لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


168 - نصف الحقيقة - دافني كلير - روايات عبير القديمة ( كاملة )

168- نصف الحقيقة - دافني كلير- روايات عبير القديمة

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-05-11, 09:54 AM   2 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Newsuae 168 - نصف الحقيقة - دافني كلير - روايات عبير القديمة ( كاملة )

 

168- نصف الحقيقة - دافني كلير- روايات عبير القديمة


الملخص



عندما تشاء الظروف أن تصعقنا بما لا نتوقع, ننظر حولنا فجأه فأذا الحياه غيرها , والمفاجأه الكبيره التي أذهلتنا لم تترك وراءها الا هوة واسعه تشطر العالم نصفين ,عندما توفي تيري عقب احدى محاولاته الجريئة في الطيران , كان عهد زوجته رينا وأبنه داني الى صديق طفولته وشريكه المخلص لوجان الذي لم يقصر في واجباته نحو اسرة صديقه بل تفانى في اخلاصه الى حد يتجاوز مجال الصداقة, هذا مآجعل رينا تزداد ريبة في نواياه , وتتصرف نحوه بعدوانية تتفاقم مع مرور الأيام ,وخصوصا عندما أخذت تشعر بأن عواطفها نحوه لم تعد محايدة تماما.
ولكنها في وفائها للماضي تحكم على شبابها بالأعدام , والحرمان لا يحرم فريسة ضعيفة مثلها, من يدري ربما كان مفتاح الخلاص يرقد تحت الحطام بأنتظار يد تمتد الى قلبها المعذب ....

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس

قديم 30-05-11, 09:56 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

1- زائر الليل


أغلقت رينا باب الغرفة بهدوء على ولدها , وظلت دقائق مستندة على الحائط منهكة القوى , داني أصيب فجأة بأنفلوانزا حادة ألزمته الفراش مما تطلّب من والدته أن تبقى بقربه لتعتني به , دون أن يقيم هو وزنا للتعب العصبي الذي يسببه لها بمتطلباته , ولكن كيف يمكن أن نلومه وهو في مثل هذه السن التي لم تتجاوز الأربع سنوات؟
توجهت رينا الى المطبخ لتحضر لنفسها فنجانا من القهوة ولكنها ما كادت تشعل النار حتى سمعت صوت جرس الباب الخارجي.
" أفي هذه الساعة؟".
هذا ما قالته لنفسها بغيظ وهي تفكر بداني الذي لم يكد ينام ألا منذ خمس دقائق.
ومع أن الوقت لم يكن متأخرا , فالساعة على الجدار تشير الى الثامنة والنصف , ذهبت رينا لتفتح الباب وهي تعرف مسبقا من هو الزائر , رجل طويل شديد السمرة , أستقبلته بجفاء وهي تنظر الى شعره المبلل الذي تنساب منه قطرات الماء على سترته الجلدية , أبتسم أبتسامة خفيفة وهو يرفع حاجبيه متسائلا ثم دخل , وبحركة آلية أنزوت رينا أمام هذا الهيكل الضخم للوجان ثورن , أنه دائما يعطيها أنطباعا بضيق المكان , وكأن المنزل أصغر من أن يسع شخصا بمثل هذه الضخامة.
منتديات ليلاس
سألها:
" كيف حالك؟".
أجابت وهي تشيح عنه بعينيها:
" على أحسن ما يرام".
النور الشديد الذي يضيء المدخل أبرز تجويف عينيها ونتوء خديها , ولم يخف التعب الواضح على وجهها ع نظرات لوجان المتفحصة.
تبعها الى الصالون حيث أنارت مصباحا جانبيا أقل حدة في الأضاءة.
قالت:
" تفضا أجلس يا لوجان".
لكنه تجاهل دعوتها وشدها من ذراعها فأرغمها أن تستدير بأتجاه الضوء , ثم أمسك ذقنها بيده وتفحصها بأنتباه شديد .
سأل مستجوبا:
" ماذا حدث؟".
أجابت وهي تتخلص من قبضته بسخط:
" لا شيء , بكل بساطة متعبة قليلا , وداني كان مريضا".
" يبدو أنك مرهقة بشكل كبير".
قالها وهو ما زال يتفحصها بعناية شديدة".
قالت بمرارة:
" شكرا".
" سامحيني لهذه الصراحة. ولكن هذه هي الحقيقة , ماذا حدث ادان أذن؟".
لوجان لا ينادي الطفل داننيل بداني , وهذا ما يزعج رينا كثيرا , لكنها من ناحية أخرى , تجد أن سلوك لوجان في أغلب الأحيان مثير".
" أصابته أنفلوانزا , وأرتفعت حرارته كثيرا".
" بالتأكيد أنتقلت العدوى اليك؟".
أجابت وهي تجلس على أريكة مخملية ذات لون أزرق جميل:
" قليلا , ولكنني شفيت الآن".
دفع لوجان شعره المبلل الى الخلف ليكشف عن جبهة عريضة برونزية , ثم قال بشيء من السخرية:
" ولكن من ينظر اليك لا يشعر بذلك , هل أستدعيت الطبيب؟".
" نعم".
قالتها بغيظ رغم الجهد الذي تبذله لتخفي الأنزعاج البادي على محياها:
" هل تريد فنجانا من القهوة؟".
" لا , ماذا بك الآن؟".
" لا شيء.......".
" هيا رينا , أفصحي عن نفسك , أنك تواجهين اليّ نظرات كالصاعقة , وهذا ليس بدون سبب , على ما أعتقد؟".
" أنت تعاملني وكأنني أم قاسية , أليس كذلك؟".
قالتها والغضب يلتمع في عينيها الخضراوين :
" لقد أعتنيت بأبني كل العناية , ولا يمكن ألا أن أكون كذلك , وما نظنه........".
" أرجوك يا رينا ".
قاطعها بحدة :
" لا أقصد أن أقول ذلك , هذا مخجل".
" حسنا , كيف يمكن أذن أن تفسر أستجواباتك هذه؟".
بذل جهدا كبيرا ليسيطر على أنفعالاته , ثم أجاب بهدوء:
" لم أقلق من أجل دان , وأنما من أجلك , وأنت تعرفين هذا تماما , لأنك لا تعتنين بنفسك بما فيه الكفاية".
نظرت الى وجهه المتجهم , ذقن مربعة , أنف مستقيم , تقاسيم وجهه توحي بالرجولة , شفاه ممتلئة تضفي لمسة حسية , وتحت الحواجب المقطبة عينان زرقاوان تقدحان غضبا باردا وثاقبا.
تخضبت وجنتا رينا من شدة أنفعالها.
" أعذرني".
قالتها بصوت مضطرب , ثم شحب لونها وأرتجفت , أضافت دون أن تنظر اليه:
" بحق السماء يا لوجان , أجلس".
وعلى عكس ما توقعت رينا , بدل من أن يجلس على أحدى الأرائك , جلس الى جانبها ومال قليلا بأتجاهها مستندا بكوعه عل مسند الأريكة.
هذه الحركة أحرجت رينا , فأنتصبت في جلستها , داعب خدها بأصابعه وتمتم:
" لقد خضعت أعصابك لتجربة قاسية , أليس كذلك؟ أنا آسف ؟لأنني لم أخفف عنك ,وذلك بالوقوف الى جانبك".
وشكل غير ملحوظ , أبعدت رينا رأسها عن ملامسته.
" لقد تدبرت أمري لوحدي بشكل جيد".
أجابت وهي تهز كتفيها:
" وفي الواقع ليس عليك أن تتحمل أتجاهنا مسؤولية كبيرة الى هذا الحد , وتيري لم يكن يريد تماما..........."
. قاطعها لوجان:
" تيري عبّر بوضوح عن رغباته الأخيرة وأنا لا أعتبر أن هذا عبء ثقيل علي , وبالتالي فأنا أنفذ هذه الرغبة بسرور كبير ".
راقبته رينا بحذر شديد محاولة أن تستكشف التغضن شبه الساخر على فمه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-05-11, 09:58 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" أنت تضحي بالكثير من وقتك من أجلنا ,ولن أنسى ذلك".
" وبدون شك , لي أسبابي".
أجاب بأبتسامة ذات لغز غريب :
" وفي كل الأحوال كان تيري سيفعل نفس الشيء لو كان مكاني ".
" ولكنك لست متزوجا".
" صحيح , لقد كان تيري أكثر حظا من هذه الناحية".
وفي الحقيقة لقد كان تيري قد عاش بضع سنوات من السعادة مع رينا , كان يعشق زوجته وأبنه الذي حقق غريزته الأبوية , ولكن لسوء الحظ لم تكتمل هذه السعادة , تحطمت طائرته السياحية في العام الماضي , ومات بعد أن قضى بضعة أيام في المستشفى أثر أصابته بجروح بليغة كانت ستجعله معوقا بقية حياته لو عاش.
" ما كان سيحتمل أن يعيش معوقا على كرسي متحرك ".
قال لوجان بهدوء وكأنه يقرأ أفكار رينا.
صحيح, هذا الرجل المغامر , المهووس بالسرعة , الشغوف بالمخاطر والحركة , لن يقبل أبدا أن يعيش كالميت بين الأحياء , لقد قام بحركات بهلوانية عندما أصيب بالحادث , وهبط مندفعا ليمر فوق خطوط الكهرباء ذات التوتر العالي , ومع أنه أستطاع أن ينجح مرات عديدة , فأن الحادث كان حتميا في ذلك اليوم , لم يكن لوجان لطيفا مع صديقه ذلك اليوم , وأنما كان في حالة من الأنفعال الجنوني , ووصف تيري بكل النعوت , يا له من أستهتار أن نلعب مع الموت بهذا الشكل من أجل لذة وحيدة , ألا وهي أدهاش العالم بأقتحام المخاطر التي لا فائدة منها .
وجد نفسه بجانب رينا أثناء هذا الكابوس المرعب , شاهدا الطائرة وهي تسقط على الأرض وهما عاجزتن ثم ساعدا رجال الأسعاف في أنقاذ الجسم المشوّه من بين الحطام , وهكذا بدأ الأنتظار الطويل في المستشفى , وكفّ لوجان عن أن يلعن غباء تيري بعد أن فهم بأن موقفه سيكون غير لائق في عيني رينا.
" يا ألهي , سامحيني يا رينا".
هذا ما صرّح به بصوت مفعم بالحزن , لقد تألم هو أيضا بشكل كبير وكانت ردة فعله أتجاه كل هذا الألم هو الجنون.
" لا تعتذر يا لوجان( صرخت بأندفاع) أشعر تماما بنفس الشيء".
" نعم".
أضاف هذه الكلمة فقط وهو ينظر في أعماق عينيها الحزينتين.
كان هذا الموقف الوحيد الذي رأته فيه وهو على وشك أن يفقد السيطرة على أنفعالاته , وهذه هي المرة الوحيدة التي شعرت بقربها منه بشكل حقيقي , تيري ولوجان أصدقاء طفولة , تيري كان متعلقا كثيرا بذلك الطفل البائس الذي يدرس معه ولكن في القسم الداخلي بسبب طلاق والديه , وعندما أصبحت رينا زوجة تيري كيمبل قبلت بدون نقاش دخول شخصية لوجان في حياتها , كان الصديقان متشاركان في تأسيس شركة متخصصة في تصليح الطائرات السياحية , وبالتالي واضعين نصب أعينهما أن يزوداها بآليات ومعدات تغطي حاجات السوق المحلية والأجنبية.
ولم تتأخر رينا في معرفة حقيقة التكريس الذي يكنّه خطيبها لصديقه لوجان , أنه يعتبره كبطل منذ ذلك اليوم الذي أخذه فيه تحت حمايته ودافع عنه ضد مجموعة حاولت أن تعتدي عليه في باحة المدرسة , وهذه الحركة الأريحية من رفيقه الأكبر حجما والأقوى , كلفته ألا ينسى معروفه الى الأبد.
ولدى خطوبتهما , كان لوجان يقيم في أوستراليا من أجل أعمال تتعلق بالشركة , كان مسؤولا عن أيجاد سوق لتصريف النماذج الأولية التي تعتبر آخر األأبتكارات الحديثة , وأصر تيري ألا يحدد موعد الزواج ألا بعد عودة صديقه.
ولم يكن هناك سبب آخر يمكن أن يجعلهما ينتظران , أنهما متحابان , تيري لم تعد له أية صلة عائلية يتمسك بها , أما رينا فكانت فقدت والدتها وهي لم تزل في الثانية من عمرها , ثم تزوج والدها من أمرأة أخرى وأنجب منها ثلاثة أولاد , كانت تعيش معهم في ساوث آيلاند وشيئا فشيئا بدأ أهتمام أبيها بها يقل , وفي ظل هذا العجز المشترك للعلاقات العائلية أقسم تيري ورينا ألا يخلقا أبدا موقفا مشابها , لا بل سيبنيان زواجا متينا مدى الحياة ويرعيان أولادهما تحت ظلال الدفء والحرارة لعلاقتهما الوطيدة.
قصتهما بدأت بشكل جميل حتى ذلك الحادث المؤلم الذي وضع حدا لهذه السعادة , ومنذ ذلك اليوم ورينا تكافح بصعوبة شديدة ذلك الحقد والغضب الذي يهددها بالقسوة , كان تيري كل شيء بالنسبة اليها ,ومع ذلك وبنقاء طفولي , فأن طيشهوتعطشه للأعمال البطولية والمفاخر أفسد كل شيء.
ضابط المباحث كان قاسيا في أحكامه على لامبالاة القبطان , ولحسن الحظ فهو لم يغامر بحياة أي راكب , ولكن أي جنون أن ينهمك في مثل هذه التجارب والمناورات المحفوفة بالمخاطر ! وفي هذه اللحظة أغلقت رينا عينيها وكأنه كان بودها أن تشارك تيري مصيره , ولكم تأسفت على أنها لم تمت معه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-05-11, 10:00 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ضغط لوجان يديه المعقودتين على ركبتيه بأنفعال , وبقي هكذا حتى نهاية الحديث , وبفضله تمكنت رينا من السيطرة على أحزانها , ثم ألا يجب أن تفكر بأبنها داني ؟ أنه في الثانية والنصف من عمره وما يزال بحاجة الى حب كبير ورعاية كبيرة , عملت رينا على أن ترعاه على أحسن وجه لتعوضه فقدان والده , وأقسمت ألا تتخلى عنه , وألا تكون أنانية بأن تستسلم لأحزانها , لا بل أن تبذل ما بوسعها لتكرس نفسها تماما لأسعاد داني , ولا يجب في أي حال من الأحوال أن يتأذى من وفاة والده.
كان لوجان أهلا لعرفان الجميل , ففي الأيام الحالكة التي أعقبتالدفن ورغم حزنه الشخصي والعميق لم يوفر وقته وطاقته لنجدة رينا , وسخّر نفسه بالتمام والكمال الى أقصى الحدود وظل قويا ثابتا كالصخرة , وفي كل مرة تحاول رينا أن تشكره يجيب ببساطة :
" لقد وعدت تيري أن أسهر عليك وعلى دان يا رينا , وهذا طبيعي جدا".
ومع ذلك فبعد مرور الصدمة الأولية , أرادت رينا أن تحقق أستقلاليتها , أنها لم تعتمد من قبل طيلة حياتها على شخص بهذا الشكل , وعن قريب ستولد لديها الرغبة في التحرر من هذا الأهتمام اللطيف ولكن القسري من قبل لوجان , من المؤكد أنه خفف عنها كثيرا , وكانت ترحب بحضوره ومساعدته ولكن آن الأوان بالنسبة اليها كما بالنسبة الى أبنها أن يتوصلا الى تحقيق الأستقلال الذاتي والشخصي.
وعندما قررت أن تعتمد على نفسها في تدبير الأمور , لاحظ لوجان ذلك وقال بأبتسامة باهتة بعض الشيء:
" أنني موافق , أنا أفهمك تماما , ولكن سأتابع السهر عليكما أنتما الأثنين , هذه أرادة تيري , فأذا ما شعرت بالحاجة الي , أرجو ألا تترددي في الأتصال بي في أي وقت وفي أية ساعة".
" شكرا , ولكن في الحقيقة تيري لم يكن يريد أن يحمّلك وزرنا مدى الحياة".
منتديات ليلاس
ضحك لوجان ولأول مرة بعد الأحتفال الجنائزي في المقبرة , بأستثناء تلك الضحكات التي كان يتبادلها مع دان أثناء ملاعبته له , ثم وجه أليها نظرة حادة وتمتم بهدوء شديد:
" أي وزر وأي عيب".
أستدارت رينا بسرعة وبأنزعاج , كان من الصعب عليها أن تتحمل نظراته المركزة عليها , أنها تذكرها بطبيعتها الأنثوية , الخطوط الدقيقة لوجهها , والحواجب المرسومة بعناية على شكل أقواس فوق قزحيتين خضراوين لامعتين , والفم الجميل الممتلىء , والشعر الكستنائي الطويل المنساب على كتفيها,والجسم النحيل ذي الأنحناء الرقيق الغالي جدا على تيري , لا , لا يمكن لأي رجل وخاصة لوجان , أن يكون له الحق في أن يتأملها بهذه الطريقة.
ولقد كان عراب الزواج , وقابلته رينا للمرة الأولى ليلة الأحتفال , أصر الخطيبان أن يحتفلا بالقران ببذخ , فأسرفا في توفير كميات الورد والموسيقى والزينات ..... وسيرويان فيما بعد على أولادهما ذكرياتهما التي ما تزال حية عن ذلك اليوم الحافل.....
وفوجئت رينا بلوجان بشكل كبير عندما قدمه لها تيري , وبقيت مسمرة في مكانها مذهولة , لقد رأته نمرا , ضخما , قويا وخطرا......وبدون أن تعرف السبب وبالغريزة أخذت حذرها من هذا الرجل الذي يتمتع بقوة غريبة , فكرت رينا بأرتياح , لحسن الحظ أن لوجان كان يعيش في أستراليا في تلك الفترة , ولذلك لم يكن هناك وقت لكي يسأله تيري عن رأيه بها , لأنها أذا لم تنل أعجابه لما تردد في فسخ خطوبتهما , لم تتأكد رينا من مشاعرها الأولية ولكنها بالفطرة راودتها بعض الشكوك , وعندما مدت يدها , تأملها لوجان من رأسها الى أخمص قدميها , وكأن هذه النظرة تكفيه ليكوّن فكرة عنها , مد يده بخفة وحيوية ثم أبتسم هازا رأسه :
" لقد سبق وقدمت التهاني لتيري والتمنيات السعيدة".
قالها بلهجة ممطوطة , لقد بدا صادقا ولكن رينا لم تسترح لعيني لوجان المتسائلتين بصمت , أي طبيعة يخفي جمال كهذا؟ ولم يحاول أن يخفي فضوله , ولم يكترث حتى للأنزعاج الواضح على وجهها.
لو كان لوجان أكثر حرارة لأسرعت رينا بأشهار تعاطفها ولأكدت له سعادة صديقه , أنهما متحابان كثيرا , وسينجح زواجهما نجاحا عظيما.
ولكن بدلا من ذلك تضايقت من ملامسة يدها ليده , كدفاع عن الذات , ومن الغريب أنها شعرت فجأة بأنها أسيرة لهذا الرجل وأحكامه , وهو يتفحصها بصفاقة , وأخيرا عندما نظرت اليه بأزدراء وتعال( أنت لا تعجبني) قالت في نفسها ( وبما أنك صديق لتيري لن أظهر أي شيء مما أشعر).
وبطبيعته البريئ , لم يشعر تيري أطلاقا بهذا الخصام , أنه يتفاهم مع الجميع , ولا يمكن أن يفكر بحدوث مثل هذا التنافر بين رينا ولوجان , أب الناس الى قلبه , وبعد عقد الزواج كان للوجان أمتياز تهنئة العروس التي تعلقت بذراع زوجها وتحملت بصمت نظراته المتفحصة , أمسك ذقنها وأنحنى نحوها بتؤدة وجرأة تحمل الكثير من الأصرار.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-05-11, 10:01 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ظلت رينا بضع لحظات قبل أن تستعيد قوتها وتفتح فمها لتبتسم لتيري , ولكنها قررت ألا تدع هذا الرجل يلمسها بعد الآن.
غالبا ما تمنت ألا تراه , ولكن ذلك مستحيل بسبب تيري , حتى عندما يرفض دعوة شريكه بحجة أن يتركه يتمتع بالأيام الأولى لزواجه , كانت تضطر أن تصل به هاتفيا لكي ترجوه ألا يخيب رغبة زوجها , وهكذا أصبح شخصا أعتيد عليه في المنزل وبالتالي وبكل طبيعية أختاره تيري ليكون عرّاب أول أولاده عند ولادة دانييل , ولم تعترض رينا رغم عدم حماسها وطلبت من شاهدة الزواج أن تكون العرابة.
عبرت كارول عن سرورها لهذا الشرف ومما زاد سعادتها أنها ستلتقي ثانية بلوجان , كانت قد أمضت معه السهرة ليلة الزواج , وترك لديها أنطباعا شديد التأثير.
ولكن وأن كان لوجان يتذكرها ويعاملها بمودة ولطف , لم يجدد الدعوة الآن بمناسبة تعميد الطفل.
" لقد حاولت أن أبدو في أجمل حالاتي اليوم ( قالت كارول بعد رحيل لوجان) ولكنه بالكاد نظر اليّ".
وبينما كانت رينا تهدهد طفلها في سريره لكي ينام , نظرت كارول الى نفسها في المرآة التي أمامها على الحائط.... ربطات جميلة تحيط بشعرها الأشقر ووجهها الجذاب اللطيف حيث تقرأ في نفسها الآن خيبة أمل عميقة.
" ما الذي جعله يبتعد عني ؟( سألت كارول بغمّ) ألا يحب الشقراوات؟".
( أنها ليست من الطراز الذي يحبه من النساء) قالت رينا لنفسها وبتأكيد مطلق. ( بدون شك , لوجان لا تنقصه الصديقات , لكن كارول لن تعجبه أطلاقا , أنها ناعمة ولطيفة وتتمتع بأخلاص يمس القلب أتجاه أصدقائها ولكنها غير لامعة أنها على كل حال طيبة أكثر من اللزوم بالنسبة الى رجل مثل لوجان.....).
" ما الذي يغويك فيه؟ ( سألتها رينا) أنه لا تمع بجمال خاص..".
نظرت اليها كارول بدهشة :
" لا شك أنك تمزحين ؟ أنه يتمتع بجاذبية خارقة , نظرة منه تجعلني أرتعش".
" هل لاحظت عيونه ؟ (تابعت رينا) باردة وقاسية مثله , صحيح أنه ذكي جدا لا بل هو لامع , ولكنه خشن وبعيد عن الفطرية , صدقيني يا كارول أنت تستحقين أفضل منه , ولن تكوني سعيدة بل ستعانين مع رجل مثله".
أغتمت كارول من كلام رينا ولكن هذا لم تعد له أية أهمية طالما أن لوجان لم يهتم بها ,وبعد فترة سافرت في العطلة الصيفية الى الخارج , وهناك ألتقت بشاب أنكيزي وقعت في غرامه وتزوجته ولم تحاول العودة بعد ذلك الى نيوزيلندة ولكنها ظلت تراسل رينا , وأرسلت لها صورا لزوجها , أنه طويل وأسمر وذو عينين جميلتين ووجه طويل يشع بالذكاء , والى جانبه كارول تشرق سعادة.
نادى لوجان بخشونة :
" رينا , في الوقت الحاضر , حاولي ألا تفكري بكل هذا".
وبدون أن تشعر كانت رينا قد أستسلمت للذكريات وحملتها أمواجها الى البعيد , حيث أنها أستعادت كل هذه الذكرى ونسيت تماما وجود لوجان.
سألته باكية بصوت هادىء:
" سامحني يا لوجان , ماذا قلت؟".
" لا شيء , ليس في نيتي أطلاقا أن أزيح تيري من تفكيرك , ولكن دعينا نتحدث عنك أنت الآن , منذ متى لم تتناولي وجبة كاملة؟".
" أكلت بيضة ظهر هذا اليوم , ولكنني لا أشعر بالجوع وأنما على العكس أشعر بحاجة ماسة للنوم".
" بيضة؟( كرر بنبرة ساخرة) , سأحضر لك شيئا من المطبخ".
أحتجت رينا معترضة ونهضت , لكنه دفعها على الأريكة :
" أجلسي".
أمرها بصوت حاد وأنصاعت رينا رغما عنها وهي تراه يحمل أليها طبقا من الحساء مع قطعة لحم وجبن وخبز .
وثرث معها وهو يراقبها تتناول الطعام وعندما سألته أذا كان قد تناول عشاءه أبتسم بصعوبة وقال:
" نعم , في الطائرة منذ ساعتين".
فوجئت رينا عندما نظرت اليه ورأت ملامح التعب بادية على وجهه رغم لفحة الشمس.
" أذن أتيت مباشرة الى هنا؟".
هز رأسه بسرور , وتابعت:
" هل كانت الرحلة موفقة؟".
" تماما , ففرع الشركة في أستراليا آخذ في التوسع , ذلّلنا كل الصعوبات بعد أن ناقشنا موضوع أنشاء النماذج الجديدة".
أصغت رينا الى شروحاته التقنية , وكأن لديه هاجسا بأن يعطيها بأستمرار صورة عن حالة سير العمل في الشركة حيث كانت تود العودة الى العمل , وكانت أقترحت على لوجان مشروع عملها في الشركة لكنه رفض قبل دخول داني المدرسة , ومن البديهي أن تحل رينا مكان زوجها الذي كان يعتبر عبقريا في تركيب الآلآت والمحركات , وهذا ما جعل رينا تتساءل أذا ما كان لوجان قد شارك زوجها من أجل منفعة شخصية وليس من أجل الصداقة التي تربطهما وحسب , وهكذا يكون ألم لوجان لموت تيري له أسباب تبرر شكوكها.
وستشغل رينا بالتأكيد وظيفة في المكتب بعيدا عن الأجواء العملية الأخرى , مع أنها كانت قد تعلمت المهنة بسرعة وأحرزت شهادة في الطيران

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
daphne clair, dark remembrance, دافني كلير, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, نصف الحقيقة
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t162128.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
168 - Article Jos This thread Refback 14-05-15 10:20 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© ط§ظ„ظ…ظƒطھظˆط¨ط© | AppsmediatamaNet This thread Refback 03-05-15 11:52 PM


الساعة الآن 07:06 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية