لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-06-09, 06:46 AM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحات البهجة كل البهجة
اليوم بارت باكينام ويوسف
هذا البارت كان سابقا بارتين ولكني دمجتهما معا

اقترب كثيرا كثيرا حفل زواج شباب آل مشعل
أليس كذلك؟؟

قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.



أسى الهجران/ الجزء الثاني والستون


القاهرة
حفل طاهر عزت

باكينام أعلنت موافقتها كأنها تعلن حكم إعدامها
كانت مثل المغيبة
لم يخطر لها لافي أحلامها ولافي كوابيسها
أنها تعود لمقابلة جو ويكون عكس ماعرفته وتخطب له
وكل هذا خلال نصف ساعة كأنها مشاهد مجزوءة من فيلم سيء الإخراج
لا تنكر أنها تحب يوسف بل هي مغرمة به
فهو الرجل الوحيد الذي استطاع تسلق أسوارها
وغرس رايات انتصاره على صفحة قلبها
ولكنها ترفض الزواج به
فزواج بهذه الطريقة وبكل هذه التعقيدات التي بينهما
هو زواج فاشل منذ بدايته
ومعركة خاسرة قبل أن ترفع أسلحتها

لم تعرف كيف تتصرف
فقررت أن تساير يوسف حتى تنتهي من هذه المهزلة أمام أعين مئات البشر
حتى تختلي بروحها وتصفي تفكيرها

كان يوسف الوقح مستعدا لكل شيء
والده أعلن الخطبة
وهاهو يمسك بيدها ليلبسها دبلة ألماسية ثمينة يتمدد اسمه في ثناياها
كانت أناملها باردة متصلبة
تشعر أنها في عالم آخر
كأنها نائمة ووتحلم بكابوس مريع لا تستطيع التدخل لتغيير مساراته
وصداعها يتزايد

همس يوسف لها ببرود: ممكن تلبسيني دبلتي لو سمحتي
شكلنا بئى بايخ أوي

باكينام تبتسم أمام الناس و تهمس له: انته اللي جبته لنفسك

لكنها وجدت نفسها مجبرة على على إلباسه دبلته الفضية في بنصر يده اليمنى
وفرق شاسع بين أناملها الثلجية الشفافة الباردة التي تسكن الآن في يده السمراء الدافئة
كالفرق تماما بين مشاعر كل منهما


فكرة مجنونة تخطر ببال يوسف.. فهو لم يحتمل ضغط مشاعره وملمس يدها في يده.. وحتى هذه اللمسة لا تجوز له شرعا
بينما هو يتمزق لهفة لاحتضان كفيها وغمرها بقبلاته
حتى وإن كانت هي رافضة..لا يهمه رفضها

لذا همس لها وكأنه يتحدث في موضوع اعتيادي:
شيخ الأزهر موجود هنا.. إيه رايك نخليه يكتب كتابنا بالمرة؟؟

باكينام برعب صرف: أنته أكيد مجنون..

(كنت أقول أن الخطبة فسخها هين
ولكن هذا يريد تقييدي بعقد قران)

يوسف لم يمهلها.. فهو رأى فعلا أنها تبدو كالتائهة
وهي فعلا كانت تشعر بصداع أليم واضطراب شديد في عوطفها وتفكيرها
لذا قرر أن ينتهز فرصة عدم التوزان الذي تشعر به ويربطها به

يوسف توجه لطه.. وباكينام يزداد قوة صداعها ورؤيتها أصبحت غائمة
مازالت غير مستوعبة وعشرات التهاني تنهال عليها

والدها اقترب منها سألها بقلق: باكي حبيبي مش شايفة إنكم مستعجلين على كتب الكتاب
خلوها خطوبة بالأول تتعرفوا على بعض كويس

يوسف الذي كان يتحرك كالعنكبوت هو من أجاب:
احنا خلاص اتعرفنا على بعضينا في واشنطن وعاوزين يكون بيننا رابط شرعي
عشان نتعرف على بعض أكتر ونئدر نخرج مع بعضينا بدون احراج

ثم مال وهمس على أذن باكينام بخبث: أو يمكن فيه رابط شرعي خلاص

باكينام انتفضت بعنف وهي تقول كأنها تسحب الكلمات من حنجرتها سحبا:
زي ماتشوف يابابا

طاهر تقدم وهو يضع يده على كتف طه ويقول بنبرة رجل الأعمال الذي يحسب لكل شيء حسابه:
هتكون فرصة ما تتعوضش شيخ الأزهر يكتب كتابهم دلوئتي
والشهود يكونوا الدكتور نظيف والدكتور سرور رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشعب
مادام كلهم موجودين... ويمكن مستحيل يجتمعوا تاني



***********************


الأحساء

حوار مشعل وراكان

مشعل كان مصدوما: أنت ياراكان تبي موضي؟؟

راكان بشبح ابتسامة: ليه ما أترس عينك؟؟

مشعل بابتسامة حقيقية: إلا تترسها وتبطها بعد.. بس ماخطر ببالي

ثم أكمل بعمق: أنا توقعت إنك تخطبها قبل حمد
لكن بعدها.. السنين مرت وأنت ماتزوجت
ورافض فكرة الزواج
توقعت إنك خلاص ماعاد تبي تتزوج

راكان بهدوء: كل شيء في وقته حلو

مشعل يشعر بسعادة حقيقية صديقه وتوأم روحه يتزوج شقيقته الأقرب لروحه:
أنا موافق بس بشرط.. تزوجون قبل أرجع واشنطن

ارتبك راكان داخليا.. موضي نفسها تريد التأجيل قدر ما تستطيع
وهو غير مستعد بعد نفسيا..
ومع ذلك أجاب بهدوء: يمكن موضي ماترضى

مشعل يبتسم: خل كل شيء علي..



***********************



القاهرة
انتهى حفل طاهر عزت
ومعه عقد قران باكينام ويوسف
والربع ساعة المقررة أصبحت عدة ساعات
باكينام على وشك الانهيار
مازالت عاجزة عن التصديق
ما كل هذا؟!!
كانت ستحضر لربع ساعة مجاملة لوالديها تلقي التحية وتعود لجدتيها
فإذا الربع ساعة تتحول لكابوس من أسوأ كوابيس حياتها
وينتهي الكابوس بزواجها من يوسف

تبقى عدد محدود من الضيوف
باكينام تهمس لوالدتها بالانجليزية: ماما أنا ذاهبة

سوزان بحنان: انتظري 5 دقائق فقط وسنذهب كلنا

يوسف كعادته الرديئة التي برزت مؤخرا كان من تدخل: اسمحي لي سيدتي أنا سأوصلها

سوزان تبتسم: لا تستأذني فهي أصبحت زوجتك

انتفضت باكينام بعنف
زوجته.. زوجته.. زوجته
(أنا أصبحت زوجته
أي كابوس مرعب هذا؟!
متى سأصحو من هذا الكابوس
وأجد أني كنت أحلم حلما طويلا مريعا)

يوسف يمسك بيد باكينام ودفء يده يقنعها أنها لا تحلم: يالله حبيبي عشان أوصلك

باكينام تود أن تنتزع يدها من يده وأن تصفعه وتعضه
وتخلع حذائها وتحدث بكعبه ثقوب عميقة في رأسه العنيد المجنون
لم تشعر في حياتها كلها بالقهر كما تشعر الآن
هذا اليوسف الخبيث أجبرها على تنفيذ كل مايريد وقادها كما تُقاد الشاه للمسلخ
لا تحتمل وجوده ولا حتى دقيقة إضافية همست له:
يوسف اعتئني عشان ربنا..أنا مش طايئاك سيبني امشي

يوسف يهمس: وأنا كمان ياحبيبتي مش طايئك.. امشي أوصلك

باكينام بتعب: عربيتي معايا مش محتاجة حد يوصلني

يوسف بهدوء: هاتي مفاتيح عربيتك.. هاخلي فتحي يسوئها ورانا
وبعدين هأرجعه

باكينام مرهقة حقا: يوسف أنته ما بتهمدش..
حرام عليك بائول لك مش طايئاك.. يارب أموت عشان أرتاح

مزق يوسف دعائها على نفسها بالموت (لهذه الدرجة تكرهني!!!)
لم يرد عليها
تناول كفها وهو يعتصرها في كفه وخرج بها خارج القاعة وهو يجرها حتى وصل سيارته: اركبي

باكينام ركبت
ماعاد بها أدنى طاقة للصراخ.. مستنزفة تماما من هذه الليلة المارثونية
وهاهي في سيارته الفخمة تجوب بهما شوارع القاهرة التي لا تهدأ حتى في وقت متأخر كهذا

مسافة طويلة تفصل بين فندق الفورسينز وبيتها في المعادي
لم يسألها عن مكان بيتها فهو يحفظه
ووقف أمامه عدة مرات الأيام الماضية عله يلمحها
ولكنها لم تكن تخرج مطلقا

أكثر من عشر دقائق من الصمت مرت
كلاهما غارق في تفكيره الخاص

يداه على مقود السيارة
ويداها ترتاحان على فخذيها
مد يده لكفها الأقرب له
تناوله
باكينام ارتعشت بعنف
هناك أمسك يدها أمام الناس ومن أجل المظاهر
فماذا يريد الآن؟؟

رفع يدها إلى شفتيه وطبع على ظاهرها قبلة عميقة
باكينام انتزعت يدها وهي تحتضنها وترتعش:
ما اعتقدش أنه من لوازم تربيتي الحركات اللي مالهاش داعي دي

لم يرد عليها
مسكون بالنشوة
(إذا كان لملمس كفها هذا التأثير على روحي
فكيف بملمس خدها أو شفتيها؟!!)

تسربل الجو بينهما بالصمت لدقائق أخرى
همس بصوت عميق: تحبي نوئف شوية في كورنيش المعادي قبل ماأرجعك البيت؟؟

باكينام انفجرت
انفجرت تماما
كل كبت الساعات الماضية -الذي يوزاي سنوات- تدفق كحمم بركانية:
أنته تكون فاكر نفسك خطيبي وإلا جوزي بجد
نمشي عالكورنيش ونئزئز لب ووكل واحد يتغزل في التاني
اصحا يادلوعة ماما
أنا بأكرهك باكرهك.. ومهزلة الجواز دي زي ماورطتني فيها
تخلصني منها..
أنا عمري ماشفتش واحد حقير وندل زيك
أنا بأكرهك باكرهك ولاخر يوم في عمري هأكرهك

يوسف همس وابتسامة ملولة تتلاعب على شفتيه: خلصتي شتيمة؟؟

باكينام بغضب: لا ما خلصتش ومش هأخلص لحد ما تطلئني

يوسف ببرود: يبئى أجليها ليوم تاني لأنو خلاص أدي بيتكم
وأنا ماليش خلئ أسمعك

باكينام بغضب كاسح: لا هتسمعني وغصبا عنك هتسمعني
مش كل حاجة على كيفك

يوسف بحزم: باكي انزلي.. ئبل ما أنزلك سحب من العربية

باكينام تشتعل.. نزلت وهي تغلق الباب بعنف
ثم لفت من ناحيته لتقول له بهمس غاضب:
أتمنى يكون عندك شوية كرامة
وماتورنيش وشك تاني وتبعت لي ورئة الطلاء
خلاص أنته عملت اللي أنت عاوزه
ورديت لي الألم وزيادة..وزليتني وهنتني
وكده خالصين.. وده أخر كلام بيننا

كانت باكينام تتكلم بكل جدية
وكان رد يوسف عليها أن حرك سيارته وتركها تصرخ في الشارع
أمام باب بيتها

(كم هي غبية
غبية ولذيذة
"ئال خالصين ئال؟؟"
"إحنا لسه هنبتدي؟!"
مغرورة وسخيفة وتافهة
ولكنها تثير جنوني
لم تفعل بي امرأة هذا مطلقا
لطالما كانت المرأة مخلوقا فاقدا للأهلية في عرفي
حتى عرفتها
قلبت موازيني
قلبتها تماما!!)



*********************



قبل الفجر
الكثير من القلوب عاجزة عن النوم هذه الليلة


مريم جاءها والدها
وأخبرها بخطبة سعد لها
وطلب منها أن تفكر وتأخذ وقتها في التفكير
بعد أن أشاد في سعد كثيرا وزكاه كما يفرض عليه الحق
ولكنه في داخله كان يشعر بحزن عميق شفاف
بالكاد احتمل فكرة ذهاب العنود لبيت آخر
فكيف بمريم شمعة بيتهم؟!!

وهاهي مريم تفكر.. للمرة الثانية تفكر
أو ربما المرة الألف!!!


هيا عاجزة عن النوم
لم تستطع البقاء في غرفتها مع رائحة مشعل العميقة التي تغمر المكان
لذا قررت أن تستغل أيام غياب مشعل بالنوم عند جدتها
منها أن تتلهى عن غيابه
ومن ناحية أخرى تستمتع بقرب جدتها وأحاديثها

وهاهي مازالت ساهرة
وهي تنظر بحنان متعاظم لجدتها المستغرقة في النوم
وتدعو الله بعمق أن يحفظ مشعل ويعيده لها سالما
تشعر أن مشعلا هو كل ما تبقى لها في الحياة
نعم هي سعيدة بعودتها لأهلها واحتضانهم لها
ولكنها تشعر أنها لا تنتمي لأي شيء إلا لمشعل
لــمشــعـــل فقط


مشعل كان نائما وقتها
استعداد لنهوضه المبكر لصلاة الفجر وإكمال رحلتهما
لكن رفيق سفره جافاه النوم

راكان مستنزف من التفكير
لم يخطر له مطلقا أنه قد يتزوج موضي وبعد كل هذا الوقت
الأمر كما لو أنك كنت عطشانا طوال عمرك
ستموت من أجل قطرة ماء
وحينما أصابك الجفاف وأصبحت على شفير الهاوية
وماعادت كل مياه العالم لتنقذ روحك الذاوية
أحضروا الماء أمامك وأجبروك على ازدراده
ورغم أن الماء يبقى نعمة لا مثيل لها ولكنها نعمة ماعادت لتنفعك بشيء
ولا تستثير رغبتك فيها

وهذا هو حاله تماما مع موضي
هاهو يُجبر على ازدرادها
ورغم أنه يراها نعمة حقيقية ولكنها نعمة هو في غنى تام عنها وماعاد راغبا بها!!!


موضي ساهرة دامعة.. روحها تبكي قبل عينيها
محطمة ممزقة مشتتة ومُهانة
تكره نفسها
وتكره الظروف التي دفعتها لعرض نفسها على راكان بهذه الطريقة المزرية
راكان ذاته وحتى قبل أن تتزوج حمد لم تفكر به يوما كزوج
ولم تحمل له أي مشاعر خاصة
رغم أن المنطق الرومانسي قد يفترض شيئا من هذا

فراكان بشخصيته الواثقة الناجحة ومزاياه العديدة كان يبدو لها شيئا أشبه بأسطورة
ولا أحد يتزوج الأساطير
وخصوصا أنها عرفت بزواجه بعد زواجه بأشهر فقط
كانت حينها في الثامنة عشرة
السن الذي قد تبدأ الفتاة فيه بالتفكير في شخص قد يكون هو نصفها الآخر
معرفة موضي بزواج راكان وأسبابه وظروفه عززت صورته الأسطورية في خيالها
وأبعدته عن إطار تفكيرها الرومانسي
وفعليا هي لم تفكر مطلقا بأي رجل محدد
فهي كانت متفوقة في الدراسة
وفي الجامعة كان تخصصها الصعب يستنزف تفكيرها
وبعد تخرجها بأشهر تزوجت حمد
وطوال هذه السنوات كلها ظلت تحتفظ بسر راكان في أعمق بئر في روحها
شعرت أن احتفاظها بسره هو أقل شيء قد يقدم لمن هو في عظمة راكان وشهامته ونخوته
وهاهي خطوط حياتها تتقاطع مع خطوط حياته
رغم أنها رافضة لهذا التقاطع ورافضة لاقتراب أي رجل من حدودها الممتهنة المدمرة
تريد أن تحتفظ بما بقي من روحها الذاوية لنفسها
وتريد أن تعيش مابقي من حياتها لنفسها
وتريد أن تحتفظ بجسدها لنفسها
ولكنها مجبرة على تقديم التنازلات من أجلها.. من أجل المخلوقة الأعز والأغلى
كما اعتادت أن تتنازل طوال عمرها من أجل غيرها
في هذا التنازل ستخسر أشياء كثيرة
ولكنها على الأقل واثقة أنها مع راكان ستحتفظ بما تبقى من كرامة روحها وجسدها


باكينام
بعد أن تركها يوسف تصرخ في الشارع
دخلت إلى البيت وهي تتسحب لم تكن تريد أن ترى جدتيها في هذا الوقت بالذات
وهي مستثارة وتشعر برغبة حادة في البكاء والاختلاء بنفسها
دخلت غرفتها وأغلقت الباب على نفسها بالمفتاح
فهي تعلم أن والدتها ووالدها على وصول
وبالتأكيد سيمران بها لتهنئتها على حظها العظيم الذي بعث لها بهذا المغرور المعتوه أستاذ الجامعة المجنون ابن الذوات
وأخر شيء تريده هو أن يهنئها أحد
يعزونها ربما!!
لِـمَ عاد لحياتها بهذه الطريقة وبهذه الصورة المبالغ في تراجديتيها؟؟
كان يعرف مكانها طوال الوقت ويعرف من هي
لماذا لم يطلب مقابلتها كما قد يفعل كل الناس الطبيعين
يصفون مابينهما
ثم يطلبها للزواج
كانت حينها ستكون أسعد مخلوقات الله
ولكنها الآن وبما فعله هذه الليلة تشعر أنها المخلوق الأكثر تعاسة على وجه الأرض
فهي كانت تراه شيئا عظيما ومشاعرها نحوه كانت استثنائية تماما
ولكنه بما فعله الليلة كسر شيئا ثمينا في روحها
سلبها حقا مقدسا
حق اتخاذ القرار
فهو من اتخذ كل القرارات ونحاها جانبا
وكم كان هذا قاسيا على من هي مثلها
معتادة على الاستقلال واتخاذ قراراتها بنفسها
شعرت أنه بالغ في إهانتها والعبث بها والحط من شأنها
(يبدو أن أنّا صفية كانت محقة
عربي همجي.. يراني بضاعة تُشترى
أين كان عقلي حين نحيت قناعاتي وسمحت لقلبي أن يتعلق به
حتى بعد أن عرفت أنه مصري
ولكن لم تنتهِ اللعبة بعد يا يوسف
وأنت لم تعرفني بعد
فأنا سليلة عناد أصيل)


يوسف في شقته الخاصة في منطقة الزمالك
فهو استقل بسكنه منذ سنوات
فحياة والديه المليئة بالمجاملات والكثير من العزائم والضيوف
لم تكن تناسب رتم حياته الهادئ
فهو اعتاد على القراءة والبحث
لذا منذ بدأ بالعمل كأستاذ علم اجتماع في جامعة القاهرة
استقل بسكنه بحجة أنه يريد أن يكون قريبا من مكان عمله
وخصوصا أن قصر والده الجديد بناه في منطقة السادس من أكتوبر البعيدة قليلا عن قلب القاهرة
رغم أنه بات يفكر أن يعود للسكن معهما مجددا بعد تخرجه المقرر بعد عدة أشهر
فشقيقته الصغرى ستتزوج بعد أشهر
ولا يستطيع ترك والديه وحيدين في بيت ضخم ليس معهما سوى الخدم
وخصوصا أنه هو ذاته سيتزوج

تتسع ابتسامته وهو يتذكر هذا الأمر
من يصدق؟؟
هو ذاته مازال عاجزا عن التصديق
ينظر ليده اليسرى.. يدير دبلته عدة مرات
فهذه الدبلة لم تستقر في يمناه إلا أقل من ساعة لتنتقل بعدها ليسراه
في أقصر فترة خطوبة في التاريخ
يشعر بخدر لذيذ وهو يتذكر ملمس يديها
لا يصدق أن مخططه نجح
وضع كل الاحتمالات في ذهنه حتى يحكم سيطرته على الوضع

فهو عرف ابنة من تكون منذ أيام واشنطن
فهو يعرف والدها جيدا ورأه عدة مرات في بريطانيا في السفارة.. وفي القاهرة عند والده
شعر بتسلية غامرة وهو يراها تظنه مكسيكيا
وهذا الظن جعلها تتحدث أمامه بالعربية
تتحدث مع صديقتها في أشياء خاصة دون حرج لأنها تظنه لا يفهمها
بل وتتغزل به أحيانا
يبتسم وهو يتذكر
وحقيقة :كان يريد إخبارها بالحقيقة
ولكنه كان يريد إخبارها خارج إطار المقهى
لتراه بحقيقته وتتعرف عليه
ولكنها كانت ترفض مقابلته
وهي تضع بينهما حدودا رسمها غرورها وتكبرها
كان يكره فيها هذا الغرور.. كما كره الغرور طوال حياته
لذا يريد أن يكسر فيها هذا الغرور

تتسع ابتسامته وهو يتذكر أحداث هذه الليلة
التي سارت بشكل أفضل مما خطط له
فمخططه كان يشمل الخطبة فقط
فجاءت فكرة عقد القرآن كمكافاة حقيقية له
وسارت بشكل رائع ولا حتى أجمل أحلامه

أما لِـمَ فعل كل هذا؟؟ لِـمَ لم يطلبها للزواج بشكل طبيعي؟؟
لسبب وحيد
أنه يجهل مشاعرها
لذا خشي أن ترفضه.. وقرر أن يضعها أمام المدفع
حتى لا تجد لها منفذا للهروب من براثنه
وفعلا لم تجد لها منفذاً


************************



اليوم التالي

القاهرة بعد صلاة الظهر

باكينام صلت الظهر ومازالت في غرفتها تغلق عليها الباب
فهي متأكدة أن جدتيها عرفتا بخبر عقد قرانها
وهي غير مستعدة لمواجهتهما
ولمواجهة أنّا صفية بالذات
تكره أن تسمع تقريع جدتها لها
والأسوا من التقريع أنها كانت محقة
(فهأنا أتزوج من عربي متخلف مهما درس وتعلم يبقى متخلفا
يريد إعادتي لعصور العبودية والجواري
بل أعادني وهو يجبرني عليه
كأني جارية له
أنا باكينام الرشيدي
التي لم يُفرض علي يوما شيئا حتى والدي نفسه لم يجبرني يوما على شيء
يأتي هذا اليوسف الحقير ليفعل بي مايشاء
أتمنى أن يكون راجع تفكيره اليوم وقرر أن يطلقني)

باكينام بعد فترة قررت أن تنزل
فهي ليست ضعيفة لتهرب من المواجهة
وهي لابد ستواجه جدتيها
فلماذا تأجل هذه المواجهة؟!!
وخصوصا أنها وعدت الاثنتين أن تأخذهما للأهرامات
ثم يتغدين سويا في المينا هاوس لتتذكر جدتها فيكتوريا ذكرياتها مع جدها وليام
ارتدت ملابسها
ونزلت وحجابها في يدها
فداخل المنزل لا يوجد خدم رجال
سمعت أصواتا وهي تنزل الدرج
تنهدت وتسلحت بقوتها
ورسمت ابتسامة على وجهها وهي تقول:
نهاركم نادي

لتتفاجأ بمن وقف لاستقبالها غامرا المكان بحضوره المختلف
وفي عينيه تلمع نظرة مختلفة



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 15-06-09, 06:40 AM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الورد والفل والياسمين والاختلاف

هناك أسئلة متفرقة وأنا أنسى وأتوه وليس القصد إهمالها

- القنص بالصقور نعم مختلف عن القنص بالأسلحة
وعلى العموم القنص بالأسلحة ممنوع أمنيا

- تخصصي ليس أدب ولا تاريخ رغم غرامي في المجالين
تخصصي تخصص علمي
دراسة الأدب والتاريخ قد تقتلهما في روح عاشقهما
لذا بقيت عاشقة لهما من خلال الغوص فيهما
بعيدا عن قيود الدراسة

- الكرايم هي الذبائح لكنها كلمة يستخدمها الرجال أكثر
ولها معنى مهذب فيه احترام للطرف الآخر
.
.
استلموا بارت طويل اسميه أنا البارت الأخير في مرحلة ماقبل التغيير
أما ماهو المقصود بالتغيير؟؟
انتظروا لتعرفوا المقصود
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.


أسى الهجران/ الجزء الثالث والستون


القاهرة
بيت طه الرشيدي

كان يوسف يجلس مع الجدتين
واستطاع بكل براعة السيطرة على انتباههما والفوز بإعجابهما
كل ما احتاجه مجرد بضع شحنات من الإشادة بالإيرلنديين والأتراك
وبوبي ساندز (ثائر إيرلندي شهير) من ناحية والسلطان عبدالحميد من ناحية أخرى..
وثقافته الشاسعة أتاحت له أن يتحدث مع كل واحدة منهما في خصائص تاريخ شعبها
بالتأكيد لاحظ بذكائه أن فيكتوريا أكثر تقبلا له
لذا زاد جرعة تمجيد الأتراك وأيام حكم العثمانيين ليستولي على إعجاب العجوز الأخرى

ومضى له مايوازي الساعة وهو مع العجوزين
فهو صلى الظهر في المسجد المجاور لبيتهم
ثم قدم مباشرة
لم يجد طه وسوزان
وعرضت عليه فيكتوريا أن تنادي باكينام لكنه رفض
وقال إنه اليوم قادم للتعرف على أروع سيدتين في العالم
جدتا باكينام اللتان حدثته كثيرا عنهما
(بالتأكيد هو لم يقصر مطلقا خلال الساعة الماضية في إقناع العجوزين
بعمق علاقته بباكينام)


وهو في حديثه معهما أقتحمهم صوت مرح:
صباحكم نادي

وقف يوسف من باب الذوق للترحيب بها
ليصدم بإحدى أجمل صدمات حياته
شلال ذهبي متموج ينحدر إلى أسفل كتفيها بقليل
بالتأكيد هو توقع أن من لها هذه البشرة البيضاء والعيون الموغلة إخضرارا
أن شعرها لابد سيكون فاتحا
ولكن اكتمال الصورة على الطبيعة كان موجعا لقلب عاشق مثله
وهذا اللون المشع كسلاسل ذهبية كان مبهرا لعينيه

باكينام ارتبكت بعنف
تناولت حجابها وارتدته على رأسها كيفما اتفق
لتبقى خصلها تتناثر من الأمام والخلف

صفية كانت أول من تحدث: تعالي بت باكينام
واد يوسف من زمان هينا.. تعالئ اقعد جنبه

(يا ســــــلام
أدي اللي كان نائصني
إزا أنّا شكلها راضية عليه أوي
يبقئ فيكي هتبوس في إيديه دلوئتي)

باكينام اقتربت.. قبلت جدتيها
ثم توجهت للجلوس بجوار فيكي الأبعد مكانا عن يوسف

لكن صفية نهرتها بحزم: بت باكي تعالي سلمي على جوزك واقعد جنبه
أنتي مش سامعاني أول مرة؟؟

باكينام قامت لتنفيذ أوامر صفية..فهي تعرفها جيدا..
وهي لا مانع لديها من زجر باكينام أمام الناس كطفلة صغيرة إذا لم تنفذ أوامرها..
كعادة الأتراك الأجلاف الذين قد يبدون في كثير من الأحيان جاهلين في أصول اللياقة
وأخر ما تريده باكينام أن يتشمت فيها هذا اليوسف

اقتربت منه.. مالت عليه
بالكاد ألصقت خدها بخده
إقناعا لجدتها أنها سلمت عليه
ولكن هذه الحركة كانت كافية لصعق يوسف وشد أوتار قلبه المشدودة أصلا
أولا رائحة عطرها الخفيف الناعم
ثم ملمس خدها الزبدي على خده الحشن
وهي تهمس بصوت مسموع واحترام مصطنع: إزيك يوسف؟؟
ثم تجلس جواره

يوسف ذائب وخده يشتعل ولكنه رد بهدوء: كويس.. انتي ازيك؟؟

مالت على أذنه: زفت ولله الحمد على كل حال.. والفضل طبعا ليكم

كان رد يوسف عليها أن سحب حجابها من فوق رأسها أمام جدتيها وهو يقول بصوت عالي:
مش حرام عليها يا أنّا حرماني أني أشوف شعرها وأنا جوزها

صفية بابتسامة: إيفيت واد يوسف إيفيت

وأعاد من باب اللياقة نفس الجملة لفيكتوريا بالانجليزية التي كان ردها عليه هزة رأس مهذبة

بينما باكينام كانت تشتعل منه ومن جرأته
همست له من قرب: يوسف اديني حجابي

يوسف همس لها: لا

العجوزان حينما رأيا أنهما بدأ بالتهامس قررا الخروج
ولم ينتبه الزوجان اللدودان لمغادرتهما

حرب متبادلة من النظرات دارت رحاها بين الطرفين
باكينام همست بغيظ: ممكن أعرف أنت جاي ليه؟؟ ومن أمتى وحضرتك مشرفنا بالزيارة؟؟

يوسف ابتسم ابتسامة شاسعة:
أولا أنا جاي أزور مراتي..
سانيا أنا بئى لي ساعة هنا.. ستاتك التركية والإيرلندية زي العسل
وأنا كنت بأئول أنتي طعمه كده لديه
دا أنتو عندكم مركز طعامة عالمي

قالها وهو يمد يده ليقرص خدها.. باكينام انتبهت أن جدتيها غادرتا
لذا أشاحت بوجهها قبل أن يلمسه ونهضت
وهي تقول بحدة: ما تلمسينيش

يوسف ابتسم بسخرية: ماعنديش جرب.. أكيد أنتي عندك جرب وخايفة عليا

باكينام بغيظ: يخرب بيت سئالتك.. دمك بيلطش
ثم أكملت ببرود: وأمتى هتطلئني؟؟

يوسف يضحك باصطناع مقصود: حلوة النكتة دي

باكينام بجدية: أنا بأتكلم جد

يوسف يبتسم ببرود: شكلها هتبئى نكتة بايخة
والنكت البايخة الأحسن أنو الواحد يخليها لنفسه

باكينام تقف: لحد ما تفكر بموضوع الطلاء ما تشرفنيش بالزيارة
ودلوئتي اتفضل من غير مطرود
لأني خارجة أنا وأنَّا وفيكي

يوسف يقف: وأنا خارج معاكم لأني خلاص اتفئت معاهم إني أكون دليلهم السياحي
وحدة خواجايه زيك إيه هيعرفها في مصر زيي

أخر ماتريده باكينام أن يتدخل هذا البارد بينها وبين جدتيها المقربتين من روحها
وأن يكسبهما لصفه
أي سحر خبيث مارسه على جدتيها العنيدتين الحذرتين الفطنتين حتى يكسبهما؟!!
فلطالما حذرتاها الاثنتان من سرعة الوثوق بالناس
فكيف يثقان هما به سريعا
هل كونه أصبح زوجها جعلهما ترتاحان له
فابنتهما لن ترضى إلا بمن هو أهل للثقة
هل هكذا فكرتا؟؟!!
لكن هي لا تريده معها ولا قريبا منها
فهي باتت تشعر أن حضوره يلغي حضورها
ولشد ماتكره هذا الاحساس!!

وفعلا كان يوسف هو من ذهب بالثلاث إلى الأهرامات
ثم للغداء
والجدتان مبهورتان بحديثه وسعة إطلاعه
وهو يرواح ببراعة وسرعة في حديثه بين العربية والانجليزية
وباكينام شعرت بالحرج من إصراره على الدفع في كل شيء
بل تجرأ على نهرها حين حاولت الدفع
وهو يهمس لها بغضب: أوعي تعيديها.. أنتي مع راجل مش مع حيطه

انتهت رحلتهما قبل المغرب بقليل
وعاد بهما يوسف لبيت الرشيدي
الجدتان نزلتا
باكينام كانت تريد النزول
ولكن يوسف أمسك ذراعها وهو يقول: استني شويه
عاوز أكلمك

باكينام بغضب بعد نزول جدتيها: أنا مش ئلت لك ما تلمسينيش

يوسف ببرود: أنتي كلك بتاعتي.. ومافيش حد يتحاسب على لمس أملاكه

باكينام ببرود مشابه: سيبنا من كلام المجانين ده.. عاوز إيه؟؟

يوسف بثقة: أنا هأرجع الساعة 10 عشان نخرج نتعشى سوا

كان رد باكينام عليه أن نزلت وأغلقت الباب خلفها
ثم همست وهي تبتعد: أعتقد أنو ردي وصلك


****************************



بعد مرور أربعة أيام

ليلة عودة مشعل وراكان من القنص التي تقرر اختصار يوم منها لهطول أمطار الخير
تبقى ثلاثة أيام فقط على حفل زفاف أبناء آل مشعل وبناتهم

عدة أحداث حدثت خلال الأيام الماضية
أبرزها أن مريم وافقت أخيرا على سعد
سعد كان يريد عقد القرآن فورا
ولكن مريم رفضت أن يعقد قرانها وراكان غائب


الوضع الأكثر تأزما هو جبهة القاهرة بين باكينام ويوسف
باكينام أصبحت أعصابها مشدودة دائما
فهو أصبح يتدخل في حياتها كثيرا
الشيء الذي هي لا تحتمله أبدا
ربما لو كانت متقبلة وجوده وموافقة على هذا الزواج
كان من الممكن أن تحاول تقبل تدخلاته
التي هي بوجهة النظر الطبيعية طبيعية جدا
فهو زوجها ومن حقه أن يستفسر أين ذهبت
بل وأن يطالبها أن تستأذنه قبل خروجها
وأن يفرض وجوده عليها
أصبحت تستغرب كيف أنها مر عليها وقت كانت معجبة فيه بهذا الطاغية المتحكم المملل بل ومغرمة به
أصبحت أمنيتها في الحياة أن تجد لها وسيلة للتخلص منه
وغشاوة متينة باتت تغطي عينيها وتحاصر مشاعرها التي ماعادت تفهمها
هل هي تحبه؟؟ أم تكرهه؟؟
لا تدري.. لا تدري
لا تدري..
ما تعرفه أنها لا تريده..
لا تريده
لا تـــريــــــــده


يوسف نفذ مايريد
أصبحت باكينام له
وبدأ في مخططه لترويضها
فهذه الفتاة القوية الشخصية التي ما اعتادت أن تستأذن
أو أن تشارك أحدا في اتخاذ قرارتها تحتاج إلى من يعيد تقويمها
وهاهو يتسلى لأبعد حد بمحاولات التقويم هذه
يستمتع بنوبات غضبها وجنونها اللذيذة
يكاد يجن ولعا حين يرى عينيها تشعان بنار خضراء مثيرة
تأسره هذه الفتاة وتثيره وتصيبه بالجنون
بات يستغل كل وقت فراغه في مرافقتها هي وجدتيها
يعلم أن جدتيها هما من تستمتعان بوجوده
أما هي فتود قذفه لأبعد مجرة
تفكير جديد بدأ يستولي على يوسف
التعجيل بالزواج
فهو ماعاد يحتمل مطلقا ضغط قربها على مشاعره
يريد أن يعودا معا إلى واشنطن زوجين فعليين
يعلم أن إقناع أهلها ليس بمشكلة
ولكن هي المشكلة
كل المـــــشــــكــــلـــة!!



هيا قضت الأيام الأربعة الماضية بين بيتها وبيت عمها محمد
توطدت علاقتها ببنات عميها
وأكثر وقتها تقضيه مع جدتها في أحاديث طويلة ممتعة
بدت تتعرف على عادات جدتها وأدويتها وتستلم هي وموضي المهمة شيئا فشيئا من مشاعل
مشاعل التي كانت قلقة جدا على جدتها
لذا حرصت أن تكتب كل شيء يخص جدتها في ورقة
ونسختها وأعطت نسخة لهيا وأخرى لموضي
وتركت نسخا على مكتبها في غرفتها
كانت مشاعل خلال الفترة الأخيرة لا تهدأ
لا تبدو كعروس عرسها بعد أيام
بل أم مسافرة تريد التأكد أن كل شيء سيكون على مايرام خلفها
والحقيقة أنها كانت تحاول أن تنسى أنها عروس
وتتناسى ما ينتظرها
قضت الأيام الماضية في إعادة ترتيب البيت كاملا
قلبت جميع أطقم البيت ونظفتها
أعادت تنظيف كل غرف البيت وترتيب الملابس
وخصوصا غرفتا سلطان وريم وملابسهما
المطابخ أخرجت كل مافيها ونظفتها من جديد
أشغال شاقة تماما
فلا يأتي الليل إلا وهي منهارة من التعب وتريد الإلقاء بجسدها المتعب على السرير للنوم عاجزة حتى عن مجرد التفكير الذي هي تهرب منه
كان كل من أم مشعل ولطيفة وموضي وهيا يطاردنها طوال اليوم
وهن يحاولن إجلاسها ولكنها كانت ترفض
وتقول أنها تتسلى في العمل عن التوتر الذي يصيب أي عروس
ولكن لطيفة على كل حال لم تكن تتركها مطلقا تهرب من مخططاتها لها وللعنود
فلم تسمح لها أن تفوت موعدا واحدا مع طبيبة البشرة أو جلسات العناية وخبيرة التجميل
فإذا كانت هذه المجنونة لا تعرف مصلحتها فلن تتركها لجنونها
وفي ذات الوقت لطيفة وموضي كانتا تحاولان دفع شحنات إيجابية في عروق مشاعل من ناحية ناصر
يحاولان أن يكسرا حدة خجلها ويجعلانها أكثر تقبلا للزواج
ولكن حالة مشاعل كانت مستعصية على الحل
خجل وخوف متراكم يحتاج لقنبلة ما لنسفه
لأن محاولة التفكيك التدريجي التي كانت شقيقتاها ومعهما مريم يمارسنه عليها طيلة الأشهر الماضية لم يؤدِ لفائدة


لطيفة هي المخلوق الأسعد
لأول مرة تكون بهذه السعادة
تدفق مشاعر مشعل ناحيتها أكثر من مرضي لمشاعرها وأنوثتها
ومشعل على الجبهة الأخرى كان أكثر سعادة بهذا الصفاء بينهما أخيرا


راكان ومشعل استمتعا في رحلة القنص كثيرا مع طيريهما (لطّام) و(كسّاب)
بالتأكيد مشعل لاحظ أن راكان مهموم
حاول أن يجره للحديث ولكن راكان كان مصرا أنه بخير
مشعل لم يلح عليه.. فهو يعرف راكان ككف يده
ولطالما كان مغلقا على أسراره
وإذا لم يرد أن يتحدث فيستحيل أن يجبره شيء أو أحد على البوح

مشعل قضى الأيام الماضية في غزل لذيذ عبر الهاتف مع زوجته..
فهو كان يقضي كثيرا من الوقت كل ليلة قبل أن ينام
يهاتفها... يخبرها بكل شيء فعله وهي بالمثل
وهما يكتشفان مجاهل جديدة وعميقة من مشاعرهما

بينما راكان غارق في أفكاره
وفيما ينتظره في الدوحة بعد أيام قليلة حين تنهي موضي عدتها
ويجد نفسه مجبرا على تنفيذ وعدها له
يشعر أنه في دوامة حقيقية كان في غنى عنها
لِـمَ كُتب عليه أن تكون كل زواجاته بهذه الطريقة الموجعة؟!!
أن يفقد حقه في الاختيار الطبيعي وأن يعيش مشاعره كما يحس هو بها
حين كان يريد موضي بجنون ومتشبع بحبها اُجبر أن يتزوج سواها وأن يتركها تذهب لسواه
وحين فقط الرغبة في كل النساء وعلى رأسهن موضي يُجبر على الزواج منها..
كم هي معقدة هذه الحياة!!!
كم هي معقدة؟!!


موضي تجاوزت صدمتها بما حدث
وأعادت لبس أقنعة مرحها ببراعة
فأهلها يحتاجونها هذه الفترة كثيرا
فزواج أشقائها وابناء عمها اقترب
وهناك الكثير لتجهيزه
موضي تقضي الكثير من الوقت مع هيا
خرجا كثيرا للتسوق
وفي عشاء بيت عمها محمد كادت هيا تموت ضحكا
وموضي تعرفها على كل الموجودات بطريقة مرحة
وهاهي موضي تقضي نهارها في مرح وصخب
ولكن ما أن يأتي الليل حتى تحضر الهواجس والألم
لذا قررت أن تنام مع هيا في غرفة جدتها
تتسامران
وكل منهما تُنسي الأخرى الغائبين في رحلة القنص



**************************



يوم الثلاثاء مساء

بيت فارس بن سعود

أم فارس كانت ترتب جناح فارس الجديد
زواجه اقترب وهي تفرغ توترها في أي شيء
جأتها الخادمة وأخبرتها أن شقيقها سعد ينتظرها بالأسفل

نزلت له
وقف حين رأها تنزل قبل رأسها ثم جلس
قال لها باحترام حنون: عادش زعلانة؟؟

أم فارس بعتب: يعني كن رضاي وإلا زعلي يهمك
ماكني بأختك الكبيرة اللي مالك غيرها

سعد بهدوء: يا أم فارس جعلني الأول
أول ماكلمت محمد جيت وقلت لش على طول قبل حتى ما يردون علي
وش اللي مزعلش علي جعلني فدا خشمك؟؟

أم فارس بذات نبرة العتب: كان المفروض تشورني قبل الخطبة
قد لي سنين أحن على راسك أبي أخطب لك
ثم تروح تخطب من وراي

سعد وقف وجلس جوارها وهو يحتضنها من كتفها ويقبل رأسها مرة أخرى:
خلاص مالش إلا الرضا
أنا محقوق لش.. وش اللي يرضيش؟؟

أم فارس بخفوت: لا فات الفوت ما ينفع الصوت

سعد بتأثر: أفا.. ليه تقولين كذا ياوضحى؟؟

أم فارس بحزن شفاف: من غير قصور في بنت محمد
بس أنا كنت أبي لك الأحسن

(وبنت محمد هي الأحسن)
صوت واثق قوي يقاطعهما

سعد يبتسم: إيه يا سنايد خالك.. تعال عاوني على أمك

أم فارس بنبرة متعبة: لا تساعدون علي عشانكم بتصيرون عدايل الولد وخاله
مريم من غير قصور فيها وأنا أشهد أنه مافيه مثلها
لكن سعد ألف من هي تمناه أصغر وأزين وصحيحة بصر

فارس اقترب وقبل ورأس خاله وجلس وهو يقول
بنبرة هي خليط من الاحترام البالغ والحنان المصفى والقوة المتأصلة نبرة خاصة به لأمه:
يمه مريم مايعيبها إنها ماتشوف
والعمى عمى البصيرة مهوب عمى البصر

سعد بابتسامة: صح لسانك

أم فارس بهدوء: خلاص ياسعد المهم أنك مقتنع وراغبها
أنت اللي بتعاشرها مهوب غيرك
ثم أردفت باستفسار: زين ومتى الملكة؟؟

سعد بهدوء: ننتظر راكان بيجي الليلة.. يمكن أتملك قدام عرس فارس
والعرس عقب شهرين ..ثلاثة ..في الصيف.. اللي تشوفينه أنتي والعرب




***********************



القاهرة
بعد صلاة العشاء

طه الرشيدي في مكتبه ويوسف عنده
وباكينام خرجت مع جدتيها لزيارة خان الخليلي والحسين ولن تعودا حتى وقت متأخر
استغربت أن يوسف لم يقفز ليصر على مرافقتهن كعادته
لم تعلم أن يوسف هذه الليلة قرر المحاربة على جبهة أخرى

طه بهدوء: أنا عاوز أعرف يا ابني أنته متسربع على إيه؟؟

يوسف بهدوء أعمق فيه خبث شاسع: خليك منطقي ياعمي وفكر بمنطقية
أنا وباكينام هنرجع واشنطن بعد 3 أسابيع.. شهر بالكثير لو مددنا شوية
واحنا الاتنين موجودين في نفس المكان ومتجوزين
لكن محكوم علينا إنه كل واحد في مكان

ثم صمت يوسف بطريقة مدروسة

والفكرة وصلت كاملة لطه الرشيدي وأرعبته
منطق الطبيعة يقول النار بجانب البترول حريق لابد منه

طه الرشيدي بهدوء واثق: خلاص نعمل الفرح يوم سفركم بالزبط
احجز الأوتيل والتزاكر في نفس اليوم

يوسف تجاوز العقبة الأولى بقيت العقبة الأكبر (باكينام)

يوسف بهدوء: بس أنا خايف باكي ما توافئش

طه بهدوء مشابه: يعني وافئت على خطوبة وكتب كتاب بالسرعة دي
مش هتوافئ على الفرح؟؟
خلاص سيب الموضوع عليا
أنت إبدا في الحجوزات وسيب باكي عليا

ابتسم يوسف إبتسامة انتصار وهو يعيد ظهره للخلف
ونظره يسرح للبعيد



*************************



الساعة 10 مساء
مشعل وراكان يصلان

الاثنان ذهبا للمجلس أولا
سلما على والديهما والشباب المتواجدين
وأنزلا طيريهما في المقلط الداخلي
ثم توجه كل منهما لبيته

وهاهو راكان يصل
سلم على والدته في الأسفل
ثم صعد لمريم أولا

طرقات خفيفة على الباب، مريم بابتهاج عميق شفاف: ادخل راكان

راكان وجد مريم والعنود سويا: ماشاء الله العرايس كلهم مجتمعين

يحتضن الاثنتان والعنود تقول بمرح: شفت أختك ماهان عليها أنا بروحي عروس
تبي تنافسني

راكان يبتسم: يحق لها
ثم أكمل بمرح هادئ: وتراني واجهت سعد في المجلس
كنه شايفني نازل من السماء... أقول وش فيه الأخ مشتاق لي كذا
أثركم رابطين الملكة فيني

مريم صمتت بخجل

وراكان يكمل: تراني قلت له لو يبي الملكة بكرة براحته
فهو ماصدق شاور إبي والملكة بكرة إن شاء الله عقب صلاة العصر



ومشعل أيضا توجه لبيتهم سلم على والدته وجدته ومشاعل اللاتي كن في الأسفل
سأل عن موضي قالوا له أنها مع هيا بالأعلى وقد تكون بغرفتها

مر بغرفة موضي
طرق الباب

استقبلته موضي بفرح غامر
بعد السلامات هتفت له بمرح: لا عاد تعودها
مرتك سيلت الدوحة من دموعها
غير مسموح لك بتاتا .حلوة بتاتا صح.. المهم غير مسموح لك بتاتا
بروحات القنص ذي.. خلصنا... خل القنص للبزارين
أنت دكتور.. دكتور ويقنص.. متى صارت ذي؟؟

مشعل بخبث: يعني أنتي عقب منتي مخلية راكان يقنص؟؟

موضي كحت بحرج وهي تقول: وش دخلي في راكان؟؟
(على أساس أنها لا تعرف بموضوع الخطبة التي هي بدأتها)

مشعل بهدوء: راكان يسأل أنتي بتوافقين عليه إذا خلصتي عدتش بعد كم يوم؟؟

موضي صمتت

مشعل يبتسم: أدري إن راكان ما ينرد
عشان كذا أنا أبيكم تزوجون قبل أرجع واشنطن

موضي برعب حقيقي: لا مشعل تكفى
ماعليه.. الملكة تصير قبل رجعتك لواشنطن
والعرس خليه بعدين.. أنا ماني بمستعدة نفسيا له
أرجوك مشعل تكفى

مشعل يحتضنها بحنان: خلاص خلاص
بدون تكفى ذي.. تدرين عظامي ما تشلني على وحدة منكم
بعد تكفى ذي ما استحملها
اللي تبينه يا نبض قلبي



***************************



غرفة مشعل وهيا

هيا منذ علمت بوصول مشعل وهي مرتبكة
لا تعرف لماذا؟؟
سعيدة مشتاقة ومتوترة
استلمتها موضي بتعليقاتها طويلا
وهاهي الآن تعود لغرفتها التي هجرتها طيلة الأيام الماضية
لا تستطيع الجلوس أو الاستقرار في مكان
كأنها تقف على صفيح ساخن في انتظارها لمشعل
والدقائق تمر كأنها ساعات لا تنقضي


كانت قد اشترت الكثير من الملابس خلال الايام الماضية
غصبا عنها وفرضا من موضي التي تتمتع فعلا بذوق رفيع في الملابس
وهاهي تختار شيئا جديدا لتلبسه
تريد أن يحس مشعل بالاختلاف
فهي قصرت كثيرا في حقه
وحق له أن تعوضه
قررت أن ترتدي تنورة قصيرة
مع توب يُعلق في العنق
وشعرها الذي يعشقه يسترسل أمواج ليل على ظهرها
ويصل حتى أطراف تنورتها

وهاهو الباب يفتح
ومشعل يدخل
وقف للحظات ينظر لها بشوق وحنين وحنان جارفين... وإعجاب
إعجاب موجع
(أميرتي
أربعة أيام مضت على روحي المثقلة شوقا
كأربعة قرون
الآن أعلم يقينا لِمَ لم أتزوج قبلا؟؟
كنت أنتظركِ
وطوال عمري كنت أفعل
صلبت نفسي على أبواب الوجع والانتظار
انتظارا لشيء مجهول استوطن روحي
كان أنتِ!!!
يا أميرة روحي وارتشافات عروقي
اقتربي مني
أروي هذا الصدر الضامئ والعروق اليابسة
التي أجدبت شوقا لعينيكِ ودفء أنفاسكِ)

همس بابتسامة: ياحي ذا الشوف
4 أيام ماشفت غير راكان ولطّام وكسّاب
انقرفت من الثلاثة

هيا كانت تقف انفعالها يهزها وعيناها ضارعتان لكل تفصيل في وجهه الأثير الذي استنزفها شوقها له
( أحقا أتيت؟!!
وها أنت تقف أمامي
ليتك تعلم كيف مضت كل دقيقة بعيدا عنك
وكأن روحي تصفد في الأغلال
وكل دقيقة تمضي تضيق أغلالي علي
آه يا مشعل
عشت حياتي كلها خائفة جزعة تقتلني الوحشة
ويسمم روحي خوف الوحدة
أدعيت القوة.. وانا أرى في كل زاوية شبحا يستعد للانقضاض علي
حتى أتيت أنت
كالسحر مسحت خوفي
بجوارك لا أخشى شيئا.. في أحضانك عرفت معنى الأمان الذي ماعرفته يوما
لا تتركني يوما
عِدني ألا تتركني مهما حدث!!!)

رمت بنفسها على صدره وهي تقول بتأثر عميق:
خلاص ماعاد فيه روحة مكان
إلا رجلي على رجلك

مشعل احتضنها بشدة وهو يهمس في أذنها بعمق:
اشتقت لش ياقلبي
والله العظيم اشتقت لش فوق ما تخيلين

هيا تدفن رأسها في صدره أكثر وبدأت دموعها تسيل:
أوعدني إنك ما تخليني يوم.. أوعدني

مشعل يحتضنها أكثر: حبيبتي الله يهداش أنا وين رحت.. كلها يومين ورجعت

هيا تشهق: أنت فاهم قصدي.. ما أقصد سفرة يومين وترجع
أقصد ما تسمح لشيء يبعدك عني
مشعل أنا عقب ما لقيتك ما لي حياة من غيرك

مشعل يرفع وجهها المبلل بالدموع ويمسحه بكفيه
ويطبع قبلاته على عينيها
وهو يقول لها برجولة عميقة: أوعدش عمري ما أخليش
ولاعمرش تحاتين شيء وأنتي معي



#أنفاس_قطر#
.
.
تتشرف عائلة آل مشعل
بدعوة متابعات "أسى الهجرن"
لحضور حفل زفاف نجليها
ناصر و فارس
على كريمتيها
مشاعل و العنود
في الجزء الرابع والستين من "أسى الهجران"
الذي سينزل غدا صباحا إن شاء الله
وبحضوركن تكتمل لنا الأفراح والسرور والحبور

الداعي
أسرة آل مشعل
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 16-06-09, 06:57 AM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الأفراح والمناسبات السعيدة
عسى الكل متزهب بس؟؟
التسريحات والشعر والميكب كله توب
وكل وحدة تمسك بطاقة دعوتها
وحياكم استلموا
وتراهم أساسا كانوا بارتين
وحتى أمس بارتين لو ما انتبهتوا للطول
وبكرة بارتين إن شاء الله
بس أنا لأني قررت أدمج البارتات عشان ما ألخبط في الترقيم
فخلاص كل يوم بيكون بارت واحد حتى لو هو أول كان 3 بارتات

يالله فتحنا باب القاعة وبنات آل مشعل صفوا في استقبالكم
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.




هذا الجزء جزء الفرح وليلة الزفاف
إهديه إهداء خاص جدا لعروس حقيقية
هي أروع من كل حلم وأقرب وأعذب
صديقتي الغائبة الحاضرة الغالية العروس الجميلة

ضجة الصمت

أرجوكن رجاء خاص: دعواتكن لها أن يوفقها الله في حياتها المستقبلية ويبعد عنها كل شر
.
.




أسى الهجران/ الجزء الرابع والستون


مضت الأيام سريعة على البعض
وبطيئة على البعض الأخر
أصبحنا في يوم الجمعة
يوم الزواج

ملكة مريم تمت على خير قبل يومين.. وأصبحت رسميا حرم سعد بن فيصل

باكينام لم تعرف بعد أن موعد زواجها تقرر
ووالدها جاءته سفرة مفاجئة للأمم المتحدة في نيويورك
لذا لم يخبرها بعد.. ووالدتها غير قادرة على مواجهتها وحيدة
لذا تنتظر عودة طه ليكون هو من يخبرها

راكان ألمح لعمه أنه يريد موضي إذا أنهت عدتها
وأنه يريد الملكة فورا ولكن الزواج نفسه ليس قريبا
بعد أن أنقذه مشعل بإخباره أن موضي لا تريد الزواج قريبا
عبدالله بقدر استغرابه بقدر سعادته
لم يخطر بباله أن راكان الذي ترك موضي تتزوج غيره وهي بنت
يعود ليتزوجها بعد أن أصبحت مطلقة
أم مشعل ارتاحت نفسيا وبعمق.. وراكان في رأيها خير من يعوض موضي
فهي تراه رجلا حقيقيا وأفضل من حمد بألف مرة


العرسان الأربعة تختلف مشاعرهم بين اللهفة والشوق والخوف والترقب


***********************


بعد صلاة الجمعة

سعد ومشعل خارجان من الصلاة سويا
وكل واحد منهما معه ابناه
توجها لمجلس آل مشعل
فالغداء عندهم

ما أن جلسا حتى أخرج سعد من جيبه وصل إيداع وإعطاه لمشعل
مشعل نظر للوصل وهمس بهدوء: واجد يا سعد
ماهان تبارك.. وحن نشتري رجّال

سعد يبتسم: وبنت محمد مهيب أقل من غيرها
قدرها عندي عالي ومهوب بالفلوس

ثم تلفت حوله وهو يرى الكثير من الرجال ولكنه لا يرى شباب آل مشعل:
وين الشباب اليوم؟؟

ابتسم مشعل وهو يضع في جيبه وصل مهر مريم الذي تم إيداعه أمس في حسابها ليعطيه لمريم ويقول:
خبرك حركات الشباب كل واحد منهم في جناحه في الفندق
خلوني اليوم أنا والشيبان

سعد يضحك: قال خلوني أنا والشيبان.. يعني إنك أنت شباب
يا اخي أنت بروحك شيبة قاضي

مشعل يبتسم: راضي بشيباتي وخلينا الشباب لك يا العريس الجديد


**********************


بيت جابر بن حمد
حدود الساعة الواحدة ظهرا

معالي تدخل كالأعصار لغرفة شقيقتيها وتصرخ بصوت عالي:
هيه كوبي وبيست
ترا الكوافيرة كلمتني تقول ربع ساعة وواصلة
خلصوني

عالية كانت تلف جسدها بروب الحمام ومازالت منشفتها على شعرها:
أنا تسبحت خلاص، وعلياء في الحمام شوي وتخلص

معالي بتأفف: أنتو الوحدة منكم إذا شافت الحمام كنها شايفة أمها عقب غربة
ماعاد تخلصت
ما ألوم جلدكم صوفر من كثر السبوح

عالية تفك منشفتها وتبدأ بتمشيط شعرها وهي تبتسم:
شيء من حلالش يالكويحة
أصلا مهوب ذابحش إلا ذا اللون اللي بعيد عن شواربش
وحلوة صوفر ذي.. مصطلحات أمي هيا ماخليتي منها شيء

معالي تقفز وتشد شعر عالية للاسفل: قال اللون قال
لون مرضان اللهم ياكافي.. الموضة الحين السمار طال عمرش

علياء خرجت من الحمام بروبها ومنشفتها المطابقة لروب ومنشفة لعالية
لتشتبك معهم فورا في الحوار:
أنتي منتي بعاتقتنا من معلقة مدح السمار اليومية ذي؟؟

معالي تضحك: وش أسوي
باقعد أمدح روحي لين أعرس
ادعو لي كود عجوز عمياء ماتشوف الليلة تخطبني لولدها ردي الحظ

(إخسي واقطعي يابنت جابر
أنا كم مرة قايلة لش لاعاد أسمع طاري العرس عندش ياقليلة الحيا)

معالي تتصنع الإرتباك والخجل: أوبس مامي
أنتي ماتدخلين إلا في الوقت الغلط

نورة تقترب وتقرص إذن معالي: أنتي متى بتعرفين السنع؟؟
توش أم 17 وفي المدرسة وبتفلجين على العرس

معالي تدعك أذنها وتضحك ثم تحتضن أمها: أضمن مستقبلي ماماتي
بناتش البيضان ذولا ماينخاف عليهم
بس أنا اللي شكلي بأعنس فوق رأسش أنتي وجويبر

نورة مهما ادعت الغضب في داخلها لكنها لا تقدر على معالي
عادت لتقرص أذنها وهي تقول بابتسامة:
أجل حطي في بالش و اللي مايحلف به زور
إنه مافيه عرس لين تخلصون كلكم جامعة
وياويلكم كلكم لو ماجبتوا نسبة السنة الجاية تدخلكم الجامعة

معالي تضحك: زين فرضا فرضا مامي ماجبت نسبة

أمها تضحك وترد عليها بخبث شفاف: عادي خلش تعيدين السنة لين تجيبين نسبة
والعرس يتأجل مهوب طاير

معالي تضحك: لا خلاص أوعدش من أول مرة أجيب نسبة
هذي فيها عرس عرس
كل سنة تاخير بتأخير زواجي الميمون

نورة تبتسم: خلصوني أنتو هذرتكم
المره على وصول
وأنا أبي أروح الصالة بدري
أبيكم كلكم عقب صلاة المغرب خالصين



***********************



جبهتا العروستين

العروسان وشقيقاتهما وأمهاتهما في القاعة من بعد صلاة الظهر
تقرر أن العروسين لن تجلسا أمام الضيفات
وإنما ستكونان في الغرف الداخلية من القاعة
ومن تريد السلام عليهن تستطيع الدخول لهن


بالنسبة لمشاعل هي من رفضت
لأنها تخجل من المشي أمام كل هذه الأعين

وبالنسبة للعنود مريم هي من رفضت
والعنود وافقتها دون نقاش
ورفض مريم كان من الوجهة الدينية لأن عرض العروس ليس من الدين في شيء
ومن ناحية أخرى مريم تخشى كثيرا على أختها من العين
فهي تعرف أن أختها جميلة وسمعت ذلك كثيرا وللعروس أي عروس في تلك الليلة ألق مختلف
فكيف من هي في جمال ابنتها وشقيقتها الصغرى؟!!

أما هيا فقد قررت البقاء مع جدتها حتى تحضرها وتأتي معها
لذا البنات حجزن لها كوافيرة تأتيها في البيت
وبعد صلاة المغرب مباشرة تحضر جدتها وتأتي بها للقاعة


غرفة مشاعل في القاعة
مشاعل توترها قفز للذروة
وهاهي تكثر من قراءة آيات القرآن الكريم لتطمن قلبها الجازع
بدقاته التي تصاعدت بشكل مرعب
موضي لا تفارقها مطلقا وتقرأ عليها بدورها

موضي الواقفة تهمس لمشاعل الجالسة استعداد لعمل شعرها
وهي تضع يدها على كتفها:
حبيبتي اذكري الله ترا السالفة سهالات
وناصر والله العظيم يجنن ومافيه مثله
لا تخربين على نفسش أحلى ليلة في عمرش
بذا الخوف اللي ماله داعي

مشاعل تمسك بيد موضي وتنقلها لقلبها الذي تتقافز دقاته بجنون وهي تقول بصوت مختنق:
خايفة يا موضي خايفة.. غصبا عني.. أحاول أهدأ بس ماني بقادرة
خايفة

موضي تحتضن مشاعل بحنان وهي تهمس بداخلها:
يا الله يا كريم أنزل السكينة على قلبها
واشرح صدرها لناصر


العنود وضعها أفضل بكثير
وضع عروس اعتيادية بتوترها وخوفها
حتى موقفها الأخير مع فارس حاولت تناسيه
وهي تقرر أن تبدأ صفحة جديدة في كل شيء
مريم جوارها
قرأت وتقرأ الكثير من القرآن


لطيفة لا تهدأ تتنقل بين ترتيب الصالة
ووصول الطلبيات
وغرفتي العروسين
أحضرت ابنتيها معها
وأبنائها مع والدهما
تتذكر شيئا.. تلتقط هاتفها وتتصل:
هلا حبيبي تغديتو؟؟

مشعل كان في البيت ليرتاح قليلا ليذهب هو أبنائه لمكان حفل الزواج بعد صلاة العصر
يبتسم وهو يعدل المخدة تحت رأسه: تغدينا

لطيفة باهتمام واستعجال: وحمودي وعبودي تغدوا زين؟؟

مشعل مازال يبتسم: صاروا رياجيل لو ما تغدوا إذا جاعوا بيأكلون

لطيفة باستجداء: حرام عليك مشعل هذولاء الواحد لو ماقعد فوق رووسهم ماياكلون..

مشعل يضحك: والله العظيم تغدوا.. شيء ثاني؟؟

لطيفة باستعجالها وهي تتأكد من ترتيب أحد الطاولات:
إيه ملابس العيال طلعتها لهم.. معلقة على الدولاب من برا
تأكد إنهم بيلبسون الثياب اللي أنا طلعتها مهوب شيء غيرها

مشعل برقة: حاضر عمتي... شيء ثاني؟؟

لطيفة تبتسم: وش عندك على شيء ثاني.. لا.. مع السلامة

مشعل بابتسامة: زين أنا عندي شيء ثاني

لطيفة باستفسار: ويش؟؟

مشعل بعمق: أحبش.. ولا تتأخرين الليلة ياقلبي
أبي أشوف غزالتي شكلها أشلون
ترا على 12 بأجي أجيبش




*************************




بعد المغرب
اقترب الموعد.. اقترب كثيرا

الشباب أصبحوا كلهم متواجدين في مكان الحفل
مشعل وراكان مع فارس وناصر منذ الصباح
ووصلوا هم وإياهم بعد أن صلوا المغرب

عمالقة آل مشعل كلهم يجتمعون

فارس وناصر في الصدر مذهلان متألقان مفعمان برجولة خاصة
وأناقة مبهرة في بشتيهما السوداوين
حضورهما مختلف وألقهما كاسح
عن يمينهم ويسارهم محمد وعبدالله
وبالجوار جابر أبو حمد وسعد ابن عمهم ومشعل ومشعل وراكان

مشعل بن محمد يميل على أذن راكان ومشعل بن عبدالله وهو يقول بابتسامة:
أما الشيبان اليوم يبون يكسرون على المعاريس وهو ينافسونهم بذا البشوت السود تقول معاريس

مشعل بن عبدالله بمرح: والله المفروض لبسنا بشوت وصفينا جنبهم
خصوصا أنا مسكين مالبست بشت.. كان لازم أجرب روحي في البشت

الحوار المرح مستمر بين المشعلين
الحوار الذي تباعد عنه راكان وهو يفكر بنفسه
هل يأتي يوما ويجد نفسه مقيدا بمظاهر كهذه بشت ومعازيم
والأهم
الأهـــــــــــم
مقيدا بموضي!!!


حسن صديق ناصر يصل
يسلم على الجميع حتى يصل ناصر ليسلم عليه سلاما خاصا حماسيا
على طريقة الفرسان

ناصر بامتنان: والله ما أنسى لك جيتك

حسن بمرح: ما أبيك ما تنساها.. أبيك تردها لي عقب ما أرجع من الأردن
كل ليلة تسهر معي يا العريس

ناصر يضحك: مهوب كنك مسختها وهذا طلب تعجيزي

حسن بمودة: والله كان ودي أقعد بس أنت عارف إنه السباق بكرة
أنا راجع من الأردن عشان عرسك والحين طالع المطار

ناصر بمودة أكبر: تكفى سلم لي على شباب الفريق كلهم
وترا ما نبي نشوف وجيهكم إلا بمركز من المراكز الثلاثة الأولى
لو ما جبتوه اقعدوا هناك أحسن

حسن يضحك ويسلم مرة ثانية: الله كريم.. ويالله دعواتك لنا


فارس جالس بهدوءه المعتاد راسما ابتسامته الثقيلة
يمزقه التوتر انتظارا لرؤية قصة غرامه اللا متناهي
ناصر يميل عليه: هيه يالمعرس.. وش علومك؟؟

فارس بهدوء: وش علومه؟؟ شوفة عينك

ناصر يبتسم: ترا أختي شوفتها تسر القلب.. مافيه داعي تجيك حالة اكتئاب

فارس يبتسم ويرد عليه بخبث: وأختي شوفتها تسر القلب
وأظنك شفت على الطبيعة

ناصر (بعيارة): يا لبا الطاري.. من عقب ذيك الشوفة ماعاد أمسيت الليل

فارس يبتسم: ياكثر هياطك بس




************************



قاعة الحريم

اكتمل عقد الحاضرات
وأميرات آل مشعل جميعهن غاية في التآلق
فالليلة يزففن أربعة من أبنائهن
مناسبة خاصة تستلزم ألقا وأناقة خاصين

وهاهن يطفن بين الضيفات في القاعة يرحبن بهن
وأحيانا يعدن للاطمئنان على وضع العروسين


العروسان كل واحدة منهما في غرفتها المقررة لها
مع كوشة ناعمة تتناسب مع طلة كل منهما
وبالفعل كانت طلة كل واحدة تتناسب مع شخصيتها

مشاعل شعرها الحريري القصير رُفع كاملا في شينيون كلاسيكي
طرحتها دانتيل خفيف وُضعت على رأسها بطريقة الشيلة الكلاسيكية
الفستان كان بسيطا وراقيا جدا خليط من الساتان الحريري والدانتيل المتداخلين بدون أي شك أو تطريز

العنود لم ترتدِ طرحة أساسا
وشعرها المدرج الذي يصل لمنتصف ظهرها ينسدل في خصلات لولبية تختلف أطوالها
وتتوزع فيه زهرات بيضاء صغيرة
ذات الزهرات تتوزع على الفستان الفخم المبهر في نفاصيله


مضى الوقت واقترب وقت حضور العريسين
الغرف التي فيها العروسان لها مداخل على خارج القاعة لا تمر على الحضور
فتقرر أن ناصر يحضر أولا ليأخذ مشاعل
ثم يليه فارس ليأخذ العنود


مشعل اتصل بشقيقته موضي وأخبرها أنه سيحضر الآن مع ناصر لأخذ مشاعل
موضي لبست عباءتها ونقابها واقتربت من مشاعل وأخبرتها أن ناصر سيحضر
مشاعل بدأت ترتعش بشكل عنيف واضح
موضي اقتربت واحتضنتها وهي تقرأ عليها وهي تقول لها:
تكفين مشاعل لا تفضحينا في ناصر
والله ناصر مافيه مثله
أنتي هدي أعصابش بس
مشعل جاي معه.. وأنتي عارفة مشعل بيمتغث لو شافش كذا

مشعل الكلمة السحرية لشقيقاته
حاولت مشاعل التماسك من أجل مشعل
ومن أجل مشعل فقط

المتواجدات في الانتظار موضي ولطيفة وأمهات مشعل وأم حمد
ومريم أحضرتها سائقتها وأجلستها على كرسي قريب من الباب حتى تسلم على ناصر ثم تعيدها للعنود
أم مشعل بن عبدالله غاية في التوتر وحزن شفاف يغزو روحها
وهي تراقب لمعة الدموع في عيني ابنتها وارتجاف يديها
كانت تكثر من الدعاء لها
ودقات قلبها تتعالى وكأنها تتضامن مع دقات قلب ابنتها
التي يكاد قلبها يتوقف من قوة تصارع العروق وتعالي النبضات

ناصر دخل
قبل أن يرى شيئا عرف مريم عند المدخل تجلس بعباءتها وغطاها
وقف عندها وهو يحتضنها ويقبل رأسها ومريم تهمس له بحنان:
مبروك ياقلبي.. جمع الله بينكما في خير

ثم نزلت له أمهات مشعل وقبل رأس كل واحدة منهما
وهو يشعر بشوق كاسح لإنهاء هذه السلامات حتى يراها
حينها استطاع أن يرفع عينيه أن ينظر لملاكه الذي طال اشتياقه له
بدت له أكثر عذوبة ورقة من أن تكون حقيقة
كانت أشبه ما تكون بحلم شفاف
نسمة عابرة
شيء خيالي يستعصي على خيال البشر الإحاطة به
(آه ياقلبي
وش ذا العذوبة كلها
أحسها بتذوب من رقتها)

مشعل كان يمشي جواره وهو يلقي التحية على مريم وأم مشعل

صعدا سويا
موضي أوقفت مشاعل ونزلت
مشاعل شعرت أنه سيغمى عليها وهي ترى الجسد الفارع الطول يطل عليها من علو
وعيناها المنخفضتان تركزان في طرف البشت الأسود
شعرت به قريبا جدا
فرائحة عطره الرجولي الفاخر اخترقتها تماما
توترت بشدة (أ يعقل أنه يشم عطري الآن؟!)
وبالفعل كان ناصر منذ اقترب منها وهو يشم رائحة عطرها المسكر
الذي اكتسب من عذوبتها سحرا خاصا
اقترب أكثر ليطبع على جبينها الناعم قبلته الدافئة
ومشاعل شعرت أنها تكاد تذوب وتنتهي لم تتوقع شيئا من هذا ولا أنه اقترب لهذه الدرجة لأنها لم ترفع عينيها إطلاقا
ناصر بعد أن قبل جبينها وقف جوارها ليتيح لمشعل السلام عليها
مشعل قبل رأس شقيقته وهو يهمس لها بحنان:
مبروك يالغالية.. ما أوصيش في ناصر
ثم ألتفت لناصر وهو يقول بعمق: وما أوصيك في مشاعل

ناصر بعمق مشابه: في عيوني
ثم أمسك بيدها ليجلسها ويجلس جوارها ملاصقا لها على المقعد الطويل
يدها باردة وصغيرة وناعمة وترتعش.. ترتعش بشدة
مشاعل تدعو ربها بعمق أن يفلت يدها التي تسكن الآن في يده الكبيرة
وأن يبتعد قليلا فملاصقة جسده لها بهذه الطريقة أوقفت عقلها عن التفكير من شدة الخجل
ولكن ناصر لم يحقق أيا من أمانيها فلا هو ابتعد.. ولا هو أفلت يدها التي يمسكها الآن بحنان وبقوة
وهو يتأمل بإعجاب شفاف خطوط الحناء الناعمة فيها
(أخاف يدها الهشة تنكسر في يدي
بس بعد ماني بفاكها
وش هالسحر اللي فيش؟!!
وقفتي تفكيري وأشعلتي مشاعري)

(أرجوك.. حرام عليك
بيغمى علي
فكني
بعد عني شوي
والله العظيم بيغمى علي وقلبي بيوقف)


بعد دقائق ..مشعل همس لناصر: يالله نمشي

ناصر شعر بارتعاشة يدها أكثر في يده
مال عليها وهمس لها من قرب: ليش ترتعشين كذا؟؟
مشاعل لا تخافين من شيء

مشعل أشار لشقيقتيه لإحضار عباءة مشاعل
لطيفة كانت تلبسها
في الوقت الذي همست له موضي: بأروح معها

مشعل همس لموضي: مافيه داعي
أنا بأوصلهم للأوتيل
وبعدين أنتي رايحة اليوم الصبح ورتبتي أغراضها هناك
لا تحاتينها

خرجا سويا وركبا السيارة
مشعل يقود بهما
وناصر جلس معها في الخلف
مشاعل وضعت يديها متشابكتين في حضنها
حتى لا تسمح له بإمساكها
ناصر تفهم خجلها
وتركها براحتها
والسيارة تخرج من الصالة باتجاه الفندق



**********************



الثنائي الآخر
فارس والعنود

بعد أن خرج ناصر اتصل مشعل براكان ليحضر فارس
لطيفة ومريم وأم فارس وأمهات مشعل وأم حمد هم من يتواجد مع العنود الآن

مريم اقتربت من العنود
حصنتها مطولا بالأذكار والأدعية

ثم نزلت.. حاولت العنود التمسك بها ودقات قلبها تتزايد
همست لها مريم بمرح شفاف: لا تصيرين جبانة
فارس مايعض..

وصل فارس مع راكان
سلم على والدته أولا
وسلم على كل الموجودات وهو يتلافى النظر إلى من يلتهمه شوقه لها
شعر لأول مرة في حياته بضغط توتر هائل
معشوقته أمامه
من مزقت قلبه هياما أمامه
من أهانته أمامه
من شكت فيه أمامه
كل المتناقضات وسعير المترادفات أمامه

سلم على والدته وأمهات مشعل وشقيقته لطيفة وأطال وهو يسلم عليهم

وراكان يهمس له بمرح: يا أخي أنت مستغرب من هلك وعجايزك توك شايفهم اليوم
وشرايك نطلع القاعة ونخليك تلف على عجايز الجماعة كلهم تسلم عليهم عجوز عجوز
خلّصنا
مرتك واقفة تنتظرك

وبالفعل كانت العنود واقفة من قبل دخوله
أوقفتها لطيفة.. ونزلت.. وتركتها وحدها لتستحوذ على البهاء الأبدي
رفع فارس عينيه إليها وهو يتقدم بثقة ناحيتها

مــوجـعـة
مــوجـــــعـــة
مـــــــــــوجـــــــعـــــة
لم يجد وصفا أفضل للشعور الذي اجتاحه غير الوجع
كانت إطلالتها موجعة
وجمالها موجعا
وتأثيرها سلبا وإيجابا على روحه موجعا
وقف للحظات أمامها ضائعا في بحر ملامحها
(أ يعقل أنها أصبحت لي
وأخيرا لي
أ أستطيع مد يدي لشفتيها وألمسهما؟!
معانقة أهداب عينيها؟!
مصافحة زهر خديها؟!
أريد أن أتاكد أنها أمامي وكل هذا الحسن والجمال والروعة لي أنا
أنا وحدي)

راكان اقترب من شقيقته الصغيرة احتضنها بحنان:
مبروك عنودتي ألف مبروك

العنود همست بصوت خافت: الله يبارك فيك
بالكاد سمعها راكان
ولكن همساتها وصلت للقلب المتيم
لاول مرة يسمع صوتها الذي عذبه من هذا القرب
وكم بدا له صوتها مع صورتها عذابا لا يحتمل

العنود لم تستطع رفع عينيها خجلا
ولكنها شعرت أن فارس أطال في وقفته أمامها
راكان همس له: اقعد يا ابن الحلال

فارس وقف جوارها وكان على وشك أن يجلس
دون أن يمسك بيدها أو يجلسها
لطيفة اقتربت من ناحيته وهمست:
فارس الله يهداك أمسك يدها وقعدها

فارس لم يفكر أن يقبل رأسها كالعادة الشائعة
رغم أن شقيقاته أخبرنه بذلك سابقا
شعر أن اقترابه من حدود وجهها شيء خاص به هو وإياها
لا يريد لأحد أن يشهده
شيء خاص جدا.. لهما وحدهما

وإذا كان يشعر أن إمساك يدها فوق احتماله
فكيف بتقبيلها؟؟
ولكن مسك كفها أهون الأمرين
لذا تناول يدها
وليته ما فعل
فهو شعر كما لو أن ماسا كهربائيا صاعقا ضرب يده
مع إحساسه بسكون أناملها الناعمة الدافئة المرتعشة بين أنامله
ولكن أي من انفعالاته لم يظهر على وجهه وهو يجلسها ثم يفلت يدها

والدته كانت شديدة التأثر
وهي تدمع من الفرح
وتكثر من الدعوات له

كان ينظر للأمام بثقته الطبيعية
لكن داخله كان يهتز بعنف
وهو غير قادر على التركيز في أي شيء
كيف يركز وأقطاب التشتيت في العالم كله تجلس جواره؟!!

العنود كانت دقات قلبها تتصاعد بعنف
تعلم أنه لم يبدُ رومانسيا
ولكن لأنها تعرفه فهي لم تتوقع أبدا أن يكون رومانسيا
وتحمد الله أنه لم يكن كذلك
فارتباكها يكفيها
وهي تتفهم جيدا ثقله ورزانته وتشكر الله عليهما

بعد دقائق
راكان همس له: يالله قوم نمشي

فارس وقف وهذه المرة لم ينسَ أن يمد يده لها ويوقفها
هذه المرة كانت يدها أكثر ارتعاشا وفي أعماق روحه أكثر تأثيرا
(خائفة حبيبتي؟!
ليتني أستطيع اخفائكِ في صدري
حمل كل مخاوفكِ عنكِ
ولكن ماذا أفعل حين أكون أنا سبب خوفكِ؟!
ليتني أستطيع احتضان هذه اليد الصغيرة المرتعشة الغالية
غمرها بقبلاتي وزرعها بين أضلاعي
حتى أبعد عنكِ كل خوف)

لطيفة ألبستها عباءتها وساعدتها حتى أوصلتها للسيارة لضخافة فستانها ثم عادت
لتنطلق السيارة بهم


**********************


كل ثنائي وصل لفندقه
وكل شقيق أوصل أخته
أطمئن عليها
ثم تركها مع الرجل الذي يُفترض أن تكمل معه بقية حياتها



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 17-06-09, 06:37 AM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح استمرار الأفراح والليالي الملاح

جزء يوم أمس أثار قضية أحببت التطرق لها
جلوس العروس في الكوشة والزفة ودخول العريس على عروسه أمام النساء
أولا الجلوس على الكوشة فيه مشايخ حللوه بشرط عدم المبالغة وعدم دخول الزوج على النساء الأجنبيات
وفيه مشايخ رفضوه مطلقا منهم ابن جبرين:

هذه الزفة من محدثات الأمور، وكل محدثة بدعة،
فالأصل في النساء عمومًا وفي العروس خصوصًا الاستحياء والاحتشام، والتزيين للزوج خاصة، والتستر عن غيره، فبروزها أمام الحضور، وجلوسها على الكوشة المرتفعة المزينة بالورود دليل رعونتها وعدم خفارتها،
وإنما على أهلها سترها وحجبها حتى تدخل على زوجها وهي مصونة محفوظة عن الأنظار،
حتى لا تكون محل احتقار وازدراء وتصغير لشأنها.


لذا كان التوفيق لمن أراد (والله أعلم إن كان توفيقا أو تلفيقا!!)
وهو شيء أصبح ساري جدا عندنا في عايلتنا والناس اللي نعرفهم
الزفة مطلقا غير معترف بها ومشيها قدام الناس
والعروس ما تجلس قدام الناس مباشرة
لكن في مكان داخل واللي يحب يدخل يسلم عليها يتفضل
يعني ليس كما فهم البعض إنه مايشوفها الا خواتها
اللي تحب من المعازيم تسلم.. تدخل تسلم وتطلع

الشيء الثالث: دخول العريس على النساء هذا لا نقاش فيه أنه من المحاذير الشرعية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسل الله.. وبعد
لا يجوز للعريس أن يدخل على عروسه بحضور النساء الأجنبيات،
وخاصة أن النساء في الفرح يكنّ متزينات ومتبرجات.
ودخول الزوج في مثل هذه الحالات، وإن تعارف كثير من الناس على ذلك، فهذا من العادات المخالفة للقواعد الشرعية.
والله أعلم.



وبصراحة شبابنا الله يكملهم بعقلهم مستحيل حد منهم يدخل الحريم
الرجّال الصدق مرجلته ماتسمح له يستعرض نفسه قدام الحريم وهذرتهم:
شوفوه هو أحلى.. هي أحلى
الله الغني عن هرج الحريم

أعرف الحين ممكن البعض يقول في بعد الغياب كان فيه زفات
في بعد الغياب بصراحة أنا كنت أتكلم عن عادات عامة
لكن في أسى الهجران أنا أتكلم عن خصوصية عاداتنا وعن قناعاتي
وفي هذا جواب عن سؤال قديم سؤلت عنه لكني نسيت أجاوب
أرجو من السائلة تسامحني
كثرة المشاغل تدوخ المخ
وأنا عن نفسي عمري مارحت لعرس عشان انتقد ليش سوت كذا وكذا
أنا احترم جدا قناعات كل الناس وطريقتهم في التعبير عن فرحهم
حتى لو خالفت قناعاتي..
ولا أقول إن الزفة حرام ولا الكوشة حرام لأنه فيه مشايخ حللوها
بشرط تجنب المحاذير الشرعية من المبالغة والغناء ودخول الرجال
لكن أقول هذه قناعات
طولت عليكم.. سامحوني
.
.

شرفتونا البارحة في عرس آل مشعل
وعسى انبسطتوا؟؟
.
واستلموا مابعد حفلة الزواج
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.


أسى الهجران/الجزء الخامس والستون


الدوحة
فندق الانتركونتنتال
جناح ناصر ومشاعل

وصلا منذ دقائق
اطمئن مشعل عليهما ثم غادرهما

مازالت مشاعل غير مستوعبة كيف وصلت هنا دون أن تنهار
ومازالت تقف وعيناها في الأرض
وقلبها يكاد يتمزق من ضغط دقاته
تشعر بوجل وخوف وخجل غير طبيعي
تتمنى أن تنشق الأرض تبتلعها
وأن يتوقف هذا الموجود معها عن مراقبتها بهذه الصورة المتفحصة
مازالت حتى الآن لم تر ناصر.. فهي لم ترفع عينيها له مطلقا

انتزعها من أفكارها
صوت عميق هامس قريب:
تدرين إنش أحلى من كل أحلامي..مبروك ياقلبي

(متى صرت قلبك يا النصاب؟)

أكمل همسه: حبيبتي.. توضي خلينا نصلي ركعتين

(وحبيبتي بعد؟! وش عنده ذا)
تريد أن تتكلم ولكنها عاجزة.. فكل الكلمات تحجرت في بلعومها
ولكنها تحتاج فعلا أن تصلي وتصلي طويلا أيضا
لتطمئن الصلاة روحها الجازعة

تركته وتوجهت للدولاب.. تعلم أن موضي أعدت لها كل شيء
تناولت روبها ومنشفتها وبيجامتها
فشقيقاتها كن يعلمن أنها يستحيل أن تلبس قميصا في ليلتها الأولى
لذا أعدت لها موضي بيجامة حريرية بيضاء مطرزة
علقتها مشاعل في الحمام وهي تحشر نفسها وثوبها في الحمام

طوال حركتها في الغرفة
وناصر يراقبها باستمتاع وهو ينظر لها بإعجاب عميق
يشعر أن حرارته ترتفع وكل ما تفعله يبدو رقيقا وعذبا ومثيرا
وخطرا.. خطرا جدا.. وخصوصا أنها تتحرك بتلقائية متوترة بدت أكثر خطرا
(الله يعيني على خجلها بس!!)

مشاعل أطالت في الحمام وهو لم يسمع صوت الماء يُفتح
كان يريد أن يصلي قيامه
لكنه يريد قبلا أن يصليا سويا ركعتين ليبارك الله لهما في حياتهما معا

ناصر طرق عليها الباب
وهو يهمس لها برقة: مشاعل حبيبتي تأخرتي نبي نصلي

مشاعل كانت تبكي في الداخل
فهي مرتبكة وتكاد تذوب خوفا وخجلا
وهذا الثوب اللعين لم تعرف كيف تخلعه فهو لم ينفتح لها

تكررت الطرقات على الباب
أخيرا استطاعت أن تهمس له: شوي لو سمحت

كان وجهها قد أصبح خريطة ألوان من تمازج دموعها وزينتها
أخذت مناديل مسح الزينة التي تركتها لها موضي في الحمام
ومسحت وجهها كاملا بعناية

وختاما وجدت نفسها مضطرة لطلب مساعدته
فهي تريد أن تصلي
ولولا الصلاة لكانت بقيت في الحمام حتى الصباح

فتحت الباب
قفز ناصر الذي كان جالسا على الأريكة فور سماعه لفتح الباب
مشاعل بخجل مر ودموعها مازالت تسيل:
ممكن تساعدني لو سمحت



************************


الدوحة
فندق الريتز
جناح فارس والعنود


راكان أوصل فارس والعنود لجناحهما
ثم انسحب

مازال الاثنان واقفان
يلفهما توتر عميق

في حالة ناصر ومشاعل
نجد مشاعر عريس طبيعي عند ناصر
وخجل غير طبيعي عند مشاعل

في حالة فارس والعنود
نجد مشاعر عروس طبيعية عند العنود
ومشاعر عشق متجاوز للحدود لكنها مغلفة بكبرياء غير طبيعي عند فارس


العنود خلعت عباءتها كمحاولة لتبديد توترها
وهاهي مازالت تقف بخجل وعباءتها بيدها
وعيناها في الأرض

فارس ينظر لها
ومضى وقت طويل وهو ينظر لها
ويشعر أنه لو ظل ينظر إليها طوال عمره فلن يشبع أو يرتوي أو يمل
يتأملها من قمة رأسها إلى أخمص قدميها
(يا آلهي.. يا ألهي
أي مخلوقة أنتي؟؟
أي روعة أنتِ؟؟
أي معجزة أنتِ؟؟
ماذا فعلتِ وتفعلين بي
كفى
كفى
ارحمي قلبي الذي تطعنينه بأهداب عينيك الذائبتين خجلا
وتعصرينه بين ملتقى شفتيكِ المرتعشتين توترا)

العنود تعبت وهي تنتظر منه رد فعل بينما هو واقف كتمثال حجري
وخجلها يمنعها من الحركة
(هذا شفيه كذا
يبي يحرجني يعني
يضطرني أنا أتكلم أول
لمتى وحنا واقفين
أنا أبي أصلي)

العنود همست بخفوت معذب: أبي أصلي.. ممكن؟

انتفض فارس بعنف ولكن انتفاضته لم تظهر مطلقا على محياه
فلطالما اعتاد على التحكم في انفعالاته

فارس بهدوء وثقة: بنصلي كلنا الحين ركعتين
وعقب صلي



************************



جناح ناصر ومشاعل

ناصر اقترب منها بدت له كطفلة خائفة مذعورة بوجهها المحمر الصافي الخالي من المساحيق
ودموعها التي تسيل بغزارة
شعر بحنان غامر ناحيتها
سألها بحنان: وش فيش؟؟

مشاعل بخجل عميق من بين دموعها المنهمرة بصمت:
ماعرفت افتح الفستان.. ممكن تساعدني

ناصر ابتسم
(والله ربي يحبني)
أجابها بابتسامة: لفي

مشاعل أعطته ظهرها
ناصر بدأ يفتح السحاب ببطء شديد وكأنه يريد إطالة المهمة قدر يستطيع
وهو يفتح كان يمرر أصبعه بطريقة مقصودة على سلسلة ظهرها
مشاعل كادت تجن وهي تشعر أن إعصارا صاعقا ضرب سلسلة ظهرها
همست بخجل واختناق: ناصر بسرعة لو سمحت

ناصر يبتسم: خلاص خلصت

مشاعل لم تصدق أنه انتهى
قفزت للحمام وهي تبكي بشكل أشد
وتناشد الله في أعماقها
(يا ربي الطف فيني ياربي الطف فيني
شكله مهوب عاتقني الليلة
وش ذا الوقاحة اللي عنده
ياربي ارحمني
ارحمني
يارب الطف فيني .. الطف فيني
ليتني قعدت في الحمام ولا قلت له يساعدني)



********************



جناح فارس والعنود

العنود دخلت الحمام لتستحم وتستعد للصلاة
ووجدت أن لطيفة كانت قد أعدت لها كل شيء في الحمام وفي دواليب الجناح بتنظيم شديد

بينما فارس خرج خارج الجناح
شعر أنه بالفعل عاجز عن احتمال ضغط وجودها بهذا القرب
العنود خرجت لم تجده
ارتدت ثوب الصلاة فوق قميصها
انتظرته
تأخر
بدأت تصلي قيامها
دخل وهي تصلي
انتظرها حتى انتهت ثم همس لها بهدوء دون أن ينظر ناحيتها: يالله نصلي

صليا سويا
حين انتهوا من صلاة الركعتين
فارس بدأ يصلي قيامه

والعنود انسحبت وخلعت ثوب الصلاة
وعادت للحمام للتأكد من شكلها
نشفت شعرها جيدا
ثم فردته
لم تعرف هل تترك وجهها خاليا من المساحيق
أو تضع شيئا خفيفا

لكنها قررت ختاما أن تتركه بدون مساحيق
فوجهها اكتفى اليوم من أطنان المساحيق
تعطرت بكثافة وعطرت شعرها

ثم نظرت لشكلها النهائي في المرآة
وأن شكلها يبدو فعلا أنيقا ومحتشما
في رداء نوم أبيض ملكي عليه روبه السميك المطرز بفخامة
يتناثر عليه شعرها المدرج المسدل بعذوبة على كتفيها

حين خرجت
كان فارس يجلس على الأريكة وقد أرتدى بيجامة سوداء
شعرت العنود بالخجل بالكثير من الخجل
(هل أبدو بشعة أمامه؟!)
ففارس بدا لها وسيما حد الوجع
ومذهلا في بيجامته التي انسابت على عضلات جسده البارزة من تحتها بتناسق رائع

بدأ خجلها يتحول لتوتر
(عشان كذا ما عبرني
أكيد ماشاف فيني شيء يعجبه)

لم يرَ شيء يعجبه؟؟
عن ماذا تتحدثين؟؟
هذا الشاب متيم حتى أقصى عروقه وخلاياه
لو كنتي بشعة حتى، فهو يراكِ المخلوق الأروع في كل الكون؟!!
فكيف وأنتي تقفين أمامه بحسنكِ الموجع؟!!


ظلت واقفة
وفارس يتأملها بعمق
يتأمل وجهها الصافي العذب المشبع أنوثة كاسحة وبراءة عذبة
لباسها الذي أصفى عليها مزيدا من الأنوثة والبراءة معا
كل مافيها موجع.. موجع
ويحز في روحه حتى أقصى أعماقه

طالت وقفة العنود.. وانتبه فارس
وأخيرا تكلم وهو يقول بهدوء: ليش واقفة؟؟
اقعدي

(تعّب روحه صراحة
أخيرا تذكرني)

جلست العنود بعيدا عنه ومقابلا له
حرب من النظرات استعرت بينهما
العنود تنظر له بخجل نظرات متوترة منقطعة تتراوح بينه وبين حضنها حيث كفيها المتشابكتين
وفارس ينظر لها بشكل مباشر وعيناه تلتهمها التهاما وتلتهم كل تفاصيلها

(أوف اشفيه يطالعني كذا
لا يكون فيني شيء غلط)
العنود توقفت تماما عن رفع عينيها ونظراتها تثبت على يديها وتطريزات روبها

(لا تصدين
تكفين ارفعي عينش ولدي صوبي

لاتصد هناك ياعمري دقيقه .......... العمر محسوب بحساب الدقايق
في بحر عينك تبينت الحقيقه........... كل موجه تنقل لعيني حقايق
الهوى دلتني عيونك طريقه ...........ثم سوت وسط قلبي لك طرايق
إلتفت يمي ترى عمري دقيقة..........ليتني احيا في سما عينك دقايق

لا تصدين
حتى نظرة عينش تبين تحرميني منها
حرام عليش اللي سويتيه وتسوينه فيني)



********************



غرفة ناصر ومشاعل

بعد حوالي نصف ساعة خرجت مشاعل من الحمام
بعد أن نشفت شعرها بالمجفف
ولبست بيجامتها

بدت لناصر أشبه بدمية حقيقية
أشبه ما تكون بلعبة قد يكسرها أقل شيء
شعر برغبة عارمة أن يحتضنها.. يستنشق عطر هذا الشعر الطفولي الناعم

لكنه تنهد وهو يقول لنفسه
(كل شيء في وقته حلو)

همس لها: يالله نصلي

مشاعل رفعت عينيها له لأول مرة
بدا لها وسيما ومهابا حتى في نحافته التي لم تخفِ عضلاته
النحافة التي ميزته عن عرض أجساد آل مشعل

أنزلت عينيها بسرعة وهي تقول: بس أجيب سجادتي

أحضرت سجادتها ووقفت خلفه وصليا معا ركعتين
ثم صلى كل منهما قيامه

ناصر أنهى صلاته قبلها
وهي أطالت كثيرا في الصلاة
ناصر كان يبتسم وهو يجلس للكرسي الأقرب لها
انتهز الفرصة أنها سلمت بين ركعتين فهمس بمرح شفاف عميق:
ترى أكثر القيام 8 ركعات ..والشفع والوتر صاروا 11
شكلش صليتي 30 أو 40 ركعة
وترى عادي.. صلي 70، 80 قاعد انتظرش للصبح ماوراي شي ترا
لا جمعة شباب ولا تدريب ولا شغل
أنتي وبس

مشاعل بخجل: بأوتر بس

صلت مشاعل ركعتها المتبقية
ثم قامت لتعيد سجادتها للدولاب
لا تعرف لماذا تعيدها كان من الممكن أن تتركها على الكرسي
ولكنها تريد أن تبتعد عن مدى وجوده
أطالت وهي تقف أمام الدولاب المفتوح وأفكارها تسرح
لم ينتزعها من أفكارها سوى أنفاس دافئة تلفح عنقها
وناصر يميل عليها ويهمس بالقرب من أذنها: مطولة؟؟



************************


جناح فارس والعنود

الجلسة طالت كثيرا
العنود زاد خجلها كثيرا وهي تراه يراقبها بهذه الطريقة

وفارس العاشق لم يكن أصلا في وعيه فهو كان يحلق في عوالمه الخاصة
فهو مازال غير مستوعب أن معشوقته تجلس أمامه
بدون حواجز
وأنها أصبحت له يتمتع بالنظر إليها كيف يشاء
ويستمتع بهمساتها كيف شاء
تذكر أنه لم يسمع صوتها تقريبا منذ وصلا
وكم هو مشتاق لانسكابه في أذنه

همس بطريقته الواثقة الاعتيادية: العنود تعالي اجلسي جنبي

العنود لم تتحرك
(صدق ماعنده ذوق
يامرني أجي عنده)

فارس طلب ذلك بعفوية لأنه هو من يجلس على الأريكة
بينما هي تجلس على كرسي منفرد

فارس بذات الهدوء: العنود تعودي من أولها إني ما أعيد الطلب مرتين
إذا طلبت منش شيء تنفذينه من أول مرة
قلت لش تعالي جنبي
تقومين تجين جنبي
وهذي بتكون أخر مرة أكرر طلب مرتين

العنود شعرت بضيق عميق
أسلوبه مستفز وقاس وخالٍ تماما من الذوق
ولكنها وجدت نفسها مجبرة للقيام والجلوس جواره
فنصائح مريم الكثيرة ترن في رأسها
وعصيانه عصيان لربها

العنود جلست على الطرف الآخر من الأريكة وهي تترك مسافة فاصلة بينهما

ولكن قربها كان كافيا لتخترقه رائحتها العذبة
لم يكن عطرها فقط
بل رائحتها هي.. اختلاط عطرها برائحتها الطبيعية كان ناتجه فتاكا على مشاعره
مازال يتجلد.. فتنكيس الرايات السريع ليس من شيم كبرياءه
وخصوصا أنه يحاول جاهدا أن يستعيد إهانتها الوقحة لها حتى يقسو عليها قليلا
فيجد أن هذه الاهانة تتضاءل ذكراها أمام ذكرى أعظم وأجمل
هي العنود ذاتها
ولكن كبرياءه .. كبرياءه أين يفرمنه؟؟؟

سألها بهدوء: ناصر قال لي إنش أنتي رفضتي نسافر.. ليش؟؟

العنود تتذكر أنها قالت لناصر السبب.. أيعقل أنه لم يقله لفارس
وفارس كان يعلم السبب
لكنه يريد فتح حوار ما

العنود بخفوت وعذوبة: امتحاناتي بعد أسبوع وماعندي وقت

أن يسمعها توجه الحوار له مباشرة بصوتها الساحر وطريقتها الآسرة في الكلام
كان إحساسا فوق كل خيال روعة وآلما ومتعة

سألها بهدوء: كم ساعة مسجلة؟؟

العنود بذات النبرة الخافتة: 16

فارس : مهوب واجد عليش؟؟

العنود ترفع عينها.. وتكمل بخجل: لا بالعكس أصلا كنت أبي 18 بس ماحصلت
إن شاء الله الفصل الجاي أسجل 18 ساعة

فارس بهدوء: أكثر من 14 لا تسجلين.. أنتي الحين مرة متزوجة
لبيتش حق

العنود صمتت لا تريد أن تثير معركة منذ ليلتهما الأولى همست برقة: يصير خير

فارس ماعاد يحتمل
(ماكل هذه العذوبة!!
تبدو الكلمات كما لو كانت تختلط بالعسل والسكر
وهي تتدفق من بين شفتيها)
يريد أن يلمس وجهها فقط
يريد أن يلمس تفاصيل ملامحها
يلمس شفتيها النديتين النابضتين بالهمس المعذب
هل هما فعلا حقيقة أم خيال؟؟

هذه المرة لم يأمرها أن تقترب
بل هو من اقترب منها

العنود توترت وهي تتراجع أكثر للطرف الذي حجزها
وهو يقترب أكثر
حتى أصبح شديد القرب منها

همس لها بحنان تلقائي: ارفعي وجهش
وطالعيني

نبرة الحنان اللذيذة غير المعتادة في صوته أجبرتها على التنفيذ بدون وعي

مد سبابته لوجهها
انتفضت بعنف
وهو يمرر سبابته على حاجبها
خدها
شفتيها
ذقنها
عنقها
ثم يضع كفه على خدها بحنان ووله مصفى
وهو يقرب وجهه أكثر منها

العنود رأت كيف تلمع عيناه ويزفر أنفاسه بعمق
والجو يُشحن بشرارات كهربائية بينهما
همست بخجل شفاف وهي تحاول الابتعاد: تكفى فارس خلني لين أتعود عليك

رغم صعوبة الابتعاد على فارس بعد أن أصبح على هذا القرب منها
ورائحتها التي أسكرته تماما وهي تخترق أقصى حويصلاته الهوائية
لكنه ليس من يفرض نفسه
أو يتعامل بهمجية مع نصفه الآخر
فعلاقته بها يريدها أن تكون برضاها وتجاوبها

ابتعد وهو يتنحنح وكأن هذه النحنحنة صادرة من أعمق أعماقه:
بس إن شاء الله مرحلة التعود ذي ما تطول

صمتت العنود بخجل

استمر الصمت وفارس يعود لتأملها بوله
(أي سحرٌ تتسربلين به؟!
أي روعة يضمها جنبيكِ؟!
متى ترحمين قلبي المتيم؟؟
أو متى أرحم نفسي من جنوني المتكبر
آه يا صغيرتي
وألف آه)

بقيا على جلستهما المشحونة بالمشاعر العصية على التفسير
حتى أذن الفجر
وصليا فرضهما

حين أنهيا الصلاة قال فارس بطريقته الواثقة المعتادة في الكلام:
زين نبي ننام وإلا ذي بعد تبي لها تعود

(صدق ماعنده أسلوب!!)
لكنها ردت بخجل: نام.. تصبح على خير

فارس يتنهد وهو يعرف أنه لم يكن لطيفا رغم أنه يتمنى لو يذوب لها لطفا
ويقول بهدوء: العنود مافيه داعي لسوالف الأفلام وواحد منا ينام على الكنبة والثاني على السرير
تعالي نامي جنبي.. تراني مخلوق متحضر لو عندش شك في هذا..وأعرف أتحكم بنفسي


العنود نهضت معه
لم ترد أن تبدو قليلة التهذيب معه
فهي ثتق به وبكلامه
ومادام قال لها شيئا فلن يخلف بكلامه لها
تمدد فارس على طرف
وتمددت هي الآخر دون أن تخلع روبها

فارس يتنهد بعمق
(لو أنها بس تسولف لي
ما أبي شيء ثاني
صوتها بيصبرني
بس الحين شوف وحر جوف)



*************************



جناح ناصر ومشاعل

مشاعل أطالت وهي تقف أمام الدولاب المفتوح وأفكارها تسرح
لم ينتزعها من أفكارها سوى أنفاس دافئة تلفح عنقها
وناصر يميل عليها ويهمس بالقرب من أذنها: مطولة؟؟

شعرت مشاعل أنه سيغمى عليها
صمتت
ناصر فسر صمتها وأنها لم تتحرك أنه نوع من التجاوب معه
وتوقع أنهم بالغوا في تصوير خجلها له
لذا تجرأ أكثر وهو يقترب من ظهرها ويضع يديه على عضديها
ويطبع قبلة على شعرها
وناصر بالفعل كان لديه استعداد للتوقف فورا لو أنها طلبت منه ذلك
فهو وعدها أن يصبر عليها
وليس هو من يخلف وعدا
ولكنها لم تطلب
بل تصرفت
وهي تنخرط في بكاء هستيري
ابتعد ناصر عنها وهو يقول بتأثر: مشاعل أنا آسف
خلاص ماني مقرب منش والله العظيم
لا تخافين حبيبتي

لكنها لم تستمع له وهي تركض للحمام وتغلق على نفسها فيه

ناصر قرر تركها حتى تهدأ
مضت أكثر من ساعة وهي لم تخرج
طرق عليها الباب
لم ترد عليها
همس لها بحنان: مشاعل حبيبتي والله العظيم آسف
خلاص والله ما أعيدها ولا أقرب منش إلا برضاش
هذا أنا حلفت
اطلعي مايصير.. بتقضين الليل في الحمام؟؟

لكنها لم ترد عليه

ناصر أصبحت حالته مزرية من القلق والندم
عاد لها بعد نصف ساعة
وهو يقول بنبرة فيها بعض حدة: لو مارديتي علي بأكسر الباب

مشاعل بصوت باكي ضعيف: تكفى ناصر خلني

(لا حول ولاقوة إلا بالله
وش ذا البلشة
بأخليها شوي)

وبقيت مشاعل في الحمام
وناصر بين باب الحمام يحايلها ويطمئنها ويحلف لها ألا يقترب منها
وبين الأريكة التي يجلس عليها
حتى أذن الفجر

حينها بدأ ناصر يغضب فعلا
وتتحول مشاعره من الشفقة عليها للغضب منها
(هذي وش شايفتني؟؟
تحسبني بأغتصبها ذا الخبلة مسكرة على روحها 5 ساعات)

اقترب من الباب وهو يهمس بغضب مكتوم:
مشاعل اطلعي أبي أتوضأ وأصلي

مشاعل بخوف: ماني بفاتحة
أكيد تبي تضربني الحين

ناصر بغضب شفاف: يابنت الحلال
أنا ماأستاهل منش اللي انتي تسوينه فيني
حلفت لش ألف مرة ما أسوي لش شيء
يعني بأكذب على ربي عشانش
اتقي الله
مايصير اللي تسوينه
اقعدي وين ما تبين.. في الغرفة.. في الصالة
لو تبين أخلي لش الجناح كله خليته
بس اطلعي

مشاعل بذات الخوف: قلت لك ماني بفاتحة

ناصر خرج من الجناح وتوضأ في حمامات البهو الرئيسي (اللوبي) وصلى الفجر
ثم عاد لها يعتقد أنها قد تكون فكرت في كلامه وخرجت
لكنه وجدها مازالت تغلق عى نفسها

عاد لها يحايلها بدون فائدة
حتى أشرقت الشمس وناصر منهك ويريد النوم
اقترب من الباب وهو يقال برجاء عميق:
مشاعل الله يهداش الشمس شرقت
والله العظيم أنا ما أستاهل منش كذا
أنا شاريش ومحترمش وعازش
تسوين فيني كذاّّ

مشاعل بخوف صميمي: ماني بفاتحة لين يجي أخي مشعل
أبي مشعل

طلبها لمشعل ذبح ناصر
ذبحه تماما
يفترض أن يكون هو من يحميها
فكيف تريد أن تحتمي بغيره ومنه

ناصر بغضب مر: أنتي صاحية؟؟
تبين تفضحين روحش
وش يقولون الناس وانتي مقضية ليلة عرسش في الحمام
مستحيل اتصل في مشعل
خلش في الحمام لين تشبعين

ثم أردف بمرارة:
وترا النفس طابت منش
هذا مهوب سحا يا بنت عمي
هذا عياف
ومن عافنا عفناه لو كان غالي



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 18-06-09, 06:43 AM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياصباحات السعادة التي تستحقونها
اليوم 18/6.. أكملت أسى الهجران شهرين من العمر

واسمحوا لي أن استغل هذه المناسبة لأقف على أعتاب توأم الروح
الغاضبة الأثيرة التي طال غضبها
لمن تحب أن تتدلل لأنها تعرف أنها أهل للدلال
ابنة خالتي التي تعرفونها جميعكم
أقف اليوم لأقول لها
مهما يحدث
تعلمين أنكِ تنبضين بين الشريان والوريد
لا حرمني الله أخوتك وصداقتك وأبقاك لي دفق دمي السائر في عروقي
وحفظكِ من كل شر
.
.
الآن استلموا بارت اليوم
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.


أسى الهجران/ الجزء السادس والستون


بيت عبدالله بن مشعل
الصالة السفلية
الساعة التاسعة والنصف صباحا


موضي تجلس في الأسفل
جدتها تتمدد في غرفتها
وأمها في المطبخ
والجو يعبق به روح تأثر عميقة لغياب مشاعل
موضي تعرف أن الاثنتين مفتقدتان لمشاعل بوجع مستشري
لذا جدتها ادعت التعب وتمددت
وأمها تتلهى في المطبخ عن التفكير


بعد دقائق نزلت هيا
سلمت وسألت عن الجميع

موضي بابتسامة: غريبة وش فيش مصبحة بدري عقب سهرة البارحة

هيا تبتسم: مصبحة مثلش هذا أولا
ثانيا مشعل جاه اتصال مهم على قولته وطلع
وأنا عقب ماطلع ماقدرت أنام

موضي تبتسم: عيني يا عيني على أهل الغرام

هيا ترد بخبث: نشوفش عقب كم يوم أنتي والشيخ راكان

رغم الضيق الذي سببه الموضوع لموضي إلا أنها ضحكت:
حووو.. رويترز ما يدس شيء عليش

هيا تبتسم: خله يدس علي عشان أقص رقبته
ثم أردفت باهتمام: إلا شبر القاع وينه؟؟ اليوم ماعنده مدرسة وينه

موضي بضيق حقيقي لأنها هي ذاتها متضايقة من اشتياقها لأختها
همست بصوت منخفض:
سلطان متضايق ومكتئب

هيا بقلق: من جدش أنتي... سليطين متضايق ومكتئب؟؟

موضي بحزن: مشتاق لمشاعل وما يبي يقول.. وكاتم في نفسه

هيا بشفافية: لحق يشتاق.. توها عرسها البارحة

موضي بتأثر: مشاعل أكثر حد فينا ريم وسلطان متعلقين فيه
ريم عادي عبرت عن مشاعرها وهذي هي تنحط فوق
وأنا ماني بشايلة همها
لأني أدري إنها بتبكي وتفضي اللي في رأسها وترتاح
بس سلطان وذا العرق الأمحق اللي في رياجيل آل مشعل
كاتم في روحه.. شكله يكسر الخاطر جد
ودي إنه يبكي عشان يرتاح

هيا بتأثر: وينه ؟؟

موضي: في الصالة الداخلية يلعب بلاي ستيشن وهو في صوب واللعبة في صوب

هيا نهضت وهي تحكم لف جلالها على وجهها وتدخل على سلطان في الصالة الداخلية المفتوحة على الصالة الرئيسية

هيا بمرح مصطنع: هلا والله بشيخهم.. هلا بالشيخ سلطان بن عبدالله

سلطان رد بهدوء وعينه مثبتة على شاشة التلفاز: حياش الله

هيا بذات المرح: أفا وش ذا الحفوة الباردة يا ولد عمي
كنها طردة.. أبي ألعب معك.. ممكن؟؟

سلطان بعفوية: مشاعل كانت تلعب معي

أجاب بالشيء الذي يشغل باله

هيا تبتسم: وأنا أعرف ألعب بعد

سلطان صمت

هيا جلست قريبا منه وهي تتمنى لو كان بإمكانها احتضان هذا السلطان الغالي
(كم من الكبرياء الكريه في عروقكم
حتى الاطفال لم ترحموهم منه)

هيا بعمق: سلطان ترا مهوب معنى إن مشاعل تزوجت
إنها خلاص صارت بعيدة عنك
البيت جنب البيت
بتلاقيها كل شوي ناطة لنا
ثم أكملت بمرح: أو أنت كل شوي نط عندها
خلاص بنات عمك وحدة تزوجت ووحدة تملكت
ماعاد ينخاف عليهم يفتتنون فيك

مازال صامتا

هيا تتمزق بالفعل من أجله..
فهي خير من يشتم رائحة الحزن العميق
وتعلم أن قلب هذا الفتى مشبع بحزن شفاف

صمت متوتر حزين يشبع الأجواء

أخيرا تكلم
همس بخفوت موجع: البيت ماكن فيه حد
حاس كنه قبر من غيرها

جملته مزقت قلب هيا تماما.. تعرف هذا الإحساس .. تعرفه تماما
هي من صمتت الآن وهي تحاول مغالبة دمعات تتوق للانهمار
لم تعرف ماذا تقول له
صمتت
حزين هو..حزين بالفعل.. ويبدو أنها فاشلة في المواساة!!!

أكمل بذات الهمس الحزين فهو محتاج للبوح:
كانت تعرف لي بدون ما أتكلم
وإذا حضنتني شميت فيها ريحة أمي
كل يوم كانت تعصب علي: إذا مادرست..إذا ماكلت.. إذا تأخرت...
وانا أحب أشوفها وهي معصبة..لأنها ماتعرف تعصب...
عمري ماقلت لها آسف..أبي أقول لها آسف..
عمري ماقلت لها إني أحبها...أبي أقول لها إني أحبها
اني أحبها واجد واجد.. وإن بيتنا ماله حلا من غيرها


ماعاد يحتمل المزيد.. أكتفى من البوح
ويريد أن يبكي.. ويستحيل أن يسمح لأحد برؤيته
وقف وترك هيا التي تمزقت حزنا من أجله
تركها وصعد لغرفته



*************************


جبهة حزن فراق أخرى

صالة بيت محمد بن مشعل
أم مشعل تجلس مع مريم أمام قهوتهما التي لم تمس
والجو ثقيل ثقيل حولهما

أم مشعل بلهفة مكسورة: مريم يأمش دقي على العنود نتطمن عليها

مريم بهدوء: يمه تو الناس.. وهذولاء معاريس مايصير نزعجهم

أم مشعل صمتت
بعد دقائق صمت
همست أم مشعل بحزن: الله يعيني إذا رحتي أنتي بعد

مريم تمزقت من جملة والدتها الموغلة في الحزن
ثم همست بتأثر: يمه هذولاء مشاعل وموضي بيجون عندش

أم مشعل بتأثر: شكلي بأقول لراكان يستعجل في العرس
أبي لي وحدة تكون معي داخل البيت
بأستخف لو أقعد في البيت بروحي

مريم مدت يدها تتحسس حتى وصلت يد والدتها احتضنتها وقبلتها:
أنا يمه قاعدة عندش لين عقب عرس راكان.. لا تستعجلينهم
موضي توها بتخلص عدة
مايصير تغصبونها على طول عرس


***************************


قبل ذلك بحوالي ساعة

حدود الساعة 9 إلا ربع صباحا
جناح ناصر ومشاعل

ناصر لم ينم إلا حدود الساعة السابعة
ليلة زواجه كانت الليلة الأسوأ في حياته
وهاهو هاتفه يرتفع بالرنين ويصحيه من نومه الذي يحتاجه بشدة
التقط الهاتف يريد أن يضعه على الصامت ولكنه رأى أن المتصل هو رئيس فريقهم
استغرب وذهنه يتحفز.. فالفريق كاملا يتواجد في الأردن حاليا
والوقت مبكر للاتصال قالساعة عندهم الآن الثامنة إلا الربع
والفريق كلهم ورئيسه اتصلوا به البارحة وهنأووه
فما سبب الاتصال يا ترى؟؟!!

التقط الهاتف وهو يرد باحترام: هلا والله

الطرف الآخر بحرج: هلا بك يابو محمد آسفين على الأزعاج

ناصر بذوق: لا إزعاج ولا شي حياك الله أي وقت

رئيس الفريق بحرج أكبر: والله ياناصر ما أدري وش أقول لك مالي وجه

ناصر يقف ومشاعره تتحفز: عسى ماشر؟؟

رئيس الفريق بإرتباك عميق: أدري أنه عرسك البارحة وأنك كنت بتسافر الليلة
بس حن محتاجينك

ناصر باستغراب: محتاجيني؟!!

رئيس الفريق: البارحة حسن عقب ماحضر عرسك وهو طالع المطار زلق وانكسرت يده وماقدر يجي.. وأكيد مايقدر يشارك
فاحنا نبيك تجي تشارك مكانه في السباق الليلة
وبكرة على الليل ترجع
تدري ناصر أنت وحسن أحسن فرسان في الفريق
أنت أساسا ماكنت مشارك وهذا حسن انكسر.. يعني ماعاد لنا أمل بأي من المراكز الأولى كذا
أدري مالي وجه أطلب منك كذا وأنت عريس
بس اعتبرها خدمة أخيرة لفريق بلدك.. وهذا تمثيل وطني
وأنت كنت تبي تعتزل السباقات.. خل السباق ذا سباقك الأخير


ناصر كان يستمع لرئيس الفريق وعشرات الأفكار تصطخب في ذهنه
زواجه...
رفض مشاعل له..
حاجة فريقه له الذين هم أصدقاء عمر وليسوا مجرد فريق رياضي..

رد على رئيس الفريق بثقة: خلاص أنا مستعد

رئيس الفريق بسعادة: كنت عارف إنك منت بخاذلني
خلاص الطيارة بعد 3 ساعات
بيجيك مندوب لين مكانك يأخذ شنطتك وجوازك وبيخلص كل شيء
أنت بس تعال قبل الإقلاع بنص ساعة

مشعل باهتمام: والجليلة؟؟

رئيس الفريق: وش دخلها الجليلة؟؟

ناصر باستغراب: أشلون أسابق بدون فرسي؟!!

رئيس الفريق بهدوء واهتمام: ناصر أنت عارف إنه إجراءات شحن الجليلة بتأخذ وقت
عدا إنها تبي لها وقت لين تتعود على لجو.. والجو هنا ذا الأيام بارد جدا وصقيع

ناصر باستفسار: زين والحل؟؟

رئيس الفريق: تركب ثيندر.. ثيندر صار له هنا أكثر من أسبوعين وهو كل يوم يتدرب وتعود على الجو

ناصر بهدوء: بس ثيندر حصان عنيف.. وما يتقبل حد إلا حسن

رئيس الفريق: وأنت جوكي محترف.. والسيطرة على ثيندر موب صعبة عليك

ناصر بثقة: خلاص تم... شنطتي وجوازي أصلا جاهزين لسفري الليلة
خل المندوب يجيني الحين في الأنتر
عشان أسوي شيك آوت.. وأروح أسلم على هلي

ناصر أنهى اتصاله
وتفكيره مشغول بمن قضت ليلها في الحمام
ولكنه لا يريد رؤيتها
يشعر أن رؤيتها جارحة له وبعمق
جارحة لكرامته ولرجولته وقرابتها له

اتصل بمشعل بن عبدالله وطلب منه الحضور فورا

بعد نصف ساعة كان مشعل يصل هو والمندوب سويا في ذات الوقت
ناصر أعطى المندوب حقيبته وجواز سفره ومشعل في غاية الاستغراب
كانوا مازالوا في الممر
بعد ذهاب المندوب.. ناصر همس لمشعل القلق من اتصاله: تعال

مشعل دخل وهو يشعر بالحرج
ناصر قال لمشعل بهدوء: اجلس مشعل

مشعل جلس وعيناه تجوبان بالجناح بحثا عن شقيقته

ناصر بذات الهدوء: مشعل باسالك سؤال وجاوبني بصراحة

مشعل بقلق: وش ذا المقدمة.. إسال.. أظني إنك عارفني

ناصر بهدوء عميق: مشعل أنتو غاصبين مشاعل علي؟؟

مشعل قفز وهو يقول بحدة: من يقوله؟؟ مهوب بناتنا اللي يغصبون

ناصر: اقعد مشعل

مشعل جلس وناصر يكمل كلامه: اللي باقوله لك أبيه بيننا
لأنه ما أدري وش أقول لك.. ماينقال

مشعل تصاعد قلقه وعشرات الأفكار المجنونة تعصف به

وناصر يكمل: مشاعل من البارحة مسكرة على روحها في الحمام

مشعل قفز: وشو؟؟
كان يريد التوجه للحمام.. لكن ناصر أشار له لا

ناصر أخبر مشعل بإضطراره للسفر للاشتراك في سباق التحمل الصحراوي في الأردن
ثم قال له: أنا أبيك تأخذ مشاعل.. شوف وشهي تبي.. وش اللي يريحها؟؟
وأنا بأسويه لها إذا رجعت

مشعل بتأثر عميق: أنتظر لازم أخليها تطلع وتعتذر لك..

ناثر برجاء: لا تكفى مشعل.. ماعليه أدري إنها أختك
بس أنا متضايق منها وما أبي أشوفها الحين
خلني أروح الحين... وإذا رجعت من سفري تفاهمنا

مشعل احتضنه وهو يقول له بأخوية عميقة:
تروح وترجع بالسلامة.. وترجع لنا بالكأس
والسموحة يا أخيك امسحها في لحيتي
مشاعل والله إنها ذهب بس هي تستحي بزيادة

ناصر حمل حقيبته وخرج يريد الذهاب لأهله للسلام عليهم وإخبارهم
ثم للتوجه للمطار


مشعل تنهد وهو يتوجه للحمام
الوضع حساس
ويحتاج لمعالجة متوزانة

طرق الباب عليها
لم ترد
أعاد الطرق
لم ترد
همس بقلق: مشاعل افتحي الباب

فُتح الباب فورا.. لتظهر من خلفه مشاعل بوجهها المتورم من كثرة البكاء
رمت بنفسها على صدره وهي تنتحب
مشعل احتضنها بحنان وهي يربت على ظهرها ويهمس:
ليه سويتي كذا مشاعل الله يهداش
ناصر ضايقش بشيء؟؟

مشاعل بين شهقاتها: ماضايقني بس أنا ما أبيه
أنا ماني بوجه عرس يا مشعل
وما استحمل حد يقرب مني
والله استحي.. استحي

مشعل ارتاح قليلا بعدما تاكد أن القضية لا تتجاوز خجل مشاعل المعتاد
وإن كان خجلها هذه المرة تجاوز الحد

مشعل جذبها وأجلسها على ألاريكة وجلس جوارها واحتضنها
وتركها تبكي حتى ارتاحت تماما وصمتت
ثم همس لها: مشاعل اسمعيني
اللي سويتيه عيب في حقش وحق ناصر وحقنا
أنتي ماحد جبرش على ناصر
أنتي خذتيه برضاش
ولو كنتي فهمتيه بالهداوة إنش ما تبينه يقرب منش
ماراح يجبرش على شيء
لو أنتي حتى مسكرة على روحش في الغرفة كان عادي
بس تسكرين على روحش طول الليل في الحمام
كنش تقولين له قعدة الحمام ولا مقابلك
تراها قوية عليه.. قوية يا أخيش
وناصر مايستاهل تجرحينه بذا الشكل
عمري ماشفت ناصر زعلان كذا
ناصر أوسع خاطر فينا ومايضيقه إلا شي كايد
والله مايستاهل منش كذا ياقلبي
وهذا هو سافر وهو زعلان عليش

مشاعل برعب: سافر.. وين؟؟ وليه؟؟

مشعل أخبرها بسفر ناصر
توترت وشعرت غصبا عنها بإحساس كاسح بالذنب

مشعل أكمل لها: اسمعيني
أنتي قومي الحين تسبحي
وأبيش تعدلين وتلبسين مثل أي عروس
وبأوديش لبيت ناصر

مشاعل بجزع: لا مشعل تكفى.. أبي أرجع لبيتنا

مشعل بحنان: مايصير ياقلب أخيش
تبين الناس ياكلون وجيهنا
وبعدين ناصر اللي أنتي مستحية منه مسافر
عشان خاطري لو لي خاطر عندش

مشاعل ابتسمت أخيرا وهي تقول بحزن:
عشانك أقط روحي في النار
خلاص يابو عبدالله عطني نص ساعة أتسبح وأصلي وأجهز على السريع وألم أغراضي


*************************


بيت محمد بن مشعل
مشاعل وصلت بيت عمها

مشعل أوصاها أن يبقى الموضوع بينهما فقط
وأن تحاول التأقلم مع محيطها الجديد قبل عودة ناصر
وأكد لها أنها غير مجبرة على إكمال حياتها مع ناصر إذا كانت رافضة له
ولكنها يجب أن تمنحه فرصة أولا فمن هو مثل ناصر يستحق عشرات الفرص
فلا تستكثر عليه أن تعطيه فرصة وحيدة
وثانيا أن تتمهل قليلا قبل اتخاذ أي قرار

كلام مشعل طمئن روحها القلقة المرتاعة
وهاهي مستعدة مبدئيا للمحاولة

نزلت لبيت عمها بخطوات مترددة
مريم وأم مشعل استقبلاها بابهتاج كبير
قبل قليل مر بهم وناصر وأخبرهما باضطراره للسفر
لكنه لم يقل شيئا عن مشاعل
لذا سعدا كثيرا برؤيتها

أم مشعل أخذتها لقسمها
وأغراض مشاعل رتبتها لطيفة هناك قبل عدة أيام
دخلت وهي مرتبكة وتتنهد بعمق
تركتها أم مشعل لترتاح وانسحبت
غرفتان كل منهما بحمام
وصالة شاسعة ملحقة أيضا بحمام
ومطبخ متوسط الحجم
شعرت بحضور كاسح لناصر في كل مكان
فالصالة كان يتوزع بها بطريقة منسقة الكثير من الكؤوس
والكثير من الصور لناصر مع فريقه ومع الجليلة

أما ما أرعبها تماما فقميص أبيض مثبت داخل إطار كبير كأطار الصور
كان ممزقا وعليه بقع دم وطين وكُتب تحته
دورة الألعاب الأسيوية الخامسة عشرة /الدوحة/ 2006
ومعه ميداليته البرونزية التي حصل عليها في تلك الدورة

انتفض قلب مشاعل وهي تشعر بضيق يكتم على روحها
(الله يهداك ناصر.. هذا قميص حد يحتفظ به)

تتذكر جيدا هذه الدورة
فاز بسباق التحمل الفردي في تلك الدورة الفارس راشد بن محمد راشد آل مكتوم على فرسه (ماجيك غلين)
وبسباقات الفرق فاز الفريق الإماراتي بالذهبية
والقطري بالبرونزية
وكانت الأجواء أيامها مطيرة
والسباق كان يتكون من 120 كيلو على خمس مراحل وانطلق من منطقة سيلين البحرية
اجتاز ناصر 3 مراحل وفي المرحلة الرابعة زلقت الجليلة وتعرضت للاصابة
وسقط ناصر وأصيب إصابة بالغة في كتفه

لا تعلم لم تتذكر كل هذا
ولكنها دعت بعمق أن يحفظه الله في هذا السباق
وهي تحاول أن تبعد شعور الضيق غير المفهوم الذي اجتاحها مع رؤيتها للقميص الممزق الملطخ بالدم


*******************


جناح فارس والعنود
حدود الساعة 11 صباحا

فارس صحا من النوم أولا
كان نور الشمس القوي يغمر الغرفة تماما

التفت جواره حيث تنام هي بسكينة
كان وجهها ناحيته
(هل أرى شمسا أخرى تشرق جواري
صباحكِ سكر يا طعم السكر
صباحكِ إشراق يا شمسي
كم يبدو هذا الصباح مختلفا
إنه الصباح الأجمل في حياتي
لأنه ابتدأ برؤية محياكِ
أرجوكِ كوني صباحي ومسائي وكل أوقاتي
هائم أنا ياصغيرتي.. هائم.. هائم
أحبكِ
أحبكِ
أحبكِ
ليتني أستطيع الصراخ بها لأسمع العالم ..كل العالم)

"اسمعها إياها يافارس أولا"

كان فارس ينظر لها بوله عميق
كم بدت له صغيرة وناعمة وفاتنة
ورؤيتها تمزق الروح بلذة موجعة
مضت عدة دقائق وهو يراقبها بتمعن واستمتاع
ودقات قلبه تتصاعد بوجيب مزعج

رأى جفنيها يضطربان كأنها على وشك فتحهما
فأغلق هو عينيه
لا يريدها أن تعلم أنه كان يراقبها كالأبله

العنود فتحت عينيها
تلفتت حولها بخجل وهي ترى المكان الجديد عليها
ضمت أطراف روبها على جسدها رغم أنه لم ينفتح
ثم التفتت للنائم جوارها
وحان دور تبادل أدوار المراقبة
وإن كان هو تأملها بحب
فهاهي تتأمله بإعجاب.. في تضاد عارضه الشديد السواد مع بياض بشرته
"والضد يظهر حسنه الضد"
العنود أسندت رأسها لكفها وهي تنظر ناحيته
تمنت لو تستطيع أن تفعل كما فعل هو بالأمس
أن تتحسس وجهه الفاره الوسامة.. المبهر في تفاصيله الرجولية

بل شعرت برغبة عارمة أن تتحسس مكانين بالذات
مكاني القطع المثيرين في حاجبه وفي شفته
(بيحس فيني لو سويتها؟!!
موضي تقول نومه ثقيل)



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اسى الهجران, انفاس قطر, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t121341.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 01-06-15 01:25 AM
Untitled document This thread Refback 03-01-15 05:49 PM
ط±ظˆط§ظٹط© ط§ط³ظ‰ ط§ظ„ظ‡ط¬ط±ط§ظ† ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 05-09-14 06:38 PM
ط®ظ„ظٹظ†ظ‰ ط°ظƒط±ظ‰ ظ„ظٹظ‡ ظƒط¯ظ‡ ط¨ط³ ظٹط§ ظ‡ط§ظ„ط© ط¯ظ‡ ط§ظ†ط§ ظƒظ†طھ ط¨ط­طھط±ظ…ظƒ ط´ظˆظپ Facebook This thread Refback 05-09-14 02:11 AM
ظ…ظˆط¶ظٹ طھط±ظ‰ ط§ظ„ظˆط¹ط¯ ط±ط§ط³ طھظ†ظˆط±ظ‡ This thread Refback 08-08-14 08:55 AM


الساعة الآن 08:47 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية