لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


528 - محنة عروس - كاي ثورب - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )

بنات جبتلكم رواية عجبتني من احد المنتديات وللأمانة اسم الكاتبة الأصلية عذووب اتمنى تعجبكم زي ماأعجبتني " الملخص " (انني لست امير الاحلام ولم اكنه

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-08, 10:16 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي 528 - محنة عروس - كاي ثورب - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )

 

بنات جبتلكم رواية عجبتني من احد المنتديات وللأمانة اسم الكاتبة الأصلية عذووب اتمنى تعجبكم زي ماأعجبتني




" الملخص "
(انني لست امير الاحلام ولم اكنه قط)
ولكن كارين لم تصدق ذلك
الى ان اصبح خاتم الزواج من لوغان بانيستر في يدها .
لتدرك حينذاك مقدار ابتعاد زواجهما
عن تلك الحكايات الخيالية.
هل احبها لوغان حقا
ام كانت مجرد حل مناسب لكي يحصل على ميراثه

منتديات ليلاس





روايةّّّ محنة عروس
الاسم الاصلي للرواية
worlds Apart
كاي ثورب
سلسلة قلـــــــوب عبير

.
الفصل الاول
كان البحر بعيدا حاليا إذ لم يكن الجزر ليعود هذا المساء قبل ساعه على الاقل ، وعودته تلك ستكون سريعة بطبيعة الحال .
كانت كارين قادمه من المدينة تحمل حذائها بيدها لكي تشعر بالرمل بين اصابع رجليها . وكانت تعتبر حياتها على الشاطئ نعمة من الحياة، إذ كانت تشعر على الدوام بالاسف لأولئك الذين لا يرون البحر الا نادرآ.
وكعادتها كلما جاءت الى هذا المكان يوميا في مثل هذا الوقت من اليوم والسنة، كانت الذكريات تتدفق عليها . لم تكن تعرف بالضبط لماذا كانت تواظب على هذا الامر ربما لكي تحتفظ بالكراهية حية في قلبها، ففي عامها السادس عشر لم تكن تعرف معنى الكراهية حتى علمها ذلك لوغان بانيستر . إذ حتى لعد سنتين مما حدث كان الألم الذي حلفه في اعماقها مازال يحدث في قلبها قصة .
ومنعها شرودها في الماضي من أن ترى أو تسمع اقتراب حصان منها ، ولم تنتبه اليه إلا بعد ان كاد يصطدم بها وعندما اوقفه الفارس الذي يمتطيه امامها تسمرت في مكانها وهي تنظر اليه غير مصدقه، لابد ان ماتراه هو مجرد تخيلات .
واخذت العينان الرماديتان الفولاذيتان تتفحصان تقاطيع وجهها الذي يحيط به شعر اشقر كث قبل ان تنحدر الى قميصها القطني.
قال وهو ينظر وجهها:مرحبآ يا كارين .لقد كبرت.)
فأجابت بصعوبه وهي تتمالك نفسها : (هذا يحدث يحدث لنا جميعا والبعض ينضج قبل البعض الأخر.)
فقال وقد اشتدت يده على اللجام ،ولاحت على شفتيه ابتسامه مختصرة جافة: ( واكتسبتِ أيضا لسانا حاداَ).
فأجابت: ( وقت اللزوم فقط) . ودهشت في نفسها من الطريقة التي كانت تنطق بها . واستطالت بقامتها البالغة 160سم . وهي تضع يديها في جيبي بنطلونها الجينو ثم سألته: ( هل عدت لتمكث في موطنك هنا ؟).
فرع حاجباً قاتم اللون وهو يجيب: ( هل هذا مهم بالنسبة اليكي؟).
فأجابت: ( ليس لأجلي وانما قد يكون ذلك بالنسبة الى مارغوت.).
فقال: ( لا أظن ذلك فقد تزوجت مارغوت من دنكان اشلي.)
فقالت: ( لأنها صدمت بهربك منها.)،وأخذ الحصان يتحرك بقلق وهو يستشعر التوتر بالجو. ولكن يد فارسها القوية الممسكة باللجام جعله يثبت في مكانه. ومد لوغان بانيستر ساقه حتى اتبعها بالاخرى قافزاً الى الارض شاباً طويل القامة متين البنية يرتدي بنطلون ركوب وقميصاً ابيض كان عريض المنكتين وقد اكتسبت ذراعاه لونا اسمر تحت الشعر الاسود الذي يغطيهما. وكان وجهه قد لوحته الشمس هو ايضا بملامحه التي تنضح رجولة وفتوة،ورفعت كارين بصرها إليه حيث كان يفوقها طولا بحوالي 20سم لتشعر بأعصابها تعود الى التوتر من جديد.
قال بلطف: (ثمة شيء يجب ان يكون واضحا لدينا. وهو أنه لم يحدث قط أن جعلت مارغوت تعتقد أن المستقبل سيضمنا معا.فإذا كانت هي قد ظنت العكس فأخشى انها كانت مخطئه.).
فلمعت عيناها الزرقاوان وهي تجيبه بقولها: ( انك تعني انها انتصارا آخر تضيفه إلى انتصاراتك.)
ولمع الغضب في العينين الرماديتين ليتلاشى بنفس السرعة وهو يقول: ( لا ضرورة لأن تذكريني فقد عشت مع هذه الذكرى طيلة السنتين الماضيتين.).
فقالت بعد ان لم يعد هناك سبيلا السكوت أو للمداراة: ( اتظن أن هذا لم يكن حالي أنا ايضا؟ اما كان ممكنا ان اكون حديث الناس في ذلك الحين؟).
فقال: ( لو كان حدث ذلك لسمعت به)
فسألته: ( وماذا كنت ستفعل حينذاك؟هل كنت تعود لكي تتزوجني؟)
فلوى شفتيه وهو يقول: ( كنت سأواجه كل ما كان سيحدث ولكنني كنت اشك في ما اذا كان الزواج في ذلك الحين كان ليكون حلا معقولا وذلك في نظر اي كان)
وتنفست كارين باضطراب وكان يبدو مسيطرا على الموقف وغير نادم على شيء.
فتمتمت وهي تبتعد عنه مغالبه دموعها: ( وغد)
فهتف وهو يتبعها وقد بدا في عينيه الندم: ( انتظري ياكارين ماكان لي أن اقول هذا.)
فأجابت بصوت أجش: ( ولم لا؟ هذا صحيح فقد كنت انا التي تهافت عليك.)
فقال: ( ولكن ما كان لي أن استجيب، كان يجب عليّ في ذلك الحين ان اطردك الى منزلك في تلك الليله عند ذلك ما كان لشيء ان يحدث قط انني انا السبب.)
فسكتت وهي تحدق فيه شاعرة بضغط اصابعه الحارة على كتفيها...نفس الاصابع التي كانت تلامسها ذات يوم بعاطفة ، لقد اثارت اشجانها هذه الذكريات واعترفت لنفسها بذلك بأسى رغم أن ذلك لم يغير من كراهيتها له شيئا.
وقالت بلهجه غاضبه: ( دعني لا استطيع احتمال لمساتك.)
فتركها على الفور رافعاً يديه وكأنه يدافع عن نفسه وهو يقول: ( لا بأس، فلن المسك فقط اريدك ان تستمعي لما اقوله.)
فردت عليه بحده: ( ليس ثمة شيء يمكن ان تقوله ،لا شئ اريد ان اسمعه منك، إلا اذا كان ذلك انك ستعود غداً من حيث اتيت.)
وسكت لوغان فتره طويلة وهو يمعن النظر في وجهها ثم قال اخيراً: ( اخشى انه لن يمكنني ذلك)
فقالت اذا لم يكن غدا فمتى يكون؟.)
مرت ثوان اخرى قبل ان يجيب وقد شردت افكاره: ( لقد رجعت الى موطني نهائيا أو على الاقل لفترة طويلة من المستقبل المنظور.)
وشعرت كارين بقلبها يهتز قبل ان يعود فيستقر مرة اخرى فقالت اخيرا: ( كنت اظن ان عندك اعمال في الخارج.)
فأجاب: (هذا صحيح وما زلت ولكن شريكي سيتابع ادارة مزرعة الخيول في استراليا بينما استلم انا العمل هنا.)
فقالت: ( كان عليّ ان افكر في انك ستفعل ذلك بعد وفاة والدك في السنة الماضية على افتراض انك لم تحرم في الواقع من الارث.)
فرفع كتفيه العريضتين: ( فلنقل انه كان ثمة حاله لم اكن مستعدا في ذلك الحين لإتمامها.)
فقالت: ( وهل بإمكانك الان ؟)
فأجاب: ( لا بد من ذلك الان) سكت وقد لمعت عيناه اللتان كانتا تتفرسان وجهها ثم تابع يقول: ( ليس أمام امي سوى أقل من سنة لتعيش في هذه الحياة وانا اريد أن اوف لها كل ما تريده مهما كلفني ذلك. ولهذا انا سأمكث هنا لأن هذه هي رغبتها. وانا اسف اذا كان هذا لا يعجبك ولكن ليس امامي أي حيار اخر.)
وعضت كارين شفتها. لم يكن هناك طريقة تعارض بها هذا الامر. فلوغان قد عاد وليس عليها سوى ان تحتمل ذلك راضية .
وقالت: ( انني اسفه بشأن امك اليس لها علاج .)
فهز رأسه يجيبها: ( لقد حاولنا ذلك بكل امكانياتنا. ان مرضها هو سرطان الدم ان بالامكان معالجته لفتره ولكنه على المدى الطويل لا شفاء منه وحالتها الان من سيء الى اسوء.)
فسألته قائله: ( وهل تعرف هي نوع مرضها؟)
فقال بإبتسامة باهته: ( بالطبع لقد اصرت على معرفة مرضها انها كانت دوما امرأه شجاعة).
كانت كارين تعرف المرأه بالنظر فقط .. فقد كان آل بانيستر من بيئة مختلفة عن بيئتها هي .. ولو لم يدعها أخو مارغريت سينكلير الاصغر الى تيك الحفله منذ سنتين لما كانت على الأغلب قد قابلت لوغان ايضآ .
وعادت تقول انني آسفه صدقني انني كذلك فإن من المخيف ان يعرف المرء انه سيموت ) وترددت وهي تفتش عن طريقة تخلص بها نفسها من هذا الوضع بشء من الكرامة فاستطردت تقول : ( من الأفضل لي أن اعود ان امي تتسائل اين عسى ان اكون ) وكان هذا كل ما أمكنها ان تقول .
وسألها لوغان وهي تستدير لتبتعد : (كيف حال والديك ؟)
فنظرت اليه بنفور وهي تجيب : ( انهما بخير )
فقال : ( هذا حسن ) وبدا عليه للحظه التردد وكأنه يريد ان يقول شيئآ اخر . ثم عاد فهز رأسه وهو يعود فيمتطي صهوة. ثم يلوح لها بيده محييآ ثم يبتعد.
وقفت كارين تحدق في اثره وهو يعود متمهلآ.
من حيث اتى كانت مشاعرها ما زالت على حالها فالكراهية لم تكن لتمنع ذلك الانجذاب الي تشعر به نحوه
فهي ما زالت تذكر وكأنه كان امس .تلك اللحظة التي اهتزت فيها وهي تنظر في عينيه الرماديتين لأول مرة.
كانت مشاعرها وهي في 16 من عمرها سريعة التأثر عديمة التميز ما لم يجعل من 15 عاما التي يكبرها بها أي عائق امامها.
وحيث ان وايت غيتز كانت تبعد عدة اميال عن الشاطئ وعن بارستون اقرب مدينه اليهم فان هذا يعني انها قد لا تراه الآن قبل اسابيع او شهور ومهما كانت هذه الفكرة مزعجه فان عليها ان تتعود عليها
كان منزلها لا يبعد اكصر من 10 دقائق سيرآ على الاقدام من الشاطئ وكان قائمآ في ضاحية كانت ذات يوم قرية مستقله بذاتها حتى دفع الرخاء مدينة بارستون الى ان تمتد لتلتف حولها وكان الوقت أواخر شهر ايار ( مايو) و أوائل شهر حزيران ( يونيو) كان ذا جو بالغ الرطوبه مما لا يشجع ابدآ على قضاء العطلات التي تعتمد المدينه عليها من رخائها . وكانت هذه احدى المدن الانكليزية الساحلية القليلة التي ما زالت طبيعية لم تفسدها الحضارة . ولكن ذلك النقص في تقدمها الحضاري جعل لحالة الجو تأثيرآ حيويآ على رخائها.



كان المنزل ملكآ لأسرة غريغوري حوالي 3 اجيال وكان معزولا عن غيره من المنازل ومبنيآ بطراز الأكواخ التي تتألق مع المناظر الطبيعية العامه لمنطقة نورفولك .
وفي هذه الآيام التي ضعفت فيعا الأمكانيات المادية ضعفت الصيانه له نوعآ ما ما جعله يبدو بحاله شبه مزرية من جراء تساقط دهانه .
ولم يكن والد كارين من اللذين يحسنون القيام بالعمل بأنفسهم .
وكان هو يعرف ذلك . فكان يفضل ان يستأجر عاملآ ليقوم بالعمل عندما يكون بإمكانه ان يدفع الأجر.
وكانت كارين قد تطوعت للقيام بمثل تلك الأعمال . ولكنه لم يستمع اليها .
فقد كان يقول دومآ ان ليس عنده بنات يتسلقن السلالم ليعملوا لأجله .
وفي داخل المنزل توجهت كارين نحو المطبخ تسوقها الى ذلك رائحة الخبز الطازج التي كانت تنبعث منه .
وابتسمت للمرأة التي كانت تغسل الأطباق في الحوض وهي تقول لها ( ما اشهى هذه الرائحة يا أماه . ومن حسن حظي أن لدي أمآ قديمة الطراز)
وضحكت سوزان الأم وهي تدفع الى الخلف خصلة من شعرها بيدها المغمورة بالصابون
وهي تجيبها قائلة : ( اذاكان حب القيام بصنع الخبز يجعلني قديمة الطراز فأنا هكذا اذن . وبعد
ماذا يضرك لو تعلمت ذلك انت ايضآ؟)
فأجابت كارين : ( ان يديّ لن تكونا ابدآ بخفت يديك . فقد تمرنتا على الضرب على الألة الكاتبة . وبعد ربما يتقدم ذات يوم تايلور أو سيمرسون فيدخل العصر العشرين. وذلك بتصنيع الخبز آليآ وفي هذا ما يجعل الحياة اكثر سهوله .)
فسألتها امها : ( ولماذا لا تتقدمين بهذا الاقتراح ؟)
فهزت كارين كتفيها وهي تجيب: ( لقد فعلت ولكن كلماتي سقطت في آذان صماء إذ كان جواب السيد تايلور بالذبط نحن لسنا بحاجه الى ذلك ما دام في استطاعتهم دومآ ان يجدوا شحصآ أحمق يقوم بهذا العمل كما هو الآن )
فقالت الأم وقد بدا في لهجتها نوع من عدم الرضى: ( انهم يدفعون لك اجرآ حسنآ ولا أظنك تفكرين في البحث عن وظيفة اخرى أليس كذلك ؟)
وكان الآن دور كارين في الضحك وهي تجيب قائلة : ( في مدينة بارستون ؟ انني سأكون محظوظة لو وجت وظيفة غير موسمية ان فكرة الانتقال الى مكان اخر للعمل لا تراودني حاليآ )
لو كنت قد اجتهدت في دراستك كما كان الجميع يتوقع منك وبقيت لكي تنالي شهادتك العليا لوجدت امامك مجالا افضل للعمل انني لم استطع ان افهم قط السبب في حصولك على مثل تلك العلامات السيئة في اكثر مواضيع دراستك )
فأجابت كارين بمرح لم تكن تشعر به في الحقيقة: ( أظن السبب هو الشعور بالرهبة اثناء الامتحان على كل حال فقد نجحت في الكلية المهنية رغم ان فرص العمل في هذه الانحاء هي محدودة نوعآ ما ) واستدارت تحمل ابريق الشاي وهي تقول مغيره الموضوع : ( سوف احضر الشاي فان ابي دومآ على استعداد لتناول الشاي في هذا الوقت )
كان والدها جالسآ يقرأ في صحيفته المسائية عندما دخلت عليه بصينية الشاي . فسألها وهو يتناول منها الفتجان الذي قدمته له : ( هل ستخرجين هذه الليلة )
فأجابت: ( ولكنني كنت في الخارج الآن )
فهز رأسه قائلآ ( كنت على الشاطئ ؟ ليست هذه هي الطريقة التي يمضي بها الانسان مساء السبت . على الاقل لم يكن هذا هو المألوف في ايام شبابنا انك تمضين اوقاتآ كثيرة بمفدرك يا كارين ان فتاه جميلة مثلك لا يمكن ان تبقى دون صديقة )
فقالت وهي تتعمد المرح في لهجتها: ( ان هذا لا يهمني بشكل خاص فلا تقلق بشأني يا أبي انني احب ان ابقى بمفردي على كل حال فإن صديقتي جين ستعود من اجازتها الاسبوع القادم ولهذا لن تمتد وحدتي هذه طويلآ إلا اذا نوت هي ان تكون علاقتها مع روري جيلينغهام جاده بالطبع.)
فقال الاب: ( انها اصغر سنآ من ان تكون جادة بالنسبة لأي شخص وكذلك روري جيلينغهام هذا اذا اردت رأيي لقد كنا ان وامك نحن الاثنين في منتصف العشرينات عندما تزوجنا وهذا هو السبب في دوام التفاهم بيننا ليس بإمكان المراهقين ان يدركوا تمامآ ماذا يريدون)
فتمتمت كارين وهي تحاول مقاومة فيض الذكريات: ( هذا صحيح اظنني ٍسأذهب الى الفراش مبكرة وسوف اطالع قليلآ لقد قالت امي انها ستأتي في خلال دقيقة واحدة)
كانت منذ عدة اسابيع قد اعادت تجديد وزخرفة الستائر والأغطية في غرفتها تالالوان الخضراء والبيضاء بلمسات من اللون الوردي بعد ان لم يعد منظرها يرضيها واستلقا على ظهرها في سريرها وهي تحدق في السقف وشعرت بالضيق والقلق ان مسيرة ايام حياتها المتتابعة هذه لابد ان تكون اكصر حيوية مما هي عليه الآن. وربما الوقت قد حان لكي تنتقل من مدينة بارستون هذه.ليس لمدينة نورويتش كذلك وانما لمنطقة ابعد ان هناك عالمآ عليها ان تكتشفه.
وكانت رؤيتها للوغان مرة اخرى قد اعادت هذه الفكرة الى رأسها وأغمضت عينيها لكي تتصوره بالتفصيل كانت الذكريات مؤلمةولكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من ذلك.
قالت مارغوت سنكلير باسمة: ( وهذا هو الصديق الصغير لميشيل، يا كارين )
ومد لوغان بانيستر يده بابتسامه بطيئه وهو يقول: ( مرحبآ يا كارين )
فأجابت بصوت بدا لها شاذآ: ( مرحبآ) وتمنت ان لا يكون قد بدا على وجهها تأثير الدفء الذي شعرت به من ملامسة يده. ولم يكن من عادتها الاحمرار خجلآ كما انه لم يكن من عادتها الاحمرار خجلآ كما انه لم يكن من عادتها الوقوع في الحب من أول نظرة. كان لوغان ذا جاذبية قاهرة. ولم يكن ثمة وصف اخر له ربما لم يكن وسيمآ بالشكل الذي يبدو به نجوم الأفلام ولكنه كان بشكل ما اكثر استثارة للاهتمام .
كانت الأصابع التي اطبقت على يدها طويلة متوترة تنبئ عن طاقة غير عادية وبدون ان تنظر اليه مباشرة لاحظت بياض قميصه إزاء سمرة ذراعيه ولمعان الساعه الذهبية التي يحيط بها معصمه وعندما سحبت يدها من يده شعرت بفراق كبير.
وسألها: ( هل انت ايضآ في الجامعة ؟)
فضحكت مارغوت وهي تجيبه بنفسها قائله: ( لا أظن ذلك يا عزيزي ان كارين ما زالت في المدرسة اظنك ستتقدمين لامتحان الثانوية العامة. أليس كذلك يا كارين ؟)
فأجابت: ( الشهر القادم) وقالت هذا كارهه ذلك انها كانت تتمنى لو كان بإمكانها ان تزيد عمرها سنتين في عيني هذا الرجل .
فقال ميشيل سنكلير بلهجة عفوية: ( وطبعآ ستجتازين الامتحان في كل المواد اليس كذلك يا عزيزتي؟)
فتمتمت: ( ارجو ذلك )
فقال لوغان باسمآ: ( ارجو لك حظآ سعيدآ) وعادت ابتسامته تأخذ بلبها من جديد.
وعندما ابتعد مع مارغوت سألت هي ميشيل بلهجة جعلتها تبدو عفوية: (هل هناك خطبه او ما شابه بينه وبين اختك؟)
فأجاب: ( لم يحدث شئ بعد رغم انني متأكد من رغبة مارغوت في هذا وعادة هي تحصل على ما تريد)
ولم تشك كارين في هذا ففتاه سمراء جميلة مليئة بالحيوية مثل مارغوت سينكلير ربما لإمكانها ان تنال أي رجل تريده .
ولا بد ان يكون لوغان في حوالي ال 30 من عمره ما يجعله لائقآ بها . وكان لآل بانيستر مزرعة خيول على بعد عدة اميال من الساحل ويقال انهم في غاية الثراء وكان هذا يبدو تمامآ على لوغان .
ذلك ان بذلته ذات اللون الرمادي الباهت كانت تبدو حتى لعينيها غير الخبيرتين غالية الثمن رائعة التفصيل .
كانت قد رأته طبعآ من قبل ... ولكن من بعيد فقط عندما كان يمر على الشاطئ ممتطيآ حصانه كعادته كل مساء.
ولما كانت قد قابلته الآن لم يبق هناك سبب يمنعها من أن تلوح له بيدها كلما رأته بعد الآن.
وقد يخطر له ان يتوقف احيانآ ليتحدث اليها بأي موضوع كان . فهذا لايهم مادامت ستكون واقفه بقربه.
كان ميشيل شقيق مارغوت فتى في 19 من عمره ناضجآ انيقآ في شنته الآولى في الجامعه وقد سرها اهتمامه بها منذ شهر أثناء حفلة فصل الربيع الراقصة ولم تنفر من فكرة رؤيته اثناء العطل الاسبوعية منذ ذلك الحين ولكن لم يكن ثمة شعور عاطفي من ناحيتها تجاهه.
في المساء التالي حوالي 6.30 كانت هي على الشاطئ وخفق قلبها وهي تراه قادمآ وعندما رآها لجم حصانه على الفور ، وهو يبتسم لها بسرور ظاهر. وقال: ( كنت اراك هنا في اكثر الامسيات ولكني لم أدرك انك حبيبة ميشيل )
فأجابت: ( ولكني لست حبيبته . اننا مجرد صديقين ) ورأته يرفع حاجبيه لدى سماعه جوابها هذا، ثم يقول وهو يعاود السير رافعآ يده يحييها : ( طبعآ في عمرك هذا هل ممكن ان يكون هناك غير الصداقة الى اللقاء)
كانت هذه هي البداية وبعد ذلك لم يكن يتوقف ليحدثها فقط . بل كان ينزل عن الحصان ليتمشيا معآ وهما يتحدثان عن كل ما يخطر ببالهما .
وقد عاشت كارين لهذه اللحظات كما كانت تنتظرها كل يوم. وبعكس والديها كان لوغان يعاملها وكأنها امرأة ناضجه كانت تشعر معه بأنها ناضجه تمامآ. وكانت المشاعر التي أثارها في نفسها تحتلف كثيرآ عن مشاعر المراهقات.
وتبدد من نفسها الشك في انه يبادلها مشاعرها هذه ، وذلك امام نظراته الخاصة إليها ونبرات صوته وهو يحدثها . وقد تحصل مارغوت سينكلير على نظراته هذه ولكن هل استطاعت ان تستحوذ على اهتمامه كما استطاعت هي بحديثها الذي يتناول مختلف شؤون الأدب والفن ؟ هل بإمكانها ان تجعله يضحك لتعليقاتها كما تفعل كارين غريغوري الصغيرة؟
ومن تأثر لوغان وجدت نفسها تقرأ قصة روميو وجولييت التي كانت من مواد امتحان الثانوية العامة بشعور جديد لم تعرفه من قبل . ولكنها وجدت قصة انطونيو وكليوباترا ما ايقظ مشاعرها فقد كان فيها ان المرأة التي لم يعرف حبها لرجلها قيودآ ..إمرأة لة تخجل من الاعلان عن حبها بالقول والفعل ..امرأة لم تقبل برجل غير انطونيو.
بالنسبة الى كارين يكون لها رجل سوى لوغان وكانت تعلم ان هذا امر واقع .
وكانت نتيجة شرود ذهنها بين السحاب على الدوام ان جاءت نتيجة امتحان الثاموية العامة كارثة بالنسبة إليها.
فعدا عن الأدب الأنكليزي كانت تشك في امكانها الحصول على درجة قبول للمواد الباقية.ولكن مازال ثمة وقت طويل لكي تظهر النتيجة النهائية .
أما حاليآ فقد كان امامها شئ اكثر اهمية من وهو ان تعلم قبل كل شيء ماهية شعور لوغان نحوها.
كانت في العادة تسير على الشاطئ لمقابلته. ولكنها في هده الأمسية خاصة جلست وانتظرته ان يسير هو اليها
وكان قلبها يخفق وهي تفكر في ما ستقوله له.






وعندما وصل ممتطيآ حصانه وقف ينظر اليها بعينين كانتا تحويان من المعاني ما اخبرها بأنها لم تكن مخطئة.
وقالت له: ( أود ان امتطي صهوة الحصان معك ) فضحك وهو يساعدها على الجلوس أمامه .
لم تكن قد امتطت صهوة جواد قط في حياتهه من قبل .
وشعرت بالفرخ وهي ترتفع فوق الرمال وبقي هو يسير بالحصان بهدوء . فيما هي تنظر حولها وقد تملكتها السعادة لأنها قريبة منه.
احس لوغان بسعادتها وعرف السبب فقال لها: ( اظن من الأفضل ان انزلك الى الأرض ) .
واوقف الحصان ثم نزل عنخ ومد يديه ليسلعدها على الترجل وقد ساد العبوس ملامحه وهو يقول: ( هيا انزلي )
وانزلقت كارين وهي تقول متوسلة: ( لا تتركني يا لوغان فأنا احبك )
وكان جسده بأكمله يهتز من اعترافها وهو يقول: ( انك لا تدرين ما تقولين.. حتى انك لا تعرفين ما هو الحب)
فأجابت: ( بل انا ادري. انه ما اشعر به نحوك) كانت تحاول مستميته ان تقنعه بذلك. ورفعت وجهها اليه تنظر في عينيه الرماديتين لترى نفس نظراته السابقة قد عادت تحتل ببطء مكان العبوس .
سألته بتردد وهي ما زالت لم تدرك تمامآ سبب هذا التغير المفاجئ فيه .سألته قائله: ( ماذا جرى؟ )
استدار لوغان ينظر اليها وقد بدأ مسيطرآ على اعصابه تمامآ وهو يقول بخشونه: ( ما كان لهذا الأمر أن يحدث ابدآ انني لا اجد لنفسي أي عذر لذلك لأنه لايوجد فعلا عذر لما فعلت فأنت مازلت طفلة يا كارين )
فأجابت: ( انني لست طفله.) كانت تتوق الى ان تقنعه بهذا يدفعها الى ذلك عواطفها الثائرة. وتابعت تقول ( انني احبك يا لوغان .
فقال: ( انك لست امرأة كما انك لا تحبينني ) وكان اعلانه ذاك قاطعآ باتآ وتابع يقول: ( ربما هو افتتان الصبا المشبوب والذي سرعان ما يمر ان ما حدث الآن...)
وسكت وهو يعظ شفته..
فقالت محتجه: ( انه ليس افتتان الصبا اتظنني لا اعرف الفرق؟ انني احبك يا لوغان واريد ان نبقى معآ على الدوام)
فقال وهو يصربأسنانه: ( ذلك غير ممكن ما زلت انت في المدرسه هذا أولآ )
فقالت: ( بإمكاني ان اترك المدرسة فأنا اكرهها على كل حال )
فرد عليها قائلآ: ( كلا انك لن تفعلي هذا انك ستستمرين في الدراسه لتنالي شهادتك الثانوية وربما تذهبين بعد ذلك الى الجامعة وقد تقعين في الغرام اكثر من مرة قبل ان تجي الرجل الذي تريدين حقآ ان تمضي حياتك معه)
فقالت مصرة رافضه ان تتحول عما تظنه حقيقة: ( ولكنني وجته الآن. انني اريدك انت فقط ولن يكون هناك شخص غيرك ابدآ.)
فأطبق فكه بعنف وهو يقول: ( ولكنني لا أريدك . لا اريدك بعد الآن ابدآ وانا اسف حقآ من الذي حصل الآن ولكن هذا لا يغير شيئآ من الواقع .ان امامك حياتك كلها وسرعان ما ستنسيني )
فقالت: ( كلا انني لن انساك ) انها مازالت لا تستطيع ان تصدق ما يقوله لها . ان عليه ان يحبها .
وعندما تأهب للسير تمسكت بذراعه محاوله ان تمنعه بكل قوتها وهي تقول: (لا يمكنك ان ترحل هكذا انني لن لدعك تذهب )
وبملامح جامده وعينين كالفولاذ ابعد اصابعها عن كمه ونهض واقفآ تاركآ اياها جالسه على الرمال وقد هبط عليها الادراك اخيرآ كسحابه ثقيلة سوداء
وقال: ( عليّ ان اذهب فليس امامي أي خيار اخر وانت لن ترينني بعد الآن الا اذا ....)
وسكت وقد توتر فكه ثم استدار وفجأة وسار متجهآ الى حيث حصانه كان ينتظر بصبر .
وشعرت كارين بالتخدر في جسدها وهي تنظر اليه يمتطي صهوة حصانه ثم يبتعد دون ان يلقي بنظرة الى الخلف وعندما تحول الفارس والحصان الى مجرد نقطة سوداء في الأفق عند ذلك وجدت كارين القوة لتحرك اعضاءها .
تملكها شعور بالغصيان والتعاسة واليأس. ان لوغان لا يحبها. وهو لم يحبها قط. كل ذلك مجرد تصورات من مخيلتها .
وبعد ذلك بـ 3 ايام فقط سمعت بسفر لوغان المفاجئ الى استراليا. وهي ال 3 ايام التي لم تذهب فيها الى الشاطئ فقد تحولت مشاعرها من الحب الى كراهية بلغ من عنفها ان لونت كل لحظة من حياتها .
انها مازالت على كرهها له فيما لو حاول ان يقترب منها مرة اخرى ...
وعاهدت كارين نفسها على هذا وهي تعود الى حاضرها الآن . ولكن كيف ؟ لم تكن متأكدة لا يمكنها ان تذهب الى امه التي تموت لتخبرها أي حشرة هو ابنها .
ان ما عليها ان تفعله الآن هو ان ترمي المسألة كلها خلف ظهرها ، ومن ثم تتابع حياتها . ذلك ان لوغان بانيستر لم يكن يستحق ان تأرق لأجله ليلة واحدة.




الفصل الثاني:
كان نهار الأحد طويلآ وهادئآ . واستغلت كارين فرصة استمرار الجو الجيد لكي تذهب بعد الظهر للتمشي في المدينه.
كانت الشمس قد اغوت ذوي الاجازات بالقدوم لتوخي المتعه . ولأول مرة منذ اسابيع بدا الشاطئ حافلآ بالحياة
والحركة. وبعض ذوي الاحتمال غامروا بالنزول الى البحر متحدين درجة برودة المياه التي جعلت كارين ترتجف حتى التفكير فيها . فهي لم تحاول قط السباحة قبل شهر آب ( اغسطس) حتى في احسن الاحوال جوآ.
وعند الساعة 4 . ابتدأت طريق العودة الى البيت والتي تبلغ حوالي الميلين طولآ . دون ان تفكر في اقتراب مغيب الشمس .
واعترفت بكآبة في ان اباها كان محقآ . بطبيعة الحال فهي تمضي اوقات طويلة بمفردها.
ولكن المشكله هي في ان تجد ذلك الشخص الذي ترغب في قضاء اوقاتها معه.
وعدا عن جينفهي لم تجد من يشاركها ميولها
من الذين يبدو انهم يمضون اكثر اوقاتهم . اما في زيارة الأماكن العامة
واما يذهبون الى قاعات الموسيقى حيث تطغى الموسيقى الصاخبة على كل محاولة للحديث.
ماعداالسينما او مشاهدة مسرحية في مسرح مدينة نورويتش وهذا كان كل شئ
ولكن الأمر كان مختلفآ عندما ابتدأت منذ اسابيع قليلة تخرج بصحبة ميشيل سنيكير
فقد عرفها الى عالم آخر.لقد كانت رفضت رؤيته بعد سفر لوغان
ولم يكن ليهمها على أية حال .
وعندما وصلت الى مفترق الطرق في ضاحية المدينة. استغلت فرصة توقف السير
لتوفر على نفسها عناء انتظار شارة المرور الخضراء. وسرعان ما ادركت خطأها
وهي تسمع صوتآ مفاجئآ لسيارة قريبة ظهرت من مكان ما .
وفي سرعتها لاجتياز الشارع تعثرت في المنعطف وكادت تقع على الأرض
وقد اصطدمت ركبتها بحافة حجر بقوة جعلتها تنحني قليلآ وهي تسمع بذهن غائب
صوت باب سيارة يغلق بقوة ثم بيدين تحت ابطيها ترفعانها لتقف على قدميها
وقالت وهي تشيح بوجهها متجاهلة الألم في ركبتها: (اشكرك كانت تلك حماقة مني ..)
وتلاشى صوتها في حلقها وهي تستدير لتلقي نظرة على منقذها ومات الاعتذار على شفتيها
اجاب لوغان باختصار: ( نعم لقد كان الأمر كذلك.لقد تسببت لنفسك بصدملا مؤلمة.
كيف تشعرين الأن ؟)
فأجابت تطمئنه: ( لا اهمية لذلك . انني بخير )
رد عليها قائلا: ( هذا مؤكد .انما من الأفضل ان تصعدي الى السيارة لأوصلك الى منزلك)
فقالت بحده: ( قلت لك انني بخير ان طريقي ليس بعيدآ على كل حال).
فسألها قائلآ بشك: ( المكان هو سانت البانز. اليس كذلك؟)
ولأول مرة تتنبه كارين لتلك المرأة التي كانت تحتل المقعد الأمامي للسيارة المرسيدس
الزرقاء الفصية. كانت داكنة الشعر مثل ابنها. وكانت هيلين بانيستر معروفة جيدآ
بالاسم في تلك المنطقة.وان لم تكن على علاقة حميمة بالناس عمومآ.
كانت تراقب المنظر الذي يدور امامها وقد بدأ الفضول على وجهها التي كانت علائم المرض
تبدو عليه في شحوت وجهها ووجنتيها الغائرتين.
وونادتها قائلة من خلال النافذة المفتوحةارى من الأفضل ان تفعلي حسب رأي لوغان.)
انهى لوغان الأمر بأن قيض على ذراع كارين يقودها الى السيارة
ماوجدت نفسها معه دون أي خيار . ولما لم تكن تريد ان تعظم الأمر. صعدت الى
المقعد الخلفي عندما فتح بابه لها.
وقال لها: ( ضعي الحزام ربما لن يستغرق سيرنا اكثر من دقائق قليلة. ولكن الأفضل
ان تكوني في امان من ان تشعري بالندم.)
كان جلوسها وراء لوغان مباشرة وهو يتحرك بالسيارة وكانت اقرب اليه من ان تشعر بالراحة
لا شيء قد تغير بالنسبة الى مشاعرها كل شيء يتعلق به قد اثار الألم في نفسها .
وتحولت الأم بنصف استدارة اليها. تمنحها ابتسامة متحفظة. وهي تقول: ( ياله من نهار جميل للتمشي
بعد كل ذلك المطر).
فأجابت كارين: (نعم هذا صحيح) وسكتت اذ لم تجد شيئآ تضيفه الى ما حدث
مذكرة نفسها بأن لا ذنب للسيدة بانيستر في ما حدث. فهذه المرأة لا تملك اية فكرة
عما هناك بين ابنها وهذه الغريبة التي التغطها من جانب الطريق فهو حسب ظنها
كان فقط يقوم بدور شهم.
وتابعت السيدة تقول: ( لا بد انك تشعرين بألم نتيجة اصطدام ركبتك بذلك الحجر
فالركب هي دائمآ اسوأ مكان للاصابات)
اغتصت كارين ابتسامه وهي نرد قائلة: ( انه حقيقة لا يؤلمني كثيرآ) وكانت كاذبة في هذا
ثم استطردت: ( ولكنه كان ذنبي انا على كل حال كان علي ان انتظر الضوء الاخضر)
لم يعلق لوغان على الحديثولكنها احست بنظراته تنصب عليها من مرآة السائق
متصورة التعبير الساخر فيهما. وكانوا قد اقتربوا من التحول عن الطريق الرئيسي
وانحرف دون تردد. ليستدير حول النعطف التالي الذي يقود الى سانت البانز ليقف امام
منزل آل غريغوري بعد ذلك.
وقال: ( ها انت ذي آمنة وان لم تكوني بخير تمامآ. عليك ان تعرضي ركبتك على الطبيب
فقد يكون العظم اصابه شرخ)
فأجابت وهي ترجو ان لايكون ثمة من ينظر الى نافذة المنزل فيراها: ( سأفعل. واشكرك
كثيرآ لتوصيلك لي الى المنزل.)
فقال عندما مدن يدها الى مقبض الباب لتفتحه: ( سأساعدك على الترجل . على الاقل
يمكن لركبتك ان تكون قد تصلبت نوعآ ما.)
وكان محقآ في ذلك كما اكتشفت وهي تكتم صيحة آلم.كانت تنطلق بين شفتيها
عندما حركت ساقها. قد لا يكون اصاب عظم الركبة شرخ ولكنه لابد قد اصيب برضه
عنيفة. ومن حسن الحظ ان الوصول الى مكان عملها غدآ لن يتكلب سيرآ طويلآ.
فتح لها لوغان الباب ثم مد يده لها امسكت بيده مكرهه. لتعود فتتركها حالما
اصبحت خارج السيارة واقفة على المنعطف. وادارت رأسها الى المرأة الاخرى في السيارة
تبتسم لها محيية وهي تقول: ( وداعآ.واشكرك انت ايضآ)
أومأت السيدة بانيستر ترد التحية. ولكنها لم تتكلم، وبدا عليها كما تراءى لكارين
انها لا تعرف ماذا تقول.
لم يحاول لوغان ان يلمسها مرة اخرى. وبدا في جاكتته الجلدية الناعمة الفاتحة اللون
وكنزته ذات الياقة العالية من الوجهاء ذوي الأملاك. ولكنها ما لبثت ان ذكرت نفسها
بأن كل هذا ما هو الا مظاهر سطحية قارغة لأن في اعماقه تكمن القذارة.
وقال لها بصوت منخفض انما مستعجل: (انني بحاجه للتحدث اليك )
توترت اعصابها وتصلب جسدها وهي تجيبه بصوت مرتجف: ( لا أظن انه يوجد
بيننا ما نتحدث عنه .)
فقال: ( بل يوجد )
وسكت لحظة ثم اضاف: ( لا اظنك تريدينني ان احضر الى منزلك )
فرفعت رأسها ثم قالت بحدة: ( كلا )
فقال: ( اذن قابليني هذه الليلة على الشاطئ. الساعة 7 في نفس المكان )
وقبل ان تجيب بنعم أو لا . كان هو قد ذهب.
وتحركت السيارة لتعود من الطريق الذي جاءت منه ورفعت السيدة بانيستر يدها لكارين بالتحية.
اخذت كارين تفكر. وهي تنظر في اثر السيارة بما يريد لوغان ان يقوله لها
مما لم يسبق وقيل الليلة الماضية انها لا تريد ان تسمع منه شيئآ. مهما كلف الأمر
وهكذا يمكنه ان ينتظر عبثآ .
ولكن من ناحية اخرى فقد ينفذ تهديده ويأتي الى منزلها اذا هي لم توافه على الى حيث اراد.
فكيف لها ان تفسر الأمر لوالديها؟ وهكذا لم يكن امامها من خيار سوى ان تذهب, دون اعتبار
لشعورها تجاه ذلك. وقد تأكد هو من ذلك.
شعرت بشيء من الارتياح عتدما لم ينتبه احد من المنزل الى وصولها. وكان الألم ما زال في
ركبتها . وكما سبق وانذرها لوغان فقد تصلبت ركبتها ، ولكنها استطاعت الا تظهر عرجها
وهي صاعدة الى غرفتها.
كانت الاصابه مجرد رضة سيئة وربما كان حكمها هذا مستعجلا. اذ من الممكن ان يتحول لونها
الى ازرق حتى صباح الغد. وهكذا لم يكن بامكانها ارتداء تنورة. ومن حسن الحظ ان الطراز الحديث
للملابس لم يكن يختص بطول معين للثوب.
تناولوا الطعام الساة 6 كالعادة في ايام الآحاد حيث استمر العشاء الى الساعة6.45 .
وكانت كارين ماتزال مترددة بين الذهاب الى موعدها مع لوغان او عدمه .
واخيرآ صممت على الذهاب من باب الفضول فقط او هذا ما اقنعت به نفسها .
لم يعلق احد على ما اعلنته من انها ستخرج للتمشي مرة اخرى. فقد كانت والدتها
امام التلفزيون تتابع البرنامج الكوميدي المفضل لديها . بينما والدها ما يزال يطالع
في صحيفة يوم الأحد الأسبوعية . فقد كانا الاثنان مستقرين في سنهما الناضج المريح.
ورأت كارين ان لا شيء غير عادي في ذلك . مع ان هذه الليله تشير الى حدوث كل
ما لا تحب لنفسها فالحياة جميلة وقد حان الوقت لكي تفكر بجدية في تغيير نمط حياتها.





وفي نفس الساعة كانت هي في المكان المعين. لتجد الشاطئ خاليا من كل مخلوق ما عدا طيور النورس .
وفي الساعة 7.10 ، ابتدأت تفكر في أن الأمر لم يكن سوى مزحة كريهه من لوغان،
مع انها لم تستطع ان تتخيل ما عسى ان تكون مصلحته من وراء ذلك.
وكانت على وشك العودة الى منزلها عندما رأت الحصان والفارس يقتربان منها.
كان لوغان يركض بالحصان مسرغآ، ثم توقف بعيدآ عنها ليجنبها الغبار الذي تثيره
حوافر الحصان لحظة وقوفه.
قال وهو يترجل عن الحصان: ( شكرآ لانتظارك . لقد تلقيت اتصالآ هاتفيآ من استراليا)
بقيت كارين جالسة مكانها على الرمال، وهو يقترب منها . وقالت بجمود: ( لقد جئت فقط
لأنك جعلت الأمر غير قابل للرفض. وليس لأنني اريد ان احضر الى هنا . والآن تكلم وقل ما تريد.)
فأخذ يتأملها بصمت لحظة طويلة. وعندما تكلم كان صوته غريبآ وهو يقول: (اريد ان اعلم
ماهو شعورك نحوي الآن يا كارين.)
جف حلقها لهذا السؤال واخذت تحدق فيه بعينين قاتمتين،وهي تقاوم رغبة قاهرة في ان تقفز عليه
وتنشب اظافرها في وجهه الهضيم هذا.
واخيرآ ، نطقت بجهد قائلة: (وكيف تتوقع ان يكون شعوري؟.)
فأرتسمت على شفتيه ابتسامه ملتوية وهو يجيبها قائلآ: ( ان الذي اتوقعه والذي ارجوه هما شيئان مختلفان)
وبدا صوتها وكأنه آت من مكان بعيد وهي تسأله بقولها: (مالذي ترجوه؟ )
فأجاب: (ان تكوني جاهزة للزواج مني.)
ودار رأسها.لا يمكن ان يكون ما قاله حقيقة. انه يسخر منها دون شك.
وعاد يقول بلهجة جافة: (لا تبدي مصعوقة هكذا ان الجواب على سؤالي بسيطجدآ،نعم او لا.)
فقالت وهي تتنفس مرتجفه: ( كلا.. لا ادري أي لعبة تظن نفسك تقوم بها. ولكنك لن تقوم بها نحوي)
بدا على وجهه التصميم، وهو يقول: ( انها ليست لعبة.صدقيني انني بحاجه اليك يا كارين )
انه اذن يذكر الحاجه دون الحب.. ولكن الصدمة ما زالت اكبر من ان تجعلها تركز على هذا الفارق.
واستطاعت ان تقول: ( انني لا افهم لماذا الآن؟ )
ولوى شفتيه وهو يجيب: (لأنك الآن في 18 وليس 16 وهذا يكفي لكي تعرفي ما تفعلين)
فحملقت فيه بعينيها الواسعتين الداكنتين، بصمت وهي تعمل عقلها في ما يمكن ان يتضمنه
اعلانه لها هذا.وعندما استطاعت ان تتكلم اخيرآ كان صوتها منخفضآ اجش وهي تقول:
(هل تريد ان تخبرني انك كنت تشعر بنفش الشيء منذ سنتين؟ )
فسألها قائلآ: ( ولماذا تظنيني اذن قد رحلت بعيدآ.لقد كمن في 16 وان في 31 وكانت اشك
في ان والديك كانا سيوافقان على زواجك مني مهما كانت الظروف)
كان كلامه هذا صحيحآ،وكانت كارين تعلم هذا ذلك أن معرفة والديها في ذلك الحين
بما حدث بينهما كان سيدمرهما حتمآ، وما كانا ليسمحا لهما بالزواج وهي في سن 16
وتفرست في ملامحه الصارمه شاعرة باليأس،وقد استولى على قلبها وعقلها الاضطراب الشديد.
وفي هذه اللحظة بالذات، ولم تستطع ان تدرك تمامآ كنه مشاعرها نحوه،او نحو أي شيء اخر
فقد كانت الأشياء اكبر من ان تستوعبها .
وتمتم لوغان: ( مازلت يا كارين كما كنت جمالا ودفئأ، كنت احلم بحبك مرة اخرى، ولكنه لن
يكون هذه المرة كما حدث سابقآ، فان امامنا الكثبر لنقوله.)
وعادت كارين للجلوس على الرمال وقد استبدت بها المشاعر المضطربة.
وقال قبل ان نسترسل في الأمر. اريدك ان تعرفي ان امي تعرف القصة كامله وذلك منذ البداية
فكانت تراقبك على الدوام لأجلي ان رحيلي في ذلك الوقت كان هو الأفضل الينا نحن الاثنين)
فسألته كارين: (هل تعلم عن رغبتك بالزواج مني... الآن )
فأجاب : ( نعم )
فعادت تسأله: ( وهل هي موافقة؟ )
فقال: ( نعم) وتردد برهة قبل ان يتابع قوله: ( انها السبب الأساسي الذي يجعلني لا امضي
وقتآ طويلآ في اعادة بناء علاقتنا قبل الزواج.فإن امنيتها الغالية هي ان تراني متزوجآ سعيدآ)
وساد الصمت لحظة،ليعود فيقول: ( انك ستتزوجينني, اليس كذلك يا كارين؟)
فقالت محتجة: ( ولكن الأمر كان مفاجئأ وليس بامكاني استيعاب ذلك)
وشعرت بنفسها ترتجف وهي تستطرد قائلة: (انك لم تحاول رؤيتي السنة الماضية حين توفي والدك)
فأجاب: (لم أجرؤ على ذلك وعلى كل حال فقد امضيت هنا بضعة ايام فقط)
وعاد يقول برقة: ( لقد كنت اخبرتني مرة انك تحبينني، هل مازال هذا الشعور ساريآ؟)
همست قائلة: ( اننا لايكاد يعرف الواحد منا الآحر. من الناحية العقلية)
فرد عليهاقائلآ: ( ولكننا نعرف مشاعرنا وهذا هو الاهم)
ولكن كارين لم تكن متأكدة. فقد كانت تشعر باضطراب كلي.فحدوث هذا بعد سنتين من الكراهية
كان فوق ادراكها كيف بامكانها ان تميز كنة مشاعرها؟
وعادت تسأله: ( هل أمك تعتبرني حقآ الزوجة التي تليق بك؟ لابد ان هناك كثيرات لائقات بك
اكثر مني.)
فأجابها: ( لائقات لمن؟ ولماذا؟ اذا كنت انا اريد الزواج فلابد ان يكون ذلك من اختياري)
واخذ يتفرس فيها لحظة,لم تحاول كارين ان تفكر. كانت تريد ان تشعر فقط. تشعر بما كانت
تحس به على الدوام نحو هذا الرجل وفي الأعماق من نفسها.لقد كان حبها الأول وارادته ان
يكون حبها الوحيد. وحتى الآن لم تهتم لشيء اخر عدا ذلك.
وعندما رفع بعد ذلك رأسه قال بلهجه بانت فيها الكبرياء: ( انني افهم من تجاوبك هذا معي
ان جوابك هو نعم. ولابد ان يكون هذا في اقرب وقت ممكن ذلك انه وقت كاف .)
فأجابت وهي تلهث شاعرة انها في دوامه بينما قلبها ينبض بعنف: ( لا يمكن ان يحدث الأمر
بهذه السرعة كيف اشرح الأمر لوالدي؟)
فأجاب: ( قولي لهما الحقيقة ما عدا ماحدث بيننا وهما سيقدران سبب الأسراع في اتمام
الأمر عندما يعلمان بوضع أمي الصحي)
فسألته: ( الا تمانع هي في ان يعرفا بأمرها؟ )
فأجاب: (كلا.بشرط ان يحتفظا بالسر هذا لأنفسهما فلا يحدثا به اخرين.ذلك انها تكره
جدآ ان يعلم شكان المدينه برضها لقد بلغت السن القانوني والأمر بيدك وليسبأيديهما.
انها حياتك انت). وكانت ابتسامته هي الاقناع بذاته وهو يستطرد قائلآ: ( انك لن تندمي يا كارين
هذا وعد لك مني بذلك.)
وهكذا ذهب الحذر مع الريح وكان تفكيرها الطائش هو انها لن تضيع حلم عمرها الذي بدا انه
ستيحقق الآن. وذلك مهما كلف الأمر. لابد من ان لوغان يحبها ولو انه لم يستعمل هذه الكلمة.
والا فما الذي يتوقعه غير ذلك من الزواج اذن؟





واخيرآ قالت وهي تتنفس بعمق: (نعم) ولم تشأ ان تكبح عواطفها بعد في التمحيص اكثر من ذلك
واستطردت قائلة: (نعم يا لوغان سأتزوج منك, وفي الوقت الذي تشاء)
وكانت ايماءته اقرب الى عدم الاكتراث وهو يقول: (امنحيني نصف ساعة اعيد فيها الحصان الى
الاصطبل,ثم احضر لرؤية والديك. ولكن لماذا لا تأتينمعي على صهوة الحصان ليمكننا بعد ذلك ان
نستغل السيارة معأ؟ )
كانت الأمور تمر بسرعة وبسرعة فائقة لكن كارين لم تسمح لنفسها بالتوقف والتفكير. لقد كان لوغان
هو المسؤول في كل شيء وهذا ما كان يريده هو وما كانت تريده هي ايضآ.
ووضعها امامه على الحصان. تماما كما فعل في ذلك المساء منذ سنتين. ولكن الأمر كان مختلفآ....
ومختلفآ تماما كما اخذت تفكر هانئة مغتبطه طانت ذكرى المرة الأولى التي امتطت فيها صهوة
الحصان معه لا تفارقها وهل من الممكن ان تنسى؟
كان منزله يقع خلف الطريق الساحلي . وكان مبنيأ من القرميد وعلى الطراز الجورجي
وكان منزلآ كبيرآ مهيبآ محاطآ بالحدائق الغناء التي كانت تمنحه حياة والوانا.
وكانت الاصطبلات قائمة خلف المنزل يصل اليها المرء بطريق يمر بجانب الأملاك. والتي
هي عبارة عن 70 فدانآ من الأراضي تمتد على طول النظر.
وخرج الفتى الى الباحة ليتناول من لوغان لجام الحصان. وكانت هي تعرفه بالنظر ان لم يكن بالاسم.
وعلمت انه عرفها هو ايضآ وذلك من الطريقة التي كانت يحملق فيها بدهشة.
وقال لوغان وهو يديرها نحو المنزل: ( يمكنك ان تتحدثي الى امي بعد ما انهي انا هذه الأشياء هنا
ولن اتأخر).
فسألته وقد اعتراها الذعر لفكرة انها ستواجه تلك المرأة: ( وماذا اقول لها؟)
فأجاب تصرفي حسب طبيعتك فهي لن تؤذيك.)
وابتسم لها مطمئنآ وهو يتابع قائلآ: ( انها تريد هذا الأمر بقدر ما اريده انا)
ودخلا من باب جانبي فاجتازا ممرآ ادى بهما الي قاعة فسيحة مكسوة الجدران بحشب السنديان.
وفي الوسط كان السلم يصعد الى الطابق الاعلى ليتفرع من منتصفه الى ردهة من كل ناحية.
وشعرت كارين بالرهبه وهي تنظر حولها حيث مظاهر الثراء مزيجة بجمال الفن والذوق,ونظرت الى نفسها
وهي ترتدي هذا البنطلون والقميص البسيطين هذا الى شعرها المتطاير في الهواء. اما لوغان فكان يبدو
حتى في بنطلون وحذا الركوب بكامل اناقته.
واجتاز البابين اللذين الى يمينه,ثم اشار اليها للدخول الى غرفة يغمرها نور خافت. كانت غرفة رائعة الجمال
وزرينة بالتحف.
وكانت السيده بانيستر تجلس على اريكة مزركشة بجانب مدفآة رخامية بيضاء.
رحبت بهما السيدة بابتسامة من القلب وهي تقول لأبنها: ( افهم من هذا ان السعادة سوف تطرق ابوابنا)
ثم اضافت تقول لكارين: ( نغالي واجلسي الى جانبي ان علينا أن نتعرف الى بعضنا البعض.)
فقال لوغان: (سأترككما اذن لكي اغير ملابسي.)
وارادت كارين ان تتوسل اليه ان يبقى ولكنه كان قد سبق وأغلق الباب خلفه,تحولت نحو والدته ممتثله لما
طلبته منها وهي تشعر بالضياع وجلست على حافة مقعدها.
وقالت لها المرأة المسنة: (كوني مرتاحة في جلستك انني ادرك تمامآ صعوبة هذا الموقف بالنسبة اليك,
ولكن بامكاني ان اطمئنك الى انني موافقة تمامآ على اختيار ابني لك.)
فقالت كارين متأملة: ( ولكنك لا تكادين تعرفينني. )
فأجابت المرأة: ( انني أعرف ما يكفي عنك وعن اسرتك, ان آل غريغوري محترمون جدآ.)
وسكتت وكأنها تختار كلماتها ثم تابعت تقول وهي تمعن النظر في الوجه الذي استدار اليها: ( انك صغيرة
السن جدآ والسؤال الوحيد الذي احب ان اوجهه اليك هو هل انت متأكدة تمامآ متأكدة تمامأ من ان هذا ماتريدينه؟ ).
فأجابتها كارين دون تردد: ( آه نعم) وضحكت وهي تستطرد قائلة: ( ما زلت اشعر بالدوار من الفاجأة.
ولكن هذا بالتأكيد ما اريده فأنا دومآ....) وسكتت وقد تضجر وجهها. واخذت تنظر في يديها المتشابكتين
في حجرها وهي تتابع قائلة: ( لقد قال لوغان انه قد اخبرك... بكل شيء.)
فأجابت المرأة: ( نعم. لقد فعلو وذلك منذ سنتين,كانت ذه هي الوسيلة الوحيدة التي جعلني فيها اتفهم
الشبب الذي جعله يقرر قبول دعوه صديقه ليشاركه العمل في استراليا.وكان هذا التصرف يبدو افضل مافي الامكان في ذلك الوقت)
فقالت كاين بلطف: ( اتراك حرمت من رؤية ابنك طيلة عامين بسببي؟.)
فأجابت المرأة: ( ليس تمامآ لقد زرته هناك.وعلى كل حال لم يكن هو على وفاق مع ابيه. ولهذا
كان من الأفضل لهما هما الأثنين. ان يفترقا لفترة من الزمن على كل حال.كان ذلك في الماضي.
اما الآن فأمامنا المستقبل نتطلع اليه. اظنك ستجهزين نفسك للسكن في هذا المنزل بعد الزواج
اليس كذلك.)
فأجابت كارين: ( حسنآ.نعم طبعآ)
فقالت المرأة: ( ستكون لك غرفتك الخاصة بالطبع قالمنزل كبير جدآ لا نحتاج معه الى اجراء
تغيير في الجناح الشرقي العلوي. كذلك يوجد غرفه اضافية للطفل ايضآ ).
فرفعت كارين رأسها وقد بدا الذعر في عينيها وهي تقول: (غرفة الطفل؟ اليس الوقت مبكرآ قليلآ لهذا؟)
وشاب ابتسامة المرأة شيء من التوتر الآن. وبدت الضراعة في عينيها الرماديتين,اللتين تشلبهان
عيني ابنها,وهي تجيبها قائلة: ( ارجو ان لا يطول الأمر كثيرآ ان ما يهمني جدآ ان ارى حفيدي قبل ان اموت.)
فأجابت كارين: ( طبعآ .) ولم تستطع ان تفكر في شيء اخر تقوله. فهما لم يتزوجا بعد, فاذا كان عليها ان يحققا رغبة والدته. فعليهما ان يسرعا بالزواج.وشعرت بالارتباك تجاه هذا الالتماس رغم انها كانت توافق على هذه السرعة. كل شي كان يتحرك بسرعة.




وشعرت بالراحة عندما عاد لوغان الى الغرفة وكان قد استبدل ملابس الركوب ببنطلون من الكتان وقميص قطنيآ ناعمآ ذا لون اخضر باهت ابرز سمرة بشرته وامتلأ قلبها بهجة لرؤيته ولم تصدق انه سيصبح زوجها.
وسألها قائلا: ( هل انت مستعده؟ دعينا نذهب وننهي الأمر.)
ولأول مرة سمحت كارين لنفسها بالتفكير في ابويها وفي الصدمة التي ستسببها لهما.كيف بأمكانها
ان تجعلهما يتفهما الأمر؟
وقالت متوجسه: (مازال الوقت مبكرآ لذلك ثم انهما لم يقابلاك من قبل.)
فأجاب بحزم: ( انهما سيتقبلان الأمر . ان عليهما ان يتقبلا ذلك.)
وقالت الأمر تطمئنها: ( ان لوغان سيتصرف .)
فوقفت كارين مرغمة.ربما تمكن لوغان من ذلك ولكنها هي التي ستواجه اسرتها بعد ان يذهب هو.
ان ذلك سيصعقهما ولن يصدقا وهل غير ذلك سيكون تأثير الخبر عليهما؟
وقالت السيدة بانيستر: ( سأراك مرة اخرى قريبآ) وبدت مرهقه شاحبه الوجه وهي تكرر:
(قريبآ جدآ.)
وكانا قد اصبحا في السيارة المرسيدس. عندما استطاعت كارين الكلام،فقالت بصوت
مرتجف: (قد استيغظ لأجد كل هذا ليس الا حلمآ.)
وابتسم لوغان قائلآ: (اتردينني ان اقرصك لكي اثبت لك انك مستيقظة تمامآ؟ اطمأني تمامآ لهذا.)
وألقت عليه نظرة جانبية وهو يستدير بالسيارة ليخرج بها الى الطريق وانطلق بالسيارة اخيرآ بيدين ثابتتين على عجلة القيادة واخذت كلرين تتأمل حركات يديه هاتين اللتين اعجبتاها كانتا ماهرتين ورشيقتين
ولم يكن يبدو عليه اي اثر للتوتر.
واحس بمراقبتها له فألقى نظرة ناحيتها وهو يبتسم قائلآ: (لاتقلقي فسأتولى انا الحديث)
ولم تكن الرحلة طويله وتملكتها موجه من الهلع عندما اوقف لوغان السيارة امام البوابه.
وقاومت هذا الشعور ولكنها مازالت تشعر بنفسها ترتجف في اعماقها وهي تخرج من السيارة.
وقال لها برقة: ( تمالكي نفسك.) واغلق باب السيارة وهو يهمس في اذنها: ( كل شيء
سيكون على ما يرام وسترين.)
وفكرت في ان هذا سيكون في النهاية. ولكن الآن كيفية التصرف هو المهم اولآ.
كان الباب الأمامي مفتوحآ على العادة اثناء النهار رغم كل التحذيرات,.وخرجت امها من غرفة
الجلوس عندما عادت كارين فأغلقت الباب.
وارتفع صوتها قائلة: ( لقد تأخرت....) وسكتت فجأه وهي ترى لوغان واحتل الاضطراب مكان
الدهشة في نفسها وهي تنقل نطراتها بينه وبينها. ليعاودها بعد ذلك حسها المرهف في الترحيب
بالزائرين.فقالت له: (انك السيد بانيستر اليس كذلك؟ من وايت غيتز؟ )
فأجاب ببساطه: ( هذا صحيح واسمي هو لوغان انني اسف لعرض الأمور امامك بهذه الطريقة.
ولكن خير البر عاجله.)
وقد ازداد الاضطراب في نفسها.فسألته: ( لا استطيع افهم أي امور تتكلم عنها؟.)
فأشار الى الغرفة التي كانت خرجت منها لتوها وهو يقول: ( اظن أن من الأفضل أن تسمعي انت
وزوجك معآ ما سأقول.)
شعرت كارين،وقد جف حلقها بيده على ظهرها يشير اليها ان تتقدمه الى الغرفة ونظر والدها الى الزائر بدهشة
ثم سأل كارين: ( هل حدث شيء خطأ )
وبوجه جامد نوعى ما أمسك لوغان بيد طارين وهو يقول: ( قبل كل شيء علينا ان نخبركما اننا قررنا الزواج)
وتبع هذا التصريح الواضح سكوت بدا لكارين دون نهاية.
فقد بدا الوجهان الذاهلان اللذان كانا يبادلانهما النظر،وكأنهما نحتا من حجر.وكان الأب جون غريغوري
هو أول من استعاد قدرته على الكلام ,وقد بدت عليه الحيرة: ( اليس هذا الكلام مفاجئأ نوعآ ما؟ انني
اعرف من انت ,ولكنني لم اكن اعلم انك وكارين ,تعرفان بعضكما البعض .ألم تعد خديثآ من استراليا
أو ربما من مكان ما؟ )
فأجاب لوغان: ( هذا صحيح عدت امس فقط .لقد انتظرت سنتين وما كنت لأستطيع الأنتظار اكثر من
ذلك ويسرنا ان ننال موافقتكما لنا.)
وفكرت كارين في كلمة يسرنا هذه التي كان يجب ان تكون من الضروري. وبقيت عيناها مسمرتين
على وجه ابيها ، دون ان تهتمبالنظر الى ناحية امها .
وقالت بصوت اجش: ( انني اعرف انها ستكون صدمة لكما انتما الاثنين. وقد كانت كذلك بالنسبه
الي انا ايشآ.ولكن هذا هو ما اريده اكثر من أي شيء اخر في العالم.)
فقالت امها بحيرة: ( انني لا افهم فهذا لا يبدو لي معقولآ ابدآ.فقد كنت تلميذة مدرسة منذ سنتين.)
فقال لوغان بلطف: ( وهذا هو السبب في انني سافرت بعيدآ كنت بذلك انتظرها لكي
تكبر سنآ حتى ولو وافقتما ذلك الحين وهذا ما اشك فيه كثيرآ.ذلك انني ما كنت لأثق بمشاعر فتاة
في 16 ولحسن الحظ ما زالت تكن لي نفس المشاعر ونحن نريد ان نتابع حياتنا معآ.)
وقالت الأم تسأله ذاهله: ( اتريد ان تقول انك كنت تقابل كارين عندما كانت في 16؟ لك من
العمر ما يناهز عمر والدها.)
فأجال وهو يلوي شفتيه اشمئزازآ: ( ربما . ولكن كارين كانت تلميذة ناضجة جدآ من نواح عديدة.
وكانت تجمع بيننا اهتمامات عدة. )
وقالت كارين: ( لقد عرفنا ببعضنا البعض ميشيل سنكلير في حفلة عائلية.اتذكرين ميشيل؟)
فأجابت الأم بحدة: ( اذكر ميشيل طبعآ .فقد احضرته الى المنزل مرة ليتعرف الينا. انه امر في منتهى السخافة.)
وقال الأب: ( الأفضل لكما ان تجلسا انتما الاثنين )
واضاف مخاطبآ زوجته: (وانت ايضآ ياسوزان ان علينا ان نتحدث في الأمر.)
فرد عليه لوغان قائلآ: (ليس ثمة الكثير للتحدث عنه.فعدا عن اجراءات العرس ارى من الاسهل لو جعلنا عقد القران بسيطآ ومحدودآ. ان هذا ايسر واسرع. ويفضل ان يكون قبل نهاية هذا الشهر.)





وبدا الانفعال على الرجل المسن الآن، وهو يقول: (والآن دقيقة واحده.دع كل شيئآ جانبآ الآن،واخبرني لم هذه العجلة ولم يمض على عودتك من السفر سوى نهارآ واحد؟)
وقررت كارين ان الوقت قد حان للتدخل,فنظرت الى لوغان ولما اومأ هذا اليها برأسه موافقآ, قالت:
( ان حياة السيدة بانيسترليست طويلة) واستمرت بالكلام بنفس اللهجه الواقعية التي كانت المرأة تتحدث بها عن نفسها فأستطردت تقول: ( ومن الطبيعي ان ترغب في رؤية لوغان يستقر قبل الرحيل. وكلما انتظرنا نحن, زاد مرضها )
وسكتت وهي تنقل بصرها بين والديها ملتمسه منهما التفهم ثم عادت تقول: ( وانا كذلك لا اريد الانتظار.)
وقالت الأم للوغان بصوت خافت: ( انني اسفه لأجل والدتك كنت سمعت انها مريضة
ولكن اليس لدي فكرة ان مرضها بهذا السوء.)
فأجاب بنفس لهجتها: ( انها متقبله لهذا الأمر, ولكن هذا يجعلك تقدرين رغبتي في جعلها سعيدة قدر
الامكان ما دامت بيننا وهذا سيفيدها كذلك )
فعادت تسأله: ( وهل تعرف بهذا الأمر؟)
فتطوعت كارين بالرد قائله: ( لقد اصطحبني لوغان لرؤيتها قبل ان نحظر الى هنا.)
فقالت الأم : ( من العجيب ان الصدمة لم تقتلها.)
فأجاب لوغان بلهجة عادية: ( انها تعلم منذ البداية عن شعوري نحو كارين. انني ادرك
شعوركما انتما الاثنين وانا اسف ان حدث الأمر بهذه الطريقة ولكن هذه هي الظروف
وكارين سعيدة لهذا واحب ان تكونا انتما ايضآ كذلك.)
تابع كلامه بعد قليل: (اظن ان من الأفضل لي ان اذهب الآن لأترك لكما فرصة المناقشة على انفراد.
وعندنا ما يكفي من الوقت غدأ للبدء في مناقشة التدابير.) والتفت الى كارين يقول بصوت
اكثر رقة: (تعالي اوصليني الى الباب.)
فرافقته دون ان تنطق بكلمة, وقد كرهت ان تراه ان تراه يذهب بهذه السرعة . رغم انها ادركت انها ستواجه اسرتها عاجلآ ام آجلآ. فلماذا اطالت امد العذاب؟.)
قال لها وهما على عتبة الباب : ( سأراك غدآ.ان عليك ان تتعرفي على بيت المستقبل.)
فقالت تذكره: ( ان علي الذهاب الى العمل غدآ.)
فتغيرت ملامحه واجاب: (لقد نسيت عملك هذا.هل يدفعون لك الراتب شهريآ ام اسبوعيآ ؟)
فأجابت: (اسبوعيآ, ولكن....)
فقاطعها قائلآ: (اذن عليك فقط ان تعطيهم مهلة اسبوع قبل ترك العمل وارى ان يكون الزفاف في 29من هذا الشهر.وهذا يعني اسبوع من بعد الاربعاء القادم. ولا استطيع ان احصل على اكثر من ايام قليلة تكون بمثابة شهر العسل. ولكن يمكننا ان نأخذ فيما بعد فرصة اكبر.)
وشعرت كارين بدوار في رأسها .لقد سبق وخطط لكل شيء. وفكر في ادق التفاصيل ولم لا؟اليس من الأفضل ان يكون لها رجل يعرف بالضبط ما يريد, ويقوم بكل شيء للأخرين؟انها تعرفه دومآ ذا مزايا قوية.
ولا تريده غير ذلك. ثم الم تكن تقول امس فقط انها ضجرت من عملها؟
وقالت لهسيكون اول ما اقوم به الصباح هو تقديم استقالتي.) وضحكت فجأة وهي تتابع قائلة: ( سيموج المكان بالثارة عندما اخبرهم السبب .)
وابتسم لوغان وهو يهز كتفيه قائلآ: (سيمتد بهم التسأؤل 9 ايام ينسون بعدها كل شيء.الأفضل ان تعودي وتواجهي العاصفة في الداخل. وسأكون هنا مساء الغد.)
وذهب قبل ان تقول شيئآ واغلق الباب خلفه وقفت كارين عدة ثوان تتمالك فيها نفسها قبل ان تعود الى غرفة الجلوس .
لا يمكن لأي شيء يقوله أي شخص او يفعله أي يغير عقلها.انها ستتزوج من لوغان مهما كان الأمر
. وكما سبق هو وقال هذه حياتها وحدها ولها وحدها الخيار.
وكانت تعاهد نفسها على هذا وهي تقوم بمواجهة والديها . والذي كان من اصعب الأمورالتي واجهتها في حياتها.
وفيما اخذت تنقل بصرها من واحد الى اخر رأت ان افضل وسائل الدفاع هو الهجوم,
فقالت: ( انني ادرك تماما ماذا افعل وقد بلغت السن الذي يعطيني الحق في ذلك. ولهذا ارجوكما ان لا تقولا لي أي شيء غير هذا . لقد وقعت في غرام لوغان منذ سنتين وما ازال.)
فقالت امها: (لقد كنت منذ سنتين اصغر من ان تقعي في غرام أي شخص كان.لقد كنت فقط مفتونه بشخص يكبرك بكثير.)



فأجابت كارين: (سمي هذا ما تشائين.فأنا اعرف ما كنت اشعر به ذلك الحين وما
اشعر به الآن.)
فسألها ابوها دون ان يرفع صوته: ( وماذا بالنسبة الى بانيستر؟ هل انت واثقة من
مشاعره هو ايضاً.)
فأجابت: ( طبعآ .فلماذا سيتزوجني اذن ؟)
واشارت الأم بيدها بعجز وهي تقول: ( مازلت لا استطيع ان افهم . انك لم تذكري
اسمه من قبل)
تقدمت كارين نحو امها بخفة وهي تطبع قبلة على وجنتيها وهي تقول: ( كل
شيء سيكون على ما يرام صدقيني وانا احبه.)
فقالت الأم: (ولكن عمره ضعف عمرك تقريبآ )
فأجابت: ( لن تتغير مشاعري نحوه مهما كان عمره.)
وحاولت ان تلطف الجو بنكته فأضافت تقول: ( وعليك ان تعترفي بانه جميل الوجه.)
فقالت امها بحدة: (هناك اشياء في الحياة الزوجية اهم كثيرآ من الجمال والمال . كيف
تعرفين ان كان بأمكانك ان تثقي به؟ فقد كانت سمعته في الماضي سيئة.)
فأجابت كارين رافضة ان تجعل كلام امها هذا يزعجها: ( اذا كان ذلك صحيحآ .فقد كان
في الماضي.وانما سيكون قلقي اكثر من هذا لو انه لم يكن قد سبق وانتهى من كل طيش
شبابه.)
ونظرت الى ابيها قائلة: (انني آسفه اذ فاجأتكما بالأمر بهذه الطريقة ولكن ارجوكما ان
تحاولا تفهم الأمر،انني احب لوغان وانا سأتزوجه واريدكما ان تكونا سعيدين لأجلي.)
فأجاب والدها: (لو انه يهتم بك ايضآ لكان عليه ان ينتظر فترة.)
فهزت كارين رأسها وهي تجيب: (دون أي اعتبار لحالة امه؟ان هذا لا يؤثر على الأمر
شيئآ على كل حال.) وسكتت وهي تنقل بصرها بينهما،ثم تتابع قائلة: (لا اظنكما سترفعان
ايديكما عن حفلة الزفاف اليس كذلك؟.)
فأجاب ابوها باشمئزاز: ( هذا يعني انك سائرة في طريقك سواء شئنا ام ابينا. كلا
لن نفعل هذا وكيف ندير ظهرنا الى ابنتنا ؟.)
فقالت : (شكرآ.) وسكتت دون ان تدري ما تقول بعد ذلك. ثم عادت فقالت: ( اظنني
سأذهب الى فراشي مبكرة هذه الليلة ايضآ.وغدآ سأقدم استقالتي من العمل. وبالمناسبة
ان لوغان لا يحب الزوجه التي تعمل.)
وهربت من الغرفة قبل ان تبدأ التعليقات. حيث صعدت مباشرة الى غرفتها,فجلست
على حافة السرير تتأمل نفسها في المرآه .ان الحب لا يجعل العالم يستمر فقط،
وانما يسبغ جمالآ على المحبين. قررت ذلك وهي تلاحظ بريق عينيها وتألق بشرتها
ان الثقة بالنفس هي المفتاح لكل شيء . وما دام لوغان الى جانبها فبأمكانها ان
تعالج أي وضع يصادفها.

الفصل الثالث
ومرت حفلة الزفاف دون عائق. وكانت امها تفضل لو كانت في احتفال كبير , ولكن
لوغان رفض ذلك لضيق الوقت.
كان قد وضع التدابير بنفسه،واصر كذلك على دفع فواتير العرس. ولما كان مبلغ
التوفير عند والدها متدهورآ ولخوفه الشديد من الدين . فقد وجد والدها نفسه يبتلع
كبرياءه ويدع الأمور تسير في طريقها.
وبالرغم من كل هذه السرعة التي تم بها عقد القران.فإن اخبار الزفاف قد انتشرت
في المدينة انتشار النار في الهشيم. وما ان خرجا من مكتب تسجيل عقود الزواج
حتى وجدا افواجآ من المهنئين بالانتظار امام الباب . وتسلحت كارين بالشجاعة
محاولة ان تتجاهل ان معظم الموجودين كان قد اتى بهم الفضول فقط وليس الاهتمام
الحقيقي.
وعدا عن صديقتها جين لم تدعٌ احدآ من خارج اسرتها.
اما لوغان فقد اضاف الى قائمة المدعوين التي كان وضعها عددآ من اصدقائه.
وقد صدمت تمامآ وهي ترى مارغوت وزوجها دنكان اشلي بينهم, والتي بدا عليها
السعادة.وكانت ترتدي ثوبا برتقالي اللون من الحرير أٌعجبت به كل امرأة اخرى
في الحفلة بما في ذلك العروس نفسها حسب رأي كارين.
وفي مكان الأستقبال كان عليهما تناول الطعام في مقصف قد أقيم في وايت غيتز.
وفي النهاية كانت ولوغان سيسارفران الى كوتز وولدز حيث كانا سيمضيان عدة
ايام في فندق صغير خاص في الريف كان لوغان يعرفه.
وكانت كارين تتفهم كراهيته لترك امه بمفردها وقتآ اطول معرضة بذلك لظروف مرضها
لقد قال الطب كلمته وهي أن ما بقي لها من الحياة هو أقل من السنة.
ولكن ذلك قد يعني اكثر او اقل.
واخيرآ عندما اصبحا في سيارة الليموزين.سألها: (هل انت سعيدة ؟.)
فأجابت: (في غاية السعادة.)وكانت تحاول ان تنفي عن ذهنها منظر والديها اللذين كانا
يقفان على الرصيف وقد بدا عليهما الوحدة والتعاسة.وكان عليهما ان يتبعانهما في
احدى السيارات الاخرى الى المنزل حيث حفلة الاستقبال.
وقال لوغان وقد علم بالضبط ما تفكر فيه من وجهها الذي غشته سحابه:
(انهما سيعتادان الأمر.)
واغتصت كارين ابتسامةوهزة من رأسها وهي تقول: (أعلم هذا.) ونظرت الى الخارج
من النافذة الى الشوارع التي تغمرها اشعة الشمس وقد انتابها احساس غامر بالسعادة
وهي تقول: (ارجو ان يستمر هذا الجؤ ولو لعدة ايام على الأقل.)
وارتسمت على شفتي لوغان ابتسامة بطيئة وهو يجيب: (ان بأمكاننا ان نجد طرقآ لإسعاد انفسنا ولو لم يكن هذا الجو الجميل .)
وقالت تستثيره: (انني مسروره لحضور مارغوت العرس فهذا يعني أنها لاتضمر
لك حقدآ...)
فأجاب: (ليس لديها سبب يحملها على ذلك.فقد كانت تعلم انني راحل.)
فألقت عليه نظرة جانبية وهي تقول: (أرجو انها لم تسألك عن سبب الرحيل)
فأجاب: (كلا بالطبع.كان يكفي ان اعلم انا بالأمر.)
فقالت متسامحة: (لم يكن الذنب ذنبك في ما سبق وحدث بيننا .فقد كنت انا
دون خجل على الاطلاق.)
فقال مبتسمآ: (على الأطلاق ... ولكن كان من غير الممكن مقاومتك.)
ومنحها الزجاج الذي يفصل بينهما وبين السائق الحرية في الكلام. فأجابته:
( ارجو ان تجدني كما كنت.)
فأجاب: (سأخبرك بالجواب الليلة.)
وضحك وهو يراها تتضرج خجلا. واضاف: (وسيكون الأمر شرعيآ وصريحأ
هذه المرة.)
وطبع قبلة خفيفة على صدغها وهو يقول: (هذه فقط للمجاراة,ياسيدة بانيستر.)
السيدة بانيستر؟وبدا هذا الاسم غريبآ في اذنيها. ورائعآ كذلك....
كان فريق الخدم في قصر وايت غيتز والمقيم هناك,مؤلفآ من رجل اسمه لاوسون وزوجته ويقيمان في شقة فوق الكاراج.
وكانت السيدة لاوسون أعدت مقصف الطعام بنفسها فكان عملها هذا رائعآ. ولا يعني هذا ان كارين شعرت بشهية للطعام ومع هذا فقد ارغمت نفسها على تناول شيء منه.

منتديات ليلاس

وكان الثوب الأبيض الذي اختارته ليوم الزفاف عمليآ ويصلح للسفر. وذلك لكي
لاتتحمل عناء تغير ثوبها عند الرحيل . وعلى كل حال فإن لوغان لم يشأ أن يسافر
في بذلته الرمادية التي كان ارتداها لهذه المناسبة. وهكذا,صعد الى غرفته حوالي
الساعة 3 لكي يستبدل ملابسه .
كان وادها مستغرقين في الحديث مع السيدة بانيستر,كما كانت صديقتها جين تفش
عن صديقها روي غيلينغهام لتحظى منه بموعد,عند ذلك وجدت كارين نفسها بمفردها
ولكن لترى مارغوت قادمة نحوها وفي يدها كوب عصير ترفعه تحية لها,وهي
تقول: (جئت اتمنى لك حظآ سعيدآ. اذ انك ستكونين بحاجة اليه.)
وبهتت ابتسامة كارين وهي ترى الحقد في تلك العينين الخضراوين. لقد كانت مخطئة
ان مارغريت تشعر بالحقد فعلآ, ولكن نحوها هي وليس نحو لوغان كما يبدو.
واجابتها قائلة: (ولكنني امتلك الحظ السعيد الآن، واشكرك على المجاملة.)
فضحكت مارغوت بأشفاق وقد ازداد الحقد في عينيها وهي تقول: (انك لا تعرفين
كما ارى عن الشرط الذي كتبه والد لوغان في وصويته، اليس كذلك؟.)
ولم تنتظر الجواببل تابعت تقول: (ان على لوغان ان يتزوج قبل الاجازة الاسبوعية
القادمة, والا فقد حقه في الميراث.ويبدو ان الرجل العجوز كان يعلم ان ابنه بحاجة
الى من يجعله يستقر مع أن ليس من المعقول ان يعتبر فتاة في 18 أهلآ لأن توفر
له ذلك وانا متأكدة من هذا .)
وتراءى لكارين ان هذا صحيح فقد سبق وقال لوغان هذا بنفسه في أول المساء.
فالشرط الذي لم يهتم يتنفيذه بعد وفاة والده,قد جعله مرض والدته عاجلآ ملحآ
فقد كانت كلماته بالنص ( الآن يجب عليّ ذلك.)
وهكذا, في مدى ثوان قليلة كان عملها بأجمعه قد تشتت بردآ. لقد كان هذا اذن
السبب الحقيقي الذي يكمن وراء استعجال لوغان بالزواج. ذلك لأنه لا يمكن ان
يطالب بالميراث دون ان يكون متزوجآ .انه لا يحبها, بل استغلها كحل جاهز للمشكله.
ولكن لابد انه كان هناك كثيرات غيرها بامكانهن أن يساعدنه في مأزقه هذا, وخففت
هذه الفكرة عنها قليلآ لتعود فكرة اخرى تحتل تفكيرها.... من غيرها بلينها وخضوعها
هي, من غيرها تسمح له بمثل هذه السيطرة عليها وفرض أوامرة؟ من غيرها يمكنه
ان يتخلص منها بسهولة في النهاية فيما لو استلزم الأمر ذلك,دون ان تسبب له
المشكلات؟ والتي هي خطته, دون شك بعد رحيل والدته....
لم تكن في اعماقها تثق به منذ البداية, لقد عرفت ذلك الآن.ولكنها كانت قد صدت
كل الشكوك من ان تطرق ذهنها .
ولا تستطيع ان تفعل ذلك بعد الآن...كان عليها ان تواجه الحقيقة, وهي انها كانت
مجرد وسيلة لهدف لا اكثر.
واستطاعت ان تجد القوة لكي تتمالك نفسها فتبتسم وهي تقول بمرح: ( آه . ذلك
الشرط!ظننتك تتحدثين عن شيء اخر. طبعآ انا اعرف عنه كل شيء, ولماذا تظنينني
اسرعت بالزواج اذن؟.)
ولكن مارغوت لم تصدقها , فقد رأت الحقيقة من التعبير الذي ظهر على ملامحها
ولم تهتم هي, ومضت في ادعائها. وحاولت ان تضحك وهي تتابع قائلة رغم استغرابها
لصدى ضحكاتها تلك: ( ان لوغان ليس هو الرابح الوحيد, على كل حال.)
فأجابتها مارغوت ساخرة: (بل سيكون, كوني نتأكده من ذلك.)
حتى الآن كانت كارين متأكدة من شيء واحد, وهو ان هذه هي المرة الثانية التي
يستغلها فيها لوغان ,ولكنها ستكون الأخيرة. فهي ستجعله يكشف كم كان مخطئآ
في تقديرة.وعندما ابتعدت مارغوت تملّك كارين شعور بالغ بالألم والمذلة سرى في
كل كيانها.
كيف ومتى عليها ان تخبره ما اكتشفته؟ لم تكن متأكده,ولكن عليها ان تخبره. لقد
انتهى هذا الزواج,معنويآ قبل ان يبدأ.... يمكنه أن يذهب بمفرده الى كوتز وولدز.
ولكنها أخذت تتسائل عما اذا كان بامكانها ان تشرح سبب هذا لوالديها وللسيدة
بانيستر ؟ ولكن لابد أن والدته تعلم بأمر تلك الفقرة في الوصية بطبيعة الحال
وهذا يفسر امورآ كثيرة منها رغبتها في ان ترى ابنها يتزوج قبل أن تموت.
وأيضآ حصوله على الميراث. وهكذا وجدت نفسها مرغمة على قبول أي فتاة
يلتقطها تقبل معه بمصل هذا الزواج السريع.ولكن,مهما كان الأمر فهي مازالت
امرأة في طريق الموت,فهي لابد أن تعفى من هذا الأمر كله,اما بالنسبة الى
والديها,فإن تصور كارين للأمر الذي سيحدثه تصريحها لهما بالامر. هذا
التصور جعلها ترتجف.كلا, ليس بامكانها ان تفعل ذلك خصوصآ الآن وفي هذا
المكان. وهكذا,لم يكن امامها سوى ان تستمر في هذه اللعبة.
وعاد لوغان بعد دقائق وقد بدأ عليه الارتياح في جاكته رياضية عادية وبنطلون
قطني خفيف.
وقال لها: (ان حقائبنا في السيارة,وعلينا كذلك أن نشرع في المسير.)
وابقت كارين الابتسامة على وحهها حفظآ للمظاهر,منتبهة الى مراقبة مارغوت لها
من اخر الغرفة.وقالت تجيب لوغان: (ولم العجلة؟فالمسافة الى حيث نحن ذاهبان
لاتستغرق اكثر من ساعتين. اليس كذلك.؟)
فأجاب: (ان ذلك يعتمد على مقدار ازدحام السير.)كانت لهجة لوغان عادية, ولكن
التصميم كان باديآ في عينيه وهو يتابع قائلآ: (ليس ثمة سبب يجعلنا نتأخر اكثر
من ذلك.)
فقالت تفتش عن سبب يجعلها ترجئ انفرادها به: (أظن عليّ ان استبدل ملابسي
هذه الملابس ستجعلني اشعر بحرارة شديدة في السيارة.)
فأجاب: (ان بامكاننا ان نشغل المكيف في السيارة)
وكانت كارين قد نسيت هذا,ولكنها لم تِشأ ان ترضخ. وتعبت من رسم الابتسامة
على شفتيها,فقالت: (لايهم. فسأستبدل ثوبي.)
وبدا عليه للحظة وكأنه سيصّر على رأيه ولكنه عاد فهز كتفيه وهو يقول هازلآ:
(هذه هي عادة النساء لا بأس ولا تتأخري.)
كانت ثيابها قد أخضرت الى قصر وايت غيتز في اليوم السابق, وعلقت في احدى
الخزانات القائمة في الجدار الخلفي للغرفة التي ستكون لهما حين عودتهما.
وكانت غرفة جميلة ذات نوافذ رائعة واثاث فاخر كما رأتها كارين حين وقعت عيناها
لأول مرة.أما الآن فإن منظر هذه الغرفة أحدث في حلقها غصة وهي تفكر في أن
لوغان سواء كان يحبها أم لا ,فهو سيحصل على حقوقه الزوجيه كافة.
وكانت شبه متوقعه ان يتبعها الى غرفتها ولكنه لم يفعل ما جعلها تشعر بالارتياح
فقد كانت بحاجه الى ان تعدّ نفسها للمواجهه. وعليها ان تقوم بها قبل ان يصلا الى
الفندق إذا هي لم تشلأ ان ترى نفسها معه في نفس الغرفة.
وارتدت بنطلون جينز وقميصآ قطنيآ بسيطآ,ثم هبطت السلم عائدة الى غرفة الاستقبال
ورفع لوغان حاجبيه ساخرآ عندما رآها,ولكنه لم يعلق بشيء . فقد ترك الأمر لأمها
لتعنفها على مظهرها هذا اذ هتفت بذعر: (انك غير جادة إذ تذهبين الى شهر العسل
بهذه الملابس؟ ماذا حصل لك ؟)
فأجابت كارين بلهجة هادئة وقد بدا عليها عدم الأهتمام: (انني مرتاحة بهذه الملابس.
وهذه اكثر أهمية لديّ من أن أبدو مثل المانيكان في واجهات متاجر الملابس.)
وقال لوغان موافقآ: (انها تبدو دومآ جميلة يا سيدة غريغوري ونحن غير ذاهبين
بعيدآ,على كل حال.)ونظر الى ساعته وهو يتابع قوله: (والأفضل أن نشرع بالمسير
فأنا احب ان اكون هناك قبل العشاء.)




وتقدم الجميع الى باحة القصر لتوديعهما,وارغمت كارين نفسها على النظر مباشرة
في عينيّ مارغوت وهي تودعها ,وقد صممت على متابعة تمثيل دورها حتى النهاية
ان الطريقة الوحيدة التي يعرف بها احد عن هذا الشرط في الوصية,هي أن يخبره
لوغان بذلك بنفسه وهذا يعني شيئأ لم تستطع ان تحمل نفسها على التفكير فيه بعمق.
وكان والدها سيتركان المكان بعدهما مباشرة.مع انه كان عليهما ان يعودا في المساء
كمدعوين الى حفلة العشاء التي ستقيمها السيدة بانيستر في القصر. ولم يكن أي منهما
راغبآ بشكل خاص , في الانخراط بزمرة معارف السيدة بانيستر,في القصر.
ولهذا كانت كارين تشك في امكان تكرر مثل هذه المناسبات خصوصآ الآن بعد ان تبددت
ثقتها في كل شيء.
وكان لابد ان يحين الوقت للرحيل. وعندما استدارت السيارة خارجة من المنزل,كانت
هي تغوص في مقعد السيارة الوثير بكل راحة وحاولت ان لا تفكر في شيء.
وان تترك نفسها تسير مع الواقع فإنها تمر في أسعد اوقات حياتها,فلا يحتمل الأمر
ان تفكر في شيء اخر.
وبعد مسيرة 10 دقائق,قال لوغان: (تبدين هادئة جدآ.هل انت متعبة؟)
فتمسكت بهذه الحجة قائلة: (يبدو ذلك فقد كان الاسبوع الماضي حافلآ بالمشاغل.)
فقال: (خذي غفوة اذن .اننا لا نريدك ان تنامى على مائدة العشاء)
أتراه ينصحها بذلك لكي لا تستطيع ان تقول شيئآ فيما بعد؟ وسلبت هذه الفكرة
امل في التسامح من نفسها, واغمضت عينيها دون ان تجيبه,وستبقى
كذلك قدر الامكان وعندما فتحتهما مرة اخرى,وسيكون الوقت حان لتقول
ما ينبقي ان يقال.ولابد انها اخيرآ قد استغرقت في النوم وعندما فتحت عينيها
كانا يسيران في الطريق الريفي والشمس تطل عليهما من النافذة الجانبية.
وكان لوغان قد خلع جاكتته وشمر كمي قميصة. ويبدو انه قد توقف فترة
بالسيارة.
وعندما رفعت رأسها عن الوسادة في الزاوية,قال لها برقة: (هاقد استيقظت
لابد انك كنت متعبة حقآ.)
سألته : ( كم الساعة.؟)
فأجاب: (بعد السادسة بقليل,لقد قطعنا مسافة طويلة, وسنكون هناك بعد
نحو نصف ساعة .)
وتنفست كارين بعمق وهي تدرك انها لن تستطيع ان تتأخر اكثر من هذا.
وقالت بلهجة جافة: (من الأفضل ان توقف السيارة فإن لدي ما احب ان اقوله لك)
فنظر اليها بسرعة,وقطب حاجبيه وهو يرى التعبير الجامد على وجهها,
وقالهيا تكلمي .)
فأصرت قائلة: (ليس اثناء قيادتك السيارة.) وراى اشارة الى مكان لوقوف السيارات
بجانب الطريق فأدار السيارة ليوقفها في المكان المناسب ولم يكن في المكان
سوى عربه بعيدة عنهما. ما جعلهما منفردين تماما.
وقال: (هات ما عندك .)
كانت امامها طريقة واحدة لخوض الموضوع,ألا وهو الطريق المباشر
فقالت: (لقد اخبرتني مارغوت عن الوصية.)
ولم يكن تأثير كلامها عليه كما كانت تتوقع.لم يكن هناك شعور بالذنب وانما
لوى شفتيه اشمئزازآ وهو يقول: (كنت ستعرفين ذلك في النهاية,ولو انني كنت
اريد ان اخبرك بذلك بنفسي.والظاهر ان أبي لم يجعل الأمر سرآ.)
وحدقت فيه كارين بصمت,لحظة وقد ادركت الآن انها في اعماقها كانت
تتمنى لو انه ينكر ذلك,وان تسمع منه ان هذا كذب والأمر كله مزحة مريضة
من مارغوت.
واخيرآ قالت: (اذن فالأمر صحيح. وانت قد تزوجتني فقط لكي تحقق شرط
الوصية هذا . )
وبقيت العينان الرماديتان هادئتين وهو يقول: ( صحيح انه كان عليّ ان استعجل
الزفاف لكي لا يفوتني الوقت المفروض لتحقيق الشرط المطلوب ولكن هذا
لا يعني انني لم اكن اريد ان اتزوجك.)
فقالت: (لا اصدقك.) وكانت الكلمات قد انسلخت من نفسها وهي تتابع قائلة:
(كان عليك ان تجد فتاة توافق على الزواج منك بهذه السرعة, وكنت انا اسهل
من صادفت في طريقك0 ساذجة0 سهلة الانخداع0 مسلوبة العقل!)
وعندما تحرك نحوها,ابتعدت عنه بحدة قائلة: (لا تلمسني .)
فعاد يجلس في مقعده وقد تجهم وجهه فجأة وهو يقول: (ولهذا,لم اكن صادقآ
تماما معك فانني لم اجرؤ على ذلك لكي لا تظني ما تظنينه الآن.فترفضين ظلبي)
فسألته بمرارة: ( وماذا غير ذلك من المفروض علي ان اظن؟ انك كنت تعلم
شعوري نحوك, فاستغللت ذلك تمامآ كما استغللته منذ سنتين.)
فقال: (هذا غير صحيح.)وكان مايزال متمالكآ اعصابه وقد اطبق فمه بحزم.
وتابع يقول: (لقد فقدت شعوري معك منذ سنتين ودفعت الثمن. وكان سبب
وضع ابي لهذا الشرط في وصيته هو اعتقاده بأنني بحاجة الى زوجة لكي
استقر في هذا المكان.فاذا انا لم أجد واحدة خلال سنة من معرفتي بوصيته تلك , فهذا معناه انني لن اتزوج مطلقآ.)
وسكت وهو يتفرس في وجهها وقد لانت ملامحه قليلآ.
ثم تابع قائلآ: (كارين,اذا كان الميراث هو كل ما اريد لكنت اما تزوجت قبل الآن.واما رفعت دعوى ضد الوصية في المحاكم.ولولا مرض والدتي, لتركت كل شيء في مكانه,لكي يذهب الى المؤسسات الخيرية. فقد سبق واسست لنفسي ثروة في استراليا ثروة كافية فأنا لست بحاجة الى مزرعة الخيول هذه ولا لأي شيء اخر.)
فقالت بصوت خشن: (هذا لا يغير من الأمر شيئآ.فلولا مرض امك لما عدت من استراليا مطلقآ, ولما طلبت مني ان اتزوجك.) وأمعنت النظر في ملامحه,تفتش عن شيء كانت تعلم انه غير موجود,ثم تابعت تسأله: (اليس كذلك.؟)
وكان في تردده, الجواب الفاصل,واخذت تفتش عن مقبض الباب دون ان تعرف بالضبط , الى اين تذهب. كان كل ماتريده هو ان تبتعد عن الرجل الذي نحول فجأة الى رجل بغيض في عينيها.
ولكن اليد التي قبضت على ذراعها كانت حازمة اكثر منها خشنة.وهو يقول لها: ( انك لن تذهبي الى أي مكان.بل ستجلسين وتستمعين اليّ)
فسألته بخشونة: (وماذا تريد ان تقول لي؟ انك تحبني؟)
فأجاب: (وهل من الصعب تصديق هذا .)
فأجابت: (نعم. فالانسان لا يستغل من يحب .)
فقال بصوت هادئ: (قد لا يكون هناك بديل لهذا في ظروف معينة.كما ان هذا يعتمد على مفهومك اهذه الكلمة الحب. فاذا كانا نتحدث عن تلك الكلمة الطنانة الجوفاء التي يتحدثون عنها في الكتب والاشعار,فنحن على طرفي نقيض.كلا , ربما لو لم تكن ظروفي هذه لما سألتك الزواج مني. ولكن ذلك سيكون لفارق السن فقط وليس لأنني لا اشعر بشيء نحوك.)
فقالت: (آه, يمكنني أن أتصور انك تشعر بشيء ما نحوي.انك جعلت هذا واضحآ تمامآ.) ونضج صوتها بالمرارة,لتقول بعد ذلك بلهجة لاذعة: (انما لا تتصور انك ستنغمس في ذلك.وهذا كل شيء.)
فسألها: (وماذا يعني هذا ؟)
فأجابت: (يعنني اننا لسنا في العصر الفيكتوري,فإذا كنا متزوجين, فإن هذا لا يعني انني سأكون مرغمة على فعل ما ترضاه نفسي.)
فقال: (دعيني اضع هذا في شكل مفهوم.هل تقولين انك مستعده لمتابعة الحياة الزوجية, انما في نطاق ضيق .؟)
فردت قائلة: (اذا اخذنا بالاعتبار حالة امك الصحية.ولا اذكر هنا مشاعر والديّ فانني مرغمة على الاستمرار بحياتنا الزوجية هذه. ولكن طالما ستستمر فانا لن .... لن اتعاطف معك.)
فأستحالت ابتسامته الى نوع من العنف وهو يجيبها قائلآ: (ان بأمكاني ان اجعلك تعودين الى رشدك لأسرع وقت ممكن.)
فقالت: (انك تعرف ما أتحدث عنه.ويمكنك ان تمزح بهذا الأمر كما تريد,ولكنني جادة في كلامي .)


فنظر اليها وكأنه يراها لأول مرة دون ان يعجبه ما يرى,وقال: (من هو الذي يمزح؟لقد ظننتك كبرت,ولكنني أرى الآن أنني كنت محطئآ.فما زلت نفس المراهقة التي عهدتها دعينا نوضح الأمور. اذا كان هذا ماتريدين. لقد اردت ان استحوذ على الأملاك لأن هذه كانت ارادة امي. ولم اشأ ان الطخ اسم العائلة في المحاكم لكي احصل عليها.فكنت انت الخيار الطبيعي والوحيد.ان فرق العمر مازال يضايقني,ولكن في مقابل الأشياء الأخرى لم يكن من العسير تخطي هذه العقبة.)وهز رأسه وهو يراها تهمّ بالكلام,وتابع يقول: (كلا,اسمعيني أولآ. أي شيء اخر قد تشعرين أو لا تشعرين به,هنالك شيء واحد لم يتغير وقد امكنني ان احس به فيك في أول ليلة لنا مضت. ربما لا يكون التعاطف بيننا أساسآ للزواج,ولكنه جزء اساسي فيه. اما المشاعر الباقية فيمكن ان تنمو اذا تيسّرت لها شبه فرصة لذلك.)
وجاء دور كارين لتهز رأسها وقد اغلقت قلبها وعقلها لأي رجاء,وهي تقول: (ليست هذه هي الطريقة التي اشعر بها نحوك الآن.) وسكتت برهه وقد بدت عيناها قاتمتين في وجهها الممتقع,ثم تابعت تقول: (انني اكرهك يا لوغان.)
وتأوه مستسلمآ وهو يقول: (ها قد عدنت الى الكلام الصبياني.) ومد يده يدير المحرك وهو يستطرد قائلآ: (من الأفضل ان نتابع طريقنا.)
فقالت بصوت مرتجف: (اريد ان اعود فليس هناك فائدة من الاستمرار معك)
فقال ان هناك مظاهر علينا ان نراعيها على الأقل فقد حجزنا غرفة في الفندق الى نهاية العطلة الاسبوعية وهي المدة التي سنمضيها هناك.)
فقالت مصرةاذن فلتكن غرفتين منفصلتين.)
ولم يجب على هذا واطبق فمه بشدة وهو يندفع بالسيارة بعنف.... وعندما عادا الى الطريق عادت كارين تغمض عينيها.ولم تكن خائفة من الاصطدام لأن الطريق كان خاليآ من السيارات,ولكنها ارادت ان تخفي تعاستها.
كان الفندق يمثل الجمال بكل مظاهره تحيط الورود بمدخله والنباتات المتسلقة تغطي الجدران وكان قائمآ في ضاحية قرية رائعة المناظر. وكان يصلح لأن يكون مكانآ رائعآ لقضاء شهر العسل.وامتلأ قلب كارين ألمآ وهي تفكر بهذا,ان امامها 4 ليال كاملة و 4 ايام عليها أن تمضيها قبل ان يعودا الى بارستون دون ان يصيرا الشبهات في ان الأمور بينهما ليست كما يجب. كيف سيتمكنان من قضاء الأيام؟لم يكن لديها فكرة عن ذلك ولكن لابد ان يكونا منفصلين اثناء الليالي.
وفي الردهه المكسوة الجدران بخشب السنديان,قال لها: (اجلسي ريثما اجهز الأمور.)
لقد كانت المرة الأولى التي يتحدث اليها فيها في خلال نصف ساعة,ولكن صوته كان طبيعيآ تمامآ,كما لم تلاحظ كارين أي اثر للتوتر في عينيه.
وقالت له وهي تحاول تمالك مشاعرها: (انما لا تنس ما كنت قلته لك عن الغرفتين المنفصلتين.)
ولم تتغير ملامحة وهو يقول: ( انني لم انس.)
وكان مكتب موظف الاستقبال يتسع لشخص واحد فقط وحدقت كارين في ظهر لوغان وهو منحنٍِِ يضع توقيعه على الاوراق,واعترفت بينها وبين نفسها بأن تأثير كتفيه العريضتين وبناء جسمه القوي المتين كل هذا مازال له نفس التأثير على مشاعرها.ولكنها ما لبثت ان نفت هذا من ذهنها بحدة, قبل ان تتزايد مثل هذه الافكار.
وعاد هو الى حيث كانت تجلس فحمل الحقيبتين وما زال الجمود يكسو وجهه,وهو يقول: (لا يوجد مصاعد.وسنصعد مشيآ على الاقدام.انه الطابق الأول فقط.)
ولم تشأ كارين ان تسأله عما اذا كان حجز غرفتين منفصلتين,اذ لابد انه قد فعل ذلك,فهي ستخرج من المكان على الفور.
وحمل الحقيبتين بسهولة ليسير بخفة امامها صاعدآ الدرج الصيق ليصل الى رواق واسع تقوم فيه الأبواب على الجانبين, ووضع الحقيبتين على الأرض أمام أول باب على اليسار ثم أخرج المفتاح من جيب بنطلونه,فأدخله في القفل, ثم رجع الى الخلف يشير اليها بالدخول.
ودخلت كارين صاعدة درجتين لتصبح في الغرفة التي كانت تحتوي سريرآ مزدوجآ يغطيه مفرش مطبوع بالازهار. وشعرت بيد لوغان الثابته على ظهرها تدفعها الى الأمام,فقفزت وهي تستدير الى الخلف لتراه يدخل الحقيبتين ثم يغلق الباب خلفه بقدمه.
وابتدأت تقول: ( لقد قلت لك....)
فقاطعها قائلآ: (أعرف ماذا قلت لي,ولكن ما حدث هو انها كانت الغرفة الوحيدة الموجودة.)
فقالت: (انني لا اصدقك فأنت لم تحاول ان تسأل.)
فأجاب: (لم يكن ثمة فائدة من السؤال, فقد كان مفتاح هذه الغرفة هو الوحيد على لوحة المفاتيح.ذلك أن شهر حزيران(يونيو)مرغوب جدآ لقضاء الآجازات وقد كنا محظوظين اذ وجدنا غرفة.)
فقالتمحظوظان؟ انه اتعس ايام حياتي حظآ ذلك اليوم الذي وقعت عيناي فيه عليك. انني لن اشاركك الغرفة.ليس الآن ولا بعد الآن.)
فرد عليها متجهمآليس عليك ان تشاركيني الغرفة فقط,بل ان تتصرفي ايضآ كأمرأة راشدة فانك لم تعودي في 16.حاولي ان تتذكري هذا على الدوام.)
فقالت بحدةاذا كان التصرف كامرأة راشدة يعني ان اقبل بوجودك الى جانبي فإن هذا لن يهمني.واذا لم يكن لي مكان هنا.فسأذهب الى مكان اخر)
فسألهاوكيف؟فأنا لن أسلمك مفاتيح السيارة,ونحن على بعد اميال من اقرب مكان يمكنك ان تجدي فيه المأوى.)
فقالت بوحشيةهذا لا يهمني.وانني افضل ان ابيت في مخزن التبن على ان ابيت معك.)
وبدا عليه الأنفعال وهو يقوللا تكوني سخيفة.واخفضي من صوتك.)
واخذت تفتش في ذهنها باستماته,عن أي شيء تؤلمه به كما تتألم هي, تمسكت بالأمر الوحيد الذي وجدته فقالتانك ليس فقط تكاد تكون مثل ابي سنآ,وانما تتكلم كالآباء ايضآ.)
ولو شفته العليا وهو يجيبربما كان يجب ان اتصرف كالاباء ايضآ.) وسكت برهة ثم عاد يقولانسي هذا انني زوجك ولست اباك,وعلينا ان نتحدث في هذه الأمور بتعقل.
فقالت وقد خفت صوتها الآنلقد سبق وتحدثنا.وقد اوضحت انت كل شيء تمامآ.)
فقالاردت مني الصراحة فأعطيتك الصراحة.)وتفرس في وجهها برهة ثم تنهد ورفع كتفيه بحركة من يعتذر وهويقولانني لست الامير الفتان الذي تحلم به الفتيات يا كارين.ولم اكنه قط,ولكنني مازلت نفس الرجل الذي شعرت معه بالسعاده وتزوجته,هذا الى ساعات معدودات.)
فقالتكلا,هذا غير صحيح.انك شخص اخر...شخص لا أريد ان اعرفه)
فقالحسنآ,هذا حظ سيء,لأن عليك ان تتعرفي اليّ.)
ورفع الحقيبتين ووضعهما على السرير وهو يتابع قائلآاظن علينا ان نفتح الامتعه. ثم نفكر في تغيير ثيابنا للعشاء,فبنطلون الجينز قد يصلح للنهار ولكن ليس للمساء.)
وكانت على وشك ان ترد عليه بجده,انها ستلبس ما تريد حين تريد.ولكنها كبحت نفسها.فالحق معه في هذا فهي تتصرف كطفلة,ومن الآن فصاعدآ عليها ان تتصرف كفتاة راشدة بالنسبة للأمور.
وفتح لوغان حقيبته,فأخرج ملابسه وادوات الحلاقة بسرعة,وكانت كارين لا تزال تحاول فتح حقيبتها عندما دخل الحمام لكي يحلق ذقنه ويأخذ دوش. كانت تعلم انها قد احضرت معها ملابس زائدة عن اللزوم,ولكنها ارادت ان تكون مستعده لكل المناسبات.
ودست في الدرج خفية عن لوغان ثوبي المساء الرائعين اللذين كانت ابتاعتهما حين كانت الاحلام السعيدة تملؤها.
ولكنها كانت تعلم ان عليها ان ترتدي احدهما حيث انها لم تكن تملك سواهما لهذه المناسبة.
صحيح ان لوغان قد كسب المعركة بالنسبة الى الغرفة,ولكنه لن يستطيع ابدآ ان يجبرها على النوم في السرير.
وكان في الغرفة كرسيان مريحان بامكانها ان تضمهما معآ فيشكلا ما يشبه سريرآ تنام فوقه,سيكون بحجمها ما يفي بالغرض على كل حال وان لم يكن هو السرير الذي توقعت ان تمضي فيه ليلة زفافها.
ياله من شهر عسل تهرب فيه من الألم والغضب والاشمئزاز.وهذا ما سببه لها الرجل الذي تزوجت حسنآ فليعلم انها مخلوقة اقوى مما يظن.









الفصل الرابع:
كان لوغان يرتدي قميص بلون التبن وبنطلون لونه بيج عندما خرج من الحمام,ما شعرت معه كارين بالارتياح.
فهي لم تكن قد رأته يدخل معه ثيابه الى الحمام.
قال وهو يحمل جاكتته دون ان يلقي نحوها نظرهسانزل الى القاعة,فانا بحاجة الى شراب ما,وقد طلبت العشاء في ال8.30 فلا تتأخري.)
وقبل ان تجد الجواب كان قد خرجهذا اذا كان ما قاله يحتاج الى جواب.وتحركت كارين ناهضة عن الكرسي حيث كانت تجلس ثم ابتدأت تختار ملابس نظيفة من الدرج حيث وضعتها منذ دقائق,واخرجت معها ثوب ازرق داكنآ من الخزانه وكانت ساقاها قد لوحتهما الشمس فبدتا سمراوين بما في الكفاية لتستغني عن الجوارب التي لم تكن تحب ارتداءها خاصة في فصل الصيف.
كانت الخزانه مصنوعه من خشب السنديان كبقية الاثاث.وكان الزمن قد زاد من قتامة لون الخشب باعصآ منه مثل رائحة عسل النحل في الاوقات العادية,كانت كارين تستمتع جدآ بغرفة كهذه صنعت بشكل الكوخ ولكنها حاليآ لم تشعر نحو كل هذا بأي اهتمام.
خرجت من الحمام حين ارتدت ملابسها ووضعت الضلال على جفنيها والزينة على شفتيها وذلك بيد ثابته ادهشتها. وسوت من شعرها بالفرشاة وبدا وجهها شاحبآ كما رأت ضلالآ خفيفة تحت عينيها ولكنها لم تحاول ان تضع زينة اكثر من ذلك على وجهها, وتساءلت عما يدعوها الى ذلك.
فهي لا تريد ان تؤثر على أي انسان وخاصة لوغان.
كان جالسآ على مقعد عالٍ يتحدث الى الساقي عندما وصلت هي الساعة 8.15 وكان المكان مزدحمآ وليس ثمة مقعد خالٍ وكان العديد من الحضور واقفين. ونهض لوغان من مكانه حين رآها تقترب, مقدمآ اليها مقعده لتجلس.وجلست لأنها لو رفضت لبدا الأمر شاذآ اذ تقف بينما يجلس هو وهي تشك في امكان قبوله لهذا.
ووقف مشرفآ عليها يكاد يلتصق بها اكثر مما يستلزم. وكان عليها ان تعتبر ضيق المكان. وطلبت شرابآ خفيفآ ونظر حوله قائلآلم اتوقع رؤية المكان مزدحمآ بهذا الشكل. كان من الأفضل لنا لو استأجرنا كوخآ.)
ولكن كارين كانت مسرورة لأن هذا الأمر لم يحدث ذلك ان اخر شيء كانت تريده هو ان تكون بمفردها معه,ووجدت العشاء في مطعم الفندق فاخرآ رغم حالتها الذهنية السيئة.
وكان لوغان يبادلها الحديث ببساطة اثناء العشاء,وكانت تصرفاته طبيعية وكأن لم يحدث بينهما شيء في الساعات القليلة الماضية,ولكنه كما فكرت كارين لم تكن الأوهام تتملكه مثلها هي لكي يحطمه فقدانها.
ربما كان الزواج يبنى على التلاؤم فقط لقد اوضح لها ذلك في غرفتهما. فلتفترض انها وضعت مشاعرها جانبآ,مثله؟ واخذت تتأمل في الأمر لتصل الى نتيجة هي ان تلك المشاعر لم يعد لها اهمية تذكر.
ودون اعتبار لأي شيء اخر لاحظت لوغان مازال اكثر الرجال الذين قابلتهم في حياتها جاذبية وحيوية فقد طغى حضوره على كل الرجال الموجودين في الغرفة,ولم تكن هي الوحيده التي فكرت في هذا. فقد ادركت ذلك من نظرات النساء اللاتي كن يرمقنه من حول موائد الطعام.
ولم يكن يبدو عليه انتباه الى اهتمام النساء به فقد كان كل اهتمامه منصبآ عليها هي.وتفتحت مشاعرها بهذا, ولمعت عيناها,وتقوس فمها,وتألقت بشرتها.
وعندما انتهى العشاء وكانت الساعة قد تجاوزت ال 10 وكان الظلام قد بدأ يرخي سدوله.
وعندما عادا الى صالة الفندق, قال لوغاناظن الوقت مازال يبدو نهارآ.)
حين وصلا الى غرفتهما استدار لوغان نحوها ولامس شعرها بيده برقة وحنان.
ودون وعي منها,مدت ذراعيها حول عنقه وقد نسيت كل شيء اخر. انه زوجها...انه لها وهي له على الدوام, على الدوام,على الدوام.
وفجأة,عاد ذهنها يتحرك. ما الذي تفعله بعد كل ما كلن بينهما وما قال لها وما قالت له؟كيف تسمح له بهذا وكأنه لم يعد شيء يهمها بعد الآن؟ ولكن,مازال هناك ما يهمها .
وقالت وهي تصر باسنانهاابتعد عني... ابتعد عني حالآ يا لوغان.)
ولكنه لم يرد عليها وقد ساد الجمود ملامحه. وبدت عيناه سوداوين كالليل.وقال لها بخشونةماهي اللعبة التي تظنين نفسك تقومين بها؟)
فحاولت الابتعاد عنه وهي تقولانها ليست لعبه.)
وامسكها بكتفيها,فصرخت فيه قائلةارفع يديك عني لا اريدك ان تلمسني)
فقال وهو يصر على اسنانهولكنك اردت ذلك منذ لحظات,واكثر من ذلك)
فقالت بوحشيةلم اكن ادري ماذا افعل.)
فقالوانت الآن تدرين. اليس كذلك؟ انك كاذبة ,كاذبه مسكينه.)
فقالتلقد كذبت عليّ.لقد اوقعتني في فخ هذا الزواج.)
واطلق آهة ثقيلة مفاجئة وتراخت قبضته عليها قليلآ وهو يقولاذا ان لم اخبرك كل الحقيقة فهذا لا يعد كذبآ.انني اشعر نحوك باعتزاز كبير يا كارين,ودومآ كان هذا شعوري نحوك.)
فكرت ورأسها يدور,بأنه لا يذكر الحب كما كانت تحلم على الدوام.
وقالت اذا كان كلامك صحيحآ. فدعني بمفردي)
توتر فمه, ثم قالان هذا يجعلني بين شقي الرحى.)
ولم تكن كارين تفكر بتعقل, كانت تريد ان تثأر....
تثأر منه لما سببه لها,وما زال من الألم, واجابته قائلة:
( هذا لا يهمني , فقط دعني وحدي.)
وبقي جامدآ لحظة ثم قال بعد قليلكما تشائين.)
وبقيت كارين صامته وقد ساد صمت رهيب, بينما كان هو يأخذ جاكتته ثم يتجه صوب الباب,لتشعر في هذه اللحظة فقط بأن ليس هذا ماتريده ابدآ.
وحاولت ان تناديه ليعود ولكن الكلمات التصقت في حلقها, مالبث الآوان ان فات بعد ما سمعت اقفال الباب خلفه.
ومرت عدة دقائق قبل ان ترغم نفسها اخيرآ على النهوض, اين ذهب لوغان,وهل تراه سيعود , لم يكن لديها فكرة عن ذلك.
وحدثت نفسها انها لن تهتم على الاطلاق حتى ولو لم يعد ابدآ.
انها تكرهه ليس فقط لما فعل , وانما لأنه مازال يؤثر عليها بهذا الشكل.
وأنهت تغير ملابسها بحراكات آلية, فأرتدت قميص نوم وهي تقاوم النظر الى شكلها في المرآة الكبيرة التي تمر بها في طريقها الى الحمام.
فهي لم تعد تهتم بمظهرها بعد اآن.
وكانت مستلقية على السرير وقد ادارت وجهها نحو النافذة,عندما عاد لوغان بعد ساعة أو نحوها.فلم يتكلم كما انه لم يشعل المصباح,بل دخل الحمام مباشرة.
وعاد من الحمام بعد 5 دقائق خالت انها لن تنتهي,لينسل بين الملاءات بحركة خفيفة,وهو يقول بصوت هادئانني اعرف انك غير نائمة.ولهذا فسننتهي من هذا الأمر الآن هنا. انني سأتركك بمفردك.ولكن عليك ان تمثلي دورك بشكل يبعث على اقتناع امي,فلا تشتبه بأن هناك شيئآ بيننا. هل تردين ان تفعلي ذلك؟)
وكان صوتها لا يكاد يسمع وهي ترد عليه قائلةلأجلها هي... نعم.)
فقالهذا حسن.) ومضت برهة طويلة قبل ان يعود فيقول ليلة سعيدة .)
ولم تجب كارين.وبعد فترة بدت لها قصيرة. سمعت انفاسه تعمق وتنتظم,بينما بقيت هي في اتم يقظة,تحدق بقلب كسير في النجوم التي كانت تطل عليها من عليائها من خلال النافذة.
كان يجب ان تكون هذه اليلة هي الأروع في حياتها,ولكنها بدلآ من ذلك لم تكن سوى زيف وتظاهر بالنوم منها,بينما لم يشعر هو من الاهتمام بما يكفي لكي يمنعه من الرقاد.
وعادا الى قصر وايت غيتز عصر يوم الاحد الذي كان مشمسآ رائعآ,فوجدا امه هيلين بانيستر جالسة في شرفة مدخل المنزل.
واستقامت الام في جلستها وهي تقول باسمةانني لم لتوقع عودتكما باكرآ هكذا. ولكنها سرتني جدآ.والأفضل ان تخبر السيدة لاوسون عن عودتكما لكي تحسب حسابكما للعشاء يا لوغان.)
فرد عليها قائلآلقد سبق ورأتنا قادمين.والشاي في طريقه الينا.)
وسكت برهة يمعن النظر فيها ثم سألهاكيف حالك انت؟)
فقالت تطمئنهفي احسن حال.) وانتقل نظرها الى وجه كارين بشئ من التشكك وكأنها رأت غير ما توقعت, ولكن كل ما قالته هوان بشرتك تبدو سمراء اللون.)
فأجابت كارينلقد كنا نتمشى كثيرآ.)وكانت حاولت ان تتكلم ببساطة كما يفعل لوغان وهي تتابع قائلةفالمناظر هناك جميلة جدآ.)
فعادت الأم الى الابتسام مرة اخرى وهي تقولجميل ان تحبا انتما الاثنين الحركة في الحياة فالتناقض قد يحدث التجاذب بين الشخصين ولكن التماثل هو الذي يدوم في النهاية.)
فقال لوغان بجفاء هذا ليس دومآ. فقد كنت انت وابي غير متماثلين, ومع هذا فقد دام زواجكما.)
فضحكت امه وهي تجيبهيوحد استثناء لكل قاعدة.فقد تعودنا انا وابوك ان نتغلب على تناقضاتنا تلك.)
فقالوهذا مالم نستطعه انا وهو.)
فأجابتهذا لأنكما لم تحاولا الوصول الى تسوية.)
وبدت عليها خيبة الأمل وهي تقول على كل حال,فقد اصبح هذا في الماضي.والآن اصبحت الأملاك تحت تصرفك.هل ما زلت مصممآ على تأسيس مدرسة لتعلم ركوب الخيل.؟)
فأجابنعم. ولكن مازال هناك متسع من الوقت.)
فتدخلت كارين وقد شعرت بأن الوقت قد حان لكي تبدي شيئآ من الاهتمامطبعآ سيكون هذا في فصل الصيف؟).



وعندما رأت الأم وابنها ينظران اليها. عادت تضيف قائلةاعني انه عندما ينتهي فصل العطلات فلن يعود الاقبال كبيرآ على ذلك.)
فقال لوغان وقد بدا عليه السروراننا لا نعني ركوت الاطفال على الامهاد في الرمال فليس بامكان كل شخص ان يمتطي صهوة الحصان. وعشاق الفروسية لا يهتمون للفصول.ان عندنا مكانا واسعآ لاصطبلات اخرى وكذلك ساحة مسقوفة عندما يسؤ الجو.)
وسألتها الأمهل تحسنين انت الركوب؟)
فهزت كارين رأسها قائلةان حالتي المادية لم تسمح لي قط بتلقي دروسي في الفروسية,حتى ولو كان هناك اصطبلات قريبة لتعلين ذلك.)
فقالت الأمحسنآ ليس ثمة سبب يمنعك من ذلك الآن. ان لوغان سيعلمك.)
فقال هو وافقآ على كلامهابالتأكيد.) ولكن لمعانآ خفيفآ لاح في عينيه الرماديتين وهو يستطرد قائلآ حالما اجد حصانا مناسبا.)
وقررت كارين ان الوقت الآن غير مناسب للقول بأنها لا تهتم كثيرآ بركوب الخيل. فهي لم تشعر برغبة في ذلك.
ولم تجد سببآ يجعل تعلم ذلك شيئآ هامآ. ولكن هذا كان امرآ يستوجب ان يتحدثا بشأنه هي ولوغان على انفراد.
واحضرت السيدة لاوسون الشاي الى الخارج. وكانت امرأة بشوشة مليئة بالحيوية قد احبتها كارين من أول نظرة. وكانت تدير المنزل بأنتظام وكانت ترى اسيادها هم اهلها كلهم.
انا انها كانت على علم بمرض السيدة بانيسترالعضال,فهذا كان من الصعب معرفته ولكن كارين كانت تشك في ذلك.
ذلك انه عدا عن والديها اللذين اقسما على كتمان الأمر, فلم يكن من الفروض ان يعلم بذلك احد اخر. فقد كانت حماتها تكره ان يشعر احد نحوها بالشفقة.
وقالت الأم بعد فترةلقد اخليت الغرفة الملاصقة لغرفتكما من الاثاث وذلك لكي تختارا طراز الأثاث الذي يعجبكما,فهي تصلح لأن تكون غرفة جلوس مريحة لكما انتما الاثنين.)
فأجاب لوغان قبل ان تتمكن كارين من الكلاملا حاجة بنا الى جناح مستقل في المنزل.)
فابتسمت والدته قائلةربما هذا صحيح ولكن يحسن دوما ان يكون هناك مكان خاص يرتاح فيه الشخص احيانا حتى ولو للتفرج على برنامج تلفزيوني محتلف عما يراه الاخرون.)
فرد قائلآ دون اكتراث لما تضمنته لهجته من اغاظة خفيفةلن يكون عندي وقت للتفرج على برامج التلفزيون فإن امامي امور كثيرة للنظر فيها.)
فقالت بلهجة مرحة انما لا تخلو من معنىارجو ان لا يكون ذلك الى الحد الذي يجعلك تهمل زوجتك,فكل شيء له وقته.)
فقالت كارين وهي تجاهد لكي لا يبدو عليها الضيقانني لن اشعر بالاهمال ياسيدة بانيستر.فأنا متأكده من انني سأجد الكصير مما يشغل وقتي.)
فبدا على وجه المرأة المسنة الامتعاض وهي تقولانني لا اتوقع منك ان تخاطبيني بـ (يا امي) ولكن كلمة ( السيدة ) هي رسمية قليلآ. والأفضل ان تخاطبيني بأسمي هيلين.)
فابتسمت كارين وهي تقف قائلةلا بأس يا هيلين. اظن ان عليّ الذهاب لتنظيم امتعتي اذا لم يكن لديك مانع.)
فقال لوغان باختصار لا تشغلي نفسك بامتعتي فسأنظمها بنفسي فيما بعد .)
ولم تشأ كارين ان تخبره انها لم تفكر قط في لمس اشيائه وانما أومأت برأسها فقط صامته.
كانت قد سبق وادركت ان الحياة بينهما ستكون صعبة.
ولكنها لم تدرك مبلغ تلك الصعوبة حقآ. فقد كانت السيدة بانيستر قبلت بزواجها من ابنها معتقدة ان الحب قد سبق وربط بين ابنها وبين عروسه. ولابد من ان تستمر في هذا الاعتقاد لكي تحتفظ بسكينة النفس اثناء الاسابيع المقبلة.
لقد كانت ادعت بأنها في احسن حال, ولكن منظرها يخالف قولها هذا.
فجلدها يكاد يكشف عما تحته. وعظام وجنتيها بالغة البروز.
لقد مرت الأيام القليلة الماضية بأسرع مما كانت كارين تتوقع.
وكانت هناك اوقات تدفقت عليها الذكريات وليل لم تكن محتملة. كانت تستلقي فيها على السرير المزدوج حيث يمتلكها الارق ساعات طويلة, وكانت الافكار تراودها احيانا, في ان تلقي بكل شيء جانبآ, وتتقبل أي شيء يمنحه لوغان لها, ولو انه حاول مرة اخرى ان يقوم باتمام ذلك الزواج, فربما وجدها ترتمي بين ذراعيه.
ولكنه التصق بكلمته فهو قد حصل بالزواج منها على كل ما كان يريد أما ما بقي فهو ليس من الاهمية بحيث يضيع رقاده في سبيله.
لقد اصبحت تفكر الآن في ان رجلآ يمثل طبيعته من غير المحتمل ان يبقى عازبآ مدة طويلة.فاذا هو لم ينل الاكتفاء منها فلا بد ان يبحث عن ذلك في مكان اخر.
وقد يكون فعل هذا على اية حال, بعد ان استنفد الصبر والاحتمال .
وكانت الساعة لا تكاد تتعدى 5 عندما انهت تنظيم امتعتها. كانت امها قد اعتادت دومآ ان تقدم وجبة الطعام الرئيسية أيام الآحاد, في وقت الغداء ووجبة الشاي في ال 6 وهذا يعني انهم كانوا يتناولونه, حاليأ في الحديقة مغتنمين فرصة جمال الجو.
وكان هنالك هاتف بجانب السرير, فجلست على حافة السرير واخذت تدير الرقم,وقد شعرت فجأة بالشوق على سماع الأصوات التي الفتها.
اجابوالدها على الهاتف وقال ببطء وكأنه لا يعرف كيف يرحب بهااذن فقد عدتما. كنا ظننا انكما قد تطيلان وقت مكوثكما هناك بالنسبة الى جمال الجوّ)
فأجابتكان لوغان مضطرآ للعودة فأمامه الكثير من العمل. كيف حالك وحال أمي؟)
اجابلم تتغير عما عهدتها عليه.فلأمر كله كان غياب ايام قليلة.)
اغتصبت ضحكة وهي تقولمن الممكن ان تحدث أمور كثيرة في مدة ايام قليلة.) وترددت قليلآ ثم اردفت تقولانكما لم تسامحاني بعد, اليس كذلك؟)
فأجابليس هناك شيء اسمه المسامحة.فنحن نحبك ونفتقدك. ونحن نبذل جهدنا لكي نتعود على فكرة خسارتنا لك لكي تذهبي الى رجل لا نعرفه.)
فقالتولكنك لم تخسرني, فأنا اسكن هنا في نهاية الطريق.)
فقال هذا بالنسبة للأميال فقط.... متى نراك؟)
اجابتغدآ فنحن وصلنا هذا النهار ومن غير المناسب ان اترك السيدة بانيستر هذه الليلة.)
واضافت بسرعةكيف وجدتما حفلة العشاء التي اقامتها السيدة بانيستر ؟)
فأجابلقد كانت رائعة طبعآ مع ان الحاضرين لم يكونوا من نوع الناس الذين نألفهم في الحقيقة.)
وفكرت كارين بعد ان وضعت سماعة الهاتف بأناه هي كذلك لا تألف هذا النواع من الناس خصوصأ اذا كانوا مصل مارغوت.
ولحسن الحظ ان لوغان سيكون مشغولآ جدآ عن القيام بمناسبات اجتماعية كثيرة فالذي تعانيه هي فيه الكفاية.
لم يكن بامكانها ان تبقى منفردة في هذه الغرفة طيلة ال 3 ساعات التي بقيت لموعد العشاء, وكان لوغان قبل العرس قد اعطاها دليلآ سياحيآ للمزرعة لكي تتجول فيها ولكنها لم تشعر بالرغبة في التجوال في تلك الاراضي الشاسعة بمفردها وبدا لها من غير المحتمل ان تشعر يومآ بأن قصر وايت غيتز هو منزلها. والأفضل ان لا تشعر بذلك على كل حال.لأنه بعد وفاة والدته فإن لوغان سيبدأ على الفور,بإتخاذ الخطوات الضرورية لوضع حد لهذا الزواج الفاشل.
وعندما نزلت في النهاية الى الطابق الأسفل وجدت السيدة بانيستر تجلس بمفردها,وقد ذهب لوغانالى الاصطبلات.
وقالت هيلينان عليك ان تتعودي على عدم رؤيته كثيرآ اثناء النهار. طبعآ الا اذا ابتدأت انت بنفسك تهتمين بأمور الخيل . ان لدي شعور بأنك لا تهتمين بالخيل مطلقآ.)
فاعترفت كارين قائلةذلك لأنني لا اعرف شيئآ عنها ماعدا انها حيوان ضخم جدآ وعالية عن الأرض.)
فقالت المرأةلابد انك امتطيت مرة صهوة حصان.)
فأجابت كارينلقد احظرني لوغان الى هنا على صهوة حصان,وذلك في اول زيارة لي الى هنا.)
فابتسمت السيدة بانيستر وهي تقولطبعآ ياله من موقف شاعري.)
وفكرت كارين في ان لوغان لم يكن يشعر بأية شا عرية اثناء المرتين اللتين حملها فيهما على ظهر الحصان.
وقالت ساخرةفارسي يمتطي صهوة حصان ابيض. ما عدا انه كان مختلفآ اعني الحصان. ذلك كون فارسي يمتطي صهوة حصان بني لا يعطي نفس الشعور.)
وبدت في عينين حماتها نظرة سريعة حادة وكأنما لا حظت في لهجة كارين شيئآ غير طبيعي, فسألتها بعد لحظةهل كل شيء على ما يرام بينكما انتما الاثنين؟)
فتمالكت كارين نفسها وهي تقولطبعآ؟ لم هذا السؤال؟)





فأجابتانك فقط بدوت مختلفة....هذا هو كل شيء.)
فقالت كارينحسنآ اظنني كذلك....) وسكتت برهة تختار كلماتها بعناية,ثم استطردت تقولذلك انني امرأة متزوجه الآن.)
فقالت هيلين بمثل لهجتهازذات مسؤوليات.على فكرة جاءتك دعوة الى حفلة عشاء غدآ مساء. لقد استلمتها نيابة عنك هذا الصباح.)
وتلاشت ابتسامة كارين تمامآ وهي تسألهاممن الدعوة؟)
فأجابت هيلين بانيسترمن مارغوت اشلي.وهي لن تكون الوحيدة فان كثيرين يريدون ان يتعرفوا اليك.)
فقالت كارينانني لم اتعود قط على حفلات العشاء.)
وحاولت ان تخمد لهجة الذعر في صوتها وهي تابع قائلة
فأنا لن اعرف ماذا اقول لكل شخص.)
فقالت هيلين تطمئنهاليس عليك الا ان تتركي نفسك على سجيتها,وسرعان ما يموت الفشول.وعلى كل حال فأنا اشك في ان لوغان سيقبل دعوة او دعوتين على الاكثر.فهو لم يكن ابدآ ليهتم بمثل هذه المناسبات الاجتماعية.)
وتمنت كارين ان ظل على هذه العادة. وشعرت بشوق حاد مفاجئ الى نمط حياتها السابقة البسيط غير المعقد رغم كونه مملا بعض الشيء. ربما ليس بمثل ذلك النمط سمة, ولكن ليس فيه انحطاط ايضآ مثل ذلك الذي عرفته مؤخرآ.
وقالت هيليناذا كنت لا تمانعين في البقاء بمفردك, اظن ان غليّ ان اذهب لارتاح في غرفتي ساعة قبل موعد العشاؤ فأنا اشعر بشئ من التعب.)
فاجابت كارين بسرعة تطمئنهاليس لدي مانع على الاطلاق وسأكون في احسن حال.)
فقالت المرأةاذا احتجت أي شيء اطلبيه من السيدة لاوسون. وفي الواقع من المستحسن ان تبدأي بالتدريب على كونك سيدة هذا المنزل منذ الآن, ان هذا لن يأخذ وقتآ طويلآ. الى اللقاء عند العشاء.)
لم تجب كارين لأنها ببساطة لم تستطع ان تجد ما تقوله سوى كلمة شكرآ, والتي لا تناسب هذا الوضع. انها لا تريد ان تكون سيدة هذا المنزل, خصوصآ في مثل ظروفها هذه.
كان لهيلين بانيستر من الشجاعة اكثر مما كانت هي ستشعر به لو كانت في مثل وضعها, وفكرت في متاعبها التي بدت تافهه امام ما تعانيه هذه المرأه. ربما لم يكن هذا الزواج بمثل ما كانت تحلم به ولكنه كل ما تملكه. وترك لوغان بعيدآ عنها لن يحسن الوضع.
ان بأمكانها على الاقل ان تجعله يحبها مرة اخرى اذا هي وجهت عنايتها لذلك وهذا ما عليها ان تبدأ به.
وجلست على الشرفة امام المنزل حتى مرت الساعة ال7 تنتظر عودة لوغان وعندما ملت من الانتظار صعدت الى غرفتها لتحده قد عاد واغتسل وغير ملابسه.
وقال متهكمآلقد ابتدأت أظن انك ربما هربت.)
فردت بحدةهل انت متأكد من انك لا تعني كلمة ارجو؟)
فأجاب قائلآربما كان هذا هو الأفضل من بعض النواحي. ولكن الأمر ليس بهذه البساطة لسؤ الحظ.)
فقالت بصوت خافتانني اعلم هذا ولكنني لا اريد القيام بشيء قد يؤذي والدتك.) كانت تريد ان تصلح الأمور بينها وبينه ولكنها لم تكن تدري كيف تبدأ.
فأجاباظن هذا شيئآ مهمآ.) وبدا صوته متعبا بشكل مفاجئ وهو يستطرد قائلآاذا كنت تحبين ان تشربي القهوة قبل العشاء فتعالي الى المكتبة عندما تكونين جاهزة.)
وفتشت كارين في ذهنها عن شيء تقوله فلم تجد وخرج من الغرفة.
ان رأب الصدع بينهما سيأخذ اكثر من مجرد الكلام على كل حال. وفكرت وهي تلوي شفتيها في ما اذا كانت قادرة على اجراء مزيد من التقارب بينهما.
ذلك ان كون لوغان لم يحاول ابدآ ان يهدم الحواجز بينهما يشير الى فقدانه الاهتمام تماما بهذه الناحية.
عند الساعة الـ 7.30 نزلت الى غرفة المكتبة وهي ترتدي تنورة بيضاء وقميصآ بنيا فاتح اللون, ووجدت حماتها ولكن لوغان لم يكن هناك.
وقالت هيلين بانيستر تجيب على السؤال الذي بدا في وجه كارينانه يقوم باتصال هاتفي في المكتب تعالي واجلسي بجانبي يا عزيزتي. وسيحضر لك لوغان شرابا عندما يعود.)
وجلست كارين حيث كانت اشعة شمس الاصيل الذهبية تغمرها وهي تشعر بالغربة.
لقد كانت هذه الغرفة رائعة الجمال مثل أي مكان اخر في هذا المنزل, ولكن الجدران المبطنة بالكتب بدت وكأنها تخنق منها الانفاس وتسجنها في عالم لم تعرفه من قبل ولا اهتمت بمعرفته.
وعندما عاد لوغان بدا الآمر اسوأ فقد احست بأنها اسرة متقاربة اما هي فدخيلة متطفله.
وسألته أمه: ( هل تحدثت الى مارغوت؟)
فأجابنعم. يبدو انها كانت تريد ان تطمئن الى انها الاولى في القيام بواجب استضافتنا في حفلتها تلك. وكما ظهر من لهجتها سيكون الجميع هناك ايضا.)
وتهالك على الكرسي امام الاريكة التي كانت تجلس عليها كارين ووالدته. وبدت في عينيه نظرة غامظة وهو ينظر الى وجهها قائلآلقد تلقينا دعوة الى العشاء غدا مساء.)
فاجابت كاريننعم اعرف هذا.) ولم تعرف ما تقول بعد ذلك ولكنها عادت فسألتههل سيرتدي المدعوون ملابس رسمية؟)
فأجاب بجفاءنعم فإن مارغوت تؤمن دوما باتباع الاصول.)
فقالت امهسمعت انها وزوجها دنكان في طريقهما الى الطلاق. وهذا شيء مؤسف اذا كان صحيحا. مع انهما لم يكونا متلائمين قط.كان هذا هو رأيي على الدوام.)
فقال لوغانان الشائعات تضخم من الأمور. كل مافي الامر انهما فقط يجتازان محنة سيئة.)
وتسائلت كارين عمن تراه قد اخبره بهذا عن مارغوت وزوجها.هل هو دنكان ام مارغوت نفسها ؟ ولكن, لقد دام زواج دنكان اشلي فترة قبل ان تقع المحنة السيئة. بينما زواجها هي قد ابتدأ بالمحنة.

الفصل الخامس
لم يكن العشاء في قصر وايت غيتز يستدعي ارتداء الملابس الرسمية,ولكنه كان مختلف جدا عما اعتادته كارين في منزلها ذلك ان امها كانت من النادر ان تهتم بوضع العشاء في غرفة الطعام الصغيرة. وكانت تفضل ان يأكلوا في المطبخ, ولم تكن كارين قد فكرت حتى الآن بذلك وعندما وقع نظرها على الفضيات اللامعة والبلور المتألق والأثاث الفاخر المصنوع من خشب الماهوغني, اعترفت بأن العيش في مثل هذا الجو الراقي المرفه له ناحيتة الايجابية حقآ.
وكانت مساهمتها في الأحاديث التي استمرت حول المائدة اكثر من ساعة كانت مساهمتها قليلة. ولم يكن هذا لأنها لا تعرف كيف تشارك بالحديث.
ولكن لأن اكثر الاحاديث تركزت حول اعمال المزرعة. ربما كان الطريق الى قلوب اكثر الرجال هو معدتهم كما يقولون, ولكن كما فكرت كارين ربما كانت الخيل المفضله عند لوغان على الطعام.
وكان عدم خبرتها واهتمامها بالحيوانات يشكل مسمارآ اخر في نعش حياتها الزوجية.
ولكن قد تكتسب الخبرة والاهتمام مع الوقت بطبيعة الحال, ولكن الموضوع هو هل هي تريد ان تقوم بذلك على ضوء ما عرفته؟ ذلك ان لوغان لا يحبها, بصرف النظر عن انكاره لهذا فقد كانت كما سبق واعترف لوغان, بأنها الخيار الوحيد أمامه, وما كان يعنيه حقآ انها كانت هي الوحيدة التي تتقبل سرعته في الزواج.
وانسحبت الأم الى غرفتها في الساعه الـ 10 ,وما ان ذهبت حتى اعلن لوغان عن نيته في القيام بتفقد الاصطبلات لأخر مرة لهذه الليلة ولم يقترح عليها ان تذهب معه, كما انها لم تحاول ان تفرض نفسها عليه.
وعندما اصبحت بمفردها في غرفة الجلوس, اخذت تقلب في بعض المجلات ولكنها لم تستطع ان تركز ذهنها على مابين يديها. كانت متأكده من ان لوغان لم يكن بحاجة الى تفقد الاصطبلات فقد كان هناك الحارس الليلي. وتساءلت عما اذا كان هذا تطرفا منه في الغيرة على مصلحة الخيول , أم مجرد رغبة في العزلة والانفراد؟
وازدادت كآبتها لا يمكن لهما ان يستمرا بهذا الشكل, فهذا الوضع بالغ الصعوبة, ولكن ماذا بامكانها ان تفعل فهي اذا قامت بخظوة لتجديد علاقتهما, معنى هذا ان البقية ليست بذات اهمية. فهي تريد الحب وليس مجرد الأرضاء الذاتي.
كانت في السرير وقد جافاها النوم عندما عاد اخيرا. واتبع نفس النظام الذي اعتادته منه في الليالي الماضية اذ يذهب الى الحمام ليبدل ملابسه ثم يخرج منه بعد 10 دقائق وقد اغتسل وفاحت منه رائحة معجون الاسنان.
وكانت تلازم دوما جانب السرير وقد أولته ظهرها وفي الصباح كان دوما يستيقظ قبلها.
وهذه الليلة استلقت كعادتها في الليالي الماضية , وهي ترتجف بينما انسل هو بين الأغطية, كانت تتوق الى ان تلتفت اليه ولكن كرامتها كانت تأبى عليها ذلك.
وطال الصمت الذي طال من صبرها, لقد شعرت بأنه لم يكن نأنه لم يكن نائما وذلك من تنفسه.
واخيرا قالت بلهجة لاذعةمن المؤسف انك لم تعلم قبل الآن بأن زواج مارغوت هو في طريق التصدع, والا لكنت عدت اليها.)
ولم تسمع منه جوابا لمدة طويلة حتى ابتدأت تظنه نائما.
ولكنه عندما تكلم كان صوته عاديا تماما وهو يحيبوما الذي يجعلك تظنين انني اريد العودة اليها؟)
فأجابتكل شيء)
فأصر عليها بقوله مثلا ؟ )
فقالتانك مثلا تواق الى رؤيتها مرة اخرى.)
فقالسيكون هناك اناس عديدون غدا مساء. وانا اعرف زوجها منذ سنين عدة.)
فقالت وهو الرجل الذي وضعته هي في مكانك.)
فقال ليس الامر بهذا الشكل.فكما كنت اخبرتك من قبل, لم يكن بيننا أي عهود.)
فقالتيبدو انها كانت تظن ان ثمة عهودا.)
فقالانها اذن مخطئة, وجوابا على ما سبق وقلته, الطلاق رغم انه قد اصبح سهلا هذه الايام إلا انه لن يتم بالسرعة التي كنت انا بحاجة اليها.)
فقالتاذا كان الطلاق بهذه السهولة فلا شيء يمنعك من ان تطلقني الآن بعد ان نلت مرادك. انني لن اعارض في ذلك.)
فأجابمن سوء الحظ ان علينا الانتظار, ولهذا سأنسى الأمر حاليا.)
وبدا في لهجته التعب والضجر وهو يقولوالآن , هيا الى النوم.)
فقالت وقد بلغ بها السخط حدا لم تنتبه معه الى ادراك مبلغ عدم المنطق في كلامهانعم, بالتأكيد فقط "هيا الى النوم كالفتيات الصغيرات الطيبات" فاذا كنت قد نسيت فأنا اذكرك بأنني منذ سنتين لم اعد فتاة صغيرة طبية.)
ولم يتحرك وشعرت بالجو مشحونا بالتوتر. واخيرا سألها بصوت مثقل بالمعاني اتراك تحاولين استفزازي للقيام بعمل ما؟ )
وأخذت كارين تزدرد ريقها الذي جف فجأة, هل تراها كانت تفعل ذلك حقا؟
وقالت لا تكن سخيفا.)
فوضع يده على كتفها وادارها على ظهرها. وكان هو قد نهض متكئا على ذراعه وعيناه تتألقان.
قال بلهجة احالت غضبه المكبوت الى عاطفةهل هذا هو ما تسعين اليه؟)
وسقطت حواجز الكبرياء التي كانت قد اقامتها بينهما. فسواء كان يحبها أم لا . فهي تريده.


وعندما استيقظت في الصباح كان ضوء النهار يغمر الغرفه. وبقي ذهنها مغلقا لحظة لتتدفق عليها ذكرى ما حدث ليلة امس, مرة واحدة.
وارغمت نفسها على ان تستدير على جانبها الاخر وقد تمزقت مشاعرها بين الارتياح والشعور بخيبة الامل لتجد ان مكان لوغان كان فارغا وكان الوقت بعد الـ7 بقليل فقط.
ومن البرودة في مكانه تكهنت بأنه قد ترك الفراش منذ بعض الوقت. ولا شك انه في الاصطبلات.
وتساءلت كم كانت تعني الليلة الماضية بالنسبه اليه لكي ينهض ويتركها هكذا بكل بساطه؟
وهبطت الى غرفة الافطار مرتدية بنطلون جينز وقميصا مقفلا وكانت الساعة الـ8 لتجد هيلين بانيستر جالسة بمفردها.
قالت وقد كهنت بسؤال كارين الذي لم تنطق بهان لوغان في الاصطبلات وقد سبق وتناول فطوره.) وابتسمت وهي تقوللابد انك كنت مستغرقة في النوم حتى انك لم تسمعيه وهو يخرج.)
وقالت كارين بمرح لا بد انني كنت كذلك.)
وسألتها هيلين وهي تتخذ مقعدها الى المائدة وتمد يدها الى ابريق القهوةما هو البرنامج لهذا النهار؟ ان لوغان سيكون مشغولا في اعادة بناء اماكن كثيرة.)
فأجابت كارينلقد فكرت في زيارة اهلي. انا ادرك ان غيابي عنهم لم يدم سوى ايام قلائل ولكن ......) وسكتت وهي ترفع كتفيها باشارة اعتذار متابعة قولها حسنا مازلت اشعر بالاستغراب لوجودي هنا بدلا من هناك.)
فقالت هيلين بانيستر:هذا طبيعي تماما ومن حسن الحظ ان والديك يعيشان قريبين من هنا, اذ بامكانك ان تكوني عندهما في أي وقت تشائين.هل تحسنين قيادة السيارات؟)
فأجابتنعم احسن ذلك.)
فعادت تقول هذا حسن يمكنك ان تاخذي سيارتي الروفر فهي متوقفه في الكاراج منذ اكثر من شهرين منذ ان تخليت عن القيادة. وفي الحقيقة لا يوجد سبب يمنع من ان انقلها باسمك, فانا لن استعملها بعد الآن.)
لم يكن في صوتها ذرة حزن على نفسها وهي تقول ذلك,فقد كانت تقرر حقيقة واقعية بكل بساطة.
فحماتها هي اشجع امرأة رأتها في حياتها, وكانت كارين تفكر في هذا محاولة ان لا تدع مشاعرها تبدو على ملامحها, وكان عليها ان تقبل ما قدمته لها رغم نفورها من ذلك.
لأن رفضها يعني انها تقذف بكرمها ذاك في وجهها.
وقالت بصوت هادئ اشكرك.)
فأجابتها حماتها بمثل هدوئهاواشكرك انا كذلك, لقد احسن لوغان الاختيار.)
وفكرت كارين في ان لوغان انما اتخذ الاختيار الوحيد الذي وجده,. ولكنها لم تنطق بهذه الكلمات لأن هيلين كانت تعلم سبب زواج ابنها.
اما الذي لا يجب ان تعلمه فهو الذي ينقص هذا الزواج.
وقالت تسأل حماتها اذا كان عليّ ان ارتدي ملابس خاصة لحفلة الليلة. فماذا يحسن ان ارتدي ؟)
فاجابت هذه آه ان ثوب سهرة هو مناسب تماما. لقد اصبح ارتداء الملابس الطويلة نادرا هذه الايام,الا اذا كانت المناسبة خاصة جدى.)
فعضت كارين على شفتها قائلة لا اظن ان ما عندي من ملابس يصلح لذلك.)
فقالت حماتهابامكانك دوما ان تذهبي بالسيارة الى نورويتش لشراء ثوب. وبامكاني ان اخبرك اين تجدين المتجر الذي اتعامل معه انا في المناسبات, وستجدين عندهم حاجتك بالتأكيد.)
فسألتها كارينكم تظنين سيكون ثمنه؟)
فاجابتهذا اخر شيء تهتمي به اخبريهم فقط من انت وهم سيرسلون الفاتورة, والافضل ان تقومي بذلك هذا الصباح بدلا من ارجاءه الى بعد الظهر, وانا سأتصل بالمتجر هاتفيا واخبرهم انك قادمة اليهم.)
كانت كارين تعلم انها بوصفها زوجة لوغان ودون دخل خاص بها فإن من حقها عليه ان يدفع عنها ثمن ملابسها. ولكنها مع هذا كانت تشعر بنفور من ان تستغله خصوصا من دون علمه.
وقالت هيلينيجب على لوغان ان يضع لك حسابا في المصرف لمصروفك الخاص . وسأتكلم معه في ذلك.)
فأجابت كارينكلا, من الافضل الا تفعلي ذلك.)
فنظرت اليها حماتها بدهشة قائلةهذا شيء طبيعي يا عزيزتي, وانا متأكدة ان لوغان قد سبق وقام بذلك.هذا اذا لم يكن من الانشغال بحيث ينسى, فليس ثمة زوجة تطلب نقودا من زوجها كلما ارادت ان تشتري شيئا فالمطلوب منه ان يوفر لك كل هذا تماما كما هو مطلوب منه ان يدفع تكاليف كل شيء اخر .)
وابتسمت كارين وهي تقول اننا من عالمين مختلفين, فان ابي لم يكن من اليس بحيث يوفر لأمي مصروفا خاصا بها. وهذا لا يعني انه كان يدعها تحتاج شيئا وكذلك انا.)
فأجابت المرأةانني متأكدة من انك لم تكوني تحتاجين الى شيء . وقد رأيت انا في والدك رجلا يعرف المسؤولية تماما. ولكن عليك ان تعودي نفسك على طريقتنا في الحياة. لقد ظلبت من السيدة لاوسون ان تقدم اليك فطرا كاملا, ارجو ان تكون قد قامت بذلك.)
وكانت كارين فعلا شديدة الجوع وهي ترد بالايجاب , ولما كانت مشغولة الذهن بما سترتديه هذه الليلة, بينما لوغان غير موجود لكي يسمح لها بالخروج لذلك لم يكن امامها سوى ان تتمثل لما اشارت به عليها حماتها فتخرج بالسيارة الى نورويتش.
وكان من الضروري ان تستبدل البنطلون والقميص بشيء افضل قبل ان تذهب. وهكذا وقفت امام خزانتها تحاول ان تختار ما تلبس واذا بها تجفل دهشة وهي ترى لوغان يدخل عليها الغرفة.
وقالقد تمزق حذاء الركوب وعدت لاستبداله.) ورفع حاجبيه وهو يرى وجهها المتضرج خجلا وارتباكها الكلي وتابع يقولولماذا حمرة الخجل؟ الست زوجك؟)
فأجابت محاولة تمالك نفسها من هذا الشعور السخيف بالحرجلم اكن اتوقع عودتك , ليس عندي ما البسه هذه الليلة ولهذا اقترحت عليّ امك ان اذهب الى نورويتش لأبتاع ثوبا.)
فقالارجو الا تذهبي بهذا الشكل.)
فقالت بحدةلقد كنت انوي استبدال ملابسي.) وعضت شفتها عندما تابع يقول متهكما : (آه , لقد ارتحت الآن.)
فعادت تقول بعد ان اتجه الى قسم خزائن الثياب الخاص به هل لا بأس في ذلك اذن ؟ اعني بالنسبة الى شراء مثل ثوب جديد؟ لا اظنني املك نقودا كافية لشراء مصل هذا الثوب الذي تحدثت عنه امك.)
فقال بغلظة ليس من الضروري ان تسأليني لقد سبق وفتحت لك حسابا في المصرف فاشتري ما تشائين عندما تشائين.)
فقالتلم اكن اعلم بهذا وانا لم اتعود على ان اخذ شيئا كهبه.)
فاستقام في وقفته وهو يحمل جذا الركوت في يده وقال جامد الوجهكلا ليس عليك بالطبع ليس لك ان تفعلي ذلك. ان دفتر الشيكات على منضدة الزينة مع بطاقة المصرف وكذلك قدمت طلبأ لبطاقة شراء الذهب ايضا.)
فقالت انك ...... كريم جدا.) ولم تعرف بالضبط مالذي عليها ان تقوله. لو كانت علاقتهما طبيعية لتقدمت منه وابدت له شكرها بشكل اخر, ولكنها لم تستطع ان تقوم بشيء كهذا.
ولوى شفتيه قائلا ان معظم النساء يعتبرون ذلك حقا طبيعيا لهن.)
فقالت انهن فقط نوع النساء الذي اعتدته انت.)
فقالهذا صحيح لم يخطر ببالي مطلقا من قبل ان هناك نوعا اخر.)
فقالتلقد حان الوقت اذن لكي تعرف.) وكان صوتها قد اصبح حادا وهي تتابع قائلة: (لماذا انت تبدو هكذا يا لوغان؟ فبعد اليلة الماضية...) وسكتت وقد احمر وجهها مرة اخرى عندما نظرت في عينيه.
فأجاب بصراحة لقد حصلت الليلة الماضية وهناك كل ما يجعلنا نكرر ذلك مرة اخرى فقط لا اريدك ان تقرنيه مع شيء اخر مما تسمينه الحب . فأنت لا تحبينني الآن اكثر مما كنت تحبينني منذ سنتين.)
وجعلتها كرامتها تقولهذا يعني اننا متماثلان اذن؟)
فأومأ برأسه قائلايبدو ذلك ولكن هناك تعويضا عن ذلك, وهو انك عندما تتعلمين كيف تعطين كما تأخذين يكون بقاءك عند ذاك في المنزل عن استحقاق.)
فسألته وما معنى كلامك هذا؟)
فاجاباعني انك لا تردين بالمثل . وهذا فرق كبير جدا.)
وضغط الألم نفسها ولكنها غطت ذلك بالتهكم وهي تقوا انني آسفة اذ لم استطع ان اكون كما تعودت انت .ربما عليّ ان اسأل مارغوت النصيحة.)
فقال دون يتأثر انها لا تعرف شيئا عن ذلك.)
فحدقت كارين فيه بصمت شاعرة بتوتر مفاجئ في عضلات معدتها,وهو ينظر اليها وقد لانت ملامحه اذ يقولربما كنت اطلب الكثير في وقت قصير. هيا استمتعي برحاة التسوق الآن.)
منتديات ليلاس
واخذت تنظر اليه وهو يخرج من الباب وقد اثقل الهم قلبها . انها لم تكن جاهله تماما بما يعنيه بقوله ذاك ولكن اذا كانت لم تستطع ان تحمله على حبها بامكانها على الاقل ان تحمله على الاهتمام بها.
انها تفكر في هذا دون اعتبار لما هو مفقود من علاقتهما.
ذلك انها لم تستطع ان تفكر في امكان الانفصال عنه الآن.


وكانت السماء ملبدة بالغيوم هذا النهار, وذلك للمرة الاولى منذ اسبوع مع ان المطر لم يكن متوقعا. وكانت هيلين بانيستر قد طلبت من بيل لاوسون ان يخرج السيارة من المرآب ويوقفها عند الباب لأجل كارين. ولم يكن عمر السيارة يزيد عن العام الواحد. كما كان طرازها هو الاكبر بين مختلف انواع السيارات الروفر.
كانت السيارة في القمة من كل شيء وتتوفر فيها كل اسباب الرفاهية. ولم تكد كارين تصدق ان مثل هذه السيارة ستكون لها.
ولكن ذلك لم يكن يعني انها لم تكن تفضل لو ان حماتها في حالة صحية طيبة لكي تقودها بنفسها, بالطبع.
وكانت مدينة نورويتش مزدحمه, واجتازت النهر عند جسر فاوندري حيث وجدت مكانا توقف فيه السيارة.
واتبعت الاتجاه الذي كانت حماتها اشارت لها اليه, لتجد شارعا ضيقآ وجدت فيه المتجر المقصود على بعد عدة دقائق.
كان المتجر صغيرا ذا نوافذ منحنية كتب اسمه مارسيل على لافته فوق الباب , وكان اول ما تبادر الى ذهن كارين وهي تراه انه غال ومختص بالطبقة الراقية.
ودخلت المكان شاعرة بالنقص في الطقم الرخيص رغم اناقته,الذي كانت ترتديه ولم يدهشها ان تلاحظ امارات العجرفة في وجوخ تلك البائعات الانيقات اللاتي ظهرن من خلفية المكان لدى سماعهن رنين جرس الباب الخافت وهو يفتح.
وقالت كارين بسرعة اعتقد ان السيدة بانيستر اتصلت بكم هاتفيا بشأني.) وسرعان ما تغيرت ملامح البائعة وهي تهتفطبعا! انه بشأن ثوب السهرة, اليس كذلك؟)
والقت نظرة خبيرة على قوام كارين الرشيق وهي تقولاعتقد ان رقم القياس هو 10 ) والتوت شفتاها وهي تقوللا اعتقد ان عندنا الكثير من هذا القياس فان اكثر عميلاتي ذوات قياس 14 فما فوق ,على كل حال فأنا نتأكده من ان بامكاني ان اجد لك شيئا مناسبا.)
ولكن كارين لم تكن متأكده من ذلك على الاطلاق وهي تحدق في نفسها بهذا الثوب في المرآه بعد عدة دقائق.
فقد كان مصنوعا من قماش مطرز بلون العاج, وكان الثوب واسعا جدا غير ملتصق بالجسم تماما وينزل طوله الى ماتخت الركبتين. وكان مرفقا به حذاء من الجلد العاجي اللون مزينا باللؤلؤ وكذلك حقيبة يد مماثلة لا تكاد تتسع لأكثر من منديل يد وقلم حمرة الشفاه وأشياء اخرى صغيرة. وكان كل شيء في القمة من جمال والذوق ولكن هل كان حقا يناسب شخصيتها؟ فقد كانت في الـ18 وليس في الـ 30.
ولم يذكر الثمنولم تجرؤ كارين على السؤال كما انها لم تملك الشجاعة على التصريح بما كان يدور في ذهنها.
ذلك ان متجر مارسيل لم يكن يحوي شيئا اخر بقياسها فاما هذا الثوب واما لا شيء اخر.
عندما وضع كل شيء في علب سوداء مذهبه عادت الى السيارة وهي تفكر باشمئزاز في ان هذه الليلة محنة بالنسبة لها . ووضعت العلب في صندوق السيارة .
ان هذا الثوب سيذهب بالقليل الذي بقى لديها من شخصيتها الحقيقية.
وكانت قد احضرت معها دفتر الشيكات فلو كانت تملك ذرة من الشجاعة لاستدارت الى اقرب متجر نسائي واشترت شيئا اقرب الى ان يحفظ لها صورتها الحقيقية التي تعرفها عن نفسها.
ولكنها لم تفعل ذلك لافتقارها الى تلك الشجاعة . عليها ان تحقق المنتظر منها. ولماذا اذن ارسلتها السيدة بانيستر الى ذلك المتجر لو لم تكن تشعر بأن ذوقها في اللباس اقل من ان يتلائم مع تلك المناسبة.
وعندما وقع بصرها على ثورتها في زجاج نافذة السيارة انتبهت الى ان عليها ان تصفف شعرها كذلك ولن تكون هناك صعوبة في العثور على صالة لتصفيف الشعر يقبلها دون موعد مسبق صباح يوم الاثنين.
وقد ساعدها الحظ لدى المحاولة الثانية. ولو ان ذلك كان بسبب الغاء موعد كما اخبرتها موظفة الاستقبال وكان المزين امرأة لم تعجبها طراز شعرها الحالي قائلة بأنه لا يناسب وجهها.
وهكذا سمحت لها بأن تصفف شعرها حسب ذوقها ما جعلها لا تكاد تعرف نفسها في النهاية. فقد كان مسرحا الى الخلف في طبقات كثيفة ما جعل وجنتيها اكثر بروزا وعينيها اكثر اتساعا.
قالت المزينه مزهوههذه التسريحه تبرز شخصيتك تماما.)
لقد زاد ابتعادها عن شخصية الفتاة الصغيرة كما رأت وهي تتطلع الى ما يطمئنها.
وحيث انه لم يكن لديها نقود كافية لم تجد مناصا من ان تستعمل دفتر الشيكات الذي لديها لكي تدفع لها الفاتورة الغالية.
ولم تكن قد اعتادت قط على ان يكون لها حساب خاص من قبل. اذ كانت تفضل ان تسحب نقودا من المبلغ الزهيد الذي كانت توفره عندما تحتاج الى شيء, ولم يكن لوغان قد ذكر من الواضح ان عليها ان تعرف هذا فيما بعد لكي تستطيع موازنة نفقاتها .
وربما سهل عليها ان تطلب من المصرف نفسه بيانا بذلك.
لوغان........... كان مجرد التفكير فيه يجعل خفقان قلبها يعلو. انها حتما ستحاول الاستجابه الى كل ما يطلبه منها , لكي لا تترك له مطمحا في امرأه اخرى.

الفصل السادس
وحيث ان كارين قامت بزيارة والديها. فقد كان الوقت عصرا عندما عادت على وايت غيتز.
وكانت حماتها ترتاح في غرفتاه كما اخبرتها مدبرة المنزل السيدة لاوسون.
وفكرت كارين في ان مدبرة المنزل كان عليها ان تدرك انه لابد ثمة شيء ما بالنسبة الى مخدومتها.
اذ ان امرأة في سن هيلين لا تشعر عادة بالحاجة الى الراحة بعد الظهر.
وتمنت كارين لو ان هناك ما يوقف سير المرض. شيء لا يستطيع المال ان يبتاعه كما يبدو.
ولم يعجبها الثوب كثيرا حين رأته مرة اخرى. فهو لا يناسبها هي على الاقل. وسواء اعجبها أم لا فأن عليها ان ترتديه الليلة اذ انها لا تملك سواه مما يفي بالغرض.
كان لايزال هناك ساعة لحين موعد الشاي وهو الوقت الذي تخرج فيه حماتها من غرفتها.
فكيف ستمضي الوقت بمفردها؟والحرية الممنوحة لها بأن تفعل ما تشاء. كانت جميلة نظريا, ولكنها لاشيء عمليا.
وانشغال السيدة لاوسون الدائم جعل المنزل على اتم ما يمكن من النظام بحيث لم يترك للسيدة بانيستر نفسها ما تقوم به سوى النظر في قائمة الطعام يوميا.
كان هناك المكتبه الحاشده بالكتب تنتظر من يقرأها. ولكن بالرغم من ولع كارين بالقراءة فانها لم تجد دافعا لذلك حاليا.
وحدثت نفسها بأن ماهي بحاجة اليه هو شيء تزاوله في الحياة. ومع انها كانت تشعر غالبآ.
بالملل من وظيفتها فانها على الاقل كانت تشعرها بانها تقوم بشيء ما ربما بامكان لوغان ان يجد لها ما تقوم به في الاصطبلات. مثل دروس الركوب تلك فهذه طريقة تجعلها اكثر تقريبا منه.
وعادت فارتدت البنطلون الجينز والقميص المقفول ومن ثم اتجهت الى الاصطبلات من الباب الخلفي مجتازة الحدائق .
وكانت السماء خالية من الغيوم تقريبا, مايبشر بمساء جميل وكان عليهما ان يكونا في منزل دنكان اشلي بين ال8 وال 8.30 . ولم يكن لدى كارين فكرة عما سيأخذه العشاء من وقت ولكنه دون شك كان وقتا طويلا بالنسبة اليها.
وتمنت لو انها الآن في الغد وقد انتهى كل شيء.
وكان لوغان بعيدا عن المكان ممتطيا صهوة جواده كما قال لها خادم الاصطبل حين وصولها. مضيفا انه لابد سيصل عائدا في اية لحظة اذا هي شاءت ان تنتظر.
وكانت اكثر الخيول ترعى العشب الآن. وتمشت هي نحو مرعى قريب حيث اسندت الى بوابة تنظر الى الحيوانات التي كانت ترعى العشب معجبة بحركاتها.
ومع انها كانت لا تعرف سوى القليل عن الخيول الا انه كان من السهل عليها ان تدرك
ان هذه الخيول هنا كانت اصيلة.
وكان هناك مهر صغير في زاوية بعيدة, كما ادركت حين رفع راسه فجأة عن العشب.
وراقبته بسرور وهو ينهض على قوائمه التي كانت اطول من ان تناسب حجمه.
وكان كستنائي اللون يلمع في نور الشمس وسرعان ما تبعه اخر كان هو ايضا مستلقيا على العشب وكان لونه اسود ببقعا بيضاء في منتصف جبهته.
وضرب الاخير الارض بحوافره بحيوية فائقة ليركض بعد ذلك متجها صوبها ليقف عند وصوله الى البوابه ناظرا اليها بفضول.
ومدت اليه يدها ملاطفة وكلن دون جدوى ومع ذلك فلم يبد على الحيوان الصغير أي عصبية.
وجعلها هذا تفتح البوابة لتدخل منها وبقي هو واقفا مكانه بينما كانت تتقدم نحوه .
مستمعا الى صوتها الرقيق المنخفض الس كان يلاطفه وقد انتصبت اذناه. وعندما مدت يدها تلاطف انفه نفض رأسه بعيدا ولكنه تغاضى عن ملامستها له مادا انفه بالمقابل يدسه في يدها.
وكانت هي تضحك مبهورة غير واعية الى حيوان اكبر كان يتحرك ببطء مقتربا منهما لتهب بعد ذلك عاصفة من الحوافر اتية من ناحية اخرى افزعتها ولم يظهر على الحصان الفحل الاسود الذي كان يقترب منها أي اثر للمودة فقد كان على وشك ان يقفز عليها قبل ان تتمكن من فتح البوابة لكي تفر هاربة ما جعلها تكاد تلتصق بالارض وقد ملأها الخوف.
وهتف بها صوت من خلفها لا تبقي واقفة هكذا تحركي.) ونبهها هذا الامر الصارم الى التحرك فاستدارت لتركض كالعمياء نحو البوابة التي كان قد فتحها لها لوغان, ليصفقها بعد ذلك خلفها فيقف الحصان في مكانه.
وقال يسترضي الحصاناهدأ , لم يحدث أي ضرر.)





وصهل الحصان وهو ينفخ خياشيمه غاضبا قبل ان يرفس البوابة باحتقار ثم يستدير مبتعدا.
وسألها لوغان بخشونه وهو يستدير اليهااليس عندك عقل يمنعك من دخول المرعى حيث الفحل والامهار في مثل هذا الوقت من السنة؟)
فنظرت اليه وهي ترتجف من الغضب لتقولوكيف لي ان اعرف بأنه يوجد فحل هنا؟)
فلوى شفتيه قائلاهل تعنين ان ليس بأمكانك تمييز الذكور من الاناث لدى رؤيتها؟)
فأجابت بحدةنعم اذا رأيتها. ولكنه كان في نهاية الحقل,ثم اذا كان هذا خطرا لهذا الحد لماذا لا تضعون تنبيها؟)
فأجابانه ليس خطرا في العادة خاصة مع الاشخاص الذين يألفهم ويثق بهم .انه فقط لا يحب ان يرى الغرباء يطفن في المكان قرب أمهاره.)
فقالتمعنى هذا ان ليس عليّ ان آتي الى هنا دون مراقبة. اليس كذلك؟)
ولم يبد على ملامحه أي اثر للارتباك وهو يرد عليها قائلاربما هذا افضل. فأنت لا تفهمين طبائع الخيل.)
فحاولت كارين ان تسيطر على نفسها وهي تراى كلامه منطقيا, وقالتهذا فقط لأنه لم تسنح لي الفرصة قط من قبل للتعامل معها.)
فتفرس لوغان فيها لحظة وقد لانت ملامحه. ثم سألها قائلا اتريدين ان تتعاملي معها؟)
فقالت متشوقه لأقناعه نعم وتعلم الركوت هو البداية اليس كذلك؟)
فأجاب نعم .ولكن لسوء الحظ ليس لدينا حاليا فرس مناسبة لذلك.)
فسألتهوماذا عن الحصان الذي كنت تمتطيه الآن؟)
فابتسم قائلا الراقص؟ اتظنين ان بامكانك التعامل مع فحل اخر؟)
فابتسمت بدورها قائلةلا يبدو ذلك حتى انني لم ادرك ان امتطائها ممكن, اليس السيطرة عليها صعبة؟)
فأجاب فقط عندما تكون هناك مهرة في فصل التزاوج.)
وطهرت لمحة السخرية في صوته وهو يسألها كيف كانت رحلة التسوق هذا الصباح؟)
وكرهت ان تصارحه بالحقيقة فقالت لابأس فقد اخبرتني امك عن المكان الذي اشتري منه ثوبا لحفلة الليلة.)
فقال بدهشةأحقا فعلت ؟ لم اكن اظن ان المتجر الذي اعتادت الشراء منه يمكنه ان يرضي اذواق الشابات الصغيرات.) ووضع ذراعه حول كتفيها بحركة طبيعة يديرها في اتجاه الاصطبلات وهو يتابع قائلا تعالي وقولي مرحبا للراقص على كل حال.)
ومشت معه وقد شعرت بالسعادة لقربها منه.
كان الراقص حصانا رمادي اللون رهيبا في حجمه وهو يطل برأسه من مربطه في الاصطبل مجيبا نداء لوغان.
ومدت كارين يدها تلامس اللجام في خطمه دون ان تهتم بالوميض الذي يبدو في عينيه.
وقال لوغان يطمئنها انه لا يعض الا اذا كان ثمة استثارة له.)
وهز رأسه عندما سحبت هي يدها بسرعة, وتابع قائلا ان اظهارك الفزع لن يجعلك تصلين الى شيء فالحيوانات تشعر بهذا , ما يجعلها عصبية هي ايضا. تحدثي اليه ودعيه يتعرف الى صوتك كما يتعرف الى رائحتك.)
فقالت للحصانمرحبا ياراقص من هو الفتى الصغير؟)
فقال لوغان هازئاانه ليس ببغاء) ووضع يده بين اذني الحصان وهو يقول برقة:
( نحن جميعا لنا كرامتنا, اليس كذلك يا فتى؟)
وصهل الحصان وكأنه يوافقه على ذلك وقد بدا عليه التأثر بوضوح. وتسائلت كارين باشمئزاز عما اذا كانت تشعر بالغيرة حقا.
وسألته هل ستعود لتناول الشاي؟ لقد حان الوقت لذلك تقريبا.)
فهز رأسه قائلاليس هذا النهار اذهبي وتناولي الشاي مع امي.)
ولم تشأ كارين ان تتركه ولكنها لم تجد مبررا للبقاء فسألته:
(في أي وقت اذن ستكون فس المنزل؟)
فقال لن انسى ان علينا ان نخرج الليلة.) وربت على الحصان للمرة الاخيرة
قبل ان يبتعد بوجه خال من التعبير وهو يقول:
( ليس هناك حاجة بنا الى الخروج قبل ال 8 . فالمنزل لا يبعد اكثر من 10 دقائق.)
وجاهدت كارين في المحافظة على هدوئها اذ تعود الى المنزل بمفردها. عليها الليلة
ان تتظاهر بالاطمئنان والثقة بالنفس.
فمهما كانت الظروف فان لوغان هو زوجها وعلى مارغوت ان تعرف هذا.
ووجدت حماتها في شرفة المدخل, وأمامها عربة الشاي التي كانت وصلت لتوها.
وقالت الاخيرة بمرحلقد ابتدأت اظن انني سأتناول الشاي بمفردي. هل وجدت ثوبا؟)
فاجابت كارين وهي تقدم كرسيا جلست عليهنعم.شكرا. احب ان تخبريني عن ثمنه عندما يصل . فقد سبق وفتح لوغان لي حسابا في البنك.)
فقالت حماتها وقد بدت في عينيها نظرة ذكيةانني مسرورة لسماعي بهذا. ولكنني لا اراك متشوقه الى حضور حفلة الليلة ..اليس كذلك؟)
وكان على كارين ان تكون صريحة بهذا االشأن , فردت تقول كلا. فانا لم اتعود هذه الشؤون.)
فقالت حماتها لا ادري لماذا تهتمين الى هذا الحد بذلك. فانت شابه بالغة الجاذبية والذكاء. وانا متأكدة من ان ليك القدرة على التصرف المناسب في أي ظرف كان.)
فقالت كارينولكن ربما سأكون اصغر المدعوين سنا هناك ؟)
فأجابت حسنا قد يكون ذلك صحيحا. ولكن هذه يجب ان تكون نقطة في صالحك وليس العكس.) وضحكت وهي تتابع قائلةستحسدك على ذلك بقية المدعوات.)
وفكرت كارين بخيبة امل في ان هذا لا يجعل الوضع طبيعيا.
وساورها الشك في ان يكون هذا صحيحا ذلك ان النساء في حفلة مارغوت سيكن من الاناقة والاتزان بحيث لا يشعرن معه بالحنين الى العودة الى سن 18.
وعندما صعدت الى غرفتها لتتهيأ للذهاب في الساعة ال7 ,كان لوغان لم يعد بعد.
اغتسلت ثم هيأت ثوبها الجديد واضعه اياه بجانبها. لتلف نفسها بشال قطني خفيف وتجلس بعد ذلك لتزين وجهها.
كان شعرها لا يحتاج الا الى القليل من العناية بعد ان قصته وصففته يد خبيرة.
وفكرت بحزن في ان لوغان لم يلق اليه بالا .وألقت نظرة نهائية على نفسها في المرآة.
ان ذلك الثو ب لا يسبغ جمالا على مظهرها رغم انه بيدو غالي الثمن.
وعندما عاد لوغان كانت هي تطلي اظافرها.
وقاللقد حدثت حالة طارئة فقد سقطت احدى الامهار فريسة لمغص مؤلم.)
فسألته وهل ستكون على ما يرام؟)
فأجاب لقد ابتدأت الآن بعد ان سببت لنا الكثير من الارتباك.ضلك ليس ثمة ما يفعل
تجاه التواء الامعاء.) وكان يخلع قميصه وهو يتحدث. ثم قالاظنك انتهيت من الحمام؟)
وتسائلت كارين ان كان هذا لا يبدو واضحا عليها بالنسبة اليه.
ويبدو انه كان سؤالا عابرا غير جاد إذ دخل الحمام دون ان ينتظر الجواب وهو يقول عند
الباب بالمناسبة لقد اعجبتني تسريحة شعرك.) وتلاشى سرورها بهذا الاطراء
وهي تفكر في انه ربما لم يكن يعجبه طراز شعرها السابق .
فهو لم يكن يدلي بأي تعليق على ما تلبسه حتى الآن. باستثناء يوم العرس حيث قال لها انها تبدو جميلة.
ولكنه يوم العرس ما كان ليسبب لها الاحباط بأي انتقاد يوجهه اليها حتى ولو كان ذلك رأيه الحقيقي.
وعندما خرج من الحمام, اخذت تحدق فيه بالمرآه ونظر اليها فجأة قبل ان تتمكن من تحويل بصرها عنه.
وارتفع حاجبه ساخرا وهو يقول فيما بعد .)
فتوهج وجهها من حمرة الخجل وهي تقول انني لم اكن افكر في... في ذلك.)
فقالبل كنت فقد بدا هذا واضحا.) واخرج قميص سهرة اخذ يرتديه وقد بدت على شفتيه
ابتسامه شبه ساخرة وهو يتابع قائلا لماذا يبدو عليك الذعر؟ ان هذا شيء طبيعي تماما.
كل ما في الامر ان اللحظة غير مناسبة.)
فقالت بغضب آه, كلا, طبعا فليس بامكانك ابدآ ان تتأخر عن مارغوت.)
وللحظة قصيرة التهب شيء في عينيه ولكنه ما لبث ان هز كتفيه بعد اكتراث
قائلا ليس من عادتي التأخر عن شيء اذا كان ذلك في امكاني.)
وارتجفت غضبا وهي تقف بعد ان لم تعد تهتم بالثوب وبرأي لوغان فيه
انها لم تعد تبالي به بعد الآن فقد كان قاسيا دون قلب ولا يستحق شيئا من ناحيتها.
ومع ان المساء كان دافئا الا انها لم تكن بغني عن شيء تلفه حول كتفيها اثناء الطريق
كما فكرت وهي تلقي نظرة على نفسها في المرآة, وكان لديها جاكته سوداء قد تصلح
لذلك. كذلك كان عنقها بحاجه الى ما يزينه, ولكن كل ما كان عندها هو قطع من المجوهرات الصغيرة لا يناسبه أي منها.
وكان لوغان قد انهي وضع رباط العنق وتناول الجاكته من على الكرسي.
وتحولت كارين برغمها لتراه وهو يرتديها.
ورأت باستسلام مصيري التعبير الذي مر بسرعة على وجهه عندما نظر اليها. وشكرت حظها لأنه لم يدل بأي تعليق.
ذلك ان أي اطراء يصدر عنه كان سيضيف الى المها الاهانة.
وسألها هل انت مستعده للذهاب؟)
فأجابت مازلت بحاجة الى جاكته.)
واتجها نحو السلالم معا انما بصمت . وتمنت كارين لو تملك الشجاعة التي تمكنها من رفض الذهاب الى الحفلة مطلقا
لقد كانت ظنت الليلة الماضية ان كل شيء قد ابتدا يصبح على ما يرام بينهما. ولكن هذا لم يكن صحيحا وربما لن يكون ابدا.
وعندما وصلا الى القاعة. قال فجأة ان عندي شيئا لك. تعالي الى المكتب.)
فرافقته متردده ووقفت عند الباب بينما اجتاز هو الغرفة نحو لوحة زيتية على الجدار ازاحها لتبدو خلفها خزنه صغيرة فتحها بإدارة دولاب في وسطها .
وتناول منها علبه صغيرة مسطحه. ثم عاد فأغلق بابها. واعاد اللوحة الى مكانها مرة اخرى. ومن ثم عاد الى المكتب الواسع تحت النافذة.
وقال لها تقدمي الى هنا.)


وفعلت كارين وهي تحملق بعينيها في العلبة التي فتحها عن عقد طويل مزدوج من اللؤلؤ.
وقال وهو يلوي شفتيه قليلا انها هذية العرس تأخرت بها وكنت سأقدمها اليك في نفس الليلة . ولكنني لم اجد اللحظة المناسبة.)
فقالت انني...اسفه.) وكان هذا كل ما استطاعت ان تقوله.
فقال بجفاءوكذلك انا والآن استديري.) واستدارت وهي تعض شفتها متمنية لو ان هناك
طريقة تعيد بها عقارب الساعة الى الوراء لو لم تكن مارغوت قد اخبرتها بسبب سرعة لوغان في الزواج. لكانت الامور مختلفة جدا.
واستقرت اللآلئ حول عنقها. كانت لآلئ حقيقية ولابد انها كلفت ثروة.
وقالت شكرا انها رائعة.)
فقالاهلا وسهلا. ان لك عنقا جميلا... عندما تذهبين مرة اخرى الى التسوق قاستعملي ذوقك الخاص.
فشعرت بغصة. وقالتبصوت خشن اعلم انني لا ابدو بشكل مناسب.)
فقاطعها قائلا هذا غير صحيح.فلا شيء خطأ في الثوب نفسه. انما هو ببساطه لا يبرز شخصيتك. فأنا اكره ان ارى امرأة فوق ال 30 في ثوب قصير ولكنك شابه فتيه يناسبك ذلك . كوني على سجيتك وليس كما تظنين ان الآخرين يريدونك ان تكونيه.)
فقالت سأحاول ذلك.)
تركها وهو يقول هناك قرطان في العلبة ايضا. فضعيهما في اذنيك لقد تأخرنا.)
كان قصر المتري اصغر من قصر وايت غيتز انما ليس بكثير. وكانا اخر المدعوين ال 12 .
فكانا مركز الانظار منذ اللحظة التي دخلا فيها. وكانت مارغوت تبدو صاعقة الجمال كالعادة في طقمها الحريري الاسود والحزام الفضي .
والقت على كارين نظرة واحدة تقيمها بها,ثم اهملتها كليا لتركز كل اهتمامها على لوغان بطريقة لم تترك مجالا في ذهن كارين على الاقل للشك في من هو الذي يستحوذ على اهتمامها الرئيسي.
ولم يبد على زوجها انه لاحظ ذلك هو ايضا, وكان اقصر من لوغان من لوغان بعدة سم كما كان يبدو اكبر منه بعدة سنوات ربما بسبب كونه اجلح بشعره الاشقر, وكانت كارين قد يبق وتبادلت معه يوم زواجها كلمات قليله ولكنها اعجبت بمظهره.
ووافقت حماتها على ماسبق وابدته من انه ليس النموذج الذي يلائم مارغوت مطلقا.
وسرعان ما اخذت تركز افكارها على الاسماء التي بدأت تقدم اليها عند التعارف .
ولم توجه اليها بقية النساء تلك النظرة المتفصحة بازدراء كما فعلت مارغوت بل كن في اكثر الاحيان يظهرن لها المودة والصداقة.
وعلى مائدة العشاء وجدت نفسها بجانب مضيفتها, بينما كان لوغان في الظرف الاخر من المائدة جالسا على يمين مارغوت.
وحيث انها كانت تلاحظ كل تعبير يظهر على ملامحها وهما يتبادلان الحديث باستمرار وسهولة اثناء تناول الطعام فقد وجدت صعوبه في الاستجابه الى حديث جيرانها الاقربين باكثر من كلمة او كلمتين .
وكان دنكان هو الوحيد الذي بقي مثابرا على الحديث معها.
وقالاظنك اعتدت ان تكوني ضمن فرقة بارستون التمثيلية. اليس كذلك؟ انني ادير فرقة برايور بلايزر في نورويتش.فهل عندك ما يمنع من الالتحاق معنا في الفرقة؟اننا بحاجه لوجوه شابه.)
فأجابت بتحفظقد يمكنني ذلك.ذلك انه مضى وقت طويل منذ كنت اقوم بالتمثيل.)
فضحك دنكان قائلاليس ثمة ما يسمى منذ وقت طويل بالنسبة اليك.فكل شيء هو امامك فانا اتذكرك في اخر انتاج, وذلك منذ سنتين او حوالي ذلك.)
فضحكت كارين وهي تغضن انفها وقد نسيت المكان الذي هي فيه في هذه اللحظة.
وهي تقول ليس لك ان تكون لطيفا نحوي.فأنا لم احصل على الدور الا عندما مرضت الممثلة صاحبة الدور وكنت انا من يليها في العمر.)
فهز رأسه يجيبها بقولهلا تبخسي من قدر نفسك.لقد كنت جيده جدا بالنسبة الى سن 16.)
وكانت في الحقيقة في 15 ذلك الحين ولكن ما اهمية ذلك لو انها اخبرته.؟
وعاد هو يقول مصرااذن فبامكاني ان اسجل اسمك كعضو منتظى في الفرقة؟)
فقالتحسنا ...نعم.) ولم تكن هي متأكده ابدا من هذا الشأن.
ولكن ربما كان من فساد الذوق ان تقول كلا. واضافت تقول بخجلوهل تقوم مارغوت بالتمثيل هي ايضا؟)
وبهتت البشاشة قليلا في تلك الملامح الوسيمة وهو يقولمن الاسف اننا لا نتشارك في هذا الميل الى التمثيل بوجه خاص.)
وفكرت كارين بان كثيرين ايضا لا يميلون الى ذلك.
وفكرت في ما عسى ان يظن لوغان بها لو عرف انها انظمت الى الفرقة , وهذا لا يعني طبعا ان عليها ان تحصل على اذن منه بذلك, ولكن سيكون الحصول على استحسانه شيئا لطيفا.
كان لوغان مايزال يتحدث مع مارغوت بنفس الحيوية ... أو على الاصح هي من كانت تقوم باكثر الحديث وهو الذي يستمع, ولكن الابتسامه على شفتيه كانت تقول كل شيء.
ولو كان هو ينكر اية نية في الزواج منها في الماضي فهو لا يمكنه الا ان يقارن بين السيدة مارغوت اشلي الرائعة الجمال والاناقة,وبين عروسه العادية.
وكانت التعاسه تتملكها وهي تفكر في كل هذا.
ولم يكن الحديث الذي طرق مسامعها من نافذة غرفة المعاطف بينما كانت تغسل يديها بعد ذلك ليزيد من ثقتها بنفسها.
فقد كان رجل وامرأة من الحضور على الشرفة واقفين عندما حمل الليل الهادئ كلماتها الى اذنيها فقالت المرأة تسأل رفيقها مالذي تظنه بالنسبة اليها؟)
فأجاب الرجل ضاحكاانها بالتأكيد فتاة صغيرة جميلة.)
فقالت المرأةحسنا ,نعم) واضافت بخبثولكنها دون ذوق مطلقا في ملابسها.اليس كذلك ؟)
وضحك الرجل مرة اخرى يجيبهالا بد ان اقول ان لوغان لا يهتم بالملابس حتى وان دفع فيها ثمنا غاليا.)
فقالت المرأة هناك اشاعة تقول انه اسرع في الزواج لكي يستحوذ على الميراث.)
فاجاب الرجل هذا هراء فليس ثمة محكمة تساند شرطا كهذا. وعلى كل حال ختى ولو كان هذا صحيحا فان بامكاني ان افكر بواحدة او اثنتين من الممكن ان تلبياه بكل سرور دون ان يضطر الى الزواج من مراهقة.)
فقالت المرأةآه, ولكن هل بامكانه عند ذاك ان يستمر في نوع حياته التي اعتادها؟ ان صغيرتنا كارين ستكون من الابتهاج بحظها السعيد بحيث لن تجرؤ على ان تتدخل في شيء. لقد رأت ما كان يجري على المائدة بينه وبين مارغوت ولكنني اراهنك على انها لن تعاتبه بشيء عن ذلك.)
وهنا توقفت كارين عن التنصت. وفكرت بألم في انه كان من الآفضل لها لو لم تستمع الى هذا الكلام على الاطلاق. ذلك ان الذين يسترقون السمع نادرا ما يسمعون شيئا حسنا عن انفسهم.
ربما كان في ما قالته المرأة الكثير من الحقيقة, فلو ان لوغان كان تزوج امرأه اخرى فقط لكي يحقق شرط الارث لكان وجد نفسه مقيد الحرية.
بينما معها هي لا يحتاج الامر الى جهد خاص فهو يعرف جيدا كيف يتدبر امرها .
فهو يلقي اليها بالفتات كلما اراد ذلك ليتركها بعد ذلك جائعة.
وحدثت نفسها بتصميم مفاجئ في ان ذلك لن يحدث بعد الآن. فهي منذ الآن وصاعدا ستكون مختلفة جدا.
وتفرق الحضور الى مجموعات صغيره انتشرت في انحاء المنزل ماجعل من الصعب عليها ان تعرف من هما اللذين كانا يتحدثان في الشرفه ولكن الامر لم يكن مهما اذ لابد ان ذلك الحديث كان هو الفكره السائده بين الحضور.
كان لوغان يتحدث الى دنكان بينما كانت مارغوت تحوم حولهما بفروغ صبر.
وبدا عليه انه بتجاهلها. ولكن تلك كما فكرت كارين كانت طريقته في الاحتفاظ بالسيطرة لنفسه.
وكان يبدو لكارين ذا جاذبية في بذلة السهرة السوداء والقميص الأبيض , وداخلها اليأس لحظة سرعان ما تلاشى وهي تحدث نفسها, متمالكة شجاعتها مرة اخرى , بأن لوغان كان وسيبقى بالغ الجاذبية.
احد الرجال وكان يدعى كما حاولت ان تتذكر,تود ناسية القسم الاخر من الاسم انتقل متعمدا مجتازا الغرفة الى حيث كانت تقف قرب باب غرفة الاستقبال.
وقال لهادعيني اقدم اليك عصيرا.)
وكانت علىوشك ان ترفض حين وقعت عيناها على لوغان ينظر نحوها, فرسمت على وجهها ابتسامة مشرقة وهي تجيبشكرا . اود كوبا من عصير التفاح.)

وعاد اليها بعد نصف دقيقة بكوت من العصير مع اخر لنفسه كما لاحظت.
وقال تود بلهجة ثقيلة نوعا مالقد جعلتني اشعر بالارهاق حقا, تماما كما جعلت كل شحص هنا. آه , ان يعود المرء الى سن 18 مرة اخرى.....)
فقالت تسألهحتى دون نقود او ربما عقل؟ في الحقيقة اتمنى لو اصل بسرعة الى سن 30)
فقال وهو ينظر في عينيها مباشرةستكونين جميلة في أي سن كان. ان لوغان رجل محظوظ) وكان في هذا الاطراء الواضح بلسم لجراح نفسها.
وخفضت كارين بصرها وهي تقولانك بالغ اللطف.)
فضحك قائلاكما انك لست بالبراءة التي تبدو عليك.لقد اخبرني دنكان انك ستلتحقين بفرقة برايور. اننا نقوم بتمثيلية " عطلة اسبوع هادئة " وستصلحين تماما للدور.)
فقاطعته قائلة اسمع حتى ولو التحقت بالفرقة فانا لا اتوقع ان استلم مباشرة دورا رئيسيا من اول مرة.)
فأجابلا ارى سببا يمنع ذلك اذا كنت تصلحين للدور وقد يسبب هذا شيئا من الغيرة. وماذا في ذلك؟ ان الانتاج اهم كثيرا من مداراة الكرامة.
فسألته دون اهتمام بملاحقة هذا الامر هل يوجد هنا اعضاء اخرون في الفرقة ؟ انني اعرف ان مارغوت ليست منهم.)
فأجابوكذلك ليس لوغان بالطبع.)وتابع بلهجة تهكميةاننا نحن ال7 بما فينا دنكان نفسه نشكل فريقا متجانسا اننا نحب القيام بالعمل معا.)
بدا بعد ذلك ان المساء قد اتخذ شكلا جميلا. فقد انطلق لسانها... وانتبهت اكثر من مرة الى لوغان وهو يراقبها بينما كانت تضحك وتثرثر,وتعابث.
وسرها ان تريه ما بأمكانها ان تقوم به وقت اللزوم. فلتأخذه مارغوت, فلماذا تهتم هي؟
انها قد ابتدأت الآن تدرك مبلغ ما يمكن ان تكون عليه الحياة من مرح وبهجة.
اما كيف خرجت الى الشرفة فهذا ما لم تكن لديها فكرة واضحة عنه. لقد عادت الى وعيها عندما ابتدأ تود يتحرش بها.
وصرخت فيه بوحشيةكلا.)
فقال بلهجة تحوي من الهزل اكثر مما تحوي من الاستياءاذن ما كان لك ان تخرجي معي الى هنا.وبعد فأنت ما زلت طفلة. اليس كذلك؟)
فقالت بلهجة تحوي كل ما امكنها من الشعور بالكرامةاذا كان هذا العمل جزءا مما تتحدث عنه,فانا افضل ان ابقى كما انا .وانا اسفه اذا كنت جعلتك تأخذ عني فكرة خاطئة.)
فهز كتفيه يظهر المرح وهو يقوللا بأس من الافضل ان نعود الى الداخل قبل ان يأتي زوجك باحثا عنك.)
لوغان..وامتلأت لدى التفكير به بالاشمئزاز من نفسها. كانت تحاول ان تجعله يشعر بالغيرة.
فماذا كان سيفعل لو انه ضبطهما معا؟ وكرهت التتفكير في هذا.
وقال تود بجفاءاذا منت ستعودين بهذا المنظر فسيظن من يراك انني ازعجتك كثيرا. ابتسمي وادعي انه لم يحدث شيء قط فأنا لن ابلغ عنك الى ناظر المدرسة.)
فقالت ثائرةويحك يا تود....)
فأرتسمت على وجهه ابتسامه عريضه وهو يقولهذا افضل.والآن ها انت ذي تتكلمين بمثل لغتي.) ونظر اليها لحظة ثم تنهد قائلااسمعي لقد اخطأنا نحن الاثنين,انما لم يحدث أي ضرر.)
وفكرت كارين باشمئزاز ان الضرر طبعا لم يحدث له .ولكن احترامها لنفسها قد تدهور عما كان منذ ساعتين.
ولم يكن ثمة مفر من ان يراهما لوغان الذي كان مواجها لباب الشرفة,عندما عادا الى القاعة .
لقد رأت عينيه تضيقان وهو ينقل بصره منها الى ذلك الرجل خلفها,فأدركت انه فهم ما حدث.
وكان في توتر فكه البرهان الذي كانت بحاجة اليه.



الفصل السابع
انتهت الحفلة حوالي الساعة الـ1 صباحا, وانتظر لوغان الى ان اصبحا في السيارة متجهين الى المنزل.
ليقول بلهجة متوترةعليك بالابتعاد عن تود غارفيلد.هل هذا واضح؟)
وكان في هذا الامر المختصر الذي القاه دون أي مقدمات ما جعل ثائرتها تثور. انها ليست طفله لكي يتكلم اليها بهذه الطريقة
وهي لا تريده ان يتحدث اليها هكذا.
وردت عليه باقتضابربما سيكون هذا صعبا.فقد طلب مني دنكان الالتحاق بالفرقة التمثيلية .واعتقد ان تود هو عضو فيها.)
فقالانك تعرفين تماما ماذا اعني.)كانت لهجته مازالت على توترها, وجانب وجهه قاسيا وهو يتابع قوله ان زوجته تعاني مافيه الكفايه لكي تنقذ حياتها الزوجية من الانهيار, فلا تقدمي له المساعده لتجشيعه.)
فقالت مستنكرةولكنني لم اقدم له شيئا.)
فقاللقد سمحت له بأخذك الى الشرفه.)
فقالت لقد كان الجو خانقا في الداخل.فخرجنا نستنشق الهواء الطلق.)
فقالانك لست ساذجة الى هذا الحد.)
فأجابتيظهر انني كذلك والا لكنت اعقل من ان اتزوجك.)
فأجاب بلهجة متوترةلقد تزوجتني لأن هذه كانت رغبتك.لأن بامكاني ان اعطيك كل ما تشائين.)
فقالتانني لا اريد نقودك.)
فقالانني لا اتحدث عن النقود. بل عن المشاعر.)
فقالت وقد منعها الآلم من ان تشعر بالغضباتعني انني اردت بالزواج منك ارضاء لمشاعري؟ لو كان هذا صحيحا لماذا اذن هربت منك ليلة عرسنا؟ ولماذا كان اهتمامي لما كانت اخبرتني به مارغوت؟)
فأطلق ضحكة قصيرة جافة وهو يقولذلك لأن احلامك قد تبددت.كنت تريدينني ان احبك حتى ولو لم تكوني تكنين لي نفس الشعور.فالامتناع ثم القبول ثم الامتناع مرة اخرى تدفعني الى محاولة الاخذ بالثأر. ولو كنت قد قمت بارغامك لتقبلت انت ذلك.)
فقالت هذا ليس صحيحا.)
فأجاببل اظنه كذلك.وان تركي لك اياما تتحرقين فيها كان اسوء انواع العذاب.)
وسكت ثم تابع يقول وقد عادت لهجته الى التوترعلى كل حال فإن من الافضل لي ان اكون الرجل الوحيد في حياتك من الآن فضاعدا. فاذا انا ضبطتك تقومين ولو بالنظر جانبيا الى رجل فستندمين هل فهمت؟)
فأجابت وقد ابتدأ غضبها يتصاعد بوضوح آه فهمت, تماما, ان معنى هذا انك قاسي ومستبد.)
فقالهذا غير صحيح انني اريدك تماما. ولكنني لا اريد ان اغمض عيني عندما تتواجدين مع رجال اخرين.)
فقالت اما انا .فليس من المفروض ان اشكو عندما تقوم انت بنفس الشيء مع نساء اخريات اليس كذلك؟ انني اذن غبية اذا كنت لم ادرك مالذي كان يدور بينك وبين مارغوت هذه الليلة. ان الجميع لاحظوا ذلك.)
فقال اذن الجميع كانوا مخطئين. فأياك ان تحاولي الانتصار عليّ بهذا الشكل. فالهجوم ليس دائما افضل وسائل الدفاع كما يقولون.)
واستغرقت كارين في الصمت. فهو لن يصدق قط انها لم تهدف الى العبث مع تود, وفي الحقيقة لم تكن هي نفسها متأكده من ذلك. ولكن رغبتها في ان تظهر للوغان انه ليس السمكة الوحيدة في البحر كانت هي البداية.
وسواء كان يهتم بما ترغبه مارغوت أم لا , فليس ثمة شك في اهتمام الاخيرة به. ذلك ان تلك المرأة لم تكن لتخفي ذلك.
وفكرت كارين ان عليها ان تراقب الأمر جيدا وتبقي عينيها مفتوحتين.)
وعندما وصلا الى المنزل كان هذا غارقا في ظلام دامس عدا ضوءا واحد ترك في القاعة .
ودخلت كارين المنزلمباشرة بينما اخذ لوغان السيارة الى المرآب .وكانت في الحمام عندما صعد هو الى الطابق العلوي.
وعندما خرجت من الحمام لم يقل شيئا كما انه لم ينظر الى ناحيتها. ومرت كارين بجانبه وهي تحول عنه بصرها.
ثم اندست في فراشها لترقد على جانبها موليه ظهرها له بنفس الطريقة التي كانت اتبعتها كل ليلة منذ زواجهما.
جاء الاتصال الهاتفي في مساء اليوم التالي بعد العشاء.وحملت كارين الهاتف الى غرفة الاستقبال, تبتعد بذلك عن لوغان رغم انه كان يبدو مشغولا بحديث طويل مع والدته.
كان المتصل هو دنكان الذي قالاننا سنعقد اجتماعا غدا مساءا . هل ستأتين؟)
فأجابتهذا اذا وعدتني بان لا تلقي بي خارجا في النهاية.)
كانت تحاول ان تبدو مرحة وهي تتابع قائلةفكما اخبرتك ليلة امس,فقد مر وقت طويل منذ ان منت ازاول التمثيل.)
فضحك دنكان قائلاهذا يدفعك الى ان تبدأي مرة احرى.متى اتي لاصطحابك؟)
فأجابتشكرا, يمكنني ان احضر بنفسي بالسيارة الى نورويتش.في أي ساعة؟)
فأجاب7.30 في لايتون هول.)
فقالتانني اعرف المكان.)
واخذت كارين بعد ذلك تفكر في ما عليها ان تفعل بالنسبة الى العشاء
ولكنها لم تشاء ان تثير الموضوع. فقد كانت تعلم انها ستندم على قبولها بذلك الموضوع.
فقد كانت تعلم انها ستندم على قبولها بذلك الموضوع. ولكن الأوان قد فات الآن لكي تغير قرارها.
وهي ستذهب فقط لألقاء نظرة على كل حال وهي غير مرغمة على ان تكون عضوا في الفرقة اذا لم يعجبها الأمر.
وعندما عادت الى مقعدها قالت حماتهاانك اذا ستنضمين الى فرقة برابور بلايرز. لقد كنت مشهورة في فرقة بارستون الصغيرة منذ سنوات قليلة. اليس كذلك؟)
فأجابت بخجللا استطيع ان اقول هذا تماما . ان الاجتماع سيكون في ال 7.30 وهذا شيء مربك نوعا ما.)
فقالت حماتها وهي تهز رأسهاتعنين انك ستخسرين العشاء؟ يمكنك ان تأكلي شيئا قبل خروجك.)
وحولت نظراتها الى ابنها قائلةالا تفكر في الذهاب انت ايضا؟)
فأجاب انها ليست هوايتي.)
فعادت تقولاظنهم يجتمعون مرتين اسبوعيا . اثناء اداء التجارب. وهذا قد يكون مقيدا للشخص.)
فقالت كارينولكن ليس لدي شيء اخر اقوم به.) وكانت نسيت للحظة انها لم تكن قد صممت بعد على الالتحاق بالفرقة.
وابتسمت لها هيلين قائلةكنت افكر فيما لو ارادك لوغان ان تذهبي معه الى مكان ما في ليلة اداء التجربة مثلا.)
فقال لوغانان هذا امر جدير بالاعتبار هذا اذا حدث وانا لا ارى أي مشكلة في الامر.)
ونظرت في عينيه الثابتتين.حسنا ربما كان يعتبر نفسه المسؤول عنها, ولكنها سوف تثبت له انه مخطئ فهي المسؤولة عن نفسها, وكلما اسرع في معرفة ذلك كان هذا افضل.
وقالت هيلين الأم تغير الموضوعهل هناك شيء بالنسبة الى الشائعات التي تتناول اسرة اشلي؟لا بد ان عندك فكرة عن ذلك بعد رؤيتك للزوجين الليلة الماضية.)
فرفع كتفيه يجيبها قائلا لقد رأيتهما هما الاثنين معا اثناء العرس وحدسك من تلك الناحية لا يختلف عن حدسي.)
فقالت ولكن علاقتي بهما ليس وثيقة كعلاقتك.)
فقاللقد كانت كذلك. تذكري ان هذا كان منذ سنتين على كل حال ليس دنكان من النوع الذي يثق بأحد.)
ولما لم تكن امه من النوع الذي يستمتع بقليل من اخبار الآخرين,فقد بدا عليها خيبة الآمل وهي تقولحسنا يقولون ان لادخان دون نار واظن ان في ذلك شيئا من الحقيقة.ولو كان لديهما طفل لساعد ذلك في اصلاح الامور بينهما.)
وتسائلت كارين ان كلن في ذلك تلميحا اليها هي.هل من الممكن ان تكةن حماتها قد احست بالصدع الذي بينها وبين لوغان؟

( كارين ) هتف بها لوغان ينبهها وقد رفع حاجبيه قليلا, وهو يتابع قائلاانني اسألك ان كنت تحبين ان تأتي معي لنقوم بالجولة المسائية. ان الحارس غوردون غير موجود الليلة.)
ومنعها الارتباك لهذا العرض الذي لم تتوقعه من تصنع الهدوء فهتفت بأضطراب اسفه كنت بعيدة بأفكاري اميالا من هنا.نعم سأحضر معك... انني اشعر برغبة في المشي.)
وقالت هيلين وهما يقفاناذا كنتما انتما الاثنين خارجين فسأصعد انا اذن الى غرفتي.) وكانت تبتسم ولكن الخطوط التي حول عينيها كانت اكثر عمقا,والهالات تحتها اشد دكنه. ما كشفت شحوب وجهها البالغ.
ولم يحاول لوغان الخوض في أي حدييث وهما في طريقهما الى الاصطبلات فقد بدا مستغرقا في افكاره التي تتركز على امه كما حدست كارين.
كانت الغيوم تحجب وجه القمر وشعرت ببرودة النسيم على ذراعيها ماتمنت معه لو انها احضرت شيئا ترتديه فوق ثوبها, ولكن الجو كان اكثر دفئأ في داخل الاصطبلات.
وفي متابعتها للوغان وهو يتفقد كل واحد من حيواناته,شعرت بنفسها وكأنها متطفله لا حاجة له بها هنا.
ان كل ما يعنيه الآن هي خيوله.
وسألهااتشعرين بالبرد؟) وكانا قد دخلا القسم الثاني من الاصطبلات.
فأجابتليس في هذه اللحظة. ام اكن متوقعه ان يتغير الجو الى البرودة بهذا الشكل منذ تناولنا الشاي.)
فرد عليها بجفاءهذا يحدث غالبا.. اننا في انجلترا.)
فقالتاظن الجو هنا مختلف عنه في استراليا.)
فأجابنعم هذا صحيح . ان الفصل هو شتاء الآن هناك . ولكنه دافئ تماما.)
فقالت تسألهاين كانت مزرعتك؟)
فأجاب بالقرب من اديلايد. ونحن نقوم بعمل اضافي في اخذ السواح على ظهور الخيل في الجبال.)
( لابد انك تفتقد لذلك.)
فهز كتفيه قائلا لقد اعتد على ذلك.)
فقالت بصوت اجش هل كان السبب لسفرك الى هناك هو ما كان قد حدث بيننا؟.)
فأجابكان ذلك احد الاسباب .ولكنني كنت افكر في عرض سبق واتاني للسفر قبل ذلك فلا داعي لأن تظني نفسك مسؤولة عن ذلك.)
وبدت على شفتيه ابتسامه خفيفة وهو يتابع قائلاكنت مع شريكي لاري في الجامعه فسافر الى هناك منذ سنوات حيث ابتدأ العمل ولكنه كان بحاجه الى رأس مال لكي يوسع اعماله. ان املاكنا في بلو ريفير هي اكبر كثيرا من املاكنا هنا في وايت غيتز, ونحن نقيس اراضينا هناك بالميل المربع وليس بالفدان.)
فقالتلقد اخبرتني امك انك لم تكن على علاقة طيبه مع ابيك.)
فأجابان نظراتنا الى الامور كانت مختلفه غالبا, فقد كان يعتبر تربية الخيول هواية وكان يتوقع مني ذلك ايضا.وكنت اريد ان اكون مطلق التصرف.)
وكانا قد وصلا الى اصطبل اوبيرون. وعندما دفع الحيوان الاسود الضخم برأسه بعنف على الحاجز لم تتمالك هي من التراجع مذعورة.
فقال لوغانلا بأس فهو ليس مع امهاره الآن..) واخذ يتكلم مع الحيوان ملاطفا وهو يدعك انفه.
ثم تابع يقولانه مثل كل الذكور يتجاوب مع الحنان.) واضاف ساخرادعيه يشم رائحتك لكي يعرفك في المرة التالية.)
فعادت كارين تتقدم بحذر محاولة ان لا تجفل حين نفخ الحيوان انفه عليها.
حتى انها وجدت الشجاعة لأن تتقدم تربت على رقبته.
وقال لوغان وهو يراقبهابالنسبة لدروس الركوب تلك فقد وجدت مهرة لطيفة هادئة تفي بالغرض تماما. ويمكنك التدرج بعد ذلك مع خيول اكثر حيوية بعد ان تكوني تعلمت المبادئ والمهرة ستصل غدا ولكنها تحتاج الى قليل من الوقت لكي تألف المحيط هنا, وهكذا سنبدأ نحن ذلك. هل هذا حسن؟)
فأجابتهذا رائع.) وكانت كارين ستقبل بأي شيء يقترحه عليها لكي تحتفظ بصحبتها له.
وتابعت تقول انني اتطلع الى ذلك ببالغ الشوق.)
فقال ضاحكا ربما تغيرين رأيك عندما ترين ما ستشعرين به عندما تمضين ساعة على سرج الفرس.)
فقالت برعونهلا يهمني ذلك انني اريد ان اكون فارسة مهما كلف الامر.)
فقال وهو يبعدها عن مربط الحصانانك لن تفشلي وعندك كل هذه الرغبه.) واكمل برغة وهو يقول حافظي على رغبتك هذه وسنصل بعد ذلك الى ما نريد.)
وادركت كارين انه لم يكن يشر الى ركوب الخيل ,انه لا بد يعني انه كلما طال الوقت الذي يمضيانه معا اصبحت مشاعرهما اكثر عمقا.كانت ترجو ذلك.
بينما قد يكون صحيحا ان شعورها نحوه وهي في الـ16 كان اقرب الى الافتتان منه الى الحب,ذلك ان ما تشعر به نحوه الآن كان اعمق بكثير.
وسمع صهيل فجائي من الاسفل ناحية نهاية صف المرابط واندفع لوغان بسرعة نحو مصدر الصوت وتبعته هي ولكنه عند وصولها كان قد سبق واختفى داخل المبني ذي الغرف المتعدده.
وظنت لأول وهله وهي تراه جاثيا على القش بينما يلوح فوقه شبح فرس مرعب. ظنت ان الفرس قد طرحته ارضا ولكنه ما لبث ان وقف على قدميه, لترى المهر الرضيع مستلقيا بسكون وصمت. وسألته مترددههل هو ميت؟)
فأجاب عابسالم يمت بعد,ولكنه على وشك ذلك يبدو ان ثمة نوعا من التسمم .سأستدعي البيطري.)
وكان هناك هاتف في غرفة الادوات القائمة في نهاية صف المرابط. ووقفت هي في العتبة اثناء اتصاله متمنية ان يكون هناك ما تقوم به.
عندما وضع لوغان السماعة قال لها يطمئنهاليس بامكان احد منا ان يقوم بشيء قبل ان ندرك سبب المشكلة, فأنا اتكهن فقط.الأفضل لك ان تعودي الى المنزل بينما ابقى انا هنا في انتظار الطبيب البيطري اندرو فهو لايبعد عنا اكثر من اميال قليلة.وسيكون هنا في خلال 10 دقائق او نحو ذلك.)
فقالت بودي لو ابقى هنا,الا اذا كنت انت تلح عليّ في الذهاب.)
وكان كل جوابه ان هز رأسه قائلااذن فلنضع فوق المهرغطاء فقد تنفعه التدفئة)
وفهمت من جوابه ان بامكانها البقاء معه.
وامضياء ال10 الدقائق التالية في المربط حبث اخذ لوغان يهدئ من مشاعر الأم المتوترة.
بينما جلست كارين على القش بجانب الحيوان الصغير العليل,كان هو نفس المهر الرضيع الذي كانت لاطفته نهار امس,وبدا ان رفع رأس المهر هذا يسهل عليه التنفس بشكل افضل
فوضعته كارين في حضنها غير منتبه الى لعابه الذي لطخ تنورتها.ذلك انها عدا عن هرتها في منزل والديها والتي لم تكن ذات طبيعة عاطفية فهي لم تحتضن حيوانا قط من قبل.
ولأول مرة استطاعت ان تشعر بعمقالمشاعر التي يمكن ان تزداد في الاعماق لدى موقف كهذا.
وعندما دخل البيطري ارعت في التنحي عن طريقه,لتقف بجانب الباب تراقبه بقلق وهو يفحص المهر
وكانت هزة رأسه وهو يعود فيجلس على عقبيه كطعنة سكين في قلبها, وهو يقول:
(لقد فات أوان الشفاء.وافضل ما يمكن ان اقوم به لأجله هو ان أساعد في انهاء حياته. فالتشرح هو الأمر الوحيد الذي يمكنني من ورائه معرفة ان ادرك سبب المرض.)
فأومأ لوغان برأسه دون ان يتحرك.ثم قالسأضع لوسي الأم في الربط الاحتياطي.)
وفتحت كارين له الباب بينما كان هو يقود الأم برغمها الى الخارج بعينين مغرورقتين بالدموع.
وقالت برقه كم انا اسفه .)
وبقيت ملامحه جامده وهو يجيبستتعلمين كيف تتقبلين اشياء كهذه. عودي الآن الى المنزل وسألحق بك بعد فترة.)
ولم تمانع هذه المرة اذ لم يبق ثمة معنى للبقاء فالبيطري سيقوم بما ينبغي عليه عمله وهذا هو كل شيء.
مهر رضيع قد رحل وبقي اخرون احياء نشطين وليس هناك مجال للعواطف,ولابد ان لوغان قد اعتاد على هذا ولكنها تشك في ان بامكانها ان تعتاد ذلك هي ايضا.





وعندما عاد لوغان الى المنزل كانت هي في الفراش وارادت ان تقول شيئا ولكنها لم تستطع التفكير في ما يمكنها قوله. وعندما استلقى هو اخيرا في السرير انتظرت ان يقول شيئا,ولكنها انتظرت دون جدوى.
وبعد لحظات قليلة فقط,عرفت من تنفسه انه استغرق في النوم, وبقيت هي فترة طويلة قبل ان تتمكن من النوم هي ايضا.
جهزت مدبرة المنزل وجبة لشخص واحد الساعة ال6 مساء جاعله كارين تشعر بالذنب لتسببها في ان تخرق السيدة لاوسون النظام.
مع ان تلك المرأة لم يبد عليها أي اهتمام لذلك, وعندما شرعت في السير الى نورويتش لم يكن لوغان قد عاد الى المنزل بعد وكانت حماتها قالت انه قصد مدينة تيتفورد في الـ4.30 لرؤية متعهد تموين.)
وكالعادة كانت كارين ما تزال نائمة عندما نهض في الصباح ولكنه بدا اثناء الغداء مسترخيا تماما. ولم يقل لها شيئا عن ذهابه الى تيتفورد.ولكن لماذا عليه ان يخبرها؟ فهي زوجته فقط وليست حارسته.
كانت رحلتها الى حيث كان موعدها مع الفرقة التمثيلية في نورويتش سهلة تماما ووضعت سيارتها خلف المبنى في الـ7.25 ثم دخلت لتجد معظم الاعضاء قد سبقوها الى الدخول.
وقال دنكانانني مسرور لتمكنك من الحضور.فقد كنت فكرت انك قد تغيرين رأيك.واظنك سبق وتعرفت الى واحد او اثنين من الاعضاء طبعا, ولكن تعالي وتعرفي الى البقية.)
وكما حدث مساء الاثنين في حفلة العشاء .لم تستطع كارين ان تتذكر كل الاسماء التي انهالت عليها في ظرف دقائق معدوده وبينما كانت متأكده من انها اصغر الموجودين سنآ.فقد كان هناك من لا يكبرها كثيرا وهذا ما بعث السرور في نفسها.
وكان ثمة عدة اشخاص كانت قد التقت بهم في حفلة آل اشلي وبينهم تود طبعا الذي حياها وكأنها صديقة قديمة.
كانت زوجته افريل جالسه تنظر اليه وقد بدا الاذعان على ملامحها وهو يبذل جهده في اظهار جاذبيته
واعترفت كارين لنفسها بأنه حقا ذو جاذبيه بالغة بشعره الاشقر وعينيه الماكرتين ولكنها مازالت متأثرة منه قليلا لما سبق وحدث بينهما في الحفلة.
وشعرت بالارتياح اذ لم يحاول ان يقدم اسمها عندما ابتدأ التصويت. فقد كانت الادوار الرئيسية سبق وقررت على كل حال, كما ادركت عندما قرأ دنكان الأسماء في القائمة.
وسرت اذ سألوها ان كانت تقبل التطوع في الانتاج المقبل, وترددت قليلا في البداية حتى علمت ان ليس ثمة من يريد حقا ان يحصل على ذلك الدور الذي سيعطى لها.
وفي الساعة 10 قدمت القهوة والبسكويت عندما اعلن دنكان ان عملها لهذا المساء كان مرضيا جدا.
وبينما كانت كارين تتناول القهوة وتثرثر مع تود وزوجته واعضاء اخرين اذا بها تشعر وكأن العام قد انهار حولها.
لقد كان دنكان يتحدث مع مجموعه اخرى على مقربة منها وكان صوته واضحا وهو يقول لسائل ماانني لم ارها منذ وقت الغداء فقد ذهبت الى تيتفورد لزيارة ابنة عمها.)
وطبعا كان يشير الى مارغوت كما فكرت كارين وقد سرى التنميل في اوصالها,ان ذهاب لوغان الى نفس المكان ليس صدفة مطلقا.
ومهما كانت نية مارغوت فإن من غير المعقول ان يجازف لوغان بتحطيم الاشهر الباقية لأمه في هذه الحياة لكي يدعها تخمن كم كان زواجه بعيدا عن الحب في الحقيقة.
ولكن هذا لا يعني انه سيرفض فرصة سنحت له لأطلاق العنان لنفسه مع صديقة قديمة ناضجة رائعة الجمال والتي هي من مستواه.
وقال لها تود وهو ينظر اليها بفضوللقد بدا عليك الذهول فجأه, هل هناك شيء خطأ ؟)
وتكلفت كارين ابتسامة وهزت رأسها تجيبه لاشيء اكثر من فكرة عابرة.)
فقالت افريلعليك ان تحاولي اقناع لوغان بالانظمام الينا. ان له صوتا رائعا.وشخصية ممتازة.)
فأجاب زوجها قبل ان تتمكن كارين من الجواب ولكن اهتماماته مختلفه.)
فنظرت في عينيه وهي تفكر في انه يدرك ماهس تلك الاهتمامات. ما اشبه الرجال بالرجال.
وكانت الساعة10.45 عندما خرج اخر الاعضاء وكانت كارين قد تأخرت عمدا بل كانت تريد البقاء اكثر من ذلك لو كانت رأت سواها باقيا.
وقال لها دنكان وهي تدخل السيارة الروفراقفلي كل الابواب ولا تقفي لأي سبب كان.)
فأجابت تطمئنهلن افعل ذلك.)وتساءلت عما اذا كان يشعر ان من الضروري ان يحذر أي سائقة وحيده يهذا الشكل.
فهي لم تتعود قيادة السيارة بالليل ابدا. فقد كان والدها يكره ان يراها تقود السيارة بعد الغروب.
لابأس ليس له ان يقلق بشأنها ولوحت له بيدها بمرح وهي تقولسأراكم جميعا يوم الجمعة.)
ومع انها اعتادت على الطرق في النهار فقد اضاعت طريقها ووجدت نفسها تجتاز تقاطع فيلبي برود بدلا من تقاطع سومرتون.
ولكنها فكرت في ان تستمر في سيرها متبعه طريق الساحل, بيد ان الطريق كان طويلا وكانت قد شاهدت اشارة تدل على طريق رولسبي الى الخلف بقليل وبامكتنها ان تعبر الطريق الريفي الى مارتام من هناك فتوفر على نفسها بضعة اميال.
ولم تجد مشكله في ان تجد الطريق مرة اخرى ولكنها كانت نسيت انه مجرد طريق قصير ثانوي نسبيا وكذلك غير مضاء طبعا مع ان انوار سيارتها كانت تمتد بعيدا .
وادركت انها لن تصل الى وايت غيتز قبل منتصف الليل. وسيتساءل لوغان اين تراها ذهبت.
وفكرت بحده لابأس فليتساءل عن ذلك فبامكانه ان يمضي وقت غيابها عنه بالتفكير في الوقت الذي امضاه مع مارغوت.
وآلمها التفكير في هذا لابد انهما امضيا وقتا ممتعا.
ومع انه كان من الصعب ان تتهمه تماما, الا انه لم يكن ثمة طريقة تجعلها تغمض عينيها مدعيه انه لم يحدث شيء
ولكنها حاليا لم تستطع ان تقرر الكيفية التي عليها ان تعالج بها هذا الوضع.



الفصل الثامن
كانت الساعه تشير الى 12.5 عندما وصلت كارين اخيرا الى وايت غيتز.وكان لوغان قد ترك سيارته المرسيدس امام الباب.ماجعلها تتساءل عن الوقت الذي عاد به الى البيت.
ولكراهيتها لمواجهته تكلفت عناء ادخال السيارة الى المرآب.ثم دخلت البيت من الباب الخلفي.
وكان لوغان عند دخولها واقفا عند باب المكتب. ولم يترك التعبير الصارم الذي بدا على وجهه أي شك في نفسها عن نوع مزاجه.وسألها:
(اين كنت حتى الآن؟ لقد اخبرني دنكان انك تركت المكان قبل الساعه 11.)
فأجابته بمرح لم تكن تشعر بهلقد اضعت طريقي عند المنعطف فجأت عبر الطريق الريفي.)
فقالفي هذا الوقت من الليل.؟)
فأجابت تدافع عن نفسها كنت اعرف الطريق وقد اخذ مني وقتا اكثر مما توقعت بقليل.)
فقالافرضي ان حادثا وقع لك او ان السيارة قد تعطلت؟اما كان من الممكن ان تبقي طيلة الليل هناك؟)
وتمالكن جأشها لا تريد ان تبدي اية مشاعر وهي ترد عليه قائلهولكن لم يحدث لي أي حادث, ولم تتعطل السيارة فالأمر على ما يرام اذن . اليس كذلك؟)
وتنفس لوغان بصوت مسموع وهو يرد عليها قائلاكلا ابدا ليس على ما يرام. واذا لم يكن لديك عقل تدركين به ذلك فأتركي السيارة في المرآب في المستقبل.)
والتهبت عيناها الزرقاوان غضبا وهي ترد عليه قائلةسأفعل هذا عندما تطلب امك مني ان لا استعملها باعتبار انها مازالت سيارتها. انني لم اعد في 16 يا لوغان...ام انك لم تلاحظ ذلك؟)
فأجابهناك فرق قليل في بعض النواحي ام يخطر في بالك انني قد اشعر بالقلق لأجلك؟)
فأجابتكلا.لم يحظر ذلك ببالي.ولم اتوقع ان عليّ ان اقدم كشفا عن تحركاتي.) واضافت تقول متعمدهثم انني لا اسألك تقديم كشف عن تحركاتك.)
ومر في عينيه الرماديتين معني سريع غير مقروء وهو يجيبليس من عادتي تعريض نفسي للأخطار.)
وادركت كارين انه يتجنب التعرض الى سؤالها. واعتبرت ذلك بمثابة برهان ايجابي على ذنبه فأجابت بلهجة لاذعةولا انا فلم يحدث لي حادث بعد. وسيارة مثل الروفر هذه من النادر ان تصاب بعطل.)
وتظاهرت بأنها تتثائب مغطية فمها بظهر بيدها وهي تتابع قائلة على كل حال فأنا ذاهبة الى الفراش) فلم يتحرك لعترض سبيلها وهي تجتاز القاعة نحو السلم.
لم يتحرك مطلقا وبقي واقفا عند الباب وشعرت بعينيه تتبعانها وهي ترتقي الدرجات ولكنها لم تنظر خلفها .فليظن ما يشاء فليس له عليها حق الاعتذار.
وعندما وصلت الى غرفة النوم ابتدأت تفكر في اليلة هذه التي لم تبدأ بعد .فاذا حاول هو ان يلمسها فستغذفه بكل ما تطالها يدها.
واقسمت على هذا وقد ثارت ثائرتها ان هذا الزواج كتب عليه الفشل منذ البداية.
وعندما خرجت من الحمام كان هو يخلع قميصه وذلك يعني انه لم يلحق بها على السلم الا بعد فترة طويلة.
وحاولت ان تمر من قربه بصمت عندما اوقفتها يده القوية تقبض على ذراعها ثم تديرها نحوه لتواجهه وهو يسألها مالذي حدث هذه الليلة ؟هل عاود تود الى خدعه مرة اخرى؟)
ولما كانت تعرف عنه ماتعرف.فقد صعقتها وقاحته. واوشكت ان تدلي باتهامها له ولكن منعها من ذلك رغبة ملحة في ان تصدمه في المكان الذي يؤثر فيه فسألته وهي تحملق فيه ببراءةساخرةماهي تلك الخدع التي تتحدث عنها.؟)
فأجاب وقد ضاقت عيناهلا اريد منك هذا النوع من الألاعيب. لقد بدا عليك الافتتان به بكل وضوح.)
فقالت برعونهوماذا في ذلك ,انه رجل جذاب يعاملني كامرأة وليس كطفلة غير اهل لرعاية نفسها.)
فقالانه يستجيب اليك كما يستجيب لكل وجه جميل اخر عدا زوجته.لهذا لا يداخلك الاعتقاد بانه يراك شيئا خاصا قد دخل حياته. اما من ناحية معاملته لك كامرأة فانا نفسي سأعاملك كامرأة وذلك عندما تتصرفين فعلا كامرأة.)
فقالت بحده انني اسفه جدا اذ فشلت في ان اماثل النساء اللاتي اعتدت معرفتهن. فانا لا املك خبرتهن.)
(انني لا اتحدث عن الخبرة انني اتكلم عن الطريقة التي تصرفت بها حتى دخولك الآن كان عليّ ان اشبعك ضربا.)
(اذن , فهذا يلخص مجمل سلوكك.)
فأجابانه يلخص المشكله الحقيقية, فانت لم تكبري بعد. وحياتك التي قضيتيها في مدينة بارستون لم تفدك بشيء. كان عليك ان توسعي افاقك....ان تري شيئا من العالم.)
فقالتوهل كنت ستجد فتاة اخرى بمثل غبائي لتقبل بما قبلت انا به. اذن؟)
فأجابلو لم تكوني موجوده لما اهتممت انا بتنفيذ شرط الوصية ذاك قط ذلك لانني غير مصمم على قضاء بقية حياتي هنا.)
فحملقت كارين به. ثم قالتهل تريد ان تخبرني ان في نيتك السفر الى استراليا بعد ان... ان ترحل والدتك؟)
فتردد برهة قبل أن يقولوهل في ذلك ما يدهش الى هذا الحد؟ ان العالم هناك مختلف جدا. ما يجعل انجلترا تبدو مكانا مخيفا.)
فسألتهوماذا بالنسبة اليّ انا؟)
فأجاب من العادة ان تتبع المرأة زوجها.)
فقالت ربما لا اريد انا ذلك.)
فقالهذا قرار تتخذينه عندما يحين وقته. انني لا استطيع ارغامك على القيام بأي شيء.)
فقالت بجمودوهل تعلم امك بذلك؟)
فأجاب كلا. وانا افضل ان يبقى هذا سرا . فاذا كنت تفكرين في اخبارها بذلك, فلا تفعلي.)
فقالتلا يمكن ابدا ان ابدد اوهامها.)
ونظرت الى اليد التي مازالت قابضة على معصمها وهي تتابع قائلة:
(اتسمح بأن تدعني اذهب. من فضلك؟ انني اريد الذهاب الى فراشي.)
وللحظة قصيرة. اشتدت قيضته وقد بدت في عينيه نظرة خطره ولكنه ما لبث ان هز كتفيه وتركها وهو يقولبالتأكيد يجب ان تذهبي اللا فراشك.)
فاتجهت نحو سريرها حيث استلقت في غمرة السكون الثقيل بينهما عاد هو الى الحمام. ولم تتحركالا بعد ان سمعت صوت الماء يتدفق من الدش فاستدارت على ظهرها لتحدق في السقف دون ان تراه.
انه لم يكن في نيته قظ ان يسكن هنا في وايت غيتز وهي متأكده من ذلك الآن فكل شيء قام به كان لأجل امه.
آه نعم انه سيأخذها معه اذا هي شاءت ولكن هذا لم يكن ضروريا اما اذا هي رفضت فهذا سيحل المشكله بأسرها.
اوستراليا, لوكان زواجهما طبيعيا, لتبعته الي أي مكان في العالم ولكن الأمور هناك لن تختلف عنها هنا. بل ستكون اسوأ في الحقيقة اذ انه ما ذامت هي حديدة الآن, ولكل جديد لذة كما يقال فهو يستمتع بوقته ولكنه ما ان يصبحا هناك حتى يراها قد اصبحت مملة تجلب له الضجر.
وانقطع تدفق الماء من الدوش وعاد السكون, لا يعكره سوى صوت الريح تصفر بين اغصان الاشجار.
وعندما فتح باب الحمام عادت كارين فانقلبت على جنبها مولية ظهرها له وقد تطرفت نحو حافة الفراش حتى كادت تسقط منه ارضا.
ومرت عدة دقائق قبل ان يقول بصوت هادئان علينا ان نصل الى نوع من التفاهم.فالامور لا يمكن ان تستمر بيننا بهذا الشكل.فاذا شئت ان تبقي مع الفرقة التمثيلية فهذا حسن. انما ليكن تود غارفيلد بيعدا عنك في المستقبل.)
ومره اخرى جاء دورها لتوجيه الاتهام وايضا لم تستطع ان تحمل نفسها على ذلك.ربما كان السبب لأنها تخشى ان تتأكد ظنونها.
وقالت متهكمةان يبقى هو بعيدا عني ام ابقى انا بعيدة عنه؟)
فقال ببطءانني لا امزح. اريدك ان تأخذي علما بذلك.)
وتساءلت هي, وماذا لو لم تأخذ؟وكانت على وشك ان ترد عليه بذلك, ولكنها كبتت جماح نفسها فان تمردا كهذا يظهرها اقل من راشده الى ماسبق وهدد به اذا هي استمرت في استفزازه. ولم تشك في هذا لحظة واحده.
وعندما بقيت صامته, قال ساخرا انك ننعلمين اذن ,ربما كان هناك امل.)
وفكرت كارين بألم. ان هذه ليس العلاقه التي كانت تحلم بها,لقد تسربت تلك الاحلام خارجه من النافذه.

وعندما اقترحت حماتها, صباح اليوم التالي ان تخرجا في نزهة بالسيارة لتناول الغداء خارج المنزل, وترددت رغم رغبتها بذلك.
وسألتها بشيء من الخجلهل انت متأكده من ان بأستطاعتك الخروج؟)
وكان سؤالها هذا بعد ان رأت شحوب وجه حماتها البادي وفتور همستها.
فجائها الجوابان اقود انا السيارة.كلا, انما ان تقوديها انت بي . نعم,فقط لنسير على طول الساحل او اي شيء اخر.)
ثم اضافت قائلة بسرعة مفاجئة اريد ان اخرج واطوف بالاماكن. لا استطيع قضاء بقية حياتي سجينة قفصي هذا انتظر قدوم الموت. اريد ان اعيش قليلا.)
كان بامكان كارين ان تتفهم شعورها هذا فقد كانت لا تدرك الحكمة من اضافة مزيد من التوتر الى اعصاب هذه المرأة فوق ما سبق وتحملت.
ومع هذا هل هذا يهم حقيقة اذا ما دنت النهاية؟ ولكن اذا كانت هي في مكان حماتها اما كانت تتمنى هي ايضا ان تستمتع بأيامها الاخيرة؟
وسارا في الطريق الساحلي خلال واكسهام وهابيبورغ حتى ماندزلي, حيث توقفتا لالقاء نظرة على المطاحن الهوائية ثم تحولتا الى الداخل تفتشان عن مطعم قرب قرية ترانتوش الذي كانت كارين قد سمعت بأنه يقدم طعاما لذيذا بشكل خاص.
كانتا بالاضافة الى اربعة اخرين يمضون اجازة هم الزبائن الوحيدين في المطعم .
ولكن الطعام كان بالغ الجودة هذا عدا عن وفرته.
وكان طبق السمك الذي طلبته كارين يكفي لأثنين. وطلبت هيلين عجة بالفطر. وتناولت طعامها بشهية اقوى من العاده,كما كانت النافذة المفتوحة بقريها تسمح للهواء النقي بالدخول, ماجعل تحسنا ملحوظا يبدو عليها.
وقالت لها كارينيجب ان نكرر نزهتنا هذه.)
فأجابت حماتها توافقها على رأيها ذاكسيكون هذا رائعا.ولكنني لن اجعلك تضيعين وقتك عليّ ياكارين.لقد قال لوغان امس اثناء العشاء ان الفرس التي اشتراها لك قد وصلت واستقرت. وهي في انتطارك للبدء بركوب التدرب. انك تريدين التدرب على الركوب.اليس كذلك؟)
فقالت كارينطبعا.) وترددت ثم سألتها قائلةاذن فقد تناول لوغان العشاء امس في البيت ؟كنت ظننت انه سيبقى في الخارج.)فأجابت هيلينلقد عاد بعد خروجك بقليل.)
وابتسمت لفكرة طرأت لها وهي تقوللقد كان قلقا بشأنك اذ ستعودين بمفردك في الليل. مع انني طمأنته الى انك ستكونين على مايرام ان رجل اسرة بانيستر لديهم عادة المحافظة على النساء.)
اذن فان لوغان لم يمكث طيلة المساء في الخارج. ولكن مازالت هناك عدة ساعات عليها ان تعرف كيف قضاها.
وكانت تتمنى لو انها لم تسمع شيئا اجيانا يكون الجهل بالشيء افضل من العلم به.
لاشك ان مخافة ليلة امس كما اخذت تقرر,لم تكن فقط لأجل سلامتها.بل كانت ايضا لما كان يمكن ان يحدث بينها وبين تود.
نعم ان له ان يذهب مع نساء اخريات ولكنها هي ممنوعة من الاهتمام برجال اخرين.
وقالت لها حماتهاتبدين مستغرقة في التفكير.هل كل شيء على مايرام بينكما انتما الاثنين؟)
واغتصت كارين ابتسامه وهي تقولكل شيء حسن جدا ولكن شط بي التفكير. وهذا كل شيء.)
ولكن حماتها لم تخدع بقولها هذا.فقالت:عليك ان تخبريني اذا كان هناك ما يقلقك.لنني اعرف ان لوغان مستبد بعض الشيء احينا تماما كما كان والده. كما ان ليك شحصية محدده مستقله,ولكن هناك دوما ما يسمى بالتسوية والحل الوسط.)
ولم تستطع كارين الا ان تقولوهذا الحل الوسك يأتي على حسابي فقط) ورأت بارقة الفهم في عيني محدثتها التي اجابتها قائلة:
(ان المرأة الذكية يمكنها ان تسير الامور كما تشاء هي وفي نفس الوقت ى تمس بكبرياء الرجل. ان المسألة كاها تتوقف على مقدار اهتمامها به.)
فقالت كارين محاولة ان لا تبدو جاده تماما في كلامهاولكن للمرأة كبرياءها هي ايضا.)
فأجابت هيلينليس بنفس الطريقة يا عزيزتي ان بامكاننا ان نرتفع فوق ذلك بحيث لا تمس كبرياؤنا.)
وسكتت لحظة وهي تمعن النظر في ذلك الوجه الفتي امامها ثم عادت تقولان فرق الـ15 عاما الذي بينكما في السن لا يجعل الامر سهلا ولكنه ليس الى الحد الذي لا يمكن التغلب عليه.)
ولم تجد كارين جوابا سوى قولهاكلا بالطبع .لا بأس في ذلك يا هيلين في الحقيقة كل ما في الامر هو انني لم لتعود على كوني زوجه.)
فقالت هيلينحسنا.لقد مر اسبوع فقط على زواجكما.)
وتساءلت كارين.لسبوع؟ هل هو اسبوع فقط ومع هذا ظهر هذا التصدع في حياتها الزوجية. لو لم تكن مارغوت هناك ربما بامكانها ان تتبع نصيحة حماتها فتتعلم كيف تعامل زوجها بشكل افضل .ولكن تجاهلها بما تعرفه هو كثير عليها.
وكان الوقت قريب العصر عندما عادتا الى المنزل,حيث كان وجود لوغان بانتظارهما مثار دهشة لهما هما الاثنتين.
وقال لأمه بغلظةكان من المفروض ان تكوني مرتاحة في غرفتك الآن.)وتابع يقول وهو يرى تلك الهاله الداكنه التي تحيط بعينيهالا ان تتسكعي في الظرق.)
فأجابت الأمان امامي راحة طويلة تنتظرني على كل حال فالجلوس في السيارة بينما يقودها غيري لا يكلفني أي جهد وكارين هي سائقة ممتازة ولي ملء الثقة بها.)
وادركت كارين من التعبير الذي بدا على ملامحه انه لا يشارك والدته هذه الثقة.
فنظرت اليه بجمود قبل ان تتحول ال حماتها قائله وهي تبتسم لهاانني حاضرة لأخذك للتنزه في أي وقت تشائين وما عليك سوى ان تطلبي منى ذلك.)
وبادلتها هيلين ابتسامتها وهي تجيبها قائلةشكرا لك يا عزيزتي. ما اجمل ان اجد امرأه اخرى ترافقني صحيح ان السيدة لاوسون هي مدبرة منزل ممتازة ولكنها ليست امهر متحدثة في العالم.)
والقت نظرة على ساعتها وهي تتابع قائلةاظن من الافضل ان اصعد الى غرفتي لأحظى بغفوة قبل موعد الشاي.)
واهذ الاثنان يرمقانها وهي تصعد السلم كانت تبدو مرهقة.كان على كارين ان تعترف بذلك
ولكنها على كل حال كانت تبدو كذلك غالبا حتى وهي في المنزل.
وقال لها لوغاناحب ان اعلم. بعد الآن وجهة سبرك عند خروجك.)
فتمالكت كارين هدوءها وهي تجيبهافرض انك لست موجودا لكي اخبرك؟)
فأجاباتركي لي خبرا اذن فان الاتجاه الذي ستسرين فيه سيساعدنا في حالة حدوص أي شيء.)
فسألتههل تعني مثلا وقوع حادث لي بالسيارة؟)
فأجاب ساخراكل شيء ممكن حدوثه لأفضل السائقين.كما ان من الممكان ان يحدث عطل ميكانيكي لآي سيارة. افرضي انك وجدت نفسك في منطقة منعزلة حيث لا يوجد اتصال هاتفي؟.)
فأجابتيمكنك ان تضع هاتف في السيارة هذه كما تضع في سيارتك المرسيدس.عند ذلك لن تبقى ثمة مشكله.)
فقالهذا بالتأكيد سيقلل من المشكلات. حسنا سأهتم بوضع هاتف في السيارة ولكنني مازلت اريد ان اعرف وجهة سيرك قبل خروجك.)
واعترفت كارين بأن عليها حسب رأي امه ان لا تعترض على ذلك. فان له حقا عليها ان تضعه في الاعتبار.
فقالتلن انسى ذلك.)
فقالهذا حسن.) واخذ يمعن النظر في وجهها لحظة وقد بدت في عينيه نظرة غريبه وكأنه يزن شيئا في ذهنه ثم قال وهو يهز كتفيهعدت لأسألك ان كنت مستعده للبدء بالدرس الأول في الركوب. مازال امامنا وقت لذلك قبل موعد الشاي.)
ولم تكن هي مستعده لذلك في الواقع ولكنها لم تجد ما تعتذر به.فسألتهوماذا البس؟)
فأجاببنطلون جينز وحذاء سير مؤقتا الى ان نحضر اليك الملابس المناسبة. وسأعطيك قبعة تنفع للوقت الحاضر. ولكن عليك ان تعطي قياسك لأحضار قبعة لك قبل تبدأي بالركوب جديا.وستبدين اليوم في تعلم مسك اللجام.)
وفكرت كارين بتلك السخرية التي صارت تلازمها هذه الايام.فكرت في هذا الأمر التافه الذي عليها ان تتعلمه.
وانتظرها هو في القاعة بينما صعدت هي الى غرفتها لأستبدال ملابسها. ان تعلم ركوب الخيل كان جزءا من خطتها لتوثيق الصله بينهما ولكنها تشك الآن في ان ذلك قد ينفع ذلك ان الصدع بينهما قد اتسع عما كان عليه.
توهمت صوت مفاجئ في اعماقها يقول عودي اذن فأقفليه. اجعلي هذا الزواج ناجحا فاذا كان غاليا عليك فهو يستحق ان تجاهدي لأجله.
وسألت صورتها في المرآة وهي تقفل ازرار قميصها.نعم, ولكن كيف ؟ ان مارغوت تتفوق عليها بالسن والخبرة بالرجال.
ولكن ما تملكه هي حداثة السن وعدم الثقة بالنفس , لقد تزوجها لوغان لأسباب خاطئه وان جعله يشعر نحزها بما تحب ان يشعر يستوجب اكثر من مجرد التمني
ولكنها مع نفورها ذاك من تعلم الركوب فقد وجدت المهرة المطاوعه التي تسمى دورا ودودا رائعة.
وعلمها لوغان اولا كيف تضع اللجام قائلا ان عليها ان تقوم بذلك بنفسها من الآن فصاعدا. ودفعت كارين اللجام بحذر بين الاسنان المخيفه المنظر للمهرة ولكن دورا تقبلت ذلك دون مانعه ماشجعها على ان تضع الحزام حول البطن لتشعر بعد ان اوصقت اخر اربطة السرج بأنها قامت فعلا بانجاز طيب.
ولكن لوغان قالانتظري عدة ثوان ثم عودي فشدي الرباط اكثر ولا تخافي فلن يؤلمها ذلك.لأن الخيل تتعمد نفخ بطونها عندما تحزم ليرتخي الحزام بعد ذلك. وفي هذه الحالة ينزلق السرج عن ظهرها.)
ولم تثق كارين بكلامه تماما ولكنها اطاعته في ذلك ما جعل الفرس تنظر اليها مؤنبه. وعندما امتطت ظهرها بمساعدة لوغان رأت نفسها كثيرة الارتفاع عن الارض .
فقد كانت المرة الوحيده التي امتطت فيها ظهر الخيل لمسافه ابعد بالطبع.
منتديات ليلاس
قادها, والفرس الى باحة التدريب المسيجه حيث امضى 10 دقائق يطوف بهما واللجام بيده. وابتدأت كارين تستمتع بذلك وقد اشعرها الدفء المنبعث من جسم الفرس الى رائحة الجلد بالاسترخاء.
وقال لهاان جلوسك يبدو طبيعيا هل لديك الاستعداد لتجربي السير خببا؟)
وكانت كارين مستعده لكل شيء فقالت ولم لا ؟)
وبعد ذلك بلحظات بدا انها على وشك ان يفلت منها زمام الأمر,ولم يعد باستطاعتها ان تتجاوب في جلوسها مع حركة الفرس, ما كانت نتيجة المزيد من الاهتزاز والارتجاج بعنف ما هدد بانزلاقها من مكانها.
ولهثت وهي تقول توقف عن ذلك يا لوغان لا استطيع ان اقوم به.)
فقال مصرابل تستطيعين اضغطي على الركاب وانهضي بنفسك. وتجاوبي مع حركة الفرس.)
وفجأة اصبح كل شيء طبيعيا كالتنفس وذلك عندما امكنها السيطرة على وضعها وامكنها ان تتصرف في حالتي البطء والسرعة واخذت تضحك وقد تألقت عيناها الى درجة جعلتها توشك على الاحتجاج عندما توقف لوغان عن السير.
وقال بحزمهذا يكفي اليوم.)
وامسك برأس الفرس وهو يهتف بكارين قائلا وهو يراها تهم بالنزولكلا ليس بهذا الشكل خلصي قدميك من الركاب اولا.ثم ارفعي قدمك اليمنى فوق ظهرها ثم انزلقي بعد ذلك الى الارض وبهذه الطريقة لا تتعرضين لخطر الوقوع.)
وفعلت ما قاله لها واخذت تربت على عنق الفرس وهي تقول لهاسنتابع ذلك غدا يا دورا !)
فهتف لوغان مسروراهكذا ينبغي ان تعامليها سيكون بامكانك الركوب بشكل عادي في العطلة الاسبوعية طبعا تحت اشرافي.)
فقالت بلهفةسأنتظر ذلك بكل شوق.)
فرفع حاجبه تهكما وهو يقولالا تمانعين في ان تكوني تحت اشراف احد؟)
فأجابتهناك نوعان من الاشراف.وفي موضوع ركوب الخيل فأنا غير مؤهلة للركوب بنفسي.)
فقالولكنك تعتبرين نفسك مؤهله للطواف وحدك بالسيارة ليلا في الطرق الريفية.)
فقالتهذا الامر مختلف.فقد اقفلت عليّ ابواب السيارة؟)
فقالهذا لا يشكل عقبه كبرى اما من يقصدك بهجوم.في الايام الماضية كان الشخص يعتبر بأمان,بعكس هذه الايام. لقد عرض دنكان بأن يمر لأخذك معه عند القيام بالتجارب ثم يعيدك الى المنزل.وهذا يرضيني انا اكثر.)
وفكرت كارين في ان هذا يرضيه بالطبع لأنها لن تكون معرضه لخداع تود.
فأجابت وهي ترتجف مشيحه بنظرها عنه نحو الفرسليس لك الحق في ان تقوم مع دنكان بتدبير شؤوني من وراء ظهري.)
فقالانا لم اقل أنني قبلت عرضه ذاك انما قلت له انك قد تفضلين ذلك.)
وبدت في لهجته لمحة من فروق الصبر وهو يتابع قائلامتى ستتوقفين عن التصرف كمراهقة ثائرة.لتبدأي بالتصرف بالمنطق؟)
فاجابت في الوقت الذي تتوقف فيه انت عن تمثيل دور الزوج القلق وتكون انت صادقا مع نفسك.)
وهنا اخرجها الغضب عن طورها, فتابعت تقواانك لا تثق بي اليس كذلك؟انك تظنني سأشجع تود؟ حسنا ما يمكن اعتباره هنا يمكن اعتباره هناك.)
واخذت الفرس تتحرك بقلق بعد ان شعرت بتوتر الجو حولها فأمسك بها لوغان يلاطفعا مهدئا قبل ان يعود فيستدير ليواجه كارين بنظرة فولاذية. وكانت هذه قد وقفت جانبا متجنبه حوافر الفرس الجديده.
وقال لها بهدوءسنتابع هذا النقاش بعد ان اعيد دورا الى مربطها.اقتربي منها وتحدثي اليها دعيها تعلم بانها ليست هي في اثارة غضبك.)
فامتثلت لما قال بعد ان ندمت لثورتها تلك ولكنها قد اتهمته وانتهى الامر.وهي لن تدع الامر الآن دون ايضاح كل شيء.
ان بأمكانه ان ينكر كل علاقة له بمارغوت, بطبيعة الحال. فليس لديها برهان دافع بل مجرد تناسب ظروف تدعو للشبهة.
وطلب منها ان تقود الفرس الى مربطها وترفع عنها اللجام ثم تمسدها فترة قبل ان تتركها,ولو لم تكن كارين تتوقع ما سيكون بينها وبينه لشعرت بسرور بالغ وهي تقوم بذلك.
وكان لوغان يبدو طاهرا هادئا تماما ولكن خطا صارما كان حول فكه نبهها بانه بعيد في الواقع عن مثل هذا الهدوء.
وقال لها اخيراهذا يكفي الآن فدعينا نتمشى قليلا.)
واخذا يتمشيان صامتين عدة دقائق. فكارين لم تستطع ان تجد شيئا تقوله بينما لم يحاول هو ان يتكلم.
وعندما تركا الساحة,اتخذ الطريق المؤدي الى النهر ليقف عند اول بوابه متكئا عليعا بمرفقيه وهو يسرح انظاره في الحقول المتراميه امامه.
وقالحسنا .فلنبدأ.)
وجف حلقها وحاولت ان تفتش في ذهنها عن مخرج,واحيانا يكون الانكار سيئا بقدر ما هو الاعتراف لأنها مازالت غير متأكده مما تظنه.
وقالت مراوغةلقد سائني ان تطلب من دنكان ان يضعني تحت المراقبة ربما كنت على شيء من الحماقه اذ اجتاز البراري الليلة الماضية.ولكن احتمال حدوث شيء لي هو حجة ضعيفة.)
فقالسنعود الى هذا الموضوع فيما بعد, ولكنني الآن اريد ان اعرف مالذي قصدتها بقولك ما يمكن اعتباره هنا يمكن اعتباره هناك.)
ولم يعد امامها من مهرب فقالت باستسلاماظن الامر واضحا.اماذا تصير مسألة تود في حين تقابل مارغوت خفية.؟)
ولو كانت كارين قد توقعت حقا منه ان ينكر ذلك فورا. فقد خاب املها. ذلك ان لوغان لم تطرف له عين بل حول وجهه اليها ببساطه ثم اخذ يمعن النظر فيها مفكرا, ليقول بعد ذلك:
( من اين جائتك تلك الفكرة.؟)
فأجابت انت ذهبت الى تيتفورد بعد ظهر امس .وقد علمت بالصدفه ان مارغوت كانت هناك هي ايضا.)
فقالهذا صحيح لقد كانت هناك .)
وسقط قلبها لهذا الاثبات الهادئ وحدقت فيه وهي تجاهد في السيطرة على مشاعرها تقول اظنك ستخبرني ان الأمر كان مجرد صدفه.)
فأجاب بوجه صارم الملامح وقد لوى شفتيهكلا لقد كان اجتماعا مدبرا.ولكن ليس للسبب الذي تظنين.)
فأجابت زما هو السبب اذن؟)
فأجابان هذا سر بيننا نحن الاثنين.) وعندما فتحت فمها لتحتج هز رأسه ليتابع قائلا:
(عليك ان تثقي بي ياكارين.)
فسألتههل بالطريقة التي تثق انت بي فيها؟)
فتأوه بعمقانني اعرف تود غارفيلد فقد تنافسنا اكثر من مره.وليس ثمة شيء احب الى قلبه من ان يدخل المشاكل بيننا ,انا وانت خاصة بالنسبة لحالة زواجه الفاشل.)
فقالتولكنهما هو وافريل على وفاق الآن كما يبدو.)
فقالهذا تظاهر فقط وهي لم تكن نعرفه قبل الزواج على حقيقته كما تعرفه الآن.)
فقالت دون ان تخفي نبرة التهكم في صوتها:
(اتعني ان عليها ان تثق بك هي ايضا؟)
فأجاب انها ليست بحاجه الى الثقة بي,فأنا اعرفها منذ مدة طويله)
فسألتهلماذا اذن لم تتزوجها انت نفسك وتنقذها منه؟)
فأجابلم تكن معرفتنا من ذلك النوع من العلاقات قط.)
واستقام بجسمه فجأه وهو يقولاننا لن نصل الى شيء اذا نحن بقينا في مثل هذه الاحاديث,اذا انت لم تقبلي عرض دنكان.فأنني سآخذك بنفسي الى مقر الفرقة اثناء اجراء التجارب.فأنني على الاقل سأكون متأكدا من اعادتك الى المنزل سالمه )
فقالتلتضيع وقتك هناك في انتظار انتهائي لكي تعودبي؟ أم لعل في ذهنك نوعا اخر من تضيع الوقت؟)
فنظر اليها طويلا ثم قالانك في الواقع لا تقصدين سوى الاخذ بالثأر.انني مستعد الى الالتحاق انا ايضا بتلك الفرقة اذا كان في هذا ما يريحك من الشكوك.)
فقالتلا اريدك ان تقوم بأي تضحية من اجلي.)
فقالاما ان تقبلي بهذا, واما ان تذهبي مع دنكان كما اتفقنا.)وتحول اليها بعنف متابعا:
(انني جاد في هذا ياكارين وانا متأكد بأن امي ستوافقني على هذا الرأي.)
فقالتوبكلمه اخرى ,انك ستطلب منها ان تستعيد مني السيارة.حسنا هذا جميل تابع كلامك)
وكانت كارين من الشعور بالنقمة بحيث لم تعد تهتم بما كانت تقول. كان كل ما تريده هو ان تعرف كل ما يخفيه عنها,وهي تتابع قائلة:
(انما لا تتوقع مني ان اصدق انك ومارغوت جلستما فقط تتحدثان.اتظنني بهذه السذاجة؟)
وللحظة بدا عليه وكأنها نجحت في جعله يفقد السيطرة على نفسه.فلمعت عيناه وهو يصر على اسنانه
ولكن ذلك كان للحظة تمالك بعدها نفسه,فقالصدقي ما تريدين ان تصدقي فأنا رجل مشغول.)
ووقفت كارين متسمره في مكانها تنظر اليه وهو يعود من حيث اتى ,وقد ابتدأت الآن فقط تدرك انها ربما كانت على خطأ. وارادت ان تناديه لكي يعود,ولكن اسمه التصق في حلقها
كان من المحتمل ان يجيبها على كل حال.فقد بدا عليه تماما انه قد وصل الى نهاية صبره
ولكن, أي شيء غير هذا السبب الواضح يجعله يقابل مارغوت سرا؟
لقد كانا صديقين في الماضي وقد بدا على مارغوت بوضوح ليلة الحفله ان مازال مدار اهتمامها.
لقد اعتاد على الحرية في علاقاته مع النساء طوال شبابه وشيء تافه كالزواج لا يمكن ان يقيده.
واخذت تراقب تلك القامه الفارعه تبتعد عنها شيئا فشيئا. بينما هي تتسائل وقد غمرتها التعاسة اذا كان اسبوع واحد قد انتهى الى ما انتهى اليه........ فالى اين سيصلان؟






الفصل التاسع
كانت هيلين تنتظر في شرفة مدخل المنزل وامامها عربة الشاي عندما عادت كارين الى المنزل.
وقالت هيلين باسمه كنت ابتدأت اظن انني اصبحت مهجوره. هل كنتما تتمشيان؟)
فأجابت كارينكلا كنت اتلقى دروسا في ركوب الخيل.) وجرت كرسيا جلست عليه وهي تتناول كوب الشاي من يد حماتها شاكرة.
وسألتها هذهوكيف كان الدرس؟)
فأجابت كارين كان ممتازا. كان ممتعا جدا.)
وكانت تجاهد في ان لا ينم صوتها عما يغمر نفسها من قنوط واكتئاب.
وعادت الحماة تسألانك اذن ستتابعين دروسك هذه؟)
وكان لدى كارين جواب واحد وهو بالطبع.)
فقالت الحماةهذا حسن.ان كل فوائد الزواج تأتي نتيجة المشاركة في الاهتمامات. ربما بأمكانك ان تقنعي لوغان بالانظمام الى الفرقة التمثيلية هو ايضا.)
فأجابت كارينانه في الحقيقة قد سبق وابدى رغبته في ذلك. ولكن فقط لكي يمنعني من ان اعود بالسيارة بمفردي الى المنزل ,وهذا لا يشكل سببا وجيها للانظمام الى الفرقة)
فلمعت عيني هيلين نظرة فطنة وهي تقولهذا شيء مفهوم في هذا الزمن.لقد هوجمت امرأة منذ ليالٍ فقط وهي تسير الى سيارتها.ولوغان يهتم بأن لا يترك فرصة لمثل هذا الامر ان يحدث لك.)
فقالت كارينهذا غير محتملالا اذا انا تأخرت الى ما بعد خروج الجميع.على كل حال.لا اظنه يهتم بي بهذا الشكل لو انني في ال10 من عمري.)
وبانت نبرة ضئيلة من الحده في صوت الحماة وهي تقولأتراك تفضلين ان لا يكترث لما قد يصيبك؟ان سنك هذا يجعله اكثر اصرارا على حمايتك.وهذه ليست جريمة.)
وعضت كارين شفتها وقد انتبهت الى انها ضايقت المرأة المسنه.فقالت:
(كلا ليس هذا ابدا.وانما فقط يجعلني اشعر بانني مازلت تلميذة مدرسة)
فعادت هيلين تبتسم قائلةوانت تفضلين ان يعتبروك امرأة متزوجه مسؤولة؟ لا تسارعي في التخلي عن شبابك فهو لا يأتي الا مرة واحده, وفي نفس الوقت هل تجدين كل تلك المشقة في ان تسامحي لوغان,حتى انه استعد لكي يلتحق بالفرقة التمثيلية لأجلك؟)
وازاء هذا لم يعد امام كارين الا الاذعان,فقالتليس عليه ان يقوم بذلك.ان دنكان قال انه سيوصلني بنفسه.)
فقالتحسنا اذن فهذا خيارك انت)
وفكرت كارين في انه اختيار محدود جدا في الواقع ان بامكان حماتها ان تتحدث عن الحل الوسط ولكن ذلك لا ينفع مع ابنها.
ولكراهيتها مواجهة لوغان مرة اخرى اغتسلت وارتدت ملابس مناسبه للمساء قبل ان يعود الى المنزل.
ثم امضت الساعات التالية في المكتبه تطالع كتابا.
وان يتاح لها الوقت للقراءة في مكتبه غنيه بالادب والثقافة هو شيء لا يثمن ومن المفروض ان تدرك قيمته.
ذلك ان كثيرين سيعابرون انفسهم محظوظين لو انهم وصلوا الى ما وصلت هي اليه
كانت تعلم ذلك ولكنها كانت تعلم ايضا انها تتنازل عن كل شيء بكامل ارادتها
فقط في سبيل ان تسمع من لوغان كلمة واحده هي " احبك " على ان يقولها من كل قلبه.
ودخل لوغان المكتبه اولا.فوقفت على قدميها تعيد الكتاب الى موضعه متظاهره بقراءة عناوين كتب اخرى, بينما سكب هو لنفسه كوبا من العصير.
وما لبث ان سكب لها كوبا ليجلس بعد ذلك على نفس الاريكة التي كانت تجلس عليها كارين.
واعترفت لنفسها بان من غير اللائق ان تغير مقعدها لتبتعد عنه بسبب ما حدث بينهما عصر ذلك اليوم.
وكانت الاريكة تتسع لأثنين فقط ما وجدت معه من المستحيل ان تبقى مقاطعه له.
ولاحظت ان قميصه الطويل الكمين كان بني اللون مماثلا بذلك للون قميصها هي.
واشاع هذا الخاطر لمحة هزل في نفسها.
ووجدت نفسها تندفع بالقوللقد قررت ان ادع دنكان يمر عليّ ليأخذني معه عند القيام بالتجارب.)
فسألهاولماذا هذا التغير المفاجئ في رأيك؟)
فأجابت بسبب شيء قالته امك , انني......)
فقاطعها بلهجة لاذعةجمبل ان اراك تهتمين برأي شخص ما...سنتحدث في ذلك فيما بعد.)
فقالت ليس هناك شيء لنتحدث عنه لقد نلت ما تريد الا يكفي هذا؟)
فقال بعنف وقد توترت ملامحههل هذا هو كل ....)
وسكت برهة ليأخذ جرعه من كوبه ثم يقول بلهجة متوتره قلت فيما بعد.)
وكان في دخول هيلين ما ـشعرها بالراحة.وكان واضحا من نقل هذه لبصرها
بينهما انها شعرت بالجو المتوتر بينهما. ولكنها لم تعلق بشيء.
انما بدا عليها الانزعاج وكانت كارين تتمنى لو امكنها تطمينها ولكن عما تطمئنها؟
ذلك ان لوغان يريد استسلاما تاما لإرادته, وهذا ما لم تكن مستعده لتحمله.
ومر المساء.ولم يبد لوغان أي اشارة تنم عن عدم الانسجام بينهما في معاملته لها.
ولكنها كانت تعلم بوجود ذلك,لا يمكن للأمور ان تستمر بهذا الشكل. وساورتها التعاسة وهي تفكر بذلك ان ما بينهما ليس زواجا وانما شبه زواج.
وتركز معظم الحديث على خطط لوغان بالنسبه لمزرعه الخيول.وكانت كارين رأت امه هي
التي بدأت هذا الموضوع .وقد وجدت كارين الموضوع ممتعا ممتعا الآن بعد ان ابتدأت
تشعر بالعطف على الحيوانات. فهي لم تدرك من قبل مبلغ البهجة التي تبعثها سيطرتها على مثل هذه المخلوقات.
وفي الشعور بها تتحرك تحت امرتها.انها مازالت حتى الآن تهرب منظر فحول الخيل لحجمها
وقوتها وطباعها. ولكنها قد تتعلم معالجة امرها هي ايضا اذا توفر لها الوقت والفرصة لذلك ان كل ما يلزم لذلك هو الاراده.
وقالت هيلين وهي تلاحظ ان العمل سيبدأ في الاصطبلات الملحقة وفي الباحة الداخليه
في الاسبوع القادمان قيامك بالعمل كان سريعا بالتأكيد.وعند نهاية الصيف سيكون جاهزا للعمل وهذا يعني ان بأمكانك ان تفتش مشتر)
ولاحت على فمها ابتسامه خفيفه عندما رفع ابنها رأسه بعنف وتابعت تقولانك لا تظن طبعا انني اتوقع منك ان تبقى هنا الى الابد.اليس كذلك؟لقد كنت رأيت نمط حياتك في استراليا,اتذكر؟ انني اشعر بقدار الانقباض الذي تشعر به هنا الآن.لقد كنت من الانانية بحيث اردتك ان تبقى معي اثناء ما بقي لي من الحياة وهذا يكفي.)
ورد عليها لوغان باكتئابانك دوما تعرفين ما يدور بنفسي.واذا عدت الى هناك فأنني سأحرص على ان تذهب املاكنا هذه الى من هو اهل لذلك.)
فقالت امهولماذا كلمة هذه؟ فان هذا ما ترغب فيه انت.)
وانتقلت انظارها الى كارين تسألهاما رأيك انت بهذا؟)
فأجابت هذه مراوغةانني لم اجد فرصة بعد للتفكير في هذا الأمر.) واشاحت بوجهها بأسى وهي تتابع قائلة:
(لا ادري كيف تتحدثان عن هذا الآمر بمثل هذا الهدوء؟)
فأجابت الحماةلقد امضيت سنة ونصف اعود نفسي على هذا.ذلك ان لا شفاء لما اعاني هناك فقط تهدئة للالام والزمن يمر.)
وعادت تبتسم وهي تستطرد قائلهانني لست خائفة من الموت يا عزيزتي فقد امضيت حياة طيبة ما ينبقي للانسان هو ان يقوم بما يتوجب عليه لأن لا احد يعلم ما يأتي به الغد اعرف ان ما اطلبه هو كثير ولكنني لا ادري اذا كان بامكانكما انت ولوغان ان تحاولا ان يكون لكما طفل اراه قبل رحيلي.؟)
فاسرعت كارين تقول دون تفكيرسنحاول جهدنا اليس كذلك يا لوغان؟)
فأجاب بصوت هادئبكل تأكيد) وكان وجه جامد التعبير وهو يقول ذلك.
فقالت الأم في كل الاحوال سأصعد الى غرفتي لكي احلم بذلك.)
وبعد خروجها ساد الصمت عدة دقائق,وكان لوغان هو الذي اخترقه بسؤاله لها:
(هل هذا حقا ما تريدين؟ ام انك قلت هذا لكي ترضي والدتي؟)
كان سؤالا صعبا, واخيرا قالتليس لدي أي اعتراض اذا لم يكن عندك انت.)
فقالليس هذا هو السؤال.اعني هل تريدين طفلا وانت في الـ18؟)
فأجابتعندما يأتي الطفل سأكون في الـ19 حتى ولو ابتدأ الحمل الآن.)
ولم تكن تنظر اليه مباشرة وهي تتابع قائلهوربما كان الحمل سبق وحدث)
فقال نعم اعلم هذا.وهو قصر في النظر مني كان عليّ ان افكر في هذا.)
وقالت بنبرة واقعيةاذا كان ذلك قد حدث فلا حاجه اذن للتصميم او عدمه ولكن في اية حال بما انك سبق ووعدت امك.....)
فقالطعها قائلالقد كانت تستغل عواطفنا. ليس ثمة ما يضطرك لتحقيق هذا الوعد)
فردت عليه بسرعة قائلهربما من السهل عليك ان تخلف بوعدك.ولكن ليس انا من يفعل ذلك. الوعد هو الوعد.)
فقال باختصارهذا عظيم اذن فالأفضل ان نبدأ بالامر حالا. اليس كذلك؟)
وعندما وقف حدقت فيه دون ان تتحرك وقد اخذ قلبها ينبض بسرعه وبقوة.
فقالتاذا كنت تريدني ان اصدق ان لا شيء بينك وبين مارغوت,فأخبرني بما تحدثتماه به عصر امس)
فأجابلقد سبق وقلت لك , لا)
وتغلب المها على كل شيء اخر فردت عليه بحدهاذن اصعد الى الغرفه بمفردك.)
فقال متهكما يذكرها بكلامهاالوعد هو الوعد.اننا سنقوم بالوفاء بهذا الوعد بكل مافي امكاننا من يدري فقد يسرع الحمل في نضوجك.)
تساءلت عن هذا فجأة.هل هي حقا غير ناضجه كما يعتقد هو؟ لقد امضت طوال الاسبوع الماضي او معضمه في النزاع معه فالى اين اوصلها ذلك؟
فهو اذا اخذ يفتش عن امرأة اخرى لكي يعيش معها بالراحة فان الذنب في ذلك سيكون ذنبها هي وعليها وحدها يقع اللوم.

وتحت الدوش والماء ينصب فوقها اخذت تفكر وتفكر. مهما كان السبب الذي جعل لوغان يتزوجها بعيدا عن المثاليه,فانهما متزوجان الآن وقد حان الوقت لجعله زواجا حقيقيا دائما.
واول ما ينبغي عليها هو ان تصدقه بالنسبة الى مارغوت حتى ولو استمر في رفض التصريح بالسبب الذي جعلهما يتقابلان
وفي نفص الوقت عليه ان يصدق انها لا تكن أي اهتمام بتود غارفيلد.
وصل دنكان في الـ6.30 وبقي قرابة الربع ساعه يتحدث مع هيلين في شؤون مختلفه قبل ان يخرج مع كارين الى نورويتش
وكان لوغان في الاصطبلات ولم تكن هي قد رأته منذ وقت الغداء.
وفي السيارة قال لها دنكانكان حسنا منك ان توافقي على هذا ذلك اننا نعيش في زمن قذر تتعرض فيه المرأة اللا الاخطار ,ولكن هذا هو الموجود.لقد اهتممت بأمرك يوم الاربعاء الماضي خصوصا عندما اتصل لوغان هاتفيا ليسأل عن الوقت الذي تركت فيه انت فيه مقر الفرقه.
وقد شعرت براحة حقيقية عندما عاد فاتصل بي ليخبرني توصولك آمنه)
ورمقها بنظرة جانبية وقد لا حت ابتسامه على شفتيه وهو يتابع قائلا:
(لا يبدو عليك الحماس لهذا الامر اليس كذلك؟)
فأجابتكلا مع شكري الجزيل طبعا... حسنا هل يستولي عليك القلق بشأن مارغوت ايضا كما تقلق عليّ؟)
فتلاشت ابتسامته وهو يقولان امر مارغوت مختلف فهي تتصرف حسب مشيئتها دون اكتراث بأحد.انها هكذا دوما)
فسألتهوهل كنت تعرف ذلك قبل ان تتزوجها؟)
انطلقت هذه الكلمات من فمها قبل ان تتداركها.وشعرت بالذعر لوقاحتها هذه فأسرعت تقول:
(انني اسفه لتطفلي هذا)
فهز كتفيه غير مكترث باعتذارها وهو يجيب قائلاان الكل يعلم ان زواجنا في محنه ذلك انه كان غلطه منذ البداية.وذلك من الجانبين,لقد كانت زوجتي الاولى بعكسها تماما.وقد ماتت بنفس المرض الذي تعاني منه هيلين حماتك.)
فنظرت اليه كارين بسرعه وهي تقوللم اكن اعلم ان هناك من يعلم بمرضها من خارج المنزل)
فأجابلقد ادركت عوارض المرض وانت الآن اكدت ذلك بهذا الجواب)
وعندما رأى الانزعاج يبدو عليها استطرد قائلاانني لن انشر هذا الخبر.فان زوجتي السابقه كانت هي ايضا تكره ان ينشر خبر مرضها.لقد كانت في الـ19 عندما تزوجنا)
فسألتهلا اظنك كنت تكبرها كثيرا في السن)
فأجابكنت في الـ25 ولكن فارق السن ليس هو المهم وانما شعورك نحو الشخص ان لوغان هو رجل ممتاز ومن الطبيعي ان يهتم لما فيه خيرك فلا تستنكري ذلك لمجرد رغبتك بالاحتفاظ باستقلالك كامرأة.)
وتسائلت هي ان كان يبقى على اعتباره بأن لوغان هو رجل ممتاز لو انه علم باجتماع امس. ذلك ان مارغوت مازالت زوجته بصرف النظر عما يحدث بينهما من مشكلات زوجية.
وقالت وهي تخفف من توترهاانني احاول الا افعل ذلك)
ثمة اشياء في معظم العلاقات اكثر عمقا من مجرد المعرفة السطحية.لقد اصبحت الان تدرك هذه الحقيقة.
وفي ذلك المساء لم يقوموا بعمل كثير عدا عن قراءة النص.كانت التمثيلية عبارة عن ملهاة شعرية
تتخللها الكثير من المواقف المضحكة مصحوبه بقصة غرامية رقيقة ايضا. وكان دور كارين هو دور فتاه صغيره
تحب رجلا اكبر منها سنا مع ان فارق العمر بينهما كان في الحقيقة اقل منه بينها وبين زوجها.وقد كانت لقصتها نهاية سعيده مما جعلها ترجو ان تنتهي قصتها مع لوغان بنفس النهاية.
وكان تود في منتهى التعاون دون ان يغفل انتقاد لوغان لما اسماه تصرف اب ثقيل عندما علم بالتدبير الذي اتفق عليه مع دنكان بشأن كارين.
وقال لها باستخفافاياك ان تسمحي له بان يملي عليك ما يجب ان تفعلي كنت اظنك اقوى شخصية من ذلك.)
فقالت بلهجة الدفاعلقد قدم دنكان هذا العرض وليس من اللائق ان اقذف به في وجهه)
فقال تودانهما رجلان من نفس النوع ودوما كانا كذلك.وانا لم استطع ان افهم قط مالذي جذب مارغوت اليهما.فهي ليست من النوع المستخذي.)
وفكرت كارين في انها هي ايضا ليست من هذا النوع ولكن هذا لم يمنعها من الوقوع في غرام لوغان.
وبالتأكيد لو كانت مارغوت مكانها لما قبلت بأن يراقباها كما يفعلان معها.ولكن من الجلي ان مارغوت بامكانها رعاية نفسها بنفسها.
وقال تود وهو يراقب ما طرأ على ملامحها من تعبيراتعلمين انها وزوجها سينفصلان؟)
فأجابت بحدههذا ليس من شأني)
فلوى شفتيه وهو يقولقد يكون هذا من شأنك اذا كانت مارغوت ما تزال تلاحق زوجك.ان ماتريده مارغوت تبذل جهدها في سبيله)
فردت عليه بسرعه وبلهجة لاذعههذا صعب عليها)
فأجاباتعلمين ماذا يقال عن.....)
وقاكعهما صوت دنكاناذا كنت قد انهيت قهوتك فمن الافضل ان نشرع في السير)
فأجفلت كارين لرؤيته فهي لم تره وهو يقترب منهما. وكان من الصعب ان تدرك من ملامحه ما اذا كان قد سمع شيئا من حديصهما.
مع انها كانت تعلم انه في هذه الحاله ما كان ليبدي ما ينم عن ذلك فقد كان ما قاله تود عنه وعن لوغان في انهما
متماثلان كان صحيحا من نواح عديدة.
وقالت انني مستعده للخروج.)
وكانت زوجة تود تبدو مرة اخرى خاضعه مستسلمه.وحاولت كارين ان تبتسم لها مطمئنه تظهر لها بذلك انها غير مهتمه بزوجها
ولكن الشك راودها في انها نجحت في ذلك.وصممت بينها وبين نفسها على ان لا تقبل بأن ينفرد بها
تود في المره القادمه وستخبره ان يتركها وشأنها.


وفي طريقها هي ودنكان الى المنزل كان من السهل عليها ان تخبره بتصميمها هذا عندما اقترح عليها بشكل ما
ان تبقى بعيده عن تود ولكن الاستياه كان قد تملكها اذ ظنت في قوله هذا انتقادا لسلوكها كما انه لا بد وان يكون لوغان هو
الذي طلب منه مراقبتها. وثارت ثائرتها لهذه الفكره التي ارتها ان اقل ما يمكن ان يوصف به لوغان انه بوجهين
اذ يراقبها هي بينما يجتمع سرا مع زوجة دنكان مهما كان السبب.
وردت عليه متكلفه الأدبلا ارى هناك سببا لتجنب الجلوس مع تود غافيلد فليس ثمة ضرر من التحدث مع بعض الناس.اليس كذلك؟)
فأجاب بصوت هادئليس هذا ما اعنيه ان النساء يجدن تود غاية في الجاذبية وهو ينتهز هذا الامر)
فقالتهذا يحدث اذا هن سمحن بذلك ان يحدث شكرا لك. فإنني قادره على رد أي انتهازي.)
فقال برغةهذا حسن مادمت تدركين ذلك.)
حسنا لقد ادى وظيفته في انذارها ولكن العين مازالت تراقب حركاتها لقد كارت كارين متأكده من ذلك
ان لوغان ودنكان كما يبدو يعتقدان بأنها غير قادرة على ردع تود.وكأن ذلك العبث البسيط الذي حدث بينها وبين تود اثناء حفلة يوم العشاء مساء يوم الاثنين الماضي وكان سببا للاشتباه في اخلاقها.وهذا غير صحيح اطلاقا.
لقد ترك الموضوع جانبا.بعد ذلك ولكن الضرر كان قد حدث.وشعرت كارين بالالم والغضب اللذين يحتلان كيانها على اهبة الانفجار لدى اقل سبب.
ذلك انه مهما كانت ثقة لوغان قليلة في قوة اخلاقها فليس معه حق في ان يشرك دنكان في الموضوع
وبالنسبة اليها فهي ليست على استعداد لأن تملى عليها تصرفاتها.
ولم تدع دنكان الى دخول المنزل عندمل اوقف السيارة امام الباب بل اوشكت ان تقول له انها لن تحضر بعد الآن للاشتراك في التمثيل.
ولكنها ردت على نفسها عن ذلك في اخر لحظة,ذلك ان لوغان سيكون مسرورا جدا لأبعادها عن طريق تود
وهي ليست على استعداد لمنحه هذا السرور,لماذا تريح هي ذهنه من ناحيتها مع تود بينما هو يرفض ان يخبرها بسبب اجتماعه مع مارغوت ذلك النهار؟
فليظن بها ما يشاء بل ليظنوا هم جميعا بها ما يشاؤوا.
وعندما دخلت المنزل جاء لوغان الى باب غرفة الاستقبال وملابسه تدل على انه امضى المساء بطوله مسترخيا في المنزل.
وسألهاالم يدخل دنكان؟ لقد صنعن القهوة)
فأجابت باقتضابلقد سبق وتناولنا القهوة اظنه ظن ان الوقت متأخر للزيارة)
واضافت متعمدهوعلى كل حال ان مارغوت ستبدأ بالسؤال عن سبب تأخره)
فلاحت على شفتيه ابتسامه سريعه وهو يقوللا شك في ذلك. كيف كانت الامور معكم؟)
فأجابتكل شيء حسن.) ولم تكن تقصد المكر حين استطردت تقولوسيقوم تود بدور البطل طبعا.فهو دوره الذي يناسبه.)
فقالانني متأكد من ذلك) وضاقت عيناه قليلا وهو يتابع قائلااتريدين مزيدا من القهوة؟)
فهزت كارين رأسها وقد ندمت على هذا التلميح ألا يكفي شكوك لوغان انها منجذبه الى تود فتزيد المشكله بأن تأتي على ذكر اسمه بعد دقيقتين من وصولها؟ولماذا لا تخبره الحقيقة؟
ولكنها لم تفعل لأن قوة ما امسكت هذه الكلمات عن الانطلاق.لماذا يجب ان تكون هي الوحيده التي تعاني آلام الغيرة؟
هذا اذا كانت الغيرة هي مايشعر به؟ ربما لا يحبها لوغان,لكنه يعتبرها ملكا له.
وقالتانني ذاهبه الى السرير مباشرة,فأنا متعبه قليلا.)
وكانت الساعه ما زالت 11 ولكن لم تبد عليه أية ريبه وهو يقولسأتبعك بعد قليل)
وتساءلت هي عما اذا كانت مخيلتها هي التي صورت لها ان كلماته تحمل تهديدا غامضا.
واستلقت على سريرها وقتا خالته دهرا قبل ان يدخل الغرفه في النهاية.
وللمرة الاولى تفتح كارين عينيها في الصباح لتجد لوغان مازال بجانبها متضايقا من النهوض في الـ7.30.
وفكرت بألم كم تحبه ولم يعد شعورها ليله امس بالمرارة والحسرة,لم يعد هذا الشعور من الاهميه كما كان.
ورغم دهشة هيلين وهي تراهما معا على مائدة الافطار,ولأول مرة فانها لم تظهر ذلك وبدا لكارين ان الارتياح يبدو عليها هذا الصباح اكثر من المعتاد.
وتساءلت عما اذا كان من الممكن ان تتحسن صحتها وهذا يعني ان خطط لوغان للمستقبل يجب ان تعدل بالطبع ولكنه كان ليكره ان تطول حياة امه قليلا.
وسألته قبل ان يتركا المائدههل سيكون عندك وقت لتعطيني درسا اخر في الركوب؟)
فأجاببعد الظهر اما في الصباح سنذهب نحن الاثنين الى نورويتش لنحظر لك الكلابس المناسبه للركوب.)
والتفت الى امه يسألهاهل تحبين ان تأتي معنا؟)
فابتسمت هيلين وهي تجيب هازة رأسهاان عليّ ان اكتب بعض الرسائل لماذا لا تتناولان غدائكما في المدينة اثناء وجودكما هناك؟وسيبقى امامكما الوقت الكافي لدرس الركوب عند عودتكما.)
فوافق بسهوله قائلاهذه فكره جيده هل مازال مطعم جوبلين يعمل؟)
فأجابتاعتقد هذا واذا لم يكن فهناك الكثير من المطاعم غيره.)
ولم تهتم كارين الى اين تذهب ذلك ان قضاء نهار بطوله مع لوغان هو يسعدها وقد يكون بامكانهما المرور على منزل والديها اثناء عودتهما
فكلما تتعدد رؤيتهما له اسرع ذلك في تقبلهما له صهرا.
وكانت نتيجة تسوقهما افضل مما توقعت.ليس فقط لأنها اشترت مايملأ خزانة ملابس الركوب كامله
ولكن لأن لوغان اقترح عليها ان تغتنم الفرصه لكي تعيد ملء خزانة ملابسها العامة ماداما في السوق
وكانت كارين تسأله عن ذوقه في ما تشتريه.وقد غمرتها السعاده لتنتهي بعد اثواب للخروج من النوع الغالي الثمين الذي لم تحلم قط من قبل بأن في امكانها ابتياعها من جيبها الخاص
وقالت له وهما يتناولان طعام الغداء وهي تحسب في ذهنهالقد كلفتنا هذه الملابس ثروة كامله عليك ان تخصمها من مصروفي الخاص طبعا بشرط ان يكفي لذلك)
فقال باسمالا ارى في ذلك أي مشكله.متى ستتوقفين عن الشعور بالقلق بشأن النقود؟)
فقالتان ذلك سيأخذ وقتا فأنا لم اتعود الانفاق بمثل هذا الاسراف)
وضحكت من كل قلبها وهي تتابع قائلهوهذا لا يعني انني اشكو طبعا. ومن الذي يشكو من مثل هذا؟)
وتنقلت عيناه الرماديتان بين شعرها الاشقر الكث ووجهها الرقيق الفتي وهو يجيبها بلطفليس انا من يشكو)
واحتبست انفاسها وقد تملكتها العاطفه وبادلته النظرات وقد بدا شعورها واضح في عينيها.....
يجب ان يعلم كم تحبه.لابد انه يعلم, وياليت بأمكانها ان تجعله يشعر نحوها كما تشعر هي نحوه.
وقال لها بصوت منخفضداومي على النظر اليّ بهذا الشكل,فأحتاج الى دوش بارد قبل ان نخرج من هنا.)
فقالت برعونههذا لا يهمني.)
فأجاب وقد بهتت ابتسامتههذا عمل سليم في المكان الخطأ حاولي ان تدربي نفسك على كيفية تقدير الامور)
وطمأنت كارين نفسها بانه لم يكن جادا في كلامه.ولابد ان احدا اخر لم يسمع ما قالته له.
وتمنت لو ان لديها من الشجاعه ما يجعلها تقول له ما تريد حقا ان تقول.


الفصل العاشر
كانا في السيارة قاصدين المنزل عندما قال لوغان بشكل عفويمارأيك بالذهاب الى النادي الريفي هذه الليله؟ فهناك حفله العشاء الراقصه التي تقام كل شهر)
فسألتهومن غيرنا سيكون هناك؟)
فأجابآه,المجموعه المعتاده كما اظن لقد سبق وتعرفت على العديد منهم .)
وتساءلت ان كان يعني مارغوت ايضا,وحاولت ان تتجنب هذه الفكرة. فليس هناك من فائدة من اعادة موضوع مسأله سبق واقسم لوغان انها لم تحدث قط
لقد قال ثقي بي.... وهكذا عليها ان تحاول ذلك.
واجابتنعم, احب ذلك بشرط ان لا تمانع امك في قضاء المساء بمفردها.)
فهز رأسه قائلاان اخر شيء تريده امي هو ان نبقى نحن الاثنين في المنزل طيلة الوقت فذلك وحده يجعلها تشعر بازدياد المرض, لقد سبق وذكرت انها تود حضور فيلم تلفزيوني وهذا ربما يجعلها ترحب بفرصة بقائها بمفردها على كل حال)
وتبادر الى ذهنها حالا ان هذا كله يبدو وكأنه مدبر من قبل. ما يشير الى قبولها كان امر مسلما به.
ولكن كان عليه ان يحجز مائده مسبقا بالطبع ومن الممكن دوما ان يلغي الحجز اذا كانت الظروف لم تساعد على الذهاب.
ولم يحاول لوغان ان يؤخر درس الركوب الذي وعدها به,وعندما ارتدت ملابس الركوب والجزمة الطويلة
شعرت بنفسها فارسة حقا وامتطى لوغان صهوة بالانتين وبقي ممسكا بلجام دورا في الـ10 دقائق الاولى
الى ان اقتنع بقوة كارين على امتطائها بنفسها.
وبقيا في املاك بانيستر ولكنهما اجتازا مسافة كبيرة. وكانت كارين اثناء ذلك متلهفه
الى تجربة ركوب حصان.
وقال لوغان مازحااذا استمرت الامور معك بهذا الشكل لمدة اسبوعين فستصبحين بعدها
مستعده لتقدمي عرضا بالفروسية) وانحنى يشد حزام السرج وهو يتابع قائلا:
( لقد اعتدت ركوب صهوة الفرس كما اعتاد البط الماء.)
فقالت ضاحكة تتصنع التذمرلو انك قلت الاوز بدلا من البط لكان هذا احلى تشبيها.)
فضحك وهو يجيبها قائلاان البط مخلوق شديد الإغواء يفوق بذلك الإوز,انه كلام فقط لكي يجعلك سعيدة.)
فاندفعت تقولولكنني سعيدة..... سعيدة جدآ.)
فاستقام في وقفته ينظر اليها وقد ضاقت عيناه وهو يسألها قائلا هل ثمة سببا خاص لذلك؟)
واضطربت الكلمات على شفتيها ولكنها مازالت ترفض الاعتراف بحبها.فقالت مراوغة:
(ومن ذا الذي لايكون سعيدا في يوم كهذا, يفعل ما نفعله نحن؟انني لم ادرك قط ما كان ينقصني.)
فقالكلا,طبعا لم يحدث لك هذا انني آسف لاضطراري الى تعكير هذه النزهة الرائعة.ولكنني اظنك قمت بما يكفي لهذا اليوم.لقد استعملت عضلات من جسمك لم تعتادي استعمالها من قبل ولهذا سوف تشعرين ببعض الاوجاع غدا.)
ولم تظهر كارين أي احتجاج وهو يقود بالانتين نحو البوابة.لقد تغير مزاجه دون ان تعرف السبب ربما لقد اصابه السأم إذ يخرج مع من هو مبتدئ مثلها وهو الذي اعتاد الانطلاق بحصانه حرا طليقا.
ولم يبد على هيلين سوى السرور وهي تعلم بخروجهما هذه الليلة.فقد قالت ان ابتدائهما بالخروج معا. لهو شئ رائع.
وان اعادة عرض فيلم كازابلانكا لن يترك في وقتها أي فراغ ذلك ان همغري بوغارت هو دوما الممثل المفضل لديها,وكانت بهذا تطمئن كارين.
وكانت حفلات العشاء الراقصة تستلزم في مناسبات خاصه,الظهور بملابس السهرة كما قال لها لوغان حين سألته عما عليها ان ترتدي.
وكان احد الاثواب التي كانت ابتاعتها هذا الصباح مناسبا تماما وإذ كانت ماتزال تذكر ما سبق وقاله في مناسبه قبل هذه
فقد ارتدت ثوبا لونه بني مكشوفا عند العنق كانت تنورة مستديرة واسعة وبدا عقد اللؤلؤ رائعا عليه
وكذلك الحذاء وحقيبة اليد بلونهما العاجي واللذان كانت قد ابتاعتهما من متجر مارسيل.
وبدا مظهرها مختلفا تماما عما كانت عليه في حفلة يوم الاثنين الماضي.
وقال لوغانهذا يبرز شخصيتك الحقيقية.) واضاف بمرحويبديك بهجة للنظر.)
وهو نفسه كان يبدو رائعا كان يعرف كيف يبدو انيقا تماما ونظرت اليه باعجاب.
انه زوجها وقد لا يكون هذا الزواج كاملا كما يجب ولكنه كان حقيقة واقعية.وسيكونانه معا على الدوام سواء هنا ام في اوستراليا انها مصممه على ذلك.
وبعد فهما لم يقوما بزيارة اهلها وقد تذكرت هذا وهما في طريقهما الى النادي لقد رأتهما فقط مرة واحدة منذ عودتهما من شهر العسل .
وكانت بفردها اما لوغان فلم يرها مطلقا وهذا خطأ ينبغي ان يصحح في اقرب وقت ربما غدا فيوم الأحد هو الأنسب للزيارات.
وكان النادي مقاما على بقعة فسيحة منعزلة من الأرض وكان يحوي ملعبا للتنس وحوضا داخليا للسباحة وحجرة مجهزة للألعاب الرياضية هذا الى مطعم ممتاز.
وكان هذا الأخير غاصا بالحضور ومرة اخرى وجدت كارين نفسها اصغر الحاضرين سنا. ولكن هذا لم يعد يضايقها
فقد كان بأمكانها بوجود لوغان الى جانبها ان تتمالك نفسها بين هذه الجموع أو في أي مكان اخر بالنسبة لهذا الأمر.
هذه الليلة بلغ من ثقتها بنفسها ان مارغوت نفسها لم تستطع ان تؤثر فيها,رغم جمالها البادي في ثوبها الياقوتي اللون
ولكن لوغان لم يظهر نحوها أي اهتمام اكثر مما اظهره نحو بقية الحاضرات وشعرت كارين وهي تقف بجانبه بالسعاده تتملكها
منتديات ليلاس
كان الغداء ممتازا وقد اشتركت عدة مجموعات من الحضور في مائدة واحده مؤلفه من عدة موائد الصقت ببعضها البعض
وعندما طلب من لوغان ان يلتحق بمجموعة دنكان لم يبد اعتراضا مع ان كارين كانت تفضل ان يمكثا حيث كانا.
ولكنها عنفت نفسها بتهمة انها غير اجتماعية, كلا ,لايمكن لفردين ولا ينبغي لهما ان يمضيا وقتهما بأكمله منعزلين بنفسهما.
وبدت الدهشة على ملامح تود لهذه المودة المفاجئة.ولكن هذا اشبع غروره الذي كان بحاجة الى تعزيز وما ان اصبحا في الحلبه حتى قال:
(لقد جعلت بقية النساء هنا يظهرن كالجدات.هل عندك فكرة عما تفعلينه بي؟)
وكان لدى كارين فكرة جيدة حقا عن ذلك فابتعدت عنه قليلا وهي تقاوم الرغبة التي ساورتها في ان ترفسه بركبتها
كان الذنب ذنبها في وجودها معه هنا.....كان الذنب ذنبها في ان يأخذ عنها فكرة خاطئة
وان تقابل لوغان بالمثل لم تعد فكرة حسنة في نظرها الآن.
وعاد يقول لا تتدللي لقد قمت بما يكفي من ذلك في حفلة ليلة الاثنين الماضي لقد جعلتني حقا اقع تحت تأثير تمثيل تلك الفتاة الصغيرة.)
فقالت مستنكرةلم يكن ذلك تمثيلا.ذلك ان تصرفك لم يعجبني ذلك الوقت,ولا يعجبني الآن لماذا لا تقتصر على الصداقة فقظ مثل دنكان؟)
فأجابلأنك لست مخلوقة لهذا ولا تظني انني الوحيد المتأثر بك.ان لوغان مثار حسد كل الرجال هنا.)
وفكرت في انه مخطئ الى درجة محزينه اذا كان يعني بكلامه هذا أي اطراء لها
فلم تكن النتيجة الا تأكيدا لقلة الفطنة فيه.وشعرت بالآسى لزوجته افريل التي لابد قد استحالت الى نوع صبور لكي تتمكن من احتمال هذا الزوج العابث ان ذلك النوع من الزواج ليس لها وقد سبق وادرك لوغان ذلك جيدا .
وانهيا الرقص بصمت تقريبا وبدا على تود انه فهم الرسالة جيدا.ولكن كارين عاهدت نفسها على ان لا تشجعه ابدا بعد الآن
وكان لوغان ومارغوت قد عادا الى مقعديهما عندما تركت هي وتود الحلبه وكانت ملامح لوغان جامده لا تنبئ بشئ.
وتمت تود بكر زائف ليتحول بعد ذلك الى حيث مقعده وجلست كارين في مقعدها.
وسألها رجل كان يجلس امامها ان كانت تريد ان ترقص,فتولى لوغان الجواب عنها بصوت هادئ ظاهرا
ولكنه تضمن لهجة لا يمكن ان يخفي معناها قاللا اظن ذلك شكرا.)
وسحبت كارين نفسا بطيئا ثم قالت وهي ترتجفان بأمكاني ان اتحدث عن نفسي )
وبينما كان الرجل الذي عرض عليها ذلك يستدير مبتعدا عنها وهو يهز كتفيه بتهكم عادت هي تقول:
( وبأمكاني انا ان اقرر ما اذا كنت اريد ان ارقص ام لا.)
فأجاب لوغان بهدوءكلا ليس بامكانك ذلك فانت سبق وتجاوزت الحد وعلى كل حال فقد حان وقت ذهابنا)
وكانت الساعه لم تتجاوز 11 .ولم يكن سواهما يفكر بالذهاب .وهزت كارين رأسها وهي تقول من بين اسنانها:
(لا أريد ان اذهب الآن)
فوقف دافعا كرسيه الى الخلف بعنف ناظرا اليها بعينين تتحديانها ان تجادله بهذا الشأن وهو يقول:
(سأخرج لأحضر السيارة الى امام الباب.)
ومرت لحظة فكرت فيها ان تتحداه بصراحة ولكن ذلك كان للحظة سرعان ما مرت.اذ ليس من المستبعد بالنسبة اليه ان يجرها من يدها جرآ اذا استلزم الامر.
وكانت مارغوت تراقبهما وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة احتقار خفيفة. يقولون ان ليس بامكان أي رجل ان يخبرها
بما عليها ان تفعله مهما كانت الظروف ويبدو ان ليس سواها بين الحاضرين من لاحظ هذا النزاع بينها وبين لوغان
وهكذا لم يكن امام كارين سوى ان تتوقف عن المقاومة.
واثار تركهما للحفلة دهشة بين الحضور فالمساء لم يكن يبدأ كما قال البعض.ولكن لوغان لم يبد أي عذر لذلك
تاركا بعض الحضور من الرجال يستنتجون السبب بأنفسهم,تشهد على ذلك ابتساماتهم الخفيفة ذات المعنى
ولو انه كان لإمكان كارين ان تنطق بشئ في ظرفها ذاك لأخبرتهم ان استنتاجاتهم تلك انما هي خاطئة
لأنها بعد العرض الذي صدر عن لوغان ومارغوت في حلبة الرقص لن تتجاوب مطلقا مع رغبات لوغان بعد الآن.
وكان الصمت بسيطر على رحلتهما الى المنزل وذلك من كلا الجانبين . وكالعادة تركها لوغان لتدخل الى المنزل بينما تابع هو إدخال السيترة في المرآب.
كانت السيدة لاوسون قد تركت النور مضاءآ في القاعة وغرفة المكتبه, وافترضت كارين ان السبب في ذلك بالنسبة للمكتبة هو ان لوغان قد يخطر بباله ان يجلس قليلا قبل النوم.
وساورتها رغبة مفاجئة في ان تريه ان مازال بامكانها التصرف حسب ما تشاء فدخلت اليها ووقفت بشكل يجعلها مستعده للمعركة.
وعندما دخل لوغان غرفة المكتبه,كانت هي تقف هناك.وسألها بوحشية:
(اية افكار جعلتك تقومين بهذا العمل,ايتها الصغيرة الحمقاء؟)
فأجابت بكل صراحة ووضوح اسعى وراء السلوان,اليس هذا ما تقوم به الزوجات المخدوعات؟)
ولم تنتطر جوابا منه وهي تواجهه بعينين تلتهبان بالكراهية بينما تتابع قائلة:
(اياك ان تحاول الانكار لقد رأيتك تماما اثناء الرقص هذه الليلة)
فأجاب متوترالا تلوميني ان من الصعب جدا انهاء رقصة مع امرأة بالرغم منها.وذلك دون التسبب بضرر معنوي في المكان.)
فأجابت رافضة أي اقتناعهذه قصة مختمله ولكنك انت الذي تقدمت طالبا الرقص معها ,وليس العكس )
وقالولكنني رقصت مع النساء الاخريات الموجودات حول المائدة,اذا كنت تذكرين وهذا يسمى آذابا اجتماعية ولهذا السبب لم اقل شيئا عن قبولك دعوة تود للرقص)
ورغبة منها في جعله يغلي من الغيرة كما هو الحال معها,تخلت عن كل نوع من الحذر لتقول له بابتسامة حاقده
آه بالطبع لقد كنت مصلك انت استمتع بكل لحظة من ذلك.)
وكان التعبير الذي بدا على وجهه عند ذاك كدفقة ماء مثلج فوقها رغم ان برودته لم تكن كافية لكي يمحو تأثير التوتر الذي اشعرها بالمرض, فرفعت يدها الى فمها تمنع نفسها من التقيؤ وهي تئن كربآ وتقول انني اشعر بالغثيان
وسمعت لوغان يشتم ثم ينحني ليحملها وأغمضت كارين عينيها وهي ترى الغرفة تدور حولها وابقتهما مغمضتين وهو يخرج بها من الغرفة.
وحملها صاعدآ بها الى غرفتها حيث سجّاها على السرير برقة بالغة كانت تعلم انها لا تستحقها.
كانت ماتزال تشعر بالدوران والغثيان ولم تجد في نفسها الارادة ولا القوة للقيام بأي نوع من الاعتذار أو المصالحة.
بل بقيت مستلقية تغطي عينيها بيدها تنتظران تكف الغرفة عن الدوران.
وقال لوغان بهدوءسأتركك لكي تتخلصي من كل هذا بالنوم.) ثم ترك الغرفة.
وفي النهاية استطاعت النوم رغم انها كانت احيانا توشك ان تهرع الى الحمام, وعندما استيقظت عند الصباح وهي بكامل ملابسها,انتابها الهلع ولكن ليس بقدر الالم الصاعق الذي شعرت به بين عينيها عندما حاولت رفع رأسها عن الوسادة.
وعادت تسقط مستلقية على ظهرها وهي تئن من الألم.اذا كان هذا هو عقابها فإنها لن تعود الى ذلك مرة اخرى ابدآ.
كيف بأمكان الناس ان يتحملوا كل هذه السهرات مرة بعد مرة.
لقد تصرفت الليلة الماضية بحماقة ومهما كان شعورها نحو ما حدث فذلك لا يعطيها عذرا لهذا النوع من التصرف.
كان عليها ان تواجه لوغان بالأمر بهدوء واتزان,وتخبره ان كل هذا يجب ان يتوقف, وربما كان هذا سيدعوه الى احترامها.
ولكنها كانت تعلم انها انما تستغفل نفسها,اذ مهما كان نوع تصرفها مع لوغان لن ينظر اليها ابدآ إلا كعروس صغيرة السن ارغمته الضروف على الزواج منها.
وعندما فتح الباب عادت ترفع رأسها لتشعر بطعنه جديدة من الألم.وتقدم لوغان يحمل في يده كوبا تتصاعد الرغوة من شيء في داخله
وكان يرتدي ملابس الركوب الكاملة الى جاكته صوفية خفيفة.
وقالاذا كنت تشعرين بأي شيء فستكونين بحاجة الى هذا,حاولي ان تجلسي قليلآ وإلا دلقته على نفسك)
ورفعت كارين نفسها على مرفقيها مجفله وهي تشعر بالألم في صدغيها يزداد.
وسألته وهي تتناول الكوب من يده ما هذا )
فأجاب هذا لا يهم ,فقط اشربي,وتأثيره لن يكون فوريا,ولكنك ستبدئين بالشعور بالتحسن بعد فترة,وفي نفس الوقت من الأفضل ان تبقي حيث انت)
وكانت الرغوة الآن قد استقرت,كان طعمها يضرب الى الملوحة ولكنه ليس كريها
وشربت كارين محتويات الكوب ثم اعادته اليه وهي تشعر بالسرور اذ تعود الى الارتماء بين الوسائد مرة اخرى
وسألتهكم الساعة الآن؟)
فأجاب بعد الـ7,30 مباشرة ,انني ذاهب للركوب,ولكنني سأعود للافطار.)
وشعرت بالغثيان لمجرد التفكير في الطعام وقالت بخجل وهي تتجنب النظر في عينيهاين رقدت الليلة الماضية؟)
فلاحت الى شفتيه ابتسامة سرعان ما تلاشت وهو يجيبليس هناك نقص في غرف النوم,وقد كان نومك قلقا عندما دخلت الغرفة لارتداء ملابسي فتكهنت بأنك على اهبة الاستيقاظ. على كل حال حاولي ان تعودي الى النوم مرة اخرى وستشعرين بالتحسن)
وعندما استدار للخروج,جاء صوتها خشنا وهي تناديه لوغان )
فأدار رأسه ينظر اليها وهو يجيب نعم ؟)
( انني اسفه ,لقد قمت بعمل احمق ليلة امس.)
فأجاب نعم,لقد كان كذلك.ولكنه قد يكون منعني من القيام بعمل قد اندم عليه. انك لست الشخص الوحيد الذي قد يغيب عن باله احيانا الهدف الرئيسي.)
وقالتهل من الممكن ان ننسى هذا ؟)
ورأت حاجبه يرتفع وهو يسألها قائلآ كل شيء ؟)
وفكرت في انه يعني مارغوت طبعا.وهي غير مستعده لهذا حتى ولو كان ذلك لمصلحة هيلين.
واذا اراد لهاذا الزواج ان يستمر فإن عليه ان يقاطع مارغوت الى الأبد.
وعندما لم تجب,لوى شفتيه قائلآ اظن ان علينا ان نتبادل حديثا صريحا طويلا,ولكن ليس الآن بالطبع فاذا شئت ذهبنا لزيارة والديك بعد الغداء.)
وقبل ان تجيب كان هو قد توارى مغلقا الباب خلفه بهدوء.
وبعد حوالي الـ10 دقائق ابتدأ الصداع يخف وبعد ذلك بربع ساعة استطاعت ان تتمالك قواها فنزلت من السرير
وبدت في المرآة شاحبة اللون غائرة العينين شعثاء الشعر.ودخلت الحمام وجسدها يهتز لتقف تحت شلال المياه الدافئة الى ان شعرت بقواها تعود اليها.
وخرجت من الحمام واخذت تجفف شعرها شاعرة بالارتياح لطراز شعرها السهل الذي لا يفقد شكله بالغسيل .ومنح الصباغ الاحمر على شفتيها لونآ لوجهها هي في اشد الحاجة اليه.وبعد ان ارتدت بنطلون جينز وقميص مقفولا عادت طبيعية المنظر تقريبا.
عندما نزلت كانت الام وابنها قد سبقاها الى المائدة. ولم تلاحظ شيئا سوى مبالغة من الام في السؤال عن صحتها.
وهي تضيف قائلةكان من الممكن ان تتناولي فطورك في الفراش,فليس ثمة اجمل من الفطور في السرير بعد ليلة متأخرة.)
واغتصت كارين ابتسامة وهي تتجنب النظر الى لوغان وهي تجيبان لدى السيدة لاوسون من المشاغل بحيث لا احب ان اجعلها تقوم بخدمتي.)
فضحكت هيلين وهي تجيبلقد كنت افكر أي يقوم زوجك بهذا الشرف.وسيكون لوغان مسرورا بذلك .اليس كذلك يا لوغان )
واجاب بجفاء تماما.)
وجلست كارين تصب لنفسها القهوة وتتناول فطورها.كانت ما تزال فاقده للشهية خاصة بالنسبة للقهوة.ولكن عليها ان لا تدع الأم تلاحظ شيئا من ذلك ويكفي ان لوغان يعلم.
وأمضت الصباح على الشرفة امام الباب الامامي برفقة حماتها,بينما ذهب لوغان الى الاصطبلات.
وقالت لها حماتها تنصحهاعليك ان تخبريه عندما تشعرين انه يهملك.انني اعلم حرصه على تنظيم الامور ولكن هناك حدودا للعمل أيام العطلات الاسبوعية.)
وامعنت النظر في الوجه الفتي أمامها وكأنها تزن ما ستقول, ثم استطردتبصفتك لم تتعاملي مع الخيل من قبل ربما يضايقك احيانا شدة اهتمامه بها.)
فقالت تؤكد لها من قلبهاليس الآن بعد ان ابتدأت اتعلم الركوب.لا مانع لدي من ان اعمل في الاصطبلات بنفسي احيانا,ولو انني لا اظن ان هذه الفكرة ستعجب لوغان.)
فأجابت المرأة(بالعكس اظنه سيكون مسرورا جدآ عندما يعلم بشعورك هذا,واصطبل بلو ريفر مازال بحاجة الى ايادٍ عاملة عديدة.ولكن بطبيعة الحال سيتدخل رأس مال وفير في ذلك بعد بيع املاك وايت غيتز.)
فلم تستطع كارين ان تمنع الآسى في لهجتها وهي تقوللا تقولي هذا فأنا لا استطيع سماع شيء بهذا الشأن.)
فقالت هيلين تطمأنها بلهجة واقعيةستعتادين على هذا الامر مثلي انا.ورؤيتي للوغان متزوجا يعني الكثير بالنسبة اليّ,وقد كانت تمر عليّ اوقات كنت اظن انه لن يعثر قط على المرأة المناسبة.ولكن هذا حدث في النهاية)
وحل موعد الغداء وانتهى .وانتظر لوغان صعود والدته الى غرفتها,ليعود فيقترح على كارين ان يخرجا لزيارة والديها.
ومع شوقها لرؤيتهما فقد خافت ان يلاحظا شيئا.ولكنها وافقت فقد ينتهي بذلك النهار بسرعة.


وعندما خرجا كان المطر ينهمر ذلك المطر الصيفي الخفيف الذي لا يكاد يبلل السطوح, ولكنه كان كافيا لكي ينظف الشواطئ ممن يمضون عطلتهم الاسبوعية.
وقالت كارين وهما يستديران بالسيارة ليخرجا الى الطريق العاملقد كان الجو يبدو وكأنه استقر نهائيا بقية الصيف,فاذا استمر الآن بهذا الشكل فلن يبقى في مدينة بارستون صيف لكي ينتهي.)
فأجاب لوغاناذا كانت بارستون تريد ان تدخل المنافسة في سوق السياحة,فهذا يحتاج الى اعادة بناء هيكلها.وهذا ممكن ان يحدث دون هدم الامكنة بشرط الانتباه والعناية, واقامة مركز لقضاء الاجازات يحوي كل التسهيلات ليوم ماطر مثل هذا اليوم. لقد سبق ورأيت مراكز من هذا النوع يحوي احواضا للسباحة لا يمكنك ان تصدقي انها مبنية ضمن جدران.)
فسألتهاين تبنى مثل هذه المراكز وكم تكلف؟)
(هذه ليست مشكلتي انا,كما انها ليست مشكلتك ايضا.فقد لا نكون هنا في مثل هذا الوقت من السنة القادمة)
فقالت بصوت اجشذلك بالنسبة اليك انت)
(هل تحاولين ان تخبريني بشيء؟)
فأجابتاريد فقط ان اقول ان الخطأ يمكن تصحيحه فعندما امك...) وترددت وهي تشعر بغصة مؤلمة في حلقها. (عند ذلك لا يتوجب علينا ان نستمر بهذا الزواج)
فقال اتعنين ان علينا ان نباشر اجراءات الطلاق بعد دقيقة من رحيل والدتي؟ أهذا ماتريدين ؟)
فأجابتربما كان هذا هو الأفضل)
فسألهاالأفضل لمن؟ لااذكر انني قد المحت مرة الى عدم رضائي.فلندع هذا الموضوع الآن جانبآ)
ولم تكن هي قد قصدت اثارة هذا الموضوع.فقد انطلقت الكلمات من تلقاء نفسها,فهي لم تكن تريد الطلاق
ولكن بدا لها ان ماتريده لن يتحقق على الأغلب, اذ كيف تمضي بقية حياتها مع رجل لا يحبها؟.
وتملكت الدهشة والديها لرؤيتهما وان لم يكن يخفيا سرورهما لمجيئهما هما الأثنين معا. ورحبا بلوغان الى درجة اثلجت قلب كارين.
وجلس هو مسترخيا ببساطة يبتسم لها وكأن لا شيء قد حدث بينهما.وكانت هي التي وجدت صعوبة في اخفاء مشاعرها ماجعل امها تلاحظ ذلك.
لكي تسألها في اول فرصة انفردت فيها بها في المطبخهل هناك شيء بينكما؟فأنا اراك هادئة جدا)
فأجابتانني متعبة قليلا فقط.فقد ذهبنا الليلة الماضية الى النادي الريفي حيث كانت حفلة عشاء راقصة.)
(لا أظن ان حفلة كهذه يمكن ان تكون مرهقة الى هذا الحد) وبدا على الأم انها غير مقتنعة بهذه الحجة
واستطردت تقولاظنك تحضرين الكثير من المناسبات الاجتماعية.)
فأجابت كارينليس كثيرا) وارادت تغير الموضوع
فقالتلقد التحقت في الفرقة التمثيلية برايور بلايزر في نورويتش وانا اتعلم ركوب الخيل فالحياة مليئة من حولي.)
فسألتها امهاوكيف حال هيلين؟)
(انها على حالها.وسنخرج جميعا للعشاء غدا لما لا تأتين انت ايضا؟انها ستكون في غاية السرور لرؤيتك.)
فترددت الأم لحظة ما لبثت ان قالت ربما في وقت اخر.)
وسكتت كارين اذ لم يكن ثمة فائدة من اقامة علاقة بين المرأتين دون حماس متبادل منهما الاثنتين.كما ناه لم تكن متأكدة من ردت الفعل لدى حماتها.
وودعا خارجين الساعة الـ4 لكي يكونا في المنزل في موعد تناول الشاي.
وقال لوغان يدثها وهما خارجانلقد احببت والديك.وربما مع الوقت يغفران لي تجاوزي ذاك.)
وعندما لم تجب كارين رمقها بنظرة وهو يستطرد قائلاعلى فكرة فأنا سألتحق بالفرقة التمثيلية. ان دنكان ماهر جدا في الاقناع.)
فأجابت بعنفواظنه ماهرا ايضا في نقل الحكايات.)
فقال بلهجة اقرب الى المزاح منها الى الغضبوهل هناك حكايات لينقلها؟إنني لم اطلب من دنكان ان يراقبك اذا كان هذا ما تظنين, كلا ولا هو السبب في رغبتي بالالتحاق بالفرقة. ذلك انك عرضت ان تشاركيني اهتماماتي بالخيل, فأنا انما ارد لك هذه المجاملة ليس إلا.)
وسكت لوغان واعتبرت ان لا شيء بعد هذا يمكن ان يقال.
وفكرت في الاستقالة من الفرقة ولكن ذلك سيكون بمثابة من يقطع انفه لينتقم من وجهه كما يقول المثل.
فهو على الاقل عندما يحضر التجارب لن يكون مجتمعا بمارغوت .
وبدا السرور واضحا على هيلين عندما رأتهما عائدين معا,مع انها كانت نزلت من غرفتها منذ نصف ساعة فقط كما قالت بنفسها.
وهذا ما يجعلها بعيدة عن الشعور بالوحدة.
ولاحظت كارين ان مرد راحتها تزداد قليلا كل يوم وذلك من اعادة النظر الى ايام الاسبوع الماضي .
وسيأتي اليوم الذي يصبح الارهاق الذي تشعر به حماتها مستمرا. وربما كانت هيلين قد قبلت مالا مناص من قبوله.
ولكن كارين تشك في انها في الاعماق قد تقبلت ذلك حقا. وكان الامر يدعو حقا للأسى العميق.
ولم يمكث لوغان طويلا على مائدة الشاي,معلنا انه سينزل الى الاصطبلات.
وكان المطر قد توقف منذ اكثر من ساعة , مع ان السحب كانت ماتزال تنذر بالمزيد.
فإذا كان لوغان قد قرر ان يعود الى الركوب مرة اخرى فإن هذا هو الوقت المناسب,كما افترضت كارين وتمنت لو انه يطلب منها الذهاب معه.
وبدا لها فجأة ان ذلك الحديث الطويل الصريح يجب ان يحدث بسرعة.
وعند الساعه الـ7 ,وكان هو لم يعد بعد ,ابتدأت تتسائل عما اذا كان ينوي قضاء المساء بأكمله خارج المنزل.
حتى هيلين نفسها ابدت ملاحظة عدم رضى عن قلة الذوق عند ابنها, قائلة ان عمله هذا ليس له مبرر ابدا.
وعندما جاء دنكان الى المنزل بعد ذلك بدقائق علمت المرأتان من نظرة واحده الة ملامحه ان هذه لم تكن زيارة عادية.
وقاليؤسفني ان اقول ان لوغان قد وقع له حادث وقد نقل الى نورويتش انه على قيد الحياة ولكنه غائب عن الوعي. فقد اصيب برأسه. وصادف انني كنت اسوق سيارتي على ساحل البحر خلف السيارة التي صدمته.لم يكن الخطأ خطأ لوغان فقد كان السائق الاحمق مسرعا. على كل حال فقد اخبرت الشرطة بأنني سأحضر لأخذكما الى المستشفى بنفسي.)
وتحركت كارين وقد منعتها الصدمة من ان تشعر تماما بما حدث.فقالت لحماتهاهل احضر اليك معطفك يا هيلين؟)
فأجابت هذه بإتزان اذهبي انت مع دنكان وسأنتظر انا هنا .واتصلي حالما تعلمين بحالته)
ولم تناقشها كارين وخرجت مع دنكان الى سيارته حيث بقيت صامته طيلة الرحلة,وقد شابه امتقاع وجهها بياض الثلج.
وحال وصولهما الى المستشفى توجه بالسيارة رأسا الى قسم الطوارئ ومن ثم توجها الى قسم الاستقبال
حيث علما ان مريضهما هو حاليا في قسم التصوير بالاشعة.
وقال لها موظف الاستقبالمن الافضل ان تجلسي الى ان يستطيع الجراح ان يراك.)
وكان انتظارها طويلا أو هكذا خيل لها حين ابتدأ الألم المبرح يمسك بخناقها.
وسمعت صوتا يقولالسيدة بانيستر؟)
وكان الرجل الذي يشرف عليها بقامته يرتدي معطفا أبيض وهو يقول لها مطمئنا:
(يسعدني ان اخبرك ان زوجك اصيب بارتجاج خفيف في المخ فقط دون كسر والافضل ان يبيت هنا الليلة تحت المراقبة, اذا كان بامكانك اقناعه بذلك , ولكن ما حدث له لن ينتج عنه أي خطورة)
فقالت بامتنان عميقاشكرك. هل استطيع رؤيته؟)
فأجاب بالطبع انه في السرير رقم 3)
فقال دنكانسأتصل بهيلين هاتفيا لأطمئنها. فاذهبي انت اليه.)
وكانت الستائر تحيط بالسرير رقم 3 حيث أرتها ممرضة الطريق اليه.
ووقفت كارين لحظة تحدق في ذلك الرجل الذي كان مستلقيا على سرير الفحص تتأمل الجرح الدامي في صدغه وامتقاع وجهه.

وقال بهدوء مرحبا )
بدت على شفتيها ابتسامة مرتجفه وهي تقول بصوت غير ثابتهل انت بخير؟)
فتقلص فكه وهو يجيبان الحصان بالانتين هو الذي تلقى الضربه لقد قتل على الفور.)
فقالتوكيف علمت بذلك وانت غائب عن الوعي.)
فأجابلقد كنت مذهولا,وليس غائبا تماما عن الوعي فقط لو استطيع الامساك بذلك السائق...)
(ما الذي حدث بالضبط؟ لقد سمعنا ان سيارة صدمتك.)
فأجابهذا ما حدث.وكنت قد خرجت لتوي من الطريق المؤدي الى الشاطئ.عندما..)
وسكت وقد اجفل لا اراديا ثم هز رأسه وهو يقوللا فائدة من الاتيان على هذه السيرة. فتشي عن حذائي لنخرج من هنا)
(انهم يريدونك ان تمضي الليلة هنا. للمراقبة فقط.)
فقال بلهجة لا تحتمل الجدللا سبيل الى ذلك انني بخير هل لك ان تخبريهم انني اريد حذائي؟)
(انه هنا .) والتقطته من حيث كان عند نهاية السرير واحضرته اليه وهي ترك عدم جدوى أي مزيد من الاحتجاج.
وقالتان دنكان في الخارج.) واخذت تنظر اليه وهو ينتعل حذاء الركوب المخدش الموحل هذا والذي كان ثمة مزق في اعلى فردة منه.
وهي تتابع قائلةكان هو في ذلك المكان عندما وقع الحادث,وهكذا تطوع بالقدوم الينا لاخبارنا بدلا من ترك الشرطة تقوم بهذه المهمة. كما انه اتصل الآن بامك يطمئنها.)
فقال هذا جميل .سنستقل سيارة اجرة للعودة لنوفر عليه رحلة اخرى.)
وقال الجراح المناوب وهو يدخل لرؤيته وقد سمع اخر الحديثاظنك لن تمكث هنا هذه الليلة؟)
فأجاب لوغانوفروا الأسرلا لأولئك الذين يحتاجونها اكثر مني. ان كل ما احتاجه هو قرص اسبرين أو اثنتين. اشكركم على كل حال لكم عنايتكم واهتمامكم . ما كنت لأرضى بأن اكون مكانك مهما دفعوا لي.)
(احيانا يراودني انا نفسي هذا الشعور. اذا عدت فشعرت بالدوار فاتصل بالطبيب في قسم الطوارئ.)
(سأفعل ذلك.) والتفت الى كارين قائلا بحيوية فلنخرج )
وبدت على دنكان الدهشة وهو يراهما خارجين معا,وبدا عليه السخط لدى سماعه لوغان يذكر سيارة الاجرة.
فقالهذا غير مناسب سأخذكما انا بنفسي طبعا.)
فقال لوغان مصرالقد قمت نحونا بما فيه الكفاية واكثر.والساعة الآن الـ9 تقريبا . وستتساءل مارغوت عما قد يكون جرى لك)
(ان مارغوت ليست في المنزل .وانا حر بوقتي.)
وهنا تدخلت كارين لتقولاذا كان دنكان يريد ان ينقلنا الى البيت فهذه هي الطريقة الأنسب لذلك.)
اجاب لوغاناهذا هو الأفضل في رأيك؟)
فاجابت وقد انساها الغصب وجود دنكاننعم.انه كذلك.انك تبالغ احيانا في الاعتداد برأيك كرجل فاذا اعتبر الجراح ان الصدمة التي اصابتك في رأسك ما يستوجب الاهتمام والعودة الى المنزل بسرعة للراحة,اذن,كلما اسرعت بالعودة الى المنزل كان ذلك افضل وقد لا نعثر على سيارة اجرة الا بعد وقت طويل.)
قال دنكانان الحق معها تماما فليس امامك خيار.)
فاجاب لوغان يبدو هذا فلنذهب اذن .)
ونزلت كارين مع لوغان الدرجات القليلة بينما كان دنكان يحضر السيارة الى امام الباب.
ووضع لوغان ذراعه حول كتفيها وهو يقول انك ترتجفين كورقة الشجرة.لما هذا يا كارين؟)
فسألته بصوت خشنومالذي تظنه انت ؟ كان ممكنا ان اجدك ميتا لدى وصولي.)
(ولكنني لم اكن ميتا. انه فقط ارتجاج بسيط في المخ .)
فقالتوهذا لم يستدع أي اهتمام منك .)
( ولو انني فعلت هذا فهل كان سيزيد من سعادتك ؟)
فأجابتكلا. لأنك ى تنوي ذلك.انك لن تهتم بالاتصال بطبيب الطوارئ إلا اذا كنت على شفا الانهيار.)
وكانا الآن واقفين في الخارج.واشار لهما دنكان بالبقاء حيث هما وهو يتجه الى موقف السيارات العام لاحضار سيارته.
وظلت عينا كارين مركزتين على لوغان وقد امتلأ قلبها بما تريد ان تقول.واشتدت ذراعه حول كتفيها وهو يقول برقة:
(لم اكن ادرك مبلغ اهتمامك انني بخير يا عزيزتي.صدقيني, وسأثبت لك هذا في البيت.)
فقالتهل ذلك سيكون بطريقتك المعلومة تلك؟اتظن ان هذا هو الشيء الوحيد الذي يهمني؟)
(اعتقد ان هذا يعني الكثير بالنسبة اليك.نعم. لا شيء خطأ في هذا.فهو يعني الكثير بالنسبة الي انا ايضا. وانت تعنين الكثير بالنسبة اليّ.)
فقالتمن الطبيعي ان اعني لك ذلك.فقد تمكنت بواسطتي من تنفيذ شرط الوصية.)
فقالربما كان هذا هو السبب الرئيسي الذي جعلني اتزوجك.ولكنه ليس السبب الوحيد.)
فأجابتاعرف هذا والمفروض ان اشكر حظي لأني حصلت انا على هذا اذ ليس الذنب ذنبك اذا كانت هناك امور اخرى تنقصني.)
وسألها بهدوءوما هي تلك الأمور؟)
فأجابتاولا.النضج.فأنت بحاجة الى من هي اقرب الى مستواك في ذلك,الى من يمكنك اعتبارها رفيقة حقيقية وليست مجرد فتاة تثير اعصابك.)
فقال يسألها ابهذا الشكل ترين نفسك؟)
فأجابتهذا هو الشكل الذي جعلتك تراني فيه فأنا لم اتصرف كامرأة ناضجة منذ ان عرفت بأمر الوصية.)
فقاللقد تصرفت بشكل افضل مما كنت اتوقعه منك في هذه الظروف.لقد كان ينبغي ان اكون صادقا معك منذ البداية على كل حال شنكمل حديثنا عندما نصل الى البيت فما زال عندنا الكثير لنقوله)
قال ذلك وهو يرى دنكان يصل بالسيارة اليهما وبعد ان اجلسها لوغان في المقعد الخلفي توقعت منه ان يجلس بجانب دنكان
ولكنه بدلا من ذلك جلس بجانبها وقد عادت ذراعه تحيط بكتفيها.وفكرت في انه كان لابد يعلم بما شعرت به نحوه لكي يتصرف بمثل هذه الرقه والكياسة.
وبدت الرقة اطول من العادة.والاحاديث القليلة التي دارت بينهم جاءت من دنكان وعندما وصلوا الى المنزل امتنع من الدخول معهما وهو يقول:
(ان كل شيء بالنسبة اليك على مايرام.سأراكما انتما الاثنين يوم الاربعاء القادم.فما جرى لا يعطيك فرصة للتملص من الذهاب يا لوغان) ولوح لهما بيده وهو يبتعد.
وكانت هيلين في غرفة الاستقبال ولم يمنع شرورها برؤيته اهتمامها البالغ بما حدث له.وقالت تؤنبه بعنف:
(كان عليك ان تستمع الى نصيحة الجراح بالمبيت هذه الليلية في المستشفى فالانسان لا يعرف ما الذي قد ينتج عن اصابة في الرأس)





فأجابهاانني بخير وسأذهب الى النوم باكرا )ونظر الى كارين باسما وهو يتابعنحن الاثنين سننام باكرا.)
فاعترضت امه قائلة باستنكار يجب ان ترتاح .)
فأجابت كارينانه سيرتاح .وغدا ايضا.)
فقال مراوغا سنرى ما يأتي به الغد.)وتكلفت كارين بعض المرح وهما يصعدان الى غرفتهما متسائلة عما كان يمكن ان يحدث.
فعدا عن 3 قطب في صدغه وبعض الرضوض,فقد نجا سالما من حادث كان يمكن ان يقتله كما قتل حصانه.
قالت لهاظن من الأفضل ان تتوجه الى السرير مباشرة. وليلة مريحة تنام فيها ملء جفنيك ستفيدك تماما.)
قال بعد برهة بصوت خشنلقد وقعت في غرامك منذ اول لحظة وقعت فيها عيناي عليك منذ عامين.وقد حاولت ان ابقي بعد ذلك بعيدا عنك ولكنني لم استطع.وهكذا كان ما فعلته معك شيئا معيبا.)
فقالت كارين مستنكرةكلا .انه لم يكن كذلك. بل بالعكس كان شيئا رائعا في وقته على الاقل.لقد ابغضتك سنتين كاملتين,ولكنني نسيت هذا حالما وقع بصري عليك مرة اخرى.لم يكن ذلك بارادتي فقد كنت انت الرجل الوحيد ومازلت الذي شعرت بالرغبة في ان اكون معه.)
فقاللقد طننت اني استطعت ان انساك الى ان قابلتك على الشاطئ في اول ليلة من عودتي .فأدركت عند ذاك انني انما كنت اخدع نفسي,فقد كنت في دمي.واردت ان احتفظ بك هناك.وكان ذلك الشرط الذي وضعه ابي في الوصية,هو العذر الذي كنت بحاجة اليه.)
فقالت برقةولكنك لم تكن تحبني في ذلك الحين.)
اجابربما لم ادرك ذلك في حينه.ولكنه كان موجودا بالتأكيد.ومع انني كنت مقتنعا بأن شعورك نحوي كان مجرد نزوة طائشة,فقد كنت لا اطيق التفكير في ان رجلا اخر قد يحاول معك حتى ولو لمسة... ومن هذا كانت ردة الفعل لدي عنيفة وانا اراك قادمة من الشرفة ليلة الحفلة تلك,وتود في اثرك وقد بدا عليه الاعتداد والزهز بنفسه.وكذلك مساء الاربعاء الماضي عندما تأخرت في العودة من حيث كنت مع الفرقة التمثيلية...)
فقالت تقاطعهوبتصرفي ذاك,جعلت انا الامر اكثر سوءا...لقد كان لديك الحق في ان تغضب فقد تصرفت انا كطفلة حمقاء تماما.وبحماقتي تلك افسدت ليلة زفافنا.)
فقاللم تكن تلك حماقة.لقد كان عليك ان تجعليني اتألم قليلا وكنت ناويا اخبارك عن الوصية يوما ما.ولكنني انتظرت ان يحدث بيننا من التقارب بحيث ترين الامر بأبعاده الصحيحة ولم يخطر ببالي ان مارغوت ربما كانت تعلم بذلك.)
فقالت كارين برقةاحقا انه لم يكن في نيتك ان تتزوجها لو لم تسافر الى اوستراليا؟)
فأجابمطلقا....بما اننا نتصارح الآن في كل الامور فانا اعترف بأنني لم اكن عادلا معك ايضا بالنسبة لاجتماعي ذلك بمارغوت في تيتفورد.لقد طلبت رؤيتي لأنها كما قالت كانت بحاجة الى انسان تستشيره في امر مهم.فذهبت لشعوري بأن هذا شيء بسيط عليّ القيام به بالنسبة لصداقتنا القديمة.وباختصار عرضت عليّ امرا رفضته تماما وجعلتها تفهم ذلك.ولكن هذا لم يجعلها تمتنع عن الايقاع بيننا كما حدث الليلة الماضية.)
(انها جميلة جدا.ولا اظنها تعودت ان يرفض لها طلب.)
فأجاب دون اهتمامكل شيء له بداية والآن عليك ان تنسي موضوع مارغوت فهي لا تماثل ظفرك.وكان من الخطأ مني ان استغل شعورك نحوي بهذا الشكل,ولكنني غير نادم على ذلك.فأنا احبك يا عزيزتي,احبك اكثر مما تستطيعين ان تتصوري.)
فقالت وانا كذلك .)
فقال ليس بمقدار حبي لك . ولكنني سأحاول ان اجعلك تحبيني بهذا
المقدار .)






*.".* تــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــ ـــــــــــــت*.".*




/COLOR]

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة تمارااا ; 08-11-08 الساعة 10:30 PM
عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس

قديم 08-11-08, 11:02 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

واااااااااااااااو
هذي الرواية عندي بس رووووووووعة
تسلمي يا قمر على الرواية و إنك ما خليتنا ننتظر

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 09-11-08, 01:44 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63504
المشاركات: 44
الجنس أنثى
معدل التقييم: insaf عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
insaf غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير

 
 

 

عرض البوم صور insaf   رد مع اقتباس
قديم 09-11-08, 02:46 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 35468
المشاركات: 53
الجنس أنثى
معدل التقييم: موني الاردن عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 17

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
موني الاردن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تسلمي على الغالية الرواية ررررررررررررررررررررروعة

 
 

 

عرض البوم صور موني الاردن   رد مع اقتباس
قديم 10-11-08, 02:44 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46457
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: بدر الزمان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدCameroon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بدر الزمان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

روووووووووعة

شكراً

 
 

 

عرض البوم صور بدر الزمان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محنة عرس, دار النحاس, kay thorpe, روايات, روايات مكتوبة, عبير, worlds apart, قلوب عبير, كاي ثورب
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t97944.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
528 - ظ…ط­ظ†ط© ط¹ط±ظˆط³ - ظƒط§ظٹ ط«ظˆط±ط¨ - ظ‚ظ„ظˆط¨ ط¹ط¨ظٹط± ط¯ط§ط± ط§ظ„ظ†ط­ط§ط³ … - طھط¶ط¹ ط­ط°ط§ط¦ظ‡ط§ ط¹ظ„ظ‰ ظˆط¬ظ‡ This thread Refback 19-03-16 09:38 AM


الساعة الآن 06:05 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية