريح صخرته الصلبه ..
هنا وجد تلك الصغيره .. وهنا لاول مره ينبض قلبه الفتي .. وعرف مايشعر به الشباب ..
وهنا دفنه عندما اشتدت عسرات الحياه وتناسى وجود المشاعر ..
وهنا الذكريات كانت .. واصبحت مجرد ذكريات تستحضرها الاماكن .
انتظر طويلا .. يهدأ نفسه ويجد حلآ سريعا.. لم يكن الانفصال من اهمها ..
بل اعتبره حلا من الحلول ..
طالت غيبته عن البيت .. وهو يطل عليه من بعيد ويتخيلها تقف في الجهه الاخرى
تنظر إليه ..
ماذا يفعل اذا عاد ؟ هل يطالبها بالعوده ويرتاح ..
تنهد بتعب طويل .. طويل شق صدره ... وانهكه ..
اااه لو تعلم .. ماذا فعلت بي ؟
وماذا تنوي ان تفعل بي ؟
استهل رحلته في النزول وهو يرمي حجرآ من اعلى مكان وصل اليه ..
وينظرإليه ويتصور نفسه مكانه ...



*******************************




اقشعر جلدها بحكه غريبه .. تزعج مرقدها ..
لم يطب لها المقام وهي لم تسمع اسمه بين افواهمم او تسمع صوته ..
او ذكراه ..
تريد ان تسأل وتطمأن لكن هناك شيئ كبير يمنعها ؟
سعود يدخل ويخرج ويرمي عليها بنظرات مبهمه ..
لاسؤال ولاجواب ولاطلب يضم اسمه وذكراه ...
اين ذهب ؟ اسدل الليل ستاره .. وعاد الجميع من الصلاه ..
الا هو ؟ ليس بينهم .. اين ذهب في تلك الساعه وهو لايعرف المكان ؟
نهضت مثل المفزوعه .. ونفضت لحفاها القطني .. عنها ..
دلكت يديها بكثير من التوتر ..
دخلت سلوى .. فسحبتها بسرعه وقفلت الباب خلفها
سلوى بخوف : عسى ماشر ؟ وشفيك ؟
ليلى بتوتر : جاء ..
سلوى بإستفهام حقيقي : منو اللي جاء ؟
ليلى : مطلق وينه ؟
ابتسمت سلوى وتنفست براحه .. : خوفتيني .. والله ماادري ..
ليلى وهي تجلس على السرير بتعب ..
سلوى اقتربت منها وقالت : الحين اسأل عنه ؟
اندق الباب ففتحت سلوى بسرعه
سعود بنظره متبادله بينهن ..
قال برجاء : سلوى لو سمحت ..نظفي غرفتي ؟
سلوى .. : ابشر ياخوي .. لكن الحين اسوي قهوه لجدتي .. خليني اخلص ..
وقفت ليلى وقالت : انا بنظفها ..
اعترض طريقها بإبتسامه مبهمه ..
: انتي لا ؟ مابنغاك تطيحين علينا ؟ استردي عافيتك الشغل ماهو طاير ؟
ليلى بتأفف : ارجوك ياسعود ... مليت من نومه الفراش ؟
تخطت سعود .. فاقتربت منه سلوى بإبتسامه شقيه
وقالت : ليلى تعاند .. لكن الشوق فاضحها
رفع سعود حاجبها وقال : وانتي ايش دراك ؟
تنهدت سلوى : آآه من نار الحب ياخوي ..
سعود بعصبيه مزيفه : لاوالله .. اشوفك سلخت الحياء مره وحده .
ضحكت سلوى وهي تمر من جنبه وتسرع الخطى ..
: ماعليه امون ياسوسو ..
سعود : سوسو في عينك ..


*****************************




حجره سعود .. وصف لها بعيد عن الاخريات ..
في الجزء العلوي المكشوف من المنزل .. بعيده عن الصاله ومجلس النساء
وهذا مايريح التصرف فيها .. والاجمل انها تطل على حوش المنزل من اعلى
ويمكن الجلوس فيها براحه .. وهذا اللي سوته ..
ابتعدت عن الجميع .. وجلست على كرسي يفضله سعود ..للقراءه ..
كانت انوار بعض المنازل تظهر لها من مكانها .. والهواء بارد بعض الشيء
ضمت نفسها .. وتساءلت اين يوجد الان؟
اطلقت شعرها ببعض الحريه .. تطلق انفاسها مع نفحات هواء قويه معاكسه ..
تنفض شعور القلق والحيره .. وتنهدت بيأس لفكره انه ذهب وتركها ؟
لما لاتفكر بهذا ؟ ايكون قد رحل دون كلمه مثلما فعل المره الاولى ؟
آآآآآآه .. اطلقتها بحرى وعذاب ضمير ..
مااصعبك يامشاعر عندما لانجد تفسيرآ منطقيآ لك ..
لن تبكي ؟ ليس حلآ البكاء ... سيعود فثلما يقولون الثالثه ثابته ..


وقف خلفها لايفصله سوى خطوات قصيره ..
يتأملها بهدوء .. تبدو شارده من نظراتها .. غائبه عن حاضرها ..
فمنذ تركها ملقاه على سريرها بدون وعي ..وهي تتصور له في خيالاته ..
مالذي يطاردها ؟
تنحنح ليعيدها إلى واقعها .. ويكون معها حيث تكون ..
لمت شعرها بدون التفاته منها .. وقالت بعجله ..
: لحظه ياسعود باقي مانظفتها .. إلا اسألك مطلق جاء ؟

لم يمنع نفسه من الابتسامه .. وقال ..بصوته العميق الدافئ .. براحه قد استقرت على قلبه
على الاقل سآلت عنه واهتمت به.. ولو ظاهريا على الاقل ..
: انا هو بشحمه ولحمه ..
لم تنظر اليه يكفيها صوته فقط ..بعث فيها كل شيء .. وابل لايحتمل من المشاعر
و اهتزازات جعلت قلبها يهتز كالورقه ..
يا الله على رائحته .. كم تنفذ بدون استئذان.. يستحسنها العقل و يقبلها القلب ..
لاحظ عليها تلك الوقفه الثابته .. فاقترب هو .. ونظره شامخ لاعلى ..
ستاره سوداء كحال قلبه المغتم ..
سأل بهدوء : كيف حالك ؟
مرت بأصعبها على حافه السور .. واجابته بمثل هدوءه ..
: بخير .. تنفست براحه الان ...بعدما رأته بقربها ..
واصابتها بعض من الطمأنينه لانه لم يتركها ..
استدار ناحيتها .. وهي مازالت تتأمل اصبعها يمر بخشونه على تعرجات السور ..
ظل يحدق طويلآ .. تلك الكلمات التي اراد صياغتها لها ضاعت ..
شدت على خصلات شعرها المتمرده .. الراقصه على طرفي رأسها ..
ولم تتفوه بكلمه .. عقلها يناشدها ان تتكلم ؟
استدرات له بسؤال قد ظهر لها فجأه من العتمه..
وارتفعت بهدوء على طوله .. وانصدمت بنظرته تلك ..
فلم تخجل او تهرب منها . .. بل انغمست فيها برخاء ..
على اطلال الهوى اعترفت بالاشواق ..
تنهد بألم وهو يغوص في صفاء مهدب بالاحزان ..
ادار رأسه مرغمآ .. وقال بدون ان تسأله ..
: تمشيت شوي في القريه .. ابتسم وكمل : و طلعت الجبل . ..
ابتلعت ريقها واظهرت ابتسامه مرحبه بتبادل الحديث ..
: الجو حلو للطلعات ..
كمل بنفس الابتسامه : في اشياء كثيره حنيت لها ..في نفس المكان ..
لم تمنع الفضول من سؤاله : وانت جيت من قبل ..
ابتسم بشجن متخطيآ كل حدود الكتمان ..
: في ذكريات محتفظ فيها .. عشتها في هالمكان ..
استند بجسده الطويل على السور ونظراته تمتد للبعيد .
بينما سألت ليلى : اول مره ادري انك جيت هنا من قبل ..
ناظرها بلوم وقال : لاتحسبيني من اولاد المدن .. تراني جاي من قريه ".... "
تكون في الناحيه الثانيه للجبل ..
استندت على السور بظهره .. وكمل : في اشياء كثيره مانعرفها عن بعض .
انحنى رأسها بقبول لتلك الحقيقه .. فلعبت تلك النسمات الليله المختبئه بخصل من شعرها
حتى وجد طريقه للفرار ...
تشاغلت بخطوط يدها تاركه تلك الخصل تلعب بأعصاب ذاك .. يتقلب مكانه ولو رأته ..
اقترب مخترقآ كل القوانين .. وتلك الحدود الضيقه .. معلنآ انه رجل غريب كل ساعه
اعاد تلك الخصل بهدوء ..حول اذنها ..شاكر الله على تلك النسمات التي ترافقت مع رغبته
لقد لمسها اخيرآ .. كم ساعه .. ويوم ودقيقه مرت وهو لم يتمتع بذلك الملمس ؟
كان يجب ان ترفع رأسها وتواجهه بنظرها .. لكنها لم تستطيع .. غمرها ملكه من ملكاته الخاصه
الخجل .. حتى غطى الاحمرار كامل جسدها ..
ابتسم .. وياله من شقي .. ينتظر كالطفل حدثآ مهما .. كالذي اشعل فتيل مفرقعات ناريه مثيره
وينتظر بفارغ الصبر انفجارها .. مازالت يده على اذنها .. مسد بها على شعرها المتطاير
مدعيآ ترتيبه وهو كاذب من الاعماق .. متشاغل بعمله ...

سمع وقع الخطوات خلفه ولم يزح يده .. تجمد مكانه
وسعود ينقل نظراته بينه وبين ليلى مبتسما يخشى البوح وفضحهما..
سعود : ماعليه السموحه .. قاطعتكم ..
مطلق وهو يعيد يده لجيبه : لا ابد ماقاطعتنا ..كنت اتكلم مع ليلى عن رحلتي القصيره .
سعود وهو يحدق لاخته بشقاوه .. وهي تستر خلف مطلق بخجل ..
: كنت بقول تمشي معي لصلاه العشاء .. على البنات مايجهزون الحجره ..
ناظر اخته وقال : على فكره ياليلى ... هذي حجرتكم مؤقتا .. حتى تقلبون وجيهكم .
ضحك ومشى..
تركها متخبطه في كلماته .. معقول مكان يضمها وتضمه .. تبقى معه ..
لاابد .. لايكون اخذ موقف ايجابي من وقفتهم مع بعض ..
يحسب علاقتهم رجعت بشكل عادي ..
تحركت من مكانها بتوتر .. فسأل مطلق العارف بتقلب ملامحها فجأه
: كان قلتيها في وجهه ؟ ماتبين تقعدين معي في مكان واحد ؟
رعشت اهدابها بقلق و توتر .. وقالت بدفاع لكن بتردد
: لا تفهمني خطأ يامطلق .. انا احاول ..
قاطعها بلهفه لسماع ماتقوله : تحاولين ايش بالتحديد ؟ فواصلنا كثيره ياليلى ..
ابتسم و سأل بجديه : اذا انتي مصره ؟ ..
نظرت له بإستفهام : مصره على ايش ؟
وقف بجانبها مبتعد عنها : على الانفصال ..
قبضت على يدها بحيره ألمتها .. و تمزقت في قراراتها ..
تأملته بأنظار طفل تتأمل ان يفهمها .. ويسبر اغوارها بسهوله
ليعرف هو ماتريد هي ان تعرفه عن نفسها ..
اليس هو من يريد ذلك ؟ ليس المسأله تعنتآ .. ولا رغبه جامحه
هل يريدها هو ان تستمر ام لايريد ؟
تنهد حائرا.. وقال وهو يخطو لتركها ..
لكنه فاجآته بسؤالها : مطلق .. قبل كل شي .. انت تبيني ؟
ابتسم لسؤالها.. رغم رعشته طالت قلبه ويديه ..
ماذا يبوح لها ؟ وماذا يعترف ؟
ايكسر ايقونه صمته وجموده ويعترف بكل سهوله ..
ايقول جئت لاني رجل حاسم لااحب ان اترك امرآ يخصني معلقا في الهواء دون البت فيه ..
ايقول لها لقد جئت لكي لاادع فرصه لغيري يحقق مبتغاه على حساب كرامتي لنفسي .
او يقول من اجل عائلتك وعائلتي قد قدمت لك ..

اما كان منه ان يقول ..
الشوق من اعتصرني إليك ..
الشوق من اطفأ افراحي الكاذبه ... واعادني إليك مذنبه او جارحه ..
عدت إليك ...
اني اموت تحرقآ وتعطشآ ... اني اذوب في ظلالك الغائبه ..
لم يبقى مني إلا رجع اصداء وشحوب لرجل مهدود على مسارح الكبرياء .. لوتعلمين ؟
الشوق إليك كالليل الطويل بلاضياء ...
كالجرح الغرير بلا شفـاء
كالنار في جوفي تأبى الانطفاء ..

"بعض التعطف مستحيل ان يطوف به ارتداء
يبقى يمزقني وانت بعيده لاتدركين ..
و انا انتفاض صارخ في حسرة ..: هل ترجعين ؟!!!





********************************



: يمه .. يبه ... ابشركم ..بحقق حلمكم ياغوالي ..
مسح دمعه خانت رجولته وكمل في الظلمه امام قبرين .. قديمين ..
: قريب بتزوج يمه .. بنت بأكون متأكد انك بتختارينها لي لو كنت معي ..
همس بألم للقبر: وانتي معي يمه .. لاتزعلين .. بظل على وعدي
مابنساك ياغاليه..
ضحك للقبر الثاني : وانت يابوي .. مابخيب املك .. بكون مثل ماتبيني ..
ناصر ولدك اللي ربيته على الاخلاق والفضيله ..
قام ونفض قميصه ..و قال : سامحوني .. بدونكم فرحتي دوم ناقصه ..
لكن الحياه مثلما قلتوا لي من قبل .. ماتنتهي عند الموت .

وقف لاكثر من دقيقه .. متخيلا حياه غير هذه..
ومتصورا لو كان هذا القبرين شخصين ماثلين امامه ..
تعوذ من الشيطان .. و قاد خطواته .. نحو سيارته المصفوفه بعيدا ..
وموجه انوارها ناحيه القبرين ..

جاءه اتصال من طلال .. ويبشره بموافقه شقيقته ..
وهو امر فتح له باب جديد في حياته .. سعد لها من الاعماق ..
وان نغص لوحدته .. ووجوده منفردا في عائله هو اخر افرادها ...

كان يرغب في الاتصال بصديق حياته ..لكن ذاك اغلق الهاتف
ليمنع استقبال اي اتصال..

ابتسم وفكر ان شاء الله الفرحه تكون فرحتين ..
تنزاح الغمه من عليهما ..ويعود مع زوجته لكي تستمر الحياه ..
وهو سيكون له باع طويل مع زوجته ..

حدق بجديه .. فيه مسأله التحاليل .. ان شاء الله تمر بسهوله
و نمضي في تفاصيل الزواج ..

ابتسم لنفسه .. ومضى في طريقه .. مرددا مع كاظم الساهر عبر المذياع
أحبيني بلا عقد
أحبيني بلا عقد وضيعي في خطوط يدي
أحبيني لأسبوع لأيام لساعات
فلست أنا الذي يهتم بالأبد
أحبيني أحبيني
تعالي وأسقطي مطرا على عطشي وصحرائي
وذوبي في فمي كالشمع وانعجني بأجزائي
أحبيني أحبيني
أحبيني بطهري أو بأخطائي
أحبيني وغطيني أيا سقفا من الأزهار يا غابات حنائي
أنا رجلا بلا قدرا فكوني أنت لي قدري
أحبيني أحبيني
أحبيني ولا تتساءلي كيف ولا تتلعثمي خجلا
ولا تتساقطي خوفا
كوني البحر والميناء كوني الأرض والمنفى
كوني الصحوة والإعصار كوني اللين والعنف
أحبيني أحبيني
معذبتي وذوبي في الهواء مثلي كما شئتي
أحبيني بعيدا عن بلاد القهر والكبت
بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت
أحبيني أحبيني




*****************************





كادت ان تفر هاربه .. خائفه .. ممزقه بين الحنين والكبرياء تائهه .. من تنقذين ؟
حطام زواج ام هويه ساخره او نكهه حب خالصه..؟ ام بقايا كبرياء و كرامه هادره ..
كادت ان تصرخ لا تتكلم .. يكفي صمتك فهو اجابتك الدائمه عن كل الاسئله ..
كادت ان تصرخ انطق فالصخر كاد ان ينطق بجانبك ؟

استدار لها .. بوجه جاد و قلب ساخط على حال لايعجبه ..
متأملا ملامحها المعذبه ... صرخ قلبه وعقله و حواسه .. " رفقآ بالقوارير "
ورفقآ بها .. من اجل نفسك .. ارفق بها ..

استندت على السور .. وودت لو تمضي او تسقط نفسها من اعلى
او لعل مطرآ ورعود وبروقا .. تمهد لها طريقها في الهروب .

همس بصعوبه مخفيآ ظاهريه معانيه بسهوله : بتكونين معي ...

بتكونين معي ؟ !!
بتكوين معي ؟!!

كيف تفسر هذا ؟
عقدت حواجبها كطفله ..صعبت عليها الفهم .. ماذا يعني ؟
كالذي يقول لها .. من اتى اولا الدجاجه ام البيضه . ؟

ابتسم لتلك العقده الجميله .. وضاع في كلمته مثلما ضاعت هي ؟
وشعر بالخجل .. اتعرفون كيف يكتسي الخجل رجلُ ؟ تصورا ذلك معي ..



القاكم بخير
كبرياء الج ــرح

[/RIGHT]
[/COLOR][/SIZE][/FONT]

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 23-02-11, 12:29 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
Creep

 





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..

احبتي في الله ,,

تحيه عميقه من القلب الى الجميع ... مهداه بأجمل الاماني والتحايا
تقدير لشخصكم الكريم ... لكل من هتف معي بالدعاء الصادق وتواجدت معي ..
شكرآ لله الباري المنان علينا بعفوه ورحمته تعالى ... قبل اي مخلوق ...
شكرآ خالص لمن وقفت بقربي بدون ان استشعر ذلك ...
شكرآ من القلب لمن قدرت موقفي و ساندتني ... بكلماتها و دعائها
الحمدلله الذي لايحمد على مكروه سواه ...
الحمدلله الذي من علي بالعوده اليكم ... مع كامل امتناني واعتذاري للجميع ,,,

والحمدلله الذي جعل يوم عودتي بيوم اقترن بفرحه وطن وعوده مليك مفدى
ابوي الغالي ... ابو متعب حفظه ربي و عافاه من كل مكروه ..


تفضلوا البارت قراءه ممتعه ..مقدمآ مع باقه حب لبوحه >>> الله يخليك ترى الافكار عند بعضها







البارت الخامس والثلاثين :


كادت ان تفر هاربه .. خائفه .. ممزقه بين الحنين والكبرياء تائهه .. من تنقذين ؟
حطام زواج ام هويه ساخره او نكهه حب خالصه..؟ ام بقايا كبرياء و كرامه هادره ..
كادت ان تصرخ لا تتكلم .. يكفي صمتك فهو اجابتك الدائمه عن كل الاسئله ..
كادت ان تصرخ انطق فالصخر كاد ان ينطق بجانبك ؟

استدار لها .. بوجه جاد و قلب ساخط على حال لايعجبه ..
متأملا ملامحها المعذبه ... صرخ قلبه وعقله و حواسه .. " رفقآ بالقوارير "
ورفقآ بها .. من اجل نفسك .. ارفق بها ..

استندت على السور .. وودت لو تمضي او تسقط نفسها من اعلى
او لعل مطرآ ورعود وبروقا .. تمهد لها طريقها في الهروب .

همس بصعوبه مخفيآ ظاهريه معانيه بسهوله : بتكونين معي ...

بتكونين معي ؟ !!
بتكوين معي ؟!!

كيف تفسر هذا ؟
عقدت حواجبها كطفله ..صعبت عليها الفهم .. ماذا يعني ؟
كالذي يقول لها .. من اتى اولا الدجاجه ام البيضه . ؟

ابتسم لتلك العقده الجميله .. وضاع في كلمته مثلما ضاعت هي ؟
وشعر بالخجل .. اتعرفون كيف يكتسي الخجل رجلُ ؟ ..

لم يقل نعم اريدك .. او انتي لي مثلما اعتادت ..
كيف تفسر هذا " بتكونين معي "

حتى هو امتعظ وبان عليه الحيره .. كيف يفسر لها ؟
بتكونين معي ... بأي صفه ..سأكون ...
زوجه مسلوبه القوى .. تسير خلف زوجها .. ام ماذا ؟
نريد ان نخرج من تلك الحفرة العميقه .. لكننا نحفر وينهل علينا ترابها ...
حك شعره بمزيد من الحيره .. و ظل ينظر لكل شيء حوله الا هي ...
هناك دغدغه مشاعر ..ازعجته .. وجعلت قلبه كالمضخه التي لاتتوقف ..
يسمع حتى لهاث انفاسه .. وكأنه يستعد للركض .. يريد ان يضحك ان يصمت ..
ان يبقى لحظات مع نفسه ... حتى يوضح ماذا يريد ؟

تأملته بعين ضيقه .. لاتخفي ارتباكها هي ايضآ ..
مالهم يتصرفون كطلفين لايجيدون الاعتراف بصراحه ؟
حزمت يديها بشدها على خاصريها وسألت بهدوء ..
: بأي صفه بكون معك ؟

تأملها بإبتسامه .. فحنقت لتلك الروعه التي تفعلها ابتسامه بوجهه ..
و انفعلت .. هي تنسلخ من شده الحراره تحت ناظريه وهو مستمتع ..
الكلمه التي ينطقها تحتاج دهرآ لتخرج من فمه ..
وان نطقها تجد صعوبه في فهم معانيها ..
عيناها تنطق بلغه غريبه لااجد لها ترجمه محدده ..
رفرف شعره ... على اثر نسمه هواء رافقت نداء سعود له .
حدق فيها.. لايخفي السعاده التي ناصرته تلك اللحظه
هرب من المواجهه .. كان سيبوح بالحقيقه ورب البيت ..
لكن تلك النسمات ذكرته برهافه قلب نابض بين جوانحه .. لم يعلم انه قلبه فـ ذعر اشد الذعر .
قال وهو مازال مبتسما : بأي صفه تبين تكوني انتي فيها .. انا موافق .. والحين اسمحي لي
بروح اصلي ..
نزل الدرج بهدوء .. فتهاوت يديها بإستسلام .. و اسندت رأسها للخلف تتأمل نجوم براقه
ارتعشت فجأه .. مغمضه عينيها تستحضره امامها .. لمساته الفقيده التي انتحبت على جسدها
تواقه للقاء المنتظر .. و بعيده كل البعد عن دقائق لذيذه تقضيها معه ..
مسكت رأسها بأصابعها البارده .. و حاورت افكارها بأن عودي الى الصواب ؟
لدينا مشكله الان .. كيف سأقضي ليلتي معه ؟ كيف ...!!
لااستطيع ان ابقى معه في مساحه ضيقه .. لامهرب فيها منه ..
لن ارضي غيري مجرده من رغباتي .. هل ادعي وانا بين عائلتي ؟
نزلت بسرعه لان المكوث في الخارج جعلها كقطعه من الجليد او لايكفيها حضوره القطبي معها ..
اغتسلت وتوضت للصلاه .. بين يدي الله تبث شكواها.. وتلجأ له ليهديها الى الصواب ..
دخلت سلوى وجلست على الكرسي .. وجهها احمر ويبدو عليها الغضب ..
انتهت من تسبيحها واستغفارها .. و طالعت اختها ..
سألت : خير ..ليش وجهك معفوس كذا ؟
سلوى وهي مازلت منزله راسها و تتأمل حركه رجليها ..
: مافي شيء ..
ليلى : سلوى ... قولي عارفه انك زعلانه ؟
سلوى وهي ترفع راسها : امي ..
فكت ثوب الصلاه و جلست جنبها : وشفيها امك ؟
سلوى : امي ..جايبه لي عريس ؟
ليلى بإبتسامه : وهذا اللي مزعلك ؟
سلوى : ايه مزعلني .. ماودي اتزوج .
ليلى : ليش ؟
سلوى بقهر : ايه ماودي اتزوج ..وشفيه الزواج زود عن البنت ماتعيش مع اهلها ..
ليلى بحنان : ياحياتي .. الزواج سنه الحياه .. ليش انتي خايفه ؟
وقفت سلوى .. ولم تستطع ان تخفي تلك الدموع التي تساقطت .. وجهها الدائري المحتقن بالدماء
وعيناها الصغيرتات تبرق فيها الدموع كطفله صغيره ..
: يااختي مابي .. مابي .. لا والمشكله تبيني لواحد ماادري منين قرعه ابوه ؟
ضحكت ليلى وقالت : طيب مين تبين ؟
سلوى بنرفزه : مابي احد ؟ اساسا ليش اتزوج .. ماشفتك مرتاحه في حياتك ..
سكتت ليلى ..خنوع ورضى بكلمات تلك .. لكن كان من الممكن ان تعيش مرتاحه
لو مايظهر اسم سلطان على سطح حياتها .. لو ما شكوك زوجها القاتله كانا عاشا بسلام ..
سلوى بندم جلست جنب اختها وقالت : دخيلك لاتزعلين .. لكني معصبه من امي ..
بتزوجني بكيفها .. ومايهمها انا موافقه او لا ..
مسكت يدها برفق وقالت : لاتخافين ..مع احترامي لامك انت بنت احمد ولد عزيزالسلطان
ومادام راس جدي يشم الهوا.. مافي احد ينجبر على شيء مايبيه ..
ماتعرف كم كلماتها بعثت روحآ و طاقه وصبرآ بل قوه كبيره لدى سلوى.. اتضحت من اساريرها
المنفرجه... وابتسامه وصلت حد اذنيها و انتقل شعاعها الى عينيها ..
ضمت اختها بكثير من الحب ..
ليلى من بين ضحكاتها : خلاص .. لاتذبحيني ..
سلوى بحب : الله يخليك لي .. يااعظم اخت واكدع اخت ..
وضحكوا مع بعض ... قامت سلوى وقالت : والله ان مطلق هذا اكبر مغفل في حياته ..
رفعت حواجبها بإستغراب وقالت : هذا جزى المعروف تسبين زوجي .. وليش تقولي عنه مغفل ؟
سلوى بضحكه : الحين صار زوجك ؟.. اقول عنه مغفل .. لانه مايعرف قيمتك ..
ابتسمت ليلى وقالت : شكرا على المدحه لكن اخر مره اسمح لك تسبين زوجي ..
سلوى بشقاوه : وينك يامطلق .. تسمع ...ياللا قومي معي بنزل العشا الحين ..
وبالفعل نزلت العشا .. .. وكالعاده يجلسون كلهم على سفره واحده .. حتى جدها وسعود
الجد وهو يجلس بجانت زوجته .. ويوجه نظرات لليلى ..
الجد بحزم ولغايه في نفسه : قومي يا ليلى .. وتعشي مع زوجك ..
حركت عيونها بإضطراب على الجميع وتوقفت على سعود .. وكأنها تطلب مساعدته
تنهد سعود ..وقال : انا بروح ياجدي خلي ليلى تتعشى معكم ..
الجد يجلسه بمسكه واحده من ثوبه ..
: اقول اجلس انت ...واحده و تتعشى مع زوجها انت ايش حاشرك بينهم ؟
ضحكت سلوى بصوت منخفض بينما سعود قال ..
: افا يابو احمد.. هذا وانا ولدك الكبير تقول عني كذا ..
الجده تساند زوجها : وهو صادق .. قومي يابنتي وتعشي مع زوجك .. عيب ويش بيقول عنا ؟
مانعرف الواجب .. وانهت جملتها بلقمه تأكلها بهدوء ..
تشاغل الجميع بالاكل .. إلا الجد وليلى .. بينهم نظرات اقرب ماتكون لكشف الباطن ..
قامت ليلى على مضض .. ولحقتها سلوى ..
سلوى : روحي انتي وانا بجهز له العشاء..
ليلى بقهر : ليش جدي يعاملني كذا ؟
سلوى بتشاغل : يمكن ملاحظ عليكم شي ..
تأففت بإنزعاج واضح .. اقتربت منها سلوى وعينها على الباب
: خلاص ياليلى.. اسمعي كلام جدي .. ترى اذا زعل ما يعرفك حتى ..
ليلى بإستسلام : طيب امري لله ..
سلوى بإبتسامه : بتروحين لزوجك بها الوجه ..روحي تكشخي شوي ..
ليلى بضيق : توه شافني .. ماله داعي اساسا اتعدل له ..

بداخلها ضيق .. كيف سيهتم ؟ اشعر به يراني مجرد مرآه لكل تصرفاته
لو يبوح بما يفعله بصريح العباره ؟ لو يمتدحني بالخطآ .. او يجاملني على الاقل
لكنت شعرت براحه بأني مع رجل لديه احساس .. وقد انعم الله عليه بقلب كسائر البشر .

ضحكت سلوى وتركتها لــ همها ...لايوجد احد يفهم مالذي في قلبي
نار تكويني .. ولهيب مشاعر لا اسيطر عليها ..
عندما اكون قربه انسى كل شيء .. اود ولو اتحطم في حضنه وانسى كل شيء
والله اني سأنسى .. فقط لو مد ذراعاه لي ..كنت سأودع الماضي .. وانسى .




******************************





كانت تبكي وتنتحب بلادموع .. كانت ترتعش و تصرخ و تموت من العذاب
بلا صوت .. حواسها تستغرب اي قوه تلك التي تملكها ؟
و هي تستغرب اي جمود ذاك استوعب هزاتها ؟
كتمت انفاسها .. بضحكه عاليه كادت ان تنفجر ..
ضربتها رغد وهي الاخرى مازالت تضحك ..
رغد : اسكتي .. فضحتينا .
ريهام وهي تضحك و تحاول تمسك نفسها ..
رغد بإحراج : ريهام .. خلاص عاد ماصارت .. تفركشت في الدرج وطحت ..
ريهام وهي تتنفس بهدوء وتتمالك نفسها..
: والله مااقدر انسى.. صراحه شكلك يضحك ؟
ورجعت تضحك .. بينما رغد يبدو عليها الاحراج والضيق ..
كملت ريهام : لا واللي زاد الطين بله .. ابو الشباب فاتح يدينه .. على اساس بيساعدك ..
رجعت رغد تضحك لكن بخجل ..
: الحمدلله لحقت نفسي قبل مااطيح عليه ..
ريهام : ايه والله رحمتيه ..؟
ضربتها رغد بنقمه ..: ايش قصدك ؟
ريهام وهي تفرك مكان الضربه : وجع .. ايش هاليد ..
فجأه نفس الشاب بنظارته الطبيه يمر من جنبهم بصمت وفي يده كتاب ..
ريهام بضحكه صامته ..تأشر على الشاب ..
رغد ودموع الفشيله بدت .. تتجمع في عيونها .. تركت ريهام ومشت عنها ..


*************************


كلها سبع درجات اصعديها في اقل من ثانيه ... ارتعشت الصينيه في يدها
وهي مازالت تفكر كيف تصعد له ؟
سحبت نفسآ طويلا ثم دفعته خارجاآ بسرعه .. و طلعت ,,
كان ينظر بإتجاه بعيد .. من نظره عينيه .. يبدو متعمقآ .. مغمورآ بالغرائب ..
ارتدى ثوبآ على طراز مغربي بني اللون .. استغربت من وين له الثوب ؟
فمقاسه يختلف عن مقاس سعود ..
تنحنحت تطرد الخجل .. التفت لها ومازال عاقدا حاجبيه و ذراعيه على صدره بحزم
نظر ناحيه الصينيه و إليها وانفكت تلك العقده اخيرا ..
فقال بأسف : ياليتك ماتعبت نفسك .. قلت لسعود اني مااشتهي الاكل ..
شعرت بذلك الخدر من نظراته .. فحاولت الانسحاب .. بهدوء ..
لكنه قبض على طرف الصينيه وقال ...
: وين رايحه ؟ ابتسم مجددا .. وقال بحنان غريب ..
: مادام تعبت نفسك .. ماراح اردك .. وين ودك نتعشى هنا ولا داخل ..؟
ارتعشت اطرافها وقالت بخوف ..
: لا هنا افضل ..
لم يمنع نفسه من الشعور بالخيبه .. شعر بخوفها وهي لم تنطق به ..
قرب طاوله خشبيه منها .. و طلع كرسي واحد ..
حك شعره بتوتر .. وقال : مافي الا كرسي واحد ..
ابتسمت بعفويه .. فغرق فيها دون وعي ..
: ماعليه اجلس انت و تعشى .. انا مالي نفس اكل ..
قال بضيق : ليه لهذي الدرجه اسد النفس ..؟
رفعت يدها بعفويه وقالت : لاوالله حرام عليك .. لكن مو مشتهيه اكل ..
ضحك بخفه على رده فعلها وقال ..وهو يجلس ..
: اجل مابحط لقمه حتى تاكلي معي ..
شعرت بالانفعال لانه قادر على اللعب بأعصابها ... رغم انها هادئه
ومرتاحه ؟ والمشكله انها كذلك أليس من الارجح ان تتعامل معه بطريقه اخرى ..
قال بهدوء وهو يتمعن في وجهها : مايحتاج تفكير .. هي واحده من الثنتين ..
يا نجلس على الارض وناكل او تجلسين على فخذي .. وربت على فخذه بإصرار مع
ابتسامه قاتله مهدده لكيان انثى تود الفرار منه ..
شهقت بخجل من قوله .. وقالت بتوتر ..
: لا مايحتاج انا بجيب كرسي من تحت ..
راقبها تمشي بإرتباك .. وابتسم .. واستغرب من نفسه لما يجد الابتسامه
تقفز الى وجهه في كل حين عندما يواجهها ولا يجد صعوبه في اطلاقها ..
الهذه الدرجه يشعر بأنه مرتاح وهو لايعلم ..

انتظر حتى وصلت وجلست قباله .. ويالراحه التي يجدها ..
ألم يقل انه غير مشتهي الاكل ؟و يشعر بأنه متعب و مهدود الاعصاب
والان يأكل كرجل لم يذق طعامآ في حياته .. يسرق بعض النظرات و يبتسم
وان كان الكلام بينهم معدومآ الا انهم يأكلون بهدوء غريب ..
ايكمن في الليله الساحره والهواء العطوف علينا بنسائم تجعل قلبي يرفرف ..
وهي .. وهي ...نعم هي ..
ألعله الاجواء تفعل في قلوبنا كفعل السحر بها ؟
ام هي لها سحر خاص .. مالي ارقب شفتاها .. واعلى وجنتيها .. وانفها ..
وآآآه ياااهدابها .. ظلل من نعيم تحته ارق .. ارق يغرق فيه حزن ..
مالي انا الهث ؟ ومال قلبي يستدعيني لاستحضر آيات تسقط على براحه ..

لم تستطع ان ترفع ناظريها إليه .. هناك جاذبيه قصوى تشدها نحوه
توقف عن الاكل .. اعرف انه يحدق إلي .. لماذا لم اجلس على جانبيه
لماذا جلست امامه ؟ الن يسمح لي بدقيقه استراحه .. او فسحه ضيقه من التنفس على الاقل

وفجأه ... عطس .. و كررها بعطسه اقوى ..
فزعت من تلك العطسات المتواليه .. بعد صمت دام طويلا ..
كان ترتجف . .. مزيج من الخوف والضحك اصابتها .

ناظرها بإبتسامه وعيونه تلمع بدموع من شده العطس .. وضحك ..
ماقدرت إلا تضحك .. صعب تمسك ضحكاتها وكأن اي شي لم يكن ..
قال وهو يمسح انفه : خوفتك ؟
اجابته بإيماءه .. فكمل : شكلي اخذت برد .. لاني تسبحت وطلعت برى على طول ..
امتعضت من تصرفه .. فقالت : الجو بارد .. كان لازم تاخذ شيء على راسك ..
فرك عيونه .. وقال بندم : كنت مشغول بالتفكير .. وماانتبهت لنفسي ..

رجع يجلس على الكرسي وهي واقفه مكانها ..
كان لابد يقرأ مالذي في عيونها من يأس وتحطيم .. شعرت بالحنان والندم من اجله ..
وكرهت نفسها .. لماذا تشعر نحوه بتلك المشاعر التي اختصرها عليها ؟ ..
وعاملها بنكران لذاتها و جحود .. وقسوه لم تنساها ..

شالت الصينيه وقالت بجمود : تحتاج لشي ؟
استغرب تلك النظره المتبدله ..رغم كل شيء فيها والذي بينهم ..
لم يمنع الغضب الذي يسيطر عليه .. : لا .. ماقصرت .
نظرت له بتلك النظره البارده الغير مباليه ..
تنهد بألم في رأسه .. صداع بدأ يتغلغل في ثنايا دماغه
ويزعجه .. تأوه بتعب .. ودخل حجره سعود .. ياليت طلب منها حبوب صداع
.. يبدو ان بيصاب بحمى... ارتخى جسده على الفراش ..
وكيف يطلب منها .. ؟ ايشعر بالحاجه لها ...
لن يحتاجها ولن يطلب مالم تشعر به ...
حتى انها لم تخاف عليه .. او تطلب منه الاهتمام بنفسه ..
ابتسم لرنين ضحكاتها الرائعه .. مازالت داخل عقله ..
وعيناها التي تنسدل اهدابها بقدره الهيه جميله ..


************************************



استرخى بجسده على الفراش .. ليسمع صوت فجأه .. امام الباب حائره
ضائعه. .. و حزينه ..
فتح الباب ويراها امامه .. تبدو الدموع في عينيها .. ملابس قطنيه في يدها وكأنها لاجئه ..
ستموت من الاحراج ... جدها كان يترقبها هذه الليله.. يعرف مايدور بينهم وبالاجبار
يريدها ان تعترف وهي ترفض وترفض ولاتدري لماذا ؟
كان يقف لها .. وينتظرها كأحد الجواسيس ...يالذلك العجوز ألديه طاقه من اجلها
ايناكفها في راحه بالها وماترغبه ...
الجد بهدوء وقد رفع عكازه ليستند عليه : وشفيك نزلت ؟
ابتسمت بتوتر : كنت جايه بالصينيه ...
الجد بحزم : وجبتيها .. ياللا عند زوجك ..
ليلى بتوسل : ودي انام مع البنات ياجدي ..
تدخلت سلوى بفظاظه : يبه .. مطلق ملحق عليها .. خليها عندنا الليله
بدى وجهه صارم وهو يأمرها : اقول اسمعي شوري واطلعي عند زوجك .. عيب الرجال ينام من حاله .
سلوى بتادل النظرات مع ليلى : وهي ويش بتسوي له ..بتقرى له قصه قبل النوم ..
الجد بصرخه غضب : سلوى .. ليش ترادديني .. ماخذه طبع امك لابارك الله فيك ..
سلوى بخوف تراجعت للخلف .. واحمر وجهها بضيق وانصرفت
اقتربت ليلى من جدها بإبتسامه ودوده : جدي فديتك .. اعصابك .. حقك علي انا غلطانه
باست خشمه وابتسمت في وجهه ..: الله يخليك يابوي .. لاتزعل ولاتكدر خاطرك ..
انا كان ودي اسهر مع البنات واطلع بعدين ..
الجد بهدوء : يابنتي المره السنعه ما تترك زوجها في بيت ماله احد الا هي ..
رجعت تتدعي بتلك الابتسامه الباهته : وانت صادق ..لكن لاتقول عني ماني سنعه .
ضحك الجد و قال وهو يمسح على راسها : الله يحفظك يابنتي .. والله انتي مافي مثلك بين الحريم .
ابتسمت له رغم الشوك الذي تشعر به تحت قدميها ..

فهم مطلق مااعتلى وجهها من احراج واكتفى بالصمت ..فأفسح لها المجال للدخول ..
دخلت الحمام مباشره .. مستتره به .. وتنطق ماعصى عليها النطق به امام جدها
بكت .. وبكت وبكت ..حتى شعرت بالجفاف في حلقها .. والم في عينيها .
اخذت جوالها الملفوف في البيجامه القطنيه .. التي اخذتها بدون اهتمام من خزانتها
ودقت على نجمه ..اكثر من مره .. وفي كل مره .ماترد فيها . تبكي زياده ..
ماتقدر تواجهه .. وهي ضعيفه.
ماتقدر تكون معها وهي مو واثقه في نفسها ولا مشاعرها ..
تحتاج لدعم معنوي .. لشجاعه .. لوقفه صادقه ..
تحتاج لشخص يفهمها ..
طولت في الحمام .. تسبحت و لبست بيجامتها و غسلت وجهها اكثر من مره وطلعت ..
كان نايم على الارض ومعطيها ظهره ... انفاسه هادئه .. شكله نام من مده ..
ارتاحت مبدئيا .. لكن مازالت يوخزها الندم والشفقه على حاله ..
مهما يكن ماكانت تود انه ينام على الارض .. لو خيرها كانت فضلت نومه على السرير
قبل يكون زوجها هذا ضيف عند اهلها .. وما يصح تعامله بالطريقه البارده ..
تنهدت بألم ... ودخلت فراش اخوها على مضض منها بعدما قفلت النور..
وقتت جوالها على اذان الفجر .. و اغمضت عينيها العصيه على النوم .. فكل يومها نوم ..
لكنها تشاغلت بأنفاسها وبتقلباته على فراشه .. فودعت النوم من اضيق باب لها
متنهده بقهر على حال وضعهما غريبين في حجره واحده ..


*********************************


سعود

قلب الجوال بين يديه بحيره .. لا يعلم كيف يتصرف في الورطه التي وقع فيها؟
محتار وضائع .. وذلك الهدوء الذي يجلس فيه ستنقلب عاصفه هوجاء تقلب كل شيء
مارأه في عينيها .. لايستطيع ان يخمد بسهوله ..
تلك الانثى الغريبه .. ليست بعاديه ... كل التناقضات فيها .. قويه لكنها برقه الياسمين ..
صلبه لكنها عود سهله الكسر .. شرسه ومخالبها حرائر ورد ..
عقدت حواجبه بآلصفعه التي اصبحت معلمه على خدها .. تألم من اجلها ؟
وندم انه كان سببآ رئيسيـا في ايذائها ...
لكن مالحل الان ؟ هل اخبر ليلى و تدخل كوسيط بيننا ؟
ام احل الامر بطريقتى ؟
احقآ تفكر يا سعود .. يا لغباءك
انت ستنهار امامها ؟ ولا تعرف كيف تتصرف ..؟
ياليتني اخذت رقمها من ليلى .. وتفاهمت معها بالطيب ...
تأفف بضجر .. الكل ضده .. نجمه و جده و حتى مطلق المستولي على اهتمام الجميع
اففففففففففففففففففف .. متى يأتي الغد وارتاح ؟


*******************************


نجمه

على اضاءه جوالها في مكانها المعتم مازالت تبكي بصمت
كانت تقرأ الاسم وتزيد كم دموعها ..
تعرف انها تحتاج اليها .. لكن لاتقدر على العطاء وهي تفتقده .. بل في امس الحاجه اليه
الى كلمه تطفىء لهيب غضبها
الى لمسه تحتوي خوفها ..
اسفه ياصديقتي ..
لكنني مصدومه ومفجوعه في اخيك ..
اليوم عرفت معنى قهر الرجل لك .
ذقت بعضآ من جروحك المره ..
قدرت صبرك على الالم ... لكني لست مثلك ..
تعرفينني .. صحيح .. نحن صديقات لكننا نقائض بعضنا منذ الصغر ؟
لا ابرح انا والصبر معا في مكان واحد ..
ولا اطيق الانتظار .
ولاتهمني النتائج و العواقب ..
لكن في امري هذا .. اشعر بالقيود و السلاسل تضيق بمعصمي ..
والاقفال قد وجدت مكانا على فمي ..
قلبي يستصرخ بداخلي .. و عقلي انتهكت كل افكاره ..
لااعلم اي عقاب ذاك عندما اقترنت به..
قفزت فكره بغيضه في عقلها ...
معقوله ليلى عندها علم بالموضوع ؟
لا ..لا ابدا
ليلى تحب اكون سعيده .. واللي سواه اخوها غايه في الغباء ..
ياليتني رديت عليها .. وبردت الشكوك بداخلي .
كانت بتدق عليها لكن غيرت رأيها ..


*****************************



لم تغفل عيناه ... مسمرآ نظراته لشيء لايتجسد امامه ..
لايجد راحه بوجودها و تنهداتها المتواليه .. و ألم رأسه النابض ..
استلقى على ظهره .. وفي غمره الظلام لا يجد الا نفسه امامه ..
حاول ان يغمض عينيه ويستسلم للنوم لكن الالم يزعجه ..
قام ودخل الحمام .. تحت انظارها ..
غسل وجهه بالماء اكثر من مره .. وتأمل نفسه جيدا في المرآه
من هذا ؟ رجل بهالات سوداء وعينان متورمه محمره و ذقن غير حليقه في منزل لايجد فيه راحته
يناكف رغاده العيش مع امرأه لاتريده ... امرأه هي زوجته ..ياللسخريه
ابتسم لسخافه موقفه .. وسخرمن نفسه كيف اتبع اهواءه و نال مالا يرضيه ؟
طلع ..سحب مفتاح سيارته وخرج من الحجره ..
استفاقت من تمثيلها على خروجه .. وتساءلت الى اين ذهب ؟
كانت الساعه متأخره ..
يمكن لم يغلبه النوم .. او لم يجد الراحه..
ناظرت فراشه بلوم لحالها هي .. وقلبها المسكين ينتحب على كل شيء لا يعجبها ..
وقفت ومشت بحيره .. وين راح في الوقت هذا ؟ ومعه مفتاح سيارته ..
واجهت نفسها .. لايكون رجع وتركني مثل العاده ..
تأففت على دخوله ..
استغرب وقوفها قدامه وكل اعتقاده انها نائمه ..
شعرت بإحراج عارم يكتسحها .. كيف تفسر وقفتها تلك ؟
قفل الباب .. وتقدم منها .. بل على الارجح تجاوزها .. حط مفتاحه على الطاوله الصغيره
وقال بدون يناظرها : حسبتك نايمه ؟ ايش اللي قومك ؟
فتحت فمها لإلتقاط بعض من الهواء .. قلبت عينيها بحيره ..
لكنها جاوبت بتوتر : دخلت الحمام ..
إلتفتت له .. وسألت : انت اشفيك طلعت ؟
ابتسم له ابتسامه ميته .. ورفع علبه العلاج ..
عقدت حواجبها بخوف واقتربت بدون تردد ..
: راسك مصدع .. ليش ماقلت لي .. اجيب لك حبوب ؟
رفع رأسه وابتسم بسخريه وكأنه ينتقم منها على اهمالها له ..
: ماحبيت ازعجك .. قلت اكيد نامت ..
لم يكن يريد ان يرفع رأسه لها .. يحاول بشتى الطرق الا تقع عينيها عليها مره اخرى
حلتها الملائكيه ستنطق بعذريه وطهاره وجهها الخالي من المساحيق وشعرها المفرود على ظهرها ...
وهو اصبح يشك في نفسه يخاف ان يفعل شيئا ويندم عليه لاحقا ..
اعادت خصله الى شعرها وقالت : بجيب لك ماء .
تنهد وهو يتبعها بناظريه ... جلس على السرير يشد على رأسه من ألم شديد .. فأعاد
جسده الى الخلف .. يسترخي لحين عودتها .. اغمض عينيه ..
حتى دخلت بهدوءها المعتاد ... اكتسحها الخوف وهي تراه في شكل يقطع قلبها .
واضح عليه التعب ولايختلف اثنين عليه .. خرج نداءها بصوت مبحوح .. لم يجبها فيه ..
اقتربت اكثر بصوت بدآ يخرج بشكل واضح ..
لما هي خائفه ؟ لم ؟ مابك ياليلى .. رؤيته ضعيف تعتصر قلبك ..
مابك ..؟ لا تحتملين تعبه امام عينيك ؟ فكيف بك تحتملين فراقه ؟
ارتجف الماء في يديها .. فتناثر قطرات عليها ... ام لعلها الدموع ..
لم أنا متأثره بشده ؟ الامر عادي .. تماسكي لاتجعليه يرى ضعفك وانكساراتك ..
تحملي .. و اصلبي طولك وقلبك امامه ؟
نادته بصوت احد ..فقام مفزوع .. عيناه جمره ملتهبه .. يبدو انها الحمى .. مدت له
بالكأس ... تناوله بصمت مع حبتين صداع دفعها قبله ..
ناولها الكأس مع ابتسامه متعبه ... : تعبتك معي ..
تركت مكانها لتستوعب انفاسها فسحه من الهواء .. : ما في تعب ولاحاجه ..
كان بيقوم فقاطعته بتردد : خليك نايم على السرير بما انك تعبان ..
مسك راسه وابتسم : لا مايحتاج .. افضل النوم على الارض ..
تركها و رجع لفراشه ... فجلست مباشره على سريره متجه ناحيته
رفع نظره اتجاهها وسأل : ماودك تنامين ؟
رفعت نفسها على الفراش وضمت ركبتها لصدرها ..
: مافيني نوم .. طول اليوم وانا نايمه .
ابتسم وهو يغمض عيونه ويردعليها : وانا لو ما راسي يعورني كان سهرت معك .
راقبته بهدوء ... وبالاخص حركه صدره مع التنفس .. وهدوءه ذاك ..
احساس بالحنين يصخب قلبها .. يطالبها بأن تكون قربه ، بجانبه ، معه ..
آآآآه لو تنزاح تلك الغمه .. آآآه لو يعود الزمن للخلف ولاتكون للهموم وجود من الاساس ..
لكانت الان تنعم بالنوم بقربه ..
رجعت لحوارهما الذي ازعجها هذا الصباح ؟ بتكونين معي ..
هل يعني انه يريدني حقآ ؟ هل هو مستعد لتجاوزالعقبات تلك ونسيانها وكأن شيء لم يكن ..
هل هو جاد ؟ لم ؟ وكيف ؟ ومتى ؟

تنهدت بصوت مسموع .. على اسماع ذاك المتربص بوجودها النافذ ..
يدعي انه يغيب في خدره دواء لايجد له مفعول حتى الان ..
لكنه معها ؟ يحاول ان يثبت نفسه بمسامير من القوه والصلابه .. لئلا ينهض
ويحتضنها بقوه ..
قال وهو يتأهب للنوم : غمضي عيونك .. واقري المعوذات ونامي ..
ليلى بإبتسامه : انت كل ماتقول بأنام ... اتفاجئ فيك صاحي .
رفع نظره لها ليقشعر بدنه لابتسامتها و ينام على جانبه
: وين انام .. انتي من جهه والنور من جهه و الحمى من جهه ..
ضاقت نظراتها عليه وقالت : بالفعل باين عليك المرض . .. تستاهل مين قالك تطلع
وشعرك مبلل ؟
استند على يده وقال بسخريه واضحه مع ابتسامه رائعه.. غير مستثني الوحده فيها ..
: آآه ياامي .. يارب تحفظها وتخليها لي ... وقت مرضي ماتقول لي تستاهل ..
وينك يايمه عني ..

احتقن وجهها بغضب غير مبرر لها .. وان اصاب هو منطقه حساسه لدى المرأه
لامانع في ذكر امه شيء طيب .. لكن عندما يذكرها ليجعل زوجته في مقارنه غير عادله ابدا معها ..
فأين الام من جنس حواء كلهن ... فالكفه لاترجح الا لها وتزيد ...
ليلى بضيق : وانا ويش قلت لك ؟ لاتسوي مثل الاطفال امي وامي ...
ضحك بصوت عالي ... خافت احد يسمع صوته ... واختفت ضحكته لتحل اهتزازات
شخص اصابته هستيريا ضحك فجأه ..
توهج وجهها بخجل مفرط .. و لجأت الى سريرها لتستتر من سخريته الواضحه
واخير طلع صوته ببحه من شده الضحك .. : احلام سعيده ..
غطت نفسها باللحاف حتى ذقنها ... لاجئه للسكوت في حالته ..
ابتسمت بخوف وهي تتعرض لاصداء ضحكاته ..
لايهمها لم يضحك عليها ؟ و علام يجدها مضحكه ؟
يكفيها انها رأته في اقل من دقيقه سعيدآ...
و آآآآآآآآآآآآآآه ياقلبي ما اغربك حقآ ..



**********************************



جلست على وجبه الافطار وهي لا تريده .. بل لاتعلم لما استيقظت مبكرا
كانت ستمشي قليلآ وترسم .. كالعاده .. لكنها الان محطمه كليآ ..
زياد وهو يجلس على الكرسي ناحيتها ويصب لنفسه حليب
: سلامات .. وشفيه وجهك كذا ؟
استندت على الكرسي و قالت بتعب : مواصله .. مانمت .
زياد : وليه مواصله .. مو على اساس انك بتنظمين وقتك ؟
امها : الله يهديها .. شوف وجهها كيف صاير .. هالات سوادء ..و شحوب
هذي مو ريهام اللي اعرفها زين .
ابتسمت ريهام بسخريه
فقال زياد بضحكه : ايه والله يا ريري .. قومي واخذي لك حبتين بطاطس و باذنجان وقشريهم
وحطيهم على وجهك ..
كشرت ريهام في وجهه : ياسخافه دمك على الصبح ..
ابو زياد : اشفيكم على حبيبه ابوها ..
الام : جاك محامي الدفاع .. يالله رفعت الجلسه
ضحكوا جميع ..
ريم بزعل : افا يابوي وانا وين رحت ..
الاب بسياسه : وانت بعد حبيبه ابوك ..
زياد : ريم لاتصدقين ...ترى يصرفك ..
ابو زياد : اقول زياد .. افطر و تيسر لشغلك لايجيك علم مايسرك .
ضحكت ريم .. بينما زياد ياكل بصمت وهو يوزع ابتساماته ..
ام زياد وهي تقترب من ابو زياد ..و تكلمه بهدوء
زياد : اصبري يمه حتى نطلع وبعدها تغزلي في الوالد على كيفك ..
احرجت ام زياد و قالت : وانت ايش دخلك بيننا .. وبعدين انا كنت اكلمه عادي مو اغازله
ضحك الجميع ماعدا ريهام المبتسمه ..
ابو زياد : واذا غازلتني انت ويش دخلك .. ولا غيران منا ؟
زياد : اما عاد اغار منكم .. مصيري بتزوج و اغازل زوجتي قدامكم ..
ام زياد بإبتسامه رضى : يعني تبي تتزوج .. من الحين نخطب لك رغد بنت عمك
وقف زياد وقال : ماشاء الله عليك يمه .. العروسه جاهزه على طول .. اقول انا تأخرت
على الشغل .. مع السلامه
ريم : وهذا يمه وجه زواج ..
ابو زياد : اذا كان يبي يتزوج بيقول لنا .. المهم ياريهام اذا خلصت فطورك تعالي ابيك .
ريهام وهي توقف معك ..
: خلاص يبه انا خلصت ..
ريم : وين خلصت وانتي مااكلت شيء
ريهام بإختصار : الحمدلله .

جلست في مكان بعيد مع ابوها .. تنحنح الاب بصوت هادئ
وقال بحنان : يابنتي انا عندي موضوع ودي افاتحك فيه .
ريهام : تفضل يبه ..
ابو زياد : انتي يابنتي كبرت و كل يوم يجيك مين يخطبك .. وانتي اللي تردينه
و ترفضين بحجه الجامعه ..
ارتبكت ريهام على سالفه الزواج وفي الوقت هذا ..
كمل : و بإختصار يابنتي .. خطبك واحد اشهد له انا بالاخلاق واعرف انه رجال من ظهر رجال
ريهام تقاطعه بخوف : لكن ماودي اتزوج .
ابو زياد : خذي وقتك وفكري .. انا بكون معك في اي قرار اخذتيه .. لكن في هذا الرجال
بالتحديد فكري فيه ..
لجأت الى الصمت و والدها يتكلم ويتكلم .. ويتكلم وهي لاتسمع ولاترى سوى شفتان تنفرجان
وتنطبقان على بعضهما وبعض من اللمسات الحانيه .. وبعدها ..بقيت وحيده وحيده كما كانت

يتساءلون لما هي شاحبه .. ولمَ الهالات رفيقتها السوداء .. !!
ولمَ انت لست انت .. ولمَ الهذيان صوتك و الاحلام عبوسك ..!!
ولمَ ،ولمَ ،ولمَ ... وما اكثرها من تساؤلات .. !!
وانا ايضا اتساءل لما انا هكذا ؟

لمَ اقف في المكان الخطأ و الزمان الخطأ .. ولمَ اتخذ موقفآ مغايرآ عن الحقيقه
ولمَ انا غبيه .؟ ولمَ انا اعشق بصمت ورويه وغيري يعشق بجهور وعصيان ؟
ولمَ انا اتعذب وغيري لايفعل ؟
ولمََ لااستطيع النسيان ؟ ولمَ ...ولمَ .. ولمَ ..
ولمَ هو بالتحديد ولمََ انا ... و آآآه ياسلطان سرقت قلبي وقطعته بسهوله
وآآآه ياحب لم يكتب له البدايه .. ليموت مبتورآ .. مخذولآ.



*****************************


كانت اول من استيقظ في البيت .. من بعد اذان الفجر وهي تشتغل في المطبخ
تصرف الوقت .. وتنتظر .. ويا لتناقضها ... تتهرب منه و تتلهف الصدف لرؤيته ..
اشتعلت بخجل غريب اصابها ... وكأن كل غضبها قد زال فجأه ..
لكن في الحقيقه غمرتها دقائق معدوده اشعل في روحها حماس لتتعرف على رجل غريب
ليس من كان معها من قبل ؟
ابتسمت وهي تتذكر يده البارده .. يوقظها لصلاه الفجر .. بالكاد استطاعت فتح عينيها
نامت لوقت متأخر .. وبالكاد استيقظت .. ومازالت ابتسامته على وجهه .
و بأعين شبه مفتوحه سألته : كيفك الحين ؟
جاوبها برضى وبنشاط : لا الحمدلله .. طيب ..
نزلت من السرير .. وهي تتثاوب ..كانت تتصرف بعفويه .. وكأن علاقتهم ستبنى من جديد ..
قبل تفتح الباب ..سألت : تبي شيء..
بخيبه شديد وضحت على وجهه .. : ليش ماتبين ترجعين مره ثانيه ؟ ..
قالت وهي طالعه بدون تنظر فيه : ماادري ..
قفلت الباب قبل ان تسمع رده فعله .. اخفت ترددها عنه فهي متأكده انه يجد المتعه في حديثها
لكنها لاتنكر انها مازالت خائفه .. لم يتحدثوا عن مشاكلهم و ماسوف يحدث لاحقآ ..
عادت الى واقع على صدى نقر على الشباك .. اكيد هذي نجمه
ابتسمت لكم ما إن رأت وجهها حتى تجهمت ..
نجمه بإبتسامه باهته : صباحك خير ..
ليلى بشك : هلا ..صباح النور.. وينك انتي البارحه طول الوقت ادق عليك ماتردين ؟
نجمه : كنت نايمه .. المهم ايش كنت تبين ؟
ضحكت ليلى وقالت : عادي .. كنت ابي اسولف معك ..
اقتربت نجمه وهمست : ايش صار بينكم .. ؟
تنهدت ليلى بحيره وحكت لها كل اللي صار بينهم ...
نجمه بإبتسامه : والله احسكم مثل الاطفال .. اللي يتضاربون و يتصالحون في نفس الوقت .
ليلى بإبتسامه صغيره .. متردده ..
: والله يانجمه .. ماادري ايش اللي يصير ..مرات اقول خليك متمسكه برأيك .. و مرات اشوف
تصرفاته فيلين قلبي عليه .. واحس لو قال انسي .. برمي كل شيء ورى ظهري وانسى ..
نجمه بعناد : إياك تغلطين وتندفعين وراء مشاعرك ..
ليلى بإصرار : لا ابدا.. افكر بحالميه ممكن .. اللي ذقته مع مطلق مااقدر انساه ابدا..
نجمه وهي تتنهد بألم .. وبداخلها حسره ممتلئه بعذاب للتو شعرت بها ..
فهي كالبركان الذي يغلي من الداخل وينتظر لحظه الانفجار ..
ليلى بصوت عالي : هييه انتي وين سرحت ؟ لايكون في الحبايب ؟
ضحكت بإستخاف وقالت : ليلى .. الله يلوم اللي يلومك والله اني حاسه فيك ..
و تأوهت بألم طويل .
ليلى بصوتها الدافئ الحنون : علامك ؟ وشفيه صدرك ضايق ؟
نجمه بإختصار : من هالدنيا ... كفانا الله شرها .. تمهلت في حديثها لتنطق بعدها في عجل
"يالله انا بروح عند شغل في المطبخ كلميني اذا صار جديد ..

تركت ليلى دون توديع .. دون ابتسامتها المشاغبه و قفزات حواجبها المداعبه اثناء كلامها ..
لم تكن تلك صديقتها التي تعرفها .. هناك في الامر ريب و إلتباس يجعلها خائفه
بأن الامر لاتتعدى مزاجيه يوم كئيب بل هناك مايثير الفضول ..

و ككل صباح تجتمع العائله على الافطار .. برائحه القهوه ونعناع الشاي و خبز الذره المطحون
والسمن .. و نثائر الزنجيبل في الحليب .. و جلسه عائليه ترد الروح ..
تتخللها همسات وديه .. و نظرات لها معنى ..
فضلت ليلى الفصل بين الرجال و النساء لغايه في نفسها ... لاتريد ان تجتمع به مرة اخرى ..
يكفي ذلك العشاء الذي لم تذق منه شيئا ,,,
ولما انتهت من كل شيء .. جهزت الشاي والقهوه .. ومرت على غرفتها .. لتنظر الى نفسها
نظره غير مباليه بإدعائها .. رتبت شعرها المشطور الى نصفين .. و تأملت وجهها الخالي من كل شيء
.. وخرجت .. حامله صينيه معبقه بالنعناع والهيل والزنجبيل .. مبتسمه ..
لكن اين ذهبوا ؟ المجلس فارغ .. ولااحد يوجد هنا ..
اين الجميع ؟ تأففت بملل صاحب خيبتها .. وحتى كادت ان تخرج من المجلس
حتى خرج لها في وجهها كا المارد ... فجأه .
ابتسم وهو يطالع للصينيه دون ان يطالعها ..
: جاء في وقته .. حطيه على الطاوله ..
تشاغل بغسل يديه .. في وقت هي ودت لو تكون طبيعيه بحته دون رعشه او مشاعر متضاربه .
دخل بريحه عطره المسكره .. فتماسكت وهي تصب القهوه له ..
و تمدها له .. فب هذه اللحظه جلس و اخذها منه ..
سألت بهدوء : وين سعود وجدي ؟
رشف القهوه بسرعه و قال : طلعوا قالوا في عمال في المزرعه ولازم يكونون معهم .
سكتت تدور على شيء تتكلم فيه .. وهو يراقبها بإبتسامه ساحره .. لاينسى ليله البارحه
و ضحكته المرحه على غضبها المباح ..
كانت كقطه صغيره تتلاعب بخيوط من الصوف حسبته افعى غادره ..
امرها بهدوء : ليش واقفه ؟ اجلسي ؟
كانت منقاده للجلوس لكنها ردت عليه بتردد : مااقدر عندي شغل ..

طالعها بغضب خارج عن ارادته .. الى متى لايجد متسعا معها للحديث .. لن يدوم الحال طويلا
سيعود الى عالمه ويجب ان ينهي تلك المسأله بسرعه ..
قال بغضب مكتوم : اقولك اقعدي .. ماصارت تتهربين مني كل مابغيت اجلس معك ..
جلست بهدوء لكن عيناها لم تكن هادئه بل ناضحه بالضيق ..
شفط من حوله نفس طويل يهدأ به صبره .. ترك الفنجان على الطاوله امامه وقال بجديه
: اسمعي .. مافي احد يسوي اللي سويته .. تركت اهلي وشغلي و جيت وراك ..
جيت احل مشاكلي معك .. لكن انتي ماتنعطين وجه ..
عضت شفاتها بقليل من الالم المغموس بمهاره في الصبر الغليظ ..
وقالت بحرى : مافي احد جبرك وتجي علشاني ..

زمهرت في عينيه رياح غاضبه .. لاتعرف ايه مزاج صباحي سيمر عليها ..
الا يكفي المراره التي يتجرعها هنا .. ترك ماله و اهله من اجلها هي ..
قتل عزه نفسه ليحضى بها .. لم يفعلها شهريار في زمنه لينال قلب شهرزاد ..

فقال بكبرياء مسحوق : مافي احد جبرني ..صحيح يابنت احمد .. والحين وفي هالساعه بتقولين لي اذا تبين
الطلاق من جديد انا حاضر و قايم باللي تبينه ..

وقف بعصبيه .. وهي مغموره بكل العواطف .. مابه ؟ لم تغير فجأه ..
اهتزت شفتيها بغيظ من تلك العنجهيه الواضحه .. هل سيعطيني مااريده
بل يملي علي ماقاله سابقآ في احلامي ستكون نهايتي .. في احلامي سأنال مرادي ..
لاتنكر خوفها وتضارب ساقيها في بعضهما البعض .. مجروحه ، مخدوشه بسببه
وقفت له ..تفتح فمها فيخرج هواء حار صارخ بالكلمات الميته ..
لعقت شفتيها لتذوق مراره الالم فيها ..

: لاتخليني على ذمتك ولو دقيقه واحده ..
و غامت في وجهه كل غيوم سوداء شاحبه .. و تهدلت اسارير البارحه
واصبحت كعتمه الليل سامده .. اهي الاحلام التي انعش بدايتها بضحك انس به
ام لعلها الكوابيس تخادعه في حله بيضاء ناصعه ؟

استصرخته بعذاب : قولها وريحني لا تذلني كل دقيقه والثانيه .. انت ماتبيني .. المسأله ماهي عناد
ماهو كبرياء .. يكفي ذل وهوان ارجوك ... مافي احد يقبل باللي تسويه .. مافي واحده ترضى
تعيش مع شخص مايبيها ويتمنن بوجودها معه .. الزواج ماهو كذا .. احسان ومعروف ..
لكن ماشفت منك غير الكراهيه و الحقد .

مسح على ذقنه الخشن و مشى خطوات هادئه .. قريبه منها وهي التي تظن انه الفراق ..
لم يكن سوى ضائعا ؟ مترددآ على اعقاب الخساره مقامرآ .؟
لايجد به كلمه يسد به باب الريح العنيده .. ويفرج تلك الغمه السحيقه التي اودته في عالم من السراب ..
رفع ناظريه اليها .. ليراها بصوره اخرى .. وعلق بهدوء غريب ..
: من قال اني ماابيك ؟

ارتجفت تحت نظراته الهادئه .. وهي التي اعتادته هائجاآ ...ثائراآ .. يحبتس انفاسها من الخوف
لكن الان كان متلاعبآ بأعصابها .. يعزف على اوتار هادئه و ينعم بسكينه تجعلها حائره ..
تأوه وعيناه تسقطان على الارض كشخص ينقب عن شيء ثمين .. واكمل ..
: انتي تعرفين الظروف اللي انحط زواجنا فيها ... ماتقدرين تلوميني ؟ لو انتي مكاني
لجنيت من كثر التفكير .. بنسى او اتناسى .. صفحه جديده تبدينها معي .. ولا !!!

رفع نظراته الان بعزم مبغوض .. وحزن اخفاه بمهاره ...
لكن عيناه غادره كتبت نثرا على صفحتها معاني ..بليغه الاثر ..
اكمل بمثل الهدوء المزعج وبنبره اسره...
: واللي خلقني ياليلى بمثلما دخلت بيتكم .. لاخرج منه حامل ذنبك
على ظهري .. ومافي احد بيلومك .. .. و لا مخلوق يقدر يغلط عليك ..

جلست بهدوء .. انهكتها ساعه صباحيه صاخبه ممتلئه بالعذاب .. ألم تكن مستعده لكل هذا؟
والان حانت ساعه الانفجار ؟ قنبله موقوته وضعت في دربهم ولامفر منها ؟
هيا .. اي قرار تريدين؟ فراق الاسى والعذاب معه .. او فراقه هو .. لابتغاء نعيم حياه بدونه
واي حياه غدآ سأعيشها مع قلب ناقص .. قلب مشطورلنصفين ..
تكللت ملامحها بحزن سرمدي .. و دوامه حيره هو سببها .. يقف على رأسها كالقمم . وينتظر ؟
ماذا تريدين ؟ اخبريه بذلك ؟

عيناها السوداوان ناطقه بالالم حتى اجمه ... و يالقسوه القلب حين ينظربأمل ولايجد من يدثر خوفه ؟
هاهو يفعل ..تألمه عروق ذراعيه من شد و قبض تكاد الاعصاب فيها ان تستصرخ الارتخاء ولو قليلا

شردت قليلا في فكرها الضائع وقالت وكأنها بالكاد تجد الحروف لتصفها بإتقان لتكون جمله مفيده
: تثق فيني ؟ تنسى او تتناسى مايهمني ؟ الاهم تثق فيني ... .؟ هذا انا اللي ابيه ..


وفي فكره آله حاسبه عمليه .. واحد تزيد عليهاواحد وتنقص منه واحد كم تصير ؟
لكن فلسفه الواقع المنطقي .. بدايته شرط واخره نور .. فما هو القرار ؟
وهو ماذا يقول .. مطلق و تأتي هيا بجانبه .. منبوذ ذاك الارعن بذكرياته القبيحه ماذا يصبحان ؟

رد وعيناه تنطق بحزم : الثقه ما تجي كذا بمجرد وعد ...
ابتسمت لكلامه المنطقي فانتهزت فرصتها لتريح ضميرها امامه ..
: صحيح .. الثقه ماهي مجرد وعد ... لكن مثلما وثقت فيك يوم .. كان لابد تثق فيني ..
سلطان صفحه قديمه انطوت بخيرها وشرها .. والله العالم ان كل اللي صار معي كله افتراء ..
انا بديت معك حياة بغض النظر عن كل شيء .. لكن انت مااعطتيني فرصه اكملها معك ..
قفلت كل الابواب في وجهي ..

ظهرت تلك العروق النابضه اعلى رقبته .. وكأنه يقاوم ذلك الاسم ..
قال بجديه واضحه : انتهينا من سلطان .. اسمه لاينذكر قدامي مره ثانيه ..
طلبت الثقه مقابل النسيان وانا عند وعدي والحياه بابها مفتوح لنا ...

تدثرت بالصمت.. والقنوع و تنهدت بإستسلام .. وكيف لا ؟ وقد جربت كل اسلحتها معه

مبلغ الحياه ان تطلب ماتتمنى ؟ هي تريد الثقه وانا اريدها ؟
تناقض صحيح .. لو كانت تحب ذاك لطالبت بالطلاق حتى اخر رمق ..
لو تفكر فيه صحيح .. لما انتهزت فرائصها وطلبت مثلما طلبت ..
تهمها حياه تجمعها معي ؟ احقآ مثلما تقول تحبني ..
وهل ياترى ذلك الحب الذي نطقت به .. مازال حيآ نابضآ ام ميتآ يعاني ...
هي تريد الثقه وسأمنحها الثقه .. وستكون لها .. وستكون لي ..
اريدها هي .. و اتمنى من الله ان يبلغ بي مااريد ..

تأملها بهدوء وهي تنظر إليه بهدوء مثلما فعلوا من قبل ..
هدأت العاصفه .. وتوجهت بعيدا عن دربهم .. قطعوا نصف المشوار ولم يتبقى الا القليل للانتهاء ..
هز رأسه بتوافق و لم يفصح بقول المزيد .. كالذي يفعله دائما مع بني جنسه من الرجال على طاوله
مستديره ..يسمونه بالسياسه و الحنكه العمليه ..

لكن معها وبينه وبين نفسه كان سعيدا .. و مبتهجا ..لكن لايعرف كيف يفصح به حقيقه ..
و اسف على عمره قضاه بين ورق ومال ومكاتب وسراديب الذكريات .. ولا يعلم
اي صوره يكون فيه ضاحك و سعيدا بحق ؟




*********************************



جلست بمفردها وهذه هي حالها لايام .. كانت تريد ان تنعزل بعيدآ عن الجميع
وتفكر بدون تأثير في قرار قد اتخذته .. قرار مصيري لحياه جديده ستعيشها ..
تراود الشكوك نفسها .. سرعه في اتخاذ القرار .. و عدم مشاوره الاخرين فيه
لكن من تخبر .. تلك المعتليه القمم ؟ تنظر للجميع بدونيه علم وكأنها الافضل
ام اخيها الموافق و المقتنع في قرارها دون ان يعرفه حتى ..
او والدتها التي تتمنى لها كل الخير .. ولاتتوغل في التفاصيل .
دخلت جود عليها و جلست قبالها .. وقالت بضيق ..
: الى متى مقاطعتني ؟ و ماتبين تتكلمين معي ..
وداد بهدوء : مالي خلق اتكلم مع احد ..
جود : وليش ؟
تأففت في وجهها: كذا من راسي مالي خلق اتكلم مع احد .
قامت و تركت اختها .. لكن جود لحقتها بغصه فقدان ..
جود : انتي زعلانه من ذاك اليوم ؟
وداد بإبتسامتها الهادئه :كنت زعلانه .. وبعدين رضيت من نفسي ..
جود بحزن : انا اعتذر منك لو اغلطت في حقك ..
وداد : لو ..لو .. حتى اعتذارك خالي من الذنب .. انتي اغلطتي صحيح .. لكن مايهمني الاعتراف بغلطك .
مسكتها جود وقالت : لاتعاتبيني على رأيي .. انااشوف ناصر كذا .. ولاتقدرين تغيرين وجهه نظري فيه
وداد بدفاع : ابقولك بعد اليوم لاتتكلمين في شيء ماتعرفينه .. بيني وبينك وانتهي الموضوع خلاص
و ناصر لاتدخلينه في مشاكلنا .
جود بإبتسامه مستفزه : الله من الحين تدافعين عنه .. حيلك حيلك ..باقي ماشفتي خيره من شره .
وداد : لو احد يدري عن الحياه اللي بيعشها في المستقبل .. ماكنت شفتي الا الكل فرحان و مرتاح البال .
تنهدت بأسف وتركت المكان ... لجود التي تضرب اخماس في اسداس
حقائق لابد من ادراكها .. وهي لاتعلم اين السبيل ؟
مابينها وبين اختها قطعت حبل من الموده .. حبل سري كان يجمعهم ..


*******************************

في اليوم الاخر ..

بعد تلك المواجهه.. لجأوا الى الصمت و حوار خفي في ادمغتهم
هو اختفى في عرائش افكاره وهي التي توسدت فراشها بعيدا عن الضوضاء
لتنعم بتفكير هادئ .. وتتساءل هل هي مرتاحه ؟
هل تشعر بالرضى عن قرارها ؟
هناك شيء مختلف لو كان لايريدها لكان اطلق سراحه تلك الكلمه الملعونه واراحها ؟
سهله على الرجل ان يقولها في قمه غضبه .. وهو نار مستعره لاتنطفئ ..
لكن هدوءه ذاك جعلني محتاره في امره .. اضاعني مجددا في متاهاته لاخرج وانا متخبطه
مابين الصحيح و الخطآ ... واي فعل شنيع ارتكبته في حق نفسي ؟
استيقظت على اذان الظهر .. لتتوضى و تصلي وتلجأ الى ربها ..
اكثرت من الدعاء و الاستجاره برب العباد .. الذي ليس لمخلوق سواه ..
هند وسلوى في سباق على الباب .. و ضحكات متعاليه تلك تسحب يد الاخرى
سلوى وهند في نفس الوقت : ليلى .. عندي لك بشاره ؟
ليلى وهي ترتب مفرش الصلاه .: خير ياريا وسكينه ؟
سلوى : اولا ايش تعطينا ؟
هند :سعود قال لنا .. انه بنطلع للمزرعه الحين ..بيذبحون ويشووون في المزرعه
وقفزت بفرحه .. بينما سلوى كملت عنها : ياللا بسرعه نجهز الاغراض ترى جدتي تحوم فوق
روسهم تبي تغير رايهم ..
ليلى بإبتهاج .. على الاقل تغير جو .. لها مده طويله ما خرجت لمكان مألوف وتحبه ..
: ايه والله صادقه .. ياللا نمشي ونجهز كل شيء ..
وبالفعل .. لاول مره الثلاثه يتفقون على شيء .. انتهوا وكل واحده لابسه عبايتها وجاهزه
دخل سعود وضحك على اشكالهم ..
: صدق ان النسوان عقولهن مثل عقول النعاج .. الحين من كذب الكذبه وصدقها ..
ليلى وهي تطالع البنات ..
: سعود .. الله يخليك لاتحطمنا .. جهزنا كل شيء .
سعود : وانا ويش دخلني ... الاوامر العليا صدرت..
تأففت سلوى : يااخي مايصير .. تكسرون بخواطرنا ..
ضحك سعود وقال : روحي انتي وياها وغيروا ملابسكم .. انا تعبان ومالي خلق ذبايح و شواء في عز الحر .
ليلى بعزم : طيب ياسعود .. انت من يوم تزوجت كبر راسك علينا .. لكن الحين اوريك في جدي
لاخليه يكسر خشمك ..
سعود بضحكه مبهجه لروح اخته الغائبه ..
: ورينا شطارتك يا حلوه .. اعلى مافي خيلك اركبيه .. و حرك حواجبه بإستفزاز
عضت شفايفها بحيره .. وطلعت .. و هي اساسا ماعندها شيء غير التوسل .. والرجاء
تصنعت الدلع بقليل من الخبره ..
دخلت مندفعه محضره كلمات كافيه لخضع كل رجل في طريقها .. تعتقد هي ..
لكن ما إن رأته يجلس في الزاويه الاخرى وفي يده فنجان الشاي مبتسما لحكاوي الجده ..
توقفت مكانها باعثه الانظار إليها ..
الجد : علامك ياليلى .. عسى ماشر يابنتي ؟ ليش لابسه عبايتك رايحه مكان قريب ؟
خمدت ثورتها تلك ... فانطلقت قدميها تطلب جوار جدتها ويا نفس تمني ماتشتهين ..
قالت بخجل واضح : لاياجدي ... لكن البنات قالوا لي ..بنروح المزرعه ..
الجده : ماله لزوم روحتنا .. اخوك يقول انه تعبان ..و ما له شده على الذبايح ..
ارسلت نظره خجوله لذاك و بعدها قالت بصوت خفيض لجدها ..
: الله يخليك ياجدي لاتكسر بخاطري .. جهزنا كل شيء .. وماباقي الا رايك ..
الجد بإبتسامه : وش هو له رايي .. شورك عند زوجك ..
وهذا الذي لم تكن تريده ... ان تنحصر معه في كفه واحده ..
ماكان منها الا اليأس .. قذفوها في وجهه .. فتطلعت له بنظره بعيده .. فابتسم
ابتسم .. بإنتصار.. عادت اليه مجددا ..
قال مقاطع بصوته الرخيم : اجل من بعد شورك ياعمي .. خلينا نونس صدور بعض الناس
ونكسب فيهم اجر .. ومادام اعطيناهم وعد ..بنوفيه . ولا اشرايك ؟
ضحك الجد و قال بحكمه : شورك وهدايه الله .. ها يا ضبيه .. ويش رايك انتي ؟
ابتسمت ليلى ببراءه وهي ترى اخيرا .. تباشير لتلك الرحله ..
الجده : شوفوا سعود اذا وده يمشي .. توكلنا على الله ..
تدخلت ليلى بحنق على ذلك المدلل ..
: جدتي .. حرام عليك .. تونا نقول لاتكسرون بخاطري .. وانتي تدارين سعود .. اذا ما وده يمشي بكيفه ..
مطلق وبإبتسامته الجريئه : وهي صادقه ياعمه .. لاتكسرون بخاطر زوجتي .. اذا ماودكم في التمشيه
كلها بكيفكم .. لكن عني باخذ زوجتي و اونس صدرها ..

غطست في الخجل كلها ..تحت انظار جدتها وجدها .. حنقت عليه وعلى جرأته الزائده
اي لعبه سيلعبها امامهم ؟ هل هو جزء من التمثيل ؟
نظرت إليه بتحدي ليرفع حواجبه بغرور وكأنه يقول مارأيك الان ؟

وعادت منتصره بروح جديده ..اتقول انها سعيده ؟ ومبتهجه ؟
لوكان هو ليس معها هل ستحافظ على انتعاشها.. ؟
.. ولكن بداخله تشعر بهزيمه ولاتعرف لماذا ؟
هل هي خائبه الرجاء بأن يكون يكذب عليها ويدعي من اجلها ؟

وفي الطريق ... اتبعت بنظراتها سير سياره الوانيت التي يقودها سعود وهما خلفه ..
لم تشأ بأن تكون معه .. لكن كان لابد من ذلك .. هي في الامااام و سلوى وهند في الخلف ..
ومابين همساتهن وغمزاتهن لها .. تشاغلت في مشاهده المزرعه ..
مده طويله لم تقضها هنا .. مده طويله جدا .. تلك الارض التي شهدت صخب طفولتها وبراءه
حياتها .. كانت فيها الكثير من الذكريات ..

كان الممر الى المزرعه غير الباب الرئيسي المفتوح لها .. يكون عاده مكشوف على القريه
فاتخذو الطريق الاخر .. طريق غالبآ ماتمر منه السيل .. باب اخر يأتي من الخلف ..

" تصورا معي المنظر ... فهذه الارض حقيقه واقعه وتوصف بشكلها الدقيق لايام طفله مكثت فيه طويلا..."

جنه خضراء ورائحه عبقه بكل ماتجود به الطبيعه .. نخيل تجتمع في صفين متوازيين .
لاتجد الشمس لها فسحه لتنفذ من خلالها .. تحتها لاتشعر بحراره او صقيع البرد
متكاتفه .. وكأنك تدخل عالم اخر ... تتشابك فيها الحشائش بشكل جميل .. وتنفرش الارض
ببساط اخضر.. يخلو بعض الاماكن منه .. ليفسح بملمس ناعم من التراب .. اعشاب صغيره
نديه .. في كل زاويه تجد نوعا غريبا من النباتات .. بعضها معروف والاخر لايوجد له مسمى
و الاكثر الصبار .. النوع المختار الاجود في المزرعه .. نخيله الباسقات .. اعلاها ثمر و اسفلها ثمر
و الطيور تجد الرزق فيها .. والبئر السوداء العميقه .. بئر جوفيه دائمه بإذن الله .. لاتنضب مياهه
في جنباتها صفوف احجار وضعها بني البشر لتماسك تربتها محافظه عليها من الانهيار .. بنت بعض
الحمام اعشاش لها هناك في تجاويف البئر ..
الناظر اليها يشعر بخوف من شده عمقها .. في قعرها نداءات امتلأت في المكان
صراخ اطفال وارتعاشات خائفه من السقوط .. وخوف متلازم لابد من الحذر .. بئر وقور ..
مشيد بعزم رجال ضحوا من اجل استقراره .. ومن خلف عالم النخيل تنبسط الارض الخضراء
لزراعه الذره و العلف ... و ماتجود به الارض من بعض الخضروات .

ابتسمت وهي تسحب هواء منعشا مشبعا بذكريات جميله .. وكيف لا وقد لازمها في مكان مثل
هذا اوقات طيبه قضتها في كل شبر فيه .. وقف جنبها وسحب هواء مثلها ..
نظراته تطل على كل زاويه بعيده ...
قال بإعجاب : ماشاء الله .. مزرعه متعوب عليها ..
ليلى وعيناها لاتغادر برهه فسحه المكان امامها ..
: اللي يحب الارض لازم تعطيه .. جدي كل حياته هنا .. ربي يطول في عمره ..
نظرت له بنشوه ..: شفت البير .. مثل اللي في مزرعتك لكن اعمق منه ..
نظر لها بإعجاب لنشوه تألقت في عينيها..: ايه شفتها ... لاتقربين منها ..
ضحكت وقالت : انا اصلا حافظه درسي .. من يومي صغيره ما عمري قربت منها ..
ضحك لخوفها ... فتراقص قلبها طربا على اصداء ضحكاته ..
سكت للحظه يتأمل فيها وهي وسط جنه تلائمها حسنآ وجمالا .. هناك شيء ما يجعلها
تثبت في مكانها ولاتتحرك .. تتناسب والمكان في بهائه و هدوئه الاخاذ ..
تنحنحت تطرد غصه قد وقفت لها في حلقها .. و تنبهه بوجود اشخاص اخرين حولها
سمعت نداء هند لها .. فتجاوزته تمشي بسرعه .. وابتعدت عنه محاوله ان تصمت دقات قلبها
الصاخبه .. .. ابتعدت عن مدى انظاره و حرم منها ولو من بعيد ..
وانشغل كل منهما مع الاخرين ...

راقبته وهي تقطع الخيار .. كان يجلس بعيدا .. على بساط قد افترشه سعود ..
لم لاتمل النظر الى تلك الشعيرات المتحركه بحريه في الهواء الطلق ..
ما لـضحكاته تجد صدى كبيرا .. في جوفها .. تختزنها بسهوله و تمتلآ دقائقها الصغيره بها ..
سلوى بضحكه وهي تجلس جنبها : اكلتي الرجال بعيونك ..
ليلى بإرتباك : من قال لك اني اطالعه ..
ضحكت سلوى .. وهمست : شوفيه قام يكلم في الجوال .. قومي قومي .. شوفي من يكلم ؟ ..
دفعتها ليلى وقالت مدعيه دون اهتمامها وهي ترسل نظرات حارقه بعدما بثت سلوى سمومها
داخل عقلها ..
: اقول روحي عني .. خليني اخلص السلطه ..
ويالفرحتها العارمه .. وهو يستدعيها ..
تطلع اليها والتفت حوله قال مؤنب : ليش نزلت عبايتك ؟
شدت احكام الثوب على راسها وقالت وهي تسحب بلوزتها وكأنها تستر نفسها رغم سترها ..
: جدي قال مافي احد .. خذوا راحتكم ..
لم يعط بالا لكلام جدها وقال بإهتمام : حتى ولو .. ماتدرين من ينط لنا في اي دقيقه..
دعكت ذراعها وهمست : طيب خفض صوتك .. ولا تبي تفضحنا وبس ..
رفع حواجبه استنكار لكلامها وسحبها من ذراعها رغم تشبتها بمكانها
: ابي افضحك .. اذا غرت على زوجتي و ماابي احد يشوفها .. تكون فضيحه ..

مجرد كلمه بعثت فيها احاسيس مختلفه .. " يغار " ..
صدرت منه عفويه او اندفاع فضح صدقه .
سأدثر بالاغطيه لمجرد ان تقولها امامي ..
سأخفي نفسي عن عيون البشر و اجعلك الوحيد الذي تراني ..
افترت ابتسامه عن ثغرها لم تستطع كبحها لمده اطول ..
طالتها نداءات من جوفها ان تحققي وارتاحي ..

راقبها بهدوء و عرق في صدغه يكاد ينفجر منها .. لما لايلمسها بهدوء و يرتاح
تجرد من كل القوه امامها.. تتعالى عليه في غفله منه .. ايغفر لها و يمضي بدون اهتمام
ام يعلق على الامر كضروره ..
وفجأه تلين ملامحه وتختفي تلك المتجعده اعلى جبينه .. وهو يرى ابتسامه خجوله ترسم
على شفتيها المغريه ..
اخرج نفسآ لايحتمل من صدره ونظر من فوق رأسها لمن حولها ...
كبحت ابتسامتها .. وتطلعت اليه كطفل ينتظر التأنيب .. مخافه ان يثور في وجهها ..
: ليش ناديتني .. تحتاج شي ؟
انحنى لمستوى طولها وقال : احتاج شي .. والله حاله .. حتى نسيت عن اللي ابي اقوله .
ضرب على جبينه ..و قال : توه ناصر كلمني قال انهم وافقوا عليه ..

مسكت ذراعه بعدم تصديق .. فأصابته دوخه من ذلك الانفعال .. لمساتها تبعثر صبره الطويل ..
وقالت بفرحه كبيره : صدق .. اخيرا تحقق الحلم ..والله من يصدق قصه سندريللا و الامير تكون واقعيه .
ضحكت وهي منفعله من شده فرحتها بذلك الخبر ..
فأتبعت بحماس دون مباليه بإلانفعالات على وجهه ..
: متى صار كل هذا ... اكيد وداد كلمتني على الجوال لكن لقيته مغلق .. كيف ناصر اكيد فرحان صح ؟!!

في لحظه وده يعتصرها بين يديه حتى يشفي غليله من حماستها و فرحتها الكبيره للامير المزعوم
يا حظ غيره فيها .. ويا شين حظه معاها ..
غمض عيونه بتعب وقال : روحي ياليلى .. روحي ..
سألته بعد قوله : وشفيك ؟ يعورك شيء ..

كان وده يصرخ فيها و يطلع الحره المتفجره داخله ..
هذي بارده ماتحس ولا انا حولتها مثلي قطعه جليد ..
ولا ماتحس باللي جوفي . وكيف تحس وانت عمرك مانطقت ...
الله يسامحك ياناصر ... قصتك هذي جابت لي الهم والغم ..
مااستفدت من وراك الا بوجع القلب ..


ادرات ظهرها له بقهر ... قبل يمسكها بهدوء ويلفها ناحيته ..
: انتي ما صدقت اقولك روحي تروحين ..
ليلى بضيق : ترى تعبت من مزاجيتك .. مره تعالي ومره روحي ..
رفع حاجبه لها وسحبها بهدوء رغم اعتراضها ..
: مطلق .. اهلي بيفقدوني ..
وبدون اهتمام التفت مطلق ناحيه اهلها وقال بصوته العميق
: ياجماعه .. ارخصوا لنا شوي ..بتمشى مع مرتي ..
وامتقع لونها من شده الخجل .. واصوات التعليق خلفها والضحك عليها بدأ يرتفع ..
قالت بضيق : هذا اللي تبيه انت .. تبي تحرجني وبس ؟
ضحك عليها وهو يبتعد فيها عن مكانهم ..
تركت يده .. وقالت بعصبيه : قول ايش عندك ؟
مطلق بإنفعال : بتسكتين ولا اسكت بطريقتك ..
تراجعت خطوه تحت نظرته .. تعرف طريقه اسكاته لها ؟
ليس المكان ولا الزمن المرغوب .. ولا حالتها تسمح بأي شيء خطير معه ..
تنهدت وقالت : خلاص بسكت .. لكن ودي اعرف انت ليش مزاجي .. كل شوي بلون
احترت معاك ؟
مطلق بإبتسامه اخفى فيها مايشعر به ..
: واانتي يهمك .. كل اللي يهمك هو الامير ناصر وسندريللا ؟
ليلى : عادي .. كنت فرحانه علشانه لانه يستاهل ..
جلس على صخره كبيره و مد بصره قدامه .. دون يعطيها اي كلمه .
وكأنه بالفعل متضايق من شي بداخله ..
وهو مايستاهل كلمه تعطف فيها على شقى حاله
لمسه تحن فيها عليه وتدثر همومه ..
انتابها احساس قاطع بالندم وتأنيب الضمير ...
جلست جنبه وقالت : آسفه .. ماكان قصدي ازعجك ..لكن ماعرفت اللي تبيه يامطلق ..
تطلعت ناحيه المكان نفسه بنظراتها .. وانتظرت كلمه منه ..
سأل بهدوء : ليلى .. ودي اعرف انا مهم في حياتك ...
نظر لها برغبه شديده وكمل : انتي تبيني ولا مجبوره علي بحكم الظروف ...

تمنعت عن رؤيه وجهه ..بحجه اشعه الشمس الساقطه عليها ...
ومسكت طرف بلوزتها المطرز .. ولفته حول اصبعها ...
واحتارت هل تخبره الحقيقه ؟ التي طالما سمعها منها ولم يصدقها ..
للتو خرجوا من عنق الزجاجه .. ولا تعرف مالحال غدا او بعد غدا ..
طالعته بعينين شبه مغمضتين من اشعه مسلطه عليها ..
وهمست بخوف رغم جمال الاحساس المتفاقم داخلها ..
: لو كنت تعتقد اني اخذتك مجبره على شيء .. فإنت غلطان ..
كانت كفيله بأن تهد اسوار حصنه .. في الظاهر ليس لها معنى كبير
لكن على الاقل شعر بالرضى .. غمامه قد بدت تسحب نفسها رويدا رويدا ..

تنهدت تمنع دمعه من الانحدار وهي في شجن من المشاعر ..
رفع رأسها بأصبعه .. وتأملها .. مكتفي بالنظر فقط ..
يشعر بطوفان مشاعر لايجد له تفسيرا ..
لايجد له معنى واحدا ولايجيد الاختصار فيه بسهوله ..
ابتسم لتشرق الشمس من جهته ..
: طيب .. جواب دوبلوماسي ..بنقبله من حرم المدير مطلق الغانم لكن ابغى برهان ..
ليلى بخوف من طلبه : برهان ؟
مطلق : تقولين لي شيء صار لك وماخبرتيه احد من قبل ...

ابتسمت فجأه وقالت : لا مايصير .. في اشياء صارت وماخبرت احد فيها لانها ماتخصني ..
غمز لها وقال بشقاوه : يعني حياتك كتاب مفتوح ..
عضت اصبعها وناظرته بشك : لا .. لكن مثلما قلت من قبل ...
سكتت فجأه وابتسمت ابتسامه واسعه مفرطه .. تلهب في دواخلها مشاعر حاميه لم تخمد يومآ
فتسرب في نفسه غيره شديده لتلك الالوان المتماوجه على وجهها ..وانتظرها على احر من الجمر لكي تنطق
وتريح دماغه و قلبه المتمرد بين ضلوعه ...
قالت بلهفه وحماس كبير غير مباليه بأي شي حولها
: اتذكر في طفولتي ... صار لي موقف مع نجمه ...
ضحكت بشغف وكملت : يومها كان اليوم مغيم .. و انا ونجمه طلعنا الجبل .. اتذكر يومها هي طلعت
قبلي ..لاني اخاف من المرتفعات وقتها .. المهم طحت وتعورت رجلي ..
تطلعت ناحيه الجبل من بعيد وابتسمت بحنين لايام مضت ..
فقال بشك : طيب .. كملي ...
ليلى بخجل وتردد : اتذكر يومها اني خفت .. خوف ماراح انساه طول عمري تخيل بنت وحيده في يوم ماطر
.. حسيت كل قصص جدتي بعيشها حقيقه ... وفجأه يطلع لي منقذ .. مثل قصص الخيال ..
ضحكت بنشوه وهي تكمل : اتذكر انه حملني على ظهره مثلما كان يسوي سعود معي ... والله اني ادعي له دووم
.. اللي سواه معي جميل حملته طفله بتتذكره طول عمرها وماتنساه....

وانتهت قصتها القصيره وهو ... ابعد مايكون معها ..
ريح جوفه ومطر ليل طويل ..
وحلم .. لم تبعثره السنين كما ظن ...
وآآآه يازمن ..
عدت واستنهضت الهمم ..وبنيت جسر الوصل للذكريات والقمم ..
متهادي الخطوات .. و على صوت النغم تغنيت بالاحلام منفردا..
وآآآآه ياصدف
تجمعنا و تلف فينا الحياة ..
مع بعضنا يوم المطر ..
يوم الحنين .. في لحظتها غاب الانين ..
التقت العيون بالصدف .. وهي الان اقرب ماتكون ملكآ لي ..
القلب كان يسأل ؟ اين ديارها الان وهو محتار ؟
تلك الطفله الصغيره الباكيه .. هي امامي .. بجسد انثوي مكتمل الحسن والبهاء ..
يالغبائي ..
الان اراها هي امامي .. تلك الصغيره البرئيه ..
في عيناها ارتعاشه الخوف والبرد في يوم ماطر شديد ..
لما لم امعن النظر فيها اكثر واستدل عليها بسهوله ..
على مرأى العين وملمس اليد ..
ضجت ضحكات داخله ... ودارت الدنيا به ..
ووجهه خال من المعالم ..
جمود .. وصمت وسكون .. ورجل صاخب بداخله
يرقص طربا فرحا .. نشوه و غرورا ..
اكتملت حله دنيا بالنسبه له ..
كان وده يصرخ ويقفز امامها مشيرا لنفسه بالبنان
انا هو .. انا هو ذاك الارعن المتمرد
ذلك الرث القبيح .. هذا انا ..
ذلك المدثر بالبلاده والصلابه .. للاسف هذا انا ..
لكن انعقد لسانه في عفويه لم يعرفها منه ..
وتلعثمت الكلمات قبل ان تخرج ..
نطق الفؤاد بين جوانجه .. ولم يصل لاسماعها
و آآآه ياحيره و الم ووجع يغتال فرحتي ..
لم يستعصي ذلك السهل اليسير و يمتنع ..
اتخاف ان لاتصدقك ..
قالت انها لن تنساك .. طفله لم تنساك فكيف بها هي الان ؟
لكن هو ام انا ..
شتان مابيننا .. هو ام انا ؟

اي مطلق منهما .. شاب في غمار المراهقه في عينيه مرح طفل .. تنتابه سقم الحياه وهو في عمر الزهر ..
ام من اخذت الحياه منه كل نطفه شوق و حب و فرحه في عمر اشتدت به الايام رعونه وقسوه
.. ومابقي الاالصمت ينتحب الفرقا داخله ..

وآآآآه يازمن .. غدرت وتمثلت امامي بالكمال .. وانا متعلل بالنقص .
شوهت تلك المزايا الحسان و افتريت علي بخيلاء وزيف ..
تكلمت امامه ببعض كلمات وانصرفت بعدها ... ترسل له النظر من بين الفينه والاخرى
وهو يغمض عينيه على اصوات الحنين .. غائب فيه مدثر برحله سنين .؟
تراوده رائحه المطر .. و قلب صغير ينبض بين جوانجه .. و لمسه ناعمه برئيه عذراء ..
قد تحسست مواقع خشونته ...



****************************




في امسيه ليل طويل لبعضهن ... بسطن مالذ وطاب على المائده امام شاشه التلفزيون
و تنهدت بتعب لتعب قادم سمر وهي تستند على الكبنه دون تجلس عليها ..
: ياني شايله هم المدرسه ..
اريام وهي تاكل بطاطس : هانت يابنت... اخر سنه لك في الثانويه .. إلا اقولك شفتي المكياج الجديد
اللي اشتريته ..ألوانه خيال ..
سمر بتكشيره : ياحظكم تحطون مكياج ..
ضحكت اريام بإستخفاف ..
: اللي يسمعك يقول ماتحطون شيء .. وانتي كل يوم حاطه لي قلوس وبودره ...
ضحكت سمر على دخله فاتن بعبايتها المزركشه ..وسكتت فجأه ..
فاتن بنظره واسعه و ابتسامه ناصعه ..
: هاي بنات ..سبرايز ..
سمر بتكشيره : وشو اللي سبرايز .. وانت كل يوم ناطه لنا ..
اريام توقف وتعطي سمر نظره بمعنى اسكتي ..وتسلم على فاتن
فاتن بإمتعاض : سمر ..وشفيك ياحبي ؟ لي مده طويله مازرتكم ..
ناظرت حولها وقالت : وين الناس ؟ خالتي و ليلى ..
سمر : والله حركاتك مكشوفه ..الحين تبين تقنعيني انك ماتدرين ان ليلى عند اهلها وان امي نايمه في هالوقت .
تخصرت وووجهت نظرات حاده ..: خير ياسمر.. اشوفك قاعده لي على الوحده ..
سمر تترك مكانها وتجلس على الكنبه وتحط رجل على رجل قدامها .. و تتمطى في كلماتها بدون اهتمام فيها ..
: لاني ما احب حركاتك البايخه ...
اريام بحده تقطع النقاش : خلاص انتي وياها ... اتركوا حركات الاطفال .. والله تذكروني في رؤي وريما ..
سمر بتمثيل : اسم الله على بنات اختي .. يصيرون مثل هذي .. واشارت لفاتن بإشمئزاز .
فاتن بإنزعاج :لا عاد لحد هنا وخلاص ياسمر ... انا مااسمح لك تغلطين في حقي وانا ساكته ..انا عارفه
ان هذا مو كلامك كلام ست الحسن والدلال .. ليلى خانوم ..
سمر بقهر : لا تتكلمين في شخص ماهو موجود ...وليلى عمرها ما تكلمت فيك .. احترمي نفسك والبيت
اللي انت قاعده فيه ...
وطلعت سمر من الصاله بعدما احتد النقاش و النظرات ..
فاتن بقهر : اقسم بالله اختك مريضه .. الحين اللي اشوفها يقول ذابحه لها واحد ..
اريام تجلس وترتخي وتقول ببرود : انتي كمان تستهبلين .. تعرفين ان ليلى ماهي موجوده ..
تنهدت براحه وكأن كل اللي صار مجرد مشهد من مسرحيه سخيفه ..
: ادري .. وان شاء الله ماترجع ..
اريام وهي تقلب العصير بمصاصه طويله ..: لا تتعشمين خير في مطلق ... حتى لو انفصلوا
استحاله ياخذك ...
فاتن بدلع وغرور : وليش ان شاء الله ؟
اريام بصراحه قاطعه : اعرف مطلق ... واعرفك .. مستحاله تصيرون لبعض ..
التفتت لمشهد غنائي في التلفزيون وكملت ببرود : انتي ما تنفعين حق اخوي يا فاتن ..
ناظرتها فاتن بنفس البرود رغم انها مقهوره ..
: ادري .. لكن احب العب على الحبلين ..على قولتهم ..
صريحه اطلقتها مليئه بالبغض والسموم ... لم تجد حصن واقي فنفذت الى كل شيء جميل و دمرته ..

رفعت اريام حواجبها دليل الاستغراب والاستهجان ..لكنها فضلت الصمت وهي تراقب
حركات ماجنه في اغنيه تملأ شاشه عريضه .. وكأن الدنيا بهتت ملامحها وسلطت الضوء عليها
وانتهى كل شيء في اقل من دقيقه قد مرت .. متغاضين عن العبره والفائده ..
حلال وحرام تؤام مختلف .. ملتصقين جنبآ الى جنب ..رغم الاختلاف الواضح ..
لكن عبثا يرون ... اولا يرون .. او يرون ولايهتمون
ويا لضياع الوقت في معصيه الخالق ... تقارب الساعه بعد منتصف الليل والناس يتهادون سكارى
وبلا عقل ... وانسلت الدقائق حسرة وتحسفآ ... وياحال ابن اادم اذا عاثت به الدنيا و ضيعت
دربه القويم ...


************************************



من بعد رجعتهم .. ماشافته بعدما رجعوا من المزرعه ...
استغربت امره وانشغلت عليه ... وندمت اشد الندم على انها قالت له سر مايعرفه غيرها
وغير نجمه ..
لاتعلم فيم كانت تفكر وقتها ؟ واي ثقه بادلتها معه ..
هل اصبح يشك فيها ؟ ويجزم بأن لديها اسرار اخرى خطيره ..
مثل منقذها وسلطان .. واخرون يختالون في ساحه عقلها ..
ضربت جبينها بحسره .. كيف وثقت فيه ؟ كيف ..
ليش تغير فجأه ؟ جامد حتى ابتسامته اختفت ..
لاحول ولا قوه الا بالله ..
يارب صبرني ..
" ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لي شاني كله ولاتكلني الا نفسي طرفه عين ."
سمعت صوت خطواته اخيرا .. وتشاغلت بإدخال ملابس سعود في دولابه ..
دخل وظل واقف على الباب ... عملت روحها ماانتبهت له لكن وقفته طالت ..
ناظرته من خلف باب الخزانه .. كان واقف وفي وجهه علامات حيره .. وارتخاء
كالمصدوم او الضائع .. مثل شخص يحاول يتذكر شيء او يريد ان يفعل شيء لكن لايستطيع ..
سألته بهدوء : فيك شيء يامطلق ؟
انتبه لنفسه من يقظه عينيه .. بعثر شعره بحركه سريعه وقال بإبتسامه بارده ..
: لا مافي شيء .. لكن يمكن استغربت وجودك هنا ... ماشوف جدك واقف لك بالعصا تحت ..
عظت شفاتها ... يعني اكتشف امرها .. بيحسسها بالندم والاحراج بأي طريقه
تجاهلته بإرداتها وقالت : تبغى عشا ؟
نزل قميصه و الفنيله الداخليه قدامها .. فانحرجت وتظاهرت بترتيب الملابس من جديد ..
: لا .. مااشتهي اكل ...ابي اصلي و انام حيلي منهد ..
ابتسم على خجلها .. اقترب منها .. متظاهر بعدم اهتمامه ..و دور على ثوب بين ملابس سعود
: شوفي لي ثوب البسه ماجبت لي ملابس كثيره .. باخذ لي شاور ..
ارتطمت ذراعه العاريه بخدها ... فشهقت بخفوت .. و تراجعت للخلف ..
ناظرها بسرعه ملاحظ تلك الصبغه الحمراء في عنقها و خدودها
.. وقال بإدعاء : وشفيك ؟
ابتلعت لعابها بصعوبه وقالت بخجل مبعده النظر عنه
: مافيني شيء ... احم ..قلت تبي ثوب ..اصبر شوي .. ...
لكن الاصرار لديه بلغ حلم اخر .." ان يلمسها من جديد " ان يفعل ..
ان يقنع بأنها له بالفعل .. .. بأنها ستكون له دون حواجز ولا مبررات يختلفون عليها ...

تمنت لو تحشر نفسها في الخزانه .. و تتنفس بهدوء .. غير قادره على التنفس والله
ماذا هناك ؟ هل يريد ان يحشرني بين يديه للابد ..
ألم اعتد عليه .. ام ايام الصوم التي ولت جعلته متعطشآ وجعلتني لااقوى على النظر إليه ..
آآآه ياقلبي اهدآ ... اهدآ .. ليس هذا الا اختبار ..
اهدآ فليس هناك خيار ... اهدآ قليلا ارجوك ... سيبتعد ..لحظات ويبتعد ...
قلبت الثياب ولاترى الا الوان فقط .. طلعت له ثوب مغربي خفيف بقبعه خلفيه .. وازرار كثيره
وقالت وهي متجنبه النظر فيه بدون ملابس ..
: خذ هذا .. واسع ومريح ... مدته عليه لكن ترك يدها و الثوب معلقه في الهواء ..
احتاجت تعرف سبب تأخره فركزت عليه ... فلاحظت ابتسامته الصغيره على زاويه فمه ..
: ماتقدرين تناظرين فيني و تتكلمين عادي ...
طوت الثوب بين يديها وقالت بصعوبه : لا ..قصدي ايوه .. تبي الثوب ولا ارجعه ..
سحب الثوب المطوي بين ذراعيها بشده ... فانسحبت له كلها في غفله منها وجدت طريقها نحوه ..
وذراعها اليمنى قد انبسطت على مكان نبضه ... على موطن الحياة و مركز الانعاش ..
ارتجفت عيناها مليئه بالمشاعر وناقصه حنان .. واخفضتها برهبه تلك البؤره العميقه .. وذلك الوجه القريب
اي دنو اكثر سيوقعها في شوق جارف ... تخافه ... وتخجل منه .
بإحساس عجيب مغري لذيذ كتمت انفاسها حتى لايسحبها هو بل خوف ان تشهق من حراره وبروده امتزجت
..ويده تتحسس طريقها .. ليسندها إليه ..

شعر انها كتله نابضه من الاحاسيس .. مرتجفه .. رقيقه .. ناعمه .. صارخه بالجمال و تصرخ له بالذات
وهو متماسك بصعوبه ...برجوله طاغيه .. ورغبات تعذبه .. وحلم ماضي يؤرقه .. ورقه رابحه ضاعت
و بالكاد وجدها ..
تلك اللحظه التي لم يحسب حسابها هو ان قلبه يدق كطبله فقدت السيطره على قارعها ..
للحظه تخيلها تلك الصغيره .. وانه سيكشف سره ... ولم يستطع ..سوى ان يتروى في افعاله ويرى رده فعلها
لعلها لاتطيق قربه و لاتريده ... ابتسم لذعر عفوي عذري نطق في عينيها ... اطبقت جفنيها لتنعم بهدوء
و صرخ هو لاتتركيني .. فأنا الان شاب قد صعدت الدماء الى رأسه .. واستشعر بالحنين لايام قد ولت هاربه
ولكنها عادت برضى منها .. لكن لااعرف كيف اتصرف معها ؟

و يا صبر ايوب .. ويافسحه الامل امتدي لي وانتشليني من عمق السخط وادركي مشاعري الضائعه ..
دفن رأسه في عنقها ... لايحاول غير الاسترخاء .. في واحه عطريه لم تتصنعها من اجله .. بل وجدت
فطره ...


يا إلهي ... قلبي سيجن .. سيتوقف .. سأموت .
لهثت انفاسها بقوه .. وارتجفت و انفاسه قد وجدت مخبآ لها في ثنايا عنقها ..

لثم رقبتها بخفه ... وصعد الى خدها لتصطدم بشعره الكثيف .. ارتفعت يدها بعفويه وكرده فعل بأنها
مازالت على قيد الحياة .. و غاصت في شعره .. ترغمه على البقاء .. للاستشفاء و للارتواء غايه
كانت ترجوها منذ زمن ..

سقط الثوب من بين يديهم .. وسقط الخجل ..والكبرياء وسقطت بعض اللاشيء من مجرد مشاعر بلا هويه ..
وانكشف الغطاء .. وانمحى سراب ظنوه حاجز ..
ضغط عليها لتقترب منه ااكثر .. ليدمج روحها في روحه .. وتتحد مشاعر من كل شيء ..
لا وجود لقانون اخر للجاذبيه .. ولا تفسير للسقوط المريح مثل الذي يحدث بينهم ..

همس بعمق وثقل مشاعر افحمت حتى صوته ...
: ما اشتقت لك ...
توقفت يدها على عنقه عند قوله بصدمه كلمته ...
ليستدرك بسرعه : بس "شوقي " اعدمني ..وان صابني شيء والله انه من اسبابك ..
وختم قوله بقبله عميقه على خدها مفعمه بالمشاعر ... دغدغه مضحكه اصابته ..

واضحك ياناصر .. واضحكي يامكتبتي المليئه بتقدير لكتبك .. واضحك يازمني العزيز
قول سمعته .. سرقته .. حفظته ولااعرف في اي ذاكره ادخرته ..
انا لااعرف ان اصف كلمات جميله ..رقيقه حساسه ... شاعريه بمعنى الكلمه
لاقول ولا فعل ...
لم تكن في هاتفي .. او رساله ورقيه او كلمات وجدتها صدفه في كتاب شعر و قصيده ..
بل انها رساله وجدت طريقها بين يدي .. وانا اتصفح جوال سعود ...
ووقعت ..موقع من القلب .. وسرت فوقها بدون مبالاه ..
لكن قلبي ادركها فنطقها عقلي وحفظها لساني عن ظهر غيب ...

فجأه ... ارتفع الاذان بالمسجد قربهم ... وكأن المؤذن سامحه الله وغفر له ..
قد خرج متأخرا مضطربا لاهثآ .. فنداءه للصلاه صرخه اخافتهم حتى الموت
ليفترق الجسدان بذعر ... هي ترتعش ..مسلوبه القوى .. متهالكه .. و ستموت من الخجل ..
ضبطت شعرها .. واعادت تلك الخصله الوهميه الدائمه كحركه توترها ..
وهو لاهث .. يتصارع مع نفسه .. مسيطر بصعوبه على اهواءئها ..
لولا نداء الصلاه ..لوقع كل منهما صريع للحب والعشق والهوى بدون علم انه كذلك ..
كاد ان يضحك من تلك العلامه التي ارتسمت على عنقها و خدها ..
ياللمسكينه ستقع ضحيه عمل لم اقوى عليه ..

قال بتماسك : بكره بنرجع الرياض ..
هزت رأسها بإيجاب و قالت بإرهاق لم تبلغه بعد : انا بنام مع البنات .. اذا ودك في شيء نادي علي ..
وخرجت تركض .. تلهث ..تستتر .. وتنعم بالراحه بعيدا ..رغم انها لن تجده مماثله لتلك التي بين يديه ..
و مشروخه بصمت ... أكان كل هذا مقياس لمدى حاجه ام احتياج ام دعوه لكشف الحقائق ...

انصدم من قولها ... بعد كل هذا أتهربين ؟..
اهو عقابك الجديد... بعد لهيب الاستعار تتركيني رماد ..
اهو اسلوب جديد .. لتفضحيني امام نفسي ..
لتكشفي الخفاء بحله زاهيه ..
توافق في رساله مبطنه على العوده ولكنها تهرب ..
وانا من سيطفئ حرقتي تلك .. آآه ياصبري تعال واجلس بجانبي .. ونس وحدتي في دقائق
وعلمني كيف اكون محترفآ لك من جديد .

آآآه ياامرأه علمتني كيف اشتاق ..
كيف احرق الثلج .. كيف ارسم كلمه على الهواء
كيف انطق المشاعر .. كيف اصهرها و اكونها بين يدي ..

آآآه من امرأه .. ألهبتني بنيران بارده
و نفثت في روحي شجن الحياة ..

آآه منها .. جنيه جميله .. رقيقه .. سحريه..
بداخلها ألف معنى وكلمه وعاطفه ..

تجعلني رجل .. غائب في سكرات لذيذه
معاند على العوده .. مربوط بقوى سحريه ...
ليتني اعرف معنى واحد من تلك الطلاسم التي تدور في قلبي ..
ليتني اعود مثلما كنت متحكمآ..

تنهد بحيره وارتمى على السرير .. يبحث عن سر دفين ونجوى ملاذ يهرب فيه من نفسه
خائف لو يعلمون .. وخائف هو و يخفي خوفه بخيلاء صلابه مزيفه ...


*********************************************



ألقاكم بموده

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:56 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية