منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   46_صرخة البراري_مارغريت واي _روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t149680.html)

اماريج 10-10-10 09:23 PM

وأسرعت الى الثلاجة تتفقد محتوياتها , وأخرجت قطعة كبيرة من اللحم , أخذت تقطعها شرائح صغيرة
وساد الصمت دقائق قليلة حتى أنتهت كولبي من أعداد الطعام وترتيبه على المائدة :
" دارت".
" نعم يا عزيزتي , هيا أفرغي ما في قلبك".

" لا تسخر مني , أحاول أن أقول لك شيئا , ساعدني".
" لا أريد مساعدتك!".
" أنا أتكلم بجدية الآن , أريدك أن تعرف يا دارت أنني قادرة على الأعتناء بنفسي , لم يكن هناك ضرورة لأرسالي الى هنا وتحميلك مسؤوليتي , أنا أحب كنغارا , أنت تعرف ذلك , لكننني لا أريد مضايقة أحد , لا عائلتك , ولا......".
وأمسك دارت بمعصمها وأخذ يشد عليه بقوة:
" قلت لك يا صغيرتي بأنك جئت الى هنا للبقاء , أنت سجينتنا الآن ".
منتديات ليلاس
" أرجوك يا دارت أنت توجعني".
" آسف".
ترك معصمها ولكنه لم يبعد نظراته المتحدية عنها .
" في هذه الحال أحذرك يا دارت بأنني قد أسبب لك بعض المشاكل".
" أنا أتوقع ذلك يا عزيزتي ,لكنني أعتقد أن لدي القوة الكافية لأسيطر على فتاة صغيرة".

" يا ألهي , تجعل الأمر يبدو وكأنه جولة ملاكمة يا دارت العزيز".
" ربما يدفعك ذلك الى التصرف بنعومة ورقة".
" أشك بأن يحدث هذا , لكنني أعرف الآن على الأقل ما على توقعه".
" أذا كنت تريدين الدخول في تحد , قد يفيدك أن تعرفي أنني أستطيع تحطيمك بيد واحدة ".

" يا لك من رجل جبار!".
وضحكا , فبينهما عادت تلك المداعبات الطفولية , وأحتضن دارت كولبي بحنان قائلا:
" لا أريد أسترجاع الذكريات الأليمة , لكنني سعيد جدا لأن والدك فكر بي قبل وفاته , وتركك في عهدتي , كنغارا حزنت جدا لغيابك عنها , وأشتقنا نحن لضحكاتك ووجودك".

وأبتسمت له كولبي برقة:
" عليك أن تبتسمي غالبا يا صغيرتي ,الرجال يفعلون أي شيء لرؤية أبتسامة كهذه".
" بالنسبة الى رجل يعيش في عالم للرجال فقط أنت فعلا خبير في أطراء النساء".

ونهضت كولبي من مقعدها لتنظف المائدة من الصحون المستعملة وفناجين القهوة بعدما أنتهيا من تناول العشاء , ترنحت فجأة وكادت تقع لولا أن أمسك بها دارت في اللحظة الأخيرة .
" أنت مرهقة يا صغيرتي , عودي الى فراشك , ستنامين كطفلة هذه الليلة".
" تصبح على خير يا دارت , وشكرا لأنك أحتضنتني في كنغارا ".
منتديات ليلاس
" أنت بحاجة لمن يرعاك في هذه الفترة , هيا أذهبي الى فراشك , تصبحين على خير ".
وقبل أن تغلق كولبي باب غرفة الطعام وراءها سمعت دارت يتمتم:
" أهلا بعودتك يا كولبي العزيزة".
وكافأته بأبتسامة رائعة , لم ير دارت بمثل رقتها من قبل.

" شكرا دارت".
وقبل أن تستسلم كولبي للنوم , أحست للمرة الأولى منذ أنتزعها والدها من أحضان كنغارا , بالراحة والأستقرار والأمان , فأستغرقت في نوم عميق بدون أحلام.

نهاية الفصل الثاني

اماريج 11-10-10 04:51 PM

3- أبنة الشمس
**********************
كان الصباح جميلا ومنعشا , والسراب يبدو بعيدا في الأفق , أفاقت كولبي عند أول بصيص ضوء ,مدت يدها وأدارت الساعة نحوها ,كان الوقت قرب الخامسة صباحا , أزاحت الستارة الرقيقة المحيطة بسريرها ونهضت وهي تشعر بحيوية فائقة كان من المستحيل معها البقاء في الفراش.

وضعت رداءها الحريري الأخضر , وتوجهت الى النافذة لتبعد عنها الشبكة الواقية من البعوض , وتمد بصرها الى المساحات الشاسة في الخارج , كان العالم يستحم بضوء ذهبي ناعم , ترطبه نسمات منعشة , كم هو رائع هذا الهواء النقي , تنشقته بعمق مالئة رئتيها بأريجه القوي.
وأطل الصباح بكل أشراقته , وطعمت الشمس الزهور بالذهب , ملقية ظلالا وردية على تلال الرمل المتثائبة .

صقور النهر أخذت تحلق فوق الوادي فاردة أجنحتها لتلمع معدنا فضيا في ضوء الصباح الباكر ,والى الشرق كانت زرقة سلسلة الجبال تمتد طوال الأفق غارقة في السراب , حتى بدت كلوحة رسمتها مخيلة فنان , فأضفت عليها جمالا أبعد من الحقيقة.
أما جو الصحراء فلم يكن يماثله أي جو آخر , الأشياء كلها تنتصب بوضوح خيالي , وقطعان الماشية تبدو على مرمى حجر بينما هي في الواقع على بعد عشرين ميلا.

وبينما كانت كولبي تتأمل روعة الطبيعة الممتدة أمامها أرتفعت الشمس أكر في الجهة الشرقية من السماء , ترافقها ريح رقيقة تصفر بعذوبة بين الأعشاب المعطرة , ناثرة حولها البراعم الذهبية.

لم تشأ كولبي أن تضيع لحظة واحدة من مهرجان الطبيعة التي أستيقظت فرحا بالضوء , فأرتدت سروالا من الجلد , وقميصا حريريا أصفر اللون ,وما هي ألا خمسس دقاق حتى كانت في طريقها الى النهر الذي شهد العديد من مغامرات طفولتها.

أسرعت كولبي الخطى وهي تشعر بنفسها خفيفة لدرجة أحست معها أنها فراشة سعيدة بحريتها , وأخذت تدندن أغنية من أغاني السكان الأصليين تعلمتها في طفولتها في ذلك الوقت من الصباح
كان الهواء لذيذا منعشا لكن لن يلبث أن ينفجر حيوية عند الظهيرة ,ويمارس خدعا بصرية على الأنسان المسكين الذي يخضع لأغرائه.

ولم يمض وقت طويل حتى قطعت كولبي المسافة الى النهر المتعرج بين تظاهرة الزهور الملونة وأشجار الصمغ المحلية
وفجأة سقط أمامها طير مالك الحزين , وكأنه يستنجد بهامن النسر الذي يطارده بوحشية , فصفقت بيديها عاليا , لتخيف الطائر الكاسر الذي أبتعد عن فريسته مسرعا.
منتديات ليلاس
كان العالم الأخضر حولها يضج بالحياة , فتوقفت لحظة لتتأمل الطيور وهي تحلق ضاحكة فوق المستنقع القريب , قبل أن تستحم في المياه الضحلة التي أنعكست عليها الشمس أنوارا متلألئة .
وكانت شفافية محببة من الضياء تتسرب من خلال ستار النباتات الأخضر , لتعانق الأرض المعطرة بالمسك , وأحتضنت الطبيعة كولبي
وأنسابت الظلال الذهبية الى قلبها تدفئه من آخر قشعريرة تركتها سنوات الغربة في نفسها , وغنت الطيور فرحا بعودتها وصارت تثرثر بلا تعب أو كلل , بينما تابع النهر ترنيمه فوق الحصى التي شاركته غناءه سعيدة بيقظة الحياة.

وللمرة الأولى منذ وفاة والدها وضعت كولبي رأسها بين يديها وبكت , الدموع المنهمرة فوق وجنتيها تساقطت بهودء لتغسل بقايا الحزن القابعة في أعماقها
وأحتوتها الأرض النائية لتغلفها بسحرها البدائي وتمسح دموعها , وأحست كولبي أخيرا بالراحة والسلام , كانت الدموع ضرورية .

وفجأة , وبدون سبب معين ,شعرت بأن أحدا ما يراقبها , أنزلت يديها عن وجهها , ومسحت دموعها بسرعة , ومرت دقائق وهي لا تزال في مكانها , وأحساسها يقوى بوجود شخص آخر
وأصغت جيدا للأصوات حولها , منتظرة سماع نبرة غريبة , ولمحت النباتات على حافة النهر تتحرك , وتناهى اليها لحن قديم بعمر الأحلام
رفعت كولبي رأسها ببطء على جذع شجرة كبيرة قرب أحد تعرجات النهر , جلس صبي صغير يلعب على آلة موسيقية بدائية , أنه رمز رائع لا يتخطاه الزمن.

اماريج 11-10-10 04:52 PM

وتصاعدت الأغنية لحنا شجيا بدون كلمات , فرافقتها كولبي بصوت خفيض بدأ يعلو تدريجيا ليصدح بأغنية وطنية كانت غالبا ما ترددها وهي طفلة .
وعلى مهل أقترب الصغير منها , ووقف الى جانبها بدون أن يتوقف عن العزف , وألتفتت اليه , كان في السابعة من عمره تقريبا , خصلات شعره الأسود تلتف حلقات غزيرة على رأسه وتنحدر بفوضوية على جبينه , عيناه الداكنتان الواسعتان تذوبان رقةةةةةةة ككل أبناء جنسه ,وكان صدره العاري يلمع ببريق نحاسي , فوق سروال كاكي اللون , من النوع الذي يرتديه عمال المزرعة

وتوقفت الموسيقى فرحبت كولبي بالعازف الصغير:
" أهلا بك يا أستراليا الصغيرة".
ولم يفهم الطفل قصدها , فتابعت ضاحكة:
" هل أنت آت من المزرعة؟".
أجابتها عيناه المعبرتان حتى قبل أن يتفوه بكلمة واحدة :
" نعم يا آنسة , أنا الساعد الأيمن للسيد الكبير ".
" حقا؟".

سألت كولبي بأهتمام , فلم يبد عليه أي أنزعاج من نبرتها المداعبة:
" نعم , أسمي بوكا , وأنا ساعد السيد دارت الأيمن".
وأبتسمت كولبي لهذا الكائن الصغير , الذي تحمل طفولته النحاسية كل قدم القارة الأسترالية
ولمعت عيناها الخضراوان فرحا باللقاء:
" كم عمرك يا بوكا , سبعة ... ثمانية أعوام؟".
منتديات ليلاس
" أكثر من ذلك يا آنسة ".
وفتح ذراعين ليدل بحركة طفولية عن حقيقة عمره , وعندما أطمأن أخيرا الى كولبي جلس قربها على الصخرة فأبتعدت لتفسح له مجالا أكبر.
" االمكان رائع هنا , أليس كذلك يا بوكا؟".

هز رأسه أيجابا , وتسلل شعاع الشمس بينهما , وركض الى النهر ليحوله الى شريط متعرج من الذهب , فوقهما كانت الطيور تثرثر بصوت عال , وكأن لديها الكثير من الأخبار تود أن ترويها قبل حلول الظلام.

" بوكا , هل تعرف ما هو أسم تلك الأسماك؟".
ودلت على الأسماك الشفافة اللون التي كانت تسبح بين حصى النهر :
" هس ! لا تتكلمي!".
رفع يده محذرا:
" سأنادي أحداها لتصعد الى السطح".

وأنحنى على النهر , فتقلصت عضلاته , تحت بشرته الحريرية , وبطرف أصبعه الصغير صار يرسم دوائر تصغر حلقتها تدريجيا ,وفجأة صعدت سمكة الى السطح بحركة صغيرة سريعة
وكأنها متلهفة لمعرفة ما يريده الصبي الصغير منها:
" هذا رائع يا بوكا , كيف فعلت ذلك؟".

ورفعت قبعتها لتنظر اليه مليا , وألتفت بوكا ليبتسم لها , فأتسعت عيناه فجأة وكأنه رأى شيئا مخيفا , ووقف في مكانه جامدا للحظات , قبل أن يفر هاربا .
المفاجأة سمرت كولبي في مكانها
فلم تنطق بكلمة واحدة لتوقف بوكا الذي كان يصرخ :
" أنها لعنة الشمس".

لم تعرف ما أخافه لهذه الدرجة , ولم تجد أي تفسير معقول لتصرفه فللمواطنين الأصليين الكثير من التقاليد الغريبة ,وهم يؤمنون بأن الطبيعة تلعن من يجرؤ على تحديها , وشعرت كولبي بالأعشاب ترتجف قرب قدميها
فأخفضت بصرها لترى سلحفاة كبيرة تتنزه في أتجاه ضفة النهر وظهرها يلمع بألف لون ولون , وأحتوت الطبيعة كولبي مجددا في أحضانها , فنسيت بوكا وقصتها معه.

اماريج 11-10-10 04:53 PM

كانت الساعة تجاوزت السابعة عندما شرعت كولبي بالعودة الى المنزل , وعلى بعد أمتار من البيت الكبير رأت فارسا مقبلا نحوهال كان دارت.
حتى وهو منتصب على صهوة جواده , كانت تنبع مه قوة قيادية , يشعر بها العامل معه عن بعد ويطيعها.
وقفت كولبي في مكانها تتأمل الفارس والحيوان , الجواد يبدو رائعا , أسود اللون
حريري البريق , ذيله ورأسه يلمعان بلون الفضة , أما الرقبة فطويلة ومعتدة , والقوائم رقيقة وقوية , والكتفان صلبتان كل ما فيه ينم عن أصالة مميزة.

توقف دارت قربها , وبدون أن يتفوه بكلمة أنحنى برشاقة ليلتقطها بين ذراعيه ويضعها امامه , وهمس لها ضاحكا:
" عدت الى ألاعيبك القديمة , أليس كذلك يا أبنة العم؟".
" أتعني تسللي المبكر خارج المنزل؟".

" نعم , كنت أبحث عنك , لاحظت أنك تركت نافذتك مفتوحة ألا تستعملين الدرج أبدا ؟ سيكون لي حديث قصير معك يا عزيزتي , بعد الأفطار , علي أن أحد من بعض أساليب لهوك يا صغيرتي".
" لا يا عزيزي , ليس الآن , كنت بدأت أستمتع بوقتي".

ضحك ولم يعلق بشيء , أخذ يربت على ظهر الجواد ليشجعه على صعود التلة الصغيرة .
" كم هو جميل هذا الجواد يا دارت".
وأخذت تربت على رقبته البراقة:
" طبعا هو رائع , هذا جواد أصيل , ومن سلالة أصيلة".

" أعرف أنك كنت دائما تحب كل ما له شخصية مميزة ومستقلة يصعب السيطرة عليها ".
وصهل الجواد معتدا بنفسه , وكأنه يتابع الحديث الدائر بينهما , وضحك دارت مبعثرا بأنفاسه خصلة رقيقة من شعرها تطايرت قرب أنفه.
" ولذا أحب أبنة عمي الصغيرة كولبي".

ورفعت كولبي رأسها لتتأمل وجهه الأسمر الجذاب , قبعته العريضة كانت تضفي تلألأ داكنة على عينيه الواسعتين
وتبرز شبح أبتسامة أخذت تتلاعب على زاوية فمه المرسوم بدقة.
" أنت وسيم جدا يا دارت".
منتديات ليلاس
قالتها ببراءة يناقضها بريق الشقاوة في عينيها , وأتسعت أبتسامته :
علق قائلا:
" لا تظني بأنك تستطيعين التوصل الى مبتغاك عن طريق المدح".
" كنت أعرف أنني لا بد وأن أجد الطريقة المثلى للتعامل معك ".

وكادت تسمع الأبتسامة في صوته عندما علق قائلا:
" كنت أعتقد أن العكس هو الصحيح".
وشد اللجام بين يديه , فأسرع الجواد يشق طريقه بثقة بين تلال الرمل :
" لا بد أن روشيل تراك شديد الجاذبية ".
" نعم, لكن هذا الأمر لا يعني الفتيات الصغيرات".

" حسنا , لن أتكلم في هذا الموضوع بعد الآن".
وعادت لتغرق في جمال الصباح , وجسمها يتأرجح مع أختلاجات الجواد الذي كان يسابق الريح , وأنتهى الحلم بوصولهما الى البيت الكبير , ربط دارت الحصان في الأسطبل , وألتفت ليساعد كولبي على النزول.

" أما أنك أزددت وزنا , أو أنني أصبحت أكثر ضعفا".
وتألقت عينا كولبي تأثرا:
" حقا كانت نزهة ممتعة".
نظر اليها دارت بحنان:
" لم تتغيري يا أبنة عمي العزيزة , ما زلت كما الأمس".

اماريج 11-10-10 04:54 PM

" بأنفعالاتي ربما , لكنني لم أعد طفلة يا دارت , أصبحت شابة ناضجة ".
" لا يزال أمامك بعد طريق طويل للنضج".
وأنزعجت كولبي من الكلمات , لكنها تذكرت فجأة بوكا وتصرفه الغريب , كان دارت قد أنصرف ليتحدث الى أحد عمال المزرعة فأنتظرت بصبر عودته اليها ,وبعد دقائق عاد ليصطحبها الى المنزل.

" دارت ألتقيت اليوم قرب النهر أغرب طفل رأيته في حياتي , قال أنه ساعدك الأيمن".
" لا بد أنك تعنين بوكا , شخصية مميزة فعلا , أنه حفيد بن".
"خاف مني , لا تسلني لماذا , كنا نتحدث بهدوء , وفجأة فر هاربا كأنه رأى أمرا مرعبا".
" غريب , ماذا قلت له , هذه القصة تناقض طبيعة بوكا".
منتديات ليلاس
" لم أقل له شيئا ,كنا نتفرج على سمكة صغيرة , ألتفت ليبتسم لي , وفجأة صرخ بخوف , وفر يردد : (لعنة الشمس)".
تأملها دارت للحظات , قبل أن يرفع قبعتها عن رأسها ليراقب بريق الشمس على خصلاتها النارية.
" أعتقد أنني وجدت مفتاح اللغز".

أمسك بيدها , وقادها الى داخل المنزل , توقف برهة في الردهة وأكمل طريقه الى غرفة الجلوس , والى المرآة الكبيرة في الصدر , حيث ألقت الشمس بكل ثقلها على الأطار الذهبي.
" تعالي كولبي ,أنظري الى نفسك في المرآة".
وأقتربت كولبي من المرآة لتحدق في صورتها المنعكسة فيها :
"ما الأمر يا دارت , لا أرى شيئا يلفت النظر".

" بوكا رآه , وأنا لا ألومه , لون شعرك يلفت النظر في أي مكان , أما الصغير بوكا فأعتبره نوعا من السحر خاصا بالنساء".
مررت كولبي أصابعها في خصلاتها القصيرة:
"لم أكن لأعرف وحدي أبدا".
" كيف تفسرين مناداتي لك بعصفور الجنة".
" لأنني غريبة الأطوار أحيانا , وما من أحد يستطيع أن يتوقع ما سأفعله بعد دقيقة".

" هذا مزيج رائع يا صغيرتي".
ويبدو أن مزاج دارت كان يميل الى المزاح في تلك اللحظة , لكن كولبي لم تكن بالهدوء الكافي لتدخل في معركة معه.
" شكرا لأطرائك يا دارت هذا أذا كان ما قلته أطراء".
" فلنكف عن هذا العبث الآن , هيا أذهبي الآن لتناول الطعام , وأعد بأنني سأجد لك فرسا ممتازة لنزهاتك اليومية".

" على أن تكون مميزة الشخصية يا دارت , لا تنسى أنني فارسة ممتازة".
" وكيف أنسى يا صغيرتي , صرفت ساعات طويلة لتلقينك أصول الفروسية ".
" أعلم , لذا لا يمكنك الوثوق بأنني أستطيع السيطرة على الجوهرة السوداء".
وضاقت نظراته منذرة بالغضب:
" الجوهرة السوداء ! لا تقتربي منها يا كولبي , الفرس هذه نارية الطباع رأيتها في لحظات غضبها تلقي عن ظهرها بستة رجال , فتاة صغيرة مثلك لن تستطيع السيطرة عليها , أمنعك منعا باتا من الأقتراب منها ".
منتديات ليلاس
" ولكن يا دارت...".
" كفى يا كولبي , لا أريد سماع كلمة أخرى في هذا الموضوع , لا أريد حادثة أخرى في هذه المزرعة , أبتعدي عنها , هل سمعت؟".
" نعم , حسنا , دارت , أهدأ قليلا لاحاجة بك الى التهديد , رغباتك أوامر , الأمر في غاية البساطة , سأتقبل هزائمي على يديك بنظرة فلسفية".

" آه لو كان ما تقولين صحيحا".
ولم تجبه كولبي , بل تركته لتذهب الى غرفة الطعام , كان ستيفن وسوزان , قد شرعا في تناول طعام الفطور.


الساعة الآن 04:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية