لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (33) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-10-10, 05:52 AM   المشاركة رقم: 4061
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 195441
المشاركات: 3
الجنس أنثى
معدل التقييم: بداية روايه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بداية روايه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

0000 عندما تشرق شمس الصباح ايذانا بدخوال يوم جديدتبدا عصفيرالكون لتشدوا لحنها المعتاد ككل يوم ولكن يختلف كنها عندماترى الفرح يدق باب 00 سميره00فتكن لهاكل الفرح والسرور فتشاركها في فرحها فتدعوا كل حبيب وصديق لحضورحفل زفافها على عريسها المحترم00تميم00 الداعية 0000 انفاس قطر

 
 

 

عرض البوم صور بداية روايه   رد مع اقتباس
قديم 17-10-10, 06:09 AM   المشاركة رقم: 4062
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 196700
المشاركات: 18
الجنس أنثى
معدل التقييم: مدوحلاوه لدو عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مدوحلاوه لدو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

انفاااااااااااااااس قطر
تسلم يدك على الابداع ماشاءالله
تابعت بعدالغياب واسى الهجران ودحين بين الامس واليوم
كلهم يجننوا وربي حبيت قطرمنك زوجةخالي اهلهامن قطر اذاراحت بجي معها عشان اشوفك.
اليوم متشوقين لزواج سميرة وتميم،وجوزاوعبدالله مره يعجبوني والله يصبرعبدالله،مزون الله يشفيكي،عفراءارجعي بيتك حزني منصور.
يالله منتظرينك اليوم على احرمن الجمر.

 
 

 

عرض البوم صور مدوحلاوه لدو   رد مع اقتباس
قديم 17-10-10, 06:36 AM   المشاركة رقم: 4063
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 163382
المشاركات: 53
الجنس أنثى
معدل التقييم: لحظات عمري عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 55

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لحظات عمري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

صباحك ورد يالغاليه
شو اخبارك
بارتات الي فاتت افتحت شهيتي لتعليق
نقطتين حبيت أعلق عليهم
كاسره رغم اني أحب الاكشن الي تسوينه بينهم ومواجهاتهم بس اكره ماعندي القوه بغير وقتها
يعني الرجال تعبان يقول ابيك جنبي تقعد تعاتبه على موضوع ثانوي ممكن يتأجل نقاشه 0وين دورك كأنثى أذا ما حتويته في عز حاجته لي 0
النقطه الثانيه عفراء ومنصور
وحده من البنات معلقه انو العسكر مو كذا
ألا كذا ونص اما انك ماشفتي الرجل العسكري لكبر من وهو صغير على العسكريه يطلع شديد ودقيق بكل شي
بس من داخل ما تصورين كيف يكون .قمه في الاحساس والحنان ولنجرح يأثر كثير .وعفراء غلطانه
رجعتي وأدبتيه بطريقتك تتستاهلين أنتي وكاسره ما يجيكم.
اما عبدالله وجوزاء شي خطير فلم لحالهم بس جنان
وكل يقولك روايتك متشابهه انا أقول لا تابع الروايه
لنك ما وصلت لأخر بارت وقرأت الروايه كلهالتقول كذا .
مبروك عليكم عرس تميم الي شكله بخيربها من بدايتها
احببتك في الله فشكرا لك لمشاركتنا ابداعك
انتي روعه والي ينتقدك بشغلات مو لامها داعي غيران وحاس بنقص.
اختك في الله لحظات عمري

 
 

 

عرض البوم صور لحظات عمري   رد مع اقتباس
قديم 17-10-10, 07:36 AM   المشاركة رقم: 4064
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 196052
المشاركات: 10
الجنس أنثى
معدل التقييم: صدى ألأأهــــآت عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
صدى ألأأهــــآت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

مرحبانفوسه كيفك 1صباح الورد2هذى اول مره اردمعنى ماحب اعلق على البارت بس احب استمتع بالقراءه وتسلم يدك على هذى الروايه الرائعه
والى الامام يله ننتظر البارت

 
 

 

عرض البوم صور صدى ألأأهــــآت   رد مع اقتباس
قديم 17-10-10, 07:37 AM   المشاركة رقم: 4065
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث و الخمسون

 

(على ماينزل البارت تراني صار لي أحاول من شوي ينزل سامحوني لو تاخرت شوي)




بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ياهلا والله بالكل وحياكم الله والله لا يخليني من إطلالتكم وعطر خطواتكم جميع


.


.



الغوالي اللي قالوا أنني أحدثت تغيير مفاجئ في أسلوبي حين جعلت الشخصيات تتحدث عن مشاعرها بلسانها


لا أعلم من أين أتت كلمة مفاجئ هذه؟؟


رغم أن هذا هو الأسلوب اتبعته في الجزء الثلاثين مع جوزاء مرة ومع عبدالله عدة مرات..


وفي أجزاء قبلها وبعدها كنت أستخدمه حين تدعو الحاجة


مثل صالح لما كان يتكلم عن فترة عودة نجلا له


يعني لما تدعو الحاجة أستخدمه .. فليش استغربتوه هالجزء يا نبضات قلبي؟؟ :)


يعني في هذا الجزء.. حسيت إنه لو كل شخصية تكلمت عن نفسها


المشاعر بتوصل لكم بدقة أكبر..عشان تعرفون وش كثر أفكارهم متعاكسة!!


ولما أحس إنه بيفيدني في توصيل الفكرة باستخدمه.. مثل ما بتشوفونه في أحد مواقف بارت اليوم إن شاء الله


.


.


تفسير ثورة مزون ونومها


يمكن كنت طرحت تلميح لتفسير


لكن لنقل إن التفسير شيء آخر أردتكم أن تتفاجأوا به


شيء يشبه شخصية مزون لا شخصيتي ولا شخصياتكم


أتمني يعجبكم


.


اللي استغربوا إنه كاسرة تتعود على زايد..


يمكن ماجبت مشاهد بينهم


بس هي الحين صار لها أسبوعين في بيتهم أسبوع قبل حالة مزون وأسبوع بعدها


والأسبوع الثاني كانت بس هي وهو


فأكيد لازم يتوالمون.. وخصوصا إنها بررت إنها كأنها تعرفه طوال عمره


وأنا قصدت كذا بالفعل


.


أما عن قسوة الرجل العسكري


فأنا من قرايبي القراب واجد من السلك العسكري ومافيه أحن من قلوبهم في العالم كله


ومنهم اللي مافيه أخف من دمه ولا أطيب من قلبه


لكن خل حدة الشخصية ضرورة قصصية وليس القسوة لأني ماجبتهم متحجرين قلوب ولا متوحشين..


.


.


غــســق


عظم الله أجرك في جدتك.. ويجعلها آخر الأحزان يارب


.


يا بنات ادعوا لولد أم عزوز بالشفاء


الله يشفيه ويمن عليه بالعافية ويفرح قلب أمه بسلامته قادر كريم


.


يالله الجزء 53


.


قراءة ممتعة مقدما


.


لا حول ولا قوة إلا بالله


.


.




بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث والخمسون







" كساب الله يهداك.. روح لشغلك.. أنا بقعد عندها..


ولا صار أي تطور في حالتها.. أو عدك أتصل فيك فورا"



كساب ينظر لعلي ويهتف برفض قاطع: لا.. ماني برايح مكان..


وشغلي ماعليه شر.. هذا الشباب يكلموني إذا احتاجو شيء..



حينها همست عفراء بنبرة مثقلة بالتعب: زين منت برايح لعرس نسبيك الليلة..


مايصير ما تروح يأمك..



أجابها كساب بحزم: إلا بأروح.. بأبارك له وأرجع..


ثم أردف بحنان: أنتي اللي روحي للبيت.. مايصير تصلبين نفسش كذا خالتي..



عفراء برفض مغمور بالحزن: لا فديتك.. دخلت هنا أنا ومزون سوا.. وبنطلع سوا..


كاسرة أصلا عجزت ترجاني أروح وهي بنقعد مارضيت..


ثم أردفت عفراء بابتسامة مرهقة: وإلا لا يكون هذا قصدك.. تبيني أروح عشان المدام تجي تقعد عندك وأنت لك أسبوع مخليها..



كساب لم يرد عليها حتى..


بينما كان علي من علق وهو يهتف بتلقائية:


تدرون أني استغربت إنه مرت كساب في البيت.. حسبتها في بيت أهلها..


توني دريت إنها موجودة اليوم رحت أبي الخدامة تعطيني الريوق أجيبه لكم..


لقيتها في المطبخ تشوف ترتيبهم للريوق..



حينها هتف كساب بغضب مفاجئ: وأنت دخلت عليها المطبخ؟؟



ابتسم علي: عدال لا ينقطع لك عرق.. مادخلت عليها سمعت صوتها ورجعت.. وناديت الخدامة


ثم أردف بنبرة خبث لطيفة: ودامك رجال تغار..وماتبي حد يشوفها..


ماخفت على مرتك وهي بنية في بيت كبير بروحها.. وأنت حتى ما تنام عندها..


مافيها شيء لو أنت قلت لها نامي في بيت هلش دامك لاهي عنها.. وكل اللي في البيت لاهين..



كساب بغضب: قلتها قبل وأعيدها.. مالحد دخل في تصرفاتي مع مرتي..



علي بذات الابتسامة التي تحولت للجدية: والله كلمة الحق بأقولها.. لو مرتي مكانها مستحيل أخليها بروحها والبيت فاضي عليها..


خاف ربك في مرتك ياكساب.. ترا حتى اللي مايشوف.. بيشوف أنك ماتعاملها بما يرضي الله..



حينها هتف كساب بحزم مرعب: علي اقصر السالفة.. ومرتي مالك شغل فيها..



عفراء تهمس بنبرة تهدئة لكساب: يأمك وش فيك شبيت.. أخيك ترا ماقال إلا الصدق.. ويبي لك الخير..



كان كساب على وشك الرد.. حين اقتحم أجواءهم الصوت الضعيف:


يبه.. يبه..




كساب انتفض بعنف وهو يلتفت بحدة لمصدر الصوت.. كانت مازالت مسبلة العينين وعلى ذات وضعيتها النائمة..


كساب هتف بخفوت مبحوح وكأن صوته كله ذهب من شدة الترقب واللهفة:


علي اتصل في ابي خله يجي الحين.. أساسا هو تو رايح.. مابعد بعّد!!



اقترب بخفة وهو يجلس جوارها ويهمس لها بكل حنان العالم ولهفته المجروحة


ترقب أيام وليال متطاولة امتدت لقرون:


مزون ياقلبي.. أنتي صحيتي؟!!



حينها شعر بهمساتها كما لو كانت سهاما من سعادة اخترقت روحه المثقلة باليأس: يبه.. يبه!!



كانت تنادي بضعف ودون أن تفتح عينيها كساب التفت لعلي وهو يكاد يجن من سعادته: علي تكفى خل ابي يأتي بسرعة



يد علي ترتعش على الهاتف وهو يضيع مكان الأزرار ويهتف بتأثر: هذا أنا اتصل لا تربشني..



بينما عفراء جلست وهي تضع يدها على بطنها لأنها شعرت بثقل كبير في جسدها كله..


كانت الايام الماضية مرهقة تماما لها جسديا وروحيا!!



مزون لم تعد مطلقا للنداء أو الهمس.. بينما الجميع يشعرون أن الدقائق تمر متثاقلة بطيئة.. وهم في انتظار زايد..


كساب مازال يجلس جوارها وهو يكتف نفسه وكل مايخشاه أن تكون هذه الهمسات همسات عابرة وتعود لحالتها التي أضنت روحه..



" يالله يا كريم أنك تمن عليها بالعافية من عندك..


لو قعدت على ذا الحال..


ما أعرف أنا أشلون بأعيش وأتعايش مع الوضع!!"




زايد دخل وأنفاسه تعلو وتهبط وهو يهتف برعب جازع: وش فيها مزون؟؟ وش فيها؟؟



علي بقلق: كانت تدعيك يبه!!



كساب وقف ليجلس والده مكانه ودون أن يتكلم.. يشعر أنه لا طاقة فيه للكلام والترقب يستنفذ كل طاقته..



زايد جلس جوارها وهو يمسك بيدها ويهمس لها بحنان متألم وهو يشعر بقلق عميق ألا ترد عليه.. لأنه اُستنزف وهو يناديها الأيام التي مضت دون مجيب:


مزون يأبيش.. أنا هنا..



حينها فقط فتحت عينيها.. وكأنها كانت تنتظر وصوله.. ولا تريد أن تفتح عينيها إلا على وجهه.. همست بضعف:


هلا فديتك.. كنت أتناك من زمان.. ليه ماجيت؟؟..



قبل جبينها وهو يشعر برغبة عميقة للبكاء لفرط سعادته: وهذا أنا جيت يأبيش..



همست بتثاقل: رأسي يوجعني.. كم صار لي راقدة؟؟



هتف بكل حنان العالم: رقدتي واجد.. واجد يابيش..



همست بذات التثاقل ولكن بنبرة مغرقة في الوجع: تدري يبه كني سمعت كساب وشفته هنا..


بس عقب قلت أكيد أتحلم.. كساب وش بيجيبه عندي!!



حينها تقدم من كان يقف خلف والده وقلبه يكاد يتوقف من شدة سعادته التي غمرت كل جوانحه حتى أقصاها..


ليهمس بحنان عميق: وكساب صدق هنا!!



حينها ارتعشت بعنف وهي تغلق عينيها بقوة.. حينها اقترب كساب حتى وقف جوارها مباشرة..


شد على يدها بقوة حانية وهتف بحنان تغلفه نبرة الحزم:


زعلانة علي.. افتحي عينش وحطيها في عيني.. وقولي إنش زعلانة وخلينا نتكلم.. لا تهربين..



همست بصوت مختنق وهي مازالت تغلق عينيها: تبي تعاتبني أني أهرب..


واحنا اصلا عايلة هذا أول شيء تسويه.. أنت هربت وعلي هرب.. كلكم كنتم متفشلين مني وهربتوا مني..


ابي هو الوحيد اللي ماخلاني ولا هرب مني.. ما أبي أشوف حد غيره..



هتف كساب بذات النبرة الحازمة الحانية: حن يوم قررنا نهرب على قولتش


كان قرار والتزمنا فيه.. وماغمضنا عيوننا وحن نسويه..


افتحي عيونش وقولي إنش ماتبين تشوفيني!!



حينها فتحت عينيها بتردد.. وعادت لإغلاقها بسرعة وهي تراه يقف أمامها بإرهاقه المتبدي في كل تفاصيله.. نظرة العينين الحانيتين اللتين افتقدهما حد الوجع


جبينه المعقود بحزم كالعادة..


هتف لها بأمر مباشر: مزون افتحي عيونش..



لتفتح عينيها دون تردد.. ويصبح الاثنان هما بؤرة المشهد والبقية يراقبون بأنفاس محبوسة..


فهم كانوا يشاهدون مجبرين طيلة السنوات الماضية هذا الفيلم المؤلم الذي لايريد الانتهاء..


وهاهي النهاية توشك على طرق الأبواب مع كل توجس العالم كيف ستكون هذه النهاية؟؟



فتحت عينيها بينما اقترب منها لينحني عليها ويدخل ذراعه تحت كتفيها ليجلسها


ويجلس جوارها على طرف السرير وهو يسندها


لأنه يعلم أنه إن أجلسها وتركها فقد تهوي لطيلة فترة نومها الماضية وتخدر جسدها..


والسبب الأهم أنه لا يريد أن يتركها بل يريد أن يحتضنها قريبا من قلبه..


وكم اشتاق لاحتضانها!!



وهي حين شعرت بدفء ذراعه التي أسندتها.. وهي كانت تظن نفسها تحلم.. حلم خشيت أن تفتح عينيها وتجده تبخر.. دفنت وجهها بين كفيها وبكت


كانت تتمنى لو دفنت راسها في كتفه.. ولكنها خشيت ألا يستقبلها حضنه..



"فقد تعبتُ من آمال لا تحقق!!


تعبت من أيام وليال تطاولت وأنا أرهف السمع كل ليلة في انتظاره عله الليلة يطل علي!!


لتنتهي الليلة دون أن يتحقق حلمي سوي من دموع أذرفها على مخدتي.. التي اعتدت أن أبدلها كل أسبوعين..


لأنني أوقن أنها ما عادت تحتمل المزيد من الدموع.. وأنها ستنفجر تحت راسي لو حملتها أكثر... بينما أنا أحتمل!!


ومع ذلك بقيت أحلم.. ولم أتوقف عن الحلم!!


.


لكن حين انفجر بي.. شعرت أنه مهما انتظرت بعد ذلك فلن يتحقق حلمي


رفضت أن يقترب مني.. لأني لا أريد حضنا سأفقده للابد..


لن أحتمل أن أتذوق حضنه وأنا أعلم أنها المرة الأخيرة..


كانت كلمة المرة الأخيرة هي ماتطرق رأسي.. لا أريده.. إن كان سيحضنني لمرة وسيرحل..


كنت أشعر أن هذه اللحظة قادمة لا محالة..


كنت أشعر أنه ينتظر الفرصة ليترك البيت وينخرط في حياة مستقلة بعيدا عنا.. ويتناسانا..


وأحاول أن أنكر هذا الشعور وأبعده عن قلبي لشدة ماكان يرعبني..


أحتمل حتى بعده وتجافيه ولكن وهو معي في ذات البيت..


حتى لو سافر ..رائحته هنا.. ملابسه.. كتبه.. أشياء أتصبر بها على بعده..


ولكني من ناحية أخرى كنت أقول لو أراد أن يفعلها لفعلها من منذ زمن.. ودون اهتمام..


ولكن كنت أصبر قلبي وأقول أن كساب يهتم كثيرا لمظهره أمام الناس..


وخروجه ليسكن وحده سيثير الكثير من الأقاويل


ولكنه الآن وجد الغطاء المناسب


هاهو تزوج.. ثم اتخذ حفلا رفضت حضوره ذريعة ليهرب مني نهائيا..


وحتى يجد المبرر كله.. أعاد كل الذكريات المرة وفتح كل الجروح بيننا


ثم أتى يريد احتضاني لمرة.. لا أريد هذا الحضن الأخير إن كنت حُرمت حضنه للأبد..


لا أعلم ما الذي حدث بعدها.. نمت ربما.. ونمت طويلا...


لم أكن أريد أن أصحو من النوم.. لأني كنت متيقنة أنني حين أصحو سأجده رحل للأبد..


والغريب أنني كلما فتحت عيني.. رأيته هو.. لتفر دموعي رغما عني.. يبدو أنه لا يريد مغادرة أحلامي..


ما أجمل الأحلام إن كان هو فيها.. لأبقى إذن نائمة مع ذكراه..


.


ولكن رغما عني.. وجدتني أصحو لأنه مازال في الحياة من يستحق أن أقاتل من أجله..


من أجل زايد.. من أجله فقط استفقت..


زايد الذي لم ينبذني ولم يقسُ علي..


زايد الذي مهما ارتحل الجميع وتركوني فهو سيبقى معي


زايد الذي أعلم أنه من أجلي احتمل المرارة وقسوة الحرج وكل من حوله يعاتبونه..


زايد أبي وأمي وشقيقي..


ليرحلو كلهم.. فأنا وهو باقيان !!"



كساب شد كفيها ليبعدها عن وجهها وهو يهمس قريبا من أذنها بعمق أزلي:


إذا قلت سامحيني .. بتسامحيني؟؟..



ارتعشت بعنف وهي تشهق وتهمس باختناق: وش قلت؟؟



هتف بصوت أعلى قليلا: أقول أنا آسف.. تسامحيني؟؟


وإلا قلبش صار قاسي مثل قلب أخيش؟؟



عفراء رغما عنها بدأت دموعها تنهمر.. فالموقف كان أكبر من احتمالها..


بينما زايد وعلي وقفا في موقف المراقبة وتأثر عميق يهزهما هزا



حينها.. حينها..


حـــيــــــنـــــها..


أدرات مزون وجهها لتدفنه في كتف كساب.. وهي تنفجر في بكاء جنائزي..


الغريب عاد لوطنه..


والعصفور عاد لعشه..


والطفل عاد لأحضان أمه!!


يا الله كم هذا الشعور جميل ومؤلم وسامٍ!!



كساب احتضنها بقوة كما لو أنه يريد أن يعوض عما مضت من أيام باردة قاسية.. تحجرت مشاعره فيه لدرجة اليأس..


وهو يهتف لها بحنان موجوع: بس.. بس.. طالبش ماتبكين..



علي هتف بتأثر: والمسكين هنا أنا.. طلعت هربان.. ولا حد عبرني ولا حد حضني!!



مزون أفلتت كساب بخفة وهي تمد يديها لعلي.. علي اقترب ليحتضنها بحنو وهو يقبل راسها ويهتف بحنان شاسع:


الحمدلله على سلامتش يالغالية..


والله العظيم الدنيا من غيرش ما تسوى






**************************************







مضى لها حوالي أسبوع وهي تتهرب مني


وقبل هذا الأسبوع كانت تتشاغل عني..


تتشاغل بعشرات الأشياء..


حينا ترتب مع الممرضات الملفات


أو يعلمنها الفرنسية.. أو يعلمنها التطريز أو التريكو أو تنسيق الازهار..


وتقضي ماتبقى من الأوقات بين هذا كله..إن كان تبقى وقت.. في قسم الأطفال الذين يعانون ذات مرضها..


وخصوصا مع وجود طفلين عربيين في القسم كانت تقضي كثير من الوقت مع والدتيهما..



أنا سعيد جدا أنها خرجت من قوقعتها وتتفاعل مع من حولها.. وتبدو هي سعيدة بذلك إلى درجة الإشراق..


ولكن أنا أشعر بالوحدة فعلا.. فأنا حياتي الفترة الماضية تمحورت حولها.. وكنت مشغولا بها تماما..


أشعر كما لو كانت تستغني عني.. وهذا الإحساس يؤلمني لأبعد حد!!




ليتحول بعد ذلك كله تشاغلها الذي كان عفويا إلى هروب متقصد..


قد يكون الذنب ذنبي.. وإن كنت أرى نفسي غير مذنبا..



قبل أسبوع وجدتها تصنع لها شيئا بالتريكو.. سألتها ماهذا؟؟


فقالت أنها ستجرب فيني مواهبها الجديدة.. وتصنع لي شالا سيكون جاهزا مع اقتراب الشتاء..



حينها تناولت كفها بعفوية وقبلتها.. أو لأعترف وأقول أني لم أكن عفويا..ربما أطلت أو تعمقت..


ولكن ما السوء الذي فعلته؟؟ هذه زوجتي..


وتقبيلي كفها تعبير عن امتناني لما ستصنعه من أجلي.. شعرت أن في هذا نوع من التقدير لها..


والقبلة كانت لمجرد كفها لم أقبل خدها ولا شفتيها..


لذا صدمتني ردة فعلها الحادة.. وهي تبكي وترتعش وتطلب مني الخروج من المكان!!



ومن بعد ذلك لم نعد مطلقا للتناقش في الموضوع.. لا هي عاتبت.. ولا أنا اعتذرت.. لأني لم أرد فتح الموضوع مرة أخرى..



ولكنها من يومها بدأت تتهرب مني.. أو ربما هذا إحساسي.. لأن ماكانت تتشاغل به قبلا هو مايشغلها الآن..


كل شيء له من وقتها نصيب إلا أنا !!!





.


.


.




أريد أن أفرج عنه وأمنحه حريته..


فهو شاب يريد أن يكون مع شباب من سنه.. يلعب كرة القدم التي أعلم أنه مفتون بها..


يذهب للفرجة أو التسوق..


وبما أني أصبحت أحسن.. فلماذا لا أطلق سراحه؟؟


أعلم أنه تعرف على مجموعة من الشباب في جنيف.. يستطيع الذهاب وقضاء اليوم هناك..


لا أريده أن يشعر أنه مقيد بي وكأنه سجين عندي.. وخصوصا أنني وجدت عشرات الأمور التي تسليني وتشغلني..



مادمت سعيدة وأتسلى فلماذا لايكون مثلي!!


ولأعترف أنني بعد تحسني.. بدأت نظراته لي تقلقني!!


لم تعد نظرات خليفة المشفقة الحانية التي أدمنتها


ولكنها تتحول لشيء أعمق واخطر.. شيء يقلقني كثيرا..


وما أكد لي ذلك هو قبلته غير البريئة إطلاقا لكفي قبل حوالي أسبوع..


أعترف أني أصبت بحالة بكاء غير طبيعية.. وكأن خليفة الذي أعرفه غادر وتركني مع خليفة آخر لا أعرفه..


فخليفة الذي أعرفه واعتدت عليه لم يكن مطلقا ليتصرف هذا التصرف..


بدا قلق ما يتسرب لروحي.. قلق أقرب للخوف!!



وأعترف أني بدأت أشغل نفسي أكثر وأكثر.. والغريب والمضحك أن شهيتي مع العمل انفتحت أكثر وأكثر..


هذا الأسبوع ازددت كيلوين دفعة واحدة..


الاطباء استغربوا وبدأو يعيدون جدولة برنامج طعامي.. فهم لا يريدون أن تتحول حالة فقدان الشهية لفرط شهية..


وإنما يريدون إعادة التوازن لحياتي بشكل نهائي وطبيعي!!


لا أعلم كيف وأنا أشعر أن حياتي غير متوازنة!!






**************************************







"سميرة قومي يا بنت وش ذا النوم كله؟!!


لش أسبوع كنش قردة ماترقدين..


واليوم ما تبين تقومين"



سميرة تفتح عين وتغلق الأخرى وهي تهتف بنبرة ثقيلة غارقة في النوم:


نجلا تكفين بأنام ساعة وحدة بس


أنا أصلا كلت حبتين منوم.. لو سحبتيني بأنام عليش في الطريق..



نجلاء بغضب: لا بارك الله فيش من بنت..


وأنتي أشلون تأكلين منوم بدون ماتقولين لي..



سميرة لم ترد عليها لأنها عادت لتغرق في النوم.. نجلا كانت تدور في الغرفة بغضب وهي تكمل تجهيز بقية أغراض سميرة


وتهتف بغيظ: زين يا الخبلة.. زين.. اخمدي شوي لين أخلص باقي شغلي..


عقبه بأسحبش من شعرش للحمام.. وأفك الماي عليش..



ولكنها توقفت عن حركتها السريعة وعادت لتقف جوار سميرة النائمة وتنتحني لتمسح على شعرها بحنان وتهمس بشجن عميق موجوع:


ياقلبي ياسميرة.. ميتة من التعب وماعادت تعرف أشلون تريح جمسمها دام عقلها تعبان مايرتاح..


نامي ياقلبي.. نامي.. ريحي شوي..


الله يكتب لش الراحة والسعادة وين مالقيتي وجهش!!







**********************************






" كساب قوم روح لشغلك..


هذا أنا زينة.. وسمعت الدكتور بنفسك.. يقول اليوم بيسون لي فحوص شاملة


وبكرة بيطلعوني إن شاء الله


وابي وعلي راحو وأنت عادك قاعد"



حينها علقت عفراء بابتسامة أمومية دافئة: أصلا صار له على ذا القعدة أسبوع


لا راح للشغل ولا حتى للبيت..



حينها همست مزون بجزع: وكاسرة وينها؟؟



رد عليها كساب بحزم: كاسرة ماعليها شر.. في بيتها ولا عليها خلاف..



همست مزون بحرج: البنية عروس ما كملت شهر.. وأنت تخليها وتقعد عندي!!



أجابها كساب بحنو عميق وهو يميل ليقبل جبينها: الحمدلله اللي رجعش لي بالسلامة..


وأصلا لو قعدت عندش عمري كله ماكفرت عن اللي سويته!!



حينها همست مزون بحزن: لا تحمل نفسك ذنب.. هو ذنبي أنا..



كساب قاطعها بحزم: خلاص مانبي كلام في ذا الموضوع..



أجابته مزون برجاء شديد: زين إذا لي خاطر عندك.. طالبتك..


قوم روح لشغلك.. وعقبه لمرتك.. لا عاد ترجع هنا الليلة..



كساب باعتراض: بس..



مزون برجاء أشد: قلت طالبتك.. تعال بكرة الصبح عشان ترجعني البيت..







************************************







" من اللي بتروح معي الحين؟؟


أنتي وإلا وضحى؟؟"



كاسرة مشغولة بالتأكد من الأغراض الموجودة في الأكياس وتهتف بثقة:


الحين وضحى بتروح معش.. لأنها تبي ترجع تتسبح عشان ترجع تتزين مع سميرة في القاعة..


وهي بتشرف على الترتيبات الأخيرة..


وأنا اللي بأروح معش المرة الثانية عشان أشوف ترتيبات القاعة قبل تكمل


ثم بأرجع و بتجيني اللي بتزيني هنا.. وبأخلص قبل المغرب وأجي لش القاعة



مزنة بحزم: زين بتقعدين لين تلمين معنا أغراضنا آخر الليل؟؟ وإلا بتروحين لبيتش؟؟



كاسرة بثقة: لا بأقعد وبأرجع معكم هنا.. وبأمسي هنا الليلة..



حينها صرت مزنة عينيها بحزم: استأذنتي كساب زين؟؟



" حتى لو لم أستأذن..


لن يعلم أنني لم أنم في البيت حتى!!"


ولكنها هتفت بحزم: أكيد بأستأذنه وماظنتني إنه بيعيي..



كاسرة بالفعل شدت هاتفها لتتصل به.. رغم أنها كرهت أن تتصل به..


فالحوار بينهما الأيام الأخيرة كان شبه مقطوع..


تعلم تماما ماذا سيقول (سوي اللي تبينه!!) المهم ألا تزعجه!!


لذ تفاجأت برفضه القاطع: لا.. ترجعين وتنامين في بيتش..



كاسرة تشعر بغيظ لم يظهر في صوتها الواثق: أنت صار لك أسبوع ماتدري عني شيء..


يعني لو نمت عند هلي يمكن ماتدري.. فليش تبي ترفض بدون سبب!!



كساب بحزم بالغ: وأنتي لازم تنشفين الريق وتطولين السالفة وهي قصيرة..


قلت لش ترجعين بيتش ترجعين بدون نقاش..


أيش الشيء اللي مافهمتيه في كلامي؟؟..



كاسرة شدت لها نفسا عميقا حتى لا تنفجر وهي ترص على الأحرف والكلمات:


إذا على الكلام مفهوم.. ومهوب أنا اللي يجهلني الحكي.. لكن صاحب الحكي هو اللي ماينفهم..


كساب أنا لازم أقعد مع أمي نلم باقي أغراضنا عقب مايروحون المعازيم.. عشان كذا بأرجع معها..



أجابها بحزم أكبر: اقعدي براحتش.. وساعدي أمش مثل ماتبين.. وإذا خلصتي أنا اللي بأجيبش!!







***********************************






" الحين أنتي ليش ترجفين كذا؟؟


ترا أخي مايعض والله العظيم"



حينها أجابت سميرة (بعيارة) باكية وهي تمنع دموعها من الانهمار:


زين يمكن إنه يشخر أو يرفس وهو نايم..



وضحى أيضا تحاول منع دموعها من الانحدار تأثرا مع حال سميرة وهي تهمس باختناق:


لا مافيه أهدأ منه وهو نايم كنه بيبي متكتف..



سميرة شدت يد وضحى وهي تهمس باختناق: وضحى تكفين لا تخليني!!



وضحى ترسم ابتسامة فاشلة: تكونين رايحة تحاربين وتبين مساندة عسكرية..


أصلا أنتي يا الغبية حتى الاوتيل مارضيتي تروحين..


خلاص هذا أنتي الليلة في بيتنا ووطوفتي وطوفتش وحدة.. دقي الطوفة وأنط لش بالمساندة..


والحين افرديها.. المرة عصبت.. تبي تخلص شعرش تحط الطرحة..



حينها قفزت لهم نجلاء التي انتهى شعرها والتي كانت تراقب من بعد اختناق سميرة بالدموع..


وتوقف خبيرة الشعر لأن سميرة شدت وضحى لتقف جوارها!!



نجلاء تحاول أن تهمس بمرح تخفي خلفه اختناقها الحقيقي الذي بدأ بالتزايد منذ بدأت سميرة في التزين واقتراب موعد الختام:


اسمعيني سمور.. ياويلش تخليني أبكي وتخربين مكياجي.. تراني أبي أرجع لصالح يشوفه.. مهوب يشوف خريطة ألوان..


وأكيد بعد تميم مايبي يشوف خريطة ألوان!!



سميرة حينها بدأت تشهق حين تذكرت أن تميما سيراها رغم أنها لا تنسى..


وانحنت وهي تدفن وجهها بين كفيها..


خبيرة الشعر هتفت بتأفف: هيك ماراح نخلص ولا الصبح!!



نجلاء أزالت يديها عن وجهها وهي تهتف لها بحزم: اصطلبي يا بنت.. اللي سوت لش المكياج راحت.. من بيعدله لش لو خربتيه..


وإلا تبين تضحكين الناس اللي بيدخلون يسلمون عليش..


أنتي بتعقلين وإلا أدعي أمي تشوف لش صرفة؟؟



حينها همست سميرة وهي تهتف كطفلة تجبر نفسها على الصمت:


أمي لا.. لا.. أمي بروحها متضايقة..وجننتها الأيام اللي طافت.. لا تضايقينها أكثر.. تكفين نجلا.. خلاص بأسكت!!



نجلاء تأخرت للزواية وهي تتظاهر بالانشغال في ترتيب أغراض سميرة المتناثرة وجمعها..


بينما كانت أنفاسها تعلو وتهبط.. وتقهر نفسها بشدة حتى لا تنفجر بالبكاء..








***************************************







كانت تتأكد من شكلها في المرأة ومن ثبات اكسسوار الشعر قبل أن تتناول عباءتها المفرودة على السرير لتلبسها..



حينها دخل..


لم تهتم لدخوله.. فهما الأيام الماضية اعتاد كل منهما تجاهل الآخر..


وهي أدت ماعليها واستأذنته للذهاب لحفل زفاف ابن خالها وأذن لها..


لذا لم تهتم وهي تتناول العباءة.. ثم تتذكر شيئا فتنزلها... لتتاول حقيبتها.. وتضع فيها البودرة والعطر وأحمر الشفاه..



ولكنها لا تعلم أن هذا الآخر الذي كان يراقبها بدقة.. قد نضج تماما.. ويشتعل شوقا لها!!


يريد أن يعاقبها فإذا به يعاقب نفسه..


فبعدها عنه يسعدها ولكنه يتعسه.. وماعاد به أي طاقة للاحتمال!!


هي على كل حال تفتنه.. فكيف وهي بفتنتها التي بلغت أقصاها الليلة في فستان حرير سماوي؟!!



كانت على وشك ارتداء عباءتها حين فوجئت به يشد عباءتها من يدها..


ويمسك بها من خصرها.. انتفضت بعنف وهي تبعد كفيه عنها..


وتهمس بقرف: عبدالله لو سمحت أنا بأروح العرس.. أمي صافية وعالية ينتظروني تحت..



أجابها ببرود مدروس: اتصلي فيهم وقولي عبدالله بيوديني.. خلهم يروحون..



أجابته بعصبية: الظاهر أنك استخفيت..



حينها هتف بحزم بالغ: والله ماحد مستخف غيرش.. أنتي بتعرفين أشلون تكلمين معي.. وإلا حلفت ما تحضرين العرس الليلة..



حينها أجابت بجزع: لا عبدالله تكفى.. هذا عرس ولد خالي.. وعرس بنت عمك..



حينها أجابها بحزم أكبر: زين دامش ميته تبين تروحين.. تسنعي..


الحين تقعدين عندي وعقب أنا بأوديش.. وأنا رايح العرس..



أجابته بتأفف: أنت وش طرى عليك.. صار لك أسبوع راحمني من ثقل طينتك


وإلا مايهون عليك تشوفني مستانسة تبي تنكد علي..



أجابها بتقصد وهو يتناول كفها ويفتح باطنها ناثرا قبلاته فيها: نكد متبادل ياقلبي


ميت من شوقي. وأنتي لو أموت صدق ماحسيتي فيني!!



حينها شدت يدها بعنف: عبدالله خلني أروح..



أجابها بحزم بالغ: قلت لا..



حينها علمت أنه جاد فيما يقول ( وش ذا الشوق اللي طلع عنده فجأة


وهو أسبوع كامل كني والطوفة واحد


حتى المطالع مايطالعني!!)


حينها قررت اللجوء للخبث النسائي المعهود.. لأنه علمت يقينا أنها أن عاندت فهو سيعاند..


لذا همست بمداهنة مدروسة كاذبة: زين عبدالله خلني أروح الحين..عيب أتأخر.. ووعد علي أني لا رجعت أرضيك وأسمح خاطرك..



حينها ضحك عبدالله: تدرين أنش ماتعرفين تكذبين..


ولا كذبتي قعدتي تشبكين إيديش لأنش مرتبكة..



جوزاء التفتت ليديها لتجد أنها بالفعل كانت تشبك أناملها وهي تفركها بشكل دائري..


جوزاء شعرت بالغيظ الممزوج بالحرج.. قد تكون بالفعل لا تكذب عادة وتكره الكذب..


ولكنها لا تنكر أنها هذه الأيام تكذب على أهلها وأهل عبدالله في شأن علاقتها بعبدالله وأنهما مرتاحان..


ولا يبدو أن هناك من اكتشف كذبها.. فكيف اكتشف هو أنها تكذب؟؟



أجابته بغيظ: خلاص ماراح أكذب عليك.. بأقول لك لا رجعت تفاهمنا.. وما أعتقد أني أقدر أمنعك من حقك إذا بغيته!!



حينها أشار لها عبدالله بيده أن تغادر وهو يفتح دولابه ليتناول له ثوبا


ويهتف بنبرة عميقة بها رنة حزن واضحة بينما كانت هي ترتدي عباءتها:


تدرين جوزا.. يمكن أكون محتاج لش جنبي مثل ما أي رجال محتاج مرته..


لكن عمر ماحاجتي لش كانت مجرد حاجة جسدية رخيصة..


أنا قعدت الاربع سنين اللي فاتت بدون مرة.. وكنت مقرر أني بأقعد عمري كله كذا..


لأنه كان مستحيل أضم مرة لصدري عقبش..


جوزا لازم تشوفين لش حل في طريقة تعاملش معي.. لأنه الصبر له حدود..


وأنا أبي منش الاحترام قبل أي شيء..


لا تحبيني.. بس احترميني..



جوزاء غادرت وكل ماقاله له يتقزم ويتراجع أمام عبارة واحدة


(أنه بقيت السنوات الأربع الماضية بدون امراة)



"إن كان كذلك..


فمن أين أتت معرفته بالأطفال؟؟


يا الله رأسي سينفجر من كثرة التفكير!!"






******************************************






نجلاء مازالت تحاول منع دموعها التي تريد الانهمار منذ بداية هذا اليوم


وهي تنظر لشقيقتها التي كانت تجلس بين صديقاتها الكثيرات اللاتي حضرن كلهن اليوم..


كانت غاية في البهاء والبراءة والحسن.. تبدو كما لو كانت إحدى شخصيات القصص الكرتونية لشدة رقة ملامحها وصفائها غير المعقول..


تبتسم نجلاء بشجن وهي تنظر لفستان سميرة الشديد الرقي بأكمام الدانتيل الطويلة حتى منتصف كفها.. وتذكر خلافهما حوله..


كانت نجلاء تريده بدون أكمام حتى يظهر لون الحناء ونقوشه الغامقة في شدة بياض بشرة سميرة المصقولة!!


ولكن سميرة رفضت وبشدة كانت تقول ببراءتها العذبة: "تبين تميم لاشافني يقول هذي مافي وجهها حيا..


استحي أول مرة يشوفني.. يشوفني متفسخة كذا!!"



نجلاء لم تقترب منها منذ صعدت لتجلس على مقعدها.. تركت المهمة لوضحى..


لأنها تشعر أنها لو اقتربت فأنها ستثير فضيحة بمناحة تشعر بها باتت قريبة..



كانت شعاع تهمس لسميرة بخفوت: أنتي وين ركبتش داستها.. خلني أقرصها..



فتهمس وضحى بابتسامة مرحة: وخري يالبزر.. وصفي في الدور.. أنا أول.. أنا أكبر وتخرجت وأشتغل..


وأنتي أصغر وعاد باقي عليش سنة..



حينها ابتسمت شعاع وهمست (بعيارة) وهي تنظر لسميرة وبجوارها عالية:


إذا هذي وبنت عمها اللي عقولهم لش عليها تحفظ.. اعرسوا..


يعني حن اللي ركادة وثقل مانعرس..



عالية (بعيارة) أشد: لا حد يحارشني.. أنتو قلتوها عقلي عليه تحفظ..


لا ينوبكم من التحفظ شوي..


تعرفوني خبلة وماينداس لي على طرف!!



شعاع تضحك: احترميني تراني حماتش.. واللي خليت أخي يتورط ويستخف ويأخذش.. بركاتي يعني


وإلا كان الحين الحال من بعضه وأنتي عانس حالش حالنا!!



عالية تضحك: يبقى ذنبش على جنبش في اللي بأسويه فيش وفي أخيش..


مافيه حد صاحي يحط الحية في خُرجه.. (الخرج= كيس منسوج يستخدم لحفظ الأغراض قديما)



وضحى بابتسامة : المثل ذا ماله شبيه عند خالش هريدي ياسميرة "اللي يحط الحية في خُرجه"..؟؟



سميرة لم تكن تستمع حتى .. عيناها زائغتان وذقنها كان يرتعش بشدة دلالة على شدة ارتعاشها!!..



عالية همست بخفوت وهي تشد على كف سميرة: سميرة الناس شوي وينتبهون لش..



شعاع وقفت فورا في وجه سميرة حتى لا يراها أحد.. بينما وضحى جلست من الناحية الأخرى.. وهي تقرأ آيات من القرآن الكريم عليها..


ولكن الارتعاش لم يتوقف.. شعاع همست بقلق: أقول لنجلا تجي؟؟



عالية برفض قاطع: لا تنادون لا نجلا ولا خالتي أم غانم.. الثنتين أصلا على طريف.. وماسكين نفسهم بالغصب!!



عالية شدت ذراع سميرة بقوة وهي تهمس في أذنها بحزم: سميرة ركزي معي..


لا تفضحين نفسش وتفضحينا.. أدري أنش مستحية يالخبلة..


بس الناس اللي بيدخلون هنا يسلمون.. لا شافوش كذا ماقالوا مستحية.. قالوا مغصوبة..


امسكي اعصابش لين تروحين.. عقبها فكي دموعش كلها تميم.. وسودي عيشته



وضحى تحاول أن تبتسم بفشل لتأثرها من حال سميرة: خوش نصيحة لبنت عمش.. واللي بيروح فيها أخي المسيكين..



حينها حاولت سميرة أن تبتسم..


صفقت شعاع بخفة وهمست بخفوت: جدعة يا بنت أخت هريدي.. امسكي الابتسامة ذي لين آخر العرس طالبتش!!







***************************************







" يمه ترا تميم يقول مهوب داخل!!


غانم بيدخل يجيب أخته.. وأنا بأروح لأن غانم هو اللي بيوصلهم البيت"



مزنة حينها هتفت بغضب: أشلون مايبي يدخل.. حن ما اتفقنا على كذا


قل له مافيه حد غيري أنا واخواته وعمته.. وبيدخل مع باب خاص وبيطلع معه


خله يدخل يصور مع مرته يشوفها.. المسكينة وش له متعدلة ومرتزة؟؟



مهاب بحرج: يمه لا تفشليني أكثر ماني متفشل.. توني تلاغيت أنا وإياه..


وغانم واقف وسطنا مهوب داري وش السالفة!!


وأنا ذا الحين في نص هدومي من غانم عقب ماقلت له ادخل جيب أختك لأن تميم مستحي..


والله يمه ماعاد باقي إلا أضرب ولدش وإلا اسحبه عندكم..


معند ورأسه ألف سيف مايدخل..



مزنة بغضب: زين ياتميم.. دواك عندي..


خل غانم يدخل .. لا بارك الله في عدوين ذا الولد قهرني وبيقهر البنية!!



مزنة أشارت لبناتها أن يخرجن معها.. وهتفت بحرج بالغ لأم غانم ونجلا اللتين كانت تقفان في الزواية ملتفتان بعبايتيهما:


أم غانم.. تميم حياوي بزيادة واستحى يدخل.. ولدش غانم هو اللي بياتي يأخذ أخته..



لا تنكر كل من نجلا ووالدتها تصاعد الضيق العميق في نفسيهما.. فحتى هما تمنيتا أن تريا سميرة حين يدخل عليها زوجها


يلمحان الفرحة التي تمنيا رؤيتها.. مادامت قد أصرت على هذا الرجل بالذات


أرادا أن يطمئنا عليها..



سميرة لشدة خجلها وارتباكها لم تلحظ شيئا مما يدور حولها..


فسميرة رغم مرحها الدائم وتعلقاتها الدائمة إلا أنها حينما تعاني من الخجل


الذي يتحول أحيانا لخجل غير طبيعي يجعلها تتوتر وعقلها يتوقف عن التفكير..



لذا لم تنتبه لأي شيء حتى رأت طرف الثوب الأبيض جوارها..


حينها كادت تتقيأ جزعا لولا أنها سمعت الصوت الدافئ الحاني الذي تعرفه جيدا:


إذا بتلاقون لي عروس حلوة كذا.. زوجوني من الليلة..



حينها انفجرت في البكاء وهي تحتضن خصر غانم الواقف.. ليتلطخ ثوب غانم من زينة وجهها المختلطة بدموعها المتفجرة..


ولينفجر معها الاثنتان اللتان كانتا تنتظران مجرد شكة دبوس لينهمرا..


غانم شعر باختناق حقيقي وهو يرى نساء حياته الثلاث كلهن في حالة بكاء هستيري..


سبق له أن مر ببكاء والدته في زواج نجلاء وهو ابن السابعة عشرة وسميرة تنتحب معها وهي تتعلق بثوب أمها..


ولكن لا شيء يشبه مرارة هذا البكاء!!



هتف بهذا الاختناق المر: أنتو متأكدين إن حالتكم هذي حالة بشرية طبيعية؟!!



أمه هزت رأسها وهي تهتف بأنين: مش هاين عليا البيت من بعد سميرة.. حاسة بيه هيبئ زي الئبر..



هتف غانم بابتسامة موجوعة: الظاهر يمه وقت التراجيديا تقلبين على الموجة على المصري الخالص..



همست أم غانم باختناق وهي تربت على كتفه: خذ أختك لجوزها.. وأنتي يا نجلا امسحى وش سميرة..


ولو أني حاسة أنه مكياجها ماعادش نافع!!



.


.



في الخارج يجلس في سيارة غانم..


أنفاسه تعلو وتهبط.. واختناقه يتزايد.. يشعر أن البشت يخنقه.. وأزرار ثوبه تخنقه.. وسيارة غانم تخنقه!!


بل وجسده يخنقه..!!


يتمنى لو أنه هرب من كل هذا..


لماذا يتزوج ليرضي الجميع بينما هو أبعد الناس عن الرضا بهذا الزواج؟؟


لماذا وافق على إدخال نفسه في هذه المهزلة؟؟


لماذا لم ينهِ هذا الزواج قبل أن يكتمل بعد أن بات يشعر بشكوكه تخنقه بعد حادثة تكّسر يديه؟؟



كان غارقا في أفكاره السوداوية.. ولأنه لا يسمع فهو لم يسمع صوت فتح الباب..


ولكنه شعر باهتزاز السيارة الطفيف والباب الخلفي يفتح.. حينها شعر أنه عاجز عن التنفس.. لم ينظر مطلقا للخلف..


بقي متيبسا في مكانه.. يتمنى لو أنهم لم يحضروا.. وجيد أنه لا يسمع حتى لا يسمع نحيب من ركبت السيارة وهي مازالت تنتحب..



غانم كان يُركبها في الخلف.. وقف لجوارها لحظات ثم شد على كفها..


وهتف لها بخفوت حازم: اسمعيني عدل..


أكيد أنا أتمنى لش التوفيق في حياتش..


لكن لو هذا التوفيق ماصار لأي سبب.. لا ترددين ولا لحظة وحدة أنش ترجعين لنا..


أدري عيب أقول ذا الكلام وكأني أعصيش على رجّالش..


لكن اللي أنا خايف منه.. لأنه أنتي اللي أصريتي عليه.. إنه لو ماكنتي سعيدة أو ما ارتحتي


تصبرين على الوجع لأنش خايفة حد يقول أن هذا اللي سويتيه في روحش.. وهذا كان اختيارش..


لا تخافين من شيء.. بيت أبيش وبيتي مفتوحين لش.. وعمر الحياة ماتستمر على اختيار غلط عشان حن خايفين من شماتة الناس..


أهم شيء تكونين أنتي مبسوطة وسعيدة..



سميرة شدت على كف غانم دون أن تتكلم..


غانم التف ليركب سيارته.. وحسرة عميقة تتصاعد في روحه.. لا يستطيع حتى أن يوصي الجالس الصامت جواره بشقيقته..


والمشكلة أنه لا يبدو راضيا.. لا يعلم هل هو خجل كما يقول مهاب.. أم أن هذه شخصيته؟!!



تميم غارق في أفكاره بينما الجالسة غارقة في دموعها وخجلها يخنقها لأبعد حد..


حين وصلا للبيت..


ونزلا الراكبان الأماميان.. غانم يشير لتميم أن يمسك بيد سميرة حتى يدخلها لأنها لا ترى من خلف العباءة الموضوعة فوق رأسها..


ولكن تميم ادعى عدم الانتباه... وهل على الاصم حرج؟؟


حينها أنزلها غانم وهو يقربها حتى أوصلها قرب الباب..


قبل جبينها وهتف لها بحنان: لو بغيتي أي شيء ترا ما بيننا إلا دقة تلفون!!



حين غادر غانم والاثنان واقفان عند الباب.. انفتح الباب لتظهر وضحى خلفه


التي سبقتهما للبيت


لتتأكد من ترتيب العشاء الخاص بالعريسين.. وتخرج المباخر من غرفتهما..



ابتسمت بشفافية : سربرايز أنا هنا عشان أنكد عليكم..


هلا والله بالعرسان..


كانت وضحى تهتف بالعبارة وهي تشير بها في نفس الوقت..



وضحى همست لسميرة : عطيني عباتش مافيه حد في البيت..



سميرة باختناق همست لوضحى: أنا بكيت واجد.. أكيد شكلي الحين يروع..



وضحى أشارت لتميم: تميم فديتك ممكن تطلع فوق.. خمس دقايق بس وأجيب لك العروس..



تميم لم يشر بشيء وهو يصعد بينما كان في داخله يهتف بإرهاق نفسي عميق (خليها عندش أحسن وأنسوني)..



وضحى شدت سميرة بسرعة لغرفتها.. حين خلعت عباءتها عن وجهها هتفت وضحى بصدمة بالغة: ياخسارة المكياج اللي بفلوس واجد على الفاضي


لا وهذا وهو ضد الماي.. شكلش كبيتي على وجهش سطل ماي يالخبل..



سميرة عادت لتنتحب: أنا متفشلة منه بدون شيء.. الحين يشوفني كذا بعد..



وضحى بعزم: ومن قال بيشوفش كذا.. يالله بسرعة خلنا نمسح المكياج كله بسرعة..


أصلا أنتي وحدة ببشرتش ما تحتاجين مكياج..


بنمسحه كله وبنحط لش ماسكرا وغلوس بس..



سميرة بألم: يعني أول مرة يشوفني يشوفني بماسكرا وغلوس.. أشلون عقب؟؟



وضحى تدعك وجه سميرة بمزيل ماكياج قوي..بعد أن ضعت فوطة صغيرة حول جيب الفستان حتى لا يتطلخ.. وتهتف بمودة:


العمر كله قدامكم بيشوفش لين يعجز.. الحين أنتي مستحية وهو مستحي وش بيشوف يعني..؟؟


وبعدين أخي يحب يده مقلوبة اللي الله أرسل له وحدة مثلش.. بيتبطر على النعمة يعني!!



وضحى أنهت مهمتها في أقل من خمس دقايق وأنهتها برشات عطر أحاطت بها سميرة من كل ناحية..


وضحى ابتسمت: يالله قومي هذا أنتي تهبلين وتجننين..


لو أقول لأحد أني مسحت مكياج عروس قبل يشوفه رجالها بيقولون لي استخفيتي


بس والله أنش أحلى كذا.. أصلا أنا دايم أقول لش المكياج مايلبق لش!!



سميرة بدأت ترتعش بعنف ووضحى تقودها لغرفتها الجديدة وتهمس باختناق: وضوّح باقعد عندش شوي.. تكفين



وضحى تضحك: الحين تميم أكيد يدعي علي أني خذتش منه..


يالله بلا بياخة روحوا تعشوا.. أنتي وإياه صار لكم يومين ماكلتوا شيء..



وضحى دفعتها للداخل وأغلقت الباب.. كانت ترتعش كمصابة ببرد شديد وهي تقف عند الباب دون أن تتقدم..


لم ترفع رأسها حتى وقدماها مغروستان في الأرض..


هو كان خلع غترته وبشته وألقاهما بقرف على السرير ويجلس على مقعد مستغرقا في أفكاره التي كلما غرق فيها كلما ازداد ضيقا ووجعا..


لم ينتبه مطلقا لمن دخلت..


وهي بقيت على وقفتها ربما لربع ساعة دون أن يتقدم منها أحد كما توقعت..


حينها رفعت رأسها بخفة لتراه جالسا شاردا.. فشعرت أن قلبها يكاد يتوقف


وعادت لتنكيس رأسها وارتعاشها يتزايد كما لو أنه مازال هناك للتزايد..


وهي ترتجف كريشة جافة معلقة في مهب ريح عاصفة..



بعد فترة من الزمن.. قرر أن يقف ليتوجه للحمام حتى يتوضأ ليصلي قيامه.. فتفاجأ بالمخلوقة الواقفة عند الباب..


رغما عنه صد بقرف.. لم يكن يريد النظر حتى ناحيتها..


ليس لديه اتهام محدد ضدها.. وفي ذات الوقت لديه قائمة ضخمة من الاتهامات!!



ولكنه شعر أنه قليل التهذيب والفتاة تقف لا يعلم منذ متى.. رغم أنه تمنى أن يجعلها تقف حتى تمل.. ربما تقرر أن ترحل حينها..



اقترب منها بهدوء.. وهي حين سمعت صوت الخطوات تقترب..


شعرت أنه يكاد يغمى عليها من الجزع والخجل..


نكست رأسها أكثر وارتعاش جسدها بدا واضحا جدا..



تميم حين اقترب لاحظ ارتعاشها غير الطبيعي (وش فيها ذي؟؟ تمثل وإلا مريضة؟؟)



لمس حينها طرف كمها وهو لايريد أن يلمسها حتى.. ليشير لها أن تجلس..


حينها انفجرت مرة أخرى في البكاء..


نظر لها باستغراب أقرب للغضب..


(وش فيها ذي تبكي؟؟


هذا وأنا ماقربت جنبها


وإلا يكون هذا هو اللي هي خايفة منه أني أقرب جنبها


أكتشف شيء ماتبيني أكتشفه؟!!)



حينها شدها بحدة وأجلسها على المقعد بقوة.. ثم تركها متجها للحمام


وهو يشعر بالقرف من كل شيء..



بينما سميرة حين رأت قوته في شدها كادت تصرخ طالبة النجدة.. لولا أنه أجلسها وتركها..


حينها بدأت تكثر من قراءة آيات القراءن الكريم وهي تحتضن نفسها وتحاول تهدئة روعها...







*******************************************






" يمه كساب ينتظرني برا


تبين شيء بعد؟؟"



مزنة وهي ترتدي عباءتها أيضا: لا يأمش خلاص.. هذا احنا خلصنا وامهاب ينتظرني برا بعد..



خرجت كاسرة لم يكن في الخارج سوى سيارة كساب ومهاب والمكان خال تماما..


كاسرة توجهت لسيارة كساب و..........







************************************







قضت ساعتين ربما وهي جالسة في مكانها حتى استطاعت أن تهدأ وتجعل أعصابها تتمالك..


بينما هو أيضا جالس في مكانه بعد أن أنهى صلاته..



ظنت سميرة أنه اعتصم بمكانه ليترك لها المجال لتهدأ بدون ضغوط منه وفعلا هدأت قليلا وبدأت حالتها تستقر..



ورغم شعورها بخجل عميق منه ولكنها قررت أن تنهض لتستحم وتصلي.. حتى يصليا بعد ذلك معا..


وقفت وغادرت وهي تخشى أن تتعثر في خطواتها لشدة ارتباكها..


بينما هو كان ينظر لها وهي تغادر


(الظاهر تعبت من تمثيل السحا الساعتين اللي فاتت


ماقصرت ساعتين كاملة وهي مستحية يعتبر انجاز)



حين انتهت من الاستحمام..


وجدت أن وضحى قد أعدت لها كل شيء في غرفة التبديل..


ارتدت قميص نومها ولكنها لم ترتدِ روبه لأنها شعرت أنه خفيف.. وارتدت روبا آخر لونه أبيض من حرير ثقيل..


وخرجت وهي تحمل سجادة الصلاة التي أخبرتها وضحى بمكانها..


صلت قيامها بعيدا عنه.. ودعت الله مطولا أن يلهمها السكينة ويكتب لها التوفيق



وكانت تشعر بذه السكينة تحيط بها وتقويها حين اقتربت حتى وقفت أمامه.. وأشارت له بخجل بإشارة التكبير..


لم يكن يريد حتى أن ينظر ناحيتها.. بل هو مازال لم ينظر ولا يعرف حتى تفاصيل ملامحها..


ولكنه وقف وهو يشير لها أن تقف خلفه..


سيصليان.. ولكن هل الصلاة ستصلح أخطائها التي بات يشعر بها حاجز يحول دون رؤيته لها..



فور انتهائهما..


عاد للجلوس وهي جلست والصمت محتكم بينهما..


كيف سيتحاوران وبأي طريقة؟؟


كل منهما يدعك كفيه وهو غارق في أفكاره الخاصة!!


وشتان بين أفكارهما..


بين أفكار سوداء في حياة يبدو لا أمل فيها!!


وأفكار بريئة بحياة وردية يتحديان فيها كل الصعاب!!



طال الصمت واحتكم حتى أغرق المكان..



ليقف تميم فجأة ويغادر لأنه شعر أنه ماعاد يحتمل وجودها قريبا منه هكذا..


توجه للحمام ليستحم..


بعد دقائق.. بحثت سميرة عن هاتفها الذي أخبرتها وضحى أنها وضعته لها على التسريحة..


تناولت الهاتف وأرسلت لوضحى:


" تكفين وضوح تعالي دقيقة عند باب الغرفة"



وضحى وقفت عند الباب لتخرج لها سميرة..


وضحى بحرج: وش تبين يالخبلة؟؟



سميرة بخجل: يا أختي باختنق وأنا قاعدة معه بروحنا... مستحية..


هو ساكت وأنا ساكتة.. والحين دخل يتسبح.. مايصير أجي عندش شوي.. حاسة أني بأموت من السحا ..


باقعد عندش لين يجون هلش بس.. عشان ماحد يدري..



وضحى تنظر للباس سميرة وتضحك: أما على السحا... وش ذا اللي أنتي لابسته..


حطي ذا الروب يالخبلة!!



سميرة باستنكار: لا والله.. من جدش..



وضحى بخفوت: تدرين ألبسي جلابية وجلال يالعجوز أحسن!!


ثم أردفت بخبث: تعالي تبين تجين عندي استأذني تميم أول..



سميرة بيأس: أشلون أستأذنه.. أكتب له؟؟



وضحى بذات الخبث: لا ليش الكتابة المفروض تبدين تعلمين إشارة..


هذي الإشارة.. سويها..



وضحى اعادت الإشارة عدة مرات لسميرة.. سميرة باستغراب:


والاستئذان وش دخله في الشفايف؟؟



وضحى تكاد تنفجر ضحكا: يأختي أنا اللي أعرف وإلا أنتي..


نفذي وأنتي ساكتة.. وأشوف أنتي بتجيني عقبها أو لا..



سميرة هزت كتفيها: زين.. بس ظنش تميم مهوب زعلان لا قلت له بأجي عند وضحى شوي..



وضحى ترقص حاجبيها: لا مهوب زعلان!! اخلصي بس..



سميرة عادت للداخل.. حين عادت كان قد خرج من الحمام.. كان ينظر لها باستغراب غاضب.. أين كانت ولماذا الهاتف في يدها؟؟



سميرة وضعت الهاتف جانبا الذي نسته في يدها حين خرجت لمكالمة وضحى..


تقدمت منه بخجل وهي تشير له بالإشارة التي علمتها وضحى..


حينها اتسعت عينا تميم..


وتوقعت منه سميرة أي ردة فعل إلا هذا الفعل..


إلا هذا الفعل !!






#أنفاس_قطر#


.


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مـــ كاسره ــزنه زايــ كسـاب ــد", آه يا قلبي ،أحلى رواية رومانسية ، رواية تجنن ،رواية خطيرة موت, أنفاس ليلاس العطرة في رائعتها الثالثة, أنفاس قطر+بين الأمس واليوم, الجزء الحادي و العشرون صـ 256, الجزء السبعون ص 1181, الجزئان 24، 25 في ص293, احبج في الله انفاس قطر :), اشتقنا لطلتك الحلوة أنفاس, انفاس قطر, اكرهك يا عبد الحمن ~> لا تلمونها يذكرها بواحد .! :(, بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث والعشرون ص279, بين الامس واليوم, بين الامس واليوم احلى رواية, جميله " إنكسار (w) ", خليفة يطلب من جميلة بالتلفون تنساه وتحب فهد, جونااان ..حور, رابط قصة بين الامس واليوم بدون ردود""http://www.liilas.com/vb3/t158045.html"", روايات, روايات أنفاس قطر, رواياة بين الأمس واليوم, رواية # أنفاس_قطر #, رواية أنفاس قطر الثالثة بين الأمس واليوم, رواية أنفاس قطر الجديدة, رواية الكاتبه القطريه انفاس قطر, رواية انفاس قطر, رواية رائعة, سمانآ, فهد وجميلة بيصيروا أحلى عشاق ~فديت نفوسة أناا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t137476.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 06-12-17 05:41 PM
Untitled document This thread Refback 06-07-17 04:02 AM
ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ظٹط¹طھظ…ط¯ ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„ظ…ظ‚ط§ط±ظ†ط© ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… - Rocket Tab This thread Refback 12-03-16 10:18 AM
ظ‚طµطµ ط­ط¨ ط§ظ„ط³ظˆط¨ط± ط¬ظˆظ†ظٹط± ظ„ط¨ظ†ط§طھ ط§ظ„ط³ظˆط¬ظˆ ظپظ‚ط· ♥♥♥♥♥♥♥♥♥3 - ط£ظ„ظˆظپظ† This thread Refback 07-02-15 12:56 AM
ظ…ط¯ظˆظ†طھظٹ ط§ظ„ط¨ط­ط± ط§ظ„ط¹ظ…ظٹظ‚ ط§ظ„ط£ط±ط´ظٹظپ ظ…ظ†طھط¯ظٹط§طھ ط¹ط±ط§ظ‚ ط§ظ„ظ†ط¨ظ„ط§ This thread Refback 16-08-14 11:50 PM
ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط£ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… liilas This thread Refback 05-08-14 01:26 PM
ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ط­طµط±ظٹ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط£ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… This thread Refback 04-08-14 11:08 AM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 24-07-14 01:24 AM
Untitled document This thread Refback 14-07-14 01:11 AM
Untitled document This thread Refback 01-02-11 08:15 PM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 29-12-10 06:27 PM
ل¹‚ؤڈل»™ر•ؤ§ (mdaaaa) | Formspring This thread Refback 08-12-10 02:31 AM
Untitled document This thread Refback 03-12-10 10:54 AM
Untitled document This thread Refback 26-11-10 10:19 PM
Untitled document This thread Refback 26-11-10 07:35 AM
Untitled document This thread Refback 24-11-10 12:35 PM
Untitled document This thread Refback 20-11-10 10:36 PM
Untitled document This thread Refback 07-11-10 12:28 PM
joOOOojoOO (joOOOojoOO) | Formspring This thread Refback 05-11-10 05:40 AM
Untitled document This thread Refback 30-10-10 08:52 PM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 12-10-10 10:20 AM
Untitled document This thread Refback 12-07-10 04:32 AM
Untitled document This thread Refback 23-05-10 08:08 PM
Untitled document This thread Refback 19-05-10 03:17 AM
Twitter Trackbacks for ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط£ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… [liilas.com] on Topsy.com This thread Pingback 16-05-10 02:19 AM
Untitled document This thread Refback 14-05-10 11:05 PM
Untitled document This thread Refback 03-05-10 09:55 PM
Untitled document This thread Refback 27-04-10 07:35 PM
Untitled document This thread Refback 15-04-10 02:31 PM
Untitled document This thread Refback 13-04-10 12:34 PM
Untitled document This thread Refback 12-04-10 10:07 PM
Untitled document This thread Refback 11-04-10 08:46 AM
nono (nooral2mal) on Twitter This thread Refback 28-03-10 01:46 PM


الساعة الآن 09:12 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية