لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-09, 03:39 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 102007
المشاركات: 1,208
الجنس أنثى
معدل التقييم: وردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1356

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وردة الزيزفون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تسلمي ياقلبي ررعلى البارت في انتظار البارت القادم على نار

 
 

 

عرض البوم صور وردة الزيزفون   رد مع اقتباس
قديم 28-10-09, 08:08 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 86223
المشاركات: 96
الجنس أنثى
معدل التقييم: الدمعة الماسية عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 36

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الدمعة الماسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بانتظار الباقي على نار شكرا على الجهود المتعبة ويانا

 
 

 

عرض البوم صور الدمعة الماسية   رد مع اقتباس
قديم 29-10-09, 12:19 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بنيتي بنيه ،، ورده الزيزفون ،، الدمعه المآآسيه

منورين حبآآيبي

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 29-10-09, 12:24 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- أنقاذ أم ورطة


أستفاق ديرميد يغني كعادته عندما يستفيق في الصباح , ذهبت اليه ساندي وأخبرته ما حصل لوالدته , تقبل الأنباء بهدوء ثم وضع يده الصغيرة في يدها , وقال:
" ستهتمين بي يا ساندي , أليس كذلك؟".
أخذته الى المطبخ من أجل الفطور, أخبرتها نان أن ليماند قد أتصل بالمستشفى يسأل عن مرتا , أنها علامة حسنة , أن يهتم ليماند في أمر مرتا , مع أنه كان دائما يظهر عكس ذلك.
" كيف حالها؟ ".
سألته ساندي .
" صحتها جيدة , مرتاحة , يمكنك زيارتها بعد الظهر , ليماند يقول أنه سيصحبك مع ديرميد لزيارتها بعد الظهر في سيارته".
" هل يعني ذلك أنك لن تذهبي في نزهة بحرية برفقتي أنا ورون؟".
سأل جوني وهو يجلس في مكانه المعتاد الى الطاولة , شعره بدون تمشيط وعيناه حمراوان أشارة أنه أطال السهرة الليلة الماضية ولم ينم كفايته, كان مكشرا كعادته في ضحكة عريضة.
" يجب أن أزور مرتا مع ديرميد لأطمئن عليها , أعتذر يا جوني ,يمكنك دعوة فتاة أخرى لمرافقتك".
" لا أظن".
ثم غمز لها بعينه أشارة تعني أنه يعرف سرا وقال:
" هل تمتعت بالمسير بصحبة ليماند في ضوء القمر؟ لقد غضب رون قليلا عندما أكتشف أنك تركت المرقص بدون أن تخبريه".
" لم أقصد أن أترك, خرجت لأستنشق بعض الهواء النقي, لقد كان الجو خانقا داخل القاعة من كثرة الأزدحام , لما عدت كنتما قد خرجتما , أظن أن رون وجد صديقة غيري ترافقه".
" لا , ليست صديقة خاصة, هي شيلا غرانت التي عادت ال كيركتون في عطلة قصيرة , دعتنا لزيارتها في منزلها , وأنت أيضا كنت مدعوة معنا , أعتقدنا أن لديك مشاريع أفضل".
وعاد يغمز بعينه مرة ثانية , أحست بحمرة الخجل تعلو وجنتيها ,
" ستبقين فترة أخرى هنا لأن مرتا طريحة الفراش, أليس كذلك؟".
" لا أعرف بعد, هذا يتوقف على دعوتي للبقاء".
" ولكن, من يرعى ديرميد أذا تركت؟".
" والدتك نان".
" لا أعتقد أنها تستطيع , ستذهب الأثنين المقبل لزيارة شقيقتها سكاربورو , منذ أشهر وهي تخطط لهذه الزيارة , لقد أتفق ليماند مع زوجة ويلي برودي لتحضر كل صباح لتساعد في التنظيف والطبخ ولكنها لا تستطيع المبيت هنا , ولا رعاية ديرميد".
" ةأذن , أصطحب ديرميد معي الى هامشير عند عودتي".
قالت نان:
" من المؤسف أن تأخذيه الآن , بعد أن بدأ يعتاد علينا , منزل الصغير هنا , حيث تربى والده , أنا متأكدة أن ديرميد سيطلب منك البقاء لتساعديه".

لم تكن ساندي متأكدة من ذلك , بعد الظهر ,ذهبت الى المستشفى برفقة ليماند , كان كعادته منطويا , قليل الكلام وتصرف كسابق عهده , كأن شيئا لم يحصل بينهما الليلة الماضية... ربما لم يحصل أي شيء , كلها أوهام , بل أحلام , منذ وصلت الى دانكريغان والفارس الأسود ينقذها من أخطار تحيق بها , عليها أن تماشي ليماند وتتصرف هي أيضا كأن لا شيء قد حصل البارحة , لقد حضرت الى دانكريغان من أجل هدفين , أولا تأمين مصاريف تعليم ديرميد , ثانيا زواج مرتا من ليماند .
وجد ليماند مكانا ليوقف سيارته قرب المستشفىه قليلا في السيارة , , طلب من ساندي أن تنتظر ه قليلا في السيارة , عاد بعد خمس دقائق يحمل وردا أحمر ,وعلبة شوكولاتة وعنبا , أنها علامة ثانية حسنة من ليماند , سرت لأعتقادها أن مرتا
أخيرا نجحت في أجتذاب ليماند.
تقع المستشفى في ضاحية كيركتون , نظيفة وهادئة جدا , في الغرفة كانت مرتا مستلقية ورجلها اليمنى معلقة قليلا الى أعلى , تحيط بها الضمادات والأربطة ,وتبدو جميلة للغاية بالرغم من كل ما قاست من تعب وألم , وجهها الشاحب يحيط به شعرها الأحمر اللامع.
فرحت مرتا كثيرا برؤيتهم , رفعت ساندي ديرميد لوالدته لتقبله , ثم أنحنت على مرتا تعانقها , فتحت مرتا ذراعيها لأستقبال ليماند... تردد قبل أن يقترب منها وقبلها على خدها ثم قدم لها باقة الورد الأحمر التي كان يخفيها خلف ظهره حين دخل.
" ما أجملها , كيف عرفت أنني مولعة بالورد الأحمر؟ ".
قربتها من أنفها , شمتها ثم قالت مخاطبة ساندي:
" خذيها وجدي لها مزهرية".
قدمت ساندي العنب كما قدم ديرميد علبة الشوكولاتة , جلس ليماند على كرسي قرب سريرها وحمل ديرميد وأجلسه على ركبتيه , كانت مرتا تثرثر معه , منظر عائلي أليف , أي شخص يدخل الغرفة سيعتقد أنهم أب وأم وأبنهما...
" أنها نعمة, بعد كسر رجلي , أن أحظى بهذا الأهتمام من الجميع؟ أليس سخيفا أن أكسرها؟".
سألتها ساندي:
" كيف كان الكسر؟".
" الكسر فوق الركبة , ولهذا السبب هي مشدودة الى أعلى , قال بيل أن علي البقاء في المستشفى من عشرة الى أسبوعين".
نظرت تخاطب ليماند وقالت:
" أنا آسفة جدا , يجب أن تبقى ساندي هنا فترة أخرى لتعتني بديرميد".
نظرت ساندي الى ليماند , رد عليها بنظرة ساخرة بعد أن ضيّق عينيه قليلا كأنه يفكر أن مرتا قد كسرت رجلها عن سابق تصميم , كي تبقى ساندي فترة أطول في دانكريغان , لكن ساندي أسرعت تقول:
" يمكنني أن آخذ ديرميد معي الى هامشير يوم الأربعاء".
خيّم صمت ثقيل , عبست مرتا , كان ليماند يفكر تفكيرا عميقا , مال بكرسيه الى الوراء ولم ينظر الى أحد.
" لا أريدك أن ترحلي! ".
قال ديرميد :
" لا أريد الذهاب الى هامشير , أريد البقاء هنا لأذهب الى الشاطىء كل يوم وألعب مع لورنا وأيوان!".
" من الواضح أن ديرميد قرر".
كان تعليق ليماند على الموقف برمته , عيناه السوداوان كانتا خاليتان من أي تعبير , ثم نظر الى ساندي وقال:
" ما هو رأيك؟ هل من الممكن أن تبقي في دانكريغان وتهتمي بديرميد لحين شفاء مرتا؟".
" أرجوك يا ساندي , قولي نعم , سأشفى بسرعة أذا تأكدت أن ديرميد قربي وأنت تهتمين به".
لا يمكنها الرفض حتى ولو كان ليماند يعلاض بقاءها , عليها أن تبقى من أجل الصغير فقط.
" نعم , أستطيع".
" هل من شروط جديدة؟".
سألها عن الأتفاقية الجديدة , نظرت في عينيه ورأت ومضة شيطانية سريعة جعلت نبضها يسرع, قالت:
" شرط واحد فقط".
" ما هو؟".
" سأبقى شرط أن تسمح لي بأن أحفر خلف الحصن, وجانب التلة قربه, أفتش عن بقايا أثرية تبرهن أن هناك حصنا قديما في دانكريغان يعود تاريخه الى القرن السادس".
تبادلا النظرات لدقائق كأن لا أحد معهما في الغرفة.
" يمكنك ذلك متى رغبت , ولكن لا تتعمقي كثيرا , ثم لا تحفري مكان المزروعات , عليك الأنتباه الى ديرميد والمساعدة في أعمال المنزل في غياب نان".
" وهل سترحل نان؟".
أستغربت مرتا وتابعت:
" لم أكن أعرف , متى ستعود؟".
" لست متأكدا ".
قال ليماند وأكمل :
" ستبقى مع شقيقتها بضعة أسابيع , لديها النية في مشاركتها في أدارة الأوتيل الذي تملكه أختها".
سألت مرتا مهمومة:
" من سيدير المنزل في دانكريغان في غيابها؟".
" يا زوجة أخي العزيزة لم نتفق بعد على ذلك".
قال هذا ثم وقف ليخرج وتابع:
" مبدئيا السيدة برودي ستعمل بعض الوقت في الصباح , لدي الآن موعد عمل , سأترككما لتثرثرا , سأعود بعد نصف ساعة , سأراك يا ساندي مع ديرميد ف مدخل المستشفى ".
ثم نظر الى مرتا ثم قال:
" أعتني بنفسك , أفعلي كل ما يأمر به الجراح ,هو يعرف ما هو أفضل لك , أراك فيما بعد".

نظرت مرتا الى ساندي مستغربة كل هذا اللطف . . على غير عادة .
" ما الذي غيّره ؟ كم هو لطيف , كدت أظنه زوجي كروفورد , هل لديك تفسيرات لهذا التغيير؟".
قالت ساندي مستغربة:
" ربما لأنني أخبرته عن رغبتك؟".
سألت مرتا:
" ماذا تقصدين؟ أعتقد أنني بعد هذه الحادثة أصبحت لا أفهم بسرعة , وقعت البارحة على مؤخرة رأسي بالأضافة الى الكسر في رجلي ربما هناك شعر بسيط بسيط في رأسي , قال بيل أنه يندمل ببطء , ساندي أن بيل لطيف للغاية , بدأت أعتقد أن الحادثة التي حصلت لي كانت نعمة هبطت عليّ من السماء , ليماند جلب لي الورد وبيل يهتم بي كثيرا .... ماذا قلت له عن رغبتي؟".
" هل تذكرين عندما سألني ليماند ما أذا كنت أكيدة من أنك لا ترغبين شيئا آخر غير تعليم أبنك؟".
" نعم , أذكر...".
" لقد أخبرته أنك ترغبين في الزواج مرة ثانية!".
سألت مرتا:
" كيف كانت ردة الفعل عنده؟".
" لست متأكدة ,لم يقل شيئا , ربما هنا تكمن أسباب تغيره اليوم, أعتقد أنه شغوف بك يا مرتا ويخفي عواطفه عنك لأنك ترملت منذ فترة قصيرة , هو أيضا لا يعرف شعورك نحوه".
حدقت مرتا بها ثم ضحكت ضحكة هستيرية.
" ربما تكونين على صواب".
" أعذريني لأني أخبرته, كنت سأسافر بعد أيام قليلة , ظننت أن أعلامه برغبتك قد يساعده في الأسراع بأتخاذ القرار المناسب ليحل المشكلة المتعلقة بثلاثتكم , هو وأنت وديرميد".
" ربما هذا يساعده على المدى البعيد".
تمتمت مرتا وقد ظهر العبوس على جبينها.
" هل أنت تعبة؟ ".
تعجبت ساندي لماذا أثار حديثها غضب مرتا وكانت تنتظر أن تراها مهللة فرحة لأنها أنتصرت عليه أخيرا , لقد وجدت نقطة ضعفه , لقد تأكدت بما لا يقل الشك, أنه أنسان دافىء يتفاعل مع عواطفه وأحاسيسه كأي رجل عادي , وما تصرفاته القاسية وبروده وعدم أكتراثه سوى أقنعة يختفي خلفها الرجل الحقيقي.
" أنني تعبة قليلا ". تنهدت وتابعت" لقد قال بيل بأنني سأشعر بتعب من جراء الحادث , ناتج عن الألم الذي كابدته ... هل هيلين هي التي أنبأتكم بأنني وقعت؟".
" نعم , كنا قد وصلنا لتونا من مرقص القرية ".
" من؟".
أحست مرتا أن في الجو مغامرة عاطفية.
" أنا وليماند ".
أجتهدت ساندي أن تخفي حمرة الخجل عن وجنتيها حين تذكرت ماذا كانت هي وليماند يفعلان ساعة وصلت هيلين بالخبر .
" آخر مرة رأيته كان في الفندق يشرب برفقة الساقية الشقراء , أذكر أنني قلت وقتها أنه يشبه شقيقه في تصرفه في هذا الحقل أيضا بالأضافة الى الشبه في شكلهما .... ثم تبادل في حلبة الرقص , أليس كذلك؟".
سألت مرتا.
" نعم ,
أجابتها ساندي بصوت خفيض .
" فقط ليسألني عنك , كان قد رآك مع بيل لندسي وأراد أن يعرف مني كيف توصلت لتوطيد هذه الصداقة!".
" أوه , أرجو أن لا تقف الخصومة بيني وبين بيل وتجعل صداقتنا صعبة , أتمنى أن لايعتقد ليماند أن له الحق في أختيار أصدقائي أيضا".
" لا , لا أظن ذلك , أنه فقط يتعجب كيف وجدت أصدقاء من تلك الضاحية , الظاهر أن والدة هيلين في الماضي , لم ترضى عن صداقة قامت بين هيلين وكروفورد , ربما كان هذا هو سبب تصرف هيلين الغريب وصدها لك وتعليقاتها الغريبة".
" تظنين أنها تغار مني لأنني تزوجت كروفورد وفشلت هي".
" هذه هي الحقيقة".
" فكرتك صائبة يا أبنة عمتي الصغيرة , أن هيلين تغار مني لسبب آخر غير هذا السبب".
كان ديرميد يأكل الشوكولاتة لاهيا عنهما , طلبت مرتا الى ساندي أن تأخذها منه قبل أن يأكلها كلها ويمرض , ثم قالت له:
" عزيزي ديرميد الشوكولاتة لي وليست لك!".
بدأ ديرميد في نوبة صراخ وغضب لأن ساندي أخذت منه الشوكولاتة , ودّعت ساندي مرتا بسرعة بعد أن أخذت ديرميد الى الحمام حيث غسلت يديه ووجهه ونزلت به الى المدخل , لم يكن قد حان موعد رجوع ليماند بعد, أخذته وذهبت به الى الحديقة العامة القريبة من المستشفى , حيث لعب قليلا وعادت أدراجها الى مدخل المستشفى , وهي في طريق العودة لمحت ليماند وبقربه هيلين يقطع الشارع عائدا الى المستشفى , أذن , هذا هو موعد العمل , لقد تمت ترتيبات هذا اللقاء بينهما الليلة الماضية.
" هل تأخرت؟".
سألها ليماند , كان يبدو مرحا على غير عادته , مشى قربها , تلفتت حولها لترى أين أختفت هيلين.
" دخلت الى المستشفى ".
كأن ليماند عرف سؤالها بدون أن تسأل .
" ستعمل هنا لنهاية الأسبوع بديلة عن طبيب غائب في أجازة , ستقوم مؤقتا في هذا العمل لحين أن تركز عيادتها الخاصة ,ماذا ترغبين في أن نفعل؟".
" ماذا نفعل؟".
تساءلت ساندي وهي تفكر في نفسها , كيف يمكنه وهو المتكبر الآمر الذي أعتاد أن يفعل ما يريد وعلى الآخرين أن يرضخوا لما يقرر ويرضوا به , هذه هي المرة الأولى التي سألها رأيها .
" لدينا كل بعد الظهر وديرميد معنا , أنا لا عمل ضروري لدي , هل ترغبين في التسوق ؟".
كان يفتعل المرح , أنه ليس من طبعه , لا يستطيع أن يمشي خلفها من متجر الى آخر وهي تتبضع وتشتري , رمقته بطرف عينها , حاولت أن تقيّم مزاجه الجديد , لم تر في عينيه السوداوين أي تعبير يساعدها على الفهم.


" هل تعتقد أن بأستطاعتنا رؤية الركام( بقايا حصن رملي قديم)؟".
سألها بأستغراب كأنه يسمع الكلمة للمرة الأولى:
" ما هو؟".
" هي تربة عالية , ترتفع عن سطح الأرض بضعة أقدام. ذكرها والدك في مخطوطاته التاريخية , وتبعد بعض الأميال من هنا , أنه مكان تاريخي يوم كانت البلاد قسما من المملكة , في هذا المكان كان الملوك الأقدمون يعقدون أجتماعاتهم العامة ويضعون القوانين , أحب أن أراها , أنها من المواقع التاريخية المهمة هنا".
نظر اليها مليا , ضاقت عيناه السوداوان قليلا , ظنت لوهلة وجيزة , انه سيرفض طلبها , ثم تبسّم , وبالتالي ضجك قلبها , وأسرع في ضرباته....
منتديات ليلاس
" كان عليّ أن أعرف مسبقا أن التسوق لا يروقك ... نذهب الى الركام الذي قرأت عنه حتى لا تتهمنينني , مرة ثانية , بأنني لا أهتم للماضي".
جلست ساندي في المقعد الأمامي ومعها ديرميد , كانت تتابع المناظر حولها بأهتمام وتراقب وجود تلة من التراب وسط الحقول , بدأ الركام يظهر من بعيد , التلة مرتفعة أكثر مما أنتظرت ... جوانب الركام منحدرة وقمته مسطحة.
أشارت ساندي:
" ها هو الى اليمين".
" يمكننا أن نوقف السيارة بالقرب منه, الطريق خالية من السير".
المكان حولها خال تماما ,كانت أول خطوة خطتها ساندي بجانب الحائط الحجري القديم والذي يشكل طرف الركام , شعرت ساندي بالشعور نفسه الذي أنتابها يوم زارت حصن دانكريغان , كأنها تخطو الى التاريخ , الى العصور الماضية, رائحة أعشاب وأزهار برية , وصوت قبّرة تغني في الهواء النقي , مياه النهر تعلن نغما في أنسيابها , أختفاء ضجيج السير يعزز دقة الحس, حدقت في الركام أمامها , للحظة تخيلت حشدا من الناس قد حضر ليرى ويسمع أصدار الأحكام على كبار المجرمين.
" هنا كانت محكمة العدل في الزمن الماضي".
" أكملي درس التاريخ".
كان ليماند يضايقها , أجفلت, عادت للواقع .
" بالحقيقة أنني أجهل هذا المكان ولكنه مثير , ماذا يمثل لك؟".
" أنه مثل مدهش لبقايا حصن قديم , القسم الأوسط للركام مع القمة السطحية يشكلان القسم الأساسي للحصن , حوله المحكمة وملصق بها منصة الحكم , تحتها الخنادق التي تملأ بالمياه لتحمي الحصن من الهجمات والأعتداءات , لقد أستغرق بناؤها زمنا طويلا أو ربما أستنفد المئات من العمال".
" هل يوجد ما يشبه الركام في حصن دامكريغان؟".
" ليس منظورا ,والدك ومن قبله ماسح أ**** محلي كانا يؤمنان بوجوده , لقد وجد والدك بقايا بعض الآثار التي تؤيد نظريته , ألم يخبرك بما وجد؟".
" كلا , جميع حفرياته تمت بعد رحيلي منذ 12 سنة , أتصالي معه لم يكن على مستوى علمي , لما عدت قبل سنتين ونصف تقريبا كان قد أصيب بنوبة فالج شلته عن الكلام السوي , هل تعرفين ماذا وجد؟".
" دبوس للزينة وكتلة خزفية معدة للصب في أشكال مختلفة".
" أنت ترغبين في المزيد من الحفريات لعلك تعثرين على أدلة جديدة ".
" نعم , لقد وعدني رون كاسون أن يجلب لي صورا فوتوغرافية , أخذت من الجو, للمنطقة كلها , يوم كانت تحت سلطة والده , أذا نظرنا في هذه الصور يمكننا الجزم بوجود أشكال مشابهة للركام والتي تبرهن بدورها على وجود مستوطنين قدماء يعود تاريخهم الى القرن السادس".
" فهمت".
ونظر الى أعلى الركام الذي يرتفع كالبرج .
" لو أعثر على الدبوس والقطعة الخزفية التي وجدهما والدك في حفرياته ؟ هل لديك فكرة أين يمكن أن تكونا؟".
" أنظري مجددا داخل المكتبة , من المؤكد أنهما هناك".
بينما كانت تثرثر مع ليماند , أخذ ديرميد يتجول في المكان لوحده , رأته يقفز بين العشب بأتجاه النهر.
" أنتبه يا ديرميد".
صرخت وركضت لفورها خلفه , أقتربت من ضفة النهر , سمعت صوت المياه تصب من الأعلى ثم شاهدت شلالا صغيرا تتدفق مياهه من علو بضعة أقدام , في بركة صغيرة , اراد ديرميد أن يرى الشلال , تعثر بجذع شجرة ووقع في البركة.
لم تكن المياه عميقة ولكن المياه كانت تلف بعد أنحدارها من الأعلى وتشكل تيارا لا يستطيع الصغير مقاومته , حملت المياه جسمه الصغير وجرفته الى مصب النهر.
" ساندي".
صرخ طالبا مساعدتها , بدون تردد نزلت خلفه في النهر , كانت مياه النهر تصل الى خصرها , تحركت بسرعة نحوه , كان يحرك رجليه كما علمته في درس السباحة سابقا دقائق قليلة ثم وصلت اليه وأمسكت به , كان كتلة مبللة , أحاق بكلتا ذراعيه عنقها , بدأت تسير نحو الضفة ولكنها أنزلقت , وبالتالي فقدت توازنها ,جلست وسط الماء , وجد ديرميد أن الوضع الجديد ليس آمنا , بدأ يصرخ طالبا النجدة , لم تستطع الوقوف من جديد , كلما حاولت النهوض كانت تنزلق من جديد , كان الصغير يعوقها , قالت تطمئنه:
" أمسك بي جيدا يا ديرميد , هذه المرة سننهض".
وبالفعل أستطاعت أن تقف هذه المرة لأن ليماند وصل لنجدتها , أمسك الصغير وحمله , ولدهشتها ذهب ديرميد لتوه الى حضن عمه ولف ذراعيه حول عنقه كأنه شعر أن الأمان لديه , وصل ليماند بالصبي الى الضفة , ثم عاد ليساعد ساندي.
كان شكلها فوضى , خلعت حذاءها لتفرغه من الماء , ثوبها مبلل لنصفه , وشعرها أصابه الملل , أما ليماند فقد حافظ على كامل أناقته المعتاد , خلع حذاءه قبل أن ينزل الى الماء وكذلك خلع سترته ورفع رجلي بنطلونه الى أعلى.

وضع ليماند ديرميد على ركبتيه يخلع عنه ثيابه المبللة ثم خلع ليماند كنزته السوداء وألبسها للصغير , ونظر الى ساندي وقال:
"آسف ليس لدي أي شيء ألبسك اياه".
" أوه , لا يهم , أنا بخير , شكرا لأنقاذي مرة ثانية من الخطر".
" كنت اليوم أنت المنقذة , من حسن حظ ديرميد أنك سريعة الحركة ".
نظر الى ثوبها المبلل , قدميها العاريتين , الى شعرها المبلل وقال:
" أنك تذكريني بأنسنة كنت أعرفها".
" من هيظ".
" تذكرينني بوالدتي ... أنا لا أقصد أنك بالنسبة اليّ تمثلين الأم بحنانك أو أنك تشبهينها شكلا ... أنك سريعة الحركة في المواقف الحرجة , أنك مندفعة بل متهورة , لست أنانية , متحمسة للتاريخ , هي أيضا مثلك مندفعة ومتهورة , لست أنانية , متحمسة للتاريخ ,هي أيضا مثلك وكانت متحمسة جدا للأبحار وقد قادها حماسها للغرق".
" هذه أول مرة تذكرها".
" كنت أنا وأخي كروفورد في العاشرة أو الحادية عشرة من عمرنا لما غرقت , أنني أذكرها جيدا ...".
قام واقفا بعد أن وضع ديرميد على كتفه وأكمل:
" تركت سترتي وحذائي فوق , نلملمها ثم نعود للبيت , لقد تعب الصغير".
في طريق العودة جلس ديرميد على حضن ساندي , الصمت خيم على الجميع , كانت ساندي تفكر وتحلم بالركام ثم بفيلدا والدة ليماند والتي لم تعد شبحا يخيف بل تجسدت أمرأة عاشت بحماس وماتت وهي تتابع حماسها... ثم فكرت في هيلين لندسي ثم في مرتا , أرادت أن تثير ليماند , أخبرته أن الورد الأحمر قد أعجب مرتا كثيرا ., لم يجب بأي كلمة , أكتشفت أنه بدأ أعتزاله من جديد , تعجبت في نفسها كيف رضي أن يأخذها الى الركام , تذكرت ما حدث معهم وقررت أنه سوف لن يأخذها لأي مكان آخر , ضحكت ساخرة من نفسها وقالت:
" من الآن فصاعدا سيبتعد عني لأنني ميالة للوقوع وقد تعب من أنقاذي".
حين وصلت الى المنزل شعرت بسعادة كبيرة , وراحة بال , أنه أمان وراحة , أصرت نان على أن تحمم الصغير بنفسها , طلبت الى ساندي أن تسارع في تغيير ثيابها المبللة , خلال الطعام سردا على نان أخبار مرتا ثم زيارتهما الأثرية للركام , بعد الطعام أخذت ساندي ديرميد لغرفته لينان , نام لفوره , عادت الى المطبخ لتشرب فنجانا من الشاي مع نان , خرج ليماند بعد العشاء , وجوني ما زال في كريغان.
" أخبرني ليماند أنك مسافرة ومن الممكن أن تستقري في سكاربورو وستعملين في فندق شريكة لشقيقتك".
" كانت تصر عليّ في الماضي لم أشأ أن أترك كافن وحده , الآن لا أحد يحتاجني , جوني كبر ويستطيع أن يعتني بنفسه وليماند سيتزوج قريبا ".
سألتها ساندي بلهفة:
" حقا هل هناك فتاة معينة؟".
" لا أحد يعرف ما في داخله , هو كتوم , كوالده , ولا يحب أن يشاركه الآخرون في أسراره , ولكنه لا يستطيع أن يعيش بدون رفقة أمرأة هو هادىء وبارد بالطبع , ولكنه يحمل دما حارا في عروقه , دماء كالدويل ".
فكرت ساندي في وضع نان , هل كانت عشيقة كافن , أنها أيضا تحمل دماء كالدويل في عروقها ومن الطبيعي أن يكون دماء حارا , في صباها ".
" أخبرني ليماند أن والدته كانت تحب الأبحار ومتحمسة له ".
قالت ذلك تجر نان للحديث عن فيليدا.
" هذا صحيح , لقد كنت دائما حاضرة للنزهات , كانت الحياة تدب في عروقها , شجعها كافن على هوايتها في الأبحر وأشترى لها مركبا لهذه الغاية , كانت الأشاعات كثيرة حولها , لأنها تمضي الصيف كله في نادي اليخوت , يوميا مع شلة من أصحابها , تكلم الناس عنها وعن أصحابها من الرجال الذين عرفتهم , لم تكن تأبه أبدا لكلام الناس , كانت متهورة ومندفعة , ولما أشترى ستيوارت لندسي مركبا جديدا وأراد أن يجربه , لم يتقدم لمرافقته في ذلك اليوم غيرها , كانت الرياح شديدة عاتية...".
هل ستيوارت قريب لبيل لندسي؟".
" أنه والده , يمكنك أن تتصوري الفضيحة حين عثر على الجثتين في المصب , كانت الأشاعة التي دارت , أنهما كانا في صدد الهرب سويا , هذا ما كسر قلب كافن".
" هل في الأشاعة شيء من الحقيقة؟".
" من يعرف؟ أنا أعرف فيليدا ولا أظن أن هناك أية صحة لها , فقط هي وستيوارت يعرفان الحقيقة , بموتهم ماتت الحقيقة ...".
ثم قالت:
" ستبقين هنا لترعي ديرميد لحين شفاء مرتا؟".
" نعم".
كانت نان تحرك فنجان قهوة ساندي لتقرأ لها طالعها , سألتها ساندي:
" ماذا ترين في فنجاني؟".
" أرى رجلا أسمر , جميلا , في طريقك , هذا لا يستغرب طالما أنت في هذا المنزل , أرى أمرأة طويلة ليست ابنة خالك...".
" أنها هيلين لندسي....".
خرج الأسم من بين شفتي ساندي بدون سبب معين.
" ما الذي جعلك تفكرين بها ".
نظرت نان اليها بتعجب.
" رأيتها اليوم بعد الظهر في المستشفى , رأيتها تتكلم مع ليماند , هل تعرفينها؟".
" طبعا , لما كانت شابة يافعة كانت تحضر دائما الى هذا المنزل من أجل التوأمين لتلعب معهما , منعها أهلها من القدوم الينا بعد موت فيليدا , كانت تلتقيهما خارج البيت , ولما كبرت سافرت ولم تكن لتعود الا في العطل المدرسية مثلهما , كانت تحضر الى هنا وتسألني أين تجدهما ؟ كأنني أعرف؟ أنهما كالنسران , ولم يسلم أحد من شيطنتهما , سمعت أن هيلين عادت من الخارج وهي التي أخبرت ليماند عن حادث مرتا , ستعود , أنها هنا في مستقبلك , أحذريها , أنها صاحبة مقالب وربما تسبب لك المتاعب".
مر يوم الأحد , تلاه الأثنين , سافرت نان الأثنين الى دمفريز برفقة جوني , من هناك ستستقل القطار الى كارليزل ثم تغير الى قطار آخر يأخذها الى الشاطىء الشرقي , كذلك وصلت الأثنين السيدة برودي من أجل تدبير المنزل في غيابها , الغسيل والتنظيف والطبخ , كانت ساندي متفرغة لرعاية ديرميد صباحا , وفي أثناء قيلولته بعد الغداء , ذهبت ساندي الى خلف الحصن من أجل الحفريات , نظرت حولها متفحصة , لم تر أي شيء يدل على وجود ركام بالقرب من الحصن , عادت الى المنزل ,ولما أستفاق الصغير أخذته معها لجمع البيض وتعليبه , وبعد ذلك ذهبا الى الشاطىء ليلعب مع أيوان ولورنا ليندسي , عادت في الخامسة لتحضر الشاي والعشاء , بعد العشاء أخذها جوني بسيارة ليماند الى كيركتون لزيارة مرتا في المستشفى.
مرت أيام أخرى متشابهة , لم يحصل أي شيء غير طبيعي , في يوم ماطر , وجدت ساندي أن الفرصة سانحة لدخول المكتبة لتفتش عن الدبوس والعجينة الفخارية التي عثر عليهما كافن كالدويل , جلبت لفورها أدوات التظيف من المطبخ وحملت السلم الصغير من خلف الباب وبدأت عملية التنظيف التي وعدت ليماند أن تفعلها قبل أن يطلب خبيرا من المتحف لتقييم الكتب وآخر لتقييم الأثاث , كانت السلم مخربة نوعا ما ولكنها تفي بالحاجة , صعدت السلم وبدأت في الرف العالي الى يسار المدفأة , كانت تأخذ كل كتاب تمسحه من الغبار وتضعه على السلم قرب رجليها , كانت تنوي أن تنظف الرف قبل أعادة الكتب اليه.
معظم الكتب الموجودة تبحث في تاريخ الجيش والحروب , تصفحتها , كانت منهمكة في القراءة حين خاطبها ليماند وهو واقف باباب , أخافه صوته فوقع الكتاب من يدها وأحدث صوتا مكتوما.
سألته:
" ماذا قلت؟".
مشى نحوها ليلتقط الكتاب عن الأرض ويعطيها اياه , منذ خرجا الى الركام , لم تكن تراه , ألا وقت الطعام , عاد لأنعزاله السابق , كان يلبس لباس العمل في الحقول وينتعل جزمة مطاطية , لو كانت نان موجودة لطلبت اليه أن يخلع جزمته قبل أن يترك المطبخ الى داخل المنزل.
" كنت أسألك أذا كان السلم آمنا".
" أعتقد ذلك , لكنني ما زلت بطيئة في عملي ولم أحرز تقدما , ما زلت في الرف الأول , أن جميع الكتب الموجودة ملذة وأنا أحاول أن أتعرف اليها".
" هل تخليت عن الحفريات؟".
" كلا , وجدت من الأفضل أن أنتظر الصور الفوتوغرافية المصورة من الجو , آمل أن يجلبها رون الليلة , كما وعد , من خبرتي السابقة في هذا المجال , الصور تؤكد لي وجود مكان الركام وبالتالي يسهّل عليّ تحديد منطقة الحفريات , دخلت أفتش عن الآثار , وتذكرت أنني وعدتك بتنظيف الكتب".
تمتم قائلا:
" لست مجبرة على هذا العمل".
" أريد ذلك".
شعرت فجأة أنه يراقبها بعينيه السوداوين , تلهت عنه بكتاب من على الرف وبدأت تنظيفه.
سألها ليماند:
"ما هي آخر الأنباء عن مرتا؟".
" أنها تتحسن , لم يسمح لها بيل بمغادرة الفراش بعد , ربما يسمح لها بمغادرة المستشفى في نهاية الأسبوع المقبل , هذا يعتمد على حسن أستعمالها للعكازين , ثم هناك بعض الترتيبات الضرورية , علينا تحضير غرفة نوم لها في الطابق الأرضي , هل تعتقد أن بأستطاعتنا تدبير هذا الأمر؟".

" أعتقد أننا نستطيع تغيير غرفة الطعام الى غرفة نوم لها, أطلبي من جوني مساعدتك لنقل الأثاث اليها ".
أجابها بدون أكتراث ثم رفع يده وأمسك بكتاب من الكتب المكدسة على السلم , أحنى رأسه ليتفحصه, حدقت ساندي بشعره الأسود وهي تقول في نفسها:
" أي لغز هو ليماند ؟".
كان بأمكانه أن يسألها عن مرتا خلال الطعام في الأسبوع الماضي , تعتقد أنه لم يكن يصغي اليها حين حدثته عنها , وسألته وهي تلومه بلطف:
" مرتا تتعجب , لماذا لم تزرها في المستشفى مرة ثانية؟".
" ولماذا أزورها مرة ثانية؟".
أجابها ببرود وهو يتفحص الكتاب .
" أنت تذهبين يوميا ,كل ما ترغبه مرتا , أعرفه منك , ألست المرسال بيننا؟ أليس هذا دورك؟".
هو يذكرها بالأتفاق بينهما , تمنت لو تضربه بكتاب على رأسه, أنه يضايقها , أكمل:
" هل لديك رسالة جديدة لي؟".
نظر اليها بمكر , شعر أنها تضايقت منه .
ردت عليه بغضب:
" أنا ... أنا لا أستطيع الا أن الفت نظرك!".
" لماذا؟ ماذا فعلت؟".
" أنه شيء لم تفعله... يمكنني القول أنك تجهل كيف تغازل أمرأة ".
سألها بمكر وسخرية :
" من عليّ مغازلتها؟".
" مرتا طبعا , لا أستطيع مساعدتك أكثر , لقد أخبرتك عن رغبتها ... البقية عليك , هي مستلقية على ظهرها في الفراس ولا تستطيع حراكا , رجلها مكسورة , أما أنت فتستطيع ....".
توقفت فجأة بعد أن شعرت أنه يراقبها وفي عينيه ضحكة واضحة :
" أكملي , زيديني علما وثقافة , أخبريني ما الذي عليّ القيام به؟".
" تستطيع مثلا أن تزورها".
" لكنك قلت أنها ستعود الى المنزل في نهاية الأسبوع , سأراها حينئذ".
" صحيح , ولكن ألا ترغب في الزواج منها؟".
" أنا لا أذكر أنني قلت سأتزوج منها أو من غيرها".
" لقد قلت لي منذ أيام أنك ربما وجدت زهرة لتبقى معك , كذلك قالت نان أنك ستتزوج قريبا لأنها لا تتصور أنك تعيش هنا لوحدك بدون أمرأة ترافقك درب حياتك...".
" وأنت جمعت كالعادة حساباتك!".
لاحظت أنه تضايق كثيرا لأن خططه للمستقبل قد بحثتها مع نان , وأكمل بغضب شديد:
" أعتقد أن مرتا تدبر خطة تؤمن بها لأبنها ولها مركزا أجتماعيا من زواج ثان , وأنت تفترضين أن أكون أنا الزوج المرتقب".
ثم أعاد الكتاب الى المجموعة , طوى ذراعيه على صدره ونظر اليها , كانت تعابير وجهه تتحداها , نظرت اليه ساندي مستسلمة وعرفت أن رأيه بمرتا لم يتغير , هي بنظره عنيدة , ماكرة ,ووصولية.
" لماذا أذن أهديتها الورد الأحمر؟".
" لا ينقصني التهذيب , هل من اللياقة الأجتماعية أن أزور مريضة في المستشفى ولا أقدم لها بعض الزهور , لو كانت نان أو حتى السيدة برودي لفعلت الشيء نفسه".
ثم أكمل يسألها:
" أعتقد أن مرتا لم تأخذ الورد الأحمر على غير محمله؟".
" أعتقد ... أعتقد أنها فعلت ذلك".
أجابته بهدوء:
" بعد أن نزلت من المستشفى قالت لي أنك تغيرت في معاملتها , أصبحت لطيفا.... ظنتك كروفورد تجلس قربها تحادثها ".
أصبحت تعابير وجهه متسلطة:
" ذكرت لمرتا أنني أخبرتك عن رغبتها في الزواج".
أنخفض صوتها الى تمتمة :
" لا بد وأنك تعتقد الآن أنني غبية؟".
" ليس ذلك فقط بل أنك لا تجيدين جمع أثنين مع أثنين أيضا , لماا لا تكفين عن جمع المعلومات ؟ كفي عن دفعنا الى أدوار لا نرغب بتمثيلها ؟ أنا أعتقد أن الزواج أمر جدي للغاية , زوجة مثل مرتا ستكلفني أموالا باهظة وأنا أدقق في مصروفي لأوازن ميزانيتي , أنها تحب أن تغمر بالهدايا , ترغب في تجديد أثاث المنزل دفعة واحدة ليصبح عصريا , وأنا لست مستعدا لأتكبد مصاريف زوجة مثلها ".
" الزواج يتطلب أكثر من ..... مصاريف".
أنفجرت ساخطة :
" هناك الحب والعشرة مع شخص يعجبك".
" بالطبع ".
أجابها ليماند وهو يضحك :
" يمكنني الحصول على الحب والعشرة بدون رباط زوجي ... أو أنك لا تعرفين ذلك؟".
" لم أعرف في حياتي رجلا مشاكس مثلك".
تضايقت منه كثيرا , أمسكت كتابا لتضربه به , مالت السلم تحتها , تأرجحت في الهواء , أسرع ليماند وأمسك بها قبل أن تسقط الى الأرض , ثقل جسمها المنهار قلب كيانه , أختل توازنه ووقعا أرضا.
حاولت الأفلات من قبضته , لكن ذراعيه أطبقتا عليها بشدة , جذبها اليه ليوشوشها في أذنها قائلا:
" أنقاذ رقم خمسة يا جميلتي الساحرة , هذه المرة كان الخطر أقل , والأنقاذ مثير , ألا أستحق مكافأة لأنني جعلت من نفسي وسادة لك".
أفكاره الجديد جعلت رأيه واضحا فيها , الحب والعيش بدون رباط زوجي يعني أنه يستغلها.
" دعني أذهب".
" ليس الآن , لم تسنح لي فرصة مؤاتية لأجعل منك أمرأة".
" ولا فرصة لك الآن أيضا".
أجابته بغضب وهي تحاول أفلات يديه عن خصرها , ثم أكملت:
" لا أرغب في عناقك".
" أعتقد أنك تريدين ".
قال ذلك وبسرعة أفلت يده عن خصرها وأمسك بوجهها , نظرت اليه شبه مسحورة بينما كان يعانقها.
سمعت ساندي صوتا بالباب , وكذلك سمع ليماند , تركها ونظر الى الباب , وكذلك نظرت هي ...
دفع الباب ببطء , ظهرت خلفه سيدة طويلة أنيقة ترتدي قبعة زرقاء فوق معطف أزرق للمطر , كانت هيلين لندسي بالباب , تجمدت عيناها الزرقاوان وهي تحدق فيهما , يجلسان على الأرض ملتصقين.

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 29-10-09, 12:31 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6- سأكون لك


أستغربت هيلين وضعهما :
" ماذا تفعلان؟".
" نمسح الغبار عن الكتب وننظفها ".
أجابها ببرود , نهض واقفا وساعد ساندي على الوقوف وأكمل:
" كانت ساندي لتقف على السلم , مالت بها وسقطت".
أصلح وضع السلم المقلوبة وأسندها قرب الحائط قرب رفوف الكتب.
" أهكذا؟".
رفعت هيلين حاجبيها مستغربة , شرعت ساندي تحمل الكتب وترفعهما عن الأرض في محاولة لأخفاء حمرة الخجل عن وجهها , أكملت هيلين:
" قرعت الباب , ولما لم أسمع جوابا , دخلت , ربما كنتما مشغولين فلم تسمعا...".
وقف ليماند يتسلى بالنظر اليها ولم يظهر عليه أثر لقلق أو أضطراب قال:
" ما سبب زيارتك الكريمة اليوم؟ ".
سألها بسخرية :
" لا تقولي أن حادثا آخر قد حصل!".
" لا , لا الحمد لله , مرتا في تحسن سريع , اليم صباحا بدأت تستعمل العكازين , فقط حضرت من أجل ديرميد , أود أن آخذه ليلعب مع لورنا وايوان , بما أن الطقس ماطر ولا مجال للعب على الشاطىء , هذا أذا وافقت يا ليماند".
" ذهاب ديرميد يتعلق بمربيته , رتبي الأمر معها , أعذريني , حان الوقت لأعود لعملي , نبنب مستودعا جديدا , نحاول أتمامه من الداخل , بما أن الطقس ماطر".
" ليماند!".
نادته وهي تتبعه .... سمعت ساندي وقع أقدامهما مبتعدين , أكملت عملية جمع الكتب من على الأرض , عليها أيجاد سلم أمتن قبل أن تكمل عملية التنظيف , خرجت لتفقد ديرميد لأن وقت قليولته شارفت على الأنتهاء , لم تر هيلين ولا ليماند , كان وجهها دافئا , تذكرت تصرفها مع ليماند حين حاول عناقها...
سر ديرميد حين أخبرته بأنه مدعو للعب مع لورنا وايوان , نزلا حيث كانت هيلين تنتظرهما , كانت خارجة من المطبخ لتوها.
" أردت أن أتكلم مع نان , أنها ليست بالمطبخ , هل تعرفين أين هي؟".
" لم يخبرك ليماند؟ لقد ذهبت الى سكاربورو لبضعة أسابيع".
" من يقوم بأعمال المنزل أثناء غيابها؟".
" السيدة برودي تأتي كل صباح".
" وبعد الظهر؟".
" فقط أنا".
" أنت لوحدك مع ليماند؟".
" معنا ديرميد وجوني ".
" هذا عمل طائش يا عزيزتي ".
" لا بديل لدي , مرتا ترغب أن أبقى مع ديرميد هنا فترة بقائها في المستشفى وقد وافق ليماند".
" فهمت , لكن اياك أن تصممي على البقاء هنا الى الأبد".
ثم التفتت الى ديرميد:
" أهلا يا صغيري , هل تأتي معي لتلعب مع لورنا وايوان؟ لديهما ألعاب عديدة , وسنشرب الشاي برفقتهما , ما رأيك؟".
" أذهب معك فقط أذا حضرت ساندي برفقتي ؟".
ثم أمسك بيد ساندي متعلقا بها.
" فكرة جيدة , هل ترغبين في الحضور؟ ".
سألت هيلين ساندي أخيرا, والدتي تستقبل اليوم بعض السيدات لتناول الشاي , يمكنك الأنضمام اليها , أنه تغيير وأفضل من مسح الغبار عن الكتب القديمة والوقوع فم على السلم".
كانت هيلين تشير الى أنها لا تصدق القصة التي شرحها ليماند.
" عليّ أن أسأل جوني أذا كان بأمكانه أن يجمع البيض عني".
" أسرعي , أسأليه ثم غيري بنطلونك وألبسي ثوبا أو تنورة لأن جدتي ستكون في بروكفيلد وهي متحفظة وتحب الشكليات , أنها تصر على أن تحضر النساء لتناول الشاي بأثواب أو تنانير , وتحب مرتا لأنها على حسب تعبيرها( سيدة) ولا أحب أن تخذليها".

أسرعت ساندي تفتش عن جوني , رضي أن يقوم عنها بنهنة جمع البيض, غيرت ملابسها , لبست بلوزة كتانية خضراء اللون , أكمامها طويلة , وقبتها مفتوحة , مع تنورة واسعة خضراء اللون , مشطت شعرها بسرعة , قالت في نفسها:
" كم هي مقرفة , هيلين , ماذا تعني أن بقائي لوحدي مع ليماند ليس عملا حكيما , ثم كيف تطلب مني عدم التفكير بالبقاء هنا لوقت طويل , لا بد أنها تشك في تصرفاتي , بل أنني متأكدة أنها تسيء الظن بي ... أن الوضع الذي رأتني فيه لا يترك مجالا للشك , ثم هناك شهرة آل كالدويل في هذا الميدان بالذات تعزز الظن بي .... يحق لهيلين أن تعتقد أن علاقة غير شريفة تربط بين ليماند والمربية ...".
هذا ظلم فقط أنها فتاة عازبة تعيش لوحدها في منزل ليماند كالدويل ستتعرض لأن يلوك الناس سمعتها وتلاحقها الأشاعات والأقاويل , رمت الفرشاة من يدها , حملت حقيبتها ومشت الى خارج الغرفة.
ركبت مع ديرميد في سيارة هيلين الجديدة في طريقهما الى بروكفيلد .
" أشتريتها البارحة , أنها تشعرني بالأسقلال والحرية , سأدخل شريكة مع الدكتور باركر في كيركتون وسأذهب في نهاية الشهر , عندما كنت أدرس الطب كنت أتمنى أن أعود لأمارس هذه المهنة هنا في منطقتي حيث جذور عائلتي, وأخيرا تحقق حلمي , هل زرت بروكفيلد من قبل؟".
" لا , لكن مرتا أخبرتني أنه منزل فخم".
" هو كذلك , جدي بناه ليتقاعد فيه , كنا نعود اليه في العطل من غلاسكو , وكان جدي شريكا في مصلحة نقليات ناجحة وقد ورث والدي حصته في الشركة , بعد وفاة والدي تولت والدتي مركزه في الشركة وبرهنت عن تصميم وعقل راجح في أمور العمل".
كان المنزل مزودا بأفضل الرياض والأثاث ويحتوي على جميع الأدوات العصرية التي من شأنها أن تجعل السكن مريحا وسهلا , كان المنزل نظيفا ومرتبا للغاية مما يدل على وجود خدمة يومية وصيانة فعلية ولكن ساندي لم تشعر بالدفء والحنان وروح الألفة والمحبة التي أحستها في منزل دانكريغان.
آدا لندسي , والدة هيلين وأرملة ستيوارت , تشبه هيلين ببرودتها ونضارتها , شعرها الرمادي مصفف بتموجات بسيطة وعيناها الزرقاوان فيهما جمود , تلبس تنورة مكسرة وفوقها بلوزة وكنزة من اللون نفسه , بسيطة في أناقتها.
" أنت لا تشبهين مرتا أبدا , أجلبي الصغير الى القاعة ليلتقي حماتي ثم يذهب ليلعب مع لورنا وايوان في غرفة اللعب".
غريس لندسي الجدة , على عكس كنتها آدا , تتميز بروح النكتة , النمش يكسو وجهها مثل حفيدها بيل , عيناها الرماديتان فيهما مكر وذكاء , ربتت غريس على شعر ديرميد الأسود وقالت وهي تتفحصه:
" لم أعتقد أبدا أنني سأعيش لأرى حفيد فيليدا كالدويل مرحبا به في منزلي , هو يشبهها أليس كذلك يا آدا؟".
" ـظن أنه يشبهها , لم أدقق في تقاطيعه بعد , تعال معي يا ديرميد الى غرفة الأولاد ".
قال آدا , أمسك ديرميد بيد ساندي كأنه شعر أن آدا ليست صديقة.
أصر ديرميد:
" تعالي معي يا ساندي".
" سآتي ".
قالت ساندي لآدا :
" أظنه يشعر أنه غريب هنا , سيتحسن عندما يصبح في غرفة اللعب مع لورنا وايوان".
" حسنا , ولكن أرجو أن لا يتعلق بك كثيرا , سيأتي اليوم الذي تعودين فيه الى بلدك , أليس كذلك؟ لا أؤمن أن يترك الولد على هواه ليستطيع تحمل ألم الفراق وخيبات الألم أكثر عندما يكبر".
كانت ساندي تود أن تبدي رأيها في هذه المسألة التربوية ولكنها فضلت أن تصمت , دخلت معه غرفة اللعب , رحب لورنا وايوان أشد الترحيب بديرميد , نسي لفوره تحفظه وأنخرط يلعب معهما , كانت الآنسة دوبي , المربية , معهم في الغرفة , تكلمت ساندي معها قليلا ثم عادت الى غرفة الأستقبال بعد أن أطمأنت الى أن ديرميد يلهو مع لورنا وايوان.
حضرت بعض النسوة للشاي , جلسن يثرثرن , عرفتها هيلين اليهن , جلست ساندي قرب أمرأة متوسطة العمر , قالت:
" ألتقتك ابنتي في فندق كريغان , كنت مع رون كارسون , أخبرتني أنك ضيفة في منزل دانكريغان لرعاية ابن كروفورد الصغير".
أحست ساندي أن كل العيون أجتمعت عليها.
" هذا صحيح".
" كيف تمضين وقتك هناك؟ أخبروني أن المنزل بال قليلا والجميع يقول أن نان كوري لا تحسن تدبير المنزل ".
قالت أحدى النساء الجالسات قربها .
قالت ساندي:
" أحب العيش هناك , المنزل له ميزات وسحر عجيب".
" ربما وصفك هذا ينطبق على مالكه الحالي , أليس كذلكظ".
قالت أمرأة أخرى , وضحك الجميع على تعليقها.
أحمر وجه هيلين ونظرت الى ساندي لترى ردة الفعل لديها .
" كيف هي نان هذه الأيام ؟ لقد تغيّبت عن أجتماع المجلس الريفي الأخير بسبب المرض".
سألت أمرأة في الطرف الآخر من القاعة.
" أنها مسافرة , في سكاربورو , أليس كذلك يا ساندي؟".
أجابت هيلين بالنيابة عنها , تنبه الجميع الى الموضوع الدسم المطروح ورغبن في المزيد من الثرثرة حوله , نظر الجميع الى ساندي , بعضهن بتعجب والبعض الآخر بمكر وخبث , كانت نظرات آدا وما فيها من جمود أكثر ما أرعبها.

للفور أتت غريس لمساعدتها , غيرت موضوع الحديث بلباقة وأنقذتها من ألسنة النساء النساء الثرثارات وقف موضوع منزل دانكريغان ومالكه.
لم تشعر ساندي براحة وهي وسط هؤلاء النسوة , أغتنمت فرصة وقوف بعض النسوة للرحيل ودخلت غرفة اللعب , كان بيل قد وصل لتوه وبدأ يمرح مع الأولاد بصخب, طلبت اليه السماح لها ولديرميد بالرحيل , قال:
" أتركي هيلين مع الزوار , سآخذك بنفسي , وسيذهب الأولاد برفقتي في نزهة صغيرة".
ودعت آدا ساندي على المدخل قائلة:
" عودي مرة ثانية , لم نتحدث بما فيه الكفاية , عودي لزيارتنا متى تشائين , بقاؤك موحش لوحدك في غياب أبنة خالك في المستشفى ".
ثم التفتت الى بيل وقالت:
" ما رأيك لو نهتم بديرميد في غياب مرتا , ثم حين تخرج مرتا من المستشفى تمضي فترة النقاهة هنا , تستطيع أنت رعاية مريضتك وتعود ساندي الى أنكلترا".
" هل ترغبين في العودة الى بيتك؟".
سألها بيل وهو ينظر اليها نظرة ماكرة .
" ليس هناك ضرورة قصوى لذلك , مرتا تعرف أنني سأبقى هنا قدر ما ترغب".
تعجبت ساندي لماذا تصر آدا على رحيلها وقالت:
" أعرف ذلك , لكنني لا أريدك أن تبقي لوحدك في منزل دانكريغان في غياب نان , أظن أنه لم يخطر ببالك أن الناس هنا رجعيون ومحافظون , كل شيء مخالف للعرف يثير الأشاعات , سأتركك .... فكري بما قلته لك , مع السلامة".
وبعد أن ركبت ساندي سيارة بيل سألته بعصبية ظاهرة:
" هل يمكنك أن تخبرني لماذا أمك وبقية النساء بالهن مشغول لأنني أسكن لوحدي في منزل دانكريغان؟".
" ما سمعته مؤخرا من والدتي , هي لا تحبذ بقاءك مع ليماند , محافظة على سمعتك وأخلاقك".
" كنت أعرف أن هذا هو السبب , هذا ليس من العدل بشيء ".
نظر اليها بطرف عينيه , قال بيل بصوت جاف:
"نساء ورجال آل كالدويل معروفون بعلاقاتهم غير الشرعية مع الجنس الآخر".
" تقصد فيليدا كالدويل التي ذهبت في رحلة بحرية مع والدك , لم يتقدم أحد غيرها لمصاحبته في تلك الرحلة المشؤومة , لسوء حظها غرقت معه ... ثم نان كوري عاشت سنين مع كافن تدير منزله".
" تماما , أنت ذكرت الحقائق كما وردت ولم تنظري الى أبعادها وخلفياتها , العديد من الناس ينظرون ما وراء الحقائق ويفضلون ما يثير لعابهم أكثر لينهشوا بألسنتهم , وأذا لم يجدوا ما يثير , يقترحونه , وبسرعة تنتشر الأشاعات وتدور , والكل يقبل بها كحقيقة زاهية مسلم بها , الأشاعات حطمت سمعة أبي وكذلك سمعة فيليدا كالدويل ... لقد أهملت قصة ليماند والتي لم تكن ترتكز على ذرة من الحقيقة".
" كل ما أعرفه أن اللوم وقع عليه لشيء فعله كروفورد ".
قالت ساندي.
" أذن , سمعت هذه الأشاعة أيضا , يستطيع ليماند الآن أن يصحح نظرة الناس اليه ويبيض صفحته".
" هل يمكنك أن تخبرني القصة؟".
سألته وهي واثقة أنها تقتنص معلومات قد منعت عنها .
" أحد التوأمين كان على علاقة غرامية مع سيدة متزوجة , المجتمع مغلق والكل يلاحظ أي شيء من هذا القبيل كما أن المرأة كانت من النوع الذي يتباهى بغرامياته , وزلق لسانها يوما وذكرت اسم ليماند , ودارت الأشاعة وأصبحت حديث المنطقة كلها".
قالت ساندي:
" لقد استعما كروفورد اسم أخيه , يوم كان يلقاها".
" هي ليست الوحيدة التي خدعاها بهذه اللعبة , حتى أختي هيلين لم تسلم من حيلتهما تلك".
" كان على ليماند أن يذكر الحقيقة".
" أعرف, لكنه لم يفعل لأن أحدا لم يطلب منه ذلك , لقد وصمه الناس بهذا العمل الأسود بعد أن غادر المنطقة الى كندا , أعتقد الجميع أنه غادر بسبب تلك الأشاعة , الحقيقة أنه غادر المنطقة بعد مشادات عاصفة مع والده , وأتهمه الناس بالجرم غيابيا".
" أخبرتني نان أن سبب المشاداة مع والده كانت بسبب أدارة مزرعة دانكريغان!".
" أنها على حق , كان ليماند يحب الزراعة وأعمال المزرعة , قال لي مرة أنه يزعجه أن يرى المزرعة تسوء وتبلى من سوء أدارتها , وهو على حق في ذلك , ويعرف بأنه سيرثها يوما ما , كان توقيت المشاداة خطأ , الجميع أعتقد أن والده سمع بعلاقة ابنه الغرامية مع مي برجيز , فطرده من المنزل".
" وكف عرفت أنت أن كروفورد وليس ليماند هو الذي كان على علاقة مع مي برجيز ؟".
" عرفت بها عن طريق الصدفة , قبل سنين قليلة , كنت في نزهة بحرية , نزلت قري صغيرة لأشرب قليلا , كان كروفورد هناك , تكلمت معه , كنت على وشك الخروج حين دخلت مي برجيز مع بعض أصحابها , لم نرها منذ أنتقلت , بعد أفتضاح أمرها , مع زوجها من المنطقة , منذ سنين عديدة , رأت كروفورد وأقتربت منه تحدثه , سألته ماذا فعل منذ مغامرتهما الصغيرة.... رأيت أنه لم يفجأ أو يتلبك أو يداري , ولما تركته , سألته: أنت صاحب العلاقة غير المشروعة وليس ليماند ؟ نظر الي وقال وهو يضحك , لقد سلمت نفسي , ماذا ستفعل بهذه الخبرية؟ هل ستخبر هيلين بها؟".
" لماذا سألك ذلك؟".
قال بيل:
" في تلك الأثناء كان زواجه من هيلين محتمل , كانت هيلين صديقة للتوأمين , أصدقاء طفولة , ولما لم أجب عن سؤاله قال لي:
" أخبرها , أنا لا أهتم بهذا الأمر , لقد مر الزمان على هذه الحادثة وقد نسيها الناس , حتى لو أعلنت ما عرفته الآن لن يصدقك أحد... قال ذلك وغادر المقهى".
" هل أخبرت هيلين؟".
" لا , أخبرت والدتي , ويا ليتني لم أفعل , أتت كالسهم الى دانكريغان وقابلت كافن وأطلعته على الحقيقة وأخبرته رأيها بكروفورد كمرشح لزوج ابنتها .... كافن رجل كبير وغريب الأطوار وقد نالت هذه القصة من كبريائه وخصوصا من حبه لكروفورد , ساءه أن أبنه المفضل ترك شقيقه يلام على ما فعله هو , وحدثت بعد ذلك مشاداة أخرى طرد على أثرها الأبن الثاني وأقسم والده أنه لن يسمح له بالعودة ولقد نفذ قسمه.... أنزعجت هيلين كثيرا لغياب ليماند ورحلت بدورها الى أميركا الجنوبية".
أنهى بيل القصة وكان قد وصل بسيارته الى المنزل حيث وقف ينتظر نزول ساندي وديرميد.
" شكرا على هذه المعلومات التي ذكرتها , علي أن أدخل".
قال بيل:
" مع السلامة , كنت دائما أقول أن كروفورد وليس ليماند هو الذي كان على علاقة غير مشروعة مع مي... الآن بعد عودة ليماند وأجتهاده المثمر في دانكريغان , أظن أننا يجب أن نمنحه الفرصة ليعيش مرفوع الرأس , الأشاعات السابقة حول ماضي آل كالدويل كانت هدامة , ولم يستمعوا الى ما كان يقال عنهم".
" نعم , أعرف ذلك , ما زال ليماند يحمي أخاه ولا يرغب أن يعرف الحقيقة أحد".
" كان ليماند حسن السيرة دائما , يساعد كروفورد في حل مشاكله , كان الأقوى بينهما , وطلبت فيليدا منه أن يرعى أخاه وقد أصبح ذلك عادة لديه , أما بشأن ما قالته والدتي , أنها لا تقصد الا الخير , أنها لا تحب أن الناس سيرتك ولا سيرة مرتا , ثم لا ترغب أن يسيء أحد من آل كالدويل الى هيلين مرة أخرى".
" وهل يستطيع ليماند أن يسيء الى هيلين؟".
" لقد أساء اليها مرة يوم تركها وسافر الى كندا , حولت حينئذ عواطفها كلها الى كروفورد ولكنه تركها ورحل أيضا , اليوم عاد ليماند وهي تتمنى أن تعود المياه الى مجاريها بينهما وذلك يكون أسها بدون أشاعات جديدة وثرثرة وأقاويل عنه".
" أذا بقيت هنا ستثار الأشاعات ؟".
" نعم , أفضل حل هو أن تخبري ليماند بعزمك على الرحيل وهو يتصرف".
دخلت ساندي الى المنزل , لم يكن جوني ولا ليماند هناك , حممت ديرميد ووضعته في فراشه ثم نزلت الى المطبخ , كان قد وصل لتوه جوني ومعه رون كارسون الذي قال لساندي:
" جلبت لك الصور الفوتوغرافية , ستعجبك وستجدينها مثيرة".
منتديات ليلاس
كانت ثلاث صور أخذت للمنطقة من الطائرة , الصور مكبرة وواضحة جدا , تفحصتها ساندي بعين خبيرة وتأكد لديها بما لا يقبل الشك أثر مدينة سلتيه في التلة خلف المنزل , ظهر لها واضحا أثار مدورة تلف قاعدة الحصن بما يشبه الخندق , شرحت ساندي رأيها بحماس الى رون وجوني , قال رون:
" تستغرق الحفريات هناك أسابيع من العمل الشاق ولا يمكنك القيام بها لوحدك بل تحتاجين لمساعدة تقنية".
" أنا لا أستطيع الحفر بمفردي , أحتاج لفريق من الخبراء في التنقيب , فقط أستطيع الآن أن أتعرف الى الموقع وأحدده , ربما أبدأ الحفر في سطح الأرض فقط حيث لا توجد مزروعات , وربما أجد شيئا , شكرا يا رون على الصور".
سأل رون:
" هل من الممكن أن يبقى ديرميد في رعاية ليماند وتذهبين معنا الى الرقص هذا المساء؟".
" لا أمل البتة , لن يفعل!".
" هل ذهب لزيارة زوجة أخيه في المستشفى , لو تستطيعين سماع الأشاعات بين الناس , الجميع يتساءل عمن ستكون السيدة الجديدة في منزل دانكريغان , مرتا أم هيلين؟ هل تعرفين من؟".
" لا , لو يكف الناس عن ثرثرتهم ".
" كأنك تطلبين من الأرض أن تكف عن الدوران ".
ثم أكمل:
" سمعت أيضا أن هناك مجهولة مرشحة لأن تكون السيدة الجديدة للمنزل , فتاة صغيرة لا خبرة لها ...".
قال رون وهو يضحك ويغمز بعينيه.
" جوني , أرجوك أخرجه من هنا قبل أن أضربه".
ضحكت ساندي .
" سأرحل , آسف لأنك لا تستطيعين مرافقتنا الليلة , ربما نأخذ الصغير معنا في نزهة بحرية غدا نبدأ مع المد ونذهب الى وستيور نسبح هناك ونعود مع الزر؟".
" لا بأس أذا كان الطقس مناسبا لهذه النزهة البحرية".
أعادت ساندي النظر في الصور مرة ثانية , الحفريات التقنية , أن تمت ستبرهن أن كافن كان على حق في نظريته بأن دانكريغان كانت مركزا حضاريا قبل أن يحضر السير غاي ويضم اليه هذه الأ**** , زاد حماسها , تمنت لو كان كافن حيا ليرى صحة نظرياته , قررت أن تكتب الى ديريك سلون وتخبره عن أكتشافاتها بهذا الصدد , كانت رسالة طويلة شرحت له بالتفصيل أكتشافاتها وأستنتاجاتها وشاركته بقصة دانكريغان التاريخية.
تركز أملها كله في الحفريات علها تجد بعض البقايا الفخارية أو دبوسا آخر للزينة , ثم عليها زيارة قبو الحصن والسجن فيه , وأن تمشي النفق الذي يوصل الحصن بالشاطىء , والذي أستعمله المهربون , وعليها ترتيب المكتبة...
أنتهت من كتابة الرسالة ثم عادت الى غرفتها تطالع المخطوطات عن تاريخ دانكريغان , وصلت الى الحروب بين أنكلترا وأسكوتلندا زمن روبرت بروس.
فارسا في دانكريغان حليفا لملك أسكتلندا الذي كافأه بالأ**** والمزيد من السلطة , قصة غرامية جانبية تقول أن فارس دانكريغان أحب أبنة أحد السجناء الأنكليز لديه ... وقد أنتهت القصة الغرامية نهاية سعيدة بالزواج.
مرة ثانية رأت حلمها يتكرر- الفارس الأسود نفسه ينقذها من الأخطار , هذه المرة كانت تركض على الرمال قرب المصب ترغب في العودة الى أنكلترا , بدأت تغرق في المصب , وصلت المياه الى أكتافها وكادت تغمرها , حضر فجأة الفارس الأسود وأمسكها من شعرها وخلصها , قامت من نومها مذعورة , كانت مبللة بالعرق , فتحت نافذتها فأذا الشمس الوردية تملأ السماء بنورها.
نزلت مع ديرميد الى المطبخ من أجل الفطور , كان ليماند ما يزال يجلس على كرسيه , منطويا على نفسه في تفكير عميق , حين رأته تذكرت حلم الليلة الماضية , تعجبت : لماذا تحلم به دائما؟ زادت ضربات قلبها , رغبت أن تترك المطبخ وتهرب منه , ولكن لماذا تتصرف على هذا النحو , أن تصرفاتها تشبه تصرفات مراهقة في أول معرفتها بأحاسيس الحب ... حاولت أن تتصرف بأتزان , ثرثرت معه عن أكتشافاتها بعد أن رأت الصور الفوتوغرافية التي جلبها رون , قالت له أنها جازمة الآن بوجود ركام خلف التلة في دانكريغان , استمع اليها يراقب حماسها وتعابير وجهها , كان نظره جامدا خاليا من أي تعبير.
"ماذا ستفعلين؟ هل ستحفرين؟".
" لا أعتقد أنني أستطيع ذلك لوحدي , أحتاج لخبراء في التنقيب والمصاريف كبيرة , أحتاج لفريق عمل يساعدني , يمكنني الآن أن أحدد موقع الحفريات , أظن أن جمعية التنقيب عن الآثار المحلية تحضر وتطلب السماح لها بمسح المنطقة من أجل التنقيب فيها...".
" لا , لا أريد غرباء هنا يحفرون , سيتلفون المزروعات , ثم أنت تعرفين رأيي في أن أدفن الماضي ولا أنبش فيه".
قال ذلك بعصبية واضحة , كأنه لم ينم الليل بطوله من كثرة تفكيره.
" حسنا".
قالت ساندي , ما الذي يمكنها أن تفعل فالأرض أرضه وهو حر التصرف , كانت خيبة أملها كبيرة.
" لن تحضر السيدة برودي لا اليوم ولا غدا , علينا أن نذهب الى كيركتون لنشتري مؤونتنا للأسبوع المقبل ثم نتغدى سويا في الفندق وتزوري مرتا بعد ذلك ".
قال ذلك بسرعة.
" لن تزورها أنت؟".
ضحك لأنه تذكر توصياتها له في اليوم السابق وقال:
" ربما , أخبريني كيف كانت زيارتك الى بروكفيلد البارحة ؟ هل أستمتعت بوقتك وتعلمت الكثير عن تاريخ عائلة كالدويل , الحديث وخصومتهم مع آل لندسي , لا بد أن هيلين وآدا لديهم الكثير لأعلامك".
نظرت اليه , رأت الفرصة مؤاتية لتخبره عن أقتراح آدا بشأن بقاء ديرميد عندهم وأسباب الأقتراح , كانت واثقة من أن القصة ستثير غضبه , كان صوتها منخفضا حين بدأت :
" بالحقيقة , أن بيل هو الذي أخبرني القصة عندما كان يوصلني مع ديرميد بسيارته الى المنزل".
أتهمها مجددا :
" هل تصيّدت المزيد من الأخبار؟".
" كلا , ليس عن قصد , أخبرني عن غراميات مي برجي وكيف عرف هو أن كروفورد هو الذي تورط معها وليس أنت , وكيف أدى ذلك الى الشجار بين كروفورد ووالدك حيث طرده من المنزل".
" أنها أخبار قديمة ولا أجد نفعا من تحريكها من جديد , على بيل أن يغلق فمه , لماذا أخبرك هذه القصة؟".
" رغب في توضيح شيء قالته لي والدته قبل مغادرتي منزلها ... كم هو بشع , لقد أكتشفت أنني أصبحت موضوعا لأقاويلهم ".
" أخبريني ماذا قيل عنك؟".
" البارحة كان عند السيدة لندسي سيدات لتناول الشاي , شعرت من أحاديثهن أن وجودي في دانكريغان في غياب نان ومرتا يجعلني هدفا لأشاعاتهن , كما وأن هيلين ووالدتها أكدتا لي أن علي مغادرة البلد أذا كنت أرغب أن لا يتكلم الناس عني".
" فهمت الآن سبب قصة بيل , أنه يؤكد لك أن اسم كالدويل موصوم بالسواد وكل من يرتبط بنا سيصاب من سوادنا".
" قال بيل أيضا أنه لحسن حظك أنك كنت خارج المنطقة يوم وقعت التهمة عليك".
قالت ساندي ذلك ثم نظرت اليه فأذا هو كبركان من الغضب على وشك الأنفجار.
قال:
" ما علاقة آل لندسي بالموضوع , ما همهم أن كانت نان هنا أم لا ؟ ليس من شأنهم أن يراقبوا ما يحصل في منزلي ومن أدعو للبقاء عندي , الآن بدأت أفهم ما كان يدور في ذهن هيلين البارحة , رأتنا نعانق بعضنا ليلا يوم الحادث ثم رأتنا البارحة على الأرض في وضع غير عادي ولأننا وحدنا في المنزل , أستنتجت فورا أننا نعيش قصة غرام ملتهب".
قال بحزم كأنه يتلو نشرة الأخبار.
" شيء من هذا القبيل".
كبرياء كالدويل وغضبه عادة تختفي ور اء برودته وعدم أكتراثه , أما اليوم فكان ليماند لا يخفي شيئا من طباعه .
" يا للنساء الثرثارات , لا عمل عندهن سوى تمزيق وتقطيع سمعة فلان أو فلانة , آسف لما يحصل لك يا ساندي بسببي , أخبريني ما هو أقتراح آدا؟ أعتقد أن لديها خطة لتخلص منك بسرعة".
كان يتكلم بشكل يكشف كرهه الشديد لآدا لندسي .
" أقترحت أن يبقى ديرميد عندهم لحين خروج مرتا من المستشفى , ترعاه السيدة دوبي مع ولديهما , أعود أنا الى أنكلترا وعندما تخرج مرتا من المستشفى تمضي فترة النقاهة عندهم حيث يرعاها بيل كونها كونها مريضة, وحتى لا تبقى أيضا لوحدها معك في المنزل ".
أكملت ساندي وتحول ليماند الى برج من الغضب , جميع عضلات وجهه برزت , ربما كان والده في حالة غضب مشابهة يوم طرد ولديه من المنزل ... وحين عاود الكلام معها كان قد أستجمع هدوءه من جديد.
" أنها شهامة من آدا , أليس كذلك؟ كيف كان وقع الأقتراح على بيل؟".
" طلب الي أن أنقله لك , يعتقد أنك ستفعل شيئا لوقف الأشاعات والأقاويل".
" هو قال ذلك؟ وأنت, هل ترغبين في العودة الى أنكلترا وتحافظين على أخلاقك وفضائلك من الشيطان , يعتقد الجميع هنا أن ليماند كالدويل شيطان أسود معتدي".
ضحكت ساندي من وصفه لنفسه وتأكدت أنه فهم الوضع كله , وقالت:
" أنني أفهم الماضي وأهتم به ولكنني أعيش في النصف الثاني من القرن العشرين , أنا لا أعتقد أنك ستعتدي على فضائلي ... ولكن أذا كان رحيلي يساعد في عدم تلطيخ اسمك بالمزيد من السواد فسأرحل , ثم هناك رأي مرتا في هذا الموضوع , لقد وعدتها العناية بأبنها فترة بقائها في المستشفى ولن أتركها قبل أن تجد بديلا عني".
" سأزور مرتا بعد الظهر , حان الوقت لأتكلم وأياها بصدق , كنا نحور وندور حول الموضوع , كوني جاهزة في العاشرة لنذهب الى كيركتون ".
لم ينتظر منها جوابا على أوامره , بدأت تنظف الطاولة , تساءلت ساندي في نفسها: أخيرا تحرك ليماند من أجل مستقبل الصغير , هل أقتراح آدا ليعيش مع آل لندسي هو السبب ؟ هل سيطلب من مرتا أن تتزوجه؟ تذكرت ما قاله عن مرتا في المكتبة وأستبعدت هذا الأمر , وأذا أصر على طلب الزواج منها بالرغم مما قاله عنها عندئذ سيغضب هيلين ....

المدينة مليئة بالسواح والمزارعين للتسويق , ذهبت واياه الى السوبر ماركت حيث ملأ العربة بأنواع عديدة من الأطعمة والمعلبات , كان يعرف تماما ما يريد ,ويستفيد من التنزيلات المعلنة هنا وهناك على بعض الأصناف , أنهى مشترياته بسرعة كبيرة ووضعها في صندوق سيارته وأكمل طريقه معها ومع ديرميد الى الفندق , كان يسلم على أصحابه ومعارفه ولم يعرفها اليهم , كانت تراقب معارفه ينظرون اليها بطرف أعينهم , ربما هو على حق بذلك ... أنه يخفف الأقاويل حولها , غرفة الطعام في الفندق كانت مليئة , تقريبا , مروا بسيدة عجوز بادرتهم قائلة:
" أنت أرملة كروفورد وهذا هو أبنك الصغير".
صحح ليماند لها معلوماتها وقال:
" هي أبنة عمة زوجة أخي ".
ثم عرّفها الى السيدة واسمها السيدة غرانت.
" نعم ,سمعت جوني كوري ورون كارسون يذكرانها , كانا في منزلنا مع أبنتي منذ أيام , كنت ستحضرين معهما ولكنك تركت المرقص وعدت الى المنزل مع ليماند".
قالت السيدة غرانت ذلك وغادرت غرفة الطعام وتركتهم.
" من تعليقات بريئة كتلك , يقولها جوني ورون بدون قصد , تنطلق الأشاعات وتحاك الأقاويل , وبالتالي يسيء الناس الى سمعة فلان وفلانة , لقد قاست أمي كثيرا من الأشاعات وبالطريقة نفسها ".
كان ليماند يخاطبها بألم ومرارة وهو يقرأ لائحة الطعام.
" من المؤسف أن لا حول ولا قوة في أسكاتها ".
قالت ساندي .
" يمكننا أن نقف في ساحة المدينة ونصرخ بصوت عال ونقول : الكل يرتكب أغلاطا , ثم نقول لهم : نحن فقط أصدقاء ولسنا عاشقين!".
" وهل نحن أصدقاء ؟".
سألته وقد أحمرت وجنتاها خجلا بالرغم عنها .
" لقد فرضت علينا الصداقة في ظروف مثل ظروفنا , فقط أنا وأنت نعرف الحقيقة , نحن حلفاء".
تذكرت ساندي ما قالته نان عن فيليدا وستيوارت , أنهما لوحدهما يعرفان حقيقة علاقتهما ... وقد غرقا سوية وبموتهما ضاعت الحقيقة ".
أرتجفت ساندي قليلا وهي تتذكر , كان ليماند يراقبها عن كثب , فسألها:
" ما الذي حصل؟".
" كنت أفكر بفيليا وستيوارت ...".
ثم تلهت بالنظر الى لائحة الطعام , مال ليماند على الطاولة وكلمها بصوت منخفض حتى لا يسمعهما أحد وقال:
" يمكننا أن نفعل شيئا مذهلا ومتطرفا ولكنه يضع نهاية للأشاعات والأقاويل ولو لفترة قصيرة".
كان يخاطبها وعيناه تشعان بالمكر.
" ولكن لا أظنك ستوافقين , أنت غير مستعدة لهذه الخطوة بعد".
" كيف تقرر أذا كنت أوافق أو لا أوافق أذا لم تخبرني؟".
" أقول لك الحقيقة , أنا لا أجرؤ , ستتهمينني باللؤم وستغضبين وربما تنسحبين من هنا في ثورة غضب وأنت تعتقدين أنك قد أهنت".
" تقول نحن أصدقاء ,يمكنك أن تخبر صديقتك بكل شيء ".
سألته بعد أن لمست نظرة حنان تلفها.
" بالطبع أنت صديقة , سأضع صداقتنا الجديدة , الملفقة في الأختبار , هناك طريقة وحيدة وأكيدة لوضع حد للأشاعات المدمرة حول علاقتنا وهو أن نعلن خطوبتنا للجميع".
حضرت خادمة المطعم وطلب ليماند الطعام له ولها وللصغير بدون أن يسألها , لم تجادل , كانت ما تزال تستجمع رباطة جأشها , سألها ليماند بعد أن أبتعدت الخادمة:
" ما رأيك؟".
" كما تقول , أنها خطة متطرفة نوعا ما".
" لكنها فعالة".
" ربما ".
" أذن توافقن! ".
كان خبيرا في الأقناع .
" لا , لا أوافق , لا أستطيع , أنها لا تنفع الا لفترة قصيرة, كما تعلم سأبقى هنا أسابيع قليلة لحين خروج مرتا من المستشفى ... ثم ماذا ستقول مرتا؟".
" لا يهمني ماذا تقول, لو لم تحضر الى هنا بدون دعوة ... لو لم تدعك الى هنا بدون أستئذان ... لم يكن ليحصل ما حصل".
أنه يؤلمها بكلامه الجارح , الحقيقة تؤلم , هو على حق , مرتا لم تهتم بأمره حين حضرت اليه مع ابنها وهو لن يهتم بأمرها , ثم لو لم تأت الى هنا لما تعرفت الى ليماند ولما أحست بلحظات سعيدة نادرة في ضور القمر ولم تكن لتكتشف أبدا السعادة في أن تجد من يعاملها كأمرأة بدلا من كونها شيئا لا جنس معين له, والأهم من كل ذلك كونها كسبت صديقا جديدا ... قالت مهمومة:
" أعتقد أن مرتا كانت تمني نفسها بأن تطلبها للزواج , لو تطلب منها الزواج لتحصل أيضا على النتائج المرجوة ذاتها".
عيناه السوداوان رمقتها بنظرة شفقة على صغر عقلها وذكائها المحدود, وقال:
"قلت لك البارحة أن حساباتك كلها خاطئة , ليماند ليس الأسم الوحيد الذي يبدأ بحرف(ل) أنت على صواب في أن مرتا ترغب الزواج لمرة ثانية من أجل التأمينات التي يكفلها لها الزواج , لن تتزوج هذه المرة من كالدويل , أنها تطمح برفاهية وراحة وأستقرار أكثر من حبيب رديء السمعة مثلي , لقد أختارت شخصا مختلفا هذه المرة , شعره أحمر وليس أسود , سمعته العائلية نظيفة , غني يستطيع أن يتحمل مصاريف بذخها , سقفه لا يرشح واسم عائلته يبدأ ب(ل) أنه بيل لندسي".
هذه هي الصدمة الثانية لساندي هذا اليوم , أستردت أنفاسها بصعوبة وقالت:
" كيف عرفت , أنها ترغب الزواج من بيل؟".
عيناه السوداوان تسخر منها , ترك صحن الحساء ليقول :
" أنا أيضا أستطيع أن أجمع أثنين مع أثنين وجوابي أربعة , أعرف أن بيل لن يتقدم ليطلبها للزواج قبل أن يطمئن الى أنني سأتكفل مصاريف تعليم ديرميد , كنت أتمهل في قراري لنهاية الصيف , اليوم , وبعد أن بدأت ألسنة الأشاعات تطالك , أجبرت على العجلة ".
توقف وكأنه يتسلى وأكمل:
" ولكن كيف أتخلى عنك يا جميلتي الساحرة , علي أن أسرع لأنقاذك من جديد .... علي أن أسألك الموافقة على أعلان خطوبتنا".
نظرت اليه ساندي وهي مذهولة مما سمعت , نسيت صحن الحساء أمامها , لم تعد تسمع الأصوات حولها في غرفة الطعام , كانت ترى فقط العينين السوداوين الباردتين لفارس دانكريغان ينظر اليها نظرة مكر وسخرية.
أحس ليماند أرتباكها وهي تسمع صدى صوته وهو يكرر عليها أقتراحه بأنهما مخطوبان للزواج .
" لكنني لا أوافق على الخطوبة".
" حتى ولا من أجل مرتا كي تحصل على رغباتها؟".
" لا أرى كيف ستساعدها هذه الخطوبة في الحصول على رغباتها!".
" أنها تمكنها من الوقت اللازم , بذلك تستطيعين البقاء لنهاية الصيف بدون أشاعات أو أقاويل , أنا وأنت فقط نعرف حقيقة خطوبتنا".
كانت تكسو وجهه نظرات المكر والدهاء , ربما هكذا كان يبدو وجهه أيضا يوم كان يدبر خططه مع كروفورد للمزاح.
" ماذا نفعل في نهاية الصيف؟ ".
سألته:
" نعلن فسخ الخطوبة!".
" لم أصل في تفكيري الى هذا البعد , سأتفق معك الآن , أذا سمحت لي بأعلان خطوبتنا اليوم , أتركك تعلنين فسخها قبل رحيلك من هنا , أليس هذا الأتفاق متكافىء , أنه يمنح لمرتا الوقت الذي تريده".
أذن , هي خطوبة صورية لأنهاء الأشاعات , فقط هو وهي يعرفان الحقيقة , الخطوبة وأسبابها الموجبة تسمح لها البقاء في دانكريغان , ترعى ديرميد الى أن تحقق مرتا رغباتها ...
قالت ساندي:
" أوافقك , ستكون الخطوبة مفاجأة لمرتا , لا أستطيع الأنتظار لأرى تأثير النبأ على وجهها حين نخبرها".
" وأيضا ستكون مفاجأة لآخرين غيرها , أنني مسرور بموافقتك , نحن الآن حلفاء ".
قال ليماند ذلك ووجهه مشرق بالبشر.

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اسوار و أسرار, flora kidd, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, the black knight, عبير, عبير القديمة, فلورا كيد
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t121716.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
sosoroman's Bookmarks on Delicious This thread Refback 30-12-09 10:22 PM


الساعة الآن 06:32 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية