لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-12-10, 12:57 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
Flowers

 




مراحب بأحلى اعضاء ...
شكرا من الاعماق لتواصلكم الصادق معي ...
سرتني العوده لالقاكم مجددا ...
اعرف اني مقصره في حقكم ... ارجو ان تعذروني فالايام القادمه بتكون افضل بمشيئه الله ..

وهذا البارت لعيونكم

القاكم بخير













البارت السابع والعشرون :







تجمعت الدماء في وجهها وتقلصت اطرافها .. احساس بفرقعه هائله داخلها ...
كان بودها تخرب عليهم وقفتهم السخيفه لكن اعصابها فاتره لدرجه عدم الانضباط ..
خافت انها تعطيه صوره بأنها مهتمه فيه ...رجعت لجناحها .. قفلت الباب بقسوه تعبر عن مشاعرها المحتده ..
مشت بتوتر .. سمعت صوت المحرك .. تنفست ..اكيد مشى .. انتبهت لجواله في يدها ..
طالعته بقهر ..كان ودها تطلع حرتها في شيء يخصه على الاقل ..قفلته ورمته على السرير بإهمال ..
تأملت شكلها في المرايه ... عرق نابض في جبينها يظهر للعلن ... وعينيها ااكثر عمقاً ...ووضوحا
تأففت بقهر .. وتساءلت فاتن هذي ماتستحي بالفعل .. طيب هي ما عندها اخلاق ..
السيد واقف قبالها وماباقي الا ياخذ صوره لها ... على الاقل يحترم هيبته ..لا مو هيبته الا شيبته
يحسب نفسه ولد عشرين ..
طيب عادي وشفيك زودتيها .. هم اقرباء و اكيد يسلمون على بعض ..
يسلمون على بعض !!! سلامات يا ليلى واللي يسلم يوقفون الوقفه المريبه هذي
اه ياقلبي .. وشفيك اهدأ ..
تنهدت ..بأسى و نيران داخلها متأججه السنتها وجه فاتن الضاحك المستفز ...
فتحت دولابها تدور على شيء ضائع ... او يتهيأ لها انه في شيء ضائع ..
رجعت لها صوره ... فاتن ببهرجتها الدائمه و تغنجها السخيف .. فعضت شفايفها حتى كادت تقطعها من شده الغيظ ..
كل افكارها انحصرت .. .. لكن مااستطاعت تعلن انهزاميتها بسرعه .. او تسمح لاحد انها يسلب منها شيء
في قعر دارها . . .. نزلت فستانها بقهر ورمته بإهمال طرف السرير ولبست بيجاما حريريه .. و اندست في سريرها ..
تحاول انها تنام .. تحركت بإنزعاج واسدلت الستائر المخمليه ...لعل النوم يداعب اجفانها ..
جلست بإنزعاج وشدت شعرها بتوتر .. وسألت نفسها فاتن ويش جابها من الصبح ..
عندها شيء اكيد .. الذيب مايهرول عبث .. حسبي الله فيك يا فاتن ..
قامت بسرعه وفتحت خزانتها اخذت لها بنطلون جينز و بلوزه بنفسجيه ضيقه في رسم غجريه بلون ذهبي ..
ونزلت تحت رغم انها ماتدري كيف تقابل فاتن اذا شافت وجهها ...لكن لابد انها ما تبين انها شافتهم ..
كان صوت ضحك عالي من الصاله .. ميزه ضحكه فاتن الرنانه ... حاولت تكون عاديه فابتسمت بتصنع
كانت اريام وفاتن قاعدين يفطرون مع بعض .. اتكت على الداربزين : صباح الخير
ابتسمت فاتن بدلال و رفرفت بعيونها وقالت بصوت اشبه بالهمس : صباح الخير ... ليلى كنت احسب انك في سابع نومه
مرت من جنبهم وقالت : حساباتك خطأ ... ...
حاولت انها تهاجم في فرائسها قبل ما تدافع ..عضت شفاتها لما لاحظت ابتسامه فاتن ..
اريام : ليلى ..فتون عازمتنا عندهم الليله .. ويش رايك تمشين معنا ؟
ليلى بإقتضاب : والمناسبه ؟
فاتن بدلع : بدون مناسبه... جمعه بنات ..
طنشت كلامها ودخلت المطبخ ..شربت ماء بارد تطفي النار الحاميه ..
ولما خرجت .. ماكان موجود الا فاتن ... : ها ياليلى شو رايك ..؟
ليلى بدون اهتمام : رغم اني مااحب اختلط بناس مااعرفهم الا اني بشوف مطلق .
ضحكت فاتن وقالت بغنج مستفز : مطلق مابيقولك لا وانا متأكده ..
بلعت ريقها بصعوبه وقالت : ماشاء الله متأكده..
رفعت يدها بإدعاء وقالت : انا اعرف مطلق .. يعني بحكم اننا اقارب وكمان....
اشتدت اطرفها قسوه ...ارخت نفسها على الجدار خلفها وقالت بصوت جاهدت انه يكون طبيعي .
: وكمان واثقه .....؟؟؟
طالعتها فاتن بتحدي هالمره وبصراحه : لاتنسين اننا كنا بحكم المخطوبين ... اظنك تعرفين ؟
تفرستها ليلى بقهر كان ودها تصفعها لكنها سألتها : مااعرف ابدا .. لكن بما انكم كنتم مخطوبين ليش ماتزوجتم
ليش غير مطلق رايه في اخر لحظه ... لازم كان عنده اسباب ..
انزعجت فاتن من نبره ليلى المتهكمه لكنها ردت عليها : النصيب
ضحكت ليلى وقالت : ماكنت اظن ان النصيب من ضمن قاموسك ..
فمشت متجاهله نظراتها المخترقه .. : لا انا مؤمنه بالنصيب ..مثلما باعدك عن سلطان و تزوج واحده غيرك ..
ليلى بإستفهام وذهول : سلطان تزوج ..

نزلت اريام في نفس اللحظه و انتبهت للمعركه الصامته بين الثنتين ..
فاتن بهدوء مريب : اكيد قالوا لك انه خطب بنت خاله ريهام .. ماقالت لك اريام ..
ناظرت اريام بدهشه و طلعت الدرج بدون كلمه ... ماكان في بالها سلطان او زواجه اصلا مصيره متزوج
ليش بيموت شهيد قصه حب ماكتب لها البدايه علشان تنتهي ...
لكن المسأله تخص سعود المقدم على خطبه ريهام ... الحين كل الامور تنصب لمصلحه ريهام وسعود بيدخل بالعرض
حست بالراحه والالم في نفس اللحظه ... يعني ان اخوها كل عزمه في الزواج بيتحطم ..واكيد بيؤثر على نفسيته
لانه هو اللي اختارها بمحض ارادته ...
تجهمت في وجه افكارها .. الحين فاتن ايش دراها بسلطان انه خطبني .. اكيد اريام قالت لها بما انها صاحبه
ريهام المقربه ... تنهدت وكأنها في مأزق لازم تخرج منه بأسرع وقت .. احساس انهال على اعصابها وكأنها
رجعت لنقطه الصفر .. ذكرى اليوم نفسه الذي زارتها فيه ريهام وابلغتها بأنها تحب سلطان ..
صحيح طالت المده و لكنها نالت مرادها ..
جلست على سريرها بتعب ... حاسه بنفسها ضعيفه ومرهقه من التفكير و الاكثر عناء هي فاتن
تقول كانوا مخطوبين .. ؟ ليش عندها امل ترجع له .. يحبون بعض لدرجه انهم ما يهتمون لاحد
طيب ليش كل هالعذاب ...؟
ماحست بدموعها .. ومسحه الالم على وجهها .. لكن انحصر تفكيرها للحظه برغبه منها ..
وسبب لحل مشاكلها ..الاهم هو سعود ... لازم احذره لكن كيف .. .؟


**************************


جلست اريام وقالت بعصبيه : فاتن .. المفروض ماقلتي لها ..
فاتن بإبتسامتها الصفراء : وليش ؟ اجلا ام عاجلا بتعرف
اريام : صحيح تدري لكن مو منك على الاقل وريهام حتى الحين ما اعطت الضوء الاخضر
و ثانيا ..تعالي انتي جيتك بدري مو لله ..اكيد في راسك شيء
ضحكت : يعني بتحرمون علي اني ازور بيت خالتي و السبب ست الحسن والدلال ..
اريام ببرود : لا ابدا ..بيت خالتك مفتوح .. ابتسمت وكملت : بيني وبينك يا فاتن .. تعتقدين هالوقت مناسب
للزياره .. و تفجرين فيه قنابلك ..
فاتن : اذا كان هذا رأيك انتي حرة ...ما يهمني احد ..
اريام بنظره تحذيريه : فاتن .. انا حذرتك من قبل وانا ارجع واحذرك و لايهمني احد .. حياة مطلق الخاصه مالك
دخل فيها ...
استندت فاتن ورفعت كأس العصير وابتسمت بمكر : طلع لك صوت يااريام .. غريبه كنتي من قبل ماتحبين ليلى
ويش اللي تغير عليك ..
اريام : كل اللي يهمني هو مطلق ... وما راح اسمح لاحد انه يخرب حياته ..
فاتن : وانتي ويش دراك انه سعيد في حياته ...
تنهدت وكملت بجديه : بالله عليك ..طالعي وجهه تشوفين زوج سعيد .. والا شوفي كل وقته برا و في شغله
لو فرحان بنسبه واحد بالميه كان بين عليه ..
اريام بتفهم : مايهمني ... مادام هو ماتكلم ولا اعترض .. و تعالي انتي من وكلك الملاك الحارس له بتراعينه وتهتمين
في سعادته ..
فاتن بعصبيه : احبه .. احبه واظل احبه لين اموت... وطبعا تهمني سعادته .
ضحكت اريام : وتبيني اصدقك يا حلوة .. تهمك سعادته مره واحده ... اسمحي لي يافاتن من خلال معرفتي العميقه
فيك .. اقول انك ما تحبين الا نفسك ..
قامت و لوحت لها بيدها مودعه و قالت بدون التفاته وهي تطلع الدرج ..: بنام يافاتن .. تراني مواصله ..موعدنا
في الليل ..باي ياحلوه .
قامت فاتن بإنفعال .. رغم معرفتها بأريام لكن ماتوقعت بتفضحها بالطريقه هذي .. خرجت بعدما قفلت الباب بقوة
خلفها .. رغم ان خطتها فشلت مع مطلق .. اصلا هو اعطاها فرصه ... لكن على الاقل حققت شيء مع ليلى
الخبر هذا بينفجر في وجهها بدون موعد ... ابتسمت و كأنها رمت بحجر في مياه راكده ..


************************


للمره الثانيه .. يدق على البيت و ترد عليه خديجه ..
دق على جوال ليلى .. لكن ما ترد ..
غريبه ماله ساعه ..من طلعته من البيت ..يعني لحقت تنام ..
خديجه تقول انها مصدعه ..
كان بيطمن عليها من بعد انهيارها البارحه ..
تنهد .. و ركز في الارواق على مكتبته ..
و ابتعد عن التفكير بأموره الخاصه وهو غارق في عمله حتى اذنيه ..
رمى قلمه وزفر بقوه ... و تحدى افكاره
رجع دق على البيت ..و ترد عليه خديجه ..
بدون مقدمات : قولي للمدام تكلمني ضروري ..
خديجه بتردد : مستر..لكن ..
مطلق بعصبيه : بسرعه .. انا انتظر ..
غابت لدقايق .. و رجعت تقول وهي تلهث : ... مدام ليلى تقول تعبان ..
قفل الخط بسرعه .. ووقف بسرعه ناحيه مكانه المفضل ..
وبخ نفسه على هدير مشاعره ...
اخطأ في تفسير ما رأه في عينيها ..
..لكن لماذا انت منفعل ؟ و حانق عليها ؟
الا تعذرها لاسبابها ؟ ماذا تريد حقا منها ؟
تنهد بتعب .. على عكس ماكان يشعر .. فرؤيه فاتن كانت بمثل الازعاج بحد ذاته ..
استغرب حضورها المبكر ... ومشيتها المتمهله ..عرفها من الوهله الاولى ..
وكيف لا ؟ وهي التي تثير اشمئزازه على جنس بأكمله ..
بالكاد رفعت اللثمه اعلى انفها وقالت بدلعها المعتاد : صباح الخير ..مطلق
رمقها بنظره محذره من الاقتراب فرد بإقتضاب : البنات ..بالداخل ..
تمايلت في وقفتها وقالت بعتاب : افا يا ولد الخاله .. لها الدرجه ماتطيق حتى ترد علي ..
عدل شماغه و اعطاها ظهره وقال : عسى ماشر يافاتن ..اهلك فيهم شيء
تململت في وقفتها وقالت : لا مافينا الا العافيه ..
دخل السياره وحركها .. وقال بصوت متذمر عالي : الحمدلله ..

سمع طرق على الباب ... وبدون إلتفاته منه رد : ادخل ياطلال ..
دخل ..وقال بإبتسامه : ينفع ناصر ..
إلتفت مطلق واشار بيده وهو يرجع لكرسيه : هلا ناصر ... حياك .
صافحه بقوه وقال : دقيت على جوالك ..لقيته مغلق .. قلت لازم ازورك .
ابتسم مطلق : نسيته في البيت .. .. إلا قول انت ماعندك دوام ..؟ كل يوم والثاني راز وجهك عندي ..
ناصر بضحكه : ماعليه بمشيها لك .. الا عن دوامي .ماخذ اجازه ... بالله كيف واحد يدور على عروسه
وهو مشغول طول الوقت ..
طالعه مطلق بغرابه وقال : ليه وانت مضيعها في صحراء ..
ناصر : لا .. سكت للحظه تفكير وبعدها قال بحماس : مطلق .. انت تعرف قصه سندريلا ..
مطلق : اهااا ... اكيد من القصص المصوره من بنات اختي ... وابتسم
كمل : شفت كيف الامير كان ضايع ومايعرف عن سندريللا شيء .. لكن استدل عنها عن طريق ....
انتظر لحظه علشان مطلق يكمل عنه ..فهز رأسه بيأس وقال : الحذاء
استرخى مطلق مكانه ويده على ذقنه ..يطالع صاحبه بعمق فسأل بهدوء : ناصر .. انا اللي اعرفه ومتأكد منه
إن الامراض النفسيه ما تنتقل بالعدوى ...
ناصر : مطلق .. عن المسخره .. انا اتكلم جد .. انا مااعرف العروس لكن اعرف انها مقاس الحذاء اللي تلبسها
رقمه 37
ضحك مطلق بإنفعال ولاول مره يخرج من رزانته .. ومال على المكتب والابتسامه مرسومه على شفاته
وقال : ناصر .. انت تتكلم من عقلك ... اختفت الابتسامه لما شاف الاصرار على وجهه
وبهدوء : ناصر ..
رد ناصر عليه : انا اتكلم من اعماق عقلي ...
: حذاء يا ناصر ..حذاء .. الناس يستدلون عن طريق عنوان .. لقب .. اسم .. رقم لكن اما حذاء فهذي ما تتصدق ..
وقف ناصر وقال بإهتمام : ادري السالفه غير معقوله ..
مطلق : قول مستحيل ..
تنهد ناصر وكمل : لو حصرت المنطقه اللي كانت فيها و كمان لاتنسى المقاس ..
مطلق : طيب .. خليني اخذك على قد تفكيرك ... انت تقول المنطقه .. كيف يعني ؟ بتتحط اعلان في الجريده
بالخط العريض " البحث عن سندريللا سعوديه الجنسيه .. مقاس حذاءها 37 . "
ناصر : لا.. المكان هو بيتك ...
طالعه مطلق بغضب وانتظر تعقيب ناصر لكنه رد : ناصر .. تراني اعطيتك وجه ..
وتعال قولي قبل كل شيء انت من وين اخذت مقاس الحذاء و كيف عرفت البنت من الاساس ..
ابتسم ناصر بتوتر وقال : لايروح تفكيرك بعيد ..
مطلق : وليش ؟ ...
ناصر ببعض الخوف : مطلق لاتزعل مني .. لكني اصطدمت في البنت في حديقتكم .. ..
والله ثم والله ماصار شيء بيننا غير هالموقف ..
مطلق : واخذت عقلك من اول نظره ..
تنهد ناصر وجلس بإسترخاء : انا اكلفك بالمهمه ..
مطلق بإبتسامه : لا ..ارجوك ... ايش الشرف هذا يعني انا صرت الخادم الخاص بالامير ...
ناصر : مطلق .. هذا بالنسبه لي حلم .. المهم انك تعرف من كان موجود ساعتها ...
مطلق بتفهم ..دار حول المكتب وجلس مقابله وقال : ياخوي .. لا تطير بأفكارك بعيد.. وفكر بعقلانيه ..
تخيل لو انها مثلا مرتبطه ... فكر من جديد وتمهل انت ماتعرف عنها الا مقاس فقط .. يعني لو الجميع
الموجود كان لابس نفس المقاس .. كيف بتلقاها ؟
اخذ نفس طويل وتنهد بيأس : شكلي تأثرت بقصه سندريللا .. .
ضحك وكمل : . السموحه يامطلق .. اخطأت في حقك وحق اهل بيتك
وقف و تحرك بتوتر وقال : انا استأذن .. بقطع اجازتي .. اكيد في مرضى يحتاجوني ..
وخرج بسرعه ... دون اي كلمه
مسح جبينه و عقله يرجع خطوات ناصر الواسعه .. وهمس لنفسه .. سندريللا .. ابتسم بحزن على حاله ناصر
وكمان على حالته .. يدورون في متاهه يعرفون طريقه الخروج لكن يرفضون الخلاص بمحض ارادتهم .


**************************



رغم استلقائها طوال فتره الصبح وانها ماعرفت طعم النوم ولاالراحه ..بسبب ضجه الافكار داخل عقلها الصغير ..
الصوره الثابته لفاتن و مطلق .. تزعج اعصابها .. وكأن شيء ساخن يكوي قلبها و يلهب انفاسها ..
تجاهلت اتصال مطلق ..رغم كل محاولاتها في كبح غضبها الا انها ماقدرت .. كيف تنسى وكلمات فاتن ترن في راسها
تقول انها كانت خطيبته و تستفزني في سلطان ؟
توضت وصلت الظهر و رجعت لسريرها وكأنها تطبق المقوله اذا كثرت همومك نام ... ليست لديها اي رغبه
في المواجهه حاليا على الاقل حتى تجيد التصرف في القادم ...
لكن قلبها ينبض بقسوه .. و وخز مؤلم يزعج عيناها .. تريد البكاء بسبب او بدونه ..
دفنت رأسها في المخده ... واشجهت بالبكاء ... ليش كل هذا ؟ سألت نفسها وجاوبت بصوت عالي
احبه .. والله احبه .. ضربت بقبضتها المخده وتداعت لديها الحواجز كلها في الاعتراف على الاقل لنفسها
هذا هو جرحها ..قلبها الذي هوى لقاع الحب .. قد سكرت بمشاعر الهوى حتى ثملت و لم تعر لعقلها اي اهميه ..
وليتها فعلت .. ؟ فـ فاتن قد رشت الملح على الجراح .. و سببت لها الاذى ..
دخلت سمر دون استئذان ..وقالت بإندفاع : ليلى ... ويش رايك نطلب غدا من برا ؟
مسحت دموعها بسرعه .. و قالت بصوت ناعس : ابغى انام ياسمر ..
سمر بشك: ليلى .. غريبه ماهي عادتك.. . لايكون تعبانه
ليلى : مافيني شي.. لو سمحت ياسمر اطلعي واتركيني .
سمر بهدوء : على راحتك .. وخرجت بهدوء ..
قامت ليلى منزعجه و دخلت الحمام تغسل وجهها... تأملت وجهها في المراه
عيونها حمراء ومنتفخه ... وباين عليها الضيق ..
نشفت وجهها .. و طلعت ..وبدون انتباه منها اصطدمت في اللي قدامها ..
اهتزت مكانها ... فحست نفسها في احضان دافئه ...عرفت قسوتها المنحوته ..فيما سبق كانت
ستدفئها بل هي الان استحالت قطعه من الثلج ..
شالت نفسها بصعوبه .. لكن يديه تحيط بكتوفها ..
خرج صوته بعمق : عسى ماشر .. سمر تقول انك تعبانه ؟
تنحنحت ليخرج صوتها طبيعي : مافيني شيء..
رفع رأسها فأرتعشت اطرافها لحده نظراته المتفحصه : شكلك يوحي بأنه في شيء ... ؟ حتى اتصالي مارديت عليه
وجوالك مغلق ؟ ممكن اعرف الاسباب ..
انسلت من بين يديه و تشاغلت بشعرها .. حاولت تخفي الارتعاشه في صوتها : مافي اسباب ..
تأملها بدقه .. رمى بشماغه .. على طرف السرير وقال بهدوء مبطن بغضب لايريد ان يظهره
: مااظن اعتكافك في غرفتك و عدم الرد على اتصالاتي .. كذا بدون سبب .
اخذت نفس طويل وردت : مافيني شيء.. كم مره تبيني اقولها لك علشان تفهمها ..
اهتزت اطرافها ... فضمت نفسها بطريقه دفاعيه ..نظرته الغاضبه اتحدت مع حاجبيه المتقوسين
اتخذ نفس وضعيتها محاولا ان يظهر قدرته على الاحتمال ..: لا واضح .. ..في الصبح ماكان فيك اي شي
والحين تبكين .. بتقولي مافيك شيء..
سرحت شعرها بعصبيه .. متجاهله الغضب داخلها.. فسحب يدها بغلظه .. مع بعض خصلات شعرها
تألمت منه لكن نسيت الالم كله ..بنظره من عيونه ..
: اكره اي شخص يتجاهلني ... تراني زهقت من مزاجيتك ..تعبانه مصدعه مافيك شي ..تبكين ..تخفين عني
اسرارك ..إلا انك تتجاهليني ..قوليها بالصريح .. ماابغاك .
شدت على فكها .. و ماقدرت تتكلم او تنطق ... حاسه بنفسها محشوره في زاويه .. ضاعت في كلامه
ونظره عيونه المرهقه .. ترك يدها بإستحقار واضح .. قدرت تشوفه بدقه ..فتهشم قلبها بنظرته القاسيه
ادار ظهره لها وكأنه تجرع المراره و قرأ ردها في تعابير وجهها ..
جفل لما سمع صوتها ..
: اكيد بتكون زهقت مني .. مادام شفت ست الحسن والدلال فاتن.. حنيت للماضي ...
توقف مكانه والتفت.. وطالعها بعيونه ضيقه .. ارتعاشه جسمها الواضح وتهدج صوتها وانفاسها الطويله اللاهثه
قدره كبيره ..لم تستطع احتمالها .
غمض عيونه بعدم تصديق وقال : انت ايش قاعده تقولين ؟
تحركت بسرعه من قدامه ..دخلت الحمام و قفلت الباب ..
دق الباب بهدوء ..
: ليلى .. افتحي الباب .
انتظر للحظه ..دق الباب بقوه اكبر لكن لارد ..
: ليلى اقولك افتحي الباب لاكسره على راسك ..
تنهد بتعب .. لكن انتبه لكلماتها ..فاتن والماضي ..ايش قصدها ؟
لايكون شافتنا مع بعض .. طيب وقفتنا جدا عاديه ..
خرج من الغرفه .. و جلس على الكنبه بتعب .. اصلا جيته بدري كله عشانها
لكن يبدو انه قرار خاطئ جديد في قائمه اخطائه .. شد على شعره. وكأنه عجز عن الحلول ..
طلع بسرعه .. قابلته سمر ..
مطلق :سمر .. ابسألك سؤال ؟
سمر بإبتسامه : انت تأمر امر .. مو بس سؤال ؟
سحبها من يدها وقال بهدوء : فاتن قعدت مع ليلى اليوم ....
سمر بإستغراب : والله ماادري .. انا كنت نايمه .. اسأل اريام هي الاقرب لها ... طيب ليش تسأل
لايكون العقربه سوت شيء ؟
دفعها برفق .. و دخل حجره اريام بدون استئذان ..
قامت اريام مرعوبه وقالت بخوف : مطلق ..بسم الله وشفيكم ؟
مطلق بسرعه : فاتن قعدت مع ليلى
اريام بشك : ليش تسأل ؟
بحده : انتي ردي علي ؟
: طيب انت اهدأ ... هي زارتنا في الصبح و قعدوا مع بعض لكن ماادري عنهم ..لاني ماكنت معهم ..
تأفف وقال بعصبيه : هذي البنت ماتترك حركاتها البايخه ..
اريام : وشفيه يا مطلق ؟ قولي يمكن القى حل ..
بدون انتباه قال بعصبيه : اذا فهمت راح افهمك .. المدام زعلانه و تبكي .. وتقول فاتن وانا اساساً مو فاهم
السالفه ..
عضت اريام على شفاتها بحزن على حال اخوها وقالت : تعوذ من الشيطان .. على كل حال انت ويش دراك انها
زارتنا اليوم .
: لاني تصبحت على وجهها ..
ابتسمت اريام من شكل اخوها .. لكن مسحت ابتسامتها فور نظراته الموجهه لها ..
قالت بهدوء : رغم اني مااعرف ايش اللي جرى بينهم .. لكن انا متأاكده انها شافتك معها ....
يااخي هذي غيره النسوان وصراحه من حقها ..
ضحك بفراغ .. لكن وقع هالكلمه ردت له الروح .. حس ان طاقته قد عبئت من جديد وانه انتعش فجأه
شد من طوله وقال بتهديد : قولي لبنت خالك تحشم حالها و تحترم نفسها .. تراني ماسك نفسي عنها ..
انا مو ناقص مشاكل اللي فيني يكفيني .

وخرج بسرعه .. دخلت سمر بعده على طول ..
سمر : اريام شو القصه ؟
اريام : مافي شيء ..
سمر : لا والله .. كل هذا وتقولين مافي شي..اخوك معصب من العقربه اللي ماتتسمى ..
اريام : خلاص ..لاتكبرين السالفه .. ليلى زودتها من عندها ..مالها داعي الغيره
سمر بضحكه : ليلى تغار من فاتن .. ليش ؟ مافي مقارنه
: لا يا ذكيه . .. مطلق اكبر مقارنه بينهم ..
: لايكون حاطه عينها على مطلق والله ثم والله لافقع عيونها اللي ماتستحي ..
اريام ببرود : انتهى الموضوع .
ضحكت سمر .. وقالت بهدوء : تقولين ان ليلى زودتها لما حست بالغيره .. ماألومك لانك ماتعرفين
ان الغيره اكبر دليل على الحب .. فتحت الباب وكملت بصدق : الله يسعدك يامطلق ..
طالعت اريام الفراغ خلف سمر .. واصداء الكلمه توجد في النفس عمقاً ..
فابتسمت .. لوقع الحب الذي تنقر بعض كلماته بعيدا عن قصور الجليد التي تعتليها .


****************************



لاتدري كم مر عليها وهي في الحمام .. تعرف انه اسوأ مكان في العالم احد يفضي مشاعره فيه
لكنها تعبت .. و مااحتملت كلماته القاسيه .. زهق مني .. و مزاجيه .. كله منه هو خلاني بدون عقل ..
تأملت وجهها و فزعت منه .. وجهها شاحب و عيونها منفخه حمراء ..
خرجت بسلام .. قفلت الانوار و نامت في فراشها .. اغمضت عيونها بسرعه ..
طاقتها كلها نفذت في البكاء ... فغطت في النوم مباشره .. و ماانتبهت لمطلق لحظه دخوله..
تنهد بتعب و كأنه يحتاج لسرير كبير يضم متاعبه كلها ... اقترب من سريرها .. طالع شكلها
رفع خصله من شعرها .. و عرج بأصبعه على صفحه وجهها وابتسم ...
ماقدر يصدق انها تغار عليه و من مين ؟ من فاتن ..
ليش حس بالفخر وانه سيد المكان والزمان فجأه ... وان قلبه يدق بجنون غير معتاد
رغم كل شيء إلا و قدر يتصرف بحكمه معها ..
كانت مخطئه في اعتقادها لكن بعض المشاعر تحرك العقل والقلب معاً..
الغيره .. الغيره ..ابتسم و هز رأسه بهدوء ..
غير معتاد للجاذبيه القصوى و لفت الانتباه .. او تسليط الاضواء عليه فيكون محور اهتمام احدهم
بصوره غريبه .. .. و نتاج كل هذا لايجيد التصرف وفق تلك المتغيرات ..
خرج بهدوء مثلما دخل و اعتكف مكتبه الخاص... لعل السكينه و الهدوء تجعله يهتدي للطريق الصحيح ..
دق على ناصر .. لكن مايرد عليه ..
حس بتأنيب الضمير لانه خيب امله فيه .. لكن الامال المعلقه لاتجلب سوى الهموم ..
وهو انسان جدي حتى النخاع ..صعب يتعايش مع الاوهام ويعتبرها حقيقه او حتى يحولها لواقع ..
استرخى على الكنبه الجلديه ... و غمض عيونه .. و كأنه في حلم بالامس كانت تنام بين احضانه هانئه
وعندما اعتقد ان الغمامه انجلت من امامهم .. عادت سحابه سوداء تضللهم و يبدو ان امطارها موسميه
طويله الامد... غلبه النعاس بعد عسره نوم .. و تمسك به حتى النهايه .. لعله ينشد الراحه الدفينه في اعماقه
...



**************************


كانت تمشى بصعوبه .. اليوم حاسه نفسها مكسره و تعبانه .. شكلها مسخنه
ولا انتقلت العدوى من ام سعد .. كل وقتها تعتني فيها و تهتم في البيت ..
حتى يمكن تنام عندها الليله اذا سمح لها اخوها صالح ..
شدت عباتها على راسها .. ومشت متعثره .. سلكت الطريق الثاني ناحيه بيتها..
رغم انه اصعب لكن اسرع ..وهالوقت يكون الرجال خرجوا لصلاه العصر وهي ماتبي احد يشوفها.
استندت على الجدار جنبها .. ماتقدر تبصر قدامها و كأنه في ظلال على عيونها ...
جلست شوي تاخذ نفسها .. همست بصوت متعب لنفسها : الله يسامحك يا سعد ..
ارتعش جسدها .. ودمعت عيونها ..يبدو ان الحمى اصابتها ..
بالكاد قدرت تميز صوت خطوات تتجه نحوها ..رفعت راسها وهي توقف بصعوبه ..
شافت سحابه بيضاء تتجه نحوها .. فثقل جسمها و ماقدرت تصمد اكثر ..فأغمى عليها ..
عقلها الباطن كان يصرخ .. قومي .. يانجمه .. قومي لكن طاقتها كلها مستنفذه ..
وكأنها حست انها في نعيم دافئ و ظلت نايمه ..
اقترب منها ..بهدوء و الخوف دب في اوصاله وهو ابن الثلاثين لكن موقف كهذا سيجعل الاخرين
يفكرون في ثالث اثنين .. امتدت يده برعب للجسد المسجى امامه ..التفت حوله ..
جلس بالقرب منها ..ونادى بصوته المرتجف : يابنت .. انت بخير ؟
لكن لارد ..صوت همهمات متعبه .. وانفاس مكتومه ..
طالع خلفه بخوف وهز كتفها : يابنت الناس ..قومي الله يستر عليك ..
استشعر الحراره المشتعله من خلال عباتها ..رفع يده بسرعه .. وقام مثل الملسوع
لا حول ولاقوه الابالله ... ويش السواه الحين ؟ يارب سترك ..
يعني اتركها .. لكن البنت شكلها مريضه ..
رجع وجثى على ركبته .. وبدون تفكير رفع طرف الثوب الملتصق بسبب العرق عن وجهها ...
لغايه انها تتنفس وما تختنق ..شهق بذعر مثل طفل .. و رجع وقف بقله حيله .. عرفها
مشى كم خطوه للخلف لكنه رجع مره ثانيه ... وبعزم رجل مضطرب يحاول يلقى حل ..
نادى بهمس : نجمه .. نجمه .. قومي ..
نفس الهمهات نتيجه المرض .. يالله ارحمني البنت مريضه .. افضل ان المكان شبه مقطوع ومايمر منه احد ..
لف الشماغ حول وجهه .. و عبس لافكاره الغريبه ..وبدون تروي انسلت يديه بين ثنايا جسدها فارتعش جسده ..
كانت خفيفه .. تعوذ من الشيطان واستغفر الله في كل خطوه ..يخطوها ناحيه بيتها من الجهه الخلفيه ..
و جزم انه في حياته ماراح ينسى تنهيداتها الطويله المتعبه وانفاسها القصيره المتلاحقه .. او حتى حراره جسدها
التي انتقلت اليه ..
وصل لجهه البيت من الخلف ... الباب الصغير مؤدي لحوش الغنم .. ريحها على العتبه بأنفاس مقطوعه
من الخوف والتوتر تأمل وجهها لفتره وغطاها .. دق الباب بقوه ... ورجع طريقه .. على امل انه احد
يفتح الباب .. وتنهد براحه لما فتح صالح .. وصراحه مايلومه لما تفاجئ في اخته ..
تنهد براحه وهو يشيلها ويدخلها البيت وضم نفسه وكأنه مصاب بعدوى الحمى ..
استدار راجع بسرعه لما سمع اقامه الصلاه ...لكن الصدمه ارتسمت على وجهه كطفل في السادسه من عمره
و بحده تخترق حاسه السمع لديه فخرجت من عمق الغرابه : سعود ..
جمد مكانه فاغرا فاهه .. لم يستطع التفوه بكلمه .. شعر ان مايخرج من فمه سوى هواء ..
فهمس بصوت مرتجف يكاد يسمع : جدي ...
وابتلع نصف الكلمات بنظره صارمه من جده ... مسح على وجهه .. بيأس وكل اللوم على نجمه
المره الاولى مرت على خير ..وهالمره من قال لي امر من هنا وألمحك ...
رفع يديه بطريقه دفاعيه وقال برجاء : جدي لاتفهمني غلط ..
ارتفعت يد الجد بصرامه وقال : في البيت تفهمني الصح .. ومشى بخطواته الواثقه
وترك سعود يغوص في مواجهه المجهول ...


*********************


قامت مفزوعه من النوم .. الغرفه مظلمه .. دورت على الساعه بعشوائيه ..
شهقت لماشافت الساعه تعدت الخامسه مساءاً... قامت وبدون انتباه صدمت ساقها في كرسي التسريحه ..
وكملت طريقها تعرج .. توضت وغيرت ملابسها .. صلت العصر و انتظرت حتى اذن المغرب .. واستغلت
الوقت في الاستغفار ... ريحت نفسها لما حست بالالم في ساقها ..
انفتح الباب ..ودخلت سمر ..
سمر بإبتسامه : ليلى .. تسمحين لي ادخل ؟
استدارت لها ليلى بإبتسامه صافيه : تعالي .. حياك ..
جلست جنبها وسألتها بإهتمام واضح : وينك اليوم بطوله ماشفناك ؟ عسى ماشر يا ليلى لايكون متضايقه منا .؟
مسكت يدها وقالت : آفااا يا سمر ..ليش تقولي كذا ؟ والله لوما انا تعبانه ...كنت نزلت ..
: سلامتك ان شاء الله .. والله انها عين ماصلت على النبي ..
ابتسمت ليلى وقالت : الله يسلمك من كل شر .. ويش رايك نسوي مكرونه بالباشميل والله نفسي فيها ..
سمر : جبتيها على الجرح .. ياني مشتهيتها ..
ضربتها ليلى بخفه : وانا اقول .. هالادب مو لله ...إلا علشان بطنك ..
: لاوالله حرام تقولي كذا .. بالفعل فاقدينك .. انت والاخ مطلق .. سكتت للحظه وبعدها كملت بحزن :
صراحه ماودي ادخل في حياتكم .. لكن حالكم بالمره ماهو عاجبني .. ولا عاجب احد .. ادري بتقولين انا صغيره
ومااعرف شي ... لكن اللي اعرفه ان الشي اللي ملكي ويخصني ماراح استغني عنه مهما يصير ..
ابتسمت ليلى بخيبه وقالت بهدوء : طيب هو اذا استغنى عنك ..
دخل مطلق فجأه .. ونقل بصره بين الثنتين ..ابتسمت سمر بخجل تحت نظرته الغامضه
: هلا مطلق ... كنت جايه اقول لليلى بنسوي مكرونه بالباشميل ..
ركز نظره على ليلى اللي تشاغلت بالمصحف .. وقال بإبتسامه : وانا اقول ليش الجناح منور .
وقفت سمر و ابتسمت : الله يخليك .. صراحه مااصدق مطلق الغانم يقول كذا ... لا لا ..
ضحك مطلق و قال : خلاص .. تبيني اسحبها ؟
سمر : لا دخليك لاتسحبها .. خليني اخرج بنوري احسن ما تتراجع .. طلعت بسرعه وهي تضحك ..
تعلقت نظراتهم مع بعض فاختفت ابتسامتها وصدت عنه .. تجهم وقال بغضب مكتوم ...
: اذا كنتي بتستمرين في هالحاله .. قولي لي علشان اخذ احتياطاتي ..
بهدوء همست له : خذها احد منعك ؟
ابتسم واستمتع على الاقل بالحوار الجاف بينهم .. : ولا تزعلين بعدين ؟
طالعته وقالت برعشه : وليش ازعل ...؟
هز اكتافه بدون اهتمام وقال : صحيح ليش تزعلين .. على العموم كل واحد يسوي اللي يبيه او يفكر في اللي يبيه ...
ألجم لسانه على اثر تعابير وجهها المصدومه...
شهقت بخوف وتسمرت نظراتها عليه ...كرهت ضعفها و الدموع بدون معنى ... لكن احساس بالاختناق
يهددها .. هو يهددها .. كان صريحا بما فيه الكفايه .. ؟ ليطوقها بقيود تعسفيه تخنقها حتى تموت ..
لما هو اصبح نقطه ضعفها التي تنهش روحها بدون رأفه ... لما لايشعر بما في قلبها ؟
... لما يعجز لسانها عن الصراخ .. اي حماقه تلك التي يرتكبها
لاحظ ارتعاشه اصابعها .. و تهيج بشرتها ..
حركت يدها بعشوائيه : اتركني لحالي .
جاوبها بحده : ماراح اترك لحالك ..فاهمه .
طالعته بعيون دامعه : قلت لك من قبل اتركني لحالي .. لكن مافهمت .. خليني اروح ..وخذ اللي تبيها ..
برق الغضب في عيونه ورجع مسيطر و متحدي بقوه .. مسكها من كتوفها وهزها بتعنيف
: ليش ماتفهمين ..؟ اللي تبينه من سابع المستحيلات ..
وقف وكمل بعصبيه : انا صبرت عليك طويل .. لكن يبدو ان الصبر مافيه فايده معك .. كان لازم علي
ان احط النقاط على الحروف من البدايه ..
ااتصلت عيونهم بتلك الوتيره المتفاوته مابين الهدوء والاثاره والصخب في الهواء المبعثر من انفاسهم
زفر براحه بعد اللي قاله .. وكأن شيء جاثم على صدره .. ارتفع الاذان في المكان ليعلن حاله من الهدنه
فخرج بسرعه ... وهي تدثرت من جديد بحاله من السلام ..بين يدي الرحمن.. توجهت إليه بقلب صادق
مبعده ذاك عن قلبها و عقلها للحظات تنشد فيها البارئ .. وتدعوه ان ينعم عليها براحه البال ..


اخذ زاويته البعيده .. بعدما قضى وقته في السخافات .. .. جلس في مكانه الفارغ وحده
وتذكر نفسه قبل الزواج .. مافي شيء تغير .. الحال نفس الحال .. ماتغير شيء سوى ان عقله
امتلأبالامور الغير مهمه .. او المهمه في تصور الاخرين و اخفاها هو ... تحت مسمى ما لا يجدر بنا
ان تعيقنا مثل هذه الامور في حياتنا ...
الهواء عليل و المكان هادئ .. لكن اللي يزعجه هو دقات قلبه القويه .. وانفعالاته التي يسيطر عليها بصعوبه
دخل البيت لما حس بلسعه البروده ... كان وده يبقى لفتره اطول خارج البيت .. حتى لما انتهى من صلاه
العشاء بقي في المسجد ...
استقبلته سمر : هلا مطلق ... تعال تعشى معنا ..
: ومن معك ؟
ابتسمت : معاي انا وليلى ... اريام راحت عن فاتن .. ومافي الا نحن ..
سألها بعدما رمى بنظره لليلى من خلفها : وامي وينها ؟
: في غرفتها .. ليلى طلعت لها عشاها ... تعال انت ماودك تتعشى ؟
رمى بشماغه بدون اهتمام ومشى ناحيه الطاوله : مالي نفس في الاكل رغم اني ميت من الجوع
: اقول تعال .. تراني مسويه لك مكرونه تاكل صوابعك وراها ..
ضحك بخفه وهو يجلس في مكانه المعتاد : خليني اشوف ابداعاتك ..
شم ريحه عطرها ..وهي تقترب .. فتجرع كوب الماء اللي قدامه دفعه واحده مدعي عدم الانتباه لها ..
جلست على مضض بعدما شافته جالس ... وان حبت تتراجع إلا ان الوقت فات على التراجع ..
بدى الجميع يأكل بصمت .. طالعتهم سمر بشك وبعدها قالت : صراحه ..ذكرتوني بفيلم كنت تفرجته زمان
بلعت لقمتها الكبيره وكملت : عن بيت اشباح ..
ابتسم مطلق وهو يدفع صحنه قدامه: ماشاء الله تذكرت فيلم ولاتذكرت ان من اداب الطعام انك ما تاكلين
وفمك مليان ..
ابتسمت ليلى .. لتعابير سمر المتذمره .. وانتبهت لصحنه اللي ماكمله .. طالعته بسرعه فلاحظت شروده
لكن رجع بعدما ابتسم لسمر وقال : يعطيك العافيه ... تسلم يدك يا سموره ..
ابتسمت بخبث : بالهناء والعافيه .. الكذب خيبه صراحه .. انا ساهمت فقط في التقطيع لكن كل هذا
نفس ليلى في الطبخ .
وقف ..و رجع الكرسي لمكانه وقال بتمهل مع ابتسامه غامضه : رغم انها ماعجبتني كثير .. لكن يعطيك العافيه
ضربه تحت الحزام اراد بها الانتقام و رد جزء قليلا مما سببته له ..
غطت سمر عيونها بخيبه امل ... و عظت ليلى شفاتها السفلى بشده ..لكنها قدرت تبتسم بغيظ على الاقل في وجهه
وردت بهدوء : بالعافيه عليك ..
استمر في تحديقه لها .. مع ابتسامته و هدوء اعصابه ..فغمز لها بعينه كأشاره انتصار .. وطلع بسرعه
تحجرت مكانها وماحست الا بسمر تهزها من اكتافها ..
سمر بإبتسامه مشجعه : انا متأكده انه كان يمزح ..
هزت راسها بدون مبالاه وقالت مدعيه : ماعليك ... اساسا مازعلت ..انا عارفه انه يمزح .
: انا جدا اسفه ... ماكنت ..
هتفت ليلى بجديه وهي توقف : بنت ..خلاص ..اسمعي ويش رايك نشوف شيء نسهرعليه؟ ترى سهرتنا في اولها ؟
ضحكت سمر و سحبتها من يدها : اوكي .. نشوف فيلم رومانسي هادئ ..
فكرت ليلى وضحكت هذا اللي ناقض ..رومانسيه في غمره احزانها او لا ليست كذلك بل عواصفها الدخيله
لاتعلم كم من الوقت مضى عليها وهي تحدق في اشخاص ولاتعلم ماهي الكلمات التي يتفوهون بها ..
موسيقى حزينه تعيد لها نغمه الذكريات المزعجه ..

دخلت حجرتها بعدما مرت بنظراتها على حجرته .. الانوار مطفيه اكيد في سابع نومه ..
رفعت يديها فجأه لنفسها وهمست كوابيس مزعجه يارب ..اخذت لها دوش سريع ..
وقفت قدام المرايه .. حست بالانتعاش .كريم معطر .. ومياه دافئه و هدوء مريح ..رغم الاعاصير داخلها ..
لكن اليوم بالتحديد عدم قدرتها على المواصله في التفكير نحو منحدر هائل ..
لفت جسمها بمنشفه كبيره .. وخرجت ..فتحت دولابها ..فأخذت اول بيجامه لمستها .. وتوقفت للحظه
تفكر ..جلست على كرسي التسريحه ... وكأنها تعبت من التمثيل مع نفسها ..تمشى و تضحك وتبتسم
وهي شديده الاسى و تعيسه للغايه ... دعكت جبينها وكأن محتاره ؟ وسمعت افكارها داخلها
الى متى بتستمر الحاله ؟ ليش انتي خسرانه في كل الحالات ؟ حتى بدون محاوله
تقتنعين بأنك خسرانه ..وتنسحبين بعد اول جوله .. احتدت اعصابها حتى كادت عروقها تنفجر من شده الضغط
رمت بنظره عابره على نفسها .. مهمشه و محطمه كعادتها الحياة معها .. لكن الحياه معه تختلف
هناك شيء يدفعها ان تحفظ كينونتها داخل روحها وتغامر بمشاعرها ..
بخطوات ثابته و عنيده عن اي فكره دخيله ..دخلت حجرته وفتحت النور .. فقفز من مكانه وكأن استشعر
بوجود الخطر من حوله ...
تأمل وقفتها و المنشفه الملتفه حولها .. بلع ريقه بصعوبه وكأن قدام امتحان صعب .. ماقدر يتكلم وكأن لسانه انربط
عقدت يديها بشده .. طريقه دفاعيه تسترد فيها رباطه جأشها وتوسلت افكارها انها ماتخرج عن الترتيب داخل عقلها
اخذت نفس عميق وقالت : .. لاتعتقد اني راضيه عن الحاله اللي وصلنا لها ... على الرغم من كل شيء
والبدايه السيئه لزواجنا .. انا يهمني اني اكون سعيده او على الاقل راضيه عن حياتي ... انت ماتهتم في شيء
اعتدل في جلسته بدون كلمه و بدى مستمتع بالاصغاء والتأمل فقط .. رغم ارتعاشاتها التي تخللت صوتها الا انها كملت
بجديه : وعلشان ارتاح لازم اعرف من تكون فاتن بالنسبه لك ؟ وقفتك معها اليوم الصبح ازعجتني .. و كلامها عنكم
خلاني اكرهك .. تفهم ايش يعني اكرهك ...
وقف ..فتراجعت للخلف كحصانه وشمخت برأسها بعزم زائف وهي ترتعد كقطه محشوره في زاويه ..
قال بهدوء : كل للي يدور في راسك ماله داعي ... حلو انك تكونين صريحه بدل اللف والدوران من الصبح
فاتن محسوبه علي كصله قرابه فقط .. ولاتدخليني في كلام ماله داعي .. وساعه شفتينا واقفين مع بعض ليش ما تدخلت
المواقف تحسم ساعتها و إلا مالها داعي تراجعينها حتى في ذاكرتك ..
ارتعشت اطرافها .. اعلنت افكارها الانسحاب عن قناعه .. عدم القدره على المجابهه والتحدي .. و طول الصبر
ليست من ضمن صفاتها .. كلماتها لاتجعلها مرتاحه .. بل لايبذل اي جهد في ازاحه تلك الشكوك عن رأسها
يبدو واثقا من نفسه ... بهدوء يخبرها ان تلك لاتعني له شيئا لكن لما لايقول و يصرح بذلك بجديه تقنعها...
تأمل اسفل رقبتها حتى عرق النبض الواضح اعلاه .. وحتى ملامحها البريئه .. وابتسم لفكرته السابقه
" لبوة في جسم عصفور "
همست بإنزعاج : ليش انت بارد كذا ؟ اقل شيء انك تسويه هو انك تعتذر عن طريقتك الفظه
واللامبالاه الواضحه معي ؟
بإدعاء زائف اشار لنفسه : أنا؟ شكلك يامدام حامله علي .
تهدج صوتها وكأنها فقدت القدره على الاحتمال اكثر : اكيد حامله عليك ..
مسحت وجهها بيأس وكملت : ليش اتكلم معك .؟ الكلام معك مافيه فائده ..
خرجت بسرعه تسابق خطواتها .. مالحقت تشوف رده فعله ..
يكفيها الرجفه التي اصابتها والقوه التي هدت حبائل التحمل عندها وهددت مكامن صبرها ...
قفلت الباب بقوه وكأنها تستقوي على الجماد ..
لبست بيجامتها .. بسرعه و حذرت نفسها من انها تبكي .. دموعها من اجل واحد مايستاهل
فهي مضيعه للوقت وهدر للمشاعر وان كانت صادقه ..
سمعت صوت القفل في الباب .. فشهقت لما شافته قدامها ..
ارتفع صوتها بحده : انا تعبانه ومصدعه ..
رد بهدوء : ليش ماكان عندك صداع ساعه دخلتي علي حجرتي ؟
اختنقت بكلماتها لما لاحظت انه يفك ازرار بلوزه البيجاما .. فانتبهت بأنها كانت في مأزق كبير ..
صحت الوحش النايم داخله .. رمى البيجاما بعشوائيه .. وعيونه تبتسم بغموض ..
نطقت بهدوء وخوف : مطلق .. ويش تبي مني بالتحديد ؟
ببرود : ما ودي غير اني انام .. فكرت لا اكتشفت يامدام ان نومه الكنبه تجيب الروماتزيوم المبكر ... وثانيا
ااستنتجت بعد التجربه الفعليه انك تتوهمين اشياء مالها داعي ولازم اكون موجود علشان اطيرها من دماغك .. وابتسم بإحتيال
حاولت تغطي نفسها في الجزء المكشوف .. اخذت المنشفه واعتراها الخجل تحت نظراته وضاعت الجلاده والصبر
وكل المفاهيم اللي دارت في عقلها قبل دقائق ..
اخذت الطرف الثاني في السرير تخفي نفسها وبدون كلمه اقتنعت بقراره ... وكأن فيها قوى مسيطره داخلها ..
غير الخجل الذي اكتسحها ...
ارتمى على فراشه و كأنه مستمتع بتعذيبها .. لن تمر هذه الدقائق بسهوله .. سيتذكرها دائما .. منحته شعورا
كاسحا لايفهمه فقط بل يجهله .. منذ دخولها العاصف بتلك الهيئه .. تخدرت قواه وخشعت مشاعره .. وانهار
عند باب المقاومه الزائفه ... وان جعلته يثور غضبا باطنا عليها وعلى افكارها السخيفه ..
جعلته يمشى على خيط رفيع من التحمل و المسايره ..من اجل ان يسير طريقه بثبات
ابتسم على شكلها الخجول .. استند على ذراعه وقال : بتظلين واقفه طول الليل .. تراني تعبان .. قفلي النور
ونامي .. .. استدار للجهه الثانيه وكمل : تراك امنه مني الليله ..
ارتجفت بخجل وهي تطالع صدره العاري .. و حقدت عليه .. قفلت النور على السريع ..
لانها اضطرت انها تمشي من قدامه ويشوف بيجامتها القصيره .. دخلت فراشها بخوف ..
وااخذت طرفها البعيد عنه .. فحاولت تغمض عيونها لعلها تنام ..لكنها اوجست السمع لتحركاته و لانفاسه
حتى شعرت به قربها ..قربها حيث هلاك عواطفها .. حيث سيطره جمدت خلاياها العصبيه .. و امتنع عقلها
عن التفكير .. والتحرك .. بل على العكس ادعت انها مجرد هواجس .. وان الخوف هو المسيطر الوحيد
على افكارها .. لكن كيف تنام او حتى تدعي النوم ؟ وانفاسه الحاره على رقبتها .. هبط قلبها لقاع المجهول
و تعالت انفاسها العميقه ... اغلقت عيونها و ادعت انها تحلم او تتوهم ...
لثم اعلى رقبتها ... وتدحرجت قبلاته حتى اعلى كتفها .. وعاد مجددا الى اذنها حيث همس برقه :
في كلمتين ازعجتني في كلامك لي .. اولها : انك تكرهيني ... رفع نفسه لاعلى وقبله وجنتها و كمل
: وثانيها ان الكلام معي مامنه فايده .. .. تمهل ثواني محدق في وجهها ..وفكر
لعبه خطيره يشدها بخيوط صبره الرقيقه ... ينتظر تلك الاشاره لينتهي من الحسم المبكر ..
في الظلام اخفى عليه قراءه عينيها .. لكن يقيس مدى مشاعرها برجفه جسدها ..
حرك وجهها ناحيته بدون تفتح عيونها وقال : قلتي انك حامله علي .. ماعندي مانع افتح معك دقيقه
صراحه و تقولي كل اللي داخلك .. .. ابتسم لشكلها وهي تحاول الهروب منه ..
فتحت عيونها .. و انبهرت بمدى قربه منها ..ففتحت فمها بترد لكنه كان اسرع منها فلثم انفاسها
بلطف... ارتفع وجهه المبتسم بعدها ليراقب رده فعلها الصامته : كنت اعرف انك بتقولين تعبانه ومالي شده
في الاخذ والعطا... وانا معك فيها .. على كل حال عندنا وقت طويل ..
استرخى جنبها .. مهمش ردودها و طريقه تصرفها اتجاهه .. لف ذراعه القويه حول خصرها
وهدأت انفاسه وكأن استغرق في النوم فجأه ...
بينما ليلى تنازع رغبتها في مهاجمته او المكوث في مقامها الحالي بهدوء و استقرار
لم تهدأ مشاعرها بعد ...كيف استطاع ان يقلب حالها ببساطه وكأن شيئا لم يكن قبل دقائق ؟
استطاع ان يطفئ ثورتها بأفعال لم تتوقعها منه في اوقات سابقه .. هدأت افكارها وابتسمت
ككل مره تكون فيها في احضانه .. همست برقه و كأنها تكلم نفسها : مطلق ..
جاوبها بهمهمه ناعسه .. .. ابتسمت وكملت : ماقصدت اقولك اني اكرهك ..
انتظرت ثواني لتسمع رده .. فلم يخب ظنها .. احتضنها اكثر ودفن وجهه في شعرها اكثر ..
فارتخت اعصابها المتوتره ورحبت بالنوم بعد طول شقاء ...



كلي شوق بأن ألقاكم في القادم ... الى ذلك الوقت كونوا بخير

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 22-12-10, 01:46 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




صباحاتكم هناء ... وسعاده .. آل ليلاس
الشكر الخالص لكل من دخل ورد على الروايه ..
ان شاء الله اكون عند حسن الظن ...


وإلى الملتقى القريب





البارت الثامن والعشرون :




:أتزوجها ..
ارتفع صوته بحده غير معتاده فوق راس جده .. وان بدى غير مصدق إلا ان تعابير الرجل الصارم اللي
جالس قدامه لا توحي الا بالعزم والصدق و الجديه ..
جلس جنب جده .. وقال بهدوء : جدي .. كل اللي سويته مقصدي وراه الخير ..
الجد بصرامه : طيب .. احسنت .. واللي قلت لك عنه مقصدي وراه خير .
بإنفعال : كيف خير وانت تقول اني اتزوجها ؟ يبه الله يخليك افهمني ... ماكان عندي حل ..
وقف الجد و ضرب بعصاه الارض بحده : الا كان عندك اكثر من حل .. شفت البنت و كشفت على محارم غيرك
ماترضاها لاختك يا ولد احمد ...
اقترب من جده و قال بصوت منخفض : يبه .. مافي احد شافني .. مريت بالصدفه كان بإمكان اي احد ان يعمل اللي عملته .
زجر بعصبيه : استحي على وجهك .. هذا وانت رجال ومتعلم .. تخاف الناس وماتخاف ربك ... لاتزيد علي ياولد
انا قلت كلمتي ..
وقف قدام جده : جدي ... لاتغصبني على وحده مابيها ...انا تكلمت مع جدتي عن ريهام بنت عمي .. و خطبتي
لنجمه بتخرب علي ..
: بنت عمك ماهي بايره ... وبكره نصيبها جاي ..
برجاء : لكن انا ابيها ..
توقف الزمن لبرهه .. وعاد للخلف للذكرى الماضيه .. ذكرى نفس الكلمه و المشاعر ..
ومثل الموقف لكن بإختلاف الاجيال .. وان صمد الاساس فالفروع ابت الا ان تهزها رياح الحياة ..
وتعيد ما يزيد شرخ القلب و يفتق جراح الماضي . .. وان اختلفت الظروف ... فللمواقف ثوابت
لا تتغير بمجرى الزمن ..
تهاوت عصاه على ارضه .. وابى ان يذل ظهره لانحناءه الزمن المتعجرف ..
وتساءل في نفسه ما نوع تلك الدماء التي صبها في في هذا و من قبله ذاك .. و مانوع العقاب التالي
هل سيكون بفقدانه ايضا ؟ لم يعد يقوى ان يفقد عزيز قلب ارهقته السنون و عسفت بأمره الذكريات
لكنه يأبى بعزم الرجال و بعناد الجبال ان تهزها الرياح ... ان يصرخ " ارحموا عزيز قوم ذل "
جلس على الكرسي ومازال حاجباه مرفوعان بهيبه وقوه وقال : قالها ابوك من قبلك ياولد احمد ...
دير ظهرك و اخرج من مجلسي ..
مسح وجهه بيده .. و واعترك مع الذكريات .. التي عاش اثارها حتى يومه هذا .. اهو نفس احساس
والده ذاك الذي كان يعتقد ان يلومه الدهر كله ولايفتأ يذكر نفسه به ؟
هل سيكتفي بلومه بعدما نخرت عظامه دود الارض ويصفح عنه.. و يقدر موقفه ..ويرحم عجز مشاعره
عندما وقع بين اجبار على شكل حياه و اختياره لحب حياة ..
أم ان القدر يلعب نفس اللعبه حتى يرى نفسه في والده او يرى والده في نظره جده المنكسره وان حاولت
ان تبقى قويه ...
مال مشاعره تتنازع مابين الوفاء لقلبه او الوفاء لمن هم سر حياته و مصدر قوته ... و منبع عطاءه الدائم
جثى عند قدمي جده وان كان حزينا في تعابيره الصامته : ماهو سعود اللي يخرج عن طوعك ..
ابشر يبه .. من بكره نخطب بنت سالم ..
وقبل يده المجعده بكثير من العرفان والاحترام وان وخزه الالم و عذاب الاختيار ..
وهز رأسه بإعتراف .. ليس هو من يرمي بهم كفضلات حياه لا معنى لها ...
ليس سعود من يهب لنفسه الراحه و النعيم ويترك الاخرون يتقلبون على نار العذاب والفقدان مره اخرى ...
ليس الابن سر ابيه او وريث لاختياراته في حياة سابقه ...
سيعيش وفق ا ختيارات غيره.. ويعيش مالم يعشه والده من قبل ... لكن لن يعقد المقارنه فوجع القلب الان
يكفي للايام القادمه ... ويحس بوالده حي بين جوانحه ... يقيس الالم بفتره زمنيه ماضيه .. ويعيشه بكل دقائقه .


********************


وقف قدام المرآه يعدل شماغه .. وفي نفس اللحظه يسرق نظرات على المتشاغله خلفه بترتيب السرير
من نجمه الفجر استيقظ و هي بين يديه .. وكأنه امر اصبح روتيني كشرب القهوه او قراءه صحيفته اليوميه
هي مثل الباقي واكثر قيمه .. ان يشعر بها ملتصقه به ... بالامس قد دق ناقوس دماغه وشعر بالطنين يفجر رأسه
تعلمه بوجودها القصوى في حياته ..
نغمه جواله اخرجته من بوتقه افكاره .. : هلا ناصر ..
انعقدت حواجبه و كرر بصوت عالي : ناصر وشفيك ؟
إلتفت حول نفسه واخذ مفتاح سيارته ..قفل الجوال بسرعه ... وقبل يطلع مسكت ليلى يده .
وسألته بخوف : مطلق .. خير في شي صاير ؟
ربت على يدها بلطف وقال : لا خير ان شاء الله ... ناصر شكله تعبان .. ولازم اشوفه.
ليلى : ربي يعافيه ...
تحرك من قدامها بسرعه .. فمشت وراه ...لاحظت خطواته الطويله السريعه وكأن المريض
اخوه وليس صديقه ... تكت على الدرابزين وابتسمت ... شيئا ما جعلها سعيده وهي ترى مدى وثاقه
لصديقه ..حست ان هناك شيء يفيض من قلبها .. وان عيناها تمتلأ بشخصه ..
روحها احتوت عنفوان رجل .. لاترى له مثيل ..

اعرف بين رجال العالم رجلا ....
قد علمني لغه الحلم ولغه الحجر ولغه الماء...
كسر الزمن اليابس حولي وغيرترتيب الاشياء ... وان بعثر حاجاتي فكوني ممتلأ به..
اعرف رجلا ايقض اعماقي الانثى حين لجأت إليه.. وان اغلق في وجهي ابوابه .. فهو مفتاحي نحو حياة سريه..
اعرف رجلا يستعمرني ..و يحررني ويبعثرني ويلملمني ويخبئني بين يديه القادرتين ...
يكوي قلبي بنيرانه و يطفئها بأنفاسه ... ويعيدني صغيره حيث مضت بي الايام ..


اخذت جوالها و اول اسم فكرت فيه دقت على طول .. وانتظرت الرد لكن طال انتظارها ..
حاولت مره ثانيه وثالثه ..ومافيه فايده
طالعت شاشه الجوال وكتبت رساله قصيره مفادها " دقي علي ضروري "
ابتسمت من جديد وهي تضم الجوال بحالميه .

في الجهه الاخرى .. استلمت الرساله وهي على فراشها .. ارتفاع درجه الحراره اقعدها في الفراش
رجعت جوالها تحت المخده .. و تجهمت لالم جسدها .. انهكها التعب والمرض .. وانهكها التفكير الصعيب
في مثل حالتها .. ردت على تساؤلات الجميع بنعم و صح وإيماءه الايجاب .. واكتفت بإقناعهم .. وهي ضائعه
لم تكن هناك فكيف وصلت الى هنا ... تعرف اي نقطه توقف وصلت اليها ..فكيف بها تفتح عينيها وهي تحت سقف بيتها
حيره انهكتها ... لتزيد من اتعابها .. تجهمت لافكاره مشمئزه غريبه تسيطر
عليها و تتحاشاها متوسله من الله ان يتلطف بحالها ويرحمها .. و يستر عليها .. طفحت دموع من عينيها
لتقيس بها مدى حراره جسمها و خوفها الذي بلغ اقصى مراحله ...



*******************************


دق جرس الباب لاكثر من عشر دقائق وبث الانتظار الطويل فيه الخوف .. استعجل البواب ليفتح
بمفاتيح الاحتياط ... فتحركت قدميه بسرعه وحذر يطرق على كل باب يواجهه ... دفع باب الحمام ...
ليرى ماكان يخشاه .. صديقه ملقى على الارض ويبدو في حاله مزريه ..رمى بشماغه على السرير
ورفع اكمام قميصه ..اقترب منه ونادى بخوف : ناصر .. ناصر
فتح ناصر عيونه وابتسم و تكلم بهمهمه غير مسموعه
زفر مطلق و رفع يده لجبين صاحبه .. وتكلم : انت من متى على هالحاله ؟ يااخي كنت تكلمت
البارحه ماكان فيك شيء ... فتح الدوش على الماء البارد .. و رجع يحمله ..
دفعه ناصر بلطف رافض فكره الاستحمام ... لكن مطلق اجبره بعدما رماه داخل المرحاض ..
صرخ ناصر لبروده الماء .. تركه مطلق لفتره في الحمام . .. دخل المطبخ وفتح الثلاجه ..
اشمئز من الرائحه .. و خرج بسرعه ..
رجع لصاحبه .. وخرجه من الحوض ولفه بمنشفه كبيره .... ساعده حتى سريره ..
وقف على راسه وقال بعصبيه : ايش هالقرف اللي انت قاعد فيه .. يااخي قل للبواب ينظف البيت
والثلاجه فاضيه... و الصحون مكومه في الحوض .. وين عايش انت ؟
رد ناصر بضعف : الله يخلي المطاعم .. وضحك وهو يرتعش .
تنهد : يالله البس .. علشان تمشي معي .
التفت له ناصر وتدثر في نفس الوقت : مايحتاج اروح المستشفى كله تعب بسيط ..
مااعطاه مطلق اي رد اكتفى بأنه طلع له بنطلون جينز و فنيله كحليه ... ورماهم عليه و لبس شماغه وعدل ثوبه
و قبل يطلع قال بأمر : خمس دقايق تكفيك تلبس ملابسك .. اذا مالبستها بكيفك بدخل انا و البسك ...
قفل الباب خلفه ليسمع كلمات ناصر الغاضبه منه ..
: مو كل شيء بكيفك .. انت شايف نفسك ..مغرور و ماعندك قلب ...
ابتسم مطلق وهو يستند على الجدار ... وطالع ساعته و انتظر حتى انفتح الباب
وقال وهو يسند صاحبه : انت دائما دقيق في مواعيدك ..
احتج ناصر : مطلق الله يهديك .. ماكان لها داعي ..
مطلق : اول شيء بنروح المستشفى وبعدها على الطول البيت .. بتعقد معي حتى تتعافي وبعدها تقلب وجهك ..
ناصر بإنفعال : تعرف بعض الاحيان اكرهك ..
لكنه في النهايه اقتنع لانه يحاول جزافا مع مطلق ..
ابتسم مطلق وقال بهدوء : سبحان الله في شيء مشترك بيننا ..


***************************


خرج بعد صلاه الفجر بعد ليل سهر طويل ... اظناه التفكير و انشغال البال ...
لم يطق الصبر ... وزن ثقيل من الهموم قد جثم على قلبه .. وشطر عقله الى نصفين..
مابين هذه او تلك ... ضاع في اختياراته واختيارات غيره ... ورضخ بدون مقاومه ..
لان هذا ما حكم به عقله ....
جلس في مكان بعيد عن الانظار ... سافر بأفكاره مغتربا فيه عن حقيقه الواقع ..
يأمل من حياته ان يجد الراحه ... ان يجد السلام بعد معترك شرس ..
قرار جده قد اوقعه في العذاب ... ماكان سيفعل هل سيتركها على ناصيه الطريق ؟
هل سيدعها للشبهات .. و لاصحاب الضمائر السوداء ..
لقد فعل .. ما اوجبه ضميره .. ذلك الوخز الاخلاقي الصغير الذي اوداه الى الرذيله في نظر جده ..
اخطىء .. وان كان تصرفا سليما .. لكنه في النهايه ركبته الاخطاء ..
زاره طيف من الالوان .. و عبس في وجه الواقع الذي جعلها غيوم سوداء في وجهه..
مااراده اصبح محالا .. و تعسفا على مايريده الغير ..
حنق كبير حمله على فتاه قادتها المشيئه وسار في طريقها .. لما طرفت عينه على كومه السواد الملقى
على جانب طريق لم يسر فيه يوما .. لما لم يدر ظهره و يمشي كسائر البشر الغير مباليين ..
اليوم هو بدايه الشقاء ... جده لن يترك فرصه للمفاجآت.. حرص على الكمال بحسب العرف والتقاليد ..
سيدوي هذا الخبر بين اهله .. يصعب عليه التفسير والشرح مايقول ؟ وقد اختار هو اسم فتاة قد احبها
من اول نظره ..
سيبدأ بـ شقيقه روحه البعيده تلك .. يعرف في اعماقه انها ستكون سعيده لانه اختار صديقه عمرها الوحيده
لكن سيساورها الشك .. وستهاجمه بطريقتها المعتادة .. وسيعلنها للجميع .. ويصمت .
فكان الله في عونه وسهل امره ...


*********************************


انقضى الوقت ... ومرت الساعات بدون قيود ...دخل البيت و التعب هاد حيله ... هم صاحبه قد اثقله واشعره بإنهاك
المشاعر .. وهو الذي لم يعتد ان يقرن كل شيء بالعاطفه .. عدوى صاحبه قد انتقلت إليه .. تلك الرهافه التي تصيب
قلب المريض قد مست قلبه و ارهقته ..
حال صاحبه لم يرضى به ... في قاع المراره يرضى بالعيش .. و يمثل السعاده وكأنه يملكها ..
استقبلته والدته بأسلتها الملحه .. مابين لهفه و وشفقه .. يلهث لسانها بدعاء صادق من صميم القلب بالشفاء بالذي
شغل مكانه الابن الاخر ..
طلع جناحه .. لحاجه الاسترخاء من بعض سويعات قد قضاها في ازقه المستشفى .. وان لم يحبذ تلك الرائحه النفاذه
التي تجعلك مريض ولو كنت في رخاء عافيتك وكامل صحتك ..
استرخى على اريكته الوثيره .. وانشغل بالافكار و ان تخللتها الهموم....
" تسمم غذائي " ذلك ما علل مرض افضل اصدقائه ..وجعله طريح الفراش .. استعجب من رده فعله البارده
وابتسامته الهادئه .. وكأن الطبيب قد بشره للتو بأنه سليم ومعافى .. نظرات عينيه تقول له " ماذا تتوقع من حياتي " ؟
وصلته الفكره ..قد استحسن المرض ليودع الحياه من بابها الضيق ... همس لافكاره صاحبه معترض طريقه
ملقي عليه بعظه قد جاد بها قرآننا الحنيف و زرعها رسولنا الحبيب في نفوس المؤمنين ." ولاتلقوا بأنفسكم الى التهلكه "
اكتفى بالغضب يتأجج داخله و ناقضه الهدوء الذي اكتساه ...ولم يرتاح مطلقا للاطمئنان الذي حاول الطبيب ان يبعثه في قلبه
فخوفه اصبح يتعاظم فنصب نفسه ولي امره ووالده العطوف ... وتعامل معه كشخص فقد رشده واصبح غير مسؤؤل عن
الحياة التي بين يديه .. حتى يقضي الله في امرهما ...


*******************


خرجت من حجرتها .. بعد ان ملت في معاوده الاتصال ولاتلقى مجيب.. انشغل بالها به وبصاحبه ..
وقفت مكانها وذهلت .. جالس بإسترخاء .. عيونه مركزه على نقطه بعيده و يبدو عليه الشرود ..
اقتربت وقلبها تتصاعد دقاته ..خوف من القادم همست بحذر : مطلق ..
استجاب فورا ولكنه لم يعطي جوابا اكتفى بالنظر .. جلست وسألت بخوف : دقيت عليك اكثر من مره ولكن مارديت
طمني كيف صار ناصر ؟
انعقدت حواجبه وجاوب بشرود : بخير ..بخير ..
مدت يدها بدون اوامر عقليه ولامست خده.. فانصاعت ملامحه بلين تحت نعومه يدها .. و اختفت تلك القسوه التي
كانت تومض في عينيه .. ارتاعت من نظراته وسألته بلطف : مطلق .. فيك شيء ؟
مسك يدها و ثبتها على خده .. اخذ نفس عميق من صدر ضايق : ودي انام .. حاس اني تعبان .
وقفت بسرعه و شدت يده : طيب روح ..نام على السرير ..
رمى بشماغه .. و قال : لا ..بنام هنا حتى يأذن الظهر .. .. لازم اروح الشركه . ..
جلسها مكانها وارتخى راسه على فخذها و اغمض عيونه بدون مقدمات
وكمل بهدوء وكأنه يغط في نومه : عندي شغل كثير ....كثير
عجبت لامره ..يتصرف دائما بعفويه ... تضخ في قلبها السعاده ..
لايفصح عنها بالكلمات .. يفضل صمت المشاعر و تترجمها الحواس بدون عناء منه ..
بعض الاحيان تحتاج لتفسيرها لترضي فضولها و تغذي غرورها ولو قليلا بوجود شخص تهتم لامره
وتريد ان يهتم بها بطريقه واضحه... تفهم معانيها بدون ان تتوغل في المجهول و تحلل هذا او ذاك ...
تخللت شعره بأصابعها بلطف .. وابتسمت لافكارها المتغزله في كيان رجل هو الوحيد الذي شعرت نحوه
بمشاعر جارفه وان كان ذو مزاجيه متصلبه ..فلقد راق لها رغم كل شيء .
دخلت سمر بسرعه ..وعلى طول اشرت لها ليلى بالهدوء .. ابتسمت سمر واخفت استغرابها ..وان شعرت بالخجل ..
اخوها بشكل غير مألوف .. ماعمرها شافته نايم بطريقه بريئه ..
همست : خير وشفيه مطلق ؟
اشرت ليلى بإستحياء على راسها واوحت لسمر بأنه مصدع ...
عجلت في فكرتها علشان تتخلص من فضول سمر وترتاح من إلحاحها ...
تنفست الصعداء ..لخروج سمر و رجعت لخيالاتها المصنوعه من ظلال تقبع تحتها بكل اريحيه ..
و تساءلت هل كل النساء مثل حالها ؟ يشعرن بأن بركان عواطف هائل يخمد ويثور داخلها ..
يارباه كم هذا محير ..كم كبير من المشاعر لاتستطيع فصلها عن بعضها البعض .. قلبها يرتعد بين جوانحه
دبيب يسري في عروقها و يجعلها ترتعش..
هل حال كل النساء مثل حالي ..اما انا مستثناه من بينهن ..؟
هل تفصح الواحده عما يعتلي بداخلها ..لمثيلاتها ؟
هل بالامكان ان تفسر مشاعري الدخيله تلك بمعاني واضحه تضعني على الطريق الصحيح
ما بال كل افكاري تسأل نفسها ولا تجد جوابا يسد فراغاتها العميقه ..
لحظه... بلحظه ..
سأفكر جيدا ..هل احتاج لورقه وقلم ..لاشرح مابي وافسر كل شيء على حدة
ام سأحتاج ااستشاره صديق ليفتيني في امري .
حراره تلهب جسدي ..و قشعريره تهز عمودي الفقري ..و نسائم تجعلني ارتجف في عز الدفا
هل هي علامات الحمى ؟
حمى !!! اي حمى تلك تصيبني فقط عندما اراه من بين البشر ..
فقط عندما تقع علي عيناه ..اود لو اكون زهره ..يمر بقربها و يشم شذاها
اريد فقط ان يراني زاهيه بروعه الربيع و خيالاته البديعه ...
عندما اسمع صوته ..او اشتم رائحه عطره العابثه في الاجواء تصيبني هزات لا يقيسها احد سواي ..
غرور ..هل هي من اعراض مرض جسدي ام نفسي
استعشر الغرور ..و تصيبني ملكه حواء عندما ارادت ان تملك الجنه و آدم بين يديها لابد الابدين ..
رجل متكامل ..تملأه العيوب لو تعلمون ... في نظري كاملا و لو امتلأ بالثقوب
اواه يارباه ....فأني غارقه في حبه حتى النخاع ..
غارقه في بحر عواطفي ناحيته .. كم هو مؤلم ذلك الشعور .. تشعر بأنك لاشيء امامه
قوي وعاصف وهالك للاعصاب ... مدمر اذا احتل القلب وعبث بخيوطه جميعها ..
هزت رأسها بعنف ..واغمضت عيونها وكأنها تريد ان تطمس تلك الافكار العابثه براحه بالها ..
ابتسمت لتمحي ما دار في عقلها ... انفاسه الرتيبه الهادئه دليل على نومته العميقه ..سعدت لراحته
وان شعرت بالخدر والجمود في اطرافها ... لكنها لم تتحرك فأنست للنوم رفيقا لها معه ...



****************************


لم تعلم كم من الوقت قد مضى وهي تلوذ بالنوم في مساحه صغيره .. لكنها استيقظت وحيده متعرقه
خائفه .. بعد كابوس قد اطبق عليها ... التفتت حولها لتجد نفسها بمفردها .. لهثت انفاسها .. وصعبت عليها ..
سمعت صوت الاذان.. فاارتاحت .. وارتخت على الكنبه .. فخرج مطلق من الحمام .. عاري الصدر و حاط منشفه
تصل لركبته .. وقطرات الماء تشق طريقها من اعلى جسمه ... طالعها بريب .. وجهها شاحب وجبينها مضبب بالعرق
وانفاسها متسارعه ... اسرعت خطواته بخوف وسألها : علامك ... وشفيه وجهك ؟
اغمضت عيونها و اشرت له على تنفسها .. وقف بإرتباك .. و دخل الغرفه ... حاس في الاغراض بفظاظه
ابتسمت لانه مايعرف مكانه لكن في النهايه شافته يركض حافي ناحيتها ... اول ماناولها البخاخ استخدمته على الفور
انتظرت حتى يسري مفعوله ... و ابتسمت له بإطمئنان ..
سألها بلهفه : كيف صرتي ؟
وقفت وابتسمت له : الحمدلله انا طيبه الحين ..
جات بتمشي من جنبه لكن مسك يدها : ماتبين اوديك الطبيب ؟
: لا مايحتاج .. هذي حاله ضيق تنفس عاديه .. اذا كان كل مره بتوديني المستشفى اذا تعبت .. عز الله شاب راسك ..زياده .
رفع حواجبه وشد على يدها مع طيف ابتسامه على وجهه : زياده ... قصدك اني شبت يامدام ..
ضحكت بخفه واخفتها بيدها ... و احتجت بعدها : لا ابد .. انت شيخ الشباب .. لكن تعبير على انك بتتعب ..
غرق في ضحكتها المغريه ... و تأملها .. حاولت تنسحب من يده .. لاحظ عليها الخجل بعض الشيء ..
شدها ناحيه جسده ..لتختفي في ثنايا جسده العاري .. احتضنها بكل رقه .. ..
وقال : لاتخوفيني عليك مره ثانيه ... عض شفاته وكأنه ارتكب غلطه فادحه .. و ارتعشت عضلاته
ادعى القوه وهي بين يديه وانه غير مبالي .. كعادته ..يبني قشوره الصلبه حول نفسه..
شهقت بإثاره مكبوته .. و تفاجئ سيطر على مشاعرها ..لاول مره يعبر عن عاطفته بصراحه ..
انتعش جسدها و خرجت متاعبها من مساماتها الواسعه .. وان تقلصت عضلاته ..تعرف انه شاق عليه الاعتراف
فهي كما تعرفه.. رجل صعب يحسب لكبرياءه الف حساب ..مبطن بمئات الخلايا المتصلبه التي لاترق بسهوله ..
تركها بسرعه و قال بحده يحاول يكون فيها عادي ... : عن الدلع .. بتقوم الصلاه وانتي مأخرتني .
ابتسمت من خلفه .. وان ازعجتها طريقته الفظه .. لكنها في قراره نفسها ان مايفعله اويقوله يزيد من حجم
ما تكنه له في قلبها ولا يتنقص منه ..



*************************


كما اعتقد بالفعل .. اصبح محط انظار الجميع .. الجده والاخوات .. وحتى سلطان المذهول الذي تركه قبل
ساعه .. لم يترك اي اثر للتعاسه .. خبأها كلها لنفسه ولن يشاطرها مع احد غيره ..
ابتسمت سلوى و قالت بلهفه : والله زين مااخترت يا سعود ..ربي يبارك لك ان شاء الله ..
هند بفرحه : ياي .. يعني قريب بيكون فيه زواج عندنا ..
سلوى : ان شاء الله .. وزواج مين ..سعود بن احمد بن عزيز السلطان .
عبست الجده و اكتفت بالصمت..
تكلمت العمه فاطمه بعد سكوت طويل : الله يقدم اللي فيه الخير .. لكن قبل يومين نويت انك تاخذ بنت عمك
ويش اللي جرى لك ؟
فأعقبت عليها الجده وكأن فاطمه اعطتها تلك الانطلاقه السريعه : ليش يايمه وشفيها بنت عمك ؟ مااقول
ان نجمه فيها خلاف .. لكن خبرني يا ولدي وشفيها .. سمعت عنها شيء .. ولا هي ماتريدك ؟
ارتجفت يديه .. و تيبس حلقه .. شعر برغبه في الهروب ..
تدخلت سلوى بطريقه دفاعيه : بسم الله ..وشفيكن ؟ ويش تفرق نجمه عن الثانيه .. كلهم بنات ناس و محترمات
لكن النصيب .. ريهام ماشاء الله ماهي بايره كل يوم يتقدم لها واحد ...
قاطعتها الجده : البنت لولد عمها ... وين بتروح عنه ؟ هو احق فيها
سلوى : ليش ؟ هي قطعه ارض ولا نعجه تسوقونها بدون شور .. البنت عقلها في راسها وتعرف تقرر ..
تدخل سعود بهدوء مع ابتسامه عرفان اهداها لاخته : يا يمه .. البنت ماتريد تتزوج الحين حتى تخلص جامعتها
وانا مستعجل ودي اتزوج بسرعه .. وعلى قوله سلوى ويش تفرق نجمه عن الثانيه .
شد من قبضته كنهايه يتمناها.. لما لايسهلون عليه الامر .. ويتركونه يمضي في تعاسته بمفرده ..
سألته سلوى : قلت ل ليلى اكيد طارت من الفرحه ..
: لا باقي ..قلت اخبركم انتم بالاول .
نطت هند لعنده وقالت : الله يخليك .. انا بقولها الخبر .
شدتها سلوى من شعرها وقالت : لا انا الكبيره .. واعرف اتصرف .
ودخلت الثنتين في نقاش حاد ماله اي نهايه ..
فصل سعود بينهم وقال : ولا واحده منكم .. انا اللي بخبرها ..
طالع جدته وقال بإحتياج : وانتي ياجدتي .. ماودك تسمعيني دعوى يسر لها القلب وتشرح الخاطر .. يعني ماتبيني اتزوج
ابتسمت الجده بحزن و قالت بصدق : لا والله ياولدي .. اني فرحانه لك .. انا من لي غيرك ياسند ظهري .. جعل يومي
قبل يومك ياولد الغالي .. ربي يسعدك ويهنيك ..ويرزقك بالزوجه والذريه الصالحه ..
قامت فاطمه قبل يسمع مباركتها ...
ابتسم بتفاؤل محاول ان يطرد غمامه اليأس و التشاؤم التي ظللته .. هو رجل لاتعسفه الظروف سيكون مثل غيره
لن يموت ان لم يتحقق مايريده .. الزواج بعض الاحيان ليس لتحقيق غايه او طموح يرتجيه .. او نهايه تقليديه لقصص
الحب .. ما كان يريده لن يظهره الزمن عيبآ و عارآ على رجولته ..
بل وسيله في بعض الاوقات للراحه والاستقرار والعيش فيما يرضي الله .. فالرجال جميع ينهجون نهجه ولايبالون ..
وهو ايضا لايبالي .. و الدليل القناعه بعد ان همس لنفسه برخاء ينعش روحه : الله يكتب اللي فيه الخير .


************************************



عوض الساعات التي انقطع فيها عن العمل ... و كد حتى الثانيه عشر والنصف ... ولم يبالي
لم يخطر بباله انه سينغمس دون ان يدرك الزمن ..
تأفف بإنزعاج لانه خرج عن وقت الدوام الرسمي و اخل بنظام الشركه وان كان المتواجد الوحيد مع
مدير الحسابات والسكرتير ..
ارخى نفسه على الكرسي بتقلص وارهاق .. .. بعد اعطى الاذن لمدير الحسابات بالانصراف ..
دخل طلال : استاذ مطلق ... الوقت تأخر ..
دعك جبينه و قال بتعب : دقايق اراجع بعض الاوراق المهمه .. انت تفضل روح البيت ..و اعتذر عن تأخيرك .
ابتسم طلال : لا ابدا مافيه مشكله .. لكن بكره جدولك مزدحم .. فيه موعد مهم مع مهندسين المشروع لازم تحضره
لانه تأجل اكثر من مره .
رفع رأسه بإبتسامه مرهقه : شكرا ياطلال.. تقدر تروح .. نلتقي بكره بإذن الله .. مع السلامه .
: مع السلامه ..
انتظر حتى انقفل الباب .. وطلع جواله اللي قفله بعدما دخل الشركه .. .. انهالت عليه الرسايل

آنَا آحبّك " ,
وَ لِـيْ فِي شُوفِتِك غِيْر آلعُمِرْ عُمْرِيْن ,
آنَا مِنْ كِثْرِ مَا آشْغَلْنِي خَيَآلِكْ ,
بِيْنُهُمٍْ سَــآرِح

ارتفعت حواجبه بدهشه و غيظ .. بعيد عنها في تلك الساعه .. ود لو يرى معاني تلك الكلمات حتى يستكين
قلبه عن النبض المجنون ان يفهم كيف تكون رسم الكلمات على لمح المشاعر ...
انتفضت حواسه و.. ابعد الجوال عن مرمى يده .. فأنتفض قلبه برنين رساله اخرى
شد قبضه يده و اكتفى بالتحديق ... و خانته قوته القصوى.. ممسكا بجواله .. يحاول تنظيم انفاسه وضبط اعصابه
كرجل راشد لا تخونه ثقته في نفسه ..

ليه ما ارتآاح الا وانت جنبي !!
ولما عني تروح اتعذب واعآااني
بكل صراحة عنك انا مليت اخبي
بجد ابيك وما ابي انسآن ثاني ..~


ودي تعرف عن مدى احسآسي وحبي
بس كل ماجيت اعبر ما امدآني
ابغى اقول انك سكنت { وسط قلبي }
واني اتنفس عشآانك موعشآني ..


ارخى عضلاته المشدوده بإتسامه كبيره .. تظهر اسنانه و تخفي حقيقه مايشعر به ..
هل حقآ كانت ستجرؤ ان ترسلها وهو امامها ... او تتفوه بالحقائق بدون عناء
لكن الا يعرف معنى تصرفاتها.. انصياع حواسها و خجلها وهي بين يديه ..
لؤلؤه عينيها الراقصه و مزيج المشاعر فيها ..

"آنا آحبك "
ماذا تقصد بهذه الكلمه .. وهل تعنيها ؟ هل تجدني شخصآ محبوب .. تفتقده و تشعر بغيابه
قام من مكانه .. مسير الخطوات بقوى عقليه خفيه .. يداري شعوره بالامبالاه كالعاده ..
يرافقه شوق للقياها ... ألم تكون معه طيله النهار .. ألم ينم في حضنها .. و كأنها ملاكه الحارس
لم تغب عنه .. صحيح هو يفقد تذكرها في غمره الانشغال
لكنها تعود وتطل عليه بصورتها الروعه ..هناك خيوط تجذبه نحوها ..كل مافيها يشغل بالها ويؤرق افكاره ..
اشتد طوله في لحظه تعقل و تدراك نفسه ... لوهله جرفته مشاعر مراهقه لم يدرك معناها .. ليس هو
يشعر بأن روح غريبه قد لبست جسده .. وغمرته بالضياع في واقع هو من رسم خطوطه الثابته ..
ومشى في دروبه الواضحه بدون علامات فارقه او مفترق طرق تضيعه في متاهات مجهوله ..


*******************************


قطعت الغرفه بالذهاب والاياب حافيه ... بروده اعترت جسدها العاري تقريبا تحت الحرير القاني
وسماكته الشفافه... ضربت رأسها بقبضتها .. وشتمت نفسها.. غبيه .. غبيه ..
يعني لازم ارسل رساله ... اصلا تعرفين انه مابيرد عليك .. وانتي هنا آكله نفسك بالشكوك
يارب حاسه اني تسرعت .. مالها داعي من الاساس ارسل ..
طلعت مذكراتها و استلقت على السرير .. راقبت الساعه ... وعقرب الدقائق قد استقرت دقاته على رأس الساعه
الواحده تمامآ.. تأففت بضجر و كتبت على رأس الورقه....

" دقات قلب "

ابتسامه عاشقه
و قلب يخفق بألحان شاديه في فجر كل ليله
لا يعرف السكون او الركون ..
انتظار متواصل و لحن يعزف على اهبه الاستعداد
عيون عمياء تطارد وهما او اسرابا
او حتى حلما كضوء شارد ... في سراديب الظلام
يبني قصورا في غباب الظلمات ..
و يمد جسوره في عالم الخيالات المرسومه على لوحه بيضاء بلا وعي و ادراك
همسه لا تنسى
و صوره حفرت في الذاكره
حلم عنيد ... محارب لا يعرف الهزيمه
قاسي لا يهاب الدموع و لا يجثو عند خيانه المشاعر
يسكن متربعا على ضفاف قلبي
مسيطرا على جيوش المشاعر المرهفه ..




مع كل كلمه كتبتها .. اغرقت عينيها بالدموع ... لما تتأثر بما تكتبه ؟ و كأنها تمتحن صدق كلماتها
ابتسمت لنفسها و استرخت بهدوء على صفحه مذكراتها التي مهما كتبت فيها لاتصف ما تشعر به
لاتعلم كم من الوقت قد مضى ... لم تشعر إلا بالدفتر قد سحب من تحتها ... فأفاقت من احلامها
اتسعت عيونها وجلست بسرعه .. اعترتها تلك الرعشه لتهز مكامن قوتها وضعفها ...
ابتسم على شكلها المسكينه .. رغم ان ظل عشر دقايق يتأمل فيها ..وهي طبعا ماحست فيه ..
رمى بجسده المنهك مع اهه طويله على السرير وقال : غريبه سهرانه لها الوقت ..
ناظرته ...رومقت دفترها بسرعه وحاولت تأخذه وهي ترد عليه : ما جاني نوم ...لكن توي كنت بنام ..
رفع الدفتر فوق وابتسم : لها الدرجه الدفتر مهم عندك ؟
جاوبته بسرعه و بتذمر : دفتر مذكراتي .. اكيد مهم عندي .. ارجوك رجعه لي ..
رفع حواجبه بغيظ : ما عندي مانع خذيه بنفسك ..
حاولت تصل له لكن كان يرفع يده ويرواغها .. ففقدت توازنها و طاحت على صدره ..
تأوه بألم مع ضحكه ... قالت بإنزعاج على شكلها ..قربها منه جعلها مرتبكه : تستاهل .. اعطني الدفتر بسرعه
لف يده حول خصرها وثبتها على صدرها : وشفيك ترتجفين كذا .. بردانه..
توهج وجهها بالحمره .. و قالت : شوي .. بتعطيني الدفتر ولا لأ ؟
رفع خصله خلف اذنها ومرر يده بتكرار على ملمس شعرها وقال : خلص .. لكن في الاول تقولي ليش هو مهم لك ؟
حركت اصابعها على ازرار ثوبه وجاوبته بإبتسامه خجوله : لان فيه كل لحظات حياتي .. و ذكريات طفولتي ...
استغربت صراحتها العفويه معها والتعامل بدون حواجز لكن كل هذا جعلها مرتاحه .. و شفافه..
هز رأسه بإقتناع وقال وهو يحاول يتفح الدفتر ..: اوكيه ..بفتح على اخر صفحه اشوف ويش كنتي تكتبين ..
صرخت بخوف : لا ..
طالعها بفضول ملح .. فأكملت برجاء : هو عادي طبعا ..لكن .... الصفحه الاخيره ماتخصني ..
اتكى على يده وابتسامه غامضه على وجهه .. فحب يرحمها وقال : طيب .. خذي دفترك ...

وقف و مد يده بالدفتر وقال بجديه سيطرت على كلماته : كان بإمكاني اني اقرا الدفتر .. لان مافي اسرار
بين الزوجين .. لكن بترك على حريتك ..
بان عليها التردد فرفع الدفتر وقال : كلامي صحيح ..؟
خطفت الدفتر بسرعه : صحيح .
: انا باخذ لي دوش .. لاتنامين ابغاك في موضوع خاص

عدلت نفسها واخذت مكانها في السرير وتمنت يجيها النوم ..لكن حاسه اليوم ان ماعندها اي رغبه في النوم بتاتآ
غريبه ماجاب طاري الرسايل .. حست بخيبه الامل .. يعني مااهتم مثل العادة .. اهم شيء مايعرف اي شيء عن
مشاعري ناحيته .. لازم اكون عاديه معه .. يعني بيفرق شي ياغبيه .. الحال مثل الحال مايتبدل ولا يتغير ..

ماذا تحاول ان تفعل ؟
هل ستتخطى ألسنه النار التي اوقدتها بنفسها و تدعي انها تجيد القفز من فوق الحواجز ببراعه ..
حمقاء..هاهي توقع نفسها في شرك افكارها الساذجه ..
هو رجل لا تقيده املاك خاصه ..ولاتحرره منها كلمات موثوقه ...
هل كانت تريد ان يأخذها بالاحضان ويؤكد لها انه علامه مسجله و ابديه لها.
هل كان سيهز رأسه ويقبل بشكل عادي ؟ ألم تعرفه كفايه
والم تعلم ان هناك شتان ما بين حواء وادم في كم وكيف العاطفه التي تحتويهما ..
ماذا تريد..؟ يختلف البته عما هو يريد ؟ ولن يقول ..
جلبت لنفسها خيبه امل و ألم انكسار لعواطف لا تعرف الاستقرار داخلها ..


ابتسمت لخروجه السريعه ..و قلبها يخفق .. شكله رجع له ذكرى شخص حبت تطمسها كلها بمعالمها ولكن ماقدرت ..
تخدرت حواسها .. و طافت عينيه على تقاسيم وجهه .. وعلامات رجولته الطاغيه ..
مازال يقرأ تلك التعابير التي تذهب و تجيء على صفحه وجهها ... دعك راسه بإرهاق واضح عليه
سألته : انت بخير ؟ كملت بتوبيخ : شعرك مبلل والغرفه بارده ... جفف شعرك بسرعه
تنهد بتعب ..ارتاح على مسند الكرسي و تجاهل كلامها ...
تأففت .. اخذت المنشفه واقتربت منه .. و جففت شعره ... وهو مغمض عيونه و مسترخي ..
ابتسمت لما شافت اساريره انفرجت ولانت ملامحه المرهقه ..
سأل بهدوء : ليلى ...كم مقاس جزمتك.. قالها بطريقه عاديه ..فاجآتها
تركت تجفيف شعره ...و جاوبته بشك : مقاس ؟
: ايه مقاس ..
رجعت خصله وهميه لخلف اذنها .. .. و دارت نص استداره : 38 .. ليش تسأل ؟
وقف لها و دخل سريره وقال بإبتسامه راحه : حاجه في نفس يعقوب ..
اقتربت و عندها فضول كبير ... و سألته بإلحاح : طيب قول لي بسرعه ... بتشتري لي يعني ؟
ضحك وغمض عيونه متجاهل إلحاحها ... : بكره اقول لك ... إلحين تعبان ..
... تنرفزت من بروده و عدم اهتمامه ... وهزته : لا .. ماعندي صبر حتى باكر.
مسح عيونه بإرهاق : انا تعبان ... قفلي على الموضوع ..
قاطعته بحزم وكأنها تنتقم من لامبالاته معها : لا.. مابقفل عليه ..
رفع حاجبه الايمن دليل على تغيرمزاجه : ماتلاحظين انك اعطيتي الموضوع اكبر من حجمه ... سألتك سؤال
وانتي جاوبتي عليه ..
ردت بإنفعال مع ابتسامه خجوله : لا ابدا ... بتقولي ولا والله ما اخليك تنام ..
ضحك وسحبها ناحيته وقال : انتي متى خليتيني انام ... دائما مزعجه ..
شهقت و ضاقت عيونها و قالت بسرعه : حرام عليك ...
لف يده حول خصرها ... وقال وعيونه مغمضه : خلاص ..بقولك ..ناصر شاف واحده يوم العزيمه .. و ماعرف عنها
غير رقم الحذاء ..
استغربت ... طالعته بجديه وقالت : طيب ويش يبي منها ؟
: الاخ يقول انه حبها من اول نظره ... حتى انه شبها بـ سندريللا
ضحكت ليلى وقالت بإعجاب : سندريللا .. شكله رومنسي .. والله ياحظ اللي تتزوجه...
فتح عيونه ... وطالعها بتفكير ... فبادلته النظره بإستفهام .. : وشفيك ؟
: قفلي النور ... ودي انام ..
استغربت تغير نظرته ... كأنه متضايق ... قفلت النور .. وواجهته .. واستمعت بهدوء لانفاسه
وكأنه غط في نومته ... ابتسمت وكأنها تذكرت شي

( ليلى :سمر عن اللقافه ماتشوفين البنت ..ادخلي ياوداد ماعليك منها .
وداد : كل كوم واللي شافني طايحه كوم ثاني ...ياني اعتفست و تفشلت ..
ليلى .. : مين شافك ؟
وداد : والله ماادري ..لكنه عديم ذوق و قليل ادب اكيد ..قعد يضحك علي ولا همه شيء ..)

اقتربت منه وهمست له ..: مطلق ..اظن اني اعرف من اللي شافها ..
لوت فمها وطالعت السقف ورجعت تبتسم ... فكرت في وداد ..
وداد طيبه وحنونه ... و اظن انها تنفع لناصر ..
يعني ناصر محتاج لواحده مثل شخصيتها ...
سمعت صوته يقول لها : انتي ماودك تنامين ...
اتكت على يدها و قالت : كنت تسمعني .. اقولك اعرف سندريللا اللي يدورها الامير ..
تنهد بتعب وقال بدون اهتمام : خلاص بكره ..كلميني عنها .. نامي
نادته بإهتمام : مطلق ...
تبسم في الظلمه .. طول الوقت كان يراقبها ويدعي النوم ... بالفعل مزعجه
كيف ولا وقد نبض عرق مزعج في صدغه .. عندما امتدحت ناصر تركت له كل الحظوظ ..
وهو عن منأى عن عالمه ذاك الرومنسي ... المخادع
سلب كل تفكيره من اجل حذاء .. ما دهاه ؟ و ما سبب اهتمامها ؟
رفع نفسه لمواجهتها ... و قال بخبث : انتي ماتسكتين .. لكن عندي طريقه فعليه تنفع معك ..
ستدعي انه اجتذبها هو .. لكنها سلمته نفسها .. مبطنه تلك اللهفه التي اشتعلت في عينيها ..
فأطبق على شفتيها مقبلآ بشغف .. واحتوى روحها قبل الجسد .. متكاسلآ
متجاهلا ذلك التعب الذي ارخى عضلات جسده ..
نهمآ على المشاعر التي احدثت نقلة فوريه في حياته ...
لاتهمه سوى متعه اللحظه ... هي و هو ولا احد سواهما
لا سندريللا ولا الامير العاشق الذي ندم اشد الندم لذكره قصته الغبيه ..
فانسدل الليل في ساعات الفجر الاولى وكأنه للتو قد إبتدأ ..





القاكم ...فكونوا على الموعد
دمتم بخير اعزائي



 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 22-12-10, 01:53 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




صباحاتكم هناء ... وسعاده .. آل ليلاس
الشكر الخالص لكل من دخل ورد على الروايه ..
ان شاء الله اكون عند حسن الظن ...


وإلى الملتقى القريب





البارت الثامن والعشرون :




:أتزوجها ..
ارتفع صوته بحده غير معتاده فوق راس جده .. وان بدى غير مصدق إلا ان تعابير الرجل الصارم اللي
جالس قدامه لا توحي الا بالعزم والصدق و الجديه ..
جلس جنب جده .. وقال بهدوء : جدي .. كل اللي سويته مقصدي وراه الخير ..
الجد بصرامه : طيب .. احسنت .. واللي قلت لك عنه مقصدي وراه خير .
بإنفعال : كيف خير وانت تقول اني اتزوجها ؟ يبه الله يخليك افهمني ... ماكان عندي حل ..
وقف الجد و ضرب بعصاه الارض بحده : الا كان عندك اكثر من حل .. شفت البنت و كشفت على محارم غيرك
ماترضاها لاختك يا ولد احمد ...
اقترب من جده و قال بصوت منخفض : يبه .. مافي احد شافني .. مريت بالصدفه كان بإمكان اي احد ان يعمل اللي عملته .
زجر بعصبيه : استحي على وجهك .. هذا وانت رجال ومتعلم .. تخاف الناس وماتخاف ربك ... لاتزيد علي ياولد
انا قلت كلمتي ..
وقف قدام جده : جدي ... لاتغصبني على وحده مابيها ...انا تكلمت مع جدتي عن ريهام بنت عمي .. و خطبتي
لنجمه بتخرب علي ..
: بنت عمك ماهي بايره ... وبكره نصيبها جاي ..
برجاء : لكن انا ابيها ..
توقف الزمن لبرهه .. وعاد للخلف للذكرى الماضيه .. ذكرى نفس الكلمه و المشاعر ..
ومثل الموقف لكن بإختلاف الاجيال .. وان صمد الاساس فالفروع ابت الا ان تهزها رياح الحياة ..
وتعيد ما يزيد شرخ القلب و يفتق جراح الماضي . .. وان اختلفت الظروف ... فللمواقف ثوابت
لا تتغير بمجرى الزمن ..
تهاوت عصاه على ارضه .. وابى ان يذل ظهره لانحناءه الزمن المتعجرف ..
وتساءل في نفسه ما نوع تلك الدماء التي صبها في في هذا و من قبله ذاك .. و مانوع العقاب التالي
هل سيكون بفقدانه ايضا ؟ لم يعد يقوى ان يفقد عزيز قلب ارهقته السنون و عسفت بأمره الذكريات
لكنه يأبى بعزم الرجال و بعناد الجبال ان تهزها الرياح ... ان يصرخ " ارحموا عزيز قوم ذل "
جلس على الكرسي ومازال حاجباه مرفوعان بهيبه وقوه وقال : قالها ابوك من قبلك ياولد احمد ...
دير ظهرك و اخرج من مجلسي ..
مسح وجهه بيده .. و واعترك مع الذكريات .. التي عاش اثارها حتى يومه هذا .. اهو نفس احساس
والده ذاك الذي كان يعتقد ان يلومه الدهر كله ولايفتأ يذكر نفسه به ؟
هل سيكتفي بلومه بعدما نخرت عظامه دود الارض ويصفح عنه.. و يقدر موقفه ..ويرحم عجز مشاعره
عندما وقع بين اجبار على شكل حياه و اختياره لحب حياة ..
أم ان القدر يلعب نفس اللعبه حتى يرى نفسه في والده او يرى والده في نظره جده المنكسره وان حاولت
ان تبقى قويه ...
مال مشاعره تتنازع مابين الوفاء لقلبه او الوفاء لمن هم سر حياته و مصدر قوته ... و منبع عطاءه الدائم
جثى عند قدمي جده وان كان حزينا في تعابيره الصامته : ماهو سعود اللي يخرج عن طوعك ..
ابشر يبه .. من بكره نخطب بنت سالم ..
وقبل يده المجعده بكثير من العرفان والاحترام وان وخزه الالم و عذاب الاختيار ..
وهز رأسه بإعتراف .. ليس هو من يرمي بهم كفضلات حياه لا معنى لها ...
ليس سعود من يهب لنفسه الراحه و النعيم ويترك الاخرون يتقلبون على نار العذاب والفقدان مره اخرى ...
ليس الابن سر ابيه او وريث لاختياراته في حياة سابقه ...
سيعيش وفق ا ختيارات غيره.. ويعيش مالم يعشه والده من قبل ... لكن لن يعقد المقارنه فوجع القلب الان
يكفي للايام القادمه ... ويحس بوالده حي بين جوانحه ... يقيس الالم بفتره زمنيه ماضيه .. ويعيشه بكل دقائقه .


********************


وقف قدام المرآه يعدل شماغه .. وفي نفس اللحظه يسرق نظرات على المتشاغله خلفه بترتيب السرير
من نجمه الفجر استيقظ و هي بين يديه .. وكأنه امر اصبح روتيني كشرب القهوه او قراءه صحيفته اليوميه
هي مثل الباقي واكثر قيمه .. ان يشعر بها ملتصقه به ... بالامس قد دق ناقوس دماغه وشعر بالطنين يفجر رأسه
تعلمه بوجودها القصوى في حياته ..
نغمه جواله اخرجته من بوتقه افكاره .. : هلا ناصر ..
انعقدت حواجبه و كرر بصوت عالي : ناصر وشفيك ؟
إلتفت حول نفسه واخذ مفتاح سيارته ..قفل الجوال بسرعه ... وقبل يطلع مسكت ليلى يده .
وسألته بخوف : مطلق .. خير في شي صاير ؟
ربت على يدها بلطف وقال : لا خير ان شاء الله ... ناصر شكله تعبان .. ولازم اشوفه.
ليلى : ربي يعافيه ...
تحرك من قدامها بسرعه .. فمشت وراه ...لاحظت خطواته الطويله السريعه وكأن المريض
اخوه وليس صديقه ... تكت على الدرابزين وابتسمت ... شيئا ما جعلها سعيده وهي ترى مدى وثاقه
لصديقه ..حست ان هناك شيء يفيض من قلبها .. وان عيناها تمتلأ بشخصه ..
روحها احتوت عنفوان رجل .. لاترى له مثيل ..

اعرف بين رجال العالم رجلا ....
قد علمني لغه الحلم ولغه الحجر ولغه الماء...
كسر الزمن اليابس حولي وغيرترتيب الاشياء ... وان بعثر حاجاتي فكوني ممتلأ به..
اعرف رجلا ايقض اعماقي الانثى حين لجأت إليه.. وان اغلق في وجهي ابوابه .. فهو مفتاحي نحو حياة سريه..
اعرف رجلا يستعمرني ..و يحررني ويبعثرني ويلملمني ويخبئني بين يديه القادرتين ...
يكوي قلبي بنيرانه و يطفئها بأنفاسه ... ويعيدني صغيره حيث مضت بي الايام ..


اخذت جوالها و اول اسم فكرت فيه دقت على طول .. وانتظرت الرد لكن طال انتظارها ..
حاولت مره ثانيه وثالثه ..ومافيه فايده
طالعت شاشه الجوال وكتبت رساله قصيره مفادها " دقي علي ضروري "
ابتسمت من جديد وهي تضم الجوال بحالميه .

في الجهه الاخرى .. استلمت الرساله وهي على فراشها .. ارتفاع درجه الحراره اقعدها في الفراش
رجعت جوالها تحت المخده .. و تجهمت لالم جسدها .. انهكها التعب والمرض .. وانهكها التفكير الصعيب
في مثل حالتها .. ردت على تساؤلات الجميع بنعم و صح وإيماءه الايجاب .. واكتفت بإقناعهم .. وهي ضائعه
لم تكن هناك فكيف وصلت الى هنا ... تعرف اي نقطه توقف وصلت اليها ..فكيف بها تفتح عينيها وهي تحت سقف بيتها
حيره انهكتها ... لتزيد من اتعابها .. تجهمت لافكاره مشمئزه غريبه تسيطر
عليها و تتحاشاها متوسله من الله ان يتلطف بحالها ويرحمها .. و يستر عليها .. طفحت دموع من عينيها
لتقيس بها مدى حراره جسمها و خوفها الذي بلغ اقصى مراحله ...



*******************************


دق جرس الباب لاكثر من عشر دقائق وبث الانتظار الطويل فيه الخوف .. استعجل البواب ليفتح
بمفاتيح الاحتياط ... فتحركت قدميه بسرعه وحذر يطرق على كل باب يواجهه ... دفع باب الحمام ...
ليرى ماكان يخشاه .. صديقه ملقى على الارض ويبدو في حاله مزريه ..رمى بشماغه على السرير
ورفع اكمام قميصه ..اقترب منه ونادى بخوف : ناصر .. ناصر
فتح ناصر عيونه وابتسم و تكلم بهمهمه غير مسموعه
زفر مطلق و رفع يده لجبين صاحبه .. وتكلم : انت من متى على هالحاله ؟ يااخي كنت تكلمت
البارحه ماكان فيك شيء ... فتح الدوش على الماء البارد .. و رجع يحمله ..
دفعه ناصر بلطف رافض فكره الاستحمام ... لكن مطلق اجبره بعدما رماه داخل المرحاض ..
صرخ ناصر لبروده الماء .. تركه مطلق لفتره في الحمام . .. دخل المطبخ وفتح الثلاجه ..
اشمئز من الرائحه .. و خرج بسرعه ..
رجع لصاحبه .. وخرجه من الحوض ولفه بمنشفه كبيره .... ساعده حتى سريره ..
وقف على راسه وقال بعصبيه : ايش هالقرف اللي انت قاعد فيه .. يااخي قل للبواب ينظف البيت
والثلاجه فاضيه... و الصحون مكومه في الحوض .. وين عايش انت ؟
رد ناصر بضعف : الله يخلي المطاعم .. وضحك وهو يرتعش .
تنهد : يالله البس .. علشان تمشي معي .
التفت له ناصر وتدثر في نفس الوقت : مايحتاج اروح المستشفى كله تعب بسيط ..
مااعطاه مطلق اي رد اكتفى بأنه طلع له بنطلون جينز و فنيله كحليه ... ورماهم عليه و لبس شماغه وعدل ثوبه
و قبل يطلع قال بأمر : خمس دقايق تكفيك تلبس ملابسك .. اذا مالبستها بكيفك بدخل انا و البسك ...
قفل الباب خلفه ليسمع كلمات ناصر الغاضبه منه ..
: مو كل شيء بكيفك .. انت شايف نفسك ..مغرور و ماعندك قلب ...
ابتسم مطلق وهو يستند على الجدار ... وطالع ساعته و انتظر حتى انفتح الباب
وقال وهو يسند صاحبه : انت دائما دقيق في مواعيدك ..
احتج ناصر : مطلق الله يهديك .. ماكان لها داعي ..
مطلق : اول شيء بنروح المستشفى وبعدها على الطول البيت .. بتعقد معي حتى تتعافي وبعدها تقلب وجهك ..
ناصر بإنفعال : تعرف بعض الاحيان اكرهك ..
لكنه في النهايه اقتنع لانه يحاول جزافا مع مطلق ..
ابتسم مطلق وقال بهدوء : سبحان الله في شيء مشترك بيننا ..


***************************


خرج بعد صلاه الفجر بعد ليل سهر طويل ... اظناه التفكير و انشغال البال ...
لم يطق الصبر ... وزن ثقيل من الهموم قد جثم على قلبه .. وشطر عقله الى نصفين..
مابين هذه او تلك ... ضاع في اختياراته واختيارات غيره ... ورضخ بدون مقاومه ..
لان هذا ما حكم به عقله ....
جلس في مكان بعيد عن الانظار ... سافر بأفكاره مغتربا فيه عن حقيقه الواقع ..
يأمل من حياته ان يجد الراحه ... ان يجد السلام بعد معترك شرس ..
قرار جده قد اوقعه في العذاب ... ماكان سيفعل هل سيتركها على ناصيه الطريق ؟
هل سيدعها للشبهات .. و لاصحاب الضمائر السوداء ..
لقد فعل .. ما اوجبه ضميره .. ذلك الوخز الاخلاقي الصغير الذي اوداه الى الرذيله في نظر جده ..
اخطىء .. وان كان تصرفا سليما .. لكنه في النهايه ركبته الاخطاء ..
زاره طيف من الالوان .. و عبس في وجه الواقع الذي جعلها غيوم سوداء في وجهه..
مااراده اصبح محالا .. و تعسفا على مايريده الغير ..
حنق كبير حمله على فتاه قادتها المشيئه وسار في طريقها .. لما طرفت عينه على كومه السواد الملقى
على جانب طريق لم يسر فيه يوما .. لما لم يدر ظهره و يمشي كسائر البشر الغير مباليين ..
اليوم هو بدايه الشقاء ... جده لن يترك فرصه للمفاجآت.. حرص على الكمال بحسب العرف والتقاليد ..
سيدوي هذا الخبر بين اهله .. يصعب عليه التفسير والشرح مايقول ؟ وقد اختار هو اسم فتاة قد احبها
من اول نظره ..
سيبدأ بـ شقيقه روحه البعيده تلك .. يعرف في اعماقه انها ستكون سعيده لانه اختار صديقه عمرها الوحيده
لكن سيساورها الشك .. وستهاجمه بطريقتها المعتادة .. وسيعلنها للجميع .. ويصمت .
فكان الله في عونه وسهل امره ...


*********************************


انقضى الوقت ... ومرت الساعات بدون قيود ...دخل البيت و التعب هاد حيله ... هم صاحبه قد اثقله واشعره بإنهاك
المشاعر .. وهو الذي لم يعتد ان يقرن كل شيء بالعاطفه .. عدوى صاحبه قد انتقلت إليه .. تلك الرهافه التي تصيب
قلب المريض قد مست قلبه و ارهقته ..
حال صاحبه لم يرضى به ... في قاع المراره يرضى بالعيش .. و يمثل السعاده وكأنه يملكها ..
استقبلته والدته بأسلتها الملحه .. مابين لهفه و وشفقه .. يلهث لسانها بدعاء صادق من صميم القلب بالشفاء بالذي
شغل مكانه الابن الاخر ..
طلع جناحه .. لحاجه الاسترخاء من بعض سويعات قد قضاها في ازقه المستشفى .. وان لم يحبذ تلك الرائحه النفاذه
التي تجعلك مريض ولو كنت في رخاء عافيتك وكامل صحتك ..
استرخى على اريكته الوثيره .. وانشغل بالافكار و ان تخللتها الهموم....
" تسمم غذائي " ذلك ما علل مرض افضل اصدقائه ..وجعله طريح الفراش .. استعجب من رده فعله البارده
وابتسامته الهادئه .. وكأن الطبيب قد بشره للتو بأنه سليم ومعافى .. نظرات عينيه تقول له " ماذا تتوقع من حياتي " ؟
وصلته الفكره ..قد استحسن المرض ليودع الحياه من بابها الضيق ... همس لافكاره صاحبه معترض طريقه
ملقي عليه بعظه قد جاد بها قرآننا الحنيف و زرعها رسولنا الحبيب في نفوس المؤمنين ." ولاتلقوا بأنفسكم الى التهلكه "
اكتفى بالغضب يتأجج داخله و ناقضه الهدوء الذي اكتساه ...ولم يرتاح مطلقا للاطمئنان الذي حاول الطبيب ان يبعثه في قلبه
فخوفه اصبح يتعاظم فنصب نفسه ولي امره ووالده العطوف ... وتعامل معه كشخص فقد رشده واصبح غير مسؤؤل عن
الحياة التي بين يديه .. حتى يقضي الله في امرهما ...


*******************


خرجت من حجرتها .. بعد ان ملت في معاوده الاتصال ولاتلقى مجيب.. انشغل بالها به وبصاحبه ..
وقفت مكانها وذهلت .. جالس بإسترخاء .. عيونه مركزه على نقطه بعيده و يبدو عليه الشرود ..
اقتربت وقلبها تتصاعد دقاته ..خوف من القادم همست بحذر : مطلق ..
استجاب فورا ولكنه لم يعطي جوابا اكتفى بالنظر .. جلست وسألت بخوف : دقيت عليك اكثر من مره ولكن مارديت
طمني كيف صار ناصر ؟
انعقدت حواجبه وجاوب بشرود : بخير ..بخير ..
مدت يدها بدون اوامر عقليه ولامست خده.. فانصاعت ملامحه بلين تحت نعومه يدها .. و اختفت تلك القسوه التي
كانت تومض في عينيه .. ارتاعت من نظراته وسألته بلطف : مطلق .. فيك شيء ؟
مسك يدها و ثبتها على خده .. اخذ نفس عميق من صدر ضايق : ودي انام .. حاس اني تعبان .
وقفت بسرعه و شدت يده : طيب روح ..نام على السرير ..
رمى بشماغه .. و قال : لا ..بنام هنا حتى يأذن الظهر .. .. لازم اروح الشركه . ..
جلسها مكانها وارتخى راسه على فخذها و اغمض عيونه بدون مقدمات
وكمل بهدوء وكأنه يغط في نومه : عندي شغل كثير ....كثير
عجبت لامره ..يتصرف دائما بعفويه ... تضخ في قلبها السعاده ..
لايفصح عنها بالكلمات .. يفضل صمت المشاعر و تترجمها الحواس بدون عناء منه ..
بعض الاحيان تحتاج لتفسيرها لترضي فضولها و تغذي غرورها ولو قليلا بوجود شخص تهتم لامره
وتريد ان يهتم بها بطريقه واضحه... تفهم معانيها بدون ان تتوغل في المجهول و تحلل هذا او ذاك ...
تخللت شعره بأصابعها بلطف .. وابتسمت لافكارها المتغزله في كيان رجل هو الوحيد الذي شعرت نحوه
بمشاعر جارفه وان كان ذو مزاجيه متصلبه ..فلقد راق لها رغم كل شيء .
دخلت سمر بسرعه ..وعلى طول اشرت لها ليلى بالهدوء .. ابتسمت سمر واخفت استغرابها ..وان شعرت بالخجل ..
اخوها بشكل غير مألوف .. ماعمرها شافته نايم بطريقه بريئه ..
همست : خير وشفيه مطلق ؟
اشرت ليلى بإستحياء على راسها واوحت لسمر بأنه مصدع ...
عجلت في فكرتها علشان تتخلص من فضول سمر وترتاح من إلحاحها ...
تنفست الصعداء ..لخروج سمر و رجعت لخيالاتها المصنوعه من ظلال تقبع تحتها بكل اريحيه ..
و تساءلت هل كل النساء مثل حالها ؟ يشعرن بأن بركان عواطف هائل يخمد ويثور داخلها ..
يارباه كم هذا محير ..كم كبير من المشاعر لاتستطيع فصلها عن بعضها البعض .. قلبها يرتعد بين جوانحه
دبيب يسري في عروقها و يجعلها ترتعش..
هل حال كل النساء مثل حالي ..اما انا مستثناه من بينهن ..؟
هل تفصح الواحده عما يعتلي بداخلها ..لمثيلاتها ؟
هل بالامكان ان تفسر مشاعري الدخيله تلك بمعاني واضحه تضعني على الطريق الصحيح
ما بال كل افكاري تسأل نفسها ولا تجد جوابا يسد فراغاتها العميقه ..
لحظه... بلحظه ..
سأفكر جيدا ..هل احتاج لورقه وقلم ..لاشرح مابي وافسر كل شيء على حدة
ام سأحتاج ااستشاره صديق ليفتيني في امري .
حراره تلهب جسدي ..و قشعريره تهز عمودي الفقري ..و نسائم تجعلني ارتجف في عز الدفا
هل هي علامات الحمى ؟
حمى !!! اي حمى تلك تصيبني فقط عندما اراه من بين البشر ..
فقط عندما تقع علي عيناه ..اود لو اكون زهره ..يمر بقربها و يشم شذاها
اريد فقط ان يراني زاهيه بروعه الربيع و خيالاته البديعه ...
عندما اسمع صوته ..او اشتم رائحه عطره العابثه في الاجواء تصيبني هزات لا يقيسها احد سواي ..
غرور ..هل هي من اعراض مرض جسدي ام نفسي
استعشر الغرور ..و تصيبني ملكه حواء عندما ارادت ان تملك الجنه و آدم بين يديها لابد الابدين ..
رجل متكامل ..تملأه العيوب لو تعلمون ... في نظري كاملا و لو امتلأ بالثقوب
اواه يارباه ....فأني غارقه في حبه حتى النخاع ..
غارقه في بحر عواطفي ناحيته .. كم هو مؤلم ذلك الشعور .. تشعر بأنك لاشيء امامه
قوي وعاصف وهالك للاعصاب ... مدمر اذا احتل القلب وعبث بخيوطه جميعها ..
هزت رأسها بعنف ..واغمضت عيونها وكأنها تريد ان تطمس تلك الافكار العابثه براحه بالها ..
ابتسمت لتمحي ما دار في عقلها ... انفاسه الرتيبه الهادئه دليل على نومته العميقه ..سعدت لراحته
وان شعرت بالخدر والجمود في اطرافها ... لكنها لم تتحرك فأنست للنوم رفيقا لها معه ...



****************************


لم تعلم كم من الوقت قد مضى وهي تلوذ بالنوم في مساحه صغيره .. لكنها استيقظت وحيده متعرقه
خائفه .. بعد كابوس قد اطبق عليها ... التفتت حولها لتجد نفسها بمفردها .. لهثت انفاسها .. وصعبت عليها ..
سمعت صوت الاذان.. فاارتاحت .. وارتخت على الكنبه .. فخرج مطلق من الحمام .. عاري الصدر و حاط منشفه
تصل لركبته .. وقطرات الماء تشق طريقها من اعلى جسمه ... طالعها بريب .. وجهها شاحب وجبينها مضبب بالعرق
وانفاسها متسارعه ... اسرعت خطواته بخوف وسألها : علامك ... وشفيه وجهك ؟
اغمضت عيونها و اشرت له على تنفسها .. وقف بإرتباك .. و دخل الغرفه ... حاس في الاغراض بفظاظه
ابتسمت لانه مايعرف مكانه لكن في النهايه شافته يركض حافي ناحيتها ... اول ماناولها البخاخ استخدمته على الفور
انتظرت حتى يسري مفعوله ... و ابتسمت له بإطمئنان ..
سألها بلهفه : كيف صرتي ؟
وقفت وابتسمت له : الحمدلله انا طيبه الحين ..
جات بتمشي من جنبه لكن مسك يدها : ماتبين اوديك الطبيب ؟
: لا مايحتاج .. هذي حاله ضيق تنفس عاديه .. اذا كان كل مره بتوديني المستشفى اذا تعبت .. عز الله شاب راسك ..زياده .
رفع حواجبه وشد على يدها مع طيف ابتسامه على وجهه : زياده ... قصدك اني شبت يامدام ..
ضحكت بخفه واخفتها بيدها ... و احتجت بعدها : لا ابد .. انت شيخ الشباب .. لكن تعبير على انك بتتعب ..
غرق في ضحكتها المغريه ... و تأملها .. حاولت تنسحب من يده .. لاحظ عليها الخجل بعض الشيء ..
شدها ناحيه جسده ..لتختفي في ثنايا جسده العاري .. احتضنها بكل رقه .. ..
وقال : لاتخوفيني عليك مره ثانيه ... عض شفاته وكأنه ارتكب غلطه فادحه .. و ارتعشت عضلاته
ادعى القوه وهي بين يديه وانه غير مبالي .. كعادته ..يبني قشوره الصلبه حول نفسه..
شهقت بإثاره مكبوته .. و تفاجئ سيطر على مشاعرها ..لاول مره يعبر عن عاطفته بصراحه ..
انتعش جسدها و خرجت متاعبها من مساماتها الواسعه .. وان تقلصت عضلاته ..تعرف انه شاق عليه الاعتراف
فهي كما تعرفه.. رجل صعب يحسب لكبرياءه الف حساب ..مبطن بمئات الخلايا المتصلبه التي لاترق بسهوله ..
تركها بسرعه و قال بحده يحاول يكون فيها عادي ... : عن الدلع .. بتقوم الصلاه وانتي مأخرتني .
ابتسمت من خلفه .. وان ازعجتها طريقته الفظه .. لكنها في قراره نفسها ان مايفعله اويقوله يزيد من حجم
ما تكنه له في قلبها ولا يتنقص منه ..



*************************


كما اعتقد بالفعل .. اصبح محط انظار الجميع .. الجده والاخوات .. وحتى سلطان المذهول الذي تركه قبل
ساعه .. لم يترك اي اثر للتعاسه .. خبأها كلها لنفسه ولن يشاطرها مع احد غيره ..
ابتسمت سلوى و قالت بلهفه : والله زين مااخترت يا سعود ..ربي يبارك لك ان شاء الله ..
هند بفرحه : ياي .. يعني قريب بيكون فيه زواج عندنا ..
سلوى : ان شاء الله .. وزواج مين ..سعود بن احمد بن عزيز السلطان .
عبست الجده و اكتفت بالصمت..
تكلمت العمه فاطمه بعد سكوت طويل : الله يقدم اللي فيه الخير .. لكن قبل يومين نويت انك تاخذ بنت عمك
ويش اللي جرى لك ؟
فأعقبت عليها الجده وكأن فاطمه اعطتها تلك الانطلاقه السريعه : ليش يايمه وشفيها بنت عمك ؟ مااقول
ان نجمه فيها خلاف .. لكن خبرني يا ولدي وشفيها .. سمعت عنها شيء .. ولا هي ماتريدك ؟
ارتجفت يديه .. و تيبس حلقه .. شعر برغبه في الهروب ..
تدخلت سلوى بطريقه دفاعيه : بسم الله ..وشفيكن ؟ ويش تفرق نجمه عن الثانيه .. كلهم بنات ناس و محترمات
لكن النصيب .. ريهام ماشاء الله ماهي بايره كل يوم يتقدم لها واحد ...
قاطعتها الجده : البنت لولد عمها ... وين بتروح عنه ؟ هو احق فيها
سلوى : ليش ؟ هي قطعه ارض ولا نعجه تسوقونها بدون شور .. البنت عقلها في راسها وتعرف تقرر ..
تدخل سعود بهدوء مع ابتسامه عرفان اهداها لاخته : يا يمه .. البنت ماتريد تتزوج الحين حتى تخلص جامعتها
وانا مستعجل ودي اتزوج بسرعه .. وعلى قوله سلوى ويش تفرق نجمه عن الثانيه .
شد من قبضته كنهايه يتمناها.. لما لايسهلون عليه الامر .. ويتركونه يمضي في تعاسته بمفرده ..
سألته سلوى : قلت ل ليلى اكيد طارت من الفرحه ..
: لا باقي ..قلت اخبركم انتم بالاول .
نطت هند لعنده وقالت : الله يخليك .. انا بقولها الخبر .
شدتها سلوى من شعرها وقالت : لا انا الكبيره .. واعرف اتصرف .
ودخلت الثنتين في نقاش حاد ماله اي نهايه ..
فصل سعود بينهم وقال : ولا واحده منكم .. انا اللي بخبرها ..
طالع جدته وقال بإحتياج : وانتي ياجدتي .. ماودك تسمعيني دعوى يسر لها القلب وتشرح الخاطر .. يعني ماتبيني اتزوج
ابتسمت الجده بحزن و قالت بصدق : لا والله ياولدي .. اني فرحانه لك .. انا من لي غيرك ياسند ظهري .. جعل يومي
قبل يومك ياولد الغالي .. ربي يسعدك ويهنيك ..ويرزقك بالزوجه والذريه الصالحه ..
قامت فاطمه قبل يسمع مباركتها ...
ابتسم بتفاؤل محاول ان يطرد غمامه اليأس و التشاؤم التي ظللته .. هو رجل لاتعسفه الظروف سيكون مثل غيره
لن يموت ان لم يتحقق مايريده .. الزواج بعض الاحيان ليس لتحقيق غايه او طموح يرتجيه .. او نهايه تقليديه لقصص
الحب .. ما كان يريده لن يظهره الزمن عيبآ و عارآ على رجولته ..
بل وسيله في بعض الاوقات للراحه والاستقرار والعيش فيما يرضي الله .. فالرجال جميع ينهجون نهجه ولايبالون ..
وهو ايضا لايبالي .. و الدليل القناعه بعد ان همس لنفسه برخاء ينعش روحه : الله يكتب اللي فيه الخير .


************************************



عوض الساعات التي انقطع فيها عن العمل ... و كد حتى الثانيه عشر والنصف ... ولم يبالي
لم يخطر بباله انه سينغمس دون ان يدرك الزمن ..
تأفف بإنزعاج لانه خرج عن وقت الدوام الرسمي و اخل بنظام الشركه وان كان المتواجد الوحيد مع
مدير الحسابات والسكرتير ..
ارخى نفسه على الكرسي بتقلص وارهاق .. .. بعد اعطى الاذن لمدير الحسابات بالانصراف ..
دخل طلال : استاذ مطلق ... الوقت تأخر ..
دعك جبينه و قال بتعب : دقايق اراجع بعض الاوراق المهمه .. انت تفضل روح البيت ..و اعتذر عن تأخيرك .
ابتسم طلال : لا ابدا مافيه مشكله .. لكن بكره جدولك مزدحم .. فيه موعد مهم مع مهندسين المشروع لازم تحضره
لانه تأجل اكثر من مره .
رفع رأسه بإبتسامه مرهقه : شكرا ياطلال.. تقدر تروح .. نلتقي بكره بإذن الله .. مع السلامه .
: مع السلامه ..
انتظر حتى انقفل الباب .. وطلع جواله اللي قفله بعدما دخل الشركه .. .. انهالت عليه الرسايل

آنَا آحبّك " ,
وَ لِـيْ فِي شُوفِتِك غِيْر آلعُمِرْ عُمْرِيْن ,
آنَا مِنْ كِثْرِ مَا آشْغَلْنِي خَيَآلِكْ ,
بِيْنُهُمٍْ سَــآرِح

ارتفعت حواجبه بدهشه و غيظ .. بعيد عنها في تلك الساعه .. ود لو يرى معاني تلك الكلمات حتى يستكين
قلبه عن النبض المجنون ان يفهم كيف تكون رسم الكلمات على لمح المشاعر ...
انتفضت حواسه و.. ابعد الجوال عن مرمى يده .. فأنتفض قلبه برنين رساله اخرى
شد قبضه يده و اكتفى بالتحديق ... و خانته قوته القصوى.. ممسكا بجواله .. يحاول تنظيم انفاسه وضبط اعصابه
كرجل راشد لا تخونه ثقته في نفسه ..

ليه ما ارتآاح الا وانت جنبي !!
ولما عني تروح اتعذب واعآااني
بكل صراحة عنك انا مليت اخبي
بجد ابيك وما ابي انسآن ثاني ..~


ودي تعرف عن مدى احسآسي وحبي
بس كل ماجيت اعبر ما امدآني
ابغى اقول انك سكنت { وسط قلبي }
واني اتنفس عشآانك موعشآني ..


ارخى عضلاته المشدوده بإتسامه كبيره .. تظهر اسنانه و تخفي حقيقه مايشعر به ..
هل حقآ كانت ستجرؤ ان ترسلها وهو امامها ... او تتفوه بالحقائق بدون عناء
لكن الا يعرف معنى تصرفاتها.. انصياع حواسها و خجلها وهي بين يديه ..
لؤلؤه عينيها الراقصه و مزيج المشاعر فيها ..

"آنا آحبك "
ماذا تقصد بهذه الكلمه .. وهل تعنيها ؟ هل تجدني شخصآ محبوب .. تفتقده و تشعر بغيابه
قام من مكانه .. مسير الخطوات بقوى عقليه خفيه .. يداري شعوره بالامبالاه كالعاده ..
يرافقه شوق للقياها ... ألم تكون معه طيله النهار .. ألم ينم في حضنها .. و كأنها ملاكه الحارس
لم تغب عنه .. صحيح هو يفقد تذكرها في غمره الانشغال
لكنها تعود وتطل عليه بصورتها الروعه ..هناك خيوط تجذبه نحوها ..كل مافيها يشغل بالها ويؤرق افكاره ..
اشتد طوله في لحظه تعقل و تدراك نفسه ... لوهله جرفته مشاعر مراهقه لم يدرك معناها .. ليس هو
يشعر بأن روح غريبه قد لبست جسده .. وغمرته بالضياع في واقع هو من رسم خطوطه الثابته ..
ومشى في دروبه الواضحه بدون علامات فارقه او مفترق طرق تضيعه في متاهات مجهوله ..


*******************************


قطعت الغرفه بالذهاب والاياب حافيه ... بروده اعترت جسدها العاري تقريبا تحت الحرير القاني
وسماكته الشفافه... ضربت رأسها بقبضتها .. وشتمت نفسها.. غبيه .. غبيه ..
يعني لازم ارسل رساله ... اصلا تعرفين انه مابيرد عليك .. وانتي هنا آكله نفسك بالشكوك
يارب حاسه اني تسرعت .. مالها داعي من الاساس ارسل ..
طلعت مذكراتها و استلقت على السرير .. راقبت الساعه ... وعقرب الدقائق قد استقرت دقاته على رأس الساعه
الواحده تمامآ.. تأففت بضجر و كتبت على رأس الورقه....

" دقات قلب "

ابتسامه عاشقه
و قلب يخفق بألحان شاديه في فجر كل ليله
لا يعرف السكون او الركون ..
انتظار متواصل و لحن يعزف على اهبه الاستعداد
عيون عمياء تطارد وهما او اسرابا
او حتى حلما كضوء شارد ... في سراديب الظلام
يبني قصورا في غباب الظلمات ..
و يمد جسوره في عالم الخيالات المرسومه على لوحه بيضاء بلا وعي و ادراك
همسه لا تنسى
و صوره حفرت في الذاكره
حلم عنيد ... محارب لا يعرف الهزيمه
قاسي لا يهاب الدموع و لا يجثو عند خيانه المشاعر
يسكن متربعا على ضفاف قلبي
مسيطرا على جيوش المشاعر المرهفه ..




مع كل كلمه كتبتها .. اغرقت عينيها بالدموع ... لما تتأثر بما تكتبه ؟ و كأنها تمتحن صدق كلماتها
ابتسمت لنفسها و استرخت بهدوء على صفحه مذكراتها التي مهما كتبت فيها لاتصف ما تشعر به
لاتعلم كم من الوقت قد مضى ... لم تشعر إلا بالدفتر قد سحب من تحتها ... فأفاقت من احلامها
اتسعت عيونها وجلست بسرعه .. اعترتها تلك الرعشه لتهز مكامن قوتها وضعفها ...
ابتسم على شكلها المسكينه .. رغم ان ظل عشر دقايق يتأمل فيها ..وهي طبعا ماحست فيه ..
رمى بجسده المنهك مع اهه طويله على السرير وقال : غريبه سهرانه لها الوقت ..
ناظرته ...رومقت دفترها بسرعه وحاولت تأخذه وهي ترد عليه : ما جاني نوم ...لكن توي كنت بنام ..
رفع الدفتر فوق وابتسم : لها الدرجه الدفتر مهم عندك ؟
جاوبته بسرعه و بتذمر : دفتر مذكراتي .. اكيد مهم عندي .. ارجوك رجعه لي ..
رفع حواجبه بغيظ : ما عندي مانع خذيه بنفسك ..
حاولت تصل له لكن كان يرفع يده ويرواغها .. ففقدت توازنها و طاحت على صدره ..
تأوه بألم مع ضحكه ... قالت بإنزعاج على شكلها ..قربها منه جعلها مرتبكه : تستاهل .. اعطني الدفتر بسرعه
لف يده حول خصرها وثبتها على صدرها : وشفيك ترتجفين كذا .. بردانه..
توهج وجهها بالحمره .. و قالت : شوي .. بتعطيني الدفتر ولا لأ ؟
رفع خصله خلف اذنها ومرر يده بتكرار على ملمس شعرها وقال : خلص .. لكن في الاول تقولي ليش هو مهم لك ؟
حركت اصابعها على ازرار ثوبه وجاوبته بإبتسامه خجوله : لان فيه كل لحظات حياتي .. و ذكريات طفولتي ...
استغربت صراحتها العفويه معها والتعامل بدون حواجز لكن كل هذا جعلها مرتاحه .. و شفافه..
هز رأسه بإقتناع وقال وهو يحاول يتفح الدفتر ..: اوكيه ..بفتح على اخر صفحه اشوف ويش كنتي تكتبين ..
صرخت بخوف : لا ..
طالعها بفضول ملح .. فأكملت برجاء : هو عادي طبعا ..لكن .... الصفحه الاخيره ماتخصني ..
اتكى على يده وابتسامه غامضه على وجهه .. فحب يرحمها وقال : طيب .. خذي دفترك ...

وقف و مد يده بالدفتر وقال بجديه سيطرت على كلماته : كان بإمكاني اني اقرا الدفتر .. لان مافي اسرار
بين الزوجين .. لكن بترك على حريتك ..
بان عليها التردد فرفع الدفتر وقال : كلامي صحيح ..؟
خطفت الدفتر بسرعه : صحيح .
: انا باخذ لي دوش .. لاتنامين ابغاك في موضوع خاص

عدلت نفسها واخذت مكانها في السرير وتمنت يجيها النوم ..لكن حاسه اليوم ان ماعندها اي رغبه في النوم بتاتآ
غريبه ماجاب طاري الرسايل .. حست بخيبه الامل .. يعني مااهتم مثل العادة .. اهم شيء مايعرف اي شيء عن
مشاعري ناحيته .. لازم اكون عاديه معه .. يعني بيفرق شي ياغبيه .. الحال مثل الحال مايتبدل ولا يتغير ..

ماذا تحاول ان تفعل ؟
هل ستتخطى ألسنه النار التي اوقدتها بنفسها و تدعي انها تجيد القفز من فوق الحواجز ببراعه ..
حمقاء..هاهي توقع نفسها في شرك افكارها الساذجه ..
هو رجل لا تقيده املاك خاصه ..ولاتحرره منها كلمات موثوقه ...
هل كانت تريد ان يأخذها بالاحضان ويؤكد لها انه علامه مسجله و ابديه لها.
هل كان سيهز رأسه ويقبل بشكل عادي ؟ ألم تعرفه كفايه
والم تعلم ان هناك شتان ما بين حواء وادم في كم وكيف العاطفه التي تحتويهما ..
ماذا تريد..؟ يختلف البته عما هو يريد ؟ ولن يقول ..
جلبت لنفسها خيبه امل و ألم انكسار لعواطف لا تعرف الاستقرار داخلها ..


ابتسمت لخروجه السريعه ..و قلبها يخفق .. شكله رجع له ذكرى شخص حبت تطمسها كلها بمعالمها ولكن ماقدرت ..
تخدرت حواسها .. و طافت عينيه على تقاسيم وجهه .. وعلامات رجولته الطاغيه ..
مازال يقرأ تلك التعابير التي تذهب و تجيء على صفحه وجهها ... دعك راسه بإرهاق واضح عليه
سألته : انت بخير ؟ كملت بتوبيخ : شعرك مبلل والغرفه بارده ... جفف شعرك بسرعه
تنهد بتعب ..ارتاح على مسند الكرسي و تجاهل كلامها ...
تأففت .. اخذت المنشفه واقتربت منه .. و جففت شعره ... وهو مغمض عيونه و مسترخي ..
ابتسمت لما شافت اساريره انفرجت ولانت ملامحه المرهقه ..
سأل بهدوء : ليلى ...كم مقاس جزمتك.. قالها بطريقه عاديه ..فاجآتها
تركت تجفيف شعره ...و جاوبته بشك : مقاس ؟
: ايه مقاس ..
رجعت خصله وهميه لخلف اذنها .. .. و دارت نص استداره : 38 .. ليش تسأل ؟
وقف لها و دخل سريره وقال بإبتسامه راحه : حاجه في نفس يعقوب ..
اقتربت و عندها فضول كبير ... و سألته بإلحاح : طيب قول لي بسرعه ... بتشتري لي يعني ؟
ضحك وغمض عيونه متجاهل إلحاحها ... : بكره اقول لك ... إلحين تعبان ..
... تنرفزت من بروده و عدم اهتمامه ... وهزته : لا .. ماعندي صبر حتى باكر.
مسح عيونه بإرهاق : انا تعبان ... قفلي على الموضوع ..
قاطعته بحزم وكأنها تنتقم من لامبالاته معها : لا.. مابقفل عليه ..
رفع حاجبه الايمن دليل على تغيرمزاجه : ماتلاحظين انك اعطيتي الموضوع اكبر من حجمه ... سألتك سؤال
وانتي جاوبتي عليه ..
ردت بإنفعال مع ابتسامه خجوله : لا ابدا ... بتقولي ولا والله ما اخليك تنام ..
ضحك وسحبها ناحيته وقال : انتي متى خليتيني انام ... دائما مزعجه ..
شهقت و ضاقت عيونها و قالت بسرعه : حرام عليك ...
لف يده حول خصرها ... وقال وعيونه مغمضه : خلاص ..بقولك ..ناصر شاف واحده يوم العزيمه .. و ماعرف عنها
غير رقم الحذاء ..
استغربت ... طالعته بجديه وقالت : طيب ويش يبي منها ؟
: الاخ يقول انه حبها من اول نظره ... حتى انه شبها بـ سندريللا
ضحكت ليلى وقالت بإعجاب : سندريللا .. شكله رومنسي .. والله ياحظ اللي تتزوجه...
فتح عيونه ... وطالعها بتفكير ... فبادلته النظره بإستفهام .. : وشفيك ؟
: قفلي النور ... ودي انام ..
استغربت تغير نظرته ... كأنه متضايق ... قفلت النور .. وواجهته .. واستمعت بهدوء لانفاسه
وكأنه غط في نومته ... ابتسمت وكأنها تذكرت شي

( ليلى :سمر عن اللقافه ماتشوفين البنت ..ادخلي ياوداد ماعليك منها .
وداد : كل كوم واللي شافني طايحه كوم ثاني ...ياني اعتفست و تفشلت ..
ليلى .. : مين شافك ؟
وداد : والله ماادري ..لكنه عديم ذوق و قليل ادب اكيد ..قعد يضحك علي ولا همه شيء ..)

اقتربت منه وهمست له ..: مطلق ..اظن اني اعرف من اللي شافها ..
لوت فمها وطالعت السقف ورجعت تبتسم ... فكرت في وداد ..
وداد طيبه وحنونه ... و اظن انها تنفع لناصر ..
يعني ناصر محتاج لواحده مثل شخصيتها ...
سمعت صوته يقول لها : انتي ماودك تنامين ...
اتكت على يدها و قالت : كنت تسمعني .. اقولك اعرف سندريللا اللي يدورها الامير ..
تنهد بتعب وقال بدون اهتمام : خلاص بكره ..كلميني عنها .. نامي
نادته بإهتمام : مطلق ...
تبسم في الظلمه .. طول الوقت كان يراقبها ويدعي النوم ... بالفعل مزعجه
كيف ولا وقد نبض عرق مزعج في صدغه .. عندما امتدحت ناصر تركت له كل الحظوظ ..
وهو عن منأى عن عالمه ذاك الرومنسي ... المخادع
سلب كل تفكيره من اجل حذاء .. ما دهاه ؟ و ما سبب اهتمامها ؟
رفع نفسه لمواجهتها ... و قال بخبث : انتي ماتسكتين .. لكن عندي طريقه فعليه تنفع معك ..
ستدعي انه اجتذبها هو .. لكنها سلمته نفسها .. مبطنه تلك اللهفه التي اشتعلت في عينيها ..
فأطبق على شفتيها مقبلآ بشغف .. واحتوى روحها قبل الجسد .. متكاسلآ
متجاهلا ذلك التعب الذي ارخى عضلات جسده ..
نهمآ على المشاعر التي احدثت نقلة فوريه في حياته ...
لاتهمه سوى متعه اللحظه ... هي و هو ولا احد سواهما
لا سندريللا ولا الامير العاشق الذي ندم اشد الندم لذكره قصته الغبيه ..
فانسدل الليل في ساعات الفجر الاولى وكأنه للتو قد إبتدأ ..





القاكم ...فكونوا على الموعد
دمتم بخير اعزائي



 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 29-12-10, 02:40 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

البارت التاسع والعشرون :






بدايه يوم قد سطعت فيه شمس الارض من المشرق ... و على بلاد الشرق قد بدأت معترك الحياه
من اجل الحياة ... هكذا تسير الايام برتابتها المعتادة ... نتقاسم مع الاخرين حياتنا .. و نعيش
وفق المعقول لاإفراط أو تفريط ....

منتعشه ... نديه في صباحها الباكر .. وكيف هذا وقد اصبحت لياليها تسقيها من الشهد الكثير
و لحظاتها معه لاتقدر بوصف كلمات او جمله معاني جزيله ... لن تتقاسمه مع احد ..
لاتعطيها حقه ذلك الينبوع الذي تفجر داخلها كان هو مصدره الحقيقي ....
اصبح ينسل يسيرا بدون عناء الى قلبها ... كل يوم تكتشف شيء جديد ..
لم تكن مخطئه عندما اعتقدت انه رجل يختلف عن سائر الرجال وسوف تقسم بأنه غيرهم ..
ولو وضعوا الجنس الذكوري في مواجهتها فلن ترهق نفسها البته ..
فمن غير الانصاف ان تشمله بالمقارنه ..
هاهي انفه الحب قد شمخت في سماء دنياها ... راقيآ بأجمل المعاني و اصدق المشاعر ..

خرج بسرعه وهي تلاحقه بعزم ان تنهي الموضوع الذي اسرها طيله الليل حتى انهاه هو بطريقته الخاصه
: مطلق .. لحظه ..
راقب الساعه وانتظر وصولها .. ابتسمت : مطلق ... بتقول لناصر عن البنت ؟
: اوكي اذا رجعت ..
تنهدت ومشت معه لحد السياره ..: ليش مو متحمس لصديقك الامير ؟ اكيد بتتحسن حالته ؟
كشر في وجهها وقال : والله كرهت قصه سندريللا بصراحه .. الله يسامحك يا ناصر .
: هذا لانك مو رومنسي ......... و ضحكت عليه رغم امتعاضه .
طالع ناحيه الملحق و بأمر اشار ناحيه البيت : ادخلي البيت بسرعه ..

اخفت ضحكتها و اطاعته دون نقاش ... لانها تصل لنقطه تشعر فيها بأنه لايحتمل المناقشه ..
يبدو جدي الملامح .. عاقد العزم دائما على الا يتخطى حدوده القديمه الباهته التي يقفز من فوقها
في بعض الاحيان ويعيش المجازفه ...

راقبها حتى اختفت عن انظاره وشق طريقه ناحيه الملحق .. دخل متذمر من قصه سندريللا والامير
في باله بيتخلص من الموضوع كله مع صاحبه .. علشان يريح راسه ويريحها بعد .
اول مادخل شافه نايم على الكنبه ..التلفزيون شغال ... ابتسم على شكله .. و تذكر ايام الجامعه
والسهر مع بعض ... قفل التلفزيون ... واقترب منه ..
هزه بشويش ..لكن ناصر قام مفزوع .. جلس بصعوبه ... و تنفس بإرتياح لما شاف مطلق ..
ارخى راسه على الكنبه وقال : مطلق .. انقذتني من كابوس فظيع ..
تنهد مطلق بضجر وهو يجلس وقال : خير ان شاء الله ..
انعقدت حواجبه وقال بتمهل وهو يتذكر : شفت سندريللا ..
وقف مطلق وقال : يا ذا السندريللا ناشبه لي نشبه ... قول بسرعه انا مشغول ..
كان يلاقي صعوبه في التذكر .. لكنه قال بعد مدة : شفتها كانت واقفه قدامي لابسه فستان زهري ...
كنت ألبسها نفس الحذاء اللي معي ..... و فجأه ابتسمت ..و تركتني ...
ناظر مطلق بإستغراب و كمل : غريبه .. سندريللا ما تترك الامير لما يلبسها الحذاء .. صح يا مطلق
تجهم مطلق ... و قرر ان يخفي عليه التطور الجديد في قصه سندريللا و معرفه ليلى لشخصيتها ..
الحذر من الوقوع في الصدمه والارتداد بعد كومه من الخيالات المزعجه ..
عدل شماغه وقال بإستعجال : ماادري عنها .. يمكن راحت تجيب فردة الحذاء الثانيه ...
رغم ان مأساه صاحبه لا تفرح ... لكن ضحكه ناصر ابهجته على الاقل ...
وقف ناصر بصعوبه ومشى ناحيه غرفه النوم .: صراحه مافيك خير .. تيسر لشغلك ودي انام ...
وقبل يدخل كمل بتذمر :ايه تعال ... يااخي طفحت من كثر السوائل ..... قول للاهل يجيبون شيء يسد جوعي ..
ابتسم مطلق وهو يفتح باب المحلق .. وقال بدون يطالعه : نحن نتبع اوامر الطبيب ... مع السلامه
كشر ناصر في مكان مطلق الخالي .. وقال بقهر : مسوي فيها حريص .. .. لو بيدي دخلتك مستشفى المجانين
و قول بعدها نتبع اوامر الطبيب ...


*****************************


جلست مع خالتها والابتسامه ماتفارقها .... تأكل بشراهه غير معتاده ..
ولم تنتبه للاعين المعجبه التي تراقب ...
رفعت رأسها فجأه ... و اكتسى وجهها بحمرة مفرطه ....
نطقت ام مطلق : الله يهديه مطلق كان افطر قبل يمشي..
و كأنها حست بشيء ... ترمي بكلمات الاشتياق الواضح والملموس ...
جاوبتها : كان مستعجل ... يقول عنده شغل كثير ...
: الله يقويه ... إلا خديجه ارسلت لناصر الفطور...
ردت بحزن : والله حالته تحزن .. كل وجباته شوربات ..
: ربي يسعده ويرزقه بواحده مثلك ...
ابتسمت ليلى وجاوبت بتفاؤل : ان شاء الله واحدة احسن مثلي . ..
قاطعتها رساله الجوال ...فتحتها... وابتسمت .. كانت رساله من نجمه
تبلغها بأنه ماعندها رصيد وتنتظرمكالمتها ...
دقت عليها بلهفه ...وانتظرت حتى ردت ..
ليلى : صباحك فل ..
نجمه بصوت متعب : من وين الفل ياحظي ..صباح الخير
حست ليلى بتغير صوتها : خير يانجمه وشفيه صوتك ؟
:تعبانه .. مسكتني سخونه و مابتفارقني ..
: ألف سلامه عليك يالغاليه .. انا اقول ما رديت علي.. والله اني مقصره في حقك
: اكيد مقصره ... إلتهيت في بعلك و تركتي صديقه الطفوله ..
ضحكت ليلى و قالت : نجمه عن اللقافه ... مريضه و لسانك باقي طويل ..
نجمه : اذكري الله ... لاتحسديني ..
ليلى : لا إله الا الله ... الله يعين خالتي ام صالح عليك ..
: الله يعينها صح .. البارحه صالح قال اني في ضيوف بيجون عندنا الليله .. وهي مسكينه ما ارتاحت .
ليلى بخباثه: لايكونون خطابه ..
ضحكت نجمه وهمست بصوت منخفض : من فمك لباب السما... لكن والله ما ظنتي ..
ليلى : استحي يابنت وقومي ساعدي امك... مافيك الا العافيه .. وكلميني اذا راحوا ضيوف اخوك
نجمه : خير ان شاء الله ... يالله ما اطول عليك ... سلمي على سموره .. مع السلامه..
: انتبهي لنفسك .. مع السلامه..

ابتسمت و قالت بصوت مسموع : الله يرزقك يانجمه ويسعدك ان شاء الله ..
تدخلت ام مطلق : هذي رفيقتك ..
: ايه هذي هي .. تقول انها مريضه شوي ..
ام مطلق : ربي يعافيها ..
ليلى بصدق : امين يارب ..





*****************************




دخل زياد بسرعه .. اليوم تأخر عن شغله على غير العاده ...
لكن سيارته تعطلت دون سابق انذار في منتصف الطريق ..
واضطر انه ياخذ تاكسي وعلق في الزحمه بعدها ...
اول مادخل .. ضبط شماغه وسأل طلال : بدأو الاجتماع ؟
ابتسم طلال وقال : صباح الخير استاذ زياد ..تأخرت ..
تنهد زياد : الله المستعان .. سيارتي تعطلت ..
طلال : من حسن حظك ..تأخر الاجتماع شوي ... لكن تفضل غرفه الاجتماعات ..
ارتاح زياد و انشرحت اساريره ..فجلس بإرتخاء وقال : الله يبشرك بالخير ... ويش سبب التأخير ؟
طلال : الاستاذ مطلق ..
بحلق زياد فيه بعدم تصديق وقال : خير ان شاءالله ...
بمجرد انتهاء الجمله دخل مطلق .. بشخصيته الفريده .. اعطى نظره سريعه للاثنين وقال بأمر
: طلال .. استدعى الجميع لغرفه الاجتماعات .. ..
ناظر لزياد وكمل : تفضل معي استاذ زياد .. اعتذر عن التأخير ..
ابتسم زياد بتوتر ..: لا ابدا مافي مشكله ماوصلت الا قبل خمس دقايق..تعطلت سيارتي في الطريق ..
و اخذ يتكلم براحه .. وفي داخله اعجاب كبير بشخصيه مطلق .. مسيطر ومتواضع
هاله من القوه و الخبره والثقه بالنفس محيطه به ... مما يكسبه هيبه واضحه تجعل الاخرين تحترمه ..
ولاتخافه ....
اول ماجلس .. انطلقت نغمه جواله ... أغنيه لإحداهن نانسي عجرم ام أليسا رفع فيها مطلق حواجبه
بإستنكار لتلك الكلمات المزعجه للاسماع ....
ارتبك زياد وضغط على انهاء المكالمه بسرعه مع ابتسامه اعتذار ...
:بإمكانك انك ترد على المتصل ... عندك وقت ..
لكن زياد غير رأيه ... لما شاف المتصل سلطان ... ارجى الرد لبعد الاجتماع
اغلق جهازه وقال : مايحتاج ... هذا واحد من الشباب ... بكلمه بعد الاجتماع ..

تشاغل مطلق بالاوراق اللي معه ... في انتظار بدء العمل .. .. فأعلن جواله حاله الطوارئ
اخرج جواله.. ليرد بآليه : نعم ...
تكلم بأريحيه وهو يوقف : هلا يمه .. آنا في المكتب ... خير في شي ؟
اقترب من النافذه و كمل : على راحتك ... ماعندي مشكله .. خلاص ... مع السلامه ..
قفل جهازه ... وظل واقف مكانه لحتى انفتح الباب و دخل طلال معلن بدء الاجتماع ..




******************************





جلس لوحده .. بعدما قلت اجتماعاته مع جده.. عنده احساس ان علاقته بجده اصبحت فاتره بعض الشي
يقضي الوقت الكثير مع سلطان و كأنه بطريقته يعاقبه على ذنب كان مقصده و نواياه خيره ...
تأفف ..لمهمه قادمه صعبه بعض الشيء .. وده لو يرمي بحله الادعاءات و الخداع قليلا و يرتاح ..
تردد انه يكلمها وينقل لها ذلك التطور المريب .. هل ستفهم و لا تنبش في الخفاء او تحمل شيئا من الشكوك في دواخلها
لكنها ليلى ؟! الوحيده القادره على فهمه و تفسير مشاعره .. تستطيع ان تقدر موقفه و تحترم رأيه مهما كان ..
انتظر لحظات حتى امتلك شجاعه يسيره و اتصل بها ..
ابتسم تلقائيا بمجرد سماع صوتها .. .. ليرميه الشوق عند جاده الحقيقه ..
تغلغلت كلماتها بلهفتها : هلا بقلبي وحياتي وعمري ..
ضحك سعود و غارت عينيه بحزن الاشتياق : الله الله .. شوي علي .. هلا فيك يالغاليه ..
ليلى بذلك النفس الطويل : سعود يالغالي .. اخبارك واخبار اهلي ؟ وحشتوني كلكم
: تسلمين يالغاليه ..كلنا بخير وعافيه .. انتي كيفك .. وكيف مطلق معاك ؟
ابتسمت تلقائيا و قالت بصدق : والله كلنا بخير .. ياعلني فداك يالغالي والله وحشتوني ...
رق صوتها .. حاجه الانثى مهما عاشت وطال بها العمر .. حاجه تتداركها النفوس المشتاقه .. نذور الحياة
لابد منها ..صله فطريه في القلب ومن القلب وإليه تعود .. شوق لاتدفنه الايام وان شق عليهم اللقاء ..
لكن ذاك انبئته حواسه بخوف فطري على من يحبه قلبه .. انفتحت ابواب عقله لرهافه احاسيسها ..
اخته القريبه الى مسكن فؤاده ... يقيس مدى احتياجاته بمدى بعدهم عن بعضهم البعض ..
رصد توتر صوتها و نداءات قلبها الصامته ...
: ليلى .. ليش البكا ؟ فيك شي ؟ لاتخوفيني عليك ترى والله مايردني عنك الا لسانك ؟ الحين اركب السياره و ..
قاطعته : فديتك ياخوي .. مافيني الا كل خير .. لكن مشتاقه لكم كلكم .. جدي وجدتي و البنات .. طمني عليهم ؟
سعود :كلنا بصحه وسلامه لاتنشغلين في احد .. الله يهديك يا ليلى .. كان ودي اقولك خبر يشرح الصدر
لكن الله يهديك عكرت مزاجي ..
ليلى : الله يسعد ايامك .. قول ويش عندك ؟
تنحنح مدعي السرور لكنه يحاول ان ينقي صوته من نبرات التعاسه : اخوك قرر يخطب ويتزوج قريب اذا ربي يسرها ..
كان صوتها عادي .. لم تتفاجئ ..
: انا عارفه انك نويت الزواج ؟ لكن متى جايين تخطبون ريهام ؟
كمل بإلتزام : الله ان شاء الله
اندهشت من تعارض كلامه : كيف الليله ؟ انت هنا ولا في الديره ؟
: لا انا في الديره ... لكن اللي اخطبها موجوده هنا ..
التزمت الصمت حتى يفهمها بوضوح دون مقاطعه ...
ضغط بأصابعه على جبينه التي استحالت قطعه من الجليد ...: اللي ودي اخطبها هي ... هي ...نجمه ..صديقتك ..
كل اللي سمعه في الطرف الاخر شهقه صدمه او مفاجئه غير متوقعه ابدا.. وفقا للظروف والاسباب
و النصيب الاكبر وفقا لاختياره هو .. لم تتوقع التطور المثير للجدل في حياة اخوها ..
ساد الصمت طويلا .. وبدأ حوار طويل بين الاخوين لايفهمه سواهما ....




*******************************



سحبت يدها بسرعه عن الصينيه الساخنه ... بدون انتباه منها عادت الى جاده الصواب ..
بعد ان اغرتها الافكار في الانحراف قليلا..
كانت مشتته الفكر وضائعه ... اتصالها مع اخيها غير مزاجها ..وتركها تدور في مدار واسع من الاسئله
و الخيالات الممتده بدون اي اجوبه ..
دوامه كانت تتناصفها ريهام ونجمه ... ابتدأ بريهام .. وغير رأيه ..فجأه ؟
السبب بيكون سلطان اكيد ..يمكن عرف ان سلطان خطبها قبله وتراجع عن الموضوع ..
بعدما سلمت امرها واقتنعت فيها كإختيار ورغبه من سعود ...رجع و قلب توازنها و يختار
الوحيده المفضله عندها والاختيار الامثل والاول عندها لاخوها الوحيد ...
ما تقدر تصف شعورها بالتحديد .. مزيج من الفرحه و الفضول والراحه وعدم الاقتناع وبعض الرضا
لنفسها ولرفيقتها لكن .. خوف و استفهام كبير على اخيها ...
ماتنكر ان نجمه المفضله لها و كانت تسعى اقترانها بسعود .. لكن في الاول والاخير مصلحه اخوها
وسعادته فوق رغباتها ...
قال لها ان في اسباب ثانيه مايقدر يقولها .. وهي ماتقدر تخاطر وتكلم نجمه .. ودت هي لوكانت السباقه
في البدء و تخاطبها مباشره ... لكن هي غير واثقه من الاسباب ... خايفه تتورط في شيء ما تعرفه
ولاتفهمه ... بتترك الامور تسير بهدوء بدون تدخلها و في النهايه بتشوف النتائج ..
دخلت اريام صبت لنفسها الماء بعدما سلمت عليها ..
طالعت كيك الشوكولاته بإعجاب وقالت : لمين هالكيك ...شكله لذيذ ..
ابتسمت ليلى وخرجت من صمتها : صراحه للتوائم ... بمشي مع خالتي عند وفاء .. لي مده ماشفتها
ودي اسلم عليها ..
اخذت لها لعقه من الشوكولاته : الله يعينك عليهم ... تراهم مثل الغراء لاحبوا شيء مايتركونه .. طالعين لخالتهم سمر
مصلحجيه ...
ليلى : على قلبي مثل العسل ... بترك لك قطعه لو تبين انتي وسمر ..
ابتسمت اريام وقالت : مشكوره ...
دخلت خديجه .. : مدام .. ماما كبير تقول في روح عند مدام وفاء ..
: طيب .. انا خلصت .. اطلعي وجيبي عباتي ..
طالعت اريام : وانتي ماودك تمشين معنا ؟
: بتطولون هناك ..
: والله ماادري .. على حسب .. لكن اذا غيرت رأيك تعالي انتي وسمر ..
جات خارجه فسألتها : كلمتم مطلق .
ابتسمت ليلى تلقائيا : اكيد .. واحنا بنخرج من البيت من دون شوره ..



****************************



جلست في زاويه ..بعيده عن صخب التوائم .. تفكر ..في الاونه الاخيره
شغلتها امور كثيره .. اولها قصه سندريللا و ناصر .. و بعدها قصه اخوها و خطوبته المريبه ..
لازم تتخلص من الامور العالقه لها هنا ...و بعدها تكون قريبه من اخوها و تعرف كل الحكايه ..
جلست وفاء جنبها و سألتها : خير يا ليلى .. من ساعه جيتك وانتي جالسه لحالك ؟
ليلى : لا مافيني شي.. لكن كنت افكر في امور شاغلتني .
وفاء : كيف امورك مع مطلق ؟
ابتسمت وردت بعفويه : الحمدلله .. امورنا تمام التمام ..
ردت وفاء الابتسامه وقالت : ربي يسعدكم و يحقق امانيكم ...
اكتفت بالابتسامه الخجوله مع ابتهالات الاماني لمثل تلك الادعيه ...
انصرفت وفاء وتركتها لافكارها تحاورها من جديد .. لكنها فكره طرأت في بالها و بدأت في تنفيذها
لحقت وفاء .. وسألتها : وفاء .. ودي اسألك ؟ وداد مرتبطه ؟
ابتسمت وفاء و ردت : لا .. ليش تسألين ؟ عندك لها احد ..
ارتاحت مبدئيا وقالت : تقريبا
اقتربت وفاء منها و همست : تتكلمين جد .. من هو ؟
: ناصر
عبست وفاء ورددت :مين ناصر ؟
: ناصر صديق مطلق ... اقولك تعالي احكي لك القصه كامله
ضحكت ليلى لما تذكرت مطلق وتذمره من حكايه سندريللا وسط تعجب فاتن ..
فكملت : والله انها قصه ...



*****************************



دخلت البيت بسرعه .. خائفه و واضح عليها التوتر .. اخذت نفس طويل ورسمت ابتسامه عريضه
ونادت بصوت عالي : اريامو .. اريامو ..
خرجت خديجه من المطبخ : منو فاتن ؟
كشرت في وجهها : لا خيالها .. اخلصي علي وين اريام
ردت لها خديجه التشكيره وردت بإستهبال : وين يعني .. اكيد في غرفتها ..
طلعت بسرعه الدرج قبل تتوقف في منتصفه وتشوف اريام على راسه ..
اريام : خير يافاتن .. اتصالك خوفني ..
راقبت المكان و سألت : وينها خالتي و زوجه اخوك المحترمه ؟
: طلعوا زياره لوفاء ..
جلست على الدرج بدون اهتمام و لوت فمها بفكره طرأت في بالها ..
قعدت اريام جنبها وطالعت وجهها .. وقالت : واضح انك مو طبيعيه ..
فاتن : مافيني شي ... حاسه بالوحده . ..
: وحده ..غريبه ؟
طالعتها بإستغراب وقالت : ليش غريبه ؟ انتي ما تحسين فيه لان عندك اخوات ..
ردت عليها ببرود : الامر عادي ..
وقفت ونفضت عباتها : على قولتك الامر عادي .. المهم انا جائعه .. اعملي لي شي اكله ..
اريام : طيب روحي غرفتي وبلحقك على طول ..
طلعت الدرجات المتبقيه بسرعه .. و كملت دون اهتمام حتى وصلت للاعلى .. رمت بنظره من فوق
كتفها للاسفل .. واتجهت بسرعه مع التفاتات حذر ... ودخلت المكان الوحيد ..و مبتغاها الرئيسي
رمت بشنطتها بسرعه على الكنبه ... و دخلت غرفه النوم .. عضت شفايفها و نظراتها تتركز
على السرير الكبير .. اقتربت ولامست ستائره المخمليه بهدوء ..
لا تنكر تلك الكومه السوداء في قلبها اتسعت حتى اصبحت فجوه هائله لاتسدها اي شي
ولا حتى تلك الضغائن المتراكمه ...
لم تكن لنتسى ابدا ... اشتعل ذلك في قلبها ولم تجد له حلاابدا ..
كل يوم تمني نفسها بأن غدا نهايه احقادها ..لكن يبدو ان الصله بينهما تزداد قوه و صلابه ..
تنفست بهدوء و حبكت افكارها .. اسرعت في تنفيذ خطتها بشكل اسرع و ادق .. و ايضا اوضح
بغيه الانتهاء بالشكل الصحيح المرغوب ...
ابتسمت بخبث لانجازها الرائع و تمنت بأن تصيب في رميتها للمره الاخيره .. وان تسهل لها
الخطوات الاخرى ..
خرجت من الغرفه بدون اثر وبهدوء كبير وحرص على المتابعه بشكل عادي دون اثاره اي ا نتباه..
ونفضت عن يديها ... بإبتسامه رضى .. وسارت بشموخ متناسيه تلك الاثار خلفها التي لاتتضح
للعيان تكون خفيه ..متسخه و ذات رائحه كريهه .. دنيئه مثل احقادها سامه تقتل صاحبها قبل ان تخرج منه .
والاهم لاتخفى على من يعلم خائنه الاعين وما تخفي الصدور ..




********************************



لعبت وضحكت .. وماانتبهت ان الوقت مضى بسرعه ..
ركضت لجوالها و تذكرت انها قفلته ...
ضلت تفكر وهي تتأمل شكلها في المرايه.. بنطلون جينز اسود .. وبلوزه بيضاء طويله وضيقه ..
خافت تستقبل اي شي من نجمه ولاتعرف كيف تصرف الامور لمصلحه الجميع ..
سمعت وفاء تناديها من غرفه النوم .. فقامت لها ..
وقفت على عتبه الباب ..
مدت وفاء بالجوال لها وقالت بإبتسامه : تفضلي يامدام زوجك يبغاك ضروري ..
عضت اصبعها و اخذته منها بهدوء .. مع ابتسامه خجوله ...
ردت بهدوء : الو .. مطلق ... انتظرت لحظات حتى كلمها بهدوء
: وينك انتي ؟ ادق على الجوال يعطيني مغلق ؟
: اه .. خالص شحنه .
مطلق : طيب ماعند وفاء شاحن ..
تنهدت وقالت بصراحه : الحقيقه انا قفلته ... ؟
ماسمعت صوته لكنه رد عليها بهدوء اكثر : وليش ؟
طالعت ناحيه وفاء المتشاغله بملابسها .. لكن تعرف انها تسمعها فقالت : بعدين اقولك ..
حبت تغير الموضوع وسألت : انت في الشركه .. ترجع تتغدى ولا مشغول ..
ضحك على طريقتها العفويه في الاسئله : لا انا مشغول حاليآ .. لا تنتظروني .
ظلت ساكته ... لفتره ..فاستشعر القلق في صمتها ..
فتكلم برسميه لما دخل طلال عليه : اكلمك بعدين .. مع السلامه ..
انتظرت شوي و بعدها قفلت ... كان ودها تقول عن اللي مضايقها .
و تعبر عما اعتلى القلب من هموم ... لكن يبدو ان الظروف لاتسعفها
ابتسمت في وجه وفاء و خرجت بهدوء ..
و انشغلت بوقتها موزعه وقتها بين اللعب مع التوائم او الجلوس مع خالتها و وفاء ...
و تجنب التفكير بخطوبه سعود .... لنجمه رغم ان الوقت ضيق الخناق عليها ..
ماقدرت تتحمل ... فتحت جوالها .. وانتظرت .. لعل في رساله او اتصال يفاجئها ...
طلت سمر من خلف الباب .. وبصوتها المزعج : ليلى ..نحن هنا ..
ليلى :بسم الله .. من وين جيتي من انتي ..
ابتسمت سمر و جلست جنبها : من الفضاء الخارجي .. من وين يعني ؟ من البيت اكيد
والله زهقت لحالي .. قمت اخذت بعضي و جيتكم ..
تأففت بضجر فلاحظت سمر عليها وسألتها : وشفيك شكلك مشغوله ؟
: لا قاعده انتظر اتصال من اخوي .. إلا تعالي وين اريام ؟
: مارضت تجي معي ... تقول تعبانه ... انسه فاتن هدت حيلها بالسوالف ..
قلبت ليلى عيونها وردت بإمتنان : الحمدلله ماكنت موجوده ..
سحبتها سمر من يدها : امشي خلينا نجلس برى والله الجو حلو ...
اخذت جوالها معها.. وطلعت معها كان الكل جالس .. والبنات يلعبون في المراجيح ..
الجو شوي بارد و ملابسها خفيفه عليها .. لكن رغم كذا جلست جنب خالتها ..
غمزت لها وفاء وقالت : ليلى .. مادق عليك مطلق ؟
ليلى : لا مادق .. ليش تسألين ؟
ضحكت وفاء : سامحيني يا ليلى .. انا دقيت عليه وقلت له يجيب معه عشاء جاهز ..
وصراحه قلت انك انتي اللي تبينه ..
ابتسمت ليلى وكأن الفكره اعجبتها و سألت بفضول : ويش كان رده ؟
انقطع الكلام فجأه بدخوله المفاجئ.. : طبعا وافقت .. جلس جنب امه وكمل بعدما انحنى عليها بقبله احترام
: والله خفت من جوعك تاكليني وانا نايم ...
ضحك الجميع بإستثناءها .. بينما اكتفت بالابتسامه .. مع كلام العيون الطويل ...
تنحنح مطلق تحت سيطرتها الصامته و انتهز الفرصه : ياله انتي وياها .. جهزوا العشا تراني ميت من جوعي ..
وقفت ليلى مع البنات لكن استوقفها فجأه : لا تدخلين المجلس .. ابو نايف وولده ...فيه .
: ان شاء الله ..
وقبل تدخل ناداها .. لكنه وقف و اقترب منها تحت انظار والدته ..: ويش هالملابس اللي لابستيها ؟
طالعت ملابسها بشكل اعتيادي وهمست بشك : وشفيها ملابسي ؟
كرر جملتها بإستخفاف فغطت فمها تكتم ضحكتها وكمل : مالقيت الا هالجينز الضيق تلبسينه...
: حسبت انه مانطول في الزياره ...وكنت مستعجله ..
طالع ناحيه امه .. وشافها اخذت راحتها و استلقت مكانها .. فسحبها من يدها لمكان بعيد وفاضي
وسألها بجديه : اي موضوع كنتي بتكلميني عنه ؟
: اجله بنتكلم فيه في البيت ..
: لا .. اساسا جيتي بدري علشان افهم ..
ابتسمت و حركت اصبعها على ازرار ثوبه وقالت : مافي شي مهم ... كنت مشغوله على سعود
:وشفيه سعود ؟
: بيخطب ..
ضحك وقال : وكل هذا علشانه ..
هزت رأسه بقلق وقالت : لا الموضوع مو كذا .. سعود بيخطب نجمه ..
: طيب ؟ وين المشكله ..
: مطلق .. خايفه ان سعود مااخذها عن رضى .. لانه في الاساس كان يحب ....
ابدى عدم التأثر وتكلم بجديه : حتى الحين مافهمت سبب المشكله او سبب انزعاجك ...
مسكت يده برجاء : مطلق افهمني ... هو قال لي قبل عن واحده كان يبيها ... يعني يحبها .. وفجأه بيخطب غيرها ..
ابتسم بسخريه : يا بنت الحلال ..بلا حب بلا كلام فاضي .. سعود عاقل وما يتأثر بالتفاهات ..
مشى بشكل عادي و تجمدت قدميها عن الحراك وهي ترقب خطواته الواثقه بدون احساس بها ..
كلام فاضي .. و تفاهات .. وجنون يدك ابواب التعقل ان كان محبا ويملك تلك المشاعر ..
صدمت به .. او بنفسها او لاتعلم بمن اصطدمت بالفعل ...
اهي مشاعرها التي قفزت بخوف عندما رأت شبح الواقع .. و عفاريت الحقيقه التي اطلقها بسهوله
لا تعبير بعدها ... صمت و خفوت وخفقان بدأ بالهدوء ... وذبول مفاجئ بعد ربيع كان قد عمر في القلب
وطال امده تعتقد هي ...

وٍنٍيًتِ مٍنٍ َقِلبُيً تِلوٍعُتِ عُقِبُگ
سِلبُتِ ليً َقِلبُيً وٍ جَرٍحِگ سِرٍقِنٍيً
أَقٍِوٍل َقٍِلبُيً تَِقٍِوٍل وٍشُ عُآدُ َقِلبُگ
وٍإنٍ جَيًتِ أبُخٍفٍيً آلحِبُ جَرٍحِگ َفٍضَحِنٍيً



************************************



لم يخفى عليه تلك الحاله الذهنيه الغائبه .. حضور جامد وابتسامات اشبه بتكشيرات باهته في وجه الجميع
تدعي الوجود وهي غائبه ..
كان يوقن في قراره نفسه ان هناك شي وضع في مكانه الغير مناسب ...
كرجل راشد و متعقل يفهم صيغه المشاعر التي تبحث عنها الانثى وتقدسها ... لم يتجاهلها لكنه في الحقيقه
اخطأ في صياغه الكلمات بطريقه تجعله واضح و شفاف ..
كان بالامكان ان يتحكم في دوران الكلمات التي خرجت بحده .. وسيفهم هو ولا يريد ان يعلم او يتأكد بالفعل انه
جرحها ... صحيح مازال يعتقد انها تفاهات و خزعبلات الفارغين ... و مازل متأكدا من ذلك
فصديقه قد صدع رأسه بحب من اول نظره وسندريللا الضائعه .. وهاهي ترثي حب اخيها وتضحيته من اجله
و الى اخره من تلك الامور التي لايحب السرد فيها مطولا .. لانه بإختصار لايفهمها بالشكل الصحيح
ماذا يقول لها لكي تهدأ ؟ ياللهول وياللمصيبه ... ومسكين اخوك ضحيه ؟
كان لابد ان يثبتها على ارض الواقع ..لكي لاتزلزلها الظروف ...
دخلت الغرفه ورمت بعباتها على الكنب بإهمال .. تحت نظراته المترقبه ...
ظلت فتره ... في الحمام وبعدها طلعت ... كان لابد ان يهدي من ثورتها الصامته ..
مسك يدها بسرعه ولفها ناحيته ..
سألها بهدوء : ممكن تفهميني سبب زعلك ؟
تعجبت في امره .. يرمي بكلمات قاسيه في وجهها وفي النهايه يسألها ..
ردت بمزاجيه غير قادره على العطاء معه : مافيني شي .. من قال اني زعلانه ..
رد بثقه : انا متأكد .. لكن كيف تبيني اخذ ردة فعل واضحه ... تبيني مثلا اقول اخوك مسكين و يحتاج مساعده ...
عقدت ذراعيها على صدرها وقالت بهجوميه : وانت تعتبر الحب كلام فاضي و يخص المجانين ...
رفع حواجبه بدهشه ..إلتقى معها في مكان غير واضح .. كان يبحث عن رده الفعل فنسي الفعل تماما
غاضبه من اجل تلك الكلمات ..
ضحك بسخريه : كنت اعتقد انك زعلانه لاني مااعطيتك حلول في مشكله اخوك ... وليش اقول عنها مشكله
الامر عادي جدا ..انتي مكبره الموضوع ... الحب ماهو سبب للزواج ..
: لكن تعتقد انه تفاهات ..
رفع اصبعه بتفهم : لا انا ماقلت انه تفاهات .. الحب اللي يسبق الرابط يعتبر مضيعه للوقت و كلام فاضي ..
تنهدت بتعب لكن رغم كذا ارتاحت : يعني تؤمن بالحب بصفه عامه .. ؟
ابتسم بسخريه : والله ماادري عن الحب اللي تتكلمين عنه بالتحديد .. لكن علشان اريحك اوكي انا معك ..
رجعت لنقطه البدايه ... وحست انها دخلت مكان مظلم مافيه اي نور ...
: مطلق .. انا ماودي انك تريحني .. ممكن يكون لك رأيك الخاص .. لكنك تحبطني صراحه .. سعود اختار
واحده وحبها بمحض ارادته ... وبين يوم وليله اختار واحده ثانيه .. انت ماتفهم المشاعر الخاصه .. هو ..
حركت رأسها بتوتر تبحث فيها عن الكلمات المناسبه ...
فقاطعها بجديه و جمود : وانتي تفهمين المشاعر الخاصه ؟
ابتسمت وهي تطالعه بأمل : اكيد افهمها ... انا امرأه ابغى احب وانحب ... وانا ...
سبق اعترافها الخطير ... بجملته المعبره في ملامحه القاسيه : وانتي اكيد عرفتيها قبل الزواج ؟
وانغشت بالظلام في عينيه و مادت الارض تحت قدميها ... ماذا يقصد ؟
ماله اي داعي يذكرها و يزعج اسماعنا فيها ..
قبل الزواج ... حب قبل الزواج ... تلك التفاهه التي تسبق الزواج .. كان يعتقد انها عاشت قصه ليلى العامريه
التي اماتها الحب والهوى على مااعتقد ... من يظن نفسه ؟ واين ؟

شعر بنبض يكاد يفتك برأسه ... اشتد فكيه لذكرى فارقته طويلا وعادت تحتل نصف دماغه الان ولايرى سواها
"انا احبها و هي تحبني"
وعادت تلك الاوهام تحوم حول نفسه ... وهاهي تصيغ عباراته بطريقه وكأنها تسرد فيها ذكرى ولحظات حب
لم يعيشها هو و تصفها له بكل اريحيه وهو احمق احمق احمق ... سمح لنفسه ان يقع في محظور افكاره
ويعبث معها بدون تخطيط ..

تجهم ..في وجهها وادار ظهره لها >>> يعارض تلك الرأفه التي ارتسمت في ملامحها .. واشتدت وتيره
الصمت حتى ضاق به ذرعآ.... وده يخرج من نفسه فكيف بالمكان وهو معها ...
: تكلم معي بوضوح ؟ ضحكت بإستخاف وكملت : لاتخليني استعجل في فهمك ؟ ...
انطلق صوتها من العمق .. حتى ظنت ان داخلها ركام و دخان ... اصبح خوفها رمالآ متكدسه تخفي امالآ جمى ..
لن تنطقها حتما لن تخبره بمدى ضعفها .. بمدى حبها .. وبمدى امتهان مشاعرها .. معه هو ..
طالعها وعيونه خاليه من المعاني ... : افهمي اللي ودك تفهمينه .. في اشياء في حياتنا ماننساها حتى ولو حاولنا
مثل قصص الحب قبل الزواج ...
اغمضت عينيها رغبه ان تعيش الحلم .. لا.. سترضى به حتى ولو كان كابوسآ .. جحيمآ مطبقآ عليها بالعذاب
سترضى به .. عن تلك الدقائق التي تقضيها معه الان ..عن تلك الحماقات التي يتفوه بها .. وتجعلها تعيسه لحد لايطاق ..
: إنت مجنون ...

شد على فكه بقسوه .. و احتدت نظراته فعبث به الحِلم و ماد به التعقل بعيدا ... واكد قولها بفعله السريع
بحركه واحده .. جرد التسريحه من كل شيء عليها .. فانتشر عطرها في المكان وامتزج بنفاذه عطره ليعلن
تمازج و تناقض غريب .. حده وهدوء وتصارخ رغبات ...

ارتمى دفتر مذكراتها بطريقه قدريه .. تحت قدميه ولتكون النهايه هناك .. حيث وقع بصره على مااخفاه القدر له
حتى الان ... ما أتمن نفسه عليه اصبح خيانه عظيمه ...
ارتعدت مكانها .. ولاول مره وفي لحظه غمرتها كلها بخوف كبير .. قبل لحظات كانت ستغامر وتخطو خطوه للامام لكن الان
ودت لو تعود للخلف بخطوات واسعه تبتعد فيها عن لحظته الشيطانيه المخيفه وتختفي عن الانظار و تبتعد بأقصى سرعه ..
بعيدا حيث لاترى مثل تلك النظرات ... او تعود لها .. في زمن قادم ..
التقط دفتر مذكراتها بوتيره بطيئه مصروعه و متردده .... ومات كل شيء على باب الحياة وابى ان يتواصل معها
في اي لحظه من اللحظات .. ندم فتك به بقسوه .. و خيبته في نفسه اشد وطئا من خيبته فيها ...
لان الصدمه اشد واقسى مما كان يتوقع ... او حتى يتخيل ..
ارتفعت نظراته الناريه الجوفاء إليها ورفع دفتر مذكراتها بطريقه آليه : انا مجنون بالفعل.. لاني ارتكبت اكبر غلطه في
حياتي .. اني تزوجتك ..

شهقت بخوف .. وعلقت نظراتها في صوره مبتسمه ضاحكه ... فأنتقلت مابينه وبين الاخر برجاء وخوف ... وتوسل
ان يقف عند تلك الثانيه ويعود بتعقل ... تعقل من اجله ستهديه حياتها كلها ...
لكنها عرفت ان المصائب بعض الاحيان لاتأتي فرادى ... ففي حالتها جاءتها تواليآ لاتعرف التمهل ولا الشفقه
كانت ومازلت تصارع البقاء من اجله فقط .. فغرقت في اليأس حتى اخمص قدميها ...

غطت فمها بيدها المرتعشه بخوف شل كامل جسدها : اقسم يا مطلق ........
صرخ بعنف : لاتقسمين .. شفت بعيني اثبات كلامك ... الحب والحب والحب ... و انا الزوج المخدوع ..
اقترب بخطوات سريعه ..فتراجعت خطوة للخلف لم ترغب ان تخطوها ...
استشعرت حراره جسده ..و سخونه انفعاله .. حتى ماتراه في عينيه عادة قد اختفى و استحال انه كان موجودآ
من الاساس ...خافت انه يفقد اعصابه و يمد يدها عليه وقتها تضمن انها دقائق حياتها اصبحت معدودة ... او ينهي
حياتها بما لم يكن في الحسبان ...

؟؟؟؟؟؟؟

فـ ختم على كل شيء بكلمه ... طمس بها وجودها وغمرها بالتعاسه والعذاب ... ستعيش مجرده منه ومن الحقيقه ..
مثل ما بدأ معها بقسوه ... .. انهاها بتلك القسوه .. وجردها من روحها النديه لتصبح خواء و فضاء وبعثره هواء
وحمل ثقيل زاد من هلاكها و القى بها في طوفان حياه غادره لاتعرف الرحمه .. او بالاصح قلبه الغادر
الذي لايعرف الرحمه ولا يحمل ولو جزءا يسيرا من حب .. تكدس في قلبها وكله له لاغيره ..
ودعته لاخر مره ... برجاءات وصراخ مكتوم و حلم وأد قبل ان ينفض انفاس الولاده ... ومات كل شيء
على اعتاب الضياع .. واختفت النقوش التي زخرفت بها البدايه ... واندثرت الذكريات ..و فقدت في الضباب .


والأمَانِيْ الليْ رُوينَاهَا أمسَتْ " جفَافْ " !!
والله ضآآآآيقه يا بشرْ / وضآق فيني هالصبرْ
ومَا تغيّرْ أي شيّ !
هَذا إنتْ و هَذا آنا ..
و بِيننَا [ كُومَة مآسِيْ ] !


جَرحْ / يَأسْ / خُوفْ /
ألمْ

ا
ح
تِ
ض
آ
ر !!

و / انتهـــــــــــــــــيناآآآآآآآآآ









القاكم بكل مودة

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 04-01-11, 02:38 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباح الخير للجميع ... اعتذر اني نزلت البارت في غير موعده لكني ملتزمه بعمل غدا بيشغلني عن تنزيله
ارجو معذرتكم ...
وملاحظه للمتابعات الجدد بعد الترحيب فيكن عزيزاتي .. موعد تنزيل البارت يوم الاربعاء من كل اسبوع
القاكم ...





البارت الثلاثين ..




شهقت بخوف .. وعلقت نظراتها في صوره مبتسمه ضاحكه ... فأنتقلت مابينه وبين الاخر برجاء وخوف ... وتوسل
ان يقف عند تلك الثانيه ويعود بتعقل ... تعقل من اجله ستهديه حياتها كلها ...
لكنها عرفت ان المصائب بعض الاحيان لاتأتي فرادى ... ففي حالتها جاءتها تواليآ لاتعرف التمهل ولا الشفقه
كانت ومازلت تصارع البقاء من اجله فقط .. فغرقت في اليأس حتى اخمص قدميها ...

غطت فمها بيدها المرتعشه بخوف شل كامل جسدها : اقسم يا مطلق ........
صرخ بعنف : لاتقسمين .. شفت بعيني اثبات كلامك ... الحب والحب والحب ... و انا الزوج المخدوع ..
اقترب بخطوات سريعه ..فتراجعت خطوة للخلف لم ترغب ان تخطوها ...
استشعرت حراره جسده ..و سخونه انفعاله .. حتى ماتراه في عينيه عادة قد اختفى و استحال انه كان موجودآ
من الاساس ...خافت انه يفقد اعصابه و يمد يدها عليه وقتها تضمن انها دقائق حياتها اصبحت معدودة ... او ينهي
حياتها بما لم يكن في الحسبان ...

صرخ بجفاف بهت فيه لون وجهه : هذي خيانه .. ويش تبيني اعرف اكثر من كذا ؟

فـ ختم على كل شيء بكلمه ... طمس بها وجودها وغمرها بالتعاسه والعذاب ... ستعيش مجرده منه ومن الحقيقه ..
مثل ما بدأ معها بقسوه ... .. انهاها بتلك القسوه .. وجردها من روحها النديه لتصبح خواء و فضاء وبعثره هواء
وحمل ثقيل زاد من هلاكها و القى بها في طوفان حياه غادره لاتعرف الرحمه .. او بالاصح قلبه الغادر
الذي لايعرف الرحمه ولا يحمل ولو جزءا يسيرا من حب .. تكدس في قلبها وكله له لاغيره ..
ودعته لاخر مره ... برجاءات وصراخ مكتوم و حلم وأد قبل ان ينفض انفاس الولاده ... ومات كل شيء
على اعتاب الضياع .. واختفت النقوش التي زخرفت بها البدايه ... واندثرت الذكريات ..و فقدت في الضباب .
" خيانه " " خيانه "
تهشمت عند كلمته .. واعتبرتها حد جارف للانهايه ..
قابلت عنفه بهدوء حذر واقتربت : انت تتهمني بشي مالي يد فيه ..
ناظرها بجنون ... رفع المذكرات بيده .. وحذفه على التسريحه بدون اهتمام ..
وتهشمت قطع الزجاج قدامها ... يحمل اجزاء من صوره ضائعه .. محطمه للقادم الغريب ..
بالكاد قدر يخرج انفاسه كالنيران من صدره ..
مايدري يحط حرته فيها و لا في نفسه ...كانت قريبه منه لدرجه الخطر ..
ملامح وجهه المنفعله .. متصلبه .. وعرق في جبينه يكاد ينفجر من شده الغضب ..
وكان الخطر نفسه ... والخوف يلازمها ..
صرخ بغضب شديد : اتهمك .. اتهمك .. الصوره قدامي ويش تبين اكثر ..
" صاحب الحق صوته اعلى " جمله رنت في رأسها ولاتدري عن فاعليتها في مثل حالتها
: اقسم بالله يامطلق .. مالي علاقه فيه ..
تجاهلها وكأنه ابد ماسمعها ... ولم يبالي بقسمها العظيم ..
صرخ في وجهها بحده : ماانسيتيه صح ؟ تكذبين على نفسك ولا علي ..
انتفضت مذعوره وتمنت من اعماق قلبها .. ان نامت ليلتها اليوم بسلام فإنها لن تنسى لحظاتها هذه ..
شمخت ما تبقى لديها من قوه : مطلق .. انت تهين كرامتي ؟ انا معك ..ماعمري فكرت في احد غيرك ..
اقترب منها فتراجعت خطوه للخلف ..حتى ان حراره مشاعره قد شعرت بها قبل ان يلمسها
انتفضت بين يده .. لم تمانع لمساته .. لكنها خافت منه في الواقع ...
لم تكن تلك لمساته المعروفه بل قبضات من حديد ... يحرق بها جلدها ويؤذيها ..
كان يريد منها ان تصرخ ان ترفض الالم .. لكنها زادته سوءا واشعلت ماتبقى من رماد الامس
لكن هو من اصخب جسده بإستنفار جميع الحواس ..
ضرب بقبضه يده على الباب بدون وعي منه .. بل غضب اعمى البصر والبصيره ..
تراجعت للخلف بهلع جمدها ..
شعرت بكل ضربه على الباب فيها هي ...
خافت على هلاكه من نفسه ..
خافت ان الغضب يهشمه بدون رحمه ..
خافت ان يؤذي نفسه بما لايستطيع دواءه غدا..
مسكت كتفه وقالت برجاء: مطلق ... الله يخليك ...
دفعها وناظرها بإحتقار .... شد على اسنانه و قبض على يديه بقوه .. متجاهل نبض الالم الذي تورم في امشاط يده ..
همس بهلاك و قسوه ..: تعتقدين بطريقتك بترك له ... لاوالذي خلقني .. بتعيشين معي مثل الجاريه
وبعلمك كيف تخدعيني مرة ثانيه ..
حاولت تفتح فمها لكن فعلته اخرستها .. امتدت يده بقسوه نحو شعرها وشده حتى كاد ان يقتلعه من جذوره
او فعل وكفى ...
و قال بنبره جافه مافيها رحمة : لاتفتحين فمك .. كرهتك وكرهت كل شيء فيك ... ماابغى احس بوجودك معي
فاهمه .. .. دفعها بقسوه لترتطم بالجدار وانصرف ...
وتركها لنهش الاوهام و طعنات الالم الموجعه التي تباغتها من كل مكان ..

" ادركت تلك المقوله الضائعه في صفحات الكتب ان ساعاتنا في الحب لها أجنحه .. وفي الفرآآآق لها مخالب ... "
ومابقي من العمر اكثر من ما مضى ... واندثر .. في ثواني معدوده تختفي اثر السنون..
في ساعات الفقد والالم يعيش المرء اضعافآ وينحني قوس الحياه بشيخوخه قد هدت حبائل صبره وقوته ..
وهي ضائعه في اللامعقول ... لو كانت تسمع بمثل قصتها ماكانت الا لتخاف ان يحدث لها مثلها وتدعو ربها
أن يبعد عنها الشر والشرور ... لكن كان ماكان وانتهى ..

لكنه بالفعل حدث ...لم تتوقف الدموع و سيل المشاعر المنجرفه .. عدم التصديق مازال ساريآ ولم تفصح عن الحقيقه
تأملت الصوره وقطعتها لاجزاء صغيره بدون تأمل .. اللي شلت نصف عقلها ... كيف وصلت لهنا ؟ ومين ارسلها ؟
صوره سلطان .. اللي عمرها ماشافته إلا بالصدفه ..
لكن كيف جات صوره لغرفه نومي .. ولدفتر مذكراتي بالتحديد ...
شك واهانات و تجريح و قسوة فظيعه ماتصورتها ابدا.. لو حلفت لثلاثه ايام متواصله ما بيصدقها ابدا ..
اجهشت بالبكاء بحرقه .... في زاويه مظلمه .. تجاهلت رنين جوالها .. ونست كل شي حولها ..
ضربت خدها .. بحيره وكلمت نفسها بصوت مسموع ...
والعمل ياليلى ؟ وين اروح ..ياربي رحمتك
ويش اسوي ؟ ياربي ..
حسبي الله ونعم الوكيل ...حسبي الله ونعم الوكيل ..

قامت بسرعه .. فتحت الانور ونفضت سريرها و قلبت الادراج .. خايفه يكون في شي ثاني يفاجئها
تحسست الالم في شعرها .. ومسحت دموعها بإرتعاش .. دارت حول نفسها بضياع ..
وارتعبت من نغمه الجوال ... كانت نجمه تدق ... شكلها عرفت بخطبه سعود ..
لكنها مشلوله عن الكلام ومصدومه من اللي صار وماتقدر تتكلم ..
اخوها في مرحله مهمه في حياته وماتقدر تعكر عليه بمشكلتها .. او بالاحرى مصيبتها
حست بالاختناق ... و وجع كبير في صدرها ... و ماتت عندها رغبتها في الحياة .. بدون ارادة استسلمت ...
هدها التعب حتى استرخت على ارض الغرفه البارده ... كالتي سرت بين جوانحها
الان وانسلت من يدها عناقيد الامل في بلوغ ماكانت تطمح إليه ... و رفعت الرايه للخضوع .


**************************


لم يحتمل البقاء ولم يستطع ان يواصل في المواجهه وهو على الطرف الخاسر ..
تداركته الاماني و لاامل في اللحاق بها وقطف ثمارها .. وفاتته محطات الحياة الرغيده ..
و انصدم في مدى حماقته .. و نسيانه لامر مهم ...
اخذ سيارته و مشى بدون هدى .. مقهور .. و الغضب سيطر عليه ... ضرب المقود بقوه ..
متجاهلا كل نبضات الالم في جسده .. يده التي هد عظامها بضربات متواليه .. ام عزمه الذي مات ..
صرخ بشده .. حتى حس بالالم في حباله الصوتيه ... و رضخ للصمت بعدها وكأن شيئا لم يحدث ..
لأول مرة يشعر برغبه في البكاء بصوت عالي ... ويعبر عن مشاعره بالطريقه الصحيحه ..
كان يظن انها مثل غيرها .. بتقنع في حياتها وتخبي مشاعرها ..و تدعي انها زوجه مخلصه وصادقه
وفي النهايه كانت تخدعه .. و تخفي حبها بين خصائصه هو .. و تحت سقف بيته ..
خدعته بسهوله وهو اغتر بوجودها معه متناسي الحسابات الاخرى ...

... آآآآه يامطلق ..
ارتكبت اكبر غلطه في حياتك .. غلطه انك تعلق حياتك بإمرأه وتعتبرها شيء مهم فيها
لكنها كانت مهمه ؟ شي افتقدته و احتجته ..
ارتوي لما اشوفها وألمسها .. و احس الرضى ..
ارتاح بوجودها قربي ...
اآآه يامطلق .. انت السبب ؟
تخليت عن تماسكك .. و كشفت كل اوراقك لها .. وهزمتك بسهوله
لكن الوقت ماانتهى ..
بتدفع الثمن غالي .. غالي بقدر المهدور ..كرامتي و عزه نفسي كرجل ..



**************************


تلك الليله المشؤؤمه لاتنسى ابدآ ...
كل منهما عاش في كابوسه الخاص بعيد عن الاخر ...
ليلى .. سجينه بريئه لاتملك من الحق سوى الكلمات .. ولاسبيل الى الفرار ..
ليس لديها من الحلول مايكفي إما الرضوخ .. لحياة ذليله توعدها بها ...
او المقاومة تدارك الاخطاء بسرعه وايجاد المسرات ..فكلامها شائكا وصعبآ ...
وعادت لها تلك الكلمات التي حفرت بجلافه داخل قلبها .. يكرهها و سيعتبرها كجاريه ...
كم هو صعب ذلك حقآ ....

طلع الفجر عليهما بعد ليلى طويل مليئ بالارق .. تتغنى فيه الكوابيس و تمرح فيه الهموم بدون قيود ..
هي استيقظت من غيبوبه موت جزئيه بشبح لها .. غير واعيه بنضوج لما حدث ...
وهو متعب على جميع الحواس .. يجلد نفسه بـ سياط مؤلمه .. لايريد ان يفرط في المزيد
ويخسر الان دوره هو ليضع قوانينه كلها ويتدارك حياته ويعيش بإلزام وفق مايريد .. وان انسلت
من بين يديه خيوط القيادة واتسعت فجوه الذل .. ألا ان تمرده يأبى ان ينهار ويسمح لاحد ان يسخر منه مجددآ .

انتظرته في كل دقيقه وكل ثانيه ... و تمني النفس لعله يرجع بعقل اخر لكن كل ساعة تمر .. تثبت شكوكه فيها
لكن كل ساعه مرت عليها .. تموت الاماني ببطء .. و تنخدع اكثر في كل لحظة مرت عليها ..
دخلت خديجه وانبهرت بتعجب على حال الغرفه ... لكنها ما تكلمت غير بالمطلوب مع نظرات الاستهجان الواضحه ..
: مدام .... ماما تقول تعالي افطري معي ..
تنهدت بتعب وبالكاد وقفت .. مالها اي شهيه في الاكل او الشرب او بالاصح حتى للحياة ..
لكن ايمانها يبعثها على الصبر ... هذا ابتلاء وعليها الاحتساب .. و اللجوء الى الله ليفرج عليها همها ...
بتحل مشاكلها بصمت وبدون إثارة ... اذا خرج الموضوع من سيطرتها بتكون المشكله اكبر ..
حست بدوخه .. جلست مباشره فاقتربت خديجه بخوف منها : مدام .. انت في مرض ؟

حاولت ان تبتسم لكن الالم في كل مكان ... و وقت التظاهر صعب عليها
حركت رأسها بلا.. و دفنت وجهها بين يديها وقالت : خلاص .. خديجه روحي انا بغير ملابسي و ألحقك .
مشت خديجه بتمهل وهي تراقب المكان حولها وعلى راسها علامه استفهام كبيره ... قبل ان تقفز من سؤال
ليلى المفاجئ : خديجه .. في احد دخل حجرتي البارحة ؟
بانت ملامح الخوف على خديجه .. وقالت بتوتر : لامدام .. انا مافي يدخل جناح انتي .. والله مدام ...

عضت اصبعها و دارت حول المكان .. بينفجر رأسها من كثر الاسئله
مين اللي تجرأ ودخل حجرتي ..؟
مين غرضه يخرب بيني وبين مطلق ؟
انا متأكده ..هذي صورة حطتها يد قاصدة الخراب ...
انا عادة ما اخرج من البيت ... وهذي انحطت في دفتر مذكراتي .. يعني كل يوم افتحه و اكتب فيه...
سألت خديجه بجديه : فيه احد جاء البارحه عندنا ؟
لما ماسمعت رد من خديجه .. استسلمت وخارت قواها على الكرسي محدثه صوت مزعج والتزمت
الصمت .. لكن خديجه قطعته فجأه : مدام .. هذي فاتن .. يجي امس عند اريام ..
وقتها حست بشيء ينفجر داخل رأسها ..
فاتن و مطلق ..
مابتكون مصادفه .. وجود الصوره في حجرتي .. لاني ماقفلتها مثل العادة ..
هي بدون شك .. هي تعرف كل شيء عني ..
هي الوحيده القاصده تدمر حياتي .. دائما كانت تحاول تخليني اتراجع او تزرع فيني الشكوك ..

>>>مطلق انسان شايف نفسه يعني معتد بنفسه زياده عن
اللزوم يحب يكون هوالافضل دائما والمسيطر و متعلم على كذا
يعني اكيد ما بياخذ واحده مثله تحط راسها براسه .. ..<<<

>>>لاتنسين اننا كنا بحكم المخطوبين ... اظنك تعرفين ؟<<<<

>>>>لا انا مؤمنه بالنصيب ..مثلما باعدك عن سلطان و تزوج واحده غيرك <<<

>>>> اساساً هالمكان المفروض يكون لي .. <<<<


كل كلامها لي وتصرفاتها كانت تثبت انها تطمر الشر لي ..
وتنتظر الفرصه .. كن كيف اعرف بدون ما اظلم احد ...

يارب اعني يارب .. ماابغى اظلمها ...
يارب تعرف اني مظلومه ومالي قوة ...
يارب اانصرني على من اراد بي شرآ ...
حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب ..
حسبي الله ونعم الوكيل ...


سألت خديجه : انتي متأكده انها مادخلت حجرتي ؟
: مدام انا مايعرف كنت في المطبخ ..
: طيب خلاص روحي ..

رغم الحيره .. الا ان الامل موجود .. الامل بالله اكبر دائما ..
و مادام هي على حق ... فلاتخاف لانه لابد من يوم تبان في الحقيقه ...



************************



البارحه .. اعلن للجميع عن صدق قراره ...
و خطب نجمه اخيرا ... او جده خطبها له ..
ما ينكر الفرحه اللي شافها على وجه صالح ..
ابدى ارتياحه مبدئيا .. و اعطى جواب مؤقتا حتى يشوف رأي البنت ..
والمهله بينه وبين نجمه .. وهي بتحدد القرار والحياة القادمه الجديدة ..
كان بيدق على اخته و يخبرها .. لكن اكيد نجمه كفت ووفت ..
دخل سلطان وابتسم مباشره : صباح الخير يالمعرس ...
طالعه سعود بنظره يعني اسكت ...
سلطان : هيه ياابو الشباب اعطنا وجه .. يعني خلاص خطبت وتكبرت علينا ...
سعود : الله ماحلاك وانت ساكت ..
ضحك سلطان : متوتر .. خايف ترفضك ... ماعليك انا ضامن الموافقه ...
سعود : اقول اقلب وجهك ..قال ايش خايف ... إلا افكر الامور زادت تعقيد
احتمال انقل الرياض .. وجدي مصمم الا اتزوج قبل تبدا الدراسه .. وانت شايف ماباقي الكثير ..
سلطان : ما تلاحظ ان جدي معزم على زواجك .. اللي يشوفه يقول هو اللي بيتزوج ...
رد عليه بهدوء : يعتقد ان هذا افضل لي ... يقول انه مو ناقصني شي.. وظيفه و بيت وناقصني الزوجه ..
سلطان : وهو صادق .. ياشيخ اعقلها وتوكل .. بكره او بعده بالكثير يجيك الرد وان شاء الله خير ..
وبعدها ابدا بتجهيزات الزواج ...
ابتسم سعود ومارد عليه وكمل سلطان : وانا خلاص شكلي بودعكم ... ابوي دق علي يقول انه يحتاجني في المعرض ..
سعود : عاد انت تدلع انت ووجهك ... تارك ابوك يحوس لحاله ... يااخي حس بالمسئوليه .
سلطان : يا شيخ
فتره نقاهه ... العمر يخلص والشغل مايخلص .. لكن انا خلاص عزمت بأبدا حياة جديده ..
حتى اني افكر اكمل دراستي ..
سعود : الله يعينك ..
وصله صوت نغمته المخصصه لليلى ...فقام لجواله الموصول بالشاحن ..
: صباحك خير ...
عبس للحظه وسأل بخوف : سلامات يالغاليه ؟ علامه صوتك ؟

هب الاخر .. و اشتغل لديه رادار السمع ليبلغ حاجته ...
تدفق لديه الادرينالين .. لوجودها معه بشكل غير مباشر ..
و عبث به الاحساس بأنه ليست على مايرام .. وشعر بالغضب فجأه لانه غير قادر ..
انتبه لهدوء سعود .. فكان معه في كل صغيره وكبيره وانتبه ان يبحلق في سعود بشكل يثير الشك ..
ادار ظهره وتشاغل بجواله ...
فانفرجت اساريره فجأه بضحكه سعود ..اللي سمعه يردعليها بوضوح
: لا تتوسطين ولاهم يحزنون... يعني بتوافق علي لانها صاحبتك .. ما عليه اخوك قلبه جامد
ما بينهز على رفض بنت ..
: يصل ان شاء الله .. لا ماعندي غير سلطان ..
: خلاص اوكي .. اكلمك بعدين ..
قفل منها و ظل يفكر ... فباغته سلطان بسؤاله : عسى ماشر يا سعود ؟
سعود : لا مافيه الا الخير ... تقول انها تعبانه شوي .. علشان كذا انشغلت عليها ..
تنهد سلطان .. وسأل بدون انتباه : كيف زوجها معها ؟
انتبه سعود لسؤاله المبطن و تدارك الموقف بسرعه .. : مطلق ..رجال يعتمد عليه .. انا واثق فيه
و واثق انه بيسعدها ويريحها ان شاء الله ..
كرر سلطان من وراه : ان شاء الله ..
وتجاهل مطلق .. وتخيل لو انه هو من كان زوجها ماذا سيفعل من اجلها ؟؟؟


***************************


انتفضت بعدما ذكر اسمه ... وكأنه برجعها لنقطه الالم .. واستعجلت في انهاء المكالمه
كانت ستشعر بالخيانه لانه كان قريب منها عبر اخيها وهي لم تحتمل ...
حاولت بشتى الطرق انها تكون عاديه .. وبصوت مريح .. وسعيده ..
لكن اخوها شك في صحه كلامها .. ادعت المرض ..لكي تريحه واخترعت بعض من الاكاذيب
كان يجب ان تكون عاديه .. وتعيش وفق الموجود ..
ان تركن مشكلتها وحياتها الخاصه على جنب وان تتعامل مع حياة الاخرين بطريقه اخرى ..
وبالاخص المقربون لديها...
فليس لهم علاقه بما وقعت فيه .. ولايستحقون ان تقاطعهم او تعاملهم وفقا بمتغيراتها ...
ستضغط على اعصابها وعلى نفسها حتى لاتبين شي من متاعبها ... ستضحي براحه بالها من اجلهم فقط ..
كانت بتدق على نجمه ... لان الحاحها الواضح من خلال عشر مكالمات لم ترد عليها وعلى ثلاث رسائل
تطالبها بالاتصال عليها .. كان يضعها في مأزق حذر ..
لكن قلقها المتزايد على مطلق .. وعدم عودتها اتعبت عقلها وارهقت اعصابها ..
قاربت الساعه على منتصف النهار .. وهو من ليله الامس مارجع للبيت ..
خوفها يتزايد مع كل تجاوز لعقرب الساعه .. حتى انتصفت .. و عاد هو بطريقه عاديه
و كأن شيئا لم يكن ... بدى بحاله مزريه .. عينيه ذابله و محمره تحيط بها هالات من السواد
و ثوبه مجعد بطريقه لم تعتدها في مظهره من قبل ... وخوفها الذي تعاظم من بقع الدم .. ذكرها بأيامها تلك ..
دخل الغرفه ..بهدوء وتناول حقيبه ملابسه تحت انظارها .. وقد تسمرت مكانها
تنفست براحه اخيرا لكن مايفعله امامها يجعلها محتاره .. و خائفه
كانت بتسأله لكن ماقدر صوتها يخرج من عمقه.. إلا مهزوز
: مطلق.. انت بخير؟
مااعطاها رد ..فزادها ذلك ذعرآ ...
كانت بتصرخ فيه ..
يا رجل عد لنقطه التعقل ..
لاتظلمني و تخنقني بشكوكك ...
ليست لي قدره على ان اكون محرومه من مشاعرك ..

سألته بهدوء : مطلق .. ارجوك .. خلينا نتكلم و نفهم بعض .. انا ...
ضرب باب الخزانه بقوه اخافتها و ناظرها باشمئزاز ..
قال : ماقلت لك ماابغى اسمع صوتك ...
مااستسلمت له و قالت برجاء : اقسم بالله يامطلق انا مالي دخل في الصوره ..
اصلا مااعرف كيف وصلت ..
غمض عيونه و همس بكم كلمه وكأنه يطلب الصبر والاحتمال ..
وتكلم ببرود : اسمعي يابنت الناس .. الصبر له حدود .. وانا رجال تحملت الكثير
اصعب شيء على الرجال .. انه يعيش غافل و زوجته تلعب من وراه ..
حست بالظمأ والجفاف فجأه .. وتقطت سبل الامل .. و مارتجته سابقآ اصبح محالا
تحت وقع كلماته و نظره عينيه الصريحه لها بالاتهام ..
همست بألم : انت تظلمني يا مطلق... وربي ماعرفت رجال غيرك في حياتي ...
رمى بأغراضه والتفت لها .. والشرر يطل من عيونه ... واقترب منها
: لاتحلفين .. مابصدقك ..
بكت بصوت مسموع : طيب مادامك ماتصدقني اتركني .. اتركني .. مااقدر اعيش مع شخص يشك فيني ..
ضحك بألم واضح و قال بقسوه واضحه : اترك .. اترك .. هذا اللي تبينه ..تحلمين ...
مثلما قلت لك بتعيشين معي مثل الجاريه... بدفعك الثمن و اخذ حقي منك ببساطه...
صرخت فيه : مالك حق تعاملني كذا ... اذا ماتبيني طلقني ... انا اللي اطلب فرقاك .. ماعاد لي خاطر
اعيش معك ...
اشتدت يده وبهت لون شفايفه .. و ماكان منه كردة فعل ...
إلا ان اصخب الصمت بصفعه احتلت جزء كبير من وجهها
فتهاوت امامه على الارض من شدة الالم .. وقوتها ... و تهدل شعرها على وجهها
لم يكن منه الا ارتعاشات الغضب ... وهي ارتعاشات الخوف والالم و الصدمة ..
والحزن العميق ... حزن على مامضى .. وحزن على القادم ...
لم تعد تشعر بشيء في شق وجهها الايسر .. خدر جعلها تنتفض طالبة اليقظه ..
ولم تدمع عينيها لوهله تستجيب لعقلها .. هل هذا واقع يحدث معي حقا ؟
لن يصدقها .. ولن يكون...
وان فعل .. ففي قلبها مات شيء .. وهو يختنق ..
خرج ببساطه دخوله .. و تركها لأهواء الحياة

قفل الباب خلفه بعصبيه .... و تنهد بقهر .. لم يكن ان يريد ان يعاقبها بتلك السهوله
كان يريد من تعذيبها شي يسيرا بطيئا و متلذذا فيه ..
لكنه لم يشعر بالراحه... و لم يخفف ذلك العبء الثقيل على صدره ..
كل الذي سبق وفكر فيه تبخر .. عن طريقه العيش معها ..
اول خطوه كانت ان ينقل ملابسه كلها للحجره الاخرى .. وان يبتعد عنها بقدر الامكان ..
ان يتجاوز اماكن وجودها و يتركها وحيدة ...
بسط يده التي احمرت من شده صفعته... و قبض عليها بشدة ..
وارهف السمع ... فما وصله إلا الصمت ..
فلم يمنع نفسه من الخوف عليها .. وتأنيب نفسه
وإن كره لحظات شفقته التي لاتستحقها .. فمشى على وخزات ضميره بدون مبالاه .
عاد متصلبا خشنا.. لايقف عند فواصل الرقه والحنان ...
غير ملابسه ... وخرج من البيت ...
فتعقبه الاخر بنظرات الاستفهام .. ولاحقه حتى موقف سيارته ..
مسكه ناصر بصعوبه : مطلق .. انتظر لحظه
ناظره مطلق بنفاذ صبر : خير ياناصر .. ماعندي وقت ..
: وشفيك يارجال .. من البارح متغير .. من ساعه طلعتك وانا انتظر.. وين كنت ؟
تنهد مطلق : ناصر .. انا مو فاضي لك ..
شد ناصر عليه بعصبيه: وشفيك .. موفاضي .. مو فاضي .. كلها كلمه و السلام .. وشفيك يامطلق ؟
يااخي على الاقل ريح بالي .. من البارحه مانمت .. القلق اكل عقلي وفي الاخير تقول مو فاضي
ابتسم مطلق بألم و ربت على كتف صاحبه وقال : يعطيك العافيه ياناصر .. اعذرني ياخوي
عندي مشاكل في الشغل .. طلعتني عن طوري .. اذا لقيت وقت بقعد معك ..
تجاوزه ودخل سيارته بينما ناصر ردعليه : بروح بيتي ..؟
ناظره مطلق بتحذير : احذر تروح ... بيتك يبغى له تنظيف .. .. وناقصه اشياء كثيره..
وسكت لما تذكر قصه سندريللا والحاح ليلى عليها ...
وكمل بصوت اعلى متجاوز صوت المحرك : خليك .. بيننا كلام .. و مشى في طريقه بسرعه ..
مااخفى على ناصر ... ملامح التعب على صاحبه او حتى لغه الهروب الواضحه
في مشكله .. ومشكله ماتخص العمل ابدا ..
انتظر حتى اختفت السياره من قدامه .. ورجع طريقه للملحق ..
قبل يحس بشيء غير طبيعي لاحظه اكثر من مرة ...
و تعدى الامر محض الصدفه ... لابد انه يعالج الامر بنفسه ويهتم فيه ..


*******************************



اخذت لها حمام بارد ... وتركت نفسها تدور في الضياع
تحس وماتحس هذا افضل ...
صلت الظهر ودعت ربها برجاء متواصل انه يفرج همها ..
من صبح ماحطت شي في بطنها .. وماعندها الرغبه في الاكل
عندها مهمه ثانيه ...
تكلم نجمه و تترك الحياه تستمر بطبيعتها ..
تنفست بهدوء ... وابتسمت لعل الكلمات تصطبغ بها .. وتصدق فيها ..
دقت على نجمه التي باغتتها بهجومها الصريح
: ليلى واخيرا ... من البارحه ادق عليك ماتردين .. ليش ماقلتي لي ؟
وليش مارديت على اتصالاتي ؟
ليلى بهدوء : اولا السلام عليكم
: وعليك السلام ... بسرعه تكلمي ..
ليلى: بسم الله نجمه شوي علي .. ماعندي قدرتك في الهذره صراحه
في البدايه اعتذر لاني ماقلت لك .. قلت سعود تعرفونه زين .. وماهو غريب عليكم
و في الاول والاخير .. القرار لك .. وسواء قلت لك او لا فما بيغير حاجه صح ..
نجمه براحه : صراحه.. ماصدقت ساعة قالوا لي ... قلت اكيد ان الحمى اثرت على حاسه السمع عندي ..
و كنت اتمنى انك خبرتيني من قبل ..
ابتسمت ليلى وردت : المهم في كل هذا قرارك انتي ... وثقي تماما اي قرار تاخذينه بكون معك فيه ..
نجمه : يعني اذا رفضت اخوك ماتزعلين ..
ادعت العصبيه : انسي ان لك صاحيه اسمها ليلى..
ضحكوا مع بعض وبعدها قالت نجمه : صراحه سعود .. رجال والنعم فيه .. ماينعاب ..
واكيد قالك عن الموقف اللي صار بيننا .
سألتها ليلى : اي موقف ؟
ضحكت نجمه بخجل : اسفه ياليلى ماقلت لك عنه ... لاني ولله كنت مستحيه من نفسي ..
لكن اسألي اخوك هو بيحكي لك .
ليلى : من صدقك انت ... لا والله طالت وشمخت .. طيب يانجوم تخبين علي .. وانا احكي لك كل شيء..
نجمه : لا والله .. لكن الموقف محرج ..
: مصيري بعرفه ... المهم انتي شو قررت ؟
: اصبري انتي .. خليني اثقل شوي على اخوك .. ويش بيقول عني ؟ مصرقعه على الزواج ..
ضحكت ليلى : ياحبي لك يانجومه .. انتي وين والركاده وين ؟ اخلصي علي واعطيني ردك ؟
:بتسمعينه من اخوك .. وضحكت بخجل
عرفت ليلى عن موافقتها .. ماخفى عليها اعجاب نجمه في سعود من قبل .. ولها الحق
مو لانه اخوها .. لكنه بالفعل الرجل المناسب واللي تتمناه كل بنت ..
: . ان شاء الله ..ربي يكتب لكم الخير والسعاده ..


انتهى الاتصال .. وارتاحت مبدئيا .. مع ان فرحتها ناقصه إلا انها حست بالسعاده لاخوها
رمت جوالها على جنب .. و ضغطت على عيونها تمنع رغبه في البكاء ..
مع تلك الوخزات المتنمله في وجهها .. و الالم الموجع في قلبها ..
تحسه وتدركه .. وليتها تضع يدها عليه وتطمسه و للابد لترتاح ...
تناولتها المشاعر و اخذ كل واحده منها طرف محايد ..
مابين الخوف والالم والضياع .. والحزن ان تفقده ليس سواه
سيهون الالم كله في جوفها .. بعودتها الى دفء حضنه ..
دمعت عينيها .. ليس استجابه للالم الجسدي او النفسي الذي تمر به
بل لمجرد الفكره بأنها ..ستفقده .. وتفقد اجزائه الصغيره المبهجه ..

اه يا قلبي الكسير .. لماذا وقعت في غرامه ؟
لما لم تنبض بعيدا عن حدود حبه وتكتفي بالحياه وحيدا ؟
لماذا ارغمتني على ايجاده وملأه في مساحات حياتي الشاسعه
لماذا هو ؟ من يحفر في قلبي شغفا وحبا و ألما كبيرا..
اواه ياقلبه الجامد ...
بثثت شكواي إليه .. فذاب الجليد ..
واشفق الصخر علي .. ولان الحديد
إلاهو .. متحجر .. لايقيس سوى نبضاته

ضممـتـك حتى قلت نـاري قد انطـفت فـلـم تـطـفَ نـيـرانـي وزيـد وقـودهـــــــــا.


لهثت انفاسها بدعاء خالص على الذي لاتخفى عليه صغائر الامور ..
متوكله عليه وصابره .. من يفتح لها من جوف الظلمه باب من نور ..
و يختصر لها المسافات بـ كن فسيكون ..

لله ابــشــكــي (حــيــرتــي ) لله رب الـعـالـمــيــن
وامــد لــه كـفـي (دعـــا) يـــالله عـفــوك ياجـلـيـل
يامنتـهـى (الشـكـوى) إلـــه العـابـديـن الصـابـريـن
يـالله (عونك0فزعتـك) همـي عـلـى قلـبـي ثقـيـل

*************************


مرت الايام سريعا... وغابوا الجميع في غمره ساعاته و دقائقه ..
متخفين عن الجميع .. بأشياءهم العاديه الممتلئه .. و في دواخلهم صراخ يتردد صداه في الفراغ
هو قضى لياليه متجابها مع النوم لعله يغرقه في سبات طويل ..
اعتزل حجرته و ابتعد عنها .. وان بحثت عينيه عنها ..
وهي لاتريد الاستيقاظ من نومها ..
عادت الحياة تسير بركاده ممله غير طبيعيه .. ولا لون لها ..
ماعادت تطاق ابدا ..
اصبحا يتجنبان بعضيهما كالغرباء .. لايتصادفان وان فعلا فإنهما يتجنبان بعضهما كالصرعى .
هي اهملت روحها و جسدها ... حتى اصبح للناظر جسدا خاويه بدون روح ..
في غيابه .. تملأ فراغه بحاجاته .. .. تقضي وقتها في اسعاد نفسها بالاهتمام به او تعذيبها
تتلوى جائعه محرومه منه ... لا ليل يحاصرها النوم فيه متوسده الراحه .. إلا وتحتضن مخدته
تعبء فراغه وتبكي ضياعه بشوق ..
رتبت فراشه .. و اخذت ملابسه ... و ملأت انفاسها برائحه عطره ..
لا متعه في ذلك .. إلارغبه في العذاب .. عذاب يسعدها ...
لاتنكر اشتياقها له .. فهو جزء من ذلك العقاب الذي يسحقها به ..
اصطدمت بوجهه القاسي فتيبس حلقها ..
هاجمها كالعاده : ماقلت لك من قبل لاتدخلين حجرتي ... اتركي اغراضي لحالها اظن في خدامه ..
ردت بهدوء : كنت بنظفها ..
رفع حاجبه بقسوه وكمل : ولا اقولك .. كملي شغلك .. لانه مافيه فرق بينك وبينها ...
لم يتوانى في جرحها وهو الذي يقرأ بسهوله دلالات الالم الواضحه على وجهها و يرتجي بعدها الراحه
ليبدآ مجداا وينال منها بشتى الطرق ...
غامت عينيها ... و انجرحت روحها من جديد .. وادركت انه لافائده ..
لا فائده .. لا فائده ..
ذلك الجوع امتلأ بالهراء .. هراء مشاعر لامعنى لها لديه ..
وان اليأس قد ادركها وهي تدعي ان بصيص الامل قريب ..
مس قلبها ومزق تلك العاطفه ...
لن تحتمله ابدا .. ولن تعيش فيه ..
ذلك الالم تحول لرغبه جسديه يجب ان تخرجها ..
رمت بملابسه رغبه منها في الهروب ... لكنه ادركها .. بقبضته القويه على يدها ..
مستشعرا بروده يديها و ارتعاشتها ... لكن رغم كل هذا .. تجاهل و مضى في تجريحه لها
: زعلت .. وليش الزعل ؟ هذا وضعك الطبيعي ؟
ماقدرت تطل في عيونه .. لم تعد لها الرغبه المطلقه ..
همست بصعوبه : خليني اروح ...
رد بحده مظهرا حقده : تعودي على وضعك من اليوم ...
ابتسم لملامح الالم .. و حرر يدها .. فانطلقت من قدامه بسرعه ودخلت الحمام ..
ذلك الصراع النفسي غرس اشواكه في جسدها وانتهك عافيتها بسهوله قصوى ...
معدتها بدأت تقلب عليها وهي فارغه .. لكن الالم وجد طريقه .. حول رغباتها الى صرخات عذاب ..
وصلت لاسماعه فاقترب من الحمام .. تتنازع لديه الرغبات بين المضي والتجاهل ..
مابين كل شهقاتها .. صرخه ألم يتلوى فيه جسدها .. و تقفزالدمع من عينيها ..
وتبكي بصدق ..لانها وحيده .. وحيده ..
جلست على ارض الحمام البارده ... واجهشت بالبكاء .. قدره لم تعد تحتملها بمفردها ..
تنهد بتعب وهو ملاصق لباب الحمام ... عدم الرضى عن مايقوله او يفعله
لكنه بهذا يشبع رغبته في الانتقام منها ... ولايتذوق منها سوى المرارة..
فداس على نداءات قلبه وتجاهلها ...
و مضى في عقابه .. غايته ان يغرس مديه الخداع في قلبها ويجرحها حتى تكره حياتها ..
ففعلتها ليست هينه .. ولن ينساها ابدا ... فذلك شرخ في كيان رجولته .. يترك اثارا لاتمحى ..



****************************



ابتدأت الاستعدادات للمدرسه ... الجميع انتفض بعد شهور الاجازه والراحه ..
و تداركوا نزف الوقت بإعداد العدة والاستعداد ...
ليلى .. وفقدت تلك الرغبه في اكمال دراستها .. لكنها رغم ذلك واصلت.. قبولها كمنتسبه
جعلها تتحفز لمواصله امالها .. وان اجحفتها الظروف ...
و شغلت نفسها بالقادم ... اخوها واستعداده للزواج .. و انشغالها مع نجمه في الاعداد ..
بعدما صار الامر علني ... وتم التحديد .. اصبح لابد من التفرغ ..
دخلت سمر بعدما مشوار طويل في السوق وارتاحت على الكنبه جنب امها
: والله انهد حيلي ... كلما قلت خلصت .. تطلع لي حاجه جديده ..
ام مطلق : والله من حبكن للسوق .. الود ودك انتي واختك لو تعيشين فيه ..
ابتسمت سمر للفكره ..وقالت : ياليته صدق .. ويش رايك ياليلى ؟
ناظرتها ليلى بإستفهام .. لانها ماسمعت الكلام ..
فسألتها سمر : سلامات ياليلى.. احسك متغيره هالايام ؟
ليلى بنظره لخالتها ولسمر : مافيني الا العافيه .. ويش كنتي تقولين ..
سمر : كنت اقول لواني اعيش في السوق ؟
ابتسمت ليلى : وانتي ناقصه ..تزيدين هبال ..
ضحكت سمر بإستخفاف .. وقالت : بايخه ..
تجاهلتها ليلى و بعده ابتسمت وهي تقول : صحيح ماقلت لكم ان اخوي سعود خطب ... و ملكته
ان شاء الله بعد اسبوعين ..
شهقت سمر بعدم تصديق : تتكلمين جد .. مين اخذ ؟ الله يسامحك ياليلى انا ماقلت لك احجزيه لي
جاتها ضربه من امها : عن قله الحياء .. و كلمت ليلى بإبتسامه : بالمبارك يايمه ..ربي يتمم عليكم ان شاء الله
: يبارك في عمرك يالغاليه ...
سألتها سمر ويدها على مكان الضربه : ومين المنحوسه اللي اخذها ؟
: نجمه ..
سمر : نجمه ماغيرها ؟ ياحبي لها .. اجل تستاهل ؟ الف مبروك ان شاء الله ..
لكن ياليتك قلتي لنا قبل شهر على الاقل علشان نجهز انفسنا ..
ضحكت ليلى : اووف ياشهر .. الموضوع كله ماله اسبوع ..
سمر : وليش العجله ياحافظ ؟
ليلى : خير البر عاجله ..
دخلت اريام فطالعتها ليلى بسرعه .. وحست بالنقمه منها ...
جلست اريام وسألت : ويش السالفه ؟
سمر : تدرين ان سعود اخو ليلى.. بيتزوج قريب
اريام : صدق . .. مبروك
كملت سمر بلهفه : وبياخذ نجمه ..صديقه ليلى الروح بالروح ..
اريام : حلو .. يعني بيكونون قريبين منك ...
ارخت ليلى ظهرها ..لاحساسها بالالم فجأه .. و قالت : ان شاء الله ..
تأملتها اريام .. و كأن شيء ما واضح ومقروء في وجهها
لكنها تجاهلتها رغم ذلك ...

كان البقاء معهم .. جهدآ بالغ .. يأخذ منها طاقه هائله .. معهم جسدا خاويه تنصاع
لتلك اللحظات مجبره و لاتستدير الى نفسها إلا اذا انفردت بها و بقيت وحيده ...
دخلت المطبخ .. بعدما انفضت تلك الجلسات البارده ..
تأملت كوب الماء .. قبل ان تشربه دفعه واحده .. فهو ما يسكت جوعها في الايام الماضيه
تبعتها اريام .. و ادعت انشغالها ..
سألتها : تمشين معي السوق ؟ بما ان ملكه اخوك قريب قلت اكيد تحتاجين شي ؟
ناظرتها بإستغراب لكنها ماقدرت تتفاعل مع سؤالها
فردت ببرود : مالي خلق اروح اي مكان صراحه .. حاسه اني تعبانه ..
جلست اريام مقابلها : واضح عليك .. .. تنهدت و سألت بهدوء : ليلى ممكن اسألك سؤال بصراحه
بما اني مااحب اللف والدوران ... انتي ومطلق بينكم مشكله ؟
رفعت ليلى راسها لها و بدت مهتمه بمنحى الكلام ...
ادعت بكذب : لا .. ليش تسألين ؟
ابتسمت : ماادري احسكم متغيرين بالمره... مطلق صار معصب ومشغول كثير ويقضي اوقات طويله برى ..
وانتي ... وانتي حالك مقلوب ...
: عادي .. الحياة الزوجيه كذا .. مافيه اثنين مرتاحين في الدنيا لابد من المشاكل ...
ابتسمت اريام وقالت وهي توقف : حتى ولو كان فيه .. ماكنت بتقولين لي صح ؟
جاوبتها ليلى بدون تردد : صحيح ..
كان في اتصال في العيون ... وهجوم واضح من طرف ليلى ... كانت في داخلها تحمل اللوم عليها ..
جزء كبير من اسرارها الخاصه ... قد سربته للغير .. وهذه تجاوزات لاترضاها ابدا...
طلعت اريام وبقيت هي مكانها ... تقول لاحظت انه معصب و مشغول .. يعني الامور واضحه
للجميع ...
طيب الى متى يا ليلى ؟
الحال ما تطمن ولاترضي احد ؟
بتبقين وحدك الى متى ؟ مافيه احد يقف جنبك ويساندك في مشاكلك ؟
مهما يكن .. لا تتوقعين ان الحال يستمر ؟
بكره يتغير .... هو حتى الحين يتحملك بإعتبارك خدامه له ..
الى متى بترضين بالذل لنفسك علشان ترضين غيرك ..

ريحت راسها بين يديها ... و فكرت لو لجأت لامها كيف بتكون رده فعلها ..
لو تشكي لها همها كيف بتحتضنها ..
لو تقول يمه مالي معه في الصبر حيله ...
يايمه .. ابتليت في الحياه ببليه مالي فيها يد ..
و مالي فيها لا حول ولا قوه
ويش اسوي يايمه ؟
اتحمل الى متى ؟ ولمين يايمه ؟
لاتقولين اصبري ... وتحملي .. طبع حواء الحنون ..
لاتقولي .. يابخت من نام مظلوم ..
والله يمه .. زاد حالي سوء وقاربت المنون ..
صعب يمه احساس الظلم .. واني اكون مظلوم
يمه ابي اسألك .. وين انا ؟ وين كنا ووين صرنا ؟
يمه .. وين حضنك وقت ادوره بلهفه
يمه .. وين القاك مني ..
يمه .. بنتك ضايعه في دنيا ماتدري كيف ترضيها
يمه .. الحقيني قبل تاخذني في غمضه عين ...

رجعت بلمسات على كتفها ... لم تنتبه لنفسها او تدرك انها تبكي بدون احساس
ارتاحت ان خديجه الوحيده اللي شافتها .. كانت مرتاعه المسكينه وواضح عليها
سألت بشفقه : مدام .. انتي تعبان ؟
ابتسمت ليلى ومسحت دموعها بسرعه وقالت : شوي ياخديجه... راسي مصدع ..
خديجه : خلاص مدام .. انتي روحي ارتاحي .. انا يجيب حبه صداع و مويه ..
: يعطيك العافيه .. مايحتاج خلاص .. توي اخذت لي حبه ..
وقفت ومشت مثل المسيره لغرفتها...
نامت على سريرها مدثره بأحزانها ...
تساوم نفسها على الصبر والتحمل ..
لكن ثقافه التفاؤل .. تفرض علينا نعيش بتوازن كأن نبسط كفوفنا او نقبضها بشده ..
تلك الفرضيات التي تفتح في العقل افاق اخرى ..
من تزرع في انفسنا روحا جديده نشطه ..
لايأتي شيئا بمحض المصادفه او عبثا ..
ايمان .. ينعش الجسد و يجدد الروح ..
غدا .. يوم جديد .. لابد فيه تطلع الشمس ..
لابد يضيء الكون .. و تفرح في يوم ..
وتضحك من قلبها ..و تنزاح الغمه عن حياتها وتعيش مرتاحه ..
ابتسمت .. لتخيلاتها التي رسمتها لنفسها ..
متفائله بغد اجمل ... نعم غدا اجمل ..

فتح الباب عنوه ... ولم تعود الى الواقع .. تعرف انه عاد ليجعلها متعذبه ..
عاد مجددا لموعد العقاب .. كما حدده هو ...
سترد له الدين .. ستكون هي الافضل ..
إلتفتت له بإبتسامه ... فلم تخفى عليه تجهمه العميق
لن تسلم من صراعاته الدائمه ..
ولن ترتاح من صراعها مابينها وبين نفسها ...

ارتد على نفسه .. وازداد غضبا ..
منها ..لابتساماتها و ماسببها؟
تبدو مختلفه .. مرتاحه ومتقبله الوضع ...
ومن نفسه .. لانه اشتاق لها وإلى رسم الابتسامه الجميله التي تكون على وجهها
وتشرق لها محياها ...
ترك الباب مفتوح ... وجلس على الكنبه بعد ما شغل التلفزيون ومع الثواني ارتفع صوته
وكأنه يصارع افكاره ان تهدأ ... متشاغل بأوضاع سياسيه لا تنتهي ..
جلست وراقبته بهدوء ...
اشواط طويله تفرق بها عنه ... ويبتعدون فيها عن بعض ...
آآآآه ياطول المسافه ..
ويا بعد الطريق ..
الدروب اللي جمعتنا ليه ضاقت ؟
وليه قلوبنا صارت تخاف ؟
والسبب صوره .. صوره احرقت كل شيء جميل بينهما ...
كان الحنين إليه من يجعلها حزينه . ...
وقفت على اعتاب بابه بدون ان تطرقه .. لانها تعرف الجواب مسبقآ ..
ماتلومه .. ولا تزيد من عتابه شي ..
حال ابن ادم .. ماتنكرها عليه ..
تعذرت له .. وانتظرت الفرج ..


"الحنين"
اللي وقف بي عند بابك ..
اشبع اشيائي غرابه ..!
كيف تقدر ..؟
تبعد بلحظات عني ..؟!
وتملى اشيائي كآبه ..


طال صبره و تململ مكانه ... تذكر ناصر وانه طول اليوم مشغول عنه ...
قام بعدما غيرملابسه ... لكن سبقته قبل يطلع ونادته برقه
مااستجاب لها ..
قالت بهدوء : ودي اتكلم معك ؟
رفع يده بإهمال وقال : مو فاضي لك ..
رفعت رأسها و قالت بعزم : لو صار ولقيت صوره معك ؟ ويش بتكون رده فعلي ؟
رفع يده بعنجهيه : لا تقارنين ...
ابتسمت بألم : وليش ؟ لانك رجل ؟ انا في حالتي خيانه وفي حالتك حق من حقوقك ...
طالعها بإستنكار .. مع الحاح للانتقام ..
ابتسم هذه المره وببرود لانه استطاع ان يرى نقطه ضعفها :
: لاتتكلمي عن حقوقي ... بتتعبين ؟ ..
كملت بنفس القوه : وانت في مثل حالتي .. لاتتكلم عن حقوقي بتضيع فيها يامطلق ..
لم يفهم ماتعنيه بالضبط .. كانت بذلك تريد ان تساومه وتجرحه
لكنها خائفه مرتعده تدعي الثبات والقوه ..
اقترب وهمس : مافي مقارنه ... بيدي من بكره اتزوج عليك .. لكن انتي تحتاجين مني كلمه .. كلمه واحده
ارتعشت لتمتعه في تعذيبها ... و لنطق الانتقام في عينيه
يساومها على راحه بالها ..يريد ان يزعجها بشتى الطرق ..
ماخفى عليه ملامح الغضب والرغبه الشديده في البكاء ..
انطفى شيئا داخله واشعر بقليل من الرضا ..
ليلى : بتكون فاتن اكيد ؟؟
قال بسخريه : ممكن ...
وخرج بشكل عادي ... تنفست بصعوبه لتجاهله ..
ستأكلها الغيره حتما .. لن تهنئ بشيء بعدها
و وبخت نفسها لمضيها في مثل هذه المحادثه الكريهه .
لم تأتي بفائده منها سوى تعكير مزاجها ااكثر .. وخوفها من ما لاتعلمه ولا تتوقعه منه ..



وبخ نفسه على الاستمرار في التجاااهل ؟ و تستر بالغربه دواء غير شافي لكن مخففا للالم ...
دخل عند صاحبه ...رغبه في الهروب والتفكير بدون انقطاع ..
قابله ناصر اثناء خروجه من المطبخ و قد بدا متعافيا ..: هلا والله بالقاطع ..
مارد عليه .. جلس بتثاقل و غاب في التفكير
لاحظ ناصر عليه شروده واستشعر الالم على ملامح وجهه فسأله : في مشكله ..
هز رأسه بلا .. وضغط على عيونه بتعب واضح ..
لما لاحظ الصعوبه الواضحه في عدم قدرته على الكلام .. إلتزم الصمت ..
لكن وقتها تكلم مطلق : لا تسكت .. تكلم ..
ناصر : ويش تبيني اقول ..
: قول اي شي .. لاتسكت ..
ابتسم ناصر وقال : خلاص .. احكي لك قصه سندريللا ..
غمض عيونه بقوه رغبه في النسيان والاختفاء ...
وصرخ عقله داخل رأسه.. لا ارجوك .. مابي شي يذكرني فيها
مابي صورتها و لحظات شقاوتها معي ..
مابي اذكرها بشي ... بالكاد انسى اللي تمر من قدامي ..
كل شي حولي يذكرني فيها ..
لاتعذبني يارفيقي ..
تنهد بتعب وقال بإستسلام : احكي لي قصه تحكي عن الخيانه ..
ضحك بمراره وكمل : مافيه قصه تعرفها كذا صح .. تعتقد انت ... لكن انا اعرفها ...
تأمله ناصر بصمت وبعدها قال بتحكم : طيب اسمعها ؟
ناظره مطلق بحده : ما بتعجبك .. انا متأاكد ..
مال ناحيته و شابك اصابعه وقال بتفهم : لا عادي .. هي راحت ولا جات قصه ..
يعني بدايتها ... كان يامكان في قديم الزمان وسالف العصر والاوان ..كان فيــ .....
كمل مطلق بصعوبه : زوج مخدوع .. ظن انه يعرف كل شي في الحياه .. ملك اللي يبيه.. لكنه كان يدور على شي
مفقود ماعمره حس بوجوده ... ولما امتلكه تغيرت حياته ... وتغير هو ... وبعدها انقلبت الموازيين ..
ضحك بقوه ...حتى نضحت عيونه بالدموع ...
دموع رجل قهرته الظروف ... ظن انه يوم لن تنال منه ابدا
دموع لاتبلغ غايه قصوى من الضحك وعدم التماسك ..
دموع شعر بحاجه لذرفها تحت اي سبب ..
كسرت شوكته الحياه و مرغت كرامته في تراب الخيانه...
سلبت اعتزازه بنفسه و محت شخصيته و بات مجردا من كل شيء...
تامله ناصر ووعى على مشكله خطيره قد وقع فيه صاحبه ..
ماحب يتدخل اكثر .. الامر واضح

قطع ضحكاته بستار من الجلاده فجأه وقال : ودي اسافر يا ناصر ؟
سأله ناصر : وين بتروح ؟
جاوبه بدون مبالاه : اي مكان ..
صمتوا لفتره .. وبعدها سأله ناصر بوضوح : بتحكي لي عن مشكلتك ؟
ابتسم مطلق : لا تعتبرني مريض عندك .. وتقعد تستجوبني .
رد ناصر له الابتسامه : افا يامطلق .. انت مريض .. والله انك عن اكدع دكتور.. لكن ملاحظ عليك انك تعبان ؟
تنهد بإرهاق ورفع رأسه للسقف : والله تعبان .. تعبان .. حاس بروحي بتخرج من جسمي ..
: لهذه الدرجه ؟ طيب قول لي ؟
: انتهى كل شي يا ناصر ..
جاوبه ناصر بجديه : مافي شي ينتهي كذا ..ببساطه ..
ابتسم مطلق و استلقى على الكنبه وقال بنعاس : اظن ان زواجي اكبر مقلب اكلته في حياتي ..
تأكد ناصر من صحه افتراضه انه يعاني مشكله في زواجه ..
ناصر : لكن انا اشوف ان الزواج احلى شيء صار لك ..
طالعه مطلق بدون مبالاه : لا تغرك المظاهر ..
ناصر بإبتسامه : الا معك .. المظاهر لها معاني ثانيه ..
: لا تهتم ..
هز رأسه بتجاوب و سأله : مطلق .. كان في شيء ودي اقوله لك ؟
انتظررده ولما لاحظ عليه سكوته الطويل .. طالعه
ولاحظ انتظام انفاسه .. نايم بهدوء
و كأنه ما صدق تطبق جفونه وينام ..
يهرب من كل شيء .. بالنوم .



الى الملتقى الاربعاء القادم ان شاء الله
دمتم بخير





 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:21 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية