منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   157 - هي و هو و الخوف - آن ميثر ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t108842.html)

Disckoooooo 09-04-09 03:10 PM

157 - هي و هو و الخوف - آن ميثر ( كاملة )
 
انا جيت روايا اعتقد ان هيه مش موجوده كتابه هنل وللأمانه انا نقلاها من منتدى تانى اسم كاتب الروايه او كاتبتها على المنتدى ( لانى بصراحه مش اعرف از كان ولد ولا بنت هههههههههه ) ( wasan )
الملخص :
ظل السؤال يعاود ماندي مرارا لماذا يلحقها أليوت فرايزر هكذا
فلديه خطيبة جميلة تهتم به واذا كان راغبا في العبث
فهناك الكثير من الفتيات فلماذا اختارها هي لماذا لايجد لنفسه فتات من طبقته يرضي بها غروره ام لعله يراها مختلفة ربما يضنها سهلة المنال
او يستغل حاجتها المادية....
-قولي فقط نعم لمره واحدة في حياتك بدون موازنة الصواب والخطأ
كان من الصعب مقاومته ولكن المنطق انتصر في النهايه...
فقالت:
-ادرك انك معتاد ان تقع النساء تحت قدميك...لكنني لست هكذا...
ليس من نيتي ان اوفر لك تجربة من نوع جديد. وماعليك سوى التفتيش في مكان اخر....منتديات ليلاس

اتمنى تعجبكم يأذن الله
تحياتى
Disckoooooo

Disckoooooo 09-04-09 04:07 PM

اتمنى يا جماعه الاقى مشاركتكم علشان ازا كنت انقلها او لاء
تحياتى
Disckoooooo

Disckoooooo 09-04-09 05:22 PM

الفصل الاول
 
1- خطيب صديقتي





قالت أنجلا بحماس وابتسامتها تشرق في ردهة مبنى الشقق السكنية المعتمة:



- تعالي ستكون حفلة غير رسمية..اعرف ان السكن الى جوار من يقيم الحفلات بصورة مستمرة هو امر غير مريح.إنها غلطة ليلي عادة..لكن هذه المرة انا الملامة..انه حفل صغير يحضره بضهة اصدقاء للاحتفال بيوم مولدي وإعلان خطوبة ولو متاخرة!



اتسعت عينا ماندي وسألت بلهفة:(انت مخطوبة؟)



نظرت بسرعة الى إصبع انجلا الخالي؛فضحكت الفتاة الاخرى واعترفت قائلة:



-ساكون مخطوبه بعد امسية الغد..سأتزوج منأليوت فرايزر..ربمارايت سيارته في الخارج..



إنه يملك(لمبرغيني) سوداء



ابتسمت ماندي:



-اوه ..اجل .اضنني عرفت من تعنين..منتديات ليلاس




صاحت انجلا بصوت درامي:



-وكيف لك الا تعرفيها؟حسنا..هل ستاتين؟ اتمنى هذا.



ترددت ماندي في تلبية دعوة جارتها؛فمنذ انتقالها للسكن في شقة في طابق المنزل الارضي القديم ذي الطراز الفكتوري لستة اسابيع مضت ؛لم تتح لها فرصة التعرف الى جيرانها..كان عملها في المؤسسة يشغل مهضم اوقاتها..إضافة الى هذا‘هي لم تأت الى لندن لتتمتع بحياة اجتماعية.



مع ذلك ام تكن بلامكان تجنب ساكني الشقة التي فوق شقتها فقد كانوا من النوع الذي قرات عنهم في المجلات الراقية:نمط حياتهم مختلف تماما عن حياتها..حسب قول السيدة موركر زوجة الوكيل التي تميل الى الثرثرة، انجلا سيمور-كلير هي الابنة الوحيدة لعضو محافظ في برلمان لندن في الجنوب.. بينما زميلتها في السكن ليلي،اوليليان بنتلي هي من اسرة مرموقة .



مهما كانت الحقيقة في هذه القصة،ولا سبب يدعو ماندي الى عدم تصديق ماقالته السيدة موركر،فقد بدت الفتاتان لطيفتين..في الواقع تحدثت ماندي مع انجلا فقط، لكنها لا تعارض ان تتصادق مع كليهما، مع ذلك ماكان لديها رغبة في توريط نفسها في موقف تضطر معه الى رد ضيافتهما.. فالراتب الذي تتقاضاه من االمؤسسة جيد إنما لا تستطيع خداع نفسها والادعاء بان الامور ستكون سهلة..إيجار الشقة مثلا مبلغ مرتفع، صحيح ان الخال كالفن يخفف بعض الحمل عنها الا انها ملزمة بإرسال بعض المال الى امها من اجل ساري لذا فإن اقامة الحفلات هو أمرابعد من قدرتها..ربما من الافضل ان تكون صادقة وتعترف بهذا في الحال.



نقلت كيس البقالة الذي يحتوي على تموين اسبوع من يد الى اخرى، وتمتمت:



-هذا لطف كبير منك انجلا..لكنني لااعتقد..



-اوه..لاترفضي المجئ! انا واثقة انك لن تنعمي بالراحة إن جلست هنا وحدك كل ليلة.. سامحيني إذا بدا لك هذا تطفلا، لكنني وليلي لاحضنا ان لااحد يزورك.



احمر وجه ماندي بسبب ملاحظة انجلا التي اصابت وترا حساسا واجابت بهدوء:



-لا..لا.. انا يزورني احد..ولا شك انني ابدو مخلوقة مملة بنظر اصدقائك.



لامست انجلا يد ماندي احتجاجا:



-اوه..لا تكوني سخيفة!لكن بما انك لاتخرجين كثيرا، فستستمتعين بلحفلة حتما ولو لمجرد التغيير..اعني انك لن تضطري الي البقاء مطولا إذا كنت لاتريدين. تعالي فقط وتناولي مايحلو لك ثم تمني لي ولأليوت الحظالعيد.



تنهدت ماندي:اوه..



فهمت انجلا ترددها دليلا على قبولها:



-ستأتين اذا؟ بلطبع ستأتين.



لاحت ابتسامتها الدافئة مرة اخرى:



-تعالي في الثامنة والنصف..سيكون هناك طعام اذا كنت جائة!



دخلت ماندي إلى شقتها واستندت الى الباب يرافقها شعور بلندم..



كان يجب ان تكون صارمة اكثر..كان يجب ان ترفض الدعوة فورا بدلا من السماح للفتاة الاخرى بالثأثير عليها..كيف يمكنها الذهاب الى الحفلة؟ انها لاتعرف احد عدا انجلا..اضافة الى هذا لن يكون الحاضرون من مستواها، فالخال كالفن بنفسه ليس لديه سيارة مرسيدس عند باب منزله.



هزت راسها ودفعت بنفسها عن الباب ثم اتجهت الى المطبخ حيث افرغت كيس المشتريات على رف المغسلة ودفعت عنها بتصميم كل تفكير في نشاطات الامسية التالية وركزت بلا من هذا على تفحص ما اشترته ثم وضعت البقالة بسرعة في الخزانة.دهشت حين تطلعت الى الساعة ووجدتها قد تجاوزت السادسة.



كانت اشعة الشمس المسائية اللطيفة تنعكس على زجاج الساعة الموضوعة على رف المدفأة..لا شك ان والدتها تتوقع منها الاتصال الان كالعادة.ابعدت عنها التفكير في تحضير العشاء والتقطت سماعة الهاتف.



كانت هذه الاتصالات التي تجريها اسبوعيا إلى نيو كاسل مكلفة جدا، لكنها الطريقة الوحيدة التي تمكنها من البقاء على اتصال مع ساري.. فالرسائل ليست وسيلة كافية للتعبير لفتاة تكاد تبلغ السادسة من عمرها،خاصة انها تجد صعوبة في تفهم سبب وجوب ابتعاد امها عنها لتعمل بعيدا.لم يكن يكفي القول إن لاوجود لوظائف مناسبة في نيو كاسل



..فقد ارادت ساري ان تعرف لم لايمكنها مرافقة امها اذا كانت مضطرة للسكن في لندن؟



ردت السيدة كالور على الهاتف بعد رنة او رنتين:



-او..ماندي؟هل هذه انت؟



وسمعت ماندي صوت ساري المحتج ب وضوح.



-اجل امي..هذه انا .اسفة على التاخير..كنت اتحدث مع احدى الفتيات القاطنات فوقي.



حقا؟هذا لطيف عزيزتي..ماندي احسني تصرفك!لكنك على مايرام اليس كذلك؟هل كان اسبوعك جيدا؟



جلست ماندي على طرف الاريكة القريبة:



-كان اسبوعا متعبا..فلقد غاب السيد كراون عن العمل فضطررت الى التعامل مع كل أمر طارئ بنفسي.



-حقا؟ساري..ضعي القطة من يدك..فتاة طيبة..!إذن فهم يثقون بك.



-ليس بالضرورة..لكن لا احد غيري يمكنه القيام بذلك.اعتقد ان ساري تلعب.



-اوه..تعرفين كم هي مشاغبة..ربما من الأفضل ان اتركها تكلمك..لن نستطيع التحدث بسلام إلى ان تكلمك.



أحست ماندي بالجفاف في حلقها عند سماع صوت ابنتها..إنها تشتاق الى ساري كثيرا،الى الجلوس برفقتها والشغب الذي تقوم به.لقد بدأت تشعر بالحاجة الى شخص يشاركها الشقة..في منزل أهلها كانت دائما منشغلة في تنضيف المنزل بعد عبث الطفلة فيه..وتتذكرانها كانت تتذمرمن الأمر..لكنها الان على الان على استعداد للترحيب بأي أعمال تنظيف بكل طيبة خاطر.



سألت ابنتها:



-هل أنت فتاة طيبة؟استطيع سماع مايجري وتعرفين هذا..بينما كانت جدتك تتحدث الى،كنت تزعجينها..اليس كذلك؟



-لا



وكان ردها بقناعة من لايندم على ما يفعل..منتديات ليلاس




-لكنك كنت تعذبين لآسي،أليس كذلك؟تعرفين أنها لاتحب ان يحملها احد.



-لآسي سمينة!



وكان وزن القطة مبرر يسمح يسمح بتعذيبها لها،ثم تحول صوتها الى نبرة دامعة تفطر القلب.



-متى ستأتين كي اراكي مامي؟أنا لا احب البقاء هنا مع جدتي فهي لا تلاعبني مثلك،وأنا لااحب مشاهدة التلفزيون.



ضمت ماندي شفتيها بشدة تقاوم إحساسا مماثلا لأحاسيس ابنتها:



-اوه.. ساري!



تابعت ساري بإصرار:



-ألا يمكن ان اعيش معك؟



عندما طلقها زوجها هايد،خشيت أن يحاول اخذ الطفلة منها.. لكنها الان فعلت ما اعلنت انها لن تفعله ابدا..لقد تركتها بدون ابويها.



قالت تختار كلماتها:



-حبيبتي..يجب انتذهبي الى المدرسة..ويجب أن تعتني بجدتك فهي لاتحب أن تعيش لوحدها في ذلك المنزل الكبير القديم.



أجابت ساري بتمرد:(لن تمانع جدتي..)



-بلى.. ستمانع



-..وأستطيع الذهاب الى المدرسة في لندن.اليس كذلك؟



وماذا ستفعلين لو عدت من المدرسة ولم أكن في البيت؟ساري..تعرفين جيدا انه لو كان هناك طريقة للبقاء معا لفعلت هذا ..وتعرفين إنني سأكون عندكم لنحتفل بيوم مولدك بعد أسبوعين.



اعترضت ساري قائلة:



-لماذا لاتأتين الليلة؟ انه يوم الجمعة،ولاتعملين يوم السبت والاحد ..اليس كذلك؟



-حسنا..لا..



-لماذا لا إذن؟



تنهدت ماندي تشرح لها:



-الأمر مكلف جدا..حبيبتي..يكلف القطار من نيو كاسل أكثر مما تستطيع أمك تحمله لتأتي كل أسبوع لتراكي.



أخيرا لجأت ساري الى الدموع كالعادة،فعادت السيدة كالور الى الكلام:



-لا تشغلي بالك ماندي..بعد خمس دقائق من إعادتي السماعة الى مكانها ستنسى كل شئ..ثم إن إدغار ومايف قادمان غدا وهكذا ستلعب مع التوأم.



-أجل.



تمنت ماندي لو أنها تحس بالحماس لهذا فتوأما أخيها الصبيان في السابعة من عمرهما،وهي تعرف ان ساري لا تتشوق الى اللعب معهما..مع ذلك..



- لاتقلقي ماندي..اسمعي عزيزتي..يجب ان أنهي المكالمة الان. على ساري ان تستحم ولم اطعم لآسي و..و..



قالت ماندي بسخرية منضبطة:



-وهذه ليلة الجمعة..أعرف..حسنا جدا مامي،سأتصل بكي يوم الاثنين كالعادة.



أعادت السماعة الى مكانها ووجدت ان رغبتها في الذهاب لتحضير ما تاكله قد تلا شت..كانت غلاية الماء الكهربائية قد انطفأت اليا اثناء غيابها.دست ماندي وجهها في الوسائد الطرية وهي تشعر بفراغ كبيركما يحدث معها دائما بعد حديثها مع امها وابنتها وكان من الصعب الا تستسلم لرغبة انا نية في البكاء.



لكن الإشفاق على النفس لم يكن امرا تسمح بأن يتملكها مطولا..



فوقفت عن الاريكة ودخلت الى المطبخ لتحضر فنجان شاي وسرعان ماسخنت طبق البيتزا في الفرن ووضعتهما على الصينية ثم حملتهما الى غرفة الجلوس مجددا،حيث اكلت البيتزا وادارت جهاز الراديو.



كان البرنامج الموسيقي الذي اختارته هادئا،فوضعت الصينية على الارض ورفعت ساقيها الطويلتين الى جانبها..هل قامت حقا بالامر الصائب حين اختارت هذه الوضيفة؟للمرة التي لاعد لهاسألت نفسها هذا السؤال وهي تشعر بإحساس سوداوي مألوف يتسلل الى نفسها..هل كان بحثها المستمر عن وضيفة مناسبة لأكثر من ثلاث سنوات السبب في قبولها العمل بعيدا عن بلدتها؟



لقدفكر الخال كالفن وهو شقيق امها بالامر عينه..لقد قال بصراحة حين جاء الى نيو كاسل لعرض هذه الشقة عليها:



انت لستفتاة ضعيفة..ولقد كنت متزوجة لذا لن تقلق والدتك عليك بأن تورطي نفسك في المتاعب إذا فهمتي ما اعني.



ولق فهمت ماندي قصده تماما لان كلماته كانت في موضعها، فزواجها وطلاقها من هايد علماها ان تكون حذرة من الجنس الاخر لكن بما انها لم يكن لديها النية في خوض أية تجربة عاطفية مجددا، فقد كان بإمكان الخال أن يهدأ بالا..إنها الان حرة وتعيل نفسها..مامنرجل يستحق التضحية بهاتين الحريتين الاساسيتين؟

Disckoooooo 09-04-09 05:24 PM

تكمله الفصل الاول
 
لم يكن يوم السبت يوما مفضلا لدى ماندي لأنها تقوم اثناءه بتنظيف الشقة،أما بالنسبة ليوم الأحد فقد كانت تمر ببطء ولطالما عرض عليها خالها كالفن الذي يسكن في ضاحية ويمبلدون ان تذهب إلى منزله يوم الأحد لتناول الغداء..لكن ماندي لاتظن انهذا عادل لزوجته الخالة آنا، فابنهما وزوجاتهما والأولاد غالبا ما يأتون إلى الغداء أيام الأحد.كانت ماندي قد قبلت دعوتهما في أول نهاية أسبوع لها في لندن وما لبثت ان احست بأنها غريبة متطفلة.ولم تكرر التجربة أبدا.



بعد ظهر يوم الأحد كانت ماندي تجلس باسترخاء وتشرب فنجان شاي حين سمعت صوت أثاث يتحرك من مكانه في الغرفة التى تقع فوقها تماما وعرفت ان انجلا وأصدقائها يستعدون للحفلة فأحست بشئ من الحسد.لقد مضت سنوات منذ حضرت حفلة،فقد أبعدها زواجها من هايد عن كل أصدقائها في الجامعة، وحين انفصلا لم يكن بالإمكان جمع خيوط حياتها الاجتماعية بسهولة وكان شئ لم يحدث،هذا عدا عن اخذ وجود ساري بعين الاعتبار ولقد حاولت جهدها لإبقاء حياتها مستقرة قدر الإمكان..لكن بعد الطلاق اضطرا إلى بيع المنزل الذي اشترته وزوجها من توفير وعادت لتعيش مع أمها.



أدركت ان ذكرياتها هذه ستوصلها إلى حالت إحباط فوقفت عن المقعد وحملت فنجانها إلى المطبخ ثم حركت كتفيها التالمين وذهبت إلى الحمام الصغير فملات المغطس بالماء ووضعت الصابون المعطر فيه. بعد عشر دقائق كانت تغطس بتلذذ في المياه المعطرة.وشعرت بزوال حدة التوتر الذي يتملكها فسترخت متكاسلة وسمحت وسمحت لأفكارها بان تنجرف.



ربما يجب ان تذهب إلى الحفلة فهي لاتريد إغضاب انجلا ىنها فتاة لطيفة معها وتريدها ان تكون مسرورة.لاشك ان ذلك الشاب ..مااسمه؟..اليوت ..فرايزر؟لاشك انه قادر على بالطريقة التى اعتادت عليها..لايتوقع من انجلا ان تقوم بأعمالها المنزلية أو ان ترعى أطفالا إلا إذا رغبت في هذا طبعا..



تعرف ماندي ان السيدة موركير تزور الشقة فوق مرتين في الأسبوع لمجرد ان تنظر إلى المكان نظرة سريعة..وحينما يكون هناك حفلة،كانت ترى سيارة تقديم الطعام من مطعم فاخر في الخارج.



كانت الياه قد بدأت تبرد في المغطس حين خرجت ماندي منها فجففت نفسها وارتدت روب الحمام الزهري الذي أهدتها اإياه امها..كان شعرها بحاجة إلى تجفيف فجاءت بالمجفف من الخزانة وجلست أما مرآة طاولة الزينة..أزالت المنشفة التى لفتها حول ونظرت إلى صورتها بقلق.على الأقل لامشكلة لديها فيما تفعله بشعرها،دست الفرشاة في خصلات شعرها الرطبة الملساء التي يصل طولها إلى كتفيها. وعندما جف انسدلت الأطراف الحريرية بلون القهوة الشقراء على كتفيها..وأحاطت خصلات لامعة بوجهها البيضاوي وبدا الحاجبان الناعمان المقوسان أكثر سوادا ببضع درجات.تفحصت بشرتها باحثة عن أي شائبة غير ظاهرة وكان عليها الاعتراف بان جو لندن الملوث لم يتسبب لها بأي أذى.بدت عيناها الوزيتان خضراوين تحيط بهما رموش يضفي شكلها الممتد على وجهها نظرة مثيرة للاهتمام..لم تكن جميلة وتعرف هذا،فرغم قوامها الممشوق كان فمها واسعا وشفتيها السفلى ممتلئة كثيرا.



مفضت عنها هذه الأفكار وابتعدت عن المرأة وهي تزفر أنفاسها بتثاقل...ماذا ستفعل ؟



هل تذهب إلى الحفلة؟ أم تمضي ليلة أخرى وسط سلسلة من الاتهامات الذاتية؟



إنها تصبح منطوية جدا ،مكتئبة،وكثيرة التفكير ومملة بشكل مؤلم!



إنها تسمح لذيول تجربة سيئة مرت بها أن تغير نظرتها كلها إلى الحياة ..



حسن جدا،إنها لاتريد أن تتورط مرة أخرى لكنها تستطيع مع ذلك أن



تستمتع بحضور حفلة بدون أي ارتباطات.



لاحت مشكلة جديدة في أفقها تتعلق بما سترتديه إلى هذه الحفلة



غير الرسمية .أيمكنها ارتداء الجينز أو بنطلون من قماش؟ قررت بعد طول



حيرة أن الأفضل اختيار التنورة .



كانت ملابسها معلقة في خزانة مع مجال للمزيد فهي لم يكن لديها سبب يدعوها إلى شراء ثياب غالية الثمن وهذا من أفضليات عدم الانخراط في حياة اجتماعية نشيطة.



كانت ترتدي إلى عملها عادة بذلة أو فستانا مفصلا وثيابا عادية في مناسبات أخرى.نتيجة لهذا كانت خياراتها محدودة.



تفحصت فستانا من الكتان الناعم,بدا صيفا بالنسبة لأمسية من شهر نيسان..وبذلة قطنية من قطعتين صرفت النظر عنها للأسباب عينها,أما البذلة البنية الفاتحة ذات البنطلون فقد كانت تناسب جوا ابرد من هذه الأمسية.



تنهدت وأخذت في النهاية الشئ الوحيد الذي يمكنها ان ترتديه..فستان بلون الكريم,كانت قد اشترته إثناء حملة تخفيض الأسعار في نيو كاسل في كانون الثاني المنصرم,ولم تتح لها الفرصة لارتدائه..تفحصت ماندي الثوب وعرفت أنه ماتبحت عنه بالضبط فخلعت روب الحمام وارتدته.



لم تدرك قبلا ان لونه يبرز جمالها,وعضت شفتيها قلقا لحماسها..ماذا يهمها من مظهرها الان؟ هي لن تذهب إلى الحفلة على أمل أن تجدب رجلا..مع ذلك فقد كان هناك رضي مؤكد وجدته في معرفتها أنها تبدو في أفضل حالاتها وأنها لازالت أنثى قادرة على منع انجلا من الإشفاق عليها.



تركت شقتها في الثامنة والنصف لتصعد إلى الشقة فوقها وانضمت إلى عدة شبان آخرين متجهين ذات الوجهة لكنهم ليسو لوحدهم مثلها..كانوا مجموعات من اثنين اوثلاثة يضحكون ويتحدثون بألفة الصحبة الطويلة,نظروا بارتياب إلى ماندي ليس بعدائية إنما بدون لطف مميز,ونظر إليها اكتر من شاببإهتمام واضح وببعض الفضول الأمر الذي اقنع ماندي أكثر فأكثر أنها ما كان يجب أن تأتي إلى هذه الحفلة.



تذكرت ان ماترتديه كان مقبولا فأحست ببعض الارتياح..ورغم أن المطر كان يتساقط في الخارج إلا ان الأمسية لم تكن باردة ووجدت ان أكثر من فتاة ترتدي ثيابا تماثل ماترتديه.



سرعان ما لا حظت ان الشقة التي تقطنها إنجيلا وصديقتها هي بضعف مساحة شقتها 0فعلى عكس الطابق الأرضي المقسوم إلى شقتين ’كان الطابق الأول يمتد فوق سطح الاثنتين معا0وقفت ماندي عند عتبة ردهة مدخل دافئة الاناره متاثره بالجو الممزوج بروائح العطور الغالية الثمن ودخان السيجار 0



بدأ الشبان الذين رافقتهم في صعودها إلى الشقة يختفون وسط جموع الناس المحتشدين في غرفة الجلوس



حيث تصدح أنغام

الموسيقى 0شعرت بزوجين خلفها يحثانها على الدخول فسارت بدون اندفاع وسرعان ماابتلعها الزحام 0كانت الغرفة تعج بالناس الجالسين على الارئك وعلى المقاعد الجلدية المنخفضة والوسائد المرتفعة وحتى على الأرض 00كانت غرفة الجلوس واسعة جدا وكانت ماندي قد سمعت سابقا عن جدرانها المكسوة بالستائر الحريرية وسقفها المزخرف بإتقان من السيدة موركير,ومع ذلك وجدت صعوبة في تقدير مدى أناقتها 00كان دخان السجائر يشكل غيمه ضبابية ترتفع إلى الأعلى 0اين إنجيلا ؟استدارت على كعبين كانا أكثر ارتفاعا مما تستخدمه عادة 00انها موجودة في مكان ما بلا شك 00لكن أين ؟سأل
صوت رجل جذاب قرب إذنها :هل تبحثين عن شخص محدد00ام يكفي أنا ؟


استدارت ماندي بسرعة غير حذرة لتواجه السائل فعلق كعبها في السجادة السميكة 00ولو لم تتدارك الأمر بسرعة لكانت ألحقت الخزي بنفسها حتما وأصبحت كومه عند قدميه 0 واستطاعت ماندي بجهد تخليص كعب حذائها من السجادة ,وقام بدوره بمساعدتها على استعادة توازنها 00ثم,ومع خلاص كعبها ,تمكنت من النظر إليه فوجدت لمعانا مرحا مسليا في عينيه الرماديتين الأمر الذي حملها بسرعة على وضع مسافة بينهما وقالت وهي تحمر بشدة :



-أنا اسفه 00لقد علق كعبي.



كانت عيناه الرماديتان تنظران إليها بإعجاب صريح:

-اعرف هذا..لكنني اعتقد انني المسؤول..فأنا من لفت اهتمامك.


-كان أنت..



-من كلمك؟ اجل ..أنا..لقد بدوت ..ضائعة..و أردت مساعدتك؟



وكشفت شفتاه الفترتان عن إبتسامة عن أسنان بيضاء ناصعة.



سألت وقد أعاد لها مرح الموقف رباطة جأشها:



-لا ان توقعني على ركبتي؟حسنا..شكرا لك على أي حال..أنا بخير.



-أنا سعيد لسماع هذا



لكنه لم يبتعد كما توقعت..بل أخد كوبين من العصير كان يحملها ساق مار قربهما وأعطاها واحدا.



-تفضلي



أخذت الكوب مترددة..ونظرت حولها بسرعة لتجد الجموع والموسيقى وضجيج الأصوات لاتزال كما هي فأخذت رشفة من كوب العصير ونظرت إليه خلسة..كان يراقبها بشكل يثير الارباك لاكن هذا لم يمنعها من ملاحظة من ملاحظة مدى جاذبيته مع إنها أشاحت بوجهها عنه بسرعة.شعر اسود أملس أطول من المعتاد,وجه نحيل ضيق البنية العضمية,بشرة لاتزال تحمل آثار سمرة,طول فارع يزيد عنها بكثير بالرغم من كعبيها العاليين..إنه رجل رائع,لكن عينيه هما اللتان أثارتا اضطرابها فعلا..رماديتان,تحيط بهما رموش كثيفة مستقيمة تعطي جاذبية كاملة لوجه وسيم.



سألها بتكاسل:(هل أعجبك؟)



احمر وجهها فركزت على شرابها لتتجنب نظرته.



سألت بحدة لاتكاد تكون مهذبة:(أعجبني ماذا؟)



-العصير طبعا.



- -لذيذ جدا.



كان الأمر مثيرا للسخط لكنه تحس وكأنها فتاة مدرسة فاضطرت إلى تذكير أنها مطلقة ولديها طفلة عمرها ستة أعوام.



قال:



أنت مختلفة عما كنت أتوقع.



فوجئت بكلامه ورفعت نظرها إليه مجددا..فأكمل:



-قالت لي انجلا إنك خجولة وعادية,لكنك لست هكذا..مع أنني أعتقد ان أنثي أخرى لن تلاحظ هذا.كتمت ماندي انفاساسها:



-وهل كانت تبحث أمري مع أصدقائها؟ ألهاذ السبب دعتني إلى هنا؟كب ترضي فضولهم؟



ارتفع صوتها قليلا وهي تسأل فزفر الرجل أنفاسه بنفاد صبر.



-لم أقل هذا..ولو كنت تعرفين أنجي جيدا لما اتهمتها بهذا..إنها ليست من هذا الطراز.



سألت ماندي بحرارة:



- لكنها قالت لك,ألم تفعل؟



كانت كلماته هذه تأكيدا لاسوء تخيلا تها,وفكرت كم كانت محقة في ارتيابها من دعوتها إلى هنا, وأكملت: لو عذرتني..



كانت ضحكته باردة الإذلال الأخير لها, وكانت على وشك أن ترمي ماتبقى في كوب العصير على وجهه عندما لامست يد أخرى كتفها وقالت أنجيلا:



حبيبي..لقد التقيت بجارتي..ماندي.



واستدارت الفتاة نحو الرجل..وسألت ماندي:



-مارأيك بهذا المحتال الأيرلندي الذي يريدني ان أكون زوجة له ؟

Disckoooooo 09-04-09 05:26 PM

الفصل الثانى
 
2- الرجل المشاكس
كان مكتب ماندي ملحقا بمكتب ستان كراون 0لم يكن مكتبا فخما إنما غرفة تحتوي على طاولة وكرسيي وخزانه ملفات وكان عملها فيه ياسر معظم اهتمامها 0
منذ سبع سنوات عندما اضطرت إلى التخلي عن فكرة العمل لتجنب ساري ,كانت حينها في السنة الثانية من دراسة علم الاجتماع 0ولطالما أثارها العمل مع الناس وكانت تنوي ان تحصل على عمل في احد فروع الخدمات الاجتماعية لكن اقتحام هايد لحياتها تعارض مع كل مخططها 00
فيما بعد,حين أصبح من الضروري ان تفتش عن عمل وجدت ان مؤهلاتها محدودة 0طبعا , لو كان لديها المال لعادت إلى الجامعة وأكملت دراستها ولكن هذا كان صعبا نظرا لوجود فتاة صغيرة ملزمة بإعالتها 00بدلا من هذا تقدمت إلى وظيفة مساعدة مدير مؤسسة لتدريب الشبان وإخضاعهم
إلى دورات في مسك الدفاتر والمحاسبة والاختزال والطباعة على الآلة الكاتبة إضافة إلى تقويم مهاراتهم في عدة مهن يدوية0كانت ماندي تعتبر نفسها محظوظة جدا لحصولها على هذه الوظيفة وأحست أنها مدينة لأستاذها السابق في جامعة دورهام لدعمه لها وإيمانه بقدراتها ,إذمن غير كتاب التوصية الذي قدمه لها ماكانت لتحصل على هذه الوظيفة0احست ماندي بالارتياح لعودة السيد كراون إلى المكتب بعد أسبوع غياب الم الظهر الموسمي الذي أصابه وهكذا تمكنت من العودة الى واجباتها الأصلية وبدأت تعد تقريرا عن عدة مشاكل عالقة يجب ان تبحثها معه حين تتاح لها الفرصة0
رغم انغماسها في العمل وجدت ماندي صعوبة في التركيز على الأوراق التي أمامها 00صحيح ان عملها ليس صعبا أو معقدا, لكن المسالة ببساطة هي ان تفكيرها استمر في الانجراف بعيدا عما كانت تفعله , ووجدت نفسها مرات عديدة تحدق في الفضاء بعيدة تماما عما يحيط بها 0
كانت ذكرى حفلة مساء السبت هي التي تقلقها,الحفلة التي لم تكن راغبة في حضورها باتت مستقرة بألم في ذاكرتها..كان مجرد التفكير في ما جرى في غرفة جلوس انجلا يجعل وجهها يحمر..لازال يذهلها قدرتها على البقاء هناك طويلا في وقت لم تكن ترغب فيه سوى بالهرب.
كان يجب ان تعتذر حالما سنحت لها فرصة مناسبة,وحتما كان هذا رأي ليليان بنتلي أو ليلي..التي لم تشارك زميلتها في حماستها للاخطلاط مع جارتهما إذ ابتعدت عنها ببرود اثناء الحفلة وحذت الضيفات الاخريات حذوها فنظرن إلى ماندي نظرة اقل مودة وهكذا ترك لانجلا ومرافقها محاولة جعلها تشعر بالارتياح.
صدمها معرفة ان الرجل الذي كانت تواجهه بحدة خطيب انجلا,أليوت فرايزر..ليس لانه حرك إهتمامها الشخصي به بل لان تصرفه نحوها لم يكن تصرف رجل واقع في حب يائس مع خطيبته..
على الاقل ليس حسب خبرتها..ربما يتصرف هذا النةع من الناس بشكل مختلف أو ربما كان زواجا دافعا لمصلحة..لكن عند تذكرها نظرات انجلا الى خطيبها , احست ماندي بقناعة ان انجلا تهتم بجنون بلارلندي الوسيم..أما بلنسبة لمشاعره هو لم تتمكن من اكتشافها..
هزت رأسها لتصرف عنها ذكرى لقائه,واجبرت نفسها على التركيز على نماذج الطلبات امامها فهناك متدربون جدد ستبدأ دورتهم في شهر ايلول وستجري المقابلات معهم في ايار وحزيران لتخفيض العدد إلى مايقارب العشرين في كل قسم من الأقسام..كان هذا جزءا مثيرا من عملها خاصة وان السيد كراون قد ابلغها ان رايه الخاص في متدرب معين أهم بكثير من عدد الشهادات الأكاديمية التي يحملها.
نفخ رأيسها انفه في منديله قبل ان يجلس مكانه ثم نظر إليها متسائلا:
- تبدين متعبة..هل ذهبت إلى بلدتك في العطلة؟
أجابت بأدب:
- إذا كنت تعني نيو كاسل,لا..أنا..لم أنم جيدا ليلة أمس.
هز السيد كراون رأسه:
- وأنا كذلك لم أنم جيدا فألم الضهر مزعج.إنه يوقضك من النوم كلما تقلبت في السرير.
ابتسمت:أنا اسفة..لكنك تشعر أفضل حالا الان.
قلب الاوراق على مكتبه:
-إنه ألم استطيع تحمله الان..اعتقد انه في سني هذا يجب ان اتوقع المزيد..وكوني ممتنه لان عدم نومك ليس له سبب مؤلم.
-أجل.
-حسنا..هل لنا ان نبدأ العمل؟
مرر يده على رأسه الاصلع وهو يقرأ التقرير الذي اعدته له.
-هذا جيد..جيد جدا..وشامل.كنت اعرف انك المراة المناسبة لهاذ العمل ما إن وقعت عيناي عليك.
كانت ماندي ممتنة جدا لثقته فيها وكانت بدورها تبذل ما في وسعها لارضاء كل متطلباته ولتتعلم كيفية معالجة المشاكل في غيابه.وبوجه عام, لم يكن هناك عقبات لم تستطع تجاوزها وعرفت مع نهاية نقاشهما أن السيد كراون راض تماما على كل ما انجزته أثناء غيابه.
أصبح مزاج ماندي بعد ظهر ذلك اليوم أقل توترا.فبعد غداء سريع في قاعة الطعام مع سيبل لونغان سكرتيرة السيد كراون,عادت متندي إلى مكتبها مصممة على ان لاتضيع المزيد من الوقت في التفكير في تلك الحفلة..أبعدت كل تفكير في انجلا سيموركلير وخطيبها عن رأسها وانكبت على دراسة شهادة تجارة وأخرى للطباعة.
كانت الساعة تقارب السادسة حين وصلت ماندي إلى برايتون هاوس,يصاحبها الارتياح لاكتشاف طريقا مختصرة توصلها إلى المنزل الذي لم تعتد حتى الان على ضجيج السيارات المارة بمحاذاتها طوال ساعات النهار والليل..كانكان منزل امها يقع في ضاحية نيو كاسل,في منطقة هادئة,لذا لم يكن من السهل عليها التأقلم مع هذا الانتقال,ولكنها على الرغم من هذا كانت ممتنة لحصولها على هذه الشقة التي تبعد كثيرا عن مكان عملها وهكذا يمكنها في ايام الصيف ان تذهب سيرا على القدمين فتوفر بذلك اجرة الباص وقد يساعدها هذا التوفيرعلى القيام بزيارات متكررة إلى نيو كاسل لترى ساري.
وهي تسير في الممر القصير الممتد نحو النزل فا جأتها (اللامبر غيني)وللمرة الاولى رأت أليوت فرايزر وراء مقودها فاستغربت ماندى وجوده المبكر هنا واحست بانكماش في معدتها فهى لاتذكر انها رأت السيارة هنا قبل السبعة والنصف او الثامنة في الماضي..مع أنها يجب ان تعترف انها لم تنتبه سابقا لوجودها إلى ان اشارت انجلا إليها.
ما إن وصلت إلى المدخل حتى كان أليوت قد اوقف سيارته الرياضية القوية ويقطع الباحة الأمامية منتظرا وصولها .. كان يرتدي بذلة سوداء وقميصا أبيض فبدا مختلفا قليلا عن الشخص الذي قابلته في الحفلة..وقف واضعا يديه في جيبه دونما اكتراث,وبدا مسترخيا واثقا من نفسه,ولاحظت من طريقة وقفته المتعالية انه يتوقع منها ان تقف وتكلمه..
قال يسد لها الطريق:(مرحبا..كيف حالك؟)
رفعت رأسها دون ان تنظر إليه وابدت نيتها بوضوح:
-أنا بخير..شكرا لك سيد فرايزر.
واتجهت إلى الباب مضيفة:(اتسمح؟)
نظر إليها بثبات للحظات فأحست بالعينين الرماديتين المزعجتين تخترق جفنيها المنخفضتين,ثم تنحى جانبا:
-بكل سرور.
وتركها تمر وتسبقه إلى المدخل المعتم.
-الطقس بارد في الخارج هذه الليلة..مثلج جدا,اليس كذلك؟
ضمت شفتيها بشدة وكبتت ردا قفز إلى لسانها ثم راحت تبحث في حقيبة يدها عن المفتاح.ليتها فكرت في هذا قبل ان تدخل إلى المبنى,فمن الصعب رؤية ماتفعله بدون نور.عندما وجدت المفتاح أخيرا أفلت من يدها ووقع على الارض مصدرا صوت رنين قرب قدمي اليوت..وراقبته بإحساس عاجز ينحني ليلتقطه بحركة رشيقة.
قال متجنبا يدها الممدودة:(اسمحي لي)
وقفت متصلبة وهو يدس المفتاح في ثقب الباب ويدير المقبض ثم أضاف وهو يضعه في كفها الممدود:ما من مشكلة.
هزت رأسها باحترام قبل دخولها إلى الشقة.
كانت لاتزال مستندة إلى الباب من الداخل وقلبها يخفق باسرع من عادته حين سمعت قرعا خفيفا خلفها فأدركت انه لايمكن أن يكون هناك احد سواه.فكرت ان تتجاهل قرعه لكن لم يكنعناك امكانية الا تسمعه,وإن لم ترد ستبدو وكانها خائفة
أخذت نفسا عميقا وجمعت طرفي سترتها معا ثم استدارت وتعابير وجهها صارمة..فتحت الباب وبقيت ممسكة بالاكرة وكانها تخاف ان يحاول الدخول عنوة.
كان اليوت يستند إلى جهة الجدار لكنه استقام بسرعة عند رؤيتها.
سألت بعصبيه :(نعم؟)
-هل استطيع الدخول؟
دهشت وبدا هذا عليها:(ارجو عفوك؟)
-قلت :(هل استطيع الدخول؟ أريد التكلم معك والافضل الا افعل هذا على مقربة من مسمع السيدة موركر)
مررت لسانها على فمها:(السيدة موركر؟)
هز رأسه إيجابا:
-في أي دقيقة الان سينفتح بابها,ولو قليلا..فما رأيك؟
نظرت ماندي خلفها وهي تعي فجأه التضارب الكبير بين شقتها المتواضعة وفخامت الغرف التي تسكنها خطيبته..
حاولت ان ترد بعدم اكترات مهذب:
-لا أظن هذه الفكرة جيدة إذ لا أستطيع التفكير في كلام نقوله لبعضنا سيد فرايزر..إذا لم تكن أجلا في المنزل فأنا اسفة..لا أعتقد أنك تستطيع انتظارها هنا.
زفر أنفاسه بصوت مرتفع:
-لاعلم لى ان كانت هنا ام لا..اسمعي,أنا لن اهاجمك اوماشابه..أريد ببساطة ان اعتذر ان كنت تظنين انني اخرق.
-أخرق؟
-عندما اخبرتك بما قالته انجلا عنك..وحينما لم اعرفك بنفسي.
اتسعت انف ماندي قليلا:(هذا غير مهم).
-أعتقد انه مهم.
اشتدت اصابعها على اكرة الباب المعدنية.
-لماذا؟من غير المحتمل ان نلتقي مرة أخرى..اليس هكذا؟
ضاقت عيناه:ولم لا؟إن انجي تحبك ولقد أخبرتني بهذا.
صمت قليلا ثم اضاف حين لم ترد:-حسنا ..هذا تقريبا كل ماجئت لاقوله.
تنفست باضطراب وتمتمت:(حقا؟)
أحست فجأة بخيبة أمل فأردفت:
-هل خطيبتك في المنزل؟
-اشك في هذا.
مد يده ليخرج مفتاحا.
المحل لايقفل أبوابه قبل الساعة السابعة,وهي السادسة الان..لكن لاتقلقي..لدي مفتاح.
ترددت ماندي:-أنا..كنت سأعد بعض الشاي.
ماالذي دهاها لتعرض عليه تناول الشاي؟هل تريده ان يحمل معه قصصا إلى الطابق الاعلى عن الظروف الصعبة التي تعيشها؟أضافت بسرعة:
-أاعني..لااعتقد..انك تشرب الشاي.
رد وعيناه الرماديتان تمازحانها:
-أنا لااعيش على زهر النرجس أو رحيق الازهار..شكرا لك,سأحب تناول فنجان شاي عندك آنسة آبكوت.
عليها إذا ان تتراجع لتفسح له المجال للدخول,فعلى عكس الشقة فوق لم يكن هناك ردهة بل يدخل المرء مباشرة إلى غرفة الجلوس..واشتد احمرار وجه ماندي حرجا عندما راح اليوت ينظر إلى ماحوله باهتمام ظاهر.
عند إقفال الباب خلفه لم تكلف ماندي نفسا عناء تصحيح تقييمه لحالتها,بل رمت معطفها إلى الكرسي وسارت إلى المطبخ تاركة المجال امامه ليكون الفكرة التي يريدها عن الشقة..إنها ببساطة غير مهتمة برأيه وكلما سارعت في تقديم الشاي له كلما كان أفضل لها,ثم إن انجلا قد لاتعجبها هذه المحطة وهو في طريقها لتزورها.
كانت تتفحص محتويات علبة البسكويت عندما وقع ظله عليها وقال:
-اعتقد انني اقول دائما التعبير الخاطئ لك..اليس كذلك؟
مرر اصبعه بتكاسل حول ياقته,واضاف:
-كيف يمكنني الان اصلاح ماقلته؟بان اقول لك انني كنت احاول ان اكون مهذبا,ام بالتاكيد انك تبدين رائعة بنظري؟
احنت ماندي راسها:-لاهذا ولا ذاك..لايهم..اذهب واجلس!سأنضم إليك بعد قليل.
-حسن جدا..
هز كتفيه بلا مبالاة وتركتها,والى ان وضعت الحليب في الإبريق الصغير وملا تقصعت السكر ووضعت الفنا جين على الصينية,كانت الماء قد غلت.فملأت ابريق الشاي ووضعته على الصينية كذلك ثم حملتها إلى غرفت الجلوس..أثناء غيابها كان قد فك زري قميصه العلويين وأنزل ربطة عنقه قليلا تحت الياقة فناسبه مظهره المشعث هذا تماما..إنه ينبض بلحياة والجاذبية,إنه رجل من النوع الذي لايمكن للمرء الا ان يحس به,جاذبيته التي قد لايعيها هي تحد بحد ذاتها.
نفضت هذه الافكار عنها وجلست على مقعد قبالته ثم صبت الشاي,وهي تسأله:(حليب وسكر؟)
هز رأسه ورد بخفة :(بدون شئ)
خمت انه يشرب الشاي مع الحامض لكن ليس لديها شئ منه على أى حال.
مع ذلك فقد بدا انه يستمتع وهو يشرب فنجانه ولم يتردد في قبول واحدا آخر..كان يجب ان تدرك انه يشعر بالراحة في أي مكان..إنه يتكيف مع محيطه غير مكترت بمشاعر احد عدا مشاعره..إنه يشعرها بانها غريبة في شقتها الخاصة وكرهت تصرفه هذا بقدر ما كرهت جاذبيته.
سألها فجأه وهو يعيد فنجانه إلى الصينية:
-لماذا لااعجبك آنسة آبكوت؟هل اخيفك؟هل المر هكذا؟هل تخافين الرجال؟أريد ان اعرف ما الذي فعلته لاثير فيك مثل هذه العدائية؟
وضعت ماندي فنجانها بعناية:-اعتقد انك تتصور الاشياء سيد فرابزر
راقبته عيناه بخبث:
-حقا؟ صحيح اننا لانعرف بعضنا جيدا ,لكنني استطيع ان احس بالعداء حين اواجهه..انسة ابكوت.
ردت بسرعة:-أنا لست الانسة ابكوت..انا السيده ابكوت.انا..كنت..متزوجة.
-اه
اثارت تنهيدته الطويله حنقها فتخلت عن أي محاولة اخرى للتادب ووقفت:
-ليس الامر كما تفكر فيه..سيد فرايزر..انا لا اخشى الجنس الاخر..ولا اكره كل الرجال..اوماشابه..انا ببساطة..ببساطة..لااهتم برجل من طرازك..هذا كل شيء!
سأل بنعومة:-طرازي؟ربما رجل مثل زوجك السابق؟
مثل هايد!احست ماندي برغبة هستيرية في الضحك..مامن شخص احط منهايد تستطيع ان تتصوره,لكنه مجرد هاوٍ مقارنة مع اليوت فرايزر..ربما كانت مسؤولة جزئيا عن الرأي المتفاخر لهايد في نفسه فقد احست بإرضاء لغرورها حين اختارها ساحر قلوب الفتيات المحلي صديقة له,ووقعت في جمال طلعته بدون التساؤل عما قد يكون داخله إلى ان كان الوقت قد فات.
ردت على اليوت فرايزر:-انت لست كزوجي!وما كان يلمح إلى انك تشبهه.
إنه على أي حال ليس مسؤلا عن خداع زوجها لها,واحست بخجل سخيف لانها فقدت اعصابها.
احس اليوت بتوترها فوقف يشد ربطة عنقه يقول:
-اظن من الافضل ان اذهب.
استدار حول الطاولة الصغيرة:
-شكرا على الشاي ..كان لذيذا.
ما إن خرج حتى احست باندفاع لان تستدعيه ثانية..جلست على حافة مقعدها ووضعت ذقنها بين يديها ثم راحت تنظر الي الموقع الذي كان يجلس فيه على الاريكة وهي تفكر بمراره: ياله من إخفاق تام!لقد جعلت من نفسها بلهاء تماما..لم تكن تريده ان يخرج ولديه هذا الانطباع عنها.لاشك انه سيجد الكثيرمن التسلية حين يقص ما جرى على انجلا وليلي.
لامست الدموع الساخنة اطراف اصابعها فوق خديها,فأعادت لها نوعا من الارتياح وأقنعت نفسها ان المسأله ليست بتلك الاهمية..
مسحت الدموع وبذلت جهدا كبيرا لجمع شتات نفسها..ثم وضعت الابريق وفنجانها على الصينية وحملتها إلى المطبخ..إنها ليست صديقة لانجي او ماشابه..وسيعلمها هذا ان تكون حذرة منهم اكثر في المستقبل..إنهم ليسوا مثلها ويجب ان تتذكر هذا.

Disckoooooo 09-04-09 05:32 PM

الفصل الثالث
 

3-قولي أرجوك!




مر أسبوع قبل ان تلتقي ماندي بإحدى جارتيها اللتين تسكنان في الطابق الأعلى مرة اخرى..منتديات ليلاس



كان أسبوعها غير مستقر وزاد في هذا عودتها مساء الثلاثاء من العمل واكتشافها باقة زنبق عاجية اللون وسوسن أزرق ناعم موضوعة على مغسلة المطبخ.


قالت السيدة موركر:


-لم اعرف أين أضعها لك..بدا من المؤسف تركها في الردهة الخارجية..إنها جميلة جدا..اليست هكذا؟واضح ان لديك معجب سيدة آبكوت.


ابتسمت ماندي لكن افكارها لم تكن هادئة مثل تعابير وجهها..عرفت سلفا ان لابطاقة ترافق الباقة وهناك شخص واحد فقط حسب تقديرها يمكن ان يكون من ارسلها:أليوت فرا يزر!


قالت لزوجة وكيل المنزل:


-أنا.. ممتنة لك جدا سيدة موركير.


-اضطررت إلى وضعها في المغسلة.


وتطلعت إلى ماحولها في غرفة الجلوس:


-لم اشأ ان افتش عن مزهرية..وكان هناك الكثير...


-اجل..شكرا لك..سأجد ما أضعها فيها.


-أستطيع ان أعيرك مزهرية أو ربما اثنتين,إذا احتجت إليهما.


لكن ماندي كانت مصممة على الرفض,وقالت بتأدب:


-أنا واثقة انني سأتدبر الامر بنفسي.


واحست انها شريرة في عدم تركها المجال لارضاء فضول العجوز..لكن كيف تقول لها إن خطيب انجلا هو الذي ارسل لها الزهور؟وكيف يجرؤ أليوت فرا يزر على وضعها في هذا الموقف الحرج؟


اضطرت السيدة موركير إلى التخلىعلى مضض عن اسالتها الفضولية.


-حسنا..إذا كنت واثقة..انت فتاة محظوظة!لابد انها كلفت من اشتراها مبلغا كبيرا.


ابتسمت ماندي مجددا لمجرد تلطيف كلماتها:


-أنا واثقة من هذا..


وأغلقت الباب بحزم قبل ان تطلق المرأة تعليقا آخر.


ومع ذلك وفيما كانت تملأ كل قصعة وإبريق وزجاجة حليب تملكها بالزهور الناعمة الرائحة,لم تستطع ماندي سوى ان تتنشق رائحتها العطرة..لم يكن لديها هذه الكمية من الازهار في حياتها..وكان انطباعها الاول اعادة الباقة إلى مرسلها,الا انها امتنعت عن ذلك حالما قدرة نتيجة مثل هذا العمل,فأولا ليست لديها فكرة عن مكان إقامة أليوت فرا يزر أو عمله,حتى ان اهتدت اليه فليس بامكانها ان تخاطر في احراج انجلا التي قد تكون معه حينها.إضافة إلى هذا هناك امكانيه ولو ضئيلة بالا يكون هو الذي ارسلها..كم ستبدو سخيفة لو اعادت الزهور اليه واتضح انه لايعرف شيئا عنها!


برز امامها حل واحد اخير..لكنها لم تفكر فيه طويلا إذ لم ترق لها ابدا فكرة إعادتها إلى محل الذي ارسلها لانها لايمكنها ارسال مثل هذه الزهور الناعمة إلى الاتلاف الفوري,مع النظر بعين الاعتبار إلى ان أليوت ارسل الازهار من غير اسم لذا لن يعرف ابدا بامر اعادتها.


شعرت بالرضى وهي تقنع نفسها بهذه الفكرة واكتشفت انها تتمتع كثيرا باللون الذي تضيفه الأزهار على غرفة الجلوس المكتئبة,ووجدت نفسها تراقب وجودها الحي كل يوم بعد عودتها من عملها الشاق إلى شقتها,وحين بدأت أخيرا في الذبول اشترت بعض الأزهار لنفسها لتعوض عن خسارتها.


تحدثت مع ساري مرة اخرى عبر الهاتف ووعدتها بان الايام الفاصلة عن يوم مولدها ستمر بسرعة.


-سأصل في قطار السادسة مساء الجمهة القادم.انا اتطلع شوقا إلى حضوري..


كانت نهاية الأسبوع بدون أحداث,واعتقدتان انجلا وصديقتها ليستا في الشقة إذ لم يصدر أي صوت عن شقتيهما طوال يومي السبت والاحد..امضت ماندي الوقت بطلأ مطبخها محاولة بتصميم المقارنة بين هذا الأسبوع والاسبوع المنصرم.


تواجهت مساء الاثنين وجها لوجه مع انجلا في ردهت المنزل..كانت الفتاة في طريقها إلى الخروج عندما وصلت ماندي حاملة باقة أزهار في يدها فقالت انجلا بلهفة:


- ما أجملها! أحب أزهار الربيع كثيرا,الاتحبينها أنت؟بالطبع تحبينها..لقد قالت لي السيدة موركر إن شخصا ارسل لك باقة كبيرة منها!


كتمت ماندي انفاسها..كان يجب ان تدرك ان السيدة موركير تنقل الاقاويل إلى جميع سكان المنزل وليس إليها وحدها وحسب..قالت:


-اوه..اجل.كنت محظوظة..لقد ارسلها صديق لي في العمل ..


سألت نفسها بنفاد صبر:لماذا تقول هذا؟من في المؤسسة قد يرسل لها شيئا؟وكيف تتاكد ان أليوت لم يفض بكرمه إلى انجلا؟


قالت انجلا:


-أحب تلقي الأزهار كثيرا..يرسل أليوت لي الورود ودائما يعرف انني احبها.


رطبت ماندي شفتيها :(أنت محظوظة جدا)


تنهدت انجلا برضى :


-اجل ..انا محظوظة.هل رأيت خاتم الخطوبة؟


مدت لها يدها:(اليس رائعا؟)


وكان رائعا بالفعل..حجر زفير مربع يحيط به حبات من الالماس ويلمع حتى في ضوء الردهة القاتم,وقالت ماندي بتوتر:


-انه جميل..متى..متى ستتزوجان؟ام لم تقررو بعد؟


في شهر كانون الاول..كما اعتقد..اليوت مرتبط بعمل كثير,وآمل ان يكون شهر عسلنا في ليلة رأس السنة.


-ياله من امر رائع!


اصبحت لهجة ماندي زائفة الان لكن انجلا لم تلا حظ,واجا بت ترفع كتفيها:


-أجل..اليس كذلك؟لكن يكفي كلاما عني الان..انا لم ارك منذ الحفلة..هل استمتعت بها؟


ابتلعت ماندي ريقها:


-اوه.. كانت.. ممتعة جدا..انا اسفة,كان يجب ان اتصل بكي..لكن المشاغل كثيرة.


هزت انجلا رأسها:


-لاتفكري في هذا..كل ما املت به الا تكوني غضبت من الطريقة التي تصرفت بها ليلي..إنها احيانا باردة ومتعالية..وكانت ذلك المساء في مثل هذا المزاج, لكنها في الواقع فاتنة حين تتعرفين اليها جيدا.


تنحنحت ماندي:


-أنا واثقة من هذا..حقا..ليس الامر مهما..كانت ليلتك أنت على أي حال.


-ما رأيك بأليوت؟لقد تحدثت معه اليس كذالك؟أوليس رائعا؟


أفلتت الأزهار فجأة من يد ماندي فانحنت بإرتباك لتلتقطها وبقي سؤال انجلا بدون رد إذ قالت:


-يجب ان اذهب الان..سأقابل والدي بعد ربع ساعة..ولن يكون مسرورا أن تأخرت..وداعا.


-وداعا.


ابتسمت ماندي لها, لكن بعد ذهاب انجلا احست بموجة ارهاق تجتاحها وبدت لها الخمس سنوات التي مرت منذ كانت صغيرة حيوية مثل انجلا بعيدة جدا..لكن هل كانت يوما صغيرة مثلها؟


جاء يوم الثلاثاء بسيل من الاحداث في المؤسسة..فقد تعثرت السكرتيرة سيبل لونغمان على السلم ذلك الصباح ولوت معصمها وهذا مامنعها من القيام بأيت طباعة..وارن غراندولف,الناظر,آلم ظهره وهو ينقل بعض الصناديق في المخزن..اما السيد كراون فقد مزق بنطلونه في طريقه إلى العمل,ونتيجة لهذا لم يصل قبل الحادية عشرة.


عند حلول وقت الغذاء أحست ماندي وكأنها قامت بعمل يوم كامل..كان هناك رسائل معينة يجب الاهتمام بها,ونظرا لاعاقة سيبل اضطرت ماندي إلى تولي الطباعة بنفسها,ولم يكن الامر سل عليها..ووجدة ان الة سيبل الحديثة معقدة وغير مألوفة لها.


عند حلول وقت الغداء قررت ماندي الا تتناول السلطة في قاعة الطعام نظرا لاضطرارها إلى الذهاب للتسوق.ارتدت سترة بذلتها الرمادية الداكنة وركضت مسرعة نحو اشعة الشمس الشاحبة التي تغمر (ادجويرود)


كان منظر السيارة الرياضية السوداء المتوقفة دونما اكتراث على الخط الاصفر في الخارج كافيا لان يجفلها قبل ان تتعرف إلى الرجل الواقف مستندا إلى مقدمتها.


قال وهو ينظر اليها:


-مرحبا..كنت انتظرك.


اخذت نفسا عميقا واستدارت تواجهه:(حقا؟لماذا؟).


انقلب تعابير وجهه إلى الاكتآب :(ولماذا في رأيك؟)


لا استطيع أن اتكهن..فعلا..لكنني سأكون ممتنة إن اختصرت الشرح..ليس لدي وقت كثير.


سألها بحدة:


-لكنك تتناولين الغداء..اليس كذالك؟لقد بدأت اتسائل.


-ماذا تعني؟


وأجبرت نفسها على التفكير في انجلا وما قد يعنيه هذا لها.


نظر إلى الشارع متفحصا:


-اعني انني انتظرت يوم امس بدون جدوى.


فغرت فاها بدهشة:


-انتظرت بلامس؟


-هذا ما قلته.


هزت رأسها:


-أنا اتناول الطعام عادة في قاعت الطعام.


قال ساخرا:


-حقا؟ كان يجب ان افكر في هذا.


قاومت لتستعيد عدم اكتراثها:


-لست ارى سببا..اتعرف انك تقف في مكان ممنوع؟


-بما انني حصلت على محضري مخالفة بالأمس,فأنا اعرف هذا,ماندي..


-إذا يجب ان احذرك..هناك دورية شرطة مرور قادمة واظن من الافضل ان تحرك سيارتك سيد فرا يزر..إلا إذا كنت تتمتع بالمساهمة في دعم بلدية لندن الكبرى.


شد أليوت على فمه وقاس بسرعة المسافة التي تفصل الشرطة عن سيارته.


-هل تتناولين الغداء معي؟


لكن ماندي رفضت طلبه:(لااستطيع)


فاستدار وعاد مسرعا إلى الامبرغيني.


كان هناك رواق يحوي عدة متاجر اعتادت ماندي ان تتسوق ماتريده منه,اتجهت اليه وهي تقاوم الاندفاع بأن تنظر خلفها لترى ما إذا كان أليوت قد نجح في تفادي محضر مخالفة أخرى..كان قلبها لازال يخفق بشدة بسبب السرعة التي حاولت فيها اكبر مسافة بينها وبين أليوت..وقفت لعدت دقائق تتفرج على واجهة بائع كتب ومجلات بدون ان ترى شيئا في الواقع.


سألت نفسها اكثر من مرة:لماذا يفعل هذا؟إنه امر غير معقول إذ لديه خطيبة جميلة تهتم به,وإذا كان راغبا في العبث فلا شك ان لديه فرصا عديدة مع الكثيرات من الفتيات,فلماذا يختارها هي ؟إذا كان يسعى للمغامرة فلماذا لايجد لنفسة فتاة من طبقه يرضي بها غروره؟ام ان السبب يتعلق بكونها مختلفة؟ربما يظنها سهلة المنال أو من غير المحتمل ان تعترض كثيرا طالما انه يعوضها بطريقة اخرى مثل...باقة أزهار..كانت ترتجف بشدة وأدركت انها لم تشتر شيئا مما جائت لشرائه,ووجدت صعوبة في دفع قدميها امام الاخرى لذا قررت التخلي عن فكرة التسوق والعودة إلى العمل.


-هل أنت على مايرام؟


اجفلها صوت الرجل اللطيف خلفها ما جعلها تترنح قليلا:


-أنا..اوه..اجل,أنا بخير.


للحظات ظنته أليوت وهي لاتشعر بالقدرة على مواجهته الان.كان من الواضح ان المسن قلق عليها:


-هل أنت واتقة؟


حاولت ماندي انستجماع قواها لتطمئنه وابتسمت:


-لابد انني جائعة.


ثم علقت انفاسها في حلقها وهي ترى طيفا نحيلا أسود يتقدم نحوهما..كان يجب ان تعرف ان أليوت لن يستسلم بسهولة..وتسائلت ما إذا كانت تجرؤ على طلب الحماية من الرجل المسن الواقف إلى جانبها,لكن الظروف لم تكن تسمح لها بتوريط شخص آخر..منتديات ليلاس



وصل أليوت إليهما وراحت عيناه الرماديتلن تتفحصان وجه ماندي بقلق ظاهر..فسألها مابك:(مابك؟)


وقف بجانبها فاستدارالعجوز بارتياح ليقول وكأنه وجد فيه الشخص الذي سيريحه من مسؤوليتها:


-تشعر السيدة الشابة بقليل من الاغماء..تقول إنها جائعة..ويجب ان تتاكد من انها ستتناول غداءها حالا.


-سأفعل هذا..آسف لتاخري ماندي..لاقيت صعوبة في ايقاف السيارة.


ارتجف فك ماندي بمزيج من الاحباط والوهن,لكن حين حثها لتتحرك لم يكن لديها خيار آخر..إنها متعبة جائعة وقدى سلبها الجهد الذي بدلته في مواجهته معظم قدرتها على المقاومة.


صاحت بقلق:


-لماذا تفعل هذا؟أنت تعرف انه قد يرانا احدهم..ثم الا يعني لك شيئا كوني لا اريد تناول الغداء معك؟


رد بعجرفة قاسية:


-لو كنت اعتقد هذا لما جئت إلى هنا.اقترح ان نجد..


قاطعته محتجة:


-لا!لا..لن اذهب معك!لست أدري من أين واتتك فكرة انني ساحب تناول الغداء معك,لكنك مخطئ..صدقني!والان,ارجوك ابتعد عني وتوقف عن ازعاجي!


-ماندي..


-سيدة ابكوت.


حسنا..سيدة ابكوت..هل تنكرين انك لست في حالة مناسبة لان اتركك لوحدك؟


قاطعته:(هذا بسببك)


احنى رأسه بأدب:


-إذا قالت هذا..مع ذلك سأكون نذلا حقيرا إن تركتك الان.لذا اقترح ان نجد مكانا تجلسين فيه وسأشتري لك شرابا وسندويشا أو مايلزم لاعادت بعض اللون إلى وجهك.


تنهدت ماندي:(وإذا رانا احد؟)


التوت شفتا أليوت:


-وهل تخجلين من رؤية احد لك معي؟


-أنت تعرف ما اعني!


-شخص اعرفه؟


-اجل.


-وماذا في هذا..؟أنا سأشتري لك ما تشربينه..فأين الضرر في هذا؟


أين الضرر حقا؟لحقت به على مضض إلى داخل مطعم صغير واتجهت إلى طاولة منزوية آملة الا يعرفها احد,ولكونها قادمة جديدة إلى المطعم فقد لاحظت انها اثارت الكثير من الاهتمام بين الحضور الذكور.


كانت الطاولات محجوزة باجمعها,لكن تلك التي في الزاوية كانت بمقعدين خاليين.جلست ماندي على المقعد البارد مع بعض الارتياح,كانت ممتنة لفرصة الجلوس واستعادة سيطرتها على نفسها..ستكون هذه حتما فرصة لتظهر له انه يضيع وقته في ملاحقتها!


جاء أليوت بكوبين من المرطبات فرفعت يدها لتريه مكان جلوسها..تقدم حاملا الكوبين في احدى يديه وسندويشين من اللحم والسلطة في اليد الاخرى.


كالعادة,بدا مرتاحا وكأنه في بيته حتى وان كان مايحيط به غير مألوف.رشف قليلا من الكوب الذي جاء به لنفسه من دون ان يعي ان هناك فتاة تجلس قبالته نقلت اهتمامها من صديقها إليه.


واجهها قائلا:أنت شاحبة


كنتت انفاسها وشربت من محتويات كوها.اخذت رشفة اخرى قبل ان تتفحص سندويشها فقال أليوت:


-ليس لديهم سوى شرائح اللحم والسلطة..وارجو ان تعجبك.


لم ترد ماندي عليه بل قضمت السندويش وراحت تنظر إلى عيني الشابة قبالتها بثقة اكبر بالنفس..على أي حال لايمكن لومها على تحديقها باليوت..انه جميل الطلعة ولا تلومها ان كانت تتسائل عما يفعله مع امرأة مثلها.


-هل لاباس به؟


ردت ماندي بادب:


-اجل..شكرا لك.


لم تنه ماندي سندويشها,كان هذا مستحيلا امام نظرات أليوت والفتاة الجالسة قبالتهما,وترك أليوت نصف ساندويشه كذالك.وبدون طلب الاذن منها حمل الكوبين وذهب إلى طاولت التقديم ثم عاد بكوبين مماثلين وبعينين تحديانها ان ترفض.


ارتاحت ماندي عند مغادرت الشاب والفتاة قبالتهمابعد دقائق وبقي مكانهما فارغا..ثم اخذ الجمع في المطعم يخف مع عودت الناس إلى اعمالهم..نظرت ماندي إلى ساعتها وراعها ان تكتشف انها تكاد تبلغ الواحدة والنصف.


قالت بعد ان شربت ما تبقى من كوبها:


-يجب ان اذهب.حقا..يجب ان اكون في المكتب الثانية الا ربعا.


-ستكونين هناك..لا اعتقد انه من المجدي طلب ان تغيبي بعد الظهر,اليس كذالك؟أنت صادقة وضميرك حي.


احست بضيق في انفاسها:(سيد فرا يزر..)


-أليوت.


-سيد فرا يزر..اعتقد ان هذا الحديث امتد إلى اكثر مما ينبغي.


التوت شفتاه بسخرية:


-حقا؟حسنا..اعتقد انك قد تكونين محقة..لكن هذا لايحل مشكلتي.


-لا اظن ان لديك مشكلة سيد فرا يزر..ارجوك..اريد الخروج الان.


-واذا لم اسمح لك؟


-سأصرخ.


-وهل تفعلين هذا حقا؟ألن يكون هذا كفعل ما تحاولين تجنبه؟جذب الاهتمام الينا؟


-ارجوك..


-قولي ارجوك أليوت.


ردت بصوت منخفض متوتر:(ارجوك..اليوت!)


-حسن جدا.


خرج بحركة سريعة من على المقعد وتمكنت بدورها من رفع نفسها ثم سارت امامه بسرعة إلى الخارج.


قال أليوت سأرافقك حتى المؤسسة.


سار معها بالغم من احتجاجها وقال:


-اخبريني ماهو عملك في هذه المؤسسة؟لقد تناولنا الغداء معا ولم اعرف شيئا عنك.


ردت بانزعاج:


-أنا واثقة ان هذا لن يثير اهتمامك.


لو لم اكن مهتما لما سألت..انه ليس من اسرار الدولة,هل هو هكذا؟أنت لست عميلة في مشروع سري؟


احست بدافع للضحك لفكرة ان يكون السيد كراون متورطا في عملية سرية أو جاسوسية.


-إنه امر بعيد الاحتمال..في الواقع أنا اعمل مساعدة لمدير المؤسسة..وهو عمل مثير ويعجبني.


رفع أليوت رأسه:


-لكنك لست من لندن..اليس كذالك؟


-لا..الم تخبرك خطيبتك؟لقد جئت من الشمال,من نيو كاسل ..واعيش في لندن منذ شهرين فقط.


-وهل يعجبك المقام؟


-لقد قلت انني أحب عملي..اما ماتبقى..فأنا اشتاق إلى عائلتي فقط.


وصلا إلى المؤسسة فتوقفت واستدارت تودعه,قالت وكأنها تتلو كلمات حفظتها في الذاكرة:


-شكرا لك على الغداء.


دس يديه في جيب بنطلونه:


-اريد رؤيتك مرة اخرى.


تقدم خطوة فأحست بتوتر.


-لا تقولي لي أي كلام سخيف حول ان هذا ليس فكرة جيدة..او ماذا ستقول انجلا ,قولي فقط (نعم)للمرة الاولى في حياتك من دون موازنت الصواب والخطأ.


-لا استطيع..


-اوه..حبا بالله!


كررت مترددة:(لااستطيع).


كان من الصعب جدا رفض طلبه لكن المنطق انتصر في النهاية..فقالت متصلبة:


-اسمع ..ادرك انك على الارجح معتاد على وقوع النساء تحت قدميك..لكنني لست هكذا..ليس في نيتي ان اوفر لك تجربة من نوع جديد أو لاي شخص آخر..وإذا كنت تريد تجربه عابرة فما عليك سوى التفتيش في مكان آخر!

Disckoooooo 09-04-09 05:34 PM

الفصل الرابع
 

4-خطأ!


كانت مكاتب اتحاد شركة فرا يزر للتأمينات والاستثمار تقع في سلحة هادئة من شارع ستراند..حين اشترى جد أليوت الشركة عام 1920,كانت عبارة عن طابقين من مبنى سكني قديم قرب(كنغ كروس).وفيما ركز معظم المضاربين على سوق القطاع و الاسهم,انصرف هيللر فرا يزر إلى شراء الاملاك موظفا اموال زبائنه في حجارة صلبة بقية صامدة حتى بعد انهيار(وال ستريت)أو شارع المال وترك أكثر المستثمرين مفلسين..منتديات ليلاس



ونمت اعماله وتوسعت..في الخمسينات تابع والد أليوت مسيرة ابوه وتطلع إلى ماوراء البحار بحثا عن مشاريع يستكشفها..والان يمتلك افراد اسرة فرا يزر أسهما في مناجم الألماس في أفريقيا,ويمتلكون ايضا آبار نفط في الاسكا,مزارع ماشية في امريكا الجنوبية,شركة نقل جوية وأسطول ناقلات نفط..وقد أنتجت وانتجت مصانعهم الكيميائية انواعا جديدة من السماد..في الواقع يشارك اتحاد فرا يزر في معظم التقدم التكنولوجي,ومجلس ادارتهم فريق شامل من المحاسبين,العلماء,المهندسين,والخبراء في علم الاحصاء الذين يصنف أليوت فرا يزر منهم.


عندما تقاعد والده في الستين من عمره منذ ثلاث سنوات مضت اصبح أليوت رئيس مجلس الادارة وكان لايزال شابا في الثلاثين لكن في السنوات الثلاث الماضية اكد أليوت على الثقة التي وضعها واله فيه وهو الان في الثالثة والثلاثين ومعروف بين اكثرية رجال الاعمال والاستثمار..لطالما اهتم أليوت بعلم الحساب ولقد حصل على درجة عالية في الاقتصاد من جامعة اوكسفورد.إضافة إلى هذا,كان يمضي جزئا من كل سنة في زيارة مواقع العمل التا بعة للشركة في الخارج وكانت معرفته الدقيقة بتفاصيل كل مشروع تجعله خصما مهيبا.


مكتب أليوت هو الذي شغله والده وجده من قبل وكان في الطابق الاخير من المبنى ويطل على ارض لمشروع حديقة جديدة..


نظر أليوت بنفاذ صبر إلى ساعته الذهبية في معصمه..كم الساعة الان؟واشتد ضغطه على فمه حين رأى انها لاتزال الرابعة والنصف وان هناك ساعة ونصف قبل ان تصل انجلا كما قالت,كي يذهبا إلى(سوسكس)معا..تسعون دقيقة اخرى قبل الانطلاق لقضاء عطلة الأسبوع وهو يبدي الادب مع انجلا واهلها ملأته بالبؤس.


ترك النافذة وعاد إلى مكتبه يقلب الاوراق التي تتطلب دراسة مركزة منه بدون اكتراث..لديه عمل يقوم به ولكنه يشعر بشكل غريب بنقص في قدرته على التركيز,وللمرة الاولى في حياته يفقد الاهتمام بكل شئ..إنه ضجر ولا يهتم,الطاقة الفكرية التي لا تهدأ لديه أصبحت تفتقد الان إلى التوجيه الطبيعي.


لم يكن هناك سبب منطقي لعدم رضاه وهو يعترف بها الان..واخذ ينقر باصابعه فوق منضدته..ليس هناك أي ازمة في الشركة ولا مشاكل خاصة عليه التعامل معها..حتى ان حياته الخاصة هي كما يتمناها..انجلا فتاة جميلة وعلاقتهما مرضية تماما..فما هو الشيء الخاطئ؟


مع تفكيره في انجلا عاود النظر إلى ساعته فوجد انها لازالت الرابعة والنصف وخمس دقائق..خمس وثمانون دقيقة على الانطلاق..ربما يحتاج إلى ما يشربه..ربما سيساعده قليل من القهوة المرة على رفع الغمامة الكئيبة المسيطرة عليه.


صب لنفسه فنجان قهوة وحمله إلى منضدته ثم جلس متثاقلا على مقعده الجلدي ورفع قدميه فوق المنضدة..احس بدفء القهوة القوية السوداء وهي تجد طريقها إلى معدته..وقرر ان يطلب من كاربنتر ان يوصله إلى(فايفا وكس)فهو يشعر انه متعب,وهناك وقت طويل قبل وصول انجلا.


انجلا..


فكر أليوت بخطيبته وهو يتفرسرفي السائل الاسود في فنجانه..لقد عرف الكثير من النساء قبل ان يتعرف اليها لكنها الاولى التي يطلب يدها فقد بدت له مناسبة تماما لتكون زوجة رجل في مثل مركزه,وبما انه في الثالثة والثلاثين وابواه متشوقان لان ينجب لهما حفيدا,لم يعترض على تشجيعهما الايجابي.


اضافه إلى كل هذا فان انجلا جميلة وهي ترضي غروره بنفسه,ولو انه يجد حديثها احيانا مملا إلا انه لا اختلاف في هذا عن زوجات اصدقائه فهو لايريد الزواج من امرأة اعمال..إذا لماذا يشعر بهذا الاحباط المريع؟


وتوصل إلى الرد الذي تعمد تجنبه حتى الان:ماندي آبكوت!


لم يكن هناك سبب وجيه لانزعاجه من تصرفها نحوه إلى هذا الحد..لكنه منزعج!اصبح منذ يوم الثلاثاء مكتئبا يفكر فيما حدث اثناء الغداء,وفي ردة فعلها العدائية على دعوته الودية وهي ما اصاب فيه وترا حساسا.


في العاده,لم يكن أليوت رجلا عنيفا بل العكس,فهو معروف بمرحه وشخصيته الساحرة وتفكيره الدقيق بوجه عام.إنه رجل هادئ الطباع معتاد على اخفاء مشاعره الداخلية حتى في وجه استفزاز متطرف..لكن ماندي آبكوت اثرت على اعصابه وكان لها قدرة على تحريك المشاعر التي لم يكن يعرف انه يمتلكها,ومن الثير للقلق معرفته انه لايستطيع السيطرة دائما على مشاعره هذه عندما يكون معها.


أراد يومها أن يلحق بها إلى المؤسسة حيث تعمل وكاد الغضب الذي تملكه بسبب ردها المهين يتغلب على تعقله الطبيعي,واثناء عودته إلى الشقه كان يسلي نفسه بتخيل صور زملائها وهم ينظرون بعجز بينما اصابعه تخنق عنقها وتنزع الحياة منها.


منذ ذلك الوقت صمم على ان يبعد كل تفكير فيها من رأسه ونجح في هذا تقريبا..لكن المشكلة الان معرفته انها لازالت موجودة سواء اكان هذا في وعيه الكامل ام في عقله الباطن..صورتها التي تثقل على دماغه وتشله عن التفكير في نهاية الأسبوع القادم.


رشف ماتبقى من قهوة في فنجانه ثم انزل قدميه إلى الأرض ليقف..إنه لايكترث بشئ!سيراها لآخر مره وسيقول لها ما يضنه بها.


إنه يدرك ان عزلتها أثارت تعاطفه وجعلته يشعر بالاسى عليها..وبعيدا عن اعجابه بشكلها,حاول التواصل مع دماغها لمعرفت مايقلقها..وإذا كانت قد اسائت فهم نواياه الطيبة فهو يشفق عليها.


وضع فنجانه الفارغ على الطاولة وتقدم إلى الباب الذي يوصل إلى مكتب سكرتيرته.


-أنا خارج لمدة ساعة سيدة وينسدال وسأعود قبل السادسة.


سألت السيدة وينسدال بدهشة:


-لكن الا تتوقع مجيء الآنسة سيمور؟


-بلى ..لكن ليس قبل السادسة..وكما قلت سأكون هنا قبل هذا..ارتاحي سيدة وينسدال..كل شيء على مايرام.


-هل وقعت تلك الرسائل؟


-لقد وقعت كل ماهو مهم ..وبإمكانك الخروج ما إن تصبحي جاهزة..ستجد انجلا طريقها بنفسها إلى مكتبي .


-اجل.. سيد فرا يزر.


لم يكن لدى أليوت وقت لمراعاة مشاعر السيدة وينسدايل التي كانت اصلا سكرتيرة ابيه فلديه فقط ساعة من الزمن ليقطع شوارع لندن ويكلم ماندي ثم يعود,وهذا لن يكون امرا سهلا في مثل هذه الساعة منزحام بعد ظهر يوم الجمعة.


ساعده الحظ في الوصول إلى كليفتون غايت في وقت قياسي.وكانت الساعة الخامسة والربع عندما سار في الممر الداخلي لبرايتون هاوس..كان يعرف ان المؤسسة التي تعمل ماندي فيها تقفل ابوابها في الرابعة والنصف أيام الجمعة..وأخذ بالحسبان زحام السير,إذا يجب ان تكون في المزل الان.كان بابها اول باب إلى اليسار,وبدون اعطاء نفسه فرصه للتفكير مره اخرى تقدم وقرع عليه بحزم.


كان يشعر بالتوتر وهو يقف بانتظار ان تفتح له وعلى الرغم من ذلك برز إلى رأسه صورة قسماتها الشاحبة وطاف تفكيره فيها وكانه ينظر إلى صورة امامه.استطاع رؤية تفاصيل عينيها اللوزيتين وفمها العنيد كما كانت آخر مره شاهدها فيها..لها فم جميل,وعندما تبتسم ينير وجهها بأكمله ويصبح لون عينيها اخضر بلا من اللون اللوزي.


سأل صوت مألوف من خلفه:


-هل تسأل عن السيدة آبكوت؟


سيطر على نفاذ صبره واستدار ليواجة زوجة الوكيل التي اضافت:


-اوه..سيد فرا يزر..هذا أنت ..الآنسة سيمور ليست هنا.


دس اصابعة في جيبي معطفه:


-اعرف..اريد رؤية السيدة آبكوت..هل هي هنا؟


ردت السيدة موركير بسرعة:


-اوه.. لقد سافرت!


صدمة ردها للحظة ظنا منه انها تعني إلى الابد.


-سافرت؟


هزة المرأة رأسها:


-ستلحق بقطار السادسة..سافرت لقضاء عطلت الأسبوع في بلدتها..في نيو كاسل..قالت انها ستعود ليلة الاحد إذا كان هذا سياعدك.


سحب اصابعه من جيبه وهو يشعر بالراحة الكبيرة والاسترخاء لكلماتها.كانت هذه تجربة غريبة عليه يحتاج إلى استعادت توازنه بعدها..لكنه قبلا يتوجب عليه إقناع السيدة موركير بأنه ممتن لتعاونها.


مررلسانه على شفتيه:


-حسنا..شكرا لك..لم يكن الامر مهما.


-أتريدني ان ابلغها رسالة؟أنا واثقه أنها ستأسف لعدم رؤيتك فهي لاتتلقى الكثير من الزوار..تعرف هذا.


-كما قلت سيدة موركير..ليس الامر مهما.لدي رسالة لها من انجلا..لكن بما انها ليست هنا لم يعد الامر مهما.


-اوه..فهمت.


تسائل ماذا سيقول لانجلا..وهز رأسه مودعا ثم اتجه إلى سيارته..الان وقد برزت السيدة موركير إلى الصورة فمن المحتمل ان تقول شيئا..وراح يقلب افكاره باحثا عما سيقوله وهو يعود إلى مكتبه.


****


جائت السيدة كالدر بساري إلى المحطة لملاقاة القيطار,وبالرغم من الساعة المتأخرة كانت الصغيرة تقفز إثارة حين دخلت امها عبر الحواجز وانحنت لتحتضن ابنتها الصغيرة بين ذراعيها.


دفنت وجهها المبلل بالدموع في كتف ابنتها وقالت بحنان:


-مرحبا ياكنزي..ما اروع العودة!هل كنت فتاة طيبة مع جدتك؟


قالت السيدة كالدر:


-كانت جيدة كالذهب منذ يوم الثلاثاء.


وقبلت ابنتها بدورها وهي تمسح لها الدموع عن وجهها.


-كل ماسمعته منها هو كم يوم بقي حتى يوم الجمعة,وما هي الهديه التي ستشتريها لها يوم مولدها.


سبب ذكر امها العفوي يوم الثلاثاء وخز ضمير مؤقت لماندي لكنها صرفت النظر عنه بسرعة..لن تسمح لاليوت فرا يزر بأن يفسد عطلتها الأسبوعية..وركزت اهتمامها على وصف ساري لكعكت الحفلة.


-سنقيم حفلة..خالي إدغار والخالة مايف وبوب وتيدي قادمون لشرب الشاي غدا..وتقول جدتي انني استطيع دعوة ثلاثة من صديقاتي من المدرسة.


نظرت ماندي إلى امها شاكرة ثم ردت على ابنتها:


-عظيم..هذا كل ما احتاج اليه..أرى انني سأقضي يومين من دون راحة.


لكن في الواقع مرت نهاية الأسبوع بتباطؤ وأحست ماندي أنها في المدة القصيرة التي ابتعدت فيها عن هذا المنزل فقدت التكيف مع حياة امها في(غوزفورس)


صباح السبت بدأت ساري تفتح هداياها وكانت ماندي قد اشترت لها لعبة تقلد معظم حركات الطفل الحقيقي,لكن بالرغم من اهتمام ساري بقدرتها على شرب زجاجة الحليب وتبليل حفاضها,إلاانها امضت وقتا اطول تلعب باللعبة الالكترونية التي اشترتها لها جدتها.


بعد ذلك اختفت ساري في الحديقة لتلهو وخرجت الجدة إلى موعدها عند مصففة الشعر فبقيت ماندي وحدها في المنزل لما تبقى من فترة الصباح.


عندما كانت في شقتها في لندن,كانت تتشوق لان تكون هنا بين الناس والاماكن التي تعرفها جيدا.والآن ورغم وجودها الفعلي هنا إلا انها تشعر بعدم الارتياح في غرفتها القديمة التي كانت دائما ملاذها الامن..ووجدت نفسها تشتاق إلى ضجيج السير المتواصل على الطريق القريب من شقتها والاحساس بمدينة لاتنام ابدا..لكن لاشيء مثير في كل هذا وهي خيالية وسخيفة في ربط قلقها بلندن..كيف تفكر بهذه الطريقة وهي لطالما كرهت الاقامة هناك؟


جلست على حافة سريرها ورفعت ساق نحيلة إلى فوق لتسند ذقنها إلى ركبتها..المشكلة أنها كانت تشعر بقلق شديد منذ يوم الثلاثاء الماضي,ومهما حاولت تبرير تصرفاتها فهي لم تستطع تجاوز واقع أن أليوت اشترى لها الغداء وردت له المعروف بإهانه..اوه..يمكنها ان تجد عشرة اسباب لتبرير فظاظتها فهو لايحق له ان يرسل لها الأزهار,ولا سبب يدعوه لأن يفترض أنها قد ترغب بعد معرفة قصيرة جدا في تناول الغداء أو العشاء معه..لكن لم تنجح كل هذه الاعذار في اراحة ضميرها..لقد تصرفت وكأنها فتاة صغيرة محتشمة تواجه بعدوانية اول موعد لها مع رجل بلا من ان تتصرف كامرأة ناضجة وتتقبل صداقته بطريقة مماثلة.


وصل شقيق ماندي وزوجته بعد الظهر ولكن حفلة الشاي التي تلت لم تترك أي وقت للحديث والسؤال,فقد كان توأما ادغار يتركان اثار الفوضى أينما ذهبا..وأحست ماندي بالإرهاق في الوقت الذي غادروا فيه إلى منزلهم.


لكن مايف زوجة اخيها,وجدت فرصة وهما تغسلان الصحون لتسألها ما إذا كانت تستمتع بالعمل في لندن..وقالت:


-انني احسدك فعلا.اتمنى لو كان لي عذر لترك التوأمين عند امك والرحيل إلى مكان جديد!احيانا اظن انني سأجن إذا لم يجد أدغار طريقة لضبط تصرفات تيدي!


-لكنه مجرد صبي صغير.


ومع ان ماندي لم يرق لها تلميح زوجة شقيقها إلى انها تركت ساري عند امها,الا انها أردفت:


-اعتقد انه سيهدأ وهو يكبر..كان إدغار يتصرف مثله في صغره.


-حقا؟ليس هذا ما يقوله..انه يلوم عائلتي على اندفاع تيدي الفوضوي,لكنني أخبرته ان لا احد في عائلتنا يتصرف كقطاع الطرق عندما يكون عندنا زوار.لكنه لا يصغي إلي..إنه فعلا يكاد يسلبني عقلي!


قررت ماندي ان مثل هذا الحديث سيؤدي إلى مواضيع ليس من حقها ان تخوض فيها فغيرت الموضوع:


-يعجبني فستانك..هل هو جديد؟إنه يناسبك.


ردت بدون حماس:


-اشتريته من البلدة..اعتقد ان ثمة فساتين كثيرة مثله في لندن.


كان يوم الاحد هو الاسوء..فمع ان ماندي كانت تعرف انها لن ترغب في الرحيل عندما يحين الوقت,إلا ان الصباح بدا وكانه لن ينتهي ..ذهبت امها إلى البلدة وأخذت ساري معها.وكان على ماندي مرافقتهما إلا انها لم تكن تشعر برغبة في ذلك..إضافة إلى هذا,على احدهم ان يحضر غداء يوم الاحد.


وضبت ماندي حقيبتها بعد الظهر وطلبت سيارة اجرة لتوصلها إلى المحطة لتلحق بقيطار الخامسة..وقالت لامها بلطف:


-أفضل ألا تأتي معي امي..سيكون هذا اسهل بالنسبة لساري..


لكن ساري كانت تنظر إلى الأموربطريقة مختلفة:


-اريد ان اذهب إلى المحطة..احب الذهاب إلى هناك.احب رؤية القيطارات.


قالت ماندي بتعاسة:


-ليست هناك قيطارات كثيرة يوم الاحد.


وضمت الصغيرة إلى حجرها.


-اوه لا تبكي ياحبيبتي..تعرفين ان على أمك ان تعود.


-متى استطيع الذهاب إلى لندن؟أريد ان ارى مكان اقامتك,قلت لى انني استطيع المجئ.


-في العطلة القادمة..ستحضرك جدتك بعد شهر ويمكنكما البقاء هناك حتى نهاية الأسبوع,ولسوف اريك حينها مبنى البرلمان قصر باكنغهام حيث تعيش الملكة.


-حقا؟


دست ساري إصبعها في فمها وهي تنظر إلى امها بارتياب,فأبعدته ماندي عن فمها:


-اجل..حقا..مارأيك بمساعدتي في صنع سندويشات آكلها في القطار؟ لن اتمكن من البقاء حتى وقت الشاي.


فيما بعد واثناء خروج القطار من محطة نيوكاسل اضطرت ماندي إلى اجبار نفسها لئلا تذرف الدموع..لكنها لم تكن دموعا لأجل ساري بل لاجلها هي..فساري لديها جدتها لتعتني بها..اما هي فتشعر انها وحيدة.


كانت الساعة تقارب العاشرة عندما وصل القطار إلى محطة"كنغزكروس"فقد طالت الرحلة التي تستغرق عادة ثلاث ساعات بسبب اصلاحات تجري على الخطوط الحديدية.


إلى ان وصل القطار إلى لندن كانت ماندي تحس ببؤس مرير.سحبت حقيبتها عن الرف متمنية للمرة الاولى لو انها اختارت مشاركة شقة مع امرأة اخرى.


حتى انجلا سيمور كلير تتشارك الشقة مع ليلي بنتلي..وأخذت تفكر لا إراديا بجارتيها وتتسائل عما كانتا تفعلانه في نهاية هذا الأسبوع..بالتاكيد لم تمضبا خمس ساعات من التكاسل في قطار محول عن خطه,فأناس مثل انجلا وليلي وأليوت كذلك يسافرون إلى أي مكان في سيارة أو طائرة.


كان هناك مفتش ينتظر استلام البطاقات اثناء مرور الركاب امام الحاجز..اعطته ماندي تذكرتها ثم وضعت حقيبتها على الأرض لتتمكن من وضع حمالة الحقيبة فوق كتفها وحمل الاخرى الاثقل وزنا بيدها الثانية.


وهي تفعل هذا احست ان شخصا ما يراقبها فرفعت رأسها بإحباط آملة الاتضطر إلى صرف معجب غير مرغوب فيه عنها,فبعد التوتر الذي مرت به خلال الخمس ساعات المنصرمة,كانت تحس بالتعب وبدأت وخزات الصداع تهاجم صدغيها.


-أليوت!


كان استخدامها لاسمه الاول باندفاع من دون وعي.


كان أليوت ينتظرها..وعرفت من وقفته انه موجود هنا منذ مدة طويلة..وتاكد لها هذا من الطريقة المتصلبة التي رافقته وهو يدنو منها..لم يكن مبتسما,قسماته القاتمة متجهمة في قناع مبهم,وعندما انحنى ليحمل حقيبتها عنها كانت مصدومة اكثر من ان تمنعه.


قال وهو يومئ برأسه إلى المخرج الجانبي:


-السيارة متوقفة هناك..تبدين متجمدة بردا..هل هذا صحيح؟ ام ان السبب هو غبطتك لرؤيتي؟


*****


استجمعت ماندي رباطة جأشها وسارعت خلفه وهي تلاحظ كم تناسب السترة الجلدية البنية كتفيه,مع كنزة صوفية ناعمة تحتها بلون بني مناسب وبنطلون جينز..لم تفكر في الجدال معه في تلك اللحظات لانها اعتبرت ان انتظاره لوصولها هو الامر الاهم الان وسيكون لديها الكثير من الوقت فيما بعد للتساؤل.


وضع أليوت حقيبتها في صندوق السيارة وفتح لها الباب:"ادخلي"


اطاعت..أقفل لها الباب ثم استدار حول السيارة ليصعد وراء المقود لكنة لم يشغل محرك السيارة فورا بل التفت اليها:


-لقد تأخر القطار.سألت وقالو إنهم يتوقعون وصوله في التاسعة.


-أجل..تم تحويله عن خطه بسبب تصليحات للخط الحديدي..انا آسفة..هل انتظرت طويلا؟


-منذ التاسعة.لا تبدو عليك الدهشة لرؤيتي؟


هزت راسها:


-اوه بلى..الامر فقط..انت هنا..وانا ممتنة..كنت اشعر بتعب رهيب حين نزلت من القطار.


-والان؟


بدت عيناها سوداوين في الظل ورفعت كتفيها:


-الان..انا..مسرورة لمجيئك.


أدارت وجهها عنه وهي تضيف:


-أنا..اردت الاعتذار منك على أي حال..بسبب..بسبب ماقلته لك يوم الثلاثاء


-حقا..؟


وسمعت صوت تنفسه الحاد ثم:


-حسنا..ما كنت ستشعرين هكذا لو انني وجدتك في المنزل بعد ظهر يوم الجمعة.


-ماذا تعني؟


اندفعت خصلات شعر ماندي إلى الامام وهي تدير رأسها لتنظر إليه.


-جئت إلى الشقة لامزقك اربا.لسوء الحظ قابلتني السيدة موركير واخبرتني انك سافرت لقضاء عطلة الأسبوع فاضطررت إلى ابتداع قصة حول ايصالي رسالة لك من انجلا.


تصلبت ماندي مع اتضاح الامور.


-هكذا اذن..لهذا أنت هنا.


لقد جاء ليس لانه يريد مقابلتها,بل لانه لايريد تركها تكذب ما ستقول لها السيدة موركير.


منعت شهقة بكاء كادت تصل إلى حلقها ومدت يدها إلى مقبض الباب..إنها لاتحتاج إلى تحدير شخصي..يكفيه ان يتصل بها هاتفيا فقط فهي لاتريد جرح مشاعر انجلا..والان تريد الابتعاد عن هذه السيارة وعنه قبل ان تجعل من نفسها حمقاء اكثر من هذا.


قال أليوت بصوت اجش:


-أنت مجنونة!أتظنين انني سأقف هنا في هذا الطقس البارد لمجرد ان اطلب منك التستر على قصتي؟


اندفع متابعا:


-اوه..ماندي..انت لا تعرفينني جيدا حتى الان.اليس كذلك؟لكنك ستعرفينني!


-أنت قلت..قلت إنك تنتظرني منذ التاسعة.


تنهد أليوت قائلا:


-أنا لم اقل انني كنت انتظرك منذ التاسعة فأنا هنا منذ السابعة والنصف لانني لم اكن اعرف في أي قطار أنت..وهكذا انتظرت.


هزت رأسها:


-لكنك..قلت انك..كنت غاضبا مني.


-كان هذا يوم الجمعة وقد غيرت رأيي منذ ذلك الوقت,لقد التقيت يومها بالعجوز المتسلطة وابلغتني انك سافرت.


-السيدة موركير؟


هز راسه ايجابا ثم اكمل:"هي ذاتها"


-الن توصلني إلى البيت؟


-في النهاية اجل.لكننا اولا سنتناول بعض الطعام..تبدين نصف جائعة ونصف متجمدة..


ادار محرك السيارة فقالت:


-لا اظن اننا يجب ان نفعل هذا.


-كنت اتوقع هذا الاحتجاج منك..اسمعي,يمكننا ان نتمتع بما تبقى من الامسية معا.ستتناولين العشاء معي,اقبلي بهذا..سمه..تعويضا اذا احببت,لأجل مثابرتي.


طوال الطريق,ظلت ماندي تكرر لنفسها انها يجب ان تكون متشددة اكثر ويجب ان تطالب أليوت بأخدها إلى منزلها فورا أو ان ينزلها كي تستقل االباص..من الغباء إقناع نفسها بانه يحاول مصادقتها,فالاصدقاء لاينغمسون في لعبة كالتي نفذها أليوت في المحطة وليس لديها طريقه لمعرفة أي نوع من الرجال هو..قد يكون عابثا,فما ادراها؟ثم ان معاملته لأنجلا باحترام لاتعني انه يعامل كل النساء هكذا..وان اختفت من الوجود الان فمن سيعرف ماهو مصيرها؟ستكون مجرد شخص مفقود آخر..واحدة من الئات الذين يختفون في لندن كل سنة.


هزت رأسها إحباطا..لم تكن تؤمن حقا بان أليوت يشكل خطرا من هذا النوع,لكنها تعرف ان مايفعلانه خاطئ اخلاقيا ومعنويا,وهي الملامة على هذا.


كان دخول السيارة المفاجئ إلى كهف مظلم كافيا لدفع كل الافكار من رأسها..وعندما ادركت ان هذا المكان هو موقف سيارات تحت الأرض ارتاحت قليلا,لكن تحية الحارس المهذبة اعادت القلق اليها..اين هما الان؟نظرت إلى أليوت لترى انه اطفأ المحرك وقال:


-حسن جدا..فلنذهب.


فتح بابه فنظرت ماندي اليه باستغراب:


-نذهب؟إلى أين؟


-لتناول العشاء طبعا..هيا..اتريدين التسبب بفضيحة؟يعرفني الحارس جيدا ولا اريد ان اكدره.


ترددت:"سيد فرا يزر.."


-اسمي أليوت,ولقد استخدمته قبل الان.


سمحت له بمساعدتها على الخروج من مقعدها لاقتناعها انه سيكسر الباب إذا لم تستجب له,والسبب الآخر كما قال إن الحارس كان يراقبها.


قالت متصلبة:"لقد احرجتني".


نظر اليها متفحصا:


-لا داعي لقلق,أتسمحين؟لن آخذك إلى غرفة تعذيب!


دخلت معه إلى المصعد ووقفت بعيدا عنه قدر استطاعتها,استخدم أليوت مفتاحا قرب الازرار وسجل الطابق الثاني والعشرين فافترضت انه يأخدها إلى مطعم هناك..لكن حين انفتحت الابواب لم تجد سوى ردهة مفروشة بالسجاد وباب خشبي أبيض في انتظارها..منتديات ليلاس



دفعها لتخرج وأغلق المصعد خلفهما ثم اخرج مفاتيحها فسألت:


-هل ..هذه..


-..شقتي.


دس بطاقة معدنية في ثقب الباب فانزلق المفتاح في مكانه ثم انفتح الباب..سحب أليوت المفتاح قبل ان يحث ماندي على الدخول,ورغم سخطها تغلب الفضول عليها.


كان اول ما لفت نظرها في ضوء المدخل الخفيف ثريا ضخمة معلقة في السقف إنما ليست مضاءة,ولا حظت ماندي ان الاضاءة الموجودة تنبعث من مكان خفي فوق الإفريز الذي يعلو الجدران ليزينها.كانت حبات الكرستال المثلثة الزوايا تتأرجح برقة مصدرة رنينا ناعما مع تدفق الهواء من الخارج.


على أي حال لم يكن لديها وقت لتتفحص ماتبقى من محتويات الردهة..ألقت نظرة على الطاولة اللماعة من الخشب الاسود والمرآة الاثرية فوقها قبل ان يحثها أليوت على المرور بعدة أبواب لتصل في النهاية إلى غرفة مضاءة بعدد من المصابيح..كانت الارائك الضخمة المذهبة المخمل تشكل واحة راحة في غرفة مصممة خصيصا للارتياح,وكان كل مافي الغرفة ينم عن اسلوب وذوق رفيع.


نظرت ماندي إلى الجدار المخصص للكتب التي بدت مرصوفة بدون عناية الىجانب كتب عادية ومجلات,ثم وقع نظرها على رفوف من الزجاج الملون وضعت عليها مجموعة المنحوتات..اما الجدار المقابل فقد كان مؤلفا من ابواب زجاجية ترتفع من الأرض حتى السقف وقد غطيت بستلئر طويلة.


سألها بنعومة:"جائعة؟"


التفتت إليه بارتباك:


-هذه..لك؟أنت..تعيش..هنا؟


-عندما اكون في المدينة.


أخذ منها سترتها يضعها على ظهر كرسي ثم خلع سترته:


-سألتك إذا كنت جائعة.لابد ان تكون تيريسا قد تركت وجبة طعام في غرفة الطعام.


ابتلعت ماندي ريقها:"تيريسا؟"


-مدبرة منزلي..تعالي..دعينا ندخل لنرى ماتركته لنا.


رطبت شفتيها:


-أين..اين تسكن حين لاتكون في المدينة؟


تنهد أليوت:


-لدي منزل في اوكس فورد شاير..سأريك اياه في يوم آخر..والآن..هل سنأكل ام سنبقى واقفين نتكلم؟


احست بوجوده قربها فتحركت بسرعة بعيدا عنه.


-أين..اين هي غرفة الطعام؟


قادها إلى غرفة ذات نوافذ زجاجية تطل على أنوار لندن تحتها فيما الجدران الاخرى مكسوة بخشب مماثل لخشب طاولة مستطيلة لماعة تتسع لاستضافة عشرين شخصا على الاقل بمقاعدها الخشبية.


كانت الوجبةالتي اشار اليها موضوعة على احد اطراف الطاولة,مكونة من "السلمون"المدخن والسلطة,سندويشات شرائح لحم مع الأناناس والزيتون..اطباق من مختلف انواع الجبن والكافيار إضافة إلى طبق من سلطة الفاكهة يحتوي على عدة انواع طازجة.


قال أليوت:


-تفضلي,اخدمي نفسك بنفسك.


وأضاف بعد قليل:


-حسنا..ماذا تحبين؟فأنت كما يبدو لست مستعدة لتخدمي نفسك لذا سأضطر إلى تقديم الطعام لك بيدي.


وضع ملعقة فيها كافيار فوق بسكويتة وقدمها لها:


-تذوقيها..إنها لذيذة..ثم قولي لي ماتفضلين.


كان الكافيار لذيذا مالحا وله طعم غريب..وادركت ماندي ان هذه التجربة الجديدة ستزيد من اتساع الهوة بينها وبين أليوت..هوة لن تستطيع تجاوزها ابدا.


قال:"جربي السلمون المدخن"


وأعطاها ملء شوكة لتتذوقها:


-هل اعجبك؟


احست بضعف في ركبتها عندما استقرت عيناه بثبات على عينيها,فوقفت بحذر:


-يجب ان اذهب..حقا..لست جائعة جدا ثم ان الوقت متأخر جدا.


رد بلهجة إقناع:


-لم تبلغ الساعة الحادية عشرة حتى الان.


-لكنني مضطرة إلى الذهاب إلى العمل غدا.


-وانا كذالك.


هزت رأسها:"وهل لديك عمل؟"


ابتسم:


-أنا لست ذلك الفتى العابث إذا كنت تظنيني هكذا.


أخذت نفسا عميقا:"مع ذلك.."


مع ذلك ..ماذا؟فلنعد إلى غرفة الجلوس..سنتناول المزيد ثم آخذك بعدها إلى منزلك.-


-حقا؟


نظرت اليه بارتياب فتجهم وجهه:


-إذا كان هذا ماتريدينه,هيا..تعالي!ستهتم تيريسا بالمائدة غدا.


-وأين ..هي تيريسا؟


اعتقد انها في سريرها..إنها عادة تدخل إلى غرفتها بعد العاشرة.


عضت على شفتيها:


-اتعني..انها تسكن هنا؟


-غرفتها في الجهة الآخرى من المطبخ..لديها شقة صغيرة تكفيها ومصعد خاص بها..لم لاتجلسين؟


سألت وهي تجلس على حافة الأريكة:


-هل..هي شابة..عجوز..أم ماذا؟


ولفت يديها حول كوبها وكأنها تحميه.


-انها امرأة في الخامسة والخمسين,ألمانية الأصل,جائت إلى ايرلندا بعد الحرب وعملت في منزلنا بدون ان تتقاضى اجرا,ولم تعد ترغب في العودة..وهذه آخر كلمة سأقولها عن تيريسا..هل هذا واضح؟لمآتي بك إلى هنا لإجراء نقاش بخصوص مدبرة منزلي!


ضمت شفتيها:"ولماذا جئت بي إلى هنا؟"


-تعرفين لماذا..لتناول العشاء.


-هذا ..كل شيء؟


-هذا عائد إليك.


-ماذا تعني؟


-وماذا تظنين انني اعني؟


دفع نفسة ليقف ثم وضع كوبه على الطاولة.


-لأجل الله..توقفي عن النظر إلى هكذا وكأنني احاول اغوائك!لن افعل هذا..ليس إلا إذا اردتني ان افعله..بالطبع.


لم تدر ماندي ما الذي جعلها تنطق بسؤالها التالي:


-وهل ترغب في هذا؟


حدجتها عيناه الرماديتان بنظرة أعطت وجهه تعبير ضعيف غريب,وقال صادقا:"أجل"


تحركت مشاعر مماثلة في اعماقها,فهبت واقفة وهي تصيح:"أنت مجنون!"


لكن حين مد يده يأخذ كوبها لم تستطع انكار الإحساس المؤلم الذي سرى في عروقها..وقال:"أجلسي"


أطاعته وجلست فوق الاريكة بثقل هز الوسائد..وكبتت أنفاسها عند رؤية ابتسامته المتكاسلة..ثم سأل:


-ماذا تحاولين ان تفعلي؟أن تكسري الاريكة؟


فتمتمت:


-أشعر انني غبية.


-لا تبدين غبية.


وبمجرد ان جلس بقربها أثار في داخلها أحاسيس جعلتعا متوترة.


همست باحتجاج اخير:


-أليوت..يجب ان اذهب.


تجاهل ما قالته اذ كانت عيناه مسمرتين على وجهها.


كانت نظرات أليوت اليها تحرك في داخلها مشاعر عميقة..وبالرغم من انها إمرأة ناضجة ومطلقة,الا انها احست وكأنها مراهقة برفقة خبير.


لم تستطع فهم مايجري لها..لقد تزوجت هايد وأنجبا طفلة..مع ذلك عرفت الان انه لم يلامس ابدا مشاعرها العميقة..اربكها تذكرها المفاجئ لوجود ابنتها وجعلها تعود إلى الواقع,فمهما كان ماتشعربه الان,الا ان نوايا أليوت لاتختلف عما نواه هايد سابقا نحوها..مع هايد كان كل شئ زائفا,لكن الامر مختلف مع أليوت,فهي لم تعد الفتاة الصغيرة.إنها الان امرأة,وهذا بالظبط السبب الذي يدفعها إلى الابتعاد عنه..على الاقل ,كان هايد راغبا في الزواج بها..اما أليوت فلا يريد سوى التسلية والتغيير.


قالت بشراسة:"دعني اذهب!"


-لا


قالت مكررة بصوت اجش:


-لا..اليوت!أريد الذهاب إلى منزلي.


أخذ نفسا عميقا,ثم قال يناقشها بلطف:


-أنت تريدينني بقدر ما اريدك..لاتقولي لا..فأنا لن اصدقك.


تنهدت وقالت بشفتين مرتعشتين:


-حسن جدا..انا فعلا..اريدك..لكن..لكن,ليس حسب شروطك.


ضاقت عيناه:


-واية شروط هي؟


-تجاهل وجود خطيبتك!


تراجع أليوت واسند نفسه على يديه فيما اشتد ضغطه على فمه:


-بالنسبة لانجي..فما لاتعرفه لن يؤلمها مطلقا.


انكمشت ماندي لكلماته:


-وهل هذا هو المهم؟الاتعرف انجلا؟


-لا..انا لا اقول ان هذا صواب..


عدلت جلستها لتصبح عيناها بمستوى عينيه:


-ماذا تقول إذن؟إنك لاتستطيع منع نفسك؟


قال يذهلها برده:"شئ من هذا"


ثم اشاح بوجهه:


-حسن جدا..سأعيدك إلى المنزل..أعطني دقيقة لأستجمع شتات نفسي.


ترددت ماندي قليلا,ثم قالت وهي نتظر اليه بارتياب:


-هل أنت بخير؟


ضحك بقسوة:"اوه..تماما!"


هزت رأسها:"أنت لا تفهم"


-بل اظنني افهم.


-أنا لست عابثة.


وهل قلت انك هكذا؟


لا..لكن..


احنت رأسها:


-..ألمحت إلى هذا..ليس ذنبي إن كنت لا اشبه النساء الأخريات اللواتي تعاملت معهن..


-مهلك..!اية نساء اخريات؟


-حسنا..انا افترض..


-افتراضك خاطئ إذن..اليس كذالك؟وعلى عكس ما تعتقدين,لقد احترمت التزاماتي حتى الان.


وقفت ماندي:


-إذن لم..لم أنا؟


وقف وقد تجهم وجهه:


-كنت اسأل نفسي منذ اسبوعين.


مد يده إلى سترته وارتداها,ثم رمى لها سترتها واستدار نحو الباب:


-تعالي..دعينا نذهب قبل ان اغير رأيي!


أطبق الصمت الأليم عليهما اثناء نزولهما في المصعد,وتعمدت ماندي ان تبقي عينيها مشاحتان عنه ليقينها انها ستفضح مشاعرها إن نظرت إليه..إنها خائفة من تأثيره القوي عليها ولن يكون من السهل عليها ابدا ان تبعده عن تفكيرها.


سرعان مما التهمت الامبرغيني المسافة الممتدة بين شقة أليوت والشقة الفكتورية الطراز التي تسكنها.كانت شوارع المدينة خالية تقريبا..طنت ماندي انه سينزلها عند البوابة وامتدت يدها باحتجاج حين استدار إلى الممر الداخلي لبرايتون هاوس,وقالت بلهفة:


-لاتفعل..قد يتعرف احد على سيارتك,انها..ملفتة للنظر..اليست هكذا؟


-لايمكنك السيرالى هناك لوحدك في مثل هذا الوقت.


تنهدت ثم دعته بنعومة:


-سر معي اذا..مع انني لا اعتقد أنه سيهاجمني أحدهم.


لم يرد أليوت بل نظر اليها نظرة غامضة قبل ان يخرج من السيارة ويحظر حقيبتها من الصندوق..


في الواقع,سرت ماندي بقراره مرافقتها.فقد كان منظر المنزل المنزوي والشجيرات الشائكة التي تحيط بطريقه الداخلية مخيفا قليلا في الظلام..كان الباب الخارجي الذي يبقى عادة مفتوحا خلال النهار مقفلا,فاضطرت إلى استخدام مفتاحها ثم استدارت لتاخذ حقيبتها من أليوت متمتمه:"شكرا"


وضع الحقيبة الكبيرة على الأرض ورد بتوتر:


-من دواعي سروري.


-إنه وداع اذن.


هز رأسه ورد عليها:


-تصبحين على خير.


راقب تعابير وجهها المتغيرة..ثم تاوه بنفاد صبر واحنى رأسه:


سأتصل بك..نامي جيدا.


ولوى شفتيه مردفا:


-..إذا استطعت ..فأنا لن انام!

Disckoooooo 09-04-09 05:36 PM

الفصل الخامس
 
5-ما اصعب الانتظار!
التفت أليوت عند سماعه رنة صوت خطيبته الحاد:
-أليوت..!هل أنت مصغي إلى؟
اكد لها بهدوء وهو يبتعد عن نافذة مكتبه ويجلس على مقعده وراء النضدة:
-اجل..انا اصغي.كنت تقولين ان انيتا لن تستطيع السفر إلى باريس لانها تتوقع طفلا.
صاحت انجلا:
-حسنا..بامكانك التظاهر ببعض التعاطف.
هز كتفيه:
-ارسلي شخصا آخر إلى باريس,ماذا عن ليلي؟
تقدمت انجلا إلى المنضدة ووضعت اطراف اصابعها الحمراء عليها.
-ليلي لن تذهب..تعرف انها تكره الطيران والسفر لوحدها..لا,انها خارج السؤال.
-إذن ماهو البديل؟
-ان اذهب بنفسي كما اعتقد.
-حلت المشكلة إذن.
-لا..لم تحل..هل تاتي معي؟
-لا..سبق وقلت لك..
-اعرف..اعرف..انت ذاهب إلى "ستونور"هذا الأسبوع..لكن ألا يمكن أن تغير رأيك؟
-انجلا.. –اوه..حسن جدا..اعرف انك لاتحب معارض الازياء..لكن على احد منا ان يذهب وأخشى ان اضطر أنا إلى السفر.
-كما قلت..لقد حلت المشكلة بدون تعب..أستطيع الذهاب إلى ستونور لوحدي.
كورت انجلا شفتيها:
-كنت اتطلع إلى الذهاب معك..نحن لوحدنا ليومين كاملين!
-أجل..وانا كذلك..لكن سيكون هناك عطلات أسبوع اخرى.
-اجل..هذا صحيح.اتوقع ان نقضي الكثير من العطلات هناك معا بعد زواجنا.
قال أليوت بحدة:
-سنعيش هناك بعد ان نتزوج..ام نسيت هذا؟
غمزت بانفها:
-حسنا..ليس طوال الوقت..حبيبي.
-ستونور مكان قريب من لندن يسهل التنقل إليه..وانال لا اريد ان يتربى اولادي في جو لندن الملوث.
اولادك؟حبيبي..الست تستبق الامور قليلا؟-
اطلقت ضحكة خفيفة واضافت:
-تتكلم وكأنك تتوقع ان اقضي كل وقتي في الانجاب!
رفع أليوت حاجبيه الاسودين:
-لقد اوضحت لك انني اريد عائلة..انجي.
-اعرف..لكن ليس على الفور..بالتاكيد؟نحن نحتاج إلى بعض الوقت لأنفسنا.
رفع كتفيه بعدم اكتراث:
-كما تريدين..سننتظر سنة.
بدت مرتاعة:
-سنة؟فكرت..في خمس سنوات على الاقل.
-هذا زمن طويل.
أرادت انجلا ان تصرف نظره عن هذا الموضوع فقالت:
-سنتفق..لكن ليس هناك داع لإلزام أنفسنا بسكن الريف لمجرد اننا سننجب عائلة!
-أنا لا اريد ان اترك اولادي بين يدي مربية..متى ستسافريم؟
بدا الغضب على انجلا:
-هل هذا كل مالديك لتقوله؟أنت تفتعل جدالا في وقت غير ملائم ابدا,ثم تسألني متى سأسافر وكأن مشاعري ليس لها أي اهمية؟
وضع أليوت القلم من يده لئلا يكسره ونظر اليها..يا الله..ماذا يحدث له؟هذه انجلا الفتاة التي ينوي الزواج منها..لماذا يدفعها إلى موقع المواجهة معه؟
قال بنعومة وهو يرفع كرسيه إلى الوراء ويستدير حول المنضدة:
-أنا آسف..أعرف أنني متوحش..وأعتقد انني خائب الأمل قليلا..أعني بسبب الغد..لاتهتمي بي,أشعر بكبر سني..هذا كل شئ.
-سنك؟
دنت منه وابتسمت:
-تعرف ان هذا غير صحيح..ما الأمر؟هل إن شركة فرا يزر على وشك الافلاس,أو شيء من هذا؟
-لاتهتمي للامر..اعتبري ان السبب هو مزاج لعين..والان اتريدين ان اقلك المطار؟متى موعد رحلتك؟
-في الحادية عشرة والنصف..واذا ذهبت سأطلب من والدي ان يوصلني فهو سيسافر غدا لحضور مؤتمر السوق المشتركة..ثم انني اعرف انك تكره القيادة عبر المدينة في ساعات الزحام,ألا تذكر؟
اجابها أليوت وهو يبتعد عنها:
أذكر..متى ستعودين؟
ليلة الاحد..لكن صدقا حبيبي..لكم وددت ان ارى وجهك حين ضبطتك السيدة موركير تقرع باب ماندي..أعني انها ظنت بك السوء حتما!
انخفضت روموش أليوت الكثيفة:
-لكنها لم تقل لك هذا.
لا..أخبرتني فقط ما قلته أنت لها من انك توصل لها رسالة مني..ولا ادري لماذا لم تخبرها الحقيقة,وكأنما ماندي تلك المرأة الفاتنة..بالتأكيد لايمكن ان تظن انك مهتم بها.
كان اول اندفاع له رغبته في ان يرد بوحشية على طريقتها المتكبرة.لكنه امسك بلسانه وقال بخفة:
-كان من الاسهل ان اقول لها ماقلته بدلا من اشرح انني نسيت انك لازلت في المتجر..إضافة إلى انها كانت ستتساءل لماذا لم اقرع بابها اولا..لا اعتقد انها ترى نفسها عجوزا مزعجة!
ضحكت محتجة:
-هذا لأنها ليست كذلك..وكان يجب ان تقرع بابها اولا..اعني أنت لاتكاد تعرف ماندي!
-هذا لانني كنت اريد استخدام الحمام!ولم افكر في ان ماندي قد تمانع,بدت لي فتاة طيبة.
سوت ياقة سترتها:
-اوه..انها هكذا..انها طيبة..قديمة الزي في طريقة لبسها لكن هذا على الارجح بسبب قلة المال لديها..اعني..انها تعمل في احدى المؤسسات حيث يعملون الشبان المهارات واشياء كهذه,واعرف انها ليست مجرد موظفة طباعة أو اختزال لكنني اشك في ان يكون راتبها مرتفعا.
عاد أليوت إلى السير حول منضدته:"هل تعجبك؟"
بدت الدهشة على انجلا:
-تعجبني؟حسنا..اجل.اعتقد هذا..انها ليست مثلنا لكن لاباس به..ليس لدينا اشياء مشتركة ولا اعرف كيف يمكنها دفع أجرة الشقة!صحيح انها صغيرة,لكن الايجارات في تلك النطقة...
وتلاشى صوتها بطريقة تعبر فيها عما تريد قوله..ثم احست ان أليوت ينتظر منها المزيد فهزت كتفيها مردفة:
-على أي حال أنا لا اراها كثيرا..ولق دعوتها إلى الحفل لانني شعرت بلاسى عليها!قالت ليلي حينها انني مجنونة لاقدامي على دعوتها..لكنني في الواقع اعتقد ان سبب اعتراضها هو اعجاب بيتر تورنتون الواضح بها,اعني بماندي..مما اغضب ليلي!
دس أليوت يديه في جيبه:
-تورنتون؟ومن هو بيتر تورنتون؟
لامست انجلا شعرها المجعد بأصابعها:
-الا تعرفه؟يعمل والده في صناعة الفولاذ اة الالمنيوم أو شئ من هذا..وبيتر ابنه الاكبر ووريث ثروة العائلة..تقول ليلي انه سيرث لقبا في يوم ما..على أي حال هي تحاول الايقاع به منذ اشهر ولقد اثار حنقها عندما امضى ما يقارب الساعة وهو يتبادل الحديث مع ماندي.
-كما اذكر..كانت تتكلم مع عدة رجال.وليس مع أي شخص منهم بوجه خاص.
مررت انجلا اصبعها على فمها:
-لا..هذا صحيح..وانت بنفسك تحدثت معها.الم تفعل؟اعني قبل ان اعرف انها موجودة.
قال بجفاء:
-لم يكن احد يكلمها في تلك اللحظات.
ارجع كمه إلى الوراء ينظر إلى ساعته:
-يا إلهي!ان الساعة تقارب الخامسة.قد تصاب السيدة وينسدايل بنوبة فأنا لم انظر إلى الرسائل حتى الان.
بدت خيبة الامل على انجلا:
-اوه..الست متفرغا للذهاب الآن؟ظننتك ستوصلني إلى المنزل!
كبت أليوت اندفاعا للرفض بصراحة وقام بحل وسط:
-إذا كنت مستعدة للانتظار نصف ساعة اخرى.الست مضطرة إلى العودة إلى المتجر؟
تنهدت انجلا:
-لا..قلت لليلي انني ساعود إلى المنزل مباشرة.اةه..حسنا..سأذهب إلى المتجر لبضع دقائق وهناك اغراض اريدها من الصيدلية,وهذا ما سيعطيك وقتا لتوقع اوراقك.
لكن بعد ذهابها لم يستدع أليوت سكرتيرته على الفور بل وقف قرب النافذة حيث يبدو انه يقضي وقتا طويلا مؤخرا..واخذ يقلب فكرة خطرت في باله وسيطرت على اهتمامه.
كانت فكرة اخذ ماندي معه إلى "ستونور"فكرة طائشة وهو يعرف هذا..صحيح ان الخدم الموجودين في منزله في "اوكسفوردشاير"موثوق بهم..لكن لايمكن ان يصطحب امراة شابة إلى منزله بدون تعليق,والامر مختلف في الشقة فتريسا لم تكن تعرف لمن طلب تحضير العشاء,وان حدث وعرفت فهي لن تعلق لأنها لاتهتم بامر انجلا.فتصرف خطيبته المتسلط مع الناس الذين لا تعتبرهم من طبقتها لم يكن يروق للمرأة الالمانية,ولقد اوضحت تيريسا انها لن تبقى معهما بعد زواجهما..وهذا امر مؤسف بالنسبة له فهو يعرف تيريسا منذ كان طفلا في موطنه في ايرلندا..
تنهد بمرارة..ليس مستقبل تيريسا ما يشغل تفكيره الان فهي لن ترحل قبل اشهر عديدة..إن ما عليه الاهتمام به هو تعلقه المتزايد بالفتاة التي ليست خطيبته..وحاجته إلى التواجد معها هو أمر يقض عليه مضجعه باستمرار ويجلب الفوضى إلى حياته.
رفع يده يدعك عضلات كتفه بنفاد صبر.لابد انه مجنون..وتذكر كل المكالمات الهاتفية التي أجراها إلى الطابق الأرضي في "برايتون هاوس"..لقد حاول الاتصال بماندي عشر مرات على الأقل خلال الأسبوع الفائت,وإذا لم يكن هاتفها معطلا فليس أمامه سوى الافتراض انها لاتريد ان تكلمه.
ما كان يجب ان يحذرها..وتذكر وعده لها بان يتصل..فلو لم تكن تعرف هذا لما شك أنها تتجنبه.كان يشعر بالإحباط والسخط في كل مرة لايرد فيها احد على مكالماته..منتديات ليلاس

****
دخلت ماندي إلى شقتها واستدارت بارتياح إلى الباب ثم نظرت إلى الساعة الصغيرة الموضوعة فوق رف المدفأة لتجد ان الوقت يقارب الثامنة والنصف..استقامت تسوي ظهرها بتصميم وهي تفكر ان لديها ربع ساعة لتستحم وتغير ملابسها وتعد لنفسها ماتاكله..انها مدينة للسيد كراون وعليها ان تذهب إلى العمل اليوم ولو انه يوم الجمعة.لقد كان لطيفا بإعطائها اجازة من العمل لتذهب إلى نيوكاسل..واقل ما يمكن ان تفعله هو التواجه إلى عملها حالما تعود.
هزت رأسها ودفعت نفسها عن الباب لتسير إلى غرفة نومها..انها متعبة,ولو كان لديها وقت أطول لرحبت بمغطس مياه ساخن بعد جلوسها متكور انيوكاسل لم يحقق شيئا..خلعت كنزتها والجينز وهي تتذكر الذعر الذي اصابها عندما اتصلت بها امها لتقول ان ساري تعرضت لحادثة وانهم نقلوها إلى المستشفى مع شك في وجود كسر في جمجمتها..
ما حصل ان ساري وقعت عن دراجة صديقتها وأمضت ليلة الثلاثاء في المستشفى"تحت المراقبة"ثم عادت إلى المنزل يوم الاربعاء شاحبة لكن بدون كسور,ولقد توسلت الجدة ابنتها ان تبقى ليلة اخرى خوفا من حدوث اية تعقيدات ووافقت ماندي,فساري ابنتها مسؤليتها,وليست مسؤلية امها.
تمكنت من الوصول إلى العمل في الوقت المحدد.وبدا الارتياح على السيد كراون حين دخلت إلى المكتب.
-كنت اخشى الا تاتي قبل يوم الاثنين..سيزورنا بعض الاشخاص من الوزارة اليوم لتقييم العمل.
كانت ماندي قد نسيت زيارة المسؤولين من ادارة التعليم المخطط لها لهذا اليوم.
-اوه ..اجل..انا هنا الان وبإمكانك ان تستريح.
ابتسم السيد كراون:
-اجل..وكيف حال فتاتك الصغيرة؟
-افضل بكثير..تعرف كيف هم الاطفال.لقد ابقوها في المستشفى ليلة واحدة ثم خرجت بعد ان طمأننا الاطباء على حالتها السليمة,شكرا لله..لكن امي هي التي تلقت الصدمة القاسية..وأظنها تلوم نفسها.
قال مقاطعا:
-هذا صحيح..فرعاية فتاة في السادسة من عمرها مسؤولية كبيرة على الجدة.على أي حال,يسعدني ان تكون ساري بخيرفأنا اكره ان اخسرك الان.
ردت بثقة:
-لن تخسرني..والآن ماذا تريدني ان افعل اولا؟هل اهتم بالتقارير ام بجدول اعمال اجتماع الأسبوع القادم؟
تخلت ماندي عن فكرة التسوق وقت الغداء وبلا من هذا اخذت سندويشا من غرفة الطعام واكلته وهي تعمل في مكتبها طوال ساعة الراحة.
وبما أنها امضت الليلة الفائتة في شاحنة جيمي فهذا يعني أنها لم تنم ابدا..وكان من الصعب ان تبقى عينيها مفتوحتين لذا استعانت بعدة فناجين من القهوة السوداء المرة..وحين وصل وفد الوزراء,كانت قد امضت قدما في انجاز الاعمال المتراكمة امامها.
وهي في طريقها إلى المنزل,اشترت بعض الاغراض الضرورية وباقة من الزنبق لفتت انتباهها واعادت افكارها إلى الرجل الذي كانت تبقي صورته بعيدة عن افكارها طوال الأسبوع..وسمحت لنفسها ما اذا كان قد حاول الاتصال بها..لقد بقيت ذكرى امسية الاحد في عقلها الباطن خلال فترة الازمة في الايام الثلاثة الماضية.وبالرغم من خوفها ولهفتها على ابنتها وامها,الا أنها تدرك ان لأليوت دورا اساسيا في قرارها العودة بسرعة إلى لندن..من الحماقة السماح لهذه العلاقة بان تستمر..لكن الواقع أنها تفكر فيه,لذا لن يكون الانكار صادقا.
بدت الشقة كئيبة مغبرة بعد هجرها قرابة أسبوع..في الغد يجب ان تنظفها بالكامل,اما الليلة فهي متعبة كثيرا..تناولت طعامها وقررت ان تخلد إلى النوم باكرا,لكن القرع المفاجئ على الباب قطع عليها افكارها فتنهدت,لابد ان السيدة موركر رأتها تدخل..لقد اضطرت إلى اخبار الوكيل أنها ستغيب بضعت ايام ولا شك ان الفضول ينتاب زوجته الان ويدفعها إلى السؤال عما حدث.
ذهبت لترد وهي تحاول كبت انزعاجها..لكن ماندي ذهلت لرؤية الطارق الذي لم تتوقعه,وفغرت شفتيها ساخطة حين دفع أليوت الباب ودخل بدون ان تدعوه إلى الدخول.
قال متجهما:"اقفليه..اعني الباب"
ولأنها لم تكن ترغب في اجتذاب انتباه السيدة موركير فقد سارعت إلى اقفاله لكنها كانت غاضبة من اعتقاده ان له الحق في اقتحام منزلها..وبا عليها هذا الغضب.
سألت وهو يستند إلى الجدار قرب الباب:
-ماذا تظن انك تفعل..باضبط؟
رد وعيناه الرماديتان الغاضبتان تجولان على وجهها الغاضب:
-هذا ما اريد ان اسأله..هل هاتفك معطل؟
هاتفي!لا افهم ماتعنيه.-
-هاتفك..تلك الآلة التي يستخدمها الناس في اتصالاتهم مع بعضهم.لديك هاتف,أليس كذلك؟
-بالطبع لدي.
-إذن لماذا لم تجيبي عليه؟
كتمت انفاسها:"وهل كنت تتصل بي؟"
فهمت فجأة..ودفع أليوت نفسه عن الجدار والعبوس يجهم قسماته الرقيقة.
-سأعل رأيي بك..أنت حادة الملاحظة!
ردت وهي تشبك اصابعها ثم تحلها:
-اوه..لاتكن ساخرا هكذا!انا لم اجب على الهاتف لأنني لم اكن هنا!
نظر اليها بارتياب:
-لا؟لاتقولي انهم بدأوا دواما ليليا في المؤسسة!
احمر وجه ماندي بسبب لهجته:
-لا..لم اكن في العمل.
زفر انفاسه متثاقلا:"أين كنت اذن؟"
رفعت رأسها:"لست مضطرة إلى اخبارك"
تحرك نحوها فتسارعت انفاسها إضافة إلى ازدياد حدة نبضها,وقال:
-لكنك ستخبرينني.
-ولماذا افعل؟لاشأن لك في هذا؟
أصبح قريبا منها بحيث رأت عضلة صغيرة ترتجف عند زاوية فمه:
-ألا شأن لي؟حتى ولو قلت لك إنني كنت اتصل باستمرار منذ امسية الثلاثاء؟
رطبت شفتيها الجافتين:"لم اطلب منك هذا"
اتسعت فتحتا انفه قليلا وهو يحاول السيطرة على اعصابه:
-لا..لكن اقل مايمكن ان تفعليه هو ان تكوني صادقة معي.
تنهدت ماندي:
-أنا صادقة.في..الواقع..ذهبت إلى بلدتي مره اخرى.
قطب أليوت:"بلدتك؟تعنين إلى نيوكاسل؟"
-أجل.
ارتد إلى الوراء قليلا:
-اوه..هيا الآن..أتحاولين القول انك ذهبت إلى نيوكاسل يوم اثلاثاء,في وقت عدت فيه من هناك ليلة الاحد؟
-ولم لا؟
هز رأسه:
-أنا لم اولد بالأمس..ماندي,فلا تكذبي علي!
-أنا لا اكذب.
-لا؟
رأت تعبيره المحتقر فتوصلت إلى قرار.
-لا..لقد تعرضت ابنتي لحادثة..وأرسلت امي بطلبي.
كان ذهوله ظاهرا بوضوح:"إبنتك؟"
رفعت ظهرها مستقيما:
-أجل..لدي طفلة..والآن إذا لم تكن تمانع..أنا متعبة.
سألها بدهشة:
-مهلك لحظة..أتقولين ان لديك ابنة؟أين تعيش؟مع زوجك السابق؟
ضحكت بمرارة ضحكة قصيرة:
-هايد؟لا..إنها تعيش مع امي..
حاولت ان تبتعد عنه قليلا,لكنه اردف قائلا:
-اهدأي قليلا..أتسمحين؟دعيني استوعب هذا..كم عمرها؟وما اسمها؟
-ساري..وعمرها ست سنوات.
-ستة؟
-لست فتاة مراهقة أليوت.
-ولم اعتقد يوما انك هكذا..اعتقد انه على الاعتذار.
-ليس ضروريا.
تنهد:
بلى..ضروري,ماذا حدث؟قلت أنها تعرضت لحادث..هل هي بخير؟-
-إنها بخير تماما.
كانت لهجتها متصلبة كوقفتها تماما..ورفع كتفيه بخشونه قائلا:
-لاتعرفين ابدا مامربي..ظننتك تتجاهلينني عمدا.
-إنها جريمة حقا!
رد عليها بخشونة:
-لا تسخري مني ماندي!فأنا اعني ما أقول ولا شك في احتياجي إليك الان حتى ولو انك تبدين متعبة لم تنامي منذ أسبوع!
قالت بمرارة وهي تدير رأسها عنه:
-أنا آسفة,لابد أنها صدمة لك ان تراني كما ابدو تماما!بدون ذكر اكتشافك ان لدي ابنة في سن الطفولة!
-ماندي..
كان استخدامه لاسمها إنذارا..لكنها لم تهتم به..وسألت:
ماذا تفعل هنا على أي حال؟الا تخشى ان ترانا انجلا؟اوليس من الحماقة ان تأتي في وضح النهار؟
-انجلا في باريس,سافرت هذا الصباح ولن تعود قبل يوم الاحد..هل يجيب هذا على سؤلك ام ترغبين في المزيد؟
التوت شفتاها:
-اوه..لا..كان يجب ان اعرف..انت لاتخاطر بدون ان تحسب العواقب..اليس كذلك أليوت؟
سأل بصوت منخفض عنيف:
-ماذا تحاولين فعله بي؟ماذا تريدينني ان اقول؟انني كنت سآتي إلى هنا في جميع الاحوال,ولن اهتم بأنجلا وخطوبتنا؟
احمر وجه ماندي:"لا.."
-إذن توقفي عن استفزازي..أتسمحين؟في الواقع,أنا جالس اما المنزل منذ الرابعة..انتظر عودتك..!
رفعت نظرها اليه قليلا:"لا ..لم تفعل هذا؟"
-اوه..لقد فعلت..الم تري السيارة؟أنها متوقفة في الشارع..لا..بالطبع لم تريها..نسيت انك كنت مشغولة بالزنابق التي تحملينها.
هزت رأسها:
-ما كان يجب ان تاتي إلى هنا..يكفي ان تتصل!
-مرة اخرى؟
-أليوت..
-اخبريني ما شئت فيما بعد,وتوقفي عن استفزازي.
-أليوت..لايمكنك البقاء هنا!
مرت بضع لحظات قبل ان يرد,لكن حين فعل هبطت معنوياتها كثيرا.
-لا انوي البقاء..اتذكرين انني اخبرتك انني املك منزلا في الريف؟أنا ذاهب لامضي نهاية الأسبوع هناك.
حاولت الاتظهر خيبتها:"اوه..كم هذا لطيف"
نظر اليها بعينين كسولتين:
-فعلا..انه يقع في قرية تدعى"ستونوراند"وفي مكان هادئ جدا وريفي جدا.
دفعت لهجة حماس إلى صوتها:"يبدو لي جميلا"
جلس بتكاسل على الاريكة وأسند رأسه إلى الخلف:
-اجل..إنه جميل في هذا الوقت من السنة..أرض الغابات مغطاة بلأزهار الربيعية الصفراء والبيضاء,وهناك مئات من تلك الزنابق التي تعجبين بها تنمو قرب البحيرة.
وهل هناك بحيرة؟-
-بحيرة صغيرة فقط..نستخدمها للسباحة صيفا,,صحيح أنها باردة الياه لكننا نستمتع فيها.
زفرت انفاسها:
-نحن؟تعني أنت..وانجلا؟
-احيانا..لكن في معظم الاوقات,تستخدمها لوسي واصدقاؤها..فالمنزل ذاك بيتها الثاني.
-لوسي؟
-لوسيندا فرا يزر..إنها شقيقتي..تدرس في جامعة اوكسفورد.
هزت رأسها:"اوه..فهمت"
-حقا؟وهل ظننت انني احتفظ بالنساء هناك؟
ردت كاذبة:"لم افكر في هذا ابدا.."
-على أي حال,يلزم ساعة ونصف للوصول إلى هناك..الا اذا كان الوقت وقت الزحام الاسبوعي فتستغرق الرحلة عندها وقتا اطول.
-لماذا لاتذهب اذن؟ستكون نهاية أسبوع رائعة..على الأقل هذا ما قالة السيد كراون..وانا واثقة انك ستستمتع هناك.
قال بهدوء:"تعالي معي"
ظنت للحظات أنها تخيلت ماسمعت..واحمر وجهها الشاحب بعدم تصديق فوقف أليوت عن الاريكة ليلتقي بعينيعا القلقتين ويكرر:
-تعالي معي..اقضي نهاية الأسبوع معي..احب ان اريك ستونور,وسأحب صحبتك جدا.
طرفت عينا ماندي:"لايمكن ان تكون جادا!"
تنهد أليوت:
-دعينا لانخوض في نقاش آخر بخصوص ماهو خطأ..كما قلت اريد صحبتك..وهذا كل شيء.انت تعجبينني واظن انك معجبة بي..فلماذا لانقضي بعض الوقت معا؟.منتديات ليلاس

Disckoooooo 09-04-09 05:38 PM

الفصل السادس
 
6-وحدهما فقط



كانت غرفة ماندي في مؤخرة المنزل تطل على ملعب التنس وتسمح برؤية حافة البحيرة المحاطة بالقصب والمروج العشبية..وكانت الغابة التي تكلم عنها أليوت تشكل ستارة خلفيه من بعيد..منتديات ليلاس




أسندت ماندي مرفقها إلى النافذة المفتوحة غير آبهة ببرودة هواء الصباح الذي اخترق غلالة نومها..المكان كله مختلف عن جو لندن ورائحتها..وتنشقت بعمق تميل لان تصدق أنها لازالت تحلم.



نظرت خلفها إلى السرير الواسع الذي نامت فيه ليلا ملء أجفانها,كان فراشا عصريا,مريحا.السجادة الناعمة بألوانها الزهرية والرمادية تمتزج بجمال مع الحرير الرمادي الذي يزين الجدران,وهناك خزانة طويلة مصقولة ذات أدراج ومرآة,ومقعد طويل.



وتذكرت ماندي كم هي غير مناسبة مع ما يحيط بها وهي ترتدي ثوبا قطنيا عاديا..أنها متأكدة ان انجلا لاترتدي سوى الحرير والدانتيل للنوم..لكن انجلا معتادة على هذا النوع من الفخامة,أما هي فلا.



تنهدت ماندي وابتعدت عن النافذة وهي تنظر إلى الغرفة بشيء من الارتياب..وتساءلت للمرة التي لا تعد عما كان رد الفعل الحقيقي لوصولها بين الخدم..ليلة امس قدمها أليوت إلى مدبرة المنزل التي كانت مؤدبة جدا معها..واسمها ماغي ماكلونغ..لكنها كانت تعرف ان هناك خدم آخرين..وهل يمكن ان يفكرا سوى بالأسوأ؟



بالطبع كان الوقت متأخرا كثيرا عندما وصلا الليلة الفائتة..فبعد زيارته وعودته المفاجئة لها,وافقت ماندي على تناول العشاء معه لأنها لازالت لديها شكوك بالنسبة لمرافقته,لكن بعد الوجبة اللذيذة في مطعم هادئ,استرخت أعصابها وتوقفت عن الاحتجاج..تنعمت بدفء السيارة والموسيقى الناعمة في الراديو وقرب أليوت المريح,واحست أنها قانعة لاتستطيع المقاومة,وعندما فتحت عينيها للمرة التالية كانا على بعد أميال فوق الطريق الرئيسية.



كان منزل أليوت الريفي أكثر ثاثيرا عليها من شقته في لندن:سجاد حريري,جدران مكسوة بالخشب المصقول,نافذة ضخمة من الزجاج الملون,ومكتبة جدرانها مرصوفة من الأرض حتى السقف بكتب ضخمة..



انتشلت نفسها من أفكارها وتساءلت ما إذا كان أليوت قد استيقظ أم لا..إنها الساعة الثامنة وتشك في انه لازال في السرير..أحست بقلق,فدخلت إلى حمامها مسرعة قبل ان تغرق في أفكار مجنونة..



بعد الحمام, جففت شعرها ثم لفت نفسها بروب حمام وجدته خلف الباب وعادت إلى غرفة النوم.



فتحت الخزانة لتأخذ ما ترتديه وتفاجأت بوجود مجموعة ملونة متعددة الإشكال معلقة في الجهة الأخرى,لم تكن ملابسها بالطبع بل كانت ملابس امرأة أخرى فأغلقت الباب بحده.



ارتدت الجنز وقميصا قطنيا طويل الأكمام,وبينما كانت تمشط شعرها أمام المرآة المعلقة فوق الأدراج قرع احدهم الباب.



-نعم؟



انفتح الباب ببطء لتدخل فتاة في سن المراهقة حاملة صينية,ونظرت بارتباك إلى السرير حين رأته فارغا..لكنها سرعان مارأت ماندي تمشط شعرها,فتهللت أساريرها لتكشف عن بسمة ودية وقالت بلهجة ريفية محببة:



-فكرت السيدة موكلونغ انك قد تفضلين تناول الفطور في السرير هذا الصباح..آنستي..لقد اخبرنا السيد أليوت انك متعبة وطلب الا نزعجك..لكن السيد ماكلونغ ظنت انك سترحبين بفنجان شاي بعد ليلة في فراش غريب,وما إلى ذلك.



-اوه..شكرا,هذا لطف من السيدة ماكلونغ.



-الا تفضلين النزول إلى الطابق الاسفل وقد استيقضت الان آنستي؟



هزت ماندي رأسها نافية,فأردفت الفتاة:



-اذن سأضع الصينية هنا..هناك عصير برتقال وبيض مخفوق مقلي في حال كنت جائعة,وإذا كنت تفضلين القهوة,فلا مشكلة.



-شكرا لك,ارجو ان تقولي للسيدة ماكلونغ انني ممتنة لها.



-اجل..آنستي.



ابتسمت الفتاة وخرجت,وتقدمت ماندي إلى الصينية بشئ من الذهول..هزت راسها تعجبا وجلست إلى حافت السرير تصب الشاي لنفسها..لقد مضت سنوات طويلة منذ جاءها احد بفطورها إلى السرير ولم يكن يوما بمثل هذا الترتيب والفخامة.



كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة عندما انهت ماندي طعامها ووضعت قليلا من الزينة على وجهها وتفحصت مظهرها قبل ان تترك الغرفة,فارتاحت لرؤية ان الخطوط السوداء التي كانت تحيط بعينيها في اليوم السابق كادت تختفي.وهناك القليل من اللون يغطي وجهها.وبالرغم من أنها ترى قسماته عادية,الا ان الترقب كان يعطي عينيها لمعان غير مألوف.



اقفلت الباب خلفها وسارت فوق السجاد العاجي اللون بمحلذاة عدة ابواب اخرى..وتساءلت ما اذا كان احدها لغرفت أليوت..



كان خشب السياج ينزلق بنعومة تحت اصابعها وهي تنزل السلم إلى الاسفل..وكانت تكتكة"ساعة الجد"القديمة الطراز,الصوت الوحيد المسموع..ثم بعدها يستطيع المرء سماع اصوات العصافير ونباح كلب من بعيد وحتى خوار ابقار ترعى في مكان ما ليس ببعيد.



سألها صوت من خلفها:"اتبحثين عن احد آنسة آبكوت؟"



وادركت أنها كانت تقف عند اسفل السلم كمن يقف في حلم..ووجدت مدبرة المنزل الصغيرة الجسم إلى جانبها فسألت:



-اوه..سيدة ماكلونغ..هل استيقظ السيد فرا يزر؟كنت اتساءل أين يمكن ان اجده.



-بالتاكيد..لقد استيقظ السيد أليوت منذ ساعتين آنسة آبكوت,اخبرنا انك قد تبقين غافية حتى منتصف فترة الصباح وانك ستجدين الجو غريبا هنا بعد ضجيج لندن.



ابتسمت ماندي:



-أنت محقة..يجب ان اشكرك ثانية على الفطور.كان لذيذا جدا..انا..تركت الصينية فوق.



-لاباس في هذا آنسة آبكوت,ستجلبها روز حين تصعد لترتيب السرير.



تمتمت ماندي بشئ من الارتباك:



-..في الواقع,اسمي السيدة آبكوت..اتعرفين أين هو السيد.. أليوت؟



لم ترد المرأة فورا على سؤالها:



-سيدة آبكوت؟وهل سينضم زوجك اليك هنا..سيدة آبكوت؟



-لا..فانا مطلقة..سيدة ماكلونغ,ولا فكرة لدي عن مكان زوجي السابق.



وضعت المراة مرفقها في كف يدها وامسكت اذنها مفكرة:



-اه..انت تبحثين عن زوج آخر سيده آبكوت.



-أنا لاابحث عن زوج آخر سيدة ماكلونغ.اتعرفين أين هو السيد فرا يزر ام ابحث عنه بنفسي؟



-طبعا اعرف,انه مع الجياد منذ السابعة والنصف,وإذا كنت تنوين الذهاب إلى الاسطبل ضعي معطفك قبلا,صحيح ان الشمس اشرقت لكن البرد لازال مسيطرا.



-شكرا لك.



ابتسمت مدبرة المنزل وقالت بخبث:



-أنا افكر فيما هو خير..لكما معا.لفي نفسك بشئ دافئ..انت لن ترغبي في الاصابة بنزلة صدرية..اليس كذلك؟



صعدت ماندي إلى غرفتها لتاخذ سترتها الزرقاء الواقية من الرياح,واعترفت مرغمة ان ماتقوله السيدة ماكلونغ صحيح رغم أنها اشياء مثيرة للسخط..احست ان المراة تفكر فعلا في مصلحت أليوت من كل قلبها..وبما أنها مطلقة فقد يقود هذا الواقع إلى تخمينات واضحة.



نزلت إلى الطابق الاسفل مرة اخرى,خرجت من الباب الامامي تدفع يديها في جيبي سترتها,وتنطلق عبر الفناء..كانت السيدة ماكلونغ محقة,فقد ارجع هواء بارد شعرها إلى الوراء عن وجهها,والطقس ابرد مما كان في الليل الفائت مع ان الشمس مشرقة.



كانت مقدمة المنزل تواجه الطريق الداخلية التي مرا فيها ليلا..ورأت ماندي إلى يمينها سياجا ابيض يحيط بمجموعة من الخيل وصغارها,والى البعيد حقل ترعى فيه الأبقار التي سمعت صوتها في وقت مبكر..كما قال أليوت,المكان هادئ وريفي جدا..وتنشقت الهواء النقي ملء رئتيها وهي تسير بحماس.



لمحت أليوت قبل ان تصل إلى مجموعة ابنية تشكل الاسطبلات,وكان واقفا في الفناء يتحدث إلى رجل مسن,وتسارعت دقات قلبها بشكل مزعج عمد رؤية جسدة النحيل.كان يرتدي سترة قصيرة فوق بنطلون ركوب مخملي يندس تحت حذاء اسود بطول الركبتين..وبد منسجما تماما مع مايحيط به.



كان الرجل المسن السباق في رؤية ماندي.ولاشك انه لفت انتباه أليوت الذي استدار فورا وراح يلوح بيديه.ماذا يظن نفسه يفعل؟



وأبطأت خطواتها بتعاسة.كيف يفسر هذه الزيارة مهما كانت بريئة لانجلا؟وكيف ستكون ردة فعلها ان عرفت ان جارتها تجتذب اهتمام الرجل الذي تنوي الزواج منه؟لو أنها مكان انجلا لكرهت هذا حتما..فهل هي الان تتصرف بطريقة افضل مما تصرف بها هايد معها؟



سألها أليوت وهو يتقدم نحوها متكاسلا:



-لماذا تبدين غاضبة هكذا؟لم اعتقد انك قد تستيقضين الان..الم تنامي جيدا؟



ردت بلهجة رسمية:



-نمت جيدا جدا..وانت؟



-لا..في الواقع كان نومي سيئا..ويعود السبب اليك..هل تناولت الفطور؟



لوحت بيدها:



-أجل..ارسلت السيدة ماكلونغ لي الفطور إلى الغرفة..ولسوء الحظ,كنت قد غادرت السرير عندما وصلت.



-طلبت منها الا...



قاطعته بحدة:



-اجل..هذا ما قالته الخادمة.لكنني لست معتادة على الاستلقاء في السرير إلى ساعة متاخرة من الصباح,فأنا إمرأة عاملة.



-هذا ما تستمرين في تذكيري به..والان هل ترغبين في القاء نظرة على المكان؟لا اعرف ان كنت تهتمين بالجياد..لكنني احتفظ بجوادين للصيد.



-جوادين!لقد رأيت اعدادا مضاعفة في الحقل المسيج.



-كانت اناث للاستيلاد..هذا وليليان لوكا مدرب الخيول.سأريك ما لدينا من خيول اذا احببت..



اطرقت راسها تحاول ايجاد كلمات مناسبة:



-لا..فهذا..اليوت..من الافضل ان اعود.



ضاقت عيناه الرماديتان:



-تعودين إلى أين؟إلى المنزل؟هل هناك شيء خاطئ؟



-اعني إلى لندن..



اطلق سبابا من بين شفتيه ثم قال بصوت منخفض:



بحق الله!طننت اننا سوينا هذه المسألة.



دمدمت بغضب وهي ترفع شعرها بعيدا عن عينيها:



-حسنا..نحن لم نسوي شيئا..اليوت,اشعر انني مخادعة!انا لا انتمي إلى هنا.



-ومن يقول هذا؟هل قالت لك ماغي شيئا؟عل المح احد لك بشيء؟



-لا..على الأقل..ليس مباشرة.



-وماذا يعني هذا؟



-استمرت السيدة ماكلونغ في مناداتي بلآنسة آبكوت,فأخبرتها انني مطلقة.



-و..؟



تنهدت ماندي:"اوه..هل يهم هذا؟".



-يهمني أنا..هل علقت ماغي على كونك مطلقة؟



-حسنا..لقد قالت..انني لازلت شابة لأفتش عن زوج جديد..ولا اظنها صدقتني حين قلت انني لست هكذا.



لانت اسارير أليوت مجددا:



-هل هذا كل شيء؟اوه..لاتهتمي بماغي,إنها فولية هذا كل مافي الامر.



لم تستجب لابتسامته وصاحت:



-الن تشعر أنت بالفضول لو كنت مكانها؟أليوت اتتصور ماقد يظنه هؤلاء؟



اقترب منها وقال لها:



-ان كنت قد وافقت على شروطك فهذا لايعني انني احبها,والان هيا..اوقفي كل هذا الكلام الهراء بخصوص العودة إلى لندن,ودعيني اريك الاراضي..انا اريدك هنا..وهذا هو المهم.



ثم تابع مداعبا:



-سأدعك تقطفين الزهور من الغابة اذا وعدتني ان تكوني فتاة طيبة.



هزت رأسها بضعف ادركه حتما.



-أليوت..وماذا عن انجلا؟ماذا ستقول حين...؟



-دعيني أنا اقلق بخصوص انجلا..وتوقفي عن توقع شئ قد لايحدث ابدا.



ابتسم:



-والان..هل تريدين اصطحاب الكلاب معك؟احذرك,أنها محبة مثل صاحبها.



كان صباحا رائعا بصحبة كلبي صيد رائعين امضيا معظم وقتهما يتشممان العشب,سارت ماندي لأميال وهي ترتدي حذاء من المطاط وجدها لها أليوت في الاسطبل,تماشي خطواته إلى المرعى حيث تنتشر مجموعة من الماشية.لم يكن يهمها أين تظع قدمها وهي في هذا الحذاء المطاطي,وكان أليوت يعود إلى جانبها كلما بعد خطوة خاطئة لتنظف الحذاء من الوحل.



قال ممازحا:



-لا باس في هذا..طالما لاتخطئين تجلسين على الأرض.



تحدثا كثيرا..اشياء عامة في معظمها,اخبرها أليوت القليل عن الشركة والدور الذي يلعبه فيها وكان متكتما فيما يخص مؤهلاته,يقلل من اهمية دراستة في اوكسفورد وذكائه الحاد..مع ذلك فقد احست ماندي بالفخر الذي يحسه..انها شركة توظف مئات الملايين من الدولارات بكل ماتعنيه من مسؤوليات..بينما هي من ناحية اخرى ابنة مراقب منجم من"تاينسايد"قتل داخل المنجم حين كانت ساري لاتزال صغيرة..منتديات ليلاس




تناولا الغداء في غرفة الطعام,غرفة جذابة تطل على المناظر الخارجة..بعد مشوارهما,اصبح خدا ماندي محمرين بلون جميل ولم يحرك أليوت عينه عنها وهي تتناول وجبتها بشهية.



قالت بعد ابتلاعها لقطعة اللحم من الفطيرة التي أحضرتها لهما السيدة ماكلونغ :



جيد أنني لن أبقى هنا إلى أكثرمن الغد..فلسوف أصبح سمينةجدا..مثل لاسي سأل أليوت بكسل: ومن هي لاسي؟



إنها قطة ..قطة أمي في الواقع ،وساري تعذبها بدون رحمة وضع أليوت ذقنه على يده :



أود أن أقابل ساري.. هل أستطيع ؟-



وضعت سكنتها والشوكة من يدها:



-وكيف يمكنك هذا؟قلت لك..إنها تعيش مع أمي



-في نيوكاسل.. أعرف



تابع بتوسل :



لكنك تذهبين إلى هناك دائما ..ألاتفعلين؟في نهايات الأسبوع حاولت ماندي التهرب من الإجابة ، فرفعت نظرها إليه



لماذا تريد مقابلتها؟



لأنها ابنتك .. لأنني أريد أن أعرفها..لأنها جزء من حياتك تنهدت :أوه ..أليوت ..



قال بصوت ناعم :



مار أيك في بنهاية الأسبوع القادم ؟يمكنني أن أوصلك إلى هناك



مساء الجمعة أو صباح السبت ..ولا تقلقي .. أنا لا أدعو نفسي إلى بيت أمك .. بإمكاني الإقامة في فندق . أعتقد أن هناك في نيوكاسل..



أليس كذلك ؟



بالطبع يوجد فنادق .. لكن .. حسنا ، لست أدري ماإذا كان هذا سيعجب أمي .. أعني إقامتك في فندق .. ستظن ..حسنا، بإمكانك التخمين بما ستظنه..أنا واثقة ..



أن منزلها لا يليق بي ؟ حبيبتي ..لو دعوتني لإقامة معكما ، فسأكون أسعد الناس وسأقبل الدعوة حتما



لاتكن سخيفا!



مايقترحة جنون,تهور طائش تماما مثل وجودها هنا 0



ألا تحبين ان تذهبي إلى بلدتك في نهاية الأسبوع القادم ؟



وماذا سأقول لأمي ؟



وهل يجب ان تقولي لها شيئا ؟



هزت رأسها :



وكيف أقدمك لها ؟



كصديق 00وماهو الغريب في هذا ؟صديق غني !



مجرد صديق 00ماندي !توقفي عن وضع العراقيل بيننا لأنني من أسرة فرا يزر!



قال بتوسل :



دعيني أذهب معك 0دعيني أقابل ساري 00وأعدك الاأفعل ما يجرحك 0



أنقذ وصول السيدة ماكلونغ مع الحلوى ماندي من الرد ,لكن عينا أليوت كانتا متوسلتين بطريقه مقنعة 00قال لمدبرة المنزل مشجعا :



لقد أعجبت السيدة آبكوت باختيارك للطعام 0هذا صحيح ماندي ,



أليس كذلك ؟



كانت الفطيرة لذيذة جدا ,ولا أظن إنني قادرة على تناول المزيد0



قالت السيدة ماكلونغ :



أنا واثقة انك قادرة على تذوق القليل من التوت البري الطازج 00



هل ستتناولان القهوة هنا أم في غرفة الجلوس ؟



سنأخذها في غرفة الجلوس0



والتفت إلى ماندي يدفع الفاكهة نحوها :



تفضلي 00فأنا استمتع بمراقبتك 0



احمر وجهها فنظرت إليها السيدة ماكلونغ بشيء من الإشفاق,



وقالت :



لا تهتمي به سيدة آبكوت 0إذا رغبت في القليل منها فتناوليه00فهو لم يتناول وجبه لائقة منذ مجيئه إلى هنا



غادرت المرأة الغرفة فالتفتت ماندي إلى أليوت تسأله:(هل هذا صحيح؟)



نحن هنا منذ ليلة أمس فقط!



أولم تتناول الفطور ؟



رد بهدوء:



لست جائعا 00تناولي التوت البري 00لارضائي فقط0



امضيا فترة بعد الظهر في غرفة الجلوس يصغيان إلى الموسيقى ويراقبان تغير الطقس في الخارج0



بدأ المطر يهطل وهما يتناولان الغداء 00واخذت حباته تضرب زجاج النوافذ الان وتلفهما معا في عالم



معزول عن أية تأثيرات خارجية 0



وهي تجلس متكورة فوق الأرض مرتدية جينزها وكنزه صوفيه بدون



تبرج ,لم تكن تعي أبدا كم كانت تبدو شابه 00لكن ,حين رفعت نظرها ورأت نظرة أليوت المركزة عليها,أدركت



أنها لم تكن حذرة فأبعدت شعرها عن عينيها بحركة دفاعيه0



قال :



استرخي 00انت مرتاحة , أليس كذلك ؟



أنت تعرف هذا0



مدت ذراعيها فوق رأسها تتمطى ,وتحرك أليوت فوق السجادة الناعمة ثم تمدد و قال:



اشعر بالنعاس 00اتمانعين ؟



لكنه كان سؤالا عفويا ,فعيناه كانتا قد أطبقتا قبل ان تجيب 0



نام لفترة كانت ماندي تحس فيها بتوتر بالغ ثم نظرت إلى عينيه المغمضتين اللتين أعطتا وجهه ضعفا يثير الاضطراب 0



ان هذا الرجل يؤثر في مشاعرها كثيرا ويجعلها تتسأل عن كنه هذه المشاعر 0



تحرك ثم فتح عينيه 0بقيت تنظر إليه للحظه ,تحس بشوقها إليه 0



وفجأة وقفت على قدميها ,وذهبت لتجلس على مقعد قرب النافذة 00



وعندما سيطرت على نفسها نظرت خلفها لتجده قد عدل جلسته على الأرض مستندا إلى الاريكه0



دخلت الخادمة التي جاءت لماندي بالفطور حامله صينية شاي في حوالي الساعة الخامسة 0



فتخلت ماندي عن مقعدها بعد ان أمضت نصف الساعة الأخيرة وهي تحدق خارج النافذة وجلست على مقعد قريب



من الطاولة 0ابتسم أليوت للفتاة وهي تضع الصينية قرب ماندي 0



مرحبا روز 00كيف حال أمك ؟هل تحسنت ؟



استقامت الفتاة ونظرت إليه بسعادة ظاهرة :



اوه 00اجل سيداليوت 00لقد أفادتها تلك العطلة كثيرا 00يقول الطبيب إن لا سبب يؤخر شفاءها 0



هذا جيد 00اعلميها إنني سالت عنها,أتسمحين؟



احمر وجه روز فخرا :(شكرا لك00سافعل هذا )



جيد0



نظر أليوت إليها بمرح ,وبانحناءة منها نحو ماندي ,خرجت الفتاة مسرعه 0



سألت ماندي :



أنت تحب الشاي بدون حليب 00اليس كذلك ؟



أرجوك 00انت تذكرين هذا 00وهو شيء مميز 00كما اعتقد0



أليوت00 أرجوك



اعرف 00اعرف 00انا آسف 00لن أتفوه بشيء آخر 0



ولم يقل شيئا 00وخلال ماتبقى من وقت ,كان يتصرف بطريقة مثلى , يحافظ على علاقة ودية غير شخصية



قالت ماندي لنفسها أنها تريدها هكذا ,لكنها وجدت صعوبة في تقبلها 00سيكون أمامها وقت طويل تستسلم فيه لمشاعر الذنب التي



تختبئ قاتمة تحت غلالة تحفظها 00لكن مع حلول الساعة العاشرة واضطرارها إلى النوم 00كانت تحس بالفراغ في داخلها ,إحساس رفض ان يزول 0



*****



أوصل أليوت ماندي إلى لندن مساء الأحد 0



عندما غادر المنزل في (ستو نور اند)



كان الوقت لا زال مبكرا, ونظرت ماندي من فوق كتفها بإحساس بؤس00من المستحيل ان يكون قد مر يومان فقط على مجيئهما إلى هنا 00لقد



أحست بتعلق كبير بهذا المنزل وسيكون من الصعب ان تنساه 0



كانت إحداث اليوم بحد ذاتها غير منطقيه 00فلم يظهر أليوت قبل وقت الغداء 0



وأشفقت السيدة ماكلونغ عليها وهي تراها تتجول في غرف الطابق الأسفل ,فأعلنت ان أليوت بقي مستيقظا طوال الليل مع البيطري ,يحضر ولادة الفرس التي جاء وليدها من قوائمه أولا 00لكن ماندي عرفت ان مدبرة المنزل تشك بشيء ما ,فقدا مضى أليوت كثيرا من وقته الثمين يتحدث إلى



جايمس لايتون ألجنائني الذي رأته ماندي من غرفة نومها عندما صعدت لتوضب حقيبتها 0ووقفت قرب النافذة لعدة دقائق تراقبهما 00



تحس ان قلبها يتمزق000إنها لا تريد الذهاب 00لا تريدا لعودة إلى لندن



فهي تعرف أنها حين ستتركه قد لاتراه مرة أخرى 0



كانت روز ترتب الفراش وعرضت عليها ان تساعدها في توضيب الحقيبة 00لكن ماندي رفضت عرضها بلطف 0



وابتسمت الفتاة شاكرة:



أنت مسافرة اليوم ,أليس كذلك انسة؟هل تحبين العيش في لندن؟



ردت صادقة :



ليس كثيرا00لكن البعض منا لا خيار له 0



لا00احيانا أظن ان هذا ممكن 0



والدتك مريضه ؟أنا اسفه 00هل هو مرض خطير ؟



كشرت روز :انه السرطان00لقد اجريت لها جراحة 00ثم الكثير من العلاج للتأكد من موت كل الخلايا السرطانية 00كانت مريضة جدا,وظن



والدي أنها لن تعيش0



نظرت ماندي إلى الفتاة بلطف :(لكنها عاشت)



اوه 00اجل 00والشكر في هذا للسيد أليوت 0لقد رتب أمر كل شيء!



ثم حين أصبحت حالتها جيدة أرسلها ووالدي إلى باربادوس لقضاء عطلة كي تبتعد عن الطقس البارد0



اخذت ماندي نفسا عميقا :(هذ لطف منه )



اجل 00انه لطيف 00اليس كذلك؟لكنك تعرفين هذا00كونك صديقته 0



علقت ماندي بشيء مالم تعد تذكره 00وسرعان ماانهت روزعملها وتركتها00لكن كلماتها بقيت عالقة في ذهن ماندي0



إن أليوت لطيف ,كريم,وهي لم تعرف ابدآ رجلا مثله من قبل 0



تمت رحلة العودة إلى لندن بدون أي تاخير ,وكانت الساعة تكاد تبلغ التاسعة إلا ربعا عندما توقفت الامبرغيني خارج بوابة المنزل 00



لم يقترح أليوت التوقف للعشاء حتى انه لم يحدثها كثيرا ,وافترضت ماندي انه سيكون مسرورا بتوديعها الان



لكنه فاجاءها بإصراره على حمل حقيبتها إلى الباب صارفا النظر عن مخاوفها من ان تراه السيدة موركير 0وهي تكافح



لدس المفتاح في قفل الباب , تساءلت لماذا لم ينزلها وحقيبتها عند البوابه الخارجيه 00واضح انه كان يتشوق للخلاص منها لذلك لم تعرض



عليه تناول الشاي أو القهوة 00وفتحت فمها لتعبر عن شكرها لضيافته,لكنه اسكتها بالقول:



-اعتقد انك لن توجهي لي دعوة لزيارة نيو كاسل في نهاية الأسبوع القادم..هل ستفعلين؟



-أنا..هل تريد..لازلت تريد الذهاب؟



-لازلت اريد..



تدفقت دموع حمقاء كانت تترقرق في عينيها,فأقفل الباب خلفة وهو يتمتم:



-ياإلهي!ماذا تحاولين ان تفعلي بي!



-ظننتك تريد الرحيل..ظننتك سئمت مني.



تأوه:أنت طلبت ان اظل بعيدا عنك,الاتذكرين؟لو كنت غيرت رأيك,لكان من الواجب ان تبلغيني.



شهقت:هذه طريقه بذيئة لوصف الامور!



-ماذا تتوقعين مني؟لست معتادا على قضاء يومين كاملين في حالة احباط مستمرة!



نظرت الية بمرارة وقد حل الغضب مكان التسامح:



-اوه..لا..بالطبع لا..لقد نسيت..انت معتاد على ردات فعل مختلفة تماما!



رد بوحشية:



-اجل..هذا صحيح.



ثم استدار قائلا:



-من الافضل ان اذهب..علي ان اتمم بعض الاعمال قبل الذهاب إلى النوم.



استدارة ماندي غير راغبة في ان يرى العذاب الذي سببته لها كلماته..وسمعت صوت القفل والباب ينغلق خلفه,فرددت من بين انفاسها:تبا..اوه..تبا!وركضت إلى غرفت نومها ترمي نفسها فوق السرير..الاشياء التي يجب ان تفعلها مثل افراغ الحقيبة والقيام ببعض الاعمال المنزلية التي لم تقم بها منذ ذهابها إلى نيو كاسل,نسيتها تماما واستسلمت لحاجتها إلى التعبير عن الالم في داخلها.



من الطبيعي ان تكون ماندي قد امضت ليلة قلقة..ومن الطبيعي ان تغط في النوم صباحا,فعندما فتحت عينيها المرهقتين لتقدر بنعاس كم هي الساعة,وجدتها قد تجاوزت التاسعة صباحا واشعت الشمس تتسلل بقوة عبر شقوق الستائر.



شهقت وهي تكافح لتجلس ثم خرجت من السرير وسمحت لنفسها بإلقاء نظرة سريعة على صورتها المنعكسة في المرآة..كل ما رأته كان هالات سوداء حول عينيها دليل ليلة مضطربة امضتها,ولم تجد شيئا مغريا في نفسها فأجبرت نفسها على التحرك نحو الحمام..عندما خرجت والمنشفة حولها,تمكنت من ارتداء ملابسها بسرعة قياسية..وعندما تركت غرفتها نحو المطبخ لتحظر فطورا سريعا..أحست أنها مستعدة لمواجهة العالم.



*****



رن جرس الهاتف الداخلي لمكتب أليوت في الوقت الذي كان يضع فيه الاوراق التي سيحتاجها داخل حقيبتة اوراقه..للحظة توترت اعصابه من امكانية ان تكون المتصلة ماندي..لكنه تذكر كيف خرج من شقتها ليلة امس,وصرف النظر عن الفكرة..لديه الان رحلة إلى نيويورك يهتم بها في الوقت عينه الذي يحتاج فيه إلى وقت للتفكير.



التقط السماعة يقول بدون حماس:"نعم"



وتنهد لسماع صوت خطيبته:



-حبيبي! أنا في الاسفل.اعرف ان الوقت متأخر..لكن كان علي ان اجيء لاعتذر..اضغط زر باب المصعد حبيبي,فأنا انتظر في الاسفل.



رد أليوت ردا ايجابيا وضغط الزر الذي يسمح للمصعد الخاص بالصعود إلى الطابق الثاني والعشرين..ثم اقفل حقيبة اوراقه وترك مكتبه متجها نحو باب شقته.



برزت انجلا ضمن غمامة من العطر الفرنسي:"حبيبي!"



ثم اردفت:اوه حبيبي..انا آسفة جدا لانني لم اكن في المنزل ليلة امس كما وعدتك..لكنني امضيت وقتا رائعا في باريس!



رسم أليوت ابتسامة باهتة على شفتيه وهي تسير أمامه متهادية بمعطف فرو انيق باتجاه غرفت الجلوس,وهناك وقفت ثم خلعت المعطف ورمته بدون اكتراث إلى الاريكة.



قالت بلهفة:اعرف انك غاضب مني حتما..عندما وصلت منذ ساعة لم تستطع السيدة موركير الانتظار لتخبرني انك اتنظرت في شقتي..لكن..كان من المستحيل ان اصل بالامس..كان هناك حفل استقبال امسية البارحة وان..اعني جميع المشترين بقوا لحضوره.



زفرانفاسه ودس يديه في جيبيه,يلوم نفسه لانه لم يسافر إلى نيويورك في طائرة الليل بعد خروجه من منزل ماندي بالامس,وسأل:



-استمتعت بوقتك كما اعتقد.



-اوه..بشكل رائع..امضيت وقت مرحا جدا!ولست ادري لماذا لم اذهب إلى هناك من قبل.



هز أليوت رأسه:"حسنا..عظيم"



تنهدت انجلا تسأل:



-وماذا عنك أنت؟اعتقد انك امضيت نهاية أسبوع سيئة!هل ذهبت إلى ستونور؟طبعا فعلت!



-اجل..هل تودين شرابا؟



اعطاها كوبا وصب لنفسه فنجان قهوة.



جلس على الاريكة المقابلة,وجاهد ليفكر بشيء له علاقة بهما ليقوله..لكن الصداع الذي لازمه طوال النهار عاد الان ليضرب صدغيه..ووجد صعوبة كبرى في التحدث مع انجلا في وقت تفكيره مشغول في مكان آخر.



أخيرا قالت تحمله على الكلام:



-اذن..كيف كانت عطلتك؟



-اوه عظيمة!



-وامضيت ليلة امس في الشقة؟كنت سأتصل بك لو عرفت..لكنني اتصلت بستنور واتصلت بشقتك هنا ولم اجدك..ونسيت ان ليلي كانت تقضي اجازتها عند امها.



-لايهم.



وتساءل في نفسه كيف كان سيبرر عدم رده على اتصالها لو أنها اتصلت بشقتها..وفكر غاضبا..يجب ان يشعر بالارتياح بدلا من تمزق نفسه لأجل امرأة لاتهتم ما اذا كانت ستشاهده مره أخرى ام لا؟



لاحظت انجلا على غير عادتها دلائل التوتر على وجه أليوت:



-اثمة خطب ما؟



تركت مقعدها لتجلس بقربه وتمتمت:



-حقا أنا آسفة بخصوص ليلة امس..لكن يجب ان تعرف,كان هناك رجل فرنسي رائع,اسمه اندريه,ولقد سمحت له ان يصطحبني إلى العشاء,لكن هذا كل شيء.



ادار أليوت رأسه نحوها:"وهل يروق لك؟"



-اعتقد هذا.



-إلى أي حد؟



-حبيبي..كان مجرد..صديق فقط..اخبرتك بهذا..ولاداعي للقلق..



تمتم شاتما..ووقف ليصب المزيد من القهوة لنفسه..الواقع انه كان يريدها ان تقول أنها خائنة..ربما حينها يستطيع ان يبرر تصرفه..كان انجذابه إلى ماندي يزيد في عذابه وكأنه حمى لايستطيع السيطرة عليها في دمه.



-أليوت حبيبي..انت لا تغار.اليس كذلك؟أنت تعرف انك لست مضطر لهذا.



-أنا لا اغار..!ارجوك انجلا..



ابتعد عنها:



-اسمعي..يجب ان اخبرك انني مسافر إلى نيويورك في الصباح..انا آسف لكن الامر طارئ..ولا اعرف متى اعود.



-نيويورك؟لست جادا!تعرف ان يوم مولد ابي يوم الاربعاء..وماذا عن حفل العشاء؟لقد وعدت بالمجيء!



-أنا آسف..لقد طرأ أمر لم اتوقعه..ويجب ان اذهب بنفسي,وعدت ابي بهذا.



-وعدك لابيك اهم من وعدك لي..



-انجي..إنه يوم مولد والدك فقط..اما سفري فمهم جدا!



نفخت بغضب:-يوم مولد ابي مهم..حبا بالله,الايمكنك إرسال شخص آخر بدلا منك؟كنت تقول دائما انك تستطيع ارسال من ينوب عنك.



-ليس في هذه المسألة بالذات.يجب ان احضر اجتماع الممولين بنفسي..بإمكانك المجئ معي لو احببت.



هزت رأسها بغضب:



-لا.. شكرا لك..انا لا أحب نيويورك في افضل الاوقات,ولا انوي ان اخيب امل والدي.



مال أليوت برأسه عنها,يكره الراحة التي غلفته لكلماتها..لو انه اعتقد أنها ستقبل لما عرض عليها السفر معه..يا الله..ماذا فعلت ماندي به؟لماذا لايستطيع ان يبعدها عن تفكيره؟



كأنما احست انجلا بمزاجه المتقلب..فتنهدت:



-اوه..حسنا..لاداعي للغضب..لديك عملك ولدي عملي.



اخذت نفسا عميقا وتابعت بحذر:



-اذن..لن تمانع اذا لم ابق معك الليلة,أليس كذلك؟أنا..في الواقع متعبة.كانت نهاية أسبوع مرهقة.



كان أليوت يحاول ايجاد عذر ليبعدها,تنفس الصعداء وقال بسرعة:



-اظن ان هذه فكرة جيدة..فأنا مضطر لأن اذهب إلى المطار باكرا في الصباح.



ترددت انجلا..قبوله المفاجئ لم يلق اعجابها,فقالت:



-أنا.. استطيع البقاء.



لكن أليوت كان قد رفع معطفها من على الاريكة ليقول بصراحة:



-ليس الليلة انجي..



وافقت على مضض..فأردف:



-سأتصل بك غدا من نيويورك..وحينما اعود,ربما سيكون لدينا وقت اكثر نقضيه معا.

Disckoooooo 09-04-09 05:40 PM

الفصل السابع
 
7- صداقة إلى حد الألم



مع انتهاء أيام العمل وحلول يوم الجمعة,كانت أعصاب ماندي في حالة رهيبة..منتديات ليلاس




كان أسبوعا محطما للأعصاب..كانت مجنونة بلا ريب لتوافق على الذهاب مع أليوت إلى منزله في ستونور..ماذا لو أعاد التاريخ نفسه؟ليس هناك فرصة في ان يشعر أليوت بالمسؤولية نحوها,وهي تشك في ان تراه مجددا.



كان كل ماجرى غباء..حماقة! لقد عرفت أي نوع من الرجال هو منذ بدأ في ملاحقتها,وبدلا من الالتزام بمواقفها وإبقائه بعيدا,سمحت له ان يؤثر عليها..لقد استخدم كل خدعة يعرفها لاقناعها بالذهاب إلى شقته الجميلة ومنزله في ستونور حتى انه ادعى انه يهتم بها..في وقت لايريد سوى ان يلهو معها,وهي لاتعرف الان كيف ستتصرف.



ظنت في البدايه أنها تريده..لكن مع مرور يوم الثلاثاء والأربعاء دون أي اتصال منه..تمكنت من إقناع نفسها بأنها سعيدة لانتهاء كل شئ.فعلاقتهما لم يكن لها أي مستقبل,وكانت تعرف هذا.



لكن مع مرور الخميس والجمعة,واضطرارها إلى مواجهة واقع ان علاقتهما القصيرة قد انتهت فعلا,غمرها احباط ويأس كبير..لا فائدة من الادعاء لنفسها اكثر من هذا..انها لم تكن وما كانت يوما ذلك النوع العابث من الفتيات..قد يكون صغر سنها السبب في تعلقها بهايد ثم زواجها منه,ولقد دفعت الثمن غاليا..لكن ما من مبرر لهذا مع أليوت..انها الان امرأة ناضجة ولم تعد طفلة,ولا تستطيع ان تواسي نفسها بالطيش الطفولي..فهي تعرف تماما لماذا تصرفت هكذا معه..وتعرف لماذا انجذبت اليه..وبالرغم من حذرها,وقعت تحت تأثير سحره..ولا يمكن لأي نوع من التبريرات ان يقلب هذا الواقع.



بالطبع كل ماحدث خاطئ وجنوني...فحتى بدون وجود خطيبته المناسبة له جدا,لم يكن أليوت ذلك النوع من الرجال الذي يمكنها ان ترتبط معه بشكل جدي..الهوه بينهما واسعة جدا..كانت بالنسبة له تسلية من نوع جديد ..وهذا كل شيء..والذنب الذي تحسه نحو انجلا لم يكن ليعوضها عن فظاظة هجره لها.



قال السيد كراون بعد ظهر يوم الجمعة,وهو يدخل إلى مكتبها بينما كانت تنظف طاولتها:



-لا تبدين بحالة جيدة..هل ستذهبين شمالا هذا الأسبوع؟إذا لم تذهبي فنصيحتي ان تستريحي في اليومين القادمين.



كانت ابتسامة ماندي ضعيفة وباهتة:



-لن اذهب شمالا..وعلى الارجح سآخذ بنصيحتك.اشعر وكأن الطقس يؤثر علي.



-لقد عرفت هذا..وقلت لسيبل يوم الاربعاء انك تبدين على غير طبيعتك.



-أنا واثقة انني سأتحسن..اذا كان هذا كل شيء اليوم فسأذهب الآن..علي ان اشتري بعض الاغراض من السوق وانا في طريقي إلى المنزل.



-طبعا..طبعا.



تراجع السيد كراون بأدب وارتدت ماندي سترتها ثم قالت بلهجة حاولت ان تجعلها مرحة:



-اراك يوم الاثنين.



هز رئيسها رأسه متفهما وهي تختفي خارج الباب.



لم تكن فكرة شراء الطعام تروق لها,لكن عليها ان تأكل إذا ارادت ان تعيش خلال هذه المحنة الحالية.اشترت بعض اللحم للعشاء ورغيف خبز وبعض الجبن,وقررت تـجيل تسوقها إلى الغد ثم انطلقت إلى موقف الباص..كان يمكنها ان تسير..وتحسست جيبها بحثا عن قطع نقود صغيرة..لم تكن تحس ان لديها االطاقة للسير واسندت نفسها إلى عمود لوحة المحطة آملة الا تضطر إلى الانتضار طويلا.



اجفلتها مقدمة الامبرغيني السوداء اللامعة وهي توقف امامها..وجف فمها حين فتح أليوت النافذة وقال بخشونة:"اصعدي!"



لم يكن لديها الكتير من الوقت لتفكر بتصرفاتها..فتحت الباب وصعدت في المركبة وانطلق أليوت بسرعة من دون قول كلمة.



ظنته سيأخذها إلى المنزل,لكنه تجاوز منعطف"كليفتون غايت"واكمل طريقه ثم اتجه نحو حدائق فندق صغير.



اطفأ المحرك واستدار في مقعده نحوها لكنها بقيت تنظر امامها متعمدة..لم يكن لديها فكرة عن سبب مجيئه ليأخذها..ولن تستطيع فهم دوافعه..وبالرغم من جاذبيته التي لاتقاوم,رفضت ماندي الاستسلام.



سأل: "هل أنت جائعة؟"



هزت كتفيها:



-لدي بعض اللحم والجبن لعشائي.



-هل أنت غاضبة مني؟هل ظننت حقا اننا لن نرى بعضنا مرة اخرى..؟



هزت رأسها:



-لا داعي لان اظن شيئا..اليس كذلك؟على فقط ان اطيع.



-اوه..حبا بالله!



احس بالتوتر ثم سأل بوحشية:



-ماذا تظنين ايتها الحمقاء؟كنت في نيويورك وعدت لتوي من هناك..اعتقدت ان ابتعادي سيعطينا فرصة للتفكير..لكن تبا!انا لم اقصد ان اهين كبرياءك!



نظرت ماندي اليه وردت بضعف:"نيويورك؟"



هز راسه ايجابا:



-كان علي ان احضر مؤتمرا خطط له والدي,ووصلت إلى لندن هذا الصباح..اخذت دوشا وبضع ساعات راحة ثم جئت لأقابلك..ولسوء الحظ,كنت قد غادرت العمل ساعة وصلت.



رطبت ماندي شفتيها:"غادرت مبكرة..."



هذا ما قاله لي رأيسك.



لانت ملا محه,ونظر في عينيها:



-رجل مسن مثقل بالمشاكل؟يا إلهي..كم اشتقت إليك!



دهشت ماندي:"أليوت.."



-اصمتي ..هل تسمحين؟



ولم تستجب لطلبه بل سألت بخشونة:



-ما العذر الذي اعطيته لانجلا بخصوص وجود سيارتك امام برايتون هاوس في غيابها؟



تعمدت ان تثير اسم خطيبته بينهما,ونظر أليوت اليها باكتئاب قبل ان يسوي جلسته في مقعده..ورد بخشونة مماثلة:



-لم اكن مضطرا إلى اعطائها أي عذر..فهي لم تصل من باريس قبل يوم الاثنين,وافترضت السيدة موركير انني كنت انتظر في الشقة العليا.



ابتلعت ماندي ريقها:



-هكذا اذن..إنه لأمر مناسب حقا!



اتسعت فتحتا انفه!



-اجل..اليس كذلك؟أنا محظوظ.



سألت بحذر:



-حسنا..اين ستذهب الان؟ لترى انجلا؟



زفر انفاسه متعبا:



-وهل هذا محتمل؟..في الواقع انجي لاتعرف بعودتي..بالنسبة لها أنا لازلت في نيويورك!هل يرضيك هذا؟



اطرقت ماندي راسها:



-اذن,أين ستذهب؟



-فكرت في ان نذهب شمالا..لكن بما انك اشتريت اللحم والجبن للعشاء,فلا اظن انك خططت لهذا.



شهقت:



-وهل توقعت حقا ان تذهب إلى نيو كاسل؟



-للقاء ساري؟اجل..ولم لا؟



-أنت مجنون!



-مجنون بك..؟اجل..لنذهب إلى نيو كاسل ماندي..دعينا نقضي نهاية الأسبوع معا.وأعدك ان اكون عاقلا إذا توقفت عن استفزازي!



اطرقت رأسها مجددا:"لا نستطيع.."



-لماذا لا نستطيع؟



-لم احضر حقيبتي ولا نستطيع الذهاب إلى الشقة..



-سنشتري فرشاة اسنان..وماذا ايضا؟



-لم اعلم امي.



-اتصلي بها.



-وماذا اقول؟



-قولي لها ان صديقا عرض عليك ان يوصلك بسيارته لقضاء عطلة الأسبوع,وانت لاتريدين ان ترفضي العرض.



ادركت أنها على وشك ان تسمح له بان يقنعها,فهزت رأسها بعناد:



-لا استطيع.



-ولم لا؟



ابتلعت ماندي ريقها:



-لانك لاتهتم..اليس كذلك؟لاتهتم بأحد سوى نفسك..فطالما تحصل على ماتريد,أنت لاتهتم ابدا!



مد يده يدلك عضلات عنقه:



-اجل..أنت محقة..أنا عديم الأخلاق كليا.سآخذك إلى الشقة..وأستطيع القول لأنجي انني التقيتك في الطريق فأوصلتك.



كانت ماندي تتوقع نقاشا آخر لذا أحست بتقلص في معدتها وهو يتكلم هكذا..وترك اعترافه اللامبالي يصدق كلامها إحساسا بفراغ كبير في نفسها..



قالت بمرارة مخنوقة:



-الأمر سهل عليك..اليس كذلك؟توصل البديلة,وتلتقي بالأصلية!ولا تكن خاسرا في كلا الحالتين!



التوت شفتاه وهو يدير المحرك:"اهذا ماتظنينه؟"



-هذه هي الحقيقة..اليس كذلك؟



أطلق أليوت شتيمة بشعة لامجال لان تخطئ ماندي فيها..وأطفأ المحرك مجددا ثم نظر إليها بغضب قائلا:



-أتريدين معرفة الحقيقة؟



ارتجفت بسبب الغضب الظاهر على وجهه:



الحقيقة أنني لم أتمكن من النظر إلى أنجلاء منذ أخذتك إلى شقتي ..وتقولين إن الأمر سهل علي؟حسنا..صدقيني..إنه ليس سهلا!سأعترف لك الآن بأنني كنت أظن أنني أشعر بالإشفاق عليك وخدعت نفسي بإمكانية أن نصبح صديقين!صديقان؟ كلمة لامتلأ رأسك لتشمل كل شي..وكل إنسان أخر!الصديق لايبقيك مستيقظة نصف الليل مع نوع من الألم لم أحس بمثله منذ كنت فتى في المدرسة !لقد تملكتني حاجة ملحة إليك..وهذا تعقيد أخر كنت في غنى عنه..!ارتجفت ماندي:



-أنا لم أطلب منك أن ..



- تبا!أعرف هذا!لكن يجب أن تعرفي ماهية شعوري !



مرر يده في شعره واسودت عيناه:



-والآن ..هل أعيدك إلى الشقة؟



حركت ماندي رأسها بعجز من جانب إلى أخر.



-أوه أليوت!ماذا أستطيع أن أقول؟



- بإمكانك قول الحقيقة..أنت لاتريدين تركي بقدر مالا أريد أنا تركك،فهل أنا على حق؟



أغمضت ماندي عينيها أمام نظرة التملك في عينيه..ثم هزت رأسها ببطء:



سأتصل بأمي.



دهشت السيدة كالدر عند سماع أبنتها وسألت باحتجاج:



-لكن من هو هذا الرجل الذي تأتين به لقضاء نهاية الأسبوع معك؟



أنت لم تذكريه من قبل ..هل تعرفينه منذ زمن طويل؟أيعمل في المؤسسة معك؟



-أعرفه منذ شهر تقريبا..ولا..إنه يعمل في الم،يجب أن تكوني أكثر صراحه .. أعني ماذا تعرفين عنه؟وهل أنت واثقة أنك تريدين أن تأتي بهإلى هنا؟ماذا ساري؟



إنه محترم جدا أمي حقا ..سيعجبك



لكن بماذا يعمل؟ترددت ماندي:



-إنه رجل أعمال يملك شركة.



- بدأ التأثر على صوت الأم:



-يملك؟حسنا..يبدو أفضل من هايد آبكوت!



-لاشيء كهذا أمي ..نحن مجرد صديقان ..هذا كل شيء



- سألتها الأم بنفاد صبر:



- لماذا تأتين به إلى هنا؟



-لمقابلة ساري..يجب أن أنهي هذه المكالمة أمي.لقد نفذت مني القطع النقدية.



- انظري لحظة!هل نسيت أن الليلة هي موعد السهرة مع نسوة البلدة..أعني أنني ألغي حينما تأتين إلى المنزل،لكنك لم تعطني أي إنذار هذه المرة



-لابأس في هذا أمي ..ستبقى كوزي مع ساري أليس كذلك؟قولي لها إننا سنصل بعد العاشرة.



كان أليوت ينتظر،وسأل:هل اتصلت؟



هزت رأسها:



إنها ليلة سهرتها مع النسوة..ألا تخشى أن يعرفك أحد؟ أنت شخص معروف!



ردا ساخرا:



شكرا لك..لكنني لا أهتم لهذا الآن ..ماذا ستأكلين؟



سألت مقطوعة الأنفاس:



-ماذا.. ستأكل أنت؟



وتشاورا في لائحة الطعام لبضع لحظات.ثم قال أليوت بهدوء بعد أن دون الساقي طلباتهما:



أخبريني شيئا عن آبكوت ..زوجك السابق.



رفعت كتفيها :لاشيء يقال



-لاتقولي هذا..لماذا تزوجته؟أكان يحبك؟أين هو الآن؟أريد أن أعرف



أطرقت ماندي رأسها:



-تزوجته لأنني كنت صغيره ومفتونة به،كنت في التاسعة عشرة وكان في الواحد والعشرين.



احمر وجهها وهي تشعر بنظرته إليها :تابعي.



ارتجفت ووضعت يديها في حجرها:



-ماذا أقول بعد..كان قد مضى علي سنة في الجامعة,وكانت كل صديقاتي يعتقدن انني متزمتة..ثم بدأ هايد يدعوني إلى الخروج معة في عطلات الصيف..كان شابا شهيرا وأنا ساذجة جدا..فهل يجيب هذا على سؤالك؟



تنهد أليوت:"هل أحببته؟"



-ظننت انني أحببته..لكن..لكنني لم اعد أطيق رؤية وجهه.



-ولم لا؟



-اوه أليوت..هل يجب ان اشرح لك؟



-حسن جدا..ماذا حدث بعد هذا؟



-لم ترض امي بزواجنا..وأصيب أبي بالمرض..كان هذا منذ زمن بعيد.



-وتزوجتما.



-اجل ..تزوجنا..وأعطاني ابواي ما يكفي لدفع الدفعة الأولى لمنزل صغير قرب عمله في مصنع اليكترونيات..



-وماذا حدث؟



-لم..نكن متوافقين.



-أتعنين انه التقى بإمرأه أخرى؟



ردت بتعاسة:



-اكثر من واحدة,واعتقد انني السبب في هذا,فأنا لم أكن في مستوى توقعاته مني.



-وماذا يعني هذا؟



-أليوت..كفى! لا استطيع ان أكلمك عن مثل هذه الأمور.



-لماذا لا؟



-لأنها.. شخصية.



نظر أليوت إلى وجهها المستدير عنه للحظات ثم قال بنعومة:



-أظنه كان يتهمك بالبرودة..هه؟



انفرجت شفتا ماندي وأدارت عينين مرتبكتين إليه.



-وكيف عرفت؟



-انه العذر المعتاد لخيانة الرجل ..حسنا.. سؤال واحد أخير.. أين هو الان؟



-لست متأكدة.. لقد ترك نيو كاسل بعد انفصالنا.. وسمعت انه انضم إلى البحرية..لكنني لست متأكدة..فهو لم يكتب إلينا البتة ولم يتصل..واشك في ان تتذكره ساري.



اطرق رأسه:"لا أستطيع القول انني آسف.



لامست ابتسامة خفيفة شفتيها:"لا..ولا أنا"



عندما صعدت إلى الامبرغيني ثانية,أحست ماندي بوخزت ندم مؤقتة للسهولة التي قبلت فيها ترتيباته. المشكلة أنها كانت تشعر دائما بالراحة معه..وكان هذا بحد ذاته اكثر مايقلقها ويحثها على وجوب الاستمرار في مقاومة جاذبيته..وعليها دائما ان تتذكر انه سيتزوج من اخرى ..وانه مهما انجذب إليها فأنجلا سيمور كلير هي التي ستصبح السيدة أليوت فرا يزر في النهاية..منتديات ليلاس




أيقظها أليوت وهما يدخلان إلى ضواحي مدينة نيوكاسيل.. وسأل مبتسما:



-من أي طريق؟



كانا يقطعان جسر"تابان"وجلست ماندي متثاقلة في مقعدها لتدله على الاتجاه بسرعة..وصلا في الساعة العاشرة إلا ربعا وتوترت أعصاب ماندي وهو يوقف سيارته أمام منزل امها نصف المنعزل.وعت تماما ماقد تكون ردت فعله حول مايحيط به.وكما في المرة الأولى التي دخل فيها شقتها كانت تحس برغبة مؤلمة في ان تدافع عن بيئتها.



سألها وهو ينظر إلى الطريق نحو المرآب.



-أتريدين ان اترك السيارة هنا؟



-ربما..للوقت الحاضر..امي في الخارج الان,وحينما ترجع ستضع سيارتها في الكراج.بعدها يمكنك إيقاف السيارة أينما تشاء.



ابتسم وفتح لها الباب:



-حسن جدا..أنت تعتقدين أنها ستسمح لي بالبقاء إذن؟



-أنت هنا..أليس كذلك؟تعال!تنتظرنا جليست ساري بالداخل.



لم تستطع ماندي لوم كوزي ترافلر على اتساع عينيها المتهمتين الذي تلا فتحها للباب.



-مرحبا ماندي.



وتنحنحت جانبا لتدخلهما إلى الردهة..كانت كوزي في السادسة عشرة وأكثر تجربة مما كانت ماندي في مثل هذا العمر,ولهذا لم تخف نظراتها المعجبة بوضوح بأليوت:



-أخبرتني أمك انك قادمة..هل كانت رحلتكما جيدة؟



قالت كل هذا وعيناها مثبتتان على أليوت.وأحست ماندي ان صبرها بدأ ينفد.



-كانت رحلة لطيفة..شكرا لك..أليوت هذه كوزي..إنها تعيش في الجوار.



كالعادة كان مرتاحا جدا:



-مرحبا كوزي..هل من مانع ان اعلق سترتي هنا؟



وكأنه زائر دائم,علق سترته ولحق بالفتاتين إلى غرفة الجلوس حيث كانت ألسنة نار الحطب المشتعل تتصاعد في المدفأة.قالت ماندي باختصار:



-سأنظف المكان.



أجفلت الصغيرة بسبب الفوضى التي تعم غرفة الجلوس:



-إذا كنت مصرة.



خلعت ماندي سترتها ورمتها إلى المقعد..ثم وقفت تنتظر من كوزي التي تسمرت عيناها بأليوت ان تلملم إغراضها وترحل.



-أنا واثقة..وشكرا ..على مجالستك ساري..



أحست كوزي برغبة ماندي في الخلاص منها.



لابأس في هذا.أراكما غدا..أليوت..



ورفعت له رأسها فأدار اهتمامه عن التلفزيون ليرد بأدب.



أوصلتها إلى الباب وعادت لتجده واقفا..همس لها وهي تنظر إليه بارتباك:



-لا داعي لان تشعري..بالغيرة..لقد أحسست بها..أليس كذلك؟يا إلهي! ماذا تظنينني؟



-يجب ان أنظف المكان..



وتقدمت إلى صينية شاي هناك فلحق بها.كان على وشك ان يهمس لها شيئا مجددا حين سمعت ماندي صوت ابنتها,وابتعد عنها على الفور تقريبا مع دخول ساري إلى الغرفة لتصيح بغبطة غير مصدقة:"مامي!"



سارت حول الأريكة نحوهما,وصاحت مرة أخرى:"مامي!"



ورمت نفسها بين ذراعي امها:



-لم تخبرني جدتي انك قادمة!



-لم تكن جدتك تعرف.. أنا بنفسي ما كنت اعرف حتى بعد الظهر..لقد تلطف السيد فرا يزر بإيصالي.



ابتعدت ساري عن امها لتنظر إلى أليوت الواقف صامتا إلى جانبهما,وقالت بوجه جاد:



-هل أنت السيد..فراز..فرا يزر؟



انحنى أليوت كي تستطيع الصغيرة رؤية وجهه بشكل أفضل وقال بلطف:



-اسمي أليوت..هذا إذا استطعت ان أناديك ستري طبعا.وليس الآنسة آبكوت.



صاحت وهي تنظر إلى امها:



-لا احد يدعوني الآنسة آبكوت..هل أستطيع فعلا أن أناديك أليوت؟



-أتريدين هذا؟



هزت رأسها.



-إذن نادني أليوت.



وأدركت ماندي انه تغلب على دفاعات الفتاة بدون ان تدري هذا.



سألته ساري:"ألديك سيارة؟"



استقامت ماندي محاولة استجماع نفسها..وقالت:



-ليس الليلة ساري..يجب ان تكوني في السرير نائمة,لا ان تتسللي وتنزلي لتطرحي الأسئلة.



-اوه ..لكن أليوت لن يكون هنا غدا.



تنفست ماندي بعمق:



-بلى.. سيكون هنا..سيقضي عطلة الأسبوع معنا.و..سيخبرك كل شئ عن سيارته غدا.



-وسآخذك في نزهة فيها كذلك..أنت ومامي معا.مار أيك؟



بدت الإثارة على الصغيرة:



-حقا؟غدا؟ستنام هنا في منزلنا؟



-إذا استطاعت أمك ان تجد لي فراشا.



تصاعد الاحمرار إلى وجه ماندي مرة أخرى.



صفقت ساري يديها معا:



-أنا لن أنام أبدا.. أتعرف هذا.أنا لا أنام وهناك شيء مثير سيحدث.



قالت ماندي:



-إذن يجب ان تستلقي في السرير مستلقية,الآن قولي تصبح على خير ل..لأليوت..سترينه ثانية في الغد.



كانت ساري كارهة ان تستقر في السرير ,لكن توقع الوعد بالنزهة في اليوم التالي أقنعها كما هو ظاهر بأن تحسن التصرف00



وتمتمت بينما ماندي تشد الغطاء من حولها :



إنه لطيف 00اليس كذلك مامي ؟أعني أليوت 0هل ستتزوجينه؟



أجفلت ماندي :



أتزوجه ؟لاتكوني سخيفة ساري !



ردت بغضب :



لست سخيفة00لقد قالت خالتي مايف إن الوقت حان لتفكري في الزواج ثانية 00قالت إن ليس من العدل ان تتوقعي من جدتي رعايتي طوال الوقت 0



كرهت لسان زوجت أخيها المتهور ,وقالت بحده :



حسنا ,ليس هناك فرصة كي أتزوج السيد فرا يزر 000نامي الان حبيبتي 00يمكننا التحدث في الغد ,ولا تنهضي من السرير حين تعود جدتك, فهي لن تكون مسرورة بهذا00



في الأسفل وجدت ماندي أن أليوت اكتشف مكان المطبخ بنفسه ورمى بقايا ما كانت كوزي تتناوله في صندوق القمامة 00قال مبتسما



عند رؤيته الدهشة على وجهها:



أترين 00انا معتاد على الحياة المنزلية 00وهذا ماتعلمته من التربية الايرلندية حتما00



هزت رأسها :



أنت فاسد ولا سبيل إلى إصلاحك 0



جفف يديه وتقد إليها :



وأنت جميلة 00متى ستعود أمك ؟ردت بغير ثبات :



في أي لحظة 0



وسمعت صوت مفتاح الام في القفل فتحركت مع أليوت ووقفا في باب غرفة الجلوس 00والتقطت السيدة كالدر نظرة ابنتها بسرعة قبل ان تنقل



اهتمامها إلى رفيقها 0



سيد 00فرايزر 00اليس كذلك ؟أنا والدة اماندا 0السيدة كالدر 00ارجو ان تكون قد رحبت بك في منزلنا 0



أنا مبتهج لوجودي هنا ولمقابلتك سيدة كالدر , وأرجوك , اسمي أليوت 00عندما يدعوني احد بالسيد فرا يزر أشعر وكأن أبي هنا 0



ابتسمت السيدة كالدر , لقد أعجبت على مايبدو بمجاملته السهلة وسألت :



هل وصلتما باكرا ؟ أين هي كوزي ؟ أرجو ان تكوني أرسلتها إلى منزلها 0



أخذت ماندي معطف امها بعد ان قبلتها وعلقته في غرفة الملابس :



اجل 00لقد أرسلتها 0هل أمضيت أمسية جيدة ؟



ردت:



كانت أمسية رائعة ,أعدي لنا القهوة ماندي 00انا واثقة ان أليوت سيرحب بفنجان 0



كانت ماندي مترددة في تركها مع أليوت لوحدهما 00لكن لا خيار لها 00فقد أحست ان امها تعمدت هذا الطلب لتتحدث إليه



بدون وجود ابنتها 00كتمت قلقها وأسرعت إلى المطبخ 0



لكن ماكان هناك داع للقلق 00فحين عادت بعد ربع ساعة مع صينية القهوة والبسكويت ,وجدت امها واليوت يتحدثان معا بسهولة 00



وبدت مخاوفها من دون أساس أبدا عندما التقت بنظرة امها البريئة



وقف أليوت عند دخول ماندي ,ووضع طاولة القهوة المنخفضة قرب الأريكة كي تضع ماندي الصينية عليها00



ثم تقبل الفنجان منها بدون ان يبدي ملاحظته للنظرة المتلهفة على وجهها 0



قالت السيدة كالدر :



كان أليوت يخبرني لتوه انه قابل ساري 0المشاغبه الصغيرة !لقد تعمدت ألا أقول لها من اتصل كي تحسن التصرف 0



قال أليوت متكاسلا :



اعتقد أنها سمعت أصواتنا 0



هذا ما اعتقده 00انها تتطلع دائما بشوق إلى زيارات أمها 00من المؤسف ان تضطر ماندي إلى العمل في مكان بعيد 00فالطفلة بحاجة إلى امها 00انا واثقة انك توافق معي 0



نظرت ماندي إلى أمها نظرة تفصح عما تريد قوله :



أمي 00!أليوت ليس مهتما 00بمشاكلنا الشخصية



00لم تتراجع السيدة كالدر0



اوليس مهتما ؟



احترق وجه ماندي وأضافت الأم :



-أنا واثقة ان أليوت يفهم الصعوبات الاقتصادية الحالية أفضل مما نفهمها نحن,وكرب عمل,لا شك انه واجه عشرات المشاكل المماثلة.



قال أليوت:-من المؤسف ان لا تستطيع ساري العيش مع امها..لندن ليست المكان المناسب لتربية الأطفال..ليس وهناك بديل.



أدارت ماندي نظرة إحباط نحوه.. ثم سألته السيدة كالدر:



-أتعيش في لندن أليوت؟



وأرادت ابنتها ان تموت حرجا.



-لدي شقة في المدينة..لكنني املك منزلا في "اوكسفورشاير"وأنا أحاول قضاء قدر ما أستطيع من وقت هناك.



-اوكسفوردشاير؟كم هذا جميل!كنت اقضي وزوجي العطلات هناك.كنا نقيم في "وودستوك"أتعرفها؟



ذهبت إليها ..وآمل ان اقضي وقتا أطول في استكشاف المنطقة في المستقبل.



-أنت إذن لست من تلك المنطقة؟



كتمت ماندي أنفاسها وتنهدت بنفاد صبر:



-أمي..ماهذا؟استجواب؟اعتقد انه على إرشاد ضيفنا إلى غرفته,ألا تظنين هذا؟لقد عاد لتوه من أميركا هذا الصباح وأنا واثقة انه متعب.



قالت السيدة كالدر بدون تأثر:"رحلة عمل؟"



وقفت ماندي متعمدة وابتسم أليوت:"تقريبا"



وفعل كما فعلت ماندي..ثم أضاف بأدب شديد:



-لطف كبير منك سيدة كالدر السماح لي بالإقامة هنا.. أنا فعلا ممتن لك.



-هذا من دواعي سرورنا..لقد جهزت لأليوت غرفة إدغار القديمة ماندي.. أظنه سيشعر بالراحة هناك.



تمتم أليوت وهما يصعدان السلم:



-من هو إدغار؟



-انه أخي ,انه..قد تقابله غدا,فهو يأت أحيانا مع عائلته بعد ظهر السبت لشرب الشاي.



-سأتشوق إلى لقائه..أيتها غرفتك؟



مدت يدها تشير:



-هذه غرفتي,غرفت أمي,وغرفت ساري.



وقادته إلى الباب الأبعد عن السلم..



-وذلك هو الحمام..آسفة,لكنك ستضطر إلى مشاركته معنا إذ لا يوجد سواه.



-اعتقد انني سأعيش.



ولحق بها إلى غرفت أخيها القديمة..كان لايزال فيها ملصقات لكرة القدم على الجدران وصور لادغار وهو لايزال عضوا في فريق المدرسة,لكن الغرفة كانت دافئة ومريحة,وعلى ضوء المصباح الخافت لم تبد مزرية.



قالت ماندي تشير إلى خزانة عند أسفل السرير:



-إذا لم تشعر بالدفء,ستجد بطانيات هنا.أمي لاتحب الأغطية القماشية.



أكد لها أليوت:-بعد قضاء ليلة أمس في مقعد الطائرة,سيكون هذا السرير فخما جدا اماندا,توقفي عن القلق بخصوصي..أستطيع العناية بنفسي..وهذا يشمل التعامل مع أمك أيضا.



أطرقت رأسها:



-أنها ملحاحة بشكل رهيب.



همس لها بحنان بالغ:



-أنها أم..والآن..سأحضر حقيبتي من السيارة قبل ان انهار.

Rehana 09-04-09 07:01 PM

يعطيك العافية ..هذا القصة رائعة جدا

و ليست موجودة في القسم

تقـــــــبلي مروري

Disckoooooo 09-04-09 07:31 PM

مرورك اسعدنى يا قمر

تمارااا 09-04-09 11:06 PM

سلمت اناملك ياعسسسل روايتك
رااااااااائعة جداااااااا انتظر التكملة بشووووووووووق

Disckoooooo 10-04-09 12:01 PM

تسلميلى يا قمر انتى الاروع برواياتك بأذن الله بأنزل الباقى عن قريب
تحياتى
Disckoooooo

Disckoooooo 10-04-09 04:07 PM

الفصل الثامن
 
8- أب مع وقف التنفيذ


استفاقت ماندي على صوت ابنتها تتحدث في الغرفة المجاورة..للحظة,لم تع مايجري ولم تتمكن منفهم سبب وجود ساري في غرفة إدغار.ثم تذكرت من يوجد في سرير أخيها..فاجتاحتها موجة ارتباك..منتديات ليلاس

بالرغم من ارهاقها بالأمس فهي لم تنم جيدا.لقد استلقت مستيقظة لساعات طويلة بعد نوم الجميع.والآن يبدو ان ساري قد آلت على نفسها ان توقظ الضيف غير المتوقع..وادركت ماندي انه لايجوز ترك ابنتها تزعجه اكثر من هذا..فخرجت منالسرير على مضض وارتدت روبا صوفيا,ثم مررت اصابعها في شعرها تمشطه وسارعت إلى الغرفة المجاورة بدون ان تدري أنها تبدو اصغر عمرا وأكثر جاذبية.
كان باب غرفة إدغار مواربا,فدفعته ماندي:"ساري!"
علا وجه الفتاة الجالسة على حافة السرير تعبير ذنب وامها تتقدم في الغرفة.
-لاباس في هذا ماندي..انا لا امانع.
نظرت إلى الرجل المستند بتكاسل على الوسائد.كانت سمرة بشرته بارزة جدا أمام بياض المفارش..وعلقت أنفاسها في حلقها وقالت:
-أنها..يجب ألا تكون هنا..ساري,أنت تعرفين انه من غير اللائق إزعاج الناس في مثل هذه الساعة من الصباح!انها السابعة والنصف!يا الله!لم تستيقظ الجدة بعد!
احتجت ساري:لكن أليوت كان مستيقظا..اليس كذلك أليوت؟
هز راسه:هذا صحيح..كنت مستيقظا وأنا آسف لأننا ازعجناك..كانت ساري تخبرني كيف وقعت عن دراجة صديقتها.
ضغطت ماندي على شفتيها:"وإن يكن.."
قا طعتها ساري:هل ايقظناك مامي؟لقد استيقظت منذ زمن طويل..وعدني أليوت ان يأخذني في سيارته هذا الصباح..لقد رأيتها من النافذة.انها طويلة جدا..ولماعة..
-ساري..
-اظن انه من الافضل ان تخرجا من هنا لأتمكن من ارتداء ملابسي..نحن لا نريد مضايقة أمك ساري,أليس كذلك؟فقد لاتسمح لك بالخروج معنا إذا غضبت!
نظرت ماندي إليه ساخطة..لكن ساري نزلت عن السرير وتجاوزت امها قائلة:
-سأذهب لارتداء ملابسي.. هل أستطيع ارتداء بنطلوني الجديد؟
ردت ماندي:-شرط ان تنظفي نفسك جيدا,وأسنانك أيضا..اتذكرين؟
-اجل مامي.
خرجت ساري تغمرها السعادة,وحاولت ماندي اللحاق بها لكن أليوت استوقفها قائلا:
-هل قلت لك قبلا انك المرأة الوحيدة التي اعرفها وتبدو رائعة في الصباح؟
ردت بدهشة: -هل لديك الكثير من الخبرة؟
قال بلهجت تواضع:"القليل:
كاد سحره يدمر كل دفاعاتها..ولكنها رفضت الخضوع لتأثيره فيها.
تمتم بخشونة:
-اعرف..اعرف! لا نستطيع..لكن دعيني انظر إليك للحظات..ما كان يجب ان ادعو نفسي وأقبل ضيافة أمك,ولا اريد ان تظني ان هذا سبب مجيئي إلى هنا.
تنفست دونما ثبات: -اوليس هذا هو السبب؟
رفع رأسه:
-اردت فقط ان اقضي عطلت الأسبوع معك.انا استمتع بمجرد ان اكون معك..واردت ان التقي بساري..ولم يكن ذلك مجرد عذر.
- وأنا حاولت رؤيتك طوال الأسبوع,وكرهت نفسي بسبب ماقلته لك ليلة الاحد.
تمتم:
-اتمنى لو كنت اعرف..حينما سافرت من لندن صباح الثلاثاء أحسست بشعور رهيب في اعماقي,ولو كنت اعرف انك لن تقفلي السماعة في وجهي لاتصلت بك ليلا.
- اوه.. أليوت!
- اجل ..اوه أليوت اظن ان من الافضل ان تذهبي الان..
- الن تنهض؟
- هل لديكم دوش؟
- اجل.
-عظيم..هل أستطيع ان استحم؟
كانت ماندي تساعد امها في تحضير الفطور حين دخل أليوت إلى المطبخ يرتدي بنطلون"جينز"بني وقميصا قطنيل,وغاص قلبها في صدرها .يا الله ..كيف ستبقى حية عندما يتزوج انجلا؟
سألت السيدة كالدر:
بيض ولحم أليوت؟
دخلت ساري إلى المطبخ متراقصة وقد سمعت وقع خطواته..وأجاب:
-رائع..شكرا.
امسكت ساري يده ضاحكة وجرته نحو الباب قائلة:
-تعال..اريد ان اريك كيف نلعب لعبة غزو الفضاء..لقد اشترت جدتي اللعبة ليوم مولدي..وأراهن انني قادرة على الحصول على ارقام اعلى من ارقامك.
قال أليوت بمرح:
-وأنا اراهن انك قادرة..حسنا ..حسنا..انا قادم معك.لكن يجب ان تعطيني اكثر من فرصة بسبب قلة خبرتي.
قالت ماندي بارتياب:"ساري.."
لاكن امها لامست ذراعها,تقول بهدوء:
-دعيها وشأنها..اليوت طيب جدا معها.الم تلاحظي هذا؟ظننت ان الحديث الذي تبادلاه باكرا سيوقظ الموتى.
وضعت ماندي ادوات الطعام على الطاولة وتمتمت:
-وهل سمعتهما؟
-وسمعت تدخلك..يجب ألا تلومي ساري.لم يوجد في حياتها رجل يهتم بها من قبل.
-تعنين أب..أليس كذلك؟أمي..أليوت وأنا لسنا..جديين بخصوص علاقتنا ببعضنا.
نظرت إليها امها بارتياب:
-اولستما هكذا؟أتعنين انه جاد..وانت لا؟
شهقا ماندي:
-لست ادري ماذا..
-بلى..تدرين ماندي..لقد رأيت كيف تنظرين إليه..ورأيت كيف ينظر إليك..يا إلهي..إذا كان لرجل ان يصبح مجنونا بامرأة,فأليوت مجنون بك!
اوقعت ماندي علبة الملح وصاحت بارتياع مع تبعثر ذراته على الأرض..ثم تنهدت وهي تنحني لتنظفها قائلة:
-أنت مجنونة!وأتمنى ان تتوقفي عن تخيل الأمور..امي,لا تكادين تعرفين الرجل!
كسرت الأم البيض في المقلاة:
-اعرف ما اعرف..ضعي المزيد من الخبز لتحميصه..أيمكنك عزيزتي؟وتذكري..ليس كل الرجال مثل هايد آبكوت!
بعد الفطور أقل أليوت ماندي وساري إلى نيوكاسيل لشراء بعض الأغراض للسيدة كالدر.أوقف السيارة في المجمع التجاري في"ايدن سكوير" حيث العديد من مخازن البيع..وكان من السهل الحفاظ على نوع من التباعد معه بوجود ساري..وإذا كان قد لاحظ محاولاتها الجاهدة لإبقاء الطفلة بينهما,فقد تجنب بكل أدب ان يعلق..وأعطى وقته بكل كرم لساري يسمح لها ان تملي عليه أين يذهبون وماذا يفعلون.
بينما طافت ماندي في أقسام الطعام,اقترح أليوت ان يأخذ ساري إلى قسم الالعاب,ثم التقيا فيما بعد ليعودوا إلى السيارة.اخذ أليوت اكياس المشتريات من ماندي ولاحظت العلبة التي تخبأها ابنتها وراء ظهرها..لقد اشترى أليوت لها شيئا ولا يمكنها ان تعترض..إنه ماله..وعلى الارجح انه لن يراها مرة اخرىبعد عطلة هذا الأسبوع.
دخلو إلى المنزل وبدا من الواضح ان ساري تغلي اثارة..وضع أليوت الاكياس على طاولة المطبخ,وفتحت الفتاة علبتها ثم اعطت كيسا منفصلا لأمها وهي تقول باهتمام كبير:
-هذا لك.
وتطلعت إلى أليوت الذي كان يهم بالدخول إلى غرفة المجلوس.
-لابأس في ان اعطيه لأمي الان..اليس كذلك؟قلت انني أستطيع ان افعل حين اعود إلى المنزل.
عضت ماندي على شفتها سخطا:
-أليوت..
-خذيها.. أنها ..سمها عرفان جميل للسماح لي بقضاء عطلة الأسبوع هنا.
كانت ساري تتطلع إليها بعينين متسعتين,وأحست ماندي أنها مضطرة ان تفتح الكيس..وفغرت فمها دهشة وهي تسحب الفستان الحريري منه..كان من الكشمير الرائع,لونه مزيج من الوان الذهب والبرونز يكاد ان يماثل لون شعرها..له فتحت ياقة مثلثة,وتنورته طويلة..كان اجمل فستان رأته في حياتها..رفعت عينيها إلى أليوت بارتباك فقال دونما اكتراث:
-كانت البائعة من قياسك تماما..إذا لم يعجبك يمكنك تبديله.
صاحت ساري: -لكنه يعجبك..اليس كذلك مامي؟
أطرقت ماندي رأسها بحدة.وتمتمت:
-اجل..اجل..إنه جميل..ولا اعرف ماذا أقول لك,أليوت.
وبدا واضحا أنها تقاوم دموعها.
قال بهدوء:"قولي انه اعجبك"
اقتربت منه ورفعت نظرها إليه:"يعجبني.."
ثم ابتعدت عنه فقال بنعومة:
-يمكنك ارتداءه الليلة عندما آخذك إلى العشاء.
سألت ساري: -هل سأذهب معكما؟
رد بابتسامة كسولة محاولا ألا يخيب املها:
-ليس هذه المرة.
وأخذ العلبة منها ليخرج مافي داخلها.
-من سيرشد سكوتر إلى مكان نومه إذا لم تكوني هنا لتعتني به؟
ووضع لعبة القط البرتقالي بين ذراعيها:
-قلت بنفسك انه قد يشعر بالوحدة بسبب تركه القطط الاخرى في المحل..ولن تخرجي لتتركيه.اليس كذلك؟ليس في أول ليلة له في فراش غريب!
كان أليوت قد اشترى هدية للسيدة كالدر كذلك..بروش لؤلؤي صغير سحرها بوضوح وقالت له أثناء الغداء:
-ما كان يجب ان تفعل ..حقا.
وخشيت ماندي ما ستقوله أمها حين ترى الفستان.
كما توقعت ماندي,وصل إدغار ومايف والتوأمان بعد الظهر..وقالت لها مايف:
-لقد اهتمت أمك كثيرا لقدومك بصحبة رجل..ولم تستطع الانتظار لتتصل بنا..لكن يجب ان اعترف انه ليس ما كنت أتوقعه ابدآ..كيف التقيت برجل مثير مثله؟
-وماذا كنت تتوقعين؟إنه ليس كهايد إذا كان هذا ماتعنيه..وإن كانت أمي ألمحت إلى إننا..مغرمان ببعضنا البغض,فانسي الأمر!
سألتها مايف بخبث:
-أتعنين إنكما..لستما على علاقة جدية؟
سيطرت ماندي على احمرار وجهها:
-لا..والآن,إذا كنت لاتمانعين..سأعد الشاي!
كان هناك سبب آخر لمجئ إدغار ومايف بدا واضحا فيما بعد..فقد قالت مايف:
-لقد حصل إدغار على اربع بطاقات لمسرحية فكاهية ستعرض الليلة في مسرح "الرويال",وتساءلنا أنا وإدغار ما إذا كانت ماندي و ..اليوت,قد يرغبان في الذهاب معنا.
تحمست السيدة كالدر: -ما أروع هذا الأمر.
لكن قبل ان تستطيع ماندي أم تفعل اكثر من تبادل النظرات مع أليوت,كان لدى مايف ماتضيفه.
-المشكلة ان ليس لدينا جليسة للطفلين..ونظرا لأنك تهتمين بساري ,أمي,فهذا مايصعب الأمور قليلا.
لاحظ إدغار تعابير وجه شقيقته,وقال بنبل:
-يمكنكما أخذ تذكرتين على أي حال ماندي..أعني,أذهبت أنا ومايف أم لا..فليس الأمر مهما..حقا.
ردت زوجته بحدة:
-يمكنك التحدث عن نفسك إدغار كالدر! أنا اتطلع شوقا إلى سهرة في الخارج..نحن لانخرج كثيرا..وليس لدينا مربية أطفال!
تمتم إدغار متجهما:
-يكفي هذا مايف..الواقع اننا كنا نتساءل ما إذا كان بالإمكان بقاء التوأمين هنا الليلة..اعرف ان لديك ضيوف,لكن إذا نامت ماندي معك في السرير,يمكن للتوأمين اخذ سريرها.
فكرت ماندي في ذلك المساء وهي تضع ظلال العيون:الموقف في غاية السخرية!إنها لاتريد الذهاب إلى المسرح وتشك في ان أليوت راغبا..لكنهما مضطران إلى الذهاب بسبب مليف والتذاكر.
كان التوأمان مزعجين كالعادة وجعلا ساري تبكي عندما اخفيا لعبتها الجديدة في سلة الثياب المتسخة,ودفعا جدتهما إلى الجنون بركضهما المتوحش في المنزل..في النهاية كان أليوت من سيطر على مشاغباتهما مهددا إياهما بعقاب إذا لم يحسنا التصرف أثناء وجوده وماندي في الخارج..ثم عدل عن التهديد واعدا أن يأخذهما إلى المنزل صباح الأحد بالامبرغيني إذا لم يزعجا أحدا.
قالت ماندي وهما في الطريق:
-ستكون أبا رائعا في يوم من الأيام.
وكادت تعض لسانها لما يتضمنه كلامها من معان..ورد أليوت:
-هذا ما أرجوه..والداي لايطيقان انتظارا للحصول على حفيد,ستناسبهما تماما فتاة مثل ساري.
رطبت ماندي شفتيها وتمتمت:
-اشك في ان يوافقاك الرأي.
-حسنا..أعتقد إنهما سيفضلان ان أكون أنا الأب.وسيتركان اختيار الأم لي.
اشتدت يدا ماندي على حقيبة اليد الصغيرة في حجرها وقالت بمرارة:
-لكن لن يفيدك ان تنجب لهما ولدا بدون رباط زواج..أليس كذلك؟
-ماذا تحاولين القول؟
انفجر كل الإحباط المكبوت فيها:
-أنت لاتهتم أبدا..اعرف ان من غير المتوقع لهم ان تتعلق بامرأتين في الوقت ذاته..لكن الأمر لايهمك لو حدث..صحيح؟
أوقف أليوت السيارة والتفت إليها,يسأل بخشونة:
-لماذا تفعلين هذا؟لماذا تقولين هذه الأشياء؟من تحاولين ان تؤلمي؟أنا؟أم نفسك؟
أخذت ماندي ترتجف بعنف:
-أنا لا أستطيع ان اؤلمك..ايمكن هذا؟لن تسمح لهذا بأن يحدث.
-ماندي..حبا بالله!لانستطيع التحدث عن هذا الان!ماذا تريدينني ان أقول؟
انسحبت إلى زاويتها من السيارة:
-لاشئ..تابع سيرك,سنتأخر.
استدار مجددا إلى المقود يديره وهو يتمتم شاتما..وساد صمت مطبق بينهما لما تبقى من الطريق..
برز فيما بعد سبب آخر جعل ماندي لاتستمتع بالامسية,فقد اعترف إدغار خلال الاستراحة ان مايف هي التي اصرت ان تحصل على البطاقات..وسألت ماندي:
-اتعني أنها ليست بطاقات دعوة؟
-أرادت مايف ان تسهر في الخارج..وأنت تعرفين كم تكره أمنا المجئ إلى بيتنا لتجالس الطفلين..وبدت هذه الفكرة الحل المثالي.وانت تستمتعين بالمسرحية,أليس كذلك؟أنا واثق ان أليوت يستمتع بها..انه شاب ممتاز وأنا معجب به جدا.
كان المفترض ان يكون كلامه نوعا من الاعتذار..لكن ماندي وجدت من الصعوبة ان تسامحه..لكن بعد ذلك وهما عائدان ان إدغار لايمكن ان يعرف مدى أهمية الوقت الذي تقضيه مع أليوت..
كان المنزل معتم حين دخلا,لكن ماندي عرفت ان أمها لازالت مستيقظة..فهي دائما تحب ان تطمئن بنفسها على عودة جميع من في المنزل سالمين وتتأكد من ان الأبواب موصدة قبل ان تنام..وعندما كبت أليوت تثاؤبه,أدركت أنها نسيت وبكل انانية كم هو متعب.
-أتريد شرابا ساخنا؟
-ليس الليلة..هل تظنين إنني فظ لو صعدت إلى غرفتي؟
كان الوقت متأخرا بعد ظهر الاحد حين تركا نيوكاسيل أخيرا..وبكت ساري كالعادة.وزاد بكائها إفساد التوأمين الصباح عليها,وتعلقت بأمها حين حاولت الصعود في السيارة فضمتها ماندي بلطف وأبعدت ذراعيها الصغيرتين عن عنقها قائلة:
-ستأتين إلى لندن بعد أسبوعين..بل اقل من هذا في الواقع..لأن جدتك ستأتي بك يوم الجمعة وتقول إنها ستبقى إلى يوم الثلاثاء..ما رأيك بهذا؟
سألت ساري ببراءة: -هل سيكون أليوت هناك؟
تمتمت ماندي بغير ارتياح:"سنرى.."
واضطرت ساري إلى الرضى بنصف الوعد.نادت السيدة كالدر عندما أدار المحرك:
-قد السيارة بحذر.
ورفع أليوت يده مودعا وهما يتجهان إلى الطريق العام.
شغل زحام السير في المدينة اهتمام أليوت..واستندت ماندي إلى الوراء في مقعدها تتساءل عما يفكر فيه باضبط,ثم استرقت نظره إلى وجهه المتجهم وخفق قلبها ألما لمعرفتها أنها هي سبب هذا المزاج.
كانت الساعة تقارب الثامنة حين أليوت الإشارة دلالة رغبه في مغادرة الطريق العام,واستدار إلى طريق"ايكسبوري"فالتفتت ماندي تنظر إليه بارتباك:
--أين سنذهب؟
-إلى ستنور..فكرت في ان نقضي الليل هناك وسأوصلك إلى عملك في الصباح.
خفق قلبها: -اتعني ان نقضي الليل في منزلك؟
-إذا لم يكن لديك اعتراض.
كتمت أنفاسها:
-أنا..ظننت انك غاضب مني.
-أنا غاضب..لكنني احبك أيضا.وبطريقة ما يجب ان اقنعك بهذا!
حين دخلت اللامبرغيني بوابة المدخل المرصوف بالحصى الموصل إلى المنزل,كانت ماندي قد اقنعت نفسها بأن ماسمعته كان وليد تخيلاتها حتما..لايمكن ان بكون قد قال إنه يحبها..إنهما متعبان ونتيجة لهذا وقع خطأما.وبخت نفسها,لابد أنها هي المخطئة.انها تخلط مشاعرها بمشاعره..إنه لايحبها,بل يحب انجلا سيمور كيلر..أما بالنسبة لها فهو يشعر بإنجذاب لا أكثر..وستكون انجلا زوجته.
تمتم أليوت عند ظهور ماغي ماكلونغ لاستقبالهما:
-لقد اتصلت هذا الصباح من"تايانماوث".
اقتربت مدبرة المنزل الصغيرة الجسم منهما وقالت بينما كانت ماندي تخرج من السيارة:
-هذه مفاجأة بالتأكيد.لقد اخرت وجبة العشاء كما طلبت مني سيدي..لكنني آسفة ان أقول إن الآنسة لوسيندا وصلت بعد الظهر.
-لوسي!اوه..حسنا..اظن اننا سنكون ثلاثة على العشاء..ولن يسب هذا أي مشكلة لك ماغي,أليس كذلك؟
ردت ماغي بلهجة ذات مغزى:"ليس بالنسبة لي".
أكد لها بخشونة:
-ولا بالنسبة لي كذلك ماغي.
توترت أعصاب ماندي نتيجة لتوقعها لقاء شقيقة أليوت ..وتمتمت بصوت منخفض وهما يسيران إلى المدخل:
-ربما يجب ألا أبقى.
قال بنفاد صبر:
-كنت مهذبا مع شقيقك,أليس كذلك؟بإمكانك الان ان تكوني لطيفة مع شقيقتي.ولو كان هذا سيتطلب جهدا..لكلينا!
قابلتهما لوسيندا فرا يزر في الردهة فلقد سمعت هي أيضا صوت وصول السيارة,لكن ردة فعلها لم تكن لطيفة كردة فعل ماغي..وقالت بصوت ملؤه الارتياب:
-مرحبا أليوت,أرجو ألا تعترض على دعوتي لنفسي بضعة أيام إلى هنا..لم أكن أظنك ستأتي إلى هنا,أليس من المفترض ان تكون في نيويورك؟
-كنت..لكنني عدت في أسرع مما توقعت.
ظهرت ابتسامة خفيفيفة على شفتي لوسي ثم اختفت..وأدركت ماندي ان الفتاة متوتره مثلها..كانت تشبه اخاها كثيرا,سوداء الشعر,رمادية العينين,بجسم طويل نحيل وقسمات انثوية جدا..وكان ثوبها الصوفي يحمل بدون شك علامات الذوق الرفيع.
قال أليوت في محاولة لتخفيف التوتر بين الفتاتين:
-لابد انك خمنت ان هذه شقيقتي,لوسي..إنها تظهر دائما في اوقات غير مناسبة.
مدت لوسي يدها:
-وانت لاشك السيدة آبكوت..لقد أخبرتني ماغي كل شئ عنك.
ونظرت إلى أخيها بارتياك:
-اعتقد..ان انجلا..ليست معك.
صافحت ماندي لوسي وهي تعرف ان وجهها كان مخضبا باللون الاحمر.لكن أليوت لم يتأثر:
-لا..آنجي ليست معي..والآن اقترح ان تتركينا لنستحم قبل العشاء..في اية غرفة أنت؟غرفتك المعتادة,كما اعتقد؟
-لقد أخبرتني ماغي ان السيدة آبكوت استخدمت تلك الغرفة في المرة الماضية..لكنها قالت كذلك إنك لن تمانع ان تحتل الضفية الفرفة الخضراء..اليس كذلك؟
رد بجفاء: -يمكننا تدبر الأمر.
ودخلت ماغي تحمل الحقائب: -سآخذك هذه عنك ماغي.
وترك ماندي ليأخذ الحقائب من مدبرة المنزل.
-سنراكما وقت العشاء..سأرشد..ضيفتي..الى غرفتها.
رافقها أليوت إلى باب غرفة تقع في الجهة المعاكسة للتي شغلتها في زيارتها الأولى,وتركها تفتح الباب وتدخل أمامه إليها.
-تعرفين طريقك إلى الطابق الأسفل..لا تتأخري,سينفذ صبر ماغي.
-أليوت..ليس لدي ما أرتديه.
-ارتدي الفستان الذي اشتريته لك.احضرته معك,أليس كذلك؟سأراك في الأسفل بعد عشرين دقيقة.
بدا لها ان العشرين دقيقة وقت قصير لتتمكن خلاله من تحضير نفسها لمواجهة الموقف.وأخذ قلبها يخفق بجنون وهي تفكر فيما تظنه شقيقته بها الان.
تذكرت وهي تضع القليل من الزينة على وجهها ما قالته لوسي عن غرفتها..وأدركت ان الملابس التي رأتها هناك كانت تخصها هي.
قدم العشاء في غرفت الطعام الصغيرة التي تنفتح على المكتبة حيث تناولت العشاء مع أليوت عندما كانت هنا..وسألت لوسي:
-هل ذهبت مع أخي إلى نيويورك سيدة آبكوت؟
قاطعها أليوت بإختصار:
-لا..لم تذهب.واظن لك من الافضل ان تناديها ماندي,أليس كذلك؟فعلاقتنا ليست رسمية ابدا.
أمام ارتياح ماندي,وصلت مدبرة المنزل لتعلن جهوز المائدة,وهذا ما انقذ الفتاة من الرد على أخيها..لحقت بمدبرة المنزل إلى غرفت الطعام والتقت عينا ماندي بنظرة أليوت بارتباك متزايد.
همس لها: -تبدين جميلة..
حين عادت ماندي للظهور عند الباب,اغتنمت الفرصة لتبتعد عنه.
اثناء العشاء,لاحظت ماندي ان لدى لوسي شهية كبيرة بالرغم من نحول جسمها,في وقت وجدت هي صعوبة في تناول الطعام..وفرقعت السيدة ماكلونغ بلسانها سخطا وهي تأخذ طبقيهما,بينما لايزال طبق أليوت كما هو.
-ماذا فعلت له سيدة آبكوت؟لابد ان الرجل قلق بخصوص شيئا ما ليفقد شهيته على الطعام!
احترق وجه ماندي خجلا..ونظر أليوت إلى المرأة المسنة بنفاد صبر:
-لسانك حاد جدا وقد يقطع حلقك في يوم ما..
كشرت ماغي وتركت الغرفة فتنهدت لوسي بخشونة:
-إنها فعلا لاتحتمل!
ونظرت إلى ماندي متعاطفة:
-لا تأبهي لها..تظن ان لها الحق في قول ما تشاء!
ابتسمت ماندي ابتسامة ضعيفة..وبعد لحظات دفع أليوت كرسيه إلى الوراء ووقف:
-أظن ان علينا جميعا النوم باكرا,لقد وعدت ان اوصل ماندي إلى عملها في الصباح,وبما أنها تبدأ العمل في التاسعة..فعلينا المغادرة في السابعة على الأقل.
هزت أخته رأسها:
-أنت لازلت تعاني متاعب السفر بالطائرة من قارة إلى أخرى بلا شك..وستجد من الصعوبة فتح عينيك في السابعة.
-اعرف هذا..لذا تصبحين على خير.
-تصبح على خير.
ابتسمت لوسي له من فوق حافة فنجان قهوتها..وقالت ماندي:
-أراك في الصباح.
أحنى رأسه أدبا وذهب إلى غرفته,وبقيت ماندي لوحدها مع لوسي تنتظر بارتباك ما ستقوله الفتاة..لكنها لم تقل شيئا بل عرضت عليها المزيد من القهوة..بعد ملء فنجانيهما قالت بهدوء:
-أنا مسرورة لفرصة مقابلتك..انت مختلفة عما كنت اتوقع.
افترضت ماندي ان السيدة ماكلونغ كانت أكرم في تقييمها لها,وقالت:
-حقا؟أرجو ان يكون هذا للافضل.
-إنه للأفضل..أظننا جميعا كنا تحت سوء فهم.
قطبت ماندي:
-جميعا؟تعنين ماغي؟
-لا..بل اعني والدي..ومن الأفضل ان أكون صادقة..فأنا لست هنا صدفة,ماندي...عندما اتصل أليوت وقال إنكما ستقضيان الليلة هنا..اتصلت ماغي بأمي,وأمي اتصلت بي.

karamila 12-04-09 01:46 PM

الرواية روعة وحلوة
شكرا وننتظر الباقى لاتتاخرى علينا

جين استين333 12-04-09 04:49 PM

الله القصة راااااااااائعة جدا

ومنتظرة التكملة .....^^
يا رب يسعدك.....
(قولي آمين)...

zoubaida 12-04-09 05:04 PM

:rdd12zp1::55::55::55::liilas:

Disckoooooo 13-04-09 02:11 PM

الفصل التاسع
 
9-انجلا تتدخل

دخلت ماندي إلى غرفتها يرافقها الإحساس بإرهاق مؤلم.لقد تركها الحديث الذي جرى بينها وبين لوسي مضطربة ومرتبكة رغم ان شقيقة أليوت لم تقل شيئا يكدرها..
كان ما اكتشفته مشتتا للقوى..أن تألو السيدة ما كلونغ على نفسها إخبار والدي أليوت بإنحراف ولدهما..ويمكنها تصور ما ظنه الأبوان.وبما أنها مطلقة فلا شك ان هذا الواقع زاد من قلقهما.
لكن لوسي لم تقل شيئا من هذا بل العكس,كانت عادية جدا في كلامها كله..فقد قالت ردا على صدمت ماندي المحرجة:
-يجب ان تفهمي..اننا كنا دائما عائلة مقربة.عندما اخبرت ماغي أمي انك وأليوت أمضيتما عطلة الأسبوع هنا وحدكما,اضطربت أمي كثيرا.
هزت ماندي رأسها:
-أنا واثقة من اضطرابها.هل تظن انني أحاول فسخ خطوبة أليوت؟
-لا..لكنها انزعجت لأنه لم يقل لها شيئا عنك..اعني ان انجلا لم تكن اول صديقة لأليوت,لكنه لم يكن معتادا على المجيء...حسنا..كانت انجلا الوحيدة التي أقامت في ستونور..حتى الان.
احترق وجه ماندي احمرارا:
-لست ادري ما أقول..
-لاتفولي شيئا..على الارجح,سيدق أليوت عنقي بسبب كلامي معك هكذا..لكنك تعرفين كيف تكون الأم..إنها تريد فقط ان تعرف من أنت.
هزت ماندي رأسها:
-لاداعي لقلقها,فعلاقتنا..أنا واليوت,ليست مهمة.
فجأة اصبحت عينا لوسي كعيني أخيها:
-ألا تظنين هذا؟اتعرفين..أنا اميل إلى الموافقة مع ماغي..مع أنها مشاكسة..فأنا لم اعرف ان أليوت فقد شهيته من قبل.
اغلقت ماندي باب غرفتها واستندت بإرهاق عليه..ماذا يهمها مما تظنه لوسي أو السيدة فرا يزر؟فبعد عطلة الأسبوع هذه,هي مصممة الاترى أليوت مرة أخرى.لقد اصبح مريرا جدا خداع نفسها بأنها لاتؤدي احدا.إنهما يؤذيان الناس..ويؤذيان نفسيهما قبل أي شخص آخر..او هذا ما جعلتها لوسي تؤمن به إذا كان ما قالته صحيحا.
واستدلرت فعلقت أنفاسها في حلقها,لقد كانت مستغرقة في أفكارها وبؤسها لذا لم تلاحظ ان شخصا ينام بين أغطية سريرها,في الضوء الخافت كان لملامح وجه أليوت ضعف غريب,رموشه ترتاح على خديه وبشرته السمراء بنية اللون على الوسائد الخضراء.
أدركت ان عليها ان توقظه وتعيده إلى غرفته..لكنها لم تفعل معزية نفسها بأنه يحتاج إلى النوم..دخلت الحمام فأزالت الزينة ونظفت أسنانها ثم عادت.
كادت تخرج من جلدها حين قال بصوت أجش:
-أين كنت حتى الان؟
-أنت مستيقظ؟
-وهل ظننت حقا أنني لن أكون؟
حاولت الحفاظ على تعقلها:
-يجب ألا تكون هنا..أليوت..ماذا ستظن أختك؟
-لا أهتم أبدا بما تظنه..هذا بيتي.
-أليوت!أمك..اعني..لقد أخبرت السيدة ماكلونغ أمك أننا قضينا عطلة الأسبوع الماضي هنا..أليوت هل أنت مصغ إلي؟
قال بدون اكتراث:
-حسنا..قد تكون فعلت..اوه..حبي لا اهتم بما تقوله ماغي أو أمي أو أي شخص آخر عداك..انت الشخص الوحيد الذي يهمني..ألا تصدقينني؟
ولم تستطع ماندي التفكير في أي شيء آخر سوى البهجة التي تحسها بجواره.
استجمعت آخر ما في دفاعاتها من إرادة,وقالت بصوت هامس:
-أليوت..اختك..ماذا لو حاولت ان تراك في غرفتك قبل نومها..ستعرف فورا انك هنا و..
قاطعها:
-قلت لك لايهمن ما تقول اختي أو غيرها,لايهمي احد سواك.
ارتفع صوتها قليلا:
-لكن يهمني أنا..إنها سمعتي.وماذا ستقول انجلا؟
احسته يتصلب عند ذكر اسم خطيبته فشعرت بألم يقلص معدتها..
حتى وهو معها لا زال ذكر اسمها كفيلا بإجفاله.طوح بقدميه وهو يتمتم بشتيمة حادة من بين انفاسه,وخرج من الغرفة بدون كلمة يغلق الباب خلفه بهدوء.
أنزل أليوت ماندي أمام المؤسسة في الصباح التالي في التاسعة وخمس دقائق..قال بهدوء:
-آسف لتأخيرك..سأتصل بك.
هزت رأسها:
-لاتفعل..لاأريد رؤيتك مرة أخرى!
وخرجت من السيارة.
احس باندفاع للخروج وراءها لكنه امتنع عن ذلك لأنه يريد تفادي حوار معها هنا..ثم إنه ملزم بالقيام بأشياء أخرى يجب ان يفعلها قبل ان يراها مجددا..فتركها تخرج وقلبه يخفق بشدة في صدره..
فكر غير مصدق:يا إلهي..متى عرف ان ما يشعر به نحوها ليس مجرد عاطفة عابرة؟كان مجرد تذكره للألفة والمودة بينهما يثيره بشكل يبعث الاضطراب,حتى وهو بقربها,كان يرغب في امتلاك تفكيرها...والفراغ الذي يشعر به حين كان يبتعد عنها لايمكن ملؤه بسهولة.
كان يعرف أنها تبادله المشاعر أيضا..ولم يعرف من قبل امرأة تتماثل مع مزاجه مثلها..صحيح ان هناك نساء كثيرات مررن في حياته,لكن مامن واحدة منهن وعلى وجه الاخص ليس انجلا,اعطته الرضى فكريا ونفسيا كما تفعل ماندي...إنها رائعة,مبهجة محبوبة ولديها كل مايريدها في امرأة..والغريب انه عندما فكر بالزواج من انجلا,كان يريد تأسيس عائلة لإعطاء والديه الحفيد الذي يتلهفان إليه..لكن حين يفكر في ماندي الآن لايخطر في باله إن كان سينجب منها أم لا,فهو يريدها,يريد أن يكون معها.
وصل إلى برايتون هاوس في بضع دقائق,فأوقف اللامبرغيني في الباحة الداخلية ثم فتح الباب ودخل المبنى..إن حالفه الحظ سيجد ان انجلا لم تغادر الشقة إلى العمل ..لكن لو أنها خرجت فسيضطر إلى ترتيبات أخرى..يمكنه ان يصطحبها إلى الغداء,ولو انه لايرحب بإطالة امد عذابه.إنه يريد انفصالا نظيفا وبقدر مايمكن من الوقار والاحترام..إنه ليس رجلا من النوع الذي يبتهج بما سيفعله..وإذا ارادت ان تقول لاصدقائها إنها هي التي نبذته فهو مستعد للقبول بهذا من اجل استعادت حريته..وهو يتجه إلى السلم نادت السيدة موركير باسمه:
-سيد فرا يزر..انت زائر مبكر.
توقف ثم التفت إليها:
-صباح الخير سيدة موركير..أجل..هل الآنسة سيمور في الشقة؟
-حسبما اعرف,لم تغادر الشقة حتى الان..أنا في العادة اسمعها حين تخرج..وكذلك الآنسة بنتلي.
-أنا واثق بمعرفتكلهذا..آه..ليلي..الآنسة بنتلي ..هل قلت أنها غادرت؟
-اظن أنها سافرت في عطلة الأسبوع..أعتقد أنها كانت ستمضي عطلتها مع اسرة تورنتون,أليس الاسم صحيحا؟
-معلوماتك دقيقة سيدة موركير وشكرا.سأصعد لأرى إذا كانت انجلا قد استعدت للخروج.
اخرج مفاتيحه من جيبه عند وصوله إلى باب شقة انجلا..لكن بعد تفكير متردد,ضغط الجرس..وهو ينتظر,اخرج المفتاح من الحلقة ووضعه في جيبه..سيعيده لها..فلا حاجة له به بعد الان.
بدا له أن دهرا قد مر قبل ان ترد..ودق الجرس عدة مرات قبل ان يسمع صوت إزاحة سلسلة الأمان من مكانها..وهز رأسه..فللمرة الأولى يحس للامتنان للسيدة موركير التي لولا تطفلها لظن ان انجلا خرجت.
انفتح الباب ببطء وتتطلعت انجلا عبر شق الباب..وقالت بدهشة خفيفة:
-أليوت!لقد ..عدت!
استقام من وضعية الاستناد على الجدار:
-كما ترين!عدت يوم الجمعة في الواقع.
-الجمعة؟
لولا انه كان مشغولا بمشاكله لانتبه اكثر إلى نظرة اختلستها بسرعة إلى خلفها.
-احل..الجمعة..ألن تدعيني إلى الداخل؟هناك ما أريد أن اقوله لك على انفراد.
مررت انجلا لسانها حول شفتيها الفاغرتين وتمتمت بارتباك:
-حسنا..أنا..ألا يمكنك العودة فيما بعد؟اتستطيع حبيبي؟اترى..ليلي ليست على مايرام..وكنت مستيقظة معها طوال الليل.وانا ..مرهقة تماما!
كان بإمكان أليوت ان يصدق هذا فقد كانت شاحبة جدا ومنتفخة العينين..لكن بما ان السيدة موركير اكدت له ان ليلي تقضي عطلة الأسبوع في ستوكويل فقد أدرك أن انجلا لاتقول الحقيقة...ضاقت عيناه الرماديتان..وسأل بحدة:
-هل أنت واثقة أن ليلي المريضة؟
دفعها إلى الداخل ورفس الباب بقدمه يغلقه.
-أليوت,أتسمح بالخروج من هنا؟
دس يديه في جيبه:
-بعد ان نناقش الأمور بالكامل..
سبب سؤال ماذا يجري بالفرنسية الإجفال لأليوت الذي استدار بسرعة فاتسعت عيناه ذهولاً لرؤية رجل نحيل اسمر ظهر أمامه,فالتفتت انجلا إليه باحتجاج غاضب..وصاحت بالفرنسية:
-اندريه..هل أنت ابله!طلبت منك ان تبقى في الغرفة..
قاطعها أليوت: -أنا اتكلم الفرنسية انجلا..
وارتفعت زاويتا فمه بسخرية..وفكر:لاعجب ان تعترض انجلا على دخوله إلى الشقة..فمع غياب ليلي,كيف يمكن ان يفسر هذا؟
قالت متلعثمة مشوشة:
-أنت لاتفهم أليوت.حبيبي..لقد عرضت على اندريه ان ينام هنا الليلة لأن الوقت كان متأخرا حين أوصلني إلى المنزل..كنا قد خرجنا للعشاء..ظننتك مسافرا..قلت إنك ستغيب طوال عطلة الأسبوع..يا الله..أتظ أن هناك شيئا اكثر من هذا؟صدقا أليوت..ايمكن ان افعل شيئا كهذا؟.منتديات ليلاس

***
إن كانت ماندي قد أملت أن يقابلها أليوت بعد العمل ذلك المساء,فلقد خاب املها إذ لم يكن هناك اثر للامبرغيني وهي تخرج من المؤسسة,وقالت لنفسها إنها مسرورة لهذا وهي تأخذ مكانها في الباص.
ولم يكن هناك اثر للسيارة في برايتون هاوس كذلك..مع أنها فكرت أن بالإمكان ان ينتظرها هناك..على أي حال,يجب ان يأتي ليرى انجلا كما اعترفت بتعاسة..إذا كانت ستتابع حياتها في لندن فعليها أن تتقبل هذا الواقع طالما بقيت خطيبته تسكن في المبنى ذاته.
كانت تصنع لنفسها سندوشا حين سمعت قرعا على بابها فخفق قلبها بجنون..إنه أليوت حتما,فما من أحد غيره يمكن ان يزورها..ومع أنها تتشوق إلى رؤيته,إلا أنها تجاهلت قرع الباب بعناد.
-سيدة آبكوت..ماندي!
كان الصوت المنادي لايخص أليوت..وأطلقت أنفاسها..إنه صوت انجلا.تخلت عن صنع سندويشها واستجمعت شجاعتها قبل ان تتقدم إلى الباب.
ابتسمت انجلا بارتياح:
-اوه..انت هنا..عرفت انني لست مخطئة..لقد لحقت بك من كليفتون غايت.
سيطرت ماندي على احمرارها بصعوبة:
-حقا؟أنا آسفة..لم أرك.
تطلعت انجلا إلى داخل الشقة:
لا..أيمكن ان ادخل؟
-إذا احببت.
خطت انجلا إلى الداخل:
-شكرا..لن آخذ من وقتك أكثر من بضع دقائق.
لم تستطع ماندي أن تتخيل ماذا لدى الفتاة لتقوله لها..وخفق قلبها الما لفكرة أن تكون قد اكتشفت صداقتها مع أليوت..صداقتها؟وتسارعت نبضات ماندي..العلاقة التي تربطها بأليوت لاتحتمل الكثير من التشابه مع وصف الصداقة.
نظرت انجلا إلى ماحولها في الشقة بشيء من الكبرياء:
-الجو حميم هنا.
كبتت ماندي سخطها:
-إنها تناسبني..لماذا اردت رؤيتي؟يجب ان اتصل بإبنتي بعد ربع ساعة.
-ابنتك؟اوه..أجل اخبرني أليوت عنها.إنها تعيش مع أمك..اليس كذلك؟ويعتقد أليوت أنها حلوة.
جمدت قسمات وجه ماندي:"حقا؟"
تقدمت عبر الغرفة,ترد بتكاسل:"أجل.."
وجلست في مواجهة المدفأة الفارغة.
-لقد أمضيت عطلة الأسبوع معه..اليس كذلك؟اوه..لا تخافي..لن اقتلع عينيك..أو أي شيء كهذا..لقد اخبرني أليوت كل شيء,ولقد سامحته..هل تتصورين انك الأولى التي تنجذب إلى عيني خطيبي الساحرتين؟
انفرجت شفتا ماندي:"لا اصدقك.."
قالت انجلا بلهجة سأم:
-لا..إنهن عادة لايصدقن..أعني فساد أليوت.وأعتقد انني لا أستطيع لومهن فهن لا يرغبن في ان يخسرنه..إنه حقا رائع!
أخذت ماندي نفسا عميقا ثم سارت متصلبة إلى الباب,فتحته وقالت بحدة:
-أريد أن تخرجي من هنا آنسة سيمور كلير..الان..في هذه اللحظة..وإلا سأقتلع أنا عينيك..وهذا خيار ربما لم تفكري فيه.
بقيت انجلا جالسة حيث هي لعدة ثوان وكأنها لم تثق باللمعان في عيني ماندي ثم وقفت تقول:
-حسنا جدا..انا ذاهبة..لكن صدقا,عزيزتي,أنت تتصرفين بشكل بدائي.
-اخرجي من هنا!
-سأفعل.
توقفت انجلا عند الباب:
-في الواقع..هناك سبب آخر لرغبتي في ان اتكلم معك..أردت تحذيرك..لن يتجدد إيجارك لهذه الشقة في نهاية حزيران كما تتوقعين.يمتلك والدي هذا المبنى..ومع انني سأتركه في نهاية السنة عندما اتزوج أليوت..إلا انني ارفض أن أشعر بعينيك الحاسدتين تراقباننا أثناء دخولنا وخروجنا من هنا!
بعد مضي خمس ساعات على خروج انجلا,كانت ماندي لاتزال تر تجف بسبب ماقالته لها.كان امرا رهيبا..رهيبا جدا..وتعرف أنها لن تنساه ابدا.لقد سمعتها تصرف النظر عن علاقة أليوت بها بدون ان تهتز لها شعرة وهذا امرا مذل..مع ذلك فأنجلا معتادة على هذا بلا شك,وهو التفسير الوحيد للبرودة التي تحدثت فيها عن علاقته..إذا كانت الفتاة غير مكترثة بعلاقات أليوت,فلربما لديها اسبابها الخاصة للتغاضي عن خطاياه.
لكن هذا الاستنتاج لايجعل الموقف اسهل..فلقد احبت ماندي أليوت ولازالت تحبه..إنه الرجل الوحيد الذي تهتم به فعلا..ومهما فعل,سيبقى حبها له ويعيش..لكنه سيكون حبا مؤلما لأنها ستتذكر دائما كيف انه خدعها..وفكرت بمرارة:ليتها لم تأت إلى لندن!
لم تفكر كثيرا في ما قالته انجلا في الشقة,لكن ىشك لديها أنه صحيح..إنها مصدومة جدا,مخدرة الاحاسيس وضعيفة في الوقت الحاضر كي تقرر ما يمكن ان تفعله والى أين يمكن أن تذهب..يجب ان تنظر ريثما تصبح اكثر قدرة على التعامل مع المشاكل.أما الان..فمن الجهد أن تنظر إلى ابعد من الاربع وعشرين ساعة القادمة..منتديات ليلاس

كانت ترتدي روبها وتجلس متكورة على الأريكة تحاول ألا تتذكر أين كانت في الوقت عينه من الامسية الفائتة..فجأة سمعت جرس باب المبنى الخارجي يرن وكانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة..إلا أنها نزلت عن الأريكة وفتحت الباب لترى السيد موركير فعل مثلها,وقال ما إن رآها:
-أن احدهم نسي مفتاحه حتما..أعتقد ان من الافضل ان ارد..لا أحد يعرف ماذا هناك في مثل هذه الساعة من الليل.
قالت زوجته:"كن حذرا.."
ونظرت إلى ماندي بعينين قلقتين فاضطرت إلى البقاء معها لتتأكد من عدم وجود متاعب.
صاح وكيل المبنى:"اوه..سيد فرا يزر!"
أدارت ماندي عينين مذعورتين نحو الباب..إنه أليوت يمر بنفاذ صبر من أمام الرجل المذهول فيما عيناه مركزتان على وجهها المصدوم..
تراجعت إلى الداخل دون ان تعطي نفسها وقتا للتفكير وأقفلت الباب..ليس لديها اية نية في التحدث إليه الليلة,خاصة وأنه في طريقه لرؤية انجلا,كما هو واضح..فليظن الزوجان موركير مايريدان..لن تلومهما إذا ظناها فظة.
لم تكد تضع سلسلة الامن في مكانها حتى سمعت طرقا عنيفا على الباب..وصاح أليوت بنفاذ صبر واضح:
-ماندي!ما الذي تفعلينه بحق الله؟افتحي!هيا..أريد ان أكلمك.
ضغطت ماندي بظهرها على الباب وقالت:
-اذهب من هنا أليوت..ماذا تظن نفسك تفعل؟ليس من حقك احراجي هكذا!
-احراجك؟وكيف تظنين انني أشعر وأنا اصرخ من خارج الباب؟اوه ..لأجل الله..دعيني ادخل قبل ان يشك موركير بشيء ويتصل بالشرطة.
-لن يفعل هذا.
-لن يفعل؟وهل أنت مستعدة للمخاطرة؟
زفر بقلق وفقد صوته العدوانية:
-اسمعي!يجب ان اراك أماندا..لا تدعيني أقول كل شيء أمام شهود.
زمت شفتيها معا وحاولت مقاومت التوسل في صوته..لكنها لاتستطيع تركه يقول الاكاذيب أمام السيدة موركير..فهي ستبقى تسكن هنا ولو لأشهر قليلة على الأقل لذا رتريد ان تصبح موضوعا للثرثرتها..
أخذت نفسا عميقا وأخرجت السلسلة من مكانها وفتحت الباب فورا..قطع أليوت المسافة التي ابتعدتها لتسمح له بالدخول..ومع ابتسامة ساخرة نحو السيدة موركير التي كانت لاتزال تقف في المدخل,أغلق الباب خلفه.

Disckoooooo 13-04-09 02:27 PM

الفصل العاسر والاخيييييييييييييير
 
10-لا شيء بيننا إلا...



ابتعدت ماندي عن أليوت متجهة إلى غرفت الجلوس ووقفت وراء الأريكة قبل ان تسمح لعينيها أن تلتقيان بعينيه..لكن حدة تعبيرهما لم تخففها المسافة,وتحركت متوترة تحت مراقبة نظراته..منتديات ليلاس

قال بهدوء:
-أتسمحين أن تقولي ما سبب كل هذا؟أعرف ان الوقت متأخر وقد أكون أخرجتك من سريرك..لكن لاشك خطر في بالك أن وجودي هنا هو لأمر هام.
هزت كتفيها وقالت بصلابة:
-أنا..اعتقدت انك قادم إلى انجلا..أوليس من الحماقة أن تأتي إلى هنا في هذا الوقت من الليل؟
رفع يده يحل ربطة عنقه ويبعدها عن الياقة,ثم قال بعد أن فك زر ياقة قميصه:
-أعتقد أنني أستحق هذا..كان يجب أن آتي في وقت مبكر أكثر..وكان يمكن أن أفعل هذا لولا تعطل طائرة...
-طائرة؟أي طائرة؟
نظر حوله:
-الطائرة من "دبلن",هل يمكن ان اجلس؟أنا حقاً متعب!
هزت رأسها بارتباك,وقالت:
-كنت فى"دبلن"لترى والديك؟لتشرح لهما أمر قضائنا عطلة الأسبوع في ستونور؟
-تقريبا.
وجلس على االاريكة,يريح رأسه إلى الخلف.
-كان يجب ان اكلم أبي,وتستحق أمي تفسيرا.
أخرجت ماندي يديها من جيبها.
-طبعا..وأعتقد انهما لم يدينا تصرفاتك أو ربما أداناها..أنا لست خبيرة في الحكم على الشخصيات.
هز رأسه:
-هز رأسه:
-يا لها من كلمات قديمة الطراز تستخدمينها.ربما تتكرمين بإخباري عما تعنيه بكلامك هذا..هل افهم منه أنك تعتبرين ان شخصيتي غير قابلة للإصلاح؟
ارتجفت:
-أعتقد أن علينا التوقف عن التلاعب.
-أوه..وأنا أعتقد هذا.
-إذن؟
إذن..ماذا؟ماهي اللعبة التي تلعبينها الان؟أهي اللعبة عينها التي كنت تلعبينها منذ أدركت ان هناك شيء مشتركا بيننا؟
احمر وجه ماندي:
-لا..لاشيء بيننا..وتعرف هذا..كما اعرفه,لذا يجب ان تتوقف عن ادعاء وجود شيء.
رفرف أليوت عينيه ثم وقف عن الأريكة وقال:
حسن جدا ..ماذا حدث؟لماذا تتصرفين وكأنني الابن المنحرف؟أذكر ماقلته لي هذا الصباح,وأعرف لماذا قلته ..لكن هذا كله لم يعد ينطبق على الوضع الان..أنا وآنجي انفصلنا.فسخنا الخطبة هذا الصباح..ولقد ذهبت إلى دبلن لأخبر والدي عن علاقتنا نحن!
شهقت ماندي غير مصدقة..وابتعدت عنه أكثر..
-أنا..أنا..كيف تقول مثل هذا؟لقد تحدثت إلى انجلا بعد ظهر اليوم..وقالت لي بدون مواربة إنكما لم تنفصلا البتة.
ارتفع رأس أليوت بحدة:
-تكلمت مع انجلا بعد الظهر؟
-أخبرتك بهذا..وقالت لي كل شيء عن..عن علاقتك بها!وهذا ماكنت قد توقعته..وما أستحقه..لكن لم يكن له لزوم..فقد قررت قبل هذا ما يجب ان افعل.
تجهم وجهه:
-حقا؟وأعتقد ان هذا هو سبب هذه المهزلة!إنها طريقتك الفاشلة في الهروب مما تتوقين إليه..
-ليست طريقه فاشلة..
-أليست كذلك؟اليست؟
قطع المسافة بدون أن يترك لها مجا للهرب ثم راح ينظر إليها بعين ساحرتين مما جعل مشاعرها تضطرم في داخلها.وتلا ذلك إحساس متشوق لديها جعل من غير المنطقي أن تنكره.
أحس أليوت بتشوشها..فهمس لها:
-يا إلهي ..ألا تعرفين أنني احبك؟لماذا تصرين تصديق الناس عداي؟
ارتجفت:"قالت انجلا.."
-أستطيع تخيل ما قالته انجلا ..لكنها كاذبة.
ثم اردف قائلا:
-أعطني القليل من الثقة,أيمكن؟كنت بالنسبة لها مجرد حلم مالي جذاب ..وهي تعرف هذا.
رفعت نظرها إليه بارتياب:
-أنت .. لن .. تتزوجها؟
- ألم اقل لكي هذا لتوي؟
لم تستطع استيعاب ما يقوله.
-لست أدري ..أليست هذه مؤامرة أخرى كي تربكني؟
-أربكك؟اوه..حبي!إذا كان هناك أحد مرتبك هنا,فهو أنا!
-لكن.. لكن انجلا..
احنى رأسه:
-نعم؟تابعي.من الأفضل أن ترددي ما قالته آنجي.. ثم سأخبرك بما حدث حقا.
عاد ليجلس على الأريكة ويشير لها لتجلس قربه.
-تابعي ..قبل أن أفقد كل تعقلي.
رطبت شفتيها:
-أنا ..أنا..جاءت إلى شقتي وقت الشاي بعد أن عدت إلى البيت ..إنها ..تعرف كل شيء عن ساري ..وعن عطلة الأسبوع التي أمضيناها معا.قالت انك أنت من اخبرها بكل هذا.
-هذا صحيح ..تابعي.
-وهل فعلت هذا حقا؟
-وهل لديك شك؟
وبدون ان تفهم معنى رده جيدا,تفوهت بما تبقى من أقوال انجلا.. ولم تترك لأليوت أدنى شك في مدى مرارة خطيبته السابقة مما حصل..
وأنهت كلامها:
-أعتقد أننا..جرحناها..مسكينة انجلا!
رد بهدوء "وصدقتها؟"
أطرقت رأسها:
-أجل .لكنني مازلت لا أصدق انك..أنك تريدني أنا ..وليس هي.
رأى لمعان الدموع في عينيها,فقال:
-حقا؟يجب ان أقول انك لاتستحقينني.
-لا تمازحني.
-أنا لا أمزح ..أحاول فقط ان أجعلك تفهمين أن ما قالته انجلا من أشياء سيئة لا يعني شيئا لنا ..ولدينا العمر كله لنبرهن عن هذا.
همست له:"هل تعني هذا؟"
قال يطمئنها بصوت مرتجف:
-ليس من عادتي المبالغة في كلامي إلا إذا كنت أعني ما أقول ..ولو كنت تركتني أشرح لك قبل ان تقفزي إلى استنتاجات خاطئة,لطمئنتك من هذه الناحية .
عضت ماندي على شفتها السفلى:"أنا آسفة".
-وهل ستصدقينني إذا قلت لك إنني لست معتادا أن أكذب ..على أي أحد ..وأنني لم أعط انجلا سببا يجعلها تغار إلى ان ظهرت أنت في حياتي.
-لكن لماذا أنا؟
-أتظنين أنني لم أسأل نفسي هذا السؤال؟ لقد كانت حياتي مرسومة بكل دقة ..لم يكن هناك من بد إلا آخذ مكانا في الشركة,وبدت انجلا الإضافة المناسبة إلى مركزي..وتعلقت بها,وبدونا متناسبين بما يكفي إلى ان التقيتك ..فبدأت أتساءل حول قناعاتي الذاتية.
-وهذا تعقيد لم يكن مناسبا ابدا.
تمتم بخشونة:
-أعترف انني قاومت..لم تكن مشاعري نحوك مرضية ..ولم أكن أرغب في ان يتفاقم الموقف ..ولسوء الحظ لم يكن لي خيار كبير في المسألة.
-هل أنت واثق؟
-واثق من ماذا؟واثق مما أفعله؟اوه ..أجل.أم تقصدين هل أنا واثق من أنني احبك؟
تنفست بإضطراب: -وهل تحبني حقا؟
تمتم وهو يتأملها بشوق كبير:
-دعني أشرح لك الأمر هكذا :لست أدري ما الذي فعلته بي لكنني لا أستطيع التفكير في حياتي من دون وجودك فيها ..فهل يجيب هذا على سؤالك؟
- اوه.. أليوت..
***
مرت أسابيع قبل ان يخبرها أليوت بما جرى بالضبط بينه وبين انجلا في شقتها ..في ذلك الوقت كانا متزوجين يقضيان شهر عسلهما في الجزيرة الاستوائية"تاهيتي"جنوبي الهادئ.
كان كل شيء قد حدث بسرعة ..أحيانا كانت ماندي تقرص نفسها لتتأكد من أنها لاتحلم.لكنها لم تكن تحلم فكل شيء واقعي بشكل رائع,وهما لم يفترقا منذ الليلة التي اقنعها فيها أليوت بأن تدخلة شقتها..ومع إنها بقيت تعمل في المؤسسة إلى ان تزوجا,إلا انهما أمضيا كل لحظة فراغ معا.
مرت الأسابيع التي سبقت زفافهما بسرعة..وجرى حديث هاتفي طويل بين ماندي وأمها حالما استقرت في شقة شارع سانت جيمس ..وتكلمت السيدة كالدر بلهجة العارف حين سمعت الاخبار من ابنتها..لكن ساري وأهل أليوت هم من كانو العقبة الكبيرة..ولم تكن تتطلع بشوق إلى اول زيارة لها إلى المنزل العائلي في "كاونتي ويكلو"
في البداية, كان هناك معارضة من قبل والدته ووالده,ولقد توقعت ماندي هذا مسبقا لأنها تعرف أنها ستتزوج من عائلة محافظة,وبما أنها مطلقة فسيكون من المستحيل إقناعهم بهذا الزواج مرة أخرى.
لكن بطريقة ما.. ولا تعرف كيف,لم تكن الزيارة كارثة كما توقعت ..ولقد فسر أليوت الأمر قائلا إن والديه عرفا أنها ستسعده ..وفي الأيام التي تلت,توصلت ماندي إلى تقبل تقييمه للموقف.
كانت لوسي هي التي أخبرتها أخيرا أن المسألة ابسط مما تظن بكثير.
قالت تكشر في وجه أخيها:
-لقد أحباك.. لطالما كانا يشكان بأمر أنجلا.
أما بالنسبة لساري فلم تكن ردة فعلها معقدة كثيرا نظرا لانها تحب أليوت..ومما زاد في اقناعها معرفتها أنها ستحظى بحياة منزلية لائقة مع امها بعد أن تتزوج,فقد سألت أليوت:
-هل سنعيش في الريف؟
-وهل تحبين العيش هناك؟ حسنا سنرتب أمر إيجاد مهر صغير لك كي تتنقلي بسهولة اكبر.
هزت امها رأسها عند سماعها صيحة اغتباط وقالت ممازحة:
-رشوة وفساد!
استيقظت ماندي صبيحة آخر يوم لهما في تاهيتي وبقيت مستلقية عدة دقائق بدون حراك,تنظر إلى الرجل الذي جعل عالمها مكتملا.بدا من الصعب أن يكون قد مر على لقائهما الاول أربعة أشهر فقط.الآن لم تكن قادرة ان تتصور وقتا لم يكن فيه جزءا أساسيا من حياتها.
-فيم تفكرين؟
فتح عينيه وهي تتأمله..فقالت وعيناها تومضان ببريق الحب:
-كنت افكر في مدى حبي لك..ليتنا لانضطر أبدا من السفر من هنا.
قال وعيناه تمازحانها:
-ظننتك متشوقة إلى العودة لرؤية ساري.
تنهدت:
-أشتاق إليها طبعا ..لكنني اعرف أنها سعيدة بوجودها مع والديك الرائعين اللذين صمما على ان تقيم معهما.
-لقد أحباها وأحبتهما.
ابتسمت: انهما يفسدانها.
تذكرت صوت ساري المهتاج آخر مرة تحدثت إليها عبر الهاتف.
-مهر وكلب خاصين بها..لن تريد ابدا مغادرة"درمبارا"
-اعتقد ان هذه هي الغاية..لكن هذا سيسلبنا لذة تحمل المسؤولية..لقد حصلا على الحفيد الذي كانا يتوقعانه.
هزت ماندي رأسها تتساءل كيف تختار كلماتها التالية ..أخيرا قالت بحذر:
-لكن هل ستمانع ..لو أضفنا شخصا آخر إلى العائلة في وقت أسرع مما تتوقع؟
رفع نفسه على مرفقه,ونظر إليها:
-وهل أنت حامل؟
- أجل.
-ياإلهي!
هز أليوت رأسه:
- وهل تمانعين؟
-وأنت؟
-سؤال مجنون ..بالطبع لا أمانع!طالما لاتغيرين معاملتك لي.
رطبت شفتيها وقالت تعترف:
-أنا ..هايد..لم يهتم بهذا البتة ..عندما أبلغته أنني حامل بساري,لم يبد عليه التأثر أبدا وكأن لاعلاقة له بالموضوع.
-أنا لست هايد.
أرجع إلى الوراء خصلة شعر حريرية عن جبينها ..وقال بنعومة:
-و..أنا أيضا ..لدي ما أقوله لك.
-حقا؟وماهو؟
كأنما أحس بقلقها,فأخذ يهدئ من روعها:
-لا تظهري مثل هذا القلق ..لقد وصلني خطاب من أبي منذ أسبوع,لكنني لم أطلعك على كل ما يحتويه.
أدارت لسانها حول شفتيها:
-ليس شيئا له علاقة بساري ..أليس كذلك؟
-لا ..هل تذكرين اننا حاولنا الاتصال بآبكوت من أجل معاملات حضانة ساري؟
كتمت أنفاسها:"أجل"
-حسنا ..لم ارغب في إخبارك قبل الآن ..لكن ..أماندا ..حبي.. لقد غرقت سفينته في بحر الصين الجنوبي منذ أكثر من ستة أشهر.
***
دخل أليوت إلى غرفة النوم يلف منشفة حول خصره:
-أعتقد ان علينا الحصول على شهر عسل ثان ..فما رأيك؟هل ستتركين تيريسا وأمي يعتنيان بابننا,إضافة إلى ابنتنا؟
كانت ماندي تجلس أمام مرآة غرفة نومها تمشط شعرها ..فرفعت كتفيها ..وقالت تذكره:
-ظننت ان امامك تلك الاتفاقية مع الكنديين لتهتم بها ..ألم تخبرني أن كولمان والآخرين قادمون لتناول العشاء يوم الثلاثاء؟
-أجل ..قلت هذا,لكنني اعتدت على أن افوض من ينوب عني ..ألن يعجبك قضاء اسبوعين في جنوبي فرنسا؟المكان رائع هناك في هذا الوقت من السنة.
ارتجفت بسعادة:
-أليوت ..سيصل آل تالبوت بعد ربع ساعة.
شدها لتقف وقال:
-يمكنهما الانتظار ..هل قلت إن الآنسة فاستر قد أخذت الولدين إلى النوم؟
-أجل.. قلت هذا.
ضحكت وتابعت بابتسامة رائعة:
-اوه أليوت.. أيمكننا حقا أخذ اسبوعين لنفسنا فقط؟ ألن يعتقد أبواك أنني أم غير مكترثة؟
-ستطير أمي فرحا لتولي أنر رعاية العائلة مجددا ..لقد تجاوبنا مع رغباتها وأقمنا حفل زفاف كبير ..فكيف يمنعاننا عن شهر عسل آخر؟
تنهدت ماندي برضى,وتمتمت:
-كان زفافا رائعا ..أليس كذلك؟
وتذكرت حفل الزفاف الرائع وملابس الأولاد البيضاء ورائحة عطر الأزهار.
-عندما أرسلت لي تلك الباقة الهائلة السنة الماضية لم أكن أعتقد أن ذات الأزهار هذه السنة ستذكرني بحفل زفافنا.
-إذن لقد تلقيتها.
وجلسا بجانب بعضهما على السرير,ثم قال:
-لم تقولي لي هذا من قبل.
تشابكت نظراتهما:
-ألم اقل لك؟لا..حسنا,أنا لم أرغب في أن أشجعك.. أليس كذلك.
تمتم الزوج بخشونة:
-هذه هي الحقيقة ..وكوني ممتنة لأنني لم أقبل رفضك كرد نهائي!
-أوه ..أنا ممتنة جدا لهذا.
ثم أضاعت نفسها في سعادة إحتضانه.





تمت بحمد الله هستنى ردودكم متزعلونيش عيزه ردود حلوه كده

تمارااا 13-04-09 05:47 PM

ياقلبي انتي تسلمي على هالرواية الرااااائعة:flowers2:
http://www.liillas.com/up2//uploads/...3373db96c0.gif

zoubaida 13-04-09 07:40 PM

:dancingmonkeyff8::55::55::55:raw3aaaaaaaaaaaaaaaaaaa tislami habibti iriwa ktiiiiiiiiiiiiiiir hilwa



:rdd10ut5::rdd12zp1:

Disckoooooo 14-04-09 02:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة karamila (المشاركة 1924902)
الرواية روعة وحلوة
شكرا وننتظر الباقى لاتتاخرى علينا

انتى الاروع حبى اعتقد انى متأخرتش فتكمله الروايه اتمنى تعجبك

Disckoooooo 14-04-09 03:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جين استين333 (المشاركة 1925116)
الله القصة راااااااااائعة جدا

ومنتظرة التكملة .....^^
يا رب يسعدك.....
(قولي آمين)...



( آآآآآآآآآآآآآآآآآميييييييييييين ) الله على الدعوه الحلوه ديه تسلميلى يا قمر اتنمى انها تعجبك

Disckoooooo 14-04-09 03:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zoubaida (المشاركة 1925132)
:rdd12zp1::55::55::55::liilas:

الشكر لله حبيبتى اتمنى انها تعجبك

Disckoooooo 14-04-09 03:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تمارااا (المشاركة 1926270)
ياقلبي انتي تسلمي على هالرواية الرااااائعة:flowers2:
http://www.liillas.com/up2//uploads/...3373db96c0.gif



انتى الاروع يا عمرى برواياتك الروع اتمنى لكى مزيد من التألق برواياتك الى ملهاش حل

Disckoooooo 14-04-09 03:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zoubaida (المشاركة 1926338)
:dancingmonkeyff8::55::55::55:raw3aaaaaaaaaaaaaaaaaaa tislami habibti iriwa ktiiiiiiiiiiiiiiir hilwa



:rdd10ut5::rdd12zp1:





وجزاك الله بالمثل انا سعييييييييييييده كتييييييييييييير انها عجبتك

niso 14-04-09 05:02 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

Disckoooooo 14-04-09 05:17 PM

تسلميلى يا قمر

only you 18-04-09 09:11 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

Disckoooooo 19-04-09 04:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة only you (المشاركة 1931990)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه




تسلميلى يا قمر
يسعدنى ان موضوعى اول ما تشاركى فيه
اتمنى ان باقى الروايات فالمنتدى تعجبك


تحيــــــــــــــــــ Disckoooooo ــــــــــــــــــــــــــــاتى

moura_baby 27-06-09 03:05 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

miss, vip 27-06-09 08:22 PM

تسلم يدك ياعسل روايه اكثر من رائعه
تقبلي مروري:)

ام عدنان 01-07-09 08:21 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير

سنكرز 03-07-09 08:00 AM



مرحبااا

الروايه جدا رااااائعه

ومررره انبسطت ونا اقراها

من زمان ماقريت روايه بهالروووعه

شكرا ع الرواايه

ويعطيكي الف عااافيه

تحيااتي

الجبل الاخضر 27-09-09 12:00 PM

من اروع ما قرات اختيار موفق وتسسسسسسسسسسسسسسسسسلمين ياعسل ونريد مزيد من الاختيارات الرائعه

,,pink,, 28-09-09 06:44 AM

مشكوره ياقمر ع الروايه


بس ماندي تقهرررررر يعني مطلقه وعندها بنت ومع ذلك احسها انجذبت لاليوت بسرعه يعني المفروض تمسك نفسها شوي :V8Q04529:

وآنجلا بنهاية الروايه حركتها مع ماندي مالها داعي
يعني اذا هي مهتمه بالفرنسي وش يهمها اذا اليوت حب غيرها حتى لو وحده مو من مستواها:xx504868:



مشكوره مره ثانيه ياقلبي ع الروايه

استمتعت وانا اقراها


:flowers2:

hatpanda 28-09-09 09:32 PM

الروايه جدا رااااائعه

وفاء حسين سلطان 29-10-09 06:17 AM

الراوية جميلة وشكرا

hamasat2010 03-11-09 02:09 AM

مشكورة علي القصة الاكثر من رائعة والمجهود الرائع شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

sassou 06-11-09 02:54 PM

الرواية اكثر من روعة شكرا حبيبتي على المجهود

رومنسية زمانها 26-11-09 08:46 AM

مشكوره ياقلبي ع الروايه

استمتعت حيييييل وانا اقراها لاهنتي على المجهود قلبو

قماري طيبة 04-02-10 07:25 PM

سلمت يداك عزيزتي من جد رواية رائعة
بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

sassou 09-02-10 04:26 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ورة حبيبتي على المجهود
جزاك الله الف خير

سفيرة الاحزان 19-04-10 03:40 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سفيرة الاحزان 20-04-10 03:50 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

nounoucat 22-04-10 05:47 PM

جزاك الله الف خير شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

رين اسلام 24-04-10 01:38 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . thanx alota

botaynna 25-04-10 08:23 AM

مرسي يالغلا على ابداعك وفي انتظار جديدك

redroses309 06-05-10 02:07 AM

رواية حلوة كتير
يسلمووو يا قمر

roro_2010 03-07-10 02:04 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .:110::110::13125::13125::liam_shadowboxer_sc

rana_rana 04-07-10 01:45 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

deemaah 06-07-10 08:24 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .:55::55::Thanx:

linka 12-07-10 03:50 PM

الرواية حلوة بس موجودة على الموقع من قبل ما انتى تكتبيه ابسنة تقريبا ودا الرابط بتعهاhttp://www.liilas.com/vb3/t100753.html

ام عبد الملك 10-08-10 10:53 PM

شكرا روايه رائعه وممتعه

شقشقة 19-08-10 12:53 AM

بجد الرواية جميلة جداااااااااااااااااااااااااا شكرااااااااااااااا

زهرة منسية 15-12-10 12:57 PM

ممكن تقوليلى مين يقدر يزعلك بعد الروايه الحلوه دى اللى تعبتى فى كتابتها
الشكر قليل عليكى ششششششششششششششكرا جدا جدا جدا

vivivivi 16-12-10 01:42 AM

رواية غاية في الروعة لم أقرأ ما هو أجمل منها شكرا للمجهود

nisrinova 16-12-10 06:25 AM

روعة تسلم ايديكي يا قمر

شووقهـ 16-12-10 07:24 PM

يعطيك العافية ياعسل

روووعة

مودتي لكِ

hamesha 17-12-10 03:19 AM

rewayaa raw3aaa chokrann lakii

ساكنه 19-12-10 07:14 PM

مشكوووووووورة بجد رؤؤعة رواية هي وهو والخوف تسلم الايادي النعمة ياعسل والفتحية الك ومنتضرين التكملة بشوق ودمتي لي في قلبي سكنة:flowers2::flowers2::55::55:

sara00 05-01-11 05:41 PM

مشكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــورة
تسلـــــــــــــــــم الانامــــــــــــــل

ندي الزهار 11-01-11 11:50 PM

مشكوووووووورة بجد رؤؤعة

عربجيه ناعمه 12-01-11 02:51 PM

روعه
تقبلي مروري

kaj 13-01-11 05:06 AM

هي حلوه بس مش فيها شوية خيانه

هدىgb 05-02-11 01:55 AM

تسلم ايدك على الروايه الجميله

hsohsa 05-02-11 02:45 AM

شكراً شكراً شكراً
على الروايه.., من زمان كنت ادور عليهااا .,
عن جد
شكراً..,

بحيرة الدموع 07-05-11 08:53 PM

شكرا الرواية روعة

سماري كول 17-05-11 08:43 PM

تسلمين ع الروايه الحلوه

سومه كاتمة الاسرار 21-05-11 12:08 AM

مبين من الملخص انها تحفه سلمت اناملك

دلوعة فلسطينيه 24-05-11 06:39 PM

:55::55::55::55:

hoob 23-08-11 03:51 AM

:55::55::55:

أسيرة الاحزان 27-08-11 01:55 AM

يسلموا حياتي


رواية جميلة جدا

reemy10 30-08-11 06:56 AM

رواية حلوة جدا
ميرسي علي مجهودك

HATONE 04-09-11 01:29 PM

رووووووووووووووعة يسلمو عالمجهود الكبير حياتي

alex rose 04-09-11 02:09 PM

[SIZE="5"]تحففففففففففففففففففففففة تسلم ايدك
فعلا رواية راااااااااااااااائعة[/SIZE]

ندى ندى 13-01-12 05:37 AM

جميييييييييييييييييييله ورااااااااااااااااااااااااااائعه

love200 11-02-12 07:13 AM

:toot::8_4_134::lol::zkc04699::wookie:

hobas 10-03-12 03:12 AM

شكرررررررررررررررررررا

زهره النيل 13-03-12 08:14 PM

نشكرك يا قمر :dancingmonkeyff8:http://www.liilas.com/vb3/images/smi...gmonkeyff8.gif

ملك فارس 03-04-12 02:56 AM

روايه شيقه ومميزه تسلمى يا قمر

غنجة بيا 25-01-14 02:16 AM

رد: 157- هى و هو و الخوف - آن ميثر ( كاملة)
 
من اجمل الروايات مشكورة سلمت ااناملكي :welcome3:

مرتفعة 07-07-14 09:20 AM

رد: الفصل الثانى
 
رووووووووووووووووووووووووووعة

نور الصباح المشرق 21-02-15 12:15 AM

رد: 157 - هي و هو و الخوف - آن ميثر ( كاملة )
 
انا من اشد المعجبين بالكاتبه آن ميثر لها روايات رائعه ياريت لو تنزلي باقي رواياتها والف شكر لك على هذه الروايه الممتعه حقا ويعطيك الف عافيه حبيبتي :55:

ليزاحفناوي 27-02-15 03:16 PM

روايات ان مثر من اروع الروايات..شكرا

الخنساء الشاعره 14-10-15 01:28 PM

رد: 157 - هي و هو و الخوف - آن ميثر ( كاملة )
 
روايه روعهههه مشكورها على المجهود🌹🌹🌹🌹❤️❤️❤️❤️❤️

ميرين 09-11-15 08:01 PM

رد: 157 - هي و هو و الخوف - آن ميثر ( كاملة )
 
رواية جملية

شكرا

rashatarek 12-11-15 02:27 PM

رائعة جدا شكرا على الجهد

الشاعر الزعابي 12-11-15 10:24 PM

رد: 157 - هي و هو و الخوف - آن ميثر ( كاملة )
 
شكرا وبالتوفيق

نجلاء عبد الوهاب 30-04-16 10:38 PM

رد: 157 - هي و هو و الخوف - آن ميثر ( كاملة )
 
حلوووووووووووووووووووة كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييير
تسلم الايادى
:dancingmonkeyff8::lol::dancingmonkeyff8::55::55::peace:

fairbeauty 02-05-16 03:17 AM

رد: 157 - هي و هو و الخوف - آن ميثر ( كاملة )
 
جميييييييلة

ودعلي 28-06-16 10:18 AM

جميلة جداااااا

فرحــــــــــة 05-07-16 02:26 AM

رد: 157 - هي و هو و الخوف - آن ميثر ( كاملة )
 
غاليتى
Disckoooooo
سلمت يداكى على مااخترته لنا
قصة فى منتهى الجمال والروعة
لك منى كل الشكر والتقدير
دمتى بكل الخير
فيض ودى

اكون 23-03-17 08:47 PM

رد: 157 - هي و هو و الخوف - آن ميثر ( كاملة )
 
تسلمى كانت روعه كتيرررررررررررررررر

نسوبة 27-03-17 09:02 AM

رد: 157 - هي و هو و الخوف - آن ميثر ( كاملة )
 
رواية
رائعة
كتيييير

روني القمر 01-06-18 01:07 PM

رووووووووعة ..تسلمي


الساعة الآن 06:03 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية