منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الشعر والشعراء (https://www.liilas.com/vb3/f14/)
-   -   الشاعر جاسم الصحيح (https://www.liilas.com/vb3/t99378.html)

تعبني الزمن 28-11-08 10:24 PM

قصيدة للاستشهادي علي أشمر .. مناجاة باتساع الوادي
 

كان علي أشمر ( قمر الاستشهادييّن ) شيخَ ( طريقةٍ ) ابتكرها للعاشقين الوالهين للحريّة المطلقة ، وذلك عندما تحوّلَ إلى مخزنٍ من البارود وانفجر راجلاً في تلٍّ من الجنود الإسرائيلييّن .

-----


من بعيدٍ جاءَ ..

لا أعلمُ من أينَ

ولكنْ من بعيدٍ ..

رُبَّما من طعنةٍ في جسدِ التاريخِ

حينَ الْتَحَمَ الجيشانِ في ( خيبرَ )

فَانْسَلَّ الفتى من فجوةِ الطعنةِ

كي يختصرَ التاريخَ في جرحٍ

وحتَّى الجرحُ لا يعلمُ من أين الفتى جاءَ

ولكنْ من بعيدٍ ..

رُبَّما من ( ضَيْعَةٍ ) تجلسُ في أقصى حدودِ القِيَمِ

الكُبرَى

كما يجلسُ بستانٌ على التلَّةِ في عُزلَتِهِ ..

ماجَ الفتى بالعطرِ حينَ اختزلَ البستانَ في قامتِهِ

الوَرْدِ ..

وحتَّى الوردُ لا يعلمُ من أينَ الفتى جاءَ

ولكنْ من بعيدٍ ..

رُبَّما حَلْقَةُ صوفِيِّينَ

في أعلى جبالِ الوجدِ

أَغْرَتْهُ لأنْ يكتشفَ العمقَ الإلهيَّ بِهذا الكونِ

فانشقَّ المدى

عن عاشقٍ قد نوَّرَ الروحَ بِمِشْكَاةِ يقينٍ عَلَويٍّ

ومضَى يسبحُ في كينونةِ الأشياءِ حتّى لامَسَ القعرَ

وحتّى القعرُ لا يعلمُ من أينَ الفتى جاءَ

ولكنْ من زمانٍ خارجَ العصرِ

فَهذا الوَهَجُ الروحيُّ

لا يُمكنُ أن يُنجبَهُ عصرٌ من الفولاذِ ..

هذي الوردةُ الزهراءُ

لا يُمكنُ أنْ تولدَ ـ مهما حَاوَلَتْ ـ

من أُمَّةٍ في موسمِ الزقُّومِ ..

والله !

هُوَ الوعدُ السماويُّ لنَا أن نرثَ الأرضَ

هُوَ الوعدُ

أتى يحملُ في أضلاعِهِ كوخاً من الإيمانِ

معموراً بِحُبِّ الله والأرضِ

وطفلٍ ضاقتِ الأسماءُ عن إيمانهِ إلاَّ ( عليٌّ ) ..

حَمَلَ الإسمَ لواءً خافقاً بِالقُدْسِ

مُمْتدّاً من الثورةِ حتّى‍ الموتِ

جيلاً جَبَلِيّاً

نَبَتَتْ في فَمِهِ ( اللاَّءاتُ ) أنياباً

وربَّاها بِما وَرَّثَهُ الأجدادُ من رفضٍ قديمٍ ..

لم تَزَلْ ( لاءاتُهُ ) تكبرُ في الرفضِ فصارتْ

بُنْدُقيَّاتٍ

ومازالَ ( عليٌّ ) حالماً يركضُ خلفَ الشمسِ

مُشتاقاً لأنْ يصطادَ هذي الظبيةَ البيضاءَ في السفحِ..

فتستدرجُهُ الظبيةُ للقمَّةِ

كيْ يقطفَ أزهارَ الصعودِ الوَعْرِ من أعلى الزمانِ

الكربلائيِّ ..

( عليٌّ ) عصَّبَ الجبهةَ بِالتاريخ

واشتاقَ إلى الرقصِ مع القمّةِ

في عُرْسٍ سماويٍّ ..

جلا الحُسْنَ الربوبيَّ

جلاءً يُطلقُ الروحَ

إلى عالَمِها الأسمى متى ترنو إِلَيْهِ

فاضَ من بردتِهِ الحسنُ أساطيرَ

فكانت ( شهرزادٌ )

كُلَّمَا أدرَكَها الليلُ

أَجَالَتْ طرفَها فيهِ وسلَّتْ قصّةً من حاجِبَيْهِ

واستجارتْ بِالتعاويذِ التي تحرسُ أسرابَ المَهَا في

مُقْلَتَيْهِ

فَكَسَاها بِهدوءِ الزَغَبِ الناعسِ في أرجوحةٍ من

عارضَيْهِ

و ( عليٌّ ) زاحفٌ في الحُلْمِ

كالنَهْرِ

يلفُّ الموسمَ الأخضرَ في ريشِ حماماتِ يَدَيْهِ

حينمَا جَمَّرَهُ ماءُ الفُتُوَّاتِ

نَوَى العُرْسَ

فألفَى كلَّ شيءٍ صارَ أُنثى :

النَهْرَ والبيدرَ والبستانَ ..

والشمسُ الجنوبيّةُ مدَّتْ عُنُقَ الفَجْرِ على هيئةِ

أُنْثَى ..

والقُرى اصطفَّتْ صباياً

تتشهَّاهُ عريساً كاملَ الوجدِ ..

صحا كلُّ سريرٍ شدَّهُ الليلُ على نجواهُ

مأهولاً بِنَهْدَيْنِ شَهِيَّيْنِ ..

وجاءَ الكلُّ للموعدِ مخموراً

ولا بأس ..

فهذي خمرةٌ مغفورةُ الإثمِ ..

هُنا افترَّ ( عليٌّ )

عن فتىً تطلعُ من ضحكتِهِ الشمسُ

مشى في خاطرِ الوادي غزالاً مُترفَ اللفتَةِ

تختالُ بهِ حُرِّيَّةُ العُشْبِ وروحانيَّةُ الأرضِ

و ( آذارُ ) شبابيٌّ على خَدَّيْهِ ..

فَافْتَنَّ الفتى عشقاً

بَدَتْ فتنتُهُ أعنفَ ناراً

من فتيلِ امرأةٍ دهريَّةٍ خامَرَها الشوقُ

فهذا ( العامريُّ ) اسْتَدرجَتْهُ امرأةٌ من خارجِ الدَهْرِ ..

تجلَّى فرأى ( كِذْبَةَ نيسانَ ) على الدربِ

وتَلاًّ من جنودٍ يحرسُ الكِذْبَةَ

فيما أشرَقَتْ ( ليلاهُ ) خلفَ التلِّ ..

نَادَتْهُ

وقد كانَ على بُعْدِ جحيمٍ واحدٍ من جنَّةِ الوصلِ ..

هُنا فَخَّخَهُ العشقُ بأشواقِ المُحِبِّينَ

فماجَ الجَسَدُ الورديُّ في قنبلةِ الأشواقِ ..

فاضتْ لهفةُ التنفيذِ من عينيهِ

فاهتزَّ الفتى مخزنَ بارودٍ من اللَّهْفَةِ

وامتدَّ فتيلاً نافراً في خفّةِ الضوءِ

دقيقاً وجميلاً مثلَ خطِّ الكُحْلِ في جَفْنَيْهِ

تحدوهُ تسابيحُ خطوطِ الطولِ والعرضِ ..

علَتْ تكبيرةُ الوادي

وشعَّتْ في المدى جُرأةُ ( عبَّاسَ ) و ( حَفْصٍ ) و (

قصيرٍ )

فَتَلَظّى الوجدُ في ترسانةِ القلبِ

وثارَ المخزنُ الناريُّ في التلِّ

فما نسمعُ إلاَّ :

( ارِني أنظرْ إِليكْ )

( ارِني أنظرْ إِليكْ )

غرقَ المشهدُ في النشوةِ

حينَ اختلطتْ رائحةُ الليمونِ

بالبارودِ

بالأشلاءِ

بالجرأةِ

بالوَجْدِ الإلهيِّ الذي حَلَّقَ

حتّى عَرَجَ العشقُ عروجاً فادحاً

فانتصبَ الله من العرشِ لهذَا العاشقِ الداخلِ

لِلتَوِّ مدى الكينونةِ الكبرى ..

عليٌّ يا عليٌّ ..

هذهِ صوفيَّةٌ غابتْ عن ( الحلاَّجِ )

في تأويلِهِ الناريِّ للعشقِ

فَحَدِّثْ :

كيفَ أوْجزتَ المقاماتِ جميعاً

في مقامٍ واحدٍ

فارتبكَ المطلقُ إعجاباً بِهذي الحالةِ البِكْرِ ..

عليٌّ يا عليٌّ ..

سرقوا منكَ غزالاً واحداً

فانتثرتْ من دَمِكَ الغزلانُ آلافاً

وقامَ العشبُ في الوادي على ساقٍ

ودارتْ مهرجاناتُ الينابيعِ

فلا ساقيةٌ إلاَّ تَمَنَّتْ رقصةً منكَ على زغردةِ الماءِ

ولا زنبقةٌ إلاَّ تَشَهّتْكَ رحيقاً للمسرَّاتِ ..

وفي ( الخامسِ والعشرينَ من أيَّارَ )

شفَّ الغيبُ

والتمَّتْ شظاياكَ ( جنوباً ) عائداً يرفلُ في التحريرِ..

كان الشجرُ الواقفُ في السفحِ

وكانَ الزنبقُ الساهرُ في الجرحِ

وكانتْ باقةُ الغزلانِ في أيقونةِ الوادي

وكانتْ قُبَّراتُ الشوقِ في حنجرةِ الحادي ..

هُنا في موسمِ العودةِ

كانتْ تتحرَّاكَ على قارعةِ النصرِ ..

وحينَ انفتحتْ كلُّ جهاتِ الأرضِ عن وَجْهِكَ

شاهَدْنا السماواتِ

تلمُّ الصلواتِ البيضَ من محرابِ ذاكَ الوجهِ ..

شاهدناكَ طفلاً قادماً في باقةِ الألوانِ والفُرشاةِ

كيْ تصبغَ بِالفرحةِ قرميدَ البيوتاتِ

وموَّالَ الحكاياتِ ..

أضاءتْ فضَّةُ الصُبْحِ على جسمكَ

فانسابَتْ قُرى ( عامِلَ ) في مخملِ ذاكَ الضوءِ ..

راحتْ تجتني من فَمِكَ المشمشَ واللوزَ

و ( لاءاً ) حُرَّةً مفتولةَ الزَنْدَيْنِ ..

( لاءاً ) لم تزلْ مرفوعةَ الحرفَيْنِ ..

شعَّ القَمَرُ الطالعُ من جُرْحِكَ

يروي سيرةَ الجُرْحِ

ووَزَّعْتَ على الوادي

هداياكَ من الجَنَّةِ

أنهاراً .. ثماراً وعصافيرَ

فَلَمْ تبخلْ على ( بيَّارةِ ) الكَرْمِ

ولم تكسرْ لِحَقْلِ القمحِ خاطِرْ

آهِ !

يا ليتكَ وزَّعْتَ على الأُمَّةِ إيمانَكَ

كي يكتمِلَ الجوهرُ في قاعِ الضمائرْ

أيُّها الزاحفُ نحو ( القُدْسِ )

نهراً من دَمٍ يخترقُ التاريخَ ..

لا زلتَ ولا زلتَ ولا زلتَ

فتىً تنجبهُ كلُّ الحرائرْ


لفت نظر/ سأقدم في المشاركات القادمة فيديو للشاعر جاسم الصحيح

تفاحة فواحة 15-10-10 08:03 AM

يسعدني ان اضيف هذه القصيده لشاعر الاحساء جاسم الصحسح
القصيده بعنوان اسميها امي
أُسَمِّيكِ أُمِّي.. والأمومةُ موطنٌ..

بمقدارِ ما (ننمو) عليهِ لهُ (نُنْمَى) !

أُحِبُّكِ يا (أحساءُ) في كلِّ كِسْـَرةٍ

من الطينِ شَعَّتْ في يدي قَمَراً تَـماَّ

أنا ابْنُكِ فَلاَّحُ القوافـي، فطالما

طَبَعْتُ بمحراثي على قاعِها خَتْماَ

إذا انْغَلَقَتْ دونـي علـى السِّـرِّ بذرةٌ

أعارَ إِلَـيَّ الغيبُ مفتاحَهُ الفَخْماَ

نَظَمْتُ تفاعيلـي علـى شدوِ معولٍ

وتغريدِ مسحاةٍ.. فلم أخذلِ النَّظْماَ

ولم أنكسـرْ إلاَّ علـى الحبرِ خاشعاً

لأزرعَ فيهِ الوردَ أو أنزعَ اللُّغْماَ

أُحِبُّكِ يا (أحساءُ) في كلِّ نظرةٍ

إلى الحقلِ صَلَّتْ بـي إماماً ومُؤْتَـماَّ

وصدري الذي لو ضَمَّ ألفَ جميلةٍ

تَظَلُّ جذوعُ النخلِ أجملَ ما ضَماَّ

(أُسَبِّعُ) أشواطي إذا (طُفْتُ) سدرةً

وأهوي على أذيالِ تربتِها لَثْماَ

وإنْ رَكَعَتْ فأسٌ علـى صدرِ نخلةٍ

سمعتُ دعاءً هَزَّ من صدريَ العَظْماَ

أحبُّكِ حَدَّ الشِّعْرِ.. والشِّعْرُ قاتلـي..

أُحِبُّكِ.. رمياً بالقصائدِ أو رَجْـماَ !

سأودعُ في كفِّ الليالـي وصيَّـةً

وأنقشُها في وجهِ هذا المدَى وَشْماَ :

إذا مُتُّ.. و(الأحساءُ) في عِزِّ بَرْدِها..

فدُسُّوا رفاتـي في مواقدِها فَحْماَ




تُـحَدِّثُ عنكِ الشمسُ أنَّكِ أُخْتُها

حديثاً سـرى في الأُفْقِ فاكْتَسَحَ الغَيْماَ

أتيتِ إلى الدُّنيا من الأَزَلِ الأَعْمَى

أتيتِ.. وكان الدهرُ لم يبلغِ الـحُلْماَ

أتيتِ تُرَبِّينَ العصورَ ، فـكلَّما

عَبَرْتِ إلى عَصْـرٍ غَدَوْتِ لهُ أُماَّ

وأَبْدَعْتِ من جِذْعَيْنِ أَلْفَ (يراعةٍ)

و(سَبُّورَةٍ).. لم تُبدعي الرُّمحَ والسَّهْماَ



وأَلْبَسْتِ طفلَ الوقتِ ثوبَ حضارةٍ

وأَسْقَيْتِهِ شعراً وأَطْعَمْتِهِ عِلْماَ

وأطلقتِ ذاك الطفلَ في خضـرة الرُّبى

يلاعبُ نبعاً باتِّساعِ الـمُنَى حَجْماَ

عصورٌ تَلاشَتْ في الغيابِ، ولم يزلْ

حضورُكِ أعلـى من مـجرَّتِـها نَجْماَ

فها أنتِ تسترخين فوق أريكةٍ

من الـخُلْدِ في ظلِّ السكينةِ والنُّعْمَى

ولم تقطعي بين الحضاراتِ رَحْمَها

فقد عَرَفَتْكِ الأرضُ واصلةً رَحْماَ

وكم أَصْبَحَتْ تُفَّاحَةُ الصبرِ مُرَّةً

بـرُوحِكِ، لكنْ لم تـخونـي لها طَعْماَ

جَلَوْتِ لنا من أُمِّ (موسى) يقينَها

بـمَنْ أَلْهَمَ التابوتَ أنْ يعبرَ الـيَـماَّ




لَئِنْ جَفَّ صوتُ الماءِ من جَرَياَنِهِ

فلا تجرحي الينبوعَ عتباً ولا لَوْماَ

(عيونُكِ) ما جَفَّتْ ولكنْ أصابَـها
ذ
صداعٌ من الـمَسْـرَى فآثَرَتِ النَّوْماَ !

تلاشى الخريرُ العذبُ من كلِّ منبعٍ

فكيفَ سأستوحي منابعَكِ البُكْماَ

منابعُ.. حَلَّ الصمتُ فيها، فلم تَزَلْ

تقيمُ لهُ نَذْراً وتقضـي لهُ صَوْماَ

منابعُ.. قد كُنَّا نعومُ بـمائِها

إلى أنْ ظَنَنَّا - من هُوِيَّتِنا- العَوْماَ

وَقَفْتُ بـشَطَّيْ (عينِ نجمٍ) فلم أجدْ

من (العينِ) ما يكفي لأنْ يـحتوي (نجماَ)

ومِلْتُ على الأطلالِ من (أُمِّ سبعةٍ)

أسائلُها عن (سبعةٍ) فَقَدُوا (الأُمَّاَ)

جداولُ/أطفالٌ على هذهِ الرُّبَى

تَرَكْتِ لَهُمْ من بَعْدِكِ الـجَدْبَ واليُتْماَ

إذا لاحَ لـي نبعٌ من الماءِ غائرٌ

تَفَجَّرَ في جنبيَّ نبعٌ من الـحُمَّى

فأصـرخُ في وجهِ الهواءِ كأنَّني

أَبُثُّ لهُ حزناً وأشكو لهُ ظُلْماَ




ويا كُلَّ حقلٍ في ضواحي فؤادِهِ

لَعِبْنا.. وكان العُشْبُ أكبرَنا جِسْماَ !

حقولٌ نَمَتْ أخلاقُنا من ربيعِها

وضاءَتْ معانينا بإكسيرِها الأَسْمَى

حقولٌ جَمَعْناَ العُمْرَ من ضَحَواَتِـهاَ

غداةَ جَمَعْناَ التينَ والتُّوتَ والكَرْماَ



إذا الشمسُ مَدَّتْ خنجراً من أشعَّةٍ

نلوذُ بظلِّ السَّعْفِ كي نطلبَ السِّلْماَ

ويا ما تَسَلَّقْناَ إلى اللهِ سدرةً

هناكَ، وجاَوَرْنا الملائكةَ العُصْماَ

ولم تكتملْ في روحِ طفلٍ طفولةٌ

إذا لم يَسِمْ بالوردِ أعضاءَهُ وَسْماَ

وثَمَّةَ بين الطيرِ والنبعِ أُلْفَةٌ

عَرَفْناَ بـها فَنَّ المودَّةِ والرُّحْمَى

سلالتُنا تمتدُّ في كلِّ نخلةٍ..

فإنْ لم نَجِدْ خالاً وَجَدْناَ بـها عَماَّ !

وما النخلُ إلا الناسُ عِزًّا وطيبةً..

فها نحنُ نـخلٌ يلبسُ العَظْمَ واللَّحْماَ !




قد اصْفَرَّ وجهُ الوقتِ حتَّى ظَنَنْتُهُ

- حداداً على ماضيهِ- قد شَـرِبَ السُّماَّ

ومالَتْ من الشكوى حجارةُ بيتنا..

فهل يا تُراَها حُـمِّلَتْ مثلنا، الهَماَّ

وأَبْدَلَ ماءُ البئرِ حسنَ سلوكِهِ

بأرواحِنا، واستأصلَ الأَدَبَ الـجَماَّ

نمدُّ إلى الأرواحِ حبلَ دلائِنا

فتَرْتَدُّ من أعماقِها تحملُ الوَهْماَ

قد اصْفَرَّ وجهُ الوقتِ حتَّى سَمِعْتُهُ

يُـحَدِّثُ أنَّ البئرَ قد تنجبُ العُقْماَ

وقد ينضبُ النبعُ الذي يسكنُ الثَّرى

إذا نَضَبَ النبعُ الذي يسكنُ الـحُلْماَ !

قد اصْفَرَّ وجهُ الوقتِ حتَّى قَرَأْتُهُ

قراءةَ نَصٍّ بائسٍ يـحملُ الشُّؤْماَ


الساعة الآن 08:20 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية