-انا ..... انا فى الواقع قابلت بعض من فى القمة . لقد تبادلت بعضا من الحديث مع مارك فيونيك ، واظن اننى لم اعجبه ، لذا لا اعتقد انها فكرة جيدة ان ابقى هنا واعمل معه 0 -الفتيان عادة شديدو التاثر يا سارة .... ولا اظن ان رجلا مثل فينويك ما زال يذكرك ، واظن انه نسى كل شئ عنك بعد خمس دقائق . وبماذا تحدثتم ؟ لم اكن اظن ان رجلا فى مركزه يتصل بالموظفين الادنى رتبة 0 -معك حق 0 وبذلت سارة جهدا كبيرا لتتظاهر انها لم تلاحظ سؤاله الاخير . وترددت برهة ، وعندما بدا ان جورج سيعيد السؤال سارعت للقول : ايامى فى لندن كانت قصيرة ، واصبحت الان من الماضى . وانا قادرة على فصل الاشياء عن بعضها . ساحاول البقاء الى ان يستطيع السير فينويك الاستقرار هنا ، ولكننى لا اضمن قبوله بى 0 -هذا امر منصف ، بعض الاحيان من المفيد مواجة الاحداث الماضية ، فقد تجدين انها غير ذات تاثير ، وتستطيعين نسيانها . وانا متاكد ان مارك فينويك يفضل العمل مع التحدى ، هذا اذا استطعت المحافظة على نفسك 0 |
واطلقت سارة ضحكة بدت رقيقة ومرحة ، عكس ما كانت تشعر به 0 -اقدر لك اهتمامك بى سيد دنت ، ولكن لا تقلق ، فانا اذكر القليل عن سمعة السيد فينويك . على كل قد يكون الان متزوجا ومستقرا 0 واخذت سارة تفكر وهى فى طريقها ذلك المساء الى منزلها . لقد كانت صدمة كبيرة لها عندما علمت ، بعد عودتها من الاجازة ، ان جورج قد باع الشركة وسيتقاعد . اضافة الى صدمة اخرى بان الشركة قد اصبحت ملكا " لاسترو كاميكاليز " وادركت انها لا تستطيع عمل شئ بهذا الخصوص كما لا تستطيع تغيير الماضى 0 منتديات ليلاس للسنتين او الثلاث الماضية كانت تعيش مع عمها وزوجته فى فندقهما على مشارف المدينة . وهى تحب ان تقول ان هذا المكان فى الضواحى ، ولكنه فى الحقيقة قريب كفاية من مكان عملها . وحاولت ان تقنع نفسها بانها تتمتع بالعيش فى الفندق ، حيث هناك تسهيلات اكثر مما تستطيع ان تجده فى المساكن الاخرى . ولكنها كانت تعلم احيانا انها تشتهى ان يكون لها منزل عادى . جدها ، هو الذى اسس هذا الفندق ، بعد ان رجع من فرنسا وتزوج فتاة فرنسية . ابنه الاكبر ، عم سارة ، رينيه ، هو المسؤول عن الفندق الان ، وقد وسع اجنحته حتى اصبح يحتوى على مئة غرفة ، ولم تكن سارة تعيش |
فى شقة العائلة لانها كانت مزدحمة بعمها وزوجته وولديهما . بل كانت تعيش فى غرفة صغيرة على سطح الفندق ، حيث تصر على دفع مبلغ صغير كل اسبوع ، وتعوض عن هذا المبلغ الصغير بالمساعدة ليلا عندما يكون الموظفون قلة . وقطبت سارة ، وتذكرت كم كانت تواقة منذ ثلاث سنوات لتغادر هذا المكان وتجرب حظها فى لندن ، وكيف انها انسلت خفية ، تقريبا ، بعد ذلك عائدة اليه لتخفى قلبها المحطم . ولم تعد الان صغيرة ، كما كانت الفتاة ذات الثمانية عشر 0 بعد ان التقت سارة بعمها وزوجته خاجين الى حفلة زفاف ، ووعدتهما بالانتباة لاعمال الفندق فى غيابهما ، صعدت الى غرفتها . كانت الغرفة هادئة ، ودخلتها وادارت المفتاح لتقفلها جيدا خلفها ، هاهى اخيرا قد حصلت على خلوة ، الفرصة التى سعت اليها لتلعق جرحا اعتبرت لمدة طويلة انه التأم . وكان من الممكن ان يبقى هكذا لو ان المقابلة الاخيرة مع جورج لم تعد نكته 0 لم تلاحظ سارة تماما نصف التنهيدة التى صعدت الى حلقها ، بينما كانت تخلع ثيابها لتغتسل ، وتتركها مكومة دون ترتيب تحت قدميها ، وهذا الشئ لا تفعله عادة . والقت بعض الصابون فى الماء الساخن وهى ترتجف ، قبل ان تكمل خلع ما تبقى من ملابسها . ولكنها تذكرت يدا اخرى الى جانب يدها كانت تقوم بالشئ نفسه .... ولكن هذه اليد لم تكن يدا رقيقة 0 |
يده .... وبتنهيدة خافتة ، انزلقت تحت الماء الدافئ ، غير قادرة على عمل اى شئ سوى ان تترك افكارها الغريزية تحملها الى الماضى ! يومها ، قال عمها رينيه بقلق : لا اعتقد انها فكرة جيدة ان تذهبى الى لندن ، كان من المقرر ان تعملى هنا ، لا ارى سببا لتغيير فكرك ، اعلم انك فقدت والديك لتوك سارة ، وهذا ما يزعجك دون شك ، ولكن الن تكونا سعيدين لمعرفتهما انك هنا معنا بامان ؟ كم هو محبب العم رينيه بايمانه بالحياة الاخرى ! منتديات ليلاس وشعرت سارة فى تلك اللحظة بدموع التاثر تلسع عيناها ، كان يشبه والدها باشياء كثيرة ، وزوجته لوريتا لطيفة ايضا ، ولم تكن تتمنى ان يكون لها اقارب الطف منهما ، ولكنهما لم يفهما لماذا شعرت بانها يجب عليها ان تذهب . فكلما نظرت الى عمها رينيه تذكرت والدها ، وعندما يكون مع زوجته تتذكر والديها . وكان الامر يتكرر ، بحيث ان الالم لم يخف حتى بعد مرور عدة اسابيع . بعض الاحيان كانت تشعر بحاجتها لان تكون على مقربة من شخص ما يحتضنها ويخفف الامها ، مع انها كانت تشعر بالخجل من الفكرة ، ولكن لا عمها ولا زوجته كانا من النوع العاطفى تماما مثل والديها . وقد يحرجهما ، كما كانت تعتقد ، ان تسعى الى الدفء برمى ذراعيها والتعلق بهما . وكان من الافضل للجميع ان تذهب بعيدا ، ولو حتى الى حين تستطيع |
تجميع قواها . فى لندن الكبيرة الصاخبة المزدحمة قد تجد النسيان 0 وتنهدت السيدة لوريتا ، وعيناها تتفحصان سارة 0 -لو انك اكثر وضوحا يا صغيرتى .... ساسمح لك بالذهاب يا طفلتى اذا وعدتنى بان تاخذى معك ثيابا مناسبة ، فقد يكون من الصعب عليك ان تتعودى على الحياة فى مدينة كبيرة دون الاضطرار لتجنب قطعان من الشباب الطامعين ! وبدا هذا الكلام من سيدة حادة الذكاء سخيفا ، وتفهمت سارة مخاوف قريبتها ، ولكنها شعرت انها لا تستطيع الموافقة معها . فهى كانت حتى الان تتهرب من اى علاقة رومنسية ، ربما ذلك عائد الى شدة صرامة والدها النصف فرنسى . وسبب لها تصور ملاحقة الشباب لها ابتسامة خفيفة ، وفكرة ان تكون التنورة الصوفية الطويلة التى سترتديها هى الرادع لهؤلاء الشباب عن ملاحقتها . وانقلبت الابتسامة الى ضحكة خافتة ! وسرعان ما انتبهت لنفسها ، وفرض شعور الادب نفسه عليها 0 -لا استطيع التفكير باى شئ فى مثل هذه الاوقات انه بالنسبة لى وقت للحزن . انا اشعر بكل بساطة اننى يجب ان اذهب هذا كل ما فى الامر 0 |
الساعة الآن 09:49 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية