15 دماء مصرية في أثينا : قرأ مدير المخابرات المصرية البرقية الشفرية التي أرسلتها منى أكثر من مرة قبل أن ينهض من خلف مكتبه ويعقد كفيه خلف ظهره وهو يتحرك في أرجاء المكتب في توتر إلي أن سأله أحد رجال المخابرات : هل تعتقد أن المسئولون سيوافقون على هذا يا سيدي ؟ مط مدير المخابرات شفتيه وغمغم في قلق : لست أدري ولكن يبدو أن خطة أدهم تعتمد على التزامهم الصمت التام . سأله الرجل في اهتمام : ألم يرسل بتفاصيل خطته ؟ هز مدير المخابرات رأسه وقال : نعم ولكنني أثق به ثقة عمياء . ساد الصمت لحظة قبل أن يردف : ولكن هل تكفي ثقتي لاتخاذ مثل هذا القرار الخطير ؟ تردد رجل المخابرات في طرح رأيه ثم فضل في النهاية التزام الصمت في حين أردف مدير المخابرات في حزم : ولكن واجبنا يقتضي أن نعاونه . والتقط سماعة الهاتف وهو يقول : وسأبذل كل جهدي من أجل ذالك . ****************************************1 :liilas: |
أطفأت سونيا سيجارتها وهي تلتفت إلي دافيد الذي غادر حجرته ووجهه محاط بالضمادات وقالت في برود : أما زلت تثق في عرض أدهم صبري ؟ هتف دافيد في سخط : تبا له لقد حطم وجهي بلا رحمة . ثم لوح بذراعه وهو يردف في حنق : إنني حتى لم أعتد صوتي بعد من خلال أسناني المحطمة . أشعلت سونيا سيجارة أخرى وهي تقول في سخط : هذا جزاء حماقتك . ظهر الغضب في عينيه لحظة ثم هتف في غضب : هذا الشيطان سيفسد العملية كلها .. لا بد لنا من التخلص من ذالك الوزير المصري فورا . غمغمت سونيا في ضيق : لم يحن الوقت بعد يا دافيد هتف في غضب : فالتذهب المهلة إلي الجحيم لو أن أدهم صبري عثر على الوزير قبل انتهاء المهلة فالنقل وداعا للعملية كلها ... إن قتل الوزير هو الضمان الوحيد لنجاح المهمة . عقدت سونيا حاجبيها في تفكير عميق وقالت في صوت خافت : هذا قرار خطير . صاح دافيد : ليس بالخطورة التي تتصورينها يا سونيا فحتى لو وافقت مصر على شروطنا فلن يكون بإمكاننا إعادة الوزير فهذا يعرض معاهدة السلام بيننا وبينهم للخطر. صمتت سونيا لحظة ثم ابتسمت وقالت : يبدو أنك كنت تفتقد لكمات أدهم صبري منذ زمن طويل يا دافيد فها هو ذا عقلك يبدأ بالتفكير . ثم نهضت والتقطت سماعة الهاتف وهي تردف : سأتصل برجالنا فورا وأطلب منهم أن ..... أمسك السماعة وهو يقول في حدة : كلا يا سونيا إنني لن أثق بشيء بعد الآن حتى أراه بعيني . ثم أردف وهو يعيد السماعة إلي موضعها : سأقتل الوزير بنفسي ... الآن . ********************************************1 :liilas: |
ساد الصمت تماما داخل سيارة سونيا وهي تنطلق في الطريق من أثينا إلي مدينة كلاماي على الساحل الجنوبي لبلاد اليونان واختلست هي النظر إلي دافيد الذي استرخى في المقعد المجاور لها وسألته في سخرية : أما زالت رأسك تدور منذ لكمك أدهم صبري يا دافيد ؟ غمغم في سخط : إن قبضته قوية للغاية يا سونيا . أطلقت ضحكة ساخرة وهي و قالت : نعم يا دافيد .. لقد أجمع رجالنا على ذالك . عقد حاجبيه في غضب وقال : ولكننا سنلقنه درسا بقتل الوزير . ثم أردف وكأنه يحاول الفرار من سخرية سونيا : لقد كانت فكرة رائعة أن نخفي الوزير في كالاماي .... أليس كذالك ؟ أجابته في هدوء : بلى .. فالجميع يتصورون أنه قد اختفى في ذالك الحي اليوناني . مط شفتيه وغمغم : يا لأغبياء !! ضحكت سونيا مرة ثانية في سخرية وقالت : صوتك يبدو طريفا يا دافيد بغد أن حطم أدهم صبري أسنانك . عقد دافيد حاجبيه وغمغم في سخط : هل ينقضي الليل كله ونحن نتحدث عن هذا الشيطان .؟ ابتسمت سونيا في تهكم وقالت : لا يا دافيد لقد وصلنا إلي هدفنا . رفع دافيد عينيه إلي الفيلا الأنيقة التي توقفت أمامها سونيا في أرقى أحياء كلاماي وغمغم في هدوء : نعم يا سونيا .. وصلنا إلي هدفنا . ******************************************81 :liilas: |
أصيب رجال الموساد الخمسة الذين يقومون على حراسة الوزير المختطف في الفيلا بالدهشة عندما وصل دافيد وسونيا في السادسة صباحا وازدادت دهشتهم حينما سألتهم سونيا : أين الوزير المصري ؟ أجابها أحد الرجال وهو يشير إلي حجرة جانبية : إنه مقيد في حجرته وقد تفقدته منذ لحظات . قال دافيد في صرامة : أحضره إلي هنا . حدق الرجل في وجه دافيد بدهشة وهم بسؤاله عن سر الضمادات التي تغطي وجهه ولكنه آثر الصمت وأسرع يلبي الأمر ولم يلبث أن عاد بوزير الخارجية المصري مقيد اليدين خلف ظهره فابتسمت سونيا في سخرية وقالت : مرحبا يا سيادة الوزير .. لقد تخلت عنك دولتك . رفع الوزير المصري رأسه في كبرياء وقال في شجاعة : هذا هو التصرف الأمثل أيتها الأفعى فالتضامن العربي حلم يراود كل العرب منذ الأزل ومن الخطأ التضحية به من أجل رجل واحد مهما بلغ منصبه . عقدت سونيا حاجبيها في غضب وقالت : يبدو أنك لم تقدر الأمر حق قدره أيها الوزير إن رفض دولتك يعني أننا مضطرون لقتلك . بدا الوزير مثالا للعزة والإباء وهو يقول في ثبات : لو كانت حياتي ثمنا للتضامن العربي فإنني أدفعها عن طيب خاطر . رفعت سونيا مسدسها إلي رأسه وهي تقول في غضب هائل : حسنا أيها الوزير الأحمق ستدفع حياتك الآن . لم ترتجف شعرة من جسد الوزير على الرغم من يقينه بالموت بل ظلت عيناه صارمتين وهو ينظر في عيني سونيا بثبات فقال دافيد في غضب : مهلا يا سونيا ... أريد أن أحظى بهذا الشرف . تناول المسدس من يدها في حدة فقالت هي : حسنا يا دافيد .. أطلق النار على رأسه مباشرة . لم تكد تتم عبارتها حتى ارتفع رنين الهاتف إلي جوارها تماما فأسرعت تلتقط سماعته وتضعها على أذنها وهي تقول : من المتحدث ؟ كاد الذهول يعصف بنفسها حين سمعت صوتا متلهفا على الجانب الآخر يهتف في انفعال وتوتر : سونيا .. لقد توقعت وجودك هناك ...أنا دافيد .. لقد باغتني ذالك الشيطان المصري في حجرتي وأفقدني الوعي ثانية .. لقد كان ينتحل شخصيتي يا سونيا ..هل تسمعينني ؟.. إنه ينتحل شخصيتي . *************************************************1 :liilas: |
16 الذهول : سقطت سماعة الهاتف من يد سونيا وهي تحدق في ذهول في وجه الرجل الذي يقف أمامها ووجهه مغطى بالضمادات وارتجفت شفتاها وهي تغمغم : إنه أنت . قفز أدهم صبري الذي ينتحل شخصية دافيد إلي الوراء بحيث أصبح يواجه الرجال الخمسة وسونيا جراهام وصوب مسدسه للجميع وهو يقول في سخرية بدت كالحمم الملتهبة وهي تعبر أذني سونيا : نعم يا عزيزتي سونيا .. هو أنا . تطلع إليه الرجال الخمسة في ذهول وشاركهم الوزير المصري ذهولهم في حين هتفت سونيا وهي تكاد تبكي من فرط القهر والذل : ولكن كيف ؟ هز أدهم كتفيه وقال : كنت أعلم أنك المخلوقة الوحيدة في هذا العالم التي يمكنها تعرفي مهما بلغ إتقان تنكري يا سونيا ولكنك كنت في الوقت نفسه الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يقودني إلي المكان الذي وضعتم فيه الوزير لذا فقد تعمدت في لقائنا الأخير تحطيم أسنان دافيد وأنفه ووجهه بحيث يضطر إلي تغطيته بالضمادات وهنا تكون هناك الفرصة لخداعك حينما أنتحل شخصيته فالضمادات ستخفي الجزء الأكبر من الوجه وبخاصة الأذنان اللتان تعتمدين عليهما اعتمادا كبيرا في تعرفي والأسنان المحطمة ستبرر أي اختلاف طفيف في الصوت وطبيعتك الشرسة ستجعلك توافقين بسرعة على ضرورة التخلص من الوزير وسيكون وجهي المحطم مبررا كافيا لتقودي أنت السيارة إلي هنا . ضغطت سونيا أسنانها وهي تقول في غضب : لقد خدعتني . ضحك في سخري وهو يقول : ليست المرة الأولى يا سونيا . بدا صوتها مفعما بالكراهية والوحشية والغضب وهي تقول : ولكنها ستكون الأخيرة يا أدهم صبري . وفي قفزة مباغتة ماهرة وصلت سونيا إلي الوزير وأحاطت عنقه بساعدها في قوة واستلت من حزامها خنجرا ماضيا وضعته على عنقه وهي تصرخ في غضب : ألق سلاحك يا أدهم صبري أو أذبح هذا الوزير أمام عينيك . ***********************************************1 :liilas: |
الساعة الآن 01:44 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية