المنتدى :
الارشيف
هل تقول المرأة ...مافي قلبها؟
المرأة
ذلك المخلوق الغامض
هي مزيج من المشاعر والحنان والكبرياء
برغم مايملؤها من احاسيس الا انها نادراماتبوح بها
تتلوى من الشوق لكنها تخبيء هذا خلف قناع من اللامبالاة
فيتوهم الرجل انها باردة بلا مشاعر
وانها لاتهتم به في حين انها تكاد تحترق بحبها
وفجأة يكتشف الحقيقة من تصرف او كلمة او حتى نظرة
لم تفعل حواء ذلك؟
اترككم مع هذا المقال وهو يتحدث عن تلك الصفة العجيبة في كل النساء:
هل تقول المرأة مافي قلبها؟
بقلم سمير عبد القادر
(نشر في الاخبار بتاريخ 17-8-2008)
كانت المرأة على مر العصور لغزا-ولاتزال-وستبقى كذلك الى ابد الابدين, يروون في الاساطير الاولى ان الله حين طرد ادم وحواء من الجنة , ضل كل منهما عن زميله واخذ يبحث عنه في كل مكان, وكانت حواء اكثر شوقا على لقاء ادم, فكانت تجوب السهول والجبال والقفار طوال الليل والنهار بحثا عنه, اما هو فكان يبحث عنها بالنهار حتى اذا جاء الليل اوى واستراح, وظل كل منهما يبحث عن الاخر على هذا النحو, حواء لاتهدأ ليلا ولانهارا وآدم يكتفي بالبحث عنها نهارا فقط, الى ان ادرك حواء الاعياء والتعب فأوت الى ظل شجرة والتقى بها ادم هناك فبادرها بقوله: حواء ايتها العزيزة مضت الايام وانا ابحث عنك حتى اراك واجد راحتي ونعيمي بالقرب منك! فقالت له حواء: ياعزيزي ادم اني منذ طردني الله من الجنة وانا جالسة في ظل الشجرة انتظرك!!!
وكتمت حواء لوعتها واخفت لهفتها على لقاء رجلها في اعماق صدرها وظهرت امامه غير مكترثة ولامهتمة بغيابه او وجوده!
هكذا ورثت المرأة منذ الازل الغموض, وعرفت في جميع مراحل التاريخ كيف تدمي القلوب وتستدر الدموع, وكيف تدفع باليأس والحزن الى نفوس الرجال, ثم تهزأ وتسخر منهم, حتى اذا خلت الى نفسها كانت اشد منهم لوعة واشد حزنا واسى!!
هل هذه الصفة الطبيعية في المرأة هي سر مانراه في الحياة اذ نرى الرجال يسكبون كل مافي قلوبهم من عواطف امام المرأة ويظرون لهاكل مافيها من حب وحنين ولوعة, اما هي فلاتتجاوب مع عواطفهم ولاتظهر لهم الا بعض المشاعر البسيطة والعبارات المغتصبة وكلام غامض مبهم يزيدهم لوعة ولهفة!
قالت اديبة وكاتبة فرنسية: اني افضل ان احترق وحدي, على ان اسكب دمعة واحدة بين يدي الرجل الذي احبه!..
وهذه الجملة القصيرة تفسر الى حد كبير فلسفة المرأة في الحياة , هذه المرأة الضعيفة القوية, العاجزة الجبارة,يمكنها ان تأخذ بدموعها مالاتستطيع ان تأخذه دولة بمدافعها وجيوشها!
روى لي شاب قصة حبه مع فتاة, قال: كنت احبها كأعز شيء في الحياة وكانت تأتي كثيرا الى منزلنا لتراني , وان كانت تدعي في كل مرة ان والدتي هي التي دعتها, او انها جاءت لاي غرض اخر, وكان هذا يضايقني ويؤلمني ويجعلني اعتقد انها لاتحفل بي ولاتشعر نحوي بأي اهتمام, وان كانت نظراتها وتصرفاتهاوحرصها دائما على الجلوس بجانبي وابقاء يدها في يدي عند السلام لفترة طويلة كلها تؤكد العكس!
وظللنا على هذا الحال شهورا, وانا احترق كالشمعة واذوب في صمت, ثم قررت ان اتوقف تماما عن اظهار مشاعري نحوها او ان ابثها هواي, هنا بدات حواء تقلق وتفكر فيمايدور فيرأس ادم وماذا يعتزم ان يفعل, ولاحظت انا هذا القلق على وجهها, وكنت سعيدا , كنت انتقم لعذابي الطويل, الى ان كان يوما جلست انا وهي وحدنا, واحسست انها كادت تختنق بدموع حبيسة في عينيها, قالت: اين كنت امس واول امس, قلت كنت ازور اصدقاء لي في مصر الجديدة, ثم سكتت , وكنت الاحظ مايجري في نفسها من صراع.. قالت :انا بقالي يومين ماشفتكش وسايبني اتعذب, وانت ولاحاسس بيا.. انا مكنتش فاكرة ان قلبك قاسي كدة!!
في هذه اللحظة عرفت كل شيء, ومن يومها ايضا عرفت كيف اعاملها وكيف اسعد بها, هذه الفتاة هي اليوم زوجتي وام اولادي, ولكنها ماتزال حواء ايضا رغم مرور عشر سنوات على زواجنا, لاتزال تكتم حبها وعواطفها في قلبها ولكن تصرفاتها وسلوكها يفضحانها رغم محاولاتها المستمرة لاخفاء مشاعرها.
الى هنا ينتهي المقال
واتساءل:
لم تخفي حواء مافي قلبها؟
لم لاتسعد ادم بقليل من الكلمات التي تعبر عن احساسها نحوه؟
ولم يظن ادم انها لاتشعر به وانها قاسية؟
كيف يتعامل معها ويفهمها في هذه الحالة؟
|