لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


76 - الحصن المرصود - سارة كريفن - عبير القديمة ( كاملة )

مررررحبا حبايبي هذي رواية رائعة اعجبتني ونقلتها وطبعا احب اذكر دائما الناس اللي تعبت بكتابتها وهوة عمل مشترك بين الكاتبة عذوب وسيدة نفسها تحياتي لهم واتمنى الرواية تنال اعجابكم:flowers2:

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-03-09, 06:04 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي 76 - الحصن المرصود - سارة كريفن - عبير القديمة ( كاملة )

 

مررررحبا حبايبي هذي رواية رائعة اعجبتني ونقلتها وطبعا احب اذكر دائما الناس اللي تعبت بكتابتها وهوة عمل مشترك بين الكاتبة عذوب وسيدة نفسها تحياتي لهم واتمنى الرواية تنال اعجابكم

الحصن المرصود

الملخص :
الخوف ليس عاطفة ولا ردة فعل عابرة .
انه شعور عميق متجذر في النفس البشرية منذ لحظة وجود الانسان على الارض
ومواجهته اخطارها الكثيرة .
الخوف من الماضي , الخوف من الفضيحة , الخوف من الهواجس , الخوف من الفشل .
لكل خوف ظروفه وحكايته ,, واندريا التي شاءت ان ترحم ابنة عمها الطائشة
فحلت محلها في اغرب صفقة , وجدت نفسها ترتجف كورقة في مهب الريح
وسط حصن يكاد ينهار في منطقة اوفيرن الفرنسية هناك واجهت بليز صاحب الحصن
حيث تختبئ اسطورة مرعبة يكاد الزمن يكررها .. لولا سقوط الثلج لتمكنت اندريا من الفرار,
لكن الى اين
وقلبها بات اسيرا في الحصن المرصود .

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس

قديم 27-03-09, 06:06 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


1- التفتيش عن حل

( أرجوك يا اندريا يجب ان تساعديني ،فليس لي سواك).
( انا لا اعرف شيئا عما تتكلمين ، ولا اريد أن اعرف . فنحن لم نعد اطفالا ، ربما كان بامكاني انقاذك في الماضي من مشاكلك مع تاني والأخت بتيديكت غير انك الان فتاة ناضجة وعليك ان تتدبري امورك بنفسك )
( لا تقسي علي يا آندي)
قالت كلير بانكساار .
( حان الوقت لكي يقسو عليك احد ، افسدك عمي ماكس من فرط التدليل وانت تدركين هذا )
امتلأت عينا كلير الكبيرتان بالدموع واحنت رأسها وتمتمت :
( أعلم هذا ، ولكنك أملي الوحيد وعليك أن تساعديني )
( هراء )
صرخت اندريا بصوت ارداته معبرا وتابعت :
( ومهما يكن من أمر ، نصيحتي اليك ان تذهبي الى بيتر وتخبرية بالأمر .
فأنت ستزفين اليه بعد ستة اسابيع ولن يمكنك اخفاء اي شي عنه عندئذ )
انقطع صوت اندريا فجأة عندما رأت كلير تغطي وجهها بيديها وتجهش بالبكاء واجتاحها شعور بالقلق وقامت عن مقعدها واتجهت الى المقعد حيث تجلس كلير واحاطتها بذراعيها وقالت :
( ليس الأمر بهذا السوء ياعزيزتي )
( بل انه كذلك ، انا في ورطه رهيبه ! وقد لا يكون هناك زواج وهذا سيجعل ابي فريسة للمرض مره اخرى . انا متأكدة من ذلك )
( يحسن ان تخبريني بالأمر اذن )
كانت كلير بجمال باهر تصعب مقاومته كما كانت على اقتناع تام من ان بيتر وحده قادر على اساعدها . وكان هذا هو المهم في نظر اندلايا ولو انها على يقين من ان بيتر ما تقدم طالبا الزواج من كلير لو لم تكن ابنة ماكسويل ويستون بالذات .
منتديات ليلاس
( حسنا . ماذا يجري اذن )
فتنهدت كلير من اعماقها وهي تقول :
( هناك شخص اخر )
لم تصدق اندريا اذنيها واذ كانت من اخلاص كلير لبيتر برغم ما عرفته عن نزواتها الكثيره ومغامرتها التي لا تحصى .
( هل اعرفه )
( كلا انه فرنسي )
( احسب انك التقيته عندما كنت عند مارتين في باريس )
قالت اندريا وهي تحاول عبثا ان تسترجع في ذاكرتها ماكانت تذكرة لها كلير في رسائلها القليلة ثم تابعت :
( انه ليس جاك ياكلير ، ام انه جاك ) ؟
سارعت كلير تنفي هذا ثم قالت وفي صوتها وعينيها امتعاض شديد :
( غير انه السبب في كل ما حصل . لو لم أكن ماخوذة به آنذاك ماكنت
لأتورط مع هذا اللوفالييه )
( اسمه لوفالييه اذن وكيف التقيت به ) ؟
( لم التقه بعد )
اجابتها كلير ورمتها بنظره شفافه جعلتها تغمض عينيها وتطلب من الله ان يهبها نعمة الصبر ثم قالت :
( لا يعقل ان يقع الأنسان في حب شخص لا يعرفه )
( انا لا احبه قلت لك اني لم اره ابدا . ولكن عندما تخلى عني جاك من اجل هذة اللعينه جاني ، شعرت برغبه في الموت ولم يبق لاي شي معنى وعندما عرض على لوفالييه الزواج ، خيل لي ان الله ارسل لي من يصوت كبريائي ويحفظ كرامتي ) .
( وكيف يعرض عليك الزواج شخص غريب لا تعرفينه ) ؟
( ليس هذا ما حصل بالضبط تراسلنا قبل ذلك . انه احد اقرباء مارتين ، ولكن عائلتها لا تتحدث عنه كثيرا ويعتبرونه كالخروف الضال ، كان يقيم في مكان ما في الخارج وعندما ورث هذا القصر في اوفيرن عاد واتصل بعائلة مارتين حاملا غصن الزيتون على ما اعتد . لكنهم تجاهلوا بادرته . وعندما لم يجبه احد قررنا انا ومارتين ان نبعث له برسالة على سبيل المزاح . ولكنه لم يتأخر في الأجابه
اذ وصلت رسالته في البريد التالي . كانت رسالة لطيفة ولكن بدا واضحا انه وجد الأمر مسليا وكـأنه ادرك ما كنا نرمي اليه . ولكن مارتين لم تعد تجسر على متابعة المراسلة فتوقفت عن الكتابة خوفا من ان تكتشف عائلتها هذا الامر وتحرمها من العطلة الرياضية التي كانت موعودة بها . فكتبت الرسالة الثانية بنفسي وارسلتها له . وهكذا ابتدانا نتبادل الرسائل واخبرته امور كثيرة حتى انني اخبرته عن جاك وشعرت براحة كبرى بعد ان افضيت له بما في نفسي
وكان هذا سهلا لانني لم اكن اعرفه ولم اشعر باي حرج .. بعد هذا عرض على الزواج )
( لكن لماذا ؟ هل ذكر لك سببا ؟ ام اشفق عليك ؟ )
سألتها اندريا ميتفسرة :
( اجابت كلير ببرود :
( كلا ، ولقد اوضح هذا الامر جيدا وجاء عرضه اقرب الى عرض عمل . قال انه كان بحاجه الى زوجه وذلك لتسوية قضية قانونية . لم يذكر
نوع القضية ولكنه قال ان بوسع احدنا ان يساعد الأخر فهو بحاجه الى زوجة وانا بحاجه الى من ينتشلني من حالة اليأس والضياع التى كنت اتخبط فيها ولقد ألمح بأنني انا التى اوحت له بهذا التدبير )
( كانت عليك ان تضعي حدا لهذه القضية بطريقة ما )
خيم صمت ثقيل قطعت كلير بقولها :
( لقد قبلت عرضه !)
ولم تسمح لعينيها ان تلتقيا عيني اندريا الكستنائيتين .
( ماذا فعلت يا كلير ؟)
( لا تنظري الي هكذا . قلت لك انني كنت في حالة يأس كان هذا الحل الوحيد امامي . وكيف اثبت لجاك بأنني لم اعد اكترث لأمره )
وبعد صمت قصير تابعت :
( انها الحقيقة . ليتني فقط ادركتها آنذاك )
( هذا جنون )
( شعرت بطمأنينة غريبه بعد ذلك وكنت بالفعل عازمه على المضي في هذا الامر الى النهاية وبدا ان زواج العقل هو افضل زواج . ثم ارسل لي بعض الاوراق لأوقعا وبعض المال ايضا لشراء جهاز العرس . لم اكن قد اخبرته اي شي عن والدي وظن انني كنت اقيم مع عائلة مارتين على ما اعتقد )
( وماذا فعلت بالمال ؟ )
سألتها اندريا وهي تحاول ان تستوعب القصة .
( لم انفقه بالطبع . ... أعترف انني كنت على وشك انفاقه لولا النوبة القلبية التي اصابت والدي في ذاك الوقت . وعندما ارسلت والدتي في طلبي نسيت كل شيء اخر )
قامت كلير عن مقعدها واتجهت الى مكتب صغير من طراز ويجنسي كان في زاوية الغرفة ودلت اليه بيدها وقالت :
( المال كله هنا . يمكنك ان تعديه اذا شئت )
( لا داعي لذلك دعينا من المال الآن واخبريني باقي القصة . لابد هناك المزيد (
( ولكنك تعرفين القصة . التقيت بيتر بعد ذلك وفي الحال وقع احدنا في غرام الاخر وتبخر بليز من راسي تماما ولم يعد يخطر في بالي الا كحلم مزعج )
( ومتى افقت من هذا الحلم )

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 27-03-09, 06:07 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سألتها اندريا بتهكم .
تناولت حقيبة يدها البيضاء واخرجت منها رزمة من الاوراق والرسائل وقالت :
( عندما وصلتني هذة ! وصلني الظرف الاول بواسطة مارتين . كان يحتوي على جميع التفاصيل المتعلقة بالزواج . لم اجبه بالطبع واعتقدت بان عدم اجابتي ستجعله يتخلى عن الامر ظنا منه بان الرساله لم تصلني )
( وهذا مالم يحصل بالطبع )
( كلا وصلتني الرسالة الثانية فورا وليس بواسطة مارتين . ولابد انه قام ببعض التحريات واكتشف عنواني بطريقة ما . كان في الرسالة مبلغ من لمال قال انه ثمن تذكرة سفر وطلب مني ان اخبره موعد صولي الى باريس لكي يقوم ببعض الترتيبات لاستقبالي ويرسل سيارة تنقلني الى سان جان دي روش حيث يوجد قصرة .
كان علي بالطبع ان اجيبه . ادعيت المرض ومرت عدة اسابيع بدون ان اتلقى منه اي شيء وراودني امل بانه تخلى عن الفكره وكنت في ذلك الوقت قد اعلنت خطوبتي الى بيتر وكان كل شي رائعا . كان لم يدم هذا النعيم طويلا اذ وصلتني رسالة اخرى . كانت مختلفه عن رسائلة السابقه .
كانت بغيضة . ذكر فيها انه وثق بأني تماثلت الى الشفاء وان الزواج يجب ان يعقد في اقرب وقت )
احنت كلر رأسها قليلا وتنهد قبل ان تتابع :
( لم يكن بوسعي ان اتجاهل تلك الرسالة . كان على ان اجيب فكتبت اقول له بأنني غيرت رأيي وانني لم اعد راغبه في الزواج منه )
( هل اتيت على ذكر بيتر ؟)
( كلا ، لم اخبره لحس الحظ )
قالت ذلك وتجهمت ملامحها واخذت من بين الرسائل واحدة ناولتها لاندريا وهي تقول :
( لانني تلقيت هذة منه . لابد انه ارسلها حالما استلم رسالتي )
فتحت اندريا الرسالة وراحت تقرأ:
( يؤسفني يا انسه هذا التراجع المفاجئ في موقفك وعدم ؤغبتك في تنفيذ العقد الذي بيننا . وعلي ان اخبرك الآن بانه لم يعد بامكاني التراجع واراني مضطرا لاتخاذ الاجراءات القانونية ضدك لانك نكثت بالوعد ولم تنفذي الاتفاق الذي بيننا . وارى من المناسب تذكيرك بان بين يدي وثيقة تحمل توقيعك وتظهر موافقتك )
كانت الرسالة مطبوعه على الآلة الكاتبة والتوقيع واضحا.
طوت اندريا الرسالة وهي تشعر بانقباض شديد وبعد تفكير قالت :
( اعتقد انه يعني ما يقول )
وتوقفت عن الكلام عندما رأت النظره المتألمة في عيني ابنة عمها لكنها عادت وسألتها :
( وهل يستطيع ان يقاضيك لمجرد النكوث بوعد ؟)
( لا ادري ، لكنه بالتأكيد قادر على اثارة فضيحة كبرى حتى لو لم يكن في نيته ان يرفع الامر الى القضاء .
وانت تعلمين ان اصحاب الصحف لن يترددوا في نشر مثل هذة الاخبار خاصة لانها تتعلق بوالدي . ولا يجوز يا اندي ان اعرض ابي لمثل هذا الأمر . اذا تسرب اي شي من هذا للصحف فان ابي سيصاب بنوبة قلبية اخرى تكون القاضية هذة المره . ولطالما حذرنا الطبيب بوجوب تجنبه الانفعال والغضب )
وما ان انهت كلير كلامها هذا حتى انفجرت ببكاء مرير تقطر له قلب اندريا التى راحت تهون عليها الامر وتواسيها .
( هل ستساعديني يا اندي ؟)
( لا ادري ماذا بامكاني فعله . ولكنني لن اضن عليك بالمساعدة )
( يجب قبل كل شي ان نستعيد الرسالة التى تقول له فيها انني موافقه على الزواج منه )
قالت كلير وهي تستوى في مقعدها ويعود اليها تفاؤلها ثم اضافت :
( وهذا العقد ! كيف وقعته ؟ لابد انني لم اكن وقتها في كامل قواي العقليه )
( بالتأكيد )
اجابتها اندريا بنبرة جافة واضافت :
( وما عساك ان تفعلي ؟ هل ستطلبين اليه ان يعيد اليك رسائلك لتتحققي اذا كان بالفعل تشكل رابطا قانونيا . اؤكد لك انه لن يتقبل هذا )
( لن يتقبل هذا بالطبع لذلك يجب ان تذهبي بنفسك الى سان جان دي روش وتسرقينها منه . لابد انه يحتفظ بها في مكان ما في قصره )
فغرت اندريا فمها مصعوقه وصرخت :
( لقد جننت . لن اذهب )
( ولكنه الحل الوحيد . هل تريدينني ان اذهب بنفسي ؟ قد يرغمني عندئذ على اي شي )
( ولكنه بالتأكيد سيفرش الارض بالسجاد لا ستقبالي انا ! )
اجابتها اندريا بتهكم .
( ربما فعل هذا اذا اعتقد انك انا )
قالت كلير :
( انك فعلا مجنونه )
قالت اندريا واضافت بعد تفكير :
( وهل تظنين بانني سأهرع الى فرنسا لمجرد سرقة بعض الرسائل من شخص انت فرشت دربه بالورود وقطعت له الوعود الكاذبة ؟
انت ذاتك تقولين بانك اذا ذهبت الى هناك قد يرغمك على اي شيء . وماذا عني انا ؟
الن يرغمني انا على اشياء ظنا منه انني انت ؟)
( كلا . كلا ) !
اجابتها كلير مهدئه وكأنها تطلعها على تفاصيل خطة موضوعه :
( اذا حصل هذا فما عليك الا ان تطلعيه على الحقيقة وتقولي له من انت )
حملقت اندريا في وجهها مشدوهه ثم قالت :
( لقد وضعت الخطة بحذافيرها )
( بالفعل استحوذت هذة القضية على كل تفكيري ولم اكن لافكر بشيء سواها . وفي اي حال لن يمكنني الذهاب بنفسي . كيف سأبرر غيابي لبيتر ؟
اصبح زواجنا وشيكا وعلي ان اقوم ببعض التحضيرات . لم تعد القضية تتحمل اي تأخير فقد يحضر هذا اللوفالييه الى لندن وعندما سيعلم الجميع
ويقع ما كنا نخشاه
انهت كلير كلامها وهي ترتجف وكمن امرا كان غائبا هن ذهنة وادارت الى اندريا عينين متوسلتين وقالت :
( سوف يتخل عني بيتر ان هو عرف بالأمر . وسوف تشجعه امه على تركي فهي تكرهني . آه يا أندي سوف انتحر ان انا خسرت بيتر )
نظرت اليها اندريا ببرود وقالت :
( بدل ان تنتحري يمكنك عندئذ ان تتزوجي من هذا اللوفالييه . الم تراودك فكرة الزواج منه في الماضي )
( ظننتك ستقدرين موقفي لكنك دون قلب !)
( انا اقدر وضعك لكن الامر ليس بهذة البساطة . فأنت تطلبين مني اقتراف جريمة . السرقة جريمة يا عزيزتي )
( ولكن هذة الرسائل تخصني انا . انها لي كيف يكون استرجاع شيء يخصني سرقة ؟)
( حبذا لو كان الامر كذلك بنظر القانون )
لوحت كلير بيدها وكأن جميع الانظمة والقوانين في بريطانيا وفي فرنسا يجب ان تخضع لمنطقها هي وقالت باصرار :
( انا كتبت هذة الرسائل وانا ابغي استرجاعها . وانت وحدك تستطيعين ان تقومي بهذا العمل )
( وكيف بالله عليك توصلت الى هذة النتيجة ؟ . وهل في العائلة نزعة كامنة الى الجريم لم تظهر حتى الان ؟)
( كلا . كلا ولكنك يااندريا خبيرة في حقل العلاقات العامة ولك دراية في معاملة الاشخاص ذوي المراس الصعب وسمعتك تقولين لوالدتي الاسبوع الفائت بانك لك الحق في عطلة )
قالت هذا وهي تتفرس في وجه ابنة عمها ولما وجدت ان ملامحها ظلت جامدة لا تلين تابعت تقول :
( افعلي هذا من اجل ان لم يكن من اجلي انا . انت تعلمين انه يعتبرك كابنته تماما )
قاطعتها اندريا والاحمرار يكسو وجهها :
( لا انسى ابدا فضل والدك على مصاريف دراستي . لم يكن عليك ان تذكريني بذلك ولكن الابتزاز على ما يبدو مرض ينتقل بالعدوى )
ونهضت اندريا من مكانها وتناولت معطفها وحقيبة يدها وهمت بالانصراف :
( لقد اغضبتك )
قالت لها كلير ثم اضافت معتذرة :
( لم يكن ذلك قصدي ولكنني قلقة جداً يا اندي )
( اعلم ذلك لا بد ان تجد حلا . واعدك بأن اعمل ما بوسعي )
( هناك حل ، بوسعي ان اطلب اليه الذهاب الى الجحيم . ولكن تصوري يا اندي ما سيحصل . لن يتردد في اقامة الدعوى امام المحاكم وسيصل هذا الخبر الى الصحف وهذا سوف يدمر ابي وهو الحريص على ابقاء حياتنا الخاصة بعيدة
عن الفضوليين )
وازدادت علينا اتساعا عندما خطرت لها فكرة لم تكن في حسابها وصرخت :
( حتى جاك سيصيبه بعض الرذاذ اذا ما اختار هذا اللوفالييه ان ينشر رسائلي على الملأ )
كانت اندريا مضطربه وهي تهبط الدرج المؤدي الى قاعة الاستقبال في الطابق السفلي . ولقد صفعتها الحقيقة في كلام كلير . كان والدها قد توفي وهي في سن صغير ومالبثت امها ان تبعته فاحتضنتها عمها
وجعل من منزله منزلا لها لم تعرف سواه منذ وفاة والديها
وكان عنها ماكس وزوجته ماريان بمثابة الاب والام لها ولم يدعاها تحتاج الى شيء
وقفت اندريا عند اسفل الدرج وراحت تفتش في حقيبتها عن مفاتيح سيارتها . وراحت الافكار تدور في رأسها
كانت في لندن عندما اصابت عمها النوبة الاولى وكانت قريبه منه ومن زوجته التى لازمته طوال فترة مرضه ولذلك تدرك خطورة وضعه الصحي
اكثر من كلير ولطالما سمعت الاطباء ينصحونه بالابتعاد عن كل ما من شأنه ان يعكر صفاءه
وجدت مفاتيحها وراحت تنقلها من يد الى اخرى بصورة آليه وعيناها مسمرتان على الارض لا تريان شيئا لو ان بيتر كان شخصا مختلفا لذهب اليه طالبة منه النصح ولكنه بما عرف عنه من تزمت وتمسك بالتقاليد
ستصدمه اخبار كلير هذة وتجعله يصدق تلميحات امه عن عدم صلاح كلير كزوجه له .
وكانت اندريا تعلم في قرارة نفسها ان الليدي كريجي لم تكن متحامله على كلير بل حماقات كلير العديده لافته للنظر وقصتها مع جاك واحده من عشرات القصص .
ولم يكن عمها ماكس ولا زوجته ماريان على علم بمغامرات كلير .
قطع عليها تفكيرها صوت باب انفتح . رفعت اندريا عينيها ورأت امرأه عمها ماريان تخرج منه . توقفت عندما رأتها وقالت :
( ها انت يا عزيزتي . كم هي انانيه ابنتي كلير لانها تستأثر بك طوال الوقت . اوى عمك ماكس باكرا الى فراشة هذا اليوم وانا وحدي . ابقي معي بعض الوقت ريثما نتناول معا شراب الشكولا الساخن )
نزلت اندريا عند طلب امرأة عمها مرغمة . كانت تعلم كم هي متوقدة الذكاء وشديدة الملاحظه وكان على اندريا ان تتقن دورها جدا لئلا تلاحظ ماكن يعتريها من مشاعر وقلق تناولت من يدها فنجان الشكولا وراحت تشربه ببطء وسمعتها تسألها .
( هل كنتما تتحدثان عن العرس ؟ كنا انا وعمك ماكس في حديث طويل اليوم .
قال لي انه سعيد جدا لكون كلير ابنتنا الوحيده . فلن يكون من السهل عليه ان يواجه مره اخرى ما يوافق الاعراس من صخب وتحضير )
توقفت امرأ عمها عن الكلام ونظرت اليها بشغف وابتسمت وهي تقول بتحبب:
( انت وحدك مستثناه من هذا يا عزيزتي وعلى فكرة متى سيصل الدور اليك ؟)
اجابت اندريا بارتباك وتلعثم :
( ليس في الافق احد الان . بوسع العم ماكس ان يطمئن . فأمامه سنوات طويله من الهدوء على ما يبدو )
امعنت ماريان النظر جيدا في اندريا ولم تملك الا ان تلاحظ القوام الرشيق والخصر الناحل والبشره الناعمه والشفتين الممتلئتين وقالت :
( انا لا افهم شباب هذا العصر . عندما كنت في سنك كان الشباب يتلقفون الفتيات الجميلات امثالك )
( لكنني لا اريد ان يتلقفني احد ! فانا لا انوي التخلي عن وظيفتي )
( احمد الله على ان كلير سوف تستقر اخيرا . كنا قلقين عليها . لم نكن نريد ان نتدخل في حياتها ولكنها كانت دائما تجعلنا نقلق . لكن شعرنا
بالراحة عندما وقع اختيارها على بيتر . وانا اعرف رأيك فيه ياعزيزتي ولكنه يناسبها تماما صدقيني )
( انا على يقين من هذا الامر . غير انني اتمنى احيانا لو انه كان اكثر .... ماذا اقول ....)
( تعبيرا )
اسعفتها امرأة عمها بالكلمة التى كانت تبحث عنها ثم تابعت
( كنت في بادئ الأمر اشاطرك هذا التفكير ولكنني الان اصبحت اتساءل عن جدوى اظهار العواطف . المهم ان كلير في غاية السعاده وهي تقول عن بيتر انه خجول وتكون على حق .
وفي اي حال هذا يفسر سلوكه المتحفظ احيانا )
( ربما انت على حق )
قالت اندريا وهي تضع الكوب من يدها . ثم استفسرت عن صحة عمها قائله :
( وكيف هو عمي اليوم ؟)
( بخير يمكنني ان امنحه شهادة حسن سلوك ، فهو يحاول جاهدا ان يبتعد عن كل ما من شأنه ان يثير عواطفه ويشغل باله )
توقفت ماريان عن الكلام برهه واخفضت صوتها وكـأنها على وشك ان تبوح بسر خطير ثم تابعت :
( ليس من المفروض ان ابوح بهذا الامر ولكنني سأقول لك شيئا اتمنى ان يبقى سرا بيننا . هناك كلام عن منحه لقب فارس في الدورة المقبله وهذا امر طالما حلم به وتمناه )
( هذا رائع )
صرخت اندريا بفرح . وكان فرحها صادقا وعارما .
ثم توجهت الى امرأة عمها تطمنها ان سرها في مأمن وقالت :
( اطمئني فلن انبس ببنت شفه ولكن هل هذا القرار نهائي ؟)
( تقريبا )
قالت لها ماريان وتابعت :
( هذا اذا لم يحدث ما يفسد عليه الامر وهذا احد الاسباب التى من اجلها رحبت بفكرة زواج كلير من بيتر .
انت تعلمين كم عمك محافظ وكم هي اراؤه حول الشرف صارمه . انه لا يساوم ابدا في مواضيع الاخلاق والاصول والادب .
ولا يمكن ان يرضى عن اي سلوك مناف للأخلاق
كنت دائما اخشى ان تقدم كلير على عمل فضائحي وتصل اخبارها الى الصحف .
والصحف لا ترحم كما تعلمين ولن يفوت اصحابها فرصة نشر اي مادة مثيره . وعندئذ سوف يضطر عمك ماكس الى رفض اللقب )
( غير معقول !)
قالت اندريا بقناعة ثم تابعت :
( لا يجوز ان يستمر عمي ماكس في اعتبار نفسه مسؤولا عن حماقات الاخرين .
كلير امرأة ناضجه ومسؤوله عن اعمالها )
( كلير هي كلير ستظل كما هي حتى لو اصبحت جدة . وماكس متشدد جداً في هذة الناحيه وهو يؤمن بأن الافراد في المراكز العامه عليهم
ان يكونوا المثل الصالح )
نظرت اندريا الى امرأه عمها مليا وقررت بينها وبين نفسها ان تعمل المستحيل
ولتحميها من كل ما يمكن ان يؤدي الى حرمانها من هذا الصفاء الذي كانت تتمتع به .
ابتسمت اندريا وهي تنهض عن مكانها مستأذنه امرأه عمها بالانصراف .
****
حمدت اندريا ربها الف مره لان المسافه الطويله التى قطعتها من باريس الى هذا المكان كانت كافيه لتعتاد قيادة السيارة في مثل هذة الطرق الضيقة والوعرة .
كانت يداها تتشبثان بالمقود باصرار وهي تصعد في السيارة منعطفا بعد آخر .
رفعت بصرها الى السماء ورأت الغيوم السوداء تتجمع فيها عاكسه على الأرض
جوا مكفهرا يقبض الصدر.
كان الطقس رائعا وهي في طريقها من باريس . وانستها شمس الخريف الذهبيه ماكانت سمعته عن طقس افيرون العاصف . وكانت قد قرأت في مكان ما
وصفا يقول ان الطبيعه في افيرون كانت في حرب دائم مع نفسها . واوحى لاندريا منظر السماء في تلك اللحظه بان الحرب كانت وشيكة .
انقبضت اساريرها وهي تنظر الى خريطه الطريق . وادركت ان بليز لوفالييه لم يكن ينوي تقديم اي تسهيلات !
وتنازلات لزوجه المستقبل والا لما طلب منها المجيء بمفردها الى هذا المكان المقفر
اعتبرت اندريا هذا الامر بمثابة انذار . فكم يلزمها من الشجاعه والثقه بالنفس لتستطيع العيش في هذة المنطقه الجبلية ذات البراكين الخامده .
والتى بدت بيوتها كأنها شيدت من الحمم الطبيعيه من حولها تنطق القساوه والبأس وكان عليها ان تذكر نفسها بانها لن تعيش في هذا المكان كل حياتها .
وعلت نفسها ابتسامه ماكره وهي تتخيل كلير مكانها ماذا كانت ستفعل وهي ترى الوادي السحيق
وهذة الطرق الضيقة الوعره ؟
كانت بدون شك ستفقد اعصابها وتحرن في وسط الطريق رافضه التقدم .
اعادتها الخريطه الى الواقع المؤلم . كان امامها بضع كيلومترات قبل ان تصل الى حيث تقصد
علا صوت في داخلها يطلب اليها العوده من حيث اتت .
يمكنها ان تترك السياره في كليرمون فران وتستقل القطار الى باريس.
ولكن ماذا سيحل بعمها ماكس وبأمرأة عمها ماريان ؟
امن اجل كلير وحدها اقدمت على هذة المغامره ؟

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 27-03-09, 06:09 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

حبذا لو استطاعت ان تشاطر كلير رأيها فيما يتعلق بالاوراق . اذ كانت على قناعه تامه بان اندريا سوف تعثر عليها حالما تصل .
ولكن لم يكن هذا شعور اندريا ابدا .
ولم تملك الا التسليم بما قالت كلير . كانت تحفظ كلمات رسالة لوفالييه الاخيره عن ظهر قلب لكثرة ما قرأتها .
من يظن نفسه هذا الرجل ؟ وهل كان ليرضى ان تشاطره الحياة زوجه لا تكن له اي عاطفه ولا يربطها به الا وعد سخيف قطعته على نفسها
في لحظه طيش ؟ لم تكن تذكر الا انه بحاجه الى زوجه من اجل تسويه قانونيه .
كانت كلير قد اتلفت جميع رسائلهالاولى ولم تحتفظ الا ببعضها وكانت هذه خاليه من اي ذكر لهذا الموضوع كماانه لم يأت فيها على ذكر مارتين وعائلتها ابدا .
وفي اي حال كيف يرضون عنه وهو لا يتورع عن الابتزاز؟
كانت اندريا كلما تقدمت شبرا يزداد قلها ويشتد الاضطراب في نفسها .
انه ضرب من الجنون هذا العمل الذي كانت مقدمه عليه .
انها لا تعرف شيئا عن هذا الرجل الذي كان بانتظارها .
ربما كان مجرما فارا اختار هذا المكان النائي للابتعاد عن الناس .
وان لم يكن كذلك فهو بالتأكيد شخص منبوذ لا يقوى على مواجهة الناس لذلك فضل العزله في هذة الارض المقفره
والا لماذا يرضى بزواج بالمراسله .
لقد قال هو ذاته لكلير بانه يكتفي بزواج صوري . فلماذا ياترى ؟
بدا المطر يتساقط ويحجب الرؤية امامها ولم تكن المساحات لتساعد
كثيرا واكتمل المشهد : طقس عاصف وسماء ممطره وطريق مجهوله !
حاولت اندريا ان تتصور رده فعل بليزلوفالييه عندما وصلته رسالة كلير الاخيره التى تعلمه فيها بعزمها علىالمضي في الامر وتخبره عن موعد
وصولها . توقعت كلير واندريا ان تصلهما رساله منه ربما فيها تبجح وشماته .
لكنه خيب ظنهما ولم يبعث باي رسالةولذلك راود اندريا امل بأن يكون قد اهمل ايضا ارسال السياره وفي تلكالحالة ستجد اندريا العذر المقبول لتعود من حيث اتت .خاب ظنها للمرهالثانيه .
ربما اهمل لوفالييه الاجابه عن الرساله تلقاها ولكن ترتيباته كانت بدون ريب غايه في الدقه .
اكفهر الجو فجأه وغابت الشمس وراء الغيوم واسودت السماء وارعدت ولو كانت اندريا تؤمن بالخرافات لاعتبرت ذلك نذير شؤم.
عندما وصلت اندريا اخيرا الى سان جان دي روش كان المطر ينهمر بغزاره وهي تشعر بألم في اكتافها
وتشنج في عنقها وساعديها من القياده السياره على تلك الطريق الكثيرة الانحناءات والانعطافات غير المألوفه.
لم تكن القريه تختلف عن غيرها من القرى التى مرت بها في طريقها .
مجموعه من البيوت شيدت حول ساحه مربعه في وسطها ينبوع ماء.
واستوقف نظر اندريا برج ابيض ارتفع بشموخ فوق كل البيوت وبدا كانه يناطح السحاب .
وكانت الطريق من الساحه تتجه صعودا بشكل حاد .
لم يخطئ من اطلق على هذة القريه اسمها . قالت انرديا لنفسها
اذ بدت وكأنها نحتت في الصخر ورأت في خيالها صوره القصر كجسم كبير جاثم فوق اعلى قمه. تحته البيوت كلها .
تابعت طريقها والف فكره في رأسها وفجأه رأت في الضؤ المنبعث من سيارتها بناء متداعيا.
تمهلت قليلا ومدت رأسها من النافذة لتتبين المشهد بوضوح اكثر .
بدا كأحد البيوت التى تشيد عاده قرب بوابات القصور وتخصص للحراس وخيّل لانرياانها لمحت وجها في احدى النوافذ .
ولكن مالها ولهذا البناء المتداعي . تابعت تقدمها وفجأه اوقفت السياره واطفأت المحرك وحدقت مشدوهه بالمشهد الذي ارتسم امامها
قصر في افيرون !
هذا ماقالته كلير . ولم تكن الصورةالتى رسمتها اندريا في ذهنها لتطابق في اي شيء هذه الخربه المتداعيه التىينطق كل حجر فيها بسنوات من الاهمال .
كان البناء ضخما ومؤلفا من عد اجنحه وفي وسطها برج جميل .
وكان المشهد اشبه بصورة في احدى اساطير القرون الوسطى.
وبدت جميع الاجنحه ما عدا واحد مهدمه
وفي حال يرثى لها . حتى ذالك الجناح الوحيد
الذي بدا صالحا نوعا ما للسكن كانت ابوابه مخلعه وسطحه تنقصه الحجاره ونوافذه مكسره .
بدا المكان مهجودرا تماما واوشكت اندريا ان تعود بسيارتها لولا انها رات خيطا من الدخان يتصاعد من احدى مداخن القصر
غمرها شعور بالاسف . كيف وصل هذا القصر المهيب الى هذة الدرجه من الاهمال ؟
وهل كان يظن لوفالييه ان ترضى كلير وهي من اعتادت حياة الرفاهيه والترف ان تمضى فصل الشتاء في هذة المنطقه وفي هذا القصر بالذات .
سوف تكون بدون شك كزهره الاوركاديا التى انتقلت فجأة من خط الاستواء الى القطب الشمالي .
اطفأت اندريا اضواء السياره على امل ان يبدد الظلام صورة واقعا الاليم .
استرسلت في تأملاتها وهي جالسه داخل السيارة .
هل كان يعلم ياترى بليز لوفالييه لان كلير كانت الوريثه الوحديه لماكسويل ويستون ولذلك كان يصر على الزواج منها بأي ثمن ؟
لعله كان يحسب ان الاموال التى ستؤول الى كلير وفي يوم من الايام سوف ترد له المجد الذي غاب ؟
اجتاحها موجه من الغضب هزت كيانها . ستعرف كيف تتغلب على هذا الرجل الذي كان يهدد استقرار آل ويستون . ضغطت بيدها
على بوق السياره واختزن السكون صوت الزمور معلنا قدومها
انفتح الباب الكبير وظهرت على عتبتع امرأه تحمل مظله سوداء كبيره.
تاملتها اندريا وهي تجتاز الساحه المفروشه باوراق الخريف وتسرع لملاقاتها .
رفعت اندريا رأسها بشموخ وتناولت حقيبه يدها .
تقدمت المرأة من باب السياره وفتحته .
وما ان وطئت قدما اندريا الارض . حتى حمل الريح الوشاح الذي كانت تلف به عنقها وشعرها وكان عليها ان تتمسك بباب السياره لئلا تقع.
( اهلا بك في سان دي جان ورش )
قالت المرأه مرحبه وهي تحاول ان تقيها بمظلتها من المطر المتساقط بغزارة .
شكرتها اندريا بصوت خافت وكانتا قد وصلتا قرب الباب عندما تذكرت اندريا فجأه حقيبتها فهتفت :
( نسيت حقيبة ملابسي )
وارادت العوده الى السياره لاحضارهالكن المرأه اوقفتها وافهمتها ان شخصا اسمه غاستون يحضرها في وقت لاحق وان ( السيد) هو الآن في انتظارها .
( وهذا بالطبع امر فظيع ان ينتظر السيد ) قالت اندريا في نفسها وهي تعبر الباب .
كان حدس اندريا في محله اذ كانت القاعه التى دخلتها اسوأ حالا من البناء الخارجي .
وفي الصدر موقد كبير بدا خامدا لا نار فيه ولا دفء ينبعث منه .
وفي الجهة المقابلة استرعى انتباه اندريا قنديل قديم فوق طاولة من خشب السنديان وعلى الحائط فوق الطاوله
رأت اندريا صفوفا من الرفوف على شكل خزانه وعرضت فيها مجموعه من البنادق المختلفه الانواع .
وعلى الارض بضع قطع من السجاد لم تغب جودتها عن اندريا
برغم القدم الذي اعتراها .
وضعت المرأة المظله في مشجب وقرب الباب فيه عدد من العصي القديمه ثم استدارت الى اندريا وعلى وجهها ابتسامه
عريضه وقدمت نفسها على انها السيدة بريسون مدبرة المنزل . جالت بعينيها في ارجاء المكان وكـأنها
تعتذر عن حالته العامه التى . لاحظت اندريا بتهكم انها لم تكن خير دعايه لمقدرتها على ادراة شؤون البيت .
ولكن تابعت اندريا تفكيرها . هل كانت مدبرة منزل بمفردها لتجترح المعجزات ؟
كان هذا المكان بحاجه الى جيش من مدبرات المنزل .
توقفت المرأتان امام باب ضخم بدا ان الدهر اكل عليه وشرب وترك عليه اثارا لا تمحى من الخدوش والنقر .
طرقت السيدة بريسون الباب وطرقات خفيفه ومتلاحقه بيدها وهي تتنحى جانبا مفسحه المجال لاندريا لا ن تتقدمها
دخلت اندريا الغرفه بحلق جاف وقلب مرتجف .
بدت الغرفه الصغيره بجدرانها المغطاه بالستائر من السقف الى الارض
مريحه الى حد ما . وكان في وسطها طاوله كبيره عليها مفرش ناصح البياض وفوقه بعض اواني المائده الفضيه .
وكانت النار المشتعله في الوقد تبعث في الغرفه دفئا مريحا . بجانب الموقد وقف رجل طويل القامه نحيل لدرجه الهزال تقريبا .
كان ينتعل جزمه سوداء لماعه من النوع الذي يستعمل في ركوب الخيل ..
شعره الاسود اطول بقليل من الزي السائد . وبدا بانفه الاقنى وفمه القاسي ووجه المتكبر مختلفا تماما عن ذالك الخصم
الذي كانت قد رسمت له صورة في ذهنها لاتمت الى هذا الواقف بأي صله .
شعرت بارتباك واختلطت مشاعرها . فالخصم الذي رسمته في رأسها رجل متقدم في السن غليظ القامه وجلف بخلاف هذاالرجل الواقف امامها الذي بدا في الثلاثين
من عمره وعلى قدر لا يستهان به من الجاذبيه .
ادار الرجل رأسه فكتمت اندريا شهقه كادت تفلت من بين شفتيها .
كانت فوق خد الرجل الايسر اثار جرحعميق امتد من اسفل العين الى منتصف الفك . لم تكن كلير قد ذكرت لها اي شيعن ندبه فوق وجهه ولكن كيف لها ان تعلم بها؟
هل كان هذا السبب الذي جعله يختار زواجا بالمراسلة ؟
مسكين هو اذن . اوقفت نفسها عن الاسترسال في هذا الشعور فالشفقه لرجل مثله مذله .
ظهرت علة وجهه ابتسامه ساخره وكـنه قرأ ماكنا يدور في رأسها من افكار وما يختلج في نفسها من مشاعر
شعرت بعينيه الثاقبتين تخترقانها واخترقتا وتنفذان الى اعماقها .
وبصوت عميق وأجش قال :
( وصلت اخيرا يا حبي )
ولم تغب عن اندريا رنه الاستهزاء في صوته
وفي لحظه كانت بين ذراعيه وكـأنها في حلم ولم تجد في نفسها القوه على دفعه عنها او الابتعاد عنه.


2 - عروس رغماً عنها

أغلقت مدام بريسون الباب وراءها وكان صوت الباب كافيها لاتنزاع اندريا من الحلم .
تراجعت بضع خطوات . وبصوت مرتجف كصووت طفله ساذجه قالت :
( لا ينص الاتفاق الذي بيننا على اي شي من هذا )
هز كتفيه وكأنه يجد الامر مسليا وقال لكن يشرح درسا :
( هذا هو السلوك المتوقع ولا يجوز ان نتجاهل الاعراف السائدة. ولا احد سوانا يعرف تفاصيل هذا الاتفاق الذي بيننا ولا اخالك تريدن ان يتحول الى مادة يتندر بها اهالي القريه )
( كلا لالطبع ! ولكنني فوجئت ولم اكن مستعده لمثل هذا الاستقبال)
( في المره المقبله سأفصح عن نيتي بصراحه اكثر )
أجابها وفي صوتع تهكم واضح . وحاولت اندريا ان تتصور ما كان يمكن ان تفعله كلير في مثل تلك الحاله . لا ربما . وهذا هو المرجح . كانت ستتصرف بغنج ودلال
ولكن هل ستجرؤ هي على التصرف بغنج ودلال ازاء هذا الرجل الماثل امامها ؟
كانت اندريا معتاده بحكم عملها مع الرجال . على التعامل معهم وكانوا يعاملونها معامله الند للند .
ولقد نجحت حتى هذه اللحظه في ابقاء علاقاتها بعيده عن العاطفه
ولكن الامر يختلف الان . كان عليها ان تواجه الحقيقه بصراحه .
( كلا فهذه ليست زيارتي الاولى لهذا الجانب من القاره)
وبدا صوتها في اذنيها متكلفا . وبابتسامه ساخره اجابها :
( قد يكون الامر كذلك . ولكن رسائلك تركت في نفسي انطباعا بأنك تخشين قيادة السياره خاصه فوق طرقات غير مألوفه لديك )
( غلطتي الاول ) قالت اندريا في نفسها وقدرت ان تكون كلير قد روت له في رسائلها باسلوبها الانثوي الطريف بعضا من مغامراتها في قيادة السيارات .
عليها اذن ان تلزم الحذر لئلا تقع في غلطه اخرى من هذا النوع .
وبمرح لم تكن تشعر به في الحقيقه اجابته وهي تهز كتفيها بأنوثه :
( على الاق لم اتسبب في موت احد على الطريق )
( ان الله رحوم !)
اجابها باسلوب مسرحي وبدا بوجهه ذي الندبه مثل ( ساطير ) وهو رجل له ساقا عنزه وذيل فرس اعتبره الاغريق القدماء رمزا للغابات .
اقترب منها وانحنى قليلا وقال :
( هل تسمحين بمعطفك؟)
ولامست انامله كتفيها وشعرت اندريا كأن سكلما كهربائيا مسها برغم حرصه الواضح
على ان تأتي حركته تلك بعيد عن كل غرض .
أشار بيده الى مقعد قرب الموقد ودعاها لتجلس عليه ثم سألها :
( هل ترغبين بشراب ما ام انك تفضلين الصعود الى غرفتك والاستراحه قليلا من عناء السفر حتى موعد العشاء؟)
( افضل ان ابقى حيث انا فحقائبي مازالت في السياره )
فأسرع يقول وهو يجذب حبلا كان يتدلى بجانب الموقد :
( بالطبع . سأطلب الى غاستون ان يحضرها حالا )
ثم اتجه الى خزانة ضخمة من الخشب المحفور وتناول منها زجاجة وكوبا وسألها :
( هل تريدين كوبا من شراب العنب ام انك تفضلين شرابا آخر؟)
(شراب العنب . شكرا )
راحت اندريا تراقبة خلسة . رأت في نظرة عينيه عزما واضحا وكانت الخطوط حول فمه توحي بالكثير من العناد والتصميم .
ولم يبد انه من النوع الذي يمكن اقناعه بسهوله فكيف اذن تجعله يتخلى طوعا عن فكرة الزواج من كلير
بعد ان انهى الكثير من الترتيبات وقطع شوطا بعيدا بالتحضير للعرس ؟ رفع الكوب بيده وقال :
( نخب تعارفنا يا آنسه)
غمغمت اندريا ببعض الكلمات واصطبغ باللون الاحمر وليس بالطبع بسبب الحرارة المنبعثه من الموقد .
فتح الباب فجأة ودخل منه رجل قصير القامة مستدير العينين اسمر الوجه . وقف بالباب برهه قبل ان يقول :
( نعم سيدي )
( آه ، غاستون )
استدار لوفالييه نحو ه وخاطبة بالفرنسية . ثم نظر الى اندريا وقال لها :
( هل تسمحين بمفتاح السيارة يا آنسة ؟ سيحضر غاستون حقائبك الآن )
ترددت اندريا قليلا ان تسلمه المفاتيح وكأنها لم تشأ ان تتخلى عن سلاح كانت تعتبره ضمانتها الوحيده .
نظر اليها بليز وقال كأنه قرأ ماكان يجول في رأسها :
( لا عليك يا آنسة . قد يبدو غاستون بسيطا ولكنه يقوم بعمله بكل اتقان)
لم تجد اندريا ما تقوله تبريرا لترددها واشتد احمراو وجهها ومدت يدها الى حقيبتها واخرجت علاقة فيها بعض المفاتيح ووضعتها في يد غاستون التى كانت ممدوده وهي تتمتم بعض عبارات الشكر .
وما ان اغلق الباب خلفه حتى قال لها بليز محذراً :
( هو لا يتكلم الانكليزية ولكنك لن تعدمي طريقة للتفاهم معه . انه ابن شقيق المدام بريسون كلوتيلد ، واعتنت به منذ الصغر . يقوم عادة
بالاعمال الثقيلة واحيانا يساعد الرعاة على العناية بالقطعان وهو رائع جدا مع الحيوانات وخاصة مع الجياد وكأنه مطبوع بالفطره على التعامل مع الخيول )
كانت تصغي الى كلامه برأس منحن وقلب منقبض .
ولا شك انه كان يتوقع ان تبدي اهتماما بهذه التفاصيل . فستصبح سيدة القصر .
ولكن وبرغم محاولاتها الصادقة مالبثت فكرها ان شرد وارتسمت صورة ابنة عمها كلير امام عينيها .
كيف كانت ستتصرف كلير ياترى في مثل هذا الظرف ؟ كانت اندريا على يقين من شيء واحد وهو ان كلير ماكانت لتحتمل النظر الى أي عاهه جسدية . سألت اندريا :
( هل هو الخادم الوحيد في القصر؟)
( هو وكلوتيلد يقومان بكل اعمال المنزل ولكن لدينا عدد كبير من العمال للزراعة ، لكن الامر يختلف هناك فنحن جميعا نعمل معا ويخدم احدنا الاخر )
شعر انها لم تفهم كلامه فرأى ان يشرح لها الامر وقال :
( كان كل شيء مختلفا أيام اجدادي . كان اسياد هذا القصر يستأثرون بالأفضل . كانت كرومنا احسن الكروم وكذلك مراعينا وبساتيننا ولم يتولد عن هذ السياسة غير الفقر والحسد ، وكلاهما هدام ، وانا اريد ان اعمر لا ان اهدم لذلك اتبعت سياسة مختلفة . وانشأنا تعاونية وكل فرد في سان جان دي روش يملك اسهما فيها ، انه نوع من العمل الجماعي
الذي اعطى افضل النتائج ، فالمشروب الذي تنتجه القرية هو حاليا الاجود ولقد ابتدا يكتسب شهرة تخطت حدود المنطقة . وبعد وقت قصير سيصبح لدينا
منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 27-03-09, 06:10 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اجود القطعان للتناسل في افيرون . وهكذا لن تتحول سان جان دي روش الى مأوى للعجزة )
( وما هو دورك انت في هذه التعاونية ؟)
( أنا مديرها العام).
أجابها وأسرع يضيف عندما رأى النظرة الساخره التي رمته بها :
( أنا لست أقطاعيا ولو لم اكن املك من الخبرة مايؤهلني لادارة التعاونية لكنت وجدتني الآن عاملا بسيطا. لا أخفيك الأمر بأنني تدربت على أعمال الادرارة في مزارع المارتينيك وسواها ).
توقف قليلا وظهرت على وجهه ابتسامة ساخره وأضاف :
( اذا كنت يا عزيزتي قد اتيت الى هنا وانت تظنين بأنك ستقومين بدور سيدة القصر الفاتنة فأنت مخطئة في ظنك)
( انه امر لم يخطر ببالي )
وضعت مدام بريسون الطعام على المائده وفاحت منه رائحة الثوم
والاعشاب بشكل يفتح الشهية . عندها فقط شعرت اندريا بالجوع .
كان العشاء مؤلف من الفاصولياء مع اللحم والنقانق بطريقة مبتكرة والجبنة البلدية وشراب الفاكهه الفاخر .
تناولته اندريا بلذة وشهية حتى لم بيق عندها متسع للفاكهه واستعاضت عنها بفنجان من القهوة .
( يبدو ان طعام كلوتيلد اعجبك)
( جداً)
ولم تكمل كلامها . فأجابها وهو يبتسم ببرأة وكأنما فاته معنى كلماتها .
( سوف أراقب هذا التحول باهتمام )
برغم الضيق والحرج اللذين شعرت بهما اندريا لنوع الحديث الذي دار بينهما استغنمت الفرصة لتفاتحه بالموضوع ووضعت فنجان القهوة
من يدها في تأمل واخذت نفسا عميقا وقالت:
( انك تدرك يا سيد لوفالييه مثلما ادرك انا تماما ان هذا الزواج لا يمكن ان يتم )
( انك مخطئه يا آنسة وانا لا ادرك شيئا من هذا )
( اذا كنت في الماضي قد ابديت موافقتي على موضوع الزواج فلأنني كنت في ظروف صعبة ولا اظنك ترغمني على إبقاء وعد قطعته في ظروف غير طبيعية . فوعد كهذا لا يجب ان يلزم أحد)
( انك واهمة يا آنستي اذا كنت تظنيني بأنني سأتخلى عن الموضوع . فما زلت أصر عليه)
انكمشت تحت وطأة النظرة التي ارتسمت في عينيه وسمعته يقول :
( ربما ، ولكن هل تظنين أن الحياة لم تقس علي ؟ فما عرفت في حياتي كلها الا الظلم !)
وبحركة لا شعورية ارتفعت يده لتغطي الندبة فوق خده وتابع:
( وماذا تعرفين أنت عن الظلم يا آنسة وما عرفت في حياتك الا الرخاء
والدلال )
(أجابته بتهكم وقد نسيت دورها :
( وها انا أتلقى درسي الأول على يديك!)
هو كتفيه بلا أكتراث وقال :
( أليك وحدك يعود أختيار نوع الدرس . فأن شئت أن تجعليه سهلا فالأمر في يديك. ولكنني أجد نفسي مضطرا الى أن احذرك بأن الزواج سيتم في القريب العاجل جداً . فقد تأجل بما فيه اكفاية )
( ولكن لماذا ؟ من حقي ان أعرف السبب الذي يجعلك تصر على هذا الزواج )
سكب لنفسه مزيدا من القهوة وبجفاء قال :
( غريب امر هذا الفضول المفاجئ. لا اذكر انك أبديت أي أهتمام لمعرفة السبب قبل الآن . كنت منشغله تماما بمشاكلك الخاصة
ولم يكن لديك وقت لأي أمر آخر . ولكن لا بأس سأخبرك الآن . لقد اوصاني أخي بابنه قبل ان يموت ولكنه وضع شرطاً في الوصية يعلق فيه حقي بالوصاية على زواجي . فلكي امارس حق الوصاية على أبن أخي امتوفي يجب ان اكون متزوجا . هذا كل ما في الأمر )
وكأن الزواج وحده لا يكفي ! فكان أذن على من ستصبح زوجه لهذا الرجل أن تتحول بسحر ساحر الى أم في الوقت نفسه !
( ولكن لماذا وضع أخوك هذ الشرط ، وقد كنت أعزباً آنذاك؟)
( كنت على عتبة الزواج عندما حرر أخي وصيته )
أجابها بمرارة . وسرح نظرها بدون ان تستطيع كبحه الى الندبة فوق خده . لم تفته نظرتها تلك اذ سمعت صوته المتهكم يقول :
( انك شديدة الملاحظة يا آنسة ولكنك بالتأكيد أقدر بكثير من خطيبتي السابقة على أخفاء مشاعرك)
وبضحكة خالية من أي مرح تابع:
( في يوم واحد فقط فقدت كل من أحببت في هذة الحياة . كانت ساعات لا تنسى . لم يبق لي الا ابن أخي ولا أريد أن افقده ايضاَ)
( ولكن ربما أنك قريبه الوحيد ..)
( كلا لست قريبة الوحيد . له خالة وهي عازمه على أستئناف حكم الوصاية أمام المحاكم .
ولن أوفرلها أي مادة لذلك . لن أستطيع محاربتها اذا لم اكن مستوفيا جميع شروط الوصية . ولا أريد أن يصل الأمر الى المحاكم ، فلست مستعدا لذلك خاصة ان التعاونية قد أبتلعت تقريبا كل أموالي )
( كم يبلغ من العمرأبن أخيك هذا ؟ ربما من الأفضل له أن يبقى مع خالته التي أعتاد عليها و ..)
شعرت بنظرته كحد السكين وتوقفت عن الكلام ولم تعد تجرؤ على المتابعة . وبأقتضاب أجابها :
( كلا ، لن يكون أحسن حالاً معها . ربما العكس هو الصحيح انه وريثي الشرعي ومكانه هنا )
( و اذا ما رزقت أنت اطفالا فعندها ...)
وتوقفت فجأة وملأ الأحمرار وجهها ولم تعد تعرف كيف تخفي ارتباكها . لكنه أبتسم وقال :
( الا تخشين أن اطالبك بكلامك هذا في يوم من الأيام ؟)
قال هذا وعيناه تخترقانها وتنفذان الى أعماقها ثم تابع وفي صوته رنة استهزاء وتهكم :
( ستغمضين عينيك عندئذ وتسرحين بفكرك الى بيطانيا كما يقول المثل عندكم أو الى فرنسا في مثل هذة الحالة )
غطت وجهها بيديها وبتعثر وتلعثم قالت :
( لم أكن أعني ..)
وتوقفت عندما رأت الأبتسامة المتهكمة تعلو وجهه لكنه طمأنها قائلا :
( لا تخافي . أنا أصدقك . وفي أي حال لن أطلب منك تضحية بهذا الحجم . أنا أعرف أن وجهي هذا كاف ليسبب كوابيس مزعجه لمعظم النساء )
انقبضت نفسها أمام المرارة التى عكستها كلماته . من ياترى تسبب له بكل هذا ؟
لعلها خطيبته السابقة . حسنا فعل بالتخلص منها !
ولكن ما هذه الأفكار قالت في نفسها . مالها ولمشاعره . عادت تحاوره علها تصل معه الى نتيجة مرضية وقالت :
( يبدو اك تألمت كثيرا في حياتك . من من لم يتألم ؟ ولكنه ليس من العدل ان تجعل الأخرين يدفعون الثمن .
وهذا الزواج مكتوب له أن يفشل ، فأنت لا تعرفني وأنا لا أعرفك ولا يربطنا أي رابط )
شعرت كأنها كانت تدلي بمرافعه أمام المحكمة ولكن عمن تدافع ؟
عن كلير أم عن نفسها ؟ واعتراها شعور غريب لم تدرك كنهه وارتعشت قليلا فقال لها :
) انك ترتعشين . هل تشعرين ببرد ؟ أقتربي من المدفأة )
وأشار الى مقعد قرب الموقد وتناول قطعة من الحطب وألقاها في النار .
( أنني على ما يرام )
كان صوتها مضطربا وفي عينيها خوف ازعجه فقال لها بضيق :
( مما أنت خائفة ؟ اطمئني يا آنسة فزواجنا سيبقى حبرا على ورق . كل ما ابغى هو ان يقتنع المحامون وعندئذ يصبح فيليب تحت وصايتي قانونيا
وعمليا وبعدها يمكنك الذهاب حيث تشائين . ستكونين حره تماما )
( هذا استغلال لا يجوز)
( آه . وأنت ؟ ألم يكن في موقفك مني استغلال . لم تزعجك فكرة الاستغلال نذاك . ما ذا دعوتني عندها ؟... ( خشبة الخلاص ) على ما اذكر . لقد كنت صريحه جدا ولم تشعري بأي حرج وأنت تفين حبك الفاشل
وشعور اليأس الذي يغلفك . ليس من حقك الآن أن تتذمري اذا شعرت ان تلك الخشبة التى كانت للخلاص تحولت في نظرك الى أغلال تقيد حريتك )
لم تعد اندريا تقوى على تحمل المزيد فوقفت وهي تزيح عن جبينها خصلة من الشعر وقالت بتبرم ونزق ملوحظين :
( ارجو المعذرة فأنا اشعر ببعض التعب وأود أن استريح قليلا )
( بكل تأكيد . سأطلب الى كلوتيلد ان ترافقك الى غرفتك)
ثم قام من مكانه واقترب منها ورماها بنظرة طويلة قبل ان يقول :
( ربما بدت لك الامور مختلفة غدا. والآن أسمحي لي ان ارجو لك نوما هانئا وليلة مريحه )
لم تجب اندريا بشيء واكتفت بهزة من رأسها ، لكنه استمر ينظر أليها ثم دنا منها ورفع يده وجعل انامله تلامس شفتيها المنفرجتين .
حرصت اندريا على ان تبقى في مكانها حتى لايفسر تراجعها نفورا منه .والحقيقة عكس ذلك تماما .
كان عليها ان تعترف . هذا اذا ارادت ان تبقى امينه مع نفسها
بأن الشعور الذي أعتراها كان ابعد ما يكون عن النفور . شعرت برغبة في الأرتماء على صدرة والاحتماء بين ذراعية .
قطع عليها صوت الباب استرسالها في تحليل مشاعرها . ووجدت في مدام بريسون عندما ظهرت خشبة خلاص فعلية .
سرها ان تد الغرفة المخصصة لها في الطرف المقابل وتفصلها عن الغرفة الرئيسية مسافة ليست قصيرة .
فتحت مدام بريسون الباب ووقفت جانباً مفسة الطريق لندريا . كان جو الغرفة هادئا ومريحا . في احدى زوايا موقد نار مشتعلة ، وكان الاثاث من الطراز القديم مريحا للعين وخاصة السرير الكبير المصنوع من خشب السنديان . ربتت اندريا على الفراش بيدها وسرها ان تجد ه وثيراً.
جالت مدام بريسون بعينيها في الغرفة ثم تفقدت الموقد ونظرت الى اندريا وابتسمت لها بمودة وهمت بالخروج .
ثم استوقفتها اندريا وسألتها عن مفاتيح السيارة . بدا في أول الامر انها لم تفهم ثم ما لبث وجهها ان اشرق بابتسماة عريضة وقالت لاندريا مطمئنة :
( لا عليك يا آنسة . لا بد ان غاستون أعادها الى السيد لوفالييه لكي يعيدها بدوره الى الشركة التي استأجرتها منه .
اطمئني فالسيد يتدبر كل شيء)
قالت اندريا في نفسها وهي ترى الباب يغلق خلف مدام بريسون ( بدون شك !) . جلست على حافة السرير وغرقت في تأملاتها . كانت تأمل ان تحتفظ بالسيارة لبضعة أيام فقط ريثما
تنجلي الأمور . ولكنه اصبح عايها الآن ان تبقى تحت رحمة اوتوبيس القرية .
قامت عن السرير واتجهت صوب الموقد وارتمت على السجاد امامه ومدت يديها الى النار تدفئهما .
وطغى عليها شعور بالذنب لوفالييه لتطلعه على الحقيقة . استوت في مكانها وابعدت عن رأسها فكرة اللجوء اليه .
لم يكن في قلبه مكان للرحمة . سوف تترك هذا المكان غير آسفة وتدع السيد لوفالييه يفتش عن فتاة غيرها يلعب معها هذة اللعبة .
لم تدر سببا لارتجافها المفاجئ . واستحوذت على تفكيرها فكرة واحدو :
السرعة . يجب ان تخرج من هذا القصر بأقصى سرعة قبل ان تتطور الأمور على غير ما تشتهي .
استفاقت من نومها مذعورة . كان الماء يتساقط عليها تلمست بيديها علبة الكبريت في الظلام وعندما وجدتها اضائت المصباح بالقرب من سريرها . ويالهول ما رأت ! كان المطر ينهمر بغزارة في الخارج والداخل معاً
رفعت رأسها الى السقف وطالعتها بقعة كبيرة من الرطوبة حيث قطرات الماء تجد طريقها من شقوق السقف المتصدع .
بعد جهد وعناء استطاعت ان تزيح السرير الضخم قليلا ووجد وعاء وضعته على الارض لالتقاط قطرات الماء المنهمرة .
كانت نار الموقد قد خبت اثناء الليل والجو في الخارج عاصفاً . وكانت اندريا تسمع صرير النوافذ . شعرت ببرد اخترق عظامها فعادت الى السرسر لعلها تجد فيه بعض الدفء.
عبثا حاولت ان تبعد عن مخيلتها صورة ذلك الوجه ذي الندبة .
اغمضت عينيها تطالها صورة بليز لوفالييه بنظرته الثاقبة وخطوط وجهه القوية . قالت لنفسها مئة مرة انه لا سلطة لهذا الرجل عليها ، فلما اذن تخشاة ؟
وهي سيدة ومالكة لحريتها . فلماذا تخشى غضبة؟ وهي في اي حال لن تكون هناك عندما يكتشف الخدعة التي دبرتها ويعرف الحقيقة.
برغم كل هذا الايحاء الذاتي ظل القلق مسيطرا عليها والهواجس تتقاذفها .
عبثا حاولت اندريا ان تبتعد تلك الافكار عن مخيلتها . وصل بها الامر الى ان ترسم في رأسها صورة لمن كانت خطيبته . تخيلتها فتاة شقراء صغيرة الجم دقيقة التكوين وذات وجه مثير ومميز ، تماما مثل ابنة عمها كلير.
حتى أخلاقها وتصرفاتها تصورتها مثل اخلاق وتصرفات كلير .
وباحساسها المرهف ادركت اندريا ان الرح في وجهه لم يكن ليذكر نسبة الى جراح قلبة ونفسة . كانت على يقين ان وراء ذك القناع من الجفاء
والعدوانية يقبع انسان قدر على الحب والعطاء وكانت له آمال وأحلام وكان يري ان ينشئ عائلة ويغدق على من حوله الحنان والعطف .
والأىن عليه ان يقنع بعلاقة سطحية باردة مع امرأة بالطاد يعرفها وان يعلق كل آماله علة فتى ليس ابنه ولا من صلبه.
عندما استفاقت اندريا كانت الدموع تبلل وجهاا ونور الشمس الذهبي يغمر الغرفة ويضفي عليها جمالا ورونقا .
مسحت اندريا دموعها عندما سمعت وقع اقدام مدام بريسون .
وسرعان ما انفتح الباب وظهرت كوتيلد تحمل وعاء فيه ماء ساخن وعندما وقع نظرها على الوعاء الذي كانت اندريا قد وضعته لالتقاط قطرات الماء المنسابة من السقف ، راحت تتكلم بسرعه وقالت كلاما كثيرا فهمت منه اندريا ان جميع غرف القصر كانت
على هذة الدرجة من الخراب باستثناء الغرفة التى كان يشغلها بليز.
وضعت اناء الماء من يدها وراحت تحوم حول اندريا وتطلق اصواتا كصوت الدجاجه وهي تنادي صغارها .
ومما قالته انها كانت ستكلف غاتسون ان يصعد الى سطوح القرميد ويصلح ما مكن اصلاحة .
وبعد ان تأكدت ان اندريا لم تكن بحاجة الى أي شيء انصرفت مغلقة الباب وراءها .
كان بليز ، عندما دخلت اندريا غرفة الطعام ، جالسا يراجع بعض الاوراق امامه . وامامه رزمة من البريد الذي وصل حديثا . رفع بصرة اليها وقال :
( ارجو ان تكون الآنسة قد امضت ليلة هادئة )
ولا حظت اندريا ان ملامحة بدت في وء النهار اكثر انفراجا من الليلة السابقة وانه هو بدا اكثر أنساً.
( ليس تماماَ)
اجابته وهي تأخذ مكانها الى المائدة وتتناول قطعة من الكعك .
( وهل لي أن اسأل لماذا ؟)
سألها بتهذيب .
( بالطبع )
اجابته واخذت قطعة من الكعك وراحت تغمسها بالمربى ثم تابعت :
( الماء يدلف من السقف فوق رأسي)
فطب جبينه وقال :
( سأكلم كوتيلد بالأمر . كان يجب ان تختار لك غرفة غيرها )
( الذنب ليس ذنبها )
اجابته اندريا وهي تسكب بعض القهوة في فنجانها ثم تابعت :
( يبدو ان جميع الفرف هكذا ).
( لكن غرفتي لا يدلف الماء من سطحها !!)
( بالطبع !)
اجابته وهي ترسل له ابتسامة عذبة . اخذ بضع رشفات من فنجان القهوة قبل ان يقول بصوت متأمل :
( وما هو الحل في نظرك ؟ الحل الطبيعي لهذة المشكلة يطرح نفسة بنفسه )
اصطبغ وجهها لون احمر قان وحاولت جاهدة ان تحتفظ بتلك الابتسامة العذبة وبمرونة لم تعتدها في نفسها . قالت :
( يوجد حل آخر . ما عليك الا تكليف احدهم باصلاح السقف )
هز كتفيه وقال :
( غاتسون يقوم بكل ما يستطيع )
( هذا مالاحظته . ولكن يبدو ان الوقت حان لتستعين بشخص محترف الا اذا كنت ترغب في رؤية البيت يتداعى من حولك)
اعجبها كلامها وتمنت ان تكون كلماتها قد بددت شكوكه حول دوافعها الحقيقة . فان مهمتها ستهون عليها جداً اذا نجحت في جعله يقتنع بأنها
رضخت للامر الواقع وقبلت بالزواج منه .
( ربما كان هذا صحيحا )
قال وهو يتأملها بحيرة واضحة وأضاف :
( فلقد سلمت اذن بفكرة الزواج )
( وهل لي خيار غير التسليم ؟)
سألته بجدية ثم تابعت :
( سبق ان شرحت لي بشكل واف ما يمكن ان يحل بي وبأسرتي ان انا نكثت بالوعد . وهذا ما أود ان اتجنبه )
( هذا عين العقل . لا يمكن ان تتصوري ماكان سيلحق بك وبعائلتك من ضرر اذا لم تفي بالوعد )
اعادت اندريا فنجان القهوة الى المائدة وبتلعثم سألته :
( ماذا تعني؟)
( ألا تدرين ما أعني ؟)
سألها وهو يرسل اليها نظرت حادة ثم تابع :
( لقد أوضحت لك الامر . والدك رجل مرموق في اوساطة والتوعك الذي أصابه اقلق العديد من اصدقائة . لقد سمعت ذلك في الأوساط التي اعتدت ارتبادها
انك تدركين بالطبع بأنه كان كان علي ان اقوم ببعض التحريات حول محيطك )
هذا بالضبط ماكانت تخشاه . ان يقوم بتحريات حول آل ويستون
ويكتشف الحقيقة . وقفز قلبها في صدرها بجنون .
وبعد لحظة صمت قالت :
( بالطبع . ولولا هذا ما كنت لتقدر على تديدي يهذا الشكل . فصحة والدي في الميزان )
( كل ما في الأمر انني بنيت لك ما قد يترتب على رجوعك عن وعدك من عواقب قد تكون في غير صالح عائلتك . أنا لم اهددك وتركت لك حرية القرار )
( عسى ان يستحق الانتصار الذي تود احرازه هذه الحظه التى اعتمدتها لتحقيقه )
( ما علينا الان ان ننتظر لنرى )
أجابها وهو يرشف آخر قطرة في فنجان القهوة ثم وقف ودعاها لمرافقته في جولة تفقدية
على ظهور الخيل وقال :
( بسعدني ان ترافقيني في هذة الجوله . فان لك كما سبق ان ذكرت ، حقاً مكتسبا في هذا القصر وفي هذه الارض . ربما كان من المناسب ان تتعرفي الى التغييرات التى نحن في صددها )
اوشكت ان ترفض طلبه وتقول له بأنها صباحا كاملا على ظهر حصان اسوأ حتى من صباح كامل في رفقته ولكنها تذكرت في الوقت المناسب بأنه لا بد ان تكون كلير قد ذكرت له شيئا عن فروسيتها . فلقد كانت
فارسة ما هرة وشديدة الولع بالخيل . ولوا خوفها من أثارى شكوكه لتظاهرت بالمرض او بأي شئ من هذا القبيل ولكنها آثرت الحرص وقبلت دعوته قائلة بمرخ مصطنع :
( رائع ! سأحضر سترتي )
( حسنا . سألقاك عند المدخل الرئيسي خلال عشر دقائق )
كم كانت دهشتها كبيرة عندما لا حظت ان حال الاسطبلات كانت أحسن بكثير من حال البيت . وبحذر علقت على هذة الحقيقة . فقال :
( ربما لأنني اجد في الحيوانات ما لا اجده في البشر )
جاء جوابه سريعا وقاطعا :
غاص قلبها في صدرها عندما رأت غاتسون يسوق المهرة التي أختارها لها بليز.
كانت مختلفة تماما عن بنلوب الفرس العجوز التي اعتادت اندريا ركوبها في لندن أثناء دروس الفروسية.
هذة الغبراء تعدو وتخب وتقذف برأسها يمينا وشمالا وتصهل .
( يا آلهي )
قالت أندريا في نفسها وامسكت قلبها بيدها .
( انها بحاجة الى الرياضة)
قال معذبها بدا _ حتى بأعتراف اندريا نفسها _ وكأنه قطعة من الحصان الذي أعتلاه .
فتشت اندريا بعينيها على غاتسون ليساعدها في امتطاء المهرة ولكنه قد اختفى داخل الاسطبل .
بدت دلفيت صعبة المراس ومشاكسة وتذكرت اندريا كلام كلير عن الجياد من ان لها حاسة خاصة وهي تخضع من يمتطيها لا متحان لتعرف من يسيطر على الآخر ، الفرس أم الفارس ؟
وبدا واضحا ان دلفين مدركة تماما انه لم تكن اندريا قادرة على السيطرة عليها لذلك أخذت حريتها تماما وما ان اصبحت خارج ساحة القصر حتى خرجت على الطريق العام وراحت تأكل العشب عن جانبي الطريق .
وعندما شدت اندريا الرسن قليلا حرنت ولم تعد تتقدم .
وكانت الطامه الكبرى عندما مر طائر فوق رأسها . صهلت بسخط واعتراض وانتصبت على قائمتيها الخلفيتين وكادت ان تقذف اندريا عن ظهرها .
وبدل ان تشكر ربها لوجود بليز بالقرب منها في تلك اللحظه بالذات لعنت حظها وهي تشعر بحرج عظيم .
أمسك بليز بالرسن وجذبة بطريقة جعلت دلفين تهدأ في الحال .
( شكرا لك )
( انه لا شيء)
أجابها وهو ينظر اليها بتأمل ثم أضاف :
( ما كان يجب ان ادعوك الى ركوب الخيل هذا النهار . فأنت ما زلت متعبة
بعد عناء السفر ولم تنالي بعد قسطاً كافياُ من الراحة خاصة أن امضيت ليلة مؤرقة)
تباً لي قالت اندريا في سرها ولماذا لم تخطر هذه الحجة في بالي ؟
وبصوت جاف اجابته:
( ربما كان هذا صحيحا )
كان عليها ان تتمالك نفسها وان لا تدعه يراها يائسه وضعيفة .
أخذت الرسن بين يديها وتابعت طريقها .
كان الجو من حولها متألقا والطبيعة في أجمل حلة وبدت اوراق الخريف التي تشبثت بالاغصان لا تبارحها وكأنها تتحدى شتاء اصبح على الابواب ، جميلة وخلابه . كان كل شيء حولها يدعوها الى الأستمتاع بيوم جميل وكان من الصعب جدا ان لا تستجيب .
كانت اندريا في نشوة عارمة عندما اوصلتها دلفين اخيرا الى فسحة من الارض مغطاة بالعشب الأخضر .
نسيت خوفها تماما عندما بدأت تسرع قليلا ثم تخب ثم تجري مطلقة لساقيها العنان وكأنها في ميدان للسباق .
لم تعد دلفين في نظرها الوحش الذي اراد تدميرها ، بل تحولت الى مخلوق جميل اراد فقط وبطريقته المندفعة ، ان يشاركها بما كان يجيش في نفسه من فرح وسرور وحب للحياة .
توقفا اخيرا في مكان مشرف يطل على القرية . رأت اندريا البيوت كلها وبدأ القصر في وسطها مهجوراً وكئيباً .
اختلست نظرة الى رفيقها فهالتها مسحة الحزن التى اكتست وجهه والمرارة في نظرتة .
وقف بقربها ساكنا شارد الفكر وكأنه نسي وجودها تماما ثم جاءها صوته فجأة يقول :
( هيا )
لم يفارق العبوس وجه بليز ولا زمه مزاجه القاتم خلال كل المدة التى امضياها في تفقد الكروم .
عكس اندريا التى ابدت اهتماما صادقا بكل ما رأته .
ولم تحظ منه بأكثر من أجابات مقتضبة .
ضايقها صمته وأزعجها ان يتجاهل وجودها بهذا الشكل الصارخ فقالت :
( كانت فكرتك انت ان تقوم بهذة الجولة وعليك في المستقبل ان تحسن اسلوبك في التعليم اذا كنت تريدني ان احفظ شيئا )
رماها بنظرة جعلت الدم يقفز في عروقها ولم يجب بل ادرار حصانه باتجاة القصر وانطلق وهي في اثره.
( وهكذا نأتي الى نهاية الدرس الأول )
قالت اندريا بتهكم وكانا قد وصلا اخيرا الى باحة القصر الخارجية .
جاءها الجواب هذه المره وكان صوته جارحا وهو يقول :
( قد يكون الأمر بالنسبة الى فتاة مثلك مجرد مزحه ولكنه لي وللعديد من الناس مسألة حياة او موت .
فأنت ترين الأمر بمنظار الفتاة الانكليزية سليلة العائلة النبيلة التى تنعم بالثراء والجاه .
هل تعلمين كم عائلة في فرنسا يقبع العجائز فيها وحدهم في بيوتهم لأن اولادهم نزحوا الى المدينة سعيا وراء الرزق ؟
هذا الأمر لا يهمك ولكنه يهمني أنا كما يهمني الأ أرى هذا البيت الذي تملكة عائلتي منذ مئات السنين ، ينهار من حولي .
هل تعتقدين انني كنت أسمح بهذا الأهمال لولا ظروف قاهرة فوق طاقتي ؟
اسمعي جيدا يا آنسة ، ان ما ترينه من دمار وخراب هو نتيجة البغض والكراهية والضغينة وحب اأنتقام . انه جميلا ، ايه ؟)
( بغض من لمن ؟)
سألته اندريا مستفسرة :
(بغض والدي ياآنسة . كان أخي الاصغر هو المفضل لديه ولم يسامحني ابداً كوني ولده البكر ووريثه الشرعي . لم يكن ليرضى عن أي شيء مما اقوم به من الاعمال
ولم يبق امامي الا ان ارحل عنه . كان بامكانه ان يمنع هذا الانهيار الذي اصاب االقصر ولكنه لم يشأ .
لم يكن ليهتم حتى لو تحول القصر الى ركام قبل ان يؤول الي بالوراثة .
احتفظ والدي بكل قرش لبيل ريفيير وهي المزرعة التى كانت تمتلكها العائلة والتي خص بها أخي جان بول )
( وهل كانت المزرعة بادارة أخيك؟)
( نعم، كانت حصته من الميراث . واله وحدة يعلم انني لم أحسده ابداً عليها . وحدث ان صادفته صعوبات كثيرة وكان من سوء طالعة ان عرفت المزرعة سنوات قحط متتالية وتعرضت المواسم الى آفات عديدة أتلفت المحاصيل وضربت الزرع.
وفي النهاية اصدر والدي امره الي بأن أذهب الى المزرعة وأصلح ما استطيع اصلاحه . عندما وصلت كان جان بول على حافة الافلاس . لانه راهن بكل ما يملك عله يعوض الخسارة التي ترض لها .
وأدركت اننا كنا بحاجة الى معجزة لتنقذنا مما كنا فيه)

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحصن المرصود, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, سارة كريفن, place of storms, sara craven, عبير
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية