لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > رجل المستحيل
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رجل المستحيل سلسلة رجل المستحيل


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-10-09, 09:14 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 100009
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: السنيورا الغامضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
السنيورا الغامضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السنيورا الغامضة المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

3- ( آدم ) .
لدقيقة أو بزيد , ظل مدير المخابرات المركزية الأمريكية واقفًا فى مكانه , أمام تلك الزنزانة الحصينة , القابعة فى قلب جهاز المخابرات الأمريكية , وبدا مترددًا لعدة لحظات أخرى , قبل أن يحسم أمره ويقول بصرامة :
- افتح الباب .
قالها وشد قامته , فى نفس اللحظة التي انفتح فيها الباب الإليكتروني ببطء ..
ولعدة لحظات أخرى , ظل واقفًا أمام الباب المفتوح , قبل أن يلتقط نفسًا عميقًا ملأ به صدره , ثم يدل إلى الداخل ..
كانت زنزانة واسعة , بها مقعد واحد ومنضدة صغيرة وفراش بسيط , وملحق بها دورة مياه صغيرة ..
وللحظات أخرى , ظل المدير يتطلع فى صمت إلى تلك الفاتنة المسترخية فوق الفراش ..
إلى ( سونيا جراهام ) ..
وفى بطء , التفتت إليه ( سونيا ) , ورمقته بنظرة قاسية , تجاهلها وهو يقول بصوت حاول أن يجعله هادئًا :
- كيف حالك يا ( سونيا ) ؟
أدارت وجهها , قائلة بلهجة شبه ساخرة :
- أنت إذن ألعوبتهم الجديدة .
حافظ المدير على هدوء أعصابه , وهو يقول :
- عظيم .. مازلت تتحلين بروح السخرية رغم سجنك .
قالت بلهجة مستفزة مقلدة أسلوبه :
- عظيم .. يبدو أن دقة الملاحظة فى جهازكم فى زيادة .
تجاهل تعليقها الساخر , وهو يقول بلهجة هادئة :
- لعلك تتساءلين : لماذا أبقينا على حياتك كل هذه المدة , رغم كل ما فعلتيه ضدنا ؟
تجاهلت سؤاله تمامًا , ولم يبد عليه أنه ينتظر منها جوابًا , فقال :
- كان من المفترض بعد كل ما سببتيه لنا من مشاكل ومخاطر , أن نقتلك .. وبمنتهى القسوة .
ضغط على كلمتيه الأخيرتين , فارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها , وقالت :
- يا لرقة مشاعركم !
تجاهل تعليقها الساخر مرة أخرى , وهو يستطرد قائلًا :
- ولكننا رأينا أن بقاءك حية سيفيدنا أكثر من قتلك .
رمقته بنظرة ساخرة دون أن تعلق هذه المرة , فالتقط هو نفسًا عميقًا , قبل أن يتابع :
- وحتى نضمن ولاؤك وخضوعك لنا , كان يجب أن نراجع تاريخك كله .. بمنتهى الدقة .
وصمت لبرهة , ثم أضاف بلهجة خاصة :
- حتى وجدنا الوسيلة المثلي لهذا .
تطلعت إليه ( سونيا ) فى حذر , فى حين صمت المدير لبضع لحظات , ثم أضاف ببطء :
- ابنك .
انعقد حاجبا ( سونيا ) بعنف , ورمقته بنظرة قاسية شرسة , فسرت فى جسده قشعريرة باردة , إلا أنه تماسك فى سرعة وهو يشعل سيجارة , نفث دخانها , قائلًا :
- اسمه ( آدم ) .. أليس كذلك ؟
لم تجب سؤاله , واكتفت بالنظر إليه فى شراسة , فعاد يقول ببطء :
- ( آدم أدهم صبري ) .
وصمت لعدة لحظات , تأملها خلالها فى برود , قبل أن يقول :
- من كان يصدق أن ( سونيا جراهام ) تتزوج ( أدهم صبري ) , وتنجب منه ابنًا ؟
واستطرد بسخرية :
- حقًا الحب يصنع المعجزات .
قالت بشراسة :
- ماذا تريد بالضبط ؟
قال بصرامة :
- التعاون الكامل معنا .
عقدت حاجبيها فى شراسة , فاستطرد هو بصرامة أكبر :
- فى مقابل بقاء ابنك حيًا آمنًا .
هتفت بنفس لهجتها الشرسة :
- وما الذي يجبرني على فعل هذا ؟ .. إنه ليس فى حوزتكم .. وأنا لن أخبركم مكانه مطلقًا .
كان يريد أن يخدعها , إلا أن شيئًا ما بداخله جعله يعدل عن هذا , ويقول بصرامة :
- إنها مسألة وقت فحسب .. العشرات من رجالنا انطلقوا للبحث عنه فى جميع أنحاء العالم .
واستطرد بصرامة أكبر :
- وسيجدونه حتمُا .. إن عاجلًا أو آجلًا سيجدونه .
وأضاف ببطء :
- وحينها ..
قالت بشراسة :
- إذا مسستم شعرة واحدة منه سـ ..
قاطعها بلهجة صارمة :
- هذا يعتمد على مدى تعاونك معنا .
رمقته بنظرة بغض هائلة , إلا أنه تجاهلها , وهو يسحق السيجار بقدمه , قبل أن يقول بصرامة :
- أمامك خمس ساعات لتحسمى رأيك يا (سونيا ) .
واتجه نحو الباب , وتوقف على بعد سنتيمترات منه , واستطرد قائلًا :
- وضعي فى اعتبارك , أنه توجد وسيلة أخرى للاستفادة من ( آدم ) غير إيذاؤه .
بدأ الباب ينفتح ببطء , وازداد انعقاد حاجبي ( سونيا ) , قبل أن يضيف المدير بلهجة خاصة :
- كإرجاعه لوالده مثلًا .
قالها وغادر الحجرة - التي عاد بابها ينغلق خلفه - وهو يعلم جيدًا أن عبارته الأخيرة أثارت جنون ( سونيا ) ..
أثارته بحق .
***
هبت نسمات رياح هادئة , في ذلك الوقت من الصباح , على تلك الفيلا الفخمة , وأطلق ذلك الطفل الصغير ضحكة صافية , وهو يداعب كرة قدم بقدمه الصغيرة في حديقة الفيلا الواسعة , وصفق بيديه في فرح لأنه استطاع أن يسجل بها هدفا في ذلك المرمى الصغير في مقابلته ..وغير بعيد عنه , جلس رجلان مفتولا العضلات يراقبان تحركات الطفل , ويجولان بنظرهما في الفيلا كلها بشيء من الترقب ..*و في إحدى شرفات الفيلا المطلة على الحديقة , وقف رجل وامرأة يراقبان الطفل , وغمغمت الأخيرة وهي ترمق الطفل في ضيق :
- لست ادري لماذا أشعر أن مراقبة طفل طوال اليوم والعناية به , هو أسخف عمل أقوم به في حياتي .
قال الرجل في هدوء :
- هذا العمل السخيف تتقاضين عنه أجرا ضخما.. تذكري هذا جيدا .
مطت المرأة شفتيها ثم قالت :
- وما قيمة العمل إذا لم أستمتع به , حتى و لو كنت أتقاضى عنه الآلاف ؟
أجابها :
- ومن أدراك أن هذا العمل سخيف .. هذا الطفل الذي نقوم برعايته طفل غير عاد أبدا .. إنه ابن السيدة شخصيا .
التفتت إليه قائلة :
- هل تعتقد أنه مجرد أن يكون ابنا للسيدة , يقتضي هذه الدرجة من الحذر في المراقبة ؟.. إننا نغير مكاننا بشكل دائم ومفاجئ , وفق إجراءات أمنية غاية في التعقيد .. كلا .. هناك سر ما يتعلق بهذا الطفل .. سر خطير .
لم يعلق على قولها , فأضافت هي في حنق :
- و الأكثر مدعاة للحنق أننا نجهل تقريبا كل تفاصيل العمل الذي نقوم به ... فقط تصلنا التعليمات من جهة ما , تحدد المكان الجديد الذي سننتقل إليه , مع طاقم جديد من الحراسة يتعامل معنا بمنتهى الجفاء , وكأننا رجال آليون دون أن يكون لنا الحق في أن نناقش أي شيء مما نقوم به .
تطلع الرجل إلى الطفل عبر الشرفة في برود , وقال لها بصوت أكثر برودا :
- هذا يدخل يا عزيزتي في أمور السرية .. فاستبدال طاقم الحراسة كل مرة , يزيد من درجة الحماية , فالسيدة تخشى أن تقوم جهة ما باستقطاب احد الحراس ليعمل لحسابها .
ثم التفت إليها متابعا بنفس الهدوء :
- ثم إن جهلنا لأية تفاصيل , يجعل موقفنا أكثر أمانا .. فحتى لو وقعنا في قبضة أية جهة لن نمثل أية خطورة على السيدة وطفلها .. أما لو كنا نعرف أكثر مما ينبغي عن السيدة , فهذا يعني ببساطة أنها ستتخلص منا ذات يوم , حفاظا على سريتها وسرية طفلها .
شحب وجه المرأة , فى حين استطرد هو قائلًا :
- و هذا يعني أنه من الأفضل ألا نعرف سوى أقل القليل , وألا نسأل عن طبيعة العمل الذي نقوم به , ما دمنا نتقاضى أجرنا بالكامل .
قال عبارته هذه وهو يرمق الطفل ببرود , وصمت لحظة بدا خلالها وكأنه لن يواصل حديثه , إلا انه قال فجأة دون أن يستدير إلى المرأة :
- ثم لا تنسي أيضا , أنه من المحتمل أننا أيضا تحت المراقبة .. بل المفروض ان نكون كذلك .. وهذا يعني أن أية محادثات نتبادلها هنا , قد تصل بحذافيرها إلى السيدة .. ولا أظن أن اعتراضاتك هذه ستروق لها .. أليس كذلك ؟
شحب وجه المرأة أكثر , وهتفت بذعر :
- أنا لا اعترض أبدا.. بل يروق لي العمل الذي أقوم به .. يروق لي جدا .
التفت إليها , ورمقها بنظرة قاسية دون أن يجيب , فأدارت وجهها الشاحب إلى الطفل , وتطلعت إليه فى توتر , وهي تتساءل عن طبيعة هذا الطفل بالضبط , دون أن يخطر ببالها مطلقا , أن ذلك الطفل بالذات , يحوز في هذه الأيام تحديدا , على اكبر قدر ممكن من الأهمية , من أقوى دولة في العالم ..
" استعدي .. سنغادر المكان مرة أخرى "
انتفضت المرأة في مكانها , ونفضت عن نفسها موجة التفكير التي تغوص فيها , عندما نطق الرجل عبارته الأخيرة , فالتفتت إليه وهتفت بسرعة :- بالتأكيد.
مع قولها , دلف أحد الرجال إلى الحجرة , وقال في صرامة :
- هيا بنا .. سنغادر الآن .
كان الرجل و المرأة مستعدان دائما للمغادرة وفي أية لحظة , نظرا لطبيعة مهمتهما , لذا فقد اكتفيا بأن حملا حقيبتين بسيطتين معهما ثم اتجها نحو الباب , وغادراه مع الرجل , دون أن ينبسا ببنت شفة ..
و ما هي إلا دقائق معدودة , حتى كانت سيارة أنيقة , تقل الجميع إلى مكان مجهول , وبداخلها ذلك الطفل ..
الطفل الذي يحمل اسما مميزا , لا يعرفه هو نفسه ..
( آدم أدهم صبري ) .
***
ارتفعت طرقات هادئة على باب حجرة مدير المخابرات العامة المصرية , فقال الأخير دون أن يرفع عينيه عن الأوراق الموضوعة أمامه فوق سطح المكتب :- ادخل .
دلف ( أدهم صبرى ) إلى داخل الحجرة , قائًلاً بابتسامة هادئة :
- صباح الخير يا سيدى .
رفع المدير عينيه عن الأوراق , وخلع منظاره الطبى قائلًا :
- صباح الخير يا ( أدهم ) .
وأشار إليه بالجلوس , فأطاعه ( أدهم ) , ومضت لحظات من الصمت , قبل أن يتراجع المدير بمقعده إلى الوراء ويقول :
- كم مضى على توليك إدارة التدريب يا ( أدهم ) ؟
غمغم ( أدهم ) :
- شهر ونصف الشهر تقريبًا يا سيدى .
سأله باهتمام :- وكيف تسير الأمور هناك ؟
أجابه :- على خير ما يرام يا سيدى .. هناك تقرير كامل سيكون على مكتبك فى خلال يومان على الأكثر .
غمغم المدير :- عظيم .
واستطرد فى شغف :- وما تقييمك للعناصر الجديدة ؟
أجابه ( أدهم ) :
- معظمهم يتقدمون على نحو ملحوظ وهناك ثلاثة أو أربعة متميزون بحق , ولهم مستقبل باهر فى عالمنا بإذن الله .
غمغم المدير مرة أخرى :
- عظيم .. عظيم .
وصمت لبرهة ثم سأله :
- ماذا عنك يا ( أدهم ) ؟ .. كيف تجد وظيفتك الجديدة ؟
تنهد فى حرارة مجيبًا :
- لا بأس بها يا سيدى .. أظن أنني كنت فى حاجة لمثلها فى هذه الفترة .
تطلع إليه المدير فى صمت , ثم غمغم مرة ثالثة :
- عظيم .
مرة أخرى عاد الصمت يسود المكان , إلى أن قطعه ( أدهم ) متسائلًا :
- أما من أخبار جديدة عن مستر ( × ) و .. ( سونيا ) ؟
مط المدير شفتيه مغمغمًا:
- لا جديد .. الأمريكيون مازالوا رافضون تمامًا فكرة منحنا أية معلومات تتعلق بهما , رغم أننا السبب الرئيسي لسقوطهما
غمغم ( أدهم ) :
- هذا شيء متوقع يا سيدى .. فالاثنان كنز لا يقدر بثمن , ووجودهما فى قبضة أية جهة , كفيل بمنحها أطنانًا هائلة من المعلومات والخبرات , تتيح لها التقدم خطوات كبيرة فى عالمنا .
وصمت لبرهة , ثم استطرد قائلًا :
- فقط لو امتلكوا ما يمكن به السيطرة عليهما .
سأله المدير باهتمام :
- أتظن أنه فى موقفهما الحرج هذا , سيرفض مستر ( × ) و ( سونيا ) الخضوع للأمريكيين ؟
أجابه :- بل أنا واثق من هذا .. الاثنان بالغا العناد والشراسة , ولن يكون من السهل إخضاعهما .
واستطرد ببطء :- إلا إذا توصل الأمريكيون لنقط ضعفهما .
تطلع إليه المدير لحظات , ثم قال :
- مستر ( × ) مازلنا نجهل هويته , لذا فلن نستطيع التكهن بنقطة ضعفه .. أما ( سونيا ) فلست أظن أن لديها نقطة ضعف , من واقع خبراتنا معها .
هز ( أدهم ) رأسه نفيًا , مغمغمًا :
- بالعكس يا سيدى .. ( سونيا ) لها بالفعل نقطة ضعف .. نقطة ضعف بالغة القوة .
تطلع إليه المدير فى تساؤل , فاستطرد ( ادهم ) ببطء :- ( آدم ) .
تمتم المدير :- ابنك !
غمغم ( أدهم ) بأسف :- وابنها .
انعقد حاجبا المدير فى شدة , وغمغم :
- ولكنه ليس فى قبضتهم , و( سونيا ) لن تخبرهم مكانه أبدًا .
غمغم ( أدهم ) :
- سيفعلون مثلما أفعل أنا حاليًا .. سيطلقون العشرات من رجالهم فى جميع أنحاء العالم , للبحث عنه وإحضاره .. وبأي ثمن .
تمتم المدير :- يا إلهى ! .. لقد تحول الصغير إلى طريدة .
تمتم ( أدهم ) :- للأسف .
وزفر فى حرارة , متابعًا بلهجة حملت بعض التوتر :
- وما سيزيد إصرار الأمريكيون على البحث عن ( آدم ) , أنه ليس نقطة ضعف ( سونيا ) وحدها .
ولم يكمل عبارته ..
وفهم المدير ما يقصده ..
وعاد حاجباه ينعقدان ..
وبشدة .
***

 
 

 

عرض البوم صور السنيورا الغامضة   رد مع اقتباس
قديم 06-10-09, 07:47 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 100009
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: السنيورا الغامضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
السنيورا الغامضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السنيورا الغامضة المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

الفصل الرابع : قواعد اللعبة..
.
بدا مدير المخابرات المركزية الأمريكية واثقًا هذه المرة , وهو يقف أمام باب زنزانة أخرى , وشد قامته قائلًا بحزم واثق :
- افتح الباب .
انفتح الباب الإليكتروني ببطء , فدلف المدير إلى الداخل بهدوء و ..
" مرحبًا بك فى زنزانتي المتواضعة يا جنرال"
مط المدير شفتيه , وهو يتطلع إلى ذلك الرجل الأنيق الذي جلس فوق مقعد الزنزانة الوحيد بمنتهى الهدوء , والذي ارتسمت على شفتيه ابتسامة غامضة , بعد أن ألقى عبارته السابقة ..
مضت لحظات من الصمت , وكلا الرجلين يتطلعان إلى بعضهما البعض , قبل أن يقول المدير :
- من الواضح أنك تعرفني جيدًا .
قال بثقة :
- بالطبع يا جنرال .
تأمله المدير قليلًا , ثم قال :
- أرى أن حياة السجون لم تؤثر فيك .
قال الرجل محتفظًا بابتسامته الغامضة :
- إنها حياة مؤقتة عزيزي الجنرال .
سأله المدير بسخرية :
- لماذا ؟ .. أتنوى الانتحار ؟
هز رأسه نفيًا فى بطء , ثم قال :
- بل أنوى الخروج من هنا فى أقرب وقت ممكن .
قال المدير بغلظة :
- ومن سيسمح لك بهذا ؟
استرخى الرجل فى مقعده مجيبًا :
- أنتم .
كرر المدير بحذر :
- نحن ؟!
أجابه وهو يسترخى فى مقعده أكثر :
- نعم .. أنتم يا جنرال .
وصمت لبضع لحظات , ثم استطرد بمنتهى الهدوء :
- أتعلم يا جنرال أنني كنت أنتظر زيارتك هذه منذ يومي الأول هنا ؟
انعقد حاجبا المدير فى شدة , وسأله بصرامة متوترة :
- أكنت تعلم أنني سآتي لزيارتك ؟
أجابه بهدوء شديد :
- بالتأكيد .
وصمت برهة , ثم استطرد ببطء :
- قواعد اللعبة تحتم هذا .
مرة أخرى كرر المدير بحذر :
- قواعد اللعبة ؟!
ابتسم الرجل قائلاً :
- نعم .. قواعد اللعبة التي نمارسها أنت وأنا .. لعبة المخابرات والجاسوسية .
واعتدل فى مقعده مستطردًا :
- اللعبة التي وضعتني إجادتي لها , زعيمًا لأقوى منظمة جاسوسية حرة فى القرن الحادي والعشرين .
قال المدير بسخرية :
- من الواضح أنك تجيدها حقًا .. بدليل أنك هنا الآن فى قبضتنا .
رمقه الرجل بنظرة صارمة , قائلًا :
- كل لعبة تحتمل الفوز والخسارة .
وصمت مرة ثالثة , ثم أضاف :
- واللعبة لم تنته بعد .
قال المدير بتحد :
- من قال هذا ؟
أجابه بسرعة :
- قواعد اللعبة .
وعاد إلى الاسترخاء فى مقعده مستطردًا :
- قواعد اللعبة التي تجبركم على الاحتفاظ بنا أحياء .
قال المدير بحذر :
- بكم ؟
ارتسمت ابتسامة واثقة على شفتي الرجل , وهو يقول :
- أنا و .. والزعيمة .
انعقد حاجبا المدير فى شدة , على نحو تألقت معه عينا الرجل فى ظفر , قبل أن يقول الأول بغلظة :
- ومن قال أننا نحتفظ بها حية ؟
أجابه بلهجة مستفزة :
- نفس السبب .. قواعد اللعبة .
ازداد انعقاد حاجبا المدير أكثر وأكثر , والرجل يتابع بنفس لهجته المستفزة :
- قواعد اللعبة التي تقول : أنكم بحاجة إلينا .. أحياء .
سأله المدير بغلظة :
- وهل أخبرتك قواعد اللعبة سبب حاجتنا لك ؟
أجابه بمنتهى الهدوء :
- للاستفادة من خبراتي بالطبع .
وتابع بسرعة :
- وأنا مستعد لفعل ذلك على الرحب والسعة .
واستدرك قائلاً :
- فى مقابل إطلاق سراحي بالطبع .
سأله المدير ببرود :
- أتظن نفسك فى موقف يسمح لك بإملاء شروطك علينا ؟
قال بلهجة مستفزة :
- بالتأكيد .
واستطرد بسخرية :
- ويمكنك سؤال رئيسك .
عاد حاجبا المدير ينعقدان وهو يتمتم :
- سيادة الرئيس ؟
أجابه بسخرية :
- نعم .. سيادة الرئيس .
ونهض من مقعده واتجه نحو الفراش , مستطردًا :
- وأخبره أيضًا أن الأشياء مازالت لدى .
سأله المدير بعصبية لا مبرر لها :
- أية أشياء ؟
استرخى الرجل فى فراشه مجيبًا :
- هو سيفهم .
وأسبل جفنيه فى تراخ مستطردًا :
- أسعدتني زيارتك يا جنرال .
رمقه المدير بنظرة نارية , ثم استدار ليغادر المكان بمنتهى الغضب ..
أما الرجل , فقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة واثقة ظافرة ..
ابتسامة تليق برجل يجيد قواعد اللعبة ..
إلى أقصى حد .
***
تسربت ابتسامة صافية إلى شفتي ( منى ) , وهي تتأمل خاتم خطبتها في سعادة وذكريات عديدة تداعى في مخيلتها ..
ذكريات مغامراتها مع ( أدهم ) منذ سنوات طويلة .
تذكرت تضحياته من أجلها حينما كانت تقع في الأسر , فيهب من أجلها لينقذها ..
تذكرت كل كلمة حب كان يتلفظ بها أمامها ..
تذكرت طلباته العديدة للزواج منها ..
تذكرت صراعها مع ( جيهان ) زميلتها في العمل من أجل الظفر به ..
تذكرت غيرتها حينما كانت تخرج ( جيهان ) مع ( أدهم ) في مهمة ما حينما كانت مريضة ..
بل تذكرت كل الحوارات التي كانت تتبادلها مع ( جيهان ) وهما تتحدثان عن ( أدهم ) وتعلقهما به ..
كم ذرفت من دموع من اجله ..
كم خفق قلبها له بقوة ..
والآن كل شيء تحقق ..
حلمها الأكبر تراه يتحقق بعينيها ..
هاهي الآن خطيبة لأفضل رجل عرفته في حياتها ..
خطيبة لرجل المستحيل ..
ابتسمت ابتسامة خفيفة وهي تغمغم لنفسها في خفوت :
- من كان يصدق ؟ بعد كل هذه السنوات هاأنذا خطيبة لرجل المستحيل بنفسه !
وهي في خضم أفكارها فجأة أحست بتلك اليد الرقيقة توضع على كتفها , فالتفت يمينا لتجد أمها وهي تبتسم ابتسامة عريضة وتقول في سعادة غامرة :
- أخيرا يا منى .. لا أدري كيف أصف لك سعادتي بخطبتك .. أنا أسعد أم في الدنيا في هذه الأثناء يا ابنتي .
أمسكت ( منى) يد أمها في امتنان وقبلتها ثم قالت :
- وأنا أيضا يا أمي .. لم أكن أتوقع أن أفضل أحلامي يمكن أن يتحقق ذات يوم .
وضعت الأم يدها على وجنة ابنتها في حنان دافق , ثم مررت بأصابعها على شعرها في حنان وقالت :
- ولكنني ألمح في عينيك يا ابنتي لمحة حزن واضحة , فكيف يتفق هذا مع تحقيق أفضل أحلامك ؟
تنهدت ( منى ) تنهيدة حارة دون أن تجيب , فتطلعت إليها أمها لحظة قبل تسألها في حذر :
- هل للأمر علاقة بالعمل ؟
أشارت منى برأسها نفيا ثم قالت في صوت خافت :
- لا .. لا علاقة للعمل بالأمر .
سألتها أمها في حيرة :
- بماذا يتعلق إذن يا ابنتي ؟
تطلعت إليها ( منى ) لحظات في تردد , وبدا وكأنها لن تجيب , إلا أنها حسمت ترددها وقالت :
- إنه ( ادهم ) يا أمي .
تطلعت إليها أمها في دهشة ثم قالت :
- خطيبك ؟ !
أومأت ( منى) برأسها إيجابا ببطء ثم قالت بصوت بدت نبرات الحزن واضحة عليه :
- نعم يا أمي.. ( أدهم ) .. فرغم سعادتنا بإتمام خطبتنا , إلا أنني حينما ألتقي به أحس بأنه حزين للغاية .
قالت أمها :
- ولم ؟
أجابتها ( منى ) :
- بسبب ابنه الذي أخبرتك عنه .. إنه يفتقده بشدة , و يحاول في كل مرة ألا يظهر افتقاده ذاك أمامي , إلا أنني أشعر بذلك , فأحس بقلبي يتمزق من اجله .
احتضنتها أمها في حنان ثم قالت :
- آه يا ابنتي.. أنت تحبينه جدا .. حتى في لحظات فرحك تفكرين به وفي ما يشغله .
ثم تساءلت قائلة :
- وأين ابنه الآن يا ابنتي , ولماذا لم يعثر عليه حتى الآن ؟
أجابتها ( منى ) بصوت حزين :
- لا احد يدري يا أمي .. لا احد يدري .. لقد بحث عنه بشتى السبل ولكنه لم يفلح في العثور عليه .
ثم التفتت إلى أمها وقالت :
- وما يحزنني أكثر , أنه لا يتوقف عن التفكير والبحث عنه أبدا . ما يعني أنه متعلق به بشدة .
مررت أمها يدها في شعرها في رفق , وقالت في حنان :
- كان الله في عونك وعونه يا ابنتي .. إن شاء الله سيعثر عليه ذات يوم .. لن يخيبكما الله عز وجل في أمنيتكما .. ستعثران عليه ذات يوم بإذن الله ..
استسلمت ( منى ) لكفي أمها وأرخت رأسها ثم أطلقت لتفكيرها العنان مرة أخرى ..
ودون أن تدري تسربت تلك الدمعة من عينيها في صمت وهي تتساءل وقبضة باردة تعتصر قلبها :
ترى , هل يمكن أن يعثر ( أدهم ) على ابنه ذات يوم ؟..
هل ؟
وبقي تساؤلها ..
دون جواب .
***
" كيف كان اللفاء ؟ "
قالها الرئيس الأمريكي فى تساؤل , فهزت وزيرة خارجيته رأسها مجيبة وهى تخلع معطفها الأنيق :
- أنت تعرف مثل تلك اللقاءات .. الكثير من الأحاديث المملة , وإجراء الأحاديث الصحفية وإلتقاط الصور.
ومطت شفتيها مستطردة :
- لا جديد على الإطلاق .
سألها :
- وهل تطرق الحديث لحروبنا الخارجية ؟
أجابته :
- بالتأكيد .. ولكن من يأبه ؟ .. مجرد اعتراضات واستنكارات , ولكن لا أحد يجرؤ على تجاوز الخطوط الحمراء , والوقوف ضدنا علانية .
غمغم :
- لا بأس .. لقد اعتدنا هذا .
" السيد مدير المخابرات يطلب الإذن بالدخول يا سيدى "
انبعث صوت السكرتيرة عبر جهاز الاتصال فى تلك اللحظة , فعقدت وزيرة الخارجية حاجبيها , متسائلة :
- ما الذي أتى به الآن ؟
أجابها الرئيس وأصابعه تقترب من جهاز الاتصال :
- إنه هنا بخصوص ( سونيا ) ومستر ( × ) .
سألته :
- هل بدأت عملية الاستعانة بهما ؟
أجابها :
- بالتأكيد .
وضغط على زر الاتصال , قائلًا لسكرتيرته بصرامة :
- دعيه يدخل .
مضت لحظات قبل أن يدلف مدير المخابرات إلى الداخل , فسأله الرئيس على الفور :
- كيف سارت الأمور يا جنرال ؟
تطلع المدير إلى وزيرة الخارجية فى تردد , قال الرئيس بحزم صارم :
- تحدث يا رجل .
تنحنح المدير ثم أجاب :
- ليس كما كنا نتوقع يا سيدى .
سألته وزيرة الخارجية بقلق :
- ماذا تعنى ؟
غمغم :
- سأخبركما ما حدث .
روى لهما بإيجاز ما حدث خلال لقاءه مع ( سونيا ) , والذي تلاه لقاءه مع مستر ( × ) , ولم يكد يصل إلى النقطة التي ذكرها الأخير, التي تتعلق بأشياء مازالت فى حوزته , حتى شحب وجه الرئيس فى شدة , وهتف بصوت مبحوح :
- الأشياء ؟
وامتقع وجه وزيرة خارجيته , وهى تتمتم :
- كنت أظن أننا تخلصنا من هذا الأمر .
تساءل المدير باهتمام :
- أية أشياء بالضبط ؟
قال الرئيس بعصبية :
- ليس هذا من شأنك .
مط الرجل شفتيه فى تبرم , وغمغم :
- فليكن .. ما رأيكما فيما سمعتماه ؟
تبادل الاثنان نظرة متوترة , قبل أن تقول وزيرة الخارجية بعصبية :
- ما رأيك أنت ؟ .. أعنى بصفتك رجل مخابرات .
صمت لحظة , ثم قال :
- ( سونيا ) من الممكن أن تخضع لنا بسهولة , خاصة لو تحول تهديدنا لها بابنها إلى حقيقة .. وهذا يعنى أن نكثف من جهودنا للعثور على هذا الابن .
سأله الرئيس بتوتر :
- ومستر ( × ) ؟
عقد المدير حاجبيه , مجيبًا :
- هذا الرجل ثعلب حقيقي .. ليس من السهل خداعه أبدًا .. إلا أنه موافق على التعاون الكامل معنا , مقابل حريته .
سألته الوزيرة بقلق :
- وهل يمكننا الوثوق فيه ؟
هز رأسه نفيًا , وقال :
- بالتأكيد لا .. وهو يعلم هذا جيدًا .
تسائل الرئيس بتوتر :
- لم لا نتخلص منه وننهى الأمر ؟
قالت الوزيرة بحدة :
- لا يمكن هذا .. مازال يمثل لنا مصدر خطر .
تمتم بشحوب :
- ألن ينته هذا الكابوس ؟
نقل المدير بصره بينهما فى صمت ..
هناك شيء ما يخفيه الاثنان ..
شيء يخشونه بشدة ..
شيء تورطا فيه , ويهددهما مستر ( × ) به ..
ربما يكون نفس الشيء الذي أدى إلى استقالة سلفه ..
" فليكن "
نطقتها وزيرة الخارجية بحزم , فتطلع إليها الاثنان فى تساؤل , فاستطردت قائلة :
- مادام يريد مواصلة اللعبة , لا بأس .. فلنواصلها نحن أيضًا .
وتألقت عيناها فى شراسة , وهى تضيف بقسوة :
- بقواعدنا نحن .
وتبادل الرئيس والمدير نظرة ..
نظرة متوترة ..
وقلقة .
***

 
 

 

عرض البوم صور السنيورا الغامضة   رد مع اقتباس
قديم 06-10-09, 07:50 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 100009
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: السنيورا الغامضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
السنيورا الغامضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السنيورا الغامضة المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

الفصل الخامس :صفقة..

أنغمس ( أدهم ) في لجة من التفكير في مكتبه الجديد داخل مبنى المخابرات , وهو يطالع التقارير الخاصة بالمتدربين الجدد , ورغم أن عمله الجديد ليس مناسبا له , كما ينبغي لشخص مثله اعتاد التواجد في ساحة القتال طوال حياته , إلا أن هذا لم يمنعه من أن يتقن دوره الجديد كمشرف من أعلى مستوى .. و بينما هو مستغرقا في التفكير أثناء قراءة التقارير , فجأة ارتفع جهاز الاتصال الموضوع فوق مكتبه , فضغط على زر الرد , فجاءه صوت مدير مكتبه وهو يقول في احترام :
- سيادة العميد .. هناك سيدة تريد مقابلتك.
تساءل ( أدهم ) باهتمام :
- سيدة ؟ .. ألم تخبركم عن هويتها أو سبب زيارتها ؟
أجابه الرجل :
- رفضت يا سيدي أن تفصح عن أي شيء إلا في حضورك . وهي تلح على ذلك .
صمت ( أدهم ) لحظات مفكرا قبل أن يقول :
- و أين هي الآن ؟
أجابه مدير مكتبه :
- في الحجرة الخارجية الخاصة بالزوار , وقد تم تفتيشها بدقة قبل يسمحوا لها بالدخول
قال له ( أدهم ) و هو ينهي الاتصال :
- حسن .. أنا آت للقائها حالا .
قالها وأنهى الاتصال , و لم تمض لحظات حتى كان يغلق باب حجرة مكتبه متوجها إلى حجرة الزوار وعدة تساؤلات تغزو مخيلته ..من تلك السيدة بالضبط ؟
ما سبب زيارتها ؟
و هل لعلاقة ذلك بالعمل ؟
ولماذا تلح على مقابلته على هذا النحو ؟
بتر تساؤلاته و هو يلمح المسئول عن مراقبة حجرة الزوار واقفا بجوار بابها . فبادره بسؤال مقتضب :
- هل هي هنا ؟
أجابه الرجل في احترام :
- نعم يا سيادة العميد . إنها تنتظر هنا منذ عدة دقائق .
أومأ ( أدهم ) برأسه إيجابا قبل أن يقول :
- حسنا . يمكنك ان تنصرف الآن.
قالها ثم مد يده إلى مقبض الباب , أداره ببطء و دلف عبره بخفة . وفي داخل الحجرة كانت تلك المرأة تجلس قبالة المكتب و توليه ظهرها فلم يميز أيا من ملامحها . فاقترب ببطء قائلا :
- مرحبا سيدتي . هاأنذا أمامك , هل يمكنني ان أعرف من أنت ولماذا تلحين على مقابلتي ؟
لم تجبه المرأة مباشرة بل استدارت ببطء مثير و قالت بصوت لاذع وبلهجة مألوفة قبل أن تستكمل استدارتها :
- مرحبا يا ( أدهم ) .. منذ مدة طويلة لم نلتقي .
بدا الصوت مألوفا لأذني ( أدهم ) فعقد حاجبيه في شدة , ولم تكد تلك المرأة تستكمل استدارتها و يحدق في وجهها حتى ارتفع حاجباه في دهشة بالغة ..
فقد كان آخر شخص يمكن أن يتوقعه ..
آخر شخص على الإطلاق ..
***
انطلقت صرخة ألم قوية من ذلك الأسير الفلسطيني - عاري الجذع , والذي امتلأ صدره بعشرات الجروح - عندما هوت تلك العصا المعدنية الغليظة على جسده , وارتسمت ابتسامة وحشية على شفتي الجندي الإسرائيلي المسئول عن تعذيبه , وقال :
- أيروق لك هذا أيها الفلسطينى الحقير ؟
تمتم الفلسطينى بألم :
- أيها الأوغاد .
قال الإسرائيلي بغلظة :
- لا فائدة من صمتك .. فأنا لن أمل أبدًا من تعذيبك , حتى تبوح لنا بما نريد .
تمتم لاهثًا :
- اذهب إلى الجحيم .
قال الإسرائيلي بغضب :
- فليكن أيها الحقير .. لنر إلى متى ستتحمل .
قالها , والتقط قطعة المعدن الغليظة من جديد , ورفعها ليهوى بها على أسيره , و ..
" هذا يكفى "
توقفت يد الجندي فى الهواء , والتفت فى سرعة نحو قائل العبارة , هاتفًا :
- أدون ( عزرا ) .
تطلع ( دافيد عزرا ) إلى الفلسطينى الجريح قليلًا , قبل أن يتساءل ببطء :
- هل تحدث عزيزنا ( سليمان ) بعد ؟
هز الجندي الضخم رأسه نفيًا , وقال :
- ليس بعد أدون ( عزرا ) .
اقترب رجل المخابرات الإسرائيلي ( دافيد عزرا ) , من الأسير الفلسطينى الذي بدا عليه إرهاق هائل , خاصة بجراحه العديدة , وقال بأسف مصطنع :
- لماذا يا ( سليمان ) ؟ .. لماذا هذا العناد ؟ .. ألم تتعب بعد من كل هذا
العذاب ؟.. لماذا تجبرنا على فعل هذا ؟
قال ( سليمان ) بألم :
- لا تحاول التظاهر بالأسف أيها الإسرائيلي .. أتخدعني أم تخدع نفسك ؟ .. إنك تستمتع بما تفعلونه معنا .
قال ( دافيد ) بهدوء :
- أنتم تجبرونا على هذا .. لو كنتم تخبرونا بما لديكم منذ البداية , لاختلفت المعاملة تمامًا .
غمغم ( سليمان ) بتهالك :
- بالتأكيد .. كنتم ستقتلوننا بعد حصولكم على مبتغاكم .. كلا أيها الإسرائيلي لن أنبس ببنت شفة حتى لو مزقتموني إربًا .
صمت ( دافيد ) بضع لحظات , ثم قال :
- سأعقد معك صفقة يا ( سليمان ) .. ستخبرنا من هم زملاؤك الذين شاركوك الهجوم الأخير , وفى المقابل سنتوقف فورًا عن تعذيبك .. صفقة عادلة .. أليس كذلك ؟
ارتسمت ابتسامة متهالكة على شفتي ( سليمان ) , وتناثرت الدماء من فمه , وهو يقول من وسط ألامه :
- اذهب إلى الجحيم أيها الإسرائيلي .
تنهد ( دافيد ) مغمغمًا :
- كنت أرغب فى مساعدتك , ولكنك ترفضها بإصرار غريب .. لا بأس .. لا تقل لاحقًا أنني لم أعرضها عليك .
والتفت إلى الجندي الضخم متسائلًا :
- أي مستوى من التعذيب وصلت إليه معه ؟
أجابه الجندي بسرعة :
- الثاني أدون ( عزرا ) .
تأمل ( دافيد ) الفلسطينى المتهالك قليلًا , ثم قال :
- ابدأ فى الثالث إذن .
تألقت عينا الضخم فى شراسة , وقال :
- كما تأمر أدون ( عزرا ) .
ألقى ( دافيد ) نظرة أخيرة على الفلسطينى , ثم قال :
- أراك لاحقًا عزيزي ( سليمان ) .
قالها وغادر الحجرة , وبينما هو يسير فى الممر , بلغت مسامعه تلك صرخة ألم رهيبة..
وفى أسف مصطنع , غمغم ( دافيد ) لنفسه :
- أرأيت ما أدى إليه عنادك أيها الفلسطينى ؟ .. مزيد من التعذيب والآلام .
وهز رأسه مستطردًا :
- إنهم لا يتعلمون أبدًا .
ارتفع رنين جهاز الاستدعاء الخاص به , فالتقطه من جيبه , ووضعه على أذنه قائلًا :
- ( دافيد عزرا ) .
أتاه صوت مدير مكتب مدير ( الموساد ) يقول :
- سيادة المدير يطلب رؤيتك فورًا أدون ( عزرا ) .
غمغم ( دافيد ) :
- لا بأس .. أنا فى طريقي إليه .
لم تمض دقيقتان , حتى كان ( دافيد عزرا ) يدلف إلى داخل مكتب المدير , ويتخذ مجلسه فوق المقعد المقابل لمكتب المدير , دون أن ينتظر دعوة هذا الأخير , قبل أن يقول :
- طلبت رؤيتي يا سيدى .
تطلع إليه المدير لحظات فى صمت , ثم قال متجاهلًا عدم لياقة رجله :
- هل من جديد بالنسبة لذلك الفلسطينى ؟
هز ( دافيد ) رأسه نفيًا ببطء , مجيبًا :
- ليس بعد .. إنه عنيد .
وتألقت ابتسامة وحشية على شفتيه , وهو يستطرد قائلًا :
- ولكن ثق أن هذا العناد لن يستمر طويلًا .
تمتم المدير :
- سنرى .
سادت فترة من الصمت , والاثنان يتطلعان إلى بعضهما البعض , قبل أن يقول ( دافيد ) :
- لست أظن أن هذا هو السبب الوحيد لطلبك رؤيتي يا سيدى .
قال المدير باقتضاب :
- بالتأكيد .. هناك سبب أخر بالفعل .
وصمت برهة , ثم أضاف :
- إنه يتعلق بالمصريين .
سأله ( دافيد ) باهتمام :
- ماذا عنهم ؟
أجابه المدير :
- عميلنا الخاص داخل المخابرات المصرية , أرسل إلينا معلومة بالغة الخطورة , منذ أقل من ساعة واحدة .
بدا الاهتمام على وجه ( دافيد ) وهو ينصت لمديره , الذي استطرد قائلًا :
- هناك فتاة طلبت رؤية ( أدهم صبرى ) شخصيًا .. ( أدهم صبرى ) بالذات .
تساءل ( دافيد ) بحذر :
- ولماذا هو بالذات ؟
تطلع إليه المدير لحظة , ثم قال ببطء :
- ألا تريد معرفة من هي تلك الفتاة ؟
سأله باهتمام :
- هل عرفتم هويتها؟
أجابه :
- بالتأكيد .
سأله ( دافيد ) باهتمام مضاعف :
- من هي ؟
وأخبره المدير ..
وانعقد حاجبا ( دافيد ) فى شدة ..
وعنف .
***
" أنت ؟! "
هتف بها ( أدهم ) بدهشة بالغة , وهو يحدق في وجه تلك المرأة التي جلست في استرخاء شديد , قبل أن تقول وهي تبتسم ابتسامة غامضة :
- نعم .. هو أنا يا عزيزي . مفاجأة أليس كذلك ؟
نفض ( أدهم ) عنه أثر المفاجأة فى سرعة , واتخذ لنفسه المقعد المواجه لها , وقال :
- في الحقيقة , لم أكن أتوقع أبدا أن تكوني أنت .
نهضت المرأة من مجلسها , وتقدمت إلى وسط الحجرة تتأمل في جوانبها و( أدهم ) يرمقها فى صمت , ثم لم تلبث أن قالت :
- أتعلم يا عزيزي أن بلادكم جميلة بحق .. إنها أول مرة تتاح لي فرصة زيارتها .ثم أضافت وهي تلوح بيديها بطريقة مسرحية:
- لقد زرت الأهرامات وأبى الهول , وسرت على نيلكم الساحر .
ثم تطلعت إلى ( أدهم ) بنظرة خاصة , واستطردت قائلة :
-الآن فقط فهمت لماذا تهيم بها حبا على هذا النحو .
قال ( أدهم ) ببرود :
- لست أظنك يا عزيزتي قد قطعت كل تلك المسافة إلى ( مصر) , من أجل أن تتغزلي فيها على هذا النحو أمامي .
رمقته بنظرة دهشة مصطنعة وقالت :
- ولكنها جميلة فعلا يا ( أدهم ) .
قال بصرامة :
- ماذا تريدين بالضبط يا .. ( تيا ) ؟
قالت بسرعة :
- حسن .. أنا أعلم أنك شخص عملي للغاية , ولذلك كنت أتوقع هذا على كل حال .
أجابها ( أدهم ) بنفس البرود :
- جميل أنك تدركين هذا .. و الآن هل يمكنني أن أعرف سبب زيارتك المفاجأة هذه ؟
أجابته و هي تنزع نظارتها و ترمقه بنظرة خاصة :
- بالتأكيد يا عزيزي .
قال بنفس اللهجة الباردة :
- عظيم . كلي آذان مصغية .
أخذت ( تيا ) نفسا عميقا , ثم قالت بلهجة جدية تماما :
- أنا هنا يا ( أدهم ) من أجل أن نعقد صفقة .
تساءل ( أدهم ) في حذر :
- صفقة ؟ .. أي نوع من الصفقات بالضبط ؟
أجابته وعيناها تتألقان :
- صفقة لا يمكنك أن ترفضها أبدا .
شبك ( أدهم ) أصابع يديه أمام وجهه, وقال ببطء و هو يتطلع إلى عينيها مباشرة :
- أخبريني بتفاصيلها أولا , واتركي لي الحكم بعدها , برفضها أو الموافقة عليها .
مرة أخرى ,أخذت نفسا عميقا , قبل أن تقول في حزم :
- فليكن .. استمع إلىّ جيدًا .
ثم شرعت تقص على ( أدهم) تفاصيل الصفقة و هذا الأخير يستمع لها في اهتمام ..
بل بمنتهى الاهتمام ..

***

 
 

 

عرض البوم صور السنيورا الغامضة   رد مع اقتباس
قديم 06-10-09, 07:51 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 100009
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: السنيورا الغامضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
السنيورا الغامضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السنيورا الغامضة المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

الفصل السادس : الفريق ..

" هذا هو عرضها يا سيدى .. أو دعنا نقول : صفقتها "
بهذه الجملة , أنهى ( أدهم ) نقل كل ما قالته ( تيا ) إلى المدير , الذي انعقد حاجباه فى شدة , وغرق فى تفكير عميق , دام لما يقرب من دقيقة كاملة , لم ينبس خلالها ( أدهم ) ببنت شفة , حتى غمغم المدير أخيرًا :
- صفقة مريبة جدًا .
غمغم ( أدهم ) :
- ومغرية بشدة .
وصمت برهة , ثم استطرد قائلًا وكأنما يلخص ما قالته الصينية :
- كل ما تطلبه هي , حق اللجوء السياسي ومنحها الحماية الكاملة وعدة ملايين من الدولارات , وفى المقابل تساعدنا فى الوصول إلى أحدى المخابئ الخاصة بـ ( سونيا ) .
غمغم المدير بشرود :
- مخبأ كامل من مخابئ ( سونيا ) العديدة , بكل ما فيه من أسلحة حديثة , وتكنولوجيا متطورة , كادت بهما تلك الأفعى تسيطر على العالم كله .. الواقع أن الصفقة هذه المرة مغرية إلى أقصى حد يا ( أدهم ) .. ومريبة .. وإلى أقصى حد أيضًا .
غمغم المدير بنفس اللهجة الشاردة :
- أو يكون الأمر كله مجرد خدعة .
غمغم ( أدهم ) :
- لست أظن أنها قطعت كل تلك المسافة لمجرد خداعنا يا سيدى .
تمتم المدير :
- من يدرى يا ( أدهم ) ؟ .. إنها مساعدة شيطانة , والشياطين لا يمكن الثقة فيهم أبدًا .
وصمت برهة , ثم استطرد بنفس اللهجة الشاردة :
- و ربما لهذا السبب لا يمكنني الثقة فيها .
قال ( أدهم ) بسرعة :
- ومن قال : أننا سنمنحها ثقتنا كلها ؟ .. كل ما سنمنحه إياها هو الإيحاء بالثقة .. وفارق ضخم ما بين الثقة , والإيحاء بها .
وصمت برهة , ثم استطرد ببطء :
- كما أننا لن نغامر بذهابها بعرضها إلى جهة أخرى .. ( الموساد ) مثلًا .
سادت فترة من الصمت , قبل أن يتساءل المدير ببطء :
- أنت إذن توافق على هذه الصفقة ؟
أجابه بسرعة :
- بالتأكيد .. حصولنا على هذا الكنز الهائل من التكنولوجيا المتطورة , والتي لم يتوصل لها الأمريكيون حتى بعد , كفيل بصنع ثورة تكنولوجية لدينا , مثل تلك الثورة الصناعية التى حدثت فى ( أوروبا ) قديمًا .
و تلاقت عيناه مع عيني المدير , وهو يضيف :
- فكما يقول رجال ( المافيا ) : إنه عرض لا يمكنك رفضه .
سأله المدير :
- ومتى تنتظر ردنا عليها ؟
أجابه ( أدهم ) :
- اليوم .
عاد حاجبا المدير ينعقدان فى شدة , وتمتم :
- إنها لا تمنحنا الوقت الكافي لدراسة الأمر جيدًا .
تنهد ( أدهم ) مغمغمًا :
- لهذا علينا حسم هذا الأمر بمنتهى السرعة .
مرة أخرى عاد المدير إلى صمته العميق , فلاذ ( أدهم ) بالصمت بدوره ..
وطال الصمت هذه المرة كثيرًا ..
كثيرًا جدًا ..
و..
" فليكن "
قالها المدير باقتضاب , فتطلع إليه ( أدهم ) فى تساؤل , فاستطرد قائلًا :
- كما قلت أنت يا ( أدهم ) .. إنه عرض لا يمكننا رفضه , ولا المغامرة بضياعه منا وذهابه إلى جهة أخرى .. فليكن .. فلنقبل العرض .
غمغم ( أدهم ) :
- قرار صائب يا سيدى .
قال المدير يحزم :
- إننى أوليك هذه العملية رسميًا يا ( أدهم ) .
تساءل ( أدهم ) بحذر :
- أيعنى هذا تركي لقسم التدريب ؟
أجابه :
- مؤقتًا يا ( أدهم ) .. مؤقتًا.
وصمت برهة , ثم قال :
- ولكنك لن تذهب معها .
تساءل بحذر أكبر :
- من سيفعل إذن ؟
التقط المدير نفسًا عميقًا ملأ به صدره , قبل أن يقول بحسم :
- فريقك .
ولم يعد هناك ما يقال بعدها ..
على الإطلاق .
* * *
" من هذان ؟ "
همس بها ( شريف ) وهو يميل على أذن ( ريهام ) , التى هزت كتفيها فى لامبالاة , وهو تلقى نظرة سريعة , على الشابين الأنيقين اللذين يجلسان على مقربة منهما , وتابع هو بنفس اللهجة الهامسة :
- لم أرهما هنا من فبل .. ثم لماذا يجلسان معنا فى نفس القاعة ؟
همست ( ريهام ) :
- ( شريف ) .. أيمكنك الصمت قليلًا , حتى يأتي سيادة العميد ؟
مط شفتيه , مغمغمًا :
- فليكن .
لم يستطع إبعاد ذهنه عن التفكر فى الشابين , وإلقاء نظرة عليهما من حين إلى الأخر ..
كان احدهما طويل القامة عريض المنكبين قصير الشعر , له جسد رياضي ممشوق , والأخر نحيل يرتدى منظارًا طبيًا , وإن بدا متوترًا بعد الشيء ..
ومرة أخرى , عاد ( شريف ) يهمس فى أذن ( ريهام ) :
- ما رأيك لو توجهت للتعرف غليهما .
زفرت هامسة :
- ألا تستطيع الانتظار بضع دقائق حتى يصل الأستاذ ؟ .. أنت غريب بحق .
هم بقول شيء يعترض به على ما قالته , عندما انفتح باب الحجرة فجأة , ودلف ( أدهم صبرى ) إلى الداخل , فنهض الأربعة فى سرعة , بينما قال ( أدهم ) مبتسمًا :
- معذرة على تأخري .
هتف ( شريف ) بسرعة :
- لا عليك يا سيدى .
أشار إليهم ( أدهم ) بالجلوس , فأطاعوه على الفور , بينما ظل هو واقفًا فى مكانه , يتطلع إلى أربعتهم لحظات , قبل أن يقول :
- تتساءلون بالطبع عن سر استدعائي العاجل لكم .
ودارت عيناه فى وجوههم ببطء , وهو يستطرد قائلًا :
- الواقع أن هناك مهمة جديدة .. وعاجلة .
تألقت عينا الشاب قصير الشعر فى شدة , بينما فرك النحيل كفيه فى توتر , فى حين غمغم ( شريف ) بحماس :
- نحن على أهبة الاستعداد يا سيدى .
غمغم ( أدهم) مبتسمًا :
- أنا واثق من هذا يا ( شريف ) .
وتأمل الأربعة مرة أخرى , فبل أن يقول بعمق :
- مهمة تحتاج إلى إعادة تكوين الفريق من جديد .
شعرت ( ريهام ) بغصة فى حلقها , عندما تذكرت زميلها الراحل ( علاء ) , ومنع ( شريف ) دمعة كادت تفلت من عينيه , ولاحظ ( أدهم ) بعينيه الخبيرتين التغير الذي أصاب تلميذيه , وأدرك سببه , فتنهد فى حرارة , وقال مغيرًا مجرى الحديث :
- لست أظن أنكم تعرفتم على بعضكم البعض بعض .
وأشار بيده نحو ( ريهام ) قائلًا :
- الملازم أول ( ريهام صادق ) .. خبيرة المفرقعات .. عبقرية فى مجالها .
وانتقل بيده إلى ( شريف ) مستطردًا :
- المهندس ( شريف نجيب ) .. خبير الكمبيوتر الأول فى الإدارة .
ثم أشار بيده نحو الشاب قصير الشعر , قائلًا :
- النقيب ( حاتم الشريف ) .. متخصص فى مكافحة الإرهاب .. مقاتل على أعلى مستوى .
وانتقل بيده إلى النحيل متابعًا :
- وأخيرًا الدكتور ( مروان درويش ) .. أحد عباقرة الطب النفسي المعدودين فى ( مصر ) .
وصمت برهة , ثم عاد يقول بعمق :
- أنتم الآن الفريق الجديد.. فريقي .
قال ( حاتم ) بصدق :
- هذا شرف لنا يا سيدى .
غمغم ( أدهم) مبتسمًا :
- أشكرك يا ( حاتم ) .
وعادت عيناه تدوران فى وجوههم , وهو يقول :
- كما قلت فى البداية : هناك مهمة جديدة وعاجلة .
والتقط نفسًا عميقًا ملأ به صدره , واستطرد قائلًا :
- استمعوا إلىّ جيدًا , وركزوا فيما سأقوله .
وطوال ساعة كاملة , ظل ( أدهم ) يتحدث ..
تحدث عن الزعيمة الغامضة ..
عن منظمتها ..
عن تهديدها ..
عن قوتها ..
وشراستها ..
عن مواجهته لها ..
وصراعه معها ..
عن مواجهته الأخيرة معها ..
وسقوطها فى قبضة الأمريكيين ..
ثم عن ( تيا ) ..
وحضورها إلى هنا ..
وصفقتها المغرية ..
و ..
" ما رأيكم فى هذا ؟ "
نطفها ( أدهم ) ببطء , فقال ( حاتم ) بسرعة :
- عرض لا يمكن رفضه أبدًا .
تمتم ( مروان ) بقلق :
- ولكنه مريب أيضًا .
سأله ( أدهم ) بهدوء :
- لماذا ؟
تردد ( مروان ) قليلًا , ثم عدّل منظاره الطبى فوق أنفه , مجيبًا :
- لا يمكننا الثقة فى ( تيا ) هذه بسهولة .. من يضمن لنا أنها لا تخدعنا , وتقودنا إلى فخ محكم ؟
قال ( أدهم ) بهدوء :
- أنت محق .. ربما كان فخًا .. وربما كان ما قالته صحيحًا .. الاحتمالان واردان .
وأشار بسبابته نحوه , مستطردًا :
- لهذا أضفتك إلى الفريق .
تطلع إليه ( مروان ) فى حيرة متوترة , فتابع ( أدهم ) قائلًا :
- نحن بحاجة لمن يحلل شخصية ( تيا ) .. لمن يتبين لحظات صدقها من كذبها .. لمن يمكنه التفكير بعقلها .. لمن يمكنه استنتاج خطواتها القادمة .. هل فهمتني ؟
أومأ ( مروان ) برأسه فى صمت , وتساءل ( شريف ) :
- وأين يقع مقرها المزعوم هذا ؟
أجابه ( أدهم ) :
- ( لاجوس ) .. ( نيجيريا ) .
عقدت ( ريهام ) حاجبيها فى شدة , وتمتمت :
- ياله من مكان لإقامة مقر مثل هذا !
قال ( أدهم ) بهدوء :
- مكان مثالي بالفعل .. فالمنطقة متوترة ومليئة بالصراعات بالفعل , والمرتزقة متواجدون بكثرة فى كل مكان .. مناخ مناسب تمامًا لمقر منظمة مثل هذه .
سأله ( شريف ) :
- ومتى سنسافر يا سيدى ؟
أجابه ( أدهم ) ببطء :
- بعد ساعتين من الآن .
تمتم ( مروان ) :
- بهذه السرعة ؟
أومأ ( أدهم ) برأسه إيجابًا , وصمت بضع لحظات , ثم قال :
- هل من أسئلة ؟
هزوا رءوسهم نفيًا , فعاد يسأل :
- من يريد الاعتذار ؟ .. نحن هنا لا نضغط على أحد .
مرة أخرى هزوا رءوسهم نفيًا , فارتسمت ابتسامة هادئة على شفتيه , وقال :
- عظيم .. يمكننا البدء إذن .
وكانت هذه هي البداية ..
الحقيقية .
* * *
" ما الذي يعنيه هذا في رأيك يا ( دافيد ) "
غمغم مدير الموساد بهذه العبارة في حجرة مكتبه أمام ضابطه ( دافيد عزرا ) الذي عقد حاجبيه في شدة و نظر إلى مدير مخابراته نظرة خاصة و قال :
- إنه يعني الكثير يا سيادة المدير
ظن المدير أنه سيكتفي بهذه العبارة إلا أنه لم يلبث أن أردف قائلا :
- فقدوم ( تيا ) المساعدة الأولى ل (سونيا جراهام) إلى مصر في هذه الظروف بالذات ليس له سوى معنى واحد.
ثم أشار بسبابته مضيفا بلهجة خاصة :
- أن هناك معركة ما من نوع خاص على وشك أن تبدأ
هتف المدير هذه المرة :
- لهذا استدعيتك إلى مكتبي على وجه السرعة
ثم أضاف متسائلا :
- ما السبب في رأيك من قدوم ( تيا ) إلى ( مصر ) ؟
أجابه ( دافيد ) و هو يلوح بيده :
- ( تيا ) كانت المساعدة الأولى ل (سونيا) و قد أوشت بزعيمتها وسببت في سقوطها في أيدي الأمريكيين . ولاشك أن هذه المعلومات قد وصلت إلى كل المنظمة كما وصلتنا نحن . و هذا يعني أن ( تيا ) صارت المطلوب رقم واحد للمنظمة
تسائل المدير :
- إذن فأنت تظن أن ( تيا ) لم تعد في مأمن و أن أفراد المنظمة سيلاحقونها للانتقام منها ؟
أجابه ( دافيد ) بسرعة :
- دون أدنى شك
ثم أضاف :
- و لأنها أصبحت في خطر صارت. ولم تجد أفضل من المخابرات المصرية لتحتمي بها ، فقد سبق وأنها ساعدتهم من قبل.
تسائل المدير بلكنة خاصة :
- هل تعتقد إذن أن المصريين سيقومون بحماية ( تيا ) لمجرد أنها قد قامت بمساعدتهم من قبل ؟
صمت ( دافيد ) لحظة قبل ان يقول و هو ينظر إلى المدير نظرة خاصة :
- أتعني أن ..
قاطعه المدير قائلا :
- صفقة . نعم , لابد أن ( تيا ) ستعقد مع المصريين صفقة ما . بموجبها ستحصل هي على ما تريده من حماية . في المقابل سيحصل المصريين على ما عرضته عليهم هي.
ثم أردف و هو يعقد يديه أمام وجهه متسائلا :
- السؤال الآن هو ما هذا الذي ستعرضه عليهم ( تيا ) في مقابل حمايتهم لها ؟
أجابه ( دافيد ) بسرعة قائلا :
- أيا كان هذا الشيء الذي ستعرضه عليهم ، لا يجب أن نسمح بوقوعه في أيدي المصريين . فتلك الصينية تعرف الكثير جدا . ومن الخطر أن نتركها تبوح بما لديها للمصريين
لوح المدير بيده مؤيدا و قال :
- خصوصا أن كل خبرائنا يرجحون أنها قد تقدم على خطوة غاية في الخطورة
تسائل ( دافيد ) قائلا :ما هي ؟
أجابه المدير في حزم :
- أن تطلع المصريين على بعض أسرار منظمة سونيا جراهام مقابل حمايتهم لها
عقد ( دافيد ) حاجبيه دون أن يجب و المدير يكمل :
- و هذا أمر خطير جدا . فحصول المصريين على أسرار مثل هذه كفيل بجعلهم يفوقوننا بخطوات كثيرة في سلم التطور التكنولوجي
صمت لحظة قبل أن يكمل و هو يرمق ( دافيد ) بنظرة خاصة قائلا :
- و أنت تعلم ماذا كان سيحدث لأمريكا بسبب تلك التكنولوجية المتطورة التي تمتلكها تلك المنظمة
رفع ( دافيد ) رأسه و قال في شراسة :
- يجب أن نمنعهم من الحصول على هذه الأسرار إذن . مهما كان الثمن
لوح المدير بيديه و قال :
- كيف سنمنع تلك الصينية من البوح بما لديها للمصرين و هي داخل مبنى مخابراتهم بالفعل ؟
صمت ( دافيد ) وكأنما قد فاجأته هذه الحقيقة , إلا أنه أجاب في عناد :
- ولكن على الأقل نعرف تفاصيل الاتفاق . لابد أن نعرف ..
ثم التفت إلى المدير وقال :
- ألم يبلغكم عميلنا داخل جهازهم بأية معلومات أخرى ؟
أجابه المدير باقتضاب و هو يلتفت إلى ساعة يده :
- ليس بعد . مازلنا ننتظر أية أخبار جديدة .
نطقها , وساد بعدها صمت طويل ..
خمس دقائق كاملة , لم ينبس خلالها ( دافيد ) أو المدير ببنت شفة ..
خمس دقائق غرق فيها ( دافيد ) فى تفكير عميق احترمه مديره ..
واشتعل عقل ( دافيد ) بالأسئلة ..
ترى ماذا دار بين ( أدهم ) و( تيا ) فى لقاؤهما ؟
أي نوع من الصفقات عرضتها عليه ( تيا ) ؟
وماذا كان رد فعل ( أدهم ) ؟
لاشك فى أنه سيوافق ..
حتمًا سيوافق ..
فـ ( تيا ) لن تأتى إلى ( مصر ) للقاؤه , إلا وهى تحمل معها صفقة مغرية ..
عرض يستحيل رفضه , كما يقول رجال ( المافيا ) ..
فأي عرض هذا الذي جاءت به الصينية الحسناء ؟
كان يشعر بحنق شديد , لأن الصينية فضّلت ( مصر ) على ( إسرائيل ) , لعقد صفقة معها ..
ولكن لا وقت للحنق أو الغضب ..لا ينبغي أن يتركوا الفرصة للمصريين للنصر ..
أبدًا ..
" ينبغي أن نتحرك فورًا "
قالها بمنتهى الحزم , فسأله المدير :
- ماذا تقصد ؟
كرر بصرامة :
- يجب أن نتحرك بمنتهى السرعة , قبل أن نخسر كل شيء .. ( تيا ) يجب أن تكون هنا .. فى ( تل أبيب ) .. وبأي ثمن .
هم المدير بقول شيء ما , عندما ارتفع رنين هاتف مكتبه , فالتقط سماعته بحركة آلية , ووضعها على أذنه , قائلًا :
- ماذا هناك ؟
انعقد حاجباه فى شدة وهو يستمع إلى محدثه , واحتقن وجهه فى شدة , قبل أن يعيد السماعة إلى مكانها , هاتفًا بحنق :
- اللعنة .
سأله ( دافيد ) بقلق :
- ماذا هناك ؟
أجابه محنقًا :
- ( تيا ) غادرت ( القاهرة ) .
ونظر إلى ( دافيد ) متابعًا :
- مع أربعة من المخابرات المصرية .. اثنان منهما من فريق ( أدهم صبرى ) الذي قاتل معه فى ( روسيا ) .
سأله ( دافيد ) باهتمام :
- وإلى أين توجهوا ؟
أجابه :
- ( باريس ) .
غمغم وكأنما يحادث نفسه :
- ولماذا ( باريس ) تحديدًا ؟ .. بل ولماذا غادرت ( القاهرة ) ؟
غمغم المدير :
- ربما تخفى ما لديها هناك .
تمتم ( دافيد ) :
- ربما.
سادت فترة من الصمت , ظهرت خلالها أمارات التفكير العميق على ملامح ( دافيد ) , قبل أن بقول ببطء :
- لا بأس .. من الجيد أنهم غادروا ( القاهرة ) .
تطلع إليه المدير فى تساؤل , فاستطرد قائلًا :
- ( باريس ) ستمنحنا حرية فى الحركة أكثر من ( القاهرة ) .. كما أن اختطافها هناك , سيكون أسهل كثيرًا عنه فى ( القاهرة ) .
وصمت عدة لحظات , قبل أن يتابع قائلًا :
- المهم ألا يختفي الخمسة عن أنظارنا .
وسأل المدير باهتمام :
- هل نحمل صور لهم ؟
أجابه :
- عضوا فريق ( أدهم ) فقط .. ولكن يمكننا الحصول على صورتي الآخرين
تمتم ( دافيد ) :
- عظيم .
والتقط نفساً عميقاً ملأ به صدره , ثم استطرد قائلًا بحزم :
- فى هذه الحالة , ليس أمامنا سوى انتظار وصولهم إلى ( باريس ) ... وبمجرد أن تطأ أقدامهم أرضها , ننقض نحن .
وصمت برهة , قبل أن يضيف بشراسة :
- بمنتهى العنف .
ولثوان , خيل للمدير أن عينا ( دافيد ) تشتعلان ..
تشتعلان بحق .
* * *

 
 

 

عرض البوم صور السنيورا الغامضة   رد مع اقتباس
قديم 06-10-09, 07:53 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 100009
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: السنيورا الغامضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
السنيورا الغامضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السنيورا الغامضة المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

الفصل السابع : مفاجأة ...

" أوشكنا على وصول ( باريس ) "
قالها ( شريف ) , ففتحت ( ريهام ) عينيها ببطء مغمغمة :
- لا بأس .
مط شفتيه مغمغمًا :
- من المؤسف أننا لن نرى المدينة , ولن نستطع التسوق .
قالت :
- لم أكن أعلم أنك من هواة التسوق .
لوح بذراعه قائلًا :
- إنها ( باريس ) .
ألقت نظرة سريعة على ( تيا ) التى تجلس بالقرب منهما ثم غمغمت :
- لست أرتاح لتلك الأفعى .
ألقى نظرة عليها بدوره ثم قال :
- ومن يثق فى الأفاعي ؟
ألقت عليها نظرة أخرى ثم غمغمت :
- من الأفضل أن تكون صادقة فى صفقتها , و إلا فلن أندم أبدًا على نسف رأسها برصاصة صائبة .
قال مبتسمًا :
- صرت دموية يا ( ريهام ) .
لم تعلق على عبارته , وأدارت بصرها هذه المرة فى اتجاه ( حاتم ) و( مروان ) , وتأملت الأول فى صمت فقال ( شريف ) بخفوت :
- إنه وسيم .. أليس كذلك ؟
التفتت إليه قائلة بضيق :
- ربما .
تأملها قليلًا فى صمت ثم تمتم :
- نعم .. ربما .
" نحن على وشك الهبوط .. الرجاء من السادة الركاب ربط أحزمة الأمان والامتناع عن التدخين "
تكررت العبارة عدة مرات بلغات مختلفة , فربط ( مروان ) حزام مقعده فى توتر مغمغمًا :
- أخيرًا .. ظننت أننا لن نصل أبدًا !
سأله ( مروان ) وهو يربط حزام مقعده :
- أهي المرة الأول لك ؟
هز رأسه نفيًا مغمغمًا :
- كلا .. ولكنني أكره الرحلات الطويلة .
وصمت برهة وعدل منظاره الطبى مستطردًا :
- أو على الأدق , أكره التعلق هكذا بين السماء والأرض .
بدأت الطائرة مرحلة الهبوط فى تلك اللحظة , فحاول ( مروان ) الاسترخاء فى مقعده , وظهر التوتر على وجهه , فسأله ( حاتم ) :
- أأنت بخير؟
تمتم :- نعم.. فقط أكره لحظات الصعود والهبوط .
تأمله ( حاتم ) لحظات فى صمت , قبل أن ينظر عبر النافذة المجاورة له , إلى أرض المطار التى تقترب , وراح يفكر بعمق..
ها هي ذي المرحلة الأولى من رحلتهم تنتهي..
وبعدها تبدأ المرحلة الثانية ..
مرحلة ( لاجوس ) ..
كان يشعر بمزيج من الحماس والقلق ..
الحماس لأنه فى أول مهمة رسمية له بعد انضمامه للمخابرات ..
والقلق منها أيضًا ..
إنه مازال يذكر كلمات ( أدهم ) له قبل سفره ..
" ( حاتم ) .. أنت المقاتل الوحيد فى الفريق كما لاحظت .. لذلك فمهمتك مضاعفة .. فإلى جانب المهمة الرئيسية , سيكون عليك حماية رفاقك .. بحياتك يا ( حاتم ) "
لحظتها قال له بحماس :
- اطمئن يا سيدى .. سأفعلها .
لحظتها ربت ( أدهم ) على كتفه مبتسمًا وقال :
- أنا واثق من هذا .
لم يكد يستعيد هذا المشهد حتى سرى فى عروقه حماس شديد , وغمغم فى نفسه :
- نعم يا أستاذي .. سأفعلها .
وواصل مراقبة أرض المطار التى تقترب أكثر ..
وأكثر ..
وأكثر .
* * *
" هل تشعر بالقلق ؟ "
قالها مدير المخابرات المصرية متطلعًا إلى ( أدهم صبرى ) الذي بدا شاردًا , فالتفت إليه الأخير ببطء , وتطلع إليه قليلًا فى صمت قبل أن يغمغم :
- نعم .
سأله :
- لماذا ؟
تنهد فى حرارة مغمغمًا :
- المهمة هذه المرة غير تقليدية بالمرة .. ولن أبالغ لو قلت : أنها أخطر من تلك المواجهة مع ( إيفان إيفانوفيتش ) . *
عقد المدير حاجبيه متسائلًا :
- كيف ؟
أجابه :
- المرة السابقة كنا نواجه خصمًا معروفًا .. ( المافيا الروسية ) .. كنا نواجه خصمًا بالغ الشراسة والقوة , ولكنه معروف وملموس .. أما فى مهمتنا هذه , فالأمر يختلف.. فلا ندرى ما إذا كان هناك مقر سرى بالفعل أم لا .. ربما كانت ( تيا ) محقة .. وربما كانت تخدعنا .. الاحتمالان متساويان .. وفى نفس الوقت نرسل فريقًا من أفضل شبابنا إلى منطقة بالغة الخطورة , لا أحد يدرى ماذا يمكن أن يواجههم هناك .. باختصار , الغموض يسيطر على كل شيء هذه المرة .
وتنهد فى حرارة مضيفًا :
- يسيطر عليه تمامًا .
سادت فترة من الصمت قبل أن يتساءل المدير :
- أين هم الآن ؟
أجابه ( أدهم ) :
- المفترض أنهم وصلوا ( باريس ) منذ ما يقرب من نصف الساعة , واستقلوا طائرة ( لاجوس ) .
غمغم المدير :
- عظيم .. المرحلة الأولى انتهت إذن .
غمغم ( أدهم ) :
- وبدأت المرحلة الثانية .
وصمت برهة ثم استطرد قائلًا :
- وتليها مرحلة الخطر .
ارتفع رنين هاتف مكتب المدير فى تلك اللحظة , فالتقط الأخير سماعته ووضعها على أذنه قائلًا :
- ماذا هناك ؟
استمع قليلًا وانعقد حاجباه فى شدة وقال بانفعال :
- أأنت واثق من هذا ؟
استمع مرة أخرى لعدة لحظات قبل أن يعيد السماعة لموضعها , فسأله ( أدهم ) باهتمام :
- ماذا هناك يا سيدى ؟
تطلع إليه المدير قليلًا ثم قال :
- أخبار جديدة يا ( أدهم ) .
سأله ( أدهم ) بحذر :
- بخصوص من ؟
أجابه ببطء :
- لن تصدق .
وأخبره ..
واتسعت عينا ( أدهم ) فى شدة ..
فما سمعه كان مدهشًا ..
إلى أقصى حد .
* * *
" اللعنة "
هتف بها مدير ( الموساد ) بسخط , وهو ينهى اتصاله الهاتفي بعنف , فسأله ( دافيد ) بقلق :- ماذا حدث؟
أجابه حانقًا :- المصريون .. لقد غادروا ( باريس ) .
انعقد حاجبا ( دافيد ) فى شدة , وسأله :- بهذه السرعة ؟
قال بحنق :
- نعم .. إنهم حتى لم يغادروا المطار لحظة واحدة , واستقلوا طائرة أخرى بعد أقل من ساعة واحدة من وصولهم .
سأله ( دافيد ) باهتمام :
- وأين توجهوا هذه المرة ؟
أجابه :- ( لاجوس ) .
ازداد انعقاد حاجبا ( دافيد ) أكثر , وتمتم :
- ( لاجوس ) .. أمر غريب حقًا .
وصمت بضع لحظات , قبل أن يغمغم :
- هذه الصينية لا تخفى وراءها مجرد معلومات فقط .. هناك شيء أخر حتمًا .. شيء بالغ الخطورة .. أنا واثق من هذا .
سأله بحذر :- مثل ماذا ؟
تمتم :- لا أدرى .
نطقها وغرق فى تفكير عميق , احترمه المدير كالعادة ..
وانطلق عقل ( دافيد ) يعمل كالصاروخ ..
هناك صفقة حتمًا فى الأمر ..
صفقة بالغة الخطورة لو شئنا الدقة ..
صفقة بين ( تيا ) و ( أدهم صبرى ) ..
صفقة أرسل من أجلها المصريون أربعة من رجالهم دفعة واحدة مع ( تيا ) ..
صفقة ستعقد غالبًا فى ( لاجوس ) ..
فأي نوع من الصفقات هذا الذي يعقد فى دولة غير مستقرة أمنيًا مثل ( نيجيريا ) ؟
" أريد اتصالاً عاجلًا بـ ( شيمون رافى ) "
قالها ( دافيد ) بمنتهى الحزم , فاستوعب المدير ما يفكر فيه , وقال بسرعة :
- تفكير صائب .
قالها والتقط سماعة الهاتف , قائلًا فى مدير مكتبه بصرامة :
- ( ليفي ) ..أريد اتصالاً عاجلًا بـ ( شيمون رافى ) فى ( لاجوس ) .
قالها وأنهى الاتصال , فقال ( دافيد ) بحزم :
- مادمنا فقدناهم فى ( باريس ) , فلن نسمح بحدوث هذا فى ( لاجوس ) .
ابتسم المدير مغمغماً :
- بالتأكيد .. خاصة وأن صديقنا ( هانسن ) مازال فى موقعه .
استرخى ( دافيد ) فى مقعده , قائلًا :
- لولا أمثاله لما استطعنا التوغل فى كل مكان .
هم المدير بقول شيء ما , عندما ارتفعت طرقات سريعة على باب مكتبه , فقال :
- ادخل .
دلف مدير مقعده إلى داخل الحجرة , وقد ظهر الانفعال واضحًا على وجهه وفى صوته , وهو يقول :
- أنباء جديدة من ( الولايات المتحدة ) يا سيدى .
تمتم ( دافيد ) بسخرية :
- هل قرروا إعلان الحرب على ( إيران ) ؟
رمقه المدير بنظرة صارمة , قبل يسأل مدير مكتبه :
- ماذا هناك ؟
أجابه بانفعال :
- رجلنا داخل المخابرات الأمريكية , نجح فى الحصول على الاسم .
سأله المدير بحيرة :
- أي اسم ؟
أما ( دافيد ) فقد اعتدل فى مقعده بغتة , وهتف :
- أتقصد .. ؟
قاطعه بانفعال :
- هو يا أدون ( عزرا ) .
تألقت عينا ( دافيد ) فى شدة , فى حين هتف المدير بنفاد صبر :
- اسم من ؟
أجابه الرجل بمنتهى الانفعال :
- مستر ( × ) .
وانتقل انفعاله إلى المدير ..
بمنتهى القوة .
* * *

 
 

 

عرض البوم صور السنيورا الغامضة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم رجل المستحيل
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:42 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية