لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > سلسلة سافاري
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلسلة سافاري روايات سلسلة سافاري


العدد 42 (هم!) كتابة

السلام عليكم يا أحلى المنتديات النهارده ان شاء الله هبتدى أكتب ااخر رواية لسافارى اهداء الى كل أعضاء المنتدى و خصوصا للى متعونا دايما بمواضيعهم

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-02-09, 04:56 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2007
العضوية: 23529
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: طيب القلب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طيب القلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : سلسلة سافاري
Newsuae2 العدد 42 (هم!) كتابة

 

السلام عليكم يا أحلى المنتديات
النهارده ان شاء الله هبتدى أكتب ااخر رواية لسافارى اهداء الى كل أعضاء المنتدى و خصوصا للى متعونا دايما بمواضيعهم
بسم الله نبدأ

مقدمة
اسمى( علاء عبد العظيم ) .. طبيب مصرى شاب يجاهد - كما يقول الغلاف - كى يبقى حيا و يبقى طبيبا ..
وحدة (سافارى) هى البطل الحقيقى لهذه القصص , و ( سافارى ) مصطلح غربى معناه ( صيد الوحوش فى أدغال أفريقيا ) و هو محرف عن لفظة ( سفرية ) العربية ..
لاحظت أن أكثر الأصدقاء يضيفون حرف ألف بين الراء و الياء لتتحول الكلمة الى ( سافاراى ).. لا أعرف فى الحقيقة سبب هذا الخطأ , لكنه خطأ شائع شبيه بتلك الألف الشيطانية النى يكتبها الجميع بعد ( واو ) ليست ( واو جماعة ) على غرار ( أرجوا الهدوء ) . و لو كنت ترغب فى معرفة النطق الغربى للفظة ( سافارى ) فلتتخيل أنها ( صفرى ) بفتح الصاد و الفاء ..
وحدة سافارى التى نتكلم عنها هنا لا تصطاد الوحوش و لكنها تصطاد المرض فى القارة السوداء , و سط اضطرابات سياسية لا تنتهى و أهال متشككين و بيئة لا ترحم ..
الوحدة دولية لكن بطلكم الفقير المعترف بالعجز و التقصير شاب مصرى عادى جدا , فقط وجد كثيرا من عوامل الطرد فى وطنه فانطلق يبحث عن فرصة فى القارة السوداء .. انطلق يبحث عن ذاته ..
هناك وجد التقدير .. وجد المغامرة .. وجد الحب .. الطبيبة الكندية الرقيقة ( برنادت جونز ) التى صارت زوجته .. ثم هناك الفيروسات القاتلة و القبائل المعادية و المرتزقة الذين لا يمزحون , و العلماء المخابيل و سارقى الأعضاء ..
هناك - كما قلنا - من العسير أن تجمع بين شيئين : أن تظل حيا و تظل طبيبا .. لكنك تحاول .. فى كل يوم تحاول ..
هذه المحاولات هى ما أجمعه لكم و أقصه لكم فى شكل قصص .. و قصصى هى خليط عجيب من الطب و الميتافيزيقا و الرعب و العواطف و السياسة ! لا أعرف ان كان هناك مجنون ااخر قد جرب أن يصب هذا الخليط فى كئوس و يقدمها لكم , لكنى لم ألق هذا المجنون بعد الا فى مرااتى ..
تعالوا نبدأ و سنفهم كل شئ ..

 
 

 

عرض البوم صور طيب القلب   رد مع اقتباس

قديم 18-02-09, 05:49 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2007
العضوية: 23529
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: طيب القلب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طيب القلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طيب القلب المنتدى : سلسلة سافاري
افتراضي

 

الفصل الأول
من مذكرات د . ( علاء عبد العظيم ) :
اليوم تبدأ اجازتى فى مصر , و هى اجازة انتظرتها طويلا و بحنين متزايد .. فترة طالت حقا ذهبت فيها الى جنوب أفريقيا وحدى حيث كالعادة كانت المتاعب تنتظرنى .. ثم عدت الى ( سافارى ) الأصلية فلم تكن حياتى ترفا متواصلا ..
و لقد تلقيت وعدا بمجرد الانتهاء من التحقيق فى قضية سيد الجينات اياها أن تبدأ اجازتى .. الحق اننى تحملت الكثير .. أنا مرهق و قد أهملت زوجتى لفترة لا بأس بها ..
حان الوقت للعودة الى مصر .. لو كانت خطاباتهم دقيقة فكل شئ على ما يرام . هناك المشاجرة الأخيرة بين أخى و زوجته , لكنهم سيصغون لى و أنا أحاول اصلاح الطرفين .. ان الطبيب العائد من أفريقيا له هيبة معينة كأنه كبير الأسرة .. أمى بخير برغم داء السكرى اللعين , و أشرف بخير .. عفاف حامل فى الأشهر الأخيرة .. فيما عدا ذلك لا توجد مشاكل خاصة . صحيح أن الأوضاع الاقتصادية خانقة و الغلاء يجثم على النفوس , لكننى رأيت فى أفريقيا ما هو أسو أ بمراحل .. لهذا أعتقد أننى سأتحمل هذا الجزء الأخير ..
سوف أدخل السينما كالعادة .. لن تكون دار سينما أنيقة مكيفة من التى تملأ قاعات الملتبليكس فى المراكز التجارية , لكننى سأختار سينما خانقة حارة يتبادلون فيها السباب و الصفير و يقذفون بعضهم بالسجائر .. سوف أحضر مباراة للأهلى كالعادة .. و سوف ااكل ( أرز بلبن ) من عند ذلك الرجل فى الحسين , و أعتقد أننى لن أصاب بالسالمونيللا هذه المرة .. سوف ألتهم أطنانا من الفول و الطعمية و الكشرى و لحم الرأس .. نعم .. لقد عدت الى مصر كى أشعر أننى مصرى جدا و لم أعد كى أقلد الغربيين ..
سوف تكون أياما سارة ما لم تلاحقنى هوايتى لاجتذاب المتاعب . أعرف أن المشكلة الحقيقية ستبدأ بعد ثلاثة أسابيع عندما أذهب الى كندا .. للمرة الأولى أقابل أهل زوجتى .. هذا كابوس حقيقى كما تعرف ..
لكن الحياة تمضى ..
سوف أنتظر تلك اللحظات فى قلق , ثم أتذكرها فى شئ من السخرية أو الندم أو الحنين .. محطة قطار سوف نعبرها أردنا أم لم نرد ما دمنا أحياء .. ترى معالم المحطة و تشم رائحة المكان و ترى الوجوه ثم يتلاشى هذا بسرعة البرق و يصير ذكرى ..
فلننعم بكل لحظة نعيشها ولا ننتظر رحيلها ..

مقال فى مجلة شباب اليوم :

تجربة الزواج من أجنبية تثير خيال الكثيرين من الشباب المصرى . هل الأجنبية قادرة على فهمك و مشاركتك حياتك و عاداتك ؟ هل الأمر حقيقى أم أنها عقدة الخواجة و الحلم بالسيطرة على جنس نميل الى اعتباره متفوقا ؟ . و هذا بالتالى يذكرنا بعقدة قهر الأنثى الغربية عوضا عن التفوق العلمى و الحضارى .. باختصار ( موسم الهجرة الى الشمال ) تحفة الأديب العظيم ( الطيب صالح ) .
حاملين هذه الأسئلة , قابلنا بعض نماذج الشباب العائد الى مصر و معه زوجة أو زوج أجنبى .. كان لقاؤنا الأول مع طبيب شاب هو ( علاء عبد العظيم ). هو طبيب يعمل فى الكاميرون فى احدى الهيئات الطبية العالمية , و زوجته كندية تعمل معه فى ذات الوحدة . عندما تقابلها تجدها رقيقة جدا و دائمة الابتسام , و قد تخصصت فى طب الأطفال لأنها لا تطيق الابتعاد عنهم , لكنهما لم يرزقا بالذرية بعد ..
سألنا د. علاء عما اذا كان سعيدا فى حياته فقال :
- " هناك عقدة لدى كل انسان يقدم على اختيار مصيرى , هى أنه يتظاهر بالسعادة لأنه يخشى الشماتة أو أن يقال ان اختياره خطأ .. "
* هل يعنى هذا أنك لست سعيدا ؟
- " لا يعنى أى شئ سوى ما قلته .. لا يمكن أن تسأل شخصا عن صحة قراره المصيرى .. سيؤكد لك أنه كان عبقريا .. عندما يبتاع المرء سيارة جديدة يكلم كل الناس عن مزاياها , ثم يبيعها فيبدأ فى ذكر مثالبها و كيف كانت خشنة القيادة تبدد الوقود .. الخ .. "
* لم تجب عن سؤالى .
- " أعتبر نفسى سعيد الحظ جدا .. ان زوجتى عينة من أرقى ما وصلت له الحضارة الغربية , فقد جمعت فى شخصها ما هو جميل أو نبيل أو راق أو متحضر , بينما لم تأخذ شيئا من التعصب و العنصرية و الغرور .. كأنهم اختاروها سفيرة لبلادهم كى لا نقابل الأوغاد و السفاحين و قتلة الأطفال و مصاصى الدماء منهم .. "
* لم تحدث بينكما خلافات تتعلق بصراع الحضارات ؟
- " حتى هذه اللحظة هى مفتونة باختلاف ثقافتى لهذا تحرص على أن أظل مختلفا .. كلما اقتربت من أسلوبها فى الحياة شعرت هى بأننى واحد ااخر من أبناء جلدتها لا يميزه شئ . باختصار : الميزة الوحيدة لى عندها هى كونى عربيا , فلو فقدت هذه الميزة لفقدت أى تميز فى عينيها .. "
* هل زواجكما عن حب؟
- " حب عميق من ناحيتى على الأقل .. لو كانت الأمور تقاس بالاالة الحاسبة فأنا الرابح الأكبر من هذه الصفقة .. "
* هل تزوجتها لأنها أجنبية ؟ .. هل لعبت عقدة الخواجه أى دور فى هذا الاختيار ؟
- " تزوجتها لأنها هى أولا .. ثم لأنها كانت موجودة ! .. يصعب على المرء أن يتزوجها و هى فى كندا .. باختصار لم أختر شيئا عن عمد و لا أنصح أى واحد بأى شئ .. كانت هناك فتاة تعجبنى جدا و كانت تعمل معى , و تصادف أن هذه الفتاة أجنبية .. لو كانت من قبائل الزولو لفعلت الشئ ذاته .. "
قالها و بدا عليه نوع من الارتباك لم أفهم سببه .
عرفت منه أنه سيقيم لبضعة أيام فى مصر ليرى أسرته و يطمئن على كل شئ , و بعد هذا سوف يرحل مع زوجته الى كندا حيث يراه أهلها للمرة الأولى . هل لديه نية للعودة و الاستقرار فى مصر ؟ للأسف لا .. لقد ترتبت حياته كلها على الخارج , أو على حد قوله لم تعد لديه حياة هنا . هناك عمله و زوجته و أصدقائه الجدد ثم انه يشعر بأن مصر صارت على حد قوله أيضا أكبر جهاز طرد مركزى لأبنائها . يتطاير صغار السن و الشأن خارجا بينما يبقى الأثرياء ذوو النفوذ .
- " لو بقيت هنا لصرت مجرد طبيب فى وحدة صحية يحاول أن يتماسك أمام الضغوط الاقتصادية ثم ينهار يوما ما .. بينما هناك وجدت ذاتى ووجدت الحب .. أتعلم كل يوم شيئا جديدا أو خبرة جديدة . يشيرون لى و يقولون : الطبيب المصرى فعل .. الطبيب المصرى قال .. الطبيب المصرى كذا .. اننى أقدم لمصر و أنا خارجها أكثر بكثير مما كنت سأقدمه و أنا فيها .. "
وجهت له عبارات الشكر , و انتقلت الى سؤال شاب مصرى ااخر عائد مع زوجته السويدية .. انه المهندس .........................


من ألبوم صور علاء عبد العظيم :


برنادت مع خالتى و قد أحاطت كل واحدة منهما عنق تمثال من تماثيل ( طريق الكباش ) . أى اننا خارج معبد الكرنك .
- برنادت فى البحر بثيابها الكاملة على الطريقة المصرية . كانت ترغب فى ارتداء المايوه لكنها تعرف عاداتى , و قد قالت لى اننى ذكر شرقى دكتاتور , لكنها ستطيعنى على كل حال.

- برنادت على باب الأوبرا بعد حفل ( عمر خيرت ) . طبعا واضح أنها دامعة العينين من التأثر .

- برنادت تشرب الشاى بالنعناع مع عمى فى المزرعة التى يملكها فى الاسماعيلية .

- برنادت فى مركب نيلى . هذا الذى فى يدها كوز من الذرة طبعا .. فهى لم تنتزع حلقى .

- برنادت تصطاد السمك .. انها أسوأ صياد سمك عرفته فى حياتى , لكنها كذلك أجمل صياد .






هكذا انتهى الفصل الأول و لنا عودة مع الثانى فى القريب العاجل.
أتمنى أكون أسعدتم .

 
 

 

عرض البوم صور طيب القلب   رد مع اقتباس
قديم 18-02-09, 10:18 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2007
العضوية: 23529
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: طيب القلب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طيب القلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طيب القلب المنتدى : سلسلة سافاري
افتراضي

 

الفصل الثانى


أمى العزيزة :

توقفت عن الترحال فى مصر , بعدما رأيت كل شئ تقريبا أو أقنعت نفسى بهذا .. هذا بلد عجيب .. ثمة لحظات تشعرين فيها بأنك تمشين فى عصر الفراعنة و أن موكب كليوباترا سيمر أمامك فى أية لحظة . لحظات أخرى تشعرين فيها بأنك فى عصور الرهبان الذين يعيشون فى الصحراء .. جو ( تاييس ) بالظبط .. يمكن أن يأتى الرومان فى أية لحظة ليعتقلوا المؤمنين بالدين الجديد ليلقوا بهم للأسود .. هناك أماكن فى القاهرة تشعرين فيها بأنك ترين جنود المماليك و ترين جنود ( نابليون بونابرت ) .. ثمة أماكن توشكين فيها على رؤية الجنود المسلمين سمر الوجوه القادمين من الجزيرة العربية .. كل شئ هنا .. يخيل لى أننى لو مشيت فى الشارع لدست على مومياء ما تحت الأسفلت ..

أين ذهب هؤلاء ؟.. أحيانا أرى لمحة هنا أو هناك فى وجه ذلك البائع الأسمر القادم من جنوب البلاد .. صعيدى كما يطلقون عليه هنا ..تشعرين بأنه خرج من جدار أحد المعابد . بعض وجوه الأقباط هنا تذكرنى بتلك الملامح البيزنطية على جدران الكنائس .. هناك وجوه أفريقية ووجوه أوروبية لا تصدقين أنها مصرية الا عندما تتكلم بالعربية ..

رأيى الخاص أن هذا شعب طيب جدا ,لكن الظروف الاقتصادية جعلته أميل للخشونة .. دعينى أؤكد لك أن الابتسامة نادرة فعلا فى وسط القاهرة .. لكنهم يتحملون فى صمت ظروفا لو مر بها غربى لجن ..
لقد رأيت فقرا ألعن بكثير فى قلب أفريقيا .. لكنى لم أر أسوأ الفقر يتجاور مع أفحش الثراء . عدد الهواتف الجوالة أكثر بكثير مما تجدينه فى مونتريال و هناك الكثير من السيارات باهظة الثمن , لكن الى جوار هذا تجدين من يعيشون فى عشش من صفيح و يأكلون لحم الدجاج ..

كما قلت لك هو بلد عجيب ..

أهل علاء كما تعرفين أناس طيبون فعلا .. بسطاء يحرصون على تدليلى , و تفاهمى مع أمه ممتاز برغم أنها لا تعرف حرفا من الفرنسية .. مع هذه المرأة العجوز الطيبة تكتشفين أن اللغة نوع من الترف الزائد . دعك من أننى صرت أجيد الكثير من اللغة العربية .. صحيح أن من يسمعنى أتكلمها يضحك لكنه يفهم كذلك !

انها تعنى بى و تدللنى جدا كما تفعل أية أم شرقية مع زوجة ابنها الحامل . تعتقد أننى سأفقد الجنين لو حملت طبقى بعد الغداء , أو جلست جلسة غير مريحة قليلا . بالاضافة لهذا تؤمن أن الحامل يجب أن تأكل كديناصور .. انها تجهد كى تطعمنى فلا ترى لى مهمة فى الحياة سوى أن ألوك الطعام طيلة اليوم .. أعتقد أنها قلقة بسبب فقدى لطفلى السابق , و برغم أن الطبيب أكد أن الأمور على ما يرام فهى لا تثق بالأطباء أبدا حتى ابنها !

على فكرة هى نظيفة جدا و بطريقة تشعرنى بأننى خنزير برى .. عندها جنون النظافة فى كل شئ , و تشعل البخور فى الحمام عندما تدخل حتى لا تترك أدنى رائحة , كما أنها تستعمل وصفات شعبية غريبة تجعل رائحتها عطرة على الدوام .. مثلا الشب تستعمله لطرد رائحة العرق .. تصنع بنفسها صابونا منزليا صغير الحجم ساحر الرائحة . بارعة جدا و قد رأيتها تصنع السلامون و الصالامى ( يسمونها البسطرمة هنا ) فى البيت . ان أمامى الكثير لأتعلمه من هذه السيدة .

أمرأة طيبة عزيزة هى .. أعتقد أننى أحبها كثيرا ..

سوف ننهى اجازتنا هنا سريعا ثم نذهب الى كندا .. أنا مشتاقة لأن أراك و أرى أبى .. لا أعرف كيف ينظر لى الاان و لا ما انطباعه عن مغامرتى الافريقية , لكنى سعيدة .. أعتقد أن الهدف الوحيد من كفاحنا هو أن نكون سعداء .. ليته يفهم هذا ..
حدث حادث شنيع و ان كان لا يمسنا يتعلق بطبيب مصرى زوجته كندية .. لا داعى للتفاصيل على كل حال .. ليس الأمر كما تتخيلين و ليست مصر موطنا للارهابيين الملثمين الذين يخطفون الأجانب . هذا بلد اامن لكنه مرهق و مرهق معا .. لا أكثر .. ( مارى ) قررت الرحيل فورا فهى لم تعد تطيق البقاء هنا .
تمنى لى حظا حسنا فالمرء لا يصير أما كل يوم ..

باخلاص : برنادت
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
صفحة ( لمشكلتك حل ) بمجلة ( .............. ) :

عزيزتى الأستاذه هالة :

سيدتى . أنا طبيب فى الثلاثينات من العمر , و قد اضطرتنى ظروف يطول شرحها للعمل فى الخارج فترة طويلة , و عملت لفترة فى مستشفى هناك . قابلت زوجتى الأجنبية و أعتقد أن حياتنا كانت هادئة . ربما تخللتها بعض العواصف من حين لااخر , لكن السبب على الأرجح كان أنا و ليس هى .

جئنا مصر من قبل , و قد سعدت زوجتى كثيرا بلقاء أسرتى . كانت هناك بعض المشاكل فى تلك الزيارة لكن لادخل لها بالعلاقة بينها و أسرتى , لكن المشاكل بدأت فعلا مع زيارتنا الأخيرة و هى التى لم تنته بعد , حيث لاحظت أنها تستغرب الكثير من طباع أمى و عاداتها , و أجرؤ على القول أنها تتعالى عليها نوعا .

أمى سيدة بسيطة ريفية من الطراز المصاب بالسكرى و الضغط و السمنة , و التى لا تملك مملكة غير بيتها . و فى الوقت ذاته هى لا تتخلى عن عاداتها بسهولة . مثلا هى تصنع البسطرمة و الصابون فى البيت . لا تكف زوجتى عن ابداء دهشتها من أمور كهذه .. و هى دهشة أوشك أن أشم منها رائحة السخرية . بصراحة لا أفهم كيف تتصرف بهذه الطريقة و هى الرقيقة التى لا تجرح شعور أحد .

عادة أمى فى اشعال البخور فى الحمام تندهش منها زوجتى و تبدى ذهولها بشكل متكرر , حتى أننى أضمرت أن أكيل لها الصاع صاعين عندما أقابل أسرتها الغربية .

بصراحة ليس هناك من أطلب رأيه و لا أثق به سواك .. الأمر يبدو أقرب الى الهواجس لكنها هواجس تضايقنى و لا أستطيع أن أصارح بها أحدا , و فى الوقت ذاته هى ليست مبررا كافيا لافتعال مشاجرة , خاصة أن زوجتى حامل و أيامنا هنا قصيرة على كل حال .. لهذا أرجو أن تضعى هذا الخطاب على قمة الخطابات التى تردين عليها مع الشكر .

علاء ع . مصر


عزيزى د. علاء :

بصراحة كان عليك أن تفكر مرتين قبل أن تفكر فى أن تتخذ زوجة أجنبية تختلف عن طباعك و عاداتك فى كل شئ . هذا هو الخطأ المصرى الشهير : الوقوع فى مصيدة الشعر الأشقر و العينين الزرقاوين , ثم يدفع المرء الثمن طيلة حياته عندما يكتشف أن زوجته تستضيف أصدقائها فى غيابه , و لا تفهم معنى الملوخية و الفول و الطعمية , و لا تفهم أيا من طباعنا الشرقية , و من بينها أن تحترم حماتها .

رأيى الخاص أنه لابد من وقفة حازمة .. يجب أن تعرف من هو الرجل و من هى الأنثى , و يجب أن تظهر بوضوخ احترامها لأمك .. ليس لدرجة القهر طبعا , لكن بعض الاحترام لن يضر أحدا .

اكتب لى بانتظام , و أخبرنى عن النتيجة . و للشباب الواقف على البر بعد أقول : لا تندفعوا فتندموا , و تذكروا أن ( عزة ) و ( مها ) هنا .. و هما تعرفان معنى البيت و الأسرة و الأهل ..

هالة
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
بسبب خطأ مجهول السبب تم الرد على خطاب د. علاء مرة أخرى بعد ثلاثة أعداد من المجلة , و كان الرد الثانى يقول :

عزيزى د. علاء :
هذه هى المشكلة .. كان عليك أن تفهم نفسك جيدا و تفهم أن ليس بوسعك احتمال زوجتك التى جاءت من ثقافة مغايرة , و بالتالى ردود أفعالها مختلفة . لم أجد فى كل كلامك شيئا يشين زوجتك أو يدل على أنها تتحرش بأمك . ثم لا تتضايق من كلامى .. هل تتوقع منها ألا تندهش من قيام سيدة فى القرن الحادى و العشرين بصنع الصابون فى البيت ؟. ان السيدة والدتك من الطراز القديم , و عليها أن تستوعب مقتضيات العصر , لكن لا تطالب زوجتك بألا تندهش . رأيى الخاص أنكما راحلان ان لم تكونا رحلتما فعلا .. لهذا سوف تحل أى مشكلة نفسها سريعا .. كف عن الحساسية الشرقية الزائدة و تعامل بنضج أكثر .
ليست ( مها ) هى الحل دائما .. أحيانا تكون ( جين ) زوجة أفضل و أكثر تفهما .
اكتب لى لأطمئن .
هالة






انتهى الفصل الثانى و أتمنى يكون أعجبكم الى اللقاء مع الفصل الثالث

 
 

 

عرض البوم صور طيب القلب   رد مع اقتباس
قديم 19-02-09, 10:42 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2007
العضوية: 23529
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: طيب القلب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طيب القلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طيب القلب المنتدى : سلسلة سافاري
افتراضي

 

الفصل الثالث

بطاقة دعوة أنيقة على ورق مصقول :

عزيزى د . علاء عبد العظيم :

نتشرف بأن نوجه لكم الدعوة لحضور مؤتمر ( أطباؤنا فى الخارج ) و الذى يحاول أن يربط عرى الصداقة و التعارف بين الأطباء أبناء و طننا الحبيب , أولئك الذين اختاروا العمل أو الدراسة فى الخارج . و لسوف نتشرف بحضوركم فى حالة القبول فى قاعة ( ... ) بنادى ( ... ) الساعة الثامنة مساء يوم الثلاثاء 8 أغسطس .

جمعيتنا جمعية أهلية لا علاقة لها بالحكومة و لا ادارات البعثات أو وزارة الخارجية , و بهذا نحن نفتقر الى الشكل الرسمى لكننا لا نفتقر الى الفعالية .

و تفضلوا بقبول وافر الشكر .

نائب رئيس الجمعية

محمد التونى
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
عزيزى أشرف :

أفتقدك كثيرا جدا .. تعرف أن كل واحد منا قد ترك جزءا من روحه لدى الااخر . تلك اللحظات الغالية التى أقول فيها كلمة أو أبدأ جملة عالما أنك ستفهم من غير أن أكمل , فتقول لى : أفهمك .. و الله العظيم أفهمك فلا تتعب نفسك !

من أجل لحظات كهذه ابتكر البشر لفظة ( صداقة ) ..

حكيت لك فى خطابى السابق أننى فى مصر حاليا . أعرف أنك ستعود من ( دبى ) بعد شهرين فى اجازة قصيرة , لكننا للأسف لن نلتقى .. من يدرى ؟ .. ربما أسافر الى دبى أو تأتى أنت الى الكاميرون يوما ما . اجازتى هادئة خالية من المشاكل .. ( برنادت ) تعانى أعراض الحمل بشدة و كما تقول هى بطريقتها الذكية : " أقدم احترامى اليومى للمرحاض العظيم .. فأبدأ يومى بالانحناء أمامه ربع ساعة لأفرغ معدتى ! " . لا تقل مبروك الا عندما تستقر الأمور و أطمئن .. تذكر أن رحلة طائرة عنيفة تنتظرها الى كندا .. على كل حال جاء هذا الخبر بعد ما ذرعنا كل شبر فى أرض مصر .. هناك أماكن لم أعرف أنها فى مصر و رأيتها أخيرا معها . من الواجب الان أن ( نهمد ) قليلا و نستقر فلا أريد أن أعرضها لمخاطر الحركة .. لاحظ أننى فقدت حملا قبل هذا .. لا داعى لمزيد من الجولات , و لا أعتقد أن هناك موضعا فى مصر لم نزره فى هذين الأسبوعين ..

كما قلت لك : لا أحداث . هناك جمعية أهلية تقوم بعقد اجتماعات للأطباء الشباب الذين يعملون فى الخارج .. لا أعرف كيف وجدوا عنوانى و لا كيف عرفوا أننى فى مصر . أعتقد أنهم أجروا بحثا مدققا لدى وزارتى الصحة و الخارجية .. لا أعرف بالضبط .. على الأرجع هم يعقدون اجتماعات دورية , و يراسلون الأطباء الذين يعرفون أنهم موجودون فى مصر فى هذا الوقت بالذات .

لقد ذهبت لموعد اجتماعهم فقابلت نسخا عديدة منى كلهم لديه قصة حياتى . هناك قابلت رئيس تلك الجمعية , و هو رجل أعمال يحمل الجنسية البريطانية اسمه ( معتز الشيخ ) . كان طبيبا فيما سبق ثم تفرغ لهذه المهنة الغامضة ( البيزنس ) حيث يجرى مكالمة كل ثلاث دقائق و يكسب مليون دولار بعدها .. لكنه و الحق يقال رجل ظريف . لقد رحب بنا و قال انه لا يهدف لأية منفعة سوى أن نعرف بعضنا البعض جيدا .. النائب اسمه ( محمد التونى ) و هو طبيب اخلا أقل لطفا و أكثر براعة فى العلاقات الاجتماعية . هناك منسقة أو سكرتيرة خريجة الجامعة الأمريكية اسمها ( هبة ) و لا أعرف دورها بالضبط , سوى التأكد من أننا نلنا ما يكفى من قطع الجاتوه الصغيرة التى بحجم قطعة السكر ( أعتقد أن لهذا الجاتوه الذى غرست فيه أعواد خلة اسما راقيا لكنى لا أعرفه باعتبارى سافلا منحطا ) .

لاحظت أنهم يدققون فى جمع المعلومات ..يريدون معرفة كل شئ عنك , مما يدل على أن معلوماتهم ليست كاملة . طبعا كان السؤال المتوقع هو : " لماذا تجمعون هذه المعلومات ؟ " تقال بكثير من الريبة , فيأتى الرد : " نحن فى سبيلنا لعمل قاعدة بيانات كاملة على شبكة الانترنت تتيح لك معرفة كل شئ عن زملائك فى المهنة .. "

ثم قاموا بتوزيع بعض الأوراق المطبوعة علينا .. أغلبها يحوى كلاما انشائيا فارغا , لكن المهم أنك تجد قائمة بأسماء و عناوين و أرقام هاتف الموجودين .. بعضهم كان ظريفا تتمنى أن تعرفه أكثر و بعضهم تتمنى أن يكون هذا هو اللقاء الأخير بينكما .. بعضهم جاء ليبقى فى مصر للأبد , و بعضهم مثلى يلتقط أنفاسه قبل السفر من جديد . معظمهم يعمل فى الولايات المتحدة , و قليل جدا منهم يعمل فى اسيا أو أفريقيا ..

هذا هو كل ما مر بى من أحداث فى اجازتى حتى اليوم .. يبدو أننى بدأت أشيخ حقا ..

أكتب لى يا أشرف , و كف عن عادتك المقيتة فى تجاهل الخطابات حتى تتراكم ...

علاء
--------------------------------------------------------------------------------------------------------

د. علاء :

لا أعرف ان كنت ستذكرنى , لكننى حصلت على عنوانك الالكترونى عندما كنا فى ذلك الاجتماع أول من أمس , و قررت أن أقوم بمراسلتك لأننى تحرجت من الاتصال بهاتفك و هو كما فهمت هاتف بيت الأسرة , لأنه لا بيت لك فى مصر .

اسمى ( عصام مصطفى ) .. مختص بأمراض الأنف و الأذن و الحنجرة و أعمل فى كندا منذ عشرة أعوام .. أنا قاهرى أصلا و سنى تقترب من الخامسة و الأربعين و لدى طفلان . سرنى أن أعرف أن زوجتك كندية . أعتقد أنك ستحب كندا كثيرا عندما تزورها , برغم أن معظم الناس تميل الى جارنا الثرى المزعج فى الجنوب ( الولايات المتحدة ) , لكنى أعتبر كندا نجحت فى أشياء كثيرة لم تحققها الولايات المتحدةهذا موضوع يطول على كل حال ..

أنا هنا مع زوجتى الكندية و خطر لى أن الزوجتين ستحبان لقاء بعضهما البعض .. ما رأيك فى ترتيب لقاء فى بيت أحدنا أو مكان مشترك ؟

رقم هاتفى هو ( ........ ) و لسوف يكون من دواعى سرورى أن نلتقى , لكن أرجوك أن تقرر بسرعة لأن اجازتى موشكة على الانتهاء ..

عصام مصطفى
--------------------------------------------------------------------------------------------------------

الباخرة النيلية ( نبيتون ) :فاتورة حجز ( عشاء + عرض راقص )

د. عصام مصطفى

مارى مصطفى

د. علاء عبد العظيم

د. برنادت عبد العظيم

تتحرك السفينة فى تمام السابعة مساء يوم الخميس 10 أغسطس .
نرجو الحضور قبل الموعد مع الشكر .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------
من ألبوم صور علاء عبد العظيم :

- أنا و برنادت مع د. عصام مصطفى و زوجته الكندية على ظهر السفينة ( نبيتون ) .. انها سمراء جميلة يصعب أن تصدق أنها غربية .. بالطبع تركوا شياطينهم الصغار فى البيت .

- عصام و الراقصة تقف خلفه .. طبعا هذا أسوأ موقف يمر به رجل , لأنه حريص على أن يبدو غير مبال بالراقصة , و هذا بالضبط ما يكفى ليجعل مظهره فضيحة . .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------

صفحة الحوادث فى جريدة ( ... ) :

مقتل طبيب مغترب فى ظروف غامضة

محمد حمزة : تواصل الشرطة التحقيق فى الظروف الغامضة التى أحاطت بمصرع طبيب مصرى اسمه ( عصام مصطفى ) 45 سنة يعمل فى كندا , و كان قد جاء الى مصر فى زيارة مع زوجته الكندية و ابنيه . فى السابعة مساء الجمعة 11 أغسطس عادت زوجته مع أطفالها من جولة فى القاهرة , حيث توجهت لغرفته بفندق ( ...... ) فوجدت الباب مغلقا و هو لا يرد . بمساعدة خادم الغرف تمكنت من فتح الغرفة لتجد جثة زوجها على الفراش و قد اخترقت طلقة جبهته . انتقل الى مكان الحادث العقيد ( ...... ) و النقيب ( ........ ) , و قالت الزوجة انه لا يوجد لزوجها أعداء , و ان لاحظت اختفاء مبلغ الفى دولار كان فى مكان ظاهر , و أصدر مدير أمن القاهرة أمرا بسرعة ضبط الجناة .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------

عزيزى أشرف :

تصور أن ذلك الطبيب المقيم فى كندا الذى طلب أن أقابله و زوجته قد توفى ؟ .. كنت معه منذ أيام على ظهر سفينة فى النيل و كان مليئا بالحيوية , و لديه مشاريع لا تنتهى .. زوجته كانت لطيفة جدا , و قد صارت صديقة ( برنادت ) .

فجأة تفتح الصحف لتكتشف أنه قتل فى فندقه بالقاهرة .. يا له من شعور ! .. صحيح أن هذا الكلام ممل و يقال فى كل مرة حتى لم يعد له معنى تقريبا , لكنى لا أتمالك ذلك الشعور بالقشعريرة كلما فكرت فيما حدث له .. هكذا تفرغ الأجساد المليئة بالحيوية من لغز الروح , و تنتفخ و تتعفن .. شعور قاس فعلا ..

أما ما هو أقسى فهو عدم وجود خيط من أى نوع .. يبدو أن رجال الشرطة لن يجدوا القاتل و لسوف تصير هذه القضية واحدة من القضايا فى ملف قديم مترب .. أعتقد أن الجرائم التى لا تتم بغرض السرقة هى أسهل أنواع الجرائم فى ضبطها , لأنه من السهل أن تتذكر عدوا موتورا أو منافسا فى السوق , أو عاشقا غيورا يحب ذات الفتاة .. أما كون الجريمة تمت للسرقة فهذا يجعل الاحتمالات لا حصر لها..

زرتها أنا و ( برنادت ) فى غرفة الفندق الجديد الذى أقامت فيه .. كانت منهارة تماما , و قالت انها ستعود الى كندا بمجرد أن يسمح رجال الشرطة لها بذلك .. للأسف سوف تحمل لمصر أسوأ ذكرى ممكنة فى حياتها ..

بالطبع لابد أن رجال الشرطة فكروا فيها .. هى المتهم الأول كالعادة فى حالة كهذه , لكن لا يوجد لديها دافع و لا تملك الأعصاب اللازمة لعمل كهذا .. المشكلة أن التحقيق فى هذه الظروف يزيد من الضغوط العصبية عليها , و يذكرها بأدق تفاصيل الحادث ..

على كل حال , سوف تسافر قريبا و لن تترك سوى ذكرى خافتة أليمة .. فليرحم الله عصام و يرحمنا جميعا .

علاء







و هكذا انتهى الفصل الثالث و يا ريت لو فى حد بيشوف اللى بكتبه يسيبلى اى كومنت احسن دى اول مرة ليا اشارك بحاجة فى المنتدى الحلو ده و حاسة ان محدش بيقرا اللى كتبته و اقابلكم مع الفصل الرابع باذن الله .



 
 

 

عرض البوم صور طيب القلب   رد مع اقتباس
قديم 20-02-09, 11:02 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2007
العضوية: 23529
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: طيب القلب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طيب القلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طيب القلب المنتدى : سلسلة سافاري
افتراضي

 

الفصل الرابع


محضر تحقيق الشرطة :



س : اسمك و سنك و عنوانك ؟

ج : ناصر عبد المطلب خليفة .. 60 سنة .. مقيم فى 8 شارع النرجس .. موجه لغة عربية و حاليا على المعاش ..

س : ما هى علاقتك بالقتيل ؟

ج : الدكتور ( عزمى اسكندر ) جارى منذ أربعين عاما .. أعنى أن أسرته كانت تقيم فى نفس البناية .. و حينما تخرج الدكتور عزمى فى كلية الطب سافر الى الولايات المتحدة للدراسة , و عرفنا أنه تزوج هناك .. كان يعود لمصر كل عامين تقريبا و يقيم فى منزل الأسرة .. أحيانا كانت زوجته تأتى معه و أحيانا يأتى وحده .. انها أمريكية لا تناسب ثيابها عاداتنا , لهذا أراقب هذا الحيوان ابنى الأصغر .. انه مراهق و هذه المشاهد تذهب بعقله .. لهذا ..

س : هل كانت علاقتك قوية به؟

ج : علاقتى بابنى ؟ .. طبعا .. انه ابنى .. انه حيوان لكنه ابنى سعادتك ..

س : يا سيدى .. أتكلم عن د. ( عزمى ) ..

ج : كانت علاقتى قوية بأبيه يرحمه الله .. كلانا من رجال التربية و التعليم , و قد توفيت الأم منذ عشرين عاما .. للأستاذ ( اسكندر ) ابنان أحدهما صيدلى يعيش فى مصر و الاخر هو الفقيد ( عزمى ) .. بالنسبة للأخير لم تكن العلاقة تسمح بأكثر , فقد عرفته صغير السن ثم سافر للخارج و صرت لا أراه أكثر من بضع دقائق كل عامين عندما ينزل أو يصعد لبيت أسرته ..

س : هل كان له أعداء ؟

ج : سعادتك .. هل يمكن أن يكون له أعداء قبل أن يكون له أصدقاء ؟ .. انه أقرب الى سائح يزور مصر بضعة أيام كل عامين .. لا وقت لشئ من هذا , و انطباعى عنه أنه مشغول دائما .. تعرف هذا من مشيته و من نظرته للساعة كل ثلاث دقائق .. ثم انه فى حاله .. سعادتك تعرف ذلك النموذج المشاغب من الناس الذى يبحث عن مشكلة و ترى المتاعب فى عينيه . هذا نمط يسهل أن تميزه على الفور , و الفقيد لم يكن كذلك ..

س : ماذا حدث يوم الوفاة ؟

ج : لاشئ تقريبا .. لقد كنت أقف أمام بابى أصلح جرس الباب , و سمعت خطوات فنظرت خلفى .. مر بى و كان متأنقا يفوح منه عطر فاخر .. و كان رائق المزاج الى حد كبير .. يصفر فى حرارة .. و رانى فهز رأسه محييا .. سألته عن أبيه و عن أسرته , ثم هبط فى الدرج ..

س : كم كانت الساعة وقتها ؟

ج : نحو الثامنة مساءا .. لست متأكدا ..

س : و ماذا حدث بعدها ؟

ج : سمعت صوتا غريبا .. كأنها سدادة زجاجة من فلين تفتح .. ثم دوى شئ يرتطم من بئر السلم .. لم أفهم ما هناك و بما أننى كنت وحدى فى البيت , فقد نزلت بمنامتى بحذر .. خطوة .. خطوة .. من السهل أن ينزلق الخف من قدمى , و أنت تعرف يا سيدى كيف يتحطم عنق الفخذ لدى الشيوخ بسهولة .. لى عم قضى نحبه عندما ...

س : أستاذ ناصر .. هلا عدت لموضوعنا من فضلك ؟

ج : نعم . نعم .. نزلت فى الدرج بحذر .. وجدت فى بئر السلم شيئا معقدا غريبا .. مع الظلام و التوتر لم أفهم ما أراه حقا .. ثم اعتادت عيناى الظلمة فرأيت أنه د. عزمى شخصيا .. كان راقدا على ظهره و هناك ثقب بشع فى جبهته .. شاخص العينين .. انه ميت .. ! .. طبعا احتجت لوقت طويل كى أستعيد روعى و حتى لا أصاب بنوبة قلبية .. ثم تحاملت على نفسى و خرجت للشارع و رحت أصرخ , حتى لحق بى أصحاب الحوانيت القريبة .. هناك وغد ما انتظر الرجل فى بئر السلم ثم أفرغ فيه طلقة واحدة . لابد أنها بكاتم للصوت , لأ أيا من الجيران لم يسمع أى شئ .. أنا أرى كاتم الصوت هذا فى أفلام السينما و له صوت سدادة الفلين فعلا .. كنا نحب فيلم ( مدافع نافارون ) و خاصة هذا الممثل اسمه .. جريجورى بك على ما أذكر .. كان يطلق الرصاص بمسدس كاتم للصوت .. لا .. ليس هذا الفيلم . لقد اختلط على الأمر .. ان ..

س : نعود لموضوعنا أرجوك .. هل تكلموا عن شخص يغادر البناية ؟

ج : سعادتك لا يمكن أن تلاحظ أى شئ لأن شارعنا مزدحم , و البناية المجاورة مليئة بعيادات الأطباء .. هناك مليون شخص غريب يصعدون و ينزلون فى كل ساعة .. على كل حال لابد أن سيارة كانت تنتظر القاتل .. لا يمكن أن يطلق الرصاص ثم ينتظر سيارة أجرة .. على كل حال لم أعد أعرف ما جرى بعدها , لأن سيارة الاسعاف جاءت و معها عدة سيارات شرطة .. زحام و صراخ .. صعدت لشقتى بصعوبة حتى جاء رجال الشرطة .. دعك من أننى لم أستكمل اصلاح الجرس طبعا لذا لففته بالشريك العازل و انتظرت حتى الصب..

س : هل لديك أقوال أخرى ؟

ج : فقط الشكوى من الجيران الذين يلقون أكياس القمامة فى المسقط الخاص بنا .. هذه عادة قذرة و يجب أن تمنعوهم من ..

س : أقفل المحضر لساعته و وقع على صحة أقواله .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
تقرير الطبيب الشرعى عن نتيجة تشريح جثة المتوفى ( عادل عبد المقصود ) :

تبين لنا أن المتوفى فى الأربعين من عمره طوله 177 سم و وزنه 80 كجم تقريبا , يلبس بذلة سوداء كاملة صوفية , مع ربطة عنق و قميص أبيض , و الغيار الداخلى سليم , لكن الجزء الأعلى من الثياب الخارجية ملوث بالدماء . و فى يده اليسرى ساعة ماركة ( .. ) تحطمت واجهتها.. تبين من الفحص الظاهرى للجثة وجود سحجات على الكف الأيمن مع كدمات بطول الساعد . يوجد ثقب دخول لرصاصة فى منتصف الجبهة و لا توجد حروق حول الجرح , و لم نجد فتجة الخروج و لا المقذوف مما يرجح أنه استقر داخل الجمجمة ..

تشريح الأعضاء الداخلية : تبين أن ................

--------------------------------------------------------------------------------------------------------

صفحة الحوادث فى جريدة ( ... ) :

النيابة تمدد حبس المتهم فى مقتل الطبيب المصرى المغترب .
محمد حمزة : قامت النيابة بتمديد حبس ( سالم العسكرى ) المتهم الوحيد فى قضية مقتل الطبيب المصرى ( عادل عبد المقصود 40 سنة ) الذى يحمل الجنسية الأمريكية .. الطبيب المصرى العائد من الولايات المتحدة فى اجازة قصيرة كان يقيم وحده فى شقة على بالمنيل , و قد شوهد المتهم يصعد لشقته فى العاشرة مساء يوم الحادث , ثم شوهد و هو ينزل منها بعد ساعة و قد بدت عليه علامات الارتباك كما يقول الشهود , و عندما تأخر ظهور الطبيب لمدة يومين اتصل الجيران ببعض أقاربه الذين فتحوا الشقة ليجدوا الطبيب بكامل ثيابه كأنه كان يتأهب للخروج , و قد سقط على أرض غرفة الجلوس مع وجود أثر طلقة نارية فى جبهته . و قد قدر المختبر الجنائى وقت الجريمة بنحو يومين قبل اكتشاف الجثة .

أصدر اللواء ( ............... ) أمره بسرعة ضبط الجناة , و بالتحرى تبين أن ( سالم العسكرى 28 سنة ) سباك قد اعتاد التردد على شقة الطبيب لاجراء بعض الاصلاحات فى سباكة الشقة , و قد تبين أنه هارب عند بعض أقاربه فى القاهرة , و بالقبض عليه أنكر تماما أن يكون له دخل بالجريمة و أكد أنه ذهب لشقة القتيل بناءا على مكالمة هاتفية , لكنه وجد الباب مفتوحا و وجد جثة الطبيب بالداخل, و قد أصابه الرعب و خاف أن يتهم بالجريمة خاصة أن القتيل يعيش وحده , لذا بادر بالفرار.

لم يستدل على سلاح الجريمة و ان بدت ااثار العبث أو السرقة على الشقة .. يرجح اختفاء مبلغ 12 ألف دولار كان الفقيد قد سحبها من المصرف يوم الجريمة , و الشكوك تحوم حول المتهم لأنه الوحيد الذى أتيحت له الفرصة لارتكاب الجريمة .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------


انتهى الفصل الرابع و لنا عودة لنستكمل الأحداث فى الفصل الخامس .



 
 

 

عرض البوم صور طيب القلب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(هم!), العيد, كتابة
facebook




جديد مواضيع قسم سلسلة سافاري
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:23 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية