منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1061 - ثمرة الإبتزاز - جاكلين بيرد - دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t97516.html)

redroses309 03-11-08 11:11 PM

1061 - ثمرة الإبتزاز - جاكلين بيرد - دار النحاس ( كاملة )
 
السلام عليكم

كيفكم يا جماعة ؟

أنا راح أبتدي أكتب راوية

ثمرة الابتزاز ... لـ جاكلين بيرد

أنا ما شفتها في المنتدى ، بس إذا موجودة عطوني خبر

***************

و هذا الملخص..

في سبيل الصداقة الحقة ، وافقت باريسا على المساعدة في إستعادة مظروف الصور ، و لكن عندما وجدت نفسها تسطو على شقة فخمة في حي "ماي فير" أدركت فجأة فداحة العمل الذي قامت به ، و لكن بعد فولت الأوان.
بعد أن ضبطت بالجرم المشهود ، و جدت باريسا نفسها في مواجهة الرجل الذي يبتز صديقتها المقربة. لقد كان لوك دي ماغي ينوي المساومة على الصور لأنه الآن في وضع يسمح له بالمطالبة بأمور لم يكن يستطيع الحصول عليها منذ عشر سنوات خلت . لقد أراد لوك أن تكون باريسا تحت سيطرته .

منتديات ليلاس
*******

السيدة ملعقة 04-11-08 11:00 AM

كملي بليييييييييييييييييييييز

redroses309 04-11-08 12:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيدة ملعقة (المشاركة 1715201)
كملي بليييييييييييييييييييييز


هلا و غلا :flowers2:

و إنشاء الله راح أكملها و بنزل اليوم الفصل الأول
و أتمنى أشوف شوية تفاعل .

redroses309 04-11-08 12:22 PM


هل كان لديها أي خيارآخر؟


"و ماذا يتوجب علي أن أفعل بالضبط؟" قالت محاولة المماطلة و تابعت : "أحضر حفلة واحدة فقط ، هذا كل ما في الأمر." قالت ذلك بطريقة توحي بأنها تفكر جديا بعرضه .
قال ساخرا: "أجل لكن حاولي أن تكوني لطيفة معي ، و تصرفي و كأننا خطيبان."
قالت باريسا التي كانت تنوي صفع هذا الرجل المتعجرف: "و لكنني لست بارعة في التمثيل."
"سوف أعلمك."

***************

الفصل الأول


مال جسد باريسا الممشوق بخفة عبر شباك الحمام محاولة إدخال قدميها قبل جسدها ، فارتطم بطنها المسطح برف الشباك بينما كانت تتسلل إلى الحمام ، أو لنقل إلى أرض الأمان .
تبا! كم تضايقت و لعنت حظها عندما بدأ الماء يتسرب من أحد القساطل. لقد أقسمت بأن تقتل صديقتها مويا إذا ما استطاعت أن تسحب قدمها من كرسي الحمام و جسدها من هذا المأزق و الخروج سالمة.
لا بد أنها كانت معتوهة عندما وافقت على خطة مويا السخيفة للسطو على شقة تقع في الطابق الثالث و في وسط منطقة "ماي فير". ما همها أن تكون صديقتها تتعرض للابتزاز؟ لقد كان على صديقتها الحمقاء أن تملك حسا أكبر بالمسؤولية بدل أن تقف أمام عدسة كاميرا أحد الإيطاليين على الشاطئ جنوبي فرنسا ، و تتصور هناك بمفردها.
عندما أعلنت خطوبة مويا في صحيفة "التايمز" لابن أحد القضاة البارزين الذي كان أخوه رجل دين ، لا أكثر ، بدأ هذا المحتال الإيطالي بالاتصال بصديقتها مطالبا بالمال ثمنا للصور.
و بتنهيدة فرج ، شعرت باريسا أخيرا أن قدميها قد لامستا أرض الحمام ، فاطمأنت لأنها قد دخلت الشقة و وقفت بهدوء لتكييف نظرها مع الظلام و لاسترجاع قواها الخائرة.
بالأمس ، و في صبيحة أحد أيام شباط (فبراير) ذات الضوء الرمادي و الطقس البارد ، بدا لها المخطط سهلا.
و قد حضرت مويا هذا الصباح للقاء ذاك الإيطالي في محاولة منها لاسترجاع الصور. و تولت مهمة فتح شباك الحمام ، و من حسن الحظ أن الرجل لم يلاحظ أن شباك الحمام ، مفتوح قبل ترك منزله و التوجه إلى عمله. و بما أنه مدير أحد المطاعم في لندن و يعمل حتى ساعة متأخرة من الليل ، لم يكن هناك أي شك في غيابه عن المنزل ليلة الجمعة.
حتى الآن يسير كل شي حسب المخطط ، فكل ما على باريسا أن تفعله هو السير عبر البهو في إتجاه غرفة الجلوس ، و حسب كلام مويا فإن صورها موجودة داخل جارور مقفل في طاولة ذات سطح مغطى بالجلد. لفد راقبت مويا ذاك الصباح الرجل و هو يضع الصور في ذلك المكان ، في الوقت الذي كانت تعده بخوف بأنها سوف تدفع له المال في اليوم التالي. الساعة الآن العاشرة ليلا و الظلام دامس في الخارج و كل شيء يسير على ما يرام. و لكن باريسا تعيش حالة من القلق.
حتى هذه الساعة لا يزال المكان خاويا ، قالت ذلك في محاولة منها لطمأنة نفسها بعد أن تكيف نظرها مع الظلام ، و استطاعت تمييز إطار الباب عن غيره فتقدمت في إتجاهه ، و لكنها ما لبثت أن تسمرت في مكانها.
لقد تسرب بعض الضوء إلى الحمام من أحد الأبواب المفتوحة بشكل جزئي و هو الباب الذي كانت تنوي التوجه نحوه ، و هنا عادت باريسا لتلعن حظها بعد ما سمعت بوضوح أصوات بعض الأشخاص. و بقلب ملأه الرعب كتمت نفسها وراء الباب المفتوح نصف فتحة. على الحائط المقابل لها شاهدت مرآة استطاعت أن ترى فيهما صورة رجل يدير لها ظهره و إلى جانبه إمرأة واقفة ممدودة اليدين، و لوهلة شعرت باريسا أن وجه هذه المرأة مألوف لديها. لقد كانت مارغوت ماي و هي إمرأة ذات رأس صغير و شعر أحمر و مشهورة ، إن لم تكن مشهورة ، فهي على الأقل فنانة محلية.
تبا! ما هذا المأزق. لقد جف ريق باريسا من الخوف ، كانت واثقة أنه سيتم افتضاح أمرها في أية لحظة ، و لهذا لم تنبس ببنت شفة و لم تحرك ساكنا.
"أؤكد لك يا مارغوت أني كنت أنوي الإتصال بك يوم غد ، أما اليوم فلقد كان لدي عمل و علي الألتزام به."
لقد سبب هذا الصوت العميق ذو اللكنة الخفيفة ، الرعب في نفس باريسا . إذن هذا هو "الحقير النذل الصغير." كما تسميه صديقتها. لقد لاحظت باريسا أن صديقتها مويا أخطأت الوصف عندما سمت هذا الرجل "بالصغير" ، فحسب إعتقادها ، لم يكن هناك أي شيء صغير في هذا الرجل ، فقد كان عريض المنكبين و طوله يزيد عن 190 سم. أما بالنسبة لوجوده في المنزل ، فإنه لم يغادره و لم يذهب إلى عمله ، بل كان موجودا في الغرفة.
"لوك ، عزيزي ، لا تغضب مني." ثم لفت يديها الممشوقتين حول كرسي ، و تابعت: "لم استطع أن أتحمل بعدك عني ، فقد مر وقت طويل لم أرك فيه."
في هذه اللحظات شعرت باريسا بأن الدم يكاد ينفر من وجنتيها ، فإسم لوك ليس غريبا عليها ، لا بد و أنها سمعت بهذا الإسم من قبل. و لكن من غير المعقول أن يكون هو.
فأحنت رأسها محاولة استبعاد الفكرة و شعرت بأن العرق يتصبب على حاجبيها من تحت قبعتها السوداء السميكة. لقد كان عليها الخروج من هذا المكان و بسرعة. في هذا الوقت ، دهشت عندما رأت الرجل يبتعد و يتراجع إلى الوراء.
"ليس الليلة يا مارغوت ، لقد أخبرتك بأني مشغول ، سوف أراك لاحقا في منزلك."
"و لكن يا لوك..."
"لا."
كم أشفقت باريسا على حال هذه المرأة ، التي تغيرت تقاسيم وجهها من الجمال إلى الغضب لتصرف هذا الرجل الأرعن الذي رفض مرافقتها. و لكنه عاد ليخفي تصرفه الأرعن خلف قناع متمثل بابتسامة مصطنعة.
قالت المرأة بصوت مبحوح: "لقد تم رفضي من سيد الأناقة شخصيا! لماذا يا لوك؟ أنت تعرف أني لم أرك منذ زمن طويل."
في هذه الأثناء حاولت باريسا أن تكتم تنهيدة الإحتقار و لكنها لم تستطع ، "سيد الأناقة" يا لها من نكتة! كان الأجدر به أن يسمى "سيد الغرور" فهذا الإسم يناسبه أكثر. ألم تستطع هذه المرأة كم أن هذا الرجل مغفل؟
"ربما ، و لكن ليس الآن ، سوف أقضي معك بعض الوقت يوم غد ، أعدك بذلك ، أما الآن فعليك الرحيل."
"هل هذا يعني أنك أعدت التفكير في الأمر و أنك سوف تصطحبني معك إلى إيطاليا في الأسبوع المقبل لحضور حفلة والدتك؟ لقد مضى على صداقتنا أكثر من سنة ، كانت سنة رائعة فعلا." ثم تنهدت بغصة.
كانت باريسا على وشك أن تنفجر من كلام هذه المرأة ، ألا تملك هذه المخلوقة أي حس بالكبرياء؟
"مارغوت ، فلنتكلم بصراحة ، لا أجد طريقة لأقدمك بها إلى أمي و أنت تعرفين ذلك ، لقد كانت صداقاتك كثيرة و علنية." ثم ضحك و تابع كلامه: "إن كل إيطاليا ، بما فيها أمي رأت صورتك و أنت تجلسين إلى الطاولة في أحد أفخم مطاعم روما و برفقة أحد أعضاء الحكومة."
قالت المرأة بمرارة كبيرة: "أتعني أني جيدة في الصداقة فقط ، و ليس الزواج؟"
"كوني واقعية ، لقد كنا قد حضرنا مشاريع ممتازة ، أنا و أنت فقط." ثم وضع الرجل يده على كتفها محاولا مراضاتها و تابع: " لا تفسدي الأمر بمزيد من الأسئلة ، أما الآن فعليك حقا أن ترحلي. و بالمناسبة، كيف عرفت مكاني؟" ثم بدأ صوته يخفت ، فشعرت باريسا ببعض الارتياح عندما لاحظت أنه يرافق المرأة في إتجاه باب الغرفة. و لكنها عادت للتفكير في صوت هذا الرجل المألوف.
"لقد عرفت بوصولك من الصحف ، كما عرفت أنك اشتريت المطعم ، و هكذا ، عندما لم أجدك في مكانك المعتاد ، اتصلت بالمطعم و أعطوني عنوان ال..."
و هنا لم تعد باريسا تسمع أي صوت ما عدا صوت دمها الذي كان يغلي من الغضب. لا بد أن هذا الشرير قد ابتز العديد من النساء ، فاستطاع بذلك شراء أكبر مطعم خاص في لندن ، ثم سمعت صوت إغلاق الباب ، و من بعده سمعت صوت إغلاق الباب مرة ثانية ، فعرفت أنهما قد رحلا.
و بحذر شديد مسحت كفيها المعرورقتين بجانبيها فامتص الفستان الأسود الضيق بعض الرطوبة. لقد أصبحت على وشك إتمام المهمة كما تعتقد ، فتنفست الصعداء في الوقت الذي كانت تعود فيه دقات قلبها إلى سرعتها الطبيعية تقريبا ، ثم خرجت بخفة و حذر شديدين من الحمام إلى البهو.
لقد تحولت الإثارة التي كانت تعتريها بينما كانت تتسلق درج الحرائق الخلفي إلى خوف مشوب بحالة من الذعر. لا بد أنها كانت مجنونة ، لأنها قبلت بهكذا مهمة. و لكنها ، و بعزم كبير استطاعت عبور البهو و فتحت الباب و ما لبثت أن وجدت نفسها في غرفة مظلمة. لم تجرؤ على إضاءة النور ، بل سحبت بحذر شديد مصباحا كهربائيا من الكيس المعلق بحزامها الجلدي العريض الذي كان يطوق خصرها ، ثم اضاءته.
إذن هذا هو المكتب ، و تقدمت في إتجاهه. سحبت الجارور الأول فكان مقفلا ، و مرة ثانية عادت لتبعثر في محتويات كيسها فوجدت سكينا ، فارتسمت على شفتيها ابتسامة صغيرة ، و فكرت بالموقف الذي ستكون فيه إذا ما ضبطتها الشرطة في هكذا وضع.
انحنت باريسا فوق طاولة المكتب و أدخلت السكين بين القفل و الخشب و حاولت سحب الجارور إلى الخارج ، فلم تنجح في ذلك. إن الأمر يبدو أكثر سهولة في الأفلام السنيمائية ، قالت في نفسها بغيظ شديد. انحنت مرة ثانية و لكزت ذاك القفل العنيد ، فتشقق الخشب و نجحت في فتح الجارور.
و أخيرا عثرت على الصور ، فاخرجتها من مظروفها سريعا ، و مررت الضوء فوقها ، أجل إنها صور مويا. و لو أن مويا تريد الزواج من أي شخص ينتمي إلى أي عائلة أخرى ، لما كانت هذه الصور سببت لها أي إحراج. فابتسمت باريسا ابتسامة رضى و أعلنت انتهاء المهمة. و عندما استدارت و حاولت المشي اصطدمت بشء ضخم.
"لقد أمسكتك."
لم تعرف باريسا بما اصطدمت ، و قبل أن تصرخ امتدت ذراع قوية العضلات و التقطتها من خصرها و اسقطتها أرضا. فتحت باريسا فمها محاولة الصراخ ، فما كان من مهاجمها إلا أن هوى بثقله فوق ظهرها فمنع الهواء من دخول رئتيها مما سبب عجزها عن الصراخ ، صعقت باريسا لهول المفاجأة ، فتجمدت و لم تحاول الهرب ، و مع شعورها بدوار أيقنت أنها ممدة أرضا على بطنها ، و احست بثقل طن يجثم فوقها. كان رسغاها مثبتين فوق رأسها ، و رأت ذراعا مرفوعة تنوي ضربها.
قالت باريسا صارخة بعد أن استعادت صوتها: "انهض من فوقي أيها المتوحش الضخم و إلا استدعيت الشرطة."
لقد كانت غاضبة لدرجة أنها لم تلاحظ سذاجة ملاحظتها.
و بعد الارهاق الذي حصل لها من ثقل وزنه ، لم تعد في وضع يسمح لها بالمقاومة. و لكنها فعلت كل ما في مقدورها للتخلص من الجسد الذي كان يجثم فوق ظهرها.
أما اليد التي كانت تعتقد أنها تحاول ضربها ، فقد رفعت القبعة السوداء عن شعرها الذهبي على كتفيها ، ثم عادت و أمسكتها من ذقنها.
"حسنا ، حسنا ، أنظروا ماذا لدينا."
لقد بدا صوته كصوت ممثل كومبارس من فيلم من الدرجة الثانية حسب وصف باريسا. و لكنها عادت و فقدت حسها المرح بعد أن تذكرت موقفها الحرج.
لقد كانت ساقاه الثقيلتان تغطان على خصرها ، و كان منحنيا فوقها في الوقت الذي كانت يده الأخرى ممسكة برسغيها. باختصار ، كانت عاجزة عن الحركة ، شعرت باريسا بزفير الرجل يلفح وجهها ، و على ضوء المصباح الكهربائي الخافت الملقى على الأرض بقربها ، استطاعت رؤية وجهه للمرة الأولى.
قالت بصوت متهدج: "هذا أنت! لقد كان يتوجب علي معرفة ذلك." كان يبدو أكبر سنا منها ، و كان شكل حاجبيه و تقاسيم وجهه و عينيه السوداوين يوحي بالقسوة.
"لقد تعادلنا يا باريسا."
حدقت باريسا بالرجل و شعرت و كأنها منومة مغناطيسيا في الوقت الذي بدأ رأسها بالدوار و شعرت بأنها سوف تموت إذا لم يسمح للهواء بأن يدخل رئتيها.
في هذه اللحظات لمع ضوء قوي على وجهها ، فاستدارت برأسها ، فرأت ساقين انثويتين ممشوقتين.
"عزيزي لوك ، ماذا حصل؟"
"تينا ، لقد وصلت!" قال الرجل ذلك بصوت بدا عميقا و مشوشا بالنسبة لباريسا المنهكة.
"من الواضح أني وصلت في وقت غير مناسب." ثم ضحكت تينا بصوت مصدوم: "باريسا بلمونت ، لم أكن أتصور أنكما بقيتما على اتصال بعد كل هذا الزمن! و لكني سعيدة لذلك ، لطالما اعتقدت أنكما تشكلان ثنائيا رائعا."
نظرت باريسا الممدة إلى تينا برانكو و هي فتاة كانت زميلة لها في نفس المدرسة الداخلية التي كانت تدرس فيها ، فما كان من باريسا إلا أن بادرتها بالقول: "مساء الخير تينا." كم شعرت باريسا بالحماقة لتفوهها بهذه التحية. يالها من غبية. لقد كان الموقف يشبه المسرحيات الهزلية الفرنسية.
أغمضت باريسا عينيها و حاولت طمأنة نفسها بأن ما يحدث هو مجرد كابوس ، من المؤكد أنه كذلك ، إلا أن وزن الرجل الذي كان يضع ثقله فوقها ، حقيقة مؤكدة غير قابلة للشك. و فجأة عادت و فتحت عينيها ، فهي لم تكن مخطئة في تحليلها لأن قوته لا تزال تضغط عل معدتها.
صرخت باريسا بشراسة و هي محمرة الوجه من الخجل: "دعني أنهض."
في هذا الوقت استدرك الرجل حراجة الموقف الذي كان فيه و وقف منتصبا على قدميه ثم مد يده لمساعدة باريسا على الوقوف ، و من دون أن يترك يدها استدار ببطء لمواجهة تينا.
"أنا آسف لما حصل يا ابنة العم ، و لكنك كنت قد وعدتني بالحظور قبل هذا الوقت."
"هذا صحيح ، و لكن كان جينو قد طلب أن نتناول طعام العشاء أولا ، كما أننا لم نكن نعرف أن شقتك بعيدة عن المطعم. إنه في انتظاري الآن في سيارة الأجرة ، فنحن مسافران هذه الليلة إلى إيطاليا." ثم رفعت الحقيبة السوداء التي كانت تحملها و تابعت: "إن كل الأوراق التي طلبتها موجودة هنا. و الآن علي الانصراف."
ثم نظرت إلى باريسا و ابتسمت ابتسامة عذبة و قالت: "لقد سررت برؤيتك ثانية ، أنا آسفة ، لا وقت لدي الآن للمسامرة ، و لا تنسي أن تحضري الحفلة يوم الثلاثاء ، فوالدة لوك ستكون سعيدة بالتعرف إليك ، إلى اللقاء." ثم رحلت.
بعد ذلك عم الهدوء المكان ، فحاولت باريسا أن تفلت يدها من يد لوك ، لكنه أحكم قبضته على يدها ، و دون أن ينطق بأية كلمة ، جرها عبر الغرفة إلى أريكة كبيرة و رماها عليها.
"اجلسي."
لم يكن أمام باريسا أي خيار آخر سوى إطاعة الأوامر ، و بعصبية كبيرة شدت أصابعها المتشنجة. لو كان لباريسا أدنى شك في أن الرجل الذي تورطت مويا معه هو لوكا دي ماغي المسمى ب"لوك" من قبل اصدقائه... لما اقتربت من منزله أكثر من ميل. لقد ألتقت بالرجل مرة واحدة عندما كانت مراهقة تبلغ من العمر أربعة عشر عاما ، و كم تمنت أن لا تراه ثانية.
"إذن ، باريسا بلمونت ، أم علي تسميتك باريسا هاردكورت بلمونت؟" لقد كادت هذه السخرية أن تمزق أعصاب باريسا المضطربة و تابع: "ها نحن نلتقي ثانية ، ومن الواضح أن كل هذا الزمن لم يعلمك بعض التعقل ، ربما يجدر بك أن تفسري لي ما كنت تقومين به ، فلقد دخلت إلى الشقة بالكسر و الخلع ، و ها أنت متلبسة بالسرقة."
كان يروح و يجيء بالقرب منها ، و لأول مرة في تلك الأمسية استطاعت أن تنظر إليه نظرة متفحصة ، فشعرت بنوع من العجز يسيطر عليها في الوقت الذي كانت تحدق به. كان ضخم الجثة ، أنيقا ، و كانت سترته الداكنة تظهر كتفيه العريضتين ، و كان قميصه الأبيض الحريري مفتوحا عند العنق. كما كان قويا و طويل القامة. و عندما ألتقت عينا باريسا الزرقاوان بعينيه ، شعرت بمدى حنقه.
"إذا كنت متعطشة لهذة الدرجة إلى المال ، فبإمكان إمرأة جميلة مثلك أن تلجأ إلى الأساليب النسائية القديمة ، مثلا قبل اللجوء إلى السرقة." قال ذلك بشكل تهكمي.
ابتلعت باريسا ريقها و نظرت إلى البعيد ، فاصطدم نظرها بمظروف الصور الملقى على السجادة ، الأمر الذي ذكرها بسبب وقوعها في مثل هذا المأزق ، ثم استوت في جلستها و رفعت رأسها و حدقت بوجه خصمها الفظ.
"إن المال ليس سبب وجودي هنا ، فتلك لعبتك و ليست لعبتي يا لوك، و لكنك أسأت الاختيار عندما اخترت مويا لابتزازها ، فهي صديقتي." بعد ذلك لم تحاول باريسا أن تخفي الاستهزاء الذي ظهر في عينيها الزرقاوين ، فهي لم تقم بأي عمل خارج عن القانون بعكس هذا الرجل ، ثم تابعت كلامها: "أما بالنسبة للكسر و الخلع..."
قال بهدوء شديد و كأنه يحدث نفسه: "لقد تركت الباب مفتوحا لبرهة." فشعرت باريسا بنظرة مدققة تغلف عينيه السوداوين ، في الوقت الذي كان يحدق فيه في أرجاء الغرفة و تابع: "و هكذا دخلت." ثم إتجه صوب طاولة المكتب و فتح الجارور ، بعدئذ رأى الصور على الأرض فانحنى و التقطها.
لم تكن باريسا مضطرة لتصحيح معلوماته و لم تكن مضطرة لإخباره بأنها شاهدته مع إحداهن ، فراقبته و هو يقلب الصور و الابتسامة المصطنعة ترتسم على فمه ، بعد ذلك استدار نحوها و قال مستفسرا: "لقد أتيت من أجل هذه الصور إذن."
لقد صار يعرف الآن السبب الحقيقي لوجودها في منزله. فأجابته: "بالطبع." ثم نهضت على قدميها و توجهت نحوه بشجاعة كبيرة و أضافت قائلة: "أما بالنسبة لدفع المال ثمنا لهذه الصور ، فأرجو أن لا تحلم بذلك." مدت باريسا يدها و التقطت أحد طرفي المظروف ، فما كان من لوك إلا أن أحكم قبضته على رسغها ثم أجبرها على ترك الصور.
"ليس بهذه السرعة يا باريسا ، اتعتقدين بأنني كنت أبتز صديقتك؟" ثم هز المظروف بالقرب منها و تابع: "لهذا السبب إذن قررت السطو على الشقة و سرقة الدليل. هل أنا مخطئ في تقديري؟"
"لا تحاول أن تلعب معي دور البريء يا لوك دي ماغي ، لأنني أعرف كل ألاعيبك ، فلكي تحصل على مدخول إضافي زيادة على مدخول المطعم ، تلجأ إلى أبتزاز بعض الشابات المسكينات." ثم ابتسمت مستهزئة.
"المطعم؟ إذن أنت تعرفين بأمره؟"
ما قصة هذا الرجل؟ و هل يحاول حقا أن يستغبيها من وراء هذه الأسئلة؟ فكرت باريسا قليلا، ثم قالت محاولة استدراجه: " أما أن تعطيني هذه الصور أو أستدعي الشرطة."
كان لطريقة لمسه لرسغها ، و قرب جثته الضخمة منها تأثيرا كبيرا على أعصابها المنهكة. لقد كان عليها أن تخرج من هذا المكان و بسرعة ، فبعيدا عن كل ما يجري ، لم يكن لباريسا أية ثقة بمويا الخائفة ، الأمر الذي قد يسبب نفاذ صبرها فتقود سيارتها و ترحل إذا ما تأخرت باريسا أكثر من ذلك.
و هنا ، خرق صوت لوك الصمت الذي خيم على المكان ، فقال: "سوف تستدعين الشرطة يا باريسا؟ أنت تدهشينني ، فلطالمااعتقدتك أذكى من ذلك."
قالت باريسا بصوت عال: "ان الأبتزاز جريمة كبرى."
"و لكن ياعزيزتي باريسا ، قبل أن تصل الشرطة إلى المكان أكون قد أحرقت الدليل ، و كل ما ستجده الشرطة هو إمرأة شابة متلبسة بالسرقة." ثم نظر إليها نظرة متفحصة من أعلى شعرها إلى أخمص قدميها و هو يبتسم بطريقة مثيرة.
فجأة ، فكرت باريسا بالمنظر الذي تبدو عليه ، ففستانها الأسود كان ضيقا ، و بطريقة دفاعية شبكت يديها ببعضهما لعجزها عن مواجهته بالكلام. إذا ما أحرق الصور تكون مشكلة مويا قد حلت ، و لكن بالمقابل تكون مشكلتها هي قد بدأت.
"نعم يا صغيرتي." ثم أخذ يتأمل ملامح وجهها الجميل الذي بدأ يتبدل من الخوف ، و أردف قائلا: "بدل الصور سيشاهدونك أنت و سيشاهدون سكينك و قفل جارور طاولة مكتبي المكسور. و بإضافة رزمة من المال إلى الموقف ، استطيع أن أضمن لك حكما طويل الأمد تقضينه في السجن."
بدا مخططه قريبا جدا إلى المنطق ، فلاحظت باريسا بقلب خافق من الخوف ، و ثقة بالنفس في طور التلاشي ، أنها لا تستطيع أن تفعل أي شيء. نظرت إلى الأعلى في إتجاه عينيه السوداوين الباردتين و فكرت بخوف بما قد يحصل لها.
"و لكن سوف أعقد معك صفقة ، فإذا وافقت عليها استطيع أن أضمن لك أن الصور و الأفلام سوف تصل إلى صديقتك في القريب العاجل و بسرعة تامة."
"صفقة؟" لم تكن باريسا تثق به ، فكيف يمكن أن تثق بشخص مثل دي ماغي؟ إنه محتال. و لكن كان عليها أن تصغي إليه. قالت مستفسرة: "و ما نوع الصفقة؟"
محاولة التظاهر بأنها مازالت تتحكم بأعصابها.
مشى لوك بتمهل عبر الغرفة ، و وضع الصور على خزانة أدوات المائدة ، ثم التقط زجاجة من عصير الأناناس كانت موضوعة على صينية فضية و سكب بعضا منها في كأس كريستالية و خاطبها قائلا:
"أتشاركينني بكأس من العصير؟" ثم أدار رأسه في إتجاهها و تابع: "أترغبين في بعض الأناناس ، أو لعلك تفضلين مزيجا من عصير الليمون و البرتقال ، تبدين مصدومة قليلا."
ان كلمة "مصدومة" لا تفي بالغرض لوصف مشاعر باريسا ، كما أنه لم يكن هناك أي مجال لتشارك شخصا مثله الشراب.
"لا أريد شيئا ، أشكرك. أدخل في صلب الموضوع فقط."
قال ساخرا: "إنك عديمة الصبر." و ببضع خطوات استطاع أن يعبر الغرفة من أولها إلى آخرها و جلس على الكرسي المواجه لها.
أخذ رشفة من شرابه ، ثم ركز بصره عليها و كأنه يحاول أن يستخلص فكرة ما ، ثم قال: "حسنا باريسا ، إن الأمر سهل جدا ، فكما قالت تينا عندما خاطبتنا بفظاظة ، علي السفر لحضور حفلة والدتي يوم الثلاثاء المقبل."
قالت بسخرية: "استغرب أن لأمثالك أمهات."
"يا لك من فظة يا باريسا."
"حسنا ، أدخل في صلب الموضوع."
"ان أمي في السبعين من العمر ، و للأسف فإن صحتها ليست على ما يرام ، أما أغلى أمنياتها فهي أن تراني متزوجا ، إلا إني لا أنوي التورط في مثل هذه الأمور. و لكن ، لكي أريح بال والدتي لا أمانع في التظاهر بذلك ، و هنا يأتي دورك."
نظرت باريسا إليه بارتياب ، فالفكرة لم ترق لها ، ثم ركزت بصرها على وجهه. لقد كان رجلا وسيما جدا ، ذا شعر أسود كثيف يتدلى على شكل موجات على جبهته العريضة ، و كانت عيناه مفتوحتين نصف فتحة و كأنهما تحاولان أن تخفيا تعابير وجهه. أما فمه فقد كان جميلا ، و ذقنه رباعي الشكل بالنسبة لأنفه ، فقد كان من النوع الروماني المثالي مما منحه نوعا من الوسامة الكلاسيكية.
سألت بقلق شديد: "و كيف ذلك؟"
"تسافرين معي إلى إيطاليا و تتظاهرين بأنك خطيبتي لمدة يومين فقط ، و بالمقابل تحصل صديقتك على الصور.
منتديات ليلاس
أعتقد أن والدتي سوف تفرح كثيرا إذا ما تأكدت أن "ليدي" إنكليزية سوف تصبح كنتها ، و بذلك أكون قد أرحت نفسي لبعض الوقت."
لقد سبق لباريسا أن رأت كل ما حدث هذه الليلة ، فقد شاهدت إحدى المعجبات به و هي تتوسل إليه أن يصطحبها معه ، و شاهدته و هو يخذلها برعونة. أما هي فأنها لم تعتد على استعمال لقبها "ليدي" على الدوام ، فقد كانت تستخدمه عندما تبغي لفت نظر الآخرين فقط.
إن السؤال المطروح هنا هو ، هل تستطيع باريسا أن تحتمل رفقة هذا الرجل لمدة يومين كاملين؟ و لكن في الوقت الحاضر ، و بما أنها رهينة بين يديه ، هل هناك خيار آخر؟
قالت محاولة المماطلة: "و ماذا يتوجب علي أن أفعل بالضبط؟"
وضع لوك كأسه على طاولة قريبة ثم نهض و وقف قربها ، فرفعت رأسها و قالت: "أاحضر حفلة واحدة فقط؟ هذا كل ما في الأمر؟" قالت ذلك بطريقة توحي بأنها تفكر جديا بعرضه.
"أجل ، و لكن حاولي أن تكوني لطيفة معي ، و تصرفي بطريقة تجعلها تعتقد و كأننا مخطوبان لبعضنا البعض."
و قبل أن ترد عليه ، جذبها و أمسك يديها ، و لكنها أبقت يديها مسمرتين إلى جسدها.
قالت باريسا التي كانت تنوي صفعه و لكنها لم تستطع لعجزها عن الحركة: "و لكني لست بارعة في التمثيل."
قال ساخرا مستمتعا بالغضب الذي يظهرعلى وجهها: "سوف أعلمك."
قالت غاضبة: "ماذا؟ أيها القاسي المتعجرف." بعد ذلك لم تعد باريسا تشعر بأي شيء ، فحاولت أن تفلت من بين يديه ، و لكنها لم تفلح.
رفعت باريسا رأسها و حدقت به ، فوجدته يبتسم ابتسامة تهكمية باردة ، و كأن شيئا لم يحدث. لقد أحتقرته ، ثم عادت و أحتقرت نفسها لأنها لم تستطع التغلب عليه و تحرير يديها من بين يديه.
عادت باريسا و فكرت في الموضوع ، فصممت على عدم مرافقته إلى إيطاليا. أما بالنسبة لمويا فعليها أن تحل مشاكلها بنفسها ، و هنا بدأت تركز تفكيرها على كيفية الخروج من هذه الشقة هربا من هذا الرجل.
"لا تنصدمي يا حلوتي إلى هذه الدرجة ، فلن تكوني مضطرة لتمثيل هذا الدور على الدوام."
قالت باريسا بهدوء: "حسنا ، لا بأس." كانت ساقاها ترتجفان ، و كان عقلها يفكر بطريقة ما للهرب ، و يبدو أنها عرفت أخيرا هذه الطريقة.
"أعتقد أني سأشرب كأس العصير الذي عرضته علي منذ قليل، ثم نتابع مناقشة التفاصيل ، و لكن قبل ذلك علي أن أذهب إلى الحمام."
"أحسنت التصرف ، لقد كنت مقتنعا بأنك سوف تقبلين ما عرضته عليك ، فالأمر ذو نفع متبادل." ثم ابتسم.
تصنعت باريسا ابتسامة ردت بها على ابتسامته ، ثم استدارت و كادت أن تخطئ عندما حاولت الولوج مباشرة إلى الحمام ، إلا أنها استدركت الأمر و سألته ببراءة زائفة: "أين الحمام؟"
"مباشرة عبر البهو ، سوف أدلك." فوضع يده في جيبه و رافقها في إتجاه البهو و أشار بيده الأخرى إلى الحمام.
"سوف أحضر نوعا آخر من الشراب احتفالا بصفقتنا."
قال ذلك برفق و هو واثق من أن وجوده في البهو سيمنع باريسا من الوصول إلى الباب الخارجي.
خلال لحظات قليلة ، كانت باريسا قد دخلت الحمام و خرجت من الشباك و منه إلى درج الحرائق الخلفي. ثم تنفست الصعداء عندما رأت سيارة مويا الفيات الزرقاء لا تزال متوقفة في مكانها . فركضت في إتجاه السيارة و فتحت بابها و صعدت إليها .
"هيا ، انطلقي بسرعة."
سألت مويا بقلق شديد: "هل حصلت عليها؟"
"هيا ، هيا يا مويا ، أسرعي." و انطلقت السيارة.
بعد نصف ساعة تقريبا كانت باريسا جالسة على أريكة مريحة في شقة مويا في منطقة "كنسينغتون" و بيدها فنجان قهوة محاولة الاسترخاء.
"أرجوك يا باريسا لا تدعيني قلقة ، فأنا لا أحتمل ذلك. هل حصلت على الصور؟"
نظرت باريسا إلى صديقتها الجالسة أمامها . كانت مويا متوسطة الطول ، ذات شعر كستنائي طويل و عينين بنيتين واسعتين ، و شخصية قريبة من مارلين مونرو. كانت تجلس على طرف الكرسي و الحزن الشديد باد على وجهها الجميل و ظلال الأسى ظاهرة في عينيها ، لقد بدت مهمومة جدا.
"أنا آسفة يا مويا ، لقد فشلت المهمة."
"و لكن كيف ذلك ، فكل ما كان عليك أن تقومي به هو تسلق البناء و إحضار الصور ، إنك رياضية." ثم بدأت بالبكاء: "لقد كنت أملي الأخير."
"كنت قد حصلت عليها ، و لكن لسوء الحظ أن معلوماتك لم تكن صحيحة لأن المكان لم يكن خاليا . لقد كان صديقك الإيطالي موجودا في الشقة ، و بالمناسبة ، لو كنت مكانك لما سميت الرجل "بالصغير" ، لقد أوقعني أرضا من دون أي صعوبة."
"آه ، حقا!"
"هذا ما حصل بالضبط ، إن كل ما تبقى لك هو الرجاء يا صديقتي . لم يعد في إمكاني أن أفعل أي شيء بهذا الخصوص ، لقد كنت مجنونة عندما وافقت على خطتك منذ البداية . و كيف أخبرتني أن اسم الرجل لويجي؟ إن اسمه لوكا دي ماغي ، و لو أني كنت أعرف ذلك لما كنت اقتربت من شقته أكثر من عشرة أميال."
أجابت مويا و نبرة الألم ظاهرة في صوتها: "لويجي ، لوكا ، ما الفرق في ذلك؟ حتى أنك لم تخبريني ما الذي حصل بالضبط ، لا بد و أنه قال شيئا ما."
ببضع جمل مختصرة ، وصفت باريسا لصديقتها أهم الأحداث التي صادفتها أثناء مهمتها ، دون أن تتطرق إلى الجزء الذي يختص بالمرأة الأخرى.
"على كل حال ، لقد رماني على السجادة و تصورت لبرهة أنه سوف يقتلني ، و في هذه اللحظة دخلت تلك المرأة . أتذكرين تينا برانكو؟"
"أهي تلك الفتاة الإيطالية التي كانت معنا في نفس المدرسة و كنا نعتقد أن عائلتها تنتمي إلى عصابات المافيا؟ و لكن ما الذي ذكرك بها الآن ، ان مستقبلي في خطر و انت..."
فقاطعتها باريسا و قالت: "إنها ابنة عمه ، لقد تعرفت علي و اعتقدت أننا أصدقاء . و يبدو أن والدته سوف تقيم حفلة في الأسبوع المقبل ، و قد عرض علي أن أرافقه إلى إيطاليا و أتصرف على أني خطيبته فيعطيني الصور مقابل ذلك."
"حسنا ، رافقيه يا باريسا ، أرجوك ، إن مستقبلي كله على المحك ، وعليك مساعدتي ، فأنا لا أستطيع تحمل خسارة سيمون ، و أنا متأكدة من أني سأفقده إذا ما تم نشر تلك الصور."
"كلا يا مويا ، أنا مستعدة لأن أفعل لك أي شيء ، و لكني لست على استعداد للذهاب إلى أي مكان مع دي ماغي. صراحة ، أنا لا أفهم كيف تورطت مع انسان مثله ، أن أفضل حل أمامك الآن هو أن تخبري سيمون بكل شيء ، أنه يحبك و سوف يسامحك على ما حصل في الماضي بينك و بين صديقك ، أنا متأكدة من ذلك."
قالت مويا صارخة "صديقي؟! إنه ليس صديقي على الإطلاق . لقد التقيته مع مجموعة من الأصدقاء في النادي ، وخلال الصيف الماضي ذهبت في إجازة مع نفس المجموعة إلى "نيس" و صودف أنه كان موجودا هناك ، كنا جميعا موجودين على الشاطئ ، فالتقط تلك الصور. لقد خرجت معه مرة واحدة فقط عندما كنت عائدة من الإجازة و لم يحدث بيننا أي شيء."
"آه ، حسنا ، لا يوجد هناك ما يقلق ، أخبري سيمون بكل ما أخبرتني به الآن و انسي أمر ذلك المحتال."
"لا استطيع يا باريسا. إنه يحبني و أنا أحبه ، و إذا ما تم نشر هذه الصور في الصحيفة فإنها ستدمر كل شيء و عائلته سوف تحتقرني. أترين؟ عليك مساعدتي ، أرجوك." ثم انحنت على باريسا و أمسكت ذراعها. "في إمكانك أن تقومي بذلك يا باريسا ، فأنت في إجازة من المدرسة و كل ما عليك هو أن تتصلي بمدبرة منزلك و تخبريها بأنك سوف تمددين إقامتك و تذهبين معي لشراء فستان يوم الأثنين ، أرجوك فليس لي أي شخص آخر ألجأ إليه."
كانت باريسا على وشك الاستسلام لتوسلات صديقتها حتى عاودتها صورة الرجل، فنهضت عن أريكتها مقشعرة البدن على وقع الذكرى.
"كلا يا مويا ، أنا آسفة، سوف أستقل أول قطار في الصباح و أعود إلى بيتي قبل أن أدع فرصة لذاك الرجل بأن يمسكني ، إنه يعرف عنوانك و لا أريد أن أجازف بذلك. تحدثي مع سيمون ، إنه يحبك و سيتفهم الوضع ، أو أتصلي بالشرطة. أما الآن فأنا أريد أن أنام."
قالت مويا متوسلة: "أرجوك يا باريسا. أن سعادتي المستقبلية على المحك." ثم أخذت شفتاها بالارتعاش: "لطالما ساعدنا بعضنا البعض في السابق ، أتذكرين يوم أردت الخروج لحضور حفلة موسيقى البوب؟ لقد تسلقت شباك المهجع ، و نزلت من على شجرة السنديان ، فما كان مني إلا أن موهت سريرك عندما أتت الآنسة كليف لتفقد مسكن الطالبات و بقيت في انتظارك على الشجرة حتى منتصف الليل لكي أساعك على الصعود إلى المسكن ثانية."
شعرت باريسا بذنب كبير لخذلها مويا ، و لكنها لم تستطع أن تشرح لها الخوف اعتراها عندما كانت موجودة مع لوك دي ماغي. هذا عدا عن ذكر حادث ذاك اليوم الصيفي الذي لم تخبر تفاصيله لأحد ، حتى لمويا. لقد جعلت من لوك دي ماغي غبيا و هو ليس من النوع الذي يغفر بسهولة. كانت تشعر بطريقة غريزية بأن الرجل لا ينوي لها سوى الأذى.
قالت باريسا و هي تتوجه نحو الباب: "أنا آسفة."
قالت مويا بحزن شديد: "حسنا يا باريسا ، إذا كنت لا تستطيعين القيام بذلك فلا بأس. أعتقد أنه لم يبق أمامي الآن سوى أن أكلمه ، على الرغم من أن مجرد التفكير في الأمر يجعلني أحتقر نفسي."
"ماذا؟!" قالتها باريسا صارخة و هي تدير وجهها لمواجهة صديقتها.
"لقد طلب واحدا من اثنين ، إما المال و إما... و بما أن كلتانا لا نملك المال لم يتبق سوى..." قالت ذلك بحزن ، فتعلثمت بكلامها و أغرورقت عيناها البنيتان بالدموع.
لقد احتقرت ذلك الرجل الذي يبتز النساء ، و كرهت أن تكون مويا واحدة منهن.
"إذا كنت لا تستطيعين مساعدتي ، فأنا لا أملك أي خيار آخر ، لأني لا استطيع أن أحتمل نظرة الاحتقار من عيني سيمون إذا ما رأى الصور فأنا لا استطيع العيش من دونه. أرجوك يا باريسا."
"لننم الآن يا مويا ، فالأمور تبدو دائما أوضح عند الصباح."

************************

يتبع...

موني الاردن 04-11-08 03:29 PM

ارائعة و تسلم ايدك و نحنا بانتظار التكملة على احر من الجمر


الساعة الآن 08:47 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية