لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسيبر - عبير القديمة ( كاملة )

الملخص اكذوبة واحدة تكفي احيانا لتفتح ثغرة بحجم المرارة في حياة اثنين ....

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (7) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-05-09, 05:46 PM   4 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي 112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسيبر - عبير القديمة ( كاملة )

 

الملخص









اكذوبة واحدة تكفي احيانا لتفتح ثغرة بحجم المرارة في حياة اثنين ....


والمرارة طريق شائكة بلا عودة والدافع هو الحب الجنوني.... ولكن النتيجة غالبا ما تكون القسوة أوالإحتقار, أو الاثنين معا ......

هذا ما اكتشفه هراكليون مفراكيس الثري اليوناني الذي يتحكم بمصائر الاخرين . وجد نفسه ضحية سهلة لــفنيلا أوديل ... المرأه التي تحلم بان تعيش في ظله حتى ولو وراء القضبان....... منتدى ليلاس

سوف يكون لها ما ارادت ولكن بشروطه هو ... و احد هذه الشروط : ان يحطم احلامها واحدا بعد الاخر....

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس

قديم 06-05-09, 05:47 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

1- العروس المزيفة









"ماهذه اللعبة القذرة التي لعبتها؟"

كانت (فنِِِِِِِّي) واقفة أمام عريسها في غرفتهما بالفندق ترتدي ثوبا ليس ثوبها بل ثوب (بينلا) وحذاء كانت قد حشته بالورق لكون مقاسه اكبر من مقاس رجلها. ماذا تستطيع أن تجيب ؟ هل في مقدورها أن تدافع عن عمل ارتكبته ولا يغفره لها ؟

كانت (بينلا) قد تخلت عنه في آخر لحظة قبل حفل الزواج ، فرأى نفسه في ورطه لايستطيع أن يخرج منها وينقذ كرامته أمام الأصدقاء والمعارف، وجميع المدعوين ومصوري الصحف والمهنئين، وحتى الأعداء اللذين لاتخلو منهم حياة كل رجل ذي سلطان.....إلا بالمضي في حفلة الاستقبال التي تلت الزواج، إذ أنه لايجرؤ على إلغاء الحفلة وخلق فضيحة كبرى من جراء ذلك.

احتشد الجمع ..انتظارا لقدوم العروس بينما كانت (فنّي) تضع اللمسات الأخيرة على فستان العرس الأبيض المطرز. ولبست الفستان ثم وضعت الحجاب التقليدي على وجهها وخرجت من غرفتها لتنزل السلم إلى البهو حيث كان ينتظرها عمها ( دومينــك )


" كم أنت جميلة!".

أبدى إعجابه وافتخاره بالفتاة التي كان يظن أنها ابنته (بينلا)، بيد أنه قبّل ابنة عمها (فنّي) التي حلت محلها. وضع ذراعها تحت ذراعه وقادها إلى السيارة التي كانت بانتظارها في الخارج .

وصلت ..... وتسلطت عليها كل الأنظار وهي تدخل على أنها (بينلا) متأبطه ذراع عريسها. لم يفطن أحد لغياب (فنّي) التي كانت معروفه بتهربها من مواجهة الناس بسب خجلها. وهاهي الآن أمام القسيس بجانب عريسها لتعلن أمام الله والناس تقبل (هراكليون مفراكيس) زوجا لها، وليعلن هو انه يقبل بــ(فينّلا اوديل) زوجة له.

وكانت العروس محجبة حسب التقاليد اليونانية.

وفيما هو ينظراليها غاضبا وهي تريد أن تخلع ثوب العرس لترتاح , شدّها من شعرها بقوة وصرخ في وجهها:
((. بالله عليك! كيف توصلت إلى هذه النتيجة ؟! لم أشك مطلقا أنك لست (بينلا) إذ كنت تشبهينها تحت الحجاب إلا انك كنت شاحبة ترتجفين ، والأدهى من ذلك تظاهرك بالإغماء قبل الحفلة كي لا يفطن احد إلى تغيبك عن الاحتفال)).

قرّب وجهه من وجهها فرأت عينين فيهما بركان وأحست بألم شديد.

(( هل مازلت تعتبرين نفسك ذكية الآن وأنت وحدك معي في الفندق؟))

كانت (فنّي) في تلك اللحظة تشعر بذنبها العظيم وبرعب من ريسها الذي استغلت فيه أصالته اليونانية في احترام التقاليد ، وهي تفرض على العريس ألا يكشف عن وجه عروسه إلا عندما يكونان نفردين في غرفتهما ، ولهذا توجه إلى الفندق في سيارة منفصلة برفقة اثنين من شركائه في العمل ، لأن الرجال في أنحاء كثيرة من اليونان لايختلطون بالنساء علنا مثلهم في ذلك مثل أهل الشرق.

كانت (فنّي) وهي في هذا الوضع تتذكر كل دقائق عملية الصباح ، بدءا من خاتم الزمرد الذي كانت (بينلا) قد تركته على طاولة الزينة في غرفة نومها ، مع رسالة موجهة إلى هذا اليوناني الذي تعرفت عليه في أثينا بينما تقوم بمختلف الأعمال البسيطة انتظارا لان تجد دورا كممثلة مسرحية مبتدئة ، ومن هذه الأعمال وظيفة دليل للسياح برعت فيها وتمرست على مواجهة الناس بصراحة وجرأة ، إلى هذه الدقيقة التي ترى نفسها فيها واقفة أمام عريسها في إحدى غرف الفندق.

تعرفت (بينلا) على (هراكليون) بينما كانت تعمل دليلا فوقع تحت تأثير جاذبيتها من أول وهلة . تذكرت (فنّي) ذلك وهي مع عريسها في فندق باركوي تاورز في لندن، وتساءلت عن قوة جاذبية (بينلا) حتى تسيطر عليه...علما منها بأن اليونانيون يصرّون على تزويج أولادهم من بنات بلدهم اللواتي ينشأن على تقاليد وعادات الأجداد، وأكبرت فيها سطوة جاذبيتها عندما أتى (هراكليون) إلى انجلترا ليطلب يدها من والدها (دومينــك اوديل) وافق والدها.

وأقيمت المراسم الدينية وكان (هراكليون مفراكيس) وهو يتأبط ذراع (فنّي) يعتقد أنها (بينلا) ، وألبسها خاتم الزواج ، وفعلت هي ذلك على أنها (بينلا) وكانت ترتعد خوفا من اكتشاف لعبتها في آخر لحظة . لاتدري (فنّي) إذا كان هرب ابنة عمها (بينلا) من راكليون ( سببه الخوف أو رغبتها الملحة في الحصول على دور يلائمها للتمثيل في نيويورك . كانت ( فنّي) تعرف بالعلاقة القائمة بين (بينلا) وبين المنتج (درايك مونترسن) في الماضي .

وكانت (بينلا) لا تخفي شيئا عن (فنّي) منذ أيام الدراسة ، فهي بمثابة أخت لها خاصة أنها بلا أهل . و(دومينــك اوديل) التاجر الغني الناجح ستصيبه صدمة قوية لو عرف أن ابنته الوحيدة (بينلا) ربطت نفسها برجل مثل (مونترسن) يكبرها بعدة سنوات وله سيرة غير حميدة تماما. و(فنّي) نفسها صدمت بهذه العلاقة... ولكنها انتفضت عندما قارنت وتصورت نفسها في فستان العرس المطرز بزهر الزنبق ، رمز كل فتاة عذراء طاهرة الجسد والعقل والقلب ، كما كانت (فنّي) قبل أن تخدع هذا الرجل.

رأت ، وهي واقفة أمامه، شرايينه البارزة وهو يحدق فيها بعينين تقدحان شررا ، وكأنه يريد أن يخنقها . أنها لا تلومة ، بل ترحب بعمل كهذا فقد يخلصها من وضع اخذ يزيد من مخاوفها مع كل دقيقة.

((كيف تجاسرت أن تحلي محلها وتنتحلي اسمها...؟))

كان صوتها خافتا عندما أجابت: ((لم انتحل اسمها)).

وأضافت تقول:

((بل أعلنت اسمي الذي يشبه اسمها..))

((ابنة العم فنّي!)) . تلوت شفتاه وامتلأت عيناه غضبا وازدراء. إلاأنها همست قائلة: ((اسمي (فنيلا) ، وهذا ماسجلته في سجل الزواج . فهل تعتبر هذا تزويرا ؟)).

(( كانت يدك ترتجف وأنت تكتبين ، وأدهشني أن ترتجف فتاة مثل (بينلا) . وكيفاعرف أن الفتاة ذات الشعر الاشقرالذي كان يغطيه الحجاب ليست عروسي الحقيقية ؟ وكيف اعرف أن هناك غشا وخداعا؟)) .

كان وهو يتكلم يزيد من ضغط أصابعه على كتفيها ، وبعد أن تفحصها بدقة جرها إلى النافذة وعرض وجهها إلى الضوء وقال : (( لاتشبهينها مطلقا حتى تكوني صورة طبق الأصل عنها ، ولكن العرائس ماهرات في تغيير منظر وجوههن لتختلف عما كانت عليه قبل الزواج . وحتى الأقارب والأصدقاء يؤخذون بمنظر العروس المتخفية بالحجاب ، ويتساءل عريسها هل التي أمامه تمثال من الشمع مزين بالزهور أم إنسان ؟ ويدهشه أن يديها اللتين كانتا دافئتين قبل الزواج أحسهما باردتين عندما البسها الخاتم ، وان صوتها الجذاب أصبح باردا)).

تابع حواره كأنه يكلم نفسه: (( ياالله...كيف يستطيع الرجل أن يتأكد من أن العروس الواقفة أمام الهيكل في لباس ابيض كالثلج ، هي المرأة نفسها التي كانت تذوب بين ذراعيه أيام الخطوبة !. ))

صرخت (فنّي) من الألم لأنه كلما تعمق في تفكيره كان يغرز أصابعه في لحم كتفيها دون أن يدري . رأت كل شيء فيه غريبا وقاسيا ، ولأول مرة تجد نفسها وحدها معه ، ومعرفتها به كانت يوم الخطوبة عندما كان عدد المدعوين من الكثرة بحيث لم يمكنها تبادل كلمة واحدة ، رأت خطيب ابنة عمها (بينلا) رجلا ذا قامة طويلة وبنية قوية ، رشيقا وذا عينين كعيني النمر.

((إذا آلمتك فأنت السبب)).

كانت عيناه العنبريتا اللون تتفحصانها ورأت فوقهما حاجبين يشبهان حد السيف ، وصوته الذي كان يوم ذاك ناعما وحلوا سمعته الآن حادا كشفرة السكين.

(( انتظري المزيد من الألم . هذا ليس تهديدا لا وعدا أيتهاالمزورة! هل توقعت بهجة وسرورا عندما ارتديت ذلك الثوب الأبيض وأخفيت وجهك وراء ذلك الحجاب؟ ماذا كنت تأملين من اتخاذك لشخصية (بينلا)؟)).

كانت عيناه تبحثان عن الحقيقة ، بينما تخفيها (فنّي) في أعماق قلبها ليقينها بأنه سيرفض هذه الحقيقة المخيفة ، ويحط من شأنها إذا هو فهمها . فلينخدع بالظواهر....وهي أنها لكونه فقيرة ومعدمة استغلت الفرصة لتصبح غنية ، ولذا قامرت وربحت . تأمل (فنّي) انه سيفهم ذلك ويتقبله ، ولكنها لن تطلعه على حقيقة تقمصها شخصية (بينلا) والتي تنحصر في أنها عندما وقع نظرها على (ليون مفراكيس) شعرت بذوبان جميع حواسها وارتعاش في جسمها عزته في أول الأمر إلى الخوف ، ولكن الخوف ممّ ؟ لم يغمض لها جفن تلك الليلة التي لاحقتها فيها صورته وبإلحاح ، حتى أنها دفنت وجهها في الوسادة كي تبعدها عنها .

وضعت يدها في جيب فستان (بينلا) الذي ترتديه وأخرجت ورقة وسلمته له . كانت رسالة من (بينلا) إلى (هراكليون) تخبره فيها سبب تخليها عنه : " عزيزي ليون . مازلت مجنونة بحبك واعرف أننا كنا سنمضي أوقاتا سعيدة معا لو أني تزوجتك ، ولكن بما أني أريد أن أصبح ممثلة وأنت كيوناني لن تسمح لي بذلك ، لم أرد أن اخسر فرصة ذهبية لأقوم بدور (جرترود ماين) في تمثلية من الدرجة الأولى في نيويورك . أرجوك أن تفهم وضعي ومن اجل حبك لي حاول أن تعفو عني لهجري إياك . ستسلمك (فنّي) هذه الرسالة ويمكنك الوثوق منها فهي كتومة ، أما إذا سألك احدهم عن سبب انفصالنا فيمكنك الادعاء بأننا تشاجرنا . وتأكد أن حبيبتك البعيدة عنك لن تنسى ذكراك!. "

جفلت (فنّي) من صوت الورقة وهو يكورها في يده ويرميها بغضب في سلة المهملات . هذه هي نهاية حب تلاشى كالضباب ، حب لايستحق حتى مجرد التفكير فيه . ابتسم بمرارة والتفت إلى (فنّي) وقال :
((إذاً أنت تؤمنين على الأسرار!. ))

كانت فتحة عينيه ضيقة ونظراتهما قاسية وخطرة، وهو واقف كالقائد الذي تخلت عنه فتاته ليسقط ضحية فتاة أخرى.

برد الدم في عروق (فنّي) وتولاها الخوف واليأس من انه لن يغفر لها . وبالرغم من ذلك أرادت أن تعرف نواياه تجاهها:

((ماذا ...ماذا تريد أن تفعل الآن ؟))

هذا رجل غريب عنها ، وقد يقذف بها خارج مقصورته حيث هي موجودة بصفة عروس ولكنها أيضا دخيلة . نظر إليها ساخرا وأجاب :
((ماذا تريدين مني أن اعمل؟ أنت تعرفين أكثر من أي شخص آخر لماذا أتيت إلى المعبد بلباس امرأة أخرى ، وبكل جرأة ووقاحة قمت بكل ماتخلت هي عنه ، أنت ، ابنة العم الفقيرة التي كانت تجلس في الزاوية مع قطة البيت ! إلا ترين انك تحت رحمتي؟))

((اعرف ذلك ))

كانت فنّي ترتدي ثوبا بلون الياقوت الأزرق، وهراكليون الشاب الطويل ذو العضلات القوية يرتدي بذلة رمادية اللون ، والفارق بينهما هو أن ( فنّي) كانت تنظر إليه بخوف ، بينما كان سكوته أكثر تهديدا من كلامه القاسي . شبهت وجهه بقطعة حديد خرجت لتوها من أتون ورأت فيه قبحا لاينسى .


((استطيع أن أرميك من النافذة ، ولن يلومني احد . في كل الأحوال ، من سيهتم؟))

((لن يهتم احد... وسيبررون عملك)).


نظر إليها من رأسها إلى قدميها ثم قال:
((جميل منك أن تعرفي ذلك . ولكني مازلت مذهولا كيف ظننت أنني اعقد قراني على (بينلا) المتلألئة وأنا اعقده على فتاة متحفظة...هي لها عينان بلون الياقوت الأزرق ، وأنت لك عينان بلون الدخان الأزرق ، وشعرها ذهبي لا فضي، وليس لك شفتان جذابتان كشفتيها . وهل تعرفين ماهو شعوري نحوك؟.


((استطيع أن أخمن))

كان جوابها هادئا، ولكنها شعرت بالإهانة بسبب الاحتقار في عينيه العنبريتين.


((أنا جازم من انك لن تستطيعي مطلقا أن تخمني ما أفكر فيه الآن. أتصور أني اشتريت ألماسه وعندما أخرجتها من علبتها وجدتها قطعة من فحم . أحس أني سرقت ، وهذا شعور لا يحتمله أي يوناني)).


((أنا آسفة)).

كان حلقها جافا ورأسها ساخنا ومؤلما لأنها كانت تسبح في دوامة من التفكير بالدور الذي لعبته بنجاح ، والذي كان حلما يراودها فأرادت أن تستيقظ ، ولكن الحلم تحول إلى كابوس تحاول الهرب منه . تلفتت نحو الباب يائسة علّها تستطيع الفرار وتنقذ نفسها من عقاب هذا اليوناني الذي رأى، وكان على حق فيما رأى ، انه خدع.


قفزت من مكانها فجأة ، ولكن فيما كانت مسرعة نحو الباب خرجت رجلها من الحذاء وخرجت معها قطع الكرتون التي فيه . وانقض هو عليها وحملها بيديه الفولاذيتين ورماها على الكنبة العريضة كمن يرمي صرة ثياب . كانت تلهث من الرعب وهي تنظر إليه بعينين ملؤهما رعب وتوسل .


وانحنى فوقها بنظرات شرسة ومد يده فخلع الحذاء الآخر ورماه على ارض الغرفة وقال بلهجة ساخرة:
((أرى بان الحذاء ليس بمقاس رجلي سندريلا واني لست أميرك الجميل الذي سيلاطفك ويكرمك ويدعك تذهبين بسلام بعد أن أنقذت ماء وجهه أمام الناس . انك حمقاء ومخطئة . أتعتقدين بأني سأهتم بآراء من يأتون ليشاهدوا حفلة عرس أو يوجهوا آلة التصوير الى رجل يحترمونه لأنه فقط من رجال الأعمال الناجحين؟ كنت سأتزوج من بينلا لأنها كانت تتمنى ذلك ، هل تفهمين؟ هي تتلألأ كالجوهرة وكنت أريدها لكنك أخذت مكانها... وها نحن هنا لا نستطيع عمل شيء)).


كانت (فنّي) تريد من كل قلبها أن تعوض عن الخطأ الذي ارتكبته ، ودفعتهاعفويتها وخوفها منه أن تقترح عليه حلا عندما قالت متحمسة : (( بل نستطيع ، من الممكن إلغاء الزواج وهكذا تتحرر.... ))


(( إلغاء زواج يوناني ؟ وهل دفع بك جهلك إلى الاعتقاد باني أتيت إلى بلدك لأتزوج من ابنة عمك ومن ثم لأفك الرباط كأنه شريط من حرير لان زواجي لم يكن كما توقعت ؟ انظري إلي ! أنا إسبارطي المولد ولا ادعي أني خارق إلا أنني أقدس الشرائع . هل تقدرين معنى ذلك؟))

كانت تقدر قوة ضربات قلبها وهي جالسة على الكنبة بين الوسائد الحريرية تنظر في وجه هذا الإسبارطي المصنوع من الفولاذ والذي قدر لها أن تقع في حبه.


وأضاف متعمدا: (( هذا يعني أن كلينا سكبنا في قالب واحد ولا يفصلنا إلا موت احدنا، ومن السهل أن أدك عنقك وأتخلص منك في لحظة)).


اصفرّ وجهها وشهقت من الرعب.


((هل أرعبك تهديدي ؟ اطمئني ياعزيزتي، انك لا تساوين بقائي في السجن، خاصة في زنزانات السجون اليونانية . وان أحببت ذلك أم لم أحب، لي زوجة الآن ودعينا نحتفل بهذه المناسبة ونأكل قرص الحلوى الذي أتى به أخي زونار))


تذكرت انه عندما أتى إخوته إلى الفندق ليهنؤه ويهنئوا عروسه كانت واقفة بالقرب من النافذة وظهرها إليهم . وسمعت (زونار)، أصغرهم ، يتمنى حظا سعيدا لأخيه والسعادة لها.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 06-05-09, 05:49 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وسيعود(هراكليون) في اليوم التالي إلى اليونان مصطحبا عروسه إلى جزيرة بتالودس التي أصبحت كلها ملكا له ، والتي ادخلها الآن ضمن نشاطاته التجارية مثل محاجر المرمر ومزارع العنب والتين، ومعصرة لزيت الزيتون ومصنع لتعليب السمك، وزوارق لنقل البضائع، وفندقين وناد ليلي وثلاثة مطاعم وبعض الفيلات الفخمة، بالإضافة إلى ذلك فانه مضارب كبير في مختلف الميادين التجارية والصناعية، ويقال عنه انه عامل خير وانه قاسي القلب وصعب المراس في أن واحد. ولكن هذا الرجل الخارق كان عند نهاية الحرب يفتش هو وإخوته اليتامى منتدى ليلاس عن وسيلة ليبقوا على قيد الحياة. ويعود الفضل بعد الله في بقائهم أحياء إلى بأس (هراكليون) أخيهم الأكبر ذي الإرادة القوية وصاحب الذكاء الحاد... وعندما عرفت (فنّي) بمجيئهم لتهنئتها ودت لو أنها تختفي، نظرا لحبهم وتفانيهم له،ولكنهم اخذوا ينكتون عليه ويضحكون.

لم تكن هادئة الأعصاب وهو يقطع قرص الحلوى، وعندما سقطت على الأرض وردة كانت تتوج القرص قال لها:((إلا تلتقطينها ؟ أنها تجلب لك الحظ.... ))

كان صوته عميقا يعبر عن احتقار لها ولما قامت به. ولن يصدق أبدا أنها أرادت بذلك إخراجه من ورطة وإنقاذ كبريائه.. انه رجل مكتف بذاته يعتمد على نفسه، وواقعيته لاتجعله يفهم أن امرأة قد تهتم به وهي بعيدة عنه.دائما ينال مايشتهي. فقد عارك وكد وحصل على أعلى المراكز، وكل مايشعر به نحوها غضب راسخ لأنها ألصقت به شيئا لم يكن يرغب فيه.. امرأة سيرغم على تسميتها (زوجة).

اقترب منها وفي يده صحنان في كل منهما قطعة حلوى . وفي طريقه إليها ركل الوردة برجله تحت الكنبة. هذا حظها، يركله برجله.

((خذي)).


قدم لها صحنا وأحست كأن شيئا توقف في حلقها وهي تقدم له كلمة شكر. ثم تناول زجاجة شراب معدني وملأ قدحين ناولها واحدا منهما.

((نخب ماذا نشرب؟ نخب حياة طويلة كلها سعادة فيرفقة بعضنا؟)).


((أرجوك، توقف! تشعرني باني مجرمة))

((وهل أنت غير ذلك ؟! سرقت ما كان يخص امرأة أخرى))

((ولكن بيلا هجرتك...)).

((كان عليك أن تلحقي بها . وهذا ما كانت ترجوه . كان عليك أن تأخذي طائرة هليكوبتر وتحكي معها وتقنعيها بان الزواج أهم بكثير من الوقوف وراء كواليس المسرح ومراقبة غيرها يتقبل تصفيق الجمهور)).

رفع قدح الشراب إلى فمه وقال:

(( قد يكون الزواج تمثيلية حياة أهم من تمثيلية مسرح، ولكني اكره الدور الذي فرض علي ولا اهتم بدور السيدة الأولى التي يجب أن العب دوري معها! كلي حصتك من الحلوى واشربي الماء المعدني، إذ تلزمك بعض الشجاعة))


كان نظرها مثبتا في عينيه كأنها منجذبة إليه بتنويم مغناطيسي.

((ابتهجي وتهللي! لعمري، كلما نظرت إليك زادت حيرتي في قوة أعصابك وأنت تقومين بهذا الدور. ماهو مرادك؟ ليس لك عائلة أو بيت. صحيح؟))

.

(( سمح لي العم دومينــك باستعمال غرفة في بيتهم))


كان صوتها مبحوحا، لا شفقة على حالها بل دهشة من وجودها في هذا الفندق الفخم مع رجل هو فعلا زوجها . كانت غريزتها الأنثوية هي التي دفعتها لتحل محل (بينلا) ، وهاهي الآن سجينة اندفاعها الجنوني . هذه هي قرابة الغني بالفقير . فارة صغيرة وفقيرة تحسد ابنة عمها الغنية الجميلة وتقضم قطعة الجبن بأسنانها في الفرصة المناسبة.

نهض من مكانه ومشى بضع خطوات ثم عاد وافرغ ماتبقى من الشراب المعدني وقال:

((ارفعي قدحك ودعينا نواجه هذا الموقف الصعب الآن، إذ يتوجب علينا أن نواجهه عاجلا أم أجلا. من تقاليد اليونان أن الخطوبة رباط يصعب فكّه، فكيف بالزواج؟)).


تناول قطعة حلوى بشوكته وعندما رفعها إلى فمه تناثر بعض الفتات وسقط على الأرض. عبس ولكنه قال:(( هذا يجلب الحظ، ولكنه في هذه لظروف مجلية لسوء الحظ ، وأنا كيوناني انسجم مع الحياة وافهمها وافهم مافيها من سخرية تنتظر الإنسان في الزوايا. اشربي، اشربي، الآن!)).

ارتعدت لدى سماعها هذا الصوت وشربت. كان يريد (بينلا) فحالت هي بينه وبينها... هذه الفارة الصغيرة التي انتزعت قطعة الجبن من ابنة عمها .

كان يسير في الغرفة جيئة وذهابا، وكانت شرايينها ترتجف مع كل حركة يقوم بها. ولم تكن حركاته هذه نتيجة لتوتر أعصابه بل بسبب مس كرامته وكبريائه لدى اكتشافه بأنه تزوج من امرأة لم يكن يرغب فيها. ولكنه ليس بالرجل الذي تنهار أعصابه في أي ظرف صعب. وكانت (فنّي) تحت تأثير غضبه طيلة الوقت تنكمش كلما تطلعت في عينيه الشبيهتين بعيني النمر. قد يجد طريقة ليعاقبها، وستقبل هذا العقاب لأنها تستحقه.

((اخلعي قبعتك عن راسك. تعرفين انك باقية هنا)).

لم تكف عن الارتجاف ، وأطاعته فخلعت القبعة عن رأسها ووضعتها على الطاولة . وهزت رأسها فانتثرشعر ذهبي خفيف اللون حول وجهها وأضفى عليه جمالا حساسا، وزاد من سحر عينيها اللتين يعلوهم حاجبان منسجمان مع لون الشعر. لم تكن لها جاذبية (بينلا) ولكن وجهها له طابع ناعم وحلو. نعتها سابقا بان جمالها باهت لكن كان ذلك لإهانتها فقط . وأحست بأنه لم يرفع نظره عنها . وقال لها مكشرا:

(( الملاك المعذب، الست كذلك؟))





(( وأنت القرصان الفولاذي، الست كذلك ؟ بلا قلب ورحمة)).

صحيح أنها خدعته فأهانت كرامته، ولكن لها كرامتها هي الأخرى.

((فعلا بلا قلب ولا رحمة . هل توقعت مني أن أتغاضى عنك؟ إذا تفاؤلك يتساوى مع انتهازيتك)).


(( لست متفائلة طبعا، واعرف مدي كرهك لي)).

(( نعم ياسيدتي نستطيع نحن اليونانيون أن نكره حتى النهاية . هل أنت مستعدة أن تتلقي كرها مستديما بدلا من حب لطيف؟))

((هذا يعني انك ستبقي هذا الزواج قائما؟)).

انقبضت يداها في حضنها وأرغمت نفسها على البقاء حيث هي، لأنها إذا حاولت الهرب يقفز وراءها مثل الهر وراء الفأرة، خاصة وان مزاجه على قاب قوسين من استعمال العنف.

((هل تعرفين القول المأثور في اليونان، [عندما تحل النكبة تظلم النجوم]؟ أنت أصبحت زوجتي وسأجعلك تندمين على خداعي . أن شرائع الزواج في اليونان ليست مائعة كشرائعكم في انجلترا. نحن إذا نذرنا نحفظ النذر، وسأنذر أن كل يوم يمرعليك سيكون يوم ندم لأنك تحجبت بحجاب بينلا لتخدعيني . هزئت من هذا الحجاب وأخفيت شخصيتك وراءه لتقومي بدور الكاذبة واللصة!)).

كادت العبرات تخنقها وهي تقول :(( لا، لا. هذا غير عادل!)).

((هذه هي الحقيقة الوحيدة هذا اليوم . أنت سرقت مكان ابنة عمك ، واحتلت على الناس لتفتحي طريقك))

قفزت غاضبة وصرخت بجرأة : (( هذاغير صحيح ! لم يكن هذا قصدي . أنا قصدت فقط إنقاذ كبريائك))

(( صحيح ؟ هل تفكرين أن هناك ذرة من الكبرياء في رجل يجد نفسه فجأة متزوجا من امرأة لا يريدها؟)).

كادت تسقط من الحزن والأسى.

(( كلا...لولا ذلك لانتظرت عروسك بينلا عبثا ولكانت النتيجة إذلالا لك...)).


(( وهل الوضع الذي أنا فيه اقل إذلالا ؟ خاصة واني أصبحت زوجا لامرأة لا أكن لها أي شعور غير الاحتقار؟ أنت تحملين اسمي الآن ولن اسمح أن يلطخ هذا الاسم بالثرثرة والقال والقيل. نحن اليونانيون نعيش عيشة شريفة)) .

(( أمام العالم الخارجي؟))

سألته وهي غير أكيدة بأنها ستصمد في وجهه ، إذ أن رجليها لا تكادان تحملانها ولا تريد أن تنهار أمامه . يجب أن تقاوم حتى تخرج من الغرفة بالقوة أو بالحيلة وإذا فشلت فبالإقناع . وأضافت تقول:

(( لم اقصد الإساءة إلى كبريائك . صدقني . أردت فقط... اعرف أن ما قمت به كان عملا طائشا ، ولكن....)).


(( اعتقد انك كنت واعية تماما بما أنت مقدمة عليه ، وعزمت على عمل ذلك حالما قرأت رسالة بينلا . كنت تعرفين أني ثري وربما كلمتك ابنة عمك عن قصري في الجزيرة . فقلت لنفسك أن القصرالفخم أفضل بكثير من غرفة حقيرة ، وان الثمن للوصول إلى ذلك زهيد جدا، وهو ينحصر في استسلامك لهذا اليوناني العصامي الذي كون نفسه بنفسه والذي سيتشرف باحتضان فتاة انكليزية هزيلة)).

(( لم أفكر بشيء كهذا مطلقا )).

غير أنها ذات ليلة لم تنم فيها أطالت التفكير بهذا الرجل الذي يختلف عن باقي الرجال ممن كانوا يحومون حول بينلا التي تجتذبهم مثلما يجتذب المصباح الفراشات . ولم تنكر في نفسها أنها كانت تتساءل عما يشعر به المرء بالقرب من هذا الرجل ، كأنه صخرة نحتت إنسانا .

(( وإذاكنت فضولية لمعرفة شيء ما عني سيدتي ، فسأرضي فضولك))

قام بحركة تعبيرية بيديه القويتين ونظر إليها بعينين حادتين كقطع من الفولاذ.

((مثل دارج في اليونان يقول:[ لايجب أن تعيش المرأة كشجرة تين غير مثمرة]. ولذا يتوجب عليك أن تكسبي خبز كاليوناني بعرق جبينك ومسكنك بكدّك . صحتك جيدة على ما أعتقد ، وليست لك خبرة ما ولكن جلدك صاف وتبدو أسنانك قوية...))

صرخت في وجهه بعد نظراته المهينة قائلة :


(( لست حصانا حتى تتفحصني هكذا! قمت بما قمت به بأطيب نية ، ولكني لن أبقى هنا لأتلقى اهاناتك .... ))


((ستفعلين مايطلب منك)) منتدى ليلاس

كان وهو يقول ذلك يتقدم نحوها وهي تتراجع أمام هذا البرج العالي، واعية بوجودها وحدها معه في هذه المقصورة التي لن يدخلها احد طالما فيها زوجان... في شهر العسل . كانت عارية القدمين وهذا جعلها ترى نفسها اصغر مما هي واضعف ، فكانت تغرزهما في السجاد عل ذلك يمدها بالقوة إلى أن بلغت النافذة والتصق ظهرها بالستائر المسدلة . توقفت هناك بين العملاق أمامها وظلام الليل وراءها، وصرخت من الهلع عندما امسك بها وشدها إليه . قائلا لها :
((زواجك مني كان بمحض اختيارك فقطعت كل علاقة بعمك، وأنت الآن ملك مطلق لي أتصرف به كما أشاء))

ثبت نظره في عينيها وغرز يديه في خصرها وقال:
((هل كلامي واضح بما فيه الكفاية؟))


((نعم . انكليزيتك ممتازة ياسيدي وافهم منها انك سترغمني على احترام النذر الذي تعهدت به في ساعة جنون...)).

((أظن انك تعهدت بهذا النذر وأنت تزنين الربح والخسارة في عمليتك . كلما تخسرينه غرفة بائسة في مؤخرة بيت عمك، ومركزا متواضعا أمام ابنة عمك الباهرة الجمال))

((أنت تعتقد أني كنت احسد بينلا؟)).

حدقت فيه مغتاظة ثم أضافت بحماس :(( هذا غير صحيح ولا يحق لك أن تنوه به))

((أنت التي ليس لها أي حق. أنا يوناني، وحتى بينلا لاتكون حرة في تصرفاتها معي. أما أنت......
أنت ستكونين مثل عرائس الاسبارطه اللواتي كن يستخدمن لغاية واحدة فقط))


فقد وجهها لونه عندما رأت كل عظمة في وجهه بارزة كما لو انه نحت من صخور إسبارطة.

سألته وهي خائفة:((ما..ما..ماذا تعني؟))..

((أنت امرأة وتفهمين ما اعنيه.. ))

ضغط عليها بذراعيه بشده ورأت نفسها تحت رحمة يوناني لا يرحم .

((لك كل الحق في أن تغضب ويجب أن تصدقني أذا قلت لك أني آسفة جدا لما بدرمني))

انتشرت الرجفة من قدمها إلى باقي جسمها وشعرت (فنّي) بالذل كأنه أحس بارتجافها هذا.

(( أرجوك أن تعتقني قبل أن تدب فينا الكراهية. من الممكن إصلاح الأمر بينك وبين بينلا إذا ما زلت تحبها )).


(( تتكلمين عن الحب؟))

تقوّس حاجباه الأسودان فوق عينيه وقال بسخرية:
(( لن أهدر عواطفي على أية امرأة يا بلهاء )).


((لكنك أخبرتني انك قد تلصق ببينلا)).

(( طبعا، ولكن ليس لهذا علاقة بالحب. فقط كنت أريدها!هل فهمت الآن أم انك بليدة لا تفهمين؟))

احمرّ وجهها ثانية عندما تأكد لها ماعناه بالضبط وقالت في داخلها(( ولكن هذا السبب لا يدعوك لان تتزوجها))، عندما تذكرت اعتراف ابنة عمها لها كيف أغواها (درايك مونترسن) في بلدة سترافورد اون ايفون، ولكي تتفادى نظراته أخذت تنظر إلى كتفيه كيلا يقرأ ما في عينيها من أفكار. له منكبان قويان تشتهي أن تضع رأسها عليهما...ولكن لا يحق لها ذلك... لا تجد عنده إلا الاحتقار.

((انظري إلى عينيّ!)).

شدها من شعرها ورفع وجهها إليه وأضاف:(( أنت قدمت نفسك ذبيحة وضحيت بنفسك ولذا لا تتظاهري بمظهر العذراء المرعوبة في هذه المرحلة من لعبتنا. تريدين أن تعيشي في قصر على جزيرتي في بحر ايجة، فليكن! لكنك ستعطينني ابنا وستعطينني هذا الابن خلال سنة من الآن، وسأخلي سبيلك فقط عندما تؤمنين لي الولد. هل سمعت أيتها المزيفة؟))

سمعته جيدا وأصابها ذهول لما قال: مولود ذكر مقابل حريتها... وكأنه سيد يخضع القدر لأمره ويجعل من عذابها وخوفها آلة طيعة فتنجب له ابنا عند الطلب.

(( الست متغطرسا لدرجة لاتطاق؟ ))
وجّهت إليه هذا السؤال وهي تتألم من شد شعرها وأضافت ساخرة:
((وإذا لم احمل... وإذا كان المولود ابنة...فهل ستدك عنقي يا سيدي؟))


مرر نظره على وجهها وبانت قوة الخطر الكامن هناك.

(( نرجو أن تحملي أولا وان يكون الجنين ولدا. ولا باس إذا أمضيت سنة أخرى في بتالدوس مع رجل يريد أن يستغلك فقط )).

اصطكت أسنانها وارتعشت وهي بين ذراعيه... وفجأة أخذت ترتجف كريشة في مهب الريح وتشنجت أعصابها، وهدت قواها الصدمات العاطفية التي توالت عليها طوال النهار،وأحست كان حمى تمكنت منها. لاحظ (ليون) ذلك فحملها بسرعة ومددها على الديوان، وفيماهي مرتمية قطعة واحدة سمعته يتكلم على الهاتف:منتدى ليلاس

((قسم الخدمات؟))


كان صوته حادا وفيه رنّة الأمر وقدّم طلبا دون أن يذكر عنها شيئا وتابع:

((أرجوك أن ترسل لي بأسرع مايمكن قهوة ساخنة وصدر ديك هندي))


وضع السماعة مكانها ثم انحنى فوقهاوقال:

(( تمالكي نفسك لأني لا اريد أن أتحمل ظاهرة انهيار الأعصاب... هذا إذا كانت حقيقية. في كل الاحتمالات أنت بحاجة إلى تغذية لأنك لم تكوني في حفلة الاستقبال. سيأتيك الخادم ببعض الطعام، لذا يجب أن تتغذي))


حاولت (فنّي) أن تمتثل لرغباته لكن جلدها كان ينكمش كلما نظر إليها، وتحس بأعصابها تتمزق. ألصقت وسادة إلى جانبها علها تساعدها على إيقاف ارتعاشها، وحولت نظرها عنه ولكنها لم تستمر إذا كانت تلك الدائرة الذهبية حول بؤبؤ عينيه، تجتذبها فترى فيها معنى لكل نواياه. انه يوناني وبزواجه منها حصل على صفقة رابحة ولن يجعلها تفلت منه .

سمعا قرعا خفيفا على الباب دخل بعده خادم يدفع عربة صغيرة. فأسرع ليون ووقف بينها وبين الخادم كي لايرى وجه فنّي وسمعته يصب القهوة . قدم الفنجان لها، وكلمه كمن يكلم حمارا عنيدا:

((الآن، كفاك هذا التمثيل الصبياني لأنه لايؤثر فيّ. اشربي قهوتك ومن ثم تناولي قطعتين من الساندويتش وستشعرين انك اقل حماقة ))


ساعدها على الجلوس وناولها فنجان القهوة فانسكبت بضع قطرات على ركبتها، ثم انحنت لترتشف من الفنجان وكانت القهوة كثيرة السكر فأخذت ترتشفها بدون توقف لتبلل حلقها الجاف، وكلها رغبة في إيقاف رعشتها خاصة وانه يلح عليها أن تتوقف عن ذلك، معتبرا إياها ممثلة بارعة في التظاهر... ولكنها لاتلومه ، وتعرف أنها تستحق احتقاره.

كان كل ما تتمناه هو أن تقطع حبل الثرثرة عندما لم تحضر بينلا بثوبها الأبيض يوم حفلة زفافها. أن رجالا كهراكليون لا ينقصهم الأعداء الذين لن يقصروا في التشهير به إذا رأوه وحده أمام الهيكل ... وهذه اكبر إهانة تجرح أي يوناني في عزة نفسه وكرامته، وكانت هذه الصفات هي التي اجتذبت فنّي لتقف بجانبه وتحل محل ابنة عمها .

سألها وهو يتناول فنجان القهوة الفارغ من يديها.

((هل تريدين قطعة أم قطعتين من الساندويتش؟)).


((لست متأكدة . سأحاول)).

وضع قطعتين من الساندويتش في صحن مع قطع من البندورة والخس، وكان وجهه أثناء ذلك اقرب إلى قطعة حديد من وجه إنسان، وعيناه لاتعبران عن أية إنسانية. وقال وهو يناولها الصحن :

((حاولي جهدك أن تأكلي))


((شكرا. إلا تريد تناول شيء ما؟)).

((ربما. سنتناول طعام العشاء في المطعم عند الساعة السابعة والنصف ومن ثم سنذهب إلى مسرح اولدويتش لحضور تمثيليةهاملت، لكني لا اعلم إذا كنت من المعجبات بشاعركم العظيم شكسبير، أما بينلا فإنها من المعجبات به وهي التي اقترحت أن نحضرها))

لاحظ ليون الدهشة التي اعترت فنّي عندما ذكر لها تعلق بينلا بشكسبير وهي تعلم أن سبب هذا التعلق هو درايك مونترسن الذي كان من حين إلى آخر ينتج مواسم تمثيلية لهذا الشاعر الكبير. ولا تدري فنّي إذا كانت بينلا ذهبت إلى نيويورك لتمثل هناك بدعوة منه ، إذ أن رجلا مثل مونترسن لايدع غنيمة لها جاذبية مثل بينلا تفلت من بين يديه ، خاصة أن بينلا تعمل جاهدة كي تصبح ممثلة ناجحة، وهراكليون يوناني متزمت لن يقبل أن يرى امرأته تعرض نفسها على خشبة المسرح فيعجب بها الرجال....

((هل تحب شكسبير؟))

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 06-05-09, 05:51 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سألته فضولا منها لتعرف ميوله، هذا الرجل الذي سيفرض عليها حياة زوجية لم تكن تتوقع أن يجعلها قاسية عليها بعكس ماكانت تحلم.


(( أتقبله وارفضه تبعا لمزاجي)).

جلس هراكليون على مقعد وفي يده صحن ساندويتش، ولما رأته يأكل بدأت هي الأخرى بالأكل ووجدت أن لحم الديك كان طريا شهيا فزادت قابليتها لأنها أحست بالجوع يلوي معدتها كانت هذه أول لقمة لها طيلة اليوم، ولم تفكر بالطعام منذ قرأت رسالة بينلا التي وجدتها مسنودة على زجاجة عطر وخاتم الخطوبة مسنود أمامها، ومن عادات بينلا إلا تخرج بدون خاتمها واستنتجت منذ لك أن ابنة عمها ترهب الرجل الذي هجرته.


تساءلت فنّي كيف تتخلى أي امرأة عن هراكليون؟ خاصة بعد أن برهن لها انه يريدها بكل قوته وكما قال عنها، أنها تذوب بين ذراعيه . وتصورت فنّي نفسها بين ذراعي هذا الرجل ، دون الإحساس بشيء غير ساعدين من فولاذ يريدان منها طاعة عمياء، حتى تنجب له صبيا يكون مفتاحا لباب حريتها. ومما يزيد في عذابها أنها تحبه وفي نفس الوقت تخاف من كل عضلة فيه وعصب.

التصقت قطعة لحم بحلقها من غصة التفكير في وضعها وابتلعتها بصعوبة كبيرة، ولكي لا يراها أحنت رأسها وأخذت تبكي . لاحظ ذلك لكنه لم يبد أي حركة ولم يتأثر باختلاجها وهي تحاول ابتلاع اللقمة .

((ارغب.. في أن أبرهن لك عن أسفي الشديد . أنا قمت بذلك باندفاع وعفوية...)).

((كان عملك تمثيلية بارعة. وأرجوك الآن أن توفري علي مشاهد البكاء. فقد مثلت دورا تحسدك عليه سارة برنار الممثلة الفرنسية الشهيرة ولا يحتاج دورك إلى أي تحسين في إظهار خجل أو تردد الفتاة البكر التي ستنتقل من طور في حياتها إلى طور آخر. وبالمناسبة ، هل أنت بكر؟)).

صرخت في وجهه من شدة صدمة السؤال الذي فاجأها به:



((طبعا أنا بكر!)).

((لا لزوم لتأكيد ذلك سيدتي)).

أشعل سيكارا واخذ يرسم بدخانه صورا في الهواء وهو ينظر إليها بتمعن وقال:
((كل فتاة تفرض نفسها على رجل على انه خطيبها امهر كثيرا من أن تظهر في براءة ساذجة . هذه هي الحياة... وسأعرف الليلة ، إلا توفقيني على ذلك؟))

علا الدم في عروقها ورأت شفتيه تتلويان بسخرية . ولكنها سمعته يأمرها:
(( كلي ماتبقى من الطعام وانزعي عن فكرك أن لي صفات لينة قد تفيدك . كل ما اريد تأمينه هو أن يكون بين يدي امرأة كاملة لا حطام امرأة . سنقوم بدورنا هذه الليلة...وغدا سنسافر إلى اليونان . هل لديك جوازسفر؟))

قالت له أن لا جواز سفر لديها بينما كانت تمضغ لقمة كان مذاقها مثل مذاق التبن في فمها .

(( أتذكر الآن أن بينلا قالت انك ذهبت في عطلة إلى جزيرة كريت برفقة احدهم من المكتب. هل كان رجلا؟))

(( كلا!)).

كان جوابها سريعا وحادا. انه يحقق في مستوى أخلاقها، ولكن هل يعتقد أن بينلا كانت ملاكا كما كانت تتظاهر، بينما لم تكد تترك المرأة دقيقة واحدة؟.

(( هذا ليس مهما بالمرة . أنت لاتساوين شيئا في نظري، والمهم بالنسبة إلي هو أن تكوني واسطة لغاية ، وارى انك أسهل مراسا من بينلا في هذا الخصوص ، وستلدين طفلا أعجبك ذلك أن لم يعجبك، ولا أريد أن العب لعبة ناقصة)).

كانت كل كلمة من كلماته سكينا يطعن بها شعورها فتتألم، وبالرغم من ذلك فان لها كرامتها أيضا . قالت:
(( تلقنت درسا قاسيا، ولكننا لن نتمكن من العيش معا دون عطف متبادل...ستكون حياتنا جحيما!)).

(( وسأجعلها جحيما، تأكدي من ذلك))

كان مازال يدخن وينفث الدخان من انفه، وعيناه نصف مغمضتين ونظراته جامدة كالحجر.

((هل تنتظرين جنة من رجل يكرهك كرها عظيما؟ انك لم تفكري إلا في المنافع المادية ، إذ أن كل متاع بينلا وجهازها الذي اشتريته لها موجود هنا، وإذا كان فستان العرس قد لاءم جسمك فكل ماتبقى سيلائمه أيضا ماعدا أحذيتها))

ونظر إلى رجليها الصغيرتين بين الوسائد وكان رجليها أحستا بنظره فأخذت الأصابع تتحرك وتتلوى كأنها تبحث عن حماية من عينيه اللتين تقولان : أن من يرتدي حذاء بينلا عليه أن يدفع الثمن.

لا دخل للحب في هذا الصدد ... فهذه عملية تجارية أو نوع من التعاقد الذي بموجبه تمنح فنّي حياة غنية مدتها سنة مقابل ولد تلده له ، فالمولود الذكر ذوأهمية كبرى في نظر الرجل اليوناني .

لا تهمه مطلقا إذا قامت بفعلتها هذه مدفوعة بعاطفة عفوية عميقة في قلبها، انه لا يعتبرها الا خدعة تافهة ... امرأة انتهازية تريد الاستفادة ماديا من كل ما قدمه لبينلا . هذا هو كيانها ووجودها في نظره .


((أنت قاسي القلب وغير متسامح)).

قالت ذلك وهي تعلم علم اليقين بأنه لا يلين . كان كلما فيه يدل على عدم مبالاة ، كل شيء فيه يرمز إلى أهل إسبارطة الأقوياء المتقشفين الذي يسري دمهم في عروقه ، وكما كانت النساء في أعينهم قديما كذلك هي في عينه ، مجرد متعة . وقال معلقا على عبارتها:



((من العدل أن نكفر عن ذنوبنا. هل صورت لكبلاهتك أني سأعاملك معاملة الصالحين؟ تدخل القدر وصيرني زوجا لك ، وبما انك أنثى فاني سأستفيد منك كل الاستفادة . ستلبسين أبهى الثياب وستظهرين أمام أهلي كل احترام وانتباه تظهره عروس جديدة نحو زوجها)).

(( يعني انه يجب أن أتظاهر باني احبك؟))

لن يعرف بكل أسف أن حبها له كان الحقيقة الوحيدة طيلة يوم كامل من التظاهر.

(( نعم ، وعليك أن تتظاهري تماما كما تظاهرت أثناء حفلة عقد القران . أنا رأس العائلة وكبيرها وكل المسؤليات والأعباء تقع على عاتقي، وعلى مثال كل بيت يوناني يقدم لي إخوتي كل الطاعة والاحترام...فكم بالحري أنت... زوجتي!)).

زوجة...أرسلت هذه الكلمة رعشة في جسم فنّي ، ووضحت لها أن حلمها تلاشى وحل محله الواقع المر . هي بالفعل زوجة هراكليون مفراكيس التي لم يسع إليها، بل برزت في طريقه فقبلها لكن بشروطه التي لا تقبل التعديل أو التبديل . وهاهو زوجها يجلس أمامها عابسا مقطب الجبين ، ينصب نفسه قاضيا في صورة زوج ، وجلادا لا محبا . تكومت على نفسها وانكمشت بين الوسائد كأنها تريد أن تختبئ من نظراته .

((هل أخذت التلقيح اللازم استعدادا للسفر؟ توجد كلاب متوحشة في تلال اليونان يستعملها الرعاة لحماية قطعانهم، وعضة منها قد تكون خطرة))

(( ومالفرق؟ )).

لا ترى فنّي ألما أكثر إماته من أن يكرهها ليون.


((الفرق مهم ياحمقاء))

قام بحركة قصد منها الازدراء وهو يدخن.



(( داء الكلب أكثر إزعاجا من زواج بلا حب لأنه مميت . هل تلقحت؟ )).

((نعم))

رأت أن الكذب لن ينفع معه. قام من مكانه وانحنى فوقها ليخلع سترتها.

(( أريني ذراعك)).

شعرت بالألم في ذراعها عندما رفع الكم الحريري وأحست بوخزه عندما لمس طرف إصبعه مكان إبرة التلقيح .

(( يدفعني كذب زوجتي إلى مراقبتها . أين جواز سفرك وأوراق السفر الأخرى ؟ هل هي معك أم في بيت عمك؟)).

(( أنها في حقيبتي)).

كانت يده البرونزية مازالت على ذراعها النقية اللون وكأنها ترسل موجات كهربائية عبر أضلاع صدرها... وكانت هذه الوخزات الغريبة تسبب لها تنهدات كتمتها بقدر ماتستطيع كي لا يلاحظها.

(( تنبهت إلى كل شيء ولم تتركي شيئا للصدف))

ونظر إليها مليا ثم قال:


(( ما الذي جذبك في كريت حتى تزوريها؟))

((سمعت انه مكان من أجمل ما يكون)).

((هذا صحيح ولكن بتالدوس أجمل منها . لون صخورها بلون الحناء بسبب البراكين المائية التي أوجدتها . والقصر بني على مرتفع أيام الاحتلال العثماني ليسكنه الباشا والي الجزيرة... يمكنك القول أنني في المركز ذاته مع اختلاف في التسمية فقط . ربما كلمتك ابنة عمك عن الجزيرة عندما بدأت تطمعين في احتلال مركز بينلا.... ))
((لا .... ))


هزت فنّي رأسها وتألمت لأنها لا تجد وسيلة فعالة لإقناعه بصدق كلامها وإخلاصها .

((لم اطمع في أي شيء يتعلق ببينلا ويجب أن تصدقني . وما حدث اليوم هو نوع من ...أوه ، لا استطيع تفسيره . عندما وجدت نفسي))

(( سأعمل جهدي كي تتجاوبي كما يجب))

كانت ابتسامته ساخرةعندما انحنى فوقها، وركع بركبة واحدة على طرف الديوان فوضع يده حول عنقها وعانقها . هذا التقارب المفاجئ كاد يسبب لها إغماءة ، إذ أنها تعرف كم سيعذبها وستعيش في وسط عاصفة من صنعها هي.

(( أنت لا تعانقين مثل ابنة عمك))

غطى رأسها بكلتا يديه وانتثر شعرها بين أصابعه ولما نظر إليها كانت عيناه هازئتين ومتسائلتين .

((ماذا تكونين هل أنت البريئة التي لا توصف أم أنت امهر كلبة وجدت في العالم ؟ ربما تكونين حورية بحر تتستر وراء حجاب شفاف من التواضع الكاذب؟ أيا كانت الحقيقة ، لايجدي الرجل أن يبحث عن شرارات في نار مطفأة . والاجدى الآن هو أن استغل كل شيء فيك)).

وفيما هو يكلمها كذلك فطن إلى انه سيحتضن فنّي لا بينلا ، فغضب وشد بيديه على عنقها كمن يريد أن يحطم العظام التي فيها.

(( بين كل شيئين يوجد خيط ارفع من الشعر...الحب والكراهية ، ولكنت بدل الخيط الرفيع سيقوم حبل منشود بالنسبة إلى كلينا. هل أنت على استعداد لمواجهة ذلك؟)).

((يجب أن أكون مستعدة طالما انك لاتعطيني خيارا آخر))

(( لا خيار قبل أن تؤمني لي صبيا ذا شعر اسود وصوت آمر))



نهاية الفصل الاول

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 06-05-09, 05:53 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

-أنت ملك لي









كان الفستان من الزي الإغريقي ، بلا أكمام مع شريط مطرز تحت الخصر يصل إلى أذياله بسراريح معلقه. هذا الثوب كان معدا لبينلا اصلا ، أتى بمقاس فنّي كأنه صمّم لها،لأن لها نفس القامة. كان أزرق بحريّا تزيد زرقته في أشرطة التطريز.





رأت فنّي نفسهاغريبة وهي واقفة أمام المرآة فهي معتادة أن تلبس ثيابا فيها ذوق ولكن دون أن تلفت الأنظار لأن راتبها الشهري لم يسمح لها بشراء ثياب فاخرة ، والان وهي تنظرإلى نفسها في جمال فستان ازرق جذاب ، اخذ قلبها ينبض بسرعة اكبر . كان يضفي جمالاعلى جسمها وزرقة عينيها و شقرة شعرها. لم تعتبر نفسها في يوم من الايام بجاذبية بينلا التي لم تعرف للكبت معنى، فكانت تشع في حضرة الرجال. أما فنّي فإنها ترى جمالها الفني معكوسا في المرآة لأول مرة.





ولا يستطيع هراكليون أن يشكو من أنها بنت باهتة ، ودخل الأمل في قلبها في ان غريزته اليونانية ستجعله ذا حساسية نحو مظهرها الذي عاد بها إلى الجمال الاغريقي الكلاسيكي .








كان التأثر باديا عليها ورفعت يدها اليسرى فوضعتها على قلبها الذي كانت دقاته تتسارع فبرق الخاتم الزمرد الذي تلبسه في ضوء مصابيح المرآة . من من الموظفين في مكتب العقارات يمكنه الان ان يتعرف على فنّي اوديل ذات الذوق والكفاءة في هذا الفستان الجميل؟ سيصيب الذهول زملاءها في المكتب بسبب هذا التحول . ولكن أحلامها ما لبثت ان أسودّت بالاقاويل التي ستنتج عن هذا الزواج إذ يجب اطلاع عمها وأخوة هراكليون على قصة تبديل العروس .




ستكون هناك تعقيدات وثرثرات في كل مكان حول هذه الفتاة المعروفة بتحفظها مع الرجال ، عندما ينتشر خبر رحيلها مع هراكليون في طائرته القرمزية....... وفجأة تصلبت عندما سمعت صوتا آتيا من الغرفة المجاورة المتصلة بغرفتها بواسطة باب داخلي .




ورأت هذا الباب في المرآة وهو يفتح ويدخل منه هراكليون بالحرية التامة التي هي منحق وامتياز كل زوج في أي ساعة .




(( هل انت مستعدة ؟ يجب ان نتناول عشاءنا في الوقت المناسب كيلا نتأخر عن موعد المسرحية ))





(( إني جاهزة تقريبا )) .





تناولت رشاشة عطر وبسبب التوتر رشّت نفسها بكمية سخية أكثر من اللازم . ملأ أريج العطر الفرنسي الغرفة ورأت زوجها يرفع حاجبيه تساؤلا. كان يرتدي بذلة زرقاء على سودا وقميصا حريريا ابيض وربطة عنق صغيرة العقدة . والناظر إلية يرى ان هراكليون يبدو غريبا في هذا الطقم الانكليزي، ويبدو أكثر غرابة برجولته الفذة في هذه الغرفة الأنثوية.




(( استديري . دعيني أنظر إليك ))





اطاعته دون تذمر وبالرغم من مظهرها الجميل كانت تعلم انه سيقارنها ببينلا ، وتعلم ايضا ان ابنة عمها في ظروف كهذه ستضيف على هذا الفستان إغراء فوق إغراء .




تفحصها بإمعان وعندما توقف عند تمشيطتها التي تعرف بقلب الاسد ، والتي تليق برأسها ذي الشكل الحسن علق قائلا:



(( وأتانا الشيطان متلبسا بتلألؤ الملائكة ))




لم يكن في صوته أي حيوية ولم تتوقع منه مديحا. وزادعلى ذلك:
(( هذا الفستان على أية فتاة غيرك يجعلها مغرية لحد الجنون)).




كانت تعرف انه يقصد بينلا ، لكن لم تعره اهتماما بل قالت:


(( أليس من الأفضل ان نتصل بعمي دومنيـك ؟ فقد يصيبه القلق))




(( من أجلك انت؟ أنهم أخذوك عندهم كشي عادي بمستوى قطعتهم))




(( أرجوك ، الا نستطيع ان نتصادق ؟ هذا اقل ما يمكن بيننا ))

(( لا مجال للصداقة يا سيدتي . انسي ذلك ))




اخذ يمشي نحوها وكانت فنّي تصارع نفسها كيلا تتراجع أمامه . يجب ان تتمسك بما تبقى لها من كرامة وتواجهه بشجاعه قدر المستطاع . هذه الوسيلة الوحيدة لتكسب ذرة من الاحترام ، لأن اليونانيين معروفون بشجاعتهم وصمودهم . رفعت رأسها وتحملت تدقيقه فيها.




(( ستتعذبين كثيرا يا حلوتي ))




ظهرت على وجهه دلائل الاستمتاع بكلامه اللاذع ولّما لم تجب تابع يقول:


((انت لست من العنصر الذي يتكون منه الشهداء... الفولاذ والصوف والخل . فبشرتك شاحبة كما لوانك كنت تحجبينها عن اشعة الشمس . انت تختلفين كل الاختلاف عن بينلا ومع ذلك أخذت مكانها..هل انت ساحرة؟ ))




(( أنت أسميتني بكلبة ماهرة . وتساءلت فيما اذا كانت عندي بعض الفضائل ، والان لا تبدو متاكدا))




(( أي رجل هذا يستطيع ان يتأكد من المرأة ؟ حتى الأولياء لا يستطيعون تفهم غموض المرأة ومكرها... فانت محظوظة لان ثياب بينلا.. ))




وبينما كان يتكلم اقترب منها وأخذت يداه تتحسسانها من فوق الفستان . نظر في عينيها الزرقاوين الشبيهتين بغسق يوم حار.




(( ملمسك يشبه ملمس زهرة رقيقه وباردة من السهل قطفها . انت ترتجفين يا عزيزتي . هل ملامستي تخيفك ؟ ))




((انت تخيفني )) . كان صوتها مبحوحا وخافتا.




((انت خائفة من الألم . ))




(( كلا . أظن أني خائفة من .... كراهيتك. ))




(( الكراهية عاطفة رهيبة ، أليس كذلك ؟ ونحن اليونانيين قلما نكون معتدلين في عواطفنا . ))




كانت أصابعه الصلبة تتحسس عنقها وقماش فستانها وجلدها كما لو كانت سلعة لا إنسان.




(( يجب إثقال عنقالمرأة باللآليء ....باللآليء الحقيقية المنظومة بسلسلة قوية يستطيع المرء خنقها بها. لاتتحركي . ! ))




جمدت فنّي في مكانها بينما كان يخرج من جيبه علبة سوداء. وشهقت من المفاجأة عندما فتحها ورأت في داخل العلبة على أرضية من المخمل الأسود عقد لؤلؤ ذا حبات كبيرة بلون الحليب أخرج العقد من العلبة ووقف خلف فنّي .




في هذه المرة حاولت أن تتراجع فقالت:


(( لا.! ))




(( نعم ! . توقفي عن الرفس كالفرس عندما يخزها المهماز . ))




(( لا أستطيع أن ألبس هذه القلادة . أنها تخص بينلا . ! ))




(( لافرق في ان تلبسي ثيابها وان تتقلدي بهذا العقد . انا اشتريته لها ، وهي ليست هنا بينما انت هنا، ومن المؤسف ان تبقى مخفية داخل العلبة بدل ان يمتع الإنسان نظره بها على جسم امرأة . يحب اليوناني أن يري الناس انه يستطيع ان يقدم المجوهرات وقطع الزينه لامرأته . ))




(( قطع الزينه؟ هل العقد غير حقيقي ؟. ))




أحست فنّي الآن بثقل العقد على رقبتها.


(( أتحبين لآلئ مزيفة لتزيّن كذبتك يا خائنتي الصغيرة ؟ هل ستشعرين بالاطمئنان اذا قلت لكي إنها من محلات وول ويرث؟. ))

النقد الاذع في صوته لكنه اقنع فنّي ان اللآلئ من محل يتعاطى أرقى المجوهرات فبالرغم من ان هراكليون ينكر انه وقع في حب إمراة وتحدى العرف اليوناني وخطب بينلا ، فهي فتاة انكليزية لم تنشأ حسب التقاليد اليونانية وليس لها مهر، كما لا يمكن التأكد من أنها بكر. هراكليون يوناني صميم في معظم الأشياء .



ولكن شعر بينلا اللامع وحركتها الوهاجة ، خلبت لبّه وذوبت قلبه الفولاذي.... وهو شخص لا يشتري لآلئ مزيفه لامرأة يحبها، وفنّي متأكدة من حبه لابنة عمها وتعتقد انه يفكر فيها بالرغم من هجرها له يوم الاكليل .



أدار فنّي لتواجهه فأعجب باللآلئ على جلدها ، وقال ساخرا:

(( هذه لآلئ تعرف بلآلئ البكر . يبدو إنها تليق بك ، ولكن ينقصني البرهان انه قد تكون كريما مجمدة على قرص من الحلوى. ))



(( انك تهين بوحشية . ! ))



كانت على وشك ان تقطع العقد وتقذفه في وجهه المتحجر، لكنها ردت عليه وقالت:

(( هل انت متأكد من ان بينلا نموذج من الفضيلة ؟. ))



انطبقت أجفانه على عينية ورأت من خلالهما بريق عيني نمر يستعد للهجوم من دون رادع .

(( إني اسأل نفسيوانت تلمحين عنها من حين لأخر . قلت لكي سابقا واكرر لك الان انك تغارين وتحسدين ابنة عمك ، وبرغم فستانها الجميل ولآلئها البراقة التي تزين جسمك فانك قمر وهي شمس. ووجهك في العناق لا يختلف عن قطعة جليد. . ذلك لأنك تزنين عواطفك ببرود تام بدل من ان تندفعي بها اندفاعا خارجا من قلب ينبض بحرارة . ))



شعرت بكلماته تتساقط عليها كقطع زجاج تصيب وتجرح وكان وهو يعتقد جازما بما يصفها، بينما تعرف هي ان هذا الوصف ينطبق تماما على ابنة عمها . فقد بهرته بينلا مثلما بهرت غيره من الرجال بتعلقها بالمؤثرات الخارجية وبجعل نفسها محط الأنظار، وبلفت النظر إلى جلدها ذي اللون العسلي المحروق والى لون شعرها الأشقر البلاتيني الذي يخلب اللب بفضل تفنن حلاّقي الغرب الماهرين .




وكانت بينلا بأنانيتها تضع رغباتها فوق رغبات الغير.... فهي التي تحب كل شيء ببرود تام وبتروّ وليس فنّي . ولكن فنّي لم ترى من المناسب ان تطعن في ابنة عمها رغبة منها في تجنب المزيد من الاهانات ، ورضخت لانحيازه ضدها وكانت تتقبل منه مرّ الكلام ، ولكنها تأمل في الوقت نفسه الا يتحطم قلبها على يد الرجل الذي تحبه .



تطلعت إليه بسكوت وأحست بضعف في ركبتها وهي ترى نظرة الاحتقار في عينية وفي لمسات أصابعه وهو يتحسس عقد اللؤلؤ على رقبتها .



(( البسي معطفك ، ومنذ الان اعتبري ان جميع الثياب والمجوهرات ملك لك . ))



(( كما تريد . ))



أدارت وجهها عنه وأحست بارتعاش في ركبتيها وهي تتجه نحو السرير لتأخذ معطفها، وهو بلا أكمام وله غطاء للرأس . لكنه سبقها إليه وساعدها على لبسه . لم تشعر قبل هذا الوقت بنفوذ كائن آخر ليس في حياتها فقط بل في عروقها وحتى في نخاع عظامها . فبالرغم من خوفها منه تراه كله حيوية وترى في عينية قوة التسلط والحقيقة المره بامتلاكه لها .



نزلا إلى الطابق الأرضي في المصعد السريع ودخلا غرفة الياسمين بزينتها الأخاذة ونكهة الطعام التي كانت تفوح في كل مكان . واتى الخادم يدل على ان هراكليون قد حجز هذا المكان سلفا. ورأت ان الغاية من ذلك هو لفت الأنظار إليهما وخاصة إلى شخصيته هو وربما للكشف عن هوية العروس الجديدة ذات الشعر الذهبي وذات الأخلاق المتحفظة التي حلت محل العروس الأولى التي أعلن عنها .

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دمية وراء القضبان, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the child of judas, عبير القديمة, violet winspear, فيوليت وينسيبر
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t110362.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
طµظˆطھ ظ‚ط·ط© ظ…طھظˆط­ط´ط© This thread Refback 02-03-16 05:23 PM
112 - ط¯ظ…ظٹط© ظˆط±ط§ط، ط§ظ„ظ‚ط¶ط¨ط§ظ† - ظپظٹظˆظ„ظٹطھ ظˆظٹظ†ط³ظٹط¨ط± - … - ظپظˆظ„ط§ط° ط­ظ‚ظٹظ‚ظٹ This thread Refback 02-03-16 09:09 AM
ظ…ظˆط³ط§ظƒط§ ظٹظˆظ†ط§ظ†ظٹط© This thread Refback 07-08-14 06:12 AM
ط¯ظ…ظٹط© ظˆط±ط§ ط§ظ„ظ‚ط¶ط¨ط§ظ† ظپظٹظˆظ„ظٹطھ ظˆظٹظ†ط³ظٹط¨ظٹط± ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© ط§ظ„ظ…ظ†طھط¯ظ‰ This thread Refback 06-08-14 11:48 PM
ظ…ظˆط³ط§ظƒط§ ظٹظˆظ†ط§ظ†ظٹط© This thread Refback 06-08-14 09:54 PM
ظ…ظˆط³ط§ظƒط§ ظٹظˆظ†ط§ظ†ظٹط© This thread Refback 02-08-14 05:29 PM
sosoroman's Bookmarks on Delicious This thread Refback 27-12-09 12:55 AM


الساعة الآن 02:26 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية