لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-05-11, 07:57 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شدد الوالد على لورا كي ترافقه الى منزل الكتور وول , لكنها لم ترض , فلو فعلت لأزعجت الرجال الثلاثة وأرغمتهم على التحول عن أحاديثهم الطبية لتسليتها , وهكذا كرت رغبتها بالبقاء في البيت قبل أن يخرج والدها وجدها أولا, وبعدها جويس ورالف.
جويس بدت في أبهة حلة ودخلت الى المطبخ لتحضر عشاء خفيفا مكونا من سلطة خضار وبيض مقلي بدموعها أكثر من الزيت , هدأت لورا قليلا بعد العشاء وجلست ليس لها سوى السكوت التام ينادم وحدتها.
ولتمضي الوقت غسلت شعرها الطويل وتركته حرا ينسدل حتى أسفل ظهرها , بعد ذلك أعدت بعض القهوة , فشربتها ببطء وتسلت ببعض السندويشات الخفيفة فيما غرقت بقراءة الجريدة المحلية.
كان الكهل والعجوز أول العائدين وبدا أن العشاء لم يعجبهما , أذ هجما بنهم على قهوة لورا وسندويشاتها , وبعد حوالي الساعة عاد الثنائي الشاب , جويس جميلة كما لم تكن من قبل , ورالف مستسلم لهذا الجمال وأن يكن يبذل مجهودا كبيرا لئلا يبدو كذلك , والواقع أن معظم جهده ضاع سدى لأن بعض المشاعر لا يمكن أن تخفى على أحد.
أحضرت لورا مزيدا من القهوة فتولى رالف بلطفه المعهود حمل الطبق متمنيا أن تكون أمضت أمسية حلوة ,وسائلا أياها ما أذا كانت حرة لتنضم في الغد الى مشاريعه وجويس.
قرأت لورا توسلا في عيني جويس حتى يأتي الجواب بالنفي وهكذا كان , فأختلقت عذرا وقالت أنها مضطرة للقيام بزيارة لبعض الأصدقاء بعد الظهر , أظهر الطبيب أسفا صادقا ولم يحاول تكرار الدعوة لأنه قلبيا يفضل الأختلاء بجويس على كون شقيقتها معهما حتى يطيب له جو الغرام.
بعد قليل ذهب كل الى غرفته ولم تفاجأ لورا لما دخلت عليها جويس باسمة:
" شكرا للسماء لأنك نظرت اليّ قبل الأجابة , تصوري لو أنك قبلت دعوته! هو بالطبع لا يرغب بذهابك معنا يا لورا ولكنه طلب منك ذلك لياقة فقط , سنمضي نهارنا في كمبريدج حيث أمضى رالف سنوات الدراسة الجامعية ".
جلست جويس على طرف السرير وهتفت والفرحة تغمرها:
" أليس ما يحصل رائعا يا لورا؟ حدسي ينبئني بأنه سيطلب يدي في وقت قريب".
أكملت لورا جدل شعرها أمام المرآة متظاهرة بعدم الأكتراث كثيرا بأقوال شقيقتها , والحقيقة أن قلبها كاد يتوقف لما سمعت هذه الكلمات التي طالما خشيت سماعها يوما ,وها هي الآن تنزل عليها نزول الصاعقة وتهدم ما بقي لها من آمال , حبذا لو يكون حدس جويس خاطئا مع أن معظم الدلائل تشير الى صدقه.
أنهت جدل شعرها بيدين مرتجفتين وسألت بحذر:
" كيف تعرفين أنه ينوي الزواج؟".
ضحكت جويس وأجابت بفظاظة:
" لا تكوني سخيفة , أنا واثقة من قولي".
تمكنت لورا من الأبتسام سائلة:
" وماذا سيكون جوابك لو سأل؟".
" أكون بلهاء لو رفضت الزواج من رالف! أنه رجل جذاب ومغرم بي حتى أذنيه , كما أنه واسع الثراء على ما يبدو خاصة أنه يرتدي أفخر الملابس ويقود أفخم سيارة... أتريدينني أن أرفض بتوافر كل هذه المغريات؟".
رمت لورا نظرة خاطفة نحو المرآة , فرأت أن ملامح وجهها ما زالت هادئة لا تفضح ثورة داخلها وغضبها الجامح ويأسها الذي لا بد وسيلة للخروج من حلقته المفرغة.
" أتحبينه يا جويس؟".
نهضت الشقيقة الصغرى وخطت نحو الباب:
" يا عزيزتي لورا , أنا مستعدة لأن أحب أيا كان بشرط أن يؤمن لي الحصول على كل ما أريد ". أضافت جويس قبل أن تقفل الباب وراءها:
" لنقل أنه يعجبني".
نهضت لورا باكرا بعد أن أمضت ليلة قلقة لم يغمض فيها جفناها ألا لماما , وهاجس الخروج من البيت قبل أستيقاط أحد زادها سهادا , أرتدت بنطلونا وقميصا رقيقا ونزلت الدرج عارية القدمين حتى لا توقظ أحدا , شربت بسرعة فنجانا من الشاي وأكلت قطعة من الخبز كستها بطبقة ناعمة من العسل , ثم أرتدت حذاء مريحا ووضعت على كتفيها قميصا صوفيا تحسبا قبل أن تخرج الى شمس أيار ( مايو) الدافئة.
كان الطقس رائعا والطبيعة الخضراء تغرق فرحة نور الشمس , توجهت لورا الى القرية ومنها توغلت في زقاق ضيق يفضي الى قرية مجاورة , كان هذا الزقاق مكان لورا المفضل للسير كونه محاطا بأشجار تعشعش فيها العصافير الغريدة الصادحة بسمفونية عذبة من الألحان , وهل أحلى من شقائق النعمان والياسمين كرفيق للصباح؟ وهل أبدع من الخزامى والبنفسج رفيق درب صباحية؟ لوح رائعة تسحر الألباب وتطوي الهموم حاملة الناظر اليها في عالم آخر ملؤه الروعة والجمال , ومبرزة ما منح الخالق للأنسان من نعمة الطبيعة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 15-05-11, 07:58 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تغلغلت لورا في المسلك المتعرج كالثعبان حتى شارفت على الوصول الى القرية , أصوات جرس ساعة القرية تترامى اليها من بعيد ولاحت لها الأكواخ القائمة على طرف القرية.
أول من شاهدها كان راعي القرية مدير المدرسة الخيرية , فحياها بحرارة مستغربا:
" لورا! أي ريح طيبة حملتك ألينا؟".
" خسارة كبيرة أن يهدر المرء صباحا بهذا الجمال في السرير , وأنا أحب النهوض باكرا والسير بين أحضان الطبيعة".
" الطبيعة ملاذ هادىء مليء بالأمان لمن يريد الأختلاء بنفسه ".
لاحظ الرجل الكهل شحوب القلق والتعاسة في عينيها , فتابع:
" تعالي لنتناول الفطور معا , وزوجتي مارتا ستسر كثيرا بوجود ضيف في منزلنا المضجر بعد ذهاب غي لتحصيل دروسه في كمبريدج".
سارا معا في شوارع القرية حتى بلغا الطرف الآخر منها حيث منزل السيد لامب المبني من حجر أبيض , بناء رائع واسع صمم أصلا لسلف السيد لامب الذي كانت له عائلة من زوجة وستة أولاد , أما الآن فلا حاجة لكل الغرف بوجود السيد لامب وزوجته مارتا وأبنهما الوحيد غي الذي سيغيب في كمبردج حتى ينهي تخصصه في الهندسة.
دخل الكهل ولورا المطبخ ووجدا مارتا تقلي البيض فوق طبقة من لحم العجل الشهي , جلس الثلاثة يتمتعون بوجبة لذيذة فيها كل طيبة القرية ونقاوتها , وأستطابت لورا الحليب الطارزج والخضار النضرة المقطوفة من حديقة المنزل .
منتديات ليلاس
بعد ذلك أنسحب السيد لامب على دراجيته الهوائية ليقوم ببعض الزيارات وليقف على حاجات أبناء رعيته , تاركا لورا تساعد زوجته في غسل الصحون وتقشير البطاطا تحضيرا للغداء.
عادت الى المنزل فوجدت جدها ووالدها مع أحاديثهما التي لا تنضب , وافتهما لورا بعد قليل بالقهوة فشكراها بسرور وتابعا المناقشة.
صعدت لورا الى غرفتها وبدلت ملابسها بعد أن حررت شعرها المعقود , ثم نزلت الى المطبخ لتكمل ما بدأته .
لم تعرف لورا عن شقيقتها والحبيب شيئا ألا على مائدة الغداء عندما أخبرها والدها أنهما غادرا منذ الصباح ولن يعودا قبل الخامسة , ولكنه لا يعرف وجهة الرحلة.
هز الرجل رأسه وقال :
" من الظاهر أنهما على أبواب علاقة جدية مع أن جويس تصغره بكثير , لكنني لن أعرض أذا كانت أبنتي تريد هذا الرجل وهو من جهته مأخوذ بها على ما يبدو , نظر الوالد الى لورا وسأل ألم تلاحظي أنه واقع في غرامها؟".
قالت لورا نعم بصوت جليدي وذكّرت والدها بأنها عائدة الى لندن بقطار الساعة الثالثة , وعلى الفور عرض الرجل أصطحابها الى المحطة مضيفا:
" بذلك نقوم بنزهة أنا وجدك ونروح عن نفسينا قليلا , لكنه ما لبث أن تذكر أمرا مقلقا فأستفهم , ولكن من سيحضر لنا شاي الساعة الخامسة ومن بعده العشاء يا عزيزتي؟".
" الشاي جاهز في المطبخ وما عليك ألا تسخينه قليلا , كما حضّرت عشاء باردا موضوعا في طبق على الثلاجة , وسأحضر لكما شيئا أضافيا بعد قليل".
بعد أن أطمأنت الى أنتظام أمور المنزل حزمت لورا حقيبتها وأخذت تبحث عن والدها حتى لا ينسى أنه سيوصلها الى المحطة في شلمزفورد.
جلست في مقعد السيارة الخلفي لأن جدها لا يطيق الجلوس في الخلف حيث لا يستطيع الرؤية جيدا , ولورا فرحة ضمنا بذلك لأن جلوسه قرب والدها يلهيه عن طرح الأسئلة عليها :
"هل أنت سعيدة بعملك في المستشفى؟ ماذا تخططين للمستقبل؟ أتحبين أحدا؟ما رأيك برالف فان ميروم؟".
والسؤال الأخير هو الأكثر أحراجا بالطبع وتخلصت لورا منه بقولها أنها لا تحكم على شخص لا تعرفه تمام المعرفة.
لكن الذكاء لا ينقص جدها الذي علق على ردها:
" لا ضرورة لأن نعرف الشخص جيدا حتى نستلطفه , فالمحبة ليست بحاجة لحسابات ومنطق , أما أن تنبع فورا من القلب أو لا".
" لا بأس به يا جدي ". غيّرت لورا وجهة الحديث بعد الرد المقتضب :
" هل ستكون هنا عندما أعود يا جدي , فأنا لا أعلم تماما متى سأحضر؟".
" سأبقى عندكم , رالف يروح ويجيء كثيرا وأمر عودتي الى هولندا مؤمن ما دام الرجل يهوى الرحلات السندبادية".
" هذا يتيح لي رؤيتك قريبا بأذن الله".
نظرت لورا الى ساعتها لما وصلت بهم السيارة الى المحطة , فأسرعت لأن القطار يمر بعد خمس دقائق , قبّلت والدها وجدها وحملت حقيبتها متجهة الى شباك التذاكر.
منتديات ليلاس
خلال الرحلة لم يغب رالف عن بالها ولم تكتم شعورا بالحسد أتجاه جويس التي تحظى دائما بمبتغاها دون جهد يذكر , وأدركت أنها ستتلقى عما قريب خبرا ينبئها بزواجهما , خبر كالقدر لن تستطيع دفعه عن حياتها.
نظرت من النافذة الى لندن المكتظة بالأبنية الرمادية الحزينة متمنية لو أن بساطا سحريا يحملها بعيدا , الى حيث لا تسمع شيئا عن رالف فان ميروم , ولكن , أليس في زواجه من شقيقتها أنتهاء لمعاناتها؟ أليس آخر الدواء الكي ؟ لماذا تعذب نفسها ما دامت لن تحصل على الرجل؟ فليتزوج من جويس لتبدأ بنسيان الحب الذي ربطها به وتبدأ بتقبل فكرة وجوده كصهر... فكرة مخيفة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 15-05-11, 07:59 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- الداء .... والدواء


أنضمت لورا الى مجموعة من زميلاتها الممرضات في غرفة آن ماثيوز في المستشفى تحتسي فنجانا من الشاي , وتشترك بالأحاديث الدائرة ما أستطاعت.
آن , التي تتولى أدارة قسم الجراحة النسائية , ناوبت يومي السبت والأحد أضافة الى الكثيرات من الممرضات , وهي لا تقل أنهماكا وأنشغالا عن لورا , فقد وقع حادث قطار كبير وتدفق الجرحى المصابون أصابات مختلفة تراوحت بين الرضوض البسيطة والحالات الخطرة التي أستوجبت وضع البعض في غرف العناية الفائقة.
وبدا التعب أكثر ما بدا على وجه أودري كراو المسؤولة عن قسم الطوارىء , والمعروفة بخبرتها الطويلة في هذا المضمار والتي تجعلها المثال الأعلى لأي ممرضة تتدرج على يديها .
قالت أودري والأرهاق ينضح من صوتها:
" أمن العدل أن تأتينا كل هذه المصائب صباح الأحد ؟ اليوم الوحيد الذي أستطيع فيه أخذ قسط من الراحة لأتناول فنجانا من القهوة بدون أزعاج , وها قد أنهال علينا سيل الجرحى من حادث القطار يعلوهم غبار الطريق كالعائدين من الجبهة , لكن معظمهم كان لحسن الحظ مصابا بجروح سطحية وكدمات بسيطة , ولم نضطر الى ـرسال أكثر من أربعة اليك يا لورا وخمسة الى آن , كما أن هناك رجلين وأمرأة يحتاجون الى جراحات خطرة".
نظرت أحدى الموجودات الى لورا سائلة:
" ما أتى بك باكرا اليوم يا لورا فنحن لم نكد نتوقع حضورك قبل الليل ؟ أنت تتواجدين دائما فور حصول طارىء كأبطال القصص الخيالية".
ترددت لورا قبل الأجابة:
" لم يكن لديّ شيء أفعله في البيت ووالدي لم يكن يستطيع أيصالي الى المحطة ألا في موعد القطار المبكر , يبدو أن مجيئي كان مفيدا في كل الهرج والمرج الذي حصل".
دخلت ممرضة أخرى الغرفة وقالت للورا:
" مكالمة هاتفية لك يا لورا , صديقك يحاول أزالة كل أسباب الخلاف الأخيرة , أليس كذلك؟".
شاركت لورا قهقهات الجميع وهي تتوجه للأجابة على المكالمة , في حين أن الخوف الأبيض تسلل الى أعماقها... لا بد أن جويس تريد أخبارها بأن رالف فان ميروم عرض عليها الزواج , وبالفعل لم تكد ترفع السماعة حتى سمعت صوت شقيقتها يزف اليها الخبر السعيد , لم تفاجأ لورا أنما عجزت عن التعليق وكأن دماغها تعطل عن العمل , أزاء ذلك صرخت جويس في أذنها:
" لورا ؟ أما زلت معي؟ لماذا لا تقولين شيئا؟".
أعادها ذلك الى الوتقع فأجابت بصوت شبه هادىء:
" أنه نبأ سعيد يا عزيزتي , وأتمنى لكما كل خير وهناء , أيعلم والدي بالأمر؟".
" نعم , وجدّي كذلك , ولكنك تعلمين كيف يحاول الكبار تغليف الأمور بطابع واقعي مشكك".
" لا أهمية لذلك ما دمتما متوافقين ومصممين على خوض غمار الحياة معا".
" أقمنا أحتفالا صغيرا بالمناسبة .... آه أنه أمر رائع يا لورا , رالف بجانبي ويود التحدث اليك".
تنفست لورا عميقا طالبة من السماء مساعدتها على تجاوز أمتحان التكلم اليه , مع العلم أن المحادثة الهاتفية أرحم من مقابلته وجها لوجه , ومن الآن حتى يحين موعد هذه المقابلة الحتمية مع الصهر العتيد تكون الجروح بردت , وبدأت بالأندمال, وعلى الرغم من ذلك وجدت لورا صعوبة بالغة في فك عقدة لسانها عندما سمعت صوته يهمس في أذنها:
" لورا؟".
" أهلا".
" ألن تهنئيني؟".
" وكيف لا؟ أتمنى لك السعادة من كل قلبي".
" أنا مسرور لسماع هذه الكلمات اللطيفة ممّن سأصبح صهرها , خسارة أنك غير موجودة معنا للأحتفال ولكنك ستتدبرين الأمر لتكوني معنا في الأسبوع المقبل".
أختارت لورا العبارات بدقة قبل التفوه بأي كلمة حتى لا تبدو كثيرة الحماس أو فاترة الهمة , فقالت بواقعية:
" سأبذل جهدي للحضور , أعتذر لأنني أضطررت الى ترككما باكرا اليوم لكنني ملتزمة بموعد....".
" صحيح".
قال رالف ذلك كأنه يريد وضع حد لهذه المكالمة التي تهدر وقته سدى , وقت يستطيع تمضيته مع حبيبته جويس , وترسّخ ذلك عندما أبعد السماعة عن شفتيه قائلا:
" حسنا , أنا قادم". ثم عاد الى مخاطبة لورا:
" هناك من ينتظرني يا لورا , الى لقاء قريب بأذن الله".
أقفلت الخط وتوجهت مباشرة الى غرفتها دون المرور بمكتب آن , مع علمها أن أحدى زميلاتها ستأتي للبحث عنها عاجلا أم آجلا , في الغرفة , أمضت دقائق طويلة تحت الماء تبرد ثورتها وتغرق حزنها , ولما طرقت أحداهن الباب تسأل عنها , أجابت أن المخابرة أستغرقت وقتا طويلا فلم تعد اليهن في غرفة آن , سألت الواقفة في الخارج:
" أهناك ما يقلق؟".
أجابت لورا بنبرة أرادتها فرحة:
" لا ! فأعلان خطوبة جويس أمر رائع , سأخبركن بالتفاصيل لاحقا".
في الصباح التالي أطلعت لورا الجميع على الخبر السعيد بأقتضاب تام وهن يتناولن طعام الفطور في قاعة الطعام الكبيرة , وسمعت الضجة والهمهمات التي تلت أكتشاف أحدى الممرضات الشابات أن الخطيب ما هو ألا الطبيب اهولندي الوسيم الذي يتي للقاء الدكتور بيرنيت.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 16-05-11, 10:43 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أنا ما رح أكمل الرواية ألا حتى شوف ردودكم

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 18-05-11, 10:01 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أنهت لورا طعامها بسرعة وخرجت من القاعة على تمنيات زميلاتها بأن تكون العقبى لها قريبا.
شغلت الممرضة المتفانية طوال النهار بأربعة مرضى يحتاجون جميعهم الى عمليات خطيرة , وما أدرى الناس بالجهد الكبير الذي تبذله الممرضة لتحضير المريض جسديا ونفسيا لأدخاله الى غرفة العمليات , وبعد ذلك يبدأ التحضير لأستقباله من جديد وتأمين برنامج المراقبة الذي يسيء مجيء الطبيب مجري العملية للفحص وأعلان النتائج , أضف الى ذلك هجوم زوجات المرضى الآتيات من منازلهن , المسلوخات عن أولادهن , ينتظرن رحمة الرب فيما رأس العائلة مستسلم لمبضغ الطبيب يقص ما يمكن أن يكون خلاص العائلة أو شقاءها.
وهذه المرة كان عليها مواجهة أسوأ ما في الأمر , فقد توفي أحد المرضى فور خروجه من غرفة العمليات متأثرا بهبوط مفاجىء في ضغط الدم لم يستطع الأطباء المهرة تداركه , وأضطرت لورا الى البقاء مع الأرملة المفجوعة حتى جاء بعض الأقارب وأصطحبوها الى البيت.
بعد هذا النهار الطويل المرهق صعدت الى ملاذها الوحيد.... غرفتها , وبالكاد أستطاعت أخذ حمام سريع وأرتشاف بعض الشاي الذي أحضرته آن ,حتى غطّت في نوم عميق.
منتديات ليلاس
مرّت بقية الأسبوع بسلام أذ تحسنت حالة المرضى الثلاثة الآخرين بشكل مشجع , كما ذهب الشبان , الذين خضعوا لعمليات نزع الزائدة الدودية , الى بيوتهم بعد أن قدموا الى لورا باقة كبيرة من الورد , والمفاجىء أن السيد بلايك الدائم التذمر عاد يوما الى المستشفى ليقدم للورا شكره وأمتننانه على العناية التي خصّته بها, لم تصدّق لورا عينيها عندما رأته ووقفت تحدق فيه لا تدري ما تقول معجبة بالمجهود الذي بذله ليرغم نفسه على القيام بهذه الزيارة , بعد ذلك أصطحبته الى قاعة المرضى ليلقي التحية على أثنين من زملائه السابقين.
تلقت لورا مكالمة من جويس في وسط الأسبوع تبلغها فيها أن رالف آت ليمضي السبت والأحد عندهم , وأفهمتها بما لا يقبل الجدل ـن وجودها سيفسد الجو عليها وعلى رالف ويعيقهما في مشاريعهما , أذ سيضطر الخطيب تهذيبا الى دعوتها للخروج معهما , ولورا لا تريد بالطبع أفساد سعادة أختها , فقررت التخلي عن يومي العطلة والبقاء في المستشفى , لهذا أتصلت بشقيقتها في أواخر الأسبوع وأختلقت عذرا لتبرر عدم ذهابها الى البيت...... وجويس لم تكت تنتظر أحسن من ذلك.
" ما سبب عدم مجيئك؟".
" طلبت مني أحدى الممرضات العاملات في قسم المعالجة الفيزيائية الحلول مكانها لأنها ذاهبة لحضور حفلة زفاف صديقة لها".
" قد يكون غيابك يا لورا أفضل لنا , فأنا لا أرى رالف كثيرا كما تعلمين وأود أن يكون متفرغا لي عندما يأتي , وعلى فكرة , هو آت في الأسبوع المقبل أيضا , وأنت ستكونين مرتبطة بدوام العمل على ما أعتقد".
ولأرضاء جويس جاء كلام لورا موافقا:
" تماما , فأنا لن أحضر ألا بعد أسبوعين كوني بحاجة لجلب بعض الملابس الصيفية من خزانتي ".
قررت لورا بذل ما في وسعها من الآن وصاعدا حتى ترتب عطلها بشكل لا يتعارض مع لقاءات رالف وجويس , وتمنت لو أنهما يتزوجان بسرعة ويستقران في هولندا ليعود بأستطاعتها الذهاب الى بيتها بحرية , فأذا ظل هاجس وجود رالف في منزلها يلاحقها , لن تتمكن من التوجه الى هناك ومواجهته لئلا تنهار معترفة بحبها ومفسدة سعادة شقيقتها الصغرى.
تنهدت وأعادت تركيزها على الملفات والأوراق المتجمعة على طاولتها , والتي تشكل ملاذها الوحيد للفرار من التفكير برالف .
لمّا حل يوم السبت بدأت لورا تفكر بوسيلة لتمضية الوقت , فالبقاء في لندن الكئيبة ليس واردا , ولم تجد بعد غربلة الأحتمالات المتوافرة أفضل من الذهاب لمشاهدة معرض للصور الفوتوغرافية , ثم الى السوق للتبضّع , وفي المساء دعاها جورج وايت الى مشاهدة فيلم سينمائي أكتشفت أنه ممل أكثر من جورج نفسه , فقد كان فيلما يعالج موضوعا نفسيا عميقا بسوداوية مرعبة , وزادها أرهاقا للأعصاب أصرار جورج على التعليق الهامس على مشهد وعناد في تحليل كل لقطة , وبعد أن جاء الفرج وأنتهى الفيلم أصطحبها جورج الى عشاء عادي جدا توجه بمحاضرة مطّاطة عن آخر أكتشاف في مجال المضادات الحيوية .... ولكن يمكن القول أن الشاب أنتشلها من وحدتها المطبقة على الأقل , ولا ريب أن جورج سيكون زوجا مثاليا لمن تحظى به , لكنه يخلو من روح المرح ونعمة المبادرة , فمجالسته روتين ممل ورتابة قاتلة , ولربما كان رالف فان ميروم يخلو أيضا من روح المرح , فلورا لم تتعرف اليه كفاية حتى تحكم عليه , وأن يكن من الأكيد أن جورج ما كان توقف في وسط الطريق ليلتقط كلبا جريحا ويغامر بأدخاله الى مستشفى محترم كمستشفى المحبة ليعتني به , فجل ما كان فعله جورج هو أخذ الكلب الى طبيب بيطري ونفض يديه من القضية.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
betty neels, بيتي نيليز, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير القديمة, رويات عبير, the hasty marriage, عبير, فصول النار
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:06 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية