لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-09, 01:38 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

3-اندمي على مهلك

استيقظت ساندرين مذعورة على صوت المنبه الحاد, فمدت يدها حالا لتوقفه.!!http://www.liilas.com


لم تستطع أن تصل إليه فنهضت من السرير, وهرعت إليه. كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف صباحا.
انسل ضوء الفجر الباكر عبر الستائر المنسدلة على الجدار الزجاجي.
فتوجهت ساندرين إلى الخزانة وأخرجت سروال جينز وبلوزة من دون أكمام. ثم أخرجت من أحد الأدراج ثيابا نظيفة ودخلت إلى الحمام.
خرجت بعد عشر دقائق, وقد ارتدت ملابسها, ووجهها خال تماما من مساحيق التجميل وشعرها معقود إلى الخلف.
لم تلق أي نظرة على السرير أو على شاغله, والتقطت حقيبة يدها وخرجت من الغرفة متجهة إلى المطبخ.
وفي غضون ربع ساعة وصلت إلى غرفة الماكياج, تستظهر الحوار الذي يتضمنه دورها, فيما بدأ خبير التجميل يجهزها للوقوف أمام الكاميرا.
لم يكن اليوم هانئا, إذ ساد التوتر وبدأت الأعصاب تتشنج مع ارتفاع درجة الحرارة وتقدم النهار, وكادت روح الانضباط تنعدم في الفريق.
زاد حضور مايكل إلى موقع العمل بعد ساعة الغداء الطين بله, ووقف في الظل من غير أن يعترض أحد على وجوده. كان الممثلون يؤدون أدوارهم الواحد تلو الآخر. فيما طوني يسعى للكمال, محاولا التأثير على مايكل.
حاولت ساندرين جهدها تجنب وجود زوجها المهيمن لكن من دون جدوى, ففقدت تركيزها كليا.
سألته بصوت خفيض خلال فترة الراحة:" ماذا تفعل هنا؟".
مال مايكل إليها وطبع قبلة على أعلى خدها قائلا:" حبيبتي, أبهذه الطريقة تحيين زوجك؟".
-أرجوك اذهب.
لاحظت شيئا من السخرية على أطراف فمه, وشعرت برغبة مكبوتة في الصراخ.
رد متهكما:" سأستثمر مبلغا كبيرا لكي أنقذ المشروع, وأظن أن علي أن أتفقد العمل".
-من المفترض أن يقتصر موقع التصوير على العاملين فقط.
-جئت بناء على دعوة من طوني.
-أتخيل أنك رميت شباكك بمهارة, وهكذا أكل مخرجنا المبجل الطعم؟
لم تأخذ الابتسامة التي ارتسمت على وجهه طريقها إلى عينيه:" أنت تعرفينني جيدا".
لا, أرادت أن تنقض قوله. ظنت أنها تعرفه, ولكنها تشعر الآن أنها تكاد لا تعرف عنه شيئا.
-إلى متى تنوي البقاء؟
رفع يده ومسح بأنامله خدها وأجاب:" في موقع التصوير؟ حتى تنتهي من العمل. لماذا تسألين؟ هل يضايقك وجودي؟".
كشرت عن أنيابها وردت:" أليست هذه غايتك من المجيء؟".
رد عليها وهو يراقبها وقد استدارت عنه من دون أن تنبس بكلمة وابتعدت لالتقاط نسخة من حوار الفيلم:"أليس من المفترض أن تستظهري الحوار؟".
وازداد الوضع سوءا مع دنو كايت ليندن في هذه اللحظة من مايكل لتمارس سحرها الأنثوي. وبدأ مايكل يتجاوب معها بأدب وتهذيب.
هل هذه خدعة لإثارة غيرتها؟ لقد نجحت, أليس كذلك؟ يا لها من فتاة مؤذية حقيرة.
شعرت ساندرين بانقباض شديد في معدتها وهي تراجع حوار المشهد اللاحق الذي ستصوره دونما تفكير.
اللعنة على مايكل, لأجل كل ما أقدم عليه, لاسيما اقتحامه مجال عملها.
-هيا, ليأخذ كل واحد مكانه.
حمدت ساندرين الله على رأفته بها, وهي تتأهب لتقمص شخصيتها في الفيلم.
انتهت ساندرين من تصوير دورها عند العصر, وعلمت أن حضورها لتصوير المشاهد الأخيرة غير مطلوب قبل يوم الثلاثاء.
كانت الساعة قد بلغت الخامسة مساء عندما وصلت إلى موقف السيارات. وأخرجت مفتاح سيارتها من حقيبة اليد واتجهت نحوها.
-أتأملين بالتسلل من دون أن يلاحظك أحد؟
وجدت مايكل يسير إلى جانبها, فسارعت الخطى من دون أن تجيبه.
وضعت المفتاح في قفل الباب وفتحته, ثم صعدت وراء المقود وأدارت المحرك.
كان من المثير أن تبتعد عنه, فيبتلع غبار السيارة. ولكنها لم تنجح إذ اضطرت للتقيد بالحد الأقصى للسرعة.
على أي حال, ما إن خرجت إلى الطريق الرئيس حتى زادت من سرعة سيارتها. لكنها لا تريد المخاطرة بخسارة حياتها أو فقدان أحد أطرافها, أو حتى بمخالفة السرعة, لكن السرعة خففت بعضا من توترها.
وصلت ساندرين إلى منزلها في وقت قياسي, وصعدت الدرج بخفة, ثم نزعت عنها ملابسها وارتدت ثوب سباحة.
كان ماء البركة البارد منعشا, وسبحت مرات عدة قبل أن تستلقي على ظهرها باسترخاء.
وكان من السهل جدا ترك العنان لأفكارها والتأمل في أحداث يومها.
ومايكل. . أيضا.
لم تنم جيدا الليلة الماضية. فقد أمضت معظم الوقت تتساءل عن الحكمة في مشاطرته سريرا واحدا. كان ذلك جنونا, تصرفا أحمق, وتلذذا بتعذيب النفس. أن تستلقي قريبة جدا, و مع ذلك بعيدة جدا عنه, مزق عواطفها وجعلها نتفا.
ماذا كان ليفعل لو اقتربت منه؟ إذا تجاهلها فسوف تموت من الخزي. وإن تجاوب معها, فكيف لها أن تعالج التداعيات اللاحقة؟.
سيكون تناغم القلب والعقل والروح مفقودا, بشكل ما لن تكون أية علاقة بينهما كافية.
قالت في ذهنها إنها مجنونة وفاقدة العقل. إن أي امرأة أخرى لتمسكت وتمتعت بكل ما توفره الثروة والمكانة الاجتماعية, وتعلقت به لتشاركه هذه الحياة.
ويا لها من حياة! حتى التفكير بها يجعل الدفء يغمر جسدها, وكل عرق فيها يرتعش بانتظار ما سيحدث, ويجعل توازنها في خضم الأحاسيس التي تجرفها.
كان الأمر سيئا بما يكفي والمحيط يفصل بينهما. ولكنه الآن هنا, وهذا أسوأ بآلاف المرات.
فكرت أن في الأمر سحرا, نوعا من الشعوذة التي تستعصي على أي تحليل منطقي.
أن تنفصل عنه بعد ليلة طويلة وأن تعد الساعات حتى اجتماعهما ثانية. أن تواجه هذه الحاجة لرؤيته وتغذيها بمكالمة هاتفية تتضمن وعدا يقال بنعومة. أن تتسلم وردة حمراء. أن يتبادلا تلك النظرات الخاصة بالعشاق, المليئة بالانتظار والتلهف والشوق.
هل هذا هو الحب؟ الحب الذي تموت من أجله, والذي يدوم حتى يفصل الموت بين الحبيبين؟ أم أنه شيء آخر لا علاقة له بالحب؟
كانت تظن أن زواجهما يتضمن الناحيتين, حتى تشاجرا لأول مرة فداخلها الشك.
-أرجو أن تكوني سارحة في أفكار مفيدة؟
دفعها الصوت إلى أن تستدير قليلا, وتنتصب في مواجهة الرجل الطويل الذي يقف عند حافة البركة.
كان مايكل قد خلع سترته وربطة عنقه وفك زري قميصه العلويين. بدا شعره مشعثا قليلا, وكأنه مرر أصابعه على عجل في خصلاته المسرحة.
سألته:" كم مضى عليك وأنت تقف هكذا؟".
-وهل في هذا فرق؟!!http://www.liilas.com


مراقبته لها على غير علم منها يصل تقريبا إلى مستوى التعدي على خصوصياتها. ولم يعجبها ذلك البتة.
سبحت إلى حافة البركة, ولما كانت المنشفة بعيدة عن متناول يدها, وقفت على قدميها والتقطتها بحركة سريعة.
لم يفتها التعبير الهازئ على وجهه, وهي تجفف الماء عن جسمها بشدة, قبل أن تبدأ بتجفيف شعرها.
-لقد حجزت طاولة للعشاء في فندق حياة.
سمعت ساندرين ما قاله ولكنها اختارت بلحظتها أن تتجاهل ذلك.
ثم ردت بهدوء:" أنا واثقة من أنك ستستمتع بالوجبة. لقد سمعت أن الطاهي هناك ممتاز".
-الطاولة محجوزة لشخصين. عند الساعة السابعة.
-لن أسهر بانتظارك.
-أمامك ساعة, لتستحمي وتجهزي نفسك.
حملقت به وقالت:" لن أرافقك إلى أي مكان".
-اللعنة, أنت تستنفذين صبري!
-وأنت أيضا تستنفذ صبري.
-هل من الغريب أن أرغب بتناول الطعام مع زوجتي في أجواء ممتعة؟
أجابت برقة:" لا, إن كانت زوجتك موافقة. وفي هذه اللحظة, ليست كذلك!".
-ساندرين. . .
-لا تهددني يا مايكل.
حاولت التمسك بالوقار ولكنها لم تفلح تماما. اخترقت نظراتها الحارقة والمنفعلة عينيه وهي تضيف:" أرفض الخضوع لكل رغبة تبديها أو اقتراح تقدمه".
-هل تفضلين أن نتناول الطعام هنا؟.
ارتجف جسمها قليلا من شدة الغضب وشدت قبضتها على المنشفة:
-ألم تفهم بعد؟ لا أريد أن أتناول الطعام معك, في أي مكان.
ضاقت عيناه وهو يقول:" أنت ترتعشين".
فردت بسخرية:" يا لسرعة ملاحظتك. والآن أعذرني, فسأذهب لآخذ حمام ساخن".
ابتعدت عنه, وهي تبذل جهدا لكي تتجاهل جاذبيته, ونداءات قلبها.
فكرت وهي تصعد إلى الطابق العلوي بخفة, أنه لم يتبق غير أسبوعين, أو ربما أقل للانتهاء من تصوير الفيلم. هل باستطاعتها المجازفة والإقامة في المنزل نفسه ومشاطرة السرير ذاته مع رجل عازم على استغلال أي فرصة تلوح له؟.
عندما خرجت من الحمام بعد عشر دقائق, جمدت في مكانها إذ رأت مايكل يهم بخلع ملابسه.
أشارت له بصوت مخنوق قليلا:
-هناك غرفتا حمام أخريان في هذا الطابق.
-هل تعترضين على استخدام الحمام ذاته؟
ما أحلاه! يناورها ويتهكم عليها بتعقل.
ردت عليه, وقد استعادت توازنها فيما كانت تعبر الغرفة لأخذ ملابس نظيفة:
-نعم, إذا أخذنا في الحسبان أن غايتك الرئيسية هي إخراجي عن طوري.
-أهذا إقرار بأنني أفلحت يا ساندرين؟.
ردت عليه وهي تعلم أنها تكذب:" لا, إطلاقا".
إلا أن أعصابها توترت لمجرد التفكير فيه.
وأدت مراقبة مايكل وهو يعبر الغرفة إلى الحمام إلى استباحة أعصابها أكثر, خاصة وهي تتأمل قامته الفارعة ومنكبيه العريضين وصدره الواسع وخصره النحيف.
ارتعشت قليلا عندما وصلت الذكرى إلى شعورها عندما يضمها إليه.
أصبح بإمكانها تقريبا أن تشم رائحة شذى الصابون المفعم بالنضارة وعبير العطر الرجالي النفاذ.
لديه الهالة والقوة والبراعة لجعل أي امرأة تفقد صوابها. أحست بالمرارة, لأن جزءا منها يريده بقوة ومن دون مساءلة أو كلام.
استذكرت الاتهامات التي تبادلاها قل سبعة أسابيع, وركزت تفكيرها عليها, فثارت بصمت على نفسها.
كانت تنظر إلى مايكل, على أنه رجل تحبه من كل قلبها, رجل وضعت ثقتها به وآمنت أن حياتهما وحبهما سيدومان إلى الأبد. . أما الآن فأصبحت تنظر إليه وكأنه غريب عنها.
نزعت ساندرين المنشفة عن رأسها بحركة عنيفة وهزت شعرها الذي انسدلت خصلاته على كتفيها كخيوط الحرير الأسود.
ماذا يقول المثل؟ تزوجي على عجل واندمي على مهل؟
ماذا كان ليحصل لو بقيت؟ لو ألغت حجز رحلتها وجازفت بخرق العقد مع الاستديو؟ هل كانا ليتوصلا إلى حل؟ أم أن رحيلها المفاجئ عجل بانفصالهما؟
سبعة أسابيع. أسابيع يمكن أن تعتبر فترة وجيزة أو دهر.
-هل تنوين ارتداء هذه الملابس للذهاب إلى العشاء؟
أمسكت بخصلات شعرها وأخذت ترفعها وهي تجيب:" أنا لا أعتزم التأنق".
-اتركيه منسدلا.
لم تتخاذل يداها وهي تغرز دبابيس الشعر:" أشعر بالبرودة أكثر عندما أرفعه هكذا".
زرر مايكل قميصه وشد حزام سرواله ثم لبس جواربه وانتعل الحذاء.
-ألن تضعي مساحيق تجميل؟.
جابهته ساندرين:" لماذا؟ أنا لا أعتزم الذهاب إلى أي مكان".
لم تتغير تعابير وجهه ولكن نظراته أصبحت قاسية:" سوف أذهب في غضون خمس دقائق, معك أو بدونك يا ساندرين. وعليك أن تختاري".
استدارت لتواجهه:" باستطاعتك الاتصال بـ كايت في أي وقت. ستموت لتكون معك في أي مكان".
خرجت من الغرفة وتوجهت إلى المطبخ في الطابق الأرضي من دون أن تضيف أي كلمة أخرى.
كانت علبة السردين والسلطة بديلين متواضعين عما سيقدمه لها مايكل. وقالت في سرها, وهي تسمعه يصفق الباب ثم يدير محرك سيارته, إن كل هذا لا يهمها.
وفي العاشرة, أطفأت الأنوار وصعدت للخلود إلى الفراش.
ترددت لبضع دقائق في اختيار الفراش, وهي تفكر في أن غرفة النوم الرئيسية غرفتها, وإن كان مايكل مصمما أن يجعلها غرفته.
فليكن له ما يريد وليعاني لأنها لن تتزحزح. ومع ذلك, مشاركته الفراش هي مثل اللعب بالنار, وهي لا تريد أن تحرقها.
وبهذه الأفكار, فرشت الأغطية وسوت السرير في غرفة النوم الأبعد عن الغرفة الرئيسية, ثم نقلت بعضا من أمتعتها الضرورية وأدوات الزينة واندست بين الأغطية الباردة وأطفأت النور.
وبعد أن أمضت فترة خالتها من دون نهاية وهي تتقلب على السرير, اقتربت حافية القدمين من النافذة, لتقفل النوافذ جيدا.
جفاها النوم تماما وحاولت جهدها التفكير بأمور ممتعة ومريحة, غير أن الصور التي ارتسمت في ذهنها, كانت لمايكل, فانبطحت على بطنها وأخذت تخبط المخدة بكلتي يديها.
هل عاد إلى البيت؟ لم تسمع أي صوت يدل على عودته.
قلبت ساندرين في ذهنها سيناريوهات لا تعد ولا تحصى. . وفي كل واحد منها كانت تلغي مايكل تماما حتى أخذها عقلها الباطن في أحلام يقظة بدت أشبه بالحقيقة.
كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة ليلا عندما دخلت سيارته المرآب. دخل مايكل المنزل وأضاء النور وهو يصعد إلى الطابق العلوي.
أحس بالأسى عندما وجد سريره خاليا, ثم بادر إلى البحث بسرعة وهدوء في الغرف الأخرى, وأحس بالسعادة عندما وجد زوجته.
وقف عند باب الغرفة المفتوح لدقائق طويلة, ثم سار إلى السرير.
يا لجمالها, ويا لشخصيتها الفريدة, وروحها المتوثبة. أراد أن يمس شعرها ويبعده عن جبهتها.
تبا! إنه يرغب بأكثر من ذلك.
همس بشتيمة أخرى بين شفتيه, وجهها إلى نفسه لأنه قدم التزامه في العمل على حبه لزوجته.
فبدلا من أن يأخذ الرحلة التالية ليلحق بها, انغمس في مفاوضات مالية دقيقة جدا. وأمن على سلامة ساندرين بتوظيف شخصين لحراستها على مدار الأربع وعشرين ساعة.
كانت براعته في التفاوض في حقل الأعمال محط إعجاب أقرانه والنساء يسعين وراءه من أجل ثروته ومركزه الاجتماعي.
حتى التقى ساندرين.
ساندرين, المفتقرة إلى المكر والدهاء والتكلف, ذات الضحكة المتواضعة المعدية, والابتسامة التي تضيء وجهها وتجعل عينيها تومضان بدفء يخترق القلب مباشرة.
وقع في حبها من النظرة الأولى, وأرادها, لكن حاسته السادسة نبهته إلى أن المسألة أبعد من ذلك, بكثير.
إنها أغلى ما يملك, وأراد من البداية أن يحرسها ويحميها. ولم يكن ليوافق على سفرها إلى الطرف الآخر من العالم من دون أن يرافقها. لكن توقيت رحلتها لم يكن مناسبا, نظرا للمسؤوليات الملقاة على عاتقه.
ارتسمت على فمه ابتسامة تحسر. يمكنه أن ينقذ الفيلم المشرف على الإفلاس وأن يستخدم الابتزاز لإنقاذ زواجه. ما هو المثل الذي يقال في هذه الحالة؟ يصيب عصفورين بحجر واحد؟
إنقاذ الفيلم لا يعد مشكلة, إنما لن تكون ساندرين مهمة سهلة.
وهذا هو التحدي الأهم في حياته, وقد صمم على الانتصار.
لفت انتباهه صوت خافت, وراقبها وهي تتقلب بتململ.
فكر في أنها تبدو عاجزة. وتأمل أهدابها الطويلة ووجهها الجميل.
اندفعت فيه المشاعر, وهو يتأملها بحنان.
تحركت قليلا ثم استكانت. استلقى بدوره بصمت ومن دون حراك وهو يحدق في الظلام حتى استسلم للنوم أخيرا.!!http://www.liilas.com



☺☻☺☻

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 01-03-09, 01:40 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

4-انتقام من نوع آخر

أفاقت ساندرين شيئا فشيئا, وأخذ النشاط يدب في أوصالها ببطء. واستعدت للقاء يوم جديد, نافضة عنها رداء النوم الثقيل.
تنبهت وهي تتنهد بارتياح, إلى أنه يوم الأحد, وليست مضطرة أن تنطلق إلى الاستديو في الصباح الباكر.!!http://www.liilas.com


وبعد هنيهة, لاحظت أنها لم تكن في السرير ذاته أو الغرفة التي انتقلت إليها الليلة الفائتة.
والأدهى من ذلك, أنها لم تكن بمفردها.
أحكمت ذراع رجل شدها إلى جسمه القوي, وكان رجلا طافحا بالقوة والإثارة.
كانت يد مايكل تحتضنها, فأحست بإيقاع دقات قلبه المنتظمة قرب كتفها.
رباه, الرحمة!
لم يعنها دعاؤها بأن يكون ذلك حلما لا غير, فلا أحد يحلم وعيناه مفتوحتان.
كانت أفكارها تعكس أحاسيسها المتناقضة فيما هي تفكر بما يجب أن تفعله.
إن حافظت على انتظام تنفسها وتحركت ببطء, قد يلاحظ مايكل ذلك, وتتمكن من التحرر من قبضته والنهوض من السرير.
إنه تصرف سخيف وعنفت نفسها بصمت بعد ثوان, إذ شدد قبضته عليها بصورة لا إرادية, ما إن تحركت.
ماذا ستفعل الآن؟
أتغرز مرفقها في أضلاعه؟ أم تلكمه على ذراعه؟ ربما الاثنين معا؟ نعم, هذا قد ينجح.
همس صوت عميق بالقرب من أذنها بتشدق:" أتخططين للهجوم علي؟".
ردت عليه بصوت مرتعش, وهي تحاول تسديد ضربة قاسية إليه بمرفقها:" لقد حزرت تماما".
. . . ولكنها أخطأت الهدف عندما نجح في تجنب الضربة. فصرخت به غاضبة:" اتركني!".
سألها متهكما:" من فضلك؟".
-اذهب إلى الجحيم.
-إذا كنت تريدين أن تلعبي. . .
ردت عليه بلهجة حقودة, فيما كانت تتلوى لتحرير نفسها من قبضته من دون فائدة:
-أنت تستمتع بهكذا تصرفات, أليس كذلك؟
-ليس تماما. أفضل أن تكون المرأة سلسة وطيعة بين ذراعي.
-أنت تحلم.
-هل تريدين أن أثبت لك كيف أستطيع بسهولة تغيير رأيك؟.
بقيت ساندرين مستلقية من دون حراك, وهي تحاول أن تسيطر على التسارع الفجائي في تنفسها.
عانقها برقة. . .
-هل هذا ضمن الاتفاق الذي أصريت عليه؟
انقلب على ظهره بحركة رشيقة. بدت قسماته داكنة بسبب شعر ذقنه الظاهر, وبانت في عينيه نظرات مترصدة, تقويمية, تتفحصها بصورة غير واضحة.
قدرت وهي ترتعش, أنه خطر جدا.
إنه يماثل نمرا كسولا, فاتر الهمة, لكن منظره يوحي بالشراسة والقوة. فإذا ما تلفظت بكلمة واحدة, أو أقدمت على حركة في غير محلها ستتلاشى البرودة بسرعة.
أقل ما يقال عن وضعها إنه معلق بطرف خيط رفيع جدا.
رفع يده ومسح خدها بقفا أصابعه, ثم أدارها ليمسك بذقنها وقال:" هذا تفسيرك وليس تفسيري".
-لقد انتقلت إلى غرفة أخرى بمزاجي.
-وأنا أعدتك إلى هنا.
استفهمت منه بتهكم متعمد:" ألانك لا تحب أن تنام بمفردك؟".
أومأ موافقا فسألته:
-هل تتوقع مني أن أصدق ذلك؟ وعنك؟
ران صمت لبضع ثوان, وعندما تكلم, جاءت نبرة صوته حريرية.
-تعاودني ذكرى الليالي الطوال التي أمضيناها معا, يا حبيبتي.
وهي فعلا كذلك. الليالي التي كانت فيها زوجة طيعة.
ردت ساندرين ببطء, بعد أن لمحت ابتسامته المتحسرة:" كان ذلك في ما مضى".
رفعها بحركة رشيقة لتقف على قدميها ثم نهض بدوره من السرير:
-إذن. في هذه الحالة, لنرتدي ملابسنا وننزل لتناول الفطور.
قررت أن تحمل ملابسها إلى الحمام. وما هي إلا ثوان, حتى استقرت بأمان خلف باب الحمام الموصد, في خلوة تامة.
لم يكن للأبواب الداخلية أقفال, فاستحمت بسرعة وارتدت ملابسها ثم خرجت لتجد غرفة النوم خالية.
نزلت ساندرين الدرج, وقد شدتها رائحة القهوة الطازجة, من المطبخ. لقد بدا مايكل على سجيته تماما, في سروال جينز أسود وقميص أبيض. كان مظهره رجوليا من دون أي تحفظ.
ذكرتها حركاته بالأوقات التي أمضياها معا في تحضير الفطور, وبالصحبة الهنيئة بينهما. حينها كانت تقرصه, دون رحمة, وتثني على مهارته ثم تنطلق بضحكة مبحوحة فيحملها إلى عالمه.
أما الآن, فقد ملأت كوبين بعصير البرتقال بصمت وصبت القهوة ووضعتها على طاولة الطعام.
وضع مايكل أمامها صحنا من العجة, يتصاعد البخار منه ثم جلس على المقعد قبالتها.
شعرت وكأن معدتها تشنجت, وانزعجت كثيرا إذ بدا أن شهيته لم تتأثر البتة.
صب مايكل المزيد من القهوة في كوبه الفارغ وأضاف السكر ثم أزاح صحنه جانبا واسترخى في مقعده:
-لدينا اليوم بطوله. ماذا تقترحين أن نفعل؟
أعادت وضع فنجانها على الطاولة وبادلته النظرات الحادة بمثلها:" أعتزم التسوق".
-ماذا بالتحديد؟
ردت عليه بإيجاز:" الطعام. أشياء ضرورية. . الخبز والحليب والبيض والفاكهة".
-وبعد ذلك؟
-أركب السيارة وأستكشف المنطقة قليلا.
نهض مايكل وأخذ ينظف الطاولة:" سأقود السيارة, وستلعبين دور المرشد".!!http://www.liilas.com


-عفوا؟
ألقى نظرة هازئة نمت عن طول أناته وصبره عليها:" سوف نذهب إلى السوق أولا. ثم ننطلق في رحلة استكشاف".
-منذ متى أصبحت (أنا) (نحن)؟
كان صمته معبرا, فضلا عن قسمات وجهه, فحولت نظراتها عنه, وانشغلت بتنظيف المائدة.
-وماذا لو كنت أفضل أن أبقى وحيدة؟
-كفى إيذاء يا ساندرين.
لم يتطلب منها تنظيف الصحون من بقايا الطعام ووضعها في غسالة الصحون غير دقائق قليلة, ثم تأبطت حقيبة يدها ووضعت نظارات شمسية على رأسها وسارت إلى المرآب غير مهتمة إن تبعها مايكل أم لم يفعل.
لم يكن شراء حاجيات المنزل يتطلب أكثر من خمس دقائق, لكن ساندرين تلكأت في اختيار الفواكه وأنواع الخس ثم ارتأت أن تقصد فرنا محليا لشراء الخبز الطازج بدلا من شرائه من المحلات.
أضاف مايكل بضعة أصناف اختارها بنفسه, وبدا مرحا قليلا عندما رفضت أصنافا أخرى.
رجعا إلى الفيلا بعد نصف ساعة ووضعا المشتريات في المطبخ ثم عادا إلى السيارة.
-إلى أين؟
ردت ساندرين فيما كان مايكل يمر بالسيارة عبر البوابة:" هنالك الجبال والشواطئ و أماكن اللهو. وما عليك سوى الاختيار".
-نووسا.
ألقت عليه نظرة مجفلة:" إنها تبعد ساعتين بالسيارة إلى الشمال".
هز كتفه قليلا غير مبال:" أهناك مشكلة في ذلك؟".
-لا, لا أظن ذلك.
وصل إلى ميدان واسع وأخذ يدور حوله:" أرشديني يا ساندرين".
أرشدته للخروج إلى الطريق السريع, فانضما بسيارتهما إلى فيض السيارات المتجهة شمالا, ثم انعطفا بعد ساعة إلى شاطئ سانشاين.
وبعد فترة وجيزة, قاد السيارة عبر أراض مزروعة بقصب السكر و الأفوكادو و الفريز و الأناناس ومجموعة متنوعة من الأشجار المثمرة.
قرأت ساندرين الدليل السياحي:
-جبال غلاس هاوس. بلدات مونتفيل و فيلني, تشتهران بمناظرهما الطبيعية والأشغال اليدوية ومقاهي الشاي الظريفة.
-نقصدهما غدا.
عبست وألقت عليه نظرة سريعة. كان من الصعب تحديد معنى تعابيره لأنه وضع على عينيه نظارات شمسية غامقة اللون وصب تركيزه على الطريق أمامه.
سألته:" ماذا تعني. . . غدا؟".
أوضح مايكل متسلحا بالصبر:" سوف نعرج عليها في طريق عودتنا إلى الساحل".
-هل تنوي قضاء الليلة في نووسا؟".
-أهناك مشكلة؟
أجابته بحدة:" ثق تماما بأنها مشكلة. أولا, لم أحمل معي ملابس".
-إنه موقع سياحي والمحلات مفتوحة. وسوف أشتري ما تحتاجين إليه.
التفتت إليه بغضب لم تفلح بمداراته:" هل خططت لهذا الأمر؟".
رد عليها بجواب منطقي:" بدا لي أن العودة إلى الساحل الليلة, لنعود أدراجنا في الغد, تصرف غبي".
-ولكنك لم تطلب رأيي!
-وأعطيك الفرصة لتتمنعي؟
حدجته بنظرة حارقة:" أنا أكره أن أكون مختطفة".
-اعتبري الأمر مغامرة.
يا لها من مغامرة!َ إن استطاعت أن تمضي الساعات القادمة من دون أن تضربه. فسيكون ذلك معجزة.
-لو عرفت أن هذا ما يدور في بالك, لجلبت معي السيناريو. ربما لم يخطر لك أنني سأتابع التصوير يوم الثلاثاء ويجب أن أحفظ الحوار!
-عرفت من مصدر موثوق أن الحوار قليل, وما عدا الحاجة إلى إعادة تصوير المشاهد, ستنتهين من لعب دورك عند الظهيرة.
-أنا أكرهك.
-الكراهية عاطفة قوية, وهي أفضل من عدم الاكتراث.
-لقد تجاوزت لتوك مفترق الطريق.
رد عليها مستهزئا وهو يخفض سرعة السيارة ويستدير بها:" السبب في ذلك تشتيت انتباه المرشد".
زمت شفتيها وأحجمت عن قول أي كلمة أخرى غير إرشادات مقتضبة وواضحة.
اختار مايكل الفندق الأكثر فخامة على طول شارع هاستينغ الرئيس ووضع السيارة في موقف السيارات, ثم قادها إلى ردهة الاستقبال.
اكتشفت ساندرين أن جناحهما يطل على النهر. والمنظر الهادئ يخالف منظر الشاطئ الذهبي.
أعلن مايكل حلول وقت الغداء:" دعينا نذهب إلى مكان ما لتناول الطعام".
التفتت ساندرين إليه:" أنا لا أرغب في الاشتراك في اللعبة التي اخترت أن تلعبها".
-وما هي بالتحديد؟
أقرت بنبرة جافة:" أنت مناور فائق الحنكة".
-أهذا مدح أم هجاء؟
-كلاهما معا.
رد عليها بحسرة مفكرا:" شكرا. ما هي اللعبة التي تتخيلين أنني ألعبها؟".
-نوع من الانتقام.
لم يتظاهر بعدم الفهم:" أتقصدين إبقاءك مترقبة حتى أتم الصفقة؟".
-نعم.
رغب في قطع المسافة بينهما وهزها إلى أن تطلب الرحمة. ولكنه بدلا من ذلك, دس يدا في جيب سرواله وقال بعد أن تحكم بطبقة صوته:
-ما رأيك لو قلت لك, الليلة؟
انقبض شيء ما داخل معدتها وانعقد بشكل مؤلم وقاس:" ولماذا الانتظار؟ لم ليس الآن؟".
-هل لديك طلبات محددة؟
يا للسماء! كيف أمكنها أن تتكلم بمثل هذا الصوت الهادئ فيما هي ترتعش في داخلها مثل ورقة في مهب الرياح؟
-نوريني.
-أنت الذي يمسك زمام المبادرة.
وقفت من دون حراك تماما, ونظراته الثابتة لا تتزحزح.
اللعنة عليه, إنه لن يمد لها يد العون.
اجتازت الغرفة بخطوات بطيئة وثابتة إلى حيث يقف.
حثها صوت رفيع, تظاهري باللامبالاة, ودعيه يشعر أنه لا يعني لك شيئا.
لقد جرها هذا القدر من التحدي إلى تنفيذ رغباته الشيطانية. وفيما هي تغلي في داخلها بدا هو في قمة السعادة.
أغمضت ساندرين عينيها للحظات ثم فتحتهما ثانية. لم يكن مايكل بمثل هذا البرود يوما.
هنالك جزء منها يتلهف إلى زوجها. ودت أن تضيع في عالم الأحاسيس العاطفية والروحية, فيتشاطران معا وحدة الجسد والروح.
كان أمرا جيدا. . . وصححت . . . أكثر من جيد.
أمسكت يد ذقنها ورفعتها كي تنظر إليه. مسح بإبهامه خدها بتمهل.
ابتلعت ساندرين ريقها لا إراديا. أرادت أن تبتعد عنه ولكن العينين الرماديتين الداكنتين أجبرتاها على التحديق بهما.
ثم أحنى رأسه وعانقها. .
* * *

سألها برقة:" كل شيء على ما يرام؟".
ماذا باستطاعتها أن تقول. لم تجد كلمة مناسبة واحدة, واستطاعت أخيرا أن تقول:" عاجزة عن الكلام".
أوضح سؤاله ببطء:" أقصدك أنت".
-لا بأس.
أنت تكذبين, أنبها صوت في داخلها. فما زالت تتوجعين من معاناة لا علاقة لها بالألم الجسدي.
لاحظ مايكل الكآبة في تينك العينين الجميلتين المضيئتين, وتسارع نبضها فمال إليها وطبع قبلة على خدها, ثم أزاح بلطف خصلة شعر منسدلة على خدها.
أرادت ساندرين أن تغمض عينيها وتحجب عنها مرآه, ولكنها لم تستطع. وعوضا عن ذلك زمت شفتيها بصمت مدعية الاحتجاج والعتاب.
أعلنت وهي تنزلق عن السرير بحركة واحدة رشيقة, قاصدة الحمام:" وقت الغداء, أنا جائعة".
لم ترغب بالشجار. فهي لا تملك الطاقة أو الميل في هذه اللحظة لتفعل أي شيء.
وقفت تحت رذاذ ماء الدوش لتغتسل, ثم فتحت الباب الزجاجي ومدت يدها والتقطت منشفة. عندما خرج مايكل من الحمام كانت ساندرين قد ارتدت ملابسها ورفعت شعرها فوق رأسها, وأخذت بوضع أحمر الشفاه.
ارتدى ملابسه, ومرر أصابعه في شعره المبتل ثم مال برأسه مازحا ولوح بذراعه إلى الباب قائلا:" تفضلي أمامي".!!http://www.liilas.com



☺☻☺☻

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 01-03-09, 01:42 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

أنا آسفه على التأخير لكن زي ما تعرفوا بداية الدراسة:(

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 05-03-09, 08:29 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

5-مخالب امرأة

انتقيا مطعما صغيرا وحميما, واختارا طاولة في الخارج, تحت مظلة كبيرة.!!http://www.liilas.com


رفضت ساندرين أن تطلب شيئا آخر غير المعجنات واكتفت بقهوة سادة.
-هل استمتعت بالطعام؟
نظرت إلى الرجل الجالس قبالتها, وكافحت موجة غامرة من الأحاسيس.
كيف يمكن له ترك هذا التأثير المزلزل عليها؟ يا لجاذبيته الفطرية.
-نعم, أشكرك.
التوى فمه بابتسامة ضعيفة:" جواب مؤدب جدا. أتريدين مزيدا من القهوة؟".
هزت رأسها نفيا. ثم راقبته وهو يلوح بيده للنادل كي يجلب ورقة الحساب.
-جاهزة للذهاب؟
سألها مايكل بعد بضع دقائق, فنهضت ساندرين على قدميها من دون جدال.
تمشيا معا في الشارع الرئيسي, يتوقفان من حين إلى آخر أمام واجهات المحلات. واشترت ساندرين بطاقات عدة ولوسيون مرطب وكريم واق من أشعة الشمس.
وأصرت على دفع الثمن بنفسها. واشترت بواسطة بطاقة اعتمادها ثوب سباحة وثوبا أزرق جميلا.
سألها مايكل وهما يضعان أكياس المشتريات في جناحهما بالفندق:" بركة السباحة أم المحيط؟".
لم تتردد أبدا:" المحيط".
لم يستغرق أمر تغيير ملابسها وأخذ المناشف وعبور الشارع إلى الشاطئ سوى دقائق معدودة.
كان البحر هادئا بأمواجه الصغيرة المتكسرة على الشاطئ. فيما بدا الخليج بصخوره الناتئة وسفحه المنحدر من ربوة خضراء آية في الجمال و العذوبة.
يا لها من نعمة! فكرت ساندرين بصمت وهي تفرش منشفتها تحت مظلة نصبها مايكل.
تمشيا بعد عشرين دقيقة عبر الرمال إلى طرف الماء, ثم سارا بضع خطوات فيه, حتى غمرتهما المياه الزرقاء, ليطفوا على السطح ثانية ويكربا عباب الأمواج, سابحين بموازاة الشاطئ.
فكرت وهي تتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تلف العديد من المنازل ذات الألوان الزاهية, المنتشرة على طول الشاطئ, أن سكينة لا متناهية تكتنف المحيط اللامحدود وإحساس بالتوحد مع الطبيعة يختلف تماما عن بركة السباحة.
كم من الوقت مر على آخر عطلة قضتها في نووسا؟ سنوات! أدركت ذلك بحسرة, وهي تتذكر كيف قضتها مع والديها خلال عطلة منتصف السنة الدراسية. سبقت تلك الأيام تمزق عائلتها بسبب الطلاق, وشعور المرارة الذي ملأ قلبها وتضارب الولاء مع اقتران كل من والديها بشخص آخر.
تكفلت المدارس الداخلية المقتصرة على طبقة معينة بتوفير ملجأ آمن لها, فلم تعد تشعر بالانتماء إلى أي من العائلتين. وجدت دائما الحب والترحيب في كل مرة تأتي فيها للزيارة. ولطالما اعتقدت أن ارتباكها ناجم عن حساسيتها للأمر.
عوضت عن ذلك النقص بالاعتماد على نفسها, والكفاح الدؤوب ثم النجاح. كل ذلك جرى بعصامية. واستطاعت أن تستخدم موهبتها في الخطابة والتمثيل, فبدأت في مسرحيات مدرسية وعرض الأزياء. ثم تولى ظهورها في إعلانات تلفزيونية, أما الباقي فأشبه بقصص الأحلام, عندما عرض عليها دور في مسلسل للتلفزيون الاسترالي. لقد كان قيامها بعرض أزياء في نيويورك ودعوتها إلى حفلة كان مايكل في مقدمة الحضور فيها, حدثين غيرا حياتها.
-هل عقدت العزم على الانفراد بذاتك؟
اتسعت عينا ساندرين لهذا الصوت المألوف والتفتت لترى مايكل قربها. لم يؤثر الشعر المبتل والماء الذي يسيل على وجهه على كمال قسماته المنحوتة أو يقللا من قوته التي تظهر من دون أي جهد.
-لا.
-أتودين استخدام يديك في شيء آخر مليء بالمغامرة؟
لم تستطع أن تقرأ تعابير وجهه, فيما عيناه تراقبانها بعزم بالغ, أربكها, فسألته:
-مثل ماذا؟
-ركوب الأمواج أو التزلج على الماء أو التزحلق السريع؟
-أنت تمزح من دون شك؟
تابع مايكل وكأنها لم تتكلم:" هل نستأجر زورقا ونستكشف الرياضات المائية؟".
قبضت بيدها حفنة من الماء ورشته بها, فحذرها:" أستطيع الاقتصاص منك".
-أنا أرتجف.
ارتسمت على شفتيه ابتسامة هادئة:" يمكن تأجيل ذلك".
وظهر في عينيه وميض دافئ وهادف تمكن من زعزعة عزيمتها.
نظراتها المتشابكة مع نظراته جعلتها تحس به إلى درجة مخيفة وغامضة. لم تشأ أن تعلق في شباك جاذبيته, لأنها تؤثر على المنطق وتقضي على أي تفكير سليم.
استشعر مايكل ترددها, وعرف سببه, ولهذا قرر إعطاءها مهلة قصيرة للاسترخاء:
-سوف أسابقك إلى الشاطئ.
ساوى بين ضرباته وضرباتها, فخرجا من الماء سوية. التقط منشفته عندما وصلا إلى المظلة, قائلا:
-أترغبين بشراب؟
ردت ساندرين, وهي تحذو حذوه:" بعد أن أستحم وأرتدي ملابس جافة".
سحب مايكل المظلة من الرمل وأعادها إلى محل التأجير في طريق عودتهما إلى الفندق. وأشار عليها عندما وصلا المدخل:
-اصعدي أنت, وسألحق بك بعد عشر دقائق.
أومأت برأسها ثم عبرت الردهة إلى مكتب الاستقبال لأخذ مفتاح غرفتها. اتجهت إلى الحمام فور دخولها الجناح ثم خرجت إلى غرفة النوم فوجدت مايكل يحمل أكياسا عدة من محال معروفة.
-كنت تتسوق.
أعلن لها وهو يفرق الأكياس عن بعضها ويخرج محتوياتها:" ثياب نرتديها على العشاء".
التقط رزمة ملفوفة بورقة هدية ورماها على الوسادة قائلا:"خذي, هذه لك".
اكتشفت سروالا حريريا أسود للسهرة وبلوزة بلون الذهب المعتق.
شكرته بغمغمة مقدرة له هديته, وهي تراقبه يخرج سروالا أسود وقميصا حريريا أزرق اللون.
لو أفصح عن نيته في قضاء الليلة هنا, لجلبت بعض الملابس واستطاعت توفير بعض المال.
وفكرت, في أن المال ليس مشكلة, بالنسبة إليه.
جاء سروال السهرة والبلوزة على مقاسها تماما. وكانت تضع زينتها عندما رجع مايكل إلى الغرفة.
أشاحت ساندرين بنظرها عن المرآة لتقابل نظراته الوامضة وأثنت على اختياره:
-إنهما جميلان.
أقر بنبرة هازئة وهو يطرح المنشفة:" شكرا".
عادت لتركز انتباهها على وضع زينتها, وتجهد في تثبيت أصابعها وهي تضع اللون الذهبي الخفيف على جفنها العلوي.
أنبت نفسها في توبيخ صامت, وركزت اهتمامها بحزم على ماكياجها. واختارت أن تترك شعرها منسدلا على كتفيها.
أطرى عليها مايكل بعد أن عادت إلى غرفة النوم:" جميل. ولكن هنالك شيء ما ناقص".
شعرت بالتوتر والجزع ونسبتهما إلى حساسيتها المفرطة على هذا الرجل بالذات.
كان هذا جنونا. لماذا تشعر وكأن حيوانا مفترسا جائعا يطاردها, وينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض عليها؟
استطاعت أن تقول بخفة:" ما هو؟".
أخذ يقترب منها, وأمسك بيدها اليسرى ووضع خاتم الزواج ثم ألحقه بخاتم رائع من الألماس على شكل اجاصة قائلا:" هذا".
خفضت ساندرين نظرها إلى يدها ورأت رموز امتلاكه لها وحارت بين أن تضحك أو تبكي:
-مايكل. . .
ضاع أي شيء أرادت أن تضيفه عندما ضغط على شفتيها بإصبعه:" دعينا نخرج لاحتساء ذلك الشراب, ما رأيك؟".
ضم صالون الفندق مجموعة من الزبائن, ورفع مايكل حاجبه عندما أصرت على طلب عصير برتقال:" أأنت بحاجة إلى صفاء الذهن؟".
-حتما.
-خائفة يا ساندرين؟
ردت عليه بتحد:" منك؟ لا".
كادت قهقهته المبحوحة تحطم معنوياتها وساورتها الرغبة بضربه عندما رفع كأسه قفي حركة إيمائية ساخرة.
استطاعت وهي تأخذ رشفة من العصير المنعش أن تغير موضوع الحديث:" كيف حال جدتك؟".
-إنها سيدة رائعة.
ماذا يمكنها أن تقول؟ واستقرت بعد ثوان على قول:" هذا لطف منها".
-لقد وعدتها أن نعرج لزيارتها بعد عودتنا.
لم ترغب التفكير في ذلك مقدما. كان يكفيها أن تفرغ من كل نهار على حدة.
-هل تريدين كأس عصير آخر؟
هزت ساندرين رأسها نفيا ثم راقبته يضع كوبه الفارغ على الطاولة قائلا:
-أنذهب لتناول العشاء؟
وقع اختيارهما على مطعم ايطالي, الأفضل في المدينة. طلب مايكل بعض المقبلات الايطالية التقليدية ثم استقر رأيهما على اسكالوب لحم العجل, اتبعاه بحلوى الليمون الشهية.
قالت وهما يتمشيان في الطريق:" لا أعقد أن باستطاعتي أكل أي شيء قبل ظهيرة الغد, على أقل احتمال".
لقد أمضت ساعات رائعة ذكرتها بالأمسيات السابقة التي قضياها معا في تناول الطعام اللذيذ.
قالت وهي تبتسم له بدفء:" كانت أمسية لطيفة, شكرا".
كانت تعابيره دافئة أيضا وحملت تانك العينان الرماديتان المشعتان وميضا لم تأبه بتفسيره:
-هذا من دواعي سروري.
اقترحت عفويا:" دعنا نتمشى قليلا".
أمسك يدها ببساطة, ولم تسحبها من يده.
هل هما مثل زوجين متحابين؟
بطريقة ما لم تعتقد ذلك, فلغة جسديهما لم تكن تنطق بذلك.
داعب بكسل شرايين رسغها الرقيقة. وعندما حاولت أن تحرر يدها, رفعها إلى شفتيه ولثم أصابعها.
رفعت ساندرين رأسها وتلاقت نظراتهما:" أتحاول إغوائي؟".
-هل نجحت؟
بصورة فائقة.
-أتعودين إلى خيار الالتزام بالصمت, يا صغيرتي؟
منحته ابتسامة خلابة:" طبعا".
-نظرا إلى أن أي شيء يقال قد يدفعني إلى الغرور؟
-تقريبا.!!http://www.liilas.com


سارا على جانب واحد من الشارع, وهما يتمهلان من حين إلى آخر عندما يلفت انتباههما شيء ما معروض في محل, ثم عبرا الشارع وعادا أدراجهما إلى الفندق.
كانت الساعة قد بلغت الحادية عشرة عندما تقدمته إلى جناحهما, وخلعت حذاءها فورا ثم مدت يديها إلى حزام سروال السهرة.
كان من الصعب الحفاظ على الكثير من الحشمة بحضوره, فانسحبت إلى الحمام.
لم يسعفها بشيء ارتفاع حاجبه ولا ابتسامته البطيئة, وهي تندس بين الشراشف.
-لقد فات الأوان على ادعاء الخجل يا حبيبتي؟
-ربما لا أشعر بالراحة لاستعراض نفسي.
-هل أنت؟.
ارتسم العبوس الخفيف على جبينها:" هل أنا . . . ماذا؟".
زم مايكل فمه بصبر وهو يستدير لمواجهتها مسندا رأسه على يده:" تشعرين بعدم الراحة معي".
كان قريبا منها أكثر مما يجب, وخطيرا أكثر من اللازم. أصبحت ترصد كل نفس تأخذه. بدأت خفقات قلبها تتسارع.
أقرت ساندرين بصوت مبحوح:" أشعر بعدم الراحة مع نفسي عندما أكون معك".
واتسعت عيناها عندما رفع يدا وضرب طرف أنفها بسبابته بخفة, ثم سألها:
-أهذا أمر سيء؟
شدت أصابعها في محاولة للسيطرة على مشاعرها المتأججة.
استفهمت ساندرين بصوت مخنوق قليلا:" أنت تفعل ذلك متعمدا, أليس كذلك؟".
-وما الذي أفعله يا صغيرتي؟
-تغويني.
أخفض رأسه وهمهم:
-هل تريدين أن أتوقف؟
كادت تجيب بنعم.
لكنها عادت ورفعت ذراعيها وشبكت يديها خلف عنقه واستسلمت لعناق زوجها.
مر وقت طويل قبل أن يستلقيا, ويغطا بسهولة في نوم هانئ, لم يستيقظا منه إلا في الصباح عندما جلب لهما النادل الفطور.
سأله مايكل وهو يشرب ما تبقى من عصير البرتقال, ثم يصب لنفسه فنجان قهوة سادة:
-ماذا تريدين أن تفعلي اليوم؟
كانت ساندرين تتضور جوعا فيما هي ممتلئة بدفء حميم بسبب الإشباع العاطفي.
-نذهب إلى ميلين و مونتفيل وجبال غلاس هاوس.
-كنت أخشى أن تقولي ذلك.
سألته وهي تتصنع البراءة:" لماذا؟ هل هناك ثمة شيء آخر يدور في ذهنك؟".
-باستطاعتنا أن نبقى هنا, ونطلب غداء في ساعة متأخرة ثم نعود إلى الساحل.
قضاء بضعة ساعات أخرى معه في الجناح سيضعف دفاعاتها, التي لم تعد تتحمل المزيد, فعارضت بصرامة:" إنه يوم جديد. دعنا نستغله على أفضل صورة".
-هذه نيتي بالضبط.
-دعنا من المبالغة. لقد فككنا عقدة.
احتدت نظراته وقال:" أهذا ما عنى لك ذلك؟ فك عقدة؟".
رفعت ساندرين فنجانها إلى فمها, واحتست منه القهوة, ثم ردت:" مايكل, هل ترغب بالقيام بعملية تحليل؟ هل تريد أن أضع نظاما لتسجيل النقاط, لكي أعطيك درجة إضافية؟".
أراد أن يسحبها من قدميها إلى غرفته لكي يحول هذا الفتور إلى حرارة متوقدة.
لقد تجاوبت معه في كل خطوة, طوال الليل وفي الصباح, وهو مستعد أن يراهن على ذلك بحياته. لكنها في وضح النهار, تتصرف بشكل مختلف لحماية ذاتها. وهذا لا يضيره ما دام يمتلكها في المساء.
قال متشدقا:" لا أتذكر أنك تنغمسين في التمثيل كثيرا. كما أننا لم ننغمس البتة في سيناريو من نوع ما, هل شعرت بذات السعادة التي شعرت بها. أنا لا أرى سببا لمعاودة الكرة الآن".
-الثقة أمر جميل.
صحح مايكل بشيء من السخرية:" المعرفة. . . معرفتك".
أقرت في سرها بحسرة أنه يعرفها تماما, مما يعطيه أفضلية جائرة.
أنهيا الفطور في صمت,ثم استحما وارتديا ملابسهما, قبل أن يدفعا حساب المنتجع ويغادرا بسيارتهما.
كان نهارا جميلا بسماء صافية, لا يشوبها إلا القليل من الغيوم. وأنبأت أشعة الشمس بارتفاع درجة الحرارة, فيما كان يخرجان من نووسا ويتجهان إلى الجبال.
كان من السهل جدا أن تتذكر حبها لمايكل والبهجة التي عرفتها معه. ولم يتطلب الأمر غير نظرة عابرة وذاكرة حية, حتى فاض قلبها حبا. وأصبح مايكل محور تركيزها. إنه تواصل روحي, ينغص راحة بالها.
تشنجت لبضع ثوان مما جعلها تبتلع ريقها بصعوبة.
يا للسماء, فكري بأمر آخر!
توقفت السيارة فجأة, وامتدت ذراعه لتشكل حاجزا يحميها وهي تندفع إلى الأمام, وسمعت مايكل يشتم بصوت خفيض.
-ما الذي حدث؟
سألت ساندرين بدهشة وذهول فيما جمدت السيارة مكانها بعد صرير عجلاتها. إلا أنها وجدت الجواب بنفسها حين رأت كلبا صغيرا يفر إلى المرعى المقابل.
تمتم مايكل بغضب وهو يرمقها بنظرة شاملة:" حيوان غبي, كان يمكن أن يقتل, هل أنت على ما يرام؟".
هزت رأسها من دون أن تتكلم, فاحتدت نظراته وأضاف:" أأنت متأكدة؟".
وأمسك ذقنها ثم أدار رأسها نحوه, وأخضعها لتقويم شامل.
لن تدعه يعرف أنه سبب عدم هدوئها, وليس الحادث الذي كاد يقع.
وضعت يدها على حنجرتها لتخفي نبضاتها المتسارعة, وتنفست الصعداء في صمت, عندما أفلتها وحل انتباهه مجددا إلى الطريق.
وصلا مونتفيل عند الظهيرة فتجولا في بضعة محلات, اشترت منها هدايا لأقاربها, ثم تمتعا بتناول غداء شهي في مقهى يطل على الوادي قبل أن يعودا أدراجهما إلى الشاطئ الذهبي.
كانت الرحلة ممتعة, وأفصحت عن ذلك حالما دخلا الفيلا عند الساعة السادسة مساء.
تساءل مايكل متشدقا, ومبتسما بخبث:" كل ما فيها".
ردت ساندرين بتحفظ:" معظم ما فيها".
وسمعته يضحك بصوت منخفض قبل أن يقول:" هيا نبدل ملابسنا ونخرج لتناول العشاء".
خالفته الرأي, وهي تقوم ذهنيا محتويات الثلاجة:" يمكنني تحضير العشاء هنا".
قرر مايكل بحزم:" حجزت طاولة في مطعم فندق حياة".
نبهته ساندرين فيما كان يدفعها إلى الأمام باتجاه الدرج:" يجب أن أراجع الدور الذي أؤديه".
-سنرجع إلى البيت عند التاسعة, حينها يمكنك الانزواء على مقعد ومراجعة الحوار.
كان مطعم حياة مليئا بالزبائن, فقادهم النادل إلى طاولة قريبة من نافذة تشرف على قناطر النهر الجميلة.
طلب مايكل شرابا, ثم اختارا أطباق السلطة والطبق الرئيسي, ولكنهما أجلا طلب الحلوى.
كانت ساندرين تستمتع بأكل القريدس عندما سمعت صوتا ناعما مألوفا. ها هي كايت ليندن, أنثى فاتنة بحق, تبدو بملابسها السوداء مثل عارضة أزياء خرجت لتوها من بين صفحات مجلة فوغ العالمية, وكان شعرها وماكياجها صورة عن الكمال. ورأت غريغور إلى جانبها.
قالت كايت وهي تطبع قبلة في الهواء موجهة لساندرين:" عزيزتي, تصوري أن ألتقي بك هنا".
ألقت ساندرين نظرة سريعة على غريغور ولمحت وميضا في عينيه, مما جعلها تستنتج أن لدى كايت هدفا. وهذا الهدف هو إيقاع مايكل في شباكها.
وافقتها ساندرين وهي ترمي مايكل بنظرة استهزاء من شبه عينيها المغمضتين:" يا لعجائب الصدف".
-أرجو أن لا يكون في انضمامنا لكما أي إزعاج؟".
ارتمت كايت على أحد الكراسي من دون انتظار الرد على سؤالها:" إنه شيء رائع. ينبئ بأمسية مميزة".
راح غريغور و كايت يطالعان لائحة الطعام, وأصر غريغور بعد أن طلبا الأطباق التي اختارها:" سأطلب زجاجة أخرى من المرطبات".
التفتت كايت نحو ساندرين وسألتها بصوت ينم عن اهتمام مصطنع, جعل ساندرين تعجب بمقدرة كايت التمثيلية:" هل أنت على ما يرام يا عزيزتي؟ تبدين شاحبة قليلا".
رسمت ساندرين على وجهها ابتسامة حلوة وردت:" هل تعتقدين ذلك؟".
-يقيم غريغور حفلة ليلة السبت. ويجب أن تحضراها.
رد مايكل بتصنع وهو يرفع كأسه دلالة على تقديره للدعوة:" لسوء الحظ, سنكون حينها في سيدني".
حقا؟ تساءلت ساندرين في سرها, إنها تعتزم زيارة عائلتها هناك, ولكن لم يخطر ببالها أن مايكل سيرافقها.
أخفت كايت شعورها بالخيبة وقالت:" يا للعار".
أحست ساندرين أن كايت تشحذ مخالبها متهيأة للانقضاض وهي تتابع:" يفترض أن تكون لقطات التصوير غدا ممتعة. ستصور ساندرين مشهدا جميلا".
تمهلت قليلا ثم تابعت:" لا بد أنه يصعب عليك مواجهة أمر تواجدها مع أحد".
رد مايكل بابتسامة قاتلة وبصوت ناعم يحمل في طياته الوعيد:" ليس لدي مشكلة في ذلك, لأنني الرجل الذي تزوجته".
راقبت ساندرين كايت وهي ترفرف بأهدابها وتعلق:" أنا أعشق الرجل المتسلط".
قال غريغور متدخلا:" حقا, يا عزيزتي؟ إنك تدهشينني, فعهدي أنك حريصة على اتخاذ القرارات في علاقاتك".
لو كانت النظرات قاتلة, لوقع غريغور صريعا, ولألقي القبض على كايت بتهمة ارتكاب جريمة قتل.
وبسبب هذه الألاعيب المبطنة التي تشعر بها النساء برغبة في القيام بها, وجدت ساندرين تصرف كايت, من جهة, مسليا, ومن جهة أخرى أرادت أن تفقأ عينها! وفكرت بامتعاض بأن الغيرة إحساس لا مفر منه.
ألقت نظرة سريعة على مايكل والتقطت الوميض الخافت الظاهر في عينيه الرماديتين. هل فضح أمرها إلى هذا الحد؟ لقد اكتسب القدرة على قراءة ما يدور في خلدها بدقة بالغة منذ اللحظة الأولى, فيما بقي هو كتابا مغلقا تقريبا.
جاء النادل بأطباق كايت و غريغور الرئيسية, بينما ركزت ساندرين على التهام سمك السالمون.
-إلى متى ستمكثين في سيدني؟
-أنا . . .
كانت على وشك أن تضيف, لا أعرف على التأكيد, غير أن مايكل قاطعها.
-إلى أن ينتهي تصوير الفيلم وتنجز الحملة الدعائية له.
تمادت كايت في لعبها بغنج:" وبعد ذلك؟".
التفت مايكل إلى ساندرين مبتسما بأدب وأمسك بيدها ثم رفعها إلى شفتيه:" نيويورك ثم باريس".
حاذري! قالت ساندرين في سرها, من الواضح أنه يلجأ إلى الأسلحة الثقيلة.
علقت كايت وهي تتنهد حسدا:" الفرنسية. . يا لها من لغة رومانسية! الحصول على زوج يعبر عن رغباته بلغته الأم. . يجعلني أفقد صوابي".
رد غريغور متشدقا:" لقد تزوجت عدة مرات وفي كل مرة كان زوجك من جنسية, بحيث يظن المرء أنك امرأة متعددة اللغات".
-حيوان.
-أنا لا أقول إلا الحقيقة, كما أعرفها. يا عزيزتي.
حولت كايت انتباهها إلى ساندرين:" أديت تجربة للدور الرئيسي في فيلم لوكاس الجديد. وأظن أني سأحصل عليه".
مسدت شعرها بيدها وأضافت:" هل تحضرين لعمل آخر؟".
أعادت ساندرين وضع السكين والشوكة على المائدة, واحتست ما تبقى في كأسها من شراب:
-تهاني.
-لم تجيبي على سؤالي.
فكرت مليا قبل أن تجيب, لأنها كانت تعي أن مايكل صب كامل اهتمامه على يدها:
-ليس لدي أي مشاريع فورية.
-أتريدين قهوة حبيبتي؟
هزت رأسها نفيا, فصرف النادل وأعلن:" نرجو المعذرة, لأننا على وشك المغادرة. يجب أن أتفحص بعض المعلومات في الكومبيوتر وعلى ساندرين مراجعة حوارها".
ثم نهض على قدميه قائلا:" عمتما مساء".
جلب لهما البواب سيارتهما في غضون دقائق, فجلست ساندرين على المقعد إلى جانبه وأسندت رأسها إلى الخلف.
-لا تعليق؟
أدارت رأسها قليلا نحو مايكل وقالت بامتعاض:
-كلا. لا شيء البتة.
وسمعته يضحك بصوت خفيض مبحوح.
سألها وهما يدخلان ردهة الفيلا:" أين تفضلين مراجعة دورك؟".
كانت ترغب بخلع حذائها والجلوس على أحد المقاعد الوثيرة, فأجابت:
-هنا.
خلع سترته وعلقها على أحد كتفيه:" سأضع الكومبيوتر على مائدة غرفة الطعام. هل تحضرين القهوة أم أقوم أنا بذلك؟".
-حضر القهوة أنت. سأصعد إلى غرفتي لأغير ملابسي.
كان مايكل لا يزال منكبا على جهاز الكومبيوتر عندما عادت إلى غرفة نومها قبل منتصف الليل بدقائق, وخلدت إلى النوم في غضون دقائق من وضع رأسها على المخدة.
لم تسمعه يندس في الفراش إلى جانبها. ولم تع أن ذراعه تشدها إليه.!!http://www.liilas.com





☻☺☻☺

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 05-03-09, 08:41 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

6-المبارزة

تنفست ساندرين الصعداء, فإنهاء العمل في السابعة نعمة. لم يرتكب الممثلون أخطاء, بل على العكس, استطاعوا أن يتألقوا إلى درجة جعلت طوني يشعر بالرضا والاستحسان.
كان قد أخذ منها الحر والتعب مأخذا, وذاد الطين بلة تأخر الوقت وشعورها بالعطش والجوع. عزمت أن تشرب نصف لتر من الماء, حالما تنزع عنها ثياب التمثيل التاريخية, وتلحقه بشراب منشط, وأن تقضم تفاحة طازجة.!!http://www.liilas.com


شعرت بتحسن ملحوظ بعد انقضاء ثلث ساعة, حيث ارتدت سروال جينز وقميصا قطنيا خفيفا, وانتعلت صندلا عالي الكعبين. عقدت شعرها إلى الخلف ولم يتبق أمامها غير التحقق من موعد التصوير في اليوم التالي لتنطلق إلى البيت.
اتجهت نحو المخرج ولمحت مايكل مستغرقا في حديث مع رجل, بدت قامته الفارعة مألوفة لديها.
نظر كلا الرجلين إليها في الوقت ذاته, واتسعت عينا ساندرين دهشة بعد أن عرفته. ما الذي يفعله شقيق مايكل الأكبر هنا؟ التقت راؤول لانييه, لآخر مرة منذ ثلاثة أشهر في باريس. حينها, حياها بحرارة وبمحبة.
أدركت أنه يمعن النظر إليها بصورة مبطنة, وهي تدنو منهما.
سألها مايكل:" هل انتهى عملك لهذا اليوم".
-كنت أتحقق من برنامج التصوير ليوم غد.
ثم التفتت إلى الرجل الواقف إلى جانبه وحيته بتمعن مماثل:" راؤول! كيف حالك؟".
فرد عليها بلطف:" بخير, وأنت؟".
أجابت بتهذب شكلي:" على أفضل ما يرام".
ثم أضافت وهي تبتسم بابتهاج:" متى وصلت؟".
-هذا الصباح.
قد تحصل على جواب مباشر إذا طرحت سؤالا مباشرا.
-هل جئت في زيارة اجتماعية؟
-ليس تماما.
أعلمها مايكل بنبرة تحمل في طياتها شيئا من السخرية:" سيشاركنا راؤول في الاجتماعات حول مسألة التسويق, لم يتوجه إلى سيدني للمباشرة في مفاوضات تتعلق بمسألة أخرى".
علقت ساندرين بهزء وهي تدرك تأمل راؤول لها:" تتولى الاهتمام بالأعمال".
-نعم.
-أنا لم أطلب من مايكل تمويل الفيلم لإنقاذه.
-أعلم ذلك.
-تعني أنك تريد أن تضمن أنه لم يقدم على استثمار سيء.
لم يكن ذلك سؤالا, بل قولا.
-هذا واضح.
لم يزحزح راؤول نظره عنها:" تناهى إلي أنكما تصالحتما".
رد مايكل متصنعا الجد:" نحن بصدد ذلك".
وعقب راؤول قائلا:" وأنت يا ساندرين, هل تعيرين زواجك من أخي الاهتمام ذاته؟".
-يشاركني مايكل منزلي.
أرادت أن تصدمه, ولكن لم تظهر قسمات وجهه الصلبة أي انفعال. ورد قائلا:
-ولكن هذا لا يجيب عن سؤالي.
-هذا أقصى ما ستحصل عليه من رد.
استدارت على عقبيها وابتعدت عنهما. واحد من الأشقاء لانييه يكفي, أما اثنان فأمر لا يحتمل.
كانت ساندرين في منتصف الطريق إلى لبيت عندما رن هاتفها الخلوي.
أعلمها مايكل من الطرف الآخر:" سيلتقي راؤول مندوبة التسويق على العشاء. وقد دعانا للانضمام إليهما".
-كلا.
-سأصل البيت في غضون ساعة.
-كلا يا مايكل.
ذهب تشديدها على الرفض أدراج الرياح, لأنه كان قد أقفل خط الهاتف.
رمت هاتفها على المقعد المجاور. اللعنة عليه! ولعنته مرة ثانية وهي تركن السيارة في المرآب وتصعد الدرج بخفة.
عندما دخل مايكل غرفة نومها بعد ساعة, كانت قد استحمت وارتدت ملابسها ووضعت لمسات الماكياج الأخيرة.
ألقى عليها نظرة تقويمية مطولة ثم رفع أحد حاجبيه وقال:
-أتتهيأين بهذه الملابس للدخول في معركة؟
كان اللون الأسود يحيلها إلى كائن آخر. إذ يبرز بشرتها, ويعطي شعرها الفاحم بريقا وجاذبية. أما عيناها البنيتان فتزدادان فتنة.
التفتت إليه قائلة:" يمكنك أن تقول هذا. أين ومتى سيجري هذا العشاء الحدث؟".
-بعد ساعة, في فندق ميراج.
وضعت أحمر الشفاه في حقيبة السهرة ثم أغلقتها بعصبية, ثم وضعت سلسلتها المعدنية الطويلة على كتفها وقالت وهي تسير نحو الباب:
-سيستغرق الوصول إلى ماين بيتش 20 دقيقة. سأنتظر في الردهة لأشاهد أخبار المساء.
نزلت الدرج واتجهت إلى الردهة ثم أدارت جهاز التلفزيون وأخذت تذرع الغرفة ذهابا وإيابا. استبد بها القلق, فلم تقوى على الجلوس.
بعد نصف ساعة انضم إليها مايكل في الردهة فقطع أنفاسها مظهره الأنيق بالبذلة السوداء و القميص الأبيض وربطة العنق الداكنة.
إنه يمتلك جاذبية جسدية تذيب العظام. يا للسماء, كيف يمكن التعامل مع رغبة قلبية جامحة ينكرها العقل.
حيته تحية صامتة, وقالت:" أقوم بهذا فقط من أجل ستيفاني".
-حضورك على العشاء؟
ارتسمت ابتسامة عريضة على فمها وأجابت:" نعم, فليس من العدل رميها وحيدة بين الذئاب".
استفهم منها بهزء فشل في إخفائه:" الذئاب, يا ساندرين؟ أليس في ذلك شيء من المبالغة؟".
-كلا.
رد وقد اعترى صوته بعض الخشونة:" أنا متأكد من أن ستيفاني قادرة على الاهتمام بنفسها".
-في مواجهة راؤول؟ هل تمزح؟
سيكون أمرا جديرا بالاهتمام رؤية ستيفاني تتعامل مع أكبر الأخوة لانييه. فمن المفترض أن تتمتع امرأة تربي طفلها وحدها بالشجاعة والإقدام.
قال مايكل وهو يعبر الغرفة:" أنا متأكد من أنك ستتمتعين بلعب دور الحامي عنها".
سحب الكأس من بين أصابعها ووضعه على الطاولة القريبة منهما. وفي الوقت ذاته, أدناها منه, وعانقها.
تمتم مايكل بعد أن أفلتها:" يستحسن أن نذهب وإلا تأخرنا".
لبثت ساندرين في مكانها بضع ثوان من دون حراك, عيناها متسعتان ووجهها شاحب رغم الماكياج.
ارتعشت قليلا, ولعنته في سرها للعجز العاطفي الذي أوصلها إليه. ثم تقدمته إلى المرآب وجلست إلى جانبه فيما كان يصعد خلف مقود السيارة.
أقيم منتجع شيراتون ميراج على شبه جزيرة وهو يطل مباشرة على المحيط. وقد اشتهر بتصميمه المبتكر وكثرة استخدام الرخام فيه والشلال الظريف والمناظر الخارجية الهادئة المشرفة على حوض سباحة واسع والمطعم المحاذي لشاطئ المحيط.
دخلت ساندرين البهو الرائع وهي تسير إلى جانبه فنهض راؤول عن الأريكة الكبيرة المبطنة وتقدم لملاقاتهما.
ولم تجد أي أثر لستيفاني.
أشار راؤول بسخرية مقنعة قليلا:" أو ربما لم تأت جليسة الأطفال, أو أن طفلها أصيب بوعكة صحية".
استنتجت ساندرين بتهكم, أنه تحرى عن تفاصيل حياة ستيفاني. ولا بد أنه فعل ذلك قبل مغادرته باريس, كإجراء لا بد منه في أسلوب عمل آل لانييه.
شعرت أنها مجبرة على الدفاع عنها:" أظن أن ستيفاني لو عرفت أنها ستتأخر لبعض الوقت لاتصلت".
رن هاتف خلوي في هذه اللحظة, فأخرج راؤول من جيب سترته الجهاز الصغير. أنهى المكالمة بعد دقيقتين ببضع كلمات مجاملة.
-يبدو أن السيدة سومرز تأخرت بسبب عطل في سيارتها وستصل في غضون عشر دقائق.
دخلت ستيفاني الصالون مبكرة دقيقة واحدة, ولاحظت ساندرين تصرفها الهادئ غير المضطرب, وهي تتجه نحوهم.
نقلت نظراتها بين الرجلين وابتسمت بحرارة لساندرين وهي تقول:" يجب أن أعتذر, أرجو ألا أكون قد سببت أي ازعاج لكم؟ أنذهب إلى طاولتنا؟".
استحسنت ساندرين بصمت أسلوب ستيفاني, مديرة التسويق الشابة. فهي لم تكن من النوع الذي يحجم عن الإمساك بزمام الأمور.
أدركت ساندرين أن شيئا ما سيتغير لصالح مايكل حين قادهم النادل إلى الطاولة, حيث أوضحت له ستيفاني أنها هي المضيفة.
لم يكن بالإمكان تفسير تعابير وجه مايكل, فيما اختار راؤول أن يبدي تهذيبا باردا.
وبعد تصفح لائحة الطعام, واختيار المقبلات والأطباق الرئيسية, استرخى مايكل في مقعده ورمق الشقراء الجذابة الجالسة قبالته بنظرات متفحصة.
بادرها الحديث قائلا وهو يتنحنح بين جملة وأخرى:
-هل لك أن تطلعينا يا سيدة سومرز, على إستراتيجيتك التسويقية. . . لهذا الفيلم بالذات.
طلبت منه مسؤولة التسويق وهي تبتسم قليلا أن يخاطبها باسمها الأول, قبل أن تضيف:" عندما نستلم من الاستديو نسخة الفيلم النهائية, سندعو ثلاثين شخصا لمشاهدة عرضه في سينما خاصة. وبعد ذلك, نعقد اجتماعات لمناقشة السوق المحتملة وتحديد أي الأعمار سيستهويها هذا الفيلم".
راقبت ساندرين ستيفاني وهي تتوقف عن الحديث لكي ترفع الكوب وتأخذ رشفة من الماء المثلج. كانت يدها ثابتة, وبدت متمالكة لنفسها, وأظهرت وقارا واتزان يثيران الإعجاب وهي ترمق كلا الرجلين مثلما كانا يرمقانها.
سيتبع ذلك مزيد من المناقشات تتناول المشاهد التي يجب اختيارها للدعاية, واللقطات المزمع إرسالها للصحف, وما سيعرض منها في محطات التلفزيون وغيرها.
استفهم مايكل, فيما أمالت ساندرين رأسها بصمت:" عالميا؟".
أكدت ستيفاني كلامها:" طبعا! كما سنعمل على تكثيف الحملة عبر تصوير لقطات أزياء لإحدى مجلات الأزياء الراقية لضمان التغطية الإعلامية في المجلات الأسبوعية الرئيسية محليا".
تدخل راؤول:" والتي سيظهر فيها الممثلون الرئيسيون فقط؟".
حاولت ستيفاني تصحيح الموضوع:" ليس دائما يمكننا أن نلفت انتباه الجمهور, بالتركيز على الممثلين المحليين, لتغطية مشاركتهم في الفيلم".
نجحت ساندرين في إخفاء ابتسامة واهنة إعجابا بمقدرة ستيفاني على الكلام. وواصلت الأخيرة قائلة:" كما ستشد صور لمايكل و ساندرين في حفل اجتماعي انتباه الجمهور وتعزز موقع الفيلم. سيثير ارتباط ساندرين بمهنة عرض الأزياء نوعا من الاهتمام أيضا, أليس كذلك؟".
جلب النادل أطباق المقبلات المطلوبة, فانقطع الكلام.
وللحظة تصورت أنها لمحت نظرة استحسان في عيني راؤول, إلا أنها قررت أن مخيلتها قد جمحت قليلا.
تابعت ستيفاني شرحها:" سننظم مقابلات صحفية في فندق النجمة, أو في أي مكان خاص. سنستأجر مكانا مناسبا في محاولات مكثفة للفت انتباه الجمهور وشده.!!http://www.liilas.com


علق مايكل قبل أن يبدأ في أكل المقبلات:" هذا يترك انطباعا مؤثرا".
-التأثير في النفس, هو وظيفتي.
قاطعها راؤول متشدقا:" أخبريني, أليس لديك التزامات عائلية تتعارض مع تكريس وقتك الكامل لتسويق هذا الفيلم بالطريقة المناسبة؟".
كادت ساندرين ترفس ساقه من تحت الطاولة بشدة, وهي تتساءل, ما هي اللعبة التي يلعبها.
ردت ستيفاني برباطة جأش:" لا بد أنك تعرف أني أم مطلقة ولدي ابنة تبلغ من العمر ثلاث سنوات. إن حدثت أي أزمة, فسأتعامل معها بأفضل طريقة ممكنة".
ثبتت نظرات خارقة على راؤول وتابعت:" والأولوية لابنتي دائما. هل هذا يجيب على سؤالك؟".
يا الهي! تنفست ساندرين بثقل.
-نعم.
-حسنا.
رمى مايكل شقيقه بنظرة تقييمية وجزية ثم حول انتباهه إلى طبق المقبلات أمامه.
تدخلت ساندرين لتغيير وترطيب الأجواء:" هل وجدت صعوبة في إيجاد جليسة الليلة؟".
-إذا أخذنا بالاعتبار أنه لم يكن أمامي وقت طويل, فالجواب نعم.
-يتوقع الأخوة لانييه تجاوبا فوريا ردا على أقل نزوة من نزواتهم.
انتبهت إلى نظرات مايكل الثاقبة ولكنها تجاهلتها.
علقت ستيفاني بنبرة جافة:" حقا؟ ومع ذلك تزوجت واحدا منهم؟".
-اعتقدت أنها فكرة جيدة حينها.
-افتتان شامل, تحطم على صخرة الواقع لاحقا؟
ردت ساندرين بابتسامة خبيثة, فقد بدأت تستمتع بالسهرة:" شيء من هذا القبيل".
سأل راؤول بسلاسة:" أترغبين بمزيد من العصير سيدة سومرز".
ردت ستيفاني باللهجة نفسها:" نادني ستيفاني, وكلا شكرا لك".
-مؤسف.
-بسبب رفضي العصير؟
راقبت ساندرين راؤول وهو يسند ظهره إلى المقعد. شكت في أن تحدثه أي امرأة من معارفه في أي شيء.
-بسبب سعيك إلى التعامل مع هذا اللقاء على أساس آخر غير العمل.
احتجت ساندرين بسرعة:" هذا غير منصف".
أضافت ستيفاني وهي تطوي فوطة الطعام وتضعها إلى جانب صحنها:" وغير مبرر. لقد ألححت على هذا الاجتماع الليلة".
التقطت حقيبتها وركزت نظراتها على مايكل:
-لقد أعلمتكما بإستراتيجيتنا التسويقية, ولذلك لم يعد وجودي هنا ضروريا. تمتعوا بتناول العشاء.
شاهدت ساندرين الشقراء الجذابة وهي تبتعد عن المائدة وتخطو سريعا نحو المكتب الرئيسي, حيث توقفت لبرهة أبرزت خلالها بطاقة الاعتماد, ثم اختفت خلف الباب.
علق مايكل ساخرا:" أهذه حالة خفيفة من الأسلحة الثقيلة يا راؤول؟".
رفع حاجبه ورأى شقيقه يحدق فيه بعينين ضيقتين, وأضاف بتأمل:" هل ستدعها تذهب هكذا؟".
رمى راؤول فوطته على الطاولة وهب على قدميه:" كلا. لا أظن أني سأفعل".
-كان هذا تصرفا غير...
أكمل مايكل جملتها بهزء جاف:" ... لائق بصورة مريعة".
-نعم, كان كذلك.
-أرجو أن يلحق بها.
-حتى وإن فعل, أشك أن ذلك سيجدي نفعا.
أبدت ساندرين رأيها وهي مستاءة من تصرف راؤول غير المبرر ومن ابتهاج مايكل اللاحق.
رفع كأسه واحتسى قليلا من العصير وقال:" ألا تظنين أن راؤول سيصلح ذات البين؟".
-ليس بسهولة.
ومضت عيناه فرحا بينما راح يتمعن في قسمات وجهها المعبرة:" ألا تعتقدين أن شقيقي قد يستفيد من حب امرأة جيدة؟".
ردت ساندرين مدافعة:
-ماذا حدث للوجه الآخر للعملة؟ أليس من المفترض أن تستفيد المرأة من حب رجل جيد؟
-طبعا.
-من سوء الحظ أن تفكير رجال عائلة لانييه يعود إلى قرن سابق.
ضاقت عينا مايكل جزئيا وقال:" ما يعني هذا بالتحديد؟".
رفعت يدها في إشارة معبرة وأجابت:" لقد سررت بردة فعل راؤول تجاه ستيفاني. ما الذي يحدث لو تطور الأمر بينهما وأصبح جديا؟ هل تتخيل راؤول سيشجع ستيفاني على الاستمرار في ممارسة مهنتها؟".
رمقها بنظرات تقييمية ثابتة وهو يسند ظهره إلى الكرسي, ثم رد بنبرة غاضبة وبهدوء خادع:
-مثلما أنت مصممة على ذلك؟
-أنت لم تستوعب الأمر بعد, أليس كذلك؟
-ما الذي يجب أن أستوعبه, بالضبط؟
-الموضوع لا يتعلق بهذا.
ليتها تحمل نصا مكتوبا! لقد فكرت مليا بكل كلمة أرادت أن تقولها. تبا! كان لديها متسع من الوقت, ولكن أين ذهبت كل هذه الكلمات المنمقة الآن؟ أدراج الرياح, وأخذت معها سلامة عقلها.
تنفست ببطء لتهدئة روعها وقالت:" الأمر يتعلق باقتناص الفرصة السانحة وبذل الجهد للتوصل إلى أفضل نتيجة ممكنة. ليس من أجل الشهرة أو الثروة, بل لإبراز الموهبة".
توقفت عن الكلام بضع ثوان قبل أن تضيف:
-وبسبب شعور داخلي بأن قدرك أن تكون الوسيلة لإيصال النص المكتوب والأفعال والعواطف في الفيلم إلى المشاهدين الذين يقدرون هذا الدور تماما.
بقي مايكل صامتا. وامتد الصمت دقائق, بينما جلب النادل أطباق الطعام الرئيسية, ثم انسحب بعد أن تمنى لهما التمتع بالطعام بلغة فرنسية منفرة.
التقط مايكل شوكته وغرزها بطريقة فنية في جزرة مقطعة على شكل زهرة وقال:
-أنت لم تتمهلي للتفكير. فلو حصلت على الدور, يعني ذلك أن تكوني في استراليا في حين أكون أنا منهمكا باجتماعات العمل في باريس؟
ردت معترضة:" هل تعرف كم ممثلة أجرت اختبارا لهذا الدور؟ كانت فرصتي للفوز بهذا الدور مثل فرصة إبليس في الجنة".
كان يتصرف بهدوء, متمالكا نفسه, ولكنها أحست بالغضب المكبوح تحت السطح. وذكرها بلطف خادع:" لقد فزت بالدور, ووقعت العقد أيضا, ثم انتظرت لتخبريني بالأمر عرضيا, قبل يومين من ذهابي إلى باريس".
غرز شوكته في حبة بطاطا صغيرة, ومسحها بالصلصة ثم تأملها بتلذذ ظاهر. رفع رأسه بعد ذلك فاخترقتها نظراته الثابتة.
-أتوقعت مني أن أقول, لا بأس يا عزيزتي. اتصلي بي. أراك الشهر القادم؟
تشنجت أعصاب معدتها بصورة مؤلمة, فمررت أحد أظافرها على طول حافة فوطتها المطرزة وأجابت:
-كان التوقيت خاطئا وموقع تصوير الفيلم أيضا. كنت أعرف أنك ستحتج, ولكني أملت أن تتفهم.
-بما يكفي لأوافق على بقائك بعيدة عني لفترة طويلة؟.
-لم يكن الأمر ليتعدى أسابيع قليلة.
أعاد تذكيرها:" في وقت لم يكن باستطاعتي تحويل مهام العمل إلى شخص آخر لكي ألحق بك. إن كنت تذكرين, لقد اخترنا ألا تكون علاقتنا مفتوحة, من أجل الالتزام بزواجنا واستمراره. وقررنا ترتيب أمورنا بحيث لا نفترق عن بعضنا بعضا".
-هل تلمح إلى أنني أهتم بالتمثيل, أكثر مما أهتم بك؟
-هذا نفي لأمر تؤكده أفعالك.
اتهمته ساندرين فيما رفع حاجبه في تهكم صامت:" لقد تصرفت وكأنني إحدى ممتلكاتك. شخص من المفترض أن يكون حاضرا رهن إشارة منك!... لم أقصد في غرفة النوم؟".
علق مايكل متشدقا:" لقد ارتحت لسماعي ذلك".
-هل قطعت عليكما حديثا ما؟
حولت ساندرين نظرها إلى صاحب الصوت ذي اللكنة الخفيفة و تكلفت الابتسام.
-لاشيء غير معركة حامية في حرب مستمرة.
-جلس راؤول على مقعده:" هل ترغبين في أن ألعب دور الوسيط؟".
-ردت عليه بلطف:" كلا".
-وأنت مايكل.
-لا فائدة, سزف تستمر.
شيء ما شيطاني حث الكلمات التي انسابت بسهولة على لسانها:
-تدور المعركة بين امرأة هوائية متقلبة المزاج ورجل طاغية ومتسلط.
سرد مايكل ما اتهمته به ساندرين بسخرية واضحة وهو يرمق أخاه بحنق.
-لقد وصفتني منذ لحظة بأنني استحواذي, لدي حب التملك. هل لحقت بستيفاني؟
-نعم.
-أظن أنك قدمت لها الاعتذار.
أوضح راؤول بنبرة جافة, جعلت ساندرين تظهر ابتسامة رضا:" اعتذار رفضت قبوله".
-هاجمتك بأسوأ الكلام. ألم تفعل؟
-شيء من هذا القبيل.
سأل مايكل مداعبا:" إذن, متى تنوي مقابلتها ثانية؟".
-من ناحيتها, لا سبيل إلى ذلك اطلاقا.
قالت ساندرين بتصنع:" دعني أحزر. غدا؟ وما هي دواعي ذلك؟".
رفع راؤول حاجبه محتجا:" هل أنا بحاجة لأي دواع؟".
صرفت النظر عن الأمر. طبعا, إنه لا يحتاج لذلك. كل ما عليه فعله هو أن يستعمل قدرا من سحره الطبيعي لتنهار النساء عند قدميه. ولكنها أدركت أن ستيفاني قد تثبت أنها الاستثناء.
استفهم راؤول وهو يقوم بتقطيع قطعة لحم البقر الطرية:
-كم من الوقت سيتطلب انهاء الفيلم؟
أخبرته ساندرين:" لدي يوم آخر من التصوير. ربما يومان على أقصى حد ولكن طوني يأمل أن ينجز العمل في غضون أسبوعين".
-فهمت أنك ستبقين رهن الطلب, تحسبا لاعادة تصوير بعض اللقطات, والدعاية والترويج.
-نعم.
تحول راؤول إلى مايكل وقال:" هل تنوي البقاء على الساحل, هنا؟".
قاطعته ساندرين قائلة:" سيدني. لدي عائلة هناك, وإذا اتصل الاستديو بي, أستطيع أن آخذ أول رحلة بالطائرة إلى هنا وأصل في اليوم التالي".
استفهم مايكل بهدوء:" لم تنسي يا حبيبتي؟".
اتسعت ابتسامتها وأصبحت أكثر بهجة وهي تسأل:" أنت؟".
سخر منها بخفة:
-يا لهذه الشجاعة!
يا لهذا الغباء! صححت في سرها: أتظن أنها تستطيع التفوق عليه كلاميا؟ أو بدنيا أو عقليا؟
-أتريدين حلوى؟
ردت بحزم وهي تدرك الحاجة إلى أن تكون قاطعة:" قهوة".
استدعى مايكل النادل وتداول مع راؤول قليلا, ثم طلب الحساب.
-لقد دفع الحساب يا سيدي.
-أعتقد أنك مخطئ.
-كلا يا سيدي. أشارت علينا السيدة التي تناولت العشاء معكم أن تحول فاتورة الحساب على بطاقة اعتمادها.
أخفت ساندرين ابتسامتها. لقد تمكنت ستيفاني من تسجيل هدفين. من جهة خذلت راؤول لانييه, ومن جهة أخرى اتبعت الاساءة بالتحقير, وذلك بتوليها دفع فاتورة الحساب.
علق مايكل بنبرة جافة:
-يبدو أن السيدة سومرز, امرأة شابة لا يستهان بها.
-فعلا.
لاحظت شيئا من السخرية في رد راؤول السريع وعجزت عن كبح ضحكة صامتة.
-أنا في صف ستيفاني.
نظر إليها كلا الرجلين شزرا. فحث راؤول شقيقه وهو ينهض عن مقعده:" خذها إلى البيت, وكمم فمها".
ومضت عينا مايكل بالانشراح, وقال وهو يكبح ضحكته:" هذا ما أنوي أن أفعله".
رافقهما راؤول إلى مدخل الفندق الرئيسي وانتظرهما إلى أن جلب الحاجب السيارة.
داعبت ساندرين راؤول وهي تلقي عليه تحية المساء وتصعد إلى السيارة:" بأحلام طيبة".
لم تكن تعابير وجهه مقروءة. وأطلقت ضحكة خفيفة, فيما كان مايكل يتحرك بالسيارة نزولا إلى الشارع. إن لم تكن مخطئة, لقد قابل راؤول من يتمتع بقوة شكيمة, وهي ستستمع بمراقبة هذه اللعبة.!!http://www.liilas.com


☺☻☺☻

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, helen bianchin, دار الفراشة, دائرة الخطر, lanier, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, the marriage deal, هيلين بيانشين
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:06 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية