منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   21 - انسى انك امرأه - ليليان كيد - من كنوز احلام القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t116686.html)

safsaf313 14-08-09 04:58 PM

7 - كيف أسامحك ؟فى وقت لاحق ذلك اليوم ، انفردت
انيتا مع جولى وأصرت على أن ترافقها فى حوله تسوق إلى قريه ( فاغيو رافينو ) ، وسألتها :
- عن ماذا تكلمتما ؟
- عن امور مختلفه .
وبالفعل كانت جولى تجد صعوبه فى تذكر ما تحدثا به بالضبط ، ولم يرتح ضميرها عندما لاحظت أن انيتا لم تظهر أى أثر للغيره ، بل على العكس ، بدت مسروره لأن راوول غير رأيه ورافقها ، ولكنها كانت خائبه الأمل ، لأن جولى لم تستفد من هذه الفرصه للتحدث مع راوول حول مشاكلها .
- أعتقد أن من الغريب أن تتمكنى أنت وراوول من قضاء وقتكما معا . . . أعنى بعد هذه السنين . أنا أعرف أنه لن يتمكن من مقاومه إغرائك .
- انيتا !
- لا يجب أن تبدى مصدومه هكذا يا جولى ، أنا لا أقصد أبدا أن هناك شيئا معيبا . . .
- أتمنى هذا !
- ولكن . . عليك أن تعترفى أنك لا زلت تجدينه جذابا . . أليس كذلك ؟
- لأجل السماء يا انيتا !
- حسنا ، هذا أمر حقيقى ، اختيارك أن تتنكرى لأنوثتك لا يعنى أبدا أنك صممتى على الرهبه يا جولى .
- لا . . لا يعنى هذا ، ولكن ليست حياتى خاليه من العلاقات الاجتماعيه ، حتى ألتفت لزوج فتاه أخرى للتسليه !
- أوه يا جولى ! أنا لا أشير إلى انك تفكرين بإقامه علاقه مع راوول أنا أحاول أن اكون واقعيه فقط ، على كل الأحوال إذا أصبحت أنت وراوول أصدقاء ، يمكن أن يصبح حديثك معه من أجلى أسهل بكثير .
- أنت مقتنعه حقا ، أنه يإمكانى إقناع راوول . . أليس كذلك ؟
- دون سائر الناس .
- وإذا رفص التحدث معى بالأمر ؟
- ستجدين طريقه .
- انيتا ، قد لا اتمكن من هذا .
- إذا كنت تهتمين بى فستفعلين .
- إنها ليست مسأله اهتمام . متى كانت آخر مره حاولت فيها التحدث معه ؟
- لست أدرى ، بالأمس ، الأسبوع الماضى ، ماذا يهم ؟ لقد قلت لك . . .
- لا أستطيع التصديق بأنه عنيد هكذا . . .
- وكيف لك أن تعرفى ؟ هل سألته ؟
- انيتا استمعى إلى . . .
- لا . . انت استمعى إلى ، أخشى يا جولى ، أننى أؤمن بأن راوول تزوجنى ، ليعاقبنى فقط .
- هذا أمر سخيف يا انيتا !
- وهل هو سخيف ؟ بعض الأحيان أعتقد أنه لا يهتم بى أبدا .
واستقامت جولى فى جلستها إلى طاوله المطعم حيث تجلسان وتابعت انيتا تناول ما تبقى من طعامها . منتديات ليلاس

safsaf313 14-08-09 05:00 PM

- قد تظنين بأننى أكل كثيرا أيضا ، ولكن ألا يقولون بأن الأكل هو أحيانا نوع من التعويض .
- لن يساعدك لو أنك زدت من وزنك ، أليس كذلك ؟
- وزنى لم يزد بعد وقوامى لا يزال كما هو !
- طبعا أنت لم تخسرى جمال قوامك بعد ، ولكن . . .
- قد لا يرغب بى عندما اصبح سمينه !
- كل ما أحاول قوله . . .
- كل ما تحاولين قوله إن على أن أتابع فى الاستسلام لأنانيه راوول . هل تستطيعين مثل هذا ؟ هل تستطيعين أن تعيشى كما أعيش ؟
- نحن لا نتحدث عنى .
- لا . . هذا صحيح ، ولكن ربما يجب أن نتكلم عنك . ربما يجب أن نفكر بالأسباب الى تدفعك لعدم الرغبه فى مساعدتى .
- انيتا !
وتطلعت جولى بعينى انيتا بغضب ، وكأنما أدركت بأنها قد تمادت كثيرا فتغير التعبير على وجهها ، وقالت لجولى :
- أنا آسفه . . آسفه . لم أقصد هذا . . لم أقصد . أعرف أنك تفكرين بى ، ولكنك لا تعرفين ما هى حياتى . .
ونهضت جولى عن كرسيها :
- أنا لن أعدك بشئ .
- ولكنك ستفكرين بالأمر .
- أنا افكر فعلا .
كان العشاء وجبه خفيفه تلك الليله . . ولاحظت جولى أن انيتا كانت تحاول جهدها أن لا توتر الجو ، وبدا راوول مستغرقا فى تفكيره .
وبعد أن انتهت الوجبه قال قبل أن بترك الفتاتين تتناولان قهوتهما :
- لقد اتصلت أمى بعد الظهر ، ودعوتها لقضاء بضعه أيام معنا ، أثناء وجود جولى ، وبما أنها تعرف المنطقه مثل ما اعرفها بالضبط . أعتقد بأنكما سترحبان بها بديلا عنى ، إذ على السفر غدا إلى روما .
- لا . . .
وقفت انيتا على قدميها قبل أن يكمل كلامه ، ثم ، وكأنما ادركت أن احتجاجها قد يساء فهمه ، أضافت :
- أعنى أننى سأجئ معك إلى روما . أنا وجولى . وأنا . . أنا واثقه بأننا سنتمتع . . .
- لا أظن هذا . لقد دعوت جولى لقضاء عطله هنا يا انيتا . ولا أظن أن شوارع العاصمه الحاره هى المكان الذى ستتمتع به .
- لا تكن سخيفا يا راوول ، لا يمكن لك أن تنتظر من جولى أن ترتاح بصحبه والدتك . . . إنها امرأه عجوز !
وكان على جولى أن تتدخل ، ولكن ليس بالطريقه الى تتوقعها انيتا .

safsaf313 14-08-09 05:01 PM

- انيتا ، صدقا . . . سأنتظر بفارغ الصبر أن ألتقى مع السنيورادى فيلانو . . أرجوك لا تزعجى نفسك بسببى .
ورمقتها انيتا بنظره مجنونه ، وعيناها الزرقاوان الصافيتين تلمعان بدموع لم تكن مخفيه . وبدأت جولى ترتاب بأنها لم تحسن تقدير حاله توازن انيتا ، فحتى هذه اللحظات لم تكن تدرك مدى عدم استقرار أعصاب هذه المرأه . وبدا لها فجأه أن تهديدات انيتا بالانتحار ليست بعيده عن التصديق ، وقال راوول غير مكترث بانزعاج زوجته :
- مهما يكن الأمر ، لقد تمت الترتيبات ، وسوف نلتزم بها . وحان الوقت لتهتمى بشخص آخر غير نفسك ، ووالدتى كانت صبوره معك جدا فى السابق .
وارتجفت شفتا انيتا :
- لا اريدها هنا ! لا أريد هذه العجوز الكاذبه هنا ! إنها تكرهنى ، وأنت تعرف ، لماذا تفعل هكذا معى لتؤلمنى ؟
ورد عليها راوول بصوت حاد بارد كالثلج :
- لأؤلمك ؟ أنت لا تعرفين معنى هذه الكلمه !
ولاحظت جولى أن انيتا تترنح الآن بشكل ظاهر وخافت أن يجر غضب راوول صديقتها إلى حاله الانهيار فقالت :
- أوه . . أرجوكما . . . أنا واثقه أن انيتا لا تعنى ما تقول ، إنها منزعجه ، هذا كل شئ إنها مضطربه وأنا واثقه . . .
وقال راوول بحده ، وهو يتوجه نحو الباب :
- لا تتدخلى فى هذا جولى . ! أنت لست من العائله ! وليس لك الحق بالتدخل بأمور لا تعنيك . أرجو أن تبقى آراءك لنفسك . . فأنت لا تعرفين شيئا !
وصفق الباب وراءه ، وراقبت جولى انيتا وهى تعود إلى الجلوس فى مقعدها ، ولم تكن تدرى من منهما يشعر بالأسوأ .
صحيح أن انيتا كانت ترتجف ، وأصابعها تتشابك ثم تنفلت ، مظهره اضطراب مشاعرها ولكن المشاعر التى اجتاحت جولى لم يكن ممكنا أن تكبحها .فقد شعرت بالغثيان ، والدوار ، وقد صدمها الألم من صده لها .
وتأوهت انيتا قائله :
- لا فائده من الامر . . . لا فائده . . .
واعادت هذه الكلمات انتباه جولى إلى حيث هو وإلى ما يحدث . فمهما كان شعورها ، يجب عليها أن تهتم يمشاعر انيتا ، فجمعت قواها وقالت بهدوء :
- ما هو . . الذى لا فائده منه ؟ انيتا لا يجب أن تتركى هذه النقاشات تكدرك . فكل المتزوجين لديهم خلافاتهم ، ولا يمكن أن تكون والدة راوول سيئه إلى هذه الدرجه .
- إنها سيئه . . سيئه ، إنها تكرهنى !
- لا تكونى سخيفه ، فالحماوات لا يكرهن زوجات أبناءهن ، قد لا يتوافقن تماما . . .
- نتوافق ؟ جولى أنت لا تعرفين شيئا . إنها امرأه فظيعه سوف تقلبك ضدى أنت ايضا .
- لن تستطيع . . ماذا تقولين ؟ هل تحاولين القول إن أمه هى التى قلبته ضدك ؟
- أجل . . أجل . . أوه يا جولى ، ماذا سأفعل ؟ إذا ذهب راوول إلى روما وبقيت أنت هنا ، فكيف ستتمكنين من التحدث معه ؟
- لن يبقى فى روما إلى الأبد ، أليس كذالك ؟
- أتعنين . . أنك ستبقين ؟ ولكننى ظننت أنك قلت . . .
- صحيح . . ولكن بإمكانى أن أبقى اسبوعا آخر .
- اسبوع ؟ أوه يا جولى لن تعرفى ابدا كم أنا شاكره لك ! انتظرى إلى أن يعرف راوول هذا ! سيكون . .
- غاضبا ؟
- لا . . ولماذا يغضب ؟ لقد طلب حضور أمه لأجلك ، أو هكذا قال .
- حسنا أنا تعبه ، سأذهب لإلى الفراش . . سأراك فى الصباح .
وراقبتها جولى وهى تخرج . . وقد حل الارتياح مكان التعبير الهستيرى السابق ، وحسدتها لمقدرتها على تغيير مزاجها بهذه السرعه .فهى لا تستطيع التصديق بأنها منذ دقائق كانت تتأرجح على حافه الأنهيار العصبى ، وأدركت جولى مدى حرج الوضع الذى تتعايش معه وبدا أن الأمور لن تتحسن أبدا .
فى اليوم التالى ، قررت جولى أن تتجول قليلا حول القصر ، بعد أن اعلنت انيتا رغبتها فى الراحه بعد الغادء . والتقت بالسائق بيدرو كازولى فى الباحه ، فعرض عليها مرافقاتها ، وقال بمرح :
- دون توتر . .
ورفع يديه عندما ظهر على وجه جولى تعبير متشكك حول مدى أمانته ، وأعجبها إشارته فوافقت .

safsaf313 14-08-09 05:03 PM

وتركا القصر ورائهما ، متسلقين سفح جبل قريب ينفجر نبع عند حافته ، حول الصخور القريبه منه كانت تنمو الطحالب ، فتجعل المكان منزلقا ، وخلعت جولى حذائها ، وغمرت قدميها فى المياه البارده . من هنا يمكن رؤيه امتداد الوادى كله ، وجلست على حافه صخره ورفعت ركبتيها ، فقال بيدور بهدوء :
- يبدو عليك التوتر ، هل هناك شئ خاطئ ؟ تبدين مشتدوده الاعصاب ، ألا تتمتعين بعطلتك هنا ؟
ونظرت إليه جولى بسرعه :
- ماذا ؟ أوه . . أجل . .
ولم تكن ترغب فى التورط بأحاديث شخصيه ثانيه ، قأكملت ببرود :
- كنت أتمتع بالمناظر . غنها رائعه تماما .
- إنها هادئه ، والكونت أفضل شخص يقدر هذه المناظر .
ورفضت جولى أن تلتقط الطعام . وأشارت لإلى المنحنى الذى يرتفع نحو التل على يمينها .
- هذه هى الطريق إلى سانتو جيستينو أليس كذلك ؟ هناك كاتدرائيه جميله هناك ، وأعتقد أنك تعرف هذا ، فأنت عشت هنا طوال حياتك .
- وكيف تعرفين أين عشت طوال حياتى ؟ هل قالت لك انيتا ؟
- انيتا ؟ . . لا . . لماذا ، لماذا تظن أنها تتكلم عنك ؟
فهز كتفيه دلاله عدم الاهتمام :
- حسنا . . إنها لا تستطيع الكلام مع الكونت . . أليس كذلك ؟
- لماذا لا تستطيع ، وما هو الأمر الذى . . لا تستطيع التحدث به مع الكونت ؟
- حول المشروب التى اشتريه لها بالطبع سنيوريتا .
ولكن جولى ، تملكها شعور أنه لم يقصد هذا ، وهزت رأسها ، ثم أراحت ذقنها على ركبتيها ، وفكرت لماذا يزعجها تصرف بيدرو تجاه انيتا هكذا ، فلو أن راوول يشك بأى شئ بين زوجته وسائقه الوسيم ، لكان صرفه من العمل منذ زمن طويل ، ويبدو واضحا من تصرفات بيدرو أن هذا ليس واردا ، فالرجل شديد الثقه بنفسه ، وتساءلت فى نفسها لماذا وافقت على صحبته ؟ وسألها :
- لديك وظيفه فى انكلترا سنيوريتا ؟ دعينى احزر : أنت عارضه أزياء . . لا ؟
- أنا عارضه أزياء . . لا . . فى الواقع أنا موظفه فى مكتب ، وهذا ليس شيئا مبهجا ، كما اخشى .
وأطرق بيدرو :
- أوه . . هذا مؤسف . . يمكن أن تكونى عارضه أزياء رائعه ، كما أظن .
فردت عليه بحده :
- وأنت كذلك .
وأتت ضحكته عاليه وطبيعيه وقال :
- أظن أنك تؤمنين بالمساواه بين الرجل والمرأه ، سنيوريتا ، فهل هذا سبب عدم زواجك ؟ لا يمكن أن اصدق أن رجلا لم يطلبك للزواج من قبل .
- وكيف تعرف أننى لن أتزوج من قبل ؟ أو مطلقه ؟ وبما أكون هذا قأنت لا تعرف .
فرفع كتفيه معترفا :
- هذا صحيح . . ولكن لا أعتقد أنك كنت متزوجه سنيوريتا . ربما لك عشيق ، أجل ، ربما ، أكثر من واحد ، ولكن لا زوج .
وقفزت جولى على قدميها فجأه مسيطره على غضبها قدر الإمكان ، فآخر شئ تريده أن يذكرها أحد بعلاقتها مع راوول ، وعينا بيدرو كانتا لئيمتين كثيرا ، وفيهما كثير من المعرفه ، وخطر فى ذهنها أنه قد يكون يرتاب بشئ ما ، وكان هذا إضافه إلى كثير غيره يستوجب عودتهما إلى القصر فورا .
مع دخولهما إلى باحه القصر ، كانت الكونتيسه دى فيلانو تنزل من سيارتها الى تقودها بنفسها ، سياره مرسيدس قديمه التراز ، ولكن فى حاله ممتازه ، وبدت قصيره ، مليئه الجسم قليلا وفى متوسط العمر . وتمتلك حضورا رائعا ، ولمعت عيناها السوداوان ، لمشاهده جولى و بيدرو المحمرى الوجه اثر تعبهما من السير . وأذهلت جولى نظره العداء التى ظهرت على وجه والدة راوول ، وتوترت أعصابها لانها تعلم أن العجوز تعرف تماما من هى ، وكان ممكنا لها أن تتذكر ، على كل ، هو من أرادهما أن تلتقيا ، ولكن إذا كانت أمه تكره علاقتمها السابقه كما فعل هو ، فلماذا دعاها إلى هنا فى مثل هذا الوقت ؟
- أنت السنيوريتا فولروك . . أليس كذلك ؟
- أجل يا كونتيسه . . كيف حالك ؟ هل كانت رحلتك مريحه ؟
- أنا أحب قياده السياره . . هكذا التقينا أخيرا . أنت لست كما تخيلتك أبدا .
- أنا آسفه لهذا .
- لا تأسفى . . فأفكارى عنك لم تكن لطيفه أبدا سنيوريتا ، ولكننى مجبره على القول إن راوول لم يبالغ بوصف جمالك .
- شكرا لك .
- هذا ليس إطراء يا سنيوريتا لقد كنت أعلق فقط على أسباب تعلق راوول بك . . إنه تعلق دمر حياته ، وهو لا يزال يدفع الثمن !
وقبل أن تستطيع جولى الرد على كلمات الكونتيسه التى تدينها ، استدارت الكونتيسه مبتعده ، متجاهله سخطها الذى أبدته بفتح فمها وأشارت إلى جوليانو ليحضر حقائبها ، وقالت وهى تصعد سلم القصر وراء الخادم :
- كيف حالك . . أين السنيورا ؟
وتبعتهما جولى ببطء ، غير راغبه فى أن تشارك فى الاستقبال الذى يسجرى بين انيتا وحماتها . ولكنها اعترفت لنفسها بأن صديقتها على حق : فوالدة راوول لا توافق ابنها أبدا على ذوقه بالنساء .
وشعرت بالراحه لعدم رؤيتها للزائره عندما دخلت القصر فلا بد أن جوليانو قد أخذ سيدته الكبيره إلى غرفتها . وهكذا صعدت هى أيضا إلى غرفتها .

العشاء كان سيقدم عند الثامنه كالعاده ، وحضرت حولى نفسها بحماس أقل من حماس الليله الماضيه ، فلقاء والده راوول بحضور انيتا لن يكون سهلا . وصممت على أن لا تترك العجوز ترهبها ثانيه ، وتظرت إلى نفسها فى المرآه قبل أن تخرج من الغرفه ، وتصورت بأنها تبدو هادئه ومحنكه ، زمع قليل من مظاهر الاسترجال ، ولكنها لم تكن تدرك أن ثنايا حسدها الجميل لا تترك أى مجال للشك فى نفس أى أنسان حول جنسها . ولكن ، هكذا ستحقق هدفها بإقناع والدة راوول أنها وجدت النجاح الذى كانت تسعى إليه على حساب ابنها .

بعد ثورتها الليله الماضيه ، بدت انيتا مستكينه بأدب . ولم تظهر أى اهتمام بحماتها ، وما كدن يتركن غرفه الطعام ، بعد العشاء ، حتى عرفت جولى السبب ، فقد كانت انيتا تشرب . وتجاهلت انيتا شهقه الاستغراب التى بدت من جولى ، وأمسكت بيدها وهزتها ، مبتسمه ، ثم تبعت حماتها إلى المكتبه ، ولكن بعد تأكدها من وجود صينيه القهوه ، اعتذرت لبضع دقائق ، ومضت ربع ساعه ، وعرفت جولى أنها لن تعود .
وقالت والدة راوول لجولى ، بعد أن لاحظت بأنها تستمر فى النظر نحو الباب :
- ليس عليك أن تبقى هنا سنيوريتا ، اذهبى ، أفعلى ما شئت . سأكون راضيه ببقائى هنا . لقد جلبت معى تطريزى ، أترين ؟ الخياطه تسليه للمرأة العجوز ، وهو أمر لا ترغب واحده فى مثل ذكائك أن تفعل مثله .

وتنهدت حولى وردت عليها :
- لدى انطباع بأن من هن مثلى ، وفى ذكائى ، لا تنظرين إليهن بارتياح يا كونتيسه ؟
- وهل لاحظتى هذا سنيوريتا ؟
وانحنت العجوز لتفرش غطاءا أبيضا ، وأخرجت لفه من الخيوط الحريريه من حقيبه أمامها .
- لم أقصد بكلامى الانتقاد ، كنت فقط أقرر أمرا واقعا .
- كنت أطرز فى الماضى . عندما كنت صغيره يا كونتيسه . والدتى وأنا كنا غاليا نخيط ثيابنا بأنفسنا .
- حقا ؟ أنت تدهشيننى يا سنيوريتا ، لقد وجدت أنك وجدت طريقه أخرى لشراء ملابسك . هل الرجال عمى فى انكلترا ؟
- هذا كلام عدوانى . لا أعرف ماذا تقصدين به سنيوريتا ، ولكن الفتيات فى بلادى لا يبعن أجسادهن عاده من أجل الطموح ! والدتى وأنا ، كنا فقيرتين ، وهذا صحيح ، بعد أن تركنا والدى لم يكن من السهل علينا أن نتدبر أمرنا ، ولكن حسب علمى ، لم تكن أى منا يائسه لدرجه أن تعرض نفسها فى الشارع !
لا بد أن عنف دفاع جولى أثر كثيره على الكونتيسه ، فعندما حاولت جولى أن تقف ، وضعت الكونتيسه يدها على كم ثوبها وقالت :
- انتظرى يا سنيوريتا ، أنا آسفه ، لم يكن يجب أن اقول هذا ، وأطلب منك السماح ، لا بد أن تعذرى لهفه أم عجوز على ولدها . من الصعب على أن اسامحك ، ولكن بما أن راوول قد سامحك ، فعلى الأقل يجب أن احاول .
- لست . . أدرى ما تعنين .
- أوه . . أظن أنك تدرين . لا يمكنك الادعاء بأن الماضى لم يكن . وأخبرنى راوول كل شئ . ويمكنك أن تعرفى أنك لو لم تتخلى عنه لما كان الآن يعانى نتائج رده فعله .
وشعرت جولى يارتخاء فى اطرافها ، ولكن ذهنها ولسانها بقيا قويين ، وانتقت كلماتها بحذر وهى تقول :
- أنا لم اتخلى عن راوول كونتيسه ، هو من تخلى عنى .
- ما هذا الكلام السخيف ؟ هل تقولين بأن ولدى كاذب ، سنيوربتا ؟ لقد قال لى بنفسه إنك رفضت الزواج منه .
- أوه . . أجل . . أجل اعتقد اننى فعلت هذا ، ولكن هذا لا يعنى أننى . .
- بالنسبه لابنى يعنى الكثير ، فنحن عائله فخوره سنيوريتا . هل تعتقدين بأن راوول كان سيقبل العيش معك دون بركه الزواج ؟

safsaf313 14-08-09 05:04 PM

- أعرف بأنه لن يفعل .
- إذا ، لقد اخترت أن تعاقبيه لأنه رجل شريف .
- ليس الأمر هكذا ، أنت لا تفهمين يا كونتيسه ، أردت أن أكون مستقله ، أردت أن أثبت أننى قادره على إعاله نفسى مثل أى رجل . ولقد أثبت هذا . فلدى عمل جيد ، ومستقبل جيد . . .
- من دون حب ! عجبا . . هل الأمر يستحق ؟
وتفرست جولى بها :
- أظن هذا .
- إذا أنت مغفله !
وغرزت الإبره فى القماش بغضب وتابعت :
- أرى الآن ما رآه ولدى فيك . . لماذا أرادك ، بدلا من هذه المخلوقه التى ليس لديها إيمان ، لديك الكبرياء والأمانه ، ولن تخونى مبادئك ، وتختارى الطريق السهل فى الحياه ، ولكنك غبيه مع ذلك . وعاجلا أم آجلا ستدركين هذا !


الساعة الآن 01:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية