منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   اللص ( كوميديا سوداء ) (https://www.liilas.com/vb3/t85041.html)

ربيع عقب الباب 21-07-08 11:03 PM

اللص ( كوميديا سوداء )
 
مسرحية



اللص







تأليف

ربيع عقب الباب




شخصيات العرض
سندس
الحاجب
الحكيم
مسرور
وجدان
كبير البصاصين
وصيفات
الوالي
اللص
العجوز
الحاكم





1- الدجاجة
فى جناح حاكم بلاد ( البلا الأزرق ) ..الوقت صباحا .. تصحو الأميرة سندس زوج الحاكم
.. تتثاءب و تتمطى .. ثم تنظر تجاه زوجها الحالك النائم بجوارها فتصاب بالفزع و الرعب ..
تغادر سريرها بسرعة عجيبة )
سندس : يا ربى .. من هذا ؟ ( تصرخ .. تقترب بحذر .. تتأمل فى وجه النائم ) لا يمكن .. مستحيل
.. مستحيل.
وجدان : ( تقبل مسرعة ) مولاتى .. مولاتى .. أي شيء ألم بك .. مولاتى ؟
سندس : ( وهى تتابع مرعوبة ) أين يونان .. أين زوجي ؟
وجدان : مولاتى .( باستغراب )
سندس : أين زوجي .. أين ؟
وجدان : ومن النائم فى سرير مولاتى .. أليس سيدي الحاكم ؟
يونان : ( يصحو ) ما كل هذه الضجة ( لكن الكلمات تخرج كصوت الدجاجة ).
سندس : ( تصرخ ) من أنت .. أنت ؟
وجدان : ( تتكتم ضحكتها ) هذه دجاجة .. دجاجة يامولاتى .. دجاجة .
سندس : دجاجة .. دجاجة في سريري .. دجاجة بهذا الحجم ؟
وجدان : أنت .. كيف جئت إلى هنا .. هيا انصرفي .. هيا .
يونان : ( بصوت الدجاجة ) أنا الحاكم .. أنا .. الحاكم .
وجدان : هذه دجاجة يا مولاتى .. هيا إلى الحظيرة .. هيا .. من أتى بك إلى هنا ( تقترب لتهشها )
هش .. هيا أمامي .
يونان : ( بنفس الصوت ) أنا الحاكم ( يتحرك واقفا لنرى الريش يملأ جسمه ورأسه .. ونرى
منقارا ) ماذا يحدث لى .. ماذا يحدث ؟
سندس : ( تصرخ ) دجاجة .. كيف جاءت إلى هنا .. لا .. ليست دجاجة .. دجاجة بهذا الحجم ..
إنها قامة زوجي .. كتفاه .. نعم .. لا .. لا .
وجدان : تعالى يا حلوة .. لم أنت هنا .. لم تركت بيتك ؟
سندس : ( يعلو صوتها ) يا حاجب .. يا حاجب الزفت .. يا حاجب .
الحاجب : مولاتى ( وهو يلهو بلعبة ينفخ فيها فتمتد بعيدا ) مولاتى .
سندس : من أنت .. ولم أنت هنا ؟
الحاجب : ( ينفخ ) أنا .. أنا هو .. هو هو هو .. أنا .
سندس : أنت هو من .. هيا العب فى الخارج .. هيا .. يا حاجب .
الحاجب : أنا هو .. أنا .. تقول العب .. هيا نلعب . ( وهو ينفخ لعبته )
سندس : يا حاجب الزفت .. يا حاجب .. قصر هذا أم مورستان .. يا ربى .
الحاجب : ( يرجع .. ينفخ لعبته ) لم ألعب بعد .. ألم تقولي العب فى الخارج ؟
سندس : أين الحاجب .. أليس لديك حاجب أيها الحاكم ( توجه حديثها للدجاجة )
الدجاجة : ( تصيح مؤكدة أنه هو من يقف أمامها )
الحاجب : أنا هو .. أنا هو .
وجدان : هو حاجب مولاي الحاكم يونان .. نعم هو .
سندس : حاجب مولاك الحاكم ..يا ربى ..ماالذى يحدث هنا ..تعال ياشاطر ..تعال لا تخف لا تخف .
الحاجب : أنا شاطر .. شاطر أنا ( ينفخ ) هيه هيه أنا شاطر .
سندس : أتعرف حكيم القصر .. نعم أنت شاطر .. صدق .. أنت شاطر .
الحاجب : ( ينفخ بتهلل .. ينط ) تقصدين الـ .......( وهو يشير إلى قصر الحكيم ) أعرفه .
سندس : إيه .. هل أكلت لسانك القطة .. تكلم .. هل تعرف حكيم القصر ؟
الحاجب : ( ينفخ .. ينط ) أعرفه تمام المعرفة .. أعرفه ( يضحك حد التهالك على الأرض ) .
سندس : لم يضحك هذا المعتوه .. هل قلت ما يضحك يا ولد .. وبعد .. الضحك بلا سبب قلة أدب
.. هيا ناد عليه .. هيا .
الحاجب : ( توقف عن الضحك .. كشر عن أنيابه ) أنا أنادى عليه .. أين مولاي .. أين .. هاهو ..
ما هذه .. دجاجة .. كيف دخلت هنا يا دجاجة .. تعالى ألعب معك ( يقترب منها .. ينفخ ..
تنقره الدجاجة ) آه
وجدان : نحن نسألك أنت .. من أتى بها هنا ؟
يونان : ( يصيح بقوة .. ينقر الحاجب حتى الصراخ .. يختفي وراء ستارة )
الحاجب : نعم .. هذه نقرة مولاي الحاكم .. مولاي .. نعم مولاي .
سندس : من مولاك الحاكم ؟
الحاجب : الدجاجة .. نعم الدجاجة ( وهو يقترب من الستارة ) نعم هو .. هو .
وجدان : كيف يكون مولاك ياغبى ..وهو على هذه الهيئة .. دجاجة .. حاكم دجاجة .. لو كان ديكا
.. كنا صدقناك .. لكن .
سندس : يا ربى .. رأسي تكاد تطير .. رأسي يا هووووه .
وجدان : نعم .. الديك ديك .. أم هذه الدجاجة .. تعالى يادجاجتى ..هيا معي إلى الحظيرة .. مولاتى
.. إنها خجلي .. خجلي .
الحاجب : صهن يا امرأة .. صهن ( ينفخ فى وجهها ) .
سندس : انظرى .. كيف تصيح .. دجاجة مسخوطة .
الحاجب : سيدتي .. أرجوك ( يبكى و ينفخ ) أرجوك لا تهيني مولاي .
سندس : ليس مولاك .. ليس مولاك .
الحاجب : بل هو مولاي ..كيف( يبكى و يدنو منه ) فلأصبح دجاجة أنا الآخر .. نعم .. هو مولاي .
سندس : ليس مولاك .. ليس مولاك .. هيا ابحثوا عن مولاكم .
وجدان : تعالى أيتها الدجاجة الجميلة .. من الصعب أن نجد لك لك ديكا مناسبا .. هل الخير على
البلاد ياسيدتى .. فهذه سوف تبيض مائة بيضة إن لم يكن أكثر .. مائة بيضة .. هيا ياحلوة لا
تخجلي منى .
الحاكم : ( يخرج من خلف الستارة و يلطمها بجناحه )
وجدان : وتضربينني أيضا .. سوف أريك الأدب على أصله ( تنادى الوصيفات ) يابنات ..يابنات ..
تعالين .. امسكن معي هذه العنيدة المشاكسة .
الحاكم : ( يسرع بالاختباء ) .
وجدان : والله لو كنت فى سابع أرض .. لن أتركك .. لن أتركك ( تدخل الوصيفات )
سندس : انتظري يا وجدان .. انتظري ربما كان الحاكم بالفعل .
وجدان : مولاتى .. ماذا تقولين .. الحاكم يونان دجاجة .. غير معقول .. غير معقول .
سندس : قلت لك انتظري .. .. تعال يا يونان .. تعال .. لا تخف .. لا تخف .
الحاكم : ( يخرج من مخبئه .. يصيح بألم وتوجع .. يتقدم منها بين دهشة البنات )
الوصيفات : هذا سحر .. سحر .. دجاجة .. تسمع و تجيب .. تفهم .. لا يمكن .. لا يمكن .
سندس : توقفن .. هيا اخرجن حالا .. هيا .. واحفظن السر و إلا .. قطع الرقبة جزاء العصيان .
الوصيفات : لا .. ليس هو .. أأنت الحاكم ( وهن تقتربن منه )
سندس : هيا ..
الوصيفات : أمر مولاتى الأميرة .
وجدان : هيا اخرجن .. وإياكن و فتح أفواهكن .. هيا ( تخرجن )
سندس : إلى بحكيم القصر .
الحاجب : الحكيم الـ .... ( وهو يشير لقصره .. يضحك .. يتهالك .. يخرج )
وجدان : الحكيم .. وليس الطبيب .. لم ؟
سندس : ماكان الحاكم يشكو من علة أو داء .. هذا فعل ساحر لئيم .. تعال .. تعال يايونان .. تعالى
.. أي شر أصابك يا زوجي .. قل لى ( تبكى )
الحاكم : ( يصيح .. يبكى .. يبتعد مختفيا ) .
سندس : لا تحزن يا مولاي .. حالا نكتشف حقيقة الأمر .. وتعود سليما و بكامل هيئتك .. أين
الحكيم .. أين هو !!


إظلام



2 – القزم
الأميرة سندس تجلس على كرسي العرش فى انتظار الحكيم .. متوترة قلقة .. تقف .. تروح
و تجيء
سندس : أين حكيم القصر ؟لم لم يأت حتى الآن ؟
الحاجب : إنه فى الطريق يا مولاتى الأميرة ( وهو يلعب بلعبته ).
سندس : ( تدور ثائرة ) أريده فورا ( الحاجب يهاجمها بلعبته ).
الحاجب : داره فى أطراف المدينة يامولاتى ( ينفخ ) أطراف المدينة .. وليس له ناقة و لا فرس .. و لا
حتى حمار .
سندس : أطراف المدينة ..كيف يكون حكيم القصر وبيننا و بينه كل هذه المسافة .. أوضاع معكوسة
.. مقلوبة .. ودنيا غريبة .
الحاجب : مولاي حكيم القصر يحب العزلة ( ينفخ فتتراجع ) يحب العزلة ( ينفخ فتتراجع ) العزلة .
سندس : هاته حالا .. حالا يا حاجب النفخ .
الحاجب : أمر مولاتى ( يتجه صوب الباب فيصطدم بقزم ) هاهو دا قد أقبل ( يرقص وينفخ بسعادة
غريبة ) أنا حاجب النفخ .. نفخ .
سندس : من ؟
الحكيم : ( يلاعب الحاجب ) اهدأ .. انتظر يا عيل .. أنا يا مولاتى .. يا ولد انتظر .
سندس : أنت من .. هيا ..العب مع الأولاد فى الخارج .. أريد الحكيم .. الحكيم .
الحكيم : طيب .. أمرك يامولاتى .. سأنادى عليه .. يا حكيم .. نعم .. مولاتى تريدك .. إنى مشغول
.. الأولاد ينتظرون لألعب معهم .
الحاجب : إنه الحكيم .. إنه الحكيم .. الحكيم .. هيه .. هيه ( وهو يهاجمها وهى تتراجع )
سندس : هذا القزم .. حكيم القصر ؟!
الحاجب : نعم هو .. نعم ( يتهالك من الضحك ) هو الحكيم .
سندس : يا ربى .. وكيف أصبح الحكيم وهو ......؟
الحاجب : كان ( يشير إلى طوله الفارع ) ثم حط عليه ( يشير إلى الحاكم ) فأصبح كما ترين يامولاتى .
سندس : تقدم أيها الحكيم .
الحكيم : لا .. لن أتقدم .. عندي لعب .. الأولاد في انتظاري .
سندس : أعذر لى جهلي بك .. أرجوك .
الحكيم : الأولاد ينتظرون .. الأولاد .. بالخارج .
سندس : ما عندي .. لا يحتمل مزاحا يا حكيم .
الحكيم : و أنا لا أمزح يا مولاتى .
سندس : أين كنت يا حكيم القصر ؟
الحكيم : فى دارى يامولاتى الأميرة .
سندس : دارك .. مر وقت طويل حتى جئت .
الحكيم : أما قالوا لعظمتك .. بيتى فى أطراف المدينة .
سندس : خطأ .. حكيم القصر إن لم يسكن فى قصر الحاكم .. يكون فى قصر ملاصق له .
الحكيم : قولي لمولاي الحاكم .
سندس : وفوق هذا يتكفل بك .. سكنا و معاشا .
الحكيم : قولي لمولاي الحاكم .. قوليها بعلو الصوت لمولاي ..أين مولاي .. أين هو ؟
سندس : الآن .. اتركوني وحكيمي ( يخرج الحاجب و الحرس ) هيا .
الحكيم : أنا طوع أمرك .
سندس : مولاك الحاكم ليس بخير .. ليس بخير .
الحكيم : ليس بماذا ؟
سندس : ليس بخير يا حكيم .
الحكيم : ليس بخير .. يكون بشر ؟
سندس : نعم .. نعم ليس بخير .
الحكيم : هل هو مريض يامولاتى ؟
سندس : مريض .. نعم مريض .
الحكيم : مريض .. و أنا لست طبيبا يامولاتى .
سندس : إنه .. مرض من نوع خاص .
الحكيم : نوع خاص.. نوع عام .. المرض مرض .. لا فرق بين خاص وعام .. هل جن يامولاتى ؟
سندس : جن يسخطك ( تقلده ) هل جن يامولاتى .. جن يسخطك .
الحكيم : الجنون يا مولاتى .. هو المرض الخاص .. قولى لى .. هل جن ؟
سندس : جن يسخطك .. ويغبطك .. ويسخمطك من ساسك لرأسك .. إياك من تكرارها ؟
الحكيم : جن يسخطك .. ووييييـ أى مرض أصاب مولاى الحاكم ؟
سندس : أصبح دجاجة .. دجاجة .
الحكيم : أصبح ماذا ؟
سندس : دجاجة .. ألا تسمع ؟
الحكيم : لا .. لا يمكن .. مولاى الحاكم لا يمكن أن يكون دجاجة .. قولى ديكا ..سبعا ..فيلا ..
هل أنت جادة فيما زعمت ؟
سندس : قلت لك ..أصبح دجاجة .. دجاجة !
الحكيم : ( يقهقه ) مولاى .. دجاجة .. بربرة .. و لا برشت ؟ ( يقهقه )
سندس : الزم أدبك .. ليته كان ديكا ..لكنه دجاجة .. دجاجة ياحكيم .
الحكيم : دجاجة تصيح .. وريش .. ومنقار .. كركركر ؟
سندس : دجاجة !
الحكيم : والدجاجة يلزمها ديك قوى .. خاصة وسيدى الحاكم ( يشير لضخامته ) .
سندس : أهذا كلام حكيم .. أم جربوع من الجرابيع ؟ كيف أختارك أنت أيها الـ .... لتكون
حكيم القصر .. كيف ؟
الحكيم : اختارني رغم الأنف .. أقصد رغم المنقار .. كنت أنا صاحب فكرة الثورة على الحاكم
السابق .. وقائدها .. سرقها منى .. يومها كنت طـ ( يشير لطوله ) وبسبب فعلته ظللت
أقصـ أقصـ أقصر( يشير لقزمته ) حتى أصبحت مزحة فى أفواهكم وأفواه الـ.....
سندس : أنت .. أنت ياشبرا نقص إصبعا كنت قائدا ؟
الحكيم : نعم أنا .. أنا .. ولا أحد غيري .. انظري ما فعل بى .. أصبحت خارج حساباته .. حكيما
و ليس وزيرا أو ......
سندس : أنت ؟
الحكيم : أنت .. نعم أنا .. اسألي دجاجتك .. لو أنكرت ذبحتها فى الحال .. اسأليها .
سندس : أنت ؟
الحكيم : نعم .. أنا الشبر الذي نقص إصبعا
سندس : برهن لى على دهائك و مقدرتك المزعومة .
الحكيم : هل أحولك إلى ديك .. أهذا ما ترمين إليه .. هذا يحتاج لساحر ؟
سندس : هوووووه .. إنى فى قمة غضبى .
الحكيم : إ لأنه دجاجة و ليس ديكا ؟
سندس : فعلا زعيم كان يجب قطع رقبته .
الحكيم : مولاتى .. ألا تريدين أن تكوني ديكا ؛ لتحكمى هذه البلاد ، وتعيشي مع زوجك ، فى تبات
و نبات و تخلفى كتاكيت و دجاجا ؟
سندس : أف .. يا حاجب .
الحكيم : لم الحاجب ؟
سندس : ليأتى بمسرور كي يقطع رقبتك .
الحكيم : يقطع رقبتى .. مسرور يقطع رقبة زعيم سرقت ثورته ..لا يهم .. لكنى سوف أنجز المهمة ..
و أحولك لديك قوى .. أى و الله .. ديك قوى .
سندس : يا حاجب .
الحاجب : مولاتى الأميرة ( ينفخ ما بيده .. يهاجمها )
سندس : هل أنت على معرفة تامة بحكيم القصر ؟
الحاجب : ( فى تشكك .. يتفحصه .. يمسك به .. يلف حوله ) نعم .. يهيأ لى أننى أعرفه يا مولاتى .
سندس : فمن هذا الواقف أمامي الآن .. تكلم ؟
الحاجب : مهندس ثورتنا المباركة .. أقصد .. حكيم القصر .. نعم حكيم القصر الـ ... ( يشير إلى
قزمته وينفخ لعبته ) .
سندس : هات مسرورا حالا .. حالا .
الحاجب : مسرورا ( وهو بمايم يؤديه يشير إلى إنسان برأسين ) تقصدين الـ .....
سندس : ياربى .. أيعجبك ما أنا فيه ( الدجاجة تكركر و تصيح ) .
الحكيم : ألا يعجبك حاجبك يامولاتى .. كان حامل اللواء و خير من يتلاعب بالسيف فى ساحة
القتال .
سندس : كان ماذا ؟ أعد على ما قلت ؟
الحكيم : وحين أصبح زوجك القائد و الحاكم ظل يضحك ويضحك ويضحك حتى أصبح كما ترين
سندس : أى ثورة هذه يا رجل .. إنك تعمل على تدمير عقلي .. هذا كان .. خير من يتلاعب
بالسيف ( وهى تنفخ وتقلد الحاجب ) .
الحكيم : اسألي سيدي الحاكم .. اسأليه
سندس : ( تنظر إلى الدجاجة ) هل هذا .....؟
الدجاجة : ( تتوارى عن الأنظار .. وهى تصيح بانكسار ) .
الحاجب : مولاتى .. هو لا يكذب .. لكنني سعيد بسيفي هذا .. سعيد .. سعيد ( وهو يهاجمها حتى
تصبح على وشك السقوط من النافذة ).
سندس : هات مسرورا .. وتوقف فورا و إلا سقطت من النافذة .. توقف .
الحاجب : ( يتوقف ) كما تحبين ( يخرج ويترقص مع الحكيم حتى يختفي ) مسرور مسرورا .
سندس : هذا سيرك .. أنا فى سيرك ( تدور فى المكان ) لا خلاص .. و على رأى هذا الأبله .. على
أن أتحول إلى ديك .. هل هذا كلام يعقل ؟
مسرور : ( يدخل مسرور ، وهو إنسان مزدوج أى له رأسان ، وجسد واحد ، وذراعان فقط ) أمر
مولاتى .. الأميرة ( الجانب الآخر يردد ) أمر مولاتى.. الأميرة .
سندس : ( تصرخ ) من هؤلاء .. من ؟
الحاجب : ( ينفخ بلعبته فى وجه مسرور ) مسرور يا مولاتى الأميرة .
سندس : ولمن أتحدث .. ليمين أم الشمال .. يا ربى .
الحاجب : خلقة ربنا ( يهاجمها ) أو تعترضين على خلق الله ؟
سندس : أنا .. أنا ( تنهار على الكرسي ) حاشا لله .
الحاجب : ولهذا وقع عليه خيار مولاى الحاكم .
الحكيم : لا يعجبك .. أصبح عجيبة .. أليس كذلك .. هذا الصحصاح خير من ضرب بالرماح و
السهام فى ساحة القتال .
سندس : صحصاح ؟
الحكيم : ويوم اعتلى زوجك العرش .. أصابه الغيظ لأسبوع .. خرج منه هكذا .. تحول إلى .......
سندس : بالطبع أنت تكذب .. تكذب .. هذه الشخصيات الورقية .. المشوهة كانت ..... لا ..
أنت معتوه .. مجنون .. رأسي .. يا مسرور .. اقطع رقبة هذا المحتال ( تلوح تجاه الحكيم وهى
تنهار )
الحاجب : ( كأنها فجرت قنبلة من الضحك ، يتهالك من الضحك ) كيم محتال .. كيم محتال .. كيم
الـ...
مسرور : ( اليمين ) مولاتى .. هذا حكيم القصر .
مسرور : ( الشمال ) ليس حكيم القصر .
مسرور : ( اليمين ) يا أبله .. هو حكيم القصر .
مسرور : ( الشمال ) بل أنت الأبله .. ليس حكيم القصر .
مسرور : ( اليمين ) إذن هى الحرب .
مسرور : ( الشمال ) إلى القتال .. يارجال فقد آن وقتها ( يتحاربان مع من هو أمامهما .. الأميرة
تتراجع .. تتراجع مذعورة )
سندس : أوقفهما ..سوف يقتلوننى .. توقفا .
الحاجب : مسرور ليس هذا وقت النزاع .. يا رجل أنتما أخوة .. فضا الأمر .. قبل وصول أمركما
لكسرى أو لقيصر فتكون مصيبة .. سوف يأخذ قيصر سيفك وغيطك .. وكسرى جلبابك
وبيتك .. فضا النزاع .. هيا ( ينفخ فى وجهيه ) .
مسرور : ( اليمين ) هو على حق .
مسرور : ( الشمال ) نعم .. ما كان يجب أن أرفع سيفي فى وجه أخي .. ابن أبى و أمي .
مسرور : ( اليمين ) معذرة .. يدك أقبلها .. يدك أقبلها .. حتى تصفح و تغفر .
سندس : يا مسرور
مسرور : مولاتى ( فى صوت واحد )
سندس : هات رقبة هذا الحكيم .. هو ليس حكيم القصر من الآن .
مسرور : أمر مولاتى ( يجذبان الحكيم ، والحاجب ينفخ بفرح ) .
الحكيم : انتظرا يا حماران .
سندس : لك الله يا زوجي .. لم تجد سوى هذا القزم لتجعل منه حكيما .. حتى مسرور .. الصحصاح
قال .. هل صنعته بيديك .. وحاجبك .. يا ويلى .
الحكيم : مولاتى .. لا تستهيني بهذا القزم الذي هو أنا .
مسرور : هيا .. أمامنا
الحكيم : انتظرا يا جاموستان .
مسرور : نحن جاموستان ؟
الحكيم : وغبيان .. وووو وكلبان ( الحاجب فى حالة خلل من الضحك على الأرض ) .
مسرور : سوف نجعل السيف يقطع فيك كسكين صدئة .
الحكيم : مسرور .. انتظر قليلا .. سوف أسلم لكما رقبتي .. لا تخافا .. مسرور فات وقت المزاح .
سندس : يا خراب البلاد ( تعدد ) .
الحكيم : هذا خير ما تفعله النساء .. العديد ( وهو يصعد فوق مقعد ) أميرة تعدد أفضل من أميرة
تضحك على الناس وتبنى مجدها على فقرهم وعريهم .. مولاتى المحترمة ..لى رأى فيما يحدث ؟
سندس : قل يا بيضة الديك .. قل .
الحكيم : أرأيت .. أنت فى قرارة نفسك .. تريدين أن تصبحي ديكا .. إنها تطير .. تطير ( وهو يلوح
تجاه الدجاجة التي لا يراها ) .
سندس : ( بهلع ) تطير ( تسرع صوب الدجاجة ) إياك .. سوف تدمر كل شيء .
الحكيم : وما المانع ..لها أجنحة قوية .. أصبح عندها القدرة أن تجوب العالم فى ساعات .. خذى
حذرك .
سندس : صحيح .. أربطها ( تتجه إليه ثانية ) أربطــــ.......
الحاكم : ( يطل و يصيح بالرفض )
سندس : ( تربت عليه ) لن أفعل .. لن أفعل ( تتراجع ) .
الحكيم : انتهى الأمر .. أقول لك .. مولاي الحاكم رفيق النضال .. أعطى الأمر لولاة أغبياء ..
فرضوا ضرائب وأتاوات على الرعايا .. أغلقوا الكثير و الكثير من سبل الرزق الحلال أمام
الناس .. بل و أطلقوا أولادهم وذويهم يبطشون بالناس !!
سندس : هذا حكيم .. لا بهلوان !!
الحكيم : شكرا لك يا مولاتى .. و الظلم أصبح سيد هذه الولايات .. بل أصبح داء هذه الولايات !!
سندس : معقول هذا ؟
الحكيم : أنت زوجه .. و لا تعرفين هذه الأمور ؟
سندس : لا .. لا أعرف .
الحكيم : حتى لو عرفت .. لن تحلى و تربطي شيئا .. الاختلاف معناه الإقصاء أو الموت .. تعاملن
بشكل سيء !
سندس : من ؟
الحكيم : النساء كلهن .. يعاملن بشكل سيء و ........
سندس : ليس هذا وقت نقاش فى هذه الأمور .
الحكيم : الظلم و العدوان هما سمة الحكم فى الولايات .
سندس : وبعد .. ما الجديد ؟
الحكيم : الجديد .. هو مجرد تخمين .. إن شيئا ربما كان فريدا حدث .. سرقة يفتقر صاحبها إليها ..
قتل ..شيء خاص بالدجاج ..نعم ..لا بد أن يكون شيئا خاصا بالدجاج !!
سندس : وما دخل زوجي الحاكم ؟
الحكيم : أليس هو المسئول عن كل من يحكمهم ؟
سندس : الولايات عليها ولاة .. لماذا زوجي ؟
الحكيم : لأنه هو الذى سمح بكل هذا .. أقول لك .. من أحدث هذا الفعل مباشرة ، لا بد أنه يحمل
نفس الهيئة الآن .. قرأت عن حالة مشابهة فى تراث الأمم السالفة .
سندس : أصبح دجاجة ؟
الحكيم : أو ديكا .
سندس : فلنبحث عن هذا الديك .. أو هذه الدجاجة .
الحكيم : وبسرعة .. قبل أن تبيض دجاجتنا الحلوة ( وهو يتجه نحوها )
سندس : خسئت ياحكيم الشؤم .
الحكيم : خسئت و أهلي .
سندس : كن إلى جانبى .. لا تبتعد عن القصر .. خذه يا مسرور .
الحكيم : أيهما .. اليمين أم الشمال ؟
سندس : كما تشاء .. اختر أنت ؟
مسرور : ( اليمين ) تعال
الحكيم : لا .. الشمال أفضل .
مسرور : ( اليمين ) أما قلت لك تعال ؟
مسرور : ( الشمال ) أما قال لك يا بارد .. الشمال أفضل .
مسرور : ( اليمين ) بل أنا الأفضل .
مسرور : ( الشمال ) أنت لا تقدر مواهبي .. أنت عدوى .
مسرور : ( اليمين ) إذن .. هي الحرب .
مسرور : ( يتقدم صوب الحضور في ثبات شاهرين سيفيهما ) .
سندس : النجدة .. النجدة .
الحكيم : أنا هنا .. أنا يامسروران .. تعال .. تعال ( يسحبهما صوب النافذة )
مسرور : ( يطبق على الحكيم فيتحرك من مكانه ، وتطيش قبضته ، فيهوى من النافذة ، ونسمع
صوت ارتطام ) .
الحكيم : طار .. أخذ الشر و طار .

إظلام

ربيع عقب الباب 21-07-08 11:06 PM

3
– الرجل الدجاجة
الأميرة سندس فى جناحها ، تجذب الحاكم الدجاجة ، وتحاول وضعه فى الموقف .
سندس : ملأت البلاد بالمظالم ؟
الحاكم : ( يصيح بالموافقة )
سندس : ملأتها ؟
الحاكم : ( يصرخ أن نعم )
سندس : لم ؟
الحاكم : ( يشير إلى الحاشية و المقربين ثم يؤدى كيف تتبع الدجاج صاحب الحظيرة حين يلقى لها
بالحب )
سندس : كيف يتبعك شعب جائع مريض .. كيف ؟
الحاكم : ( هكذا قالوا )
سندس : ولم سمعت لهم .. أو كنت مؤمنا بما دفعوه إليك ؟
الحاكم : ( يصيح بالموافقة )
سندس : ( كأنها تحدث نفسها ) جوع شعبك يتبعك .. يالها من حكمة سقيمة دنيئة .
الحاكم : ( يحك منقاره فى كتفها )
سندس : أرأيت إليما وصلنا ؟
الحاكم : ( يصيح و يدبدب ) .
سندس : ماذا لو أحضرت طبيب القصر لنزع هذا الريش ؟
الحاكم : ( يهلل بالموافقة )
سندس : يا حاجب .. أنت يا حاجب .
الحاجب : ( يدخل بلعبته ) مولاتى الأميرة .
سندس : انظر .. عملك الأسود ( بينما الحاجب يهلل فرحا بالدجاجة ).
الحاكم : ( يهش لمقدم الحاجب )
الحاجب : مولاي الحاكم دددددد ( يلوح وهو مبهور ) مولاي .
سندس : هذا شأن الريش .. والصوت .. لكن كيف يعود إليك صوتك ووجهك .. يا ربى .
الحاكم : ( ينكمش خائفا من الحاجب ، ويتمسح بها )
سندس : إياك .. إياك أن تبيضى .. إياك !
الحاكم : ( يدبدب مكشرا ) .
سندس : لا تحزن يا زوجي .. سوف تنصلح الحال .. أصدرت أوامري برفع المظالم عن الناس .. كل
الناس .
الحاكم : ( بامتنان يقبل ثوبها ) .
سندس : هذا لأجلك .. لأجل أن تعود إلى طبيعتك .
الحاكم : ( يهز رأسه بالموافقة )
سندس : و ألغيت الضرائب التي فرضها الولاة .
الحاكم : ( يصرخ .. يصيح )
سندس : ترفض هذه ؟
الحاكم : ( يصيح بالموافقة )
سندس : أنت حر .. سوف أتركك ؛ لتظل دجاجة مدى حياتك .. وربما ظهر ديك قوى وقضى
عليك .. ليس هذا فحسب .. شعبك .. شعبك !!
الحاكم : ( يتمسح فيها ويتراجع )
سندس : لن يبقوا عليك .. كيف تحكمهم دجاجة .. كيف .. أنا نفسي .. كيف أعيش مع دجاجة ..
كيف ؟
الحاكم : ( يصيح باكيا ) .
سندس : نعم .. يجب أن توافق .. ليس أمامنا خيار .. وقبل أن يصل الأمر للناس .
الحاكم : ( يتجهم )
سندس : وكلفت جهاز البصاصين .. جهازك الفظيع .. بالبحث عن رجل دجاجة .. فى كل الولايات
.. وعلى وجه السرعة .. كما أشار حكيمك العجيب .
الحاكم : ( صياح كالمواء ) .
سندس : نعم .. كما أشار حكيمك القزم .. مخطط الثورة .. أكان المخطط الحقيقي للثورة فعلا ؟
الحاكم : ( بنظرات كاللص .. يوافق ) .
سندس : قتل حيا ..لم يكذب الرجل .. يالقهر الرجال ..والحاجب و مسرور .. وماخفى كان أعظم .
الحاكم : ( يصيح و يوحى أنه يريد الحكيم ).
سندس : تريد الحكيم ؟
الحاكم : ( يهز رأسه بالموافقة ) .
سندس : لم ؟
الحاكم : ( يريد أن يلعب معه ) .
سندس : لم يعد إلا هذا .
الحاكم : ( يرجوها )
سندس : لا .. ليس الآن .. ليس الآن .
الحاجب : مولاتى ( وهو ينفخ بلعبته ) عاد كبير البصاصين .
سندس : دعه يدخل فى الحال .. هيا يا زوجي إلى الداخل .. هيا بسرعة .. لا يجب ألا يراك أحد .
الحاكم : ( ينسحب بخطى الدجاجة ) .
كبير : ( يدخل بصحبته جنديان يسوقان سيدة فارعة ضخمة تلبس عباءة و نقابا ) مولاتى الأميرة .
سندس : ( بعد أن عادت لكرسي العرش ) هيه .. هل توصلت إلى شيء يا كبير البصاصين ؟
كبير : نعم يا مولاتى الأميرة .. فى ولاية الضباب .
سندس : ولاية الضباب ؟
كبير : نعم ( للجنديين ) ارفعا عنه النقاب .. هيا .
الجنديان : ( يرفعان النقاب عن وجه الواقفة فإذا هو وجه دجاجة ) أمر سيدي .
كبير : و العباءة أيضا ( يرفعان العباءة عنه ) .
سندس : دجاجة .. الحمد لله .. وإلا باض زوجي المغدور ( لنفسها ) هل عرفت منه شيئا ؟
كبير : لم يحدث يا مولاتى .. إنه يصيح فقط .
سندس : لكنه يسمعك .. يسمعك ؟
كبير : نعم يا مولاتى الأميرة .
سندس : لم لم تطلب منه شرح الحقيقة بطريقته ؟
كبير : بمجرد أن كشف أمره رجالي أحضرته فورا .
سندس : كن قريبا منى .. أنت ورجالك .. اتركه لى .. هيا .. انصرفوا .. الحكيم .. أين الحكيم ..
يا حاجب .. ييا ...................
الحاجب : ( يدخل ) أمر مولاتى .
سندس : حكيم القصر .


إظلام


4 – دجاجتان
في جناح الحاكم .. الرجلان الدجاجة يلعبان .. بينما الأميرة سندس حزينة .. وجدان
تتلاعب بهما ..تهاجمانها .. تسرع وجدان و هي تتدحرج على الأرض .
سندس : أين ذهب هذا القزم ؟
الحاجب : قطع إصبع مسرور بأسنانه ( وهو ينفخ و يهلل ) .
سندس : قطعه .. بأسنانه .. قطع اليمين أم الشمال ؟
الحاجب : اليمين .. مسرور اليمين يركب رأسه .. ويقسم لينتقمن منه .
سندس : يا ربى .. هات هذا القزم حالا .. هيا .
الحاجب : أمر مولاتى الأميرة .
سندس : وجدان .. اتركيهما لشأنيهما .
وجدان : حرام يا مولاتى .. حرام .
سندس : حرام ماذا ؟
وجدان : حرام ألا يراهما الناس فى كل البلاد .
سندس : وجدان .
وجدان : يجب أن نضعهما فى متحف .. سوف نجنى أموالا طائلة .. وربما غدونا من البلدان الغنية
بسببهما.
سندس : ياغبية .. هذا مولاك حاكم البلاد المفدى .. لن ينسى لك هذا القول ..لن ينساه .
وجدان : أوه .. أخطأت ( تهرع صوب الحاكم ) سامحني يا سيدي ومولاي .. لم أقصد .. لم أقصد .
الحاجب : حكيم القصر القز ......
الحكيم : أنت السبب .. جرؤ الأولاد على .. هزلت .. هزلت ( يتجه للحاكم ) هل هذا يعجبك ؟
سندس : تعال يا حكيم .. يا أغرب حكيم عرفته الأرض !
الحكيم : أغرب حكيم .. هل لى ذيل .. أم كنت دجاجة .. أم كان ........
سندس : اهدأ يا حكيم .. اهدأ
الحكيم : دجاجتان .. يا ربى .. باضت .. وأفرخت بهذه السرعة .. وربت أيضا .. هذه معجزة ..
معجزة !
سندس : قه قه قه .. أضحكتنا .
الحكيم : ومالك حزينة هكذا ؟
سندس : وجدنا هذه فى ولاية الضباب .
الحكيم : ولاية الضباب .. اسم على مسمى .. الناس هناك لا تكاد تجد الكسرة أو النبتة .. حتى فى
صندوق قمامة .
سندس : إنه الأمر يا حكيم ؟
الحكيم : ليس قبل أن ألعب معها .
سندس : يا حكيم .. لا يصح .. هذا حاكم البلاد .. كيف ستنجو من بطشه بعد عودته لطبيعته ؟
الحكيم : بطشه .. أي بطش يا مولاتى .. ساعتها أحوله لنعجة .. وليس دجاجة ..ألعب معها ..
ألعب .. ألعب .
سندس : يا حكيم .. أرجوك .
الحكيم : تعالى يا دجاجتي .. تعالى ( يلوح تجاه الرجل ) سوف نذهب سويا .. وتدلني على ما فعلت
.. خطوة خطوة .
الرجل : ( يصيح بالموافقة )
الحكيم : الآن .. نعرف حكايتك .. وما جنت يداك .. هيا أرنا .
الرجل : ( يصيح ، ويشخص ، أنه تعب من البحث عن عمل ، ولم يجد ، فجاع جوعا شديدا .. وقف
على أبواب الولاية ، ما أعطاه أحد كسرة خبز ، وذلك للفقر الشديد فى الولاية ، فاضطر إلى
السرقة ، رأى دجاجة سيدة عجوز ، دجاجة واحدة ، والعجوز فقيرة ، كانت تنتظر البيضة
لتأكلها ، ثلت البيضة وجبة ،و لا أحد يزورها ، أو يهتم بها ، سرق الدجاجة ، وذبحها ، وحين
كان ينظفها من الريش و الشعر ، كان كلما شد ريشة من الدجاجة ، نبتت هذه الريشة فى
جسده هو ، وهكذا ، حتى أصبح على هذا الشكل ، فتوارى عن الناس ، ولبس هذه العباءة ،
وهذا النقاب ، ولاذ بشيخ طيب ، فقال له لابد أن تشكوك إلى الله .. لا بد .. وحين خرج
من عنده ، أمسك به الجنود ، وأحضروه إلى هنا ) .
الحاكم : ( يندفع ويضرب الرجل ضربا كثيرا ، ثم يهدأ و يحتضنه ) .
الحكيم : ما كل هذه البراعة يا رجل .. أنت موهبة .. موهبة كبيرة .. ولا تجد قوت يومك .. يستحق
تحية كبيرة منا .. صفقوا له ( الموجودون يصفقون له حتى الصالة ) أين والى الولاية ؟
الحاجب : في الخارج يا سيدي
الحكيم : جره إلى هنا .. بل قيده فى الحديد .. وهاته .
الحاجب : كما يرى سيدي ( يخرج )
الحكيم : الآن تحل المسألة .. لكن اتركيني ألعب معها .. ألعب .
سندس : حين تكون جادا .. تصبح حكيما ليس له مثيل .
الحكيم : لست حكيما .. أنا عيل .. و أريد اللعب مع هذه .
الحاجب : كبير البصاصين ووالى ولاية الضباب .
الحكيم : هل قيدته بالحديد ؟
الحاجب : نعم يا مولاي .
الحكيم : ليدخلا فورا .
كبير : ها أنا ذا يا سيدي .
الحكيم : أين و الى الزفت .. والى الزفت ؟
كبير : بالخارج يا سيدي الحكيم .
الحكيم : هاته ليره الناس .
كبير : أمرك يا سيدي .
الحكيم : ألعب .. ألعب معها
سندس : ( تلوح له أن لا )
الحكيم : تعال ياوالى الزفت .
الوالي : ( يدخل مقيدا فى الحديد ) أمر مولاي .
الحكيم : لم لم يطل بالزفت و القطران .. لم ؟
الحاكم : ( يسرع نحوه وينقره نقرات قوية حتى يصرخ و يقع على الأرض )
الحكيم : ألعب معها ؟
سندس : حكيم .
الحكيم : ( يلوح للحاكم بالقيام ) يا والى الضباب .. قف .. ليس هذا وقت بكاء ..هيا ارفع ظلمك
عن هذا الرجل ؟
الوالي : أي رجل يا سيدي ؟
الحكيم : الرجل الواقف هناك .. هناك .
الوالي : مولاي .. هذه دجاجة و ليس ........
الحكيم : إن لم تعتدل فى قولك .. جعلته يقتص منك .. هيا .
الوالي : سيدي لا أرى رجلا .. ليس إلا دجاجة .. دجاجة .
الحكيم : كان رجلا قبل أن تحل طلعتك البهية على الولاية .. قلت لك ارفع ظلمك عنه .
الوالي : مولاي .. لا أعرفه .. من هو .. ومن أي مكان في الولاية .. وابن من ؟
الحكيم : رجل من ولايتك الغناء .. وظلمته .. ضيقت عليه .. فسرق .. هيا ارفع ......
الوالي : كيف أرفع عنه شيئا لا أراه ؟
الحكيم : أنت تمزح .. تمزح يا والى الزفت .
الوالي : أبدا يا مولاي .
الحكيم : اعطه عملا .. ومالا يستعين به على معاشه .
الوالي : أما المال فهاهو (يخرج كيسا ويلقيه أمامه ) أما العمل فلست أحمل في جيبي شيئا .
الحكيم : عدت .. سوف أجعل العفاريت تتلاعب بجسدك قطعة قطعة .. انته .
الوالي : عفوك يا حكيم البلاد .
الحكيم : هيا انته .. عينه فى عمل .. الآن .
الوالي : عينته يا مولاي .
الحكيم : هكذا .. وبهذه السرعة .. أين ؟
الوالي : عينته في ديوان حدائق الولاية .
الحكيم : كان في مقدورك أن تفعل هذا ؛ فلم تفعله إلا رغم الأنف .
الوالي : سيدي .. هذه أوامر حاكم البلاد .. لا تعيينات و لا وظائف !
الحكيم : ( وهو ينظر تجاه الحاكم ) إلا للمحاسيب .. أو أصحاب المواهب الـ.........ستموت
صبرا حين ننهى ما بيدنا .. هيا بنا إلى هذه العجوز ( يتجه إلى الأميرة ) ألعب معها ؟
سندس : حكيم .. هذه العقلية قائدة بلا شك .. نعم قائدة .. هيا بنا .
الحكيم : لا .. لن تأتى معنا .. هيا بنا يا دجاجتي الجمليتان .. ليرتدى كل منهما عباءة و نقابا .. هيا
.. هيا يا والى الهم و النكبات .



إظلام



5 – الحاكم
في باحة بيت حقير .. الحكيم والوالي المصفد فى الأغلال .. الحاكم و الرجل كل يلبس عباءة
و نقابا وكبير البصاصين .
الوالي : يا سيدة الدار ؟
العجوز : ( من الداخل ) من يناديني ؟
الوالي : أين أنت يا سيدتي ؟
العجوز : أنا هنا يا ولدى .. انتظر قليلا .. فأنا عاجزة عن الحركة منذ سرقت دجاجتي المسكينة ..
انتظر .
الحكيم : أرأيت ما فعلت يداك ( للرجل ) .
الرجل : ( يصيح فقط ) لم أقصد يا سيدي .
الوالي : سوف أدخل وأحملك .
العجوز : لا .. إني آتية .. آتية بلا ريب ( تطل و هي تزحف من الضعف ) .
الحكيم : تعالى .. تاته .. تاته .. من سرق الدجاجة يا أمي ؟
العجوز : لا أعلم يا ولدى .. سامحه الله .
الحكيم : بل حرقه الله .. قاتله الله .
العجوز : يا ولدى .. ربما كان يحتاج إليها أكثر منى .
الرجل : ( يسرع نحوها ويقبل يدها ) سامحيني يا أمي .. أنا الذي سرق الدجاجة ( يعترف صياحا
ومواء ) .
العجوز : سامحتك من وقتها والله يشهد .
الحكيم : يا رجل .. ارفع العباءة و النقاب عن وجهك .. هيا .
الرجل : أمر سيدي .
الحكيم : قلت لك ارفعهما ( الرجل يرفع النقاب و العباءة ).
العجوز : ما هذه ؟ دجاجتي .. إنها تشبهها .. هل كبرت ووصلت إلى هذا الحجم .. سبحان الله فى
ملكه .. تعالى .
الحكيم : إنه السارق يا أمي .
الرجل : كنت أموت من الجوع وليس لي من حيلة ( بالصياح و الأنين ) .
العجوز : وأكلت الدجاجة بالهناء و الشفاء .. أكلتها ؟
الرجل : و الله ما أكلتها يا أمي .. ما أكلتها .
الوالي : اسمحي لنا أن نعطيك حظيرة دواجن عوضا عن دجاجتك .
العجوز : حظيرة .. أنا العجوز تقدر على رعاية حظيرة .. تكفى واحدة أو اثنتين يا ولدى .
الوالي : سوف أعين حارسا لرعايتها .
العجوز : الله .. هذا خير للولاية الطيبة .. وليس لي وحدي .
الرجل : أولا .. هذه سرقتي ( يقدم لها دجاجة من قفص كان يحمله حين دخوله ) .
العجوز : أكرمك الله يا ولدى .. وأعزك بالحلال من الرزق .
الوالي : انظر يا حكيم .. الريش يختفي .. و المنقار .. الرجل يعود إلى طبيعته .. يعود .
الرجل : سيدي .. هذه معجزة .. سيدي .. سيدي ( يحط على الأرض باكيا )
العجوز : الحلال يطهر و ينير .
الحكيم : سيدي الحاكم .. ارفع نقابك وعباءتك .
الحاكم : من أجل دجاجة يحدث كل هذا ( وهو يرفع النقاب و العباءة فنرى أنه كما هو عدا
الصوت ) فما بالك بمن يسرق شعبا .. أمة ؟
الحكيم : هيه .. ومن يسرق ثورة وحكما ؟
الحاكم : يا حكيم .. لا بد من ترتيب الأوراق .
الحكيم : أية أوراق .. عاد الرجل إلى طبيعته .. و أنت يا مولاي ما تغير فيك سوى الصوت ..
الصوت فقط .
الحاكم : ( مذعورا ) ماذا ؟
الحكيم : خطأ واحد صوب .. خطأ واحد .. وأمامنا أكثر من عشرين ولاية .. أكثر من عشرين .
الحاكم : ( يعود يلبس العباءة و النقاب ) أخطاؤهم أخطائي .. عيوبهم عيوبي ؟
الحكيم : نعم .. أنت .. وليس أحد سواك .. تتحمل كل ما تم وما يتم .
الحاكم : يعزل هذا الوالي .. ويعرض على العامة وهو يركب حمارا ؛ ليصبح عبرة لغيرة من الولاة ..
وفورا يا كبير البصاصين .
كبير : من أنت يا سيدي ؟
الحاكم : أنا حاكم هذه البلاد .
كبير : ( يقهقه ) لا أرى أمامي سوى دجاجة .. دجاجة .
الحاكم : ( يهاجمه ) قلت لك أنا الحاكم
الحكيم : انتظر .. انتظر .. نفذ الأمر يا كبير البصاصين .. نفذ
كبير : أنفذ في الحال .. يا حكيم القصر .. ولكن ما أمر هذه الدجاجة هي الأخرى ؟
الحكيم : هيا و لا تكثر من الكلام .. إنه لص أخر يحتاج إلى معجزة ليعود لطبيعته كما حدث مع هذا
الرجل .. هيا يا كبير البصاصين نفذ الأمر .
الوالي : مولاي .. لم يحدث أنى أخذت قرارا وحدي .. وحدي .
الحكيم : إليما ترمى أيها الوالي المذنب ؟
الوالي : مولاي ( خائفا يرتعد )
الحكيم : تكلم .
الوالي : كان مولاي الحاكم يمهر القرارات و الأوامر بإمضائه .. إمضائه .
الحاكم : فلأعلن أمام شعبي أنى لا أصلح .. لا أصلح .. وعليهم أن يختاروا غيري .
الحكيم : ( وهو يشده بعيدا عن الواقفين ) ما اختارك أحد يا مولاي .
الحاكم : كيف .. كيف يا حكيم .. كيف ؟
الحكيم : حكمت رغم الأنف .. و شعبك جاهل وطيب .. أخذوا منه الأختام .. حتى من الأموات ..
وحملوا الأوراق إليك .. إجماع محبة .. إجماع زائف تسنده قوة غاشمة !
الحاكم : لا .. ألأنك كنت الـ...............
الحكيم : نسيت الأمر .. ورضيت بحكم الله .. وعليك الآن كي ترجع لك إنسانيتك المغتالة رفع
الظلم .. رفعه عن كل الناس .
الحاكم : نعم .. صدقت يا حكيم .. صدقت .
الحكيم : وحين تكون الحاكم صفة و كيانا ..بأمر الله طبعا ..تتنازل عن العرش .
الحاكم : أتنازل عن ماذا ؟
الحكيم : عن الحكم .. عن المهزلة .. وتترك للناس حرية أن تختار من يحكمها .
الحاكم : أنت تخرف .. بالتأكيد أنت تخرف .
الحكيم : نعم نعم .. أخرف يا مولاي .. أخرف فلا تلق بالا لمخرف .
الحاكم : يعرض هذا الرجل على العامة ، و يطلق على هذه الولاية ولاية الدجاجة لتظل عبرة لكل
الناس حكاما ومحكومين .. أما أنت ( للحكيم )
الحكيم : عدت ثانية .. مازلت دجاجة .. مازلت
الحاكم : يكفيني الصوت .. يكفيني .. هيا .. يا كبير البصاصين .
كبير : مولاي الحكيم .. من أين يأتي هذا الصوت .. إنه صوت مولاي الحاكم فعلا .. لكن الحاكم
ليس دجاجة .. ليس .....
الحاكم : بعد عرض هذ1 الرجل على العامة يخوزق فى ميدان عام .. ومعه حكيم القصر .. وتأتيني ..
أسمعت ؟
كبير : مولاي الحكيم
الحكيم : أنا .. ألا يكفيك ما فعلت بي .. ألا يكفيك .. ألم تشبع منا ؟ ( بعيدا عن الحضور )
الحاكم : لا .. لم أشبع بعد ( لنفسه ) سوف أتخلص من كل من رأنى دجاجة .. حتى سندس .. حتى
سندس .. و العجوز أيضا .
الحكيم : مولاي .. أنا .. أنا الشبر الذي نقص إصبعا .. أنا أخرف .. أخرف و الله !
الحاكم : ليتعلم الجميع أنه لا مكان لمخرف فى هذه البلاد .. أسمعت ؟
الحكيم : يا مولاي .. الرجال الذين دمرتهم .. وحولتهم إلى مجرد مسوخ .. صور مصغرة لما فعلت فى
الناس .. أفق .. إياك تتصور أن يطول صبر الناس عليك .. أيها الحاكم البوق .. إياك !!
الحاكم : اكتفيت .. هيا نفذ يا كبير البصاصين .. وفى الحال ( يعطيهم ظهره بينما كبير البصاصين
يستدعى رجاله ) ولتهدم هذه الدار على من فيها .. هيا .. أما قلت فى الحال !
كبير البصاصين : مولاي الحكيم
الحكيم : يا كبير البصاصين قيد هذه الدجاجة جيدا حتى لا تهرب منا .. بل ضعها فى قفص يليق بها ..
حتى تحل مشاكلها .. أما هذا الوالي فنفذ فيه ما سمعت .. سلاما يا أمي ( وهم يتحركون
خارجا بينما الدجاجة تقاوم دون فائدة ) رضينا العيش مسوخا رغم الأنف .. لكن لن نرتضى
أن تتحكم فى مصائرنا دجاجة .. محض دجاجة شائهة .. غدا نعلن عن موت الحاكم ..
وعلى الناس اختيار حاكم آخر .. نعم .. وبمحض الإرادة !
ختام

مجدي السماك 26-07-08 11:27 PM

محترف
 
اخي الرائع ربيع عقب الباب..تحياتي
ها انا قد لحقت بك هنا.. المسرحية اكثر من رائعة..واضح انك تكتب باحتراف.
ساحاول ان اقرا المسرحيات الاخريات في وقت لاحق.
مودتي

ربيع عقب الباب 27-07-08 05:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجدي السماك (المشاركة 1564357)
اخي الرائع ربيع عقب الباب..تحياتي
ها انا قد لحقت بك هنا.. المسرحية اكثر من رائعة..واضح انك تكتب باحتراف.
ساحاول ان اقرا المسرحيات الاخريات في وقت لاحق.
مودتي

مجدى السماك .. هنا .. فى ليلاس .. مجدى الجميل .ز ذلك الفلسطينى الرائع .. ابن غزة .. و القصاص الأروع .. الذى أتعلم منه مع كل عمل جديد .. يكتبه عن البسطاء و المقهورين .. تحت الحصار .. !!!
أهلا بك .. أخى الرفيق .. مسرحيا جميلا هنا .. بالطبع .. أنا مصر على تواجدك هنا .. إنك مجدى تمتلك موهبة خطيرة .. بسم الله ما شاء الله .. و سوف يلمع اسمك قريبا فى سماء الإبداع العربى .. مبدعا جميلا .. يتغنى بأحلام البسطاء .. فى العالم .ز و ليس غزة وحدها .. قصا و مسرحا !!!
سعيد أنا بك اليوم .. سعيد بكل أهلى فى غزة .. و فى كل الأرض المحتلة .. هناك .. ان شعبا يتم افناءه بهذه الوقاحة يمتلك الكثير ليقدمه للعالم .. أيها المهندس المبدع !!!!

تقديرى و احترامى
ربيع عقب الباب

عاشقة رغد ووليد 28-07-08 01:16 PM

مسرحية أقل ما أستطيع وصفها بها أنها رائعة
في البداية واجهت صعوبة في فهمها والصعوبة لم تأت من المسرحية بل مني فقد إختلطت علي قليلا الشخصيات لكنني ركزت ففهمت
ليت كل حاكم ظالم يتحول إلى دجاجة...!!!
شكرا للغاية أستاذ ربيع
أسطورة أدبية أنت حقا
تحياتي


الساعة الآن 10:09 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية