منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 2 - عصفورة النار - آن ميثر - كنوز احلام القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t156477.html)

dede77 17-02-11 10:46 PM

2 - عصفورة النار - آن ميثر - كنوز احلام القديمة ( كاملة )
 
اليوم راح انزل لكل القراء رواية من روايات احلام القديمة وهى رقم 2 ( عصفورة النار ) للكاتبة آن ميثر 0
الرواية موجودة فى المنتدى مصورة من روايات عبير الجديدة 0
سواء كانت من روايات عبير الجديدة او من روايات احلام القديمة الرواية هى رائعة اتمنى ان تنال اعجاب الجميع 0



*** الملخص ***


ذعرت سارة عندما علمت ان رئيسها الجديد هو مارك فينويك ، الرجل الذى وقعت فى حبه منذ ثلاث سنوات .... الرجل الذى جعلت من نفسها غبية امامه ، والذى اذاها كثيرا 0
منتديات ليلاس
فى الوقت الراهن لا توجد طريقة للتخلص من هذا الوضع . وهى تعرف ان مارك لم يفكر بها منذ تلك الايام وحتى الان ، ولكنها لم تكن متاكدة ابدا ، وحتى الان ، انها تستطيع السيطرة على مشاعرها تجاهه .....
وعندما التقيا وبدات التفاعلات القديمة تعمل اصبحت اقل ثقة ومع ذلك ، فلماذا سيكون مهتما بها الان اكثر مما مضى .... وخاصة ان دولريس جوريز الفاتنة رهن اشارته وفى متناول يده ؟


لا احل نقل جهدي وتعبي بدون ذكر اسمى dede77 واسم منتديات ليلاس

dede77 17-02-11 10:49 PM

عدد فصول الرواية 10 فصول وهم :-

1-نافذة على الماضي 0
2- شتاء ثم صيف !
3- لا تلعبى بالنار !
4- حيث ينتهى العالم !
5- حلم تحطم !
6- انتهى كل شيء !
7- لا اريدك هنا !
8- صدمة فى القلب !
9- سهرة فى بيته 0
10- لا تعرف كم احبك 0

Rehana 17-02-11 11:00 PM

اهلين حبيبتي ديدي نورتي المنتدى ونورتي ليلاس كله.. انا عن جد اشتقت لك وكنت بفكر فيك اليوم:friends:
بالتوفيق حبيبتي في كتابة الرواية .. وراح اقرأ الرواية بعد ماتخلصي من كتابتها
دمتي بكل الوود


http://up.liilas.com/uploads/liilas_12979765701.jpg

اماريج 18-02-11 09:50 AM


تسلم ايديك حبيبتي
وفعلا هي راوية اكثر من رائعة^_*
يعطيك الف عافية مقدما على كتابتها ياعسولة
بانتظارها ياغاليتي وربي مااننحرم منك ابدااااااا ياقلبي
دمت بكل الحب والود ياعمري:flowers2:
:8_4_134:
واحلى وردة لاحلى ديدي
http://up.liilas.com/uploads/liilas_12980153531.gif

فتاة 86 18-02-11 11:06 AM

أحلى ديدي بهلدنيا
كنا عم نستنى طلتك الحلوة يا قمر
متابعينك خطوة بخطوة

:flowers2::friends::flowers2:

arajit 18-02-11 09:17 PM

hala dede chou hal 8eba et alha ma3ak fi kitabet el reweya bes 7abibti yaret matawli 3alina

ayaegypt 19-02-11 07:44 PM

حلوة عصافيرك دي وربنا يزودهم .وشكرا وفرت علي المجهود لأن الرواية دي عندي في الليستة من زمان وبحاول أدور عليها

زهرة منسية 20-02-11 10:49 PM

اهلا وسهلا بيكى دى دى فينك من زمان اكيد حبيبتى الروايه حلوه كتير طالما من اختيارك والكاتبه آن ميثر روايتها حلوه كتير انا دايمن بحب روايتها فانتى موفقه كتير فى اختيارك واول ما تكمليها هقراها على طول ويسلم اديكى مقدمآ بس وحياتى مش تتاخرى علينا :i05Tulip::i05Tulip::i05Tulip::i05Tulip::i05Tulip::i05Tulip: :i05Tulip::i05Tulip::i05Tulip::i05Tulip:

ayaegypt 02-03-11 09:41 PM

برضه مصرة تخلينى ادور عليها

صداقة للابد 03-03-11 03:12 AM

شكرا ديدى 00من الملخص واضح انها حلوة كتيييير
الله يوفقك فى كتابتها انا هقراها بعد ما تكمليها
بسررررررعة كمليها احنا مستنيينك على نااااااااار

dede77 04-03-11 07:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2639272)
اهلين حبيبتي ديدي نورتي المنتدى ونورتي ليلاس كله.. انا عن جد اشتقت لك وكنت بفكر فيك اليوم:friends:
بالتوفيق حبيبتي في كتابة الرواية .. وراح اقرأ الرواية بعد ماتخلصي من كتابتها
دمتي بكل الوود


http://up.liilas.com/uploads/liilas_12979765701.jpg


الف اهلا بك قمر حبيبتى نورتى الرواية انا واللله مشتاقة لك بس انت عارفة الاحوال .
ان شاء الله تعجبك بعد ما اخلصها فى انتظار ردك الجميل حبيبتى .
مع كل حبى وقبلاتى 0

dede77 04-03-11 07:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 2639783)

تسلم ايديك حبيبتي
وفعلا هي راوية اكثر من رائعة^_*
يعطيك الف عافية مقدما على كتابتها ياعسولة
بانتظارها ياغاليتي وربي مااننحرم منك ابدااااااا ياقلبي
دمت بكل الحب والود ياعمري:flowers2:
:8_4_134:
واحلى وردة لاحلى ديدي
http://up.liilas.com/uploads/liilas_12980153531.gif

تسلمى من كل شر احلى اماريج 0
الحمد لله ان الرواية عجبتك . اهلا بك اماريج دائما واهلا بتعليقاتك الرائعة مثلك 0
:8_4_134:

dede77 04-03-11 07:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2639813)
أحلى ديدي بهلدنيا
كنا عم نستنى طلتك الحلوة يا قمر
متابعينك خطوة بخطوة

:flowers2::friends::flowers2:


شكرا على كلامك الرقيق ارق فتاة . شكرا حبيبتى على متابعتك المستمرة وفى انتظار رايك فى الرواية 0



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arajit (المشاركة 2640311)
hala dede chou hal 8eba et alha ma3ak fi kitabet el reweya bes 7abibti yaret matawli 3alina

شكرا حبيبتى وان شاء الله الرواية تعجبك . وان شاء الله اكملها بسرعة 0

dede77 04-03-11 07:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ayaegypt (المشاركة 2641374)
حلوة عصافيرك دي وربنا يزودهم .وشكرا وفرت علي المجهود لأن الرواية دي عندي في الليستة من زمان وبحاول أدور عليها

ان شاء الله تعجبك بعد ما تقراينها . والعصافير كثيرة بالفعل بس اللى يصطادها 0
شكرا لك اية 0



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2642654)
اهلا وسهلا بيكى دى دى فينك من زمان اكيد حبيبتى الروايه حلوه كتير طالما من اختيارك والكاتبه آن ميثر روايتها حلوه كتير انا دايمن بحب روايتها فانتى موفقه كتير فى اختيارك واول ما تكمليها هقراها على طول ويسلم اديكى مقدمآ بس وحياتى مش تتاخرى علينا :i05Tulip::i05Tulip::i05Tulip::i05Tulip::i05Tulip::i05Tulip: :i05Tulip::i05Tulip::i05Tulip::i05Tulip:

شكرا لك على كلامك الجميل نونا وعنك حق روايات ان ميثر روايات دائما رائعة .
ان شاء الله اكملها بسرعة علشان خاطر عيونكم حبيبتى .
ان شاء الله ما اتاخر عليكم 0

dede77 04-03-11 07:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ayaegypt (المشاركة 2656767)
برضه مصرة تخلينى ادور عليها

اسفى اية بس والله النت كان قاطع عندى من يوم 17-2 لحد الامس عندم اشتغل بعد تصليح الشريحة وعلشان خاطر عيون سوف انزل فصلين اليوم وفصلين غدا ان شاء الله 0
يا رب ما تكونى زعلانة لانك دورتى عليها 0



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صداقة للابد (المشاركة 2657691)
شكرا ديدى 00من الملخص واضح انها حلوة كتيييير
الله يوفقك فى كتابتها انا هقراها بعد ما تكمليها
بسررررررعة كمليها احنا مستنيينك على نااااااااار


هى بالفعل حلوة ويا رب تعجبك . ان شاء الله اكملها بسرعة 0

dede77 04-03-11 07:40 PM

الفصل الاول 0

** نافذة على الماضى **


احتقن وجه سارة شاو ، هذا شئ لا يذكر انه حدث لها منذ زمن بعيد ، واكمدت عيناها وهى تقول : كنت اتمنى لو انك اعلمتنى مسبقا بالامر يا سيد دنت ، فليس من الانصاف ان ترمى الانباء فى وجه الاخرين !

وتطلع جورج دنت بدهشة ، فقد تم كل شئ فى المرحلة الاخيرة من التسلم والتسليم بسهولة . والسير دايفد ومجلس ادارته لم يناقشوا التفاصيل كثيرا . وذلك عائد دون شك الى واقع ان المدير الادارى لدى السير دايفد ، مارك فينويك ، هو رجل قدير ذو ذكاء لامع ، وعلى المام بادق الشؤون التى تخص شركة جورج دنت 0
منتديات ليلاس
وتنهد جورج وهو يتامل وجه سكرتيرته الشابة سارة المضطرب بشكل غير عادى 0

بسبب جهد مارك فينويك تم استلام شركة جورج بسهولة رائعة . صحيح ان الطريقة التى سينهى بها حياته العملية ، بان تستولى شركة ضخمة مثل شركة " استرو كاميكالز " على شركته ، هى طريقة غير مرضية ، على الرغم من ان المبلغ المدفوع كان يفوق ما تخيله . ولا يستطيع الانكار انه كان يفضل ان يبقى مرفوع الراية حتى النهاية . على كل

dede77 04-03-11 07:42 PM

الاحوال ، ولانه لا عائلة له يتركها لهم ، ومنفصل عن ابنه السئ السمعة الذى نادرا ما تلتقيه ، فان الامر هكذا افضل له 0

وخاطب سارة بلهجة مرحة لطيفة : اسف يا سارة لانك تشعرين ان من اللازم ان استشيرك . ولكنها ليست غلطتى لوحدى . فقد اصرت شركة استرو على السرية المطلقة حتى يتم كل شئ . ولم اكن فى وضع استطيع معارضتهم 0

وعضت سارة شفتها اذ لازالت متوترة ، وجورج كان دائما لطيفا معها . وهزت راسها قائلة : يصعب على كبريائى قبول الامر . كما يصعب على اننى لم اكن اعلم بما يجرى . ولكن من المفترض بالسكرتيرة الجيدة ان تعلم حتى بما يفكر به رئيسها ! ولست متاكدة من اننى ارغب فى البقاء مع رئيس جديد يا سيد دنت 0

-سارة ! كلنا لا نحب التغيير . انت سعيدة معى لانك تعرفين طريقة عملى . ولقد علمتك الكثير ، كما انك تعرفين كل شئ عن الشركة مثلى تماما . ولهذا السبب بالذات ترغب بك شركة " استرو كاميكالز " 0

وابتسم جورج لها ابتسامة من لا يوافق على رايها وتابع : من الصعب استبدالك فورا . ولو اننى قبلت بالبقاء فى مركزى لما تغير شئ . ولكننى قررت التقاعد . وشركة استرو ترغب فى ان يسير كل شئ

dede77 04-03-11 07:44 PM

بسهولة قدر المستطاع . ومارك فينويك يعجبنى ، فقد امضى فترة طويلة فى الخارج ، وهو لا يحب ان يبدد الوقت سدى على شئ جديد عليه 0

-مديرهم الادارى هذا .....
وترددت وقد تعرقت يداها وشعرت انها غير قادرة على لفظ اسمه 0

-اليس من الافضل لشركة مثل " استرو كاميكالز " ان ترسل شخصا اقل منه رتبة ؟
منتديات ليلاس
فور تفوهها بهذا القول شعرت انها اخطات فلجورج دنت كبرياؤه ، هو حساس جدا فى هذه الايام . ولكنه قال لها بهدوء : بالطبع ، ولكنه لا ينوى البقاء بصورة دائمة . ومؤسسته كبيرة على الرغم من سجلها السئ الحظ خلال الستين الماضيتين ، والامر يبدو وكانه تحد لرجل مثل فينويك ، والشخص الذى سيثق به سيكون اهلا لهذه الثقة . وستكونين مساعدة عظيمة له . فهو بحاجة الى شخص مثلك ليعمل كنوع من مخفف الصدمات عنه ، ويتعامل مع المتطلبات الكبيرة التى سيواجهها على الاقل فى الستة اشهر الاولى 0

ومرة اخرى شعرت سارة بصعوبة فى تنفسها وهى تقول : هل .... هل سال عن اسمى ؟

dede77 04-03-11 07:46 PM

-لا ، وكان من الافضل لى ان اذكره عندما كنت اصف له مقدرتك ، امل ان لا تجدى صعوبة معه يا سارة !

-ولكن ستة اشهر ؟

وبدا كلامها يائسا حتى فى اذنيها ، ولم يلاحظ ذلك ، ولم يكن حتى يستطيع ان يخمن لماذا ! وقطب حاجبيه فى اول اشارة لنفاذ صبره 0

-انها ليست فترة طويلة يا فتاتى . واكد لى مارك فينويك انه سيعتنى بك جيدا ، وانت تعرفين ماذا يعنى لى ذلك التجول اضافة الى ذلك سيكون وضعك افضل 0

وهزت سارة راسها يائسة ، وهى تشعر ان التيار قد جرفها نحو رجل لم تكن تريد ابدا ان تراه مرة اخرى 0

-انا فقط . لا احب فكرة العمل مع غريب . ليس مع رجل من هذا النوع على كل الاحوال 0

-اظن انك ستفعلين ، فلديك عقل ممتاز ، وسيدفعك هذا الى الامام اذا استفدت من الفرصة . هل تعرفين الرجل ؟

dede77 04-03-11 07:48 PM

وازدادت حدة نظرته ، وكانما ظهر له شئ ما فى وجه سارة الممتقع ، وانعم التفكير ورجع بذاكراته الى الوراء 0

-لقد عملت سابقا فى مؤسسة ما فى لندن اليس كذلك يا سارة قبل ان تاتى الى هنا ؟

-فى الحقيقة كانت شركة " استرو كاميكالز " التى عملت فيها 0

-يا الهى ، اظن انك اخبرتنى من قبل وقد نسيت 0
-لا تهتم بالامر ، على الاقل تركتهم بمحض ارادتى 0
منتديات ليلاس
وبد عليه الارتياح ، دون ان يلاحظ اضطرابها 0

-اظن ان مركزك كان صغيرا ، كما اظن انك لم تقتربى ابدا من الادارة العليا ، انا افهم الان ماذا يقلقك . ولكن لا اظن انك يجب ان تذكرى هذا للسيد فيونيك الا ااذ كنت راغبة فى ذلك 0

وتهدج صوتها ، وشعرت بالالم مرة اخرى . فالشقاء القديم الذى املت بانها نسيته ، عاد الى البروز بسرعة فى حياتها 0

dede77 04-03-11 07:50 PM

-انا ..... انا فى الواقع قابلت بعض من فى القمة . لقد تبادلت بعضا من الحديث مع مارك فيونيك ، واظن اننى لم اعجبه ، لذا لا اعتقد انها فكرة جيدة ان ابقى هنا واعمل معه 0

-الفتيان عادة شديدو التاثر يا سارة .... ولا اظن ان رجلا مثل فينويك ما زال يذكرك ، واظن انه نسى كل شئ عنك بعد خمس دقائق . وبماذا تحدثتم ؟ لم اكن اظن ان رجلا فى مركزه يتصل بالموظفين الادنى رتبة 0

-معك حق 0

وبذلت سارة جهدا كبيرا لتتظاهر انها لم تلاحظ سؤاله الاخير . وترددت برهة ، وعندما بدا ان جورج سيعيد السؤال سارعت للقول : ايامى فى لندن كانت قصيرة ، واصبحت الان من الماضى . وانا قادرة على فصل الاشياء عن بعضها . ساحاول البقاء الى ان يستطيع السير فينويك الاستقرار هنا ، ولكننى لا اضمن قبوله بى 0

-هذا امر منصف ، بعض الاحيان من المفيد مواجة الاحداث الماضية ، فقد تجدين انها غير ذات تاثير ، وتستطيعين نسيانها . وانا متاكد ان مارك فينويك يفضل العمل مع التحدى ، هذا اذا استطعت المحافظة على نفسك 0

dede77 04-03-11 07:52 PM

واطلقت سارة ضحكة بدت رقيقة ومرحة ، عكس ما كانت تشعر به 0

-اقدر لك اهتمامك بى سيد دنت ، ولكن لا تقلق ، فانا اذكر القليل عن سمعة السيد فينويك . على كل قد يكون الان متزوجا ومستقرا 0

واخذت سارة تفكر وهى فى طريقها ذلك المساء الى منزلها . لقد كانت صدمة كبيرة لها عندما علمت ، بعد عودتها من الاجازة ، ان جورج قد باع الشركة وسيتقاعد . اضافة الى صدمة اخرى بان الشركة قد اصبحت ملكا " لاسترو كاميكاليز " وادركت انها لا تستطيع عمل شئ بهذا الخصوص كما لا تستطيع تغيير الماضى 0
منتديات ليلاس
للسنتين او الثلاث الماضية كانت تعيش مع عمها وزوجته فى فندقهما على مشارف المدينة . وهى تحب ان تقول ان هذا المكان فى الضواحى ، ولكنه فى الحقيقة قريب كفاية من مكان عملها . وحاولت ان تقنع نفسها بانها تتمتع بالعيش فى الفندق ، حيث هناك تسهيلات اكثر مما تستطيع ان تجده فى المساكن الاخرى . ولكنها كانت تعلم احيانا انها تشتهى ان يكون لها منزل عادى . جدها ، هو الذى اسس هذا الفندق ، بعد ان رجع من فرنسا وتزوج فتاة فرنسية . ابنه الاكبر ، عم سارة ، رينيه ، هو المسؤول عن الفندق الان ، وقد وسع اجنحته حتى اصبح يحتوى على مئة غرفة ، ولم تكن سارة تعيش

dede77 04-03-11 07:54 PM

فى شقة العائلة لانها كانت مزدحمة بعمها وزوجته وولديهما . بل كانت تعيش فى غرفة صغيرة على سطح الفندق ، حيث تصر على دفع مبلغ صغير كل اسبوع ، وتعوض عن هذا المبلغ الصغير بالمساعدة ليلا عندما يكون الموظفون قلة . وقطبت سارة ، وتذكرت كم كانت تواقة منذ ثلاث سنوات لتغادر هذا المكان وتجرب حظها فى لندن ، وكيف انها انسلت خفية ، تقريبا ، بعد ذلك عائدة اليه لتخفى قلبها المحطم . ولم تعد الان صغيرة ، كما كانت الفتاة ذات الثمانية عشر 0

بعد ان التقت سارة بعمها وزوجته خاجين الى حفلة زفاف ، ووعدتهما بالانتباة لاعمال الفندق فى غيابهما ، صعدت الى غرفتها . كانت الغرفة هادئة ، ودخلتها وادارت المفتاح لتقفلها جيدا خلفها ، هاهى اخيرا قد حصلت على خلوة ، الفرصة التى سعت اليها لتلعق جرحا اعتبرت لمدة طويلة انه التأم . وكان من الممكن ان يبقى هكذا لو ان المقابلة الاخيرة مع جورج لم تعد نكته 0

لم تلاحظ سارة تماما نصف التنهيدة التى صعدت الى حلقها ، بينما كانت تخلع ثيابها لتغتسل ، وتتركها مكومة دون ترتيب تحت قدميها ، وهذا الشئ لا تفعله عادة . والقت بعض الصابون فى الماء الساخن وهى ترتجف ، قبل ان تكمل خلع ما تبقى من ملابسها . ولكنها تذكرت يدا اخرى الى جانب يدها كانت تقوم بالشئ نفسه .... ولكن هذه اليد لم تكن يدا رقيقة 0

dede77 04-03-11 07:55 PM

يده .... وبتنهيدة خافتة ، انزلقت تحت الماء الدافئ ، غير قادرة على عمل اى شئ سوى ان تترك افكارها الغريزية تحملها الى الماضى !

يومها ، قال عمها رينيه بقلق : لا اعتقد انها فكرة جيدة ان تذهبى الى لندن ، كان من المقرر ان تعملى هنا ، لا ارى سببا لتغيير فكرك ، اعلم انك فقدت والديك لتوك سارة ، وهذا ما يزعجك دون شك ، ولكن الن تكونا سعيدين لمعرفتهما انك هنا معنا بامان ؟

كم هو محبب العم رينيه بايمانه بالحياة الاخرى !
منتديات ليلاس
وشعرت سارة فى تلك اللحظة بدموع التاثر تلسع عيناها ، كان يشبه والدها باشياء كثيرة ، وزوجته لوريتا لطيفة ايضا ، ولم تكن تتمنى ان يكون لها اقارب الطف منهما ، ولكنهما لم يفهما لماذا شعرت بانها يجب عليها ان تذهب . فكلما نظرت الى عمها رينيه تذكرت والدها ، وعندما يكون مع زوجته تتذكر والديها . وكان الامر يتكرر ، بحيث ان الالم لم يخف حتى بعد مرور عدة اسابيع . بعض الاحيان كانت تشعر بحاجتها لان تكون على مقربة من شخص ما يحتضنها ويخفف الامها ، مع انها كانت تشعر بالخجل من الفكرة ، ولكن لا عمها ولا زوجته كانا من النوع العاطفى تماما مثل والديها . وقد يحرجهما ، كما كانت تعتقد ، ان تسعى الى الدفء برمى ذراعيها والتعلق بهما . وكان من الافضل للجميع ان تذهب بعيدا ، ولو حتى الى حين تستطيع

dede77 04-03-11 07:57 PM

تجميع قواها . فى لندن الكبيرة الصاخبة المزدحمة قد تجد النسيان 0

وتنهدت السيدة لوريتا ، وعيناها تتفحصان سارة 0

-لو انك اكثر وضوحا يا صغيرتى .... ساسمح لك بالذهاب يا طفلتى اذا وعدتنى بان تاخذى معك ثيابا مناسبة ، فقد يكون من الصعب عليك ان تتعودى على الحياة فى مدينة كبيرة دون الاضطرار لتجنب قطعان من الشباب الطامعين !

وبدا هذا الكلام من سيدة حادة الذكاء سخيفا ، وتفهمت سارة مخاوف قريبتها ، ولكنها شعرت انها لا تستطيع الموافقة معها . فهى كانت حتى الان تتهرب من اى علاقة رومنسية ، ربما ذلك عائد الى شدة صرامة والدها النصف فرنسى . وسبب لها تصور ملاحقة الشباب لها ابتسامة خفيفة ، وفكرة ان تكون التنورة الصوفية الطويلة التى سترتديها هى الرادع لهؤلاء الشباب عن ملاحقتها . وانقلبت الابتسامة الى ضحكة خافتة !

وسرعان ما انتبهت لنفسها ، وفرض شعور الادب نفسه عليها 0

-لا استطيع التفكير باى شئ فى مثل هذه الاوقات انه بالنسبة لى وقت للحزن . انا اشعر بكل بساطة اننى يجب ان اذهب هذا كل ما فى الامر 0

dede77 04-03-11 07:59 PM

-حسنا ، ربما تكونين على صواب 0

وذكرت اسم رجل اعمال اعتاد النزول فى فندقهم منذ عدة سنوات 0

-جون مايلز .... هل انت متاكدة انه قادر على تدبير وظيفة لك ؟

-نعم ، له ابن عم يعمل رئيس حسابات فى مؤسسة كبيرة ، وقد وعدنى بالوظيفة اذا نجحت فى الاختبار ، وجون لا يرى سببا لفشلى 0

ولم يبد ان العم رينيه قد تاثر 0

-يعطيك الوظيفة دون خبرة ؟
منتديات ليلاس
واجابته سارة بابتسامة : ساحصل على الخبرة ! ساكون مبتدئة فى مركز صغير ، ولو عدت الى هنا ساكون مفيدة لكم 0

-انت كذلك فعلا ، فقد نجحت فى كلية التجارة يا سارة ، ولا ارض ان احدا يستطيع ايجاد عيب فيك 0

dede77 04-03-11 08:00 PM

-شكرا لك ايها الحبيب ....

وابتسمت سارة وقد جعلها تقدير عمها لها تشعر بالخجل من شكها السابق بمشاعره 0

-اننى فقط ارغب فى رؤية القليل من العالم 0

وغلب على عمها رينيه لكنته الفرنسية من شدة التاثير وقال لها : افردى جناحيك الصغيرين يا مدموازيل مثل الفراشة ، ولكن كونى حذرة شيرى فالفراشات سريعات العطب 0

-ولكننى لست فراشة يا عمى ، كنت اتمنى ان اكون !

وحزمت حقائبها وغادرت من لندن الى المنزل الذى ستمكث فيه الى ان تجد غرفة تسكنها . وهذا ما لم تتمكن من تدبيره حتى النهاية ، ليس لان الغرف صعبة الوجود ، بل لان بقاءها فى لندن كان اقصر مما توقعت 0

" استروكاميكالز " او " المشاريع " كما كانت تدعى غالبا ، نسبة لتورطها فى " المشاريع " كبيرة ، تحتل بناء ضخما ، يتكون من الكثير من الطوابق والعديد من المكاتب 0

dede77 04-03-11 08:03 PM

عندما التقى بها ديكى غوردن يوما وهى تقف فى منتصف نوع من مفارق الطرق بين الممرات ، كانت فى الواقع ضائعة ، لا تعرف اى اتجاه تذهب وسالها بلهجة كسولة : اتحتاجين لمساعدة ؟
منتديات ليلاس
واستدارت فزعة من سماع صوته ، فالسجاد السميك اخفى صوت قدميه صوت قدميه ، ورات رجلا طويلا اشقر الشعر ، ربما فى اواسط العشرين من عمره ، وقد كسى الاهتمام وجهه الوسيم لدى لقاؤه عينا سارة الزرقاويتين 0

-هل انت ضائعة ؟

واجابت بنفس مقطوع : نعم .... وانت ؟

-لا .... فى الحقيقة ....

-اوه .... اعنى اننى لم اقابلك من قبل !

-انا هنا فى الاعالى بين الكبار ... احاول ان اتعلم ان اكون واحدا منهم 0

-اوه .... يا مسكين 0

dede77 04-03-11 08:05 PM

وعادت الى الابتسام . وهى تفكر بانه اول شخص لم تشعر بالارتباك معه منذ ان وصلت هنا . ليس لانها صدقت انه ينتمى الى الطابق العلوى من المنفذين ، فقد بدا غير مبال كثيرا بهذا الامر . قليل الاهتمام ، اذا صح التعبير ، بمشاكل العالم . وضحكت ضحكة قصيرة ، على الرغم من انها ليس فتاة تستلم للعبث مع الغرباء ، وخاصة الشبان ذوى الجاذبية . تذكر انها كانت تضحك للريح ، للغيوم المتسابقة ، لاشياء كثيرة مثل الخيول وهى تقفز ببحرية فى الحقول ، واذنابها تتطاير ، ولكن . لم تضحك من قبل هكذا . ومع ذلك لم يكن هناك شئ مثير فى حديثهما المتبادل ، وكانا وكانهما طفلان يلعبان ، متغيبان بضع دقائق عن المدرسة . ولم تلاحظ سارة كيف برقت عيناه بالاهتما ، وهو يقول : اخبرينى عن اسمك 0

-هل هو امر ؟ .... وابتسمت " امر صادر من الكبار " ؟وتجهم وجهه متوعدا لدرجة اضحكتها من جديد 0

-تستطيعين اعتباره هكذا ....

-اذا يبدو اننى مضطرة للخضوع .... سارة شاو .... وما اسمك ؟

-الرعايا الاقل شانا ليس من المفروض ان يسالوا !

dede77 04-03-11 08:07 PM

ولانه بدا كطفل لطيف قالت : ارجوك ....

-وهل استطيع رفض اى طلب منك .... ريتشارد غوردن ، واصدقائى يدعوننى ديكى 0

وتمتمت محاولة جاهدة ان تبدو رسمية : كيف حالك ....

-اسمعى .... هل عندك ما يشغلك هذا المساء ؟
منتديات ليلاس
تاثيره الفورى عليها كان وكانه اخ . وبدا لها فجاة انه قد يكون يكون مهتما بها اكثر من اخت ! فى الواقع كان ينظر الى وراء بلوزتها البيضاء وتنورتها الكحلية ! وبدا الامر وكانها قصة رومنسية قصيرة . وقرصت سارة نفسها خلسة لتتاكد من انها لا تتخيل الاشياء . ولم تكن متاكدة انها تريد ان تخرج مع ديكى غوردن .ودفعها هذا الى بعض الغرور ، واعطاها شعورا برفعة الشان ، لكونها تتحدث معه دون كلفة ، ولكنها شعرت بشئ من الحذر منعها من المضى اكثر ، ليس لانه يبدو جذابا ببذلته الانيقة ، فهو يملك ايضا وجها جميلا ودودا . ومع ذلك بقيت مترددة 0

-لقد سالتك سؤالا يا سارة الصغيرة ....

وابتسم ليضفى على نفسه نظرة جليلة اخرى ، فاجابت بسرعة : اسفة .... اعنى .... لا ، ليس لدى شئ يشغلنى
0

dede77 04-03-11 08:09 PM

-سارة ، هل تخرجين معى ؟ لا شئ خاص ، ولا لزوم للملابس الفاخرة ، يجب ان نعرف بعضنا اكثر 0

وبدا هذا معقولا ولطيفا ، فهو يعمل حيث تعمل الامر الذى قد يعنى لها شيئا ، على الاقل قد يساعدها فى التغلب على مخاوفها ، كل القصص التى سمعتها عما حدث للفتيات غير الحذرات فى المدن الكبيرة الفاسدة ، ذهبت ادراج الريح .... ووافقت قائلة " نعم " 0

-عظيم ، سامر لاصطحبك عند نهاية الشارع ... اين يكون هذا ؟

واخبرته اين تسكن وزادت كلمة شكر 0

-اراك فيما بعد يا فتاتى .... ولكن هناك شئ ....

-ما هو ؟

-ستبقين هذا الامر سرا ، اليس كذلك يا سارة ؟ لا استطيع تحمل وشوشات المكاتب فقد تصبح بعيدة عن الحقيقة ، كما تعلمين ، ولا اريد توريطك!

dede77 04-03-11 08:11 PM

ولاحقته سارة بنظراتها وهو يبتعد ، وهى تحس ببعض الدوار ، وغيرمتاكدة ، قلبيا ، من ان يكون تصرفها صائبا . هل كانت متهورة لقبول الدعوة من غريب ؟ حتى ولو كان يعمل فى المؤسسة نفسها ؟ وهل من المعقول السماح لنفسها بعقد صداقة ونسيان كل الاعراف والتقاليد التى تربت عليها ؟ ريتشارد غوردون يبدو لطيفا ، ولديها رغبة فجائية لان تشارك شخصا ما الضحك ، فهل هذا خطا ؟

وتساءلت فيما بعد اذا كان سيتراجع ، فالمواعيد العرضية ، تسقط فى الغالب عرضيا . وقد يغير رايه بسهولة . ووجدت نفسها مندهشة عندما شاهدته ينتظر عند نهاية الشارع 0

-انا سعيد لقدومك 0

اجابته وهى تنزلق الى جانبه فى سيارته المكشوفة : وانا كذلك 0
منتديات ليلاس
اجفلتها هذه الفخامة ، فمهما يكن ، من المؤكد ان وظيفته افضل بكثير ليتمكن من تحمل اعباء هذا المستوى الواضح !

على الاجمال ، وعلى الرغم من تحفظه ، بدا ماخوذا بها . ولم تنوى سارة ان تستعجل الامور او ان تترك بعض الاطراء يوثر على راسها ، لقد اعجبها بالقدر نفسه الذى كان بعد ظهر هذا اليوم ،

dede77 04-03-11 08:13 PM

ولكن هذا الاعجاب لم يكن بالقدر نفسه عندما فاجاها بعناق وهو يتمنى لها ليلة سعيدة ، فقد احست بالارتعاد ، ولكنها ابتسمت ببساطة وتمنت له ليلة سعيدة 0

خلال الاسابيع التى تلت ، خرجت معه مرة بعد مرة ، ولكن لم يجعلها ذلك تعرفه اكثر . ولكن ، ولو ان علاقتهما محكوم عليها ان لا تتطور نحو شئ مميز ، الا انها كانت تشعر بالارتياح . وفى بعض الاوقات كانت تنظر اليه بامعان 0

وكمعظم الشباب فى مركزها ، كان اكثر عملها منصبا على البحث عن اوراق وحملها من مكان الى مكان ، وكانت تعمل بجد حتى وقت متاخر حتى انها كانت تعتبر نفسها محظوظة عندما تحصل على فرصة للغذاء !

ويوم الاربعاء لم يكن استثناءا .... وقبل بضع دقائق من الساعة الواحدة وصلت رسالة عاجلة من الادارة 0

وصرخت الين غريغ ، رئيسة السكرتاريا فى القسم 0

-انه عمل لك يا سارة . بعض المعلومات مطلوبة للمحاسبة . ويجب ان تاخذيها الى فوق فورا 0

dede77 04-03-11 08:15 PM

-فورا ؟
-عندما ينتهى السيد تريفور من تجميعها 0

-ولكن غذائى ؟

-العمل بالنسبة لعمرك امتياز يا عزيزتى . فلا تفسديه ، هذه المرة لم تكن مستاءة من نوعية عملها ، فربما تجد فرصة فى الطابق العلوى تلقى بها نظرة على ريتشارد ، ويجب ان تتذكر انه يدعى اختصارا " ديكى " ! لم يكن قد افصح لها عن القسم الذى يعمل فيه . وملاها الفضول بشكل لم يكن ليتملكها لو انه لم يبق الامر سرا . وكانت متاكدة ان مراوغته هذه سببها احراج سابق ، ولكنها لم تستطع الا ان تشعر بالاستياء قليلا لانه لم يثق بها 0
منتديات ليلاس
واخيرا انتهى السيد تريفور من تجميع المعلوملت المطلوبة ، وسلمها لسارة ، مع تعليمات لتحملها الى فوق فورا 0

-احمليها الى مكتب السيد فينويك ، لو سمحت ، لا الى مكان اخر 0

هل يظن الجميع ان من الطبيعى لفتاة فى مثل سنها ان تكون غبية ؟

dede77 04-03-11 08:27 PM

وهزت راسها بنكد ، بينما كانت تستقل المصعد الى الطابق العلوى . السيد تريفور كان لطيفا تماما كما قال عنه جون مايلز ، ولكنها كانت تشك بان لا هو ولا الانسة غريغ ، ينظران اليها كشخص حقيقى ، وكانهما لم يفهما ان المرء كى يقدر على ترك عائلته ، وان يعمل بعيدا عن منزله ، يجب ان يكون راشدا بما فيه الكفاية 0

لم تشعر من الثقة بالنفس بينما هى تترك المصعد ، وتمضى فى طريقها الى حيث تقصد ، هنا الصمت مطبق ولا اثر لديكى بالتاكيد . ودقت على الباب الخارجى الذى كتب عليه " المدير الادارى " كانت تعرف ان سكرتيرة السيد فينويك تدعى الانسة درو ، ولكنها لم تجد لها اثرا فافترضت انها ذهبت الى الغذاء . اذا ماذا ستفعل الان ؟ وكانت على وشك ان تضع الملف على طاولة الانسة درو ، عندما سمعت حركة تصدر عن المكتب الداخلى مما انبأها ان هناك شخص ما فى الداخل . ربما السيد فينويك نفسه ، وقطبت سارة ، هل تترك الملف على طاولة الانسة درو على امل ان يراه ، ام هل يجب ان تدخله بنفسها ؟ وبينما هى تفكر ما العمل ، فتح الباب الذى كانت تحدق اليه ، وخرج منه رجل 0

-اه ، واخيرا ! لماذا لم تدخليه فورا يا فتاة ، بدلا من التردد هنا ؟

dede77 04-03-11 08:29 PM

وشعرت سارة بيديها حارتين ، وارتجفت بينما كانت تمرر له الملف وارتبكت ثانية عندما استدار فجاة ودخل عائدا الى مكتبه . هل يتوقع منها ان تتبعه ؟ وشعرت بانها ساذجة اكثر من اى وقت مضى ، ولم تعرف ماذا تفعل . القليل جدا من الفتيات فى مثل عمرها يعرفن تماما ماذا يفعلن اذا واجهن رجل مثل هذا ، لم تتذكر سوى عينيه ، فقد بدتا وكانهما تنظران الى اعماقها . ولم ترتح لافكارها ، وتبعته الى الداخل ، بحذر . وبعد ان جلس فى مقعده واخذ يراقبها ، سارت نحوه ووضعت الملف امامه 0
منتديات ليلاس
وقالت له بعد ان خطت خطوة الى الوراء : اسفة ياسيد فينويك . لقد طلب منى السيد تريفور ان اتاكد من وصول هذا الملف الى جهته الصحيحة . وعندما لم اجد الانسة درو لم اكن واثقة مما يجب ان افعل 0

-حقا يا انسة ....مهما كان اسمك . هل يفترض ان يؤثر على اعتذار لا قيمة له كهذا ؟

كانت عيناه تهزان بها ، وشعرت بنفسها ترتعش وهى تحدق فى عمقهما الملتهب . ورمشت عيناها بسرعة ، وقد ادركت انه يشعر بانزعاج قد لا يكون له اى علاقة شخصية بتصرفها . ومع ذلك لم يمنعها هذا من الرد سريعا دون تعقل فقالت بحرارة : لم يكن هذا الاعتذار سيد فينويك ، بل توضيح بسيط . فانا لم اصعد الى هنا من قبل لذلك لم اكن اعرف انك ستكون هنا . ولكنك لا تستطيع لومى على هذا !

dede77 04-03-11 08:31 PM

*****
ّّّّّّّّ
~ ~ انتهى الفصل الاول ~ ~


اتمنى قراءة ممتعة للجميع

dede77 04-03-11 08:34 PM

الفصل الثانى 0

** شتاء ثم صيف ! **


اخرج مارك فينويك نفسا عميقا ، وضاقت عيناه بحدة بينما كان ينظر الى الفتاة الشاحبة ، المتحدية قليلا ، الواقفة امامه ، وقال بصوت ملئ بالتهكم الجاف : يبدو انك لم تكونى فى اى مكان من قبل ، عجبا ؟ اود ان اعرف من اين ياتون بامثالك 0
وحدقت به سارة بحيرة ، وقد سببت لها اهانته عودة اللون الاحمر الى بشرتها . وتساءلت لماذا لم تذكر الانسة درو ان البقاء دون طعام قد يكون له هذا الاثر الماساوى على اطباع الرجل . وجعلتها نظرته ترتجف ، وظنت ان عيناه قد توفران لها جوابا . لقد كانتا رماديتان فاتحتان ، تشابهان الثلج برودة . وقالت وهى تشعر بالدوار : سيد فينويك ، اظن ان ملاحظتك هذه
، غير منصفة 0
منتديات ليلاس
-اوه هكذا تظنين ؟

وانحنى الى الامام حتى انها استطاعت ان ترى الخطوط القاسية الواضحكة لفكيه 0

-الم يقل لك احد ان صغار من فى المكاتب ، ليسوا فى وضع يقدرون فيه على التساؤل عن اى ملاحظة اعطيها ؟
وكان هذا ، لو ان لديها اى عقل ، كفيل بان يجعلها تتراجع ، بعد ان تعبر بطريقة مناسبة عن الندم . ولكن بدا وكان شيئا يلزمها بالبقاء حيث هى ، اسيرة نظرته الباردة 0

dede77 04-03-11 08:36 PM

-اخشى اننى اجد من الصعوبة ان اتقبل شيئا لا اوافق عليه 0

-هكذا اذا ، نحن لسنا فقط جسورين بل وقحين ايضا ! ومع ذلك استطيع ان اقسم بانك سيدة شابة ذات تربية جيدة . اخبرينى انسة .... انسة شاو ، هل انت ساذجة كما تبدين ام انك تقصدين اجتذاب انتباهى ؟

وحدقت سارة به ، وقد اتسعت عيناها الزرقاوان وهى تشعر بشعور غريب يقارب الصدمة يتحرك فيها . وخفق قلبها بسرعة ، حتى شعرت بضرورة وضع يدها عليه لتحميه ، واصبحت عيناها الزرقاوان قاتمتين بغرابة . لقد شعرت بانشداد غريب بينها وبين هذا الرجل الذى يراقبها ببرود بدا لا علاقة له بمركزها الادنى او بقلة الاحترام الظاهرة فى ردها ، لقد تعلمت بما فيه الكفاية لتدرك ان اى شئ يزعج رؤوس من هم فى الادارة ، يميلون دوما ان يلقوه على راس موظفيهم . ومع ذلك ، وبينما كل غريزة فيها تحذرها من ان السيد فينويك لم يكن صباحه جيدا ، لم تستطع سوى ان تشعر ساخطة ان عليه ان يتخلص من نقمته عليها !
منتديات ليلاس
-لم تعتقد ان على لفت انتباهك سيد فينويك ؟

وبدا يتفحصها عن كثب وهو يشد على فمه وبدا قد تخلى عن اية فكرة بانه لم يكن منصفا بحقها . واصبح من الواضح انه قرر ان النكرات الصغيرة امثالها ، يمثلن كبش الفداء المثالى وبما ان يومه كان مزعجا جدا فقد شعر بحاجته الى كبش فداء 0

-لماذا يجب عليك جذب انتباهى ؟ كيف لى ان اعرف الجواب ؟ ما اعرفه ان البعض من امثالك يرغبون فى الاغماء عند قدمى . ذلك النهار فتاة مثلك ركضت ورائى وهى تحمل منديلا لم يكن لى .

dede77 04-03-11 08:38 PM

فاذا شعرت برغبتى فى تحدى مثل هذه النزعات فلماذا لا ؟

ورمشت سارة عيناها ، واصبح اللون فى وجنتيها اكثر احمرارا . بما لها وكانه ذنب . فقد كانت مع تلك الفتاة عندما ركضت وراءه حاملة المنديل . كان يجب ان تتذكره بسبب طول وعرض كتفيه ، والقوة فى ملامحه عندما استدار لينظر الى الفتاة ويهز راسه ، لم تدرك سارة يومها انه راها ، ولكنها تعرف الان انه فعل ، ولو من اطراف عينيه . معرفتها هذه الهبت ضغينتها وكانما يتهمها صراحة بالتامر بشئ هى بريئة منه ، ومع ذلك فماذا تستطيع ان تقول ؟ وكيف تستطيع الدفاع عن نفسها او عن الفتاة النكودة الحظ دون التسبب بازدياد غضبه ؟ اما بالنسبة للفتاة فقد حاولت ان تحتج لاجلها . فشبكت اصابعها المرتعدة وقالت بسرعة : انا متاكدة ان الفتاة لم تعرف من انت سيد فينويك ، فالناس يتشابهون فى الزحام 0

ومرت لحظة من الصمت الحاد ، بينما استمرت سارة بالارتجاف بشكل ظاهر . كيف تجرات ان تلمح بانه قد يشابه واحدا من الناس العاديين ؟ الم تكن تتحدى قدرها كى تشير الى هذا فى وقت لا يجرؤ حتى اعتى اعدائه الانكار بانه معروف فى اى مكان ! مارك فينويك معروف اينما ذهب فى هذا العالم . ورفعت عينيها بنوع من الرعب الى وجهه ، وبدا لها متغطرسا ومتحفظا ، بما يناسب مركزه 0

وفجاة ، وبعدما شعرت ان نهايتها قد دنت ، وامام دهشتها تبسم ، بما يشبه التواءة جافة لشفتيه ، ولكنها شعرت بالراحة فورا 0

dede77 04-03-11 08:41 PM

-اظن ان الحديث سيخرج عن سيطرتنا عليه ، انسة شاو . وانا متاكد انك توافقين ؟ ربما لو عرضت على منديلا ساتصرف بشكل اخر 0

-لن اجرؤ على هذا ابدا .... بعد الان 0

وبطريقة ما ، اجفلت لسماع نفسها ترد هكذا ، واجفلت اكثر عندما وجدت نفسها تبتسم له . حتى هذه اللحظة لم تدرك بانه الى جانب صفاته العديدة قد يكون ايضا يملك السحر الخطر . واصبحت الان تشعر بسحره بوضوح تام ، وبرعدة سريعة شعرت بالتصلب ضد الفكرة ، وكان تشكل نوعا من التهديد المباشر لها 0

وارتفع حاجباه ، وتراجعت خطوة اخرى ، وهى تتوقع تماما طردا رسميا لها . ولكن الدهشة بدت فى وجهها عندما سمعته يطلب منها ان تصب له القهوة قائلا : اذا كانت باردة اتصلى واطلبى غيرها . وعاد وجهه الى العبوس ثانية 0
منتديات ليلاس
واسرعت الى ابريق القهوة ووجدته ساخنا . وصبت له فنجانا ، فاندلق بعض من القهوة على جوانب الفنجان ، ولعنت بصمت تسرعها غير العادى ، واعتذرت : اسفة ، ولم تعرف اذا كانت ستعرض عليه السكر والحليب ، فقد كانا قريبين له . ووضعت القهوة على الطاولة بقربه وامسكت بابريق الحليب ، ولكنه اشار براسه رافضا . ووضع بنفسه ملعقتى سكر 0

-اتحبين ان تتناولى فنجانا ؟ اليست هذه ساعة غذائك ؟

وكادت سارة تقفز ، لقد كانت منشغلة جدا بعملها حتى نسيت تماما غذائها . لن يكون لديها الوقت

dede77 04-03-11 08:43 PM

لتذهب الان . وحاولت اقناع نفسها : لا يهم ، ولكنها لم تقدر ان تمنع عيناها من التطلع الى رزمة سندويشات اللحم اللذيذة 0

-تفضلى ....

واوما ناحية الطعام بيده بينما كان ينهض ليفتح احدى الخزانات ويجلب رزمه من الاكواب البلاستيكية ، " لا اعلم من اين اتت هذه الاكواب هنا ، ولكن ربما حان الوقت لاستخدامها . خذى . صبى لنفسك القهوة ، بينما اتحقق من ان تريفور قد ارسل كل شئ طلبته "0

ونظرت سارة الى الكوب فى يدها . السندويشات لذيذة ، افضل من اى شئ تذوقته منذ قدومها الى هنا . ماذا سيظن الناس اذا استطاعوا رؤيتها الان ؟ قد يكون مارك فينويك لا يدرك ماذا يفعل ! طبعا هى لم تطلب ان تاكل سندويشاته ، ولا تصرفاتها اوحت انها تحب ان تفعل . واحد يكفى ، ولن تقبل المزيد ، حتى ولو رجاها 0

-تفضلى انسة شاو ، كليها كلها . اتذكر عندما كنت فى عمرك كنت دائما احس بالجوع . بالمناسبة ، كم عمرك ؟

-ثمانية عشر 0

ورمت بحذرها الى الريح ، وتناولت سندويشا اخر ، ولدهشتها ملأ لها الكوب بالقهوة ثانية 0

وقفزت عن الكرسى الذى كانت تجلس عليه ، واصبحت على بعد ياردة من الباب ، عندما جذبها صوته 0

-انسة شاو ، اين انت ذاهبة ؟

dede77 04-03-11 08:45 PM

وتيبست كتفاها الرقيقتان من لهجته الديكتاتورية ، وتوقفت دون ان تستدير 0

-لو ان الانسة درو عادت ووجدتنى هنا ، سيكون على التحسب ل .... ل ....

-تعنين سيكون عليك المحاسبة على مشاركتى غدائى ؟ تعالى اجلسى ، انسة شاو لم اكن اعتقد انك بهذا الغباء ! حتى الانسة درو ليست بالغباء الكافى لتتصور اننى ساسمح لك بالتجول هنا ، وتاكلى دون اذن 0

-انا اسفة سيد فينويك ، ولكن يجب ان اذهب . لا تريدنى ان اتاخر على عملى 0

-قلت لك اجلسى !

هذه المرة ، كان امرا ، ولم يكن لديها خيار سوى ان تطيعه 0

ووقف ، وذهب الى احد الرفوف وصب لنفسه كأس شراب 0
منتديات ليلاس
-اخبرينى ، انسة شاو ، اين تسكنين فى لندن ؟ اظنك واحدة من السلالة النادرة التى تحب السكن فى منزل ، اذ لا تبدين خبيرة بالحياة كفاية لان تسكنى لوحدك 0

وحدقت سارة به بسرعة ، وقد ارتعدت قليلا لانه يسالها عن شئ شخصى كهذا 0

-اعيش بعيدة عن المنزل ، فى نزل 0

-اذا انا على خطا . فلديك شئ من الاستقلال 0

dede77 04-03-11 08:48 PM

-فى مثل حالتى ، انه شئ لا فخر فيه يا سيد فينويك . انا من " كوفنترى " فى اواسط انكلترا ، ومن الصعب التنقل الى عملى من هناك يوميا 0

وتاملها لفترة طويلة وهى جالسة مرتبكة تحت بنظراته ، تتمنى لو انه لا يتعالى عليها هكذا . جعلها تشعر انها تافهة ، وعاد اليها الارتباب ثانية انه كان يستخدمها فقط كنوع من التسلية . شئ ساقته له الاقدار لتسلية نفسه لدقائق قليلة . لم يكن عندها شك من الاشاعات التى سمعتها ، بانه معتاد على التلاعب بالنساء . علاقاته بالنساء كانت معروفة ، ولكنه كان دائما ينهيها قبل ان تصبح معقدة . كل هذا كان من الوشوشات الا انه من الواضح ان هناك بعض الحقيقة فيها . وزاد خفقان قلب سارة ثانية ، وشعرت باطرافها تضعف وهى تسمح لنفسها بالتساؤل عما ستكون عليه الحال لو تورطت مع رجل مثل مارك فينويك 0

واجبرت ذهنها على التحول من التفكير بالاغواء الرومانسى الى امور اكثر دنيوية .... كيف تستطيع الهروب من هذا المكتب ، والعودة الى مكتبها ، كيف تفعل هذا بسرعة وهى لا تزال محتفظة بكرامتها . وانتبهت ان مارك فينويك كان يتحدث ثانية : لماذا غادرت بلدتك واتيت الى لندن ؟ فحياة النزل ليست مغرية الى هذا الحد 0

-رغبت فى التغيير 0

-ووالداك ؟

-والداى ؟

-نعم ، هل كانا يرغبان فعلا فى قدومك الى هنا ؟

dede77 04-03-11 08:50 PM

-لم يكن على سؤالهما 0

-ولماذا لا ؟ الم تستشيريهما على الاقل ؟

-سيد فينويك ، هل يجب عليك التوصل الى النهاية المرة ؟ اذا كان كذلك ، لم يعد لدى والدان ، قتلا فى حادثة 0

-هكذا اذا ، انا اسف 0
منتديات ليلاس
واحست سارة بالسعادة لانه لم يتابع الموضوع . فى الحقيقة لا يستطيع قول الكثير لانهما ما زالا غريبين عن بعضهما لا اقل ولا اكثر 0

-لا يمكن للنزل ان يكون المكان المرضى للسكن فيه . ماذا تجدين امامك لتفعليه فى الامسيات ؟ لا تستطيعين ان تعيشى حياة متحررة كثيرا ، وانت مقيدة بكل انواع الانظمة والقوانين 0

-بالطبع لا ....

-ولكن لديك اصدقاء تخرجين معهم ؟

-كنت اخرج مع رجل واحد ، ولكننى اعتبره احد المعارف العرضيين 0

-هذه هى الفكرة السائدة هذه الايام اليس كذلك ؟ ابقاء المعرفة سطحية . النساء يعتقدن ان بمقدورهن السيطرة على اكثر اللحظات المشبوبة بالعاطفة ، ويملن الى الصراخ وكانما جريمة حدثت عندما تصل الامور الى ابعد من قدرتهن على السيطرة . ولا يعتقدن انهن سيدفعن ثمن طيشهن بطريقة او باخرى . من هو هذا الصديق الغامض ؟ اتعرفينه منذ زمن ؟

-لا ، لقد التقيت به منذ وقت قصير .... اى ....

dede77 04-03-11 08:52 PM

-نعم ؟ ارجوك تابعى ....

وانقذها صوت خفيف من خارج المكتب ، يعلن وصول شخص اخر وتنفست سارة الصعداء ، وهى تقول " الانسة درو " وقال مارك فينويك : ها انت ، الصلوات تستجاب احيانا ، تستطيعين النجاة الان ، بعد ان تتصل الانسة درو لتذكرنى باجتماع مجلس الادارة بعد عشر دقائق . اذهبى يا سارة الصغيرة ، قبل ان اغير رايى 0

-شكرا لك سيد فينويك على الغداء 0

كانت سعيدة جدا لانه لم يحاول تاخيرها اكثر . وبعجلة قفزت على قدميها واقفة ، راقبها اثناء ذهابها بتعبير متلهف غير مستتر 0
منتديات ليلاس
املت ان لا يلاحظ احد تاخرها ، ولكن الانسة غريغ لاحظته ، واجبرت سارة على الاعتراف بان السيد فينويك امرها بان تنتظر بينما كان يراجع الاوراق التى جلبتها له 0

-الم يمرر صاحب السعادة اى تعليق ؟

-ابدا ، لا اعتقد انه لاحظ اننى موجودة 0

طوال بعد ظهر ذلك اليوم عملت سارة بجهد كبير ، ولم تدرك حتى ساعة متاخرة ان كل جهودها كانت من اجل نسيان الرجل الجالس فى الطابق العلوى . هل من المؤكد انها لن تفتتن به كما هو حاصل مع نصف الموظفات هنا ؟

ولانها كانت مصممة على التوقف عن التفكير بمارك فينويك تطزوعت لتعمل ساعة اضافية حتى تتعب نفسها . ولم تكتشف انها اضاعت حقيبة يدها بعد ان ارتدت معطفها ، واخذت تفتش عنها بسرعة ولم تجدها . وقبل ان تقلب كل شئ فى المكتب

dede77 04-03-11 08:55 PM

لتبحث عنها توقفت مذعورة . لقد كانت معها عندما اخذت تلك الاوراق لمارك فينويك ، ووضعتها على الارض قرب الكرسى عندما طلب منها صب فنجان القهوة له ، ثم دخلت الانسة درو ، وخرجت وهى مسرعة . اذا لا تزال هناك . وتنفست الصعداء وجلست ولفت ذراعيها من حولها لتتوقف عن الارتجاف . يا للسماء ! ماذا فعلت .... وماذا ستفعل الان ؟ ربما لم يلاحظ الحقيبة احد لانها سوداء مثل لون السجاد . وربما لم تدخل الانسة درو الى المكتب ولا السيد فينويك كان قد غادره . ولو انها دخلته ، فقد تكون مشغولة جدا لتلاحظ حقيبة صغيرة مرمية تحت الكرسى 0

عادة البناء يكون مهجورا فى مثل هذه الساعة . ولم يكن هناك اى شخص لتطلب منه النصيحة . وفكرت سارة بذعر ، وهى تعض شفتها السفلى حتى كادت تدميها ، ثم بدات تحسب . ثلاثة دقائق للصعود ، وثلاثة دقائق لاستعادة حقيبتها ، وثلاثة دقائق للنزول ، لو كانت محظوظة ، ربما عشر دقائق ، هذا ليس بكثير ، كعملية حسابية يبدو الامر سهلا ، ولكنها شكت فى ان يتطلب الامر وقتا اطول . لو ان عمال النظافة يعملون الان لما سمحوا لها بالدخول ، لا . وقررت سارة ان هناك فرصة واحدة ، املها الوحيد فى ان تجد الانسة درو ما زالت هناك ، ربما تعمل الى وقت متاخر 0

لسوء الحظ ، عندما وصلت سارة الى الطابق العلوى كانت الانسة درو قد غادرت ، وباب المكتب مفتوح . وبسرعة وهى تشعر انها ترتكب جريمة مريعة ، دخلت وتطلعت حولها . ولكنها لم تجد الحقيبة . يجب ان تكون فى مكان ما ! وشعرت بيديها تلتصقان من العرق ، ونظرت الى بباب مكتب السيد

dede77 04-03-11 08:57 PM

فينويك . هل لا تزال الحقيبة هنا فى الداخل ؟ وتطلعت بصمت نحو الباب ، محاولة اقناع نفسها بالدخول . لم يكن موجودا ، ولكن مجرد التفكير به ارعبها . واخيرا ، وقد ساءها ترددها الجبان ، استجمعت ما يكفى من القوة لتفتح الباب ، عندما دخلت ، شهقت بصوت مرتفع لرؤيته جالسا وراء مكتبه ينظر اليها مباشرة . وتحولت العيون الرمادية الى زرقاء وهى تحدق ببعضها البعض . عينا سارة مفتوحتان من الخوف ، وعيناه ضاقتا لتستحوذا على عينيها وكانهما حد السيف . وجعلتها الصدمة دون حراك ، وبدا للحظات من الزمن ان عيونهما متشابكة فى معركة ، وان نوعا من القوة الخفية تطوف بينهما لتتركها غير قادرة على الحراك 0
منتديات ليلاس
وبجهد كبير ، المها وكانه الم جسدى ، جذبت نظرها عن نظره ، ووجهها الصغير اصبح قانيا من الحرارة غير العادية والمرعبة المنبعثة من جسدها . لقد كانت حقيقة ان لا يكون هناك . كم كانت غبية لانها لم تتصل اولا ! لماذا لم تفكر بالاتصال ؟ الامر اسهل بكثير لو انها اتصلت ، ولما شعرت بالرعدة فى اعماقها بفعل قوة مجهولة تشك فى قدرتها على تحملها 0

-انسة تشاو ؟

واستدارت نصف هاربة ، كطيف نحيل مرتبك تماما ، وشعرها البنى يلف كدوامة مثل غيمة تغطى وجهها ، وقالت دون تفكير : ان اسفة سيد فينويك، لم اعلم انك هنا 0

-هذا واضح . يبدو انك اعتدت على هذا 0

dede77 04-03-11 08:59 PM

-اوه لا، غير صحيح . انا .... انها .... اعتقد اننى نسيت حقيبتى هنا ، ولا استطيع العودة الى المنزل دونها . فهى تحوى كل مالى 0

-كل مالك .... انسة تشاو ؟

وكرهت سارة سخريته ، ولكن ليس لديها الخيار . فالوقوف هنا تحت رحمة نظرته الجافة المتقدة ، يتطلب جهدا كبيرا 0

-نعم سيد فينويك ، كل ما املك ، حتى يوم الجمعة حيث اقبض مرتبى . لا املك الكثير عادة فى هذا الوقت من الشهر ، فقط ما يكفينى لشراء الغداء واحيانا العشاء !

-يا الهى !

وبقيت صامتة ، لانها لم تكن متاكدة من ان كلمته هذه تعبر عن الاسف او عن الاشمئزاز . ووقفت تحدق به يائسة 0

-الا يقدم لك النزل الطعام ؟

-بعضا منه ، كما تعلم فانا اتاخر فى عملى ، ولكطننى اتدبر امرى سيد فينويك 0

واستمر بالتحديق بها ، ومرة اخرى شعرت بالرعشة تجرى فى جسدها ، وتمنت لو انه ينظر الى اى شئ اخر . عندما كانت طفلة تعلمت ان من قله الادب ان تحدق بشخص ما ، ولكنه يبدو ان الامر لا يهمه ، ليس بالنسبة لها على اى حال ، شعرت انه يدرس كل قطعة منها ، ولم تكن تشعر بالهدوء بينما كانت عيناه تتطلعان الى اماكن اكثر وضوحا 0

dede77 04-03-11 09:08 PM

-هل انت متاكدة انك فقدت حقيبتك حقا ، ام مالك فقط ؟

-لماذا ؟ كيف من الممكن ان افقد مالى دون ان افقد الحقيبة ؟ هل تعتقد اننى اتيت الى هنا عن قصد ؟

-وهل هذه المرة الاولى ؟

-اوه ....

واستدارت على اعقابها بغضب ، ونهض على قدميه ومد يده ليمسكها 0

-لا تتسرعى يا انسة تشاو . اعترف اننى متسرعا ، ولكن لدى من الاسباب ما يكفى ليتملكنى الظن 0

وحاولت سارة ان تفكر برد مناسب ، ولكنها لم تجد . فى داخلها كانت تشعر بتجمد ، بحيث انها لم تقدر على السماح لسخطها ان تنفجر . وكانما استنتج ما يعتريها ، ابتسم ، وحدق بوجهها قائلا : قبل ان تقولى اى شئ اضافى يا سارة . اقترح ان نبدا التفتيش عن الحقيبة 0
منتديات ليلاس
كان بالامكان ان يطردها بكل بساطة . وكانت يده لا تزال ممسكة بذراعها وكانما قد نسى يده هناك 0

-كنت جالسة هناك 0

-اذكر ذلك 0

والتفت ليتطلع الى الكرسى متفحصا ، بينما جذبت ذراعها لتحررها مستفيدة من التهائه . وجعل الفزع وجهها يبدو مضحكا وهى تلفت عينيها لتلتقى عينيه ثانية 0

-ليست موجودة !

dede77 04-03-11 09:11 PM

-اذا لم تكن موجودة ، فقد تكون الانسة درو قد وضعتها فى مكان ما . مثل هذا التفكير السليم كان له تاثير مهدئ عليها 0

-اعتقد ان هذا ما حدث فعلا 0

وتبعته الى المكتب الخارجى ، ولكن طاولة الانسة درو ، للاسف كانت مطفئة ، ولم يكشف التفتيش فى بعض الخزائن المفتوحة عن شئ . لم تلاحظ سارة انها كانت تقف خلف مارك فينويك مباشرة بينما هو يدقق فى كل زاوية وركن ، وهى تتطلع بلهفة من فوق كتفيه وهو يفتح كل باب ، الى ان التفت وشاهدها ، وكاد ان يوقعها 0

-الا تثقين بى ان افتش جيدا يا سارة ؟

ومد يده ليمسك بها . واصابعه هذه المرة بعيدة عن اللطف . وشعرت وهى قريبة منه بالرجفة . وعندما رفعت عينيها لتلاقى عيناه ، كانت متاكدة انها تغرق فى بحر رمادى بارد 0

-كانت امى تقول ان الرجل لا يستطيع التفتيش جيدا 0

-هذه الافكار القديمة تزعجنى . فلو ان النساء لم يكن مغرمات بترديدها ، لكانت ماتت منذ زمن بعيد 0

-اسفة ....

-اتساءل : اخبرينى انسة تشاو ، هل تتركين العنان لطبيعتك المضحكة هكذا دائما

-كان ... من المهم ان اجد حقيبتى 0

-لم اكن اشير الى حقيبتك السخيفة الصغيرة ، انسة تشاو . اننى فقط اشير الى مدى ما تسمحين به لتهورك ان يحملك . فقدت حقيبتك فتهرعين الى هنا ، دون مراعاة ظروف الاخرين !

dede77 04-03-11 09:15 PM

-اوه ، ولكن .... لا تقدر ماذا يعنى ان يفقد المرء ماله ، يا سيد فينويك 0

-ربما لا ، فليس من المفروض ان افهم . ولكن قد يعلمك هذا ، ان لا تضعى كل ما تملكينه فى حقيبة واحدة فى المستقبل 0

-اجل .... انا اسفة لاننى كنت سببا لازعاجك . اعدك ان لا يحصل هذا ثانية 0

وابتعدت عته . تهم بالذهاب 0
منتديات ليلاس
-انتظرى لحظة !

ووصل الى الباب قبلها ، ووقف فى طريقها 0

-اذا كنت لا تملكين مالا ، فليس لدى خيار سوى ان اوصلك الى منزلك . ومن الافضل ان اشترى لك شيئا تاكليه 0

-لا ... !

ووقفت سارة متسمرة فى مكانها بذهول . فكلماته الصحيحة اصابتها بالذهول ، ولكنها كرهت طريقة تكبره . وبجهد استطاعت ان تمنع نفسها من اظهار رفض اكثر حدة . فربما لم يقصد ان يكون مستخفا بها هكذا . وقالت مرة اخرى : لا .... لا استطيع ان اتركك تفعل هذا ، وكما قلت سابقا ، استطيع تدبير امورى 0

-سارة ! وفرى على عذاب الوقوف مستمعا لثرثرتك . اقول لك اننى لا اتصرف هكذا حبا بالخير . فانا اشعر برغبتى فى السخرية من النساء بشكل عام هذا المساء ، وبامكانى ان اعكس شعورى عليك 0

dede77 04-03-11 09:19 PM

وخرج الكلام منه باردا ، وقاسيا . هل يمكن لامرأة ان تكون سببا لمثل هذه السخرية ، ام ان يومه كان سيئا ؟ وبدات تقول " ما زلت لا اعتقد ..... " وجذبها بيدها بطريقة مذلة نحو المصعد ، واصابعه تشد على ذراعها لدرجة شعرت انه بدا يمارس عليها رغبته التى تكلم عنها منذ قليل 0

-توقفى عن التلوى ، وتوقفى عن الغمغمة والاحتجاج ايضا 0

كانت سيارته متوقفة فى مكانها المخصص ، وفتح لها الباب ، ودعاها للدخول . واغلق الباب بهدوء ، بحركات متمهلة ، وكانما خروجه مع موظفة شابة لتناول الطعام امر عادى 0

كانت الشوارع مظلمة ، ولاحظت انهما يشقان طريقهما نحو ناحية " وست اند " . وتطلعت بفضول الى الاضواء اللامعة التى يمران بها . وشعرت بالتوتر . وكانت على وشك الاحتجاج بانها لم تكن ترتدى الثياب اللائقة ولكنها تراجعت حتى لا تعطيه فرصة اعطاء ملاحظة اخرى 0

وكما كانت تخشى ، فالمطعم الذى اخذها اليه لم يكن مطعما رخيصا او شعبيا ، وارتابت فى انه فعل هذا متعمدا ، كان يشبه البهو الكبير ، يظهر عليه الفخامة ، وجدرانه مغطاه بالرسوم ، ومقاعده مخملية سوداء لامعة ، وطاولاته من الستيل . اجمالا كان جوه ممتازا باناقته . ولاحظت السهولة التى استطاع بها مارك فينويك ان يجتذب الاهتما اليه 0

-ارجو ان يكون اعجبك ، انسة تشاو ؟

-اوه .... نعم . انه .....

-ما تحاولين قوله انك لم تدخلى مكانا مثله من قبل ، انك تجدينه مربكا لك قليلا 0

-حسنا ....

-سوف تعتادين قريبا على هذا النوع من الاشياء . فالفتيات مثلك لا يبقين بريئات الى الابد 0

-سيد فينويك !

-لا تقلقى يا سارة . انه ليس بالمكان الانيق جدا ، ولكن الشبان يحبسون انفاسهم لرؤية هذه النوعية . لذا اعتقدت انه المكان المناسب لتبدأى به 0



*****

انتهى الفصل الثانى 0

قراءة ممتعة للجميع

dede77 05-03-11 07:39 PM

الفصل الثالث


** لا تلعبى بالنار ! **

شعرت سارة ببعض الحرارة بسبب توترها ، ففتحت زرين من اعلى بلوزتها ، كاشفة الخطوط الدقيقة لرقبتها الهيفاء 0

-بماذا نبدا ، سيد فينويك ؟

-لقد عرفتك منذ ساعات قليلة يا سارة ، ولكننى بدات اتساءل ما اذا كنت فعلا بريئة كما تبدين 0

-قد تعرف الفتاة كل شئ ، وتبقى بريئة . ولا يدعو هذا الموضوع للسخرية على كل الاحوال 0

-ليس اذا كان حقيقيا . فهو اول موضوع يتساءل الرجل عنه حول الفتاة 0

-لم اعلم ان الموضوع مهم هكذا 0
منتديات ليلاس
ردت عليه بحدة وهى تشعر ان ليس من حقه السخرية من شئ يعتبر موضوعا مقدسا ، وليس لديه من عذر لان يتكلم معها بهذه الطريقة ابدا ، ومع ذلك لم تستطع انكار بعض الاثارة 0

فقد جعلها مارك فينويك تحس بنفسها – او به ، وليست متاكدة ممن ، اذا انها ليست متاكدة من انها تستمتع بهذه الاثارة 0

-اهدأى يا سارة ، انها فقط نوع من اللعب . بعض الاسئلة لا تحتاج ان تكون مباشرة ، وان تجيبى عنها . على الاقل حتى نعرف بعضنا اكثر وعلاقتنا تصبح هامة 0

dede77 05-03-11 07:41 PM

خلف كلماته الناعمة ، بدا تهديد غامض ، وكانما هو يحذرها من انها لن تستطيع التهرب منه على الدوام . وانه قد ياتى يوم الحساب عندما يرضى باقل من الحقيقة . واسرعت بصرف مثل هذا الانطباع متذكرة انه من السخف التفكيرلا بهذه الطريقة حول مارك فينويك الذى يعلو عنها درجات لكونه مدير الادارة ، والذى لم تلتقه سوى منذ وقت قصير . وصداقتهما لن تكون صداقة عادية ابدا 0

-هل انت مرتاحة للسكن فى النزل ياسارة ؟

-ليس كثيرا ، ولكننى احاول ان احد غرفة للسكن فيها 0

-وهل تظنين انها فكرة جيدة ؟

-حسنا ، قد يجد المرء فيها حرية اكثر 0

-حرية من اجل ماذا ؟

-استطيع الخروج والعودة كما اشتهى 0

-حتى تتمكن من اقامة علاقة مع ذلك الصديق الذى ذكرتيه قبلا ؟

-قد لا يحب كل شخص مثل هذه الاشياء 0

-العديد يحبونها ، عاجلا ام اجلا 0

-وهل تحبها انت ؟

خرجت منها الكلمات قبل ان تتوقف لتفكر بمن تتحداه وشعرت بالدماء الحارة تندفع تحت بشرتها ، وتمتمت بسرعة بانها اسفة . وبدا انه مسرور اكثر من الانزعاج او الارتباك 0

-اعتقد اننى راشد كفاية لاعرف ماذا افعل 0

dede77 05-03-11 07:43 PM

وابتلعت سارة ريقها ، واجبرت نفسها على التركيز على طعامها ثانية . او باى شئ يبعدها عن التطلع اليه مباشرة . ومع ذلك ، كان هناك شئ فى عينيه يجذبها على الرغم من كل جهودها لابعاد نظرها عنه . وذعرت لانها وجدت نفسها تفكر ان ليس من الخطيئة ان تنظر الى عينيه الى الابد 0
منتديات ليلاس
-الم ترغبى فى اقامة علاقة مع رجل ابدا ؟

وضمت سارة يديها من تحت الطاولة لتحاول منع نفسها عن الارتجاف واجابت : ليس بعد 0

-يصبح الامر اسهل بعد المرة الاولى اليس كذلك يا سارة ؟

وصمتت ، اصابعها المضمومة معا وحدها قد تعطى فكرة عما تشعر به ، ولكنه لا يستطيع رؤيتها ، فتابع قوله : اليس هناك جواب مناسب على هذا السؤال ايضا يا سارة ؟

-جوابى الوحيد الممكن قد يعرض وظيفتى للخطر 0

-اوه .... وهل هو بهذا السوء ؟ اذا ما على سوى القراءة بين السطور 0

-ما من شك انك خبير بهذا سيد فينويك 0

-تبدين متزمتة يا سارة ، وكذلك تبدين صغيرة . وهذا امر متناقض تماما 0

dede77 05-03-11 07:46 PM

وحدقت به وقد اتسعت عيناها ، وتسارعت دقات قلبها وشعرت الحرارة وبالدم يتصاعدان الى وجنتيها . فقد جعلها مارك فينويك تشعر بالفضول حول اشياء لم تفكر بها من قبل . لقد كانا غريبين عن بعضهما ، ومع ذلك فهناك شئ ملموس بينهما ، شرارة من كهرباء خاصة تنبعث من عينهما عندما تلتقى ، تبعث على الخوف حتى وهى تدعو الى المزيد من التعمق !

مثل هذه الانطباعات اخذت تتقدم وانكمشت سارة محاولة الابتعاد عنها . ولكن صوتها كان متقطعا عندما قالت : ليس على الاعتراف باى شئ مما تقوله ، سيد فينويك . على كل الاحوال ، عقلى دائما ينتصر على الماديات 0

-كم تبدين صغيرة السن ! اتريدين المراهنة ؟

-لا فانا لا اراهن 0

-لا تراهنى ؟ من لا يريد ان ياخذ حتى هذا النوع من من الرهان هو شخص غير واثق من نفسه 0

واخفضت سارة راسها ، فهى لا تريد ان تعترف بانه قد يكون على مقربة من الحقيقة . فما زالت غير متاكدة ما اذا كان من الحكمة ان تسمح له بمرافقتها الى هنا . ورفعت عيناها ، وكان التعبير فيهما جدى ، حتى مد يده عبر الطاولة واخذ يدها بلطف . فاجفلت من هذا الاتصال المفاجئ ، ثم ارتاحت بينما كانت اصابعه تتحرك باقناع فوق بشرتها الناعمة الشاحبة 0

-من المؤكد انك واجهت اوقاتا صعبة ، مسكينة يا سارة . اين كنت تسكنين فى " كوفنترى " ؟ فى غرفة مستاجرة ؟

-لا ، كنت اسكن مع عمى وزوجته 0

-ولماذا غادرت ؟ الم يرغبا بك ؟

dede77 05-03-11 07:48 PM

حركة اصابعه كانت مليئة بالشفقة ولكنها ايضا كانت تشل قدرتها على التفكير ، ومع ذلك لم تفكر بسحب يدها منه 0

-انا .... ليس الامر كذلك . لقد شعرت فقط بطريقة ما ان على النجاة 0

-وهكذا قررت القدوم الى لندن ؟

-تقريبا 0

-كيف تحبين العمل فى " استروكاميكالز " يا سارة ؟

-احب العمل كثيرا ، شكرا لك 0

-تبدين اكبر بعشر سنوات عندما تتكلمين بهذه الطريقة ، الم نساعدك على النمو قليلا ؟ الم يسبب الكلام الذى اجبرت على سماعه فى تقليص اوهامك الطفولية ؟ الم تسمعى اية اشاعات عنى بعد ؟ لا اظن اننى معفى من الاشاعات 0
منتديات ليلاس
-انا لا استمع الى كل شئ . اعنى انك مولع بان يتحدث الناس عنك كثيرا وانت ترى ....

-نعم ؟

-بسبب مركزك كما تعلم 0

-سالتك عما يقال ، فانا اعرف لماذا . اعتقد ان من المؤسفاننى غير متزوج ، فهذا قد يضعنى بعيدا عن مثل هذه الشكوك 0

-هذا اذا احببتها وكنت مخلصا لها 0

-يبدو انك لا تصدقين بان هذا ممكن ؟

وحاولت السيطرة على ضربات قلبها المتسارعة التى خافت من ان يشعر بها عبر اصبعه الذى يضعه على معصمها . فقالت بصوت اجش : قد تجد صعوبة فى ايجاد زوجة تتناسب مع حياتك العملية 0

-بكلمات اخرى ، قد لا اجدها ملائمة ؟

-على الارجح ، لا .

dede77 05-03-11 07:50 PM

-ربما انت على صواب يا سارة ، يجب ان اعترف اننى اجد العلاقات العرضية اقل اشكالا ، الا توافقين ؟

-لا يا سيد فينويك ، لست موافقة 0

-لماذا ؟ انت .... اخشى اننى يجب ان اعيدك الى النزل يا سارة ، واترك مناقشتنا الى ليلة اخرى . فانت لا تريدين ان يقفل ابواب النزل عليك 0

-اوه ... لا ! لم الاحظ ذلك 0

ودهشت عندما علمت انهما امضيا ثلاث ساعات هنا ، فوقفت . وكان قد ترك يدها فشعرت فجاة انها معزولة . فابتسم وقال : ولا انا ادركت ، اذا اقفلوا الباب ولم تستطيعى الدخول ، سيكون على ان اقدم لك مكانا للنوم اضافة الى الطعام ، وهذا لن يسرك اليس كذلك يا سارة ؟

بعد نصف ساعة اوصلها الى باب النزل وقال لها وهو يضغط ورقة نقدية فى يدها 0

-من الافضل انتاخذى هذه . الى ان يحل موعد القبض ، او حتى تجدى حقيبتك . لا لزوم لشكرى ، فبمقدورك ان تردى المبلغ 0

فى الصباح التالى ، حاولت سارة استقراض المال لترده اليه فى الحال ولكنها لم تنجح . وكان لدى احدى صديقاتها فى الغرفة المجاورة انباءا سارة ، فقد وجدت شقة للسكن ، وقالت لها : انها صغيرة ، غرفة نوم وغرفة جلوس ، ولكنها زهيدة الثمن . هل تاتين لتشاهدينها ؟

-نعم .... نعم بالطبع 0

-لا تبدو عليك الاثارة ؟

dede77 05-03-11 07:51 PM

كانت سارة تشعر بالقلق الشديد حول حقيبتها ولم تقدر على التركيز على اى شئ اخر . فقالت معتذرة : انا اسفة .... سالقى نظرة عليها عندما استطيع ذلك . سيكون من المريع مغادرة هذا المكان 0

خلال ذلك الصباح بكامله وجدت سارة من المستحيل عليها ان ترتاح بسبب حقيبتها المفقودة ، فلم يشاهدها احد فى المكتب الذى تعمل به . وكانت متخوفة جدا من انتشار الكلام حول اصطحاب السيد فينويك لها . واذا سمعت الفتيات الاخريات بانها صعدت الى مكتبه الليلة الماضية لتفتش عن حقيبتها فستسمع الكثير بعد ذلك . وبما ان الانسة درو لم تتصل بها ، بدا من غير المحتمل ان تكون تركتها هناك . فى وقت الغداء اليوم ستدبر نفسها ببعض البسكويت تاكله فى الحديقة . كان لا يزال معها الكثير من مبلغ العشرة جنيهات التى اعطاها اياها مارك فينويك ولكنها قررت ان لا تصرف منها اكثر من الحاجة الضرورية . واحست بالمال وكانه يحرق جيبها ، وتمنت لو انه لم يكن بهذا الكرم . عندما تفكر به ، وهذا كان يحدث غالبا ، تشعر بالرعدة تجرى فى عروقها . فقررت ان افضل شئ تفعله بعد ان تقبض راتبها ، ان تترك له المبلغ مع الانسة درو فى مغلف مقفل 0
منتديات ليلاس
وعادت الى المكتب بسرعة ، لعدم وجود الكثير لتاكله فى فرصة الغداء ، ووجدت امامها وقتا اضافيا لتصرفه فى الجلوس والضجر على طاولتها . وعندما رن جرس الهاتف شعرت بالسعادة لقطع الضجر عنها ، وبما انه لا يوجد غيرها هناك ، التقطت الهاتف . ولدهشتها ، كان المتكلم " ديكى " . كان يريد الخروج معها تلك الليلة ووجدت نفسها مرتاحة لايجاد لعدم الخروج 0

dede77 05-03-11 07:53 PM

-اسفة يا ديكى ، فقد وعدت صديقة لى بالذهاب معها لتتفحص شقة 0

-اوه .... يا للعنة 0

-مرة اخرى ، ربما 0

بعد ان اقفل السماعة شعرت بالخجل ، فقد كانت تعرف انها تستمتع بصحبته ، وتمنت بحرارة لو انها لم تحس بان مارك فينويك له علاقة مباشرة برفضها الخروج معه 0

حوالى الخامسة مساء ، وكان الجميع يستعدون للمغادرة ، اتصلت بها الانسة غريغ وابلغتها انها المطلوبة فى مكتب السيد فينويك 0

-ماذا جرى فى الدنيا لتكونى انت ، من بين كل الناس ، مطلوبة هناك ؟

-وكيف لى ان اعلم ؟

-هل صعدت الى هناك قبلا من اجل شئ ما ؟

-لا طبعا 0

ودون ان تنظر الى احد ، هرعت خارجة ، وهى تتنفس الصعداء لانها لن تضطر الى العودة الى هنا ، فقد ارتدت معطفها ، وبحلول يوم الغد سينسون الامر 0

لقد كانت مقتنعة ان هذا الاستدعاء لها يعنى ان حقيبتها وجدت 0 ومع فقد حيرها حدوث الامر اخر النهار 0

dede77 05-03-11 07:55 PM

بعد بضع دقائق كانت تقرع باب مارك فينويك ، وكانما كان ينتظرها بشكل خاص سمعته يطلب منها ان تدخل . ووجدته واقفا قرب الطاولة . ولم تكن الانسة درو موجودة 0
منتديات ليلاس
-طلبت رؤيتى سيد فينويك ؟

-نعم ، اردت رؤيتك !

وانتظر حتى تقدمت منه ، وعندما اقتربت كفاية قال لها ببرود : لقد وجدنا حقيبتك 0

-آه ، هذا جيد !

وابتسمت بسعادة ، فقد ارتاحت لانها اصبحت قادرة على رد ماله . ودون انتظار ، وبدات تبحث فى جيوبها عن المال ، واخرجت تسعة جنيهات وبضع قطع صغيرة ووضعتها على الطاولة 0

-اظننى صرفت .... كنت اعتقد ان الحقيبة فى مكان ما 0

-تعنين انك كنت تعرفين انها هنا !

-اجل .... انا .... انا فى الحقيقة لم اعتقد انها فى مكان اخر 0

-واننى كنت اعرف انها هنا 0

-ولكن .... سيد فينويك ....

وهزت راسها ، متسائلة اذا كان سيلاحظ انها غير قادرة سوى على ذكر اسمه . ولو انه فعل ، فقد تجاهل الامر 0

-الليلة الماضية كان رد فعلك الظاهر على فقدان الحقيبة جعلنى اشك فى جنونك . لقد قلت انك بحثت فى كل مكان ، ومع ذلك وجدتها هذا الصباح تحت الكرسى الذى اقسمت انك فتشت تحته ! حيث يمكن لاعمى ان يجدها !

dede77 05-03-11 07:56 PM

وتجمدت سارة بفعل موجات من الصدمة ، ووقفت تحدق به . واصبح وجهها شاحبا ، وشعرت بالبرد ، وبقلبها يدق بسرعة . هل من الممكن انه يشك فى انها تعمدت التظاهر بان الحقيبة غير موجودة ! او انها قد خططت لهذا فى سبيل الحصول على دعوة للعشاء ؟

-يبدو انك مقتنع بما تقول 0

-انا مقتنع تماما 0

-هكذا اذا . لا استطيع فعل شئ سوى ان اؤكد لك اننى فتشت فعلا تحت الكرسى . ولو ان الحقيبة كانت موجودة الليلة الماضية لكنت وجدتها 0

-تستطيعين تهنئة نفسك لاننى وقعت فى حبائل قصتك ، لبرهة ما اعتقدتك بريئة صغيرة حلوة ، ولكن الفتيات لم يعدن هكذا ، اليس كذلك ؟ لقد شعرت بالاسف لاجلك سارة ، ولكنك لم تستفيدى من عطفى بالسرعة الكافية 0

هذا لم يكن صحيحا بالضبط ، فما لم يقله لها انه قد خرج معها لاجلها هى ! كشخص يعبث به ، اذا قدرت على ان تتذكر هذا ! بالطبع رجل فى مركزه لم يكن بحاجة لان يكذب . ولو انه وجد الحقيبة حيث قال انه وجدها ، ولو انها احتجت اكثر ، وحسب ما لاحظت من مزاجه العكر ، فقد تفقد وظيفتها بسهولة 0

-انا اسفة سيد فينويك . لقد فهمتنى عكس ما اعنى . اسفة على كل الازعاج الذى سببته لك 0

-انا لست معتادا على من يستغلنى انسة تشاو ! اصغى للناس اذا اعتقدت انهم يقولون الحقيقة ، ولكنك لست سوى موظفة صغيرة طماعة 0

dede77 05-03-11 07:58 PM

-لا ، ارجوك .....!

-ماذا كان قصدك بالضبط يا سارة ؟ بالتاكيد كنت تنظرين الى الاعلى كفاية !

-الم تعتقد انك خرجت عن عليائك معى ؟

-لم اكن افكرحتى بامر كهذا ! ولا حتى بما قد تحصلين عليه منى ! يجب ان اعترف انك اثرتى اهتمامى 0

-لا اصدق انك تهتم بفتاة مثلى . لا .... لا رومانسيا اذا كان هذا ما تعنيه ؟

-باية طريقة اخرى ممكن ان اكون مهتما بك ؟ ما كنت لاخرج معك لو انك لا تملكين وجها جميلا وشكلا جذابا ، ولكن هذا يكفى انسة تشاو 0

-اظن انك خسيس !

-لماذا ؟ ربما قد يكون لك عذر لو اننى طلبت منك شيئا خسيسا ، ام ان املك خاب لاننى لم اطلب منك ؟

وكان يمسك بكتفيها بقبضة حديدية ، وعندما حاولت ان تكافح لتحرير نفسها اصبحت اصابعه تحفر اكثر فى لحمها 0

-لا اظن انك تدرك ما تقوله او تفعله !

-لا افعل شيئا لا تستحقينه 0
منتديات ليلاس
واصبح وجهه القاسى باردا من الغضب ، وشعرت سارة ان قول المزيد قد يجعل الامور تسوء اكثر . فليس سرا انه عندما يغضب فلن تتمنى ان تتحمل لهيبه عليها . ونظرت اليه بصمت وكانما تتحداه لقول او فعل المزيد ، ولم تنتبه ان التعبيرات وجهها تغيرت من الخوف الى التحدى ، مما اغاظه اكثر 0

dede77 05-03-11 07:59 PM

وجذبها اليه قبل ان تتمكن من التراجع ، وعانقها ، وكان عناقا قاسيا ومؤلما ، بشكل لاشك انه كان يقصده . وكان من الممكن ان تشعر سارة بالرضى لو انها لم تكن غاضبة ، كان يريدها ان تتالم ، لو انهما كانا يعيشان منذ مئة سنة او اكثر لرغب فى ان يجلدها بالسوط اما فى هذه الايام فلا يستطيع التفكير بعقوبة اسوا من توقيع العقوبة عليها بين ذراعيه . واحست سارة بهذا عبر عقلها المصدوم والمشتت 0

مارك ، كان ينوى ان يكون انقضاضه عليها قصيرا ، وفوريا فقط ، وبشكل انتقامى فعال . ولكن عندما حاولت التخلص من بين ذراعيه ، استدارت ذراعاه حول جسدها بقوة ، وابقاها قريبة من بين ذراعيه ، واستدارت ذراعاه حول جسدها بقوة ، وابقاها قريبة مع شئ من الراحة لتقدر ان تتنفس بصعوبة . ولم تستطع الحراك لم تكن تدرى ، فى حال توقفت عن محاولة التخلص اذا كانت ترغب فى ذلك فعلا . وشعرت وكانها يجب ان يغمى عليها ، ان تصرخ لغرابة واثاره عناقه ، ولكنها لم تعد قادرة على المقاومة ، كما يبدو . ولم يبدو لهذا العناق من نهاية ، الطريقة التى يحتضنها بها ، وتاثير شئ قاهر اكثر منه عقوبة ، يحولها الى حالة العجز ، وحتى الى حالة الاستجابة . وفجاة ودون ان تتوقع اصبحت حرة 0

وتركها فجاة ، ليمسكها عندما اوشكت على السقوط . وبدت يداه وكانهما يدا غريب عنها 0

-قد يمنعك هذا من محاولة اللعب ، الكبيرة عليك جدا . وقد يبعدك عن التعود على التلاعب قبل ان يصبح الامر خطرا عليك 0

dede77 05-03-11 08:02 PM

وبدت برودته على سارة اسوا من غضبه . قوة الشعور فى داخلها كانت مشوشة ، وقدرتها على السيطرة تزول . كانت تحب لو انها تصرخ . لو ان تضرب بقوة ، وجهه الساخر ، ولكن قوتها تخلت عنها ، ولم تقدر على شئ سوى ان تحدق به بذهول ، وانفاسها تتقطع فى رئتيها . وسمعته يغمغم بشئ لم تفهمه ، ولكن عندما عادو الكلام كان قد استرد انفاسه : من الافضل لك ان تاخذى حقيبتك وتذهبى من هنا !

واعطاها الحقيبة ، وتطلعت اليها وهى فاقدة الحس ، وتساءلت كيف لمثل هذا الشئ الحقير ان يسبب كل هذه المشاكل . وحاولت بشجاعة ان تتطلع اليه مباشرة ، ولكن نظراتها المرتجفة لم ترتفع اكثر من حافة ذقنه . وبسرعة ، انتزعت حقيبتها ، وهى لا تعى ما تفعل وقالت له " شكرا " ودون ان تنتظر سماع اى تعليق اخر استدارت وذهبت 0
منتديات ليلاس
خلال الاسبوع التالى شعرت سارة بانها نصف ميتة ومع انها كانت تدرك ان مواجهتها مع مارك فينويك كان لها تاثير كبير على حالتها هذه الا انها استمرت فى القول لنفسها انها كانت غبية بان تترك الامر يؤثر عليها هكذا . لو ان هذا هو مثال لما يعامل النساء به فمن الافضل ان تكون بغنى عنه !

مر اكثر من اسبوع دون ان ترى ديكى غوردن ، وشعرت بالخجل لانها لم تفكر به كثيرا ، حتى انها قررت ان تخرج معه عندما يدعوها الى ولم تكن السهرة معه ناجحة ، الامر الذى لم يدهشها كثيرا بسبب قلة خروجها معه . وتذكرت انهما كانا مشغولين غالبا بافكارهما الخاصة ، ولم يكن هناك اى انجذاب بينهما ، او هكذا بدا الامر لسارة ،

dede77 05-03-11 08:04 PM

مما دفعها للتفكير فى سبب قبولها الخروج معه . وكان عليها ان تذكر نفسها ان كل شخص بحاجة الى صديق . وكان ديكى قد اخبرها كم يشعر بالوحدة ، وكانت تشعر هى ايضا بالوحدة . وعلاقتهما لا يجب ان تكون بالضرورة رومانسية . تلك الامسية شاهدا فيلما كالعادة ، وتناولا عشاء خفيفا تحدثا خلاله عن اشياء عدة غير ذات اهمية . وقال لها انه سيتصل بها ثم القى عليها تحية المساء 0

عندما علمت سارة ان مارك فينويك قد عاد من سفره احست بقلبها يخفق . لقد تصورت انها كانت تشعر افضل عندما كان غائبا . وها قد بدات تشعر بالقلق مرة اخرى . وحاولت اقناع نفسها بانها لو كانت حذرة فلن ترى صورته . ومن الغباء الظن انه قد يصرفها من العمل لاغلاطها السابقة . واضطربت فى عملها ،وارتكبت اخطاء عادية ازعجت الانسة غريغ اكثر من الاخطاء الكبيرة . بعد ظهر هذا اليوم طبعت على الالة الكاتبة كلمة بنس بدل بوند اى جنية على احدى الفواتير ، ومن الطبيعى ان تكون ملاحظات الانسة غريغ مريرة ، ولكن حدث الان شئ اخر ليزعجها اكثر . وبينما الجميع يتحضر للخروج مساء قالت لها الانسة غريغ عبر الهاتف : انت مطلوبة فى المكتب الرئيسى مرة اخرى انسى سارة . لا استطيع التفكير بما فعلتيه هذه المرة !

-هل انت متاكدة اننى مطلوبة ؟

-ليس لدينا اثنتان من نوعك ؟

dede77 05-03-11 08:06 PM

لماذا يريد مارك فينويك ان يراها هذه المرة ، اذا كان هو من يريد رؤيتها ؟ ربما تكون سكرتيرته . هل ينوى صرفها من العمل ؟ ربما لانه تصرف بشكل غير ملائم خلال مجابهتها الماضية وهذا ما يزعجه . وقدتكون بالنسبة له كشوكة فى اللحم الى ان يتخلص منها . وشكرا لغباوتها ، فهى لا تملك اى دفاع ، لقد اتهمها بكل الاشياء ، ولكنها لا تزال تصر على القسم بان حقيبتها لم تكن تحت الكرسى يوم فتشت عنها . وهى لو انها اخطات عبر اضطرابها وعجلتها ، فلم يكن الامر مقصودا . لن تسامحه ابدا على الاشياء الفظيعة التى قالها ومن الواضح انه لم يكتف بما قاله وما فعله ، لذلك سيعاقبها اكثر بصرفها فورا . وعندما وصلت الى الطابق العلوى شعرت برعدة مالوفة فى اطرافها ، وبضربات قلبها تتصاعد . خارج باب مكتبه توقفت ومررت يدها المرتجفة لتلميس شعرها ، ولتمسح بعض العرق عن جبينها . ثم قرعت الباب ودخلت ، بعد ان دعتها الانسة درو للدخول . وكانت الانسة درو تهم بارتداء معطفها ، وادارت وجهها بادب نحوها 0
منتديات ليلاس
-ادخلى فورا انسة تشاو . اعتقد ان السيد فينويك بانتظارك 0

ولزمها جهدا كبيرا لتبتسم وتشكرها ، ثم تفتح الباب الداخلى ، وكانما المقابلة مع مدير الادارة امر غير عادى لها 0


*****

انتهى الفصل الثالث

قراءة ممتعة مع هذا الفصل 0

dede77 05-03-11 08:09 PM

الفصل الرابع


**حيث ينتهى العالم ! **


كان مارك فينويك يتحدث بالهاتف عندما دخلت ، وبينما كان يستمع الى المتحدث معه اشار لها بيده لتجلس . وجلست بعجل ، محترسة ان تتجنب الكرسى الذى جلست عليه فى ذلك المساء . واحترست ايضا ، بعد نظرة سريعة اولى ، ان تتجنب النظر اليه ، وهى تجاهد لابقاء نظرها مركزا على الارض 0
منتديات ليلاس
وتابع حديثه وعيناه على سارة طوال الوقت ، وهى تجلس وبالكاد تجرؤ على التنفس . وسمعت الانسة درو وهى تغادر . بعد ذلك ساد الصمت ، ما عدا دقائق كانت تبدو الغرفة فيها وقد امتلات بصوته العميق الرنان ، وحاولت تركيزها على السجادة ، كانت السجادة ناعمة بنية غامقة ، ولكنها وجدت نظرها ينسل نحوه ، وكانما بفعل المغناطيس . وتسارعت بنظراتها عندما وجدته يراقبها ، وتدفقت حمرة الاحراج الى وجنتيها . وتطلعت فورا مبعدة نظرها عنه . متمنية لو انها تكبر عن العادة المزعجة بالاحمرار مثل بنات المدارس . وخاصة وهى تقارب التاسعة عشر الان 0

ووضع سماعة الهاتف ، ورات يده تتحرك ببطء وكانما هى اخر ارتباط له بالتعقل 0

-حسنا ، الاتستطيعين حتى تحمل النظر الى ؟

-انا .... انا لا استطيع ان اجلس واتطلع بك . كان من الافضل لو انتظرت خارجا حتى تنتهى من مكالمتك 0

dede77 05-03-11 08:10 PM

-هاه .... نعم . اعتقد انك على صواب . ولكنك مع ذلك لم تجيبى على سؤالى مباشرة . لقد سالتك اذا كنت لم اعجبك 0

على اساس ما حدث سابقا فكرت سارة انه غير منصف . فمن المفروض ان يعرف ان المشاعر لا يمكن ادارتها هكذا سلبا او ايجابا مثل ادارة الالة ، فتصرفه بدا شاذا امام غموض السبب الذى ارسل فى طلبها لاجله ، من المؤكد انه لم يرسل فى طلبها ليعتذر عن الطريقة التى عاملها بها فى المرة الماضية ! فرجل مثل مارك فينويك لا يشعر بالندم الا اذا اقتنع تماما انه مخطئ . ونظرت اليه سارة ، كلماته ، تصرفاته تبدو وكانها تشير الى شئ قد حدث 0

-انسى الامر . انا مندهش من نفسى لان اسال سؤالا بهذا الغباء 0

-من اجل ماذا كنت تريد رؤيتى ؟

-وليس لهذا النوع من السؤال يجب ان تساليه . من المفروض ان تجلسى هناك وتنتظرى حتى اتحدث انا . من المؤكد ان فتاة بمثل مركزك يجب ان لا تاخذ هى المبادرة بالكلام . وبعد لحظة صمت راقب خلالها ارتباكها والحرج الذى وجدت نفسها فيه ، تابع قائلا : سالتنى لماذا طلبت رؤيتك . من المؤكد انك خمنت ان الامر يتعلق بحقيبتك التى لا تزالين تحميلينها وتتمسكين بها . قبل كل شئ اود ان اتورط بالامر شخصيا ! تقديمى القهوة لك كانت غلطتى الاولى ، وتقديم وجبة طعام كانت التالية . والقفز الى الاستنتاجات الخاطئة كانت الثالثة . وهناك شئ يقول لى ان هذه رابع مقابلاتنا ، قد تنقلب لتكون اكبر غلطة على الاطلاق 0

-سيد فينويك .... ؟

dede77 05-03-11 08:12 PM

-يبدو اننى مدين لك بالاعتذار يا انسة شاو ، لو كنت تحبين سماعى .... !

ووقفت فى صمت غير قادرة على تصديق اذنيها . وانحنى الى الامام يتابع : اجل ، لقد اعترفت الانسة درو انها وجدت الحقيبة ووضعتها فى مامن 0

-هكذا اذا ..... ؟ !

-لاتقاطعينى يا سارة ! كما تذكرين كان عندى اجتماع بعد ظهر ذلك اليوم . والانسة درو ، كما اخشى . لم تكن تعتقد انك ستتجاوزين باب المكتب ، وعندما اكتشفت الحقيبة لم تنسبها لك . فوضعتها فى مامن ، ولهذا لم نجدها . فى الصباح التالى قررت سكرتيرتى المثالية ان الحقيبة لصديقة لى ، وبما اننى لم اذكر لها قدوم احداهن الى مكتبى ، استنتجت اننى لا اريدها ان تعلم بها ، لذلك اعادتها بطريقة سرية ووضعتها تحت الكرسى حيث وجدتها . لذلك كان اول شئ وقع عليه نظرى عندما دخلت المكتب هو الحقيبة ، فاستغربت كيف لم نجدها مع قولك انك بحثت عنها تحت الكرسى نفسه 0
منتديات ليلاس
وقبل ان ينتهى من كلامه شعرت سارة بالدوار مع نوع من التوتر العصبى . وعندما انتهى حدقت عيناها باتساع فى وجهه الفولاذى 0

-اذا .... لهذا اعتقدت ....

-تماما . انا اقدر لك وضعك الان يا سارة ، فانت لا تعلمين ان كنت ستنشرحين للامر او ان تطلقى العنان لغضبك !

-حبذا لو تدعنى لاكون رايى بنفسى 0

dede77 05-03-11 08:14 PM

قالت هذا بحرارة ، واخذت نفسا عميقا وقالت : لا يبدو ان الانسة درو قد فعلت هذا ، اعنى انها لا تبدو من ذلك النوع من الاشخاص الذين يذهبونم الى هذا البعد السخيف ؟

-هذا يبرهن ان حتى الانسة درو فى هذا العالم قد ترتكب اخطاءا 0

-وكيف اكتشفت كل هذا ؟

-لقد اكتشفت الامر عندما كنت فى روما وبصحبتى الانسة درو ، فعندما لم اذكر امر الحقيبة ، وبعد ان احتست كثيرا من الشراب فى احدى الحفلات تكلمت بكل شئ ولم اكن مسرورا بما قالته لعدة اسباب 0

هل كان احد هذه الاسباب انه ندم لغضبه عليها ؟

-لم يكن الامر مسليا 0

-افترض ذلك 0

-سارة ....

-ارجو ان لا تكون ارعبت الانسة درو ، فانت تخيف الناس بعض الاحيان 0

-انا لا اقصد ذلك .... حسنا .... ليس دائما . انه جزء من مظاهر الادارة . بعض القسوة تعطى الهيبة ، فقليل من الهيبة ينجح احيانا عندما يفشل غيره . والانسة درو تفهمنى جيدا لانها تخاف منى فعلا 0

دون شك يستخدم هذا التكتيك على كل النساء بنجاح . وبكل انصاف اقرت بانه ما كان حيث هو الان ااذ لم يستخدم اسلوبه ويعرف تماما الوسائل الصحيحة 0

-سارة ....

dede77 05-03-11 08:15 PM

ونهض واستدار حول الطاولة ليقف بجانبها . وامسك بيدها وجذبها لتقف 0

-ما حدث لم يكن غلطة منى بالكامل ، ولكننى اعتذر وارجو ان تسامحينى 0

-اجل .... طبعا يا سيد فينويك 0

-الا تستطيعين قول شئ افضل يا سارة ؟
منتديات ليلاس
وبدا اللون ياتى ويذهب من وجه سارة بينما كانت تنظر اليه بارتباك وحاولت تخليص يديها من يديه . وكان لديها شعور انه يكره ان ينكر عليه شئ حتى الغفران من موظفة بسيطة . وحاولت ان تهدئ نفسها ، ولكن لم يكن الامر سهلا ، ربما بسبب قربه الشديد منها وتصميمه الظاهر على الامساك بيديها 0

-لا اعلم ماذا تتوقع منى ان اقول . اجد صعوبة فى تصديق انك قد صدقتنى اخيرا 0

وقال بثقة وبرود : لا استطيع ان اقول بصدق اننى نادم على ما حدث 0

وادهشها جراته المتغطرسة . ومع ذلك شعرت بنفسها تلين ، واعطته الانطباع بانها مطواعة 0

-لا اعتقد انك بحاجة لان تقول اكثر سيد فينويك ، فانا افهم كل شئ ، بعد ان شرحت لى ، فى الحقيقة ليس من الضرورة ان تزعج نفسك اكثر . فى الاسبوع المالضى فقدت اعصابى معى ، ولكن هذا ايضا استطيع ان افهمه ، فانا اعرف اى نوع من الحياة المليئة بالمشاعل تعيشها 0

dede77 05-03-11 08:17 PM

-سارة ! اريد منك ان تنسى كل شئ واعدك ان تتناولى العشاء معى فى احدى الامسيات . فى ليلة ملائمة بعيدا عن هذا الوقت . لا دعوة على عجل ومسروقة تقريبا 0

-اقبل اعتذارك سيد فينويك ، وليس من الضرورة ان تدعونى الى العشاء 0

-ولكن يجب ان تثبتى انك غفرت لى 0

-لا يمكن انك ترغب فى قضاء امسية اخرى مملة ، بالتاكيد ؟

-انسة شاو ! هل تجعلين من نفسك ساعية وراء الاطراء ؟ انا ارفض ان اقول ما اذا كنت ضجرت ام لا . اعرف فقط ان لدى رغبة فى اعدة المناسبة . وافضل ان تقولى نعم او لا مباشرة . كما ارفض اعطاءك وقتا للتفكير !

كم احبت ان يكون لديها الشجاعة الكافية لترفض مثل هذا التصميم الجاف . وكانما كان يعرض عليها شيئا لا تستطيع مقاومته ، على الرغم من انها لا تعرف ما هو . فهمست : نعم .... ساخرج معك . وخاصة وانك تجعل الامر يبدو وكانه اوامر . وامل يا سيد فينويك ان تكون مسرورا !

-حاولى ان تسعدينى وساغفر لك تلك الملاحظة التهكمية . الا زلت تعيشين فى ذلك النزل ؟

-اجل 0

-هذا جيد ، يمكنك الذهاب الان يا انسة تشاو ، حتى اكمل بعض العمل . سامر لاخذك غدا عند الساعة السابعة مساء ولا تجعلينى انتظر 0

dede77 05-03-11 08:19 PM

عندما تتذكر سارة السرعة التى انزلقت فيها الى صداقة سهلة مع مارك فينويك كانت تتعجب . لم يكن الامر سهلا كثيرا ، ولكنها على الاقل لم تعد تشعر بالاضطراب منه بعد الان . وكانت الليلة التالية الاولى من عدة مناسبات عندما اخذها الى مكان ما لتناول العشاء . فى البداية ، ولادراكها انه لم يتركها تذهب الا بعد ان تدبر امر لقاء اخر معها ، حاولت التخلص من تعليقات اخرى ، ولكنه لم يعلق 0

-هل تفضلين ان اتصل بالانسة غريغ واطلب التحدث معك اثناء اوقات الدوام ؟ ولكننى اشك فى انها قد تتركك مرتاحة 0
منتديات ليلاس
كان من الممكن ان تبتسم سارة لهذا التعليق على شخصية الانسة غريغ المسكينة لولا انها شعرت بالقلق من ملاحظته . فقد كانت دائما تخاف من امكانية ان يكتشف القسم الذى تعمل به يوما ما ، ما يجرى وما قد يسببه هذا من كلام . فلو انهم ارتابوا بانها كانت تخرج مع مارك فينويك بانتظام ، فستصبح حياتها تعيسة ! ولم يكن لديها ادنى فكرة لماذا يرغب مارك ان يخرج معها بانتظام . كان يبدو انه يتمتع برفقتها ، ولكن هذا لا يمنعه من تقديم تفسير واكتشفت سارة انها بدات تعتاد عليه . بعض الاحيان عندما يكونان معا ويتحدثان كان يدور حديثهما حول لا شئ ، ووجدته فى احسن مزاجه من السهل التحدث معه . وبطريقة ما لم يكن مثل الرجال ، الصغار والكبار ، الذين حذرها والدها منهم . ولم يسالها مارك ابدا عن حياتها قبل قدومها الى لندن . لم يعرف عنها سوى ما قالته له فى اول مرة خرجت معه . ولو ان هذا صدم سارة لانه امرغريب ، فقد خدمها كتحذير بانه لا ينوى باية طريقة ان يكون لعلاقتهما استمرارية . وكان من الواضح تماما انها كانت له نوعا من التجديد كان يتوقع يوما ان تجربه .

dede77 05-03-11 08:21 PM

وكانت سارة يعجبها كثيرا ان تتناول العشاء فى منزل مارك ، لان كل ما كان يقول لها ، بعدما اعترفت له بهذا ، ان من فى عمرها يجب ان يكون مقدرا اكثر لامسية نشطة . ولانه لم يكن ابدا مهتما لسؤالها عن علاقاتها السابقة ، فقد شعرت انها لا تستطيع ان تساله كثيرا عن علاقاته . بعد تناول الطعام فى منزله ، وعندما تذهب مدبرة منزله لترتاح فى جناحها . كان يدير بعض التسجيلات ، ويشربان القهوة معا بينما يستمعان الى الموسيقى لساعة او ساعتين . وعلى الرغم من بقاء مارك بعيدا عنها ، فقد بدات انه يتمتع بصحبتها ، ولا تستطيع هى ان تنكر تمتعها بصحبته . ولم يحاول ابدا مغازلتها على الرغم من توفر الفرص له . كانت تفكر بعض الاحيان ان صحبتها اصحبحت عادة له ، وشخص يحب كثيرا ان يكون موجودا من حوله 0

كانت لا تزال تقابل ديكى ، ولكن بشكل متقطع ، على الرغم من انه حاول ان ينشئ معها علاقة اكثر وضوحا ودواما . ولكن سارة وقد ملا راسها ، وربما قلبها ، مارك لم تشاركه رغباته وهكذا تدريجيا توقفت لقاءاتهما ، وتتناول القهوة معه من وقت الى اخر ، ولكن هذا اللقاء كان غير مهم لها ، فلم تذكره امكام مارك 0

فى احدى الامسيات فاجاها مارك بسؤالها عما اذا كانت ترغب فى زياره بيته الريفى معه فى نهاية الاسبوع 0

-املك بيتا صغيرا اعتقد انه سيعجبك . انه فى اعماق الريف ولا اذهب غالبا الى هناك ، ولكن بعض الجيران الكرماء يرعون اموره . احب ان تشاهديه يا سارة . اشعر بانك فى اعماق قلبك فتاة ريفية 0

dede77 05-03-11 08:22 PM

-احب ذلك . هذا اذا استطعنا الذهاب والعودة فى يوم واحد ؟

-اه ، سارة !

وضحك وضمها اليه قائلا انه لم ينس انها من الطراز القديم 0

وحضرت نفسها بسعادة لهذه الرحلة وهى تفكر الى اى مدى تقدمت علاقتها بمارك منذ اول لقاء بينهما . وهى الان لا تتصور الحياة من دونه . ومع انها تعرف ان التفكير هكذا امر خطر الا انها لم تستطع منع نفسها من التفكير . واللقاء معه بانتظام بدا انه غيرها تماما حتى انها شعرت احيانا انها لا تعرف نفسها . احيانا كانت تشعر انها اصبحت مختلفة بحيث انها اعتقدت ان ذلك قد انعكس عليها فى مظهرها الخارجى 0
منتديات ليلاس
واقبل صباح يوم السبت ، والساعة تقريبا العاشرة ، وكانت تنتظر قدوم مارك لياخذها . وكان الثلج يتساقط فوق المدينة والطقس بارد ، ولكنها لم تلاحظ برودة الطقس لانها كانت ترتدى معطفها الصوفى الابيض الذى لم ترتده من قبل . ووصل مارك ، ونظر باعجاب الى صورتها الجذابة وهى تقف على الرصيف الابيض الملئ بالثلج ، ورذاذ الثلج عالق على اهداب عينيها الطويلة الداكنة . والقى عليها تحية الصباح وخرج من سيارته الضخمة ليضع حقيبتها الصغيرة فى السيارة 0

بينما كانا يغادران لندن اعلمها ان بيته الريفى يقع فى " هامبشير " لذا فامامها طريق طويل ليصلا . وقد يصلان وقت الغداء ، الذى امل ان تكون حاضرة لطهوه بنفسها 0

dede77 05-03-11 08:24 PM

-لقد احضرت بعض المؤنة ، ونستطيع شراء ما ينقصنا من هناك 0

-انا لست طباخة ماهرة مارك ، ولكن سابذل جهدى 0

-من الافضل ان تفعلى ! ساكون غاضبا جدا اذا كان الشئ الوحيد الذى ساحصل عليه فى نهاية الاسبوع نوبة من سوء الهضم !

وضحكت سارة مع انها شعرت بالتوتر . فهى لا تريد افساد يومها بالتفكير فى الانطباع الذى ساورها بانه ينوى ان يطول نهاية الاسبوع هذا . ولم تكن تعرف الطريق من قبل وسرعان ما بدات تتعب وخاصة عندما اقتربا من وجهتهما وحيرتها شيبكة الطرقاتن الضيقة . وبدا مارك باقناعها انه يعرف اين هما ، اكثر منها . وعندما وصلا الى البيت كان يضحك بينما كانت هى تتذمر 0

-اذا اراد المرء العزلة ، لا يستطيع الحصول على كل شئ . احيانا يا سارة كان هذا المكان ينقذنى من الجنون . كان ملاذا لى ، مكان انعزل فيه . ولا اريد ان اخسره بشبكات الحضارة ، ولاحتى بطريق جديد 0

ولم تقلق سارة ، فما قاله ادهشها ، وبشكل ما فكرت بانه اقوى من الضعف البشرى ، ولكن الان وهى تشعر بانه مرتاح ادركت ان حياته لم تكن من دون اجهاد . وابتسمت برقة ، وتركته يتكلم دون ان تقول شيئا 0

dede77 05-03-11 08:28 PM

واحبت البيت الريفى بمجرد ان وقع نظرها عليه . كان يقع على مسافة الى الداخل من الطريق على مرتفع بسيط . وحوله اشجار السر وسقفه على شكل هرم ، وبدا تماما وكانه مرسوم على بطاقة الميلاد 0

-اجل .... انه جميل !

-لقد قلت لك انه سيعجبك ، ولكننى لم اتوقع مثل هذا الاعجاب . ساكتب ملاحظة امامى : اشترى بيتا مثله لسارة كهدية ميلاد ، لانها تحبه 0

-كم انت مجنون ! على كل ، لقد مر عيد ميلادى 0

-متى ؟

-منذ اسبوعين تقريبا 0

-هل حصلت على هدايا ؟

-ولا واحدة ، وصلتنى فقط بطاقة من زوجة عمى 0
منتديات ليلاس
-اه .... حسنا ، قد يعلمك هذا ان لا تخفى عيد ميلادك فى المستقبل ، كان بامكانك همس كلمة صغيرة فى اذنى ، ولكن ربما لم يفت الوقت بعد ، لافعل شيئا واستدارت سارة نحو الباب وهى تتنهد . من الطريقة التى تحدث بها مارك عن البيت ، توقعت ان يكون متداعيا وعاديا ، واذهلها ان تجده بهذه الحالة ، فى الداخل كان مظلما قليلا بسبب صغر النوافذ . ولكن الكهرباء كانت ممدودة اليه واخبرها مارك انه اوصلها بتكلفة عالية 0

dede77 05-03-11 08:29 PM

وقبل ان تبدا بتحضير الغداء ، جال بها فى المكان ، حجرة الجلوس كانت متوسطة الحجم . ومع ذلك لاحظت سارة ان المقاعد الوثيرة كانت غالية الثمن ، والمفروشات الاخرى من طراز عتيق حقيقى . والارض مغطاه بسجادة حمراء سميكة ، وهناك مدفاة ترتفع فيها جذوع الاشجار المقطعة وانحنى مارك ووضع ثقاب فيها ، وراقبت اللهب الاصفر وهو يتنقل بين الحطب الجاف 0

-لا توجد تدفئة مركزية هنا ، هناك اجهزة للتدفئة فى القاعة والغرف ولكننى احب ان اعتمد على النار هنا . اعتقد انها تضفى شيئا على الجو 0

ولم يكن هناك غرفة طعام منفصلة ، ولكن المطبخ كان كبيرا وفيه طاولة فى الوسط كبيرة كفايبة لتناول الوجبات العادية . فى الطابق العلوى هناك غرفة نوم واحدة ، تحتوى على سرير مزدوج كبير 0

-احب الراحة ، كما تلاحظين 0

-كنت انظر الى شكل القوائم فيه 0

قالت هذا بسرعة ، املة ان تصحح الانطباع لديه بانها كانت مهتمة بالسرير . وكانت قوائم السرير جذابة فعلا ، قديمة ولها عقد من نوع لا عمر له ، ودهان كالح يتحدى السنوات ، يجثم فوق حدود دفتى النوافذ المنخفضة ، وبدا وكان الزمن قد اعاد سارة الى زمن اخر . ما قاله مارك حول السرير ازعجها ، لماذا ، ليست متاكدة ، ولكنه دفعها لان تقول ملاحظة اخرى 0

-ليس عندك سوى غرفة نوم واحدة ؟

-اجل . البيت هنا ليس للترفية قطعا . اتعلمين انك اول زائر ادعوه هنا ؟

dede77 05-03-11 08:31 PM

ماذا يعنى بهذا القول ؟ وحاولت اجتياز مارك ولكنها تعثرت واوشكت على الوقوع . فامسك بها ، ورفع كامل جسدها ، وعيناه تلمعان ، فقالت بقسوة : انا اسفة !
منتديات ليلاس
وحاولت تخليص نفسها من ذراعيه المطبقتين عليها 0

-لم افعل هذا عن قصد 0

-اه يا سارة ، اعلم ذلك ، ولكن احيانا اتمنى لو انك تفعلين الم تقصدى ابدا ايقاع رجل فى شراكك يا سارة ؟ الرجل لا يشعر بالذنب اذا فعل 0

-اسفة 0

-سامحينى يا سارة ، اعتقد انى بالغت باللامبالاة . على كل لا اجرؤ الان على سؤالك عن رايك بسريرى !

-ليس لدى الوقت الكافى لاكون رايا ، فاما اعطاءك الراى واما الغداء 0

-ما هذا الخيار تواجهين به الرجل ! اتعتقدين فعلا اننى لا اعرف ماذا اختار ؟

وضحكت ، واستدارت لتتخلص منه . وهى مرتاحة بانه لم يستطع الاحساس بكيفية خفقان قلبها بنوع مجهول من الاثارة ، لقد جعل مارك الامر يبدو كلعبة ، ولكنها شعرت بخيط من الجدية يكمن تحت هذا العبث . واسرعت بهبوط السلم ، وهى لا تشعر بالارتياح للضحكة الحقيقية الساخرة التى تبعت خطواتها الهاربة 0

وحضرت الطعام ، فى الوقت الذى كان فيه يدخل حقيبتها ويحضر المزيد من الوقود للمدفاة . ثم ربط مريلة كبيرة على وسطه
وبدا بتحضير الطاولة 0

dede77 05-03-11 08:33 PM

-ما كنت تعلمين اننى احب الجو العائلى ، انسة تشاو ؟

وتظاهرت بانها تخرج قطعة لحم من الفرن ، ردت عليه

-لو انك كنت تاتى الى هنا دائما ، وتعتنى بنفسك ، فلا شك انك تعلمت الكثير 0

-تستطيعين قول ذلك . ولكننى اخشى اننى لا اقدر على محاكاة خبرتك . فلو ان هذا الطعام طعمه جيد كما يبدو عليه ، فقد ارغب فى وجودك هنا اكثر 0

-هناك قول بان الطريق الى .....

وتوقفت عن الكلام وقد احمرت وجنتاها . فابتسم بلطف لرؤية وجهها المضطرب 0

-هل تحضرين طريقك الى قلبى يا سارة 0

-لا تكن سخيفا . انه قول من احد الاقوال ، لا معنى له 0

فقال لها مداعبا : قد اقتنع بشئ من وراء هذا القول 0
منتديات ليلاس
وتوقف الثلج عن السقوط بعد الغداء ، واشار مارك الى ان كمية الحطب قليلة 0

-هناك الكثير من الوقود ، ولكن لم يعد هناك حطب كثير . نستطيع الذهاب الى الغابة الصغيرة واقتطاع البعض منه ، اذا احببت ذلك ؟

-يلزمنا بعض التمرين على كل حال ، بعد جلوسنا فى السيارة لهذه الفترة الطويلة 0

-وبعد مثل هذا الغداء الجيد . ظننتك قلت انك لا تجيدين الطبخ ؟

dede77 05-03-11 08:35 PM

-امى كانت تقول اننى طباخة بطبيعتى ، ولا يلزمنى سوى الخبرة 0

-يبدو ان امكط كانت امرأة ذكية . معطفك الابيض ساحر ولكنه لا يناسب الاشجار المبتلة وقطع الاخشاب 0

كانت الارض البيضاء قاسية تحت اقدامهما ، وتهب ريح خفيفة عبر الاغصان فوق راسيهما ، بينما كانا يسيران عبر الغابة . وكان مارك يعرف اين توجد شجرة قديمة كانت قد سقطت خلال الخريف لا يزال فيها بعض الاغصان الباقية . وبينما يشقان طريقهما الى الشجرة ادهش سارة العزلة الكاملة من حولهما . وكان مارك قد اخبرها ان اقرب جار له يبعد ثلاثة اميال عنه تقريبا . هنا ، لا يوجد شئ سوى الاشجار ، والعشب المغطى بالثلوج ، لايقطعها سوى بعض السواقى . وهذا مكان رائع كملاذ للراحة ، ولو انه غير عملى للحياة العادية . ووجدا الحطب وتحضرا لاخذه الى البيت حيث قال مارك انه من الاسهل التعامل معه هناك . ولم يسمح لها بان تحمل سوى غصن صغير بينما حمل هو اثنين اكبر منه على كتفيه العريضين . لقد كان له مظهر رجل يمضى معظم وقته فى متابعة التمارين الرياضية بدلا من المكتب ، ومكرة ثانية اعترفت لنفسها بانه جذاب 0

وكانت متلهية بالتحديق فيه ، بقوته وعرض اكتافه ، فزلت بها القدم عند ساقية صغيرة ووقعت . وابتلت احدى ساقيها ، ولكن البرد كان لا يبعث على الراحة ، وسرت لانها احضرت معها شيئا لتغيير ملابسها عندما يصلان الى البيت ، صر على اسنانه ، واعتقدت انه كان تعبا لانه وضع ما يحمله فورا وساعدها على تخليص الغصن الذى وقع منها والذى كان يطفو مبتعدا فوق المياه . وعندما احتجت قال لها بان عليها ان لا تسير وعيناها مغمضة ، ولدقائق قلية ادعت انها متالمة 0

dede77 05-03-11 08:37 PM

وامضيا معا ساعات لاهية وهما يحضران الحطب ويكومانه ، وهما يداعبان بعضهما من وقت الى اخر . سارة كانت تعرف انها سعيدة . سعيدة اكثر من اى وقت منذ شهور . ومع ان هذه العادة قد تكون خطرة فقد قررت ان تعيش لساعتها . وبدات الظلال تستطيل بتقدم الوقت بعد الظهر . وقريبا سيعوان الى لندن .وهناك وقت يكفى للاغتسال وتغيير الثياب ، وربما لتحضير ابريق من الشاى وقطعة من التوست فوق النار قبل ذهابهما . هذا الحطب الذى اقتطعاه سسيبقى حيث هو .
منتديات ليلاس
واقتربت منه قائلة : لا يمكن لنا ان نستعمله كله 0

والتقطت حفنة ثلج ، وصنعت منها كرة ورمته بها 0

-كل ما يقولونه عنك فى المكتب صحيح ، فانت مستبد لا تستطيع تحمل ان ترى احد دون عمل !

وبسرعة صنعت كرة ثلج اخرى بعد ان اخطأته فى الرمية الاولى 0

-ولكن دعنى اقول لك يا مارك فينويك ، يجب عليك ان تدفع الكثير لقاء ساعة لصنع غدائك ، دون ذكر التحطيب !

هذه المرة اصابته على كتفه واصاب الثلج وجهه . وبغضب زائف اندفع نحوها ، وانتزعها الى فوق 0

-لقد اصبحت واثقة من نفسك كثيرا انسة تشاو ! فلمثل هذه الوقاحة على مديرك الادارى ستحصلين على عقوبة ، تدفعينها فيما بعد ، بعد ان تغتسلى . فانا ارفض ان اوسخ نفسى . فوجهك يا طفلتى العزيزة ، ملئ بالاوحال !

dede77 05-03-11 08:39 PM

ووضع جسمها الذى يناضل للخلاص فى المطبخ ، وكانها لا تزن اكثر من ريشة ، متغافلا عن خديها الحمراوين وعيناها البراقتين وعندما تركها كان يبتسم 0

-حقيبتك وراءك ، افضل لك ان تاخذيها الى الطابق العلوى وان تصلحى نفسك بينما احمل انا الحطب الى الداخل . هناك ماء ساخن يكفيك 0

وكان احمام رائعا وساخنا . واسرعت سارة لفتح المياه فى مغطس الحمام ليمتلئ بينما تخلع ثيابها المبللة . وانزلقت الى المياة الدافئة العميقة ، وقد نسيت كل شئ عن قدوم الظلام . فى النزل عندما تتحمم . كان هناك على الدوام من يقرع الباب عليها ، ونادرا ما يوجد ماء ساخن . واذا لم يدخل المرء اولا ، لا يبقى سوى ماء فاتر 0

كانت مرتاحة لدرجة انها اوشكت ان تنام . وكانت ستفعل لولا ان ذكرى ساعدى مارك وهما تحتضنانها مرتين بعد ظهر هذا اليوم . ابقتها صاحية . ولكنه كان لطيفا معها ، سيكون هذا شئ لتحلم به وهى عائدة الى لندن . واستغرقت بالتفكير وهى تنعس ، وقد نسيت توترها منذ بعض اللحظات ، واقفلت عيناها الثقيلتان 0


*****

انتهى الفصل الرابع 0

ارجو ان تستمتعوا مع هذا الفصل 0

ملك محمد 16-03-11 08:39 PM

ممكن لو سمحتو انا عايزة اشارك بالكتابة بس مش عارفة اى حاجة فى اى حاجة لان زى ما انتو شايفين انا لسة عضوة جديدة خاااااااااااااااااااالص فى المنتدى !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! وكمان مش عارفة فين ايقونة الشكر
انااسفة طولت عليكم باسالتى
بس يا ريت حد يرد علية ممكن!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

dede77 18-03-11 06:46 PM

الفصل الخامس 0


** حلم تحطم ! **


وقفز قلب سارة من موضعة عندما سمعت مارك يطرق باب الحمام قائلا : لقد حضرت بعض الشاى ، اسرعى ايتها الكسولة !

-ساخرج حالا 0
منتديات ليلاس
وتذكرت انه ربما يريد العودة الى البيت قبل ان يصبح الوقت متاخرا ، وعندما ابتعدت اصوات قدميه قفزت من المغطس وبعد ان جففت نفسها ، اخذت الفستان الزهرى الذى يبدو جميلا عليها بسشعرها البنى المربوط ، الثوب مصنوع يدويا من " الفيبر " وهو دافئ كالصوف تماما ولكن بملمس الحرير . وكان منظره عليها جميلا ، كما لاحظت فى مرآة الحمام الصغيرة ، ووضعت قليلا من احمر الشفاه ومررت المشط فى شعرها . هذا كل ما تستطيع فعله لانها نسيت ان تحضر شيئا اخر . وعندما يكونان فى الطريق ، لن يلاحظ مارك ما اذا كانت تضع زينة ام لا . وعندما يصلان ، سيكون الوقت متاخرا لتناول العشاء فى مكان ما 0

وكان الشاى جاهزا عندما نزلت الى الطابق الارضى . وكان قد وضعه فى غرفة الجلوس التى اصبحت الان دافئة ومريحة . والنار تشتعل براقة والستائر مفردة لمنع البرد . ونهض على قدميه عندما دخلت الغرفة 0

-تستحقين كثيرا من الانتظار 0

وابتسم وتقدم نحوها وقادها بلطف الى الكرسى 0

dede77 18-03-11 06:56 PM

-يعجبنى ثوبك يا سارة . لم اتصور ان اللون سيناسبك هكذا . ويناسب عيناك الواضحتى الزرقة . لقد كان اختيارك ممتازا . فهذا يجعلك تبدين رائعة الجمال 0

-انه ثوب جديد 0

-وساحر ايضا 0

-ليس عندى ما يبدو مناسبا لقضاء بعد ظهر يوم مثلج فى الريف 0

-اذا كنت تفكرين فى الطقس حقيقة ، وليس بى ؟

-طبعا ، فانت مدلل كفاية كما انت 0

-مدلل ؟

-من النساء ، اعنى ....

-اجلسى ، لن تصدقى ما اقول ، ولكنك تتكلمين عن شئ غير صحيح . اذا كان حصل اى دلال فانا من قام به . وفى هذا السياق انت مختلفة يا سارة فانت لست متطلبة كباقى النساء الاخريات اللواتى عرفتهن . ولا امرأة اخرى كانت ستقبل بطهو طعامى او تقطيع الحطب معى 0

-اذا لم تتعرف على النوع الجيد 0

-حسنا لقد عرفته الان . دائما يثبت ان الوقت لم يفت . اليس كذلك ؟

dede77 18-03-11 06:58 PM

وضحكت . وبدات تملس اسفل ثوبها ، ثم مدت يدها الى النار ومرر لها شوكة نحاسية طويلة مخصصة للشوى فى طرفها قطعة من الخبز وسرها ان وجدت ذوقه فى الخبز المحمص يشابه ذوقها تماما . وتلاشت من ذهنها صور النساء الاخريات وهى تقرب الخبز من نقطة قريبة من اخر الحطب ، وبعد دقائق عبقت رائحة الخبز المحمص . وصب مارك الشاى . وكان طعم الشاى الساخن والخبز المحمص جيدا . وقال لها فجاة وهو يجلس بقربها يقدم الزبدة 0

-لقد تاخرت فى حمامك 0

-اسفة ، لم استطع مقاومة الحمام 0

-لا مانع ان تاخذى دزرينة حمامات 0

-لا احتاج الى هذا العدد 0

-الا يوجد ماء ساخن فى النزل ؟

-ليس هكذا 0

-اذا ، هل ترين كم كان قرارا صائبا منك ان تاتى الى هنا 0

-اجل ، ولكننى لم ات فقط من اجل الحمام لقد استمتعت بهذا اليوم كثيرا ، كنت اتمنى لو انه يطول اكثر . اعتقد اننا يجب ان نعود الى لندن ؟

واستدار فى كرسيه وحدق بها بصمت لعدة لحظات قبل ان يسالها : هل تريدين فعلا العودة هذه الليلة ؟

سؤاله بصوت منخفض غير المتوقع مر بها وكانه نوع من الصدمة ، وسبب لانفاسها الحدة . هل كان يسالها عما اذا كانت راغبة حقا فى البقاء ، ام انها فهمته بشكل خاطئ ؟ بالتاكيد لم يتخيل بانها ذلك النوع من الفتيات اللواتى لديهن عادة بقضاء نهاية اسبوع غير شرعية مع رجل . نهاية اسبوع مثل التى يتبجح بها بعض الفتيات فى المكتب ؟ هل هذا ما يفكر به ؟ بالتاكيد لا ....

dede77 18-03-11 06:59 PM

واخذت يد سارة ترتجف ، ولم تنظر اليه عندما وضعت الفنجان فى الصحن . مهما يكن مارك مولعا بالنساء ، فلن يطلب من فتاة مثلها قضاء ليلة مثل هذه الليالى معه ! وعلى الرغم من ملاحظاته ، لا يمكن له ان يريد منها فعلا مشاركته هذه الليلة . ومثلما استمتعت هى برفقته ، استمتع هو بصحبتها الودية التى نمت بينهما ، ولم ير اى ضرر فى اطالة مدة الزيارة ، وقد تكون بطريقة ما مجاملة ، اذا بدت انها تفكر بطريقة اخرى ؟ الن تبدو غبية اذا رفضت البقاء ، اذا كان هذا ما يعنيه حقا ؟ وكان الامر مغريا ، كما اقرت ، فالرحلة الطويلة الى لندن فى ليلة شتاء ليست مشجعة 0

لم تدرك كم عم الصمت الى ان تحرك وقال : لا لزوم لان تقلقى لشئ يا سارة . فكلانا تعب وبحاجة الى بعض الاسترخاء ، تستطيعين النوم فى السرير فوق ، وانا سانام هنا 0

-اوه ....
منتديات ليلاس
وشعرت بنفسها انها كان سخيفة . وارتاحت فورا لان موجة من السعادة انتزعت مخاوفها . وكانت تدرك ان امامها قرار تتخذه ، وكانت ممتنة لان مارك وهو يعيد التاكيد لم يحاول ان يغالى فى اقناعها . والخيار ، الخيار الاخير ، كان لها وحدها ، وبطريقة ما ، وهى تحدق بالغرفة الدافئة الخافتة الضوء ، والريح البارد يصفر من خلال النوافذ فى الخارج ، وبدا وكان القرار اتخذ 0

-فى الحقيقة لا ارغب فى العودة هذه الليلة يا مارك ، احب ان ابقى ، فقط ....

dede77 18-03-11 07:01 PM

-فقط انت خائفة من ان احدا فى المكتب قد يكتشف الامر ؟

-حسنا ، قد يكتشفونه فى وقت من الاوقات يا عزيزتى ، ولكن ليس هناك سبب لان يعرفوا كيف تقضى عطلاتك . ولو كنت مكانك لن اقلق حول هذا الامر بالتاكيد . سنعود غدا او الاثنين باكرا على الاكثر 0

-اذا سابقى . اذا احببت ذلك فعلا 0

ولم يبدو انه قرار بهذه الدرجة من الخطورة ، على كل الاحوال ، وابتسمت بسعادة عندما عاد الى الجلوس وتابع احتساء الشاى 0

شعرت فى الحال بالفرح ، وبانها تحبه اكثر لانه يراعى مشاعرها . فلم يرد فقط توفير رحلة قاسية عليها ، بل انه كان مهتما بان عليها التمتع بعطلتها . وضحكت فى وجهه بسعادة ، وعيناها الزرقاوان ترقصان 0

-لا ادرى اذا كنت خططت بلكل هذا مارك فينويك ، ولكن اذا كانت فكرة وليدة لحظتها ، فماذا تفعل للعشاء ؟ انا تكفينى بيضة مسلوقة ، ولكننى اشك انها تكفيك !

وحدق بها وتمتم ، وهو يمد رجليه الى حرارة النار : ربما كان هذا عالقا فى مؤخرة تفكيرى . لقد تجرات على ان امل . وانقضضت كالبرق على محل كبير فى لندن قبل ان نسافر هذا الصباح لقد وضبت كل ما احضرت فى الثلاجة بينما كنت تدللين نفسك فى مغطس حمامى دون خجل . وستجدين وعاء طعام يغلى على النار ، لو انك رفضت البقاء كنت ساقترح تناول الطعام قبل الرحيل . فتقطيع الحطب يفتح شهيتى دائما 0

dede77 18-03-11 07:02 PM

وانهيا شرب الشاى بصمت متبادل . ولانه لم يحاول لمسها شعرت بالثقة بانها قد فعلت الشئ المناسب ، وذكريات العطلات برزت امامها مثل حلم رائع مستحيل . رائع لانها ستمتلك مارك لنفسها لعدة ساعات ، ومستحيل لانها ابدا وحتى فى اكثر احلامها جنونا لم تتخيل ان اى شئ مثل هذا قد يحدث لها . يوما ما ستخبره كيف تشعر الان . اما الان فيكفيها انه هنا نصف نائم قربها على كرسيه ، تاركا لها لتحلم قليلا لنفسها 0
منتديات ليلاس
بعد ذلك بقليل تثاءب ، وازعج نفسه مقترحا وهو يشير بيده انها يجب ان تذ1هب وتنظر الى وعاء الطعام وتضع فيه بعض الخضار ، وصعد الى الطابق العلوى ، ووجد سروالا محترما وعندما نزل ، كان مغتسلا وغير ملابسه ، وبدا بشعره السميك الممشط المبلل على راسه ، وسيما بشكل مثير للقلق . وتناولا الطعام ثم حملا قهوتهما وعادا الى غرفة الجلوس . وادار قرص الة التسجيل ، ولكن بصوت منخفض بحيث ان الموسيقى جاءت ضعيفة وكانها من بعيد . واطفا كل الاضواء ماعدا واحدا ، حتى يساعدهما هذا على الاسترخاء 0

لقد مضى زمن طويل منذ ان امضت سارة مثل هذه الامسية وشعرت بحنين لمنزل خاص بها ، الرياح العاصفة المعزولة فى الخارج ، ودفء النار الملتهبة فى الداخل ، ومارك ! مارك وحده جعل من هذه الرغبة نوعا من الحمى 0

dede77 18-03-11 07:04 PM

وكانما احس بانها تفكر بصمت ، فلم يتحرك ليجلس على كرسى لوحده ، بل جذبها بلطف ليجلسا على الاريكة ووضع ذراعيه حولها . بعد قليل جذبها الى قربة اكثر والموسيقى الناعمة تمتلك سمعهما . ومر وقت طويل دون ان يفعل شيئا سوى الامساك بها برقة . وعندما فعل شيئا اخر فعله كمن يتصرف دون تفكير ، وسارة نصف مدركة لذراعه وهى تشتد عليها او انه عن سابق تصميم ادارها نحوه وجذبها اليه ليعانقها ، كان عناق مريح فى البداية ، ولم يشعر سوى ببعض الدوار ، وشعور مريح بالاطمئنان 0

-هل تحبين بقاءك هنا معى ؟

-نعم احبه 0

-ستقولين لى لاحقا انك سعيدة اننا التقينا 0

-اجل على الاقل لست نادمة 0

-ولا انا 0

وابتسمت ومررت جبهتها الناعمة على ذقنه الخشنة . ولم تدرك عندها ان الرقة قد تكون تخفى اهدافه الحقيقية . فحركة اصابعه الحساسة كانت ساحرة بحيث لم تترك مجالا للخوف 0

-لم تهتمى بى كثيرا فى البداية ، اليس كذلك ؟

-فى الحقيقة كنت خائفة منك ، ولكننى لا اعتقد انك توقفت عن التفكير عما اذا كنت اعجبك ام لا . لقد دعوتنى بالتافهة الصغيرة ، اليس كذلك ؟

-لا اصدق هذا !

dede77 18-03-11 07:06 PM

وضمها من جديد مظهرا لها بازدياد ضغطه عليها انها كانت تتخيل عدم اعجابه بها . وعندما تجرات على التجاوب معه قليلا قال " هكذا افضل " وشد عليها اكثر وكانما يتعمد تعليمها كيفيه عناقه . حتى استرخى جسدها وتداخل تماما بجسده ، ويداها تمران على كتفيه . وعندما ابتعد عنها فى النهاية شعرت برعدة صغيرة من الامتعاض اسرعت الى التحرك نحوه فى الزاوية التى يجلس عليها من الاريكة . فى وقت لاحق من هذا علمت ان هذه هى الطريقة التى قصد ان تشعر بها وبانه ضحك عليها كساذجة صغيرة حمقاء ، حمقاء ولكن خبيرة ! وكان هذا هو الجزء الذى يؤلم اكثر 0
و
بينما كانت تنظر اليه وقلبها فى عينيها ادار راسه بكسل وقال : اعتقد انك يجب ان تذهبى للنوم يا سارة . فالمشى فى الهواء الطلق لابد اتعبك ، ناهيك عن العمل المتعب 0

-لست تعبة جدا 0
منتديات ليلاس
وشعرت باستغراب انها اكثر من اى يوم قد تذكره ، غير راغبة فى ان تتركه . فهذه اللحظات ثمينة ، وقد لا تعود مرة اخرى . وهى لا تمانع فى البقاء هنا الى الابد ، لو ان مارك يشعر بالشئ نفسه . عندما تركتها ذراعاه شعرت ببرو\دة رهيبة ، وتمنت لو تبقيا من حولها . على كل يبقى هناك الغد . ربما كانت سخيفة ومستعجلة كثيرا ؟ وقبل ان يغادر الى لندن قد يكشف لها انه تعجبه بالقدر الذى يعجبها 0

-كما تريد يا مارك 0

-ستجدين الفراش نظيفا ودافئا 0

-ليلة سعيدة يا مارك . كنت لا احب ان احرمك من فراشك ، لا استطيع مساعدتك .....

-لا ، اذهبى . لن تحرميننى من شئ .... سادبر امرى 0

dede77 18-03-11 07:09 PM

بدا الامر لا يصدق فيما بعد ، لعدم مرور اى خيط من الريبة فى ذهنها . ربما بسبب انها كانت خدرة من تجربة عناقه لها ، وبانها وصلت الى حالة من الحلم المدمر ، وقد هجرها تفكيرها السليم ، وصعدت الى الاعلى دون ان يحدث شئ مباشر يعيدها الى الحقيقة القاسية 0

ولم يكن معها ثياب نوم ، ولا اقترح مارك شئ عليها بهذا الخصوص . وفكرت بان تطلب منه جاكيت بيجاما لتنام بها ، ولكنها لم ترغب فى احراجه . اذ تستطيع ان تنام بملابسها الداخلية 0

واطفات النور بعد ان خلعت ثوبها ووضعته بحذر فوق الكرسى . وكانت الغرفة رائعة ودافئة ، تماما كما قال مارك . ودخل ضوء القمر الخافت عبر ستائر الغرفة . واتجهت بسعادة الى النافذة وقدماها عاريتان ووقفت تحدق الى العالم الصامت فى الخارج ، وقد تغطى بعمق بالثلج السحرى الابيض ، كان المنظر جميلا فى الخارج ولكنه جعل سارة تدرك انه بارد جدا ، وشعرت بالسعادة للدفء من حولها . وكان الفراش مغطى بلحاف ضخم يعد بالاحلام احميمة 0

لم تكن متاكدة كم مضى من وقت وهى واقفة هناك دون ارادة ، وعيناها تحدقان بالثلج ، ونصف افكارها مع مارك . وارعبها سماع صوت ضعيف لا اكثر من حرتقة آتية من الباب ، واستدارت لتجد نفسها تصطدم برؤية الرجل الذى كانت تفكر به . لقد دخل الغرفة متسللا بهدوء كقط كبير 0

-سارة !

-اوه ، مارك كم ارعبتنى !

-صحيح ، هل ارعبتك ؟ ظننت انك فى الفراش !

-لا .... لا ....

dede77 18-03-11 07:11 PM

وتلاشى صوتها بينما هى تحاول التغلب على قناعتها بان هذا غير صحيح . الا يظهر وكانها حمقاء اذا توصلت الى استنتاج خاطئ ؟ ولو تصرفت بشكل سئ قد لا تبدو حمقاء فقط بل ستدمر العلاقة الجديدة المحببة بينهما . ربما دخل اليها للاطمئنان فقط . ويجب ان لا يعلم انها شعرت بالخوف 0

ومع ذلك لم تقدر ان تمنع نفسها من المقاومة قليلا عندما ، شد ذراعيه حولها ، وبدل ان يتركها شد ذراعيه اكثر واتسعت عيناها وتمتمت : كنت اتامل منظر الثلج قبل الدخول الى الفراش . لا ترى الكثير منه فى لندن 0

ودون اعارة مقاومتها اى اهتمام انزلقت يداه على ظهرها ليجذبها اكثر ، واتى صوته منخفضا فى اذنيها 0

-تستطيعين نسيان لندن يا سارة ، على الاقل ليلتين وربما اكثر 0

-اعرف ذلك ، ولكن ....

-لا تحتجى اكثر ، يا حبيبتى 0

واصبح عناقه لها فجاة اشد ، وهو يحتضنها بقوة . وشعرت سارة بالخجل يتملكها لانها لم تكن راغبة حقا فى التخلص منه . وشعرت بردة فعل كارهة عندما شدها الى صدره العارى ووقعت احدى يديها على صدره الملئ بالشعر ، وترك لرغباته العنان ، ووعت سارة المشاعر تتصاعد من داخلها . وفجاة ادركت ان هذا شئ يجب ان تتقبله يجب ان يكون هناك على الدوام مرة اولى ، لكل انسان ، واذا كان مارك يحبها كما تحبه سيكون كل شئ على ما يرام 0

dede77 18-03-11 07:13 PM

-هل ستهتمين بما سيحدث الليلة ام انك ستعتنين بنفسك ؟

" تعتنين بنفسك " ؟ عصفت بها الصدمة فورا بينما كانت تستوعب ما يعنيه . والجواب يجب ان يكون لا ! كل قطعة من جسدها كانت تصرخ معارضة 0

-مارك .... لم اعاشر رجلا هكذا من قبل 0

ورفع يده عنها وقال بسرعة : اتعنين انك ....

-نعم 0

-يا الهى !

واستدار مبتعدا عنها وهو يقول : سارة .... اتقولين الحقيقة ؟

-اجل ، ولكن هناك دائما المرة الاولى ، واذا كنا نحب بعضنا .... وننوى الزواج ....

-الحب ! اشك فى ان احدنا يعرف المعنى الحقيقى لهذه الكلمة . دعبينى اقول لك يا سارة ، لم احاول الاستفادة من فتاة دون تجربة من قبل ، ولا انوى ان تكونى استثناء !
منتديات ليلاس
-ولكن ....

-ودون لكن ايضا .... لا اريد التورط مع فتاة مثلك . اتظنين اننى ارغب فى ان اكون مسؤولا عن الالم والدموع ، والاتهامات التى لا تنتهى ؟

-انا ....

-لماذا وافقت على البقاء ؟

-لم اعتقد ....

-كم هذا مثير للشفقة ! لا تقولى انك ظننت اننى اقترح عليك قضاء عطلة عذرية 0

dede77 18-03-11 07:15 PM

-انا .... لم اعتقد ان الامور ستكون هكذا اعتقدت اننا سنتعرف على بعضنا اكثر 0

ولم تحظ منه سوى بنظرة احتقار ، ولاحظت ان وجهه المعتم كان وحشيا بينما كان يقف وهو يحدق بها 0

-مارك ارجوك !

-يا الهى ، لك حركات ***** صغيرة ، اليس كذلك ؟

وصدمتها كلماته وكانها دوش بارد ، وحاولت ايجاد غطاء تستر به نفسها 0

-حواء المثالية ! تبحث عن ورقة تين ، هذا يجعلنى اتساءل ! هل انت متاكدة انك لم تعاشرى رجلا ؟

-لا ! ولن افعل بعد الان !

-ليلة سعيدة يا سارة ، ساتركك تحلمين لوحدك . ولا تتصورى اننى احببتك ابدا !

واغلق الباب وراءه بشدة حتى انها لم تشك ابدا بانه يعنى كل كلمة قالها . وما قاله سبب لها الما جسديا تقريبا . وحدقت بالباب المغلق الذى بدا وكانه يتمايل فى ضوء القمر . لم يتمنى لها نوما جيدا ، ربما وفر عليها هذا الكلام ، لانه علم من وجهها المعذب انها لن تنام بافضل مما سينام هو 0

واخيرا غطت فى نوم عميق بسبب الارهاق ، وكانت الساعة قد تجاوزت العاشرة عندما افاقت . فى البداية لم تصدق ان ما حدث حقيقة . حتى شاهدت الشمس تشع . ظنت ان ساعتها توقفت فى الليلة الماضية . وبفزع قفزت من الفراش لتجلس على حافته ثانيه الى ان توقف راسها عن الدوران ، واخيرا ذهب الشعور بالغثيان من حلقها .

dede77 18-03-11 07:18 PM

ومدت يدها تشد ثيابها الداخلية . وتذكرت دون ارادة منها ما فعل مارك بها . وارتعدت ، مع ان الغرفة ما زالت دافئة . لم تكن البرودة هى السبب ، بل ذكرى ذراعى مارك ، والاشياء التى قالها . مع انها يجب ان تكون ممتنة ! ربما معاملته القاسية انقذتها من ندم كثير . وبيدين مرتجفتين سوت ثيابها الداخلية ومشطت شعرها . لابد انها كانت مجنونة عندما تصرفت هكذا ، وحتى اكثر جنونا عندما وافقت على البقاء هنا معه . على الرغم من حبها له . كل ما ترغب به الان هو العودة الى لندن !

وارتدت ملابسها بسرعة ، دون ان تفعل اى شئ اخر . مظهرها لم يعد يهمها فى هذه المرحلة ، كما يهمها التفكير بالوضع ما بينها وبين مارك . حتى التفكير بالنزول الى الطابق السفلى كان يزعجها . لم يكن هناك اى اثر قد يشير الى ما قد يكون يشعر به ، ولا فنجان شاى قرب فراشها قد يظهر انه قد يسامحها . كيف لفتاة ان تواجه رجلا بعد ذلك الاخفاق فى الليلة الماضية ؟
منتديات ليلاس
وهبطت مترددة ، وكان البيت غارقا بالصمت ، يعطيها شعورا غريبا بان مارك غير موجود . ووجدت مذكرة ملقاة على الطاولة يقول فيها انه خرج وسيعود بعد العاشرة حيث تكون قد استعدت للمغادرة الى لندن !

وتطلعت سارة الى الساعة لقد حان وقت رجوعه ، ولم تجد اثرا لاى طعام افطار . لو انها لم تنم الى وقت متاخر ! ولم تدرى ماذا تفعل ، فهرعت راجعة الى فوق ، ورتبت الفراش ، ووضعت اشياءها القليلة فى الحقيبة . وحملتها الى المطبخ فى الاسفل ، حاضرة للمغادرة . وحضرت لنفسها فنجان شاى ،

dede77 18-03-11 07:19 PM

وبينما كانت تفتش فى الثلاجة عن بعض الحليب لاحظت قطعت كبيرة من اللحم الطازج وتساءلت عما سيفعله مارك بها . من المؤكد انه لن ياخذها معه ليقدمها الى مدبرة المنزل . وبينما كانت لا تزال واقفة تحدق باللحم ، دخل مارك 0

-صباح الخير يا سارة . هل شاهدت رسالتى ، ارجو ان لا يكون تركى لك قد ازعجك . انه صباح جميل ، اليس كذلك ؟

-نعم ....

وردت عليه تحيته باشراق ، جاهدة ان يبدو صوتها طبيعيا . ولكنها وجدت صعوبة للنظر اليه . فلو انه قادر على التظاهر بان شيئا لم يحدث كذلك ستفعل هى . يجب ان تبرهن انها لا تزال تملك بعض الكرامة !

وتابعت قولها دون اكتراث : كنت اتساءل ، ماذا تنوى ان تفعله بهذا ؟

-ساتركه ، ساعطيه للاشخاص الذين اخبرتك عنهم ، الذين يهتمون بالمكان . ساتصل بهم من البلدة ، ولديهم مفتاح وسوف يحضرون لاخذها ، ويقطعون الكهرباء عن البيت 0

-اه ، عرفت الان !

واغلقت باب الثلاجة والتقطت معطفها الذى وضعته بشكل ملائم على كرسى ، وبينما كانت تتجاوزه ، خفضت راسها حتى لا ينظر اليها جيدا ، ولكنه امسك ذراعها ، واوقفها 0

dede77 18-03-11 07:21 PM

-لا، انت لا تعرفين شيئا ! ليس ما افعله هو الذى يهمك ولكنك لا تريدين ان اذيع اننى قدمت الى هنا مستعدا لقضاء عطلة مطولة اكثر من التى حصلنا عليها ؟

-مارك انا ....

ولم تلاحظ ماذا تفعل ، فقد حدقت فى المكان الذى قبض فيه على ذراعها صعودا الى وجهه الجامد ، وتركته ينظر الى وجهها للمرة الاولى ذلك الصباح . وسمعت انفاسه تحدث صوتا خشنا . ولكن لم تعلم ما اذا كانت بسبب منظر وجهها المتعب ام لا ، لم تكن متاكدة . وصدر عنه اشارة لعدم المبالاة بها ، وترك ذراعها 0

-اذا كنت تشعرين بالتوعك هذا الصباح يا سارة ، فقد يريحك ان تعلمى اننى انا ايضا متوعك ، لن استجوبك اكثر ، اذا كان هذا ما يزعجك ، ولكننى انصحك ان توضحى وضعك فى المستقبل لاى رجل تخرجين معه 0

-لقد قلت هذا من قبل 0

-تجعلينى اقول اشياء لا يقولها رجل لفتاة بريئة مثلك . الم تفهمى الخطر الكامن بك ؟

-مارك ، قلت لك اننى اسفة . اعرف اننى مخطئة بالنسبة لهذه العطلة ، ولكن كان عذرى انطباع خاطئ ايضا 0

-لقد ظننت انك ستعودين الى لندن مع خطيب ثرى ؟ لاجل السماء يا سارة ، لاتقفى هكذا ، وكان شيئا لم يحدث لك ! فى مهنتى ! فى مهنتى يصبح المرء سيدا لانه يقرا ما بين السطور . لقد قامرت ولم تنفع المقامرة . ولكنك لا تستطيعى ان تعتبرينى مسؤولا عما حدث 0

dede77 18-03-11 07:24 PM

[SIZE="6"]*****

انتهى الفصل الخامس 0


قراءة ممتعة للجميع 0[/SIZE]

ربي اسالك الجنة 19-03-11 03:50 AM

يسلمووووووووووووووووووووووو الرواية حلوة كثير ودمتي0

dede77 21-03-11 06:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربي اسالك الجنة (المشاركة 2677108)
يسلمووووووووووووووووووووووو الرواية حلوة كثير ودمتي0

تسلمى حبيبتى من كل شر .

الاحلى مرورك العطر 0

دمتى دائما بحب 0

dede77 21-03-11 06:38 PM

الفصل السادس


** انتهى كل شئ ! **


حدقت سارة بمارك ، وهى تشعر بدمها يكاد يتجمد فى عرقها . لو انها حقا فكرت بالزواج لم ذلك قبل ان كانا فى غرفة النوم . لم تخطط لشئ سلفا ، كما اشار بسخرية ! واحست فجاة بالغضب يتملكها وبحاجتها لان تصفعه وصرخت به : انت متوحش ! لن يكون لى صلة معك بعد الان حتى ولو توسلت الى ! انا اكرهك ! هل تسمع ، اكرهك !

انفاسها المصدومة منعتها من الاستمرار فى الكلام ، ولكن عيناها الزرقاوان اظلمتا بقوة احساسها المحموم بينما كانت تحدق به . لابد انها قالت ما فيه الكفاية ، لان ضحكته الصفراوية لم تكن تحتوى على اى نوع من الحيوية . لقد كانت فقط التواء تهكمية لشفتيه ، وكان كل رده ، وببرود : اصعدى الى السيارة . سانضم اليك بعد لحظات 0
منتديات ليلاس
خلال طريق العودة الى لندن جلست سارة بصمت جامد ، ولم يحاول مارك ان يتكلم ولم تكن قد تناولت طعام الافطار اضافة الى شعورها بالتعب مما جعلها تشعر بالضعف ، وبحاجتها للبكاء ثانية . وحتى لا تظهر نفسها وكانها غبية ، اغمضت عينيها التعبتين . وعندما فتحتهما بعد ذلك ، وجدت مارك يهزها . فقد وصلا الى لندن ، خارج النزل 0

وكانت لا تزال تشعر بالدوار ، وطرفت عيناها تتطلع اليه ، غير مدركة انها كانت مستغرقة بالنوم . بادئ الامر ، لاحظت ان يديه كانتا رقيقتين بشكل غريب ، وكان فى عينيه نظرة لم تفهمها ، عندما كان يراقبها وهى تصحو ، لو ان ما راته كان حنانا ، فلا شك انه وهم ، لان التعابير على وجهه كانت قاسية بعدم اكتراث بينما كانت تحاول النهوض وقال لها بصوت غير معبر : لقد وصلنا 0

dede77 21-03-11 06:40 PM

-اوه .... !

واندفع اللون الاحمر الى خدى سارة البيضاوين . لقد قصدت ان تجلس بهدوء ووقار ، ولكنها لم تفعل . وتطلعت اليه بذهول وقالت : اسفة ، لم الاحظ هذا 0

بعد مغادرتها السيارة استدارت ، اعطاها حقيبتها وقال : انا مضطر للسفر بعيدا خلال الاسبوع القادم ، ولكننى اتوقع ان اراك فى وقت ما 0

-اجل .... وداعا 0

وامسكت حقيبتها قريبا من صدرها ، دون ان تلاحظ اصابعه وقد ابيضت من شدة قبضته على المقود ، ثم استدارت وتركته 0

بقية ذلك اليوم ، كما الاسبوع الذى تلاه ، مر على سارة اشبه بالظلام المدوخ . لم تفكر ابدا ان الوقت قد يصبح دون معنى او ان شيئا ما ، ليس جسديا بالكامل ، ممكن ان يسبب الالم . وحاولت جاهدة ان لا تفكر بمارك وبما حدث . ولكنها وجدت الامر مستحيلا . فى المكتب ، داعبتها الفتيات قائلات : تبدين وكانك مبتلية بالحب يا سارة الصغيرة !

وفى الحال شعرت برغبة فى الصراخ ، والقول لهن ان يصمتن ويتركنها وشانها . ولكن كل ما استطاعت فعله ابتسامة مريضة ، اقنعتها اكثر انهن اقرب الى نقطة الحقيقة منها 0

-الن يراك بعد الان ؟

وواجهتهن بالاعتراف صراحة 0

dede77 21-03-11 06:42 PM

-لا .... لن يرانى ، ااذ رغبتن فى المعرفة ، لم يكن الامر حتى جادا ، وكان عليه ان يبتعد 0

ولاحظت سارة انهن فقدن الاهتمام ، وتمتمن دون مبالاة بان هناك سمك اخر فى البحر ، ومن الافضل ان يحب المرء ويخسر ، كذلك اذا كانت صبورة فقد يعود اليها . وابتسمت ، محاولة التظاهر بانها غير مهتمة ، كان بامكانها القول لهن انه لن يعود . لقد اوضح مارك هذا الامر تماما . لم يكن يرغب ان تكون له صلة بها ، واوضح لها ايضا انه يعتبرها مسؤولة عما حدث مثله تماما . وكان هذا يلاحقها ، ولكن ليس بالقدر الذى تلاحقها به ذكرى ذراعيه وهما تضمانها بشدة ، وعناقه الحميم . وكم تمنت لو تقدر على النسيان 0
منتديات ليلاس
مضت عدة ايام قبل ان تفهم انها لو استمرت بالعمل فى شركة " استرو " فلن تتمكن من النسيان . حتى ولو لم تراه كان الكلام عنه دائما فى المكتب . بعض الفتيات احضرن نسخة قديمة من مجلة المانية تظهره برفقة شقراء رائعة الجمال ، والاخرى اقتطعت صورة من مجلة يعلم الله من اين اتت بها ، تظهره خلال رحلته الاخيرة الى فنزويلا يتناول العشاء مع حسناء سوداء الشعر ، وبدت الامراتان ، كما اقرت سارة بمرارة ، اكبر سنا منها واكثر خبرة . على الاقل لم تبدوا فتاتين صغيرتين بسيطتين ، قد يرفضهما مارك ويفقد الاهتمام بهن ! اذا كان لها ان تستعيد راحة الباب ، فمن الواجب عليها ترك العمل هنا باسرع وقت ممكن 0

dede77 21-03-11 06:43 PM

بعد ان توصلت الى هذا القرار ، قابلت صدقة ديكى غوردن ، فى الحقيقة لم ترغب فى مقابلته بل على العكس . فقد بدت لها صداقتهما لا معنى لها ، ولكنه كان ينتظرها فى احدى الامسيات خارج النزل حيث لم تستطع تجنبه او تجاهله . وقال لها وهو يفتح نافذة سيارته بينما كانت تقترب منه : مرحبا ! اترغبين فى تناول العشاء يا عزيزتى ؟

كانت معتادة على لهجته اللامبالية وقليلة التاثير ، ومع ذلك لم يؤثر هذا فى ردها 0

-حقيقة لا ارغب يا ديكى 0

-اوه تعالى ! واستخدم اسلوبه المفضل لاقناعها ، بالتطلع اليها كولد صغير يتوسل ، ولكنها قالت : اسفة 0

ولكنها ترددت . واعادت التفكير . ماذا ستخسر ؟ مارك ليس هنا ، ولو انه موجود فلم يكن يرغب فى ان يكون له معها علاقة ، وساعات الفراغ فى المساء تتمدد دون نهاية . وتطلعت اليه مقطبة ، واسرع يبدد عنها التردد قائلا : قد يفيدنا هذا معا ، كما تعلمين 0

وقبلت فى النهاية ، ولكن عندما اتى لياخذها بعد ذلك بساعة كانت لا تزال غير متاكدة لماذا يهمهما الامر معا . لم يكونا حتى صديقين جيدين . ولا قاما بجهد ليكونا . نصف الوقت الذى امضياه معا لم يحاولا التحدث ، بل جلسا ليراجعا افكارهما ، ، عادة كانت سارة تشعر بالارتياح معه ، ولكن فى هذه الليلة اى شئ كان افضل من الجلوس وحدها فى النزل لتفكر بمارك 0

لم تكن هذه الامسية مختلفة كثيرا عن الامسيات التى امضتها من قبل مع ديكى . وبعد تناولهما وجبة خفيفة اقترح عليها شيئا غير عادى 0

dede77 21-03-11 06:45 PM

-لماذا لا نذهب الى شقتى ونستمع الى بعض التسجيلات ؟ انا اصنع قهوة جيدة افضل من التى نحصل عليها هنا . بصراحة يا سارة لا ارغب فى حضور فيلم هذه الليلة ، او اى شئ اخر 0

-ولكن فقط لساعة واحدة . فلست معتادة على زيارة رجل فى شقته ، وانا اعيش فى نزل كما تعلم . ولا يوافقون على تاخرى فى الخارج 0

-ساذكر ذلك ، واعدك ايضا ان لا اغازلك ، يا سارتى الحلوة الصغيرة 0

-من الافضل لك ان لا تفعل 0

ما حدث بعد ذلك ، لم تكن لتتصوره ، والصدمة والمضاعفات التى تلت كان لها ان تبقى معها لوقت طويل 0
منتديات ليلاس
كانت سارة منشغلة بمشاهدة معالم الشوارع حتى انها دهشت عندما توقف ديكى فى ركن هادئ وقال : ها قد وصلنا 0
وادهشتها شقته . فقد كانت اجمل مما تصورت 0

-كانت ملكا لوالدى . ولقد توفى والدى وتركها لى . والدتى لا تزال تستخدمها عندما تعود من استراليا 0

وكما وعدها ، كانت القهوة جيدة . وتسجيلاته ، ولو انها لا تطابق ذوق سارة ، كانت جميلة وناعمة . ووجدت نفسها مسترخية للمرة الاولى ذلك الاسبوع ، حتى انها رقصت عندما دعاها ديكى للرقص معه . وكانت الساعة تشير الى ما بعد العاشرة عندما وقفت بعزم لتذهب وجذبها بين ذراعيه . وهمس : سارة ، انت حلوة جدا . ارغب فى معانقتك 0

dede77 21-03-11 06:48 PM

ومع علمها انها يجب ان تدفعه بعيدا ، الا انها وجدت نفسها تتساءل كيف سيكون هذا العناق مع شخص غير ماترك . هل تستطيع تخيل الطريقة التى يجعلها تشعر بها ؟ الم تكن تبالغ بالنشوة معه ؟ اليست هذه فرصة لتكتشف الحقيقة ؟ لن يحدث اى ضرر ، لانها كانت على وشك المغامرة وهى متاكدة انها تستطيع السيطرة على ديكى . وابتسمت له قليلا ، محاولة ان تكون مازحة وقالت : اذا كنت تحب هذا مرة واحدة فقط 0

وكان عناقا طويلا ، ولم تلاحظ سارة كيف كان يضمها قريبا منه بينما هى تتعجب للطريقة التى فشلت بها ان تحس بشئ . ولا حتى وهى تنتظر لم يكن هناك وميض من الانفعال ، ولا وجدت جسدها يتجاوب كما فعلت بين ذراعى مارك فينويك 0
وفجاة احست ان ديكى قد تركها ، وان ذراعاه لم تعد تلتفان حولها .

وسمعت شهقة تعجب قصيرة تصدر عنه وللحظة وقفت متحيرة ، الى ان شق الجو صوت صراخ امرأة حاد ومرتفع 0

-ريتشارد .... كيف تفعل هذا بى ؟ كيف تستطيع ؟

واتسعت عينا سارة ، وهى تدير راسها دون وعى وقد ظنت ان سمعها قد اصابه شئ . بعد ذلك ، وبينما هى تستدير ، وجدت نفسها تتجمد ببطء وهى تلتقى بالاحتقار البارز فى عينين رماديتين جامدتين . انه مارك !

dede77 21-03-11 06:50 PM

وتطلعت بذهول من مارك الى الفتاة الباكية على ذراعه ، فتاة بدا عليها انها على حافة الانهيار . ولاحظت ان مارك على الرغم من تثبيت نظره عليها ،كان يحيط الفتاة بذراعه وكانه يحميها . اما ديكى ، فقد وقف ووجهه شديد الحمرة ، ويبدو عليها الشعور القوى بالذنب ، بشكل كان سيزعج سارة فى ظروف مختلفة ، لانها تشعر بان شيئا لم يحدث ليشعر بالذنب هكذا . ولكن وجود مارك هو الذى سبب لها الفزع 0
منتديات ليلاس
للحظات اغلقت سارة عينيها ، غير قادرة على تصديق ما يحدث امامها ، وعندما فتحتهما ، كان هو والفتاة لا يزالان هناك . وشاهدت دموع الفتاة ، وانقلبت بسرعة الى الغضب قبل ان تتحول تحديقتها الى مارك . وقالت بياس : ظننت انك لا زلت مسافرا 0

والتقت نظرة مارك الباردة بنظرتها 0

-لا دخل لهذا بذاك 0

والتفت الى ريتشارد بقساوة 0

-من الواضح انك صدمت لدى ظهورنا . ولكننى اقترح ان تفسر لزوجتك ، التى هى شقيقتى ، هذا الوضع 0

وتملك سارة الصدمة ، وهى تلتفت بسرعة الى ديكى 0

-زوجتك ؟

-لقد اخبرتك عنها 0

-اخبرتنى عنها ؟ بالطبع لا !

وقاطعهما مارك بصوت قاس لانه بدا بوضوح انه لم يصدقها 0

-لا اهتم بما قلته لصديقتك يا ريتشارد . فان كل اهتمامى الان بشقيقتى 0

dede77 21-03-11 06:52 PM

ورد عليه ديكى : لست ادرى لماذا انت منزعج هكذا . بالتاكيد انك من بين كل الناس لاتضن على نفسك بقليل من المرح ؟ اضافة الى ذلك هيلارى وانا متنافرين منذ بعض الوقت 0

وبدا مارك وكانه سيكون سعيدا لو انه طرح ديكى ارضا 0

ولكن هيلارى قالت بحدة : تستطيع الحصول على الطلاق يا ريتشارد ، لن امانع بعد الان اذا كان هذا ما تريده حقا 0

ووجدت سارة نفسها تحدق بها بذعر بارد ، وكانما تنظر الى كابوس يشتد عمقا . لم يكن لديها فكرة ان مارك عنده شقيقة ، ولا ان ديكى متزوج . وبدت هيلارى لها ذكية جدا ، ومرتدية ثيابا فاخرة وجذابة . ماذا يطلب ديكى اكثر من هذا فى زوجته ؟ وقبل كل شئ ، كيف يستطيع الخروج مع فتاة اخرى ، متظاهرا بانه اعزب ؟

-ولكن ديكى لا يريد الزواج منى سيدة غوردن 0

-لا اهتم بهذا ! انه شانك ! كل ما اريده الطلاق !

وامسك مارك بذراع شقيقته ووجهه شاحب وقال : هيلارى .... لا اجد سببا مرضيا لبقائنا هنا .0 من الافضل ان نذهب . ستتحدثين مع ريتشارد حول هذا الامر فى الصباح ، وسارى الانسة شاو شخصيا فى المكتب . واعدك انها ستندم 0

-كان يجب ان اعرف انها تعمل معه فى المكان نفسه 0

dede77 21-03-11 06:54 PM

وقامت سارة بجهد كبير لتتماسك ، وحاولت مرة اخرى وحتى وهى ترتجف من الادانة الصريحة على وجه مارك ، وقالت : سيدة غوردن ! اسفة لما حصل ، ولكنك فهمت الامر خطا . فانا وديكى مجرد اصدقاء ، واقل من ذلك فى الواقع 0

وقاطعها مارك ببرود 0

-وفرى انفاسك فانت تضيعينها سدى يا سارة 0

ولم تقدر سارة ان تنظر اليه ، ووجدت من الصعوبة ان تنظر الى اى منهم . وتقدم الى جانبها فجاة وقال : تعالى انسة شاو ، ساوصلك . اظنك قد فعلت ما يكفى من الضرر هنا . من الافضل ان نترك ريتشارد ليتمالك نفسه ، وليقرر ما يريده حقا ، ومن !
منتديات ليلاس
وتوسلت هيلارى اليه مديرة ظهرها لريتشارد وكانها لا تهتم حقا بما سيقرره ، او ما اذا كانت ستراه بعد الان : مارك ، دعنى اذهب معك الى بيتك ارجوك ؟

-طبعا يمكنك البقاء عندى . لهذه الليلة على الاقل ، ولكن يجب ان ناخذ الانسة شاو معنا . تفهمين ذلك 0

والتقط دثار سارة عن المقعد ، وتقريبا رماه لها ووجهه مقطب بالكامل ، واستدار لياخذ هيلارى نحو الباب ، دون ان ينظر الى ديكى الصامت تماما ، وتبعتهما سارة 0

dede77 21-03-11 06:56 PM

فى اليوم التالى كانت الشمس مشرقة ، عندما ذهبت سارة الى مكتب مارك . لحسن الحظ كان قد اعطاها تعليمات فى الليلة الماضية عن الوقت الذى ستاتى فيه الى مكتبه ، حتى لا يلاحظ احد كما ادركت انه يقصد . كانت على اوشكت ان تقرر عدم العودة الى العمل لتتجنب رؤية مارك بالمرة ، ولكن كبرياءها منعها من ذلك . وكانت لاتشك فى انه سوف يطلب منها ترك العمل فى الشركة فورا ، ولكن اذا قدرت على مواجهته للمرة الاخيرة وراسها مرفوع ، فقد يكون هذا تعزية لها فى المستقبل 0

وعندما اقتربت من مكتب مارك ، كان وجهها قد اصبح مصبوغا باللون الابيض ، وقد سرت لان الانسة درو لن تكون موجودة ، فهى لن تتحمل نظرات الاشفاق اكثر مهما كانت لطيفة . ولم تنتظر فى المكتب الخارجى بل قرعت باب مكتب مارك ودخلت فورا 0

وكان هناك ، يجرى مكالمة على الهاتف ، لم يقطعها بل اشار لها بيده لتجلس . ثم وضع يده ليغطى سماعة الهاتف وقال بسرعة : اتوقع انك تعرفين لماذا استدعيتك . ولكن قبل ان ارميك الى الخارج هناك عدة اشياء اريد قولها ، انتظرى لحظة 0
وكان هذا امرا ، وليس طلبا مهذبا ، وشعرت باطرافها ترتعد بشدة مما اجبرها على فعل ما طلبه منها ، اقبلت بذلك ام لم تقبل . واطرقت ، محاولة عدم النظر اليه ، ولكنها وجدت نفسها تنظر اليه ، دون وعى منها ، الى كل خط محبب فى وجهه .

dede77 21-03-11 06:57 PM

كان فى قرارة نفسها اقتناع مخيف بان هذه اخر مرة تنظر اليه . لقد انتهى كل شئ بينهما منذ الاسبوع الفائت . ولكن الفقدر هو الذى جمعهما معا مرة ثانية . ولم نقدر ان تتحمل اكثر نظرة الغضب فى عينيه وهما تحدقان بها . اذا كان يكرهها لهذه الدرجة ، فلماذا عليه ان يكسر قلبها ؟ الرجال .... كلهم سواء . مارك وتصرفه القاسى معها فى البيت الريفى ! ثم ديكى ، ومعاملته غير العادلة المماثلة لها . لاتزال مذهولة بكون ديكى متزوجا ! الا يشعر الرجل بانه مجبر على ابلاغ الفتاة بانه متزوج ؟ من كلا الرجلين ، تصرف ديكى هو الاكثر ارباكا ، لانها لم تكن تعتقد للحظة واحدة انه يحبها ، او بانه يسعى وراء علاقة من النوع الذى اعتقدت زوجته بوضوح تام انهما مشاركان بها . بطريقة ما يجب ان تجعل مارك يفهم بانها بريئة من اى شئ قد يؤذى شقيقته 0
منتديات ليلاس
-مارك .... سيد فينويك ! ادرك انك غاضب 0

-غاضب . ليست هذه الكلمة الصحيحة مشمئز هى الكلمة الانسب . لقد كنت اعرف ان احساسى لم يكن مخطئا فانت فى الحقيقة ساقطة ! ولكنى كنت بطيئا جدا لاستفيد من وضعك 0

-ماذا تعنى ؟

-هناك فى البيت الريفى . وانت تتظاهرين بانك عذراء صغيرة وبسيطة بالكاد تعرف ذراعى رجل . ما اغبانى !

dede77 21-03-11 07:00 PM

-لم تكن راغبا بى على كل الاحوال 0

-اعتبر نفسى باحسن حال لانى تخلصت منك . الليلة الماضية فى شقة " وايت " ادركت عمق مكرك 0

-شقة من ؟

-شقة ريتشارد وايت ، بالطبع . صهرى ، من تعتقدين اننى اتكلم عنه ؟ لا تقولى انك تعانقين الرجال حتى قبل ان تعرفى اسماءهم ؟

-ريتشارد وايت ! ولكننى اعرف ان ان اسمه ريتشارد غوردن ، منذ ان عملت فى شركة استرو . بالتاكيد لم اعلم ان اسمه ريتشارد وايت 0

-تعنين انك لا تعرفين ان غوردن هو اسمه الثانى ؟ وان اسم عائلته وايت ؟ الم تسمعى به ؟

-لا ، على الاقل اتذكر اننى سمعت ان فتاة ذكرت اسم السيدة وايت ، ولكننى لم اكن اعرف ان لك شقيقة . لو اننى كنت اعرف بانها زوجة ديك اتظن اننى كنت ساخرج معه ؟

-الاسماء لا تهم . قد تكون قصتك هذه مختلفة . لا تنسى اننى سمعت ريتشارد يقول انه اخبرك بانه متزوج 0

-لا ادرى لماذا قال هذا . انها ليست الحقيقة 0

-وما يبرهن لى انك تقولين الحقيقة ؟

-انا لا اكذب 0

-حاولى ان تقولى هذا للقاضى ! انت لا تمانعين فى ان تكون قضية الطلاق علنية ؟

وسرى الرعب فى جسد سارة حتى انها قفزت لاهثة على قدميها وصرخت بجنون 0

-اوه .... لا ! مارك .... ارجوك يجب ان تصدقنى ! لايهمنى ان لا اراك بعد الان ، ولكننى اقسم اننى لم افعل شيئا مع ديكى قد يعطى شقيقتك سببا للطلاق 0

dede77 21-03-11 07:06 PM

-لقد كنت فى شقته ، وبين ذراعيه 0

-كانت هذه المرة الاولى ، لكلانا . نالدرا ما كنا نتقابل . طلب منى الخروج معه ليله امس . انا .... اظن انه اثر على فى لحظة ضعف ، وكنت افكر بك . لقد كان ينتظرنى قرب النزل ، وبدت لى لحظة لارفه بها عن نفسى . لم يكن مضى على فى الشقة اكثر من ساعة ، لقد ذهبت الى هناك لانى رايته كئيبا الى حد ما ، وشعرت بالشفقة عليه 0

-الشفقة عليه ! دعينى اقول لك ان هذا الشاب يحصل على مساعدة اكثر من كافية ، ومعظم مشاكله سببها غباؤه . اظن ان عليك تحويل شفقتك الى شقيقتى 0

-لقد اعتذرت لها . قلت اننى اسفة 0

-كلمات ، مجرد كلمات انسة شاو . بالكاد ان تصلح الضرر الذى حدث . عدت من مؤتمر ارهقنى لاجد شقيقتى فى حالة هيستيرية فى غرفة الجلوس عندى مشاكل تكفينى ، دون ان اضطر لتسوية مشاكل الاقارب ، دون ان اذكر شيئا عن اخلاق الموظفة الصغيرة الخليعة ؟
منتديات ليلاس
-قلت لك اننى لم اكن اعرف !

وانهمرت الدموع على خدى سارة ، ولكنها لم تابه لها . كانت تقف قريبا من مارك ، وشعرت انها لا تهتم بأى انسان او اى شئ بعد الان . ولو لم يكن من اجل عمها وزجته وذكرى والديها لاستدارت ولاذت بالفرار . لاجلهم لا تريد لاسمها ان يتمرغ فى الوحل ، خاصة وانها لم تفعل شيئا تستحق عليه ذلك 0

dede77 21-03-11 07:08 PM

-ارجوك سيد فينويك . يجب ان توقف هذا الطلاق . ولكن كيف عرفت شقيقتك اننى كنت فى الشقة ؟

-لا تقلقى ، لم اخبرها انا . لقد عادت فجاة من منزلهما فى الريف وذهبت فورا الى الشقة . وعندما وصلت سمعت الموسيقى وصوت امرأة ، وطبعا اتت الى ، لقد كانت مستاءة جدا 0

-انا اسفة . كم يجب ان تكون تعبا من بكاء النساء 0

-انا تعب فعلا 0

-وماذا ستفعل ؟

-تستطيعين العودة الى بلدك انسة شاو ، وسافعل ما اقدر عليه . وما ساعانيه سيكون شانى .ولكن اذا اردت التعويض على ، لا تدعينى ارى وجهك ثانية ، هنا او فى اى مكان 0

-الن تصدق ابدا اننى بريئة ؟

-لقد قلت لك ماذا اصدق ، هناك اسم معين للفتيات من امثالك ؟

وفجاة ودون ان تستطيع السيطرة ، طارت يد سارة ووقعت على جانب وجهه الساخر ، دوت الصفعة فى المكتب الساكت 0

-اوه . يا الهى !

dede77 21-03-11 07:10 PM

وارتدت اصابعها المرتعدة الى شفتيها البيضاء . وبعد لحظة كانت بين ذراعيه . لم تستمر سوى بضع ثوانى ، ولكن كانت كافية لان تجعلها تصاب بالدوار وقد هزتها الصدمة ، بعد ان تركها ، وادرك مارك انه قد تمادى كثيرا ، كثيرا ، فعندما تركها ولاحظ اللون الشاحب فى وجهها ، علقت عيناه بها للحظات طويلة متوترة . ولم تلاحظ سارة نظرة الاهتمام التى رمقها بها وهى تكافح للتغلب على الدوار الذى كاد يغلب عليها وسمعت مارك يقول : يبدو انك تجتذبين المشاكل يا سارة . ساحضر لك من يوصلك راسا الى النزل . وسافعل كل ما اقدر عليه لاجل هيلارى وريتشارد ولكن اريدك خارج لندن ، او اعدك بالعذاب 0
منتديات ليلاس
-لا اريد مساعدة منك ، مارك 0

-ربما لا ، ولكن من الافضل ان تكونى مستعدة لتلقيها !

وكانت هذه اخر مرة شاهدته فيها منذ ما يقارب الثلاث سنوات . احيانا كانت تشاهد صوره فى الجرائد ، ولكنها كانت تتجاهلها ، متمنية ان تنسى ، او على الاقل ان تتغلب على الالم الذى استمرت تشعر به عندما كانت تفكر به 0

بعد اسبوعين من مغادرتها لندن استلمت رسالة تؤكد لها انها لن تتورط فى اية قضية طلاق . ولم تعد تسمع عنه شيئا بعد ذلك . وكانما مرت ممحاة فوق بضعة الشهور التى امضتها هناك وكانها لم تكن . قالت لعمها وزوجته ان لندن لم تناسبها . وانها حنت الى منزلها ورغبت فى الرجوع . اكاذيب صغيرة لم تكن فخورة لان تقولها ، ولكن ماذا تستطيع ان تفعل غير هذا ؟

dede77 21-03-11 07:12 PM

لم تستطع النسيان ابدا ، كم كانت لوريتا ورينيه لطيفين معها خلال الاسابيع الاولى . وساعداها فى الحصول على وظيفة .

وبدات العمل فى مؤسسة جورج دنت ، المتوسطة الحجم للكيميائيات ، وساعدها على ذلك مذكرة التعريف الصغيرة التى ارسلها مارك . فى عملها الجديد كانت ناجحة اكثر مما املت ، لانها كرست نفسها بالكامل تقريبا لهذا العمل ، وهى لا ترغب فى شئ سوى الانغماس فى العمل . لم تتذكر ابدا انها عملت لوقت طويل او بجهد هكذا من قبل ، او انها كسبت تقديرا كانت تشعر انها قد لا تستحقه 0

الان ، وبعد ثلاث سنوات ، وقد اوشك عمرها ان يصبح ثلاثة وعشرين تقريبا ، يبدو انها ستلتقيه ثانية ، ولو انها فى البداية صدمت وارتعبت تقريبا ، فقد بدات تدرك ان هذا هو افضل شئ من الممكن ان يحدث . الم تقرا فى الروايات عن اوضاع مماثلة ؟ الناس غالبا ما يجدون انهم بعد ابتعادهم عن شخص ما لعدة سنوات ، لم يعودوا يحبونه 0

الم تتعب بعد من الاستمرار فى الحياة وهى تشعر انها نصف شخص ؟ ونهضت من تحت الماء التى اصبحت الان باردة ، وهى ترتجف . وامسكت بالمنشفة السميكة الناعمة وجففت نفسها بقوة ، فلتساعدها السماء !

dede77 21-03-11 07:15 PM

بعد شهر وصل مارك فينويك . واعلن جورج عن وصوله وعن راحته عندما ينتهى كل شئ . وقال ايضا انه سعيد لان مارك لم يكن رجلا يميل الى ان يريه احد كل الخيوط 0

-يجب ان يكون انطباعه الخاص ويعمل على اساسه ، بدءا من المعلومات الاساسية 0

وكان جورج موجودا لاستقبال المسؤول الجديد فى اول يوم له . وتنهدت سارة وهى تلاحظ التعابير القلقة على وجوه العديد ممن مرت بهم فى المكتب ، وكلهم يتساءلون ، مارك يجب ان يكون الان هنا ، هل يكون لم يصل بعد ، ام انه ارسل شخصا اخر مكانه . المكاتب هنا واسعة . ولكنها لا تضاهى الاماكن الزجاجية والستيل فى لندن حيث يمتلك مارك التفوق هناك . لا تفهم لماذا عليه القدوم الى هنا ، الا اذا كان هذا يشكل له تحديا . وهو لا يقدر ابدا على مقاومة التحدى ! كانت لا تزال تفكر عندما فتح جورج باب مكتبه وسمعت صوته يقول لها : اه .... انسة شاو ، لقد وصلت ! سيد فينويك احب ان اعرفك بسكرتيرتك الجديدة ، الانسة شاو ! اعتقد انك ستجدها لا تقدر بثمن ، كما اشرت لك سابقا 0

وهكذا ، وفى النهاية ، لم يكن امام سارة طريقة لتجنب اللقاء الذى تخوفت منه لاسابيع . وارتجفت اصابعها بوضوح وهى تقف باعتدال واصبح وجهها شاحبا بشكل مخيف عندما تلقت التاثير الكامل لعينى مارك فينويك الغامضتين 0


*****


انتهى الفصل السادس

قراءة ممتعة للجميع 0

dede77 29-03-11 09:07 PM

الفصل السابع

** لا اريدك هنا ! **


عندما ادركت سارة ان مارك كان يقف بالفعل ينظر اليها ، وهى تبعث بشريط حذائها لتربطه ، شعرت بانها غبية مثل اى فتاة تضبط وهى تفعل الشئ نفسه ، من قبل شخص له هذه الاهمية . ثم فجاة وبشكل مندهش ، كل المشاعر داخلها بدت وكانها اختفت ، ليحل مكانها تخدير حس مريح . كان حقيقيا بحيث انها شعرت لو ان احدا ينخزها بدبوس فلن تشعر به . ومهما حدث بعد ذلك ستظل دائما مسرورة من كيفية معالجتها لهذا اللقاء الاول ، والاكثر اهمية بالطبع ، بمثل هذا التوازن 0
منتديات ليلاس
وابتسمت سارة له . حتى اخر لحظة كان كل ما يحميها من مارك فينويك ، لا مبالاتها الشخصية . وعندما التقت عيناها بعينيه لم تشعر باى ارتعاش داخلى . حتى انها لم تكن قادرة من قبل ابدا على التحديق به ولو لجزء من مثل هذا الاتزان . واستنتجت فورا انها شفيت تماما من افتتانها القصير به . عينا مارك كانت مستغرقة تماما ، ومد يده بادب بينما كان جورج يقوم بالتعارف بينهما . وعندما ساله جورج عما اذا كان يذكر انه التقى بسارة من قبل ، اجاب باختصار انه قد قابلها . وتابع : لقد كنت تعملين فى شركة " استرو كاميكالز " فى لندن ، انسة شاو ؟

-نعم 0

-لم تبق معنا مدة طويلة ؟

-بضعة اشهر 0

dede77 29-03-11 09:09 PM

وكانه لا يعلم ! وتابعت : لم اكن اظن انك ستذكرنى ؟

وتدخل جورج قبل ان يجيب مارك : الرجال فى مثل مراكزنا ، لا ينسون وجها يا سارة 0

ولم يقل مارك سوى القليل بعد ذلك ولكنه استمر فى التحديق بها عن قرب اكثر . ربما كان يتساءل ، كما ظنت بمرارة ، لماذا عليه ان يتحمل فتاة كانت السبب فى تحطيم زواج شقيقته . ربما كان قد بدا يدرس كيفية الخلاص منها ، او كيفية معاقبتها اكثر . ولم يكن لدى سارة اى شك ان الامر بالنسبة له انتقام ينوى ان يتعامل به . لو كان عنده اى مشاعر نحوها ، ما عدا الكراهية اما كان اتصل بها منذ زمن بعيد ؟ وسالها بضعة اسئلة كلها حول العمل ، ولا سؤال واحد كان سؤالا شخصيا ولو من بعيد 0

لما تبقى من النهار كان مارك منشغلا مع جورج فى المكتب الرئيسى بمراجعة العمل . وعند الخامسة والنصف ، وبينما كانا يقابلان بعض الموظفين ، قررت سارة الذهاب الى منزله . لو ان الامر يتعلق باى شخص غير مارك ، لما غادرت العمل دون سؤال . ولكنها تعتبر انها قد عملت بما فيه الكفاية ليوم واحد 0

فى الوقت الذى كانت فيه لا تزال مرتاحة لان اعصابها لم ترهق لدى مقابلتها مارك مرة ثانية ، لم تكن هذا المساء واثقة من نفسها كان راسها يؤلمها ، وعبر كل جسدها كانت تشعر بضعف يغمرها . كان هذا يشبه الصدمة المتاخرة .ولكنها صرفت عنها هذه الفكرة . فمارك لايمكن ان يملك تلك السلطة عليها ليؤثر عليها الان ، وخاصة لانها لم تكن تهتم به 0

dede77 29-03-11 09:11 PM

لسوء الحظ هذا الاستنتاج لم يمنعها من التفكير به لما تبقى من الليل . ولافائدة من خداع نفسها بان القلوب لا يمكن ان تخفق بقوة هنا كما كانت فى لندن . كان سيمضى الليالى القليلة التالية فى منزل جورج الريفى خارج المدينة . وقال جورج ان التسلم والتسليم الفعلى سيستغرق وقتا اطول مما كان يظن . ولكن من المريح ان تعلم ان جورج سيبقى معها كصمام امان حتى تتعود على وجود مارك 0
منتديات ليلاس
خلال الاسبوع التالى نجحت سارة فى ان تبقى بعيدة اضافة الى اثبات جدارتها . ولم تكن تدرى لماذا من المهم لها ان تبقى بعيدة عن مارك ، ولكنها . ولاجل كرامتها جاهدت لاقناعه بجدارتها . فى لندن لم تكن سوى موظفة صغيرة ولم تعمل معه من قبل . اما الان فهى سكرتيرة فائقة الجودة ، وكانت تقنع نفسها تكرارا كل صباح ان هذا هو المهم . على كل الاحوال كانت لا تزال محتفظة بقرارها السابق بترك العمل باسرع وقت ممكن 0

عند نهاية الاسبوع الثانى تقريبا ، وبينما كانت عائدة لتوها من احد الاقسام ، فتح باب المكتب الرئيسى ووقف مارك عنده 0
-اوه ! هل تطلب شيئا اخر سيد فينويك ؟ كنت على وشك الانصراف . ربما سيد دنت ؟

-اعتقد انك كنت فى مكان ما ، والا اعرفت ان جورج ذهب 0

-آه فهمت . ربما تنوى ان تغادر ايضا ؟ يبدو ان الطقس يسوء والامسية ليست مرضية 0

dede77 29-03-11 09:13 PM

-سابقى وقتا طويلا هنا . اريد ان احدثك قبل ان تذهبى . خاصة ان جورج الان لا يقف بيننا مثل الولد الذى يبالغ بالحماية 0

-انا واثقة انه لا يقصد هذا ، لا يمكن ان يكون هناك شئ تتحدث عنه لا يمكنه الاستماع اليه 0

-بالطبع لا ، ليس هناك شئ ارغب فى قوله واعارض ان يسمعه جورج 0

-اسفة 0

واضطرت للجلوس على الكرسى الذى سحبه لها . ورمشت بعينيها غير مصدقة عندما اختار الجلوس امام مكتبه بدلا من ورائه . وبطريقة غريبة شعرت ان لديها الكثير لتقوله له . لا حول قناعتها بانهما يتشاركان الموقف نفسه من بعضهما خاصة وانه لم يحاول الاتصال بها طوال ثلاث سنوات ، بل ترى ان الفرصة قد حانت لمواجهته بغضب . وتمنت ان لا يكون مارك قد سعى الى مقابلتها من اجل هذا الموضوع . قد يكون الامر حول العمل فقط . وحدقت به بترقب ولكن دون ان تتمكن من تحمل تفحصه الدقيق غير المتوقع ، فاشاحت بنظرها عنه 0

وانتظرت ، واصابعها متشابكة بقوة ، وبصمت مطبق ، ان يبدا هو الكلام 0

-فى احدى اللحظات ظننت ان كل اثر لسارة قد اختفى ، الى ان شاهدت ارتعاش الاضطراب فى عينيك . لاحظت هذا بسهولة اكثر مما الاحظ المظهر المزيف العدائى الذى تتظاهرين به منذ وصولى 0

dede77 29-03-11 09:15 PM

شئ ما حذر سارة بان تتمالك نفسها ، وانها اذا بقيت هادئة فكل شئ سيكون على ما يرام . ورفعت راسها بكبرياء . وساعدها هذا ، حتى ولو لم تقدر على لقاء نظرته 0

-لم اقصد ان اكون غير ودودة ، سيدى ، اذا كان هذا ما تعنى . لقد تعلمت الكثير فى ثلاث سنوات ، وعملت جاهدة لابرهن اننى قادرة ان اكون سكرتيرة جيدة . السيد دنت يعتقد اننى نجحت بعملى بتفوق . وهو يريد منى ان اقنعك بهذا ، ولكننى اعتقد ان الامر سيستغرق وقتا 0

-كم مرة حفظت هذا الخطاب الصغير المتعقل ؟ اعندك فكرة كيف تبدين ؟

-الحقيقة سيدى ....

-يا الهى .... سارة ! الا يمكن ان يكون بيننا شئ غير رسمى قليلا ؟ اشعر اننى اتحدث مع الة !

وارتجفت ، وحاولت ان لا تنظر الى وجهه الانيق القاسى 0

-احب ان ابدو هكذا ، اثناء ساعات العمل 0

-وخارج ساعات العمل ؟

-انا .... حسنا لا لزوم لك لتشغل نفسك بحياتى الخاصة ، سيدى !

التركيز الذى شددت فيه على الكلمة الاخيرة كاف لهزيمته ، ولكنه استرد انفاسه بسرعة وقطب حاجبيه 0

-لقد سالتك سؤالا انسة شاو . وساقرر انا ما ساهتم به 0

dede77 29-03-11 09:17 PM

-واذا كنت غير مستعدة للرد ؟

-فى هذه الحالة ، اعلم بكل بساطة ان عندك شيئا تخفيه 0

وهجرها بعض هدوئها للحظة وقالت بسرعة : لا استطيع التفكير لماذا يجب ان تكون مهتما بما افعله فى وقتى الخاص 0

-هذا يتوقف على ما تعنيه بكلمة مهتم ، يا انسة شاو . من الممكن ان ابدى ملاحظة مؤدبة ، ولو غير مقدرة ، لسكرتيرتى الجديدة . كيف تتصورى ان ننجح بعملنا معا اذا استمريت بهذه العدائية ؟ بالتاكيد ان بامكاننا التحدث معا بشكل ملائم اكثر . يا سارة ؟ الا تستغنين عن شعورك المريض بعد كل هذه المدة ؟
منتديات ليلاس
لم تكن متاكدة عما يعنيه تماما بهذا القول . ونظرت اليه بريبة ، وكانها مخلوق صغير هش ، يتعرض للخجل عند اول ايماءة خاطئة . لم تكن متاكدة عما يتحدث ، ولكنها تعلم انها لا تنوى ان تؤذى مرة اخرى 0

-لا اعتقد باننا كنا صديقين حميمين من قبل سيد فينويك ، فاذا كنت ستنبش الماضى ، فبالنسبة لوظيفتى اود ان اتركها باسرع وقت ممكن . لقد قلت للسيد دنت اننى سابقى ، ولكننى ادرس الامر جيدا منذ ذلك الوقت . افكر بالتقدم بطلب وظيفة فى الخارج . من الغباء التفكير بان ابقى فى مكان واحد طيلة حياتى 0

dede77 29-03-11 09:19 PM

-فهمت . ولكن طالما انت متاكدة مما تريدينه فعلا . اذا قدمت لى المذكرة المناسبة ساتخذ خطوات لاستبدالك . استطيع ان افعل هذا بكل سهولة . ولكننى ساكون ممتنا لو بقيت بضع اسابيع اخرى حتى استقر تماما . هل هناك جزء معين من العالم تريدين رؤيته ؟

-انا ... نعم اميركا ، ربما نيويورك 0

-هكذا اذا ، لوحدك ؟

-بالطبع 0

-اذا هذا يعنى انه لا يوجد احد قد تترددى بتركه . خطيب مثلا ؟

-لا ، ليس بعد . تستطيع الفتاة ان تخرج ، دون ان تتورط جديا 0

-هل تتمتعين بالمرح ؟

-اجل ....

-كيف تصفين هذا المرح الذى تحصلين عليه بالضبط انسة شاو ؟

-فى الحقيقة سيد فينويك ، انا متاكدة ان نشاطاتى الاجتماعية التى لا تثير الاهتمام نسبيا ، لايمكن ان تهمك . فلديك نشاطات اكثر اثارة . اذا كان هذا كل شئ . سيدى ، اعتقد حقيقة ان على الذهاب 0

-بالطبع . تبدين وكانك محصورة فى نوع من الجزر ، انسة شاو ، وعزلتك تبدو تامة ، ام اننى الشخص الوحيد الذى لا يجد طريقة اليك ؟

-عمت مساء يا سيدى 0

dede77 29-03-11 09:21 PM

لم تتوقف لتستنتج ما اذا كانت هذه اهانة ام لا . فمارك كان دائما مليئا بالغموض ! ولم تلاحظ بانها كانت ترتجف حتى وصلت الى موقف الباص . وخلال الطريق الى الفندق كانت تشعر بشعور غريب ، وبشكل ما لم تربط هذا الشعور ، او لم ترد ، بمارك . لماذا استدعاها الى مكتبه ؟ ربما كان عليها ان تنتظر لتعرف بدل التسرع بالمغادرة ، ولكن عندما كانت هناك ، لم يسالها ذلك النوع من السؤال الذى كانت تتوقعه . بالطبع لم يحاول استبقاءها مدة اطول عندما همت بالخروج 0

وعندما وصلت الفندق ، اخذت المصعد الى الطابق العلوى ، واتجهت بسرعة الى غرفتها الصغيرة لتغير ملابسها ، وارتدت ثوبا اخر بسرعة دون ان تنتظر لتتحمم ، ومشطت شعرها وهى تلعن مارك لانه اخرها وهرعت عائدة الى المصعد . عمها رينيه وزوجته لوريتا كانا فى لندن . ولم ترد ان تخذلهما لانهما بعيدين 0
منتديات ليلاس
وما ان وصلت الى طاولة مكتب الاستقبال حتى دخل مارك . ولم يدخل وحده بل تبعه احد الحمالين يحمل حقيبتين كبيرتين . ولم تدر اذا كان مندهشا لرؤيتها كما انهشت هى لرؤيته . وتقدم راسا نحو مكتب الاستقبال . وتوقف امامها وتطلع بها مباشرة : هل لى ان اسال ، هل تعملين هنا ام ان انطباعى خاطئ ؟

-لا ، انى اقدك المساعدة احيانا مقابل اجرة غرفتى 0

-فهمت حسنا انسة شاو ، اذا كنت هنا لتقديم الخدمة ، ولست مشغولة ، فهل تستطيعين مساعدتى . انا متاكد ان هذا يسعدك ! لقد حجزت غرفة ، جناحا لاكون دقيقا ، وارغب ان يرافقنى احد اليه باسرع وقت ممكن 0

dede77 29-03-11 09:23 PM

واخذت سارة نفسا عميقا . واتسعت عيناها وهى تفتش بعجل فى دفتر التسجيل الذى يحتوى على الحجوزات . اجل هذا هو ، السيد مارك فينويك ، لا مجال للخطا . لقد حجز جناحا فى الطابق الثانى ، افضل جناح لديهم . هذا غير ممكن ، يجب ان تستشير شخصا ما !

-انسة شاو ، لقد اثبت خلال الايام الاخيرة انك قادرة على العمل بسرعة عندما تريدين . وانت لا تتوقعين منى ان اقف هنا طوال الليل 0

ولم يزعج نفسه باخفاض صوته ، واقبلت رئيسة قسم الاستقبال . وبشكل ساحر تولت امر الوضع : رقم ثمانية وثلاثون ، سيدى . كنا نتوقع قدومك 0

ومررت المفتاح للحمال المنتظر وبعدما وقع مارك على دفتر الاستقبال اشارت اليه بادب 0

-جينغز سيوصلك الى جناحك اذا كان هناك شئ تود طلبه اتصل بنا ، سيدى . فلدينا خدمة للغرف ممتازة 0

-شكرا لك 0

وابتسم لها مارك ابتسامة ساحرة ، بينما كانت سارة تقف متجمدة 0

وقالت لها الفتاة وهى تتنهد : يجب ان اقول لك يا سارة ، لم تكونى ذكية كفاية . من النادر ان ياتى الينا شخص مثله . لن امانع فى خدمته بنفسى ؟

-اوه .... اخرسى يا بتىِ !

وشعرت سارة انها ستصرخ ، والذعر يتصاعد داخلها ، ثم اعتذرت ، امام وجه بتىِ المذهول 0

-اسفة لا اعرف ماذا دهانى 0

dede77 29-03-11 09:25 PM

-افضل لك ان تكتشفى ماذا دهاك يا عزيزتى ، والا اعتقد ان الامر له صلهة بضيفنا الجديد ؟

-لا تكونى بمثل هذا الغباء !

وابتسمت لها سارة ، ووقفت تتساءل ماذا تستطيع ان تفعل الان من الواضح ان مارك لديه كل التصميم ليبقى ، وتصرفت كشخص مغشى عليه دون اى اعتراض . وتصاعدت الهستيريا ، بشكل لم تعرفه من قبل الى حلقها . انها لا تريده هنا ، حيث ستلتقى به فى كل زاوية ! واذا بقى ، سيتبع ذلك ان يكتشف كل شئ عنها ، وانها من ضمن اشياء اخرى ، ليس لديها النية للسفر الى الخارج او الى اى مكان اخر ! والاسوا من هذا قد يتسبب بتدمير راحة بالها الجديدة التكوين . كان لديها شك رهيب ، وخاصة بعد مقابلتهما بعد ظهر هذا اليوم ، بانه سيفعل هذا بسهولة من جديد 0

ما حيرها ، كيف وصل الى هذا الفندق بالذات . لا تعتقد ان جورج اخبره لانه نصحها بان لا يعرف مارك انها تعمل وقتا اضافيا فى الامسيات . ولايمكن ان يكون مارك يعرف ان الفندق ملك عمها لانه لم يسالها من قبل او بدا انه يميل الى الحديث عن اقربائها ، اضافة الى ذلك ، فى الفندق يشار الى عمها دائما باسم " مسيو رينيه " كدعاية جيدة ، او على الاقل هكذا كانت فى البداية ، واستمرت عادة . لا ، لا بد ان مارك اختار الفندق عشوائيا . ولكن .... قبل ان يدمر كل شئ يجب ان تتخلص منه !

وبشكل ما تجاوزت الساعة ، والتفتت الى بتىِ : لقد انتهى عملى الان ، وها هى دورين وصلت . وستكون معك بعد دقيقة 0

dede77 29-03-11 09:28 PM

فندق " الكاريتايون " بسجاده السميك وفرشه الفخم ، لم يكن ذلك النوع من الفنادق حيث يركض فيه الناس بشكل غير ملائم ، لذلك ارتفعت بضع حواجب انيقة لرؤية سيدة شابة جذابة تركض عبر الممر فى الطابق الثانى . ولربما كان ما سيدهشهم اكثر رؤية كيفية تصرف هذه السيدة الشابة خلال البضع دقائق التى تلت 0

يقع جناح " اويستر " كما يدعى ليشير الى شئ ابعد عن العادى ، على بعد قليل من المصعد ، ودون ان تتوقف لتعيد النظر بما ستفعله ، ارعدت سارة طرقا على الباب . ودون ان تنتظر دعوة للدخول فتحت الباب واقتحمت الجناح 0
منتديات ليلاس
كان مارك يقف فى غرفة الجلوس ، يحمل كاسا فى يده . وكان قد انتزع سترته ، ويحدق بالباب ، وتقطيبة ضيقه على جبينه وكانما يتشوق لمعرفة من احدث هذه الضجة كى يدخل . وصرخت سارة به وهى ترتجف : لماذا لم تجب ؟

-هل هذه هى الطريقة المعتادة التى تعاملون بها ضيوفكم فى فندق " كريتايون " هل من عادة موظفة استقبال اقتحام غرفة نوم رجل والصراخ فى وجهه ، هل هذا ضمن الصفقة ؟

هذا الكلام اصاب راس سارة وكانه الماء البارد . ربما لديه شئ هام ليشتكى منه ، ولكنها لم تشعر فى حياتها ابدا ان مشاعرها ثائرة هكذا ، من المؤكد انها لم تفقد السيطرة على اعصابها هكذا من قبل ، لا الى درجة تتصرف بها بهذه الاخلاق الفظة . وبسرعة ، وقد رن صوت انذار صغير فى راسها ، وحاولت ان تكون اهدا 0

dede77 29-03-11 09:30 PM

-انها ليست بالضبط غرفة نومك مارك ، واذا بدوت مهتاجة قليلا فلدى سبب وجيه لذلك . لا يمكن لك ان تبقى هنا ، ولا يجب على ان اتى اليك لاعلمك بهذا 0

-اوه ، الا استطيع البقاء ؟

-لا !

واقفلت الباب خلفها قبل ان تتقدم نحوه وتحدق به بعينين واسعتين مخيفتين . ودون وعى منها انخفض صوتها ليصبح كالهمس : انت تعلم انك لا تستطيع يا مارك ، فانت مديرى !

وضحك ضحكة من لا يصدق بينما اخذت نظراته تتفحص وجهها 0

-هذا ليس بالعذر الجيد يا سارة ، كما اخشى ! من الافضل ان تجربى عذرا اخر 0

-كيف عرفت اننى اسكن هنا يا مارك ؟

-لم اكن اعرف 0

-لم تكن تعرف ؟

-هل يجب عليك ان تكررى كل شئ يا سارة ! يبدو اننى اذكر انها عادة عندك . اذا كنت مصممة ان تعرفى ، فانا اذكر انك اعطيتنى هذا العنوان لاكتب لك . لذا قررت اذا كان الفندق لا يزال يعمل ، سيفى بالغرض كما لااى فندق اخر ، للبقاء بضعة اشهر 0

-بضعة اشهر ! .... وكاد قلبها يتوقف 0

-ها قد عدت لعادتك ثانية !

dede77 29-03-11 09:32 PM

واستمرت سارة تردد فقط كما يفعل الببغاء بضعة اشهر ! بضعة اشهر !

-ليس اكثر ، وربما اقل اؤكد لك . اذا اكملت ما جئت من اجله فى وقت قصير 0

-اعلم تماما ما شعرت به من اجلى عندما غادرت لندن 0

-هل عرفت يا سارة ؟

-لم تجعل الامر سدىّ . الا ترى ان هذا الوضع مستحيل . وكانما لا يوجد فنادق جيدة غير هنا فى هذه البلدة . كيف استطيع البقاء هنا والعمل هنا بشكل جيد ، وانا اعلم ان ليس هناك راحة لى من كراهيتك !

-الا تظنين انك تبالغين بكل شئ يا سارة . لا اذكر اننى استطعت كراهيتك لاكثر من خمس دقائق فى وقت واحد . انت تثيرين اعصابى ولكن ليس كراهيتى 0
منتديات ليلاس
واستدارت بغضب ، فوضع يده على كتفيها وادارها نحوه 0

-انا لا احب ان اتحدث الى ظهر اى كان ، خاصة انت 0

dede77 29-03-11 09:34 PM

واحست بيده على كتفها وكانها جمرة نار واهتز صوتها : انت تعلم اننى لا ابنى من حبة الرمل جبلا . كنت مسؤولة عن التسبب لشقيقتك بكثير من التعاسة ، واعلم انك لا تستطيع ابدا ان تسامحنى . لقد قرات عن طلاقها على اساس عدم التوافق . واعتقد انك انقذتنى من التورط ، ولكننى اعرف انك تلومنى 0

-كم توصلت الى الكثير من الاستنتاج . صحيح ، انها وريتشارد تطلقا ، ولكن كلاهما تزوج مجددا وهما سعيدان بشريكيهما الجديدين . شقيقتى تعيش فى الخارج ولا اشاهدها الا نادرا ، صدقينى تستطيعين التوقف عن القلق 0

-ومع ذلك لا اقدر على تغيير الوقائع الاساسية . ربما تزوجت انت ايضا منذ غادرت لندن ؟

-لم اتزوج يبعد . ولكنى امل ذلك . وقريبا جدا فى الواقع لا اعرف كيف اجبر نفسى على الانتظار 0

-اوه !

وكان هذا كل ما استطاعت ان تقوله ، ولم تستطع الاستمرار . اذا هناك فتاة ما ؟ كان يجب عليها ان تخمن . وللحظة ، وبينما عيناها مغلقتان على الالم ، شعرت بنفسها ترتجف . كانت كمن تقع الى هاوية من الظلام ، وقد اصيبت بالصدمة ، وصرخت به : وهذا سبب اخر لعدم بقائك هنا !

وشد بيده على كتفها ، وكانما يتمتع بالرعدة التى تسرى الى يده 0

dede77 29-03-11 09:36 PM

-لو اننى اقدر على فهم واحد من اسبابك يا سارة ، فقد اعيد النظر لافعل ما تقولينه ، ولكن الى ان تختارى اعطائى سببا مقنعا ، اخشى اننى سابقى . ولماذا لا ؟ فجناحى مريح جدا 0

وعندما سقطت يده عنها واستدار ، امسكت بذراعه وقد اشتعل بها الغضب . الم يعرضها لما يكفى من الالم فى الماضى حتى يعرضها للمخاطر ذاتها مرة اخرى ؟ يجب ان لا يشعر بما تشعر به ، ولكن يجب ان يفهم انه مدين لها بشئ ما .

وتعلقت بذراعه وقالت : سيد فينويك ، لا تستطيع البقاء ! لن ادعك تفعل . انا ....

مهما كانت ستقول انقطع فجاة وهو يسحبها قريبا منه 0

-يا حمقائى الصغيرة ، هل انتهيت من كلامك ؟ استمعى الى فقط كشئ من التغيير ، سارة شاو . لقد اكتفيت منك ومن سيد فينويك ويا سيدى لما يكفينى العمر كله ، ولا اظن انك منيعة الى الدرجة التى تحبين ان اصدقها . اذا كنت تشعرين افضل ، فانا راغب فى الاستمرار كما انا حتى الان . ولكننى اريد ان اقتنع بانك نسيت كل ما شعرت به بين ذراعى . لم تكونى ابدا نافرة من عناقى ، وانا انتظر منك ان تدعينى كاذبا !

dede77 29-03-11 09:38 PM

وتوقف قلب سارة ، ثم عاد الى الاسراع بينما كان الغضب يفعل فعله على وجهه ، وذراعاه تشدان عليها بالم . كل عضلة فى جسده بدت وكانها تتصل بعضلاتها ، وتجبرها على التجاوب بدت انها عاجزة عن منعه . عرفت انه يتوقع منها انكار ما يقوله ثم بعد ان تنكر ، يوقع عليها العقاب الملائم . وبعناد ، ولانها لم تستطع قول شئ ، بقيت صامتة 0
منتديات ليلاس
-اعلم انك لا تستطيعين النسيان بسرعة ، يا سارة 0

-ليس بهذه السرعة ! لقد مضت ثلاث سنوات ! ولماذا على ان اتذكر اى شئ عنك ، بينما اخر شئ دعوتنى به كان " ساقطة " !

-ايؤلمك هذا ؟

-لا .... فلم .... حسنا ولم لا ، وخاصة عندما اعتقد اننى لا استحق هذا . لم اكن كبيرة كفاية ....

-ولكنك كبرت الان . واصبحت قادرة ، كما يبدو لى ، على محاربتى فوق ارضى . احذرك ، اذا كان هذا ما تريدينه لن يكون الامر سهلا لك هذه المرة . ومع ذلك فانا مستعد للقيام ببعض التنازلات 0

-انت لا تتنازل ابدا !

-اتظنين العكس ؟

وقبل ان تحرز ما ينوى فعله تسللت يده الى شعرها وامسك خصلة من شعرها الحريرى . واجتذب راسها الى الخلف . فورا وبانذار كامل بدا كيانها وكانه اشتعل ، وارتجفت تحت وطاة شعور تتذكره ، تسارع مندفعا الى كيانها ، كموجة عاتية ، وكانما جسداهما كانا مدركين لهذا التجاذب ولكن عقليهما تجاهلاه . وقال لها ببرود وهو ينظر الى ساعته : لحظات مثل هذه ، توفر ساعات من الجدل ، وتحقق الهدف نفسه . كنت احب ان ابقى معك اكثر ولكننى مرتبط بموعد للعشاء لا اريد تفويته لذا اعذرينى انسة شاو ....

dede77 29-03-11 09:40 PM

اذا بدت الجولة الاولى له ، فان دورها سياتى ! ووجدت سارة نفسها طوال تلك الليلة من السهاد ، تقسم على ذلك ثانية وثانية ، وفى الصباح التالى كان هناك ظلال سوداء تحت عينيها ، ونظرة منكسرة لم ترها منذ ثلاث سنوات ، وكم كانت تامل ان لا تراها ابدا . وبسرعة وضعت احمر الشفاه ، واسرعت الى غرفة طعام الموظفين حيث يطيب لها تناول الطعام عندما يكون عمها وزوجته غائبين ، وكانت ترتشف لتوها فنجان شاى عندما دخلت بيتىّ 0

-صباح الخير سارة ! كان يجب ان تشاهدى تلك المرأة التى اصطحبها ضيفنا الجديد الى العشاء ليلة امس . لقد قطع جمالها انفاسى !

-ضيفنا الجديد ؟ اتعنين .....

-السيد فينويك الوسيم . لو انك رايت تلك الجميلة التى كانت معه ، انها تلك .... ماذا يدعى .... الجاذبية ويا لها من جاذبية !
كان ذلك الصباح فى المكتب رقيقا . وكان يزداد رقة يوما بعد يوم ، كانت متاكدة ان مارك يستطيع ادارة العمل هنا وعيناه مغمضتين ، وانه خسارة بهذا المكان . السبب لقدومه الى هنا كان يصبح اكثر وضوحا ، او على الاقل جزء من السبب .
فتلك الفتاة السمراء قد تكون هى نفسها الجميلة ذات العينين السوداوين التى نشرت الصحف صورتها معه فى فنزويلا منذ ثلاث سنوات . ربما تكون مممثلة او مغنية وبما انها موجودة فى لندن لعدة اسابيع لذا قرر مارك الاستفادة من الفرصة ، وتسلم شركة جورج وفر العذر المثالى ، كى يتعرف الى الفتاة اكثر دون ملاحقة الصحافة لهما ، كما يوفر له العذر حتى لا يلزم نفسه قبل ان يكون جاهزا 0

dede77 29-03-11 09:43 PM

وخرج جورج من الشركة باكرا ، وحوالى الرابعة اتصل بها مارك . وعندما دخلت مكتبه بدا فاقد الصبر قليلا بسبب اتصاله الهاتفى الطويل مع المكتب فى لندن 0

-اتعتقدين انهم قادرون على تدبير امورهم من دونى لخمس دقائق فقط . ادخلى يا سارة ، لا تقفى هكذا ، بحق الله !

بعدما حدث فى جناحه لم تعد سارة قادرة على النظر مباشرة الى وجهه ، دون ان يهتز قلبها وهى تتذكر ذراعاه القويتان وتقدمت داخل الغرفة وسالته : اتعجب لماذا لم ترسل شخصا اخر يتولى الامر هنا ، سيدى ، اذا لا يمكن الاستغناء عنك فى لندن 0
منتديات ليلاس
-سارة ! اذا قلت ، سيدى ، مرة اخرى لن اكون مسؤولا عما سافعله . ولن احذرك ثانية !

-اسفة 0

وتطلع اليها مطولا وعن قرب ، لم يكن لديها خيار سوى الوقوف بينما هو يدرسها وجالت عيناه فى كل اجزاء جسدها ، من قمة شعرها القاتم الحريرى الى اسفل ساقيها الطويلتين الجميلتين ، الى قدميها الصغيرين المقوسين . وخوفها من ان يكتشف وهو يتطلع اليها كم لا يزال قادرا على التاثير عليها دفعها الى الرد على نظرته . وقررت ان لا تمنحه فرصة ثانية لاذيتها ، كما فعل فى الماضى 0

واخيرا ، بعدما كانت تتساءل كم سيطول الوقت الذى ستتحمله ، تكلم 0

-منذ الليلة الماضية ، لم يكن لدى الوقت الكافى لاعيد التفكير بشئ ، اشك بالحكمة من وراء اشتغالك فى وظيفتين . كيف تتصورين انك قادرة على العمل ليلا نهارا يا سارة ، ومع ذلك تستمرين فى ارضائى ؟



*****

انتهى الفصل السابع 0

عبير سلامة 31-03-11 08:44 PM

:flowers2:

زهرة منسية 31-03-11 08:50 PM

يعطيكى العافيه دى دى انا متابعه بصمت لغايه ماتكمليها علشان حسه انا حلوه كتير واول ما تكمليها هقراها انا كل يوم بشيك عليها أنا عرفه قد ايه انك بتتعبى على ما ت:flowers2::flowers2::flowers2:وصليها لينا :liilas::liilas::liilas::liilas::flowers2:

نور التقوى 01-04-11 05:14 PM

رواية غاية في الروعة الله يسلم ايديك
بانتظار البقية

ربي اسالك الجنة 02-04-11 02:48 AM

:welcome3: حبيبتي دي دي من جد خطيرة تسلمين والله:mju::mju::mju:
والله يعطيكي الف عافية عاالقوة حبيبتي واتمنى انك ماتتاخري علينا لان الانتظار عذاااااااااااااااااب وادري ان نضغط عليكي يا عمري بس ها تحملينا شوي :120(1)::welcome3:
:Thanx::friends::flowers2::friends::flowers2:

dede77 03-04-11 09:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير سلامة (المشاركة 2695672)
:flowers2:

شكرا لك عبير على هذه الورود الجميلة . واهلا بمشاركتك الجميلة 0

dede77 03-04-11 09:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2695688)
يعطيكى العافيه دى دى انا متابعه بصمت لغايه ماتكمليها علشان حسه انا حلوه كتير واول ما تكمليها هقراها انا كل يوم بشيك عليها أنا عرفه قد ايه انك بتتعبى على ما ت:flowers2::flowers2::flowers2:وصليها لينا :liilas::liilas::liilas::liilas::flowers2:




ويعطيك الف عافية نونا تعبكم راحة حبيبتى على العموم هانت بافى فصلين فقط ان شاء الله اخلصهم بسرعة وانزلهم . فى انتظار رايك بالرواية كلها بعد ما تخلص 0

dede77 03-04-11 09:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربي اسالك الجنة (المشاركة 2697458)
:welcome3: حبيبتي دي دي من جد خطيرة تسلمين والله:mju::mju::mju:
والله يعطيكي الف عافية عاالقوة حبيبتي واتمنى انك ماتتاخري علينا لان الانتظار عذاااااااااااااااااب وادري ان نضغط عليكي يا عمري بس ها تحملينا شوي :120(1)::welcome3:
:Thanx::friends::flowers2::friends::flowers2:


ان شاء الله ما اتاخر عليكم ربى . وانا اسفة حبيبتى على انتظارك بس كل الحكاية انى مش متفرغة اغلب الوقت لذلك لا اكتب الا فى وقت فراغى . ولا ضغط ولا حاجة بس استحملينى شوية على ما اقدر اخلص اخر فصلين وانزلهم حبيبتى 0

dede77 03-04-11 09:55 PM

الفصل الثامن


** صدمة فى القلب ! **


وران الصمت فى المكتب حتى كاد ان تسمع رنة الدبوس . سارة كانت تتوقع اى شئ سوى هذا ، والا لكانت حضرت ردا عليه . ومع ذلك وجدت الرد بسرعة ، حتى ولو تحت تركيز عينى مارك الرماديتين المربكة ، ولكن الجدال بينهما لم يكن ليساعدها فى الحقيقة على ان تقول ان ما تقوم به فى الاوقات الخاصة بها هو امر يعنيها وحدها . لربما من الافضل التظاهر بالحيرة ، عندها لن يستمر فى الضغط على هذه النقطة فقالت باعتدال : اخشى اننى لم افهم 0
منتديات ليلاس
ولم تنطل عليه الخدعة . وبدا بغيضا اكثر من اى وقت مضى 0

-لا اظننى بحاجة لافسر الامر لك يا سارة ، ولكن اذا كنت تصرين على ان تكونى بليدة الذهن عن قصد ، سافعل . انها الوظيفة هنا وتلك التى تقومين بها فى الفندق . من المؤكد ان بامكانك ايجاد غرفة ، ربما شقة ، دون ان تورطى نفسك هكذا ؟ افهم انهم يعتبرونك مفيدة لهم وانت بهذا التدريب وبامكانك التحدث بلغات اخرى ، ولكننى احذرك فانا لن اجد الامر مناسبا على الدوام 0

ماذا يعنى ؟ وحدقت به سارة 0

-ان الامر ناجح تماما ، او على الاقل حتى الان . لقد تدبرت امر كل شئ كان يطلبه منى السيد دنت . ولدى الكثير من الطاقة 0

dede77 03-04-11 09:57 PM

-واريد هذه الطاقة لاستعمالى الخاص . وهناك ايضا الكثير من العمل هنا . فشركة استرو عالمية ، اما شركة دنت فمؤسسة كبيرة ، وبحاجة الى ان تندمج بعناية . الامر يوفر نوعا من التحدى قد يفيد الرجل بعدة طرق ، ولكن يجب ان يكون لديه الفريق المناسب للعمل ، فريق من الممكن الاعتماد عليه بالكامل . وفى وضع كهذا اعتبر ان سكرتيرتى هى الاهم . واية طاقة اضافية لا اريدك ان تصرفيها على اى عمل اضافى فى الليل 0

-اؤكد لك اننى كنت دائما اتغلب على مصاعبى فى الماضى !

-ولكن هذه طريقة جورج بالعمل ، وليست طريقتى . لماذا تجدين من الضرورى ابقاء نفسك مشغولة هكذا يا سارة ؟ عادة يعمل الانسان كالعبد فى سبيل ان لا يفكر ... او يتذكر . وهذا ما اعرفه من تجاربى الخاصة 0

واجفلت ، واصبحت خدودها ساخنة ، ثم شاحبة جدا بعد ان هزتها القشعريرة ، وخوفا من ان تبدو مذنبة خفضت راسها . ربما كان ما يقوله صحيحا ، ولكن لا يجب عليها ان تعترف ، ولا يجب ان تسمح له بانتزاع الاعتراف منها بالتملق !

-لدى اسبابى الخاصة ، ولكننى افضل عدم مناقشتها 0

-اذا يجب ان اعرف بطرق اخرى ، اذا تجملت بالصبر ! ما من شك انك ستطلعينى على قرارك فى الوقت المناسب ؟

-اتريد منى ان اختار ما بينك وبين الكريتاريون ؟

-اذا اعجبك ذلك 0

-واذا لم يعجبنى ؟

dede77 03-04-11 10:00 PM

-عندها قد اضطر لايجاد من يحل مكانك 0

ونسيت سارة انها طلبت منه منذ فترة وجيزة ان يفعل هذا . ويبدو الان ان هناك معركة للقوة اكثر منها معركة للوظيفة فحسب ، مع انها لا تعلم ما هى هذه المعركة بالضبط . وقالت بسرعة : اذا كنت قلقا من ان اقتحم جناحك فى الفندق مرة اخرى ، اذا اؤكد لك اننى لن افعل . لا استطيع ان اعدك ان لا ترانى هناك ، ولكن سابذل جهدى الان لاكون بعيدة عنك ، ولن انظر حتى وانت تتسلى مع الضيوف . و .....

-ارجوك ! كل الوعود والتاكيدات فى الدنيا لن تجعلنى اغير رايى يا سارة ، ولكن ساكون كريما معك . اذا لم اثبت لك ان عملك الاضافى عمل غير مجدى ، اذا تستطيعين الاستمرار به 0

على الرغم من انها ارادت الاستمرار فى الجدال ، الا ان تعبيره منعها من ذلك . بدا من المستحيل ان تخذلها شجاعتها فى اللحظة الاخيرة ولكن هذا ما حصل 0
منتديات ليلاس
-يبدو هذا امر منصف 0

-انه تنازل افضل مما تستحقين 0

-العديد من الناس يقومون بعملين 0

-سارة ! اخرجى من هنا قبل ان اغير رايى !

وبسرعة استدارت لتنصرف فالتوت قدمها وزلت تحتها على الارضية الناعمة . ولم تقدر على انقاذ نفسها فوقعت . وحاولت منع راسها من الاصطدام باحد جوانب طاولته ، ولكنها سقطت مرتطمة بها ، وهى تعد النجوم 0

dede77 03-04-11 10:01 PM

-سارة !

هذه المرة كان صوته مليئا بالقلق . وتمددت على الارض دقيقة اخرى ، وهى راضية ان لا تنهض ، والفراغ الاسود يغريها لان تترك نفسها تغوص فيه . وشعرت ان ذراعا قوية ترفعها بلطف ، ويد ناعمة ترد شعرها الى الوراء ، وحاولت ان تركز على الكلمات التى كانت تنطلق مثقلة بانفاس شخص ما ، وحاولت ان تسمعها ولكنها لم تقدر 0

وعندما وجدت نفسها غير قادرة على التظاهر بالاغماء اكثر من هذا ، فتحت عيناها . مارك لا يزال منحنيا فوقها ، وراسها يؤلمها ، وجه مارك كان قريبا من وجهها . وحاولت الابتسام له وقالت : اظن ، انه امر سخيف ان افعل هذا ....

-طالما انت تدركين ذلك .... صدمة بعد اخرى . ايستطيع اى نظام ان يتحمل هذا !

عمن يتكلم ؟ لا يمكن ان يكون عن نفسه . وحاولت التخمين ، ولو عن طريق تفحص قسماته . ولكنها لم تصل الى نتيجة ،

فهمست : انا اسفة . الارضية المنزلقة هى السبب 0

-اعلم جيدا ما كان السبب . اذا استطعت الجلوس يا سارة ساستدعى الممرضة لتفحصك قبل ان ارسلك الى البيت 0

-ولكنها الساعة الرابعة والممرضة برادلى ستكون مشغولة اضافة ....

-لا تجادلى !

dede77 03-04-11 10:03 PM

ورفعها الى الكرسى ، وكان هناك اهتمام مركز فى نظراته وهو يبعد شعرها ليتفحص راسها جيدا 0

-كدمة صغيرة فقط ، ولكن كان يمكن ان تكون اسوا على الارجح لن تقدر برادلى ان تفعل شيئا سوى تفحصها ، ولكننى اصر ان تراها 0

بعد بضع دقائق كان قد اتصل بالممرضة وصب لها فنجان شاى : اشربى هذا ، لقد سببت لى ما يكفى من القلق ليوم واحد 0

بعد نصف ساعة كانت سارة تغلق باب غرفتها وتنهار تقريبا على فراشها . شعرت بانها مصدومة اكثر مما تريد ان تعترف ، ولو انها تشك ان يكون السبب تلك الكدمة لوحدها . فقد اكدت لها الممرضة بقرادلى انها ليست ذات اهمية ما خلا الم راس خفيف ، وستكون على ما يرام عند الصباح 0
منتديات ليلاس
جلست على كرسى ، بعد ان تناولت بعض الطعام الخفيف . وبدات تفكر . لماذا لا يريدها ان تعمل عملا اضافيا هنا ؟ ربما لم يرغب فى ان تراه يتسلى مع صديقته فى الامسيات ؟ لا يعرف ان الفندق ملك لاقاربها وربما يجب ان تخبره . طالما سيبقى هنا . واصبحت مرتبكة حتى انها عندما قرع الباب سرها ان ذلك صرف انتباهها . واعتقدت ان الخادمة اتت لتاخذ صينية الطعام . فحملتها سارة واتجهت نحو الباب ، ولدهشتها وجدت ان الطارق كان مارك 0

وحدقت به بدهشة فقد كان اخر شخص ترغب ان تراه . كيف وجد طريقة الى هنا بحق السماء ؟

-كيف عرفت اين تجدنى ؟

dede77 03-04-11 10:04 PM

وقبل ان تستطيع الاحتجاج اخذ الصينية منها ووضعها فى الخارج وادار ظهرها الى داخل الغرفة واغلق الباب 0

-عصفورة صغيرة اخبرتنى 0

-عصفورة صغيرة ! اخشى اننى لا اؤمن بهم 0

-حسنا تستطيعين ان تبداى بالايمان . ولكن امنت ام لا فهذه كل المعلومات التى ستحصلين عليها 0

وهزت راسها وهى لا تزال مذهولة مما حصل . وتدفق الدم الى وجنتيها ، وعيناه تجولان بجسدها النحيل ، وقالت : لم تقل لى بعد لماذا انت هنا 0

-هذا واضح 0

-اعتقد انك وجدت نفسك مضطرا لرؤيتى . ولكن لا حاجة لذلك فقد شفيت تماما 0

-ربما شفيت ، ولكننى لم اشف . زيارتى لراحة بالى وليس لك 0

-كان لطف منك ان تتركنى اغادر العمل باكرا 0

-بما اننى هنا الان ، الن تدعينى الى الجلوس ؟ حاولى ان تكونى لطيفة للتغيير فقط 0

-احب ذلك ، ولكن غرفة نوم فتاة ليست بالمكان المناسب 0

-فى المرة القادمة كانت غرفة نومى ، ام لا تتذكرى ؟

dede77 03-04-11 10:06 PM

باية جرأة يستثير ذكريات مرت عليها اكثر من ثلاث سنوات ! انه كمن يرمى التحدى ، وليست مخطئة ، ولكن ماذا يامل ان يكتسب من هذا ؟ وهزت جسدها المرتعش . لماذا لا يلقى تحية المساء وينصرف ؟ ايجب عليه ان يتعمد اثارتها لتستعيد ذكرى اشياء تفضل ان تنساها ؟

-ليس لدى كرسيين هنا كما ترى ، فانا عادة لا استقبل الرجال هنا 0

-لم اكن افكر بطلب بعض الشراب ، وسماع الموسيقى الناعمة ولا اريد ان ابقى كل الليل ، هذه المرة 0

-لم تفعل ابدا . ليس معى على كل الاحوال 0

-اصمتى ياسارة . انت لا تعرفين ماذا كنت اريد ، وكنت صغيرة جدا لتتحملى مسؤولية تقرير ما تريدين بنفسسك . هكذا كنت يومها ، وهل كبرت كثيرا الان ، اتساءل ؟

-اصبحت فى الثانية والعشرين ، بالطبع اصبحت اكبر !

-واجمل . اثنان وعشرين ، ولاتزالين تبدين صغيرة كما عرفتك اول مرة رايتك فيها . وهذا لايشساعدنى كثيرا 0
منتديات ليلاس
-حتى ولو انه لا يبدو على . فانا الان اكبر ومضى على زمن طويل لان ابقى ساذجة . ولم تعد لدى تلك العادات الطفولية التى تصدم الرجال عندما يعيدون النظر بى مرتين !

-اذا كنت انا واحد من عديد ؟ بالطبع لم يكن هذا شئ لم اكتشفه 0

وتذكرت متاخرة ، ديكى ، الذى كان صهره 0

dede77 03-04-11 10:08 PM

-لم يكن الامر كما ظننت ، كنت دائما تبتهج من قدرتك على التفكير بالاسوا عنى . ولكننى تعلمت الكثير عن الرجال منذ التقيتك ، لاعرف انهم ليسوا جميعا سواء !

-اذا لديك الان بعض الخبرة ؟

-اجل !

ووقف مارك على قدميه ودون اية كلمة اخرى ، مد يده متعمدا وجذبها اليه ، تماما بين ذراعيه 0

-اذا كنت متعودة على الرجال هكذا ، فواحد اخر لا يشكل فرقا لديك . تذكرى اننى رئيسك ، وليس من الحكمة ان تقاومينى 0

احتضانه لها كان كل ما حلمت به فى السنوات الثلاث الاخيرة تلامس جسديهما كان قاسيا ، الليلة الماضية كان متوحشا والضغط الذى يمارسه الان لم يكن رقيقا ، ولكنه سمح لها بالتجاوب ، وبينما يضمها اليه ، بدات النار تسرى بلطف الى جسدها . وانّت بنعومة ، وبدلا من ان تقاوم كما فعلت من قبل ، ضغطت بنفسها عليه اكثر ، واشتدت ذراعاه من حولها . وتملكها الشعور بالخوف والنشوة معا 0

ورفع راسه لينظر اليها . التعبير على وجهه جعلها ترتعد . بدا قاسيا لدرجة قد يقرر معها ان لا يتركها ابدا . وتمنت ان لا تفعل . ولكن فى الوقت الذى صدمتها هذه الافكار شعرت بضرورة المقاومة ، وان تتنكر لمثل هذه المشاعر الاساسية 0

-اتركنى يا مارك ! اكرهك !

dede77 03-04-11 10:09 PM

-لا ، انت لا تكرهينى . فانت تتمتعين بهذا ، ايتها الكذابة السصغيرة الجذابة . كم مضى عليك يا سارة منذ اخر رجل حضنك هكذا ؟

وارادت سارة ان تصرخ " ليس منذ ان فعلت انت " ولكنها تراجعت . لم تشعر ابدا من قبل مثل هذا الشعور مع اى رجل 0

-سارة ! لا يجب عليك ان تجاوبى يا حبيبتى ، استطيع قراءة كل ما اريده من عينيك السوداوين . الم تدركى هذا ؟

-اتركنى ، انت مخطئ 0
منتديات ليلاس
وحاولت استخدام يديها لتدفع صدره العريض عنها . وكل ما تمكنت منه ان تقطع زرا من قميصه . وقالت بتوسل تقريبا : مارك !

-يا الهى يا سارة ، لقد مضى زمن طويل منذ اخر مرة . كم حلمت بهذه اللحظة ، كم ندمت على عدم امتلاكى لك !

وفجاة ، عندما وقع نظره على ساعته صاح : دولريس ! اللعنة كدت ان انسى !

-دولريس ؟

-انا اسف ، يجب ان اقابلها . انها صديقة مهمة جدا 0

-فهمت !

dede77 03-04-11 10:12 PM

وقفت سارة تنظر اليه بصمت . وشعرت بالغثيان . كيف يستطيع هكذا ان يدير او يطفئ عاطفته ؟ ما نوع هذا الرجل الذى يستطيع ان يذهب من بين ذراعيها راسا الى ذراعى فتاة اخرى ؟ وصرخت به عاليا 0

-لا تدعونى مرة ثانية ابدا " ساقطة " 0

-لن ادعوك . ولكننى لازلت اعتقد ان لديك تصرفات واحدة جيدة 0

وقبل ان تستطيع تجميع جواب من خلال الغضب الذى تملكها استدار وخرج من الباب 0

فى الصباح التالى قال لها ابن عمها كلود مداعبا : هل وجدك رئيسك الجديد ليلة امس ؟

-اذا كنت انت من ارشده الى ؟

-اجل ، وهل تتصورين انه يستطيع شرح ما يريده لشخص اخر يا عزيزتى ؟

-هل قلت له انك ابن عمى ؟

- لم اعط نفسى هذا الشرف . لقد نظر الى بارتياب فقررت ان لا افعل 0

-بارتياب ؟

-طبعا ، ومع ذلك كان باستطاعتى تخمين لماذا 0

تاخرت سارة عن موعد عملها خمسة عشر دقيقة فى ذلك الصباح ، ولكن ليس بسبب الم راسها . فقد تعطل الباص الذى تستقله ، وبتفتيشها عن اخر استقلت واحدا اخر خطا وكان عليها ان تغيره ثانية . ولدهشتها وجدت مارك شاحبا عندما دخلت عليه 0

-اين كنت بحق السماء 0

dede77 03-04-11 10:13 PM

وحاولت ان تشرح له ما حصل معها . وحمدت ربها انه لم يستجوبها عن ركوبها الباص الغلط . فبعد امسية عامرة مع دولريس سيكون كثير الارتباك ليستجوبها بدقة عن تصرفاتها ، وعاد الى مكتبه وصفق الباب دون ان يهتم بسؤالها اذا كانت قد شفيت 0

وحاولت سارة ان لا تنظر اليه طيلة ما تبقى من الصباح . متعمدة ان تستغرق فى عملها وكان ما حدث فى غرفة نومها الليلة الماضية لم يحدث 0

وبحلول وقت الغداء كانت منهكة تقريبا . فقد ابقاها مارك لاهثة فى عملها طوال الوقت ، كما انه قابل عدة موظفين فى مكتبه وكان يطلب وجودها معهم تاحيانا 0
منتديات ليلاس
بعد ان غادر اخر موظف المكتب ، اتصل مارك يطلبها فورا . لم يكن خارجا ليتناول غداءه . ولم يكن هذا مفاجئا لها ، وانتظر ونظرة ساخرة فى عينيه بينما كانت تتصل بالمطعم لتطلب القهوة وبعض السندويشات واصر عليها ان تستخدم هاتفه وركز نظره عليها طوال الوقت . وبدت عيناه وكانهما تتذكران وتقولان : اتذكر اول غداء تقاسمناه منذ زمن ؟ وتنهدت بارتياح عندما لم يذكرها بالماضى ، بينما كان يطلب منها مشاركته الطعام . وعندما رفضت بادب ، تنهد وقال : اجلسى اذا ، انسة شاو . لن يستغرق هذا سوى دقيقة . راحة قصيرة قد تفيدك . تبدين مرهقة . كيف راسك ؟

-اشعر بانه احسن 0

-الا تريدين ان تاكلى 0

واخذت تحدق به وهو ياكل ، ولمعت عيناه عندما تطلع اليها اخيرا وكانه قد تعمد ان يعطيها فرصة لتتفحصه 0

dede77 03-04-11 10:16 PM

-كنت اتساءل لتوى ، هل يمكن الاعتماد على هارغريفز 0

-طبعا يمكن الاعتماد عليه 0

-وماذا يجعلك تعتقدين هذا ؟

-حسنا ، جورج .... مستر دنت ، كان يتركه دائما مسؤولا عندما يكون مسافرا او عندما يذهب الى العطلات 0

-هل كان يذهب دائما الى العطلات ؟

-اجل ، على الاقل مرتين فى السنة . دون ذكر نهايات الاسبوع الطويلة . فهو وزوجته ليس لديهما عائلة . لهذا السبب يسافر اكثر من غيره من رجال الاعمال . فهو يعتبر زوجته اهكم من عمل ليس لديه من يتركه له 0

-يبدو ان السيدة دنت . تقدر له ذلك 0

-نعم ، اعتقد انهما لا يزالان يحبان بعضهما كثيرا 0

-تبدين وكان هذا يدهشضك . وكانما الاستمرار فى حب شخص ما امر مستحيل 0

-لا ، لا اعتقد ان من المستحيل الاستمرار فى حب شخص الى الابد ! الابد !

واحمرت وجنتاها وقد ادركت معنى ما قالته لتوها ، وتخوفت من ان يعتقد باكثر مما تريد ان تقول 0

-تابعى كلامك 0

-اسفة . انا فقط اشعر بالقلق لانك غير راض عن السيد هارغريفز . اتعلم ، زوجته انجبت لتوها طفلا وسيكون الامر مريعا لو فقد وظيفته 0

dede77 03-04-11 10:17 PM

-لا تقلقى . على العكس مما تتصورين انا ليس عندى اعتراض على السعادة الزوجية . وكيف لى ومن حولى كل هذه الدلائل ؟ شخصيا احب كثيرا ان اهتدى 0

هل هو يشير الى علاقته بدولوريس الجذابة ؟ واستمر مارك : فى الحقيقة لم اكن اتساءل عن قدرة هارغريفز ، اردت فقط ان تؤكدى لى بعض الاشياء ، يبدو لى انه شاب مؤهل ولا يخاف المسؤولية ، النوع المناسب تماما لان يستمر فى طريق طويل مع مؤسسة مثل " استرو كاميكالز " انا ادرس امكانية تركه مسؤولا هنا ، لاننى مضطر للعودة الى لندن 0
منتديات ليلاس
-فهمت ذلك 0

-ربما لم تفهمى تماما ، ساغيب بضعة ايام ، واريدك ان تاتى معى . ستسافرين فقط ليلتين او ثلاثة بالاكثر 0

-لايمكن ان تعنى انك تريدنى ان اعود الى مكاتب استرو ؟ وان اعمل سكرتيرة لك هناك ؟

-الا تحبين ذلك انسة شاو ؟

-لا .... اوه .... لا يا مارك .... لا استطيع !

-انت فتاة غريبة يا سارة . الا تهتمين بالتنعم بالمجد ؟ كملكة فوق كل اصدقائك القدامى ؟ واعدائك ايضا ؟ وان تعطى القيل والقال شيئا حقيقيا يغرز اسنانه به ؟

-اوه لا ! انت تعرف اننى لن اعرف كيف سابدا ، وسينفذ صبرك بسرعة 0

dede77 03-04-11 10:19 PM

-لا اضمن صبرى ، ولكن من ناحية اخرى ارفض الشك فى قدرتك . فلك ذكاء وقاد يا سارة ، وستتغلبين على الصعاب بمهارة ، على كل لا اريدك الان لنفسى ، ربما حتى تتقاعد الانسة درو واستطيع عندها ان اعرض عليك الوظيفة بشكل دائم 0

-لا اعتقد اننى ساقبل هذه الوظيفة ، حتى لو عرضتها على . اذا كنت لا تحتاجنى فى مكتبك فى لندن فلماذا على ان اذهب هناك ؟

-اريدك هناك فى حال حصلت مشاكل امام هارغريفز هنا ويستطيع عندها الاتصال بك فى منزلى مما ينقذنى من اتصاله بى فى المكتب ، ونستطيع ان نعمل على حل مشاكله فى المساء 0

-اتعنى انك تريدنى ان ابقى فى منزلك ؟

-صحيح . لا تقلقى انسة شاو . من الممكن ان تبقى الرسميات بيننا كما تحبين . فلدى مدبرة منزل ، تنفع ان تكون وصيفة ممتازة لك ، صدقينى انها الطريقة الوحيدة التى استطيع التفكير بها لمعالجة وضع دقيق للغاية كهذا . يجب ان تفهمى يا سارة ، لو لم يكن الامر مهما لى لما طلبت منك 0

انحراف بسيط فاتها ملاحظته 0

-اذا كنت فعلا تفضلين ان لا تذهبى استطيع ان اطلب ذلك من شخص اخر . وهذا امر مؤسف لانك تعرفين تماما ما سيتحدث عنه هارغريفز 0

وبدا ان سارة ليس امامها اى بديل عن القبول . وقال مارك برقة ، دون محاولة اخفاء نظرة رضى فى عينيه 0

dede77 03-04-11 10:21 PM

-لقد اتصلت بالفندق ، واعلمتهم باننى ساتغيب ، واقترح عليك ان تفعلى مثلى . ساحتفظ بجناحى لاننا سنعود يوم الجمعة على الاكثر ولا اظن ان غرفتك الضيقة غير الانيقة قد يشغلها احد 0

-غرفتى ليست غير انيقة !

-الليلة الماضية كانت حميمية ودافئة !

كيف يستطيع ان يشير الى هذا ؟ الا يخجل ؟ يعانقها كما فعل ثم يذهب فورا الى ذراعى امرأة اخرى ؟ ماذا سيفعل من دون جميلته دولريس ؟ وقطع صوت مارك افكارها : انت تدركين بانك لن تساعديهم فى الفندق حتى عودتنا 0

-اوه .... استطيع ان اعوض فى الاسبوع القادم . ولكنهم الان مشغولين كثيرا 0

-حقا ؟

-لن يطردونى الى الخارج . حتى ولو لم اعمل اشياء اخرى ! ساعوض عن غيابى باية طريقة 0

وامام دهشة سارة صر مارك على فكيه واصبحت عيناه باردتان 0

-ذلك المدير الشاب ، ربما لا يعارض فى ان ياخذ بدلا عن الدفع للغرفة 0

وقفزت سارة على قدميها غاضبة وقد برقت عيناها الزرقاوين 0

-لست ادرى تماما ماذا تعنى بهذا سيد فينويك ، ولكنه يبدو قذرا !

ووقف هو ايضا ، وقد بلغ الغضب مثلها ، بل واقوى 0

-ليس قذارة ما يصدر عنى ، احذرك يا سارة . هناك اشياء كثيرة حول وضعك هنا لا تسرنى ! اذهبى الان وحضرى اغراضك . ساخذك بعد حوالى الساعتين . وهذا وقت يكفيك 0


*****

انتهى الفصل الثامن 0

قراءة ممتعة للجميع 0

dede77 09-04-11 04:47 PM

الفصل التاسع 0


** سهرة فى بيته **


كان من الممتع ان تستيقظ فى الصباح التالى لتجد فنجان الشاى الى جانب سريرها ، وتطلعت سارة الى ساعتها لتجد انها اصبحت بعد التاسعة . من الواضح ان مدبرة المنزل ظنت ان الوقت اصبح متاخرا لشخص فى مركز سارة . ربما لم تكن تعلم ان مارك قال لها ان لاتقلق من النوم الى وقت متاخر ، اذ من غير الممكن ان يتصل جون هارغريفز قبل العاشرة . وشربت الشاى بعد ان قررت ان لا تقلق من جدية طبع السيدو اوليفر مدبرة المنزل ، وتذكرت ان كل ما قاله مارك اثناء سفرهما الى لندن كان حول امورغير شخصية . وعندما وصلا اتى بها مباشرة الى منزله ثم غادر فورا الى مكتبه . وعندما ذهب تذكرت ذلك البناء الضخم الذى يضم شركة استرو فشعرت بالحنين اليه ،
منتديات ليلاس
وتساءلت عما تفعله الان صديقتها غوين والاخريات . ولكنها لم تشعر برغبة فى مقابلتهن . غرفة النوم التى اختارها لها ماركم كانت جميلة ، بسجادتها ذات اللون العاجى وورق الجدران الزهرى ، والفراش الناعم الذى يوفر الفخامة والراحة . وشعرت سارة وكانها اميرة اكثر من كونها سكرتيرة عادية . فى الليلة الماضية اوت الى فراشها مبكرا اذ لم يرجع مارك الا متاخرا . وبعد العشاء لم ينتظر حتى يتناول القهوة معها ، بل اختفى فى غرفة مكتبه ولم يخرج . وقرات كتابا حتى العاشرة ، محاولة تجاهل شعور مزعج بانه اهملها وحاولت التاكيد لنفسها انها فى رحلة عمل ، وليست فى عطلة . ثم اوت للنوم 0

dede77 09-04-11 04:49 PM

واتصل جون هارغريفز عدة مرات خلال النهار ، ولكن لم يكن هناك شئ مهم . واستطاعت سارة مساعدته بنفسها ، ومع ذلك فقد سجلت ملاحظات عن كل شئ لتريها لمارك عندما يعود ، وبحلول الساعة الخامسة شعرت ببعض الغضب ، وبشك فظيع من انها تعرضت لنوع من المؤامرة . كانت متاكدة انها قادرة على مساعدة جون وهى هناك فى " كوفنترى " كما تفعل هنا . وان اكثر الاشياء التى سال عنها لا تستلزم السؤال اصلا !

وعندما وصل مارك فى السادسة والنصف ، وقال لها انه سياخذها للعشاء خارجا شهقت فى وجهه قائلة : انا ... لقد قلت اننا سنعمل ؟

-لقد سالت . يبدو ان جون ليس لديه اية مشاكل لم تحليها له جيدا 0

-كما قد يفعل اى طفل 0

-ولكن كان من الممكن ان تكون هناك مشاكل يا سارة . يجب ان تتقبلى هذا الواقع . لقد قلت لك سابقا اننا نمر فى اوقات عصيبة ولا استطيع ان اتحمل اية اخطاء صغيرة . اذهبى وغيرى ملابسك مثل الفتاة الطيبة . ولا تجادلى 0

-لقد غيرت ، كنت اتوقع امسيات عمل 0

-لا تقولى لى انك لم تلتزمى بالعادة الانثوية المعتادة ، ولم تحضرى شيئا جميلا لترتديه ، فى الحالات الطارئة ؟

ولكن سارة احضرت معها ، ثوب من الكريب الحريرى الرقيق بلون ازرق مثير . وضحك مارك عندما قرا النظرة المذنبة على وجهها 0

dede77 09-04-11 04:50 PM

-اذهبى وارتديه . تذكرى انا الرئيس 0

-ليس لوقت طويل 0

ردت عليه بشجاعة ، ولكنها كانت تشعر ان عليها الطاعة . عندما ينظر اليها هكذا كل جدالها يذوب كما الثلج فى الشمس 0

-قد تكونين على حق . يوم من الايام قد تكونى مصيبة ، اذا لم انتبه لنفسى 0
منتديات ليلاس
لم تنتظر لتحل هذا اللغز ، وحضرت نفسها بسرعة وهى تتساءل الى اين سياخذها مارك ، مع انها ستندم على امسية هادئة تقضيها فى المنزل . سارة كانت تشك ان السيدة اوليفر لم تكن تدرى سبب وجودها هنا ، ولكنها تذكرتها بعد ثلاث سنوات ، وسرت سارة بهذا 0

-تبدين جميلة 0

وتطلع اليها ، وكان هناك شئ خطير فى اعماق عينيه الرماديتين وتذكرت سارة امسيات اخرى عندما قال لها مثل هذا الكلام ، ولكن هذه المرة كان فى كلامه شئ اعمق ، وكان شئ فى داخله يمد نفسه ليستولى عليها وانه كان يقاوم نفسه بصعوبة . وسخرت من نفسها ولامتها للخيالية التى استحكمت بها ولحنينها للماضى . ولكن اذا كان المستقبل لن يحتوى على مارك ، وبالنسبة لها لن يكون ، اذا فالافضل لها ان تعود فى الزمن الى الوراء ، حتى ولو ان مثل هذه الذكريات تؤلمها 0

dede77 09-04-11 04:52 PM

واخذها الى واحد من تلك المطاعم التى اعتادا فى الماضى ارتيادها لتناول الطعام والرقص . من الممكن انه اختار ذلك متعمدا ، وتعجبت لماذا وقع اختياره على مسرحية هزلية خفيفة لياخذها اليها بعد مغادرة المطعم . ولم تتمالك سارة نفسها عن الاضطراب عندما اخذ مارك يدها بيده اثناء مشاهدتهما للمسرحية . ولك يبدو ان الامساك بيدها اصبح عادة عنده ، واستمر ممسكا بها للجزء الاكبر من الفصل الاخير ، واصابعه تمر فوق رسغها قرب النبض المتسارع ، قبل ان يتركها ، شعرت به ينظر اليها ولكنها لم تنظر اليه 0

وصلا الى المنزل بعد منتصف الليل . بديا عند عودتهما من السهرة وكانهما زوج وزوجته يعودان معا ، وتنهدت سارة مع انها تعارض مثل هذه الافكار . وصعدت الدرج ونظر اليها من الاسفل وقال بابتسامة ساخرة : اظن انك بحاجة الى بعض الحليب الساخن او ربما الكاكاو ، ثم الفراش 0

-لا ، شكرا لك 0

وبالرغم من انها جاهدت حتى تبدو متزمتة ، فقد اعتقدت انه سيزودها بالحليب والكاكاو ! ولكن هل هى بالتاكيد لا ترغب حقيقة بشئ اخر ؟ لقد اصبح من المالوف لديها هذا الشوق فى اعماقها لتكون بين ذراعيه . وتابعت وهى تتردد : لم نناقش المسائل المختلفة التى سال عنها السيد هارغريفز ، وقد لا اراك فى الصباح 0

-يجب ان اراك . اليس كذلك ؟

-الا نستطيع ....

-انظرى يا سارة لست فى مزاج لشرب القهوة والبحث بامور السيد هارغريفز ، من الافضل لك ان تذهبى الى الفراش 0

dede77 09-04-11 04:54 PM

وحلمت سارة تلك الليلة بانهما فى البيت الريفى ثانية ، هى ومارك ، يشربان الشاى امام النار المتوقدة فى غرفة الجلوس ، كان الدفء قرب النار والبرد فى الخارج والريح تهب . بعد ذلك حملها مارك بين ذراعيه واستمر يهمس فى اذنها " احبك .... احبك "0

وقبل ان يفعل اى شئ اخر ، استفاقت . وللحظة غمرها شعور بخيبة الامل لانه كان حلما ، بعد ذلك وبصرخة مليئة بالخجل استدارت ودفنت راسها فى الوسادة ، وعندما استفاقت ثانية كان امامها شئ جعل قلبها يخفق ثانية ، فقد شاهدت مارك يتقدم نحوها وبيده صينية . وكان يلبس شورت بحر ومعطف منزل فوقه ، وابتسامة ووضع الصينية بقربها 0

-فقط لابرهن لك اننى لم انوى حرمانك من شئ الليلة الماضية . ولكننى احذرك من اننى لن اتعود على دلالك هكذا 0

وجلست سارة فى الفراش ، وهى لاتزال كسلى 0

-اين السيدة اوليفر هذا الصباح ؟ ام لم يقبل الصباح بعد ؟ كم الساعة الان ؟

-السابعة والنصف فقط ، وبما ان السيدة اوليفر لا تظهر قبل الثامنة وجدت من العار ان ابدد الشاى سدى 0

-اوه .... هل تظن انها ستوافق على احضارك الشاى هنا ؟

dede77 09-04-11 04:57 PM

-تحركى الى الداخل ، لقد احضرت فنجانا لى ، كى نبحث كل ما ترينه ضروريا ونحن نشرب الشاى 0

-اجل .... فهمت 0

وفجاة ادركت انها فى حالة عرى ، فارتجفت واحمرت وجنتاها ولفت نفسها جيدا بملاءة السرير ، وهى تتطلع الى الروب الملقى على مسافة منها على احد الكراسى 0

-ملاءة السرير تكفى ، ستجدينها اكثر راحة . ليس لدى اية خطط هذه المرة ، ولا انوى تمضية النهار كله هنا . اضافة الى ذلك ، لقد تعودت على رؤيتك هكذا 0
منتديات ليلاس
واصبحت وحنتاها اكثر احمرارا ، وحاولت ان تركز على الشاى ، وحاولت ان لا تنظر الى مارك ، والظلال السوداء لنمو لحيته طوال الليل على وجهه ، التى بدت شاذة جدا امام جاذبيته . وفرك ذقنه الخشن بعدما لاحظ نظرتها 0

-لا تمانعين ان تكون ذقنى غير حليقة اليس كذلك يا سارة ؟ اخشى ان يكون القلق حول هارغريفز هو الذى جذبنى الى بابك اكثر من اى شئ اخر 0

هل من المفروض ان تصدق هذا ؟ انه يبدو خفيف الوقع ! لا تقدر ان تتصور ان مارك يمكن ان يقلق حول اى كان ، واخر شخص قد يكون جون هارغريفز ! واضاف مارك قائلا : امل ان لا تكونى قد حلمت بالكوابيس حوله ايضا ؟

-لم احلم به ، حلمت بك !

-كم لا تزالين طفلة ، تبديك كذلك ، حوالى السابعة عشر !

-ليس فى يدى عمل شئ 0

-لا ، اعتقد انك تستطيعين . اتساءل ماذا يجعل المرأة تبدو اكبر سنا ؟ مئة حبيب ؟ من المؤكد ان فقدانهم قد يسبب صورة مزعجة ، على الرغم من ان ذلك يبقى العمر صغيرا 0

dede77 09-04-11 04:59 PM

-لقد اتيت هنا لنبحث مشاكل السيد هارغريفز وليس مشاكلى 0

-اه ..... اجل .....

وفى العشر دقائق التالية بدا مركزا على السيد هارغريفز وهو يعطيها بعض النصائح تعطيه اياها ، او معلومات غريبة لم تنتبه لها 0

-افعلى الامر نفسه اليوم . ولكن لا تبقى فى المنزل طوال الوقت . اريدك ان تاخذى بعض الهواء الطلق ، والا ستبدين شاحبة عند عودتك . وسيتساءلون عما فعلت بك . اذهبى الى الحديقة 0

-كما تريد . ستعود الليلة باكرا كما اعتقد 0

-سارة ....

والتقط خصلة من شعرها ، ثم تحركت يداه الى كتفيها وقربها منه ، وعانقها بلطف دون اثارة ، وتمتم شيئا لم تفهمه 0

-هل قلت شيئا يا مارك 0

-لا تكونى فضولية ، سارة شاو ، ربما من الافضل ان لا تعرفى ، ليس بعد 0

لم تستطع التكلم الا بصعوبة ، وراسها يدور ، واطرافها ابتلت بالعرق . وبالكاد تستطيع التفكير بصفاء 0

-لقد كنت ترفضنى باستمرار يا مارك وانت تعرف ذلك 0

-انا لا ارفضك الان ، بل اريد امتلاكك كلك ، كل جزء فيك حتى تفكيرك غير المنطقى 0

dede77 09-04-11 05:01 PM

وشعرت سارة بالرعب وهى تستمع اليه ، وخرجت الدموع من عينيها تتدحرج على وجنتيها واحس بدموعها . واصبح لونه شاحبا ونظرته مصممة . وقال بعجل : سارة يجب ان نتحدث ، انت وانا ، لاتستطيع الاستمرار هكذا .... كل ما كان ينوى قوله قاطعه دقة على الباب 0

-اوه ، يا الهى ، مدبرة منزلى العزيزة ! وما كنت ساقوله لا يحتمل المقاطعة 0

-مارك ، ارجوك ....

-لا تهتمى يا حبيبتى ، ساراك الليلة ، وحتى ذلك الوقت انتظرينى اتعدين ؟

-نعم يا مارك 0
منتديات ليلاس
كان هناك نغم قديم ، سمعته سارة يعزف فى الفندق . وكانت تدمدم به بينما كانت تغتسل ومن ثم ترتدى ثيابها ، وهى تحاول نسيان الخجل من تصرفها ، كمحاولة تجاهل نور الصباح . ونزلت الى القاعة ، وكان مارك قد ذهب ، وبينما كانت تتناول طعام الافطار كانت السيدة اوليفر تدخل وتخرج من غرفة الطعام لتستجيب لكل حاجاتها . وشعرت بانها ترغب فى الاصرار على انها تقدر على تدبير امورها دون هذه الدرجة من الاهتمام ، ولكنها لا تعتقد ان السيدة اوليفر ستوافق . ومع ذلك حملت اطباقها الى المطبخ وغسلتها بنفسها متجاهلة احتجاج السيدة اوليفر 0

-ليس لدى ما افعله ، واذا اتصل السيد هارغريفز استطيع سماع رنين الهاتف من هنا 0

dede77 09-04-11 05:03 PM

وهزت السيدة اوليفر راسها موافقة ، وابتسمت وبدات بالحديث وكان حديثها يدور حول الطقس ولكن سارة عرفت انه خطوة اولى فى الواجهة الصحيحة . وعندما قالت السيدة اوليفر ان مارك لن ياتى لتناول الغداء لم تقل انها تعلم . بل قالت لها ان لا تزعج نفسها بتحضير الغداء لها لانها ستتناول بعض السندويشات فى الحديقة . عندها عرضت السيدة اوليفر ان تحضر لها السندويشات فى الحديقة بنفسها ورغم تمتعها بالتمشى فى الحديقة وبالغداء اللذيذ الذى احضرته معها ، فقد مضى النهار . ولم يكن هناك ازمات فى مكتب كوفنتيرى ، ولم يتصل جون سوى مرة واحدة ، والسيدة اوليفر كانت فى الخارج طوال بعد الظهر . وكان المنزل هادئا . ولدهشتها اتصل مارك فى وقت متاخر من بعد الظهر ولكن ليقول انه لن يعود قبل السابعة املا ان لا تمانع 0

-بالطبع لا .

-هل انت على ما يرام يا سارة ؟

-نعم نعم بالطبع 0

ولكن صوتها كان مرتعشا بشكل غير عادى ، وعلمت ذلك وتمنت لو انها حاولت اكثر ان تسيطر على نفسها . وبسرعة وقبل ان يبدا بطرح الاسئلة قالت ؟ كنت فى الحديقة ، ولم التقط انفاسى بعد 0

-احب ان ازيل انفاسك تماما ، تقريبا 0

dede77 09-04-11 05:05 PM

-يجب ان توقف المخابرة الان ، فربما كان جون ينتظر 0

-اذا يجب على ان العب الدور اثانى لرجل اخر !

-الى اللقاء يا مارك 0

وارتجفت اصابعها وهى تضع السماعة مكانها والقت نفسها على كرسى قريب . بدا مارك وكانه يسترضيها ، وستكون غبية لو اعتقدت انه وبدرجة ما ليس متعلقا بها ، ولكن الى اى مدى يمكنها الوثوق من مشاعره ؟ وتذكرت الالم الذى عانته ، وارتجفت ، وهى تشك فى انها قادرة على مواجهته مرة اخرى . ربما يرغب فى علاقة عابرة فقط ، ولكنها لا تعتقد انها الشخص المناسب لهذه العلاقة . انها تحبه كثيرا ، ولكن حبه بهذه الدرجة لا يجعلها تثق به ! بطريقة ما يجب ان تبقيه بعيدا عنها وفى متناول اليد ، مع انها لا تعلم كيف تدير هذا الامر 0

كانت الساعة السابعة عندما وصل مارك . وسمعت سارة صوت مفتاحه فى الباب وجلست تنتظر ، غير راغبة فى ان تركض لتستقبله . ودخل راسا الى غرفة الجلوس . وشاهدها تجلس ببلوزتها الزرقاء الحريرية التى تليق بالعمل ، فصاح بسخرية : بحق السماء ، لم كل هذا الاستعداد ؟

dede77 09-04-11 05:07 PM

وعندما لم ترد قال بصوت ناعم ورقيق : اذا انت لا تزالين خائفة من ان تثقى بى ؟ هذا نوع من التسلح ضد اى محاولة لاغوائك . حسنا لا استطيع القول اننى لم احاول 0

واصبح غضبه اسوا مما كانت تتوقع ، وخاصة لانها لم تقدر على اجبار نفسها بالتصرف بشكل طبيعى وقالت : لقد قلت اننا سنبقى هنا ، ولم اعتقد انك تريدنى ان اكون مرتدية ثيابا جميلة 0

-احب ان ارى النساء وهن يبدين انوثتهن فى المساء . وانت تعرفين ذلك ، على ما اعتقد انسة شاو ؟
منتديات ليلاس
وبسرعة حل مكان الخوف ، الغضب حينما كان ينظر اليها ، وادركت من قسمات وجهه ، ان يومه كان متعبا ، ولكن هذا بالطبع لا يعطيه الحق لاهانتها ! وما زاد الامر سوءا لها انها تعلم بانه على حق ! ومع ذلك فليس من الحمكمة قول هذا له . وقالت له بترو قدر المستطاع : ليس معى سوى ما ارتدينه ليلة امس ، واعتقدت انه كثير لمثل هذه المناسبة 0

-اية مناسبة ؟

-انت تعرف ما اعنى 0

-لست متاكدا ، ماذا عن ثياب السفر الجميلة التى كنت ترتدينها عندما اتينا الى هنا ؟ اذا كنت لا تحبين فكرة ارتداء الثياب الجميلة لاجلى ، فذلك الثوب ليس سيئا 0

-انا اسفة 0

dede77 09-04-11 05:09 PM

-اعتذارك قد يكون فاتنا لو لم يكن من الواضح انه على مضض 0

-اظن .... اظن ان السيدة اوليفر ستنتهى من تحضير العشاء قريبا 0

-تبدعين وكانك مضيفة فى مؤسسة ! كما اننى اعرف تماما اوقات الوجبات فى منزلى !

-انا اسفة 0

قالتها ثانية وهى تشعر بشكل رهيب بانها ترغب فى الانزواء فى احدى الزوايا وتخبئ راسها . كل هذه السنوات الثلاثة وهى تكافح للتخلص من رغباتها الدنيوية ذهبت هدرا . شعرت بانها اكثر سذاجة عما كانت يوم ان عرفت مارك . وكرهت نفسها وهو يحدق بها ببرود . وتساءلت لماذا يجب ان يتشاجرا بهذه المرارة . وماذا حدث منذ هذا الصباح ؟ ام ان هذه الغلطة منها ؟ لو انها تحضرت لترضى ذوق مارك ، ولولا غبائها وعنادها لكانت ستنجح بابعد ما كانت تحلم به فى اكثر احلامها جنونا 0

-لا ادرى لماذا افتعل المشاكل حول هذا الامر . لدى اكثر مما يكفى من عمل يبقينى مشغولا فى غرفة مكتبى باقى هذا المساء . ولست بحاجة حتى ان انظر اليك بالمرة !

-مارك ....

وبهذه اللحظة دق جرس الباب ، وكانما سر لخلاصه ، ذهب مارك لرؤية الطارق بنفسه وسمعت سارة صوتا انوثيا ناعما 0

-حبيبى ! حالما تسلمت رسالتك اتيت فورا !

dede77 09-04-11 05:12 PM

ولم تلتقط سارة رد مارك ، واسرع لاقفال الباب بينهما . واخذت تفكر بكابة ، لم يكن عليه ان يزعج نفسه ، فقد فهمت الان سبب تصرفه منذ ان دخل . من الواضح ، المؤلم ، انه ندم على الذى حدث هذا الصباح فى غرفة نزمها ، وكان يحضر لخداعها قبل ان تصل هذه المرأة ، كائنا من تكون . وبقيت سارة متجمدة حيث كانت ، الى ان قدمت السيدة اوليفر لتعلمها ان العشاء جاهز 0

ودون ان تعرف تماما ماذا تتوقع ، دخلت لتجد مارك يتناول الشراب مع غريبة فى القاعة . وحدقت عينا سارة الذاهلتين بجمال هذه المرأة . وبزينتها الكاملة ، وعطرها الغالى الثمن . وحاولت ان تبتسم ولكنها فشلت . واتاها صوت مارك بنغمة ناعمة تبعث على الضجر 0

-آه .... دولريس ، ها قد اتت سكرتيرتى ، الانسة شاو كانت تساعدنى فى حالة طارئة 0
منتديات ليلاس
اذا هذه هى دولريس جوريز ، المرأة التى كان يقابلها كثيرا فى كوفنترى ، ومدت سارة يدها ، فتجاهلتها الانسة جوريز وهزت راسها فقط . وارتدت يد سارة بعصبية الى جنبها . من الواضح ان الانسة جوريز قد قررت ان السكرتيرات الصغيرات الخنوعات لسن بحاجة لاكثر من تعارف قصير 0

-اذا كنت مستعدة دولريس ، نستطيع الدخول الان ، وستنضم الينا سارة 0

dede77 09-04-11 05:14 PM

وبدت دولريس مندهشة ، ومن الواضح انها منعت نفسها من اقتراح ان تتناول سارة العشاء مع الخدم فى المطبخ . ولان مارك امسك لسارة الكرسى لتجلس قبل ان يجلس هو ، بدت انها لم تكن مسرورة ، لم تعر سارة التفاتا كل فترة تناول الطعام . هذا عدا الاستغراب الذى ابدته عندما شارك مارك متعمدا سارة فى حديثهما ، ومع ذلك فقد لاحظت سارة ان دولريس جذابة جدا وليست باردة كما بدت فى بادئ الامر . وكان واضحا انها مغرمة بمارك . اثناء الحديث اشارت دولريس بلكنتها الانكليزية الى سارة بان من المزعج ان تضطر الى العمل فى مكان مثل كوفنترى عندما يكون مكانها الصالح فى لندن . ونظر اليها مارك قائلا : لا يجب ان تتذمرى من كوفنترى يا دولريس ، انها بلد الانسة شاو 0

-اوه .... يا فتاتى المسكينة ! ما كنت ارى ما سافعل هناك دون مارك 0

ولم تقل سارة شيئا بل نظرت الى طبق الحلوى امامها . كانت قد شعرت بالانزعاج عندما تجاهلتها دولريس ، ولكنها الان تصلى لتفعل هذا ثانية ! ولكن دولريس لم تفعل ، اذ بدت انها تتمتع بارتباك سارة 0

-كيف تحبين العمل مع مارك انسة شاو ؟ هل يستاسد عليك ؟

-اوه .... لا .... حسنا ....

وقاطعها مارك فورا : الانسة شاو فى الحقيقة لا تتمتع بالعمل معى بالمرة ، اعتقد انها تشك فى اننى انهمك فى المغازلات قليلا 0

-ولكنك مغازل فاتن . لو كنت اكبر سنا بقليل انسة شاو سيعجبك كثيرا ان يكون السيد فينويك رجلا مغازلا رائعا !

dede77 09-04-11 05:17 PM

وجلست سارة وهى تتالم داخليا ، وتصبح اكثر غضبا فى الوقت نفسه ! كيف يستطيع مارك ان يجلس هكذا ويتسلى ؟ اهذا ما عناه بانه يحب ان تكون النساء اثويات ؟ ها هو يجلس الان يحدق بها ، وكانها شخص يكرهه . كم كانت محقة بعدم الثقة به !واحست سارة انها لن تجد صعوبة بعد الان بعدم الثقة به 0

عندما انتهت وجبة الطعام غير المريحة هذه اعلن مارك انه سيخرج مع دولريس لتعيد تزيين نفسها تحدث مارك لسارة قائلا : اشك فى اننى ساراك قبل ان تعودى الى كوفنترى سارسل شخصل ليعيدك الى هناك غدا . ولن اعود انا قبل الاسبوع القادم 0

-اعتقد ان هذا بسبب الانسة جوريز . فانت تريد غرفتى ؟

-ايتها الغبية الصغيرة ! لن نتناقش بامر الانسة جوريز الان ، لو سمحت 0

-انت لا ترغب مناقشة امر النساء الاخريات ابدا اليس كذلك ؟

-سارة .... احذرك !

-اسفة يا مارك ، ولكن اذا عدت الى كوفنترى فماذا بشان السيد هارغريفز ؟

-اعتقد ان بمقدوره تدبير الامور 0

وتركها دون مبالاة بعد ان نادته دولريس من القاعة ، وقبل ان يخرج مباشرة استدار وحدق فى وجه سارة المتالم . وبدا وكانه سيقول شيئا ، شيئا شعر بانه ضرورى ، ثم وكانما غير رايه فجاة استدار وخرج واقفل الباب وراءه بسرعة 0


*****

انتهى الفصل التاسع 0

dede77 09-04-11 05:19 PM

الفصل العاشر والاخير 0


** لا تعرف كم احبك **


قررت سارة ان تعود الى كوفنترى فى الصباح التالى . فةى الواقع تستحق عطلة طويلة ، وقررت ان تاخذها . كان اليوم الجمعة ، وكانت تشك كثيرا فى ان يعود مارك قبل الاسبوع القادم . وخاصة ان السيد هارغريفز ناجح بعمله . ولن يكون امامها كثيرا لتفعله لذا ستتصل بجون وتخبره ما تنوى ان تفعله . ولن تتصل بمارك اذ سيبدو الامر وكانها تستاذنه . وهذا ما ترفضه 0
منتديات ليلاس
وبما انها كانت وضبت ثيابها فى الليلة السابقة لم يكن امامها كثيرا ما تفعل . والاشياء القليلة التى بقى لها ان تضعها فى الحقيبة دفعتها دفعا دون ترتيب ، وهى تعلم انها ستندم على هذا عندما تجد مكانا تقيم فيه . لم يعد يهمها شئ بعد الان ، ولكنها تامل هذه المرة ان تكون قد تعلمت دروسها ، وان تكون قادرة على نسيان مارك 0

فى الطابق السفلى وجدت الفطور جاهزا ورائحة القهوة تعبق فى الهواء . وترددت سارة ، فقد كانت متشوقة للذهاب قبل ان يصل احد لياخذها ، ولكنها لا ترغب فى اغضاب السيدة اوليفر التى كانت لطيفة جدا معها . وجلست الى المائدة على مضض ، واخذت تحتسى كوب من عصير الليمون . وحاولت تناول بعض الطعام الا انها لم تستطع ابتلاع اكثر من لقمة واحدة ، والتفتت الى السيدة اوليفر قائلة ، وهى تضغط يداها بشدة على فنجان القهوة 0

dede77 09-04-11 05:20 PM

-شكرا سيدة اوليفر ، ارجو ان تبلغى الرجل الذى سياتى لاصطحابى اننى لن احتاج اليه . لقد قررت عدم العودة الى كوفنترى اليوم 0

-ولكن السيد فينويك لم يذكر هذا !

-لم اشاهده هذا الصباح لاقول له 0

-لو انك استيقظت ابكر بخمس دقائق لشاهدتيه 0

-لقد توقعت ان يكون تعبا بعد قضائه السهرة مع الانسة جوريز . هل تقيم هنا ؟

-لا انها لا تقيم هنا ، ولكنها ذكرت قبل ان تخرج امس مع مارك انها قد تفعل 0

ابتلعت سارة ما تبقى من قهوتها ووقفت ، وهزت يد السيدة اوليفر ، مودعة شاكرة لها لطفها معها 0

واستدعت سارة سيارة تاكسى ، اقلتها الى مسافة بعيدة عن المنزل ، ثم اتصلت بصديقتها غوين . وارتاحت عندما ردت غوين وبدت مغتبطة لان سارة هى التى اتصلت ، وبعد التحيات والسؤالات المعهودة ، ذكرت لها سارة انها ستقضى عطلة نهاية الاسبوع فى لندتن ، وسارعت غوين تعرض عليها ان تستضيفها ، ويبدو انها بعد ذهاب سارة تزوجت من ضابط بحرى ، وانه الان فى الخدمة 0

-لقد استطعنا لتونا الحصول على شقة فخمة يا حبيبتى ، ولكنها تحتاج لبعض الترتيب ، وسابدا هذا الاسبوع ، وهكذا تستطيعين مساعدتى 0

dede77 09-04-11 05:22 PM

شقة غوين كانت اساسا فى حالة جيدة .وموقعها جميل ولكن من الواضح ان هناك الكثير من الديكورات الداخلية بحاجة للاصلاح . صباح السبت اختارتا ورق الجدران والدهانات ، وعملتا معا طوال نهاية الاسبوع ، وشعرت سارة انها غير قادرة على ترك غوين لوحدها وامامها الكثير لاتمامه . واستمرت سارة بالدهان بينما ذهبت غوين الى المكتب فى بداية الاسبوع . يوم الاربعاء قالت لها سارة انها يجب ان تعود الى كوفنترى صباح اليوم التالى 0
منتديات ليلاس
-لم الاحظ ان الكثير من الاسبوع قد مضى . واذا لم اذهب الان لن يكون لدى وظيفة اعود اليها 0

-وهل يهمك هذا كثيرا ؟

-ربما لا 0

-لانزال لا نفهم لماذا ذهب م . ف الى كوفنترى ، لا يزال الامر غامضا 0

-ما عدا انه سيتزوج 0

-يتزوج ؟ اوه .... حسنا اعتقد انك على صواب ، فالانسة غريغ مقتنعة ان هناك امرا . ولكن ان كان يلاحق الليدى غوديفا فهو لم يلتقطها بعد . من تعمل سكرتيرة له فى كوفنترى ؟

-انا 0

-انت ! لم اكن لاحزر هذا بنفسى ! انتظرى حتى اعود الى المكتب !

-ارجوك غوين . افضل ان لا تقولى شيئا . اتعلمين ، كنت سكرتيرة الرجل الذى يملك المؤسسة قبل شركة استرو ، وانا باقية هناك لاسابيع قليلة فقط حتى يركز السيد فينويك عمله هناك 0

-آه فهمت ....

dede77 09-04-11 05:24 PM

وتمكنت سارة من ادارة دفة الحديث بسؤالها عن زوجها ، ولحسن الحظ استحوذ الحديث عنه كل وقت غوين قبل اى شئ اخر !

فى الصباح التالى وصلت سارة الى كونفنترى وذهبت راسا الى المكتب اذ انها لم تجد الوقت الكافى للعودة الى الفندق وتغيير ملابسها . الرسائل على مكتبها لم تتجاوز بريد يوم واحد وهذا يعنى ان سكرتيرة السيد هارغريفز كانت مشغولة جدا . كانت الساعة التاسعة ، وكان كل شئ منظما وما خلا بعض التحيات من بعض الموظفين بدا وكان احدا لم يلاحظ ان سارة كانت غائبة ، ولا انها عادت 0

مكتبها كان مهجورا ، كذلك مكتب مارك ، وذهبت الى غرفة ايداع المعاطف واستردت معطفها لتلبسه ، وعندما عادت الى المكتب وقفت امام طاولتها وتثاءبت ، ولكن لم يكن ذلك فى وقته ! فقد فتح باب المكتب الداخلى ليكشف عن مارك . كيف دخل الى هنا ؟ وعندما استطاعت التقاط انفاسها تمتمت : كيف .... اعنى متى اتيت ؟

-حوالى الوقت العادىة . هل اتجرا واسال اذا كنت قد اتيت لتبقى ام فى زيارة ؟

الامر اذا اسوا مما توقعت ! وسحبت سارة نفسا طويلا . لن تعتذر ليس له ! لم تستطع ان تفهم تماما كيف ترتجف وتفقد النطق تحت وطأة نظراته القاسية . وبسرعة حاولت ان تتماسك 0

dede77 09-04-11 05:26 PM

-لا حاجة لان تتذمر هكذا ، اننى استحق تماما الايام التى تغيبت فيها . انا ....

وتقدم نحوها وكانما فجاة قد فقد اعصابه ، وامسكها بخشونة ، واسودت عيناه بغضب حتى انها انكمشت بفزع ، وهى متاكدة انه سيصفعها . واشتدت قبضته عليها تؤلمها 0

-للمرة الاولى فى حياتى ، يغرينى ان اسبب لامرأة ضررا جسديا ! ولكن هذا لن يكون الرد 0

وازاح يديه عن كتفيها وابتعد ، وكانما شعر بضرورة ان يكون هناك مسافة بينهما . وعندما استدار كان قد سيطر على نفسه ثانية ، ولكن غضبه لم يزل تماما 0

-لم تتساءلى ابدا كيف لى ان اتدبر امرى دون سكرتيرة بينما انت تتجولين فى لندن ؟ ورجعت وكانك تنامين فى الحديقة . مما يبدو عليك من ارهاق اقول بانك كنت تنامين فعلا فى الحدائق العامة ومع رفقة 0

كانت سارة ترتجف كثيرا حتى انها لم تقدر ان تتوقف 0

-ما من شك انك والانسة جوريز تعرفان طرقا متمدنة اخرى تلتقيان بها . اوه .... اعلم ذلك . انا لا اريد ان اذكرها ، ولكن هل هناك سبب يمنعنى من التمتع ؟ ها انت بالتاكيد تمتع نفسك كثيرا ؟

dede77 09-04-11 05:28 PM

-لقد كنت قلقا عليك لا على الانسة جوريز . لم اكن اعرف اين انت ، وما كنت تفعلين 0
منتديات ليلاس
وتطلعت به سارة بذهول . بالتاكيد ، ليس بحاجة لان يدعى بانه كان قلقا عليها . او ربما لانه يعتبر نفسه ببساطة مسؤولا عن موظفيه ، وخاصة عندما يؤثر الامر على راحته الخاصة ، ووجدت نفسها تعترف : كنت اساعد غوين .... تعرلفها ، من المحاسبة ، كانت صديقتى ، لقد تزوجت وكنت اساعدها على ترتيب شقتها . زوجها فى البحرية ، وترغب فى تحضير الشقة قبل ان يعود 0

-فهمت .... لو انك بقيت هناك لوقت اطول لعدت منهوكة ، لا اريدك ان تفعلى مثل هذا الشئ مرة ثانية . متى وصلت ؟

-هذا الصباح 0

-حسنا انسة شاو ، يحسن بك ان تبدئى عملك فورا ، فامامنا ما يكفى من العمل 0

خلال النهار وجدت من الصعوبة ان تركز على اى شئ ، لم تكن مندهشة عندما تذمر مارك عدة مرات من بعض الاخطاء ، وقال معلقا : الامر واضح .... فعطلتك لم تفدك بشئ . وبما ان الساعة اصبحت اكثر من الخامسة اقترح ان تذهبى باكرا وتحاولى استرداد عافيتك على كل الاحوال لم اعد احتمل رؤيتك بهذه البلوزة المجعدة . ولمرة واحدة حاولى ان تفعلى ما اقوله لك . انسة شاو ، دون جدال !

dede77 09-04-11 05:29 PM

وابتهجت سارة كثيرا عندما عادت الى الفندق لتجد ان عمها وزوجته قد عادا من عطلتهما القصيرة ، وامضت نصف ساعة تتحدث معهما . ثم صعدت الى غرفتها . وهناك كانت سعيدة لانها تتخلص من ثيابها المتجعدة ، وان تلتف بدثار خفيف ، قبل الحمام . ومن سوء الحظ انها عندما حاولت ان ترتاح قليلا على فراشها غطت فى النوم . كانت الساعة قد بلغت السابعة تقريبا عندما استفاقت لسماعها كلود يدق بابها 0

-هل انت هنا يا سارة ؟ هل هناك شئ ؟

وقفزت سارة عن السرير باضطراب وهى لا تزال تقف نائمة ، واسرعت الى الباب لتفتحه ، ووجدت كلود يتطلع اليها بانزعاج 0

-اوه .... يا الهى ! كم الساعة الان ؟

-قريب السابعة ، حبى . لقد اكتشفت لتوى انك لم تظهرى وهذا ليس من عادتك فاعتقدت انك مريضة ، او ربما اصبت بحادث ؟ باب ارسلنى هنا باقصى سرعة 0

-اوه .... انا اسفة كلود ، لم اقصد ان اغط فى النوم ، ولكننى امضيت اسبوعا مزعجا جدا 0

ولم تشعر بنفسها الا وقد انفجرت بالبكاء . واسرع كلود الى قربها فورا وهو يمسكها بين ذراعيه 0

dede77 09-04-11 05:32 PM

-سارة ! ما الامر ؟ ليس هذا من عادتك ، يا صغيرتى ! هيا اخبرى صديقك القديم كلود 0

كلود كان عزيزا عليها ومعتادة عليه ، وتعلقت به سارة ببؤس . وهى تعلم انها لا تقدر ان تقول له كل شئ عما يسبب لها القلق ، ولكن ثقل همومها بدت وكأن من المستحيل ان تبقيها صامتة 0

وبعد فترة قصيرة جدلا لم يستطع كلود الا ان يدرك انها تحب ، على الرغم من انها لم تقل ذلك ، وان حبها من جانب واحد 0

-كفى يا عزيزتى . نادرا ما تكون الامر بالسوء الذى نظنه . اعدك بانك ستكونين سعيدة . لو انك فقط ....

-عذرا ! لا اريد مقاطعتكم 0

واجفلهما صوت مارك فينويك وهو يقف بالباب ، وافلتت سارة من بين ذراعى كلود ، غير ملاحظة الدموع التى لا زالت على وجنتيها البيضاوين . مارك هنا ، وينظر اليها وكأنها غريبة ! وجففت دموعها ، وتملكتها رغبة فى الانفجار بقهقهة هستيرية .
منتديات ليلاس
اذا كان راى مارك بها انها وضيعة سيصبح الان رايه اشد . وجالت نظرة كلود من واحد منهما الى الاخر وقال : انا من يجب ان تعذرانى . امامى عمل ، للاسف ، ساراك فيما بعد يا حبيبتى !

dede77 09-04-11 05:33 PM

وخرج كلود ، وتطلع اليها مارك بقسوة . كلمة حبيبتى التى قالها كلود كانت تقف كالشعلة بينهما . وقال ببرود : لم يكن بحاجة الى الذهاب ، ما ساقوله لن يستغرق سوى دقيقة . لقد اتيت فقط لابلغك قرارا اتخذته بعد مغادرتك المكتب . فانا اعفيك من مركزك كسكرتيرة لى ابتداءا من نهاية هذا الاسبوع . هذا ما كنت ترغبين فيه ، كما اعتقد . لقد تدبرت شخصا اخر ليحل مكانك 0

-مارك ....

وتابع مارك وكانه لم يسمعها تتكلم 0

-يبدو ان الامر لم يتم حسب ما خططت . ولكنك ع8لى الاقل ستكونين سعيدة ، وتستطيعين التركيز على مصالحك هنا . واتوقع ان اراك صباحا كالعادة 0

فى الصباح ، شعرت بارتياح لان مارك وصل قبلها ، ولكنه خرج ثانية . ولن يعود الا فى وقت متاخر وترك لها رسالة يطلب منها ان تكون جاهزة لمرافقته فى امر له اهمية . حوالى الثالثة كانت مستعدة كما طلب ، واسرعت بالنزول الى حيث كان مارك ينتظرها فى سيارته . وعندما صعدت السيارة اندهشت لان مارك لم يكن يرافقه سائقه 0

غادرا كوفنترى ، وكالعادة لم تكن سارة متاكدة الى اين يذهبان ولم تحب ان تسال لان مارك بدا بعيدا بافكاره عنها ، بعد عدة اميال ، ولانها لازالت متعبة ، سمحت لافكارها بالاسترسال نحو الماضى ، وفى النهاية استسلمت للنوم . وعندما فتحت عينيها ثانية كانت السيارة تتارجح بهما فى الطريق الوعرة التى تقود الى بيت مارك الريفى . واستوت جالسة ، وحاولت التحدث بطريقة عادية ولكن صوتها خرج وكانه الهمس : لم نحن هنا ؟

-انتظرى وستعرفين !

dede77 09-04-11 05:35 PM

وسحبت سارة نفسا عميقا ، دون ان تنظر اليه . لالزوم لان تتخذ موقفا حول شئ مضى مع الزمن . فقد يكون مارك سيتوقف فقط ليتفحص شيئا او ليحضر شيئا نسيه ، ولن يكون ذلك بالطبع بسبب الذكرى 0

وتوقفت السيارة امام البيت ، وتحرك مستديرا الى الناحية الاخرى وفتح لها الباب الى ان نزلت من السيارة 0

-من الافضل ان تدخلى ، فقد اتاخر 0

واخذ ذراعها دون مبالاة وقادها الى الممر القصير ، وعندما دخلا تركها فجاة واقفل الباب ، وتركها واقفة متوترة فى الردهة واختفى فى غرفة الجلوس 0
منتديات ليلاس
كانت الردهة دافئة بسبب شمس الربيع ، وبينما هى تنتظر بصمت ، تنامى اليها دون اى خطا ، صوت فرقعة الخطب ، هل كان مارك يشعل النار ؟ كم ينوى ان يبقى هنا ؟

وبدات رائحة الخشب المحترق تتسرب من الباب المفتوح ، ولكن بعد بضع دقائق عاد مارك ، ولم تكن سارة قد تحركت 0

-الن تتقدمى اكثر ؟

-افضل ان لا ادخل يا مارك !

وقبل ان تستطيع ايقاف الذعر الذى حاولت ان تسيطر عليه كان قد تغلب عليها . ولم تقدر ان تفعل شيئا ازاء هذا وتصاعد صوتها محموما وعيناها اسودتا بالم ظاهر 0

-ارجوك مارك ! لا اريد ان ابقى هنا ، ارجوك لا تجبرنى !

dede77 09-04-11 05:37 PM

ولفترة طويلة لم يقل شيئا ، وبقيا يحدقان ببعضهما البعض ، وقد شحن الجو بالتوتر بينهما . ثم تقدم نحوها بخطوة واحدة وجذبها بقوة الى ما بين ذراعيه 0

-سارة .... سارة .... يا حبيبتى ، الا تعرفين كم اريدك ؟

وضمها الى صدره وهو يحدق بها 0

-هل تحبينى ؟

-نعم ! نعم يا مارك احبك . انت لا تدرى كم احبك !

وبدات تنشج متنقلة من السعادة الى الدموع 0

-سارة !

وحملها بين ذراعيه الى غرفة الجلوس ، واستمر فى ضمها اليه ، وكانما هى لا تقدر بثمن ليتركها ولو للحظة . وقال لها متمتما : انا اسف لو اننى كنت فظا معك . قد لا تفهمين ، ولكننى لم اكن اعرف ما افعل ، حاولت ان اكون منصفا معك ، لقد كنت صغيرة جدا ، يا حبى 0

-لم اشعر باننى صغيرة هكذا منذ وقت طويل 0

ودفنت راسها فى صدره الدافئ . لم يقل لها بعد انه يحبها ، ولكن بطريقة ما كانت تميل الى الامل ، والانتظار . القوة المنبعثة من ذراعيه كفيلة باقناعها ، ولكن اولا يجب ان تقنعه انها اصبحت كبيرة كفاية لتعرف ما تقرره بنفسها . ففى عينيه لا يزال هناك درجة من الشك 0

-مارك ، حبيبى لم اتيت بى الى هنا اليوم ؟

dede77 09-04-11 05:40 PM

-لاننى مؤمن انه المكان الوحيد حيث لايقاطعنا فيه احد . منذ ان اتيت الى كوفنترى ، بدا من المستحيل ان احصل عليك لنفسى بشكل تام ، دون ان يقف بيننا شئ او شخص ما . لذا قررت ان هذا البيت هو الجواب الوحيد 0

-ولكنك فى الليلة الماضية كنت .... كريها جدا !

-الليلة الماضية شعرت اننى كريه ، يا عزيزتى ، الى ان تحدثت مع عمك رينيه 0

-عمى رينيه ؟

-اجل ، العم رينيه ! ولكن قبل ان نبحث هذا ، اظن اننا يجب ان نعود الى البداية 0

كم كان رائعا العودة الى هنا ، الى ذراعى مارك ، ستقبل بهذا دون اى كلام اخر . ولكنها شعرت ان الامر مهم له ، ومجرد التفكير بالبداية جعل وجهها يشحب ، وجسدها يرتجف 0
منتديات ليلاس
-سارة ، تعلمين ان هذه هى الطريقة الوحيدة ، والا لما اقترحتها ، انا ايضا قد افكر باشياء اخرى ارغب فى فعلها بعد ان نحل كل مشاكلنا ، انوى ان اضمك واعانقك الى ان تتوسلى الى مطالبة الرحمة 0

-مارك فينويك ! ....

-اذكر .... كيف شعرت عندما رايتك اول مرة . منذ ذلك الوقت لم يعد قلبى كما كان 0

-ظننت اننى اثرت غضبك اكثر من اى شئ ؟

-لقد فعلت ذلك يا حبيبتى . اى اننى حاولت الاعتقاد هكذا . ولكننى حتى فى ذلك الوقت كنت غير مستعد ان اتخلى عنك . اتظنين اننى كنت ساسمح لمثل ذلك الوضع ان يتازم من اجل حقيبة صغيرة لو اننى ما كنت منجذبا لك ؟ حاولت اقناع نفسى بانها قضية جرّت الى قضية اخرى ، ولكننى كنت اعى تماما ان هذا غير صحيح 0

dede77 09-04-11 05:43 PM

-عندما اتيت بى الى هنا ، اول مرة 0

-سارة ، لا تعرفين كم عانيت تلك الليلة ، لم اكن اؤمن ان شخصا ما يتمكن ان يكون بهذه البراءة ، لم اكن متحضرا للمشاعر القوية التى اثرتها فى كيانى ، لم اكن مستعدا للاعتراف . تركت نفسى اعتقد انك خدعتينى . ولكنك عندما تركتك امام النزل ، تملكتنى رغبة مجنونة بالعودة اليك واختطافك الى اقرب مكتب زواج مطالبا ان نتنزوج فورا 0

-ولكنك لم تفعل 0

-لا ، وبدلا عن ذلك ، امضيت اسبوعا كالجحيم ، فى الخارج ، واعنى ذلك حقيقة ، وعندما عدت كنت انوى التحدث عن المستقبل بجدية . لقد كنت صغيرة جدا وكنت مليئا بالشكوك ، ولكن فى الوقت نفسه لم استطع التخلى عنك . والحادثة التى وجدتك فيها مع ريتشارد كانت صدمة لى . كنت كشابة ميالة للتنقل من رجل الى رجل 0

-مارك ، انك لم تفكر بى هكذا ، صحيح ؟

-اظن اننى فعلت يومها . ولكن فيما بعد ، عندما انتزعت الحقيقة من ريتشارد ، ادركت مدى خطئى . لقد كان يعلم ان زوجته ستاتى تلك الليلة . وكانا على خلاف منذ مدة ، ولكن سيدته الجديدة لم ترغب فى التورط فى قضية الطلاق ووجد انه من الاسهل ان تقوم فتاة اخرى باثارة شقيقتى ، ولسوء الحظ كنت انت . الافضل ان تنسى الامر يا حبيبتى . لقد بدا لى الامر افضل فى ان اتركك تكبرين وتقابلين رجلا اخر 0

dede77 09-04-11 05:45 PM

-وهكذا قررت التخلى عنى ؟

-اجل ، توصلت الى الاستنتاج بان ليس لدى بديل اخر . فالاستمرار بلقائك دون زواج منك ، سيقود الى شئ واحد ، ولم ارغب فى هذا لك 0

-ولكن بعد ثلاث سنوات يا مارك لماذا تركت الامر يطول ؟ الم يفت الاوان ؟

-ارجو ان لا يكون يا حبيبتى ، اعلم ان الوقت قد طال ، ولكننى كنت اعرف اين انت ، ولو لم اعرف تماما ماذا تفعلين . لقد تعمدت الانتظار لاترك لك فرصة تكوين حياة خاصة بك . وكنت لازلت صغيرة جدا اضافة الى انك لم تحاولى الاتصال بى ؟

-وكيف اتصل بك يا مارك ؟

-كل النساء اللواتى عرفتهن كن يتصلن بى بسهولة 0

-ولكنك عدت اخيرا 0

-اجل ، لم اجرؤ على ان امل ان تكونى انت من ذكرها جورج دنت لى . وعندما اكتشفت ذلك ، ظننت ان معظم مشاكلى قد انتهت ، ولكن لم يكن الامر بهذه السهولة 0
منتديات ليلاس
-كنت خائفة ان اتالم ثانية . كما اننى اعتقدت انك متورط مع الانسة جوريز . عندما لحقت بك الى لندن بناء لطلبك اعتقدت اننى من الافضل ان اموت 0

-سارة يا طفلتى ، اذن هذا ما كان يقلقك ؟ كان على ان اجاريها لان رئيس الشركة كان يفاوض اباها حول بعض الاسهم ، وطلب منى ان لا افعل شيئا يغضب دولريس . فى الواقع لم احبها ابدا ، وهى تعرف هذا 0

dede77 09-04-11 05:47 PM

-لم تكن ابدا مهتما بى ، كان بامكانك اظهار اهتمام اكثر 0

-ربما كنت خائفا ، ولكننى سافعل فى المستقبل . ساكون زوجا غيورا ، يا حبيبتى ، لذا احذرى عندما نتزوج ....

-مارك ، لكنك لم تطلب منى الزواج بعد !

برقت عيناه وهو ينظر الى الذهول فى تعبيرها . ولكن روح المرح غادرت وجهه وتقدم ليضمها الى صدره وقال بصعوبة : لقد احببتك اكثر من الحياة نفسها يا سارة ،ولست وحدك من يشعر بالدوران فى راسه . لقد قلت لعمك اننى اريد الزواج منك ، واتمنى ان توافقين ؟

-اوه ، نعم يا مارك 0

وضمها بقوة اكثر ، وكانه سيحطم جسدها الرقيق ، وهمس : هل اؤلمك ؟

وهزت راسها بالنفى ، ولم تحاول تخليص نفسها ، وشد ذراعاه عليها بقوة اكبر ، حتى سعر انها تستسلم 0

-مارك ، احبك !

-حبيبتى تاخر الوقت بنا كم احب قضاء الليل كله هنا ، ولكنى وقد انتظرت كل تلك السنوات ، اظن اننى قادر على الانتظار بضع ايام اخرى 0

-لو طلبت منى البقاء ، لا اعتقد اننى قادرة على الرفض 0

dede77 09-04-11 05:51 PM

-اعرف ذلك يا حبيبتى ، ولكننى لا اريدك ان تندمى ، ساصنع بعض القهوة ، وسنشربها امام النار قبل ذهابنا 0

-كما تريد 0

-ليس كما اريد يا سارة . ما رايك لو نقضى جزءا من شهر العسل هنا ، اول جزء منه ؟

شعرت ان اى مكان مع مارك سيكون الجنة ، ولكن فى البيت الريفى ستكون جنة خاصة ! ووافقت بفرحة 0

-بعدها ساخذك الى جزيرة اعرفها على شؤاطى اليونان ، حيث الشمس والبحر فقط ، وهذا يكفى ، لاننى لااريدك ان تهتمى باى شئ او باى احد سواى ، ليس قبل شهر او اثنين على الاقل 0

-انت رجل انانى بطبعك 0

-وانوى ان ابقى هكذا ، فيما يتعلق بك ، يا سارتى الجميلة 0

ورنت سارة اليه ، وقد اصبح قلبها فى عينيها ، غير قادرة على مقاومة الاغراء ، وجذبها اليه اكثر . لم تعد تهتم ماذا تفعل او اين تذهب طالما هى بقربه 0

-احبك يا مارك ! لقد احببتك منذ بداية البداية 0
منتديات ليلاس
وبتنهيدة صغيرة تعلقت به واغمضت عيناها واستسلمت للعناق 0


*****

تمت بحمد الله

قراءة ممتعة للجميع 0

اسفة يا بنات للتاخير عليكم . واتمنى انها تنال اعجبكم 0

زهرة منسية 09-04-11 07:06 PM

انا فى انتظار الوقت ده من زمن شكرآ لانك اتمتيها كل يوم بشيك عليها وكلى امل انا الاقيها كملها علشان اقرها تسلم ايديكى

alaa7 09-04-11 11:36 PM

:Welcome Pills4::Welcome Pills4:شكرااااااااااااااااااااااااااااا يا دي دي:55::55::55: وتسلم ايديكي :flowers2:

زهرة منسية 10-04-11 08:00 PM

:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:
واو واو واو واااااااااااااااااااااااااااو روعه روعه روعــــــــــــــــــــــــــه روعه الروعه فعلآ تسساهل انكى تخلينا على نار فى انتظار انك تكمليها الروايه من الروايه اللى من جمالها تجعلنى اعجز عن التنفس والبطله رهيبه فى عفويتها عجبتنى كتي كتير كتير كتــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــــــــر يسلم اايديكى يا قمر وفى انتظار الجديد:liilas::liilase::8_4_134:

ayaegypt 16-04-11 08:00 PM

شكرا ديدي ربنا يخليكي ومستنيين جديدك دايما

dede77 21-04-11 08:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2705542)
انا فى انتظار الوقت ده من زمن شكرآ لانك اتمتيها كل يوم بشيك عليها وكلى امل انا الاقيها كملها علشان اقرها تسلم ايديكى

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2706444)
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:
واو واو واو واااااااااااااااااااااااااااو روعه روعه روعــــــــــــــــــــــــــه روعه الروعه فعلآ تسساهل انكى تخلينا على نار فى انتظار انك تكمليها الروايه من الروايه اللى من جمالها تجعلنى اعجز عن التنفس والبطله رهيبه فى عفويتها عجبتنى كتي كتير كتير كتــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــــــــر يسلم اايديكى يا قمر وفى انتظار الجديد:liilas::liilase::8_4_134:

انا اسفة نونا على التاخير وعلى انتظارك الطويل . تسلمى يا عيونى من كل شر .
انت الاروع حبيبتى انا معجبه بالبطلة ايضا ولكنها فى بعض المواقف كنت اتمنى انها تفهم بسرعة بدلا الالم اللى سببته لنفسها وله هو الاخر . فى انتظار تعليقاتك على الرواية الجديدة ويارب تعجبك 0 لك كل قبلاتى 0
:hR604426: :98yyyy:

dede77 21-04-11 08:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alaa7 (المشاركة 2705837)
:Welcome Pills4::Welcome Pills4:شكرااااااااااااااااااااااااااااا يا دي دي:55::55::55: وتسلم ايديكي :flowers2:

العفو aiaa7 تسلمى حبيبتى من كل شر . شكرا على مرورك الكريم 0

dede77 21-04-11 08:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ayaegypt (المشاركة 2712533)
شكرا ديدي ربنا يخليكي ومستنيين جديدك دايما

العفو اية ربنا يعطيك الصحة . فى انتظار ارائك فى الرواية الجديدة 0

جين استين333 26-04-11 10:35 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة رائعة جدا

جزاكي الله خير


الساعة الآن 09:54 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية