لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-09-10, 11:19 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل التاسع



كانت السماء مرصعة بالنجوم ، وكان ضوء القمر الشاحب يتسلل في خجل وسط أوراق الأشجار السامقة الفاخرة . وبعد رحلة فوق الجياد قرر "شيز" أن يدع سكينة الليل تفعل سحرها . لم يكن واثقا بأنه كان على حق في اصطحابه "آنى ويلز" وتوريطها في هذه المغامرة . ولكن فكرة أن يتركها بمفردها كانت لا تحتمل . لم يكن لدى "شيز" أية نية في أن يتركها وحيدة في بيته ، وسجين هارب يتجول في الجوار . وماذا يمكن أن يحدث لو قرر "جاك لابواز " أن يقوم بزيارة للرجل الذى ألقى به في غياهب السجن ؟ سألها وهو يلقى نظرة من فوق كتفه :
- هل كل شئ على ما يرام ؟
أجابته وقد أدهشها سؤاله :
- كل شئ على ما يرام .

أضاءت ابتسامة خفيفة وجهه . وكأنه ادرك إلى أى مدى لم تكن معتادة على أن يوليها انتباهه ورعايته . كم من السهل إسعاد شخص لا يملك شيئا !
بعد لحظات دفعه إحساس غريب إلى أن يلتفت وراءه مرة ثانية . عبرت ذهنه صورة متهربة ، صورة امرأة أخرى صغيرة في السن وشبه صبية ، وقد فتحت عينيها على اتساعهما من الرعب . وقد تغير فمها في صرخة لقد انمحت الصورة قبل أن يستشف تفاصيل أخرى . ولكنه تعرف على "آنى ويلز" وهى في السادسة عشرة من سنها . بذل جهدا جبارا ليتذكر . ولكن ذهنه انتزعه من الماضى ليعيده إلى الواقع إلى "آنى ويلز" التى يعرفها الآن ، وتتبعه فوق صهوة الجواد .
سألته وهى تقترب بجوادها من جواده :
- هل هناك ما لا يسير سيرا حسنا ؟
منتديات ليلاس
- لا ... لدى إحساس بأننى تذكرت شيئا ما .
- بشأنى ؟
كانت نبرة صوتها قد مست شغاف قلبه مباشرة . ولكن ما أحس به أزعجه كثيرا حتى إنه لم يعد يرغب في أن تطارده بالأسئلة الملحة كعادتها .
- لا ... وإنما بشأن شخص آخر .

أفلتت آهة من فم "آنى" دليلا على اليأس ، فهم "شيز" أن كرامتها جرحت . أبطأت من خطوات جوادها وكان على "شيز" أن يبذل جهدا جبارا حتى يلتزم الصمت . وكلما تقدما في رحلتهما زاد الصمت ثقلا . لقد كانت حاجته لأن يشرح ويسرى عنها أقوى مما كان يريد أن يقذف به وكان يقطع الليل من حين لآخر صرخات الوحوش الحادة .
بعد نصف ساعة وصلا . كان من الواضح ان بئر المنجم كان مهجورا ، ولكن الغريب أن إحساس "شيز" الداخلى كان أقوى من أى وقت مضى .
نظرت "آنى" إلى السماء المرصعة بالنجوم بهدوء مدهش ، وفى كل مرة كان يلقى فيها نظرة عليها كان يفكر في الفتاة الشابة المرعوبة التى كانت تظهر من حين لآخر في ذاكرته ، وتغلب فضوله عليه . إن مساعديه لم يستطيعا أن يخبراه بأى شئ ، لأنهما لم يكونا معه عندما عثر هو عليها ، كانت "آنى " هى الوحيدة التى تعرف تفاصيل ما حدث . قال لها أخيرا بصوت هادئ :
- أخبرينى عن "كوستاريكا " .
التفت إليه في دهشة واضحة :
- ما الذى تريد أن تعرفه ؟
- أين عثرت عليك ؟ وكيف جرحت ؟ كل شئ .

كانت "آنى" قد حكت له من قبل الرواية كلها في أول يوم ـ وأحست باليأس من أن تستطيع إقناعه بصدقها . لم يكن وقتها يرغب في أن يعرف شيئا ، ولكن من الواضح أنه الآن على إستعداد للإنصات إليها . أعترفت :
- كان من الممكن أن اكون ميتة لولا حضورك .

حاولت أن تتحدث بصوت رزين قدر المستطاع . وهى تحكى عن الدير وكيف تعرض لوابل من القذائف الصاروخية بواسطة المتمردين .
لقد اختفت في كنيسة الدير عندما اكتشف مكانها أحد المتمردين . ورفع سلاحه نحوها ليصرعها ، كان الرجل يوجه مسدسه نحوها إلا أنه انتزع منه بعد أن سمعت حفيفا خفيفا لقد جرد "شيز" الرجل من سلاحه بواسطة السوط .

شرحت وهى تحكى عن العراك الذى جرى بينه وبين المتمرد والذى انتهى بموت الأخير وإصابة "شيز" بجرح .
- لقد أخرج الرجل مديته .
من حسن الحظ أن الجرح لم يكن خطيرا ، وكانت "آنى" تعرف من الطب ما أمكنها من إيقاف النزيف . كان "شيز" يلتهمها بعينه وهى تحكى كيف سارا على قدميهما ساعات نحو قرية أخرى ، ليعثرا على القس ، ولكن الجرح كان قد تلوث . قال لها وهو يحاول أن يتأكد من معلوماته :
- لقد انتفخت ساقى ... لقد كان بها التهاب وخراج .
قالت "آنى" وقد تملكها فجأة أمل مجنون :
- إنك تتذكر ! أليس كذلك ؟

- لست أدرى جيدا أى جزء من الذكريات ولا كيف تختلط الذكرى مع ما تحكينه ولكن هذا يجعلنى أشعر بشعور غريب .
- هل تذكر عندما اصبت بالحمى وبدأت تهذى ؟
لو تذكر فإنه – لا شك – سيتذكر أيضا أنها احتضنته لتهدئ من روعه وهذيانه . هل سيتذكر أنها أنقذت حياته ؟
وهز رأيه ببطء نفيا :
- لا . إنني لا أتذكر .
بدت "آنى " محبطة ولكنها تماسكت في الحال . فكرت أن الأمر واضح إنه بدأ يسترد ذاكرته وحالا سيتذكر كل شئ .
سألها :
- أنت لم تحكى لى عن البقية ... عن الزواج ، وحادثة السيارة . أعلم أن الأخوات الصالحات هن الاتى أنقذنك من سجنك وأعطينك ملاذا آمنا . ولكنك لم تحكى لى كيف غادرت البلاد .
- هذا أيضا كان بفضل الأخوات الصالحات . لقد بحثن عن طريقة لمساعدتى في إثبات أننى أمريكية الجنسية ، ولكن الأمر أصبح خطيرا جدا . لقد كانت البلاد باستمرار على شفا حرب مميتة وكانت القنصلية محاصرة ، وكان الآجانب وخاصة الامريكيين في غير امان ولكن الأخوات لم يعجزن عن المساعدة . لقد حشرتنى في مقطورة شاحنة تنقل الكاكاو .
ارتسمت ابتسامة على وجهها :
- لقد كان كابوسا حقيقيا . لقد كنت مهددة بالشرطة السرية ورجال العصابات المسلحة ورجال خفر السواحل والحدود . واوشكت ان أسقط أكثر من مرة .

تنهد "شيز" وهمهم في حزن :
- لقد عانيت الأهوال وانا كنت أظن اننى عشت حياة تعسة .
دهشت "آنى" أمام المرارة الواضحة في كلامه قالت له :
- أعتقد أننى عانيت كل محن العالم . ومن الصعب أن يقصر الإنسان وسطها .
ثم فكرت فيما قاله "شيز" لها عن والديه .

- لقد أخبرتنى ان والدك كان مدمنا للشراب ، أليس كذلك ؟
ظل "شيز" مثبتا عينيه على فتحة المنجم ، وكأنه يتساءل إن كان الأمر يستحق أن يستعيد اشباح الماضى الرهيبة . لم تقل "آنى" كلمة واحدة بعد أن قررت أن تحترم خصوصيته . في كل مرة حاولت أن تنتزع سرا منه كان يزداد تقوقعا على نفسه ... بدا عنيدا وقاتما . قال أخيرا :
- لقد كان كلاهما يحتسيان الشراب ... لقد كان الرجل العجوز دائما في ثورة ، وكانت أمى كلما رفعت صوتها كان يضربها بشدة ، ثم كفت عن الشكوى ، ومن يومها لم ارها إلا والكأس في يدها .
- لابد أنه كان من المؤلم ان تشاهد ذلك .
- يمكنك أن تقولى هذا .. لقد بذلت كل ما في وسعى لأمنعهما ، ولكن في كل مرة كان الأمر ينقلب ضدى . ولقد مرت بى أيام كنت أتساءل : هل أنا صبى أم حقيبة تدريب الملاكمين ؟ وانتهى بى الأمر إلى أن هربت وأنا في سن الثانية عشرة ، وتشردت في الشوارع ، وفى سن الثامنة عشرة انخرطت في سلك البحرية .
فكرت "آنى" في المحن التى لاقاها الرجل حتى يستطيع أن يبقى على قيد الحياة ... لقد نالت هى أيضا نصيبها من المحن ، ولكن على الأقل كانت محاطة بأشخاص اهتموا بها ، وهو ما لم يعرفه أبدا . لقد كان عليه أن يواجه الحياة بمفرده تماما .
أخذت "آنى" تتأمل وجهه الذى يشبه وجه الذئب الوحيد ، وعادت إليها الذكرى ، كان أثناء هذيانه قد انفعل غضبا ضد والده ، كان قد صرخ : ستقتلين ذلك السافل الوغد ، ثم انطلق في حكاية لا أول لها ولا آخر ، والشئ الوحيد الذى فهمته منها أنه خلال جدالهما الذى استمر ساعات أدى إلى إنفصال والده عن أمه ، الأمر الذى جعل أمه تثور وتضربه بيد المكنسة ، وجرحته مما اضطر الجراح لعمل ثلاث غرز كما كسرت له ثلاثة أضلاع .[/align]
وجدت "آنى" صعوبة في تصور ان هناك الدين يستطيعان أن يمزقا ابنهما ، الأمر الذى جعلها تحس بغصة في فمها . أرادت أن تقول له شيئا ولكن الانفعال منعها . إنها على أية حال ندمت ، لأنها تدخلت في حياته وخصوصيته . إنها لم تفكر إلا في نفسها ، وهى الآن تفهم لماذا غضب غضبا عارما عندما حولت منزله إلى ما يشبه دار الأسرة . إن ذلك لابد أن ذكره بوالديه وحياته كطفل شهيد التعذيب . قالت له وهى تدعو السماء أن تساعدها على إيجاد الكلمات المناسبة :
- إنني نادمة من أعماق قلبى يا "شيز" لأننى خلقت لك كل هذه المشاكل . ولو كنت أعلم لما لمست هذا المنزل أبدا . وعندما تعود سأعيد كل شئ إلى سابق عهده .

قال بصوت شبه رقيق :
- انسى الأمر ! لقد ظننت أنك تفعلين الصواب والخير ، والباقى لا أهمية له . ليس من حقى أن ألومك على شئ يا "آنى" لقد عدت إلى ، لأنه ليس لك أى مكان تذهبين إليه .
حاولت "آنى" أن تتكلم ولكن الكلمات لم ترد الخروج من فمها . إنها لم تكن تتوقع على الإطلاق تعاطفا من جانبه . قالت أخيرا بصوت مرتجف :
- الحق معك . لقد كنت سآتى إليك على أية حال .. أننى لم أستطع أن أنساك يا "شيز" ، لقد وصلت في الوقت الذى فقدت فيه كل شئ ، لقد غامرت بحياتك من أجلى ، وأعتقد أننى وقعت صريعة هواك في الحال أنت تعلم أن ذلك يحدث للفتيات الصغيرات كالصاعقة أمام فارس الأحلام . هل فهمتنى ؟
قال مؤكدا وهو ينظر ثانية لمدخل المنجم :
- إن معظم الفتيات الصغيرات ينتهى بهم الأمر إلى العودة إلى حياتهن الطبيعية ، ويشفين من الحب العارض .
أضافت قائلة :
- المصيبة أننى لم أبرأ من حبك أبدا .
استدار نحوها جأة والتعب باد فى عينيه :
- كفى يا "آنى" ! لا تقولى أشياء سنندم عليها – نحن الاثنين – فيما بعد .
ولكن الآوان فات ، فإن "آنى" لم تعد قادرة على التوقف ، قالت :
- أنا أحبك يا "شيز" ولا أستطيع أن أفعل شيئا حيال هذا الحب .
انتبه "شيز" وهمهم ببضع كلمات من الصعب سماعها ، ولكن "آنى" لم تكن في حجة للإنصات ، لأنها كانت تعرف أنها ارتكبت خطأ آخر ، وأنها تمادت اكثر من اللازم ، وأنها أشعرته بالخوف . أخذت تتأمل في إعجاب ظهره القوى ، وهى تردد اسمه همسا ، وتتمنى عفوه عنها وقد كرهت نفسها لما فعلته ... أليس لديها أى شعور بالكرامة ؟
اتجهت ناحية الأشجار التى ربطا بها جواديهما وعيناها كانت مبللتين بالدموع . لقد أيقنت أن الحياة دائما لا تقدم لها هدايا .
ما إن استردت أنفاسها بطريقة طبيعية حتى سمعت صوت تحطم الأوراق الجافة وراء ظهرها ، وسمعته يناديها :
- "آنى" !

أغمضت عينيها فقالت وهى تتذكر نفس كلماته السابقة :
- لننس هذا ! ليست لدى رغبة في أن اتكلم ولا أن ....
- بحق السماء دعينى أتكلم ، دعينى على الأقل أعتذر . أنا آسف يا "آنى" ، لقد تركت نفسى للغضب وأنا لا أحب المفاجآت . أنا لم أحب ذلك أبدا .... هل فهمتنى ؟
لمس شعرها ... وأكمل :
- لست أدرى ماذا أقول يا "آنى" أنا لا أريد أن أسبب لك المزيد من الضرر بعد الآن . أنا لا أرد أن أستغل الفرصة .
زفرت وهى عاجزة عن منع نشيجها ونحيبها :
- أوه يا "شيز" ! ولكن لماذا إذن ؟ لماذا ؟ تنتهز الفرصة ؟ أنت لا تستطيع أن تؤلمنى إلا الآن .
حدق فيها "شيز" غير مصدق ... تنتهز فرصة ماذا ؟ ما الذى تتحدث عنه ؟ حدثته قائلة :
- قل شيئا يا "شيز" من فضلك .
رفع رأسها حتى يرى وجهها افضل .... كان مثل وجه الملاك البرئ .
- حسنا يا آنسة ... سأفعل شيئا .
سألته في لهفة :
- أحقا ما تقول ؟ ستفعله ؟ أوه يا "شيز" من فضلك ... بسرعة قبل أن تغير رأيك .
قال وهو يقترب منها في حنان :
- أنت فتاة لحوح فعلا .
كان كل منهما يتحرق وقا لأن يعبر للآخر عن مدى حبه ولهفته ورغبته نحو الآخر . قال لها :
- لا يا آنسة ..... ليس بهذه السرعة ... عندما نتصارح بالحب يجب أن يتم ذلك بالطريقة الصحيحة وفى ظروف مواتية ، وليس تحت أى ضغط وانفعال ، لابد أن أخذ كفايتى من الوقت حتى تصبحى ملكى كلية قلبا وقالبا وأن يصبح حبنا جنونا مطبقا .
قالت وهى تتعلق برقبته :
- اعتقد أننى أصبحت فعلا مجنونة بحبك .
أغرقتهما موجة من جنون الحب ونسيا العالم و "جاك لابواز" الذى لو أطل برأسه في تلك اللحظات لتمتع بمنظر العاشقين .
إن "آنى" لم تعد تصدق ما يحدث لها ، لم تكن تتوقع كل هذه السعادة بعد طول المعاناة والمحن التى لاقتها في حياتها والصد والقسوة من "شيز" كلما حاولت أن تقنعه بأنها زوجته الشرعية وحبيبته ، إنها كانت في قرارة نفسها مقتنعة بأنه يحبها بجنون يدفعه إلى تصرفات غير معقولة عكس التصرفات المطلوب أن يفعلها الرجل العاشق ، ولكنها كانت مؤمنة بأن اللحظة ستأتى ليكتشف بنفسه هذه الحقيقة . حقيقة أنه يحبها بجنون ، ويشتهى أن يبادلها الحب كزوجين عاشقين حرما من الحياة الزوجية خمس سنوات طوال .
ولكنها لم تكن تؤمن بأن النتيجة ستكون بهذه السرعة والروعة . إنها مذهولة مما حدث ومذهولة من صدق حدسها من أنه في يوم من الأيام سيظهر لها حبه المجنون .
لقد نسيا – في لحظات الحب – صراعهما وكذبتها عندما أدعت انها عاشت معه حياة زوجية كاملة قبل الحادثة بعد أن زوجهما القس ، ونسيا المهمة الأساسية التى أتيا من أجلها بعد أن قطعا كل هذا الطريق ليقبض "شيز" على "جاك لابواز" في المنجم القديم المهجور أخذت تردد من فرط سعادتها :
- أنا لم أعد أتحمل يا "شيز" إنني أحترق وأموت ، أفعل شيئا لإنقاذى .
قال وهو يربت في حنان على شعرها الأحمر ويحاول ألا يحطم جسدها الهش لو اقترب منها بجسده العملاق الصخرى :
- سأفعل أى شئ لإنقاذك يا حبيتى سأثبت لك مدى حبى .
- أوه يا "شيز" أنت تقتلنى ... إنني لم أعد أتحمل ، إن هذه السعادة تقتلنى !
- إننا لم نصل إلى السعادة بعد ، ولكننا ستصل يا صغيرتى ... نعم نصل لقمة السعادة . ولكن في الوقت المناسب .
منتديات ليلاس
انتهى رأيها إلى أن هذا الرجل خلق ليرضى المرأة ويمتعها ... أقتنعت "آنى" بانها لا يمكن أن تجد السعادة مع أى رجل غير هذا الرجل "شيز بودين " !
تساءلت كيف جاءت عليها لحظات من اليأس وكانت ستتركه ... كيف كانت ستعيش ، وتعرف مثل هذه السعادة السماوية ، ثم إلى أين كان بإمكانها أن تذهب ؟ ليس لديها أى مكان في الدنيا إلا في بيت "شيز" وهى لم تندم لأنه لم يكن لها أى ملجأ آخر ، وإلا لما عرفت السعادة لو هجرته . لقد أرادت الأقدار لها أن تكون بلا مأوى حتى تضطر لأن تتحمل قسوة "شيز" إلى أن يلين ويقع في حبها . سألها وهو في قمة السعادة عندما انهارت كل مقاومته وعناده الرجولى وباح لها بحبه الحقيقى وبحقيقة ما يشعر به نحوها .
- ما رأيك الآن ؟

- إنها أوقات رائعة ... إنها لحظات لن أنساها ، لقد تمكنت السعادة من أن تمحو ذاكرتى كل ألوان العذاب والمحن التى عانيت منها ، ولم تعد لى في الحياة سوى أمل واحد ، ان انهل من بئر الحب إلى أن أرتوى ... ولن أرتوى على ما أظن ... نعم إنني أحب ما أعيشه الآن معك .
- لقد مضى أسوأ ما يمكن أن يحدث لك في حياتك ، والآن حان الوقت لتلتئم جراحك .
كان دافئ الكلام والنفس ، والوصت يصدر من أعماق قلبه :
- أعتقد أننا وصلنا إلى قمة السعادة يا عروستى ، لقد أدركت ذلك وعرفت كم هو رائع ان يحب الانسان ويتلقى الحب .
أحست "آنى" بأنها ارتوت من نهر الحب ، وأحست بالرضا عن حياتها . وأحست بالضعف الشديد بعد كا ما بذلته من جهد ، ومن طول الأمل والذى نحقق أخيرا ، قالت له معترفة :
- لقد كنت راعئا في اعترافك بالحب . ولم أكن أظن أنك رقيق العواطف إلى هذه الدرجة .
- وأنت رقيقة وفاتنة يا "آنى ويلز

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 08-09-10, 11:20 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل العاشر


كانت "آنى" نائمة ... لقد مرت ساعات طويلة منذ أن اعترف لها "شيز" بحبه . وعبر لها عن عواطفه الحقيقية نحوها ..
بدأ "شيز" يلاحظ تباشير الفجر خلف التلال ، لم يغمض عينيه طوال الليل ن ولم تكن إثارته وقلق يدوران حول "جاك لابواز" ، إن السارق لم يظهر له وجه حتى الآن ، لقد انخدع "شيز" ولكن لا أهمية لهذا على الإطلاق .
إن أمامه الآن مشكلة أكثر حدة وألما ... امرأة حمراء الشعر ترتب على يد الأخوات الصالحات في الدير في كوستاريكا ، أصبحت الآن امرأته . كان يعرف أن تبادل الحب معها سيغير كل شئ وقد فعل .

ظل على مر الساعات يجتر تبعات عمله ، الذى اندفع دون شك فيه بدافع العاطفة . انه لم يتماسك . كان كل شئ يدفعه للاستسلام لغريزته واحاسيسه الداخلية . ولكن ما معني ذلك ؟
حتى لو أقنع نسه بأن اعترافه بالحب وتبادله معها كان وليد لحظة من السعادة المشتركة إلا أنه كان يعرف تماما انها ترى الامور غير ما يراها , انها تحبه بصدق وعنف وليست على استعداد لان تتنازل عن حبها بعد ما حدث .
لاشك في انها في هذه اللحظات تحلم بثوب الزفاف .
وشهر العسل ولاشك في انها تحلم ايضا بأن تنجب له العديد من الاطفال.
خرج "شيز" من كيس النوم الخاص به , واخذ يسير على قدمين حافيتين حتى قمة التل وهو يلقى في طريقه نظرة على المنجم المهجور . فكر في الارتباط والزواج والاطفال وكلها امور مترابطة .
ولكن "شيز" لايريد ارتباطات من أي نوع . لقد كان والداه مرتبطين بالزواج .
وربما كان الحب يربطهما في البداية ثم حلت محل ذلك الكراهية والحقد . لقد رأي بنفسه كيف تدهورت علاقتهما واصبحت غير طبيعية وانتهى الامر بأن خنقا كل ما كان جميلا بينهما .
وإذا كان قد أقسم على شئ ما فهو انه لن يرتبط ابدا بأي شخص , لانه في الارتباط العاطفي دائما يوجد شخص يتعذب .
اصبحت كل مشكلته الان هي اقناع "آني" وحسب ما يعرفه عنها فإنها سترفض دون شك .
ان تعتقد انها لم تقع على شخص يشاركها حياتها . كانت تعتقد في ذهنها تماما انها لن تستطيع الوصول الى أي شئ بقليل من الصبر . لاشك ان كل الاقوال الحكيمة التى كانت تعرفها أخرجتها من الكثير من المأزق .
وهو ليس الشخص الذى يريد ان يحطم أوهامها بعد العاطفة والرعد والبرق ..
ارتجف وهو يأمل ان تكون رجفته من البرد وهو يعلم جيدا ان البرد ليس السبب . انه كان يرتجف دائما من تلك الاماكن المفتوحة التى تنمي الامل لدي الناس .. انها تعد المرء بأن يري "قوس قزح" ولكن ذلك لا يتحقق ابدا .
- ما الذى تفعله يا "شيز" ؟
منتديات ليلاس
استدار "شيز" ليس في الحال وانما ببطء. لم تكن لديه أية رغبة في ان تقرأ افكاره . ان ما تنتظره منه مستحيل ان يتحقق .
تصلب فكه وهو يتساءل : ما الذى يمكنه ان يقوله لها حقا ,
ولكنه لم يجد الوقت الكافي ليعثر على الكلمات . لانه سرعان ما وجدها الى جواره .
سألته وهي لاهثة الانفاس :
- ماذا هناك يا "شيز" ؟ هل هو اللص ؟
هز رأسه نفيا دون ان ينظر اليها .
- إذن ما الذي لايسير على ما يرام ؟
- كومة من الاشياء يا "آني" ..
كومة من الاشياء.
استدار نحوها وهو يستعد لأن يقدم لها جرعة تمهيديه للجرح الذى سيسببه لها . فكر في اليأس .. لابد ان يضفي اليأس على عينيه .. فجأة اصبح جمالها فاتنا . سألته :
- هل انت نادم لانك اعترفت بحبي ؟
- "آني"...

تعثرت الكلمات في فمه . انه يعرف ان كلماته لن تضئ عينيها ولكنه نطقها على اية حال .
- سأبذل كل ما في طاقتي لتعثري علي جنسيتك الأمريكية إذا كان هذا ما تريدينه . إن لى اتصالات . بل إنني على استعداد لأن أقسم علي ذلك لو اقتضي الامر ذلك .
- تقسم ؟
- سأطلب من مساعدي ان يشهدا على ذلك .

- ولكننا متزوجان يا "شيز" ! فلماذا تريد أن تقسم ؟
أشاح بعينيه حتى لا يراها مجروحة وقال :
- إن هذا لن ينجح يا "آني"
- ما الذى لن ينجح ؟ نحن ؟

ثم خفضت من صوتها واستطردت :
- إذا أردت التراجع فلا بأس .. إن الامور يمكن ان تسير .. بعد القليل الذى منحته لي .
- يا إلهي ! الا تحاولين ان تفهمي ؟
أنا لا اجد أي رغبة في الزواج وليست لدي نية للزواج على الاطلاق . ليس معك ولا مع أي امرأة اخري . ليست لدي أي رغبة في المرأة ولا أي ستائر صفراء في المطبخ !
بدلا من ان يري الدموع في عينيها رأي تعبيرا لم يسبق له ان عرفه ابدا من قبل
. كانت تحدجه في ذهول وغير تصديق . وكأنها في حضور وحش خرافي .
- هل تعتبر حبي لك قليلا ؟ واننى كنت عاشقة لك منذ لقائنا الاول في "كوستاريكا" ؟ أليس لكل هذا أي اهمية ؟
- بل له كل الاهمية يا "آني" .. وكيف تشكين في ذلك ؟ ولهذا السبب يجب قطع العلاقة في الحال . أنا لا استطيع ان ادعك تعتقدين ان هناك مستقبلا أمامنا معا .
لقد حان الوقت للانتهاء من ذلك .
قالت له وقد اصبح صوتها بعيدا فجأة وكأنها تتحدث مع نفسها :
- يمكننا الا نظل متزوجين , يمكننا الطلاق بعد الاعتراف بجنسيتي الامريكية .
استدار نحوها :
- ولكن يا "آني" إن الزواج الذى تم في "كوستاريكا" كان الملجأ الحتمي الاجباري ,
لإنه لم يكن هناك أي حل اخر .. وحتى إن كان الزواج قد تم فإنه لا قيمة له , وحتي إن كانت له قيمة فلابد من إلغائه .
ترنحت "آني" كان الحصى يمزق قدميها الحافيتين . ولكن الالم لم يكن يقارن بالحقيقة البشعة التى ألقى بها في وجهها .
انه لا يحبها , لقد غامر بحياته لينقذها بل إنه تزوجها ولكنه لم يحبها ابدا وهو لن يحبها على الإطلاق .
كانت العاصفة تعتمل بشدة في رأسها ,
لقد تصورت ملايين الطرق لتقول له : إنه ليس سوي إنسان أناني قذر وفاسد , وانه محروم من كل ما هو طيب في الحياة , ولكن نظراته الشاردة الغائبة كانت تعني أن كل ما ستقوله لن يغير من الامور شيئا .
وانغلق الباب ربما كانت على حق قبل كل شئ . إنه غير قادر على الحب , الامر بالنسبة لها في هذه الساعة سيان ولم يعد لها سوي رغبة واحدة وهي الابتعاد عنه . لقد كان وجوده مؤلما لها جدا .
ومجرد فكرة انه يمكن ان يساعدها اصبحت ممقوتة وكريهة . ولكنها ستهتم بذلك فيما بعد .
حاليا إنها في حاجة للابتعاد عنه . قالت في تلعثم :
- أنا يا "شيز"
أسكتها "شيز" بحركة من يده .
اختنقت الكلمات في حلقها عندما فهمت أنه لا يريد منها ان تصمت عن عمد عندما همس وهو يميل نحو بئر المنجم :
- هناك شخص ما .. لا استطيع ان أراه ولكن لابد انه "جاك لابواز"
- أنا يا "شيز"

- صه .. ليس الآن . ليس هذا من الحكمة والحرص ربما كان مسلحا .[/align]
__________________
جذبها نحوه . اغمضت "آني" عينيها , انها لا تصدق انها ملتصقة به . ولكنها تحررت بعنف منه رافضة الاستسلام لمشاعرها .
- أرجوك يا "آني" لاترتكبي حماقات . ابقى هنا طالما لا اعرف من هو تحت فإننا لن نكون في أمان أنا وأنت .
اخرج سلاحه أمام انظار "آني" وما إن اختفى حتى تملك الخوف "آني" . ما الذى سيحدث لو وقع له حادث ما ؟ إنه يخاطر بأن يصاب .
اهتز كل جسدها من الارتجاف والنشيج . انه يلقى بها كورقة مهملة . والان يطلب منها ان تنتظره دون أن تقوم بأي حركة ! لايمكن ان تقبل ذلك لايوجد امرأة تصاب بالمرض خوفا وقلقا على رجل انتزع قلبها لتوه . لايجب علي أية حال ان تبالغ في انفعالها ! من يظنها ؟

إنها قبل كل شئ تريد أن تنطلق بعيدا عنه .. حلت رباط الجواد وانطلقت في طريقها .
# # #
عندما شاهدت "آني" البيت . لم تستطع ان تمنع دموعها من الانهمار فوق خديها في حين انها شعرت بالارتياح والخلاص . كان أول شئ تنوي ان تفعله هو ان تأخذ حماما طويلا وساخنا ليعيد إليها نشاطها . ربما ستعيد التفكير بعد ذلك فيما ستفعله في بقية حياتها .

ولكنها ما إن دفعت الباب لتتحه حتى أحست بان هناك شيئا ما مريبا قد حدث ، ورغم الصمت التام الذى ران على المكان ، هناك شئ ما يقول لها : إنها ليست بمفردها . ارتجفت وتحشرج صوتها في حلقها وهى تسأل في قلق وخوف :
- هل هناك أحد هنا ؟ من هناك ؟
- كنت سأطرح عليك هذا السؤال ؟

كان صوت الرجل خشنا وقاسيا للغاية . حتى إن فرائصها ارتعدت واحست بالثلج يسرى في أوصالها حتى النخاع ، استدارت ولمحت شبح الدخيل الغامض وسط العتمة ، لقد كان في مثل ضخامة "شيز" . لقد كانت له هيئة حيوان كبير الحجم ، أو إنسان لم يعرف المدنية وكأنه عاش حياته كلها في الأحراش . قال لها الرجل بلهجته الفظة :
- أين هو "شيز بودين" ؟ وماذا تفعلين هنا ؟
فهمت "آنى" في الحال . أنه اللص الذى يطارده الجميع "جاك لابواز" ردت عليه بعد فترة . وهى تحاول أن تكتسب وقتا :
- "شيز" ليس هنا .
رأت نفسها الآن رهينة . سألها الرجل :
- اين هو ؟
قالت بهدوء مصطنع :
- لست أدرى . لقد رحل ... هذا كل ما أعرفه وهو لن يعود قبل عدة أيام على ما أظن .
ألقت نظرة على الحجرة فسألها الهارب وهو يشير إلى الباب :
- هل هناك احد آخر ؟
ردت عليه "آنى" بصوت ثابت أملاه عليها الخطر المحدق بها . وقد أقتنعت بأن هذه هى الطريقة الوحيدة التى تواجه بها هذا الوحش .
- لا ... لا يوجد أحد .
حدجها الرجل طويلا في قسوة لا تطاق . ثم دفعها نحو الحجرة قائلا بلهجة آمرة :
- هيا لنتحقق ... أنت أولا .
كررت عليه :
- لا يوجد أحد .... لقد رحل .

سألها – وقد لمح الباب السرى داخل الحجرة :
- ما هذا ؟
- لا شئ ... إنه باب خلفى .
- افتحيه !
دخلت "آنى" النفق والرجل يسير خلفها خطوة بخطوة دون أن ينطق بكلمة ، وعندما وصلا إلى الكهف أطلقت صرخة ، وانتهزت تأثير المفاجأة عليه لتدفعه داخل النفق ، سمعته وهو يتحسس طريقه وقد ركع على ركبتبه ثم تبع ذلك صوت سقوطه في الهوة . أعادت إضاءة الكشاف الذى يعمل بالبطارية الذى سبق أن استخدمه "شيز" عندما حاول إنقاذها ، ثم اقتربت من قتحة الهوة بكل حذر .
كان المنظر الذى رأته مثيرا للضحك الشديد . جلس ضحيتها وسط الطين وهو يدعك ركبتيه وقد بدا مثل قط متوحش أو فهد مفترس . سألته – وهى تكتم ضحكتها :
- من أنت ؟ " جاك لابواز " ؟
ضاقت عيناه ونظر إليها ، وقد خف رعبه بعض الشئ وقال :
- عادة ما يكون حظى أفضل ، ولكن لا ... لست "لابواز" الذى تدعينه أنا "جونى ستارهوك" صديق قديم لـ "شيز" .
- تقول من أنت ؟
وقعت "آنى" تحت تأثير الصدمة ... إن هذا مستحيل لقد رأته في "كوستاريكا " وكان يبدو عليه أنه من أصل هندى أمريكى ، وقال عنه "شيز" إنه محام مشهور .
وجهت الكشاف الضوئى نحو وجهه . مرت بذهنها فكرة كريهة وفكرت ، وهى تبتسم : يا له من حيوان فاخر ، ولسوء الحظ أنها عاشقة لرجل آخر . بدأت "آنى" تشرح وهى تتلعثم :
- ربما كان على أن أقدم لك تفسيرات . ألا أذكرك بشئ ما ؟
وجهت كشاف الاضاءة نحو وجهها فقال لها :
- لو أخرجتينى من هذا الجحر فإننى سأكون في حالة أفضل تسمح لى بإدراك من أنت .
منتديات ليلاس
- إن "شيز" لديه سلم من الحبال ، ولكنى لا أعرف حقا أين وضعه .
- اللعنة ... يا لسوء الحظ ... أتقولين إنه سبق لنا أن التقينا .
- نعم ... في "كوستاريكا" وأستطيع أن اخبرك كيف تم ذلك .

- هيا قصى .
# # # # #
عندما انتهت "آنى" من حكايتها نهض "جونى" واقفا على قدميه . كان موزعا بين الشعور بعدم التصديق لما يسمعه ، والشعور بالسعادة . سألته – وهى تشعر بالاحباط وخيبة الأمل :
- أنت لا تتذكرنى ... أليس كذلك ؟

- إن لدى إحساسا بأننى أمام شخص عاد إلى الحياة بعد الموت . إذن أنت تلك الصبية التى تزوجها "شيز" ؟ "آنى" .... هل هذا كان اسمك ؟
لم تستطع "آنى" أن تمنع دموعها الغزيرة من الانسياب فوق وجنتيها . إن هذا الرجل الضخم الجثة الذى لا يقل قوة ولا ملاحة عن "شيز بودين" ، والمحاصر الآن في هوة من الطين هو أول شخص يتعرف عليها ويعترف بصحة زواجها من "شيز" بل لقد قال اسمها . قالت من بين نشيجها :
- نعم ... إنها أنا "آنى ويلز" ! سامحنى ! لقد خشيت ألا تتذكر ، إن كل الناس نسونى . لقد أعتقد "شيز" أننى مت من سنوات .
- لابد أن الخبر نزل عليه نزول الصاعقة .
- آه ... عليك أن تقول هذا فعلا .
اطلقت "آنى" زفرة طويلة ثم قالت له :
- ولكن "شيز" لا يتذكرنى ولا يتذكر ما حدث بيننا .. . إنه يريد إلغاء عقد زواجنا .
- وأنت لا تريدين ذلك ... أليس كذلك ؟
قالت معترفة – وقد زاد نشيجها قوة :
- انا أحبه ... أعتقد أن هذا واضح ، أليس كذلك ؟
- بلى هذا واضح يا "آنى" . في كل مرة تنطقين فيها اسمه يظن المرء أنك تتلين صلاة ... هيا احكى لى ما الذى حدث .
انطلقت "آنى" في سرد حكايتها الحزينة وأنهت الحكاية أمام نظرات "جونى" المذهولة قائلة :
- أنا كارثة حقيقية ... هذا ما يقوله هو .
قال "جونى" – وهو يتساءل في نفسه كيف يمكن لرجل أن يقاوم هذه المرأة الطفلة ، والألم الذى يقرؤه في عينيها الزرقاوين :
- إنني لن أضع يدى في النار لو كنت مكانه ما دام مقتنعا بأنك كارثة حقيقية ، ولكن لابد أنه مجنون إذا رفض نعمة حبك وسيكون له معى حديث طويل .
نظرت إليه في دهشة :
- ماذا تقصد ؟

- انا لا أعدك بشئ ولكن لدى خطة صغيرة في رأسى أحتفظ بها لنفسى ؟
( نهاية الفصل العاشر )

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 08-09-10, 11:23 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الحادى عشر


- حركة واحدة وتصبح رجلا ميتا .
ألقى "شيز" نظرة من فوق كتفه ثم تردد فترة قبل أن يجيب :
- انت لم تكن أبدا قناصا ماهرا يا "جاك" .

- الق بسوطك أرضا يا "شيز بودين" !
فتح "شيز" يده وترك السوط ينزلق للأرض . سأله "جاك لابواز" :
- كيف خمنت ان لدى مخبأ في المنجم القديم ؟

- إنه الإلهام يا "جاك" .... الإلهام !أتعرف ما هو ؟ ثم إنني تذكرت المرة الأخيرة التى وضعت فيها يدى عليك أنك كنت مغطى بالطين ، واستنتجت من ذلك أنك كنت تحفر بئرا عميقة في الأرض ، وأنك كنت تبحث عن شئ ما ، وأنك ستعود مرة ثانية إلى نفس المكان إذا أتيحت لك فرصة الهرب ... إن هذا هو الذكاء يا "جاك" وأنت طبعا محروم من الذكاء لأنك تجسد الغباء الشديد وكل الناس يعرفون ذلك فيما عداك أنت لأنك تظن نفسك ماكرا وذكيا .
- أنت ماكر جدا يا "شيز" ولهذا السبب على أن أفعل شيئا أشعر بالندم عليه من الآن . سأضع رصاصة في مخك ، فقد يهدئ ذلك من ذكائك بعض الشئ .

ربما كان "جاك" محدود الذكاء حقا ، ولكن لن يتردد لحظة فى ارتكاب جريمة قتل بأعصاب باردة ، باعتباره مجرما بالطبيعة . والجميع يعلمون ذلك بما فيهم "شيز" طبعا .

- هل تعلم ماذا ينتظرك يا "جاك" لو أنك أضفت جريمة القتل إلى خطاياك التى لا تعد ولا تحصى ؟
- هذا يعتمد على وجهة النظر الخاصة بكل منا ، ليست لدى أى نية فى أن يتم القبض على هل فهمت ؟ لقد بدأ الكيل يطفح بى .
منتديات ليلاس
فجأة أحس "شيز" بعدم رغبته على الاطلاق فى أم يموت وأنه يريد أن يستمر متمتعا بالحياة ... لقد كان المستقبل ممهدا أمامه تماما ... وقدره الذى ينتظره فى البيت اسمه "آنى" !
"آنى" ؟ هل بسببها يريد أن يستمر على قيد الحياة ؟ من أجل تلك المرأة التى حولت حياته إلى جحيم ؟ المرأة التى تجرى المصائب والكوارث فى دمائها ، ولا تتنفس إلا المحن والمشاكل ؟ ولكن عليه أن يقنع نفسه بالعكس ، وان يتقبلها رغم ان كل ما فيها يدعوه الى كرهها .
إن كل شئ يقوده الآن الى مصيره المحتوم معها . ربما كانت "آنى ويلز" لا تحتمل ، ولكنه لا يتحمل ابدا فكرة ألا يراها مرة ثانية .
قال "جاك لابواز" فى ضجر :
- هل تسمعنى يا "شيز بودين " ؟

احس "شيز" بماسورة المدفع الرشاش فى عنقه . إنه فى لمح البصر يمكن أن يسقط صريعا على الأرض . حتى قبل أن يفتح فمه . فجأة سقط على الأرض والتقط سوطه ، ولفه حول ساقى "جاك" الذى فقد توازنه ، وانهار مثل قطعة خشب أفسدها السوس ، صاح فى لهجة انتصار :
- هذا هو العمل الحق يا "جاك" ، يجب أن أحطمك قطعا ... يجب أن أفرغ بندقيتك فى رأسك الخاوى ، ولكن الرجل الذى أمامك يا "جاك" أمامه المستقبل كله ، وهذا هو السبب الوحيد الذى يدفعنى لأن أبقى على حياتك التى لا تساوى شيئا .
# # # #
- أين أنت يا "آنى" .

لقد اختفى جوادى ... ربما عادت إلى البيت أو أنها تاهت وسط التلال .
بدأ "شيز" رحلته و "شادو" فى أعقابه .
فى المنزل لم يعثر "شيز" على أى أثر لها ، جره "شادو" إلى حجرته . صاح "شيز" فى هلع وهو يرى باب الحجرة السرى مفتوحا لا يمكن أن يحدث الأمر مرتين .... ألم تسمع تلك المرأة الرهيبة المثل الذى يقول : لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين .
ذهب يبحث عن كشاف ضوء يعمل بالبطارية فى المطبخ ، ثم توغل فى النفق ، صاح ، وهو يقترب من الهوة :
- "آنى" هل أنت بخير !
عندما وجه ضوء الكشاف نحوها وجدها تبتسم ابتسامة عريضة وقالت :
- "شيز" ؟ هل عدت ؟ ... متى عدت ؟ أنا و "جونى" كنا فقط ....
ثم أضافت بعد لحظات من التوقف :
- هل أنت بخير ؟

تردد لحظات قبل أن يفهم ماذا تعنى ، سألها :
- " جونى " ؟ "جونى" من ؟
- أنا هنا أيها العجوز !

- "ستارهوك" !
أوشك الكشاف الضوئى أن يفلت من يد "شيز" ، وهو يحاول البحث عن وجه صديقه القديم .
- "ستارهوك" ؟ ولكن ما الذى تصنعه عندك ؟ ومعها ؟
شرحت "آنى" :
- لقد سقط فى الهوة .... إن الأمر يطول شرحه . ولكنى أردت ان اساعده وأخرجه من الهوة فسقطت بدورى .
قاطعها "شيز" قائلا :
- دقيقة واحدة ... سأذهب لأحصل على السلم المصنوع من الجبال .
رد عليه "جونى" :
- الأمر لا يستدعى العجلة ، لقد اكتشفنا أنا و "آنى" أن بيننا أمورا كثيرة مشتركة .
سأله "شيز" فى ارتياب :
- ماذا يعنى هذا الذى تقوله ؟
- لا داعى للثورة ... إنها تحب الطعام الملئ بالتوابل . وأنا كذلك . هذا كل ما هناك .
- هل أنت واثق بأن هذا كل ما هناك ؟
- آه ... نعم ... إننا نحب أيضا أفلام الغرب ورعاة البقر .... أليس هذا صحيحا يا "آنى" ، ثم ....
- ثم ماذا ؟
صاحت "آنى" :
- "شيز" هل قررت أن تخرجنا من هنا أم لا ؟

- ليس قبل أن أحصل على الاجابة ... وماذا بعد ؟
- هل انت واثق بأنك تريد الإجابة يا "بودين" ؟
- هيا انطقها يا "ستارهوك "

- حسنا يا راعى البقر ، لقد جلبته على نفسك ، ان صغيرتك "آنى" تعشق الهنود الحمر ، إن الآنسة المحترمة لديها ذوق رائع حقا . وإذا لم تتزوجها فإننى سأفعل ، هل رأيت عينيها ؟ إنهما مذهلتان ! لم يسبق لى أن رأيت عينين فى مثل زرقتهما .
- لا تتعب نفسك فقد لاحظت ذلك بنفسى ، ولكن أعتقد أنك نسيت شيئا يا "جونى" .
كان يتحدث بصوت معسول ماكر :
- إننا متزوجان فعلا .

لم يستطع "ستارهوك " أن يخفى ابتسامته العريضة التى ملأت وجهه ، قال :
- هل نسيت أننى محام ؟ لقد قمت بإلغاء العديد من الزيجات .
- لقد فات الأوان أيها العجوز ... لقد تم زواجنا رسميا بالأمس .
صاحت "آنى" :
- "شيز" ! ألا تعتبر أن الأمر بيننا شخصى جدا ؟ هيا أخرجنا من هنا !
ذهب "شيز" لإحضار السلم المصنوع من الحبال ، ولكن ما إن أتم عملية إخراجهما من الحفرة بعد جهد حتى أراد ان يستأنف حديثه مع صديقه القديم "جونى" ، ومساعده السابق ، قال "جونى" له :
- انت متزوج ؟ كم أحب أن أرى ذلك يحدث ، انت عاجز على أن تسعد اى امرأة .
حبست "آنى" أنفاسها ، لقد شاهدته يقتل رجلا فى "كوستاريكا" ولكنها لم تره أبدا وقد امتلأت نظراته بكل هذه الكراهية ، أصابها الهلع وارتجفت وصاحت :
- لا ! .... هذا يكفى ... أنتما الاثنان ! أنا لن أتزوج أيا منكما ... أليس هذا واضحا ؟
# # # #
فتح "شيز" الباب وخرج وقد تبعه "جونى" خطوة بخطوة . سألته "آنى" :
- هاى ! أين أنت ذاهب ؟
- سأجرى رهانا مع هذا الخبيث لأحدد مصيره .
- حسنا جدا ... سآتى معكما .... ربما تحتاجان إلى يد المساعدة .
قهقه الرجلان عاليا وكل منهما يضرب الآخر على ظهره .
تضايقت "آنى" وعادت إلى البيت . وشاهدت سوط "شيز" فى أحد الأركان ، وتساءلت إن كان أحد قد استعمله معه . صاحت تناديه :
- "شيز" !
رد عليها وقد لمح السوط فى يدها :
- "آنى" ؟ ما الذى تصنعينه ؟
قالت – وهى تحرك السوط فى كل اتجاه – "
- سأفعل ما يجب أن أفعله . لا تتحرك يا راعى البقر ! أنت لن تذهب إلى أى مكان بدونى .
أخذت تلوح بالسوط وكان لديها نية استعماله . قال "جونى" بصوت ممطوط :
- يبدو انها جادة .
- كونى عاقلة يا "آنى" ... إن تحت يدى لص ماشية تعود على الهروب .
- لا ... إن عندك زوجة وهى موجودة هنا . إن اصك الخبيث يمكنه ان ينتظر .
تدخل مساعده "جونى" قائلا ... وقد أصابه الهلع :
- "بودين" ! أنت لم تقل لى إنها تستطيع استخدام السوط ! إننى أنهار .
لم تدع "آنى" نفسها تنخدع بالمجاملة الصادرة من مساعد "شيز" وصديقه العجوز ، استدارت نحو "جونى" وقالت له – بصوت رقيق ولكنه حازم :
- كم هو رائع أن ألقاك بعد كل تلك السنوات . ولكن أرجوك أن تتركنا ... هل هذا ممكن ؟ إن لدينا أنا و "ششز" كلمتين نتبادلهما .
ابتسم "شيز" بدت مثل " كلامتى جينى" الشهيرة فى أحد أيامها العصبية مزاجها العكر .
قال لها أخيرا وهو يهم بالخطو نحوها :
- ضعى هذا جانبا يا "آنى" فقد تتسببين فى إصابة أحد .

لم تعطه الفرصة ليكمل عبارته وطرقعت السوط فانتزعت قبعته العريضة الخاصة برعاة البقر .
همهم "جونى" :
- اللعنة !
ظل "شيز" مسمرا فى مكانه ، كان من الممكن أن تتسبب فى خلع إحدى عينيه ! كان يصارع ثورة من الغضب العارم التى انطلقت بداخله ولكن الأمر كان أقوى منه .... لقد بدت فاتنة ، إنه لم يسببق له ان رأى امرأة فى جاذبيتها وأنوثتها العارمة .
قال "شيز" موجها الحديث لمساعده القديم :
- هل يمكنك أن تعنى بـ "جاك لابواز " إن أمامى امرأة فى حاجة إلى .
همهم "جونى" ... وهو يصعد إلى سيارته :
- حسنا ! حسنا ! سأذهب إلى الفندق ، وإذا احتجت إلى فما عليك إلا ان تشير .
ثم استدار نحو "آنى" وقال :
- كونى لطيفة معه يا "آنى" فهو على أية حال زوجك المسكين .
ابتعدت السيارة "البيك آب" القديمة الخاصة بـ "شيز" وقد أثارت عاصفة من الغبار العالى والكثيف ، قالت "آنى" لـ "شيز" :
- إننى أمنعك من الاقتراب ما دمت لم تجب على سؤالى .
- ولكن يا "آنى" انت تعرفين جيدا أننى لا أهتم باللصوص ! وأنت تعرفين أيضا أنك الشئ الوحيد المهم عندى يا ملاكى ، إن رغبتى الوحيدة هى أن أسعدك .
- كف يا "شيز" أرجوك .......... أرجوك . إننى أنتظر تفسيرا ، أريد أن أعرف لماذا ذهبت وقصصت كل شئ على "جونى" ... إننا متزوجان وإننا عشنا حياة زوجية كاملة .
- حسنا جدا ... نحن متزوجان .

عندما أدرك ما يزعجها اتسعت ابتسامته :
- انت تعرفين جيدا أن حبنا اكتمل الليلة الماضية ، وأننى لن أنساها أبد الدهر يا "آنى" .
كان يحاول إثارتها ، وذكرها بكل اللحظات السعيدة فى الليلة الماضية . أول ليلة حب حقيقى فى حياتهما الزوجية . كانت تحس بقسوته رغم رقة كلامه .
سألته بصوت حازم :
- اشرح لى يا "بودين" ؟ فى الليلة الماضية لم تكن تريد أن تسمع شيئا عن الزواج والأمومة والستائر الصفراء على نوافذ المطبخ ... هل تذكر هذا أم نسيته ؟
أخذ "شيز" نفسا عميقا حتى يحتفظ بسيطرته على الموقف ثم قال :
- لقد قلت : إننى أحترم الزواج إذا كان هذا ما تريدين وسأذهب إلى مكتب الهجرة وأقول لهم إننى تزوجتك فى "أمريكا الوسطى" . زواج رسمى يا "آنى" أنت زوجتى شرعا ، إنه أمر شرعى ورسمى .
- اسمع يا "شيز " إننى لا أنتظر منك تضحيات . لقد كان باستطاعتى أن أقبل هذا العرض فى أول ليلة ، ولكننى لا أريد ذلك الآن . لقد حدثت أمور كثيرة من وقتها .
كان "شيز" موزعا بين الضحك والدموع من سخرية الموقف الكبير . لقد وقع فى الليلة الماضية أولا تحت تأثير الحب وثانيا لأنه كان قد أوشك على الموت .
لقد انفتح قلبه لها ، لأنه تعلم كيف يعرفها على حقيقتها . قال لها بعد صمت طويل كان خلاله شاردا :
- أنا لا أضحى بشئ يا "آنى" .... لا شئ على الاطلاق نحن متزوجان وهذا بالضبط ما أتمناه .
منتديات ليلاس
- أنت ؟ ولماذا ؟
هذا هو السؤال ! لقد كان هو و "آنى" طرفين متضادين ولكنه كان تعلم أن يخسر المعركة ليربح الحرب كلها فى النهاية . لقد تعلم حب المرأة .
قال لها :
- أنا أجد صعوبة فى العثور على الكلمات المناسبة للتعبير عما يدور فى روحى . أعلم أن المرأة تحب أن تسمع من فم الرجل أنه مجنون بحبها ، وأنه لا يستطيع الحياة بدونها . كل ذلك صحيح فى حالتى ، ولكن ليس هذا هو السبب الحقيقى . إن الأمر أكثر بساطة جدا . وليس شاعريا .
أطلق زفرة قوية وهو يحاول ان يعثر على الكلام ، ليعرف شيئا لا يجد له تعريفا ، ثم استانف قائلا :
- إننى أحس بأننى أفضل وأنا بجوارك يا "آنى" يا ملاكى ... هذا كل ما هناك . اعرف أن من الصعب تصديق ذلك عندما أتذكر كيف كان تصرفى فى الايام الماضية ، ولكن الأمر هكذا ببساطة ... أنا لم يسبق لى أبدا أن أحسست بما أحسه الآن معك .
تقطع صوته ، صاحت "آنى" فى لهفة :
- "شيز" !
- انا أحبك يا "آنى"
ولكن "آنى" كانت تحت تأثير صدمة رهيبة ، وقد فقدت توازنها ، لا تستطيع أن تأتى بأى حركة أو تنطق بكلمة . كان لديها شعور بأن شعاعا يفصل بينهما ، ومع ذلك هما قريبان من بعضهما بعضا بشدة .
لقد انتظرت وقتا طويلا حتى إنها وصلت إلى حالة جعلتها لا تصدق ما حدث . قال لها – وهو يمد لها يده :
- تعالى يا "آنى" .
غشيت الدموع عينيها أمام نبرة صوته الدافئة . انها ستكون له ... ليس أمامها أى خيار ، لم يعد هناك أى شئ يمكن أن يفرق بينهما ، إنه يمتلكها روحا وجسدا .
زفرت وهى فريسة خوف لا مبرر له ولا تعرف له تفسيرا :
- يا الهى ! أوه يا "شيز" !
كانت مشلولة وكأنها مسمرة فى مكانها ، ودت لو طارت إليه ولكن ساقيها ثقلتا وكان وزنهما اطنان ولم تطاوعاها . جأة أحست به قريب منها . ألقت ذراعيها حول عنقه ، وهى تهمس فى نفسها :
- لقد اتى إلى ... لقد اتى إلى بمحض ارادته .
قال لها بحنان :
- هل ترغبين فى أن تصبحى زوجتى يا "آنى" ؟ هل تريدين الزواج بى ؟ مرة ثانية ؟

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 08-09-10, 11:24 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثاني عشر



كان الوقت صيفا والجو حارا والشمس ساطعة . كان الوقت المناسب للاحتفال بالطبيعة على ضفة النهر , أو زواج الرجل من حلم حياته .. اختارت "آني" الحل الثاني وهو الزواج من حلم حياتها...
لم يسبق لها أبدا ان كانت فى مثل هذا الجمال . كان ثوب الزفاف مصنوعا من الحرير الأبيض , فاظهر جمال رقبتها العاجية وكتفيها المستديرتين وبشرتها في بياض اللبن ونعومته .

كانت مشرقة كالشمس الساطعة تشع ضوءا وبهاء قيما حولها , وتضفى جوا من المرح والسعادة على كل شئ . توجت شعرها بإكليل من زهور السوسن الطبيعية البرية , كان شعرها بلون النحاس مما أعطاها صورة الجنية في الأساطير .
وكان "شيز" قد اختار سترة من جلد "الشامواه" مفصلة على طراز ملابس رعاة البقر وقد اشتري لهذه المناسبة قبعة رعاة بقر عريضة الحافة سوداء . ألقت ظلا على عينيه . وفى الجمع الصغير الذى احتشد بمناسبة الزفاف , ألقت العديد من النساء نظرات إعجاب صريحة وهو واقف أمام القس في انتظار وصول عروسه .
سرى همس وسط الجمع عندما تقدمت "آني" لتنضم إلى "شيز".
وكان "جوني ستارهوك" الذى اتخذه "شيز" شاهدا على عقد الزواج قد عقد شعره الطويل الأسود على عنقه , واتخذ مظهرا رسميا عندما بدأت مراسم الزواج , وكان "شادو" قد اتخذ مكانه بجواره , واخذ يهز ذيله . كان انسياب المياه فى النهر يشكل خلفية للاحتفال المقتضب . اعلنهما القس زوجا وزوجة , ودعاهما لأن يعلنا زواجهما بقبلة .
وعن بعد سمع صوت هدير ملح وقوي وكأنه هدير محركات سيارات تقترب .
عندما التفت "شيز" و"آني" الى الجمع زادت الضجة قوة وتحديدا . إنه نوع من الهدير المنتظم وكأنه صوت سراب من طائرات الهيلوكوبتر . بدأت الارض تهتز أمام دهشة الجميع ثم ظهرت على طول ضفة النهر دراجة بخارية ضخمة .
تساءل أحد الحاضرين وقد بدا غير مطمئن أمام الموتوسيكل الهارلي الأسود الذى اندفع نحو الجمع :
- من يكون هذا ؟
منتديات ليلاس
بدا سائق الدراجة البخارية اكثر تهديدا من الدراجة نفسها ذات المحرك الجهنمي .
ترك الرجل الطريق واخترق البراري . ثم وقف على بعد خطوات من الجمهور المذهول . ما إن وضع رابط الدراجة البخارية الجهنمية قدميه على الأرض حتى تعرف عليه كل من "شيز" و "جوني" فى الحال .
إنه "جيوف دياز" بسترة البحرية و الـ "تي شيرت " الأخضر . لم يتغير على الاطلاق . لقد ظل كما هو في ذاكرة "شيز" ونفس الصورة التى رأته عليها "آني" منذ خمس سنوات مضت .
كان مثل الشبح الجميل الفاتن , وكأنه ظهر مباشرة من الماضى ليذكرها بكل التفاصيل المأساوية لآخر مهمة له ورفاقة كفدائيين .
ألقت "آني" نظرة مختلسة على "شيز" الواقف الى جوارها , ورأت انه يتذكر كل لحظة وكأن الزمن عاد للوراء خمس سنوات وكان "جوني ستارهوك" نفسه مذهولا وكأنه منوم مغناطيسيا .
قال "جيوف" وهو يقترب من الجميع :
- "شيز بودين " ؟ لقد اخبروني اننى استطيع العثور عليه هنا .
تراجع الجمع خطوة للخلف وكأن الرجل الغريب حيوان مفترس .
شق "شيز" طريقه وسط الحاضرين , ثم سحب "آني" معه . وصاح فى الغريب :
- "دياز" ! أنا "شيز" .
بدا "جيوف دياز " وكأنه اصيب بصدمة عندما رأي "شيز" في حلة العرس , وسأل :
- ما الذى يجري يا "بودين " ؟ لقد تلقيت رسالة عاجلة تقول : إن حياتك فى خطر .
قال "شيز" شاكرا لمساعده القديم :
- آسف ايها العجوز . لقد وصلت متأخرا جدا لإنقاذي . إننى تزوجت فى التو واللحظة .
اخذت ابتسامة عريضة تضئ وجه العريس .

صاح "دياز" فى ذهول :
- تزوجت !
كان من الواضح ان "دياز" لايزال تحت تأثير الصدمة . قال وهو موزع بين ضحك مجنون وعدم التصديق :
- انا لا استطيع ان اصدق . "شيز بودين" ؟ متزوج ؟ هل هذا حلم أم حقيقة ؟
صمت فترة طويلة ثم استطرد :
- اقدم لك تعازي القلبية ! أنا اسف جدا لأن اسمع هذا . لو اننى وصلت مبكرا ساعة فقط لاستطعت ان انقذك من هذا المصير المحتوم .
- لو وصلت من ساعة لكنت أنت الذى يصحب العروس الى المذبح ويقدمها لي .
كان التهكم واضحا فى نبرة صوت "شيز" وهو يخترق الجمهور ليذهب لتحية القادم الجديد الذى سأل "جوني" :
- "ستارهوك" ؟ ما الذى تفعله هنا ؟
ابتسم "جوني" وقد لمعت عيناه السوداوان اللامعتان مكرا :
- لقد كنت ضمن المؤامرة لوضع "شيز" فى هذا الوضع الغريب .
ألقى "جوني دياز" نظرة اخرى على "شيز" كان متعاطفا معه من كل قلبه .
- هل هذا ما كنت تقصد ان تقوله من انك تتعرض للخطر ؟

- ربما كان من الافضل ان تقابل الخطر الذى تعرضت له شخصيا .
دفع "شيز" "آني" أمامه ولف ذراعه حول كتفيها :
- هذه هي زوجتي . ربما تتذكرها .. أليس كذلك ؟ إنها "آني ديلز"
أخذ "جيوف" يحك رأسه , وهو يحدق بإمعان فى وجه "آني" المشرق . قالت عيناه اللتان كانتا بلون الزمرد الاخضر انه يتذكر ويفهم . ثم قال اخيرا :
- إنها الفتاة التى انقذتها . تلك التى كانت ميتة حسب ما قالوه لنا؟
استدار نحو "شيز" وقال :
- إنها اكثر من حسناء يا "بودين" انها جنية من جنيات الاساطير اوحورية من البحر , لايدهشنى إذن ان اراك وقد فقدت صوابك وتزوجتها .
مدت "آني" يدها لـ "جيوف دياز" لتصافحه ., وقالت وقد غامت عيناها فجأة بينما زاد عمق زرقتهما بشدة :
- شكرا !
شد " جيوف" على يدها بقوة حتى اوشك ان يسحقها . كان استقباله لها وديا وحارا ولكن "شيز" فرق بينهما عندما هم "دياز" باحتضان العروس , وانتزع يد العروس الهشة من قبضته الحديدية . ياله من دب قطبي متوحش , قال "شيز" له فى لهجة امتعاض وهو يحيط "آني" بذراعيه فى حركة حماية وتملك:
- اعثر لنفسك على زوجة يا "دياز" . إن هذه هي زوجتي !
كان الرجلا مساعدا "شيز" القديمان فى حالة نشوة وضحك من أعماق القلب . وهما يحسدان صديقهما القديم على حظه الرائع . قال لهما "شيز" متهكما :
- لا تظهرا بهذا المظهر الحزين على مصيري فمن المحتمل أن تقعا فى نفس المصير .
كان الثلاثة في منتهى الانفعال والسعادة بعد أن مرت خمس سنوات على فراقهما المأساوي . على اثر فشل مهمتهم فى "أمريكا الوسطي".
ضحك "شيز" و آني" من اعماق قلبيهما وهما يريانهما يحدجانهما فى حقد . ولكن عندما تأملت "آني" وجهي الصديقين القديمين لـ "شيز" نزل عليها الإلهام بأن الرجلين الأخرين من النوع الذى لا يستطيع ان يرتبط بالزواج ومسؤولياته . ولاشك فى انهما متمردان مثل "شيز" على اى ارتباط فعلى قد يجعلهما يقومان بأعباء هما في غني عنها , لقد أحست بالعطف على المرأة التى قد يرتبط أي منهما بها .
منتديات ليلاس
استقرت نظراتها على "جيوف دياز" , وقالت فى نفسها إنها لا تتمنى ان تكون الزوجة التى تروض هذا الأسد المتوحش . إن تلك الزوجة لابد ان تحتاج الى سوط ومقعد لترويضه , مثلما يفعل مروضو الأسود فى السيرك . انه لن يخضع مالم تكن المروضة ماهرة .
أما بالنسبة لـ "جوني ستارهوك" فإنها لم يسبق لها أن رأت قطا بريا متوحشا , ومشكوكا فيه وفي تصرفاته مثله . إنه مثل الفهد الأسود المستعد للقفز على فريسته . ولكن من تكون الفريسة ؟
إن "آني" لو استطاعت أن تقرأ المستقبل وتعرف من هي الفريسة البريئة التى كتب عليها أن تكون زوجة له . لنصحتها فى الحال أن تطلق ساقيها للريح , وتبتعد عنه إلى أقصى مكان ممكن . ارتجفت "آني" ليس من البرد بالتأكيد وانما شكرت السماء على المكان الذي منحته لها مع "شيز بودين" .
انساقت العروس مع أحلامها التى انتزعتها منها أصوات الهتاف وتصفيق الحاضرين لتعيدها إلى الاحتفال بالزفاف , زفافها إلى حبيب قلبها "شيز بودين" .
قرأت في عيني زوجها السوداوين الحب وتحقيق حلمها . ذلك الحلم السري الذي كان يداعب خيالها منذ خمس سنوات . بعد أن مرت بأهوال كانت كفيلة بأن تنسيها ذلك الحب ولكن الحلم والأمل لم يكفا عن مراودتها . والآن وقد تحقق الحلم فإنها تستسلم إلى البهجة والسرور والسعادة التى يشاركها فيها الجمع الذى حضر حفل زفافها تتويجا لحبها العظيم . أخذت تردد في نفسها إنها المعجزة التى انتظرتها ولاشك أن القدر يخبيء لي معجزات كثيرة أخرى .

تمت بحمد الله

( فوفو )

كل سنه و انتم طيبين

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 09-09-10, 02:33 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 178180
المشاركات: 113
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنوتهـ عسل عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنوتهـ عسل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الله يعطيك العافية حبيبتي ع الرواية الحلووووة ،،

تسلمي لكي مني أجمل التحية ،،

وكل عام وأنتي بالف خييييييييير ،،

 
 

 

عرض البوم صور بنوتهـ عسل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دار ميوزيك, روايات رومانسية., روايات عبير المكتوبة, روايات عبير.روايات, زواج بالقوة, فلورنس كامبل
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t148252.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط© ط²ظˆط§ط¬ ط¨ط§ظ„ظ‚ظˆط© ظƒط§ظ…ظ„ط© - Rocket Tab This thread Refback 22-03-16 01:14 PM
ظ…ظ†طھط¯ظٹط§طھ ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ…ظƒطھظˆط¨ظ‡ This thread Refback 21-08-14 02:16 PM
ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± This thread Refback 21-08-14 04:28 AM


الساعة الآن 03:55 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية