لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-05-11, 05:57 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ووافقت أنطونيا في قرارة نفسها على كلام باكو , فهو من طبقة لم تكن عالية في السلم الأجتماعي الى درجة تسمح له بالدخول الى الوسط الذي تعيش فيه أسرتها.
ولو كان الأمر عائدا لباكو , لتوقفت علاقتهما عند هذا اللقاء الأول , ولكن أنطونيا التي جذبت اليه , وهي بعد في الساد سة عشرة من عمرها , أنظار الشباب في وسطها الأجتماعي , لم تجد في أحد منهم ما يعني لها شيئا , وهي الآن وقعت في غرام باكو , مثلما وقعت والدتها في غرام والدها لأثنين وعشرين سنة خلت , على الرغم من معارضة جدها وجدتها.
وكان , أذن , من الطبيعي أن تتوقع معارضة والدتها وأقربائها لأي علاقة تقيمها مع باكو , ولكنها دهشت أشد الدهشة حين دعاها باكو الى بيته فلاحظت أن والدته هي أيضا لم تكن تنظر بعين الرضى الى مثل تلك العلاقة , وبذلت أنطونيا جهودا أستغرقت عدة أسابيع لأقناع باكو بأن الوسيلة الوحيدة للتغلب على معارضة الأهل هي أن يذهبا معا الى مكان بعيد , وهكذا يوضع الجميع أمام الأمر الواقع , ويعمد خالها الى مساعدة باكو , صهره الجديد , على تحسين وضعه الأجتماعي والمالي.
وأخذت ـنطونيا , بمفردها تعد العدة للهرب والزواج بحبيبها باكو , فحجزت غرفة لهما في أحد الفنادق الفخمة على بعد ستين كيلومترا من مدينة فالنسيا.
منتديات ليلاس
وبعد ذلك لم تعد تتذكر الحادثة التي أفقدتها وعيها والتي وقع فيها باكو قتيلا , وعند أنقضاء يومين على معالجتها في مستشفى قريب من مكان الحادثة , نقلت الى مستشفى خاص في فالنسيا.
وفيما كانت أمها جالسة قربها على السرير , عاد اليها شيء من الوعي فتذكرت أنها قبل أن تستيقظ في فراش لم يكن فراشها كانت في السيارة مع باكو.
وحين تمتمت أسمه , قبضت الدونا ألينا على يدها , ودموع الشفقة والحزن تملأ عينيها وقالت لها:
" ذهب يا حبيبتي, عليك أن تحاولي نسيانه , وأشكري الله على أنه لم يصبح معاقا كسائر الفتيان الذين تنزل بهم الكوارث في الطرق هذه الأيام , أن كنت تحبينه لفضلت فقدانه على رؤيته معاقا...".
ولما جاءت والدتها مرة ثانية لعيادتها , سألتها أنطونيا:
" هل أنت غاضبة عليّ كثيرا؟".
" كلا , بل شاكرة لأنك نجوت".
ومرت أيام كثيرة قبل أن تقبل بواقع وفاة باكو , وغادرت المستشفى وقلبها لا يزال يفطر دم الأسى والحزن المرير , وفي يوم من الأيام , فيما هي تتناول طعام الغداء مع والدتها وخالتها , قالت لهما بعتة:
" يجب أن أذهب لزيارة والدته....".
فتبادلتا النظرات , وقالت خالتها تيا أنجلا بحزم:
" لا , يا عزيزتي , هذا لا يجوز , لأنه يجدد حزنها".
ومنذ وقوع الحادث صارت تيا أنجلا أكثر حنانا من قبل , حتى أنها أمتنعت عن توجيه كلمة تأنيب أو لوم الى أنطونيا.
وألتفتت أنطونيا الى والدتها وسألتها قائلة:
" وما رأيك أنت يا أماه؟".
فترددت الدونا ألينا بالجواب ثم قالت:
" أوافق خالتك على رأيها , فالسيدة بنيتيز لا بد من أن تحسب أنه لولا علاقتك بأبنها باكو , لما حدث له ما حدث.......".
وتعاونت الأم والخالة على أقناع أنطونيا بأن من الحكم أن ترجىء زيارة عائلة باكو الى شعار آخر.
وبعدذلك بنحو شهر , كانت أنطونيا تمر قرب حانوت الزهور في شارع ديل كوديللو بوسط المدينة , أذا بها تلمح السيدة بنيتيز مقبلة نحوها ترتدي السواد من رأسها الى قدميها , وفوق شعرها شال من الحرير الأسود .
منتديات ليلاس
ولم تكن أنطونيا وحدها بل كانت تتسوق برفقة صاحبتها أمباروفيدال وتذكرت أنطونيا تحذير خالتها لها بأن أقل أشاعة عن كيفية وقوع الحادثة سيضر بسمعتها فقالت لأمبارو:
" أرجوك أن تسبقيني الى حانوت الأحذية , وسأتبعك عما قريب بعد أن أتحدث قليلا الى هذه المرأة المقبلة نحونا ".
وأدركت أن السيدة بنيتيز رأتها وعرفتها , فأمتلأت عيناها بالدموع وقالت لها:
" أغفري لي , يا سيدتي.....".
فقاطعتها السيدة بنيتيز قائلة بقساوة:
" لن أغفر لك وكيف تجرؤين على التحدث الي , أيتها الفتاة الشريرة ! أنت السبب في فقداني ولدي , حذرته من أن لا خير ينجم عن صداقته لك , وكان قطع علاقته بك لولا ملاحقتك أياه من دون حياء... يقولون أن أسبانيا أصبحت بلادا ديمقراطية الآن , ولكن يبدو أن الأغنياء لا يزالون ينعمون بخيراتها , فهم قادرون على شراء الحلول لمشاكلهم , بينما نحن الفقراء علينا أن نتحمل كل المتاعب... أوه , ها هو الباص!".
وهرعت السيدة بنيتيز نحو الباص تاركة أنطونيا في ألم وحيرة من أمرها ,ولم يقتصر سماع كلام السيدة على أمبارو , بل تعداه الى المارة.
فسألتها أمبارو قائلة:
" ماذا جرى ؟ وما معنى الكلام الذي وجهته اليك هذه المرأة ؟".
وصعب على أنطونيا أن تلفلف المسألة , فقالت لأمبارو:
" أنا آسفة يا أمبارو... أحس بصداع ويجب أن أعود الى البيت".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-05-11, 05:58 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأومأت الى تاكسي , على أمل أن تنسى صاحبتها ما جرى , ولكن أمبارو أشتهرت بالثرثرة , فلم تمض بضعة أيام حتى دخلت تيا أنجلا الى غرفة أنطونيا , وهي في فورة غضب , وقالت لها:
"بذلت أنا وأمك جهودا جبارة لأخفاء الفضيحة ... ولكن تبيّن لي أن من المستحيل الأحتفاظ بالسر طويلا , فالجميع هنا في أوساطنا يتحدث عنها.....".
" وماذا يقولون؟".
" تماما كما توقعت أن يقولوه , وهو أنك فقدت كل حظ بزواج معقول".
" أنا لا أريد الزواج على الأطلاق , بعد أن مات باكو".
" هذا هراء ! وكيف تقضين بقية أيامك من دون زوج وأولاد؟".
" أفكارك لا تزال قديمة , يا خالتي..... فالنساء يعملن في هذه الأيام كالرجال, وأظنك تذكرين أنني أردت أستئناف دراستي الجامعية بعدما توفي والدي , ولكنك أقنعت أمي ألا تسمح لي بذلك".
" أنت لست مؤهلة للعمل في الحياة العامة... ثم أن الجامعات تغص بالمشاغبين وبمن لا خير فيهم!".
وخرجت تيا أنجلا من الغرفة تاركة أنطونيا تفكر كيف كانت الحال تختلف عما عليه الآن لو كان والدها على قيد الحياة , عندها لم تكن مضطرة الى لقاء باكو في الخفاء , لأن والدها لم يكن ليمانع في علاقتها به , ثم أن والدها من الذين لا يرفضون باكو على أساس أنه ثري أو من طبقة أرستقراطية , فهو حين كان على فراش الموت لم يتمالك الخدم من القول , بعضهم لبعض:
" دون جون مختلف عن البشر , ذلك لأنه لم يكن يئن ويتذمر , بل بقي الى آخر يوم من حياته مبتسما ورافضا أن يخضع للداء الفعال الذي كان يعانيه".
وكان يقول لأنطونيا:
" الحياة تظل قصيرة وأن طالت , فحاولي ألا تهدريها يا عزيزتي , كل يوم له قيمته , أستمعي للموسيقى. أذهبي وتمتعي بمرأى الأعمال الفنية في متحف الفنون الجميلة , تلذذي بالطعام , أبتسمي للناس , ولا تنتظري أن يبتسموا لك أولا , وحين يقع أحدهم في غرامك وتستجيبين له لا تتوقعي أن يكون كامل الأوصاف , فكما أنك لست كاملة الأوصاف فكذلك هو , وأذا تفهمت هذا الأمر جيدا سعدت في حياتك".
وبعد ذلك , شعرت أنطونيا أن والدها ,حين أسدى اليها تلك النصيحة الأخيرة , كان يفكر بأمها التي كانت تشكو من نقص فظيع , وهو عجزها عن الوقوف في وجه أختها الكبرى.
ولا تذكر أنطونيا أن والدها ووالدتها تشاجرا يوما , ولكنها كانت دائما تعرف أن وجود خالتها أنجلا في البيت كان يعكر صفوه , ذلك لأن والدها جون مارلو لم يكن مهيأ بنشأته للمشاركة في الروابط الحميمة التي تشد أفراد العائلات الأسبانية بعضهم الى بعض , حتى أن الرابط بين الأخت وأختها قد يبغ من المكانة أحيانا بحيث يتساوى مع الرابط بين الرجل وأمرأته.
ولم يكن والدها يتحرر من مداخلات خالتها أنجلا في شؤونه العائلية ألا عندما يكون في المنزل الريفي , فهي في فالنسيا كانت دائما تتصرف كما لو كانت سيدة البيت , وتعارض أية محاولة لتغيير أو تعديل العادات الموروثة أبا عن جد.
ومن ذلك أنها هي التي أصرت على أن تتلقى أنطونيا دروسها في البيت مع أحدى قريباتها التي ولدت معاقة فلم تستطع الذهاب الى المدرسة , على ذلك لم يمنع أنطونيا من معاشرة أولاد آخرين , ألا أن هؤلاء جميعا كانوا من الوسط الذي تعيش فيه العائلة , والذي لا تنبت فيهالأفكار والعادات الجديدة بالسهولة التي تنبت بها في المدارس والجامعات , وبعد الغداء جلست أنطونيا الى جانب كال وهو يقود السيارة الى المنزل , وتبعتهما والدتها بسيارة خالها تيو , وكان كال يسأل الدونا ألينا أذا كانت تسمح لأنطونيا بركوب السيارة الى جانبه , فوافقت من دون تردد , وأمضى كال معظم الطريق صامتا ,ولكن بعدها أطلا على الجبل الشامخ الذي يظلل منزله الصيفي قال لأنطونيا فجأة:
" في وسعك الأحتفاظ بالمنزل وكل ما يحتويه أذا شئت!".
" ماذا تعني بكلامك هذا؟".
" أريد أن أتزوجك , كنت عازما أن أطلب يدك المرة الماضية , ولكنني خفت ألا تصدقي بأنني أعني ما أقول , أنا من الذين يتخذون قراراتهم بسرعة , فمنذ الساعة الأولى أدركت أن المنزل هو الشيء الذي أريد , وفي يوم واحد أدركت أيضا أنك أنت الفتاة التي أبحث عنها, والآن بعد مرور شهر على ذلك لم أغير رأيي.......".
ومال بالسيارة الى جانب الطريق وأطفأ المحرك ونظر اليها وجها لوجه وقال:
" زواجنا يقتضي أن نسكن في أنكلترا , ولكننا سنجيء الى أسبانيا عدة مرات في السنة , وبما أنك تحسنين اللغة الأنكليزية , فلا تجدين صعوبة في التكيف على الحياة في موطن والدك".
وأمسك كال بيديها اللتين كانتا متشابكتين قليلا في حضنها ورفعهما بيديه الكبيرتين وقال:
" هل تروق لك فكرتي؟".
" لا أعلم , لم أكن أنتظرها... ولم يخطر ببالي أنك وقعت في غرامي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-05-11, 08:04 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فأبتسم قائلا:
" لم أقع في غرامك... عبارة كهذه تجعلني أشعر بأنها تنطوي على قفزة في المجهول , قد ينجم عنها نتائج وخيمة , ولذلك أؤثر أن أنمو في حبي لك , خصوصا وأننا نحب الأشياء ذاتها ونشعر بالميل واحدنا نحو الآخر".
وأحنى كال رأسه الى الأمام وعانقها عناقا سريعا , وحين عاد الى جلسته السابقة كانت عيناه الزرقاوان قد أزدادتا بريقا , وقال لها:
" هل أزعجك ذلك؟".
" كلا!".
" كنت أنوي أن أقترح عليك الزواج هذه الليلة , ولكنني لم أستطع الأنتظار , وبما أنني كنت واثقا مما عزمت عليه , رأيت أن أقدم من دون أبطاء , غير أنني لا أتوقع أن تجاوبيني اليوم , فأمامك وقت للتفكير في الأمر".
وأدار محرك السيارة وأستأنف السير وهو غارق في الصمت , وما أن وصلا الى مدخل المنزل حتى كادت تزول الهزة التي أحدثتها المفاجأة , وفيما هي تفرغ أشياءها من الحقيبة في غرفة نومها , أخذت تفكر في كل ما يقدمه لها كال , وأحست بأن الغد قد لا يكون متجهما كما كانت تتخوف.
كان عليها فقط أن تقبل به زوجا لها , فتحتفظ بالمنزل الريفي وتذهب للسكن في أنكلترا بعيدا عن تيا أنجلا , حيث تتصرف كما يحلو لها , بمنأى عن أنتقاداتها ومداخلاتها , فلو كان حبه لها عشقا وولها , لشعرت أن من الخطأ الزواج به وهي تعلم حبها له لن يتعدى المودة الخالصة , أما وأن له , على ما يبدو , نظرة واقعية الى الزواج , فلا داعي لأن تساورها المخاوف في هذا الشأن , ودخلت والدتها الغرفة وسألتها قائلة:
"هل أعجبتك الرحلة مع السيد برنارد , يا عزيزتي؟".
منتديات ليلاس
وجهت اليها هذا السؤال وعلى وجهها ما يدل على أنها أدركت السبب الذي حمل كال على طلب السماح له بالعودة الى المنزل ترافقه أنطونيا .
فقالت لها أنطونيا:
" طلبني للزواج يا أماه!".
" هذا ما تمنيته , فهو أهل لك يا أبنتي , وأنا أعتقد أنك ستكونين أسعد حالا مع زوج أنكليزي, فأنت تشبهين والدك , ولا تشبهينني ألا قليلا... سأفتقدك كثيرا , ولكنك لا ريب ستقضين وقتا طويلا هنا بعد زواجك".
" يبدو لي أنك واثقة من قبولي طلبه".
" بالطبع , فمن الجنون ألا تفعلي , فهو يتمتع بجميع الصفات التي تؤهله للزواج بك , حسن منظره , غناه , شبابه , ولا شك عندي أن والدك كان يوافق عليه.... ولكن لو كنت مكانك لتركته ينتظر جوابك بعض الوقت".
" هل أخبره بقضية باكو؟".
" وماذا يفيد ذلك؟ الماضي لا محل له في المستقبل , السيد برنارد لن يخبرك عن النساء اللواتي تعلق بهن في حياته!".
وفي مساء اليوم التالي ردت أنطونيا الجواب الى كال وهما يتمشيان على ساحل البحر عند موريرا , وهو ميناء صغير لصيادي السمك , قالت له:
" فكرت في ما أقترحته البارحة , أنا لست مغرمة بك , وأنما أحبك وأظن , كما قلت أنت البارحة , أن ذلك أفضل أساس يقوم عليه الزواج ".
وهنا أخرج كال من جيبه خاتما من الماس وقال لها:
" أذن , هل تسمحين لي بأن ألبسك الخاتم؟".
" نعم , يا له من خاتم رائع الجمال , هل هو خاتم تتوارثه العائلة؟".
" كلا , لا شيء كهذا تتوارثه عائلتنا , يمكن لك أبداله أذا كان لا يعجبك , فهو من الزمرد , كما قيل لي".
" لن أبدله , فهو يعجبني جدا... وهل كنت واثقا بأنني سأجيب على طلبك بالأيجاب؟".
" لم أكن واثقا على الأطلاق , وكيف لي ذلك؟".
وقبّل كال يدها قائلا:
" سأبذل جهدي في سبيل أسعادك , يا أنطونيا".
" وأنا كذلك".
منتديات ليلاس
وفي ذلك المساء , حين تركهما خالها ووالدتها بعد العشاء , توقعت منه أن يضمها اليه كما جرت العادة بين خطيبين , ولكن كم كانت دهشتها حين لم يغتنم كال الفرصة لتقبيلها , وأنما قال:
" سألتني قبلا أذا كان الخاتم تتوارثه عائلتنا , فأجبتك كلا , والآن أظن أنه يجب أن أوضح أن خلفيتي العائلية تختلف كثيرا عن خلفيتك العائلية , كان جدي يشتغل في المناجم , وولدي أخترع آلة جنى منها أرباحا طائلة فأنفق في سبيل تعليمي , وهو الآن يسكن بعد موت أمي في منزل ريفي في لرايتون مع أمرأة تدعى مايزي لي كانت تعمل في أحد مقاهي لندن , أما أنا فأسكن في شقة بلندن , لأن هذا يلائمني حتى الآن , ولا شيء مثل هذا ينتظرك في أنكلترا , لأننا حينما نذهب الى هناك , علينا أن نبحث عن مسكن وأترك لك أمر أختيار أثاثه".
ولم يثبط ذلك من عزيمة أنطونيا , بل شعرت بأن لا شيء تفضله عليه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-05-11, 08:05 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وتابع كال كلامه قائلا:
"لي أخت أسمها لورا تسكن في شقة بلندن , ولها من العمر 25 عاما وهي مطلقة , أنت وأياها على طرفي نقيض , ولذلك فلا أظن أنكما ستتصادقان , وعلى كل حال , فليس من الضرورة أن تري وجهها ألا لماما".
" ماذا تعني بقولك أننا على طرفي نقيض؟".
" هي أيضا تتمتع بثقافة واسعة , ولكنك لا تلاحظين ذلك , فهي تسب وتشتم وتدخن وتشرب أكثر مما ينبغي , وأذا أعجبها رجل , فلا تتردد في مغازلته , أنت قادرة على مساعدتها , ولكنها ستحاول جهدها على ما أظن , أن تثيرك وتشاكسك".
فسألته أنطونيا قائلة:
" وهل يوافق والدك على زواجنا , وأنا نصف أسبانية؟".
" بالطبع , وهو سيعجب بك في الحال , ولكنني أخشى أن تجديه فظا قاسيا , لورا تخجل من أنتمائها الى عائلة وضيعة, أما أنا فلا , ورأي الناس لا أحفل ب , بل أحفل فقط برأي الذين لا يتأثرون بسوابق الأنسان , وأنما بمواهبه الحسنة".
وذكّرها كلامه هذا بوالدها مرة أخرى , ووجدت في الشبه بينهما ما يريح بالها ويطمئنها , وقبل أن تنام تلك الليلة , ضمها كال اليه برفق كما فعل في السيارة أمس , ولم يخيب أملها كبح جماح عواطفه , أذ أنها آثرت أن يطيل أرجاء ذلك ما أمكن.
وفي غضون الأسابيع الثمانية التي أنقضت على خطوبتهما , لاحظت أنه لا يترك فرصة تمر دون أن ينظر اليها بعينين زرقاوين تنضحان رغبة , ألا أنه كان يكبت عواطفه ويتصرف بأنضباط شديد , وقبل حفلة زواجهما بست وثلاثين ساعة , ذهبا الى مطار فالنسيا لملاقاة والده وشقيقته , وفيما هما جالسان ينتظران وصول الطائرة , جاء رجل وأمرأة وجلسا قربهما وأخذا يتعانقان علانية دون خجل , وتجنبت أنطونيا النظر اليهما , ولكنها لم تتمالك من أنتلمحهما مرة أو مرتين وتعجب كيف أنهما لا يباليان بأجتذاب الأنظار الى تصرفهما , وسألها كال قائلا بهدوء:
" هل هذا يزعجك؟ دعينا أذن ننتقل من هنا".
فأجابته أنطونيا :
" أستغرب تصرفهما هكذا أمام الأنظار ... ألا أن ذلك لا يزعجني الى هذا الحد.... هل أبدو لك أنني أتصنع الحياء؟".
" كلا , وألا لما أردت أن أتزوجك , ولكنني على ثقة بوجود جمر تحت الثلج , وأن قليلا من الحشمة أكثر أثارة من أطلاق العنان للغرائز ... على الأقل قبل الزواج".
ومع أنهما تحدثا عن أمور أخرى خطيرة تتعلق بالزواج , كرغبة كال في عقد قرانه في الكنيسة , فقد كان الكلام على الرجل والمرأة الجالسين بجوارهما أبعد ما توصلا اليه في الكلام على العلاقة الحسية.
وقال لها كال بصوت ناعم أقرب الى المغازلة مما سبق:
" هل هناك نار تحت الثلج, يا أنطونيا؟".
فشعرت بالأحمرار يصعد الى وجهها , فأجابت متلعثمة :
" لا , لا أدري.......".
" وكيف يكون غير ذلك , وفي كل حال , هنا في فالنسيا الباردات قلائل , وأما العشاق الذين لا يحسنون المغازلة فكثيرون!".
وهنا أعلن عن وصول الطائرة , فقال كال:
" أظن أن خالتك , حتى في هذه المرحلة من علاقتنا , لا توافق على أن أحدثك بمثل هذا الحديث!".
وكان والد كال رجلا جسيما وأقصر قامة من ولده , له شعر كث خطه المشيب , وعينان لا يعوزهما الدهاء , فقال لكال وهو يصافح أنطونيا:
" أخترت لنفسك أجمل فتاة رأيتها يا أبني".
ومع أن كال وصف أخته لورا وصفا سيئا , ألا أن أنطونيا أحبت أخته لورا , ربما لأنها أعجبت بطريقة لبسها وتصفيف شعرها.
وفيما بعد , حين دلّتها أنطونيا على غرفة نومها وتركتها تستحم وتبدل ثيابها أستعدادا لتناول طعام الغداء , قالت لها لورا :
" أنت تظهرين أصغر سنا مما أنت في الحقيقة , وأنا آمل أن تتمكني من العيش مع كال , فهو رجل من الصعب تطويعه!".
فقالت لها أنطونيا :
" أنا لا أريد تطويعه , بل أرضاءه!".
" يبدو لي أنك من الوداعة وسهولة الأنقياد بحيث تبعثين فيه الضجر....".
" أصحيح هذا؟ أنت تعرفينه أكثر مني , ولكنني لم ألاحظ عليه أمارات الضجر!".
فقالت لورا بشيء من التهكم:
" لم يكن بيني وبين زوجي السابق أية مشكلة خلال الستة الأشهر الأولى من زواجنا ,فالمشاكل حدثت فيما بعد!".
وفي اليوم التالي , عشية حفلة الزواج , أنهمكت أنطونيا في الأستعداد لها , وكان عليها أن تنهي كتابة رسائل الشكر على الهدايا التي تلقتها من الأقارب والمعارف وسواهم , وكان المنزل يغص بالضيوف من سائر أنحاء أسبانيا , وبما أن سام برنارد وأبنته لورا لم يكونا يعرفان الأسبانية , فكان لا بد من بذل مزيد من الجهد لئلا يشعرا بالغرابة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-05-11, 08:06 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وكانت هدية كال لأنطونيا حلقا من الماس , فرحت به كثيرا لجماله وغلاء ثمنه , فكان يتلألأ من خلال حجابها المطرز وهي تهبط السلم بثوب العرس الأبيض الضيق الخصر , ذي الفتحة المنخفضة عند الصدر , وسافر العروسان كال وأنطونيا الى أنكلترا على متن أحدى طائرات شركة الطيران الأسبنية المسماة أبيبريا.
وما أن أقلعت الطائرة حتى قال لها:
" لو كنت محلك يا حبيبتي لأخذت قسطا من النوم الآن , أما أنا فأطالع كتابا أحمله في حقيبة يدي".
وأغمضت أنطونيا عينيها وهي تشعر أن أعصابها متوترة الى حد لا تستطيع عنده النوم, ودهشت حين فوجئت به ينحني نحوها ويقول لها:
" حان أن تستيقظي يا حبيبتي , فستهبط الطائرة بعد قليل".
وكانت الشمس مشرقة وهما في طريقهما من المطار الى وسط لندن, فكانت هذه أول مرة تقع عينا أنطونيا على وطن والدها ومكان سكناها الجديد.
وكانت أمتعة كال تقتصر على حقيبتين , بخلاف أنطونيا التي كانت تنقل عدة حقائب , وحين وصلا الى الفندق وجدا شقتهما جاهزة , فصعدا اليها , وكانت تتألف من ممر وغرفة نوم وغرفة أستقبال , وحمامين , أحدهما خاص بالسيدات والآخر بالرجال.
منتديات ليلاس
وقال لها كال وهما يخرجان أمتعتهما من الحقائب ويعلقانها في الخزائن:
" كلما أسرعت في تذوق الطعام الأنكليزي كان خيرا لك , وبما أننا لم نتناول الطعام في الطائرة , فأغلب الظن أنك جائعة الآن".
وكان كال على حق , خصوصا فيما يتعلق بأنطونيا , أذ كانت حقا تشعر بالجوع , ولجهلها أنواع الطعام الأنكليزي أختار لها كال شرائح من اللحم المحشو باللوز والعسل والتفاح , فلتذذت بها كثيرا , ثم تناولا الحلوى والقهوة , فيما كان كال يحدثها عن الأماكن السياحية التي سيريها أياها في المستقبل.
ووجدت أنطونيا صعوبة في التركيز على فهم ما كان يحدثها به , أذ كان خاطرها مشدودا الى الفراش الواسع الفخم الذي يتوسط غرفة نومهما في الفندق.
ولكن كم كانت دهشتها شديدة حين قال لها وهما خارجان من المطعم:
" الساعة لم تبلغ التاسعة بعد , فما رأيك في أن نتمشى قليلا ".
" كما تريد...".
" سأصعد الى الغرفة وأجلب لك معطفك".
وفيما هي تنتظر عودته , أخذت تسأل نفسها لماذا أقترح القيام بهذه النزهة , فهي لم تكن تشعر بالرغبة في النوم باكرا , ولكنها أستغربت كيف أن كال لم يستعجل العودة الى غرفة النوم.
ورجع كال يحمل معطف الفرو الذي كان هدية من خالها تيو يواكين لمناسبة زواجها , فأمسكه بيديه وأخذ يساعدها في أرتدائه .
وقالت له أنطونيا:
" ألا تحتاج أنت الى معطف؟ فثيابك , كما أرى , رقيقة لمثل هذا النوع من الطقس".
فأجابها:
" لا أحتاج الى معطف ألا حين يكون الطقس باردا جدا".
وخرجا من بوابة الفندق وأنعطفا يمينا حول زاوية الشارع , وقال لها:
" هذا شارع سلون الذي سترتادينه كثيرا في المستقبل لشراء ملابسك".
وفجأة أمسكها بيدها اليسرى ومشى الى جانبها متأبطا ذراعها , وكانت يده ساخنة كأنما كان الطقس في عز الصيف , مما جعل أنطونيا تشعر بحيويته ورجولته.
ولم يظهر عليه ما يدل على ضيق الصدر , حين كانت أنطونيا تتوقف بين الحين والآخر أمام واجهات المخازن , بل كان يشجعها على ذلك ويشير الى الملابس التي يظن أنها تلائمها.
منتديات ليلاس
وتابعا سيرهما في الشوارع المتفرعة من الشارع الذي يقع فيه الفندق, وكانت أنطونيا تعجب كل العجب بما تراه في الحوانيت من بضائع جميلة تفوق حد الوصف , حتى أنها دونت على الورقة عناوين الحوانيت التي ترغب في االعودة الى زيارتها في االمستقبل , ومن حيث لا تدري , شعرت بالراحة لأول مرة ذلك النهار , وحين أقتربا من الفندق في طريق عودتهما اليه , أدركت أنطونيا لماذا أقترح كال هذه النزهة سيرا على الأقدام , وتبادلا النظرات وهما يبتسمان , وشدّ كال على يدها بعطف فشعرت أنها أقل غربة مما كانت عليه من قبل , وأن كال صديق مخلص يبذل كل جهد لتسهيل الأمور لها.
ولكن عندما دخلا الفندق وصعدا بالمصعد الى غرفتهما , تذكرت أنطونيا ماذا ينتظرها تلك الليلة , فعاد الأنقباض اليها أشد مما كان .
وفتح كال باب الغرفة ووقف مفسحا لها طريق الدخول وهو يقول لها:
" أريد أن أستحم".
وأومأت بالأيجاب وأن كان حلقومها جافا من شدة التوتر , فلم تشأ أن تتكلم لئلا يلاحظ , وفي غرفة النوم خلعت عنها معطفها وعلقته في الخزانة , ثم أخرجت ملابسها الليلية ورمقت كال بنظرة في المرآة , وكان كال خلع سترته , وشرع يفك ياقته بهدوء وأتزان , وتلاقت نظراتهما , فحولت أنطونيا عينيها ونهضت مسرعة نحو غرفة الحمام.
وفيما هي تستحم تساءلت كم أمرأة عرفها كال من قبل , وماذا يتوقع منها هي , وتطلعت الى جسمها في مرايا الجدران , وقالت في نفسها أن هذا الجسم لم يعد لها وحدها , بل له هو أيضا ,وبعث هذا الشعور قشعريرة عنيفة في قلبها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne weale, آن ويل, الكلمة الأخيرة, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, separate bedrooms, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t161260.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© ط¬ط¯ط§ This thread Refback 27-08-14 05:35 PM
ط§ظ„ظƒظ„ظ…ط© ط§ظ„ط£ط®ظٹط±ط© ط¢ظ† ظˆظٹظ„ This thread Refback 18-08-14 05:25 AM


الساعة الآن 08:02 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية